شرح الأشمونى لألفية ابن مالك

الأُشْمُوني

المجلد الأول

المجلد الأول القسم الأول: ترجمة ابن مالك وترجمة الأشموني ... القسم الأول: ترجمة ابن مالك وترجمة الأشموني بسم الله الرحمن الرحيم 1 - ترجمة ابن مالك: هو جمال الدين، أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك، الطائي نسبا، الشافعي مذهبا، الجياني منشأ. ولد في جيان في الأندلس في سنة 600هـ، وقيل: سنة601هـ، وقيل: سنة 597هـ، وقيل: سنة 598هـ. تلقى علومه الأولى في بلدته، ثم انتقل، وهو شاب، إلى دمشق، ثم ما لبث أن ترك المذهب المالكي الذي كان غالبا على الأندلسيين ليدخل المذهب الشافعي. أخذ ابن مالك القراءات والنحو عن أبي رزين بن ثابت بن محمد بن يوسف الكلاعي، من أهل لبلة بالأندلس، وسمع من السخاوي، علي بن محمد النحوي المقرئ، وقرأ على أبي الفضل مكرم بن محمد بن أبي الصقر، ولازم في حلب حلقة ابن يعيش النحوي، كما جالس تلميذه ابن عمرون. "وكان إماما في القراءات وعللها، وأما اللغة فكان إليه المنتهى في الإكثار من نقل غريبها، والاطلاع على وحشيها. وأما النحو والتصريف فكان فيهما بحرا لا يجارى، وحبرا لا يبارى. وأما أشعار العرب التي يستشهد بها على اللغة والنحو، فكانت الأئمة الأعلام يتحيرون فيه، ويتعجبون من أين يأتي بها. وكان نظم الشعر سهلا عليه: رجزه وطويله وبسيطه وغير ذلك، هذا مع ما هو عليه من الدين المتين، وصدق اللهجة، وكثرة النوافل، وحسن السمت، ورقة القلب، وكمال العقل، والوقار والتؤدة"1.

_ 1 بغية الوعاة 1/ 130.

وقد أخذ عنه علماء كثيرون، منهم ابنه بدر الدين محمد شارح ألفيته، والإمام النووي، وشمس الدين بن جعوان، والعلاء بن العطار، والشيخ أبو الحسين اليونيني، وبها الدين بن النحاس شيخ الديار المصرية في علم اللسان، وقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، وابن خلكان، وشهاب الدين بن نافع، وغيرهم. أما مؤلفاته فقد قاربت الخمسين. وقد أحصاها الدكتور رمزي بعلبكي مشيرا إلى المطبوع منها بالحرف "ط"، وإلى المخطوط بالحرف "خ"، مغفلا الإشارة إلى العناوين التي ذكرتها المصادر ولم تطبع أو يعثر لها على مخطوط، فجاءت على النحو التالي مرتبة ترتيبا ألفبائيا1: 1- الاعتداد في الفرق بين الزاي والضاد. 2- أجوبة على أسئلة جمال الدين اليمني في النحو "خ". 3- أرجوزة في الخط "خ". 4- أرجوزة في المثلثات، طبعت ضمن كتابه "تحفة المودود". 5- الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد. 6- الاعتماد في نظائر الظاء والضاد، ولعله المؤلف السابق نفسه. 7- إعراب مشكل القرآن. 8- الإعلام بمثلث الكلام "ط". 9- أفعال الأمر التي تبقى على حرف واحد "خ". 10- إكمال الإعلام في تثليث الكلام "خ". 11- إكمال العمدة وشرحه. 12- الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة "خ". 13- الألفية أو الخلاصة. 14- إيجاز التعريف في علم التصريف "أو: بضروري التصريف"، وقد يسمى "تصريف ابن مالك" "خ". 15- بيان ما فيه لغات ثلاث أو أكثر "خ". 16- تحفة الإحظا في الفرق بين الضاد والظا "خ"، ولعله كتاب الاعتضاد السابق نفسه. 17- تحفة المودود في المقصور والممدود "ط". 18- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد "ط". 19- تنبيهات ابن مالك "خ". 20- ثلاثيات الأفعال "خ".

_ 1 عن مقدمة تحقيقه لكتاب "شرح ابن عقيل" ص8-10.

21- حوز المعاني في اختصار حرز الأماني. 22- ذكر معاني أبنية الأسماء الموجودة في المفصل للزمخشري "خ". 23- سبك المنظوم وفك المختوم "خ". 24- شرح ابن مالك على تصريفه المأخوذ من كافيته "خ". 25- شرح الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد "خ". 26- شرح إيجاز التعريف. 27- شرح تحفة المودود في المقصور والممدود "ط". 28- شرح التسهيل "خ". 29- شرح الجزولية. 30- شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ "ط". 31- شرح الكافية الشافية "ط". 32- شرح لامية الأفعال "ط". 33- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح "ط". 34- الضرب في معرفة لسان العرب. 35- العروض "خ". 36- عمدة الحافظ وعدة اللافظ "ط". 37- فتاوى ابن مالك "جمعها بعض طلبته". 38- الفوائد النحوية والمقاصد المحوية. 39- القصيدة الدالية المالكية في القراءات السبع "خ". 40- قصيدة في الأسماء المؤنثة "خ". 41- الكافية الشافية "ط". 42- لامية الأفعال "ط". 43- المقدمة الأسدية، وضعها باسم ابنه الثاني محمد المعروف بالأسد. 44- منظومة فيما ورد من الأفعال بالواو والياء "خ". 45- المؤصل في نظم المفصل. 46- النظم الأوجز فيما يهمز. 47- نظم الفوائد. 48- نظم الكافية في اللغة "خ". 49- وفاق الاستعمال في الإعجام والإهمال "خ".

توفي ابن مالك في 12 شعبان سنة 672هـ، وصلي عليه بالجامع الأموي بدمشق، ودفن بسفح جبل قاسيون. 2- مصادر ترجمة ابن مالك ومراجعها: كثيرة هي المصادر والمراجع التي ترجمت لابن مالك، ومنها1: - الأعلام لخير الدين الزركلي 6/ 233. - البداية والنهاية لابن كثير 13/ 267. - بغية الوعاة للسيوطي 1/ 130-137. - البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي 2/ 180. - تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان 5/ 275-296. - حاشية الخضري على ابن عقيل 1/ 7. - دائرة المعارف 4/ 16-18. - دائرة المعارف الإسلامية 1/ 272-274. - روضات الجنات للخوانساري 8/ 76. - شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي 5/ 339. - طبقات الشافعية للإسنوي 2/ 454. - طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 28. - طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة ص133. - العبر في خبر من غبر للذهبي 5/ 300. - غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 180. - فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 3/ 407. - المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 4/ 8. - مرآة الجنان لليافعي 4/ 172. - معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 10/ 234. - معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف اليان سركيس، العمود 232: العمود 234. - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي 7/ 243. - الوافي بالوفيات للصفدي 3/ 359-364. 3- ترجمة الأشموني: هو علي بن محمد بن عيسى، أبو الحسن نور الدين الأشموني "838هـ/ 1435م-

_ 1 رتبناها بحسب الترتيب الألفبائي.

نحو 900هـ/ نحو 1495م". نحوي، فقيه، متكلم، ناظم. أصله من أشمون بمصر. ولد في القاهرة، وولي القضاء في دمياط. كان شيخا بارعا مفننا أخذ من أجل مشايخ عصره. من مؤلفاته: - حاشية على "الأنوار لعمل الأبرار" للشيخ الإمام جمال الدين يوسف بن إبراهيم الشافعي "799هـ"، وهو في فقه الشافعية. - منهج المسالك إلى ألفيه ابن مالك، وهو المعروف باسم "شرح الأشموني". - نظم "إيساغوجي" في المنطق. - نظم "جمع الجوامع" في النحو لجلال الدين عبد الرحمن أبي بكر السيوطي "911هـ". - نظم "منهاج الدين" للشيخ الإمام أبي عبد الله حسين بن الحسن الحليمي الجرجاني الشافعي "403هـ" في شعب الإيمان. - الينبوع في شرح المجموع، وهو شرح لكتاب "المجموع في فروع الشافعية" لأبي علي حسين بن شعيب المعروف بابن السنجي "430هـ". 4- مصادر ترجمة الأشموني ومراجعها1: - الأعلام 5/ 10. - خطط مبارك 8/ 74. - الضوء اللامع 6/ 5. - كشف الظنون 1/ 153. - معجم المؤلفين 7/ 184. - معجم المطبوعات العربية والمعربة ص451. - المعجم المفصل في اللغويين العرب 1/ 488. - هدية العارفين 1/ 739. 5- ألفية ابن مالك: وضع ابن مالك أرجوزة طويلة تقارب أبياتها الثلاثة آلاف بيت من مزدوج الرجز، تضم النحو والصرف معا، ثم شرحها نثرا بكتاب سماه "الوفية"، ثم لخصها بكتاب سماه "الخلاصة"، الذي عرف بـ"الألفية" نسبة إلى عدد أبياته التي بلغت الألف بيت. وقد نهج ابن مالك فيها نهج نحوي قبله كان له فضل السبق في هذا المضمار هو ابن معط "توفي سنة

_ 1 رتبناها ترتيبا ألفبائيا.

564"، وقد اعترف ابن مالك بهذا السبق ذاهبا إلى أن ألفيته أحسن من ألفية ابن معط، فقال: وتقتضي رضا بغير سخط ... فائقة ألفية ابن معط وهو بسبق حائز تفضيلا ... مستوجب ثنائي الجميلا والله يقضي بهبات وافره ... لي وله في درجات الآخره ونشير هنا إلى أن السيوطي بعده وضع ألفية وقال في أولها: "فائقة ألفية ابن مالك"، كذلك جاء بعد السيوطي الأجهوري المالكي فوضع ألفية أخرى زاد فيها على السيوطي، وقال في مقدمتها: "فائقة ألفية السيوطي". وأبيات الألفية كلها من كامل الرجز، وتمتاز عباراتها بالرقة والدقة والإيجاز في صياغة الأحكام، ولذلك يسهل حفظها. ويظهر أن ابن مالك قد حرص على هذا الأمر لأن غايته من ألفيته غاية تعليمية، وقد جعل أبواب النحو في القسم الأول منها، وأبواب الصرف في قسمها الأخير. وقد نالت ألفية ابن مالك من الشهرة ما لم تنله أي ألفية أخرى، أو أي كتاب نحوي آخر، فقد بلغت شروحها وشروح شروحها والذيول والحواشي عليها العشرات، كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية وطبعت طبعات يصعب إحصاؤها. 6- منهج المسالك إلى ألفية ابن مالك: هذا الكتاب واحد من الكتب الكثيرة التي وضعت شرحا لألفية ابن مالك، وهو، كما يقول مؤلفه في مقدمته "شرح لطيف بديع على ألفية ابن مالك، مهذب المقاصد واضح المسالك يمتزج بها امتزاج الروح بالجسد، ويحل منها محل الشجاعة من الأسد، تجد نشر التحقيق من أدراج عباراته يعبق، وبدر التدقيق من أبراج إشاراته يشرق، خلا من الإفراط الممل، وعلا عن التفريط المخل، وكان بين ذلك قواما، وقد لقبته بـ "منهج المسالك إلى ألفية ابن مالك" ولم آل جهدا في تنقيحه وتهذيبه، وتوضيحه وتقريبه". وقد تلقى العلماء هذا الكتاب بكثير من العناية، فوضعوا الحواشي عليه، ومن هؤلاء أبو عبد الله محمد بن علي بن سعيد التونسي المتوفى سنة 1199هـ، وقد سمى حاشيته "زهر الكواكب لبواهر المواكب"، وأبو العرفان الشيخ محمد بن علي الصبان الشافعي الحنفي "توفي سنة 1206هـ"، وقد عرفت حاشيته باسم "حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك". 7- طبعات الكتاب: طبع كتاب الأشموني لأول مرة في بولاق سنة 1280هـ مع حاشية الصبان عليه، ثم

طبع سنة 1293هـ وسنة 1298 في تونس مع حاشية ابن سعيد التونسي عليه التي سماها "زهر الكواكب لبواهر المواكب" كما سبق القول. وفي السنة 1205هـ أعيد طبعه مع حاشية الصبان عليه في المطبعة الأزهرية بمصر وفي المطبعة الخيرية فيها أيضا. وأول طبعة للكتاب دون الحواشي عليه هي طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد في مطبعة السعادة بمصر سنة 1375هـ/ 1955م، وقد جاءت هذه الطبعة خالية من أي حاشية أو استدراك، إذ اكتفى المحقق بتحقيق المتن، لكنه عاد فأصدر أربعة أجزاء منه مثقلة بالحواشي والتعليقات والاستدراكات على عادته في تحقيق الكتب النحوية، ووصل في نهاية الجزء الرابع إلى نهاية باب العطف. ولندرة الكتاب في سوق الكتب، بل لفقدانه، ولأن عمل السيد محمد محيي الدين عبد الحميد، على جودته، لم يكتمل جئت بعملي هذا علني أسد ثغرة في سلسلة تحقيقاتنا للكتب النحوية. وقد حرصت في هذه الطبعة على: - تخريج الآيات القرآنية، والشواهد الشعرية، والأمثال العربية مع اعتناء خاص بالشواهد الشعرية من حيث تعيين بحورها، وشعرائها، ومصادرها، ومعانيها، وإعراباتها، ومواطن الاستشهاد فيها. - إثبات بعض التعليقات مع الحرص على عدم إثقال المتن بالحواشي. - وضع الفهارس المختلفة في نهاية الكتاب. وفي الختام، لا بد أن أشكر الدكتور إميل بديع يعقوب على إشرافه على هذا العمل، إذ سدد خطاي، وأعانني كثيرا كي أتمه وفق المنهج الذي ارتضاه في السلسلة النحوية الصادرة عن دار الكتب العلمية في بيروت، والتي صدر منها حتى الآن الكتب التالية. - شرح شذور الذهب. - شرح قطر الندى وبل الصدى. - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك. - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. - الإنصاف في مسائل الخلاف. وبعد، آمل أن أكون قد وفقت في عملي، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب. حسن حمد

القسم الثاني: شرح الأشموني على ألفية بن مالك المسمى" منهج المسالك إلى ألفية بن مالك"

القسم الثاني: شرح الأشموني على ألفية بن مالك المسمى" منهج المسالك إلى ألفية بن مالك" مدخل ... بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله على ما منح من أسباب البيان، وفتح من أبواب التبيان، والصلاة والسلام على من رفع بماضي العزم قواعد الإيمان، وخفض بعامل الجزم كلمة البهتان، مُحَمَّدٍ المنتخب من خلاصة معد ولباب عدنان، وعلى آله وأصحابه الذين أحرزوا قصبات السبق في مضمار الإحسان، وأبرزوا ضمير القصة والشان، بسنان اللسان ولسان السنان، فهذا شرح لطيف بديع على ألفية ابن مالك، مهذب المقاصد واضح المسالك، يمتزج بها امتزاج الروح بالجسد، ويحل منها محل الشجاعة من الأسد، تجد نشر التحقيق من أدراج عباراته يعبق، وبدر التدقيق من أبراج إشاراته يشرق، خلا من الإفراط الممل، وعلا عن التفريط المخل، وكان بين ذلك قوامًا, وقد لقبته بـ"منهج المسالك، إلى ألفية ابن مالك", ولم آل جهدا في تنقيحه وتهذيبه، وتوضيحه وتقريبه. والله أسأل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به من تلقاه بقلب سليم، إنه قريب مجيب، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.

"شرح مقدمة الألفية": "بسم الله الرحمن الرحيم" 1- قالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابن مالك ... أحمد ربي الله خير مالك هو الإمام، العلامة أبو عبد الله، جمال الدين بن عبد الله "ابْنُ مالِك" الطائي نسبا، الشافعي مذهبا، الجياني منشأ، الأندلسي إقليما، الدمشقي دارا ووفاة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان عام اثنين وسبعين وستمائة، وهو ابن خمس وسبعين سنة "أَحْمَدُ رَبي اللَّهَ خَيْرَ مَالِك" أي: أثني عليه الثناء الجميل، اللائق بجلال عظمته، وجزيل نعمته التي هذا النظم من آثارها، واختار صيغة المضارع المثبت لما فيها من الإشعار بالاستمرار التجددي وقصد بذلك الموافقة بين الحمد والمحمود عليه، أي: كما أن آلاءه تعالى لا تزال تتجدد في حقنا دائما كذلك نحمده بمحامد لا تزال تتجدد، وأيضا فهو رجوع إلى الأصل؛ إذ أصل "الحمد لله": أحمد أو حمدت حمد الله؛ فحذف الفعل اكتفاء بدلالة مصدره عليه، ثم عدل إلى الرفع لقصد الدلالة على الدوام والثبوت، ثم أدخلت عليه "أل" لقصد الاستغراق. و"الرب" المالك. و"الله" علم على الذات الواجب الوجود -أي: لذاته- المستحق لجميع المحامد، ولم يسم به سواه، قال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} 1 أي: هل تعلم أحدا تسمى الله غير الله، وهو عربي عند الأكثر، وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم، وقد ذكر في القرآن، في ألفين وثلثمائة وستين موضعا، واختار الإمام النووي تبعا لجماعة أنه الحي القيوم، قال: ولهذا لم يذكر في القرآن إلا في ثلاثة مواضع: في البقرة، وآل عمران، وطه. والله أعلم. تنبيه: أوقع الماضي موقع المستقبل تنزيلا لمقوله منزلة ما حصل: إما اكتفاء

_ 1 مريم: 65.

بالحصول الذهني، أو نظرًا إلى ما قوي عنده من تحقق الحصول وقربه، نحو: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} 1. وجملة "هو ابن مالك" معترضة بين "قال" ومقوله، لا محل لها من الإعراب، ولفظ "رب" نصب تقديرًا على المفعولية، والياء في موضع الجر بالإضافة، والله نصب بدل من "رب" أو بيان، و"خير" نصب أيضًا بدل أو حال على حد: "دعوت الله سميعًا" وموضع الجملة نصب مفعول لقال، ولفظها خبر، ومعناها الإنشاء، أي: أُنشئ الحمد. 2- مصليا على النبي المصطفى ... وآله المستكملين الشرفا "مُصَلِّيًا" أي: طالبًا من الله صلاته، أي: رحمته "عَلَى النَّبيِّ" -بتشديد الياء- من النبوة-أي: لأنه مخبر عن الله تعالى، فعلى الأول هو فعيل بمعنى مفعول، وعلى الثاني بمعنى فاعل. و"مصليًا" حال من فاعل "أحمد" منوية لاشتغال مورد الصلاة بالحمد، أي: ناويًا الصلاة على النبي "الْمُصْطَفَى" مفتعل من الصفوة، وهو: الخلوص من الكدر، قلبت تاؤه طاء لمجاورة الصاد، ولامه ألفًا لانفتاح ما قبلها؛ ومعناه المختار "وَآلِهِ" أي: أقاربه من بني هاشم والمطلب "الْمُسْتَكْمِلِينَ" باتباعه "الشَّرَفَا" أي: العلو. "لفظة آل": تنبيه: أصل "آل": أهل: قلبت الهاء همزة، كما قلبت الهمزة هاء في "هراق" الأصل "أراق" ثم قلبت الهمزة ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها، كما في "آدم"، و"آمن" هذا مذهب سيبويه. وقال الكسائي: أصله "أول" كجمل، من آل يؤول: تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا. وقد صغروه على "أهيل" وهو يشهد للأول، وعلى "أويل" وهو يشهد للثاني: ولا يضاف إلا إلى ذي شرف، بخلاف "أهل"، فلا يقال "آل الإسكاف" ولا ينتقض بـ"آل فرعون" فإن له شرفًا باعتبار الدنيا، واختلف في جواز إضافته إلى المضمر: فمنعه الكسائي والنحاس، وزعم أبو بكر الزبيدي، أنه من لحن العوام، والصحيح جوازه. قال عبد المطلب "من مجزوء الكامل": 1- وانصر على آل الصليـ ... ــب وعابديه اليوم آلك

_ 1 النحل: 1. 1- التخريج: البيت لعبد المطلب بن هشام في الأشباه والنظائر 2/ 207؛ والدرر 5/ 31؛ وبلا نسبة في الممتع في التصريف 1/ 349؛ وهمع الهوامع 2/ 50. اللغة: انصر: ساعد. آل: أتباع، أصحاب. وآل الصليب: أي: المسيحيون. آلك: أتباعك. =

وفي الحديث: "اللهم صل على محمد وآله". 3- وأستعين الله في ألفيه ... مقاصد النحو بها محويه "وَأَسْتَعِينُ اللَّهَ فِي" نظم قصيدة "أَلْفِيَّه" أي: عدة أبياتها ألف أو ألفان، بناء على أنها من كامل الرجز أو مشطوره، ومحل هذه الجملة أيضًا نصب عطفًا على جملة "أحمد". والظاهر أن "في" بمعنى على، لأن الاستعانة وما تصرف منها إنما جاءت متعدية بـ"على", قال تعالى: {وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ} 1، {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} 2 أو أنه ضمن "أستعين" معنى "أستخير" ونحوه مما يتعدى بـ"في"، أي: وأستخير الله في ألفية "مَقَاصِدُ النَّحْوِ" أي: أغراضه وجل مهماته "بهَا" أي: فيها "مَحْويَّهْ" أي: محوزة. "تعريف علم النحو": تنبيه: النحو في الاصطلاح هو: العلم لمستخرج بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب الموصلة إلى معرفة أحكام أجزائه التي ائتلف منها، قاله صاحب المقرب. فعلم أن المراد هنا بالنحو ما يرادف قولنا: "علم العربية" لا قسيم الصرف. وهو مصدر أريد به اسم المفعول أي: المنحو، كالخلق بمعنى المخلوق. وخصته غلبة الاستعمال بهذا العلم، وإن كان كل علم منحوًا، أي: مقصودًا، كما خصت الفقه بعلم الأحكام الشرعية الفرعية وإن كان كل علم فقهًا، أي: مفقوهًا، أي: مفهومًا. وجاء في اللغة لمعان خمسة: القصد، يقال: نحوت نحوك، أي: قصدت قصدك، والمثل، نحو: مررت برجل نحوك، أي:

_ = المعنى: يطلب الشاعر من ربه أن يحمي المسلمين من أعدائهم. الإعراب: وانصر: "الواو": حرف عطف، "انصر": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". على آل: جار ومجرور متعلقان بـ"انصر"، وهو مضاف. الصليب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وعابديه: "الواو": حرف عطف، "عابديه": معطوفة على "آل" مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. اليوم: ظرف زمان منصوب متعلق بـ"انصر". آلك: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "انصر ... ": معطوفة على جملة سابقة. الشاهد: فيه قوله: "آلك" حيث أضاف كلمة "آل" إلى الضمير، وهذا جائز. 1 الفرقان: 4. 2 يوسف: 18.

مثلك، والجهة، نحو: توجهت نحو البيت، أي: جهة البيت، والمقدار، نحو: له عندي نحو ألف، أي: مقدار ألف، والقسم، نحو: هذا على أربعة أنحاء أي: أقسام، وسبب تسمية هذا العلم بذلك ما روي أن عليًا رضي الله تعالى عنه لما أشار على أبي الأسود الدؤلي أن يضعه وعلمه الاسم والفعل والحرف وشيئًا من الإعراب قال: "انح هذا النحو يا أبا الأسود". 4- تقرب الأقصى بلفظ موجز ... وتبسط البذل بوعد منجز "تُقَرِّبُ" هذه الألفية للأفهام "الأَقْصَى" أي: الأبعد من المعاني "بِلَفْظٍ مُوجَزِ" الباء بمعنى مع، أي: تفعل ذلك مع وجازة اللفظ، أي: اختصاره "وَتَبْسُطُ" أي: توسع "الْبَذْلَ" -بالمعجمة- أي: العطاء، وهو إشارة إلى ما تمنحه لقارئها من كثرة الفوائد "بِوَعْدٍ مُنْجِزِ" أي: موفى سريعًا. "الفرق بين "وعد" و"أوعد"": تنبيه: قال الجوهري: أوعد -عند الإطلاق- يكون للشر، ووعد للخير، وأنشد "من الطويل": 2- وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

_ 2- التخريج: البيت لعامر بن الطفيل في ديوانه ص58؛ ولبعض الطائيين في الجنى الداني ص434؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 246؛ وهمع الهوامع 2/ 44. اللغة: أوعد: هدد، وعد بالشر، وعده بالأمر: تعهد له بأن يبلغه إياه. أخلف الوعد: لم ينجز ما وعد به. أنجز: أتم. المعنى: يعبر الشاعر عن مكارم أخلاقه فيقول: إنه إذا توعد أحدا شرا أخلف، وإذا وعده خيرا وفى بوعده. الإعراب: وإني: "الواو": بحسب ما قبلها، "إني": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". وإن: "الواو": حالية، "إن": حرف زائد. أوعدته: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. أو: حرف عطف. وعدته: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. لمخلف: "اللام": حرف توكيد، "مخلف": خبر "إن" مرفوع بالضمة. إيعادي: مفعول به لـ"مخلف" منصوب بالفتحة المقدرة على =

5- وتقتضي رضا بغير سخط ... فائقة ألفية ابن معط "وَتَقْتَضِي" أي: تطلب، لما اشتملت عليه من المحاسن "رِضا" محضًا "بِغَيْرِ سُخْط" يشوبه "فَائِقَةً أَلْفِيَّةَ" الإمام العلامة أبي الحسن يحيى "ابْنِ مُعْط" بن عبد النور الزواوي الحنفي، الملقب زين الدين، سكن دمشق طويلًا، واشتغل عليه خلق كثير، ثم سافر إلى مصر وتصدر بالجامع العتيق لإقراء الأدب، إلى أن توفي بالقاهرة في سلخ ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وستمائة، ودفن من الغد على شفير الخندق، وبقرب تربة الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه، ومولده سنة أربع وستين وخمسمائة. تنبيه: يجوز في "فائقة" النصب على الحال من فاعل "تقتضي"، والرفع خبرًا لمبتدأ محذوف، والجر نعتًا لألفية، على حد {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} 1 في النعت بالمفرد بعد النعت بالجملة، والغالب العكس، وأوجبه بعضهم. 6- وهو بسبق حائز تفضيلا ... مستوجب ثنائي الجميلا 7- والله يقضي بهبات وافره ... لي وله في درجات الآخره "وَهْوَ" أي: ابن معط "بِسَبْق" الباء للسببية، أي: بسبب سبقه إياي "حَائِزٌ تَفْضِيلا" علي "مُسْتَوْجِبٌ" علي "ثَنَائِيَ الجَمِيلا" عليه؛ لما يستحقه السلف من ثناء الخلف. و"ثنائي" مصدر مضاف إلى فاعله، وهو الياء، والجميل: إما صفة للمصدر، أو معمول له "وَاللَّهُ يَقْضِي" أي: يحكم "بهبَاتٍ" جمع هبة، وهي: العطية، أي: عطيات "وَافِرَهْ" أي: تامة "لِي

_ = ما قبل الياء، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ومنجز موعدي: تعرب إعراب "مخلف إيعادي". وجملة: "إني لمخلف" بحسب ما قبلها. وجملة: "إن أوعدته ... " حالية. وجملة: "وعدته" معطوفة على جملة "أوعدته". الشاهد: فيه مجيء "أوعد" عند إطلاقه للشر، ومجيء "وعد" عند إطلاقه للخير. فالشاعر يفتخر بنفسه, فيقول: إنه إذا توعد غيره أن ينزل به شرا خلف بوعده، وهذا الخلف محمدة، أما إذا وعده خيرا وفى بوعده. 1 الأنعام: 92، 155.

وَلَهُ فِي دَرَجَاتِ الآخِرَهْ" الدرجات: قال في الصحاح: هي الطبقات من المراتب، وقال أبو عبيدة: الدرج إلى أعلى، والدرك إلى أسفل، والمراد مراتب السعادة في الدار الآخرة، ولفظ الجملة خبر ومعناها الطلب. تنبيه: وصف "هبات" وهو جمع بـ"وافرة" وهو مفرد لتأوله بجماعة، وإن كان الأفصح وافرات؛ لأن هبات جمع قلة، والأفصح في جمع القلة مما لا يعقل وفي جمع العاقل مطلقا المطابقة، نحو: "الأجذاع انكسرن، ومنكسرات، والهندات والهنود انطلقن، ومنطلقات" والأفصح في جمع الكثرة مما لا يعقل الإفراد نحو: "الجذوع انكسرت، ومنكسرة". خاتمة: بدأ بنفسه لحديث "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدأ بنفسه"، رواه أبو داود، وقال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} 1 وعن موسى عليه السلام: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي} 2، وكان الأحسن أن يقول رحمه الله تعالى: والله يقضي بالرضا والرحمه ... لي وله ولجميع الأمه لما عرفت، ولأن التعميم مطلوب.

_ 1 إبراهيم: 41؛ ونوح: 28. 2 الأعراف: 151.

الكلام وما يتألف منه

الْكَلاَمُ وَمَا يَتَأَلَّفُ مِنْهُ: الأصل "هذا باب شرح الكلام وشرح ما يتألف الكلام منه" اختصر للوضوح. 8- كلامنا لفظ مفيد كـ"استقم" ... واسم وفعل ثم حرف الكلم 9- واحده كَلِمَة والقول عم ... وكَلْمَة بها كلام قد يؤم2 "كَلاَمُنَا" أيها النحاة "لَفْظٌ" أي: صوت مشتمل على بعض الحروف: تحقيقا كزيد، أو تقديرا كالضمير المستتر "مُفِيدٌ" فائدة يحسن السكوت عليها "كَاسْتَقِمْ" فإنه لفظ مفيد بالوضع. فخرج باللفظ غيره من الدوال مما ينطلق عليه في اللغة كلام: كالخط، والرمز، والإشارة، وبالمفيد المفرد، نحو: زيد، والمركب الإضافي، نحو: غلام زيد، والمركب الإسنادي المعلوم مدلوله ضرورة: كالنار حارة، وغير المستقل كجملة الشرط، نحو: "إن قام زيد"، وغير المقصود، كالصادر من الساهي والنائم. تنبيهات: الأول: اللفظ مصدر أريد به اسم المفعول، أي: الملفوظ به، كالخلق بمعنى المخلوق. الثاني: يجوز في قوله "كاستقم" أن يكون تمثيلا وهو الظاهر، فإنه اقتصر في شرح الكافية على ذلك في حد الكلام، ولم يذكر التركيب والقصد نظرا إلى أن الإفادة تستلزمهما، لكنه في التسهيل صرح بهما وزاد فقال: الكلام ما تضمن من الكلم إسنادا مفيدا مقصودا لذاته، فزاد "لذاته" قال: لإخراج نحو: "قام أبوه" من قولك: "جاءني الذي قام أبوه" وهذا الصنيع أولى، لأن الحدود لا تتم بدلالة الالتزام، ومن ثم جعل الشارح قوله "كاستقم" تتميما للحد. الثالث: إنما بدأ بتعريف الكلام لأنه المقصود بالذات، إذ به يقع التفاهم.

الرابع: إنما قال: "وما يتألف منه" ولم يقل "وما يتركب" لأن التأليف كما قيل أخص؛ إذ هو تركيب وزيادة، وهي وقوع الألفة بين الجزأين. "وَاسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الْكَلِمْ" الكلم: مبتدأ خبره ما قبله، أي: الكلم الذي يتألف منه الكلام ينقسم باعتبار واحده إلى ثلاثة أنواع: نوع الاسم، ونوع الفعل، ونوع الحرف، فهو من تقسيم الكلي إلى جزئياته، لأن المقسم -وهو الكلمة- صادق على كل واحد من الأقسام الثلاثة، أعني الاسم والفعل والحرف، وليس الكلم منقسما إليها باعتبار ذاته، لأنه لا جائز حينئذٍ أن يكون من تقسيم الكل إلى أجزائه، لأن الكلم ليس مخصوصا بهذه الثلاثة، بل هو مقول على كل ثلاث كلمات فصاعدا، ولا من تقسيم الكلي إلى جزئياته، وهو ظاهر. ودليل انحصار الكلمة في الثلاثة: أن الكلمة إما أن تصلح ركنا للإسناد أو لا، الثاني الحرف، والأول إما أن يقبل الإسناد بطرفيه أو بطرف، الأول الاسم، والثاني الفعل، والنحويون مجمعون على هذا، إلا من لا يعتد بخلافه. وقد أرشد بتعريفه إلى كيفية تألف الكلام من الكلم بأنه ضم كلمة إلى كلمة فأكثر على وجه تحصل معه الفائدة المذكورة، لا مطلق الضم، وأقل ما يكون منه ذلك اسمان، نحو: "ذا زيد"، و"هيهات نجد" أو فعل واسم، نحو: "استقم"، و"قام زيد" بشهادة الاستقراء، ولا نقض بالنداء؛ فإنه من الثاني. تنبيه: ثم في قوله "ثم حرف" بمعنى الواو، إذ لا معنى للتراخي بين الأقسام، ويكفي في الإشعار بانحطاط درجة الحرف عن قسيميه ترتيب الناظم لها في الذكر على حسب ترتيبها في الشرف ووقوعه طرفا. واعلم أن الكلم اسم جنس على المختار، وقيل: جمع، وقيل: اسم جمع، وعلى الأول فالمختار أنه اسم جنس جمعي؛ لأنه لا يقال إلا على ثلاث كلمات فأكثر، سواء اتحد نوعها أو لم يتحد، أفادت أم لم تفد، وقيل: لا يقال إلا على ما فوق العشرة، وقيل: إفرادي، أي: يقال على الكثير والقليل كماء وتراب، وعلى الثاني فقيل: جمع كثرة، وقيل: جمع قلة، ويجري هذا الخلاف في كل ما يفرق بينه وبين واحده بالتاء، وعلى المختار يجوز في ضميره التأنيث ملاحظة للجمعية، والتذكير على الأصل، وهو الأكثر، نحو: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} 1، {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} 2 وقد أنثه ابن معط في ألفيته فقال: واحدها كلمة، وذكره الناظم فقال: "وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ" ونظير كلم وكلمة من المصنوعات: لبن ولبنة، ومن المخلوقات: نبق ونبقة، فاسم الجنس الجمعي هو الذي يفرق بينه وبين واحده بالتاء غالبا، بأن يكون واحده بالتاء غالبا، والاحتراز بـ"غالبا" عما جاء منه على العكس من

_ 1 فاطر: 10. 2 المائدة: 13.

ذلك، أي: يكون بالتاء دالًا على الجمعية وإذا تجرد منها يكون للواحد، نحو: كمء وكمأة، وقد يفرق بينه وبين واحده بالياء، نحو: روم ورومي، وزنج وزنجي. وحد الكلمة: قول مفرد، وتطلق في الاصطلاح مجازًا على أحد جزأي العلم المركب، نحو: "امرئ القيس" فمجموعهما كلمة حقيقة، وكل منهما كلمة مجازًا، وفيها ثلاث لغات: كَلِمة على وزن نَبِقة1، وتجمع على كَلِم كنَبِق، وكِلْمة على وزن سِدْرة2، وتجمع على كِلْم كسِدْر، وكَلْمَة على وزن تَمْرَة، وتجمع على كَلْم كتَمْر، وهذه اللغات في كل ما كان على وزن فعل ككَبِد وكَتِف، فإن كان وسطه حرف حلق جاز فيه لغة رابعة، وهي إتباع فائه لعينه في الكسر، اسمًا كان، نحو: فِخِذ، أو فعلًا، نحو: شِهِد. "وَالْقَوْلُ" وهو -على الصحيح- لفظ دال على معنى "عَم" الكلام والكلم والكلمة، عمومًا مطلقًا؛ فكل كلام أو كلم أو كلمة قول، ولا عكس: أما كونه أعم من الكلام فلانطلاقه على المفيد وغيره، والكلام مختص بالمفيد، وأما كونه أعم من الكلم فلانطلاقه على المفرد، وعلى المركب من كلمتين، وعلى المركب من أكثر، والكلام مختص بهذا الثالث، وأما كونه أعم من الكلمة فلانطلاقه على المركب والمفرد، وهي مختصة بالمفرد؛ وقيل: القول عبارة عن اللفظ المركب المفيد، فيكون مرادفًا للكلام، وقيل: هو عبارة عن المركب خاصة: مفيدًا كان أو غير مفيد، فيكون أعم مطلقًا من الكلام والكلم، ومباينًا للكلمة. وقد بان لك أن الكلام والكلم بينهما عموم وخصوص من وجه: فالكلام أعم من جهة التركيب وأخص من جهة الإفادة، والكلم بالعكس، فيجتمعان في الصدق في نحو: "زيد أبوه قائم" وينفرد الكلام في نحو: "قام زيد"، وينفرد الكلم في نحو: "إن قام زيد". تنبيه: قد عرفت أن القول على الصحيح أخص من اللفظ مطلقًا، فكان من حقه أن يأخذه جنسًا في تعريف الكلام كما فعل في الكافية، لأنه أقرب من اللفظ، ولعله إنما عدل عنه لما شاع من استعماله في الرأي والاعتقاد حتى صار كأنه حقيقة عرفية، واللفظ ليس كذلك. "وَكِلْمَة بهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤَمْ" أي: يقصد. كلمة: مبتدأ خبره الجملة بعده، قال المكودي: "وجاز الابتداء بكلمة للتنويع لأنه نوَّعها إلى كونها إحدى الكلم، وإلى كونها يقصد بها الكلام" انتهى. ولا حاجة إلى ذلك؛ فإن المقصود اللفظ وهو معرفة، أي: هذا

_ 1 النبقة: ثمرة شجر السدر. 2 السدرة: واحدة السدر، وهو شجر من العضاه.

اللفظ -وهو لفظ كلمة- يطلق لغة على الجمل المفيدة. قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} 1 إشارة إلى: {رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} 2، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: $"أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد "من الطويل": 3- أَلاَ كُلُّ شَيْء مَا خَلاَ الله بَاطِلُ ... "وكل نعيم لا محالة زائل" وهو من باب تسمية الشيء باسم بعضه، كتسميتهم ربيئة القوم عينا، والبيت من الشعر قافية، وقد يسمون القصيدة قافية لاشتمالها عليها، وهو مجاز مهمل في عرف النحاة.

_ 1 المؤمنون: 100. 2 المؤمنون: 99-100. 3- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص256؛ وجواهر الأدب ص382؛ وخزانة الأدب 2/ 255-257؛ والدرر 1/ 71؛ وديوان المعاني 1/ 18؛ وسمط اللآلي ص253؛ وشرح التصريح 1/ 29؛ وشرح شواهد المغني 1/ 150، 153، 154، 392؛ وشرح المفصل 2/ 78؛ والعقد الفريد 5/ 273؛ ولسان العرب 5/ 351 "رجز"؛ والمقاصد النحوية 1/ 5، 7، 291؛ ومغني اللبيب 1/ 133؛ وهمع الهوامع 1/ 3؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص211؛ وأوضح المسالك 2/ 289؛ والدرر 3/ 166؛ ورصف المباني ص269؛ وشرح شواهد المغني 2/ 531؛ وشرح عمدة الحافظ ص263؛ وشرح قطر الندى ص248؛ واللمع ص154؛ وهمع الهوامع 1/ 266. اللغة والمعنى: لا محالة: لا بد. زائل: فان. يقول: كل شيء في هذا الوجود ماض إلى زوال إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام. الإعراب: ألا: حرف استفتاح وتنبيه. كل: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. شيء: مضاف إليه مجرور. ما: حرف مصدري. خلا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "هو" على خلاف الأصل. الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب. باطل: خبر المبتدأ مرفوع. وكل: الواو حرف عطف، كل: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. نعيم: مضاف إليه مجرور. لا: نافية للجنس. محالة: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب. وخبرها محذوف. زائل: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "كل شيء باطل" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ما خلا الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية، أو في محل نصب حال تقديره: "خاليا". وجملة "كل نعيم ... " معطوفة على جملة "كل شيء" لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا محالة" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وفي البيت شاهدان أولهما قوله: "ما خلا الله" حيث ورد بنصب لفظ الجلالة بعد "خلا" فدل ذلك على أن الاسم الواقع بعد "ما خلا" يكون منصوبا، وذلك لأن "ما" هذه مصدرية، وما المصدرية لا يكون بعدها إلا فعل، ولذلك يجب نصب ما بعدها على أنه مفعول به، وإنما يجوز جره إذا كانت حرفا، وهي لا تكون حرفا متى سبقها الحرف المصدري. وثانيهما توسط المستثنى بين جزأي الكلام في قوله: "ألا كل شيء ما خلا الله باطل" يريد: ألا كل شيء باطل ما خلا الله.

تنبيه: "قد" في قوله "قد يؤم" للتقليل، ومراده التقليل النسبي، أي: استعمال الكلمة في الجمل قليل بالنسبة إلى استعمالها في المفرد، لا قليل في نفسه؛ فإنه كثير. "علامات الاسم": وهذا شروع في العلامات التي يمتاز بها كل من الاسم والفعل والحرف عن أخويه، وبدأ بالاسم لشرفه فقال: 10- بالجر والتنوين والندا وأل ... ومسند للاسم تمييز حصل "بِالْجَرِّ" ويرادفه الخفض، قال في شرح الكافية: وهو أولى من التعبير بحرف الجر، لتناوله الجر بالحرف والإضافة "وَالتَّنْوينِ" وهو في الأصل: مصدر نونت، أي: أدخلت نونا، ثم غلب حتى صار اسما لنون تلحق الآخر لفظا لا خطا لغير توكيد، فقيد "لا خطا" فصل مخرج للنون في نحو "ضيفن" اسم للطفيلي، وهو الذي يجيء مع الضيف متطفلا، وللنون اللاحقة للقوافي المطلقة -أي: التي آخرها حرف مد- عوضا عن مدة الإطلاق في لغة تميم وقيس، كقوله "من الوافر": 4- أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالْعِتَابَنْ ... وَقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَنْ

_ 4- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص813، وخزانة الأدب 1/ 69، 338، 3/ 151؛ والخصائص 2/ 96؛ والدرر 5/ 176، 6/ 233، 309؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 349؛ وسر صناعة الإعراب ص471، 479، 480، 481، 493، 501، 503، 513، 677، 726؛ وشرح شواهد المغني 2/ 762؛ وشرح المفصل 9/ 29؛ والكتاب 4/ 205، 208؛ والمقاصد النحوية 1/ 91؛ وهمع الهوامع 2/ 80، 212؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص655؛ وجواهر الأدب ص139، 141؛ وخزانة الأدب 7/ 432، 11/ 374؛ ورصف المباني ص29، 353؛ وشرح ابن عقيل ص17؛ وشرح عمدة الحافظ ص98؛ وشرح المفصل 4/ 15، 145، 7/ 9؛ ولسان العرب 14/ 244 "خنا"؛ والمنصف 1/ 224، 2/ 79؛ ونوادر أبي زيد ص127. شرح المفردات: أقلي: خففي، أو اتركي. عاذل: ترخيم "عاذلة"، وهي اللائمة. أصبت: أي كنت مصيبا فيما أقول أو أفعل. المعنى: يقول: خففي لومك وعتابك يا لائمتي، واعترفي بصواب ما أقوله إذا ما كنت مصيبا. الإعراب: "أقلي": فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. "اللوم": مفعول به منصوب بالفتحة. "عاذل": منادى مرخم مبني على ضم الحرف المحذوف للترخيم في محل نصب. "والعتابا": الواو حرف عطف، و"العتابا" معطوف على "اللوم" منصوب بالفتحة. و"الألف" للإطلاق. و"قولي": الواو حرف عطف. و"قولي": فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير في محل =

الأصل العتابا، وأصابا. وقوله "من الكامل": 5- أَفِدَ التّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكابَنَا ... لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِنْ

_ = رفع فاعل. "إن": حرف شرط جازم. "أصبت": فعل ماض مبني على السكون. والتاء: ضمير في محل رفع فاعل، وهو في محل جزم فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف تقديره: "إن أصبت فقولي ... " "لقد": اللام: واقعة في جواب قسم محذوف تقديره "والله ... "، و"قد": حرف تحقيق. أصابا: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو"، والألف للإطلاق. وجملة "أقلي" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب. "قولي" الفعلية معطوفة على جملة "أقلي" لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن أصبت فقولي" الشرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قولي" المحذوفة في محل جزم جواب الشرط. وجملة القسم المحذوف وجوابه في محل نصب مفعول به. والجملة من الفعل وفاعله جواب القسم لا محل لها من الإعراب. الشاهد قوله: "العتابن" و"أصابن" حيث أدخل على اللفظين تنوين الترنم، واللفظة الأولى اسم، والثانية فعل، فدل بذلك على أنه ليس مختصا بالاسم. 5- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص89؛ والأزهية ص211؛ والأغاني 11/ 8؛ والجنى الداني ص146، 260؛ وخزانة الأدب 7/ 197، 198، 10/ 407؛ والدرر اللوامع 2/ 202، 5/ 178؛ وشرح التصريح 1/ 36؛ وشرح شواهد المغني ص490، 764؛ وشرح المفصل 8/ 148، 9/ 18؛ 52؛ ولسان العرب 3/ 346 "قدد"؛ ومغني اللبيب ص171؛ والمقاصد النحوية 1/ 80، 2/ 314؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 56، 356؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 455؛ وخزانة الأدب 9/ 8، 11/ 260؛ ورصف المباني ص72، 125، 448؛ وسر صناعة الإعراب ص334، 490، 777؛ وشرح ابن عقيل ص18؛ وشرح المفصل 10/ 110؛ ومغني اللبيب ص342؛ والمقتضب 1/ 42؛ وهمع الهوامع 1/ 143، 2/ 80. اللغة: شرح المفردات: أزف: دنا. الترحل: الرحيل. الركاب: المطايا. لما تزل: لم تفارق بعد. الرحال: ما يوضع على ظهر المطية لتركب. كأن قد: أي كأن قد زالت لاقتراب موعد الرحيل. المعنى: يقول: قرب الترحل ومفارقة الديار، ولكن الإبل لم تزل فيها وكأنها قد فارقتها لقرب وقت الارتحال. الإعراب: أزف: فعل ماض. الترحل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. غير: مستثنى منصوب بالفتحة، وهو مضاف. أن: حرف مشبه بالفعل. ركابنا: اسم "أن" منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لما: حرف جزم. تزل: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". برحالنا: الباء حرف جر، و"رحالنا": اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"نا" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تزل". وكأن: الواو حرف عطف، "كأن": حرف مشبه بالفعل مخفف من "كأن"، واسمه ضمير شأن محذوف. قد: حرف تحقيق مبني على السكون، وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، وقد حذف مدخوله، تقديره: "قد زالت". =

الأصل: قدي، ويسمى "تنوين الترنم" على حذف مضاف، أي: قطع الترنم؛ لأن الترنم مد الصوت بمدة تجانس الروي، ومخرج أيضا للنون اللاحقة للقوافي المقيدة -وهي التي رويها ساكن غير مد- كقوله "من المتقارب": 6- أَحَارِبْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْنْ ... وَيَعْدُو عَلى الْمَرْءِ مَا يَأْتَمِرْنْ الأصل: خمر، ويأتمر. وقوله "من الرجز": 7- وَقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرَقْنْ ... "مشتبه الأعلام لماع الخفَقْنْ"

_ = وجملة "أزف الترحل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن ركابنا ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "لما تزل برحالنا" في محل رفع خبر "أن". وجملة "كأن قد" معطوفة على جملة "لما تزل". والجملة المحذوفة في محل رفع خبر "كأن". الشاهد فيه قوله: "قِدنْ" حيث دخل تنوين الترنم الحرف "قد". 6- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص154؛ وخزانة الأدب 1/ 374، 2/ 279؛ والدرر 5/ 179؛ ولسان العرب 4/ 30 "أمر"، 254، 255 "خمر"، 6/ 239 "نفس"؛ والمقاصد النحوية 1/ 95، 4/ 264؛ وللنمر بن تولب في ملحق ديوانه ص404؛ ولسان العرب 4/ 29 "أمر"؛ وبلا نسبة في المقتضب 4/ 234؛ وهمع الهوامع 2/ 143. اللغة: الخمر: الذي أصيب بالداء أو الوجع. يعدو: يصيب. يأتمر: يهم به. المعنى: يا حارث بن عمرو كأني مصاب بداء أو وجع، ويصيب الإنسان ما نواه في نفسه، وقيل: المعنى: كأن نفسي أمرتني بشيء فأطعتها. الإعراب: أحار: "الهمزة": للنداء، "حار": منادى مرخم مبني في محل نصب. بن: نعت "حار" منصوب لاتباعها المحل، وهو مضاف. عمرو: مضاف إليه مجرور. كأني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "كأن". خمر: خبر "كأن" مرفوع، و"النون": للترنم. ويعدو: "الواو": حرف استئناف، "يعدو": فعل مضارع مرفوع. على المرء: جار ومجرور متعلقان بـ"يعدو". ما: اسم موصول مبني في محل رفع فاعل. يأتمرن: فعل مضارع مرفوع، و"النون": للترنم. وجملة: النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كأني خمر": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعدو": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يأتمر": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "خمرن" و"يأتمرن" حيث دخل التنوين الغالي على الاسم والفعل. 7- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص104؛ والأشباه والنظائر 2/ 35؛ والأغاني 10/ 158؛ وجمهرة اللغة ص408، 614، 941؛ وخزانة الأدب 10/ 25؛ والخصائص 2/ 228؛ والدرر 4/ 195؛ =

الأصل المخترق. وقوله "من الرجز": 8- قَالَتْ بَنَاتْ الْعَمِّ يَا سَلْمَى وَإِنّ ... كانَ فَقِيرًا مُعْدِمًا قَالَتْ وَإِنّ

_ = وشرح أبيات سيبويه 2/ 353؛ وشرح شواهد الإيضاح ص223؛ وشرح شواهد المغني 2/ 764، 782؛ والمقاصد النحوية 1/ 38. اللغة: القاتم. المغبر. الخاوي: الخالي. المخترق: مهب الريح. الأعماق: أطراف المفاوز. المعنى: يقول إنه اجتاز مفازات خالية ومضلة. يريد أن يقول إنه شجاع. الإعراب: وقاتم: "الواو": واو رب حرف جر، "قاتم": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. الأعماق: مضاف إليه مجرور بالكسرة. "خاوي": نعت "قاتم" مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف. "المخترقن": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن للوقف. وخبر المبتدأ جملة فعلية في بيت لاحق. الشاهد: قوله: "المخترقن" حيث نونت مع اقترانها بـ"أل" وهذا ما يسمى بالتنوين الغالي. 8- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص186؛ وخزانة الأدب 9/ 14، 16، 11/ 216؛ والدرر 5/ 88؛ وشرح التصريح 1/ 37؛ وشرح شواهد المغني 2/ 936؛ والمقاصد النحوية 1/ 104؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 181؛ ورصف المباني ص106؛ وشرح التصريح 1/ 195؛ وشرح عمدة الحافظ ص370؛ ومغني اللبيب 2/ 649؛ والمقاصد النحوية 4/ 436؛ وهمع الهوامع 2/ 62، 80. شرح المفردات: المعدم: من لا مال له، الفقير. المعنى: يقول: لقد قالت بنات العم لـ"سلمى" بألا ترفض من جاء يطلب يدها وإن كان فقيرا، فرحبت "سلمى" به. وهذا القول قريب من المثل القائل: "زوج من عود خير من قعود". الإعراب: "قالت": فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. "بنات": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "العم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "يا": حرف نداء. "سلمى": منادى مبني على الضمة المقدرة في محل نصب. "وإن": الواو: حالية و"إن" حرف وصل، أو "الواو" حرف عطف، عطف على محذوف، و"إن" حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط في محل جزم، واسمه ضمير مستتر تقديره "هو". "فقيرا": خبر "كان" منصوب. "معدما": نعت "فقيرا" منصوب، أو خبر ثان لـ"كان" منصوب، وجواب الشرط محذوف تقديره: "إن كان فقيرا معدما أفترضين به". "قالت": فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". و"إن": الواو حالية. و"إن": حرف وصل، أو "الواو" حرف عطف، و"إن": حرف شرط جازم، وفعله وجوابه محذوفان تقديرهما: "وإن كان فقيرا معدما رضيت به". وجملة: "قالت بنات العم" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا سلمى" في محل نصب مفعول به. والجملة من إن الوصلية والجملة المحذوفة في محل نصب حال، باعتبار "الواو" حالية، أو معطوفة على جملة محذوفة يدل عليها سياق الكلام. وجملة "قالت": الثانية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن كان فقيرا رضيت به": الشرطية المحذوفة تعرب مثل الجملة الشرطية الأولى. =

فإن هاتين النونين زيدتا في الوقف، كما زيدت نون "ضيفن" في الوصل والوقف، وليستا من أنواع التنوين حقيقة؛ لثبوتهما مع "أل"، وفي الفعل والحرف، وفي الخط والوقف، وحذفهما في الوصل، ويسمى "التنوين الغالي"، زاده الأخفش وسماه بذلك؛ لأن الغلو الزيادة، وهو زيادة على الوزن، وزعم ابن الحاجب أنه إنما سمي غاليا لقلته، وقد عرفت أن إطلاق اسم التنوين على هذين مجاز، فلا يردان على الناظم. وقيد "لغير توكيد" فصل آخر مخرج لنون التوكيد الثابتة في اللفظ دون الخط، نحو: {لَنَسْفَعًا} 1. "أنواع التنوين": وهذا التعريف منطبق على أنواع التنوين، وهي أربعة: الأول: تنوين الأمكنية، ويقال تنوين التمكن، وتنوين التمكين: كرجلٍ وقاضٍ، سمي بذلك لأنه لحق الاسم ليدل على شدة تمكنه في باب الاسمية، أي: أنه لم يشبه الحرف فيبنى، ولا الفعل فيمنع من الصرف. والثاني: تنوين التنكير، وهو اللاحق لبعض المبنيات في حالة تنكيره ليدل على التنكير، تقول: سيبويه -بغير تنوين- إذا أردت معينا، وإيه -بغير تنوين- إذا استزدت مخاطبك من حديث معين، فإذا أردت غير معين قلت: سيبويهٍ وإيهٍ، بالتنوين. والثالث: تنوين التعويض، ويقال له "تنوين العوض" بإضافة بيانية، وبه عبر في المغني، وهو أولى، وهو إما عوض عن حرف، وذلك تنوين نحو: جوار وغواش، عوضا عن الياء المحذوفة في الرفع والجر. هذا مذهب سيبويه والجمهور، وسيأتي الكلام على ذلك في باب ما لا ينصرف مبسوطا، إن شاء الله تعالى، وإما عوض عن جملة، وهو التنوين اللاحق لـ "إذ" في نحو: "يومئذٍ" و"حينئذٍ" فإنه عوض عن الجملة التي تضاف "إذ" إليها، فإن الأصل يوم إذ كان كذا، فحذفت الجملة وعوض عنها التنوين وكسرت "إذ" لالتقاء الساكنين، كما كسرت "صه" و"مه" عند تنوينهما. وزعم الأخفش أن "إذ" مجرورة بالإضافة، وأن كسرتها كسرة إعراب، ورد بملازمتها للبناء؛ لشبهها بالحرف في الوضع وفي

_ = الشاهد: قوله: "إذن ... " حيث ألحق التنوين الغالي في الموضعين، وهو يدخل على القوافي المقيدة، ودخوله هنا دليل على أنه لا يختص فقط بالاسم. وفي البيت شاهد آخر للنحاة، وهو حذف فعل الشرط وجوابه بعد "إن"، والتقدير: وإن كان كذلك رضيته. 1 العلق: 15.

الافتقار دائما إلى الجملة، وبأنها كسرت حيث لا شيء يقتضي الجر في قوله "من الوافر": 9- نَهَيْتُكَ عَنْ طِلاَبِكَ أُمِّ عَمْرٍو ... بِعَافِيَةٍ وَأَنْتَ إذٍ صَحِيحُ قيل: ومن تنوين العوض ما هو عوض عن كلمة، وهو تنوين "كل" و"بعض" عوضا عما يضافان إليه، ذكره الناظم. والرابع: تنوين المقابلة، وهو اللاحق لنحو "مسلمات" مما جمع بألف وتاء، سمي بذلك لأنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم في نحو "مسلمين"، وليس بتنوين الأمكنية، خلافا للربعي؛ لثبوته فيما لا ينصرف منه، وهو ما سمي به مؤنث: كأذرعات لقرية، ولا تنوين تنكير لثبوته مع المعربات، ولا تنوين عوض وهو ظاهر، وما قيل إنه عوض عن الفتحة نصبا مردود بأن الكسرة قد عوضت عنها. "من علامات الاسم النداء": "وَالنِّدَا" وهو الدعاء بيا أو إحدى أخواتها، فلا يرد نحو: {يَا لَيْتَ قَوْمِي

_ 9- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب 6/ 539، 543، 544؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 171؛ وشرح شواهد المغني ص260؛ ولسان العرب 3/ 476 "أذذ"، 11/ 363 "شلل"، 15/ 462 "أذ"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 301؛ وتذكرة النحاة ص379؛ والجني الداني ص187، 490؛ وجواهر الأدب ص138؛ والخصائص 2/ 376؛ ورصف المباني ص347؛ وسر صناعة الإعراب ص504، 505؛ وشرح المفصل 3/ 29، 9/ 31؛ والمقاصد النحوية 2/ 61. اللغة: بعافية: عندما كنت معافى. المعنى: لقد حذرتك من هوى أم عمرو عندما كنت معافى سليما، وها أنت الآن تقاسي ما كنت قد حذرتك منه وأنت صحيح القلب. الإعراب: نهيتك: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به: عن طلابك: جار ومجرور متعلقان بـ"نهيتك"، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أم: مفعول به لـ"طلاب" منصوب بالفتحة. عمرو: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بعافية: جار ومجرور متعلقان بـ"نهيتك". وأنت: "الواو": حالية، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. إذ: ظرف للزمان الماضي في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"صحيح". صحيح: خبر "أنت" مرفوع بالضمة. وجملة "نهيتك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وأنت صحيح": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "إذ" حيث نون "إذ" دون أن تسبق بما تضاف إليه "يومئذٍ، حينئذٍ ... " واعتبر أن الأصل "حينئذٍ" ثم حذف "حين"، وأبقى على الجر.

يَعْلَمُونَ} 1، و"من الرجز": 10- يا رب سار بات ما توسدا ... "إلا ذراع العنس أو كف اليدا" "ألا يا اسجدوا" 2 في قراءة الكسائي، لتخلف الدعاء عن "يا"؛ فإنها لمجرد التنبيه، وقيل: إنها للنداء والمنادى محذوف تقديره: يا هؤلاء، وهو مقيس في الأمر كالآية، وفي الدعاء، كقوله "من الطويل": 11- ألاَ يا اسْلَمِي يا دَارَ مَيِّ عَلَى البِلى ... "ولا زال منهلا بجرعائك القطر"

_ 1 يس: 26. 10- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: الساري: الذي يسير ليلا. توسد: اتخذ وسادة. العنس: الناقة القوية والشديدة. المعنى: يقول: إنه كثير السير ليلا ولم يكن يتخذ وسادة إلا ذراع ناقته أو كفه. الإعراب: يا: حرف تنبيه. رب: حرف جر شبيه بالزائد. سار: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. بات: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقدره: "هو". ما: حرف نفي. توسدا: فعل ماض مبني على الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو"، والألف للإطلاق. "إلا": أداة حصر. ذراع: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. العنس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أو: حرف عطف. كف: معطوف على "ذراع" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. اليدا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر كما جاء عند الفراء والسيرافي. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بات ما توسد": في محل رفع نعت "سار". وجملة "توسد": في محل نصب خبر "بات". الشاهد: قوله: "يا رب" حيث أفادت "يا" التنبيه وليس النداء أو الدعاء. 2 النمل: 25. 11- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص559؛ والإنصاف 1/ 100؛ وتخليص الشواهد ص231، 232؛ والخصائص 2/ 278؛ والدرر 2/ 44، 61؛ وشرح التصريح 1/ 185؛ وشرح شواهد المغني 2/ 617؛ والصاحبي في فقه اللغة ص232؛ واللامات ص37؛ ولسان العرب 15/ 494 "يا"؛ ومجالس ثعلب 1/ 42؛ والمقاصد النحوية 2/ 6، 4/ 285؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 235؛ وجواهر الأدب ص290؛ والدرر 5/ 117؛ وشرح ابن عقيل ص136؛ وشرح عمدة الحافظ ص199؛ ولسان العرب 15/ 434 "ألا"؛ ومغني اللبيب 1/ 243؛ وهمع الهوامع 1/ 111، 2/ 4، 70. اللغة وشرح المفردات: البلى: الاهتراء والفناء. منهلا: منسكبا. الجرعاء: الرملة المستوية التي لا تنبت شيئا. القطر: المطر. المعنى: يدعو الشاعر لدار حبيبته بالسلامة من عوادي الزمان، ودوام هطول المطر لترطيب أجوائها، وإضفاء الحياة عليها. الإعراب: ألا: حرف استفتاح. يا: حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره "يا هذه" مثلا. اسلمي: =

"من علامات الاسم دخول "أل" عليه": "وَأَلْ" معرفة كانت: كالفرس، والغلام، أو زائدة: كالحارث، و"طبت النفس". ويقال فيها "أم" في لغة طيئ، ومنه "ليس من امبر امصيام في امسفر" 1 وسيأتي الكلام على الموصولة، وتستثنى الاستفهامية فإنها تدخل على الفعل، نحو "أل فعلت" بمعنى: هل فعلت؟ حكاه قطرب، وإنما لم يستثنها لندرتها "وَمُسْنَدٍ" أي: محكوم به من اسم أو فعل أو جملة، نحو: "أنت قائم"، و"قمت" و {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} . تنبيه: حمل الشارح لفظ "مسند" في النظم على إسناد؛ فقال: ومسند أي إسناد إليه، فأقام اسم المفعول مقام المصدر وحذف صلته اعتمادا على التوقيف؛ ولا حاجة إلى هذا التكلف؛ فإن تركه على ظاهره كاف، أي: من علامات اسمية الكلمة أن يوجد معها مسند فتكون هي مسندا إليها، ولا يسند إلا إلى الاسم. وأما "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه"2 فـ"تسمع" منسبك مع "أن" المحذوفة بمصدر، والأصل: "أن تسمع" أي: سماعك،

_ = فعل أمر مبني على حذف النون، والياء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. يا: حرف نداء. دار: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف: مي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. على: حرف جر. البلى: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "اسلمي". ولا: الواو: حرف عطف، "لا": دعائية. زال: فعل ماض ناقص. منهلا: خبر "لا زال" منصوب بالفتحة الظاهرة. بجرعائك: الباء حرف جر، "جرعائك": اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بـ"منهلا". القطر: اسم "لا زال" مرفوع بالضمة. الشاهد فيه قوله: "يا اسلمي" حيث حذف المنادى قبل فعل الأمر، فاتصل حرف النداء بالفعل لفظا. وفي البيت شاهدان آخران للنحاة أولهما قوله: "لا زال منهلا بجرعائك القطر" حيث عملت "زال" عمل "كان" لتقدم لا الدعائية عليها. وهي شبيهة بالنفي. وثانيهما وقوع "ألا" للاستفتاح. 1 هذا القول قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ردا على من سأله: "هل من امبر امصيام في امسفر؟ ". والملاحظ أن النبي رد على سائله مستعملا لهجته في "أم"، وذلك على سبيل المجاملة. 2 هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في أمثال العرب ص55؛ وتمثال الأمثال 1/ 395؛ وجمهرة الأمثال 1/ 266؛ وجمهرة اللغة في ص665؛ وخزانة الأدب 1/ 312، 2/ 14، 5/ 364، 8/ 556، 576، 579، 581، 9/ 172، 144، 11/ 246؛ وزهر الأكم 3/ 176؛ والعقد الفريد 2/ 288، 3/ 93؛ والفاخر ص65؛ وفصل المقال ص135، 136؛ وكتاب الأمثال ص97؛ ولسان العرب 13/ 63 "بين"، 14/ 172 "دنا"؛ ومجمع الأمثال 1/ 119؛ والوسيط في الأمثال ص83. والمعيدي: تصغير معدي على غير قياس. وروي في قصة هذا المثل أن رجلا من بني تميم كان يغير على مسالح النعمان بن المنذر حتى إذا عيل صبر النعمان كتب إليه أن ادخل في طاعتي ولك مئة من الإبل، فقبلها وأتاه، فلما نظر إليه ازدراه، وكان ضمرة ذميما، فقال النعمان هذا المثل. يضرب لمن خبره خير من مرآته

فحذفت "أن"، وحسن حذفها وجودها في "أن تراه"، وقد روي "أن تسمع" على الأصل. وأما قولهم: "زعموا مطية الكذب"1 فعلى إرادة اللفظ، مثل "من حرف جر"، و"ضرب فعل ماض" فكل من "زعموا" و"من"، و"ضرب" اسم للفظ مبتدأ وما بعده خبر. "لِلاسْمِ تَمْييزٌ" عن قسيميه "حَصَلْ" تمييز: مبتدأ، والجملة بعده صفة له، وللاسم: خبر، وبالجر: متعلق بحصل. وقدم معمول الصفة على الموصوف الممنوع اختيارا للضرورة، وسهلها كونه جارا ومجرورا، وإنما ميزت هذه الخمسة الاسم لأنها خواص له: أما الجر فلأن المجرور مخبر عنه في المعنى، ولا يخبر إلا عن الاسم؛ وأما التنوين فلأن معانيه الأربعة لا تتأتى في غير الاسم؛ وأما النداء فلأن المنادى مفعول به والمفعول به لا يكون إلا اسما؛ وأما "أل" فلأن أصل معناه التعريف، وهو لا يكون إلا للاسم؛ وأما المسند فلأن المسند إليه لا يكون إلا اسما. تنبيه: لا يشترط لتمييز هذه العلامات وجودها بالفعل. بل يكفي أن يكون في الكلمة صلاحية لقبولها. "علامات الفعل": 11- بتا فعلت وأنت ويا افعلي ... ونون أقبلن فعل ينجلي "بِتَا" الفاعل: متكلما كان نحو: "فَعَلْت" بضم التاء، أو مخاطبا، نحو: "تباركت يا الله" بفتحها، أو مخاطبة، نحو: "قمت يا هند" بكسرها "وَ" تاء التأنيث الساكنة أصالة، نحو: "أَتَتْ" هند. والاحتراز بالأصالة عن الحركة العارضة، نحو: {قَالَتْ أُمَّةٌ} 2 بنقل ضمة الهمزة إلى التاء، و {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ} 3 بكسر التاء لالتقاء الساكنين، و"قالتا" بفتحها لذلك، أما تاء التأنيث المتحركة أصالة فلا تختص بالفعل، بل إن كانت حركتها إعرابا اختصت بالاسم، نحو: "فاطمة" و"قائمة"، وإن كانت غير إعراب فلا تختص بالفعل، بل تكون في الاسم نحو: "لا حول ولا قوة إلا بالله" وفي الفعل، نحو: "هند تقوم"، وفي الحرف، نحو: "ربت" و"ثمت"، وبهاتين العلامتين -وهما تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة- رد على من زعم من البصريين كالفارسي حرفية "ليس" وعلى من زعم من

_ 1 هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في زهر الأكم 3/ 138؛ ولسان العرب 12/ 267 "زعم". 2 الأعراف: 164. 3 يوسف: 51.

الكوفيين حرفية "عسى"، وبالثانية رد على من زعم من الكوفيين كالفراء اسمية "نعم" و"بئس". تنبيه: اشترك التاءان في لحاق "ليس" و"عسى"، وانفردت الساكنة بـ"نعم" و"بئس"، وانفردت تاء الفاعل بـ"تبارك"، هكذا مشى عليه الناظم، فإنه قال في شرح الكافية: وقد انفردت -يعني تاء التأنيث- بلحاقها "نعم" و"بئس" كما انفردت تاء الفاعل بلحاقها "تبارك" وفي شرح الآجرومية للشهاب البجائي أن "تبارك" تقبل التاءين، تقول: "تباركت يا الله"، و"تباركت أسماء الله". "وَيَا افْعَلِي" يعني ياء المخاطبة، ويشترك في لحاقها الأمر والمضارع، نحو: "قومي يا هند"، و"أنت يا هند تقومين" "ونُون" التوكيد: ثقيلة كانت أو خفيفة، نحو "أَقْبِلَنَّ" ونحو: {لَنَسْفَعًَا} 1 وقد اجتمعتا حكاية في قوله: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ} 2، وأما لحاقها اسم الفاعل في قوله "من الرجز": 12- أَشَاهِرُنَّ بَعْدَنَا السُّيُوفَا وقوله "من الرجز": 13- أَقَائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُوْدَا

_ 1 العلق: 15. 2 يوسف: 32. 12- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص179؛ وخزانة الأدب 11/ 421، 427، 428 والمقاصد النحوية 1/ 122؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص673؛ والجنى الداني ص142؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 447؛ ولسان العرب 4/ 433 "شهر". اللغة: شهر السيف: أخرجه من غمده. الإعراب: أشاهرن: "الهمزة": للاستفهام، "شاهرن": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "أنتم" مرفوع وعلامة رفعه الواو المحذوفة لأنه جمع مذكر سالم، وقد حذفت النون لاتصاله بنون التوكيد، و"النون". للتوكيد. بعدنا: ظرف مكان منصوب متعلق بـ"شاهر"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. السيوفا: مفعول به لاسم الفاعل "شاهر" منصوب، والألف للإطلاق. الشاهد: قوله: "شاهرن" حيث لحقت نون التوكيد اسم الفاعل لأنه أشبه الفعل المضارع، وأصله "أشاهرونن"، فحذفت النون الأولى لتوالي الأمثال، وحذفت الواو منعا من التقاء الساكنين. 13- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص173؛ وشرح التصريح 1/ 42؛ والمقاصد النحوية 1/ 118، 3/ 648، 4/ 334؛ ولرجل من هذيل في حاشية ياسين 1/ 42؛ وخزانة الأدب 6/ 5، والدرر 5/ 176؛ وشرح شواهد المغني 2/ 758؛ ولرؤبة أو لرجل من هذيل في خزانة الأدب 11/ 420، 422؛ =

فشاذ. "فِعْلٌ يَنْجَلِي" مبتدأ وخبر، وسوغ الابتداء بفعل قصد الجنس، مثل قولهم: "تمرة خير من جرادة"، وبتا: متعلق بينجلي، أي: يتضح الفعل ويمتاز عن قسيميه بهذه العلامات لاختصاصها به، فلا توجد مع غيره إلا في شذوذ كما تقدم. تنبيه: قولهم في علامات الاسم والفعل: "يعرف بكذا أو بكذا" هو من باب الحكم بالجميع لا بالمجموع، أي: كل واحد علامة بمفرده، لا جزء علامة. "الحرف وأنواعه": 12- سواهما الحرف كـ"هل" و"في" و"لم" ... فعل مضارع يلي لم كـ"يشم" 13- وماضي الأفعال بـ"التاء" مز وسم ... بالنون فعل الأمر إن أمر فهم "سوَاهُمَا" أي: سوى قابلي العلامات التسع المذكورة "الْحَرْفُ"؛ لما علم من انحصار أنواع الكلمة في الثلاثة، أي: علامة الحرفية أن لا تقبل الكلمة شيئا من علامات الأسماء ولا شيئا من علامات الأفعال. ثم الحرف على ثلاثة أنواع: مشترك "كَهَلْ" فإنك تقول: "هل زيد قائم"؛ و"هل يقعد"؟ ومختص بالأسماء، نحو: "فِي" ومختص بالأفعال، نحو: "لم".

_ = وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 242؛ والجنى الداني ص141؛ والخصائص 1/ 136؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 447؛ والمحتسب 1/ 193؛ ومغني اللبيب 1/ 336؛ وهمع الهوامع 2/ 79. شرح المفردات: الشهود: أي شهود عقد الزواج. المعنى: يبدو هذا الكلام لأمة حبلت من أحدهم، فقالت له: إذا جئت بشاب حسن الهيئة ليتزوجني، فهل توافق وتقبل بإحضار الشهود؟ الإعراب: "أقائلن": الهمزة للاستفهام، و"قائلن": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "أأنت قائل"، ومنهم من قدره بـ"أأنتم قائلون" فرفعه بالواو المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون أيضا منعا من التقاء ثلاثة الأمثال فصار "قائلون" "بتشديد النون" فوجب حذف الواو تخلصا من التقاء الساكنين كما ذكرنا. "أحضروا": فعل أمر مبني على حذف النون، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. "الشهودا": مفعول به منصوب، والألف: للإطلاق. وجملة "أقائلن": الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أحضروا الشهودا" الفعلية في محل نصب مفعول به. الشاهد: قوله: "أقائلن" حيث أكد اسم الفاعل بنون التوكيد. وهذا نادر، وقيل: ضرورة.

تنبيهان: الأول: إنما عدت "هل" من المشترك نظرا إلى ما عرض لها في الاستعمال من دخولها على الجملتين، نحو: "فهل أنتم شاكرون" و "هل يستطيع ربك" لا نظرا إلى أصلها من الاختصاص بالفعل، ألا ترى كيف وجب النصب وامتنع الرفع بالابتداء في نحو: "هل زيد أكرمته" كما سيجيء في بابه، ووجب كون زيد فاعلا لا مبتدأ في "هل زيد قام" التقدير: هل قام زيد قام؛ وذلك لأنها إذا لم تر الفعل في حيزها تسلَّت عنها ذاهلة، وإن رأته في حيزها حنت إليه لسابق الألفة فلم ترض حينئذٍ إلا بمعانقته1. الثاني: حق الحرف المشترك الإهمال، وحق المختص بقبيل أن يعمل العمل الخاص بذلك القبيل، وإنما عملت "ما" و"لا" و"إن" النافيات مع عدم الاختصاص، لعارض الحمل على "ليس"، على أن من العرب من يهملهن على الأصل كما سيأتي، وإنما لم تعمل "ها" التنبيه و"أل" المعرفة مع اختصاصهما بالأسماء ولا "قد" والسين وسوف وأحرف المضارعة مع اختصاصهن بالأفعال لتنزيلهن منزلة الجزء من مدخولهن، وجزء الشيء لا يعمل فيه، وإنما لم تعمل "إن" وأخواتها وأحرف النداء الجر لما يذكر في موضعه، وإنما عملت "لن" النصب دون الجزم حملاً على "لا" النافية للجنس لأنها بمعناها؛ على أن بعضهم جزم بها كما سيأتي. "علامات الأفعال التي تميز كل نوع منها عن أخويه": ولما كانت أنواع الفعل ثلاثة: مضارع، وماض، وأمر؛ أخذ في تمييز كل منها عن أخويه مبتدئا بالمضارع لشرفه بمضارعته الاسم -أي: بمشابهته- كما سيأتي بيانه، فقال: "فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي" أي: يتبع "لَمْ" النافية، أي: ينفى بها "كَيَشَمْ" بفتح الشين مضارع شممت الطيب ونحوه بالكسر، من باب "علم يعلم"، هذه اللغة الفصحى، وجاء أيضا من باب "نصر ينصر"، حكى هذه اللغة الفراء وابن الأعرابي ويعقوب وغيرهم، ولا عبرة بتخطئة ابن درستويه العامة في النطق بها. "وَمَاضِي الأَفْعَالِ بِالتَّا" المذكورة، أي: تاء فعلت وأتت "مِزْ" لاختصاص كل منهما به، ومز: أمر من مازه يميزه، يقال: مزته فامتاز، وميزته فتميز "وَسِمْ" أي: علم "بِالنُّونِ" المذكورة، أي: نون التوكيد "فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أَمْرٌ" أي: طلب "فُهِمْ" من اللفظ، أي: علامة فعل الأمر مجموع شيئين: إفهام الكلمة الأمر اللغوي وهو الطلب، وقبولها نون التوكيد؛ فالدور منتف، فإن قبلت الكلمة النون ولم تفهم الأمر فهي مضارع،

_ 1 كذا انظر كيف جعل "هل" تتسلى وتذهل، وتحن وتعانق! قال أحد الشعراء الظرفاء: مليحة عشقت ظبيا حوى حورا ... فمذ رأته سعت فورا لخدمته كهل إذا ما رأت فعلا بحيزها ... حنت إليه ولم ترض بخدمته

نحو: "هل تفعلن" أو فعل تعجب، نحو: "أحسنن بزيد" فإن "أحسن" لفظه لفظ الأمر، وليس بأمر على الصحيح كما ستعرفه. 14- والأمر إن لم يك للنون محل ... فيه هو اسم نحو صه وحيهل "وَالأَمْرُ" أي: اللفظ الدال على الطلب "إِنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلْ فِيهِ" فليس بفعل أمر: بل "هُوَ اسْمٌ": إِما مصدر، نحو "من الطويل": 14- "يمرون بالدهنا خفافا عيابهم ... ويرجعن من دارين بجر الحقائب على حين ألهى الناس جل أمورهم" ... فندلا زريق المال "ندل الثعالب"

_ 14- التخريج: البيتان وهما أو أحدهما لأعشى همدان في الحماسة البصرية 2/ 262، 263؛ ولشاعر من همدان في شرح أبيات سيبويه 1/ 371؛ 372؛ ولأعشى همدان أو للأحوص أو لجرير في المقاصد النحوية 3/ 46؛ وهما في ملحق ديوان الأحوص ص215؛ وملحق ديوان جرير ص1021؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص293؛ وأوضح المسالك 2/ 218؛ وجمهرة اللغة ص62؛ والخصائص 1/ 120؛ وسر صناعة الإعراب ص507؛ وشرح التصريح 1/ 331؛ والكتاب 1/ 115؛ ولسان العرب 9/ 70 "خشف"، 11/ 653 "ندل". اللغة: الدهنا: اسم موضع. العياب: ج العيبة، وهي وعاء الثياب. دارين: اسم قرية. بجر الحقائب: أي منتفخة الحقائب. ألهى الناس: شغلهم. جل: معظم. الندل: الخطف. المعنى: يقول: إن هؤلاء اللصوص يكونون صفر الأيدي حين ذهابهم إلى دارين، ولكن عند عودتهم تكون حقائبهم منتفخة مما اختلسوه من متاع، وينادي بعضهم بعضا: اخطف سريعا، وكن خفيف اليد. الإعراب: "يمرون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "بالدهنا": جار ومجرور متعلقان بـ"يمرون". "خفافا": حال منصوب. "عيابهم": فاعل لـ"خفاف"، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ويرجعن": الواو حرف عطف، "يرجعن": فعل مضارع مبني، والنون ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "من دارين": جار ومجرور متعلقان بـ"يرجعن". "بجر": حال، وهو مضاف. "الحقائب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "على": حرف جر. "حين": ظرف زمان في محل جر، أو مجرور بالكسرة. "ألهى": فعل ماض. "الناس": مفعول به مقدم. "جل": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "أمورهم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "فندلا": الفاء حرف استئناف، "ندلا": مفعول مطلق لفعل محذوف. "زريق": منادى بحرف نداء محذوف مبني على الضم في محل نصب. "المال": مفعول به لـ"ندلا" تقديره: "اندل". "ندل": مفعول مطلق، وهو مضاف. "الثعالب": مضاف إليه مجرور. وجملة: "يمرون ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يرجعن" معطوفة على سابقتها. وجملة: "ألهى ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "اندل اندلا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة المنادى: "زريق" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله "فندلا" حيث ناب المصدر عن فعله، فحذف عامله وجوبا.

أي: اندل، وإما اسم فعل أمر "نَحْوُ: صَهْ" فإن معناه: اسكت "وَحَيهَلْ" معناه: أقبل، أو قدم، أو عجل، ولا محل للنون فيهما. تنبيهات: الأول: كما ينتفي كون الكلمة الدالة على الطلب فعل أمر عند انتفاء قبول النون، كذلك ينتفي كون الكلمة الدالة على معنى المضارع فعلا مضارعا عند انتفاء قبول "لم"، كأوّه بمعنى: أتوجع، وأف بمعنى: أتضجر، وينتفي كون الكلمة الدالة على معنى الماضي فعلا ماضيا عند انتفاء قبول التاء: كهيهات بمعنى: بعد، وشتان بمعنى: افترق، فهذه أيضا أسماء أفعال فكان الأولى أن يقول "من الرجز": وما يرى كالفعل معنى وانخزل ... عن شرطه اسم نحو صه وحيهل ليشمل أسماء الأفعال الثلاثة، ولعله إنما اقتصر في ذلك على فعل الأمر لكثرة مجيء اسم الفعل بمعنى الأمر، وقلة مجيئه بمعنى الماضي والمضارع كما ستعرفه. الثاني: إنما يكون انتفاء قبول التاء دالا على انتفاء الفعلية إذا كان للذات، فإن كان لعارض فلا، وذلك كما في أفعل في التعجب، و"ما عدا" و"ما خلا" و"حاشا" في الاستثناء، و"حبذا" في المدح، فإنها لا تقبل إحدى التاءين مع أنها أفعال ماضية، لأن عدم قبولها التاء عارض، نشأ من استعمالها في التعجب والاستثناء والمدح، بخلاف أسماء الأفعال؛ فإنها غير قابلة للتاء لذاتها. الثالث: إنما دل انتفاء قبول "لم" والتاء والنون على انتفاء الفعلية مع كون هذه الأحرف علامات والعلامة ملزومة لا لازمة فهي مطردة ولا يلزم انعكاسها، أي: يلزم من وجودها الوجود، ولا يلزم من عدمها العدم؛ لكونها مساوية للازم، فهي كالإنسان وقابل الكتابة يستلزم نفي كل منهما نفي الآخر، بخلاف الاسم وقبول النداء، فإن قبول النداء علامة للاسم ملزومة له، وهي أخص منه؛ إذ يقال كل قابل للنداء اسم، ولا عكس، وهذا هو الأصل في العلامة.

المعرب والمبني

الْمُعْرَبُ وَالْمَبْنِي: "تعريفهما": المعرب والمبني: اسما مفعول مشتقان من الإعراب والبناء، فوجب أن يقدم بيان الإعراب والبناء، فالإعراب في اللغة: مصدر أعرب، أي: أبان، أي: أظهر، أو أجال، أو حسن أو غير، أو أزال عَرَبَ الشيء وهو فساده، أو تكلم بالعربية، أو أعطى العربون، أو ولد له ولد عربي اللون، أو تكلم بالفحش، أو لم يلحن في الكلام، أو صار له خيل عراب، أو تحبب إلى غيره، ومنه العَروبة المتحببة إلى زوجها. وأما في الاصطلاح ففيه مذهبان: أحدهما أنه لفظي، واختاره الناظم ونسبه إلى المحققين، وعرفه في التسهيل بقوله: ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة أو حرف أو سكون أو حذف. والثاني: أنه معنوي والحركات دلائل عليه، واختاره الأعلم وكثيرون. وهو ظاهر مذهب سيبويه، وعرَّفوه بأنه: تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا، والمذهب الأول أقرب إلى الصواب، لأن المذهب الثاني يقتضي أن التغيير الأول ليس إعرابا؛ لأن العوامل لم تختلف بعد، وليس كذلك. والبناء في اللغة: وضع شيء على شيء على صفة يراد بها الثبوت، وأما في الاصطلاح فقال في التسهيل: ما جيء به لا لبيان مقتضى العامل من شبه الإعراب، وليس حكاية أو اتباعا أو نقلا أو تخلصا من سكونين، فعلى هذا هو لفظي. وقيل: هو لزوم آخر الكلمة حركة أو سكونا لغير عامل أو اعتلال، وعلى هذا هو معنوي، والمناسبة في التسمية على المذهبين فيهما ظاهرة.

"المعرب والمبني من الأسماء": 15- والاسم منه معرب ومبني ... لشبه من الحروف مدني "وَالاسْمُ مِنْهُ" أي: بعضه "مُعْرَبٌ" على الأصل فيه، ويسمى متمكنا، ومنه أي: وبعضه الآخر "مَبْنِي" على خلاف الأصل فيه، ويسمى غير متمكن، ولا واسطة بينهما على الأصح الذي ذهب إليه الناظم، ويعلم ذلك من قوله: "ومعرب الأسماء ما قد سلما من شبه الحرف". وبناؤه "لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِي" أي: مقرب لقوته، يعني أن علة بناء الاسم منحصرة في مشابهته الحرف شبها قويا يقربه منه، والاحتراز بذلك من الشبه الضعيف وهو الذي عارضه شيء من خواص الاسم. 16- كالشبه الوضعي في اسمي جئتنا ... والمعنوي في متى وفي هنا 17- وكنيابة عن الفعل بلا ... تأثر وكافتقار أصلا "كَالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ" وهو: أن يكون الاسم موضوعا على صورة وضع الحروف، بأن يكون قد وضع على حرف أو حرفي هجاء كما "في اسْمَي" قولك: "جِئْتَنَا" وهما التاء، ونا، إذ الأول على حرف والثاني على حرفين، فشابه الأول الحرف الأحادي كباء الجر، وشابه الثاني الحرف الثنائي كـ"عن". والأصل في وضع الحروف أن تكون على حرف أو حرفي هجاء، وما وضع على أكثر فعلى خلاف الأصل، وأصل الاسم أن يوضع على ثلاثة فصاعدا، فما وضع على أقل منها فقد شابه الحرف في وضعه واستحق البناء؛ وأعرب نحو "يد" و"دم" لأنهما ثلاثيان وضعا. تنبيه: قال الشاطبي: "نا" في قوله: "جئتنا" موضوعة على حرفين ثانيهما حرف لين وضعا أوليا كـ"ما" و"لا"؛ فإن شيئا من الأسماء على هذا الوضع غير موجود، نص عليه سيبويه والنحويون، بخلاف ما هو على حرفين وليس ثانيهما حرف لين فليس ذلك من وضع الحرف المختص به، ثم قال: وبهذا بعينه اعترض ابن جني على من اعتل لبناء "كم"، و"من" بأنهما موضوعان على حرفين فأشبها "هل" و"بل"، ثم قال: فعلى الجملة وضع الحرف المختص به إنما هو إذا كان ثاني الحرفين حرف لين على حد ما مثل به الناظم، فما أشار إليه هو التحقيق، ومن أطلق الوضع على حرفين وأثبت به شبه الحرف ليس إطلاقه بسديد، انتهى. "وَ" كالشبه "الْمَعْنَويِّ" وهو: أن يكون الاسم قد تضمن معنى من معاني الحروف، لا بمعنى أنه حل محلا هو للحرف؛ كتضمن الظرف معنى في، والتمييز معنى "من"، بل بمعنى

أنه خلف حرفًا في معناه، أي: أدى به معنى حقه أن يؤدى بالحرف لا بالاسم، سواء تضمن معنى حرف موجود كما فِي "مَتَى" فإنها تستعمل للاستفهام، نحو: متى تقوم؟ وللشرط، نحو: "متى تقم أقم"، فهي مبنية لتضمنها معنى الهمزة في الأول ومعنى إن في الثاني، وكلاهما موجود. أو غير موجود "وَ" ذلك كما فِي "هُنَا" أي: أسماء الإشارة، فإنها مبنية لأنها تضمنت معنى حرف كان من حقهم أن يضعوه فما فعلوا، لأن الإشارة معنى حقه أن يؤدى بالحرف كالخطاب والتنبيه. "وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الْفِعْلِ" في العمل "بَلا تَأَثُّرٍ" بالعوامل، ويسمى الشبه الاستعمالي، وذلك موجود في أسماء الأفعال، فإنها تعمل نيابة عن الأفعال ولا يعمل غيرها فيها، بناء على الصحيح من أن أسماء الأفعال لا محل لها من الإعراب كما سيأتي، فأشبهت "ليت" و"لعل" مثلًا، ألا ترى أنهما نائبتان عن "أتمنى" و"أترجى"، ولا يدخل عليهما عامل؟ والاحتراز بانتفاء التأثر عما ناب عن الفعل في العمل، ولكنه يتأثر بالعوامل: كالمصدر النائب عن فعله فإنه معرب لعدم كمال مشابهته للحرف "وَكَافْتِقَارٍ أُصِّلا" ويسمى الشبه الافتقاري، وهو: أن يفتقر الاسم إلى الجملة افتقارًا مؤصلًا -أي: لازمًا- كالحرف، كما في "إذ" و"إذا" و"حيث" والموصولات الاسمية. أما ما افتقر إلى مفرد كـ"سبحان"، أو إلى جملة لكن افتقارًا غير مؤصل -أي: غير لازم- كافتقار المضاف في نحو: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} 1 إلى الجملة بعده؛ فلا يبنى؛ لأن افتقار "يوم" إلى الجملة بعده ليس لذاته، وإنما هو لعارض كونه مضافًا إليها، والمضاف من حيث هو مضاف مفتقر إلى المضاف إليه، ألا ترى أن "يومًا" في غير هذا التركيب لا يفتقر إليها؟ نحو: هذا يوم مبارك، ومثله النكرة الموصوفة بالجملة، فإنها مفتقرة إليها لكن افتقارًا غير مؤصل، لأنه ليس لذات النكرة، وإنما هو لعارض كونها موصوفة بها، والموصوف من حيث هو موصوف مفتقر إلى صفته، وعند زوال عارض الموصوفية يزول الافتقار. تنبيهان: الأول: إنما أعربت أي: الشرطية والاستفهامية والموصولة و"ذان" و"تان" و"اللذان" و"اللتان" لضعف الشبه بما عارضه في "أي" من لزوم الإضافة، وفي البواقي من وجود التثنية، وهما من خواص الأسماء، وإنما بنيت "أي" الموصولة وهي مضافة لفظًا إذا كان مصدر صلتها ضميرًا محذوفًا نحو: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} 2 قرئ بضم "أي" بناء وبنصبها؛ لأنها لما حذفت صدر صلتها نزل ما هي مضافة إليه منزلته، فصارت كأنها منقطعة عن الإضافة لفظًا ونية مع قيام موجب البناء؛ فمن لاحظ ذلك بنى، ومن لاحظ الحقيقة أعرب، فلو حذف ما تضاف إليه أعربت أيضًا؛ لقيام التنوين مقامه كما في "كل"، وزعم ابن الطراوة أن "أيهم" مقطوعة عن الإضافة، فلذلك بنيت، وأن "هم أشد"

_ 1 المائدة: 119. 2 مريم: 69.

مبتدأ وخبر، ورد برسم المصحف الضمير متصلا، والإجماع على أنها إذا لم تضف كانت معربة، وإنما بنى "الذين" وإن كان الجمع من خواص الأسماء لأنه لم يجر على سنن الجموع؛ لأنه أخص من "الذي"، وشأن الجمع أن يكون أعم من مفرده، ومن أعربه نظر إلى مجرد الصورة، وقيل هو على هذه اللغة مبني جيء به على صورة المعرب، ومن أعرب "ذو" و"ذات" الطائيتين حملهما على "ذي" و"ذات" بمعنى: صاحب وصاحبة. الثاني: عد في شرح الكافية من أنواع الشبه الشبه الإهمالي، ومثل له بفواتح السور، والمراد الأسماء مطلقا قبل التركيب، فإنها مبنية لشبهها بالحروف المهملة في كونها لا عاملة ولا معمولة، وذهب بعضهم إلى أنها موقوفة أي: لا معربة ولا مبنية، وبعضهم إلى أنها معربة حكما، ولأجل سكوته عن هذا النوع أشار إلى عدم الحصر فيما ذكره بكاف التشبيه: 18- ومعرب الأسماء ما قد سلما ... من شبه الحرف كأرض وسما "وَمُعْرَبُ الأَسْمَاءِ مَا قَدْ سَلِمَا مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ" الشبه المذكور، وهذا على قسمين: صحيح يظهر إعرابه "كَأَرْض"، ومعتل يقدر إعرابه نحو: "سُمَا" بالقصر لغة في الاسم، وفيه عشر لغات منقولة عن العرب: اسم، وسم، وسما، مثلثة1، والعاشرة سماة، وقد جمعتها في قولي "من الرجز": لغات الاسم قد حواها الحصر ... في بيت شعر وهو هذا الشعر اسم وحذف همزة والقصر ... مثلثات مع سماة عشر تنبيه: بدأ في الذكر بالمعرب لشرفه، وفي التعليل بالمبني لكون علته وجودية, وعلة المعرب عدمية، والاهتمام بالوجودي أولى من الاهتمام بالعدمي، وأيضا فلأن أفراد معلول علة البناء محصورة، بخلاف علة الإعراب، فقدم علة البناء ليبين أفراد معلولها. "المعرب والمبني من الأفعال": 19- وفعل أمر ومضي بنيا ... وأعربوا مضارعا إن عريا 20- من نون توكيد مباشر ومن ... نون إناث كيرعن من فتن

_ 1 أي بفتح السين وضمها وكسرها.

"وَفِعْلُ أَمْرٍ" وَفعل "مُضِي بُنِيَا" على الأصل في الأفعال: الأول على ما يجزم به مضارعه من سكون أو حذف، والثاني على الفتح: لفظا كضرب، أو تقديرا كرمي، وبني على الحركة لمشابهته المضارع في وقوعه صفة وصلة وخبرا وحالا وشرطا، وبني على الفتح لخفته. وأما نحو: "ضربت" و"انطلقنا" و"استبقن" فالسكون فيه عارض أوجبه كراهتهم توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة، لأن الفاعل كالجزء من فعله، وكذلك ضمة "ضربوا" عارضة أوجبها مناسبة الواو. تنبيه: بناء الماضي مجمع عليه، وأما الأمر فذهب الكوفيون إلى أنه معرب مجزوم بلام الأمر مقدرة1، وهو عندهم مقتطع من المضارع، فأصل قم: لتقم؛ فحذفت اللام للتخفيف، وتبعها حرف المضارعة، قال في المغني: وبقولهم: أقول، لأن الأمر معنى فحقه أن يؤدى بالحرف، ولأنه أخو النهي، وقد دل عليه بالحرف، انتهى. "وَأَعْرَبُوا مُضَارِعا" بطريق الحمل على الاسم؛ لمشابهته إياه: في الإبهام والتخصيص، وقبول لام الابتداء، والجريان على لفظ اسم الفاعل: في الحركات والسكنات، وعدد الحروف، وتعيين الحروف الأصول والزوائد. وقال الناظم في التسهيل: بجواز شبه ما وجب له، يعني من قبوله بصيغة واحدة معاني مختلفة لولا الإعراب لالتبست. وأشار بقوله: "بجواز" إلى أن سبب الإعراب واجب للاسم وجائز للمضارع؛ لأن الاسم ليس له ما يغنيه عن الإعراب، لأن معانيه مقصورة عليه، والمضارع يغنيه عن الإعراب وضع اسم مكانه، كما في نحو: "لا تعن بالجفاء وتمدح عمرا" فإنه يحتمل المعاني الثلاثة في: "لا تأكل السمك وتشرب اللبن"2، ويغني عن الإعراب في ذلك وضع الاسم مكان كل من المجزوم والمنصوب والمرفوع، فيقال: "لا تعن بالجفاء ومدح عمرو"، و"لا تعن بالجفاء مادحا عمرا"، و"لا تعن بالجفاء ولك مدح عمرو" ومن ثم كان الاسم أصلا والمضارع فرعا، خلافا للكوفيين؛ فإنهم ذهبوا إلى أن الإعراب أصل في الأفعال كما هو أصل في الأسماء، قالوا: لأن اللبس الذي أوجب الإعراب في نحو الأسماء موجود في الأفعال في بعض المواضع، كما في نحو: "لا تأكل السمك وتشرب اللبن" كما تقدم. وأجيب بأن اللبس في المضارع كان يمكن إزالته بغير الإعراب كما تقدم. وإنما يعرب المضارع "إِنْ عَرِيَ مِنْ نُونِ تَوْكِيدٍ مُبَاشِرٍ" له، نحو: {لَيُسْجَنَنَّ

_ 1 انظر المسألة الثانية والسبعين في الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين ص524-549. 2 إذا رفعت "تشرب" كان النهي محصورا في أكل السمك مع إباحة شرب اللبن، وإن نصبتها كان النهي منصبا على الجمع بينهما، أي أنك تستطيع أكل السمك في وقت ما وتشرب اللبن في وقت آخر؛ وإذا جزمت "تشرب" كان النهي متوجها إلى الاثنين معا سواء كانا في وقت واحد أم في وقتين مختلفين.

وَلَيَكُونَنْ} 1 "وَمِنْ نُونِ إِنَاثٍ كَيَرُعْنَ" من قولك: "النسوة يرعن" أي: يخفن "مَنْ فُتنْ" فإن لم يعر منهما لم يعرب؛ لمعارضة شبه الاسم بما هو من خصائص الأفعال، فرجع إلى أصله من البناء، فيبنى مع الأولى على الفتح لتركيبه معها تركيب خمسة عشر، ومع الثانية على السكون حملا على الماضي المتصل بها، لأنهما مستويان في أصالة السكون وعروض الحركة، كما قاله في شرح الكافية، والاحتراز بـ"المباشر" عن غير المباشر، وهو الذي فصل بين الفعل وبينه فاصل: ملفوظ به كألف الاثنين، أو مقدر كواو الجماعة وياء المخاطبة، نحو: "هل تضربان يا زيدان"، و"هل تضربن يا زيدون"، و"هل تضربن يا هند"، الأصل: تضربانن، وتضربونن، وتضربينن، حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، ولم تحذف نون التوكيد لفوات المقصود منها بحذفها، ثم حذفت الواو والياء لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة والكسرة دليلا على المحذوف، ولم تحذف الألف لئلا يلتبس بفعل الواحد، وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه مستوفى، فهذا ونحوه معرب، والضابط أن ما كان رفعه بالضمة إذا أكد بالنون بني لتركبه معها، وما كان رفعه بالنون إذا أكد بالنون لم يبن لعدم تركبه معها، لأن العرب لم تركب ثلاثة أشياء. تنبيه: ما ذكرناه من التفرقة بين المباشرة وغيرها هو المشهور والمنصور، وذهب الأخفش وطائفة إلى البناء مطلقا، وطائفة إلى الإعراب مطلقا، وأما نون الإناث فقال في شرح التسهيل: أن المتصل بها مبني بلا خلاف، وليس كما قال، فقد ذهب قوم -منهم ابن درستويه، وابن طلحة، والسهيلي- إلى أنه معرب بإعراب مقدر منع من ظهوره ما عرض فيه من الشبه بالماضي. "بناء الحروف وسبب بنائها": 21- وكل حرف مستحق للبنا ... والأصل في المبني أن يسكنا 22- ومنه ذو فتح وذو كسر وضم ... كـ"أين" "أمس" "حيث" والساكن "كم" "وَكُلُّ حَرفٍ مُسْتَحِقٌّ لِلْبِنَا" الذي به الإجماع، إذ ليس فيه مقتضى الإعراب، لأنه لا يعتوره من المعاني ما يحتاج إلى الإعراب "وَالأَصْلُ فِي الْمَبْنَيِّ" اسما كان أو فعلا أو حرفا "أَنْ يُسَكَّنَا" أي: السكون، لخفته وثقل الحركة، والمبني ثقيل، فلو حرك اجتمع ثقيلان "وَمِنْهُ" أي: من المبني ما حرك لعارض اقتضى تحريكه، والمحرك "ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ وَ" ذو

_ 1 يوسف: 32.

"ضَمْ" فذو الفتح "كَأَيْنَ" و"ضرب" و"رب"، وذو الكسر، نحو: "أَمْسِ" و"جير"، وذو الضم نحو: "حَيْثُ" و"منذ" "وَالْسَّاكِنُ"، نحو: "كَمْ" و"اضرب" و"هل"، فالبناء على السكون يكون في الاسم والفعل والحرف لكونه الأصل، وكذلك الفتح لكونه أخف الحركات وأقربها إلى السكون، وأما الضم والكسر فيكونان في الاسم والحرف، لا الفعل؛ لثقلهما وثقل الفعل. وبني "أين" لشبهه بالحرف في المعنى، وهو الهمزة إن كان استفهاما، و"إن" إن كان شرطا. وبني أمس عند الحجازيين لتضمنه معنى حرف التعريف؛ لأنه معرفة بغير أداة ظاهرة، وبني "حيث" للافتقار اللازم إلى جملة، وبني كم للشبه الوضعي، أو لتضمن الاستفهامية معنى الهمزة، والخبرية معنى "رب" التي للتكثير. تنبيه: ما بني من الأسماء على السكون فيه سؤال واحد: لم بني؟ وما بني منها على الحركة فيه ثلاثة أسئلة: لم بني؟ ولم حرك؟ ولم كانت الحركة كذا؟ وما بني من الأفعال أو الحروف على السكون لا يسأل عنه، وما بني منهما على حركة فيه سؤالان: لم حرك؟ ولم كانت الحركة كذا؟ وأسباب البناء على الحركة خمسة، التقاء الساكنين كـ"أين"، وكون الكلمة على حرف واحد كبعض المضمرات، أو عرضة لأن يبتدأ بها كباء الجر، أو لها أصل في التمكن كأول، أو شابهت المعرب كالماضي فإنه أشبه المضارع في وقوعه صفة وصلة وحالا وخبرا كما تقدم. وأسباب البناء على الفتح: طلب الخفة كـ"أين"، ومجاورة الألف كـ"أيان"، وكونها حركة الأصل نحو: "يا مضارَ" ترخيم "مضارٍّ"، اسم مفعول، والفرق بين معنيين بأداة واحدة، نحو: "يا لزيد لعمرو"، والإتباع نحو: "كيف"، بنيت على الفتح إتباعا لحركة الكاف؛ لأن الياء بينهما ساكنة، والساكن حاجز غير حصين. وأسباب البناء على الكسر: التقاء الساكنين كـ"أمس"، ومجانسة العمل كباء الجر، والحمل على المقابل كلام الأمر: كسرت حملا على لام الجر؛ فإنها في الفعل نظيرتها في الاسم، والإشعار بالتأنيث، نحو: "أنت"، وكونها حركة الأصل، نحو: "يا مضارِ" ترخيم "مضارّ"، اسم فاعل، والفرق بين أداتين، كلام الجر: كسرت فرقا بينها وبين لام الابتداء في نحو: "لموسى عبد"، والإتباع نحو: "ذِهِ" و"تِهِ" -بالكسر- في الإشارة للمؤنثة. وأسباب البناء على الضم: أن لا يكون للكلمة حال الإعراب، نحو: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ

قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} 1، بالضم ومشابهته الغايات، نحو: "يا زيد" فإنه أشبه "قبل" و"بعد"، قيل: من جهة أنه يكون متمكنا في حالة أخرى، وقيل: من جهة أنه لا تكون له الضمة حالة الإعراب، وقال السيرافي: من جهة أنه إذا نكر أو أضيف أعرب، ومن هذا "حيث" فإنها إنما ضمت لشبهها بـ"قبل" و"بعد"، من جهة أنها كانت مستحقة للإضافة إلى المفرد كسائر أخواتها فمنعت ذلك كما منعت "قبل" و"بعد" الإضافة، وكونها حركة الأصل، نحو: "يا تحاج" ترخيم "تحاجج"، مصدر "تحاج"، إذا سمي به، وكونه في الكلمة كالواو في نظيرتها، كـ"نحن"، ونظيرتها همو، وكونه في الكلمة مثله في نظيرتها، نحو: "اخشوا القوم" ونظيرتها "قُلُ ادْعُوا" 2 والإتباع: كمنذ. وقد بان لك أن ألقاب البناء ضم وفتح وكسر وسكون، ويسمى أيضا وقفا. وهذا شروع في ذكر ألقاب الإعراب، وهي أيضا أربعة: رفع، ونصب، وجر، وجزم، وعن المازني أن الجزم ليس بإعراب، فمن هذه الأربعة ما هو مشترك بين الأسماء والأفعال، وما هو مختص بقبيل منهما، وقد أشار إلى الأول بقوله: 23- والرفع والنصب اجعلن إعرابا ... لاسم وفعل نحو لن أهابا 24- والاسم قد خصص بالجر كما ... قد خصص الفعل بأن ينجزما 25- فارفع بضم وانصبن فتحا وجر ... كسرا كـ"ذكر الله عبده يسر" 26- واجزم بتسكين وغير ما ذكر ... ينوب نحو جا أخو بني نمر "وَالْرَّفعَ وَالْنَّصْبَ اجْعَلَنْ إِعْرَابا لاِسْمٍ وَفِعْلٍ" فالاسم، نحو: "أن زيدا قائم"، والفعل "نَحْوُ": أقوم، و"لَنْ أَهَابَا" وإلى الثاني أشار بقوله: "والاِسْمُ قَدْ خُصِّصَ بِالْجَرِّ" أي: فلا يوجد في الفعل. قال في التسهيل: لأن عامله لا يستقل فيحمل غيره عليه، بخلاف الرفع والنصب "كَما قَدْ خُصِّصَ الْفِعْلُ بِأَنْ يَنْجَزِمَا" أي: بالجزم؛ لكونه فيه حينئذٍ كالعوض من الجر، قاله في التسهيل. واعلم أن الأصل في كل معرب أن يكون إعرابه بالحركات أو السكون، والأصل في

_ 1 الروم: 4. 2 الأعراف: 195.

كل معرب بالحركات أن يكون رفعه بالضمة ونصبه بالفتحة وجره بالكسرة، وإلى ذلك الإشارة بقوله: "فَارفَعْ بِضَم، وَانْصِبَنْ فَتْحَا، وَجُرْ كَسْرا كَذِكْرُ اللَّهِ عَبْدَهُ يَسُرْ" فـ"ذكر": مبتدأ، وهو مرفوع بالضم، والاسم الكريم مضاف إليه، وهو مجرور بالكسر، و"عبده": مفعول به، وهو منصوب بالفتح. ثم أشار إلى ما بقي وهو الجزم بقوله: "واجزم بتسكين" نحو: لم يقم. تنبيه: لا منافاة بين جعل هذه الأشياء إعرابا وجعلها علامات إعراب؛ إذ هي إعراب من حيث عموم كونها أثرا جلبه العامل، وعلامات إعراب من حيث الخصوص. "وَغَيْرُ مَا ذُكِرْ" من الإعراب بالحركات والسكون مما سيأتي، فرع عما ذكر "يَنُوبُ" عنه، فينوب عن الضمة الواو والألف والنون، وعن الفتحة الألف والياء والكسرة وحذف النون، وَعن الكسرة الفتحة والياء، وعن السكون حذف الحرف: فللرفع أربع علامات، وللنصب خمس علامات، وللجر ثلاث علامات، وللجزم علامتان، فهذه أربع عشرة علامة: منها أربعة أصول، وعشرة فروع لها تنوب عنها. فالإعراب بالفرع النائب "نَحْوَ جَا أخُو بَنِي نَمِرْ" فـ"أخو": فاعل، والواو فيه نائبة عن الضمة، و"بني": مضاف إليه، والياء فيه نائبة عن الكسرة، وعلى هذا الحذو. واعلم أن النائب في الاسم إما حرف وإما حركة، وفي الفعل إما حرف وإما حذف، فنيابة الحرف عن الحركة في الاسم تكون في ثلاثة مواضع: الأسماء الستة، والمثنى، والمجموع على حده، فبدأ بالأسماء الستة لأنها أسماء مفردة، والمفرد سابق المثنى والمجموع، ولأن إعرابها على الأصل في الإعراب بالفرع من كل وجه، فقال: "إعراب الأسماء الستة": 27- وارفع بواو وانصبن بالألف ... واجرر بياء ما من الأسما أصف "وَارْفَعْ بِوَاو وانْصِبَنَّ بِالأَلِف وَاجْرُرْ بِيَاء" أي: نيابة عن الحركات الثلاث "مَا" أي: الذي "مِنَ الأَسْمَا أَصِفْ" لك بعد "مِنْ ذَاكَ" أي: من الذي أصفه لك. 28- من ذاك "ذو" إن صحبة أبانا ... والفم حيث الميم منه بانا

"ذُو إنْ صُحْبَةً أَبَانَا" أي: أظهر، لا ذو الموصولة الطائية، فإن الأشهر فيها البناء عند طيئ "وَالْفَمُ حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا" أي: انفصل، فإن لم ينفصل منه أعرب بالحركات الظاهرة عليها. وفيه حينئذٍ عشر لغات: نقصه، وقصره، وتضعيفه -مثلث الفاء فيهن1- والعاشرة إتباع فائه لميمه، وفصحاهن فتح فائه منقوصا. 29- أب أخ حم كذاك وهن ... والنقص في هذا الأخير أحسن 30- وفي أب وتالييه يندر ... وقصرها من نقصهن أشهر و"أَبٌ" و"أَخٌ" و"حَمٌ كَذَاكَ" مما أصفه "وَهَنُ" وهي كلمة يكنى بها عن أسماء الأجناس، وقيل: عما يستقبح ذكره، وقيل: عن الفرج خاصة، فهذه الأسماء الستة تعرب بالواو رفعا، وبالألف نصبا، وبالياء جرا، وهذا الإعراب متعين في الأول منها -وهو ذو- ولهذا بدأ به، وفي الثاني منها -وهو الفم- في حالة عدم الميم، ولهذا ثنى به، وغير متعين في الثلاثة التي تليهما -وهي "أب"، و"أخ", و"حم"- لكنه الأشهر والأحسن فيها "وَالْنَّقْصُ فِي هَذَا الأَخِيرِ" وهو "هن" "أَحْسَنُ" من الإتمام، وهو الإعراب بالأحرف الثلاثة، ولذلك أخره. والنقص: أن تحذف لامه ويعرب بالحركات الظاهرة على العين، وهي النون، وفي الحديث: $ "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا" , ولقلة الإتمام في "هن" أنكر الفراء جوازه، وهو محجوج بحكاية سيبويه الإتمام عند العرب، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ "وَفِي أَبٍ وَتَالِيَيْهِ" وهما "أخ" و"حم" "يَنْدُرُ" أي: يقل النقص، ومنه قوله "من الرجز": 15- بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ فِي الكَرَمْ ... ومن يُشَابِهْ أَبَهُ فَمَا ظَلَمْ

_ 1 أي بفتحها وضمها وكسرها. 15- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص182؛ والدرر 1/ 106؛ وشرح التصريح 1/ 64؛ والمقاصد النحوية 1/ 129؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص57؛ وشرح ابن عقيل ص32؛ وهمع الهوامع 1/ 39. =

"وَقَصْرُهَا" أي: قصر "أب" و"أخ" و"حم" "مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ" "قصرها": مبتدأ، و"أشهر": خبره، ومن نقصهن: متعلق بأشهر، وهو من تقديم "من" على أفعل التفضيل، وهو قليل، كما ستعرفه. والمراد أن استعمال "أب" و"أخ" و"حم" مقصورة -أي: بالألف مطلقا- أكثر وأشهر من استعمالها منقوصة -أي: محذوفة اللامات- معربة على الأحرف الصحيحة بالحركات الظاهرة. ومن القصر قوله "من الرجز": 16- إنَّ أَبَاهَا وَأَبَا أَبَاهَا ... قَدْ بَلَغَا فِي الْمَجْدِ غَايَتَاهَا

_ = شرح المفردات: عدي: هو ابن حاتم الطائي. اقتدى: اتخذه قدوة. ما ظلم: أي لم يظلم أمه لأنه جاء على مثال أبيه. المعنى: يقول: إن عديا سار على خطى أبيه في الجود والكرم، وليس هناك من هو أولى بهذا الشبه. الإعراب: "بأبه": جار ومجرور متعلقان بـ"اقتدى"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "اقتدى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة. "عدي": فاعل مرفوع بالضمة. "في الكرم": جار ومجرور متعلقان بـ"اقتدى". "ومن": الواو حرف استئناف، و"من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. "يشابه": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "أبه": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فما": الفاء واقعة في جواب الشرط، و"ما": حرف نفي. "ظلم": فعل ماض مبني على الفتح، وجيء بالسكون مراعاة للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وجملة: "اقتدى عدي" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ومن يشابه ... فما ظلم" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يشابه" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "فما ظلم" الفعلية في محل جزم جواب الشرط المقترن بالفاء. الشاهد: قوله: "بأبه" و "يشابه أبه" حيث أعرب الشاعر هاتين اللفظين بالحركات، فجر الأولى بالكسرة الظاهرة، ونصب الثانية بالفتحة الظاهرة مع أنهما مضافتان إلى ضمير الغائب، وذلك على بعض لغات العرب، والأشهر الجر بالياء، والنصب بالألف. 16- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص168؛ وله أو لأبي النجم في الدرر 1/ 106؛ وشرح التصريح 1/ 65؛ وشرح شواهد المغني 1/ 127؛ والمقاصد النحوية 1/ 133، 3/ 636؛ وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب 7/ 455؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص46؛ والإنصاف ص18؛ وأوضح المسالك 1/ 46؛ وتخليص الشواهد ص58؛ وخزانة الأدب 4/ 105، 7/ 1453؛ ورصف المباني 24، 236؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 705؛ وشرح شواهد المغني 2/ 585؛ وشرح ابن عقيل ص33؛ وشرح المفصل 1/ 53؛ ومغني اللبيب 1/ 38؛ وهمع الهوامع 1/ 39. اللغة والمعنى: المجد: الرفعة والشرف. غايتها: أي منتهاها. والمقصود بالغايتين: الحسب والنسب. يقول الشاعر: إن أبا هذه المرأة وجدها قد بلغا في المجد إلى الذروة. =

وفي المثل "مكره أخاك لا بطل"1؛ وحاصل ما ذكره أن في "أب" و"أخ" و"حم" ثلاث لغات: أشهرها الإعراب بالأحرف الثلاثة، والثانية أن تكون بالألف مطلقا، والثالثة أن تحذف منها الأحرف الثلاثة، وهذا نادر، وأن في هن لغتين: النقص وهو الأشهر، والإتمام وهو قليل؛ وزاد في التسهيل في "أب" التشديد، فيكون فيه أربع لغات؛ وفي "أخ" التشديد و"أخْوا" -بإسكان الخاء- فيكون فيه خمس لغات، وفي "حم": "حمْوا" كـ"قرْو"، وحمْأ كَقَرْء، وحمَأ كخطَأ فيكون فيه ست لغات. تنبيه: مذهب سيبويه أن "ذو" بمعنى صاحب وزنها "فَعَلٌ" -بالتحريك- ولامها ياء، ومذهب الخليل أن وزنها "فعْل" -بالإسكان- ولامها واو، فهي من باب قوة، وأصله: ذوو، وقال ابن كيسان: تحتمل الوزنين جميعا. و"فوك": وزنه عند الخليل وسيبويه "فَعْل" -بفتح الفاء وسكون العين- وأصله: "فوْهٌ" لامه هاء، وذهب الفراء إلى أن وزنه "فُعْل"، بضم الفاء. و"أب" و"أخ" و"حم" و"هن": وزنها عند البصريين "فَعَل" -بالتحريك- ولاماتها واوات، بدليل تثنيتها بالواو، وذهب بعضهم إلى أن لام "حم" ياء من الحماية؛ لأن أحماء المرأة يحمونها، وهو مردود بقولهم في التثنية: "حموان"، وفي إحدى لغاته "حمْو"، وذهب الفراء إلى أن وزن "أب" و"أخ" و"حم": فَعْل، بالإسكان، ورد

_ = الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. أباها: اسم "إن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. وأبا: الواو حرف عطف، أبا: معطوف على "أباها" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. أباها: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. قد: حرف تحقيق. بلغا: فعل ماض مبني على الفتح، والألف: ضمير فاعل. في: حرف جر. المجد: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"بلغا". غايتاها: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "إن أباها ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "بلغا ... " الفعلية في محل رفع خبر "إن". وفي البيت شاهدان: أولهما قوله: "أبا أباها" حيث ألزم قوله "أبا"، وهو من الأسماء الستة الألف في حالة الجر على لغة، والأشهر القول: "أبا أبيها". وثانيهما قوله: "قد بلغا في المجد غايتاها" حيث ألزم المثنى الألف في جملة النصب، على لغة، والأشهر النصب بالياء. 1 ورد المثل في أمثال العرب ص112؛ وجمهرة الأمثال 2/ 213، 242؛ وخزانة الأدب 7/ 299؛ والعقد الفريد 3/ 130؛ والفاخر ص63؛ وكتاب الأمثال ص271؛ ولسان العرب 11/ 108 "جرل"؛ والمستقصى 2/ 347؛ ومجمع الأمثال 2/ 318؛ والوسيط في الأمثال ص156. والرواية في جميع هذه المصادر: "مكره أخوك لا بطل". يضرب في حمل الرجل صاحبه على ما ليس من شأنه بالإكراه.

بسماع قصرها، وبجمعها على "أفعال". وأما "هن" فاستدل الشارح على أن أصله التحريك بقولهم: هَنة وهَنَوَات، وقد استدل بذلك بعض شراح الجزولية، واعترضه ابن إياز بأن فتحة النون في "هَنَة" يحتمل أن تكون لهاء التأنيث، وفي "هنوات" لكونه مثل "جفنات"، فتح لأجل جمعه بالألف والتاء، وإن كانت العين ساكنة في الواحدة، وقد حكى بعضهم في جمعه أهناء، فبه يستدل على أن وزنه "فَعَل" بالتحريك. 31- وشرط ذا الإعراب أن يضفن لا ... لليا كجا أخو أبيك ذا اعتلا "وَشَرْطُ ذَا الإعْرَابِ" بالأحرف الثلاثة في الكلمات الست "أَنْ يُضَفْنَ لاَ لِلْيَا"، مع ما هن عليه من الإفراد والتكبير "كَجَا أَخُو أَبِيكَ ذَا اعْتِلاَ" فكل واحد من هذه الأسماء مفرد، مكبر، مضاف، وإضافته لغير الياء، وقد احتوت هذه الأمثلة على أنواع غير الياء، فإن غير الياء: إما ظاهر أو مضمر؛ والظاهر إما معرفة أو نكرة، واحترز بالإضافة عما إذا لم تضف، فإنها تكون منقوصة معربة بالحركات الظاهرة، نحو: "جاء أب"، و"رأيت أخا"، و"مررت بحم". وكلها تفرد إلا "ذو" فإنها ملازمة للإضافة1. وإذا أفرد "فوك" عوض من عينه -وهي الواو- ميم، وقد تثبت الميم مع الإضافة، كقوله "من الرجز": 17- يُصْبِحُ ظَمْآنَ وَفِي الْبَحْرِ فَمُهْ ولا يختص بالضرورة، خلافا لأبي علي، لقوله صلى الله عليه وسلم: $" لَخُلُوفُ فمِ الصائم أطيبُ عند

_ 1 تضاف ذو إلى أسماء الأجناس، نحو: ذو العقل، ذو الكرم، وقد جاء إضافتها إلى الضمير، وهو شاذ، لا يكون إلا في ضرورة شعرية، كقول كعب بن زهير "من الوافر": صبحنا الخزرجية مرهفات ... أبار ذوي أرومتها ذووها 17- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص159؛ والحيوان 3/ 265؛ وخزانة الأدب 4/ 451، 454، 460؛ والدرر 1/ 114؛ وشرح شواهد المغني 1/ 467؛ والمقاصد النحوية 1/ 139؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 64؛ وهمع الهوامع 1/ 40. اللغة: ظمآن: عطشان. الإعراب: يصبح: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". ظمآن: خبر "يصبح" منصوب بالفتحة. وفي البحر: "الواو": حالية. "في البحر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. فمه: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. =

الله من ريح المسك"، والاحتراز بقوله: "لا لليا" عما إذا أضيفت للياء، فإنها تعرب بحركات مقدرة كسائر الأسماء المضافة للياء. وكلها تضاف للياء إلا "ذو"، فإنها لا تضاف لمضمر، وإنما تضاف لاسم جنس ظاهر غير صفة، وما خالف ذلك فهو نادر. وبكونها مفردة عما إذا كانت مثناة أو مجموعة جمع سلامة، فإنها تعرب إعرابهما، وإن جمعت جمع تكسير أعربت بالحركات الظاهرة. وبكونها مكبرة عما إذا صغرت، فإنها تعرب أيضا بالحركات الظاهرة. واعلم أن ما ذكره الناظم من أن إعراب هذه الأسماء بالأحرف هو مذهب طائفة من النحويين: منهم الزجاجي، وقطرب، والزيادي، من البصريين، وهشام من الكوفيين1، في أحد قوليه. قال في شرح التسهيل: وهذا أسهل المذاهب وأبعدها عن التكلف، ومذهب سيبويه والفارسي وجمهور البصريين أنها معربة بحركات مقدرة على الحروف وأتبع فيها ما قبل الآخر للآخر، فإذا قلت: "قام أبو زيد" فأصله: أبَوُ زيد، ثم أتبعت حركة الباء لحركة الواو فصار أبُوُ زيد، فاستثقلت الضمة على الواو فحذفت. وإذا قلت: رأيت أبا زيد، فأصله أبَوَ زيد، فقيل: تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، وقيل: ذهبت حركة الباء ثم حركت إتباعا لحركة الواو، ثم انقلبت الواو ألفا. قيل وهذا أولى ليتوافق النصب مع الرفع والجر في الإتباع، وإذا قلت: مررت بأبي زيد، فأصله بأبَو زيد، فأتبعت حركة الباء لحركة الواو فصار: بأبِو زيد، فاستثقلت الكسرة على الواو فحذفت كما حذفت الضمة، ثم قلبت الواو ياء؛ لسكونها بعد كسرة كما في نحو: "ميزان". وذكر في التسهيل أن هذا المذهب أصح، وهذان المذهبان من جملة عشرة مذاهب في إعراب هذه الأسماء، وهما أقواها. تنبيه: إنما أعربت هذه الأسماء بالأحرف توطئة لإعراب المثنى والمجموع عَلَى حده بها؛ وذلك أنهم أرادوا أن يعربوا المثنى والمجموع بالأحرف للفرق بينهما وبين المفرد، فأعربوا بعض المفردات بها ليأنس بها الطبع، فإذا انتقل الإعراب بها إلى المثنى والمجموع لم ينفر منه لسابق الألفة وإنما اختيرت هذه الأسماء لأنها تشبه المثنى لفظا ومعنى: أما لفظا فلأنها لا تستعمل كذلك إلا مضافة، والمضاف مع المضاف إليه اثنان، وأما معنى فلاستلزام كل واحد منها آخر: فالأب يستلزم ابنا، والأخ يستلزم أخا، وكذا البواقي، وإنما اختيرت

_ = وجملة "يصبح ظمآن": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "في البحر فمه": في محل نصب حال. الشاهد: قوله "فمه" حيث أثبت الميم في "فم" مع أنه أضيف إلى الضمير الغائب. 1 انظر المسألة الثانية في الإنصاف في مسائل الخلاف ص17-33.

هذه الأحرف لما بينها وبين الحركات الثلاث من المناسبة الظاهرة. "إعراب المثنى": 32- بالألف ارفع المثنى وكلا ... إذا بمضمر مضافا وصلا 33- كلتا كذلك اثنان واثنتان ... كابنين وابنتين يجريان 34- وتخلف اليا في جميعها الألف ... جرا ونصبا بعد فتح قد ألف "بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى" نيابة عن الضمة. والمثنى: اسم ناب عن اثنين اتفقا في الوزن والحروف بزيادة أغنت عن العاطف والمعطوف؛ فـ"اسم ناب عن اثنين" يشمل المثنى الحقيقي كالزيدين، وغيره كالقمرين واثنين واثنتين، و"كلا" و"كلتا"، والألفاظ الموضوعة للاثنين كزوج وشفع، فخرج بالقيد الأول نحو: "العَمْرَين" في عمرٍو وعُمَرَ، وبالثاني نحو: "العُمَرَيْن" في أبي بكر وعمر، وبالثالث: "كلا" و"كلتا" و"اثنان" و"اثنتان" و"ثنتان"، إذ لم يسمع "كِل" ولا "كِلْت"، ولا "اثن" ولا "اثنة" ولا "ثنت" وأَما قوله "من الرجز": 18- فِي كِلْتَ رِجْلَيْهَا سُلاَمَى وَاحِدَهْ ... "كلتاهما مقرونة بزائده" فإنما أراد "كلتا" فحذف الألف للضرورة، فهذه المخرجات ملحقات بالمثنى في إعرابه وليست منه "وَكِلاَ إذَا بِمُضْمَرٍ مُضَافا وُصِلا" الألف للإطلاق: أي: وارفع بالألف "كلا" إذا وصل بمضمر حال كونه مضافا إلى ذلك المضمر حملا على المثنى

_ 18- التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص288؛ وخزانة الأدب 1/ 129، 133؛ والدرر 1/ 120؛ ولسان العرب 15/ 229 "كلا"؛ واللمع في العربية ص172؛ والمقاصد النحوية 1/ 159؛ وهمع الهوامع 1/ 41. اللغة: سلامى: واحدة السلاميات، وهي العظام التي تكون بين مفصلين من مفاصل الأصابع في اليد أو الرجل. الإعراب: "في": حرف جر. "كلت": اسم مبني على الفتح في محل جر بـ"في" وهو مضاف، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف. "رجليها": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. "سلامى": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. "واحده": صفة لـ"سلامى" مرفوعة. "كلتاهما": "كلتا" مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، "هما": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. "مقرونة": خبر مرفوع بالضمة. "بزائدة": جار ومجرور متعلقان بـ"مقرونة". والشاهد فيه قوله: "في كلت" حيث وردت مفردة، فدل على أن "كلتا" تثنية كما يرى الكوفيون.

الحقيقي و"كِلْتَا كَذَاكَ" أي: ككلا في ذلك، تقول: "جاءني الرجلان كلاهما، والمرأتان كلتاهما" فإن أضيفا إلى ظاهر أعربا بحركات مقدرة على الألف رفعا ونصبا وجرا، وبعضهم يعربهما إعراب المثنى في هذه الحالة أيضا، وبعضهم يعربهما إعراب المقصور مطلقا، ومنه قوله "من الكامل": 19- نِعْمَ الفَتَى عَمَدَت إلَيْهَ مَطِيَّتي ... في حِينِ جدَّ بنا المسِيرُ كِلانَا "كلا وكلتا": تنبيه: "كلا" و"كلتا" اسمان ملازمان للإضافة، ولفظهما مفرد، ومعناهما مثنى، ولذلك أجيز في ضميرهما اعتبار المعنى فيثنى، واعتبار اللفظ فيفرد، وقد اجتمعا في قوله "من البسيط": 20- كلاهُمَا حِين جدَّ الجَريُ بَيْنَهُمَا ... قَدْ أَقْلَعَا وكلاَ أَنْفَيْهِمَا رَابي

_ 19- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: عمدت: قصدت. المطية: الدابة التي تركب. المعنى: يثني الشاعر على ممدوحه الذي توجه إليه على مطيته لجوده ووفرة عطائه. الإعراب: نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتحة. الفتى: فاعل مرفوع. عمدت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. إليه: جار ومجرور متعلقان بـ"عمدت". مطيتي: فاعل مرفوع، وهو مضاف و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. في حين: جار ومجرور متعلقان بـ"عمدت"، ويجوز في "حين" البناء على الفتح في محل جر. جد: فعل ماض مبني على الفتحة. بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"جد". المسير: فاعل مرفوع بالضمة. كلانا: توكيد لـ"نا" في "لنا" مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف، و"نا": ضمير مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "نعم الفتى": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عمدت ... ": في محل رفع نعت "الفتى". وجملة "جد بنا المسير": في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "كلانا" حيث عومل معاملة الاسم المقصور مع كونه متصلا بالضمير، فجره بكسرة مقدرة على الألف للتعذر، والأصل أن يقال: "كلينا" مجرور بالياء. وهذا دليل على أن بعض العرب يجعلون المثنى بالألف في جميع أحواله. 20- التخريج: البيت للفرزدق في أسرار العربية ص287؛ وتخليص الشواهد ص66؛ والخصائص 3/ 314؛ والدرر 1/ 122؛ وشرح التصريح 2/ 43؛ وشرح شواهد المغني ص522؛ ونوادر أبي زيد ص162؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وهو للفرزدق أو لجرير في لسان العرب 9/ 156؛ "سكف"؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 131، 4/ 299؛ والخصائص 2/ 421؛ وشرح شواهد الإيضاح ص171؛ وشرح المفصل 1/ 54؛ ومغني اللبيب ص204؛ وهمع الهوامع 1/ 41. =

إلا أَن اعتبار اللفظ أكثر، وبه جاء القرآن, قال تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} 1 ولم يقل: آتتا، فلما كان لكلا وكلتا حظ من الإفراد وحظ من التثنية أجريا في إعرابهما مجرى المفرد تارة ومجرى المثنى تارة، وخص إجراؤهما مجرى المثنى بحالة الإضافة إلى المضمر؛ لأن الإعراب بالحروف فرع الإعراب بالحركات، والإضافة إلى المضمر فرع الإضافة إلى الظاهر لأن الظاهر أصل المضمر، فجعل الفرع من الفرع، والأصل مع الأصل؛ مراعاة للمناسبة. "اثْنَانِ وَاثْنَتَانِ" -بالمثلثة- اسمان من أسماء التثنية، وليسا بمثنيين حقيقة، كما سبق "كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ" -بالموحدة- اللذين هما مثنيان حقيقة "يَجْرِيَانِ" مطلقا: فيرفعان بالألف، ومثل اثنتين ثنتان2 في لغة تميم. "وَتَخْلُفُ اليَا فِي" هذه الألفاظ "جَمِيعِهَا" أي: المثنى وما ألحق به "الأَلِفْ جَرًّا ونَصْبا بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ" اليا: فاعل "تخلف"، قصره للضرورة، والألف: مفعول به، وجرا ونصبا: نصب على الحال من المجرور بفي، أي: مجرورة ومنصوبة، وسبب فتح ما قبل الياء الإشعار بأنها خلف عن الألف، والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.

_ = اللغة: كلاهما: يقصد بنت جرير وزوجها الأبلق. أقلعا: كفا عنه وتركاه. رابي: منتفخ. المعنى: إن ابنة جرير وزوجها حينما جد الخطب تركاه، ويا لسوء منظرهما وأنفهما منتفخ قبيح. الإعراب: "كلاهما": مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهما: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "حين": ظرف مبني على الفتح في محل نصب متعلق بـ"أقلعا". "جد": فعل ماض مبني على الفتح. "الجري" فاعل مرفوع بالضمة. "بينهما": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلف بالفعل "جد"، والضمير "هما" في محل جر بالإضافة. "قد أقلعا": "قد": حرف تحقيق، "أقلعا": فعل ماض مبني على الفتح، وألف الاثنين في محل رفع فاعل. "وكلا": "الواو" حالية، "كلا": مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى. "أنفيهما": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة، و"هما": ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. "رابي": خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة. وجملة: "كلاهما قد أقلعا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "قد أقلعا": في محل رفع خبر. وجملة "وكلا أنفيهما رابي" في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "كلاهما قد أقلعا" وقوله "وكلا أنفيهما رابي" فقد أعاد الضمير إلى "كلاهما" في العبارة الأولى مثنى، وذلك قوله: "أقلعا" مراعاة لمعنى "كلا". وأخبر عن "كلا" في العبارة الثانية بمفرد، وذلك في قوله "رابي" مراعاة للفظ "كلا" فدل ذلك على أنه يجوز مراعاة لفظ "كلا" ومراعاة معناها. 1 الكهف: 33. 2 وردت "ثنتان" في قول الراجز: كأن خصييه من التدلدل ... ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل

وحاصل ما قاله أن المثنى وما ألحق به يرفع بالألف، ويجر وينصب بالياء المفتوح ما قبلها. تنبيهان: الأول: في المثنى وما ألحق به لغة أخرى، وهي لزوم الألف رفعا ونصبا وجرا؛ وهي لغة بني الحارث بن كعب وقبائل أخر، وأنكرها المبرد، وهو محجوج بنقل الأئمة، قال الشاعر "من الطويل": 21- فَأَطْرَقَ إِطْرَاقَ الشُّجَاع وَلَوْ رَأَى ... مَسَاغا لِنَابَاهُ الشُّجَاعُ لَصَمَّمَا وجعل منه: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} 1، و$" لا وتران في ليلة". الثاني: لو سمي بالمثنى ففي إعرابه وجهان: أحدهما إعرابه قبل التسمية، والثاني يجعل كعمران، فيلزم الألف ويمنع الصرف، وقيده في التسهيل بأن لا يجاوز سبعة أحرف،

_ 21- التخريج البيت للمتلمس في ديوانه ص34؛ والحيوان 4/ 263؛ وخزانة الأدب 7/ 487؛ والمؤتلف والمختلف ص71؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص757؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 704؛ وشرح المفصل 3/ 128. اللغة: أطرق: نكس رأسه وسكت عن الكلام. الشجاع: الحية العظيمة. المساغ: المكان السهل، وهو اسم مكان في "ساغ" إذا دخل ونفذ. صمم: عض. المعنى: يقول: نكس رأسه في الأرض صامتا كما تفعل الحية العظيمة التي تثب على الفارس لتعضه كلما سنحت لها الظروف وتهيأ لها الأمر. الإعراب: فأطرق: "الفاء": بحسب ما قبلها، "أطرق": فعل ماض مبني على الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". إطراق: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف: الشجاع: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ولو: "الواو": حالية، "لو": حرف شرط غير جازم. رأى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. مساغا: مفعول به مقدم منصوب بالفتحة. لناباه: "اللام": حرف جر، "ناباه": اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. الشجاع: فاعل "رأى" مرفوع بالضمة. لصمما: "اللام": واقعة في جواب "لو"، "صمما": فعل ماض مبني على الفتحة، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "أطرق ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "صمما": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد: قوله: "لناباه" حيث أجرى المثنى مجرى الاسم المقصور فجره بالكسرة مقدرة على ألألف بدلا من الياء. والأصل أن يقال: "لنابيه". وهذا دليل على أن بعض العرب يجعلون المثنى بالألف في جميع أحواله. 1 طه: 63.

فإن جاوزها كاشهيبابين لم يجز إعرابه بالحركات. "إعراب جمع المذكر السالم": 35- وارفع بواو وبيا اجرر وانصب ... سالم جمع "عامر" و"مذنب" "وَارْفَعْ بِوَاوٍ" نيابة عن الضمة، "وبِيَا اجْرُرْ وانْصِبِ" نيابة عن الكسرة والفتحة "سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ" وجمع "مُذْنِبِ" وهما عامرون ومذنبون، ويسمى هذا الجمع جمع المذكر السالم؛ لسلامة بناء واحده، ويقال له: جمع السلامة لمذكر، والجمع على حد المثنى؛ لأن كلا منهما يعرب بحرف علة بعده نون تسقط للإضافة. 36- وشبه ذين وبه عشرونا ... وبابه ألحق والأهلونا 37- أولو وعالمون عليونا ... وأرضون شذ والسنونا 38- وبابه ومثل حين قد يرد ... ذا الباب وهو عند قوم يطرد وأشار بقوله "وَشِبْهِ ذَيْنِ" إلى أن الذي يجمع هذا الجمع اسم وصفة: فالاسم ما كان كعامر: علما، لمذكر، عاقل، خاليا من تاء التأنيث، ومن التركيب، ومن الإعراب بحرفين؛ فلا يجمع هذا الجمع ما كان من الأسماء غير علم، كرجل، أو علما لمؤنث، كزينب، أو لغير عاقل، كلاحق، علم فرس، أو فيه تاء التأنيث، كطلحة، أو التركيب المزجي، كمعد يكرب، وأجازه بعضهم، أو الإسنادي، كبرق نحره، بالاتفاق، أو الإعراب بحرفين، كالزيدين أو الزيدين علما. والصفة ما كان كمذنب: صفة، لمذكر، عاقل، خالية من تاء التأنيث، ليست من باب أفعل فعلاء، ولا من باب فعلان فعلى، ولا مما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث، فلا يجمع هذا الجمع ما كان من الصفات لمؤنث، كحائض، أو لمذكر غير عاقل، كسابق، صفة فرس، أو فيه تاء التأنيث، كعلامة ونسابة، أو كان من باب أفعل فعلاء، كأحمر، وشذ قوله "من الوافر": 22- فَمَا وَجَدَتْ نِسَاءُ بَنِي تَمِيمٍ ... حَلاَئِلَ أَسْوَدِينَ وَأَحمرِينَ

_ 22- التخريج: البيت للكميت بن زيد في ديوانه 2/ 116؛ والمقرب 2/ 50؛ وللحكيم الأعور بن =

أو من باب فعلان فعلى، كسكران؛ فإن مؤنثه سكرى، أو يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث، كصبور وجريح، فإنه يقال فيه: رجل صبور وجريح، وامرأة صبور وجريح. تنبيهات: الأول: أجاز الكوفيون أن يجمع نحو "طلحة" هذا الجمع. الثاني: يستثنى مما فيه التاء ما جعل علما من الثلاثي المعوض من فائه تاء التأنيث، نحو: "عدة" أو من لامه نحو "ثبة"؛ فإنه يجوز جمعه هذا الجمع. الثالث: يقوم مقام الصفة التصغير؛ فنحو: "رجيل" يقال فيه: رجيلون. الرابع: لم يشترط الكوفيون الشرط الأخير، مستدلين بقوله "من البسيط": 23- مِنَّا الْذِي هُو مَا إن طَرَّ شاربُهُ ... والْعَانسونَ وَمِنَّا الْمُرْدُ والشيبُ

_ = عياش الكلبي في خزانة الأدب 1/ 178؛ والدرر 1/ 132؛ وشرح شواهد الشافية ص143؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 18؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 171؛ وشرح المفصل 5/ 60؛ وهمع الهوامع 1/ 45. اللغة: تميم: قبيلة. الحلائل: ج الحليل، وهو الزوج. الإعراب: فما: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"ما": نافية. وجدت: فعل ماض مبني على الفتح و"التاء": للتأنيث. نساء: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. بني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. تميم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. حلائل: مفعول به منصوب بالفتحة. أسودين: نعت "حلائل" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. وأحمرين: "الواو": حرف عطف، "أحمرين": معطوف على "أسودين" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. وجملة "ما وجدت ... ": بحسب ما قبلها. الشاهد: قوله: "أسودين وأحمرين" حيث جمعهما جمع مذكر سالم مع كون مؤنثهما على وزن "فعلاء" إذ يجب أن يقال: "سود" و"حمر". وهذا شاذ عند جمهرة النحاة. 23- التخريج: البيت لأبي قيس بن رفاعة في إصلاح المنطق ص341؛ ولسان العرب 6/ 149 "عنس"؛ ولأبي قيس بن رفاعة، أو لأبي قيس بن الأسلت في الدرر 1/ 131؛ وشرح شواهد المغني ص716؛ والمقاصد النحوية 1/ 167؛ وبلا نسبة في الأزهية ص97؛ وأمالي القالي 2/ 67؛ وسر صناعة الإعراب ص683؛ وهمع الهوامع 1/ 45. اللغة: طر: طلع أو نبت. عانس: الآنسة المقيمة في أهلها على غير زواج. الأمرد: حان وقت ظهور شعر لحيته ولم يظهر. أشيب: صاحب الشعر الأبيض. المعنى: إنا قوم شجعان، فينا من لم تنبت لحيته، والكهل، والرجل الذي لم يتزوج، وكلنا سواء في الشجاعة والإقدام. =

فالعانس: من الصفات المشتركة التي لا تقبل التاء عند قصد التأنيث؛ لأنها تقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد، ولا حجة لهم في البيت لشذوذه. "وَبِهِ" أي: وبالجمع السالم المذكر "عِشْرُونَ وَبَابُهُ" إلى التسعين "ألحِقَ" في الإعراب بالحرفين، وليس بجمع وإلا لزم صحة انطلاق "ثلاثين" مثلاً على تسعة، و"عشرين" على ثلاثين، وهو باطل "وَ" ألحق به أيضا "الأهْلُونَا" لأنه وإن كان جمعا لأهل فأهل ليس بعلم ولا صفة، وألحق به "أُولُو" لأنه اسم جمع لا جمع "وَ" ألحق به أيضا "عَالَمُونَا" لأنه: إما أن لا يكون جمعا لعالم؛ لأنه أخص منه؛ إذ لا يقال إلا على العقلاء، والعالم يقال على كل ما سوى الله، ويجب كون الجمع أعم من مفرده، أو يكون جمعا له باعتبار تغليب من يعقل، فهو جمع لغير علم ولا صفة، وألحق به "عِلِّيونا" لأنه ليس بجمع، وإنما هو اسم لأعلى الجنة "وَأرَضُونَ" -بفتح الراء- جمع أرض -بسكونها- "شَذَّ" قياسا؛ لأنه جمع تكسير، ومفرده مؤنث بدليل "أريضة"، وغير عاقل، وكذلك "السنُونا" -بكسر السين- جمع سنة -بفتحها- "وَبَابُهُ" كذلك شذ قياسا، والمراد ببابه: كل كلمة ثلاثية حذفت لامها عوضت منها هاء التأنيث ولم تكسر، فهذا الباب اطرد فيه الجمع بالواو والنون رفعا، وبالياء والنون جرا ونصبا، نحو: "عضة وعضين"، و"عزة وعزين" و"أرة وأرين" و"ثبة وثبين" و"قلة وقلين" قال الله تعالى: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} 1، {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ

_ = الإعراب: منا: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. الذي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. هو: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. ما إن طر: "ما": نافية، و"إن": زائدة، و"طر": فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. شاربه: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والعانسون: "الواو": حرف عطف، و"العانسون": اسم معطوف على "الذي" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. الواو: حرف عطف. منا: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. المرد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. والشيب: "الواو": عاطفة، و"الشيب": اسم معطوف على المرد مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "منا الذي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "هو طر شاربه": صلة موصول لا محل لها. وجملة "طر شاربه": في محل رفع خبر للمبتدأ هو. وجملة "ومنا المرد": معطوفة على "منا الذي" لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ما إن" فقد وردت ما نافية وإن زائدة فيما رأى البعض أن ما مصدرية زمانية، كما وردت كلمة عانس لوصف الذكور جوازا، وجمعت جمعا مذكر سالما بالواو والنون على رأي الكوفيين. 1 المؤمنون: 112.

عِضِينَ} 1، {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ} 2 وأصل سنة سنو أو سنة، لقولهم في الجمع: سنوات، وسنهات، وفي الفعل سانيت وسانهت، وأصل سانيت سانوت؛ قلبوا الواو ياء حين جاوزت -متطرفة- ثلاثة أحرف، وأصل عضة عضو من العضو واحد الأعضاء، أي: أن الكفار جعلوا القرآن أعضاء، أي: مفرقا، يقال: عضَّيته وعضوته تعضية، أي: فرقته تفرقة، قال ذو الرمة "من الرجز": 24- وليسَ دِيْنُ اللَّهِ بالمعضَّى أي: بالمفرق؛ لأنهم فرقوا أقاويلهم فيه، أو عضة، من العضه، وهو البهتان، والعضه أيضا: السحر في لغة قريش، قال الشاعر "من المتقارب": 25- أَعُوذُ بِرَبي من النَّافِثَا ... تِ في عُقَدِ العَاضِه المعضِه

_ 1 الحجر: 91. 2 المعارج: 37. 24- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص81؛ وشرح التصريح 1/ 73. اللغة والمعنى: المعضى: المجزأ أو المفرق. أي: ليس دين الله بالمفرق. الإعراب: وليس: الواو: حسب ما قبلها، ليس: فعل ماض ناقص. دين: اسم "ليس" مرفوع، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. بالمعضى: الباء حرف جر زائدة، المعضى: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". والشاهد فيه قوله: "المعضى"، وهو اسم مفعول من "عضى" بمعنى: فرق. 25- التخريج: البيت بلا نسبة في كتاب العين 1/ 99؛ وتاج العروس "عضه"؛ ولسان العرب 13/ 516 "عضه". اللغة: أعوذ: ألجأ. النافثات: ج النافثة، وهي الساحرة. العقد: ج العقدة، وهي من عادة الساحر أن يأخذ خيطا فيقول كلاما، ثم يعقد عقدة وينفث فيها. العاضه: الساحر والكاذب. المعنى: يقول: أعوذ بربي من أولئك السحرة الذين ينفثون في العقد كذبا وتخييلا. الإعراب: أعوذ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". بربي: جار ومجرور متعلقان بـ"أعوذ"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. من النافثات: جار ومجرور متعلقان بـ"أعوذ". في عقد: جار ومجرور متعلقان بـ"النافثات"، وهو مضاف. العاضه: مضاف إليه مجرور بالكسرة. المعضه: نعت "العاضه" مجرور بالكسرة. وجملة "أعوذ بربي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "العاضه المعضه" حيث وردا اسمي فاعلين: الأول من الثلاثي "عضه"، والثاني من =

وأصل عزة -وهي الفرقة من الناس- عزو، وأصل إرة -وهي موضع النار- إرى، وأصل ثبة -وهي الجماعة- ثبو، وقيل: ثبي، من ثبيت، أي: جمعت، والأول أقوى وعليه الأكثر، لأن ما حذف من اللامات أكثره واو، وأصل قلة -وهي عودان يلعب بها الصبيان- قلو. ولا يجوز ذلك في نحو "تمرة" لعدم الحذف، وشذ "إضون" جمع إضاة كقناة، وهي الغدير، و"حرون" جمع حرة، و"إحرون" جمع إحرة، والإحرة والحرة: الأرض ذات الحجارة السود، و"إوزون" جمع إوزة، وهي البطة، ولا في نحو: "عدة" و"زنة" لأن المحذوف الفاء، وشذ "رقون" في جمع رقة، وهي الفضة، و"لدون" في جمع لدة، وهي التراب، و"حشون" في جمع حشة، وهي الأرض الموحشة، ولا في نحو: "يد" و"دم" لعدم التعويض، وشذ "أبون"، و"أخون" ولا في نحو "اسم"، و"أخت" لأن المعوض غير الهاء؛ إذ هو في الأول الهمزة، وفي الثاني التاء، وشذ "بنون" في جمع "ابن"، وهو مثل "اسم"، ولا في نحو: "شاة"، و"شفة"؛ لأنهما كسرا على "شياه" و"شفاه"، وشذ "ظبون" في جمع "ظبة"، وهي حد السهم والسيف، فإنهم كسروه على ظبي، بالضم، وأظب، ومع ذلك جمعوه على ظبين. تنبيه: ما كان من باب سنة -مفتوح الفاء- كسرت فاؤه في الجمع، نحو: "سنين"، وما كان مكسور الفاء لم يغير في الجمع على الأفصح، نحو: "مئين" وحكي مئون وسنون وعزون -بالضم- وما كان مضموم الفاء ففيه وجهان: الكسر، والضم، نحو: "ثبين"، و"قلين". "وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ ذَا الْبَابُ" فيكون معربا بالحركات الظاهرة على النون مع لزوم الياء كقوله "من الطويل": 26- دَعَانِيَ مِنْ نَجدٍ فإِنَّ سِنِينَهُ ... لَهبْنَ بِنَا شِينا وَشَيَّبْنَنَا مُرْدَا

_ = الرباعي "أعضه". وهما يدلان على أن لام الكلمة "هاء" وليست حرفا معتلا، وإلا لكان اسم الفاعل "عاضيا" و"معضيا". 26- التخريج: البيت للصمة بن عبد الله القشيري في تخليص الشواهد ص71؛ وخزانة الأدب 8/ 58، 59، 61، 62، 76؛ وشرح التصريح 1/ 77؛ وشرح شواهد الإيضاح ص597؛ وشرح المفصل 5/ 11، 12، والمقاصد النحوية 1/ 169؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص157؛ وشرح ابن عقيل ص39؛

وفي الحديث: $ "اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف" في إحدى الروايتين "وَهْوَ" أي: مجيء الجمع مثل حين "عِنْدَ قَوْمٍ" من النحاة منهم الفراء "يَطَّرِدْ" في جمع المذكر السالم وما حمل عليه, وخرجوا عليه قوله "من الخفيف": 27- رُبَّ حَي عَرندَسٍ ذِي طَلاَل ... لاَ يَزَالونَ ضَارِبينَ القِباب

_ = ولسان العرب 3/ 413 "نجد"، 13/ 501 "سنه"؛ ومجالس ثعلب ص177، 320. شرح المفردات: دعاني: اتركاني. نجد: اسم موضع. السنين: ج السنة، وهي العام. المرد: ج الأمرد، وهو الذي لم ينبت شعر بوجهه. المعنى: يقول: اتركاني من ذكر نجد، لأن الأيام التي قضاها هناك شيبته رغم صغره، وذلك لكثرة ما لاقى من المآسي والأحزان. الإعراب: "دعاني": فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل في محل رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. "من نجد": جار ومجرور متعلقان بـ"دعاني". "فإن": الفاء استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل. "سنينه": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "لعبن": فعل ماض مبني على السكون، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بنا": جار ومجرور متعلقان بـ"لعبن". "شيبا": حال منصوب. "وشيبننا": الواو حرف عطف، و"شيبننا" فعل ماض مبني على السكون. والنون: ضمير في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "مردا": حال منصوب. وجملة: "دعاني ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة: "إن سنينه ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لعبن ... " الفعلية في محل رفع خبر "إن". وجملة "شيبننا ... " معطوفة على جملة "لعبن"، فهي مثلها في محل رفع. الشاهد: قوله: "فإن سنينه" حيث نصب "سنين" بالفتحة على لغة بعض العرب. ولم يعاملها معاملة جمع المذكر السالم في رفعها بالواو، ونصبها وجرها بالياء. 27- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص75؛ وخزانة الأدب 8/ 61؛ والدرر 1/ 136؛ وشرح التصريح 1/ 77؛ ومغني اللبيب ص643؛ والمقاصد النحوية 1/ 176؛ وهمع الهوامع 1/ 47. شرح المفردات: العرندس: من الإبل الشديد، وهو أيضا: الأسد. وحي عرندس: أي منيع. الطلال: الحسن والجمال. القباب: ج القبة، وهي الخيمة. المعنى: يقول: إنه حي عزيز الجانب، خصيب، لا يستطيع أحد أن يزحزحهم عنه لأنهم أشداء لا يهابون الموت. الإعراب: "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "حي": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. "عرندس": نعت "حي" مجرور لفظا، مرفوع محلا. "ذي": نعث ثان لـ"حي" مجرور لفظا بالياء لأنه من =

وقوله "من الوافر": 28- "وماذا تبتغي الشعراء مني" ... وَقَد جَاوَزْتُ حَدَّ الأرْبعين

_ = الأسماء الستة مرفوع محلا، وهو مضاف. "طلال": مضاف إليه مجرور بالكسرة "لا": حرف نفي "يزالون": فعل مضارع ناقص، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "لا يزالون". "ضاربين": خبر "لا يزالون" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. "القباب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "رب حي ... لا يزالون ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يزالون ... " في محل رفع خبر المبتدأ "حي". الشاهد: قوله: "ضاربين القباب" حيث نصب "ضاربين" بالفتحة الظاهرة على النون، وجعل هذه النون كالنون التي من أصل الكلمة وقبلها ياء في نحو "مجانين". ولو لم يعاملها هذه المعاملة لكان عليه أن يقول: "ضاربي القباب" لأن نون جمع المذكر السالم تحذف عند الإضافة. وخرج على أن الأصل: "ضاربين ضاربي القباب" فحذف "ضاربي" لدلالة "ضاربين" عليه. وخرج بوجه آخر "الدرر 1/ 137". 28- التخريج: البيت لسحيم بن وثيل في إصلاح المنطق ص156؛ وتخليص الشواهد ص74؛ وتذكرة النحاة ص480؛ وخزانة الأدب 8/ 61، 62، 65، 67، 68؛ وحماسة البحتري ص13؛ والدرر 1/ 140؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 627؛ وشرح التصريح 1/ 77؛ وشرح ابن عقيل ص41؛ وشرح المفصل 5/ 11؛ ولسان العرب 3/ 513 "نجذ"، 8/ 99 "ربع"، 14/ 255 "دري"؛ والمقاصد النحوية 1/ 191؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 248؛ وجواهر الأدب ص155؛ والمقتضب 3/ 332؛ وهمع الهوامع 1/ 49. المعنى: يقول: ماذا يريد الشعراء مني، وكيف يمنون أنفسهم في خديعتي وقد بلغت سن الأربعين، وهي سن الحنكة والتجربة والاختبار؟ الإعراب: "وماذا": الواو بحسب ما قبلها، "ماذا": اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم لـ"تبتغي". أو "ما": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ أو خبر مبتدأ مقدم، و"ذا": اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ "ما" أو مبتدأ مؤخر. "تبتغي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. "الشعراء": فاعل مرفوع بالضمة، وتكون جملة "تبتغي" صلة الموصول تقديرها: "ما الذي تبتغيه الشعراء مني". "مني": جار ومجرور متعلقان بـ"تبتغي". "وقد": الواو: خالية، و"قد": حرف تحقيق. "جاوزت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "حد": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "الأربعين": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "ماذا": الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تبتغي الشعراء" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، أو ابتدائية لا محل لها من الإعراب إذا أعربنا "ماذا" مفعول به. وجملة "وقد جاوزت" الفعلية في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "الأربعين" حيث أعرب بالحركات، فجر بالكسرة، ولم يعامل جمع المذكر السالم الذي هو الأكثر شيوعا. وقيل: إن كسرة النون، هنا، لغة من لغات العرب، وقيل: كسرت النون على ما هو الأصل في التخلص من التقاء الساكنين.

والصحيح أنه لا يطرد، بل يقتصر فيه على السماع. تنبيهان: الأول: قد عرفت أن إعراب المثنى والمجموع على حده مخالف للقياس من وجهين: "الأول" من حيث الإعراب بالحروف، "والثاني" من حيث إن رفع المثنى ليس بالواو، ونصبه ليس بالألف، وكذا نصب المجموع. أما العلة في مخالفتهما القياس في الوجه الأول فلأن المثنى والمجموع فرعان عن الآحاد، والإعراب بالحروف فرع عن الإعراب بالحركات، فجعل الفرع للفرع طلبا للمناسبة، وأيضا فقد أعرب بعض الآحاد -وهي الأسماء الستة- بالحروف، فلو لم يجعل إعرابهما بالحروف لزم أن يكون للفرع مزية على الأصل، ولأنهما لما كان في آخرهما حروف -وهي علامة التثنية والجمع- تصلح أن تكون إعرابا بقلب بعضها إلى بعض، فجعل إعرابهما بالحروف؛ لأن الإعراب بها بغير حركة أخف منها مع الحركة. وأما العلة في مخالفتهما للقياس في الوجه الثاني فلأن حروف الإعراب ثلاثة، والإعراب ستة: ثلاثة للمثنى، وثلاثة للمجموع، فلو جعل إعرابهما بها على حد إعراب الأسماء الستة لالتبس المثنى بالمجموع في نحو: "رأيت زيداك"، ولو جعل إعراب أحدهما كذلك دون الآخر بقي الآخر بلا إعراب، فوزعت عليهما، وأعطي المثنى الألف لكونها مدلولا بها على التثنية مع الفعل: اسما في نحو: "اضربا"، وحرفا في نحو: "ضربا أخواك"، وأعطي المجموع الواو لكونها مدلولا بها على الجمعية في الفعل: اسما في نحو: "اضربوا"، وحرفا في نحو: "أكلوني البراغيث"، وجرا بالياء على الأصل، وحمل النصب على الجر فيهما، ولم يحمل على الرفع لمناسبة النصب للجر دون الرفع؛ لأن كلا منهما فضلة، ومن حيث المخرج؛ لأن الفتح من أقصى الحلق، والكسر من وسط الفم، والضم من الشفتين. الثاني: ما أفهمه النظم وصرح به في شرح التسهيل من أن إعراب المثنى والمجموع على حده بالحروف, هو مذهب قطرب وطائفة من المتأخرين، ونسب إلى الزجاج والزجاجي، قيل: وهو مذهب الكوفيين، وذهب سيبويه ومن وافقه إلى أن إعرابهما بحركات مقدرة على الأحرف1.

_ 1 انظر المسألة الثالثة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص33-39.

"حركة نون جمع المذكر السالم واللغات فيها": 39- ونون مجموع وما به التحق ... فافتح وقل من بكسره نطق 40- ونون ما ثني والملحق به ... بعكس ذاك استعملوه فانتبه "وَنُونَ مَجْمُوعٍ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ" في إعرابه "فَافْتَحْ" طلبا للخفة من ثقل الجمع، وفرقا بينه وبين نون المثنى "وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ" من العرب، قال في شرح التسهيل: يجوز أن يكون كسر نون الجمع وما ألحق به لغة، وجزم به في شرح الكافية، ومما ورد منه قوله "من الوافر": 29- عَرَفْنَا جَعْفَرا وبنِي أبِيهِ ... وأنكَرْنَا زعَانِفَ آخَرِينِ وقوله: وَقَدْ جَاوَزْتُ حدَّ الأربعينِ1

_ 29- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص429؛ والاشتقاق ص538؛ وتخليص الشواهد ص72؛ وتذكرة النحاة ص480؛ وخزانة الأدب 8/ 6، 9، والدرر 1/ 140؛ والمقاصد النحوية 1/ 187؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 79؛ وشرح ابن عقيل ص40. شرح المفردات: جعفر: هو جعفر بن يربوع، بنو أبيه: أي إخوته. أنكرها: جهلنا. زعانف: ج زعنفة، وهي الأتباع والحواشي. المعنى: يقول: عرفنا جعفرا وإخوانه وهم: عرين وعبيد وجهور ... وعرفنا أنهم ليسوا منا، كما أنكرنا الأتباع والحواشي الآخرين الذين لا يفتخر بهم. الإعراب: "عرفنا": فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "جعفرا": مفعول به منصوب بالفتحة. "وبني": الواو حرف عطف، "بني": معطوف على "جعفرا" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "أبيه": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "وأنكرنا": الواو حرف عطف، "أنكرنا": معطوف على "عرفنا" وتعرب إعرابها. "زعانف": مفعوب به منصوب بالفتحة. "آخرين": نعت "زعانف" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. وجملة "عرفنا ... " الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنكرنا ... " معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد: قوله: "آخرين" حيث نصبه بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وكسر النون بعدها على لغة بعضهم. ورأى بعضهم أن ذلك للضرورة الشعرية. 1 تقدم بالرقم 28.

"وَنُونُ مَا ثُنِّيَ والْمُلحَق بِهْ" وهو اثنان واثنتان وثنتان "بِعَكْسِ ذَاكَ" النون "اسْتَعْمَلُوهُ" فكسروه كثيرا على الأصل في التقاء الساكنين، وفتحوه قليلا بعد الياء "فَانْتَبِهْ" لذلك. وهذه اللغة حكاها الكسائي والفراء، كقوله "من الطويل": 30- عَلَى أَحْوَذِيَّيْن اسْتَقَلَّتْ عَشِيَّةً ... فَمَا هِيَ إلاَّ لَمْحَةٌ وتَغِيبُ وقيل: لا تختص هذه اللغة بالياء، بل تكون مع الألف أيضا، وهو ظاهر كلام النظم، وبه صرح السيرافي، كقوله "من الرجز": 31- أَعْرِفُ منهَا الجِيدَ وَالْعَيْنَانَا ... وَمَنخِرَيْن أَشبهَا ظَبْيَانَا وحكى الشيباني ضمها مع الألف، كقول بعض العرب: "هما خليلانُ".

_ 30- التخريج: البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص55؛ وخزانة الأدب 7/ 458؛ والدرر 1/ 137، وشرح المفصل 4/ 141؛ والمقاصد النحوية 1/ 177؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 63؛ وتخليص الشواهد ص79؛ وجواهر الأدب ص154؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 488؛ وشرح التحصيل 1/ 78؛ وشرح ابن عقيل ص42؛ ولسان العرب 3/ 486 "حوذ"؛ والمقرب 3/ 136؛ وهمع الهوامع 1/ 49. شرح المفردات: الأحوذيان: مثنى الأحوذي، وهو الحاذق، أو الخفيف المشمر لأمر ما. استقلت: ارتفعت. المعنى: يقول: إن القطاة قد طارت بجناحين سريعين، فما إن يقع عليها نظرك حتى تختفي وتغيب لشدة هذه السرعة. الإعراب: "على أحوذيين": جار ومجرور متعلقان بـ"استقلت". "استقلت": فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "عشية": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"استقل". "فما": الفاء حرف عطف، و"ما": حرف نفي. "هي": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "إلا": حرف حصر. "لمحة": خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، "وتغيب": الواو حرف عطف، "تغيب": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". الشاهد: قوله: "أحوذيين" حيث فتحت نون المثنى على لغة بعض العرب. وليس الفتح، هنا، ضرورة لأن الكسر يصح معه الوزن. 31- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانة ص187؛ ولرؤبة أو رجل من ضبة في الدرر 1/ 139؛ والمقاصد 1/ 184؛ ولرجل في نوادر أبي زيد ص15؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص80؛ وخزانة الأدب 7/ 452، 453، 456، 457؛ ورصف المباني ص24؛ وسر صناعة الإعراب 489، 705؛ وشرح التصريح 1/ 78؛ وشرح ابن عقيل ص42؛ وشرح المفصل 3/ 29، 4/ 64، 67، 143؛ وهمع الهوامع 1/ 49. =

وقوله "من الرجز": 32- يا أَبَتَا أَرَّقَني القِذَّانُ ... فالنومُ لا تألَفُهُ العَيْنَانُ تنبيه: قيل: لحقت النون المثنى والمجموع عوضا عما فاتهما من الإعراب بالحركات ومن دخول التنوين، وحذفت مع الإضافة نظرا إلى التعويض بها عن التنوين، ولم تحذف مع

_ = شرح المفردات: الجيد: العنق. المنخر: ثقب الأنف. ظبيان: قيل اسم رجل، وقيل: مثنى "ظبي"، وهو الغزال، وهنا لا معنى له. والمرجح أن يكون اسم علم. المعنى: يقول إنه عرف لها عنقا ضخما، وعينين غريبتين، ومنخرين يشبهان ظبيانا. الإعراب: "أعرف": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "منها": جار ومجرور متعلقان بـ"أعرف". الجيد: مفعول به منصوب. "والعينانا": الواو: حرف عطف، "العينانا" معطوف على "الجيد" منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق. "ومنخرين": الواو حرف عطف، "منخرين": معطوف على "الجيد" منصوب بالياء لأنه مثنى. "أشبها": فعل ماض والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "ظبيانا": مفعول به. وجملة: "أعرف ... " الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب: وجملة: "أشبها ظبيانا" الفعلية في محل نصب نعت "منخرين". الشاهد: قوله: "والعينانا" حيث فتح نون المثنى، ونصبه بفتحة مقدرة على الألف، وذلك على لغة بعض العرب. 32- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص186؛ وخزانة الأدب 1/ 92؛ وبلا نسبة في الدرر 1/ 142؛ وشرح التصريح 1/ 78؛ وهمع الهوامع 1/ 49. اللغة: أرقني: سهرني. القذان: البراغيث. الإعراب: يا: حرف نداء. أبتا: منادى منصوب بالفتحة المقدرة على الياء المقلوبة ألفا، وهو مضاف، و"الياء" المقلوبة ألفا ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أرقني: فعل ماض مبني على الفتحة، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. القذان: فاعل مرفوع بالضمة. فالنوم: "الفاء": للتفريع، "النوم": مبتدأ مرفوع بالضمة. لا: نافية. تألفه: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. العينان: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، و"النون": عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أرقني القذان": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "النوم ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تألفه": في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "العينان" حيث رفع المثنى بالضمة المقدرة على الألف، وأجراه مجرى الاسم المقصور، والأصل أن يقال: "العينان" "بكسر النون"، وهذا دليل أن بعض العرب يجعلون المثنى بالألف في جميع أحواله.

الألف واللام -وإن كان التنوين يحذف معهما- نظرًا إلى التعويض بها عن الحركة أيضًا. وقيل: لحقت لدفع توهم الإضافة في نحو: "جاءني خليلان موسى وعيسى"، و"مررت ببنين كرام"، ودفع توهم الإفراد في نحو: "جاءني هذان"، و"مررت بالمهتدِينَ"، وكسرت مع المثنى على الأصل في التقاء الساكنين لأنه قبل الجمع، ثم خولف بالحركة في الجمع طلبًا للفرق، وجعلت فتحة طلبًا للخفة، وقد مر ذلك، وإنما لم يكتف بحركة ما قبل الياء فارقًا لتخلفه في نحو: "المصطفين". ولما فرغ من بيان ما ناب فيه حرف عن حركة من الأسماء أخذ في بيان ما نابت فيه حركة عن حركة، وهو شيئان: ما جمع بألف وتاء، وما لا ينصرف، وبدأ بالأول لأن فيه حمل النصب على غيره، والثاني فيه حمل الجر على غيره، والأول أكثر فقال: "إعراب جمع المؤنث السالم": 41- وما بتا وألف قد جمعا ... يكسر في الجر وفي النصب معا "وَمَا بِتَا وَأَلِفٍ قَدْ جُمِعَا" الباء: متعلقة بجمع، أي: ما كان جمعًا بسبب ملابسته للألف والتاء، أي: كان لهما مدخل في الدلالة على جمعيته "يُكْسَرُ فِي الْجَرِّ وَفِي الْنَّصْبِ مَعا" كسر إعراب، خلافًا للأخفش في زعمه أنه مبني في حالة النصب، وهو فاسد؛ إذ لا موجب لبنائه، وإنما نصب بالكسرة مع تأتي الفتحة ليجري على سنن أصله، وهو جمع المذكر السالم، في حمل نصبه على جره، وجوز الكوفيون نصبه بالفتحة مطلقًا، وهشام فيما حذفت لامه، ومنه قول بعض العرب: "سمعت لغاتهم"، ومحل هذا القول ما لم يرد إليه المحذوف، فإن رد إليه نصب بالكسرة: كسنوات، وعضوات. تنبيه: إنما لم يعبر بجمع المؤنث السالم كما عبر به غيره؛ ليتناول ما كان منه لمذكر كحمامات وسرادقات، وما لم يسلم فيه بناء الواحد، نحو: بنات وأخوات، ولا يرد عليه نحو أبيات وقضاة؛ لأن الألف والتاء فيهما لا دخل لهما في الدلالة على الجمعية. 42- كذا أولات والذي اسما قد جعل ... كأذرعات فيه ذا أيضا قبل "كَذَا أُولاَت" وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، يعرب هذا الإعراب إلحاقًا له

بالجمع المذكور، قال تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ} 1 "وَالَّذِي اسْما قَدْ جُعِلْ" من هذا الجمع "كَأَذْرِعَاتٍ" اسم قرية بالشام، وذاله معجمة، أصله جمع "أذرعة" التي هي جمع ذراع "فِيهِ ذَا" الإعراب "أَيْضا قُبِلَ" على اللغة الفصحى، ومن العرب من يمنعه التنوين ويجره وينصبه بالكسرة، ومنهم من يجعله كأرطاة علما، فلا ينونه، ويجره وينصبه بالفتحة، وإذا وقف عليه قلب التاء هاء؛ وقد روي بالأوجه الثلاثة قوله "من الطويل": 33- تَنَوَّرتُها مِنْ أَذْرِعات وأَهلُها ... بِيَثْرِبَ أدنَى دَارِهَا نَظَرٌ عالي

_ 1 الطلاق: 6. 33- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص31؛ وخزانة الأدب 1/ 56؛ والدرر 1/ 82؛ ورصف المباني ص345؛ وسر صناعة الإعراب ص467؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 219؛ وشرح التصريح 1/ 83؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1359؛ وشرح المفصل 1/ 47؛ والكتاب 3/ 233؛ والمقاصد النحوية 1/ 196؛ والمقتضب 3/ 333، 4/ 38؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص44؛ وشرح المفصل 9/ 34. شرح المفردات: تنورتها: تبصرت نارها من بعيد. أذرعات: بلد في أطراف الشام. يثرب: اسم مدينة، وهي التي هاجر إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما بعد، فسميت المدينة المنورة. أدنى: أقرب. نظر عال: أي يحتاج إلى نظر بعيد. المعنى: يتوهم الشاعر أنه نظر إلى النار المشبوبة في دار الحبيبة، وهو بعيد عنها يتحرق لرؤيتها، ويتمنى لقاءها. الإعراب: "تنورتها": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "من أذرعات": جار ومجرور متعلقان بـ"تنورتها". "وأهلها": الواو حالية، "أهلها": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، "بيثرب": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: "موجودون". "أدنى": مبتدأ مرفوع وهو مضاف. "دارها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "نظر": خبر المبتدأ مرفوع. "عال": نعت "نظر" مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. وجملة: "تنورتها ... " الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وأهلها بيثرب" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "أدنى دارها نظر" الاسمية استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أذرعات" حيث يجوز فيه: 1- الكسر مع التنوين، وذلك مراعاة لـ"أذرعات" قبل التسمية به، فهو جمع مؤنث سالم. وهذا الجمع يجر بالكسرة الظاهرة، وينون تنوين مقابلة لا تنوين تنكير. 2- الكسر بلا تنوين، لأنه جمع بحسب أصله، وعلم لمؤنث بحسب حاله، فجر بالكسرة كما يجر =

والوجه الثالث ممنوع عند البصريين، جائز عند الكوفيين. تنبيه: قد تقدم بيان حكم إعراب المثنى إذا سمي به، وأما المجموع على حده ففيه خمسة أوجه: الأول: كإعرابه قبل التسمية به. والثاني: أن يكون كغِسْلِينٍ، في لزوم الياء والإعراب بالحركات الثلاث على النون منونة. والثالث: أن يجري مجرى عَرَبُونٍ، في لزوم الواو والإعراب بالحركات على النون منونة. والرابع: أن يجري مجرى هَارُونَ، في لزوم الواو والإعراب على النون غير مصروف للعلمية وشبه المعجمة. والخامس: أن تلزمه الواو وفتح النون، ذكره السيرافي، وهذه الأوجه مترتبة كل واحد منها دون ما قبله، وشرط جعله كغسلين وما بعده أن لا يتجاوز سبعة أحرف، فإن تجاوزها كاشهيبابين تعين الوجه الأول، قاله في التسهيل. "إعراب الاسم الممنوع من الصرف": 43- وجر بالفتحة ما لا ينصرف ... ما لم يضف أو يك بعد "أل" ردف "وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ" نيابة عن الكسرة "ما لاَ يَنْصَرِفْ"، وهو ما فيه علتان من علل تسع كأحسن، أو واحدة منها تقوم مقامهما كمساجد وصحراء، كما سيأتي في بابه؛ لأنه شابه الفعل فثقل، فلم يدخله التنوين؛ لأنه علامة الأخف عليهم والأمكن عندهم، فامتنع الجر بالكسرة لمنع التنوين؛ لتآخيهما في اختصاصهما بالأسماء؛ ولتعاقبهما على معنى واحد في

_ = جمع المؤنث السالم، ومنع من التنوين كما يمنع العلم المؤنث. 3- الفتح بغير تنوين لأنه علم مؤنث ممنوع من الصرف.

باب "راقودُ خلاًّ" و"راقودُ خلٍّ"1، فلما منعوه الكسرة عوّضوه منها الفتحة، نحو: {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} 2 وهذا "مَا لَمْ يُضَفْ أَوْ يَكُ بَعْدَ "أَلْ" رَدِفْ" أي: تبع، فإن أضيف أو تبع "أل" ضعف شبه الفعل؛ فرجع إلى أصله من الجر بالكسرة، نحو: {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} 3 ولا فرق في "أل" بين المعرَّفة كما مثل، والموصولة، نحو: {كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ} 4، وقوله "من الطويل": 34- وَمَا أَنْتَ بِالْيَقْظَانِ نَاظِرُهُ إِذَا ... نَسِيتَ بِمَنْ تَهواهُ ذِكْرَ العَواقِبِ بناء على أن "أل" توصل بالصفة المشبهة، وفيه ما سيأتي، والزائدة كقوله "من الطويل": 35- رَأَيْتُ الوليدَ بنَ الْيَزِيدِ مُبَارَكَا ... "شديدا بأعباء الخلافة كاهله"

_ 1 الراقود: إناء كبير عميق. 2 النساء: 86. 3 البقرة: 187. 4 هود: 24. 34- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 1/ 215. اللغة: اليقظان: الحذر والمنتبه. الناظر: هنا البصيرة. تهواه: تحبه. العواقب: ج العاقبة وهي النتيجة. المعنى: يقول: لست بالرجل الحذر إذا كنت بسبب من تحب تنسى عواقب أعمالك وسير أحوالك. الإعراب: وما: "الواو": بحسب ما قبلها، و"ما": نافية تعمل عمل "ليس"، أو نافية مهملة. أنت: ضمير منفصل مبني في محل رفع اسم "ما"، أو في محل رفع المبتدأ. باليقظان: "الباء": حرف جر زائد، و"اليقظان": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ما" أو مرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ. ناظره: فاعل لـ"يقظان" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وقيل: إن خبر "ما" أو خبر المبتدأ هو "أل" في "اليقظان"، وهي بمعنى اسم الموصول "الذي". فالصفة المشبهة "يقظان" مع فاعلها صلته. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. نسيت: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بمن: جار ومجرور متعلقان بـ"نسيت". تهواه: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". ذكر: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. العواقب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "ما أنت باليقظان": بحسب ما قبلها. وجملة "نسيت": في محل جر بالإضافة. وجملة "تهواه": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "باليقظان" حيث دخلت "أل" على الصفة المشبهة باسم الفاعل فجر بالكسرة مع وجود الوصفية وزيادة الألف والنون. 35- التخريج: البيت لابن ميادة في ديوانه ص192؛ وخزانة الأدب 2/ 226؛ والدرر 1/ 87؛ =

ومثل أل "أم" في لغة طيئ، كقوله "من الطويل": 36- أإِنْ شِمْتَ مِنْ نَجْدٍ بُرَيْقَا تَأَلَّقَا ... تبيتُ بِلَيْلِ امْأَرْمَدِ اعتادَ أو لقَا

_ = وسر صناعة الإعراب 2/ 451؛ وشرح شواهد الشافية ص12؛ وشرح شواهد المغني 1/ 164؛ ولسان العرب 3/ 200 "زيد"؛ والمقاصد النحوية 1/ 218، 509؛ ولجرير في لسان العرب 8/ 393 "وسع"، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 322؛ والأشباه والنظائر 1/ 23، 8/ 306، والإنصاف 1/ 317؛ وأوضح المسالك 1/ 73؛ وخزانة الأدب 7/ 247، 9/ 442؛ وشرح التصريح 1/ 153؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 36؛ ومغني اللبيب 1/ 52؛ وهمع الهوامع 1/ 24. اللغة وشرح المفردات: الوليد بن يزيد: هو الخليفة الأموي الحادي عشر، خلف عمه هشام بن عبد الملك، وكان يجيد قول الشعر، ويحب شرب الخمر. الأعباء: ج العبء، وهو الحمل الثقيل. الكاهل: ما بين الكتفين. المعنى: يقول: إنه رأى الوليد بن يزيد منعما وميمون الطائر، وقادرا على تحمل أعباء الخلافة. الإعراب: رأيت: فعل ماض بمني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. الوليد: مفعول به أول منصوب بالفتحة. بن: نعت "الوليد" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. اليزيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. مباركا: مفعول به ثان لـ"رأى" منصوب بالفتحة الظاهرة، أو حال. شديدا: معطوف على "مباركا" بحرف عطف محذوف، أو حال ثانية إن عددنا الأولى حالا. بأعباء: الباء: حرف جر، "أعباء": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"شديدا"، وهو مضاف. الخلافة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. كاهله: فاعل "شديدا" مرفوع بالضمة. وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة: "رأيت الوليد ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "اليزيد" وهنا احتمالان: أولهما أن الشاعر أدخل "أل" على "يزيد" للضرورة أو للمح الأصل، فتكون "أل" زائدة، والاسم ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل، وإنما جر بالكسرة لدخول "أل" عليه. وثانيهما أن الشاعر قصد تنكير "يزيد" قبل إدخال "أل" ككلمة "الرجل" ونحوه، ولهذا زالت علميته ولم يبق فيه سوى علة واحدة وهي وزن الفعل، فهو إذن ليس ممنوعا من الصرف، فلا يصح التمثيل به للممنوع من الصرف الذي يجر بالكسرة لدخول "أل" عليه. 36- التخريج: البيت لبعض الطائيين في المقاصد النحوية 1/ 222؛ وبلا نسبة في الدرر 1/ 88؛ وهمع الهوامع 1/ 24. اللغة: شمت: نظرت من بعيد. التألق: الوميض، واللمع. امرأمد: أي الأرمد، وهو الذي في عينه رمد أي وجع. أولقا: خبل، وشبه جنون. المعنى: يقول: أتبيت قريح العين، مؤرق الجفنين كما أصيب بخبل أو جنون لأنك رأيت السحاب من بعيد آتيا من جهة نجد حيث يقطن الأحباب؟ =

تنبيهان: الأول: "ما" الأولى موصولة، والثانية حرفية، وهي ظرفية مصدرية، أي: مدة كونه غير مضاف ولا تابع لـ"أل". الثاني: ظاهر كلامه أن ما لا ينصرف إذا أضيف أو تبع "أل" يكون باقيا على منعه من الصرف، هو اختيار جماعة، وذهب جماعة -منهم المبرد، والسيرافي، وابن السراج- إلى أنه يكون منصرفا مطلقا، وهو الأقوى، واختار الناظم في نكته على مقدمة ابن الحاجب أنه إذا زالت منه علة فمنصرف، نحو: بأحمدكم، وإن بقيت العلتان فلا، نحو: بأحسنكم. ولما فرغ من مواضع النيابة في الاسم شرع في مواضعها في الفعل فقال: "إعراب الأفعال الخمسة": 44- واجعل لنحو "يفعلان" النونا ... رفعا وتدعين وتسألونا 45- وحذفها للجزم والنصب سمه ... "كلم تكوني لترومي مظلمه" "وَاجْعَلْ لِنَحْو يَفْعَلانِ" أي: من كل فعل مضارع اتصل به ألف اثنين اسما أو حرفا "النُّونا رَفْعَا" الأصل علامة رفع، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، يدل على ذلك ما بعده، والتقدير: اجعل النون علامة الرفع لنحو: يفعلان، "وَ" لنحو: "تَدْعِينَ" من كل مضارع اتصل به ياء المخاطبة "وَتَسْأَلُونَا" من كل مضارع اتصل به واو الجمع اسما أو حرفا؛ فالأمثلة خمسة على اللغتين، وهي: يفعلان، وتفعلان، وتفعلون،

_ = الإعراب: أأن: "الهمزة": للاستفهام، و"أن": حرف مصدري حذفت قبلها لام التعليل، أو شرطية جازمة، فعلها فعل ماض وجوابها فعل مضارع مرفوع. وعلى الشرط الثاني يجب كسر همزة "إن". شمت: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. من نجد: جار ومجرور جار ومجرور متعلقان بـ"شمت". بريقا: مفعول به منصوب بالفتحة. تألقا: فعل ماض مبني على الفتحة، والألف للإطلاق. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". تبيت: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". بليل: جار ومجرور متعلقان بـ"تبيت"، وهو مضاف. امأرمد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. اعتاد: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". أولقا: مفعول به منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق. وجملة "أن": وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف قياسا، والجار والمجرور متعلقان بـ"تبيت". وجملة "تألق": في محل نصب نعت "بريقا". وجملة "اعتاد": في محل نصب حال، أو في محل جر نعت "امأرمد"، لأن المحلى بـ"أل" الجنسية معرفة لفظا في قوة النكرة. الشاهد: قوله: "امأرمد" حيث جر بالكسرة لدخول "أم" عليه التي هي بمثابة "أل" عند سائر العرب.

ويفعلون، وتفعلين، فهذه الأمثلة رفعها بثبات النون نيابة عن الضمة، "وَحَذْفُهَا" أي: النون "لِلْجَزْمِ وَالْنَّصْبِ سِمَهْ" أي: علامة، نيابة عن السكون في الأول، وعن الفتحة في الثاني "كَلَمْ تَكُونِي لِتَرُومِي مَظْلَمَهْ" الأصل تكونين وترومين، فحذفت النون للجازم في الأول وهو "لم"، وللناصب في الثاني وهو "أن" المضمرة بعد لام الجحود. تنبيهان: الأول: قدم الحذف للجزم لأنه الأصل، والحذف للنصب محمول عليه، وهذا مذهب الجمهور، وذهب بعضهم إلى أن إعراب هذه الأمثلة بحركات مقدرة على لام الفعل. الثاني: إنما ثبتت النون مع الناصب في قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} 1 لأنه ليس من هذه الأمثلة؛ إذ الواو فيه لام الفعل، والنون ضمير النسوة، والفعل معها مبني، مثل: {يَتَرَبَّصْنَ} 2 ووزنه: يفعلن، بخلاف "الرجال يعفون"؛ فإنه من هذه الأمثلة؛ إذ واوه ضمير الفاعل، ونونه علامة الرفع تحذف للجازم والناصب، نحو: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} 3، ووزنه: تفعوا، وأصله تعفووا. ولما فرغ من بيان إعراب الصحيح من القبيلين شرع في بيان إعراب المعتل منهما، وبدأ بالاسم فقال: "إعراب المقصور والمنقوص من الأسماء ولغات العرب فيهما": 46- وسم معتلا من الأسماء ما ... كالمصطفى والمرتقي مكارما 47- فالأول الإعراب فيه قدرا ... جميعه وهو الذي قد قصرا 48- والثان منقوص، ونصبه ظهر ... ورفعه ينوى كذا أيضا يجر "وَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا" أي: الاسم المعرب الذي حرف إعرابه ألف لينة لازمة "كَالْمُصْطَفَى" وموسى والعصا، أو ياء لازمة قبلها كسرة: كالداعي "وَالْمُرْتَقِي مَكَارِمَا".

_ 1 البقرة: 237. 2 البقرة: 228. 3 البقرة: 237.

تنبيه: إنما سمي كل من هذين الاسمين معتلا لأن آخره حرف علة، أو لأن الأول يعل آخره بالقلب: إما عن ياء، نحو: الفتى، أو عن واو، نحو: المصطفى، والثاني يعل آخره بالحذف؛ فخرج بالمعرب نحو: متى والذي، وبذكر الألف في الأول المنقوص، نحو: المرتقي، وبذكر اللينة المهموز، نحو: الخطأ، وبذكر الياء في الثاني المقصور، نحو: الفتى، وبذكر اللزوم فيهما نحو: "رأيت أخاك"، و"جاء الزيدان" في الأول، و"مررت بأخيك وغلاميك وبنيك" في الثاني، وباشتراط الكسرة قبل الياء نحو: ظبي وكرسي. "فَالأَوَّلُ" وهو ما كان كالمصطفى "الإِعْرَابُ فِيهِ قُدِّرَا جَمِيْعُهُ" على الألف؛ لتعذر تحريكها "وَهْوَ الَّذِي قَدْ قُصِرَا" أي: سمي مقصورا، والقصر: الحبس، ومنه: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} 1، أي: محبوسات على بعولتهن، وسمي بذلك؛ لأنه محبوس عن المدّ، أو عن ظهور الإعراب؛ "وَالْثَّانِ" وهو ما كان كالمرتقي "مَنْقُوصٌ" سمي بذلك لحذف لامه للتنوين، أو لأنه نقص منه ظهور بعض الحركات، "وَنَصْبُهُ ظَهَرْ" على الياء لخفته، نحو: "رأيت المرتقي" و"مرتقياه" و {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} 2، {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ} 3، "وَرَفْعُهُ يُنْوَى" على الياء ولا يظهر، نحو: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} 4، {لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} 5. فعلامة الرفع ضمة مقدرة على الياء الموجودة أو المحذوفة، و"كَذَا أَيْضا يُجَرْ" بكسر منوي، نحو: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ} 6، و {أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ} 7، وإنما لم يظهر الرفع والجر استثقالا، لا تعذرا، لإمكانهما، قال جرير "من الطويل": 37- فَيَوْما يُوافِينَ الْهَوَى غيرَ مَاضِي ... "ويوما ترى منهن غولا تغول"

_ 1 الرحمن: 72. 2 الأحقاف: 31. 3 الأحزاب: 46. 4 القمر: 6. 5 الرعد: 7. 6 البقرة: 186. 7 الشعراء: 225. 37- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص140؛ وخزانة الأدب 8/ 358؛ والخصائص 3/ 159؛ وشرح المفصل 10/ 101؛ والكتاب 3/ 314؛ ولسان العرب 11/ 507 "غول"، 15/ 283 "مضى"؛ والمقاصد النحوية 1/ 227؛ والمقتضب 1/ 114؛ والمنصف 2/ 114؛ ونوادر أبي زيد ص203؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 10/ 104؛ والمقتضب 3/ 354؛ والممتع في التصريف 2/ 556؛ والمنصف 2/ 80. اللغة: يوافين: يقبلن. غير ماض: غير نافذ. الغول: كل ما يغتال الإنسان أو يهلكه، وقد وصفه العرب بصفات غريبة ولا يعرفونه. تغول: أي تتغول. وتغولت الغول: تلونت. =

وقال الآخر "من الطويل": 38- لَعَمْرُكَ مَا تَدري متى أنتَ جَائِيٌ ... وَلَكنَّ أَقصَى مُدَّةِ العُمْرِ عَاجِلُ

_ = المعنى: يقول مصورا شأنه مع الأحبة: إنهن يقبلن عليه ويعدنه بالوصال فيخلفن ويبتعدن عنه، أي إنهن يتلون في معاملته. الإعراب: فيوما: "الفاء": بحسب ما قبلها، "يوما": ظرف منصوب متعلق بـ"يوافين". يوافين: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، و"النون": ضمير في محل رفع فاعل. الهوى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. غير: نعت لمنعوت محذوف، أو مفعول به ثان منصوب بالفتحة، وهو مضاف. ماض: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ويوما: "الواو" حرف عطف، "يوما": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"ترى". ترى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". منهن: جار ومجرور متعلقان بـ"ترى". غولا: مفعول به منصوب بالفتحة. تغول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". وجملة "يوافين": في محل جر بالإضافة. وجملة "ترى": في محل جر بالإضافة. وجملة "تغول": في محل نصب نعت "غولا"، أو في محل نصب مفعول به ثان إن جعلت "ترى" علمية. الشاهد: قوله: "غير ماضي" حيث جر الاسم المنقوص "ماضي" بكسرة ظاهرة، والقياس أن يحذفها. 38- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص637. اللغة: تدري: تعلم. عاجل: قريب. المعنى: إنك يا صاحبي لا تدري متى سيحين أجلك فكل ذلك قد قدر في كتاب، ولكن ما نحن واثقون منه أن عمر الإنسان محدود والموت قريب. الإعراب: "لعمرك": "اللام": حرف للقسم، "عمر": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره: قسمي. "ما تدري": "ما": نافية لا عمل لها، "تدري": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. "متى": اسم استفهام مبني في محل نصب ظرف زمان متعلق بـ"جائي". "أنت": مبتدأ مرفوع بالضمة. "جائي": خبر مرفوع بالضمة. "ولكن": "الواو": استئنافية, "لكن": حرف مشبه بالفعل. "أقصى" اسم لكن منصوب بالفتحة المقدرة على الألف وهو مضاف. "مدة": مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف "العمر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عاجل": خبر لكن مرفوع بالضمة. وجملة "إنك لا تدري": بحسب ما قبلها. وجملة "لا تدري" استئنافية لا محل لها. وجملة "متى الموت جائي": في محل نصب سدت مسد مفعولي "تدري". وجملة "لكن أقصى ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "جائي" جاءت الرواية هنا لتدل على إمكانية رفعه بالضمة الظاهرة على الياء، والقياس حذفها.

تنبيه: من العرب من يسكن الياء في النصب أيضا، قال الشاعر "من الطويل": 39- ولوْ أَنَّ واشٍ بِاليَمَامَةِ دَارُهُ ... وَدَارِي بأعْلَى حَضْرَمَوْتَ اهْتَدَى لِيَا قال أبو العباس المبرد: وهو من أحسن ضرورات الشعر؛ لأنه حمل حالة النصب على حالتي الرفع والجر. "إعراب المعتل من الأفعال": 49- وأي فعل آخر منه ألف ... أو واو أو ياء فمعتلا عرف

_ 39- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص233؛ وخزانة الأدب 10/ 484؛ وشرح شواهد الشافية ص71, 405، وشرح شواهد المغني 2/ 698؛ وبلا نسبة في بغية الوعاة 1/ 289؛ والدر 1/ 166؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 177، 3/ 183؛ وشرح المفصل 6/ 51؛ وهمع الهوامع 1/ 53. المعنى: لحظي السيئ فإن كل وشاة العرب يتقصدون الإيقاع بيني وبين ليلى، ولا أدري لماذا؟ الإعراب: ولو أن واش: "الواو": سحب ما قبلها، و"لو": حرف امتناع لامتناع، و"أن": حرف مشبه بالفعل، و"واش" اسمها منصوب بالفتحة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة شذوذا لعلة تنوين المنقوص. باليمامة: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. داره: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وداري: "الواو": حالية، و"داري": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"دار": مضاف. بأعلى: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف، و"أعلى": مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف لأنه على وزن أفعل. حضرموت: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه مركب مزجي ممنوع من الصرف. اهتدى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هو. ليا: جار ومجرور متعلقان بالفعل اهتدى، و"الألف": للإطلاق. وجملة "لو أن واش اهتدى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "باليمامة داره": في محل نصب صفة لاسم "إن" والخبر محذوف والتقدير: "قصدني". وجملة "داري بأعلى حضرموت" حالية محلها النصب. وجملة "اهتدى ليا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. والمصدر المؤول من "أن واش ... " في محل رفع فاعل لفعل محذوف بعد لو وجملته فعل الشرط لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لو أن واش" فقد نون اسمها بالكسر والصواب التنوين فتحا والتقدير "لو أن واشيا".

"وَأَيُّ فِعْلٍ" كان "آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ" نحو: يخشى "أَوْ وَاوٌ" نحو: يدعو "أَوْ يَاءٌ" نحو: يرمي "فَمُعْتَلا عُرِفْ" أي: شرط، وهو مبتدأ مضاف، و"فعل" مضاف إليه، وكان بعده مقدرة، و"هي" إما شأنية، و"آخر منه ألف" جملة من مبتدأ وخبر خبرها مفسرة للضمير المستتر فيها، أو ناقصة، وآخر اسمها، و"ألف" خبرها، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة، و"عرف" جواب الشرط، وفيه ضمير مستكن نائب عن الفاعل عائد على "فعل" وخبر المبتدأ جملة الشرط، وقيل: هي وجملة الجواب معا، وقيل: جملة الجواب فقط، و"معتلا" حال منه مقدم على عامله؛ والمعنى: أي فعل كان آخره حرفا من الأحرف المذكورة فإنه يسمى معتلا. 50- فالألف انو فيه غير الجزم ... وأبد نصب ما كيدعو يرمي 51- والرفع فيهما انو واحذف جازما ... ثلاثهن تقض حكما لازما "فَالأَلِفَ انْوِ فِيهِ غَيْرَ الْجَزْمِ" وهو الرفع والنصب، نحو: "زيد يسعى"، "ولن يخشى" لتعذر الحركة على الألف، والألف: نصب بفعل مضمر يفسره الفعل الذي بعده "وَأَبْدِ" أي: أظهر "نَصْبَ مَا" آخره واو "كَيَدْعُو" أو ياء نحو: "يَرْمِي" لخفة النصب، وأما قوله "من الطويل": 40- "وما سودتني عامر عن وارثة" ... أَبَى اللَّهُ أَنْ أَسْمُو بأُم ولاَ أَبِ

_ 40- التخريج: البيت لعامر بن الطفيل في الحيوان 2/ 95؛ وخزانة الأدب 8/ 343، 344، 345، 348؛ وشرح شواهد الشافية ص404؛ وشرح شواهد المغني ص953؛ وشرح المفصل 10/ 101؛ والشعر والشعراء ص343؛ ولسان العرب 11/ 593 "كلل"؛ والمقاصد النحوية 1/ 242؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 185؛ والخصائص 2/ 242؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 183؛ والمحتسب 1/ 127. اللغة: سودتنى: جعلتني سيدا. سمى: ارتفع. المعنى: لم أصل إلى المجد بالوراثة عن آبائي وجدودي بل بما زدت عليهم من سعيي في طلب مكارم الأخلاق والفروسية. الإعراب: وما: "الواو": حسب ما قبلها، و"ما": نافية. سودتني: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"التاء": للتأنيث. عامر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. عن وراثة: جار ومجرور متعلقان بالفعل "سودتني". أبى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. الله: لفظ الجلالة، فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. أن أسمو: "أن": =

وقوله "من البسيط": 41- مَا أَقْدَرَ اللَّهُ أَنْ يُدْنِي عَلَى شَحَطٍ ... مَنْ دارُهُ الْحَزْنُ مِمَّنْ دارُهُ صُولُ فضرورة. "وَالرَّفْعَ فِيهِمَا أي: الواوي واليائي "انْوِ" لثقله عليهما "وَاحْذِفْ جَازِمَا ثَلاَثَهُنَّ" وأبق

_ = حرف ناصب، "أسمو": فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الواو لضرورة الشعر، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. بأم: جار ومجرور متعلقان بالفعل أسمو. ولا أب: "الواو": عاطفة، "لا": زائدة نافية و"أب": اسم معطوف على أم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. وجملة "وما سودتني": بحسب الواو. وجملة "أبى الله": استئنافية لا محل لها. والمصدر المؤول من "أن أسمو" في محل نصب مفعول به للفعل "أبى". وجملة "أسمو" صلة الموصول الحرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "أن أسمو" حيث لم يظهر الفتحة على الواو للضرورة الشعرية. 41- التخريج: البيت لحندج بن حندج المري في الدرر 6/ 266؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص183؛ ومعجم البلدان 3/ 435 "صول"؛ والمقاصد النحوية 1/ 238؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 164؛ وهمع الهوامع 2/ 167. اللغة يدني: يقرب. على شحط: على بعد. الحزن: موضع، وكذلك صول. المعنى: يقول إن الله -جل وعز- قادر على تقريب البعيد، فبقدرته يقترب الذي داره في "الحزن" من الذي داره في "صول". الإعراب: "ما": نكرة تامة بمعنى شيء في محل رفع مبتدأ. "أقدر": فعل ماضي مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "الله": لفظ الجلالة مفعول به منصوب لفظا بالفتحة، مرفوع معنى على أنه الفاعل. "أن": حرف مصدري ناصب. "يدني": فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب بنزع الخافض. "على شحط": جار ومجرور متعلقان بـ"يدني". "من": اسم موصول بمعنى "الذي" في محل نصب مفعول به. "داره": خبر مقدم مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الحزن": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. "ممن": "مِن": حرف جر، "مَن": اسم موصول بمعنى "الذي" في محل جر بحرف الجر. "داره": خبر مقدم مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "صول": مبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة "ما أقدر الله": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أقدر الله": في محل رفع خبر للمبتدأ "ما". وجملة "يدني": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "داره الحزن": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "داره صول": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "أن يدني" حيث لم يُظهر الفتحة على الفعل "يدني" مع إمكانية ظهورها، للضرورة الشعرية.

الحركة التي قبل المحذوف دالة عليه "تَقْضِ حُكْما لاَزِما"، نحو: "لم يخش"، و"لم يغز"، و"لم يرم"، فالرفع: نصب المفعولية لأنو، وفيهما: متعلق به، واحذف: عطف على "انو"، وفي كل منهما ضمير مستتر وهو فاعله، وجازما: حال من فاعل "احذف"، و"ثلاثهن": مفعول به، إما لاحذف والضمير في "ثلاثهن" لأحرف العلة الثلاثة، ومعمول الحال محذوف، وهي الأفعال الثلاثة المعتلة، والتقدير: احذف أحرف العلة ثلاثهن حال كونك جازما الأفعال الثلاثة المذكورة، أو يكون معمولا للحال، والضمير للأفعال، ومعمول الفعل محذوف، وهو الأحرف الثلاثة، والتقدير: احذف أحرف العلة حال كونك جازما الأفعال ثلاثهن، و"تقض": مجزوم جواب احذف، و"حكما": مفعول به إن كان "تقض" بمعنى: تؤدي، ومفعول مطلق إن كان بمعنى: تحكم. خاتمة: وقد ثبت حرف العلة مع الجازم في قوله "من الطويل": 42- وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ ... كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيرا يَمَانِيَا

_ 42- التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي في الأغاني 16/ 258؛ وخزانة الأدب 2/ 196، 202؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 76؛ وشرح اختيارات المفضل ص768؛ وشرح شواهد الإيضاح ص414؛ وشرح شواهد المغني 2/ 675؛ ولسان العرب 3/ 517 "هذذ"؛ 5/ 75 "قدر"، 6/ 115 "شمس"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 15؛ وشرح المفصل 5/ 97، 10/ 107؛ والمحتسب 1/ 69. اللغة: شيخة: امرأة عجوز. عبشمية: نحت مشتق من آل عبد شمس, يمانيا: نسبة إلى اليمن. المعنى: تضحك ساخرة مني امرأة عجوز من بني عبد شمس، وكأنني الأسير الأول من اليمن في قومها. الإعراب: وتضحك: "الواو": حسب ما قبلها، و"تضحك": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. مني: جار ومجرور متعلقان بالفعل تضحك و"النون": للوقاية. شيخة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. عبشمية: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه محذوف. لم: حرف نفي وقلب وجزم. تر: فعل مضارع مجزوم بحذف الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هي. قبلي: ظرف زمان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء لانشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، متعلق بالفعل "تر" و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أسيرا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. يمانيا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة. وجملة "وتضحك شيخة" ابتدائية لا محل لها. وجملة "كأن لم تر ... ": حالية محلها النصب. وجملة "لم تر أسيرا": في محل رفع خبر كأن. والشاهد فيه قوله: "لم ترى" فمنهم من رأى أن إثبات الألف هو ضرورة شعرية، بينما رأى آخرون أن أصل الفعل "ترأى" فحذفت الهمزة وأبقيت الألف بعد الجزم.

وقوله "من الوافر": 43- أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَاءُ تَنْمِي ... بِمَا لاَقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ وقوله "من البسيط": 44- هَجَوْتَ زَبَّانَ ثُمَّ جِئْتَ مُعْتَذِرا ... مِنْ هَجْوِ زَبَّانَ لَمْ تَهْجُو وَلَمْ تَدَعِ

_ 43- التخريج: البيت لقيس بن زهير في الأغاني 17/ 131؛ وخزانة الأدب 8/ 359، 361، 362؛ والدرر 1/ 162؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 340؛ وشرح شواهد الشافية ص408؛ وشرح شواهد المغني ص328، 808؛ والمقاصد النحوية 1/ 230؛ ولسان العرب 14/ 14 "أتى"؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص103، والأشباه والنظائر 5/ 280؛ والإنصاف 1/ 30؛ والجنى الداني ص50؛ وجواهر الأدب ص50؛ وخزانة الأدب 9/ 524؛ والخصائص 1/ 333، 337؛ ورصف المباني ص149؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 78، 2/ 631؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 184؛ وشرح المفصل 8/ 24، 10/ 104؛ والكتاب 3/ 316؛ ولسان العرب 5/ 75 "قدر"، 14/ 324 "رضي"، 14/ 434 "شظي"، 15/ 492 "يا"؛ والمحتسب 1/ 67، 215؛ ومغني اللبيب 1/ 108، 2/ 387؛ والمقرب 1/ 50، 203؛ والممتع في التصريف 2/ 537؛ والمنصف 2/ 81، 114، 115؛ وهمع الهوامع 1/ 52. شرح المفردات: الأنباء: الأخبار. تنمي: ترتفع، تنتشر. اللبون: ذات اللبن، أي الإبل. المعنى: يفخر الشاعر بشجاعته ويتساءل عما إذا عرف الناس بما فعل بإبل بني زياد التي استاقها وباعها استيفاء لحقه، غير مبال بما يعرف عنهم من شجاعة وبأس. الإعراب: "ألم": الهمزة للاستفهام، و"لم": حرف جزم. يأتيك: فعل مضارع مجزوم بالسكون خلافا لما هو متعارف عليه، أي: حذف حرف العلة. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو" يعود إلى المفهوم من السياق والقرائن الأخرى، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "والأنباء": الواو حالية، و"الأنباء": مبتدأ مرفوع بالضمة. "تنمي": فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"يأتي". وذهب بعضهم إلى القول بأن الباء حرف جر زائد، و"ما" فاعل والتقدير: "ألم يأتيك الذي لاقته لبون بني زياد". وفي رأينا الوجه الأول هو الأصوب. "لاقت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "لبون": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "زياد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "ألم يأتيك ... " الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "والأنباء تنمي" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "لاقت ... " الفعلية صلة الموصول. وجملة "تنمي" في محل رفع خبره. الشاهد: قوله: "ألم يأتيك" حيث أثبت الياء للضرورة الشعرية. ويروى: "وهل أتاك" و"ألم يأتك" و"ألم يبلغك" ولا شاهد في هذه الروايات. 44- التخريج: البيت لزبان بن العلاء في معجم الأدباء 11/ 158؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 359؛ والدرر 1/ 162؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 630؛ وشرح التصريح 1/ 87؛ وشرح شافية ابن =

فقيل: ضرورة، وقيل: بل حذف حرف العلة ثم أشبعت الفتحة في "تر" فنشأت ألف، والكسرة في "يأتك" فنشأت ياء، والضمة في "تهج" فنشأت واو، وأما: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} 1 فـ"لا" نافية لا ناهية، أي: فلست تنسى.

_ = الحاجب 3/ 184؛ وشرح شواهد الشافية ص406؛ وشرح المفصل 10/ 104؛ ولسان العرب 15/ 492 "يا"؛ والمقاصد النحوية 1/ 234؛ والممتع في التصريف 2/ 537؛ والمنصف 2/ 115؛ وهمع الهوامع 1/ 52. اللغة: زبان: اسم رجل. المعنى: لقد شتمت زبان، ثم اعتذرت له، فكأنك لم تشتمه، ولم تتركه سالما. الإعراب: "هجوت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. "زبان": مفعول به منصوب بالفتحة. "ثم": حرف عطف. "جئت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "معتذرا": حال منصوب بالفتحة. "من هجو": جار ومجرور متعلقان بالفعل "جئت". "زبان": مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. "لم": حرف جزم ونفي وقلب. "تهجو": فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه حذف حرف العلة، و"الواو" زائدة للضرورة الشعرية. والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت". "ولم": "الواو": للعطف، "لم": حرف جزم ونفي وقلب. "تدع": فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت". وجملة "هجوت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جئت": معطوفة على جملة لا محل لها. وجملة "تهجو": في محل نصب حال. وجملة "لم تدع": معطوفة على السابقة فهي مثلها في محل نصب. الشاهد فيه قوله: "تهجو"، حيث أشبع ضمة "الجيم" فنشأت "الواو" التي هي غير حرف العلة المحذوف بسبب الجزم. 1 الأعلى: 6.

النكرة والمعرفة

النَّكِرةُ وَالْمَعْرِفَةُ: "تعريف النكرة": 52- نكرة قابل أل مؤثرا ... أو واقع موقع ما قد ذكرا "نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤَثّرا" فيه التعريف؛ كرجل، وفرس، وشمس، وقمر "أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ ما قَدْ ذُكِرا" أي: ما يقبل "أل"، وذلك كـ"ذي"، بمعنى صاحب، و"من" و"ما" في الشرط والاستفهام، خلافا لابن كيسان في الاستفهاميتين؛ فإنهما عنده معرفتان، فهذه لا تقبل "أل" لكنها تقع موقع ما يقبلها، إذ الأولى تقع موقع صاحب، و"من" و"ما" يقعان موقع إنسان وشيء، ولا يؤثر خلوهما من تضمن معنى الشرط والاستفهام، فإن ذلك طارئ على "من" و"ما"؛ إذ لم يوضعا في الأصل له، ومن ذلك أيضا "من" و"ما"؛ نكرتين موصوفتين، كما في "مررت بمن معجب لك"، و"بما معجب لك" فإنهما لا يقبلان "أل"، لكنهما واقعان موقع إنسان وشيء، وكلاهما يقبل "أل"، وكذلك "صه" و"مه" بالتنوين، لا يقبلان "أل"، لكنهما يقعان موقع ما يقبلها، وهو سكوتا وانكفافا، وما أشبه ذلك، ونكرة: مبتدأ، والمسوّغ قصد الجنس، وقابل "أل": خبر، ومؤثرا: حال من المضاف إليه، وهو "أل"، وشرط جواز ذلك موجود، وهو اقتضاء المضاف العمل في الحال وصاحبها، واحترز بـ"مؤثرا" عما يدخله "أل" من الأعلام لضرورة أو لمح وصف، على ما سيأتي بيانه، فإنها لا تؤثر فيه تعريفا؛ فليس بنكرة. تنبيه: قدم النكرة لأنها الأصل، إذ لا يوجد معرفة إلا وله اسم نكرة، ويوجد كثير من النكرات لا معرفة له، والمستقل أولى بالأصالة، وأيضا فالشيء أول وجوده تلزمه الأسماء

العامة، ثم يعرض له بعد ذلك الأسماء الخاصة، كالآدمي إذا ولد فإنه يسمى إنسانا أو مولودا أو موجودا، ثم بعد ذلك يوضع له الاسم: العلم، واللقب، والكنية. وأنكر النكرات: مذكور، ثم موجود، ثم محدث، ثم جوهر، ثم جسم، ثم نام، ثم حيوان، ثم إنسان، ثم رجل، ثم عالم، فكل واحد من هذه أعم مما تحته وأخص مما فوقه، فتقول: كل عالم رجل، ولا عكس، وهكذا كل رجل إنسان إلى آخره. " تعريف المعرفة": 53- وغيره معرفة كهم وذي ... وهند وابني والغلام والذي "وَغَيْرُهُ" أي: غير ما يقبل "أل" المذكورة أو يقع موقع ما يقبلها "مَعْرِفَةٌ"؛ إذ لا واسطة، واستغنى بحد النكرة عن حد المعرفة، قال في شرح التسهيل: من تعرض لحد المعرفة عجز عن الوصول إليه دون استدراك عليه. وأنواع المعرفة على ما ذكره هنا ستة: المضمر "كَهُمْ، وَ" اسم الإشارة، نحو: "ذِي"، وَالعلم، نحو: "هِنْدَ"، وَالمضاف إلى معرفة، نحو: "ابْنِي"، والمحلى بأل، نحو: "الْغُلاَمُ"، وَالموصول، نحو: "الَّذِي"، وزاد في شرح الكافية المنادى المقصود كـ"يا رجل"، واختار في التسهيل أن تعريفه بالإشارة إليه والمواجهة، ونقله في شرحه عن نص سيبويه، وذهب قوم إلى أنه معرفة بـ"أل" مقدرة، وزاد ابن كيسان "من"، و"ما" الاستفهاميتين كما تقدم. ولما فات على الناظم ترتيب المعارف في الذكر على حسب ترتيبها في المعرفة لضيق النظم رتبها في التبويب على ما ستراه، فأعرفها المضمر على الأصح، ثم العلم ثم اسم الإشارة، ثم الموصول، ثم المحلى، وقيل: هما في مرتبة واحدة، وقيل: المحلى أعرف من الموصول، وأما المضاف فإنه في رتبة ما أضيف إليه، مطلقا عند الناظم، وعند الأكثر أن المضاف إلى المضمر في رتبة العلم، وأعرف الضمائر ضمير المتكلم، ثم المخاطب، ثم الغائب السالم عن الإبهام، وجعل الناظم هذا في التسهيل دون العلم.

"أقسام الضمير": 54- فما لذي غيبة أو حضور ... كأنت وهو سم بالضمير "فَمَا" وضع "لِذِي غَيْبَةٍ" تقدم ذكره: لفظا، أو معنى، أو حكما، على ما سيأتي في آخر باب الفاعل، "أَوْ" لذي "حُضُور": متكلم، أو مخاطب "كَأنْتَ" وأنا "وَهْوَ" وفروعها "سَمِّ" في اصطلاح البصريين "بِالْضَّمِير" والمضمر، وسماه الكوفيون كناية ومكنيا. تنبيه: رفع إبهام دخول اسم الإشارة في ذي الحضور بالتمثيل. 55- وذو اتصال منه ما لا يبتدا ... ولا يلي إلا اختيارا أبدا 56- كالياء والكاف من "ابني أكرمك" ... والياء والها من "سليه ما ملك" "وَذُو اتِّصَالٍ مِنْهُ مَا لاَ يُبْتَدَا" به، "وَلاَ يَلِي إلاَّ" الاستثنائية "اخْتِيَارا أَبَدَا" وقد يليها اضطرارا، كقوله "من البسيط": 45- وَمَا نُبَالِي إذَا مَا كنْتِ جَارَتَنَا ... أَن لاَ يُجَاوِرَنَا إلاَّكِ دَيَّارُ

_ 45- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 129؛ وأمالي ابن الحاجب ص385؛ وتخليص الشواهد ص100؛ وخزانة الأدب 5/ 278، 325؛ والخصائص 1/ 307، 2/ 195؛ والدرر 1/ 176؛ وشرح شواهد المغني ص844؛ وشرح ابن عقيل ص52؛ وشرح المفصل 3/ 101؛ ومغني اللبيب ص2/ 441؛ والمقاصد النحوية 1/ 253؛ وهمع الهوامع 1/ 57. شرح المفردات: ما علينا: أي لا يهمنا، لا نكترث. ديار: أحد. المعنى: يقول: لا يهمنا ألا يجاورنا أحد سواك، لأن جوارك يغنينا عن جميع الناس. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "نبالي": فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره "نحن". "إذا" اسم شرط مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". "جارتنا": خبر "كان" منصوب وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أن": حرف نصب. "لا": حرف نفي. "يجاورنا": فعل مضارع منصوب بالفتحة، و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "إلاك": حرف استثناء، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب على الاستثناء "ديار": فاعل مرفوع بالضمة. ويجوز أن يكون المصدر المنسبك من "أن" وما بعدها منصوبا على نزع الخافض تقديره: "ما علينا في عدم مجاورة غيرك إيانا ضرر". =

وذلك "كَالْيَاء والْكَافِ مِنْ" قولك: "ابْنِي أَكْرَمَكْ وَاليَاءِ وَالْهَاء" مِنْ قولك: "سَلِيه مَا مَلَكْ" فالأول -وهو الياء- ضمير متكلم مجرور، والثاني -وهو الكاف- ضمير مخاطب منصوب، والثالث -وهو الياء- ضمير المخاطبة مرفوع، والرابع -وهو الهاء- ضمير الغائب منصوب، وهي ضمائر متصلة: لا تتأتى البداءة بها، ولا تقع بعد إلا. "أسباب بناء الضمير": 57- وكل مضمر له البنا يجب ... ولفظ ما جر كلفظ ما نصب "وَكُلُّ مُضْمَرٍ" متصلاً كان أو منفصلاً "لَهُ الْبِنَا يَجِبْ" باتفاق النحاة، واختلف في سبب بنائه؛ فقيل: لمشابهته الحرف في المعنى؛ لأن كل مضمر مضمن معنى التكلم أو الخطاب أو الغيبة، وهي من معاني الحروف. وذكر في التسهيل لبنائها أربعة أسباب: الأول: مشابهة الحرف في الوضع؛ لأن أكثرها على حرف أو حرفين، وحمل الباقي على الأكثر. والثاني: مشابهته في الافتقار؛ لأن المضمر لا تتم دلالته على مسماه إلا بضميمة من مشاهدة أو غيرها. والثالث: مشابهته له في الجمود؛ فلا يتصرف في لفظه: بوجه من الوجوه حتى بالتصغير ولا بأن يوصف أو يوصف به. الرابع: الاستغناء عن الإعراب باختلاف صيغه لاختلاف المعاني. قال الشارح: ولعل هذا هو المعتبر عند الشيخ في بناء المضمرات؛ ولذلك عقبه بتقسيمها بحسب الإعراب، كأنه قصد بذلك إظهار علة البناء فقال: "وَلَفْظُ مَا جُرَّ كَلَفْظِ مَا نُصِبْ"، نحو: "إنه"، و"له"، و"رأيتك"، و"مررت بك".

_ = وجملة "ما نبالي ... " الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة: "ما كنت جارتنا" في محل جر بالإضافة. وجملة "يجاورنا إلاك" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "إلاك" حيث أوقع الضمير المتصل بعد "إلا" للضرورة الشعرية، والقياس: "إلا إياك".

58- للرفع والنصب والجر "نا" صلح ... كـ"اعرف بنا فإننا نلنا المنح" "لِلرَّفْعِ وَالْنَّصْبِ وَجرّ نا" الدال على المتكلم المشارك أو المعظم نفسه "صَلَحْ" مع اتحاد المعنى والاتصال "كَاعْرِفْ بِنَا فَإنَّنَا نِلْنَا الْمِنَحْ" فـ"نا" في "بنا" في موضع جر بالباء، وفي "فإننا" في موضع نصب بـ"أن"، وفي "نلنا" في موضع رفع بالفاعلية، وأما الياء و"هم" فإنهما يستعملان للرفع والنصب والجر، لكن لا يشبهان "نا" من كل وجه؛ فإن الياء وإن استعملت للثلاثة وكانت ضميرا متصلا فيها إلا أنها ليست فيها بمعنى واحد، لأنها في حالة الرفع للمخاطبة، نحو: "اضربي"، وفي حالة الجر والنصب للمتكلم نحو: "لي"، و"إني"، و"هم" تستعمل للثلاثة وتكون فيها بمعنى واحد؛ إلا أنها في حالة الرفع ضمير منفصل، وفي الجر والنصب ضمير متصل. 59- وألف والواو والنون لما ... غاب وغيره كقاما واعلما "وَأَلِفٌ وَالْوَاوُ وَالْنُّونُ" ضمائر رفع بارزة متصلة "لِمَا غَابَ وَغَيْرِهِ" أي: المخاطب، فالغائب "كَقَامَا" وقاموا، وقمن، "وَ" المخاطب نحو: "اعْلَمَا" واعلموا، واعلمن. تنبيه: رفع توهم شمول قوله "وغيره" المتكلم بالتمثيل. ولما كان الضمير المتصل على نوعين: بارز -وهو ما له وجود في اللفظ- ومستتر -وهو ما ليس كذلك- وقدم الكلام على الأول، شرع في بيان الثاني بقوله: 60- ومن ضمير الرفع ما يستتر ... كافعل أوافق نغتبط إذ تشكر "وَمِنْ ضَمِيْرِ الْرَّفْعِ" أي: لا النصب ولا الجر "مَا يَسْتَتِرُ" وجوبا، أو جوازا؛ فالأول هو الذي لا يخلفه ظاهر ولا ضمير منفصل، وهو المرفوع بأمر الواحد المخاطب، "كَافْعَلْ" يا زيد، أو بمضارع مبدوء بهمزة المتكلم، مثل: "أُوَافِقْ"، أو بنون المتكلم المشارك أو المعظم نفسه مثل "نَغْتَبِطْ"، أو بتاء المخاطب، نحو: "إذْ تَشْكُرُ" أو بفعل استثناء كخلا وعدا ولا يكون في نحو: "قاموا ما خلا زيدا"، و"ما عدا عمرا"، و"لا يكون بكرا"، أو بأفعل

التعجب، نحو: "ما أحسن الزيدين" أو بأفعل التفضيل، نحو: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا} 1، أو باسم فعل ليس بمعنى المضي: كـ"نزال"، و"مه"، و"أف"، و"أوَّه"، والثاني: هو الذي يخلفه الظاهر أو الضمير المنفصل، وهو المرفوع بفعل الغائب أو الغائبة أو الصفات المحضة. قال في التوضيح: هذا تقسيم ابن مالك وابن يعيش وغيرهما، وفيه نظر: إذ الاستتار في نحو: "زيد قام" واجب؛ فإنه لا يقال: "قام هو" على الفاعلية، وأما "زيد قام أبوه" أو "ما قام إلا هو" فتركيب آخر، والتحقيق أن يقال: ينقسم العامل إلى ما لا يرفع إلا الضمير كأقوم، وإلى ما يرفعهما كقام، انتهى. تنبيه: إنما خص ضمير الرفع بالاستتار لأنه عمدة يجب ذكره، فإن وجد في اللفظ فذاك، وإلا فهو موجود في النية والتقدير، بخلاف ضميري النصب والجر؛ فإنهما فضلة، ولا داعي إلى تقدير وجودهما إذا عدما من اللفظ. 61- وذو ارتفاع وانفصال أنا هو ... وأنت والفروع لا تشتبه "وَذُو ارْتِفَاعٍ وانْفِصَالٍ أنا" للمتكلم، و "هُو" للغائب، "وَأَنْتَ" للمخاطب، "وَالفرُوعُ" عليها واضحة "لا تَشْتَبِهُ" عليك. 62- وذو انتصاب في انفصال جعلا ... إياي والتفريع ليس مشكلا "وَذُو انْتِصَابٍ فِي انْفِصَالٍ جُعِلاَ، إِيَّايَ" وفروعه، "وَالْتَفْرِيعُ لَيْسَ مُشْكِلاً". فتلخص أن الضمير على خمسة أنواع: مرفوع متصل، ومرفوع منفصل، ومنصوب متصل، ومنصوب منفصل، ومجرور ولا يكون إلا متصلا. تنبيه: مذهب البصريين أن ألف "أنا" زائدة، والاسم هو الهمزة والنون، ومذهب الكوفيين -واختاره الناظم- أن الاسم مجموع الأحرف الثلاثة، وفيه خمس لغات ذكرها في التسهيل: فصحاهن إثبات ألفه وقفا وحذفها وصلا، والثانية إثباتها وصلا ووقفا، وهي لغة تميم، والثالثة "هنا" بإبدال همزة هاء، والرابعة "آن" بمدة بعد الهمزة، قال الناظم من قال

_ 1 مريم: 74.

"آن" فإنه قلب "أنا" كما قال بعض العرب: "راء" في "رأى" والخامسة "أن" كـ"عن"، حكاها قطرب. وأما "هو" فمذهب البصريين أنه بجملته ضمير، وكذلك "هي"؛ وأما "هما" و"هم" و"هنَّ" فكذلك عند أبي علي، وهو ظاهر كلام الناظم هنا وفي التسهيل، وقيل: غير ذلك. وأما "أنت" فالضمير عند البصريين "أن"، والتاء حرف خطاب كالاسم لفظا وتصرفا. وأما "إياي" فذهب سيبويه إلى أن "إيا" هو الضمير، ولواحقه -وهي الياء من "إياي"، والكاف من "إياك"، والهاء من "إياه"- حروف تدل على المراد به من تكلم أو خطاب أو غيبة، وذهب الخليل إلى أنها ضمائر، واختاره الناظم1. 63- وفي اختيار لا يجيء المنفصل ... إذا تأتي أن يجيء المتصل "وَفِي اخْتِيَارٍ لاَ يَجِيءُ" الضمير "الْمُنْفَصِل إذا تَأَتَّى أَنْ يَجِيءَ" الضمير؛ "الْمُتَّصِل" لأن الغرض من وضع المضمرات إنما هو الاختصار، والمتصل أخصر من المنفصل، فلا عدول عنه إلا حيث لم يتأت الاتصال؛ لضرورة نظم، كقوله "من البسيط": 46- وَمَا أُصَاحبُ مِنْ قَوْمٍ فأذكُرَهُم ... إلاَّ يَزيدُهُمُ حُبًّا إليَّ هُم

_ 1 انظر المسألة الثامنة والتسعين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص695-702. 46- التخريج: البيت لزياد بن منقذ في خزانة الأدب 5/ 250، 255؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 271؛ وشرح التصريح 1/ 104؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1392؛ وشرح شواهد المغني 1/ 135، 137، 428؛ وشرح المفصل 7/ 26؛ والشعر والشعراء 2/ 701؛ ومعجم الشعراء ص9؛ والمقاصد النحوية 1/ 256؛ ولبدر بن سعيد أخي زياد "أو المرار" في الأغاني 10/ 330؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص83؛ ومغني اللبيب 1/ 146. المعنى: يقول: ما إن تعرف إلى قوم في أسفاره وعاشرهم حتى ازداد لقومه حبا، وتفضيلا لهم على سواهم لمكارم أخلاقهم. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "أصاحب": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنا". "من": حرف جر زائد. "قوم": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به لـ"أصاحب". "فأذكرهم": الفاء: السببية، "أذكرهم" فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنا"، و"هم" ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن أذكرهم" معطوف على مصدر منتزع مما قبله. "إلا": حرف حصر. "يزيدهم": =

وقوله "من البسيط": 47- بِالْبَاعِثِ الْوَارِثِ الأَمْوَاتِ قَدْ ضَمِنَتْ ... إيَّاهُمُ الأرضُ فِي دهر الدَّهَارِيرِ الأصل: "إلا يزيدونهم"، و"قد ضمنتهم"، أو تقدم الضمير على عامله، نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} 1 أو كونه محصورا بألا أو إنما، نحو: {أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} 2.

_ = فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. "حبا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"يزيد". "هم": ضمير منفصل في محل رفع فاعل "يزيد". وجملة: "ما أصاحب ... " الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة "أذكرهم" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يزيدهم" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "إلا يزيدهم حبا إلي هم" حيث فصل الضمير المرفوع "هم"؛ والقياس أن يجيء به ضميرا متصلا بالعامل الذي هو "يزيد": فيقول: "إلا يزيدونهم"، ولكنه فصله للضرورة. ويحتمل أن يكون فاعل "يزيد" ضميرا مستترا تقديره: "هو" يعود إلى المصدر المفهوم من "أذكر"؛ وكأنه قال: "لا يزيدهم ذكري لهم حبا إلي"، وعلى هذا يكون الضمير البارز المرفوع في آخر البيت توكيدا لذلك الضمير المستتر. 47- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 214؛ وخزانة الأدب 5/ 288، 26؛ والدرر 1/ 195؛ وشرح التصريح 1/ 104؛ والمقاصد النحوية 1/ 274؛ ولأمية بن أبي الصلت في الخصائص 1/ 307، 2/ 195؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ ولأمية أو للفرزدق في تخليص الشواهد ص87؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 129؛ والإنصاف 2/ 698؛ وتذكرة النحاة ص42؛ وشرح ابن عقيل ص56، 60؛ وهمع الهوامع 1/ 62. شرح المفردات: الباعث: أي الله جل جلاله الذي يبعث الأموات ويحييهم. الوارث: أي الله الذي يرجع إليه كل شيء. ضمنت اشتملت عليهم. الدهارير: جمع لا مفرد له، وهو بمعنى الأزمنة القديمة، أو الشدائد. المعنى: يقسم الشاعر بالله باعث الموتى ووارث الكائنات التي طوتها الأرض منذ أقدم العصور. الإعراب: "بالباعث": جار ومجرور متعلقان بـ"حلفت" في البيت السابق. "الوارث": نعت "الباعث" مجرور بالكسرة. الأموات: مضاف إليه مجرور بالكسرة، أو مفعول به. "قد": حرف تحقيق. "ضمنت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "إياهم": ضمير منفصل في محل نصب مفعول به. "الأرض": فاعل مرفوع بالضمة. "في دهر": جار ومجرور متعلقان بـ"ضمنت"، وهو مضاف. الدهارير: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "ضمنت ... " في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "قد ضمنت إياهم الأرض" حيث فصل الضمير للضرورة الشعرية، والقياس القول: "ضمنتهم الأرض". 1 الفاتحة: 5. 2 يوسف: 40.

ونحو قوله "من الطويل": 48- أَنَا الذائدُ الْحَامِي الذِّمَار وَإِنَّمَا ... يُدَافِعُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ أَنَا أَوْ مِثْلِي لأن المعنى: "لا يدافع إلا أنا"، أو كون العامل محذوفا أو معنويا، نحو: "إياك والشر" و"أنا زيد"؛ لتعذر الاتصال بالمحذوف والمعنوي. 64- وصل أو افصل هاء سلنيه وما ... أشبهه في "كنته" الخلف انتمى 65- كذاك خلتنيه واتصالا ... أختار غيري اختار الانفصالا "وَصِلْ أوِ افْصِلْ هَاء سَلْنِيهِ وَمَا أَشْبَهَهُ" أي: وما أشبه هاء سلنيه، من كل ثاني ضميرين أولهما أخص وغير مرفوع، والعامل فيهما غير ناسخ للابتداء، سواء كان فعلا، نحو: "سلنيه"، و"سلني إياه"، و"الدرهم أعطيتكه"، و"أعطيتك إياه"، والاتصال حينئذٍ أرجح،

_ 48- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 153؛ وتذكرة النحاة ص85؛ والجنى الداني ص397؛ وخزانة الأدب 4/ 465؛ والدرر 1/ 196؛ وشرح شواهد المغني 2/ 718؛ ولسان العرب 15/ 200 "قلا"؛ والمحتسب 2/ 195؛ ومعاهد التنصيص 1/ 260؛ ومغني اللبيب 1/ 309؛ والمقاصد النحوية 1/ 277؛ ولأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص48؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 111، 114، 7/ 242؛ ولسان العرب 13/ 31 "أنن"؛ وهمع الهوامع 1/ 62. شرح المفردات: الذائد: المدافع. الأحساب: الشرف والمجد، أو مفاخر الآباء والأجداد. الذمار: كل ما يجب الحفاظ عليه. المعنى: يقول: إنه حامي مجد وشرف ومآثر قومه، ولا يستطيع القيام بهذه المهمة إلا هو ومثله. الإعراب: "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "الذائد": خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. "الحامي": نعت "لذائد" مرفوع، أو خبر ثان للمبتدأ. "الذمار": مفعول به، أو مضاف إليه مجرور. "وإنما": الواو حرف استئناف، "إنما": أداة حصر، أو حرف دال على القصر. "يدافع": فعل مضارع مرفوع. "عن أحسابهم": جار ومجرور متعلقان بـ"يدافع"، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل. "أو": حرف عطف. "مثلي": معطوف على "أنا" مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "أنا الحامي ... " الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إنما يدافع ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "إنما يدافع أنا أو مثلي" حيث تعين انفصال الضمير لأنه محصور بـ"إنما".

قال تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} 1، {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} 2، {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا} 3، {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا} 4 ومن الفصل "إن الله ملككم إياهم، ولو شاء لملكهم إياكم" أو اسما نحو: "الدرهم أنا معطيكه"، و"معطيك إياه" والانفصال حينئذٍ أرجح؛ ومن الاتصال قوله "من المتقارب": 49- لئن كَانَ حُبِّك لِي كاذِبا ... لقد كانَ حُبِّيكِ حَقّا يَقِينا وقوله "من الوافر": 50- "فلا تطمع أبيت اللعن فيها" ... وَمَنْعُكُهَا بِشَيء يُسْتَطَاعُ

_ 1 البقرة: 137. 2 هود: 28. 3 محمد: 37. 4 الأنفال: 43. 49- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 107؛ والمقاصد النحوية 1/ 283. الإعراب: "لئن": اللام موطئة للقسم، و"إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. "حبك": اسم كان مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"حب". "كاذبا": خبر "كان" منصوب بالفتحة. "لقد": اللام رابطة لجواب القسم، و"قد": حرف تحقيق. "كان": فعل ماض ناقص. "حبيك": اسم "كان" مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء، والياء في محل جر بالإضافة. والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به للمصدر. "حقا": خبر كان منصوب. "يقينا": نعت "حقا" منصوب. وجملة "أقسم" المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان" واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. والجملة الشرطية "إن كان ... " مع الجواب المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه، لا محل لها من الإعراب، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم. الشاهد: قوله: "حبيك" حيث جاء بالضمير الثاني، وهو ضمير المخاطبة، متصلا وهذا جائز، ولو أتى به منفصلا لكان أفصح، وذلك لأن العامل اسم. 50- التخريج: البيت لعبيدة بن ربيعة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص211؛ ولرجل من تميم في تخليص الشواهد ص89؛ وله أو لعبيدة بن ربيعة في خزانة الأدب 5/ 267، 299؛ ولرجل من تميم أو لقحيف العجلي في شرح شواهد المغني 1/ 338؛ والمقاصد النحوية 1/ 302؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص55؛ ورصف المباني ص150. اللغة: أبيت اللعن: دعاء بالصلاح ومحبة الناس حتى لا يوجد من يلعنه. منعكها: منعك إياها. المعنى: لا تطمع بها -جعلك الله ممن لا يلعنون -فإن بالمقدور أن أمنعك منها، وعدم حصولك عليها شيء مستطاع. =

وَ"فِي" هاء "كُنْتُهُ" وبابه "الْخلْفُ" الآتي ذكره "انْتَمَى" أي: انتسب، وَ"كَذَاكَ" في هاء "خِلْتَنِيهِ" وما أشبهه، من كل ثاني ضميرين أولهما أخص، وغير مرفوع، والعامل فيهما ناسخ للابتداء، "وَاتِّصَالا أَخْتَارُ" في البابين؛ لأنه الأصل، ومن الاتصال في باب "كان" قوله صلى الله عليه وسلّم في ابن صياد: "إن يكنه فلن تسلط عليه، وألا يكنه فلا خير لك في قتله" وقول الشاعر "من الطويل": 51- "دع الخمر يشربها الغواة فإنني ... رأيت أخاها مغنيا بمكانها" فإن لا يكُنْهَا أَوَ تَكُنْهُ فَإنَّهُ ... أخوهَا غذته أمه بِلِبَانها

_ = الإعراب: فلا: "الفاء": بحسب ما قبلها، "لا": ناهية تجزم الفعل المضارع. تطمع: فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". أبيت: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. اللعن: مفعول به منصوب بالفتحة. فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"تطمع". ومنعكها: "الواو": حالية، "منع": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به للمصدر "منع". بشيء: "الباء": حرف جر زائد، "شيء": خبر "منع" مرفوع محلا، مجرور لفظا بحرف الجر الزائد. يستطاع: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". وجملة "فلا تطمع": بحسب الفاء، أو بحسب ما قبلها. وجملة "أبيت اللعن": اعتراضية لا محل لها. وجملة "منعكها بشيء": في محل نصب حال. وجملة "يستطاع": في محل رفع صفة لـ"شيء" على المحل، أو جر صفة على اللفظ. والشاهد فيه قوله: "منعكها" حيث أتى بالضمير الثاني "ها" متصلا، والأشهر أن يقول: منعك إياها. 51- التخريج: البيتان لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص162، 306؛ والبيت الثاني مع نسبته في أدب الكاتب ص407؛ وإصلاح المنطق ص297؛ وتخليص الشواهد ص92؛ وخزانة الأدب 5/ 327، 331؛ والرد على النحاة ص100؛ وشرح المفصل 3/ 107؛ والكتاب 1/ 46؛ ولسان العرب 13/ 371 "كنن"، 374 "لبن"؛ والمقاصد النحوية 1/ 310؛ وبلا نسبة في المقتضب 3/ 98؛ والمقرب 1/ 96. اللغة: فإن لا يكنها: أي فإلا يكن أخو الخمر هو الخمر. أو تكنه: أي أو تكن الخمر هي أخاها. فاسم "يكن" الأولى ضمير مستتر يعود على الأخ، والضمير البارز المنصوب العائد إلى الأخ هو خبرها. المعنى: دعك من هذا الإثم يرتكبه السفهاء من الناس؛ فإني وجدت أخا الخمر، أي العنب أو الزبيب، مغنيا عنها وصالحا لأن تحل محلها، فإن لم يكونا شيئا واحدا فهما أخوان رضعا من ثدي أم واحدة. الإعراب: "دع": فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. "الخمر": مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. "يشربها": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه السكون، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. "الغواة": فاعل مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. "فإنني": "الفاء": استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل,

وأما الاتصال في باب "خال" فلمشابهة "خلتنيه" و"ظننتكه" بسألتنيه وأعطيتكه، وهو ظاهر، ومنه قوله "من البسيط": 52- بلغْت صُنْعَ امْرِئ بَر إخَالُكَهُ ... إذْ لَمْ تَزَلْ لاِكْتِسَابِ الْحَمْدِ مُبْتَدِرَا

_ = والياء: ضمير متصل في محل نصب اسمها. "رأيت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة والتاء في محل رفع فاعل. "أخاها": مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة، والها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "مغنيا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "بمكانها": جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل يغني. وجملة "دع": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يشربها": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها، والتقدير: "دع الخمر إن تدعها يشربها". وجملة "إنني رأيت": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "رأيت": في محل رفع خبر إن. "فإن": الفاء استئنافية، "إن": حرف شرط جازم. "لا يكنها": "لا": نافية لا عمل لها، "يكنها": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه السكون الظاهرة والها ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب خبر كان وسامها ضمير مستتر يعود على "الأخ". "أو": حرف عطف. "تكنه": فعل مضارع ناقص معطوف مجزوم وعلامة جزمه السكون، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب خبر كان واسمها ضمير مستتر تقديره: "هي" يعود إلى "الخمر". "فإنه": "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. "أخوها": خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة والهاء مضاف إليه. "غذته": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والتاء تاء التأنيث الساكنة والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "أمه": فاعل مرفوع بالضمة. "بلبانها": جار ومجرور متعلقان بالفعل "غذته". و"ها": في محل جر بالإضافة. وجملة "إن لا يكنها فإنه أخوها": استئنافية لا محل لها. وجملة "يكنها": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تكنه": معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإنه أخوها": في محل جزم جواب شرط مقترن بالفاء. وجملة "غذته أمه": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "يكنها أو تكنه" حيث جاء بخبر تكن ضميرا متصلا، وأصل القياس أن يكون خبرها ضميرا منفصلا. 52- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 108؛ والمقاصد النحوية 1/ 287. شرح المفردات: بلغت: أخبرت. البر: الصادق. إخالكه: أظنك إياه. المبتدر: المسرع. المعنى: لقد عرفت ما قمت به من محامد الأفعال، وأنك الرجل السابق إلى حميد الأعمال. الإعراب: "بلغت": فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء في محل رفع نائب فاعل. "صنع": مفعول به ثان، وهو مضاف. "امرئ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بر": نعت "امرئ" مجرور بالكسرة. "إخالكه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به ثان، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "إذا": =

وأما "غَيْرِي" سيبويه والأكثر فإنه "اخْتَارَ الانْفِصَالا" فيهما؛ لأن الضمير في البابين خبر في الأصل، وحق الخبر الانفصال، وكلاهما مسموع، فمن الأول قوله "من الطويل": 53- لَئِنْ كَانَ إيَّاهُ لَقَدْ حَالَ بُعْدُنَا ... عَنْ الْعَهْدِ وَالإنْسَانُ قَدْ يَتَغَيرُ ومن الثاني قوله "من البسيط": 54- أخِي حَسِبْتُكَ إيَّاهُ وَقَدْ مُلِئَتْ ... أَرجَاءُ صَدْرِكِ بالأَضْغَانِ وَالإحَنِ

_ = حرف تعليل. "لم تزل": "لم": حرف نفي وجزم وقلب، "تزل": فعل مضارع ناقص مجزوم بـ"لم". واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "لاكتساب": جار ومجرور متعلقان بـ"مبتدرا". وهو مضاف. "الحمد": مضاف إليه مجرور. "مبتدرا": خبر "لم تزل" منصوب بالفتحة. وجملة "بلغت" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إخالكه" الفعلية في محل جر نعت "امرئ". وجملة "لم تزل ... " تعليلة لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة إذا اعتبرت "إذ" ظرفا. الشاهد: قوله: "إخالكه" حيث أتى بالضمير الثاني، وهو "الهاء" متصلا، وهو المفعول به الثاني لـ"إخال"، وهذا جائز. 53- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص94؛ وتخليص الشواهد ص93؛ وخزانة الأدب 5/ 312، 313؛ وشرح التصريح 1/ 108؛ وشرح المفصل 3/ 107؛ والمقاصد النحوية 1/ 314؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 102؛ والمقرب 1/ 95. شرح المفردات: حال: تغير. عن العهد: عما كنا عليه سابقا. المعنى: يقول: لئن كان هو الشخص الذي كنا نعرفه؟! لقد تغير، والدهر قد يغير الإنسان، ويبدل أحواله. الإعراب: "لئن": اللام الموطئة للقسم، و"إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "إياه": ضمير منفصل مبني في محل نصب خبر "كان". "لقد": اللام رابطة لجواب القسم، و"قد": حرف تحقيق. "حال": فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "بعدنا": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"حال". و"نا": في محل جر بالإضافة. "عن العهد": جار ومجرور متعلقان بـ"حال". "والإنسان": الواو حالية، و"الإنسان" مبتدأ مرفوع. "قد": حرف تقليل. "يتغير": فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله "هو". وجملة "أقسم" المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "حال ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. والجملة الشرطية "إن كان ... " مع الجواب المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه، لا محل لها من الإعراب. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم. وجملة: "الإنسان قد يتغير" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "يتغير" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "لئن كان إياه" حيث جاء خبر "كان" ضميرا منفصلا، والأكثر أن يكون كذلك. 54- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 107؛ والمقاصد النحوية 1/ 286. =

تنبيه: وافق الناظم في التسهيل سيبويه على اختيار الانفصال في باب "خلتنيه": قال لأنه خبر مبتدأ في الأصل، وقد حجزه عن الفعل منصوب آخر، بخلاف هاء "كنته"، فإنه خبر مبتدأ في الأصل، ولكنه شبيه بهاء "ضربته" في أنه لم يحجزه إلا ضمير مرفوع، والمرفوع كجزء من الفعل، وما اختاره الناظم هنا هو مختار الرماني وابن الطراوة. 66- وقدم الأخص في اتصال ... وقدمن ما شئت في انفصال "وَقَدِّم الأَخَصَّ" من الضميرين في الأبواب الثلاثة على غير الأخص منهما، وجوبا "فِي" حال "اتِّصَالِ" فقدم ضمير المتكلم على ضمير المخاطب، وضمير المخاطب على ضمير الغائب كما في "سلنيه"، و"أعطيتكه"، و"كنته"، و"خلتنيه" و"ظننتكه" و"حسبتنيك" ولا يجوز تقديم الهاء على الكاف، ولا الهاء ولا الكاف على الياء في الاتصال، "وَقَدِّمَنْ مَا شِئْتَ" من الأخص وغير الأخص "فِي انْفِصَالِ"، نحو: "سلني إياه" و"سله إياي"، و"الدرهم أعطيتك إياه"، و"أعطيته إياك"، و"الصديق كنت إياه"، و"كان إياي" وهكذا إلى آخره، ومنه: "إن الله ملككم إياهم ولو شاء لملكهم إياكم". تنبيه: حاصل ما ذكره أن الضمير الذي يجوز اتصاله وانفصاله هو ما كان خبرا لكان أو

_ = شرح المفردات: حسبتك: ظننتك. الأضغان: الأحقاد. الإحن: ج الإحنة، وهي الحقد. المعنى: يقول: لقد ظننتك أخي، فإذا بي أجدك بحرا زاخرا بالأحقاد والكراهية. الإعراب: "أخي": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، ويجوز أن يكون مفعولا به على الاشتغال. "حسبتك": فعل ماض، والتاء ضمير مبني في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "إياه": ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان. "وقد": الواو: حالية: و"قد": حرف تحقيق. "ملئت": فعل ماض للمجهول، والتاء للتأنيث. "أرجاء": نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "صدرك": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "بالأضغان": جار ومجرور متعلقان بـ"ملئت". "والإحن": الواو حرف عطف، "الإحن": معطوف على "الأضغان" مجرور بالكسرة. وجملة: "أخي حسبتك" الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حسبتك ... " الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وعلى الاشتغال تعرب ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وتكون على ذلك فعلية. وجملة "وقد ملئت ... " الفعلية في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "حسبتك إياه" حيث جاء بالضمير الثاني، وهو "إياه" منفصلا وهو المفعول به الثاني للفعل "حسب"، وهذا جائز، كما يجوز الإتيان به متصلا "حسبتكه".

إحدى أخواتها، أو ثاني ضميرين أولهما أخص وغير مرفوع، فخرج مثل الكاف من نحو: "أكرمتك"، ودخل مثل الهاء من نحو قوله: وَمَنْعُكَهَا بِشَيء يُسْتَطَاعُ فإن الهاء ثاني ضميرين أولهما -وهو الكاف- أخص، وغير مرفوع؛ لأنه مجرور بإضافة المصدر إليه. 67- وفي اتحاد الرتبة الزم فصلا ... وقد يبيح الغيب فيه وصلا "وَفِي اتِّحَادِ الْرُّتْبَةِ" وهو أن لا يكون فيهما أخص، بأن يكونا معا ضميري تكلم أو خطاب أو غيبة "الْزَمْ فَصْلا"، نحو: "سلني إياي"، و"أعطيتك إياك"، و"خلته إياه" ولا يجوز: "سلنيني"، ولا "أعطيتكك"، ولا "خلتهه" "وَقَدْ يُبيحُ الْغَيْب" أي: كونهما للغيبة "فِيهِ" أي: في الاتحاد "وَصْلا": من ذلك ما رواه الكسائي من قول بعض العرب: هم أحسن الناس وجوها وأنضرهموما، وقوله "من الطويل": 55- لِوَجْهِكَ فِي الإحْسَانِ بَسْطٌ وَبهْجَةٌ ... أَنَا لَهُمَاهُ قَفْوُ أَكْرَمِ والِدِ

_ 1 تقدم بالرقم 50. 55- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص97؛ وتذكرة النحاة ص50؛ والدرر 1/ 203؛ وشرح التصريح 1/ 109؛ والمقاصد النحوية 1/ 342؛ وهمع الهوامع 1/ 63. شرح المفردات: البسط: الانشراح. القفو: الاتباع. المعنى: يقول: إن وجهك يشرق بالانشراح والسرور عندما تمد يدك للإحسان، وهذا العمل قد اقتفيت أثره عن والدك المعروف بجوده وكرمه. الإعراب: "لوجهك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "في الإحسان": جار ومجرور متعلقان بـ"بسط": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وبهجة": الواو حرف عطف، و"بهجة": معطوف على "بسط": مرفوع. "أنالهماه": فعل ماض، و"هما": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان. "قفو": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "أكرم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "والد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "لوجهك بسيط": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنالهماه قفو ... " في محل رفع صفة. =

وقوله "من الطويل": 56- وَقَدْ جَعَلتْ نَفْسِي تَطيبُ لِضَغْمَةٍ ... لِضَغْمِهُمَا يَقْرَعُ الْعَظْمِ نَابُهَا وشرط الناظم لجواز ذلك أن يختلف لفظاهما، كما في هذه الشواهد، قال: فإن اتفقا -في الغيبة، وفي التذكير أو التأنيث، وفي الإفراد أو التثنية أو الجمع ولم يكن الأول مرفوعا- وجب كون الثاني بلفظ الانفصال، نحو: "فأعطاه إياه"، ولو قال: "فأعطاهوه" بالاتصال لم يجز، لما في ذلك من استثقال توالي المثلين مع إيهام كون الثاني تأكيدا للأول، وكذا لو اتفقا في الإفراد والتأنيث، نحو: "أعطاها إياها" أو في التثنية أو الجمع، نحو: "أعطاهما إياهما"، أو "أعطاهم إياهم". أو "أعطاهن إياهن" فالاتصال في هذا وأمثاله ممتنع. هذه عبارته في بعض كتبه، ثم قال: فإن اختلفا وتقاربت الهاءان، نحو: "أعطاهوها" و"أعطاهاه" ازداد الانفصال حسنا وجودة؛ لأن فيه تخلصا من قرب الهاء من

_ = الشاهد: قوله: "أنالهماه" حيث جاء الضمير الثاني، وهو "الهاء" متصلا، والقياس أن يأتي منفصلا "أنالهما إياه" لأن الضميرين اتحدا رتبة. 56- التخريج: البيت لمغلس بن لقيط في تخليص الشواهد ص94؛ وخزانة الأدب 5/ 301، 303، 305؛ وشرح شواهد الإيضاح ص75؛ والمقاصد النحوية 1/ 333؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص381؛ والكتاب 2/ 365. اللغة: الضمغة: العضة القوية بالناب. المعنى: يقول: إن نفسه استطابت لأن يضغمها ضغمة يقرع لها الناب العظم. الإعراب: وقد: "الواو": بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق. جعلت: فعل ماض ناقص من أفعال الشروع، و"التاء": للتأنيث. نفسي: اسم "جعل" مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. تطيب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". لضغمة: جار ومجرور متعلقان بـ"تطيب". لضغمهماها: جار ومجرور متعلقان بـ"يقرع"، وهو مضاف، وياء المتكلم المحذوفة في محل جر بالإضافة، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول مطلق. يقرع: فعل مضارع مرفوع بالضمة. العظم: مفعول به منصوب بالفتحة. نابها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "قد جعلت ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "تطيب": في محل نصب خبر "جعل". وجملة "يقرع": في محل جر نعت "ضغمة". الشاهد: قوله: "لضغمهماها" حيث جاء الضمير الثاني "ها" متصلا والشائع أن يكون منفصلا كأن يقال: "لضغمهما إياها"، وهذا قليل.

الهاء؛ إذ ليس بينهما فصل إلا بالواو في نحو: "أعطاهوها" وبالألف في نحو: "أعطاهاه" بخلاف "أنضرهموها" و"أنالهماه" وشبهه. تنبيه: قد اعتذر الشارح عن الناظم في عدم ذكره الشرط المذكور بأن قوله: "وصلا" -بلفظ التنكير- على معنى نوع من الوصل؛ تعريض بأنه لا يستباح الاتصال مع الاتحاد في الغيبة مطلقا، بل يقيد وهو الاختلاف في اللفظ. "نون الوقاية ومواضعها": 68- وقبل يا النفس مع الفعل التزم ... نون وقاية و"ليسي" قد نظم "وَقَبْلَ يَا النَّفْسِ" دون غيرها من المضمرات "مَعَ الفِعْلِ" مطلقا "الْتُزِمْ نُونُ وِقَايَةٍ" مكسورة، نحو: "دعاني"، "ويكرمني"، "وأعطني"، و"قام القوم ما خلاني"، و"ما عداني وحاشاني"، إن قدرتهن أفعالا، و"ما أحسنني إن اتقيت الله"، و"عليه رجلا ليسني"، وندر "ليسي" بغير نون كما أشار إليه بقوله: "وَلَيْسي قَدْ نُظِمْ"، أي: في قوله "من الرجز": 57- "عددت قومي كعديد الطيس" ... إذْ ذَهَبَ الْقَوْمُ الْكِرَامُ لَيْسِي

_ 57- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص175؛ وخزانة الأدب 5/ 324، 325؛ والدرر 1/ 204؛ وشرح التصريح 1/ 110؛ وشرح شواهد المغني 2/ 488، 769؛ ولسان العرب 6/ 128 "طيس"؛ والمقاصد النحوية 1/ 244؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص99؛ والجنى الداني ص150؛ وجواهر الأدب ص15؛ وخزانة الأدب 5/ 396، 9/ 266؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 32؛ وشرح ابن عقيل ص60؛ وشرح المفصل 3/ 108؛ ولسان العرب 6/ 211 "ليس"؛ ومغني اللبيب 1/ 171، 2/ 344؛ وهمع الهوامع 1/ 64، 233. شرح المفردات: عددت قومي: أحصيتهم. الطيس: العدد الكثير. ليسي: غيري. المعنى: يقول: أحصيت قومي فوجدتهم كثيري العدد غير أني لم أجد فيهم كريما، إذ ذهب الكرام، ولم يبق سواي. الإعراب: "عددت": فعل ماض والتاء ... فاعل. "قومي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ... في محل جر بالإضافة. "كعديد": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف تقديره: "عددت قومي عدا مماثلا لعديد ... " أو الكاف بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، وهو مضاف، "عديد": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "الطيس": مضاف =

وجوز الكوفيون "ما أحسني" بناء على ما عندهم من أنه اسم لا فعل؛ وأما نحو: "تأمروني" فالصحيح أن المحذوفة نون الرفع1. تنبيه: مذهب الجمهور أنها إنما سميت نون الوقاية لأنها تقي الفعل الكسر، وقال الناظم: بل لأنها تقي الفعل اللبس في "أكرمني" في الأمر، فلولا النون لالتبست ياء المتكلم بياء المخاطبة، وأمر المذكر بأمر المؤنثة، ففعل الأمر أحق بها من غيره، ثم حمل الماضي والمضارع على الأمر. 69- و"ليتني" فشا و"ليتي" ندرا ... ومع "لعل" اعكس وكن مخيرا 70- في الباقيات واضطرارا خففا ... مني وعني بعض من قد سلفا "وَلَيْتَني" بثبوت نون الوقاية "فَشَا" حملا على الفعل؛ لمشابهتها له مع عدم المعارض "وَلَيْتي" بحذفها "نَدَرَا"، ومنه قوله "من الوافر": 58- كَمُنْيَةِ جَابِرٍ إذْ قَالَ لَيْتِي ... "أصادفه وأتلف جل مالي"

_ = إليه مجرور بالكسرة. "إذ" أداة تعليل، أو ظرف زمان مبني في محل نصب متعلق بـ"عددت". "ذهب": فعل ماض. "القوم": فاعل مرفوع. "الكرام": نعت "القوم" مرفوع بالضمة. "ليسي": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا يعود على معنى الكلية المفهوم من "ذهب القوم الكرام"، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب خبر "ليس". وجملة: "عددت ... " الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ذهب ... " تعليلية لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة باعتبار "إذ" ظرف زمان. الشاهد: قوله: "ليسي" حيث حذف نون الوقاية التي تلحق الأفعال عند اتصالها بياء المتكلم لتقيها الجر، وهذا الحذف للضرورة الشعرية. 1 إذا اجتمعت نون الرفع ونون الوقاية، جاز: 1- الإتيان بهما على الأصل. 2- إثباتهما مدغمين. 3- حذف إحداهما. 58- التخريج: البيت لزيد الخيل في ديوانه ص87؛ وتخليص الشواهد ص100؛ وخزانة الأدب 5/ 375، 377؛ والدرر 1/ 205؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 97؛ وشرح المفصل 3/ 123؛ والكتاب 2/ 370؛ ولسان العرب 2/ 87 "ليت"؛ والمقاصد النحوية 1/ 346؛ ونوادر أبي زيد ص68؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص153؛ ورصف المباني ص300، 361؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 550؛ ومجالس ثعلب ص129؛ والمقتضب 1/ 250؛ وهمع الهوامع 1/ 64. اللغة: المنية: ما يتمناه المرء. جابر: رجل من غطفان كان يتمنى لقاء زيد، ولما لقيه قهره زيد. جل: معظم. =

وهو ضرورة، وقال الفراء: يجوز "ليتي" و"ليتني" وظاهره الجواز في الاختيار "وَمَعْ لَعَلَّ اعْكِسْ" هذا الحكم؛ فالأكثر "لعلي" بلا نون، والأقل "لعلني" ومنه قوله "من الطويل": 59- فَقُلْتُ أعِيرَانِي الْقَدُومَ لَعَلَّنِي ... أخُطُّ بِهَا قَبْراً لأبْيَضَ مَاجِدِ ومع قلته هو أكثر من "ليتي" نبه على ذلك في الكافية، وإنما ضعفت "لعل" عن

_ = الإعراب: "كمنية": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لمنعوت محذوف تقديره: "تمنى تمنيا مشابها لمنية جابر، وهو مضاف. "جابر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إذ": ظرف زمان في محل نصب مفعول فيه. "قال": فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "ليتي": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "ليت". "أصادفه": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا"، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "وأتلف": الواو حالية، "أتلف": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "جل": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "مالي": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة: "قال ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "ليتي أصادفه" في محل نصب مفعول به. وجملة: "أصادفه" في محل رفع خبر "ليت". وجملة: "أتلف" في محل رفع خبر المبتدأ المحذوف تقديره: "أنا أتلف". وجملة "وأنا أتلف" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "ليتي" حيث حذف نون الوقاية، وهذا الحذف نادر. 59- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص105؛ والدرر 1/ 212؛ وهمع الهوامع 1/ 64. اللغة: القدوم: آلة ينجر بها الخشب. أخط: أنحت. القبر: المراد به هنا قراب السيف. أبيض ماجد: سيف صقيل. الإعراب: "فقلت": الفاء حسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء فاعل. "أعيراني": فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون حرف للوقاية لا محل له من الإعراب، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "القدوم": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "لعلني": حرف مشبه بالفعل، والنون حرف للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "لعل". "أخط": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"أخط". "قبرا": مفعول به منصوب "لأبيض": جار ومجرور بالفتحة عوضا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، متعلقان بمحذوف صفة لـ"قبرا". "ماجد": نعت مجرور. وجملة "قلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعيراني" في محل نصب مقول القول. وجملة "لعلني" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخط" في محل رفع خبر "لعل". الشاهد: قوله: "لعلني" حيث جاء بنون الوقاية مع "لعل"، وهذا قليل.

أخواتها لأنها تستعمل جارة، نحو "من الطويل": 60- "فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة" ... لَعَلَّ أَبِي الْمِغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ وفي بعض لغاتها "لعن" -بالنون- فيجتمع ثلاث نونات. "وَكُنْ مُخَيَّرا فِي" أخوات "ليت" و"لعل" "الْبَاقِيَاتِ" على السواء، فتقول: "إني" و"إنني"، و"كأني" و"كأنني"، و"لكني" و"لكنني" فثبوتها لوجود المشابهة المذكورة، وحذفها لكراهة توالي الأمثال. "وَاضْطِرَارا خَفَّفَا مِنِّي وَعَنِّي بَعْضُ مَنْ قَدْ سَلَفَا" من العرب، فقال "من الرمل": 61- أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْهُمْ وَعَني ... لَسْتُ مِنْ قَيْس وَلاَ قَيْسُ مِنِي

_ 60- التخريج: البيت لكعب بن سعد الغنوي في الأصمعيات ص96؛ وخزانة الأدب 10/ 426، 428، 430، 436؛ والدرر 4/ 174؛ وسر صناعة الإعراب ص407؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 69؛ وشرح شواهد المغني ص691؛ ولسان العرب 1/ 283 "جوب"، 11/ 473 "علل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 247؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص375؛ وشرح التصريح 1/ 213؛ وكتاب اللامات ص136؛ ولسان العرب 12/ 550 "لمم"؛ ومغني اللبيب ص286، 441؛ وهمع الهوامع 2/ 33. الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "ادع": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "أخرى": مفعول به منصوب، أو نعت لمنعوت محذوف تقديره: "مرة أخرى". "وارفع": الواو حرف عطف، "ارفع": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "الصوت": مفعول به منصوب. "جهرة": مفعول مطلق منصوب. "لعل": حرف جر شبيه بالزائد. "أبي": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. "المغوار": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"قريب": خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة: "قلت" بحسب ما قبلها. وجملة: "ادع" في محل نصب مفعول به. وجملة: "ارفع" معطوفة على جملة: "ادع". وجملة: "أبي المغوار ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لعل أبي المغوار ... " حيث وردت "لعل" حرف جر على لغة عقيل. 61- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 90؛ وتخليص الشواهد ص106؛ والجنى الداني ص151؛ وجواهر الأدب ص152؛ وخزانة الأدب 5/ 380، 381؛ ورصف المباني ص361؛ والدرر 1/ 210؛ وشرح التصريح 1/ 112؛ وشرح ابن عقيل ص63؛ وشرح المفصل 3/ 125؛ والمقاصد النحوية 1/ 352؛ وهمع الهوامع 1/ 64. شرح المفردات: قيس: هو قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد. الإعراب: "أيها": "أي": منادى مبني على الضم في محل نصب. و"ها": للتنبيه. "السائل": نعت "أي" مرفوع بالضمة. "عنهم": جار ومجرور متعلقان بـ"السائل". "وعني": الواو حرف عطف، "عني" جار =

وهو في غاية الندرة، والكثير "مني" و"عني" بثبوت نون الوقاية، وإنما لحقت نون الوقاية من وعن لحفظ البناء على السكون. 71- وفي لدني لدني قل وفي ... قدني وقطني الحذف أيضا قد يفي "وَفِي لَدُنِّي" بالتشديد "لَدُنِي" بالتخفيف "قَلَّ" أي: لدني -بغير نون الوقاية- قل في "لدني" -بثبوتها- ومنه قراءة نافع: "قد بلغت من لَدُنِي عذرا"1 بتخفيف النون وضم الدال، وقرأ الجمهور بالتشديد. "وَفِي قَدْنِي وَقَطْنِي" بمعنى حسبي "الْحَذْفُ" للنون "أَيْضا قَدْ يَفِي" قليلا، ومنه قوله جامعا بين اللغتين في "قدني" "من الرجز": 62- قَدني مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِي ... "ليس الإمام بالشحيح الملحد"

_ = ومجرور. "لست": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم "ليس". "من قيس": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "قيس": معطوف على اسم "ليس" مرفوع. "مني": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس"؛ أو "قيس": مبتدأ، و"مني": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. وجملة "أيها السائل ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست من قيس" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا قيس مني" الاسمية معطوفة على جملة "لست من قيس"، فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "عني" و"مني" حيث حذف النون للضرورة الشعرية، والقياس "عني" و"مني". 1 الكهف: 76. 62- التخريج: الرجز لحميد بن مالك الأرقط في خزانة الأدب 5/ 382، 383، 385، 389، 391، 392؛ والدرر 1/ 207؛ وشرح شواهد المغني 1/ 487؛ ولسان العرب 1/ 344 "خبب"؛ والمقاصد النحوية 1/ 357؛ ولحميد بن ثور في لسان العرب 3/ 389 "لحد" وليس في ديوانه؛ ولأبي بحدلة في شرح المفصل 3/ 124؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 241؛ وتخليص الشواهد ص108؛ والجنى الداني ص253؛ وخزانة الأدب 6/ 246، 7/ 431؛ ورصف المباني ص362؛ وشرح ابن عقيل ص64؛ والكتاب 2/ 371؛ ومغني اللبيب 1/ 170؛ ونوادر أبي زيد ص205. شرح المفردات: قدني: يكفيني، حسبي. الخبيبان: هما: عبد الله بن الزبير وابنه خبيب، وقيل مصعب بن الزبير أيضا. ويروى "الخبيبين" بالجمع فيعني عبد الله وشيعته. الشحيح: البخيل. الإعراب: "قدني": اسم بمعنى "حسب" مبني في محل رفع مبتدأ، والنون للوقاية، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "من نصر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، =

وفي الحديث: $ "قط قط بعزتك"، يروى بسكون الطاء، وبكسرها مع الياء ودونها، ويروى "قطني قطني" بنون الوقاية، و"قط قط" بالتنوين، والنون أشهر، ومنه قوله "من الرجز": 63- امْتَلأَ الحَوْضُ وَقالَ قَطْنِي ... مَهْلا رُوَيْدا قَدْ مَلأْتَ بَطْني وكون "قد"، و"قط" بمعنى "حسب" في اللغتين هو مذهب الخليل وسيبويه، وذهب

_ = وهو مضاف. "الخبيبين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. قدي: توكيد لفظي، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ليس": فعل ماض ناقص. "الإمام": اسم "ليس" مرفوع. "بالشحيح": الباء حرف جر زائد. "الشحيح": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". "الملحد": نعت "الشحيح" مجرور بالكسرة. وجملة: "قدني ... " الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليس الإمام ... " الاسمية الاستئافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "قدني" و"قدي" حيث أثبت النون في الأولى، وهو الأشهر، وحذفها من الثانية، وهو قليل. 63- التخريج: الرجز بلا نسبة في إصلاح المنطق ص57، 34؛ وأمالي المرتضى 2/ 309؛ وتخليص الشواهد ص111؛ وجواهر الأدب ص151؛ والخصائص 1/ 23؛ ورصف المباني ص362؛ وسمط اللآلي ص475؛ وشرح المفصل 1/ 82، 2/ 131، 3/ 125؛ وكتاب اللامات ص140؛ ولسان العرب 7/ 382 "قطط"، 13/ 344 "قطن"؛ ومجالس ثعلب ص189؛ والمقاصد النحوية 1/ 361. اللغة: قطني: اسم فعل بمعنى يكفي، أو اسم بمعنى حسبي. رويدا: متمهلا. المعنى: امتلأ الحوض تماما حتى كأنه تكلم فقال: كفاني ما صببت في جوفي، فتمهل فقد ملأت بطني. الإعراب: "امتلأ": فعل ماض مبني على الفتح. "الحوض": فاعل مرفوع بالضمة. "وقال": "الواو": حرف عطف، "قال": فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "قطني": اسم فعل مضارع مبني على السكون، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". "مهلا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره "تمهل". "رويدا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره "أرود". "قد": حرف تحقيق. "ملأت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بطني": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "امتلأ الحوض": ابتدائية لا محل لها. وجملة: "قال": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "قطني": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة: "تمهل مهلا" استئنافية لا محل لها. وجملة: "أرود رويدا": كالسابقة. وجملة "قد ملأت": استئنافية لا محل لها.

الكوفيون إلى أن من جعلهما بمعنى حسب قال: "قدي"، و"قطي" بغير نون كما تقول: حسبي، ومن جعلهما اسم فعل بمعنى "أكتفى" قال: "قدني" و"قطني" بالنون، كغيرهما من أسماء الأفعال. خاتمة: وقعت نون الوقاية قبل ياء النفس مع الاسم المعرب في قوله صلى الله عليه وسلم لليهود: "فهل أنتم صادقوني؟ "، وقول الشاعر "من الطويل": 64- وَلَيْسَ بِمُعْيِيني وَفِي الناس ممْتعٌ ... صَدِيقٌ إذَا أعْيَا عَلَيَّ صَدِيقُ وقوله "من الطويل": 65- وَلَيْسَ الْمُوافِيني لِيُرفَدَ خائِبا ... فإنَّ لَهُ أَضْعَافَ مَا كَانَ أَمَّلا

_ = والشاهد فيه قوله: "قطني": حيث دخلت نون الوقاية على الاسم، مما يدل على أن نون الوقاية قد تلحق بعض الأسماء، ولحقت "قط" هنا للمحافظة على سكون "الطاء" الذي هو حالة البناء. 64- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 15. اللغة: الأمر المعيي: الأمر الصعب الذي يعجز الإنسان عن تحقيقه. الممتع: هنا، كامل الصفات. أعيا: شق وصعب. المعنى: يقول: لست عاجزا عن إيجاد صديق كامل الصفات ما دام موجودا بين الناس، إذا هجرني أحدهم أو عاملني معاملة غير لائقة بين الأصدقاء. الإعراب: وليس: "الواو": بحسب ما قبلها، "ليس": فعل ماض ناقص. بمعييني: "الباء": حرف جر زائد، "معييني": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وفي الناس: "الواو": حالية، "في الناس": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. ممتع: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. صديق: اسم "ليس" مرفوع بالضمة. إذا ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أعيا: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. علي: جار ومجرور متعلقان بـ"أعيا". صديق: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "ليس بمعييني": بحسب ما قبلها. وجملة "في الناس ممتع": في محل نصب حال. وجملة "أعيا": في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله "بمعييني" حيث أثبت نون الوقاية مع اسم الفاعل عند إضافته إلى ياء المتكلم، وهذا شاذ. 65- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 15؛ والدرر 1/ 213؛ والمقاصد النحوية 1/ 387؛ وهمع الهوامع 1/ 65. اللغة: الموافي: من وافاك، إذا جاءك. يرفد: يعطي. =

للتنبيه على أصل متروك؛ وذلك لأن الأصل أن تصحب نون الوقاية الأسماء المعربة المضافة إلى ياء المتكلم لتقيها خفاء الإعراب، فلما منعوها ذلك نبهوا عليه في بعض الأسماء المعربة المشابهة للفعل. ومما لحقته هذه النون من الأسماء المعربة المشابهة للفعل أفعل التفضيل في قوله صلى الله عليه وسلّم: $ "غير الدجال أخوفني عليكم"؛ لمشابهة أفعل التفضيل لفعل التعجب، نحو: "ما أحسنني إن اتقيت الله"، والله أعلم.

_ = المعنى: إن القادم إلي قاصدا معروفي وإحساني، لا يرجع دون أن ينال بغيته ومطلوبه بل إن له أضعاف ما أمله مني. الإعراب: وليس: "الواو": حسب ما قبلها، "ليس": فعل ماض ناقص. الموافيني: اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ليرفد: "اللام": لام التعليل، "يرفد": فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. والمصدر المؤول من "أن" المقدرة، والفعل "يرفد" مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بـ"الموافيني". خائبا: خبر ليس منصوب. فإن؛ "الفاء": استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل. له: جار ومجرور متعلقان بخبر إن المحذوف المقدم المرفوع. أضعاف: اسم إن منصوب مؤخر. ما: اسم موصول بمعنى الذي في محل جر بالإضافة. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، واسمها ضمير محذوف تقديره هو. أملا: فعل ماض مبني على الفتح والألف للإطلاق، والفاعل: ضمير مستتر تقديره: هو. وجملة "ليس الموافيني خائبا": حسب ما قبلها أو استئنافية. وجملة "إن له أضعاف" استئنافية لا محل لها. وجملة "أملا": في محل نصب خبر كان. وجملة "كان أملا": صلة الموصول الحرفي لا محل لها وجملة "يرفد" صلة الموصول الحرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "الموافيني": حيث توسطت نون الوقاية بين الاسم، وهو "الموافي" والمضاف إليه وهو "ياء" المتكلم شذوذا.

العلم

الْعَلَمُ: "تعريف العلم": 72- اسم يعين المسمى مطلقا ... علمه كجعفر وخرنقا 73- وقرن وعدن ولاحق ... وشذقم وهيلة وواشق "اسْمٌ يُعَيِّنُ المسَمَّى" به "مُطْلَقا عَلَمُهُ" أي: علم ذلك المسمى، فاسم: مبتدأ، و"يعين المسمى": جملة في موضع رفع صفة له، ومطلقا: حال من فاعل "يعين"، وهو الضمير المستتر، وعلمه، خبر؛ ويجوز أن يكون "علمه" مبتدأ مؤخرا، و"اسم يعين المسمى" خبرا مقدما، وهو حينئذٍ مما تقدم فيه الخبر وجوبا؛ لكون المبتدأ ملتبسا بضميره، والتقدير: علم المسمى اسم يعين المسمى مطلقا، أي: مجردا عن القرائن الخارجية، فخرج بقوله: "يعين المسمى" النكرات، وبقوله: "مطلقا" بقية المعارف؛ فإنها إنما تعين مسماها بواسطة قرينة خارجة عن ذات الاسم: إما لفظية كأل والصلة، أو معنوية كالحضور والغيبة. ثم العلم على نوعين: جنسي وسيأتي، وشخصي ومسماه العاقل وغيره، مما يؤلف من الحيوان وغيره "كَجَعْفَرٍ" لرجل "وَخِرْنِقا" لامرأة، وهي أخت طرفة بن العبد لأمه "وَقَرَنٍ" لقبيلة ينسب إليها أويس القرني "وَعَدَنٍ" لبلد "ولاَحِق" لفرس "وشَذْقَمٍ" لجمل "وَهَيْلَةٍ" لشاة "وَوَاشِق" لكلب.

"أقسام العلم": 74- واسما أتى وكنية ولقبا ... وأخرن ذا إن سواه صحبا "وَاسما أَتَى" العلم، والمراد به هنا ما ليس بكنية ولا بلقب "وَ" أتى "كُنْيَةً" وهي: ما صدر بأب أو أم: كأبي بكر، وأم هانئ "وَ" أَتى "لَقَبا" وهو ما أشعر برفعة مسماه أو ضعته: كزين العابدين، وبطة "وَأَخِّرَنْ ذا" أي: أخر اللقب "إن سِواهُ" يعني الاسم "صَحِبا" تقول: "جاء زيد زين العابدين"، ولا يجوز: جاء زين العابدين زيد؛ لأن اللقب في الأغلب منقول من غير الإنسان كبطة، فلو قدم لأوهم إرادة مسماه الأول، وذلك مأمون بتأخيره، وقد ندر تقديمه في قوله "من الوافر": 66- أَنَا ابنُ مُزَيْقِيَا عَمْرو وَجَدِّي ... أَبُوهُ مُنْذِرٌ مَاءُ السَّمَاءِ وقوله "من البسيط": 67- بِأَنَّ ذَا الْكَلْبِ عَمْرا خَيرُهُمْ حَسَبا ... بِبَطْنِ شريَانَ يَعْوِي حَوْلَهُ الذِّيبُ

_ 66- التخريج: البيت لأوس بن الصامت في شرح التصريح 1/ 121؛ والمقاصد النحوية 1/ 391؛ ولبعض الأنصار في خزانة الأدب 4/ 365؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص118؛ ولسان العرب 10/ 343 "مزق"، 13/ 545 "موه"، 15/ 208 "قوا". شرح المفردات: مزيقيا: لقب أحد الملوك اليمنيين القدامى، وهو عمرو بن عامر جد الأنصار. الإعراب: "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "مزيقيا": مضاف إليه مجرور. "عمرو": بدل أو عطف بيان من "مزيقيا". "وجدي": الواو حرف عطف، و"جدي": مبتدأ أول مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أبوه": مبتدأ ثان أو بدل من "جدي" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "منذر": خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة. "ماء": بدل أو عطف بيان لـ"منذر"، وهو مضاف. "السماء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "أنا ابن مزيقيا" الاسمية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبوه منذر ... " الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول. الشاهد قوله: "مزيقيا عمرو" حيث قدم اللقب "مزيقيا" على الاسم "عمرو"؛ والقياس أن يقدم الاسم على اللقب كما في العجز: "منذر ماء السماء". 67- التخريج: البيت لجنوب أخت عمرو ذي الكلب في تخليص الشواهد ص118؛ والدرر 1/ 225؛ ولسان العرب 14/ 431 "شرى"؛ ومعجم ما استعجم ص739؛ والمقاصد النحوية 1/ 395 "وفيه: أقول: "قائلتهما هي ريطة بنت عاصم كذا قاله بعضهم، والصحيح أن قائلتهما هي جنوب أخت عمرو ذي الكلب"؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 71. =

تنبيه: لا ترتيب بين الكنية وغيرها؛ فمن تقديمها على الاسم قوله "من الرجز": 68- أَقْسَمَ بِاللَّه أَبُو حَفصٍ عُمرْ ... مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلاَ دَبَرْ ومن تقديم الاسم عليها قوله "من الطويل": 69- وَمَا اهَتَزَّ عَرشُ اللَّهِ مِنْ أَجَلِ هَالِكٍ ... سَمعنَا بِهِ إلاَّ لِسَعْدٍ أَبي عَمرو

_ = اللغة: الحسب: الشرف. بطن شريان: موضع. يعوي حوله الذيب: كناية عن موته. الإعراب: "بأن": الباء حرف جر، "أن": حرف مشبه بالفعل. "ذا": اسم "أن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "الكلب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "عمرا": بدل من "ذا" أو عطف بيان منصوب بالفتحة. "خيرهم": نعت "عمرا" منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "حسبا": تمييز منصوب بالفتحة. "ببطن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر في محل جر بالإضافة. "حسبا": تمييز منصوب بالفتحة. "ببطن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "أن"، وهو مضاف. "شريان": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، وزيادة الألف والنون. "يعوي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. "حوله": ظرف مكان متعلق بـ"يعوي"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الذيب": فاعل "يعوي" مرفوع بالضمة. وجملة "يعوي الذيب" في محل نصب حال. ويجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من "عمرو" وجملة "يعوي الذيب" في محل خبر "أن". وجملة "أن ذا الكلب ... " المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أبلغ" في البيت السابق. الشاهد: قولها: "ذا الكلب عمرا" حيث قدم اللقب "ذا الكلب" على الاسم "عمرا" وهذا قليل. 68- التخريج: الرجز لرؤبة في شرح المفصل 3/ 71؛ وليس في ديوانه، ولا يمكن أن يكون رؤبة هو قائله، ذلك أن رؤبة غير معدود في التابعين، وليس هو من هذه الطبقة، وقد مات سنة 145هـ. وهو لعبد الله بن كيسبة أو لأعرابي في خزانة الأدب 5/ 154، 156؛ ولأعرابي في شرح التصريح 1/ 121؛ والمقاصد النحوية 4/ 115؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 128؛ وشرح ابن عقيل ص489؛ ولسان العرب 1/ 776 "نقب"، 5/ 48 "فجر"؛ ومعاهد التنصيص 1/ 279. اللغة والمعنى: أبو حفص هو عمر بن الخطاب. النقب: رقة خف البغير. الدبر: جرح الدابة. الإعراب: أقسم: فعل ماض. بالله: جار ومجرور متعلقان بـ"أقسم". أبو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. حفص: مضاف إليه مجرور. عمر: عطف بيان مرفوع وسكن للضرورة الشعرية. وجملة "أقسم ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. ما: حرف نفي. مسها: فعل ماض، ومفعول به. من: حرف جر زائد. نقب: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل "مس". ولا: حرف عطف، وحرف نفي. دبر: اسم معطوف على "نقب" مجرور لفظا مرفوع محلا، وقد سكن للضرورة الشعرية. وجملة "ما مسها" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. والشاهد فيه قوله: "أبو حفص عمر"، حيث قدم الكنية "أبو حفص" على الاسم "عمر". 69- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في شرح التصريح 1/ 121؛ والمقاصد النحوية 1/ 393؛ ولم أقع عليه في ديوانه. =

وكذلك يفعل بها مع اللقب. اهـ. وقد رفع توهم دخول الكنية في قوله: "سواه" بقوله: 75- وإن يكونا مفردين فأضف ... حتما وإلا أتبع الذي ردف "وَإِن يَكُونَا" أي: الاسم واللقب "مُفْرَدَيْنِ فَأَضِف" الاسم إلى اللقب "حتما" إن لم يمنع من الإضافة مانع على ما سيأتي بيانه، هذا ما ذهب إليه جمهور البصريين، نحو: "هذا سعيد كرز" يتأولون الأول بالمسمى، والثاني بالاسم، وذهب الكوفيون إلى جواز إتباع الثاني للأول على أنه بدل منه أو عطف بيان، نحو: "هذا سعيد كرز"، و"رأيت سعيدا كرزا"، و"مررت بسعيد كرز"، والقطع: إلى النصب بإضمار فعل، وإلى الرفع بإضمار مبتدأ، نحو: "مررت بسعيد كرزا وكرز"، أي: أعني كرزا، وهو كرز. "وإِلاَّ" أي: وإن لم يكونا مفردين: بأن كانا مركبين، نحو: "عبد الله أنف الناقة"، أو الاسم، نحو: "عبد الله بطة"، أو اللقب، نحو: "زيد أنف الناقة" امتنعت الإضافة للطول، وحينئذٍ "أَتْبِع الَّذِي رَدِفْ" وهو اللقب للاسم في الإعراب: بيانا، أو بدلا، ولك القطع على ما تقدم، وكذا إن كانا مفردين ومنع من الإضافة مانع كـ"أل" نحو: "الحارث كرز".

_ = شرح المفردات: اهتز: تحرك. الهالك: الميت. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "اهتز": فعل ماض مبني على الفتح. "عرش": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. "من أجل": جار ومجرور متعلقان بـ"اهتز" وهو مضاف. "هالك": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "سمعنا": فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "به": جار ومجرور متعلقان بـ"سمع". "إلا": حرف حصر. "لسعد": جار ومجرور متعلقان بـ"اهتز". "أبي": بدل من "سعد" مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "عمرو" مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "ما اهتز ... " الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة "سمعنا ... " الفعلية في محل جر نعت "هالك". الشاهد: قوله: "لسعد أبي عمرو" حيث قدم الاسم الذي هو "سعد" على الكنية التي هي "أبي عمرو"، وهذا جائز.

76- ومنه منقول كفضل وأسد ... وذو ارتجال كسعاد وأدد 77- وجملة وما بمزج ركبا ... ذا إن بغير "ويه" ثم أعربا 78- وشاع في الأعلام ذو الإضافه ... كعبد شمس وأبي قحافه "وَمِنْهُ" أي: بعض العلم "مَنقُول" عن شيء سبق استعماله فيه قبل العلمية، وذلك المنقول عنه مصدر "كَفَضْلٍ" وَاسم عين مثل "أَسَدْ" واسم فاعل كحارث، واسم مفعول كمسعود، وصفة مشبهة كسعيد، وفعل ماض كشمر -علم فرس- قال الشاعر "من الطويل": 70- أَبُوكَ حُبَابٌ سَارِقُ الضيفِ بُرْده وَجَدِّيَ يَا حَجَّاجُ فَارِسُ شَمّرَا وفعل مضارع كيشكر، قال الشاعر "من مجزوء البسيط": 71- وَيَشْكُرُ اللَّه لاَ يَشْكُرُهُ

_ 70- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص80؛ والعقد الفريد 5/ 299؛ وبلا نسبة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص315؛ ولسان العرب 4/ 429 "شمر"، 12/ 53 "بقم". اللغة: حباب: اسم يطلق على الخبيث الماكر. البرد: الثياب: شمر: أكرم خيل العرب. المعنى: يقول: إن أباك حباب يسرق ثياب ضيفه، وجدي يا حجاج هو فارس شمر. الإعراب: أبوك: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، حباب: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، سارق: نعت "حباب" مرفوع بالضمة، أو خبر ثان للمبتدأ، وهو مضاف. الضيف: مضاف إليه مجرور بالكسرة. برده: بدل من الضيف مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجدي: "الواو": حرف عطف، "جدي": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة: يا: حرف نداء. حجاج: منادى مبني على الضم في محل نصب. فارس: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. شمرا: مضاف إليه مجرور، والألف للإطلاق. وجملة "أبوك حباب": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جدي ... ": معطوفة على سابقتها. وجملة "يا حجاج": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "شمرا" فإن أصله فعل ماض ثم غدا علما مثل "بقم" و"خضم" و"ترجم" كلها أعلام نقلت عن الفعل الماضي. 71- التخريج: لعله محرف عن قول زياد الأعجم في ديوانه ص67 "من المتقارب": ويشكر تشكر من ضامها ... ويشكر لله لا تشكر اللغة: يشكر: علم منقول عن الفعل المضارع. يشكره: يثني عليه. =

وجملة وستأتي، "وَ" بعضه الآخر "ذُو ارْتِجَالٍ"؛ إذ لا واسطة على المشهور، وذهب بعضهم إلى أن الذي علميته بالغلبة لا منقول ولا مرتجل، وعن سيبويه أن الأعلام كلها منقولة، وعن الزجاج كلها مرتجلة، والمرتجل هو: ما استعمل من أول الأمر علما "كَسُعَادَ" علم امرأة "وَأُدَدْ" علم رجل "وَ" عن المنقول ما أصله الذي نقل عنه "جُمْلَةٌ" فعلية والفاعل ظاهر: كبرق نحره، وشاب قرناها؛ أو ضمير بارز: كأطرقا -علم مفازة- قال الشاعر "من المتقارب": 72- عَلَى أَطْرِقَا بَالِيَاتِ الخِيَام ... "إلا الثمام وإلا العصي" أو مستتر: كيزيد، في قوله "من الرجز": 73- نُبِّئْتُ أَخْوَالِي بَنِي يَزِيدُ ... ظُلْما عَلَيْنَا لَهُمْ فَدِيدُ

_ = الإعراب: يشكر: مبتدأ مرفوع بالضمة. الله: مبتدأ ثان مرفوع بالضمة. لا: النافية. يشكره: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "يشكر الله ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الله لا يشكره": في محل رفع خبر المبتدأ الأول. وجملة "لا يشكره": في محل رفع خبر المبتدأ الثاني. الشاهد: قوله: "يشكر" فإن أصله فعل مضارع، ثم غدا علما مثل "يزيد" و"تغلب" و"تدمر" كلها أعلام نقلت عن الفعل المضارع. 72- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في خزانة الأدب 2/ 317، 7/ 342؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 100؛ وشرح المفصل 1/ 31؛ ولسان العرب 10/ 224 "طرق"؛ ومعجم ما استعجم 1/ 167؛ والمقاصد النحوية 1/ 397؛ وللهذلي في خزانة الأدب 7/ 326؛ وشرح المفصل 1/ 29؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص333. اللغة: أطرقا: اسم موضع. باليات: قديمات. الثمام: نوع من النبات يحشى به خصاص البيوت، ويستر به جوانب الخيمة. العصي: ج العصا، وهي قضيب غليظ، أو خشب تبنى بها بيوت الأعراب. المعنى: يقول: إن الديار قد بليت ولم يبق منها إلا الثمام والعصي. الإعراب: على أطرقا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الديار في البيت السابق. باليات: حال ثانية، وهي مضافة. الخيام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إلا: حرف استثناء. الثمام: "بالرفع" مبتدأ خبره محذوف تقديره: "إلا الثمام باقية"، و"بالنصب" منصوب على الاستثناء. وإلا: "الواو": حرف عطف، و"إلا": زائدة. العصي: معطوف على "الثمام". الشاهد: قوله: "أطرقا" فإن أصله فعل أمر، ثم غدا اسم علم. 73- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص172؛ وخزانة الأدب 1/ 270؛ وشرح التصريح =

ومنه إصمت -علم مفازة- قال الشاعر "من البسيط": 74- أَشْلَى سَلُوقِيَّةً بَاتَتْ وَبَاتَ بِهَا ... بِوَحْشِ إصْمِتَ فِي أَصْلاَبِهَا أَوَدُ

_ = 1/ 117؛ والمقاصد النحوية 1/ 388، 4/ 370؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 1/ 28؛ ولسان العرب 3/ 200 "زيد"، 329 "فدد"؛ ومجالس ثعلب ص212؛ ومغني اللبيب 2/ 626. شرح المفردات: نبئت: أخبرت. الفديد: الجلبة والصياح. المعنى: يقول: لقد أخبرت أن بني يزيد يكثرون من الصياح علينا ليلحقوا بنا الأذى. الإعراب: "نبئت": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "أخوالي": مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "بني": بدل من "أخوال" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "يزيد": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. "ظلما": مفعول لأجله منصوب. "علينا": جار ومجرور متعلقان بـ"ظلما" أو "فديد". "لهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ. "فديد": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة: "نبئت" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لهم فديد" الاسمية في محل نصب مفعول به ثالث لـ"نبئت". الشاهد: قوله: "يزيد" حيث سمى به، وأصله فعل مضارع ماضيه "زاد" مشتمل على ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو" فهو منقول من جملة مؤلفة من فعل وفاعل. 74- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص69؛ وخزانة الأدب 7/ 324، 327، 336، 341؛ وشرح المفصل 1/ 29، 30؛ ولسان العرب 2/ 55 "صمت"؛ والمعاني الكبير 1/ 220؛ ومعجم البلدان 1/ 212 "إصمت"؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص306، 341. اللغة: أشلى: أغرى، دعا. السلوقية: أي الكلاب السلوقية. إصمت: اسم موضع. ويقال: لقيته ببلدة إصمت: أي بمكان قفر. الأصلاب: ج الصلب، وهو وسط الظهر من العنق إلى العجز. الأود: الاعوجاج. المعنى: يقول: أغرى الصياد كلابه السلوقية المحدودبة الظهر بوحوش هذه البرية. الإعراب: أشلى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". سلوقية: مفعول به منصوب بالفتحة. باتت: فعل ماض ناقص، و"التاء": للتأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". وبات: "الواو": حرف عطف، "بات": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". بها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "بات". بوحش: جار ومجرور متعلقان بـ"أشلى"، وهو مضاف. إصمت: مضاف إليه مجرور. في أصلابها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. أود: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة "أشلى ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "في أصلابها أود": في محل نصب نعت "سلوقية". الشاهد: قوله: "إصمت" فإن أصله فعل أمر ثم نقل إلى علم.

تنبيه: حكم العلم المركب تركيب إسناد -وهو المنقول من جملة- أن يحكى أصله، ولم يرد عن العرب علم منقول من مبتدأ وخبر، لكنه بمقتضى القياس جائز، اهـ. "وَ" من العلم "مَا بِمَزْجٍ رُكِّبَا" وهو: كل اسمين جعلا اسما واحدا، منزلا ثانيهما من الأول منزلة تاء التأنيث مما قبلها، نحو: بعلبك، وحضرموت، ومعد يكرب، وسيبويه، و"ذَا" المركب تركيب مزج "إِنْ بِغَيْرَ "وَيْهِ" "تَمَّ"" أي" ختم "أُعْرِبَا" إعراب ما لا ينصرف على الجزء الثاني، وقد يبنى ما تم بغير "ويه" على الفتح تشبيها بخمسة عشر، وقد يضاف صدره إلى عجزه. والأول هو الأشهر؛ أما المركب المزجي المختوم بويه كسيبويه وعمرويه، فإنه مبني على الكسر؛ لما سلف، وقد يعرب غير منصرف كالمختوم بغير "ويه". "وَشَاعَ فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإضَافَهْ" وهو: كل اسمين جعلا اسما واحدا، منزلا ثانيهما من الأول منزلة التنوين، وهو على ضربين: غير كنية "كَعَبْدِ شَمْسٍ"، وَكنية، مثل "أَبِي قُحَافَهْ" وإعرابه إعراب غيره من المتضايفين. "علم الجنس": 79- ووضعوا لبعض الأجناس علم ... كعلم الأشخاص لفظا وهو عم 80- من ذاك أم عريط للعقرب ... وهكذا ثعالة للثعلب 81- ومثله برة للمبره ... كذا فجار علم للفجره "وَوَضَعُوا لِبْعضِ الأَجْنَاسِ" التي لا تؤلف غالبا كالسباع والوحوش والأجناس "عَلَمْ" عوضا عما فاتها من وضع الأعلام لأشخاصها لعدم الداعي إليه، وهذا هو النوع الثاني من نوعي العلم، وهو "كَعَلَمِ الأشْخَاصِ لَفْظَا"؛ فلا يضاف، ولا يدخل عليه حرف التعريف، ولا ينعت بالنكرة، ويبتدأ به، وتنصب النكرة بعده على الحال، ويمنع من الصرف مع سبب آخر غير العلمية كالتأنيث في "أسامة"، و"ثعالة"، ووزن الفعل في "بنات أوبر"، و"ابن آوى"، والزيادة في "سبحان" علم التسبيح، و"كيسان" علم على الغدر. وعلم: مفعول بوضعوا، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة. ولفظا: تمييز، أي: العلم الجنسي كالعلم الشخصي من حيث اللفظ. "وَهْوَ" من جهة المعنى "عَم" وشاع في أمته؛ فلا يختص به واحد دون آخر، ولا

كذلك علم الشخص، لما عرفت، وهذا معنى ما ذكره الناظم في باب النكرة والمعرفة من شرح التسهيل من أن "أسامة" ونحوه: نكرة معنى، معرفة لفظا، وأنه في الشياع كأسد. وهو مذهب قوم من النحاة، لكن تفرقة الواضع بين اسم الجنس وعلم الجنس في الأحكام اللفظية تؤذن بالفرق بينهما في المعنى أيضا، وفي كلام سيبويه الإشارة إلى الفرق، فإن كلامه في هذا حاصله أن هذه الأسماء موضوعة للحقائق المتحدة في الذهن، ومثله بالمعهود بينه وبين مخاطبه، فكما صح أن يعرف ذلك المعهود باللام، فلا يبعد أن يوضع له علم. قال بعضهم: والفرق بين "أسد" و"أسامة" أن أسدا موضوع للواحد من آحاد الجنس لا بعينه في أصل وضعه، و"أسامة" موضوع للحقيقة المتحدة في الذهن، فإذا أطلقت "أسدا" على واحد أطلقته على أصل وضعه، وإذا أطلقت "أسامة" على واحد فإنما أردت الحقيقة، ولزم من إطلاقه على الحقيقة باعتبار الوجود التعدد، فجاء التعدد ضمنا، لا باعتبار أصل الوضع، قال الأندلسي شارح الجزولية: وهي مسألة مشكلة. "مِنْ ذَاك" الموضوع علما للجنس "أَمُّ عِرْيَطٍ" وشبوة "لِلعَقْرَبِ وَهكَذا ثُعَالَةٌ" وأبو الحصين "لِلْثَعْلَبِ"، وأسامة وأبو الحارث للأسد، وذؤالة وأبو جعدة للذئب، "وَمِثْلُهُ بَرَّةُ" علم "لِلمَبَرَّه" بمعنى البر، و"كَذَا فَجَارِ" بكسر كحذام "عَلَمٌ لِلْفَجرَهْ" بمعنى الفجور، وهو: الميل عن الحق، وقد جمعهما الشاعر في قوله "من الكامل": 75- إنَّا اقتَسَمْنَا خُطَّتَيْنا بَيْنَنَا ... فَحَمَلْتُ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتَ فَجَار

_ 75- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص55؛ وإصلاح المنطق ص336؛ وخزانة الأدب 6/ 327، 330، 333؛ والدرر 1/ 97؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 216؛ وشرح التصريح 1/ 125؛ وشرح المفصل 4/ 53؛ والكتاب 3/ 274؛ ولسان العرب 4/ 52 "برر"، 5/ 48 "فجر"، 11/ 174 "حمل"؛ والمقاصد النحوية 1/ 405؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 349؛ وجمهرة اللغة ص463؛ وخزانة الأدب 6/ 287؛ والخصائص 2/ 198، 3/ 261، 265؛ وشرح عمدة الحافظ ص141؛ وشرح المفصل 1/ 38؛ ولسان العرب 13/ 37 "أنن"؛ ومجالس ثعلب 2/ 464؛ وهمع الهوامع 1/ 29. اللغة: برة: اسم للبر. فجار: اسم من الفجور. المعنى: يهجو الشاعر زرعة بن عمرو الذي دعاه إلى الغدر بحلفائه بني أسد فأبى. الإعراب: إنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". اقتسمنا: فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. خطتينا: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بيننا: ظرف مكان متعلق بـ"اقتسمنا"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فحملت: "الفاء": حرف عطف، "حملت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. برة: =

ومثله "كيسان" علم على الغدر، ومنه قوله "من الطويل": 76- إذَا مَا دَعَوْا كَيْسانَ كَانَت كُهُولُهُم ... إلى الغَدْرِ أدنى مِنْ شَبَابِهُمُ المُردِ وكذا "أم قشعم" للموت، و"أم صبور" للأمر الشديد. فقد عرفت أن العلم الجنسي يكون للذوات والمعاني، ويكون اسما وكنية. خاتمة: قد جاء علم الجنس لما يؤلف كقولهم للمجهول العين والنسب: "هيان بن بيان" وللفرس: "أبو المضاء"، وللأحمق: "أبو الدغفاء"، وهو قليل.

_ = مفعول به منصوب بالفتحة. واحتملت: "الواو": حرف عطف، "احتملت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فجار: مفعول به مبني على الكسر في محل نصب. وجملة "إنا اقتسمنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اقتسمنا": في محل رفع خبر "إن". وجملة "حملت": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "احتملت": معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "فجار" حيث استعمله علما على الفجرة. 76- التخريج: البيت للنمر بن تولب في ملحق ديوانه ص399؛ والأغاني 14/ 82؛ وله أو لضمرة بن ضمرة في شرح المفصل 1/ 37، 38؛ ولسان العرب 6/ 201 "كيس"؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 215. اللغة: كيسان: اسم للغدر. الكهول: ج الكهل، وهو الذي خطه الشيب. المرد: ج الأمرد، وهو الغلام الذي لم ينبت الشعر في وجهه. المعنى: يصف الشاعر بني كيسان بالغدر والجبانة. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. دعوا: فعل ماض مبني على الضم، و"الواو": ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. كيسان: "بالنصب" مفعول به منصوب، و"بالرفع" منادى مبني على الضم في محل نصب. كانت: فعل ماض ناقص، و"التاء" للتأنيث كهولهم: اسم "كان" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. إلى الغدر: جار ومجرور متعلقان بـ"أدنى". "أدنى": خبر "كان" منصوب بالفتحة المقدرة. من شبابهم: جار ومجرور متعلقان بـ"أدنى"، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. المرد: نعت "شباب" مجرور بالكسرة. وجملة: "إذا ما دعوا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "دعوا": في محل جر بالإضافة. وجملة "كانت ... ": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد: قوله "كيسان" حيث استعمله اسما للغدر.

اسم الإشارة

اسم الإشارة: "تعريف اسم الإشارة": اسم الإشارة: ما وضع لمشار إليه، وترك الناظم تعريفه بالحد اكتفاء بحصر أفراده بالعد، وهي ستة؛ لأنه: إما مذكر أو مؤنث، وكل منهما إما مفرد أو مثنى أو مجموع. 82- بذا لمفرد مذكر أشر ... بذي وذه تي تا على الأنثى اقتصر "بِذَا" مقصورا "لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ"، وقد يقال "ذاء" -بهمزة مكسورة بعد الألف- و"ذائه" -بهاء مكسورة بعد الهمزة- و"بِذِي وَذِهْ" وته -بسكون الهاء، وبكسرها أيضا: بإشباع، وباختلاس فيهما- و"تِي" و"تَا" وذات "عَلَى الأنْثَى" المفردة "اقْتَصِرْ" فلا يشار بهذه العشرة لغيرها، كما حكاها في التسهيل. 83- وذان تان للمثنى المرتفع ... وفي سواه ذين تين اذكر تطع "وَذَانِ تَانِ لِلْمُثَنَّى الْمُرْتَفِعْ": الأول لمذكره، والثاني لمؤنثه "وَفِي سِوَاهُ" أي: سوى المرتفع، وهو المجرور والمنتصب "ذَيْنِ" و"تَيْنِ" بالياء "اذْكُر تُطع"، وأما {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} 1, فمؤول2.

_ 1 طه: 63. 2 له تأويلات كثيرة، منها أن هذه الآية قد جاءت على لغة من يلزم المثنى الألف في جميع أحواله، ومنها =

84- وبأولى أشر لجمع مطلقا ... والمد أولى ولدى البعد انطقا 85- بالكاف حرفا دون لام أو معه ... واللام إن قدمت ها ممتنعه "وَبِأُوَلى أشِرْ لِجَمعٍ مُطْلَقا" أي: مذكرا كان أو مؤنثا "وَالمَدُّ أولى" فيه من القصر؛ لأنه لغة الحجاز، وبه جاء التنزيل؛ قال الله تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ} 1، والقصر لغة تميم. تنبيه: استعمال "أولاء" في غير العاقل قليل، ومنه قوله "من الكامل": 77- ذُمَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى ... وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولَئِكَ الأَيَّام "مراتب المشار إليه": وما تقدم هو فيما إذا كان المشار إليه قريبا "وَلَدَى البُعْدِ" وهي المرتبة الثانية من مرتبتي المشار إليه على رأي الناظم "انْطِقَا" مع اسم الإشارة "بِالْكَافِ حَرْفا" ألف "انطقا"

_ = أن "إن" هنا حرف جواب بمعنى "نعم"، ومنها أن اسم "إن" ضمير شأن محذوف، وجملة "هذان ساحران" في محل رفع خبر "إن". 1 آل عمران: 19. 77- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص990 "وفيه "الأقوام" مكان "الأيام""؛ وتخليص الشواهد ص123؛ وخزانة الأدب 5/ 430؛ وشرح التصريح 1/ 128؛ وشرح شواهد الشافية ص167؛ وشرح المفصل 9/ 129؛ ولسان العرب 15/ 437 "أولي"؛ والمقاصد النحوية 1/ 408؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص72؛ والمقتضب 1/ 185. شرح المفردات: ذم: ضد امدح. اللوى: اسم موضع. المعنى: يقول: لا تمدح منزلة بعد منزلة اللوى، ولا عيشا بعد عيش تلك الأيام التي قضيت في ذلك المكان، اي لا منازل ترضيه ولا عيش يحلو له إلا في منزلة اللوى ومع أهلها. الإعراب: "ذم": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر وجوبا "أنت". "المنازل": مفعول به منصوب بالفتحة. "بعد": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"ذم"، أو بمحذوف حال من "المنازل"، وهو مضاف "منزلة": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "اللوى": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. "والعيش": الواو حرف عطف، و"العيش": معطوف على "المنازل". "بعد": ضرف زمان منصوب متعلق بـ"ذم"، أو بمحذوف حال من "العيش"، وهو مضاف. "أولئك": اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. الأيام: بدل من "أولئك" مجرور. وجملة "ذم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أولئك الأيام" حيث أشار بـ"أولاء" إلى جمع غير العاقل "الأيام" مما يدل على جواز ذلك. والغالب أن يستعمل للعاقل.

مبدلة من نون التوكيد الخفيفة، وحرفا: حال من الكاف، أي: انطقن بالكاف محكوما عليه بالحرفية، وهو اتفاق، ونبه عليه لئلا يتوهم أنه ضمير كما هو في نحو: "غلامك" ولحق الكاف للدلالة على الخطاب، وعلى حال المخاطب: من كونه مذكرا أو مؤنثا، مفردا أو مثنى أو مجموعا، فهذه ستة أحوال تضرب في أحوال المشار إليه -وهي ستة كما تقدم- فذلك ستة وثلاثون، يجمعها هذان الجدولان: وطريقة هذين الجدولين المشار إليهما: أنك تنظر لأحوال المخاطب الستة، فتأخذ كل حال منها مع أحوال المشار إليه الستة مبتدئا منها بالمفرد بقسميه، ثم بالمثنى كذلك، ثم بالمجموع كذلك، وابتدئ بالمخاطب المذكر المفرد، ثم المثنى، ثم المجموع، ثم المخاطبة المؤنثة المفردة، ثم المثنى، ثم المجموع. هذا الجزء يسحب إسكانر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وإنما قضى على هذه الكاف بالحرفية على اختلاف مواقعها لأنها لو كانت اسما لكان اسم الإشارة مضافا، واللازم باطل؛ لأن اسم الإشارة لا يقبل التنكير بحال. وتلحق هذه الكاف اسم الإشارة "دُونَ لاَمٍ" كما رأيت، وهي لغة تميم، "أَوْ مَعَهْ" وهي

لغة الحجاز، ولا تدخل اللام على الكاف مع جميع أسماء الإشارة، بل مع المفرد مطلقا نحو: "ذلك"، و"تلك"، ومع "أولى" مقصورا، نحو: "أولاك"، و"أولالك"1. وأما المثنى مطلقا، و"أولاء" الممدود؛ فلا تدخل معها اللام "واللام إن قدمت ها" التنبيه فهي "ممتنعه" عند الكل؛ فلا يجوز اتفاقا "هذا لك"، ولا "هاتلك"، ولا "هؤلالك"؛ كراهة كثرة الزوائد. تنبيه: أفهم كلامه أن "ها" التنبيه تدخل على المجرد من الكاف، نحو: "هذا"، و"هذه"، و"هذان"، و"هاتان"، و"هؤلاء" وعلى المصاحب لها وحدها، نحو: "هذاك"، و"هاتيك"، و"هذانك"، و"هاتانك"، و"هؤلائك". لكن هذا الثاني قليل، ومنه قول طرفة "من الطويل": 78- رأيت بني غبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذاك الطراف الممدد

_ 1 ومنه قول الشاعر "من الطويل": أولالك قومي لم يكونوا أشابة ... وهل يعظ الضليل إلا أولالكا 78- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص31؛ وتخليص الشواهد ص125؛ وجمهرة اللغة ص754؛ والجنى الداني ص347؛ والدرر اللوامع 1/ 236؛ ولسان العرب 5/ 5 "غبر"، 14/ 92 "بني"؛ والمقاصد النحوية 1/ 410؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص214؛ وهمع الهوامع 1/ 76. اللغة: الغبراء: الأرض، ويريد بـ"بني الغبراء" الفقراء. الطراف: الجلد، ويريد بـ"أهل الطراف" الأغنياء. المعنى: الناس جميعا يعرفونني، ولا ينكرون كرمي وشجاعتي. الإعراب: "رأيت": فعل وفاعل. "بني": مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "غبراء": مضاف إليه مجرور بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنه ممنوع من الصرف. "لا": حرف نفي. "ينكرونني": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون حرف للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "ولا": الواو حرف عطف، و"لا": حرف زائد لتأكيد للنفي. "أهل": اسم معطوف على الضمير في "ينكرونني"، وهو مضاف. "هذاك": اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والكاف حرف للخطاب، "الطرف": بدل من اسم الإشارة مجرور. "الممدد": نعت مجرور. وجملة "رأيت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "لا ينكرونني" في محل نصب نعت أو حال من "بني". الشاهد فيه قوله: "هذاك" حيث جاء بها التنبيه مع الكاف وحدها ولم يأت معها باللام، وهاء التنبيه =

86- وبهنا أو ههنا أشر إلى ... داني المكان وبه الكاف صلا 87- في البعد أو بثم فه أوهنا ... أو بهنالك انطقن أو هنا "وَبِهُنَا" المجردة من "ها" التنبيه "أَوْ ههُنَا" المسبوقة بها "أَشِرْ إلَى دَانِي الْمَكَانِ" أي: قريبه نحو: {إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} 1، "وَبِهِ الْكَافَ صِلاَ فِي الْبُعْدِ" نحو: هناك، وههناك، "أَوْ بِثَمَّ فُهْ" أي: انطق في البعد بثم، نحو: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ} 2 "أَوْ هَنَّا" بالفتح والتشديد "أَوْ بِهُنَالِكَ" أي: بزيادة اللام مع الكاف "انْطِقَنْ" على لغة الحجاز، كما تقول: "ذلك"، نحو: {هُنَالِكَ ابْتُليَ المؤْمنُونَ} 3 ولا يجوز "ها هنالك" كما لا يجوز "هذا لك" على اللغتين "أَوْ هِنَّا" بالكسر والتشديد، قال الشاعر "من البسيط": 79- هَنَّا وهِنَّا وَمِنْ هُنَّا لَهُنَّ بِهَا ... ذَاتَ الشَّمَائِلِ وَالأيْمَانِ هَيْنُومُ تروى الأولى بالفتح، والثانية بالكسر، والثالثة بالضم، بتشديد النون في الثلاث، وكلها بمعنى، وهو الإشارة إلى المكان، لكن الأوليان للبعيد، والأخيرة للقريب، وربما

_ = تدل على قرب المشار إليه، وتدل اللام على بعده، ولهذا لا يجتمعان، وقد اجتمعا في هذا البيت الشاهد، وهذا الاجتماع نادر. 1 المائدة: 24. 2 الشعراء: 64. 3 الأحزاب: 11. 79- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص409؛ وتخليص الشواهد ص133؛ وجمهرة اللغة ص1204؛ وشرح شواهد الإيضاح ص435؛ وشرح التصريح 1/ 129؛ وشرح المفصل 3/ 137؛ ولسان العرب 12/ 623 "هنم"، 15/ 484 "هنا"؛ والمقاصد النحوية 1/ 412؛ وبلا نسبة في الخصائص 3/ 38. اللغة: هنا وهنا: أي هنا وهنا. هينوم: صوت لا يفهم. المعنى: يقول: يسمع صوت الجن من هنا ومن هنا، ولا يفهم منه شيئا. الإعراب: هنا: ظرف مكان مبني في محل نصب متعلق بما سبق. وهنا: "الواو": حرف عطف، "هنا": ظرف مكان معطوف على الأول. ومن هنا: "الواو": حرف عطف، "من هنا": جار ومجرور متعلقان بما سبق. لهن: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. بها: جار ومجرور متعلقان بما سبق. ذات: مفعول فيه متعلق بما تعلق به الجار والمجرور السابقان، وهو مضاف. الشمائل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والإيمان: "الواو": حرف عطف، "الإيمان": معطوف على "الشمائل" مجرور بالكسرة. هينوم: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الشاهد: قوله: "هنا وهنا ومن هنا" حيث استعملت "هنا" مشارا بها إلى المكان، وأصله ظرف مكان.

جاءت للزمان، ومنه قوله "من الكامل": 80- حَنَّتْ نَوَارُ وَلاَتَ هَنَّا حَنَّتِ ... وَبَدَا الذِي كَانَتْ نَوَارِ أَجَنَّتِ خاتمة: يفصل بين "ها" التنبيه وبين اسم الإشارة بضمير المشار إليه، نحو: "ها أنا ذا، وها نحن ذان، وها نحن أولاء، وها أنا ذى، وها نحن تان، وها نحن أولاء، وها أنت ذا، وها أنتما ذان، وها أنتم أولاء، وها أنت ذه، وها أنتما تان، وها أنتن أولاء، وها هو ذا، وها هما ذان، وها هم أولاء، وها هي تا، وها هما تان، وها هن أولاء" وبغيره قليلا، نحو "من البسيط": 81- هَا إِنَّ ذِي عِذْرَةٌ "إن لم تكن نفعت ... فإن صاحبها قد تاه في البلد"

_ 80- التخريج: البيت لشبيب بن جعيل في الدرر 1/ 244، 2/ 119؛ وشرح شواهد المغني ص919؛ والمؤتلف والمختلف ص84؛ والمقاصد النحوية 1/ 418؛ ولحجل بن نصلة في الشعر والشعراء ص102؛ ولهما معا في خزانة الأدب 4/ 195؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص130؛ وتذكرة النحاة ص734؛ والجنى الداني ص489؛ وجواهر الأدب ص249؛ وخزانة الأدب 5/ 463؛ وهمع الهوامع 1/ 78، 126. المعنى: لقد اعتمل الشوق في روح نوار إلى أهلها فأعلته، وليس هذا هو الزمن المناسب لذلك. الإعراب: حنت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء": للتأنيث. نوار: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ولات: "الواو" حالية، و"لات": مهملة. هنا: اسم إشارة في محل نصب على الظرفية متعلق بالخبر المقدم المحذوف، وعلى تأويل "حنت" بمصدر على تقدير "أن". حنت: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر و"التاء": للتأنيث، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هي. وبدا: "الواو": حرف عطف "بدا": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. الذي: اسم موصول في محل رفع فاعل كانت: فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء": للتأنيث. نوار: اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة أجنت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء": للتأنيث، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هي. وجملة "حنت نوار": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ولات هنا حنت": في محل نصب حال. وجملة "حنت": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "بدا": معطوفة على جملة "حنت" لا محل لها. وجملة "كانت نوار ... ": صلة موصول لا محل لها. وجملة "أجنت": في محل نصب خبر كان. والشاهد فيه قوله: "لات هنا حنت" حيث خرجت "هنا" عن الظرفية عند ابن عصفور، وقد خالفه في ذلك ابن هشام كما لاحظنا. 81- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص28؛ والجنى الداني ص349؛ وخزانة الأدب 5/ 459؛ والدرر 5/ 119؛ وشرح المفصل 8/ 113؛ ولسان العرب 4/ 545 "عذرا"؛ 15/ 445 "تا"، =

وقد تعاد بعد الفصل توكيدا، نحو: "ها أنتم هؤلاء"، والله أعلم.

_ = 15/ 475 "ها"؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 11/ 194، 195؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 180؛ وهمع الهوامع 2/ 70، 202. اللغة: العذرة: الاعتذار. تاه: ضل. البلد: الطريق. وتاه في البلد كناية عن الهلاك. المعنى: يقول الشاعر مخاطبا النعمان: إنك إذا لم تقبل اعتذاري فإني امرؤ لا محالة هالك. الإعراب: ها: حرف تنبيه. إن: حرف مشبه بالفعل. ذي: اسم إشارة في محل نصب اسم إن. عذرة: خبر "إن" مرفوع. إن: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تكن: فعل مضارع ناقص، وهو فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". نفعت: فعل ماض مبني على الفتح؛ و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "فإن: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل. صاحبها: اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. قد: حرف تحقيق. تاه: فعل ماض مبني على الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". في البلد: جار ومجرور متعلقان بـ"تاه". وجملة "ما إن ذي عذرة": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نفعت": في محل نصب خبر "إن". وجملة "إن صاحبها ... ": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد تاه في البلد": في محل رفع خبر "إن". الشاهد: قوله: "ها إن ذي" حيث فصل بين "ها" التي للتنبيه وبين اسم الإشارة "ذي" بفاصل هو "إن" المؤكدة، والفصل بغير ضمير المشار إليه قليل.

الموصول

الْمَوْصُولُ: "تعريف الاسم الموصول": 88- موصول الأسماء الذي الأنثى التي ... واليا إذا ما ثنيا لا تثبت 89- بل ما تليه أوله العلامه ... والنون إن تشدد فلا ملامه "مَوْصُولُ الأسْمَاءِ" ما افتقر أبدا إلى عائد أو خلفه، وجملة صريحة أو مؤولة، كذا حده في التسهيل، فخرج بقيد "الأسماء" الموصول الحرفي، وسيأتي ذكره آخر الباب، وبقوله: "أبدا" النكرة الموصوفة بجملة، فإنها إنما تفتقر إليها حال وصفها بها فقط، وبقوله: "إلى عائد" حيث و"إذ" و"إذا"؛ فإنها تفتقر أبدا إلى جملة، لكن لا تفتقر إلى عائد، قوله: "أو خلفه" لإدخال نحو قوله "من الطويل": 82- سُعادُ التي أَضْنَاكَ حُبُّ سُعَادا ... "وإعراضها عنك استمر وزادا"

_ 82- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 140. اللغة والمعنى: سعاد: اسم امرأة. أضناك: أسقمك، أمرضك. الإعراض: الابتعاد، أو الهجران. استمر: دام. الإعراب: سعاد: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هي. التي: اسم موصول مبني في محل رفع نعت "سعاد". أضناك: فعل ماض، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به. حب: فاعل مرفوع وهو مضاف سعاد: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وإعراضها: الواو: حرف عطف، إعراضها: مبتدأ مرفوع، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. عنك: جار ومجرور متعلقان =

وقوله "من الطويل": 83- "فيا رب أنت الله في كل موطن" ... وَأَنْتَ الذي فِي رَحمةِ اللَّهِ أَطْمَعُ مما ورد فيه الربط بالظاهر. وأراد بالمؤولة الظرف، والمجرور والصفة الصريحة، على ما سيأتي بيانه. "نوعا الاسم الموصول": وهذا الموصول على نوعين: نص، ومشترك، فالنص ثمانية: "الَّذِي" للمفرد المذكر، عاقلا كان أو غيره، و"الأُنْثَى" المفردة لها "الَّتِي" عاقلة كانت أو غيرها. وفيهما ست لغات: إثبات الياء، وحذفها مع بقاء الكسرة، وحذفها مع إسكان الذال أو التاء، وتشديدها مكسورة

_ = بـ"إعراض". استمر: فعل ماض، والفاعل: هو. وزاد: الواو: حرف عطف، زاد: فعل ماض. والفاعل: هو، والألف: للإطلاق. وجملة " ... سعاد" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أضناك ... " الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "زاد" الفعلية معطوفة على جملة "استمر". وجملة "إعراضها عنك ... " معطوفة على " ... سعاد" الابتدائية. والشاهد فيه قوله: "التي أضناك حب سعادا" حيث وضع الاسم الظاهر، وهو قوله: "سعاد" الثانية في آخر الصدر بدل العائد من جملة الصفة، والأصل: "سعاد التي أضناك حبها"، وعود الاسم الظاهر بدل الضمير لا يجوز إلا في ضرورة شعر. 83- التخريج: البيت للمجنون في الدرر 1/ 286؛ وشرح شواهد المغني 2/ 559؛ والمقاصد النحوية 1/ 497؛ وليس في ديوانه، وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 140، وهمع الهوامع 1/ 87. الإعراب: فيا: "الفاء": بحسب ما قبلها، "يا": حرف نداء. رب: منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، التي هي في محل جر بالإضافة، ودلت الكسرة عليها. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الله: خبر مرفوع بالضمة. في كل: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من "الله"، ويمكن أن يعلق الجار والمجرور بـ"الله" على تأويلها بـ"المعبود". موطن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وأنت: "الواو": للعطف، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الذي: اسم موصول في محل رفع خبر. في رحمة: جار ومجرور متعلقان بـ"أطمع". الله: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أطمع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". وجملة "فيا رب": بحسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة "أنت الله": استئنافية لا محل لها. وجملة "وأنت الذي": معطوفة على سابقتها لا محل لها. وجملة "أطمع": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "وأنت الذي في رحمة الله" حيث ذكر اسما ظاهرا بدل ذكر الضمير في الصلة، والشائع القول: "وأنت الذي في رحمته أطمع".

ومضمومة، والسادسة حذف الألف واللام وتخفيف الياء ساكنة "وَالْيَا" منهما "إذَا مَا ثُنِّيَا لاَ تُثْبت بَلْ مَا تَلِيِه" الياء، وهو الذال من الذي, والتاء من التي "أَوّله العَلاَمَهْ" الدالة على التثنية، وهي الألف في حالة الرفع، والياء في حالتي الجر والنصب؛ تقول: "اللذان"، و"اللتان"، و"اللذين"، و"اللتين"، وكان القياس "اللذيان"، و"اللتيان"، و"اللذيين"، و"اللتيين"، بإثبات الياء، كما يقال: "الشجيان"، و"الشجيين" في تثنية "الشجيِّ" وما أشبهه، إلا أن "الذي"، و"التي" لم يكن ليائهما حظ في التحريك لبنائهما، فاجتمعت ساكنة مع العلامة؛ فحذفت لالتقاء الساكنين "وَالْنُّونُ" من مثنى "الذي" و"التي" "إنْ تُشْدَدْ فَلاَ ملاَمَهْ" على مشددها، وهو في الرفع متفق على جوازه، وقد قرئ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} 1 وأما في النصب فمنعه البصري، وأجازه الكوفي، وهو الصحيح، فقد قرئ في السبع: "ربنا أرنا اللذيْنِّ أضلانا"2. 90- والنون من ذين وتين شددا ... أيضا وتعويض بذاك قصدا "وَالنُّونُ مِنْ ذَيْن وَتَيْنِ" تثنية "ذا" و"تا" "شُدِّدا أَيْضا" مع الألف باتفاق، ومع الياء على الصحيح، وقد قرئ: "فذانِّك برهانان"3، و"إحدى ابنتي هاتيْنِّ"4 بالتشديد فيهما "وَتَعْويضٌ بِذَاكَ" التشديد من المحذوف، وهو الياء من "الذي" و"التي"، والألف من "ذا" و"تا" "قُصِدَا" على الأصح؛ وهذا التشديد المذكور لغة تميم وقيس، وألف "شددا" و"قصدا" للإطلاق، انتهى حكم تثنية "الذي" و"التي". 91- جمع الذي الألى الذين مطلقا ... وبعضهم بالواو رفعا نطقا 92- باللات واللاء التي قد جمعا ... واللاء كالذين نزرا وقعا

_ 1 النساء: 16. 2 فصلت: 29. 3 القصص: 75. 4 القصص: 27.

وأما "جَمْعُ الَّذِي" فشيئان: الأول "الأُلَى" مقصورا وقد يمد، قال الشاعر "من الطويل": 84- وَتُبْلِي الألَى يَسْتَلْئمونَ عَلَى الألَى ... تَرَاهُنَّ يَومَ الرَّوعِ كَالحِدَإِ القُبْل وقال الآخر "من الطويل": 85- أنَّأبَى اللَّهُ لِلشُّمِّ الألاءِ كهُمْ ... سُيُوفٌ أَجَادَ القَينُ يَوما صِقَالهَا

_ 84- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح الهذليين ص92؛ وتخليص الشواهد ص139؛ وخزانة الأدب 11/ 249؛ وشرح شواهد المغني 2/ 672؛ والمقاصد النحوية 1/ 455؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 83. اللغة: تبلي: تفني. يستلئمون: يلبسون اللأمة، أي الدرع. الروع: الحرب. الحدأ: ج الحدأة، وهي نوع من الطيور الجارحة تصطاد الجرذان. القبل: ج قبلاء وهي التي في عينيها قبل، وهو يشبه الحول. المعنى: يقول إن المنون تبلينا وتبلي الدارعين الذين فوق الخيول تشبه جوارح الطير في سرعتها وخفتها. الإعراب: "وتبلي": الواو بحسب ما قبلها، "تبلي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "الألى": اسم موصول مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. "يستلئمون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "على الألى": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الواو. "تراهن": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، و"هن": ضمير في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "يوم": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"تراهن"، وهو مضاف. "الروع": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "كالحدأ": جار ومجرور متعلقان بـ"تراهن". "القبل": نعت "الحدأ" مجرور. وجملة: "تبلي ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "يستلئمون" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تراهن ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "الألى يستلئمون" و"الألى تراهن" حيث استعمل الأولى في جمع العاقل، والثانية في جمع غير العاقل، وفي الحالتين مقصورا. 85- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص87؛ والدرر 1/ 262؛ والمقاصد النحوية 1/ 459؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 132؛ وهمع الهوامع 1/ 83. اللغة والمعنى: الشم: ج الأشم، وهو الممجد، وصاحب الرفعة والشرف. القين: الحداد. صقالها: مصدر "صقل"، وصقل السيف: جلاه. يقول: إن الله تعالى قد خلق هؤلاء القوم عزيزي الجانب، بعيدين عن فعل المنكرات، وهم كالسيوف التي أجاد صنعها الحداد وصقلها. =

والكثير استعماله في جمع من يعقل، ويستعمل في غيره قليلا، وقد يستعمل أيضا جمعا للتي، كما في قوله في البيت الأول: "على الألى تراهن". وقوله "من الطويل": 86- مَحَا حُبُّهَا حُبَّ الأُلىَ كُنَّ قَبَلهَا ... "وحلت مكانا لم يكن حل من قبل" والثاني "الَّذِينَ" بالياء "مُطلَقا" أي: رفعا ونصبا وجرا "وَبَعْضُهُمْ" وهم هذيل أو عقيل

_ = الإعراب: أبى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر. الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. والمفعول به محذوف تقديره: "أبى الله لهم السوء". للشم: جار ومجرور متعلقان بـ"أبى". الألاء: اسم موصول بمعنى "الذين" مبني في محل نعت "للشم". كأنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير في محل نصب اسم "كأن". سيوف: خبر "كأن" مرفوع. أجاد: فعل ماض. القين: فاعل مرفوع. يوما: ظرف متعلق بـ"أجاد". صقالها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "أبى الله ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "كأنهم سيوف" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "أجاد القين صقالها" الفعلية في محل رفع نعت "سيوف". والشاهد فيه قوله: "الألاء" ممدودا، وهو لغة في "الألى"، وكلاهما بمعنى "الذي" مبني على الكسر. 86- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص170؛ وشرح التصريح 1/ 133؛ والمقاصد النحوية 1/ 430. المعنى: يقول: محا حبها حب من كن قبلها، وحلت في مكان لم يصل إليه أحد من قبل. الإعراب: "محا": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. "حبها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "كن": فعل ماض ناقص، والنون ضمير في محل رفع اسم "كان". "قبلها": ظرف زمان منصوب متعلق بخبر "كان" المحذوف، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. و"حلت": الواو حرف عطف، و"حلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "مكانا": مفعول به منصوب. "لم": حرف جزم. "يكن": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "حل": فعل ماض للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "من قبل": جار ومجرور متعلقان بـ"حل". وجملة "محا حبها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كن قبلها" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "حلت" معطوفة على جملة "محا". وجملة "يكن ... " في محل نعت "مكانا". وجملة "حل من قبل" في محل نصب خبر "كان". الشاهد: قوله: "الألى" حيث استعمل في جمع "التي" للإناث العاقلات، والكثير استعماله في جمع من يعقل بدلا من "الذين".

"بالوَاوِ رَفْعا نَطَقا" قال "من الرجز": 87- نَحْنُ الَّذُونَ صَبَّحوا الصَّبَاحا ... يَوم النُّخَيلِ غَارَةً مِلحَاحَا تنبيه: من المعلوم أن "الألى" اسم جمع، لا جمع، فإطلاق الجمع عليه مجاز، وأما "الذين" فإنه خاص بالعقلاء، و"الذي" عام في العاقل وغيره، فهما كالعالم والعالمين: اهـ. "بِاللاتِ وَاللاءِ" بإثبات الياء وحذفها فيهما "الَّتِي قَدْ جُمِعَا" التي: مبتدأ، و"قد جمع" خبره، و"باللات" متعلق بجمع، أي: التي قد جمع باللاتي واللائي، نحو: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} 1، {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} 2، وقد تقدم أنها تجمع على "الألى"، وتجمع أيضا على "اللواتي" بإثبات الياء وحذفها، وعلى "اللواء" ممدودا ومقصورا، وعلى "اللا" بالقصر، و"اللاءات" مبنيا على الكسرة، أي: معربا إعراب "أولات"؛ وليست هذه بجموع حقيقة، وإنما هي أسماء جموع.

_ 87- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص172؛ ولليلى الأخيلية في ديوانها ص61؛ ولرؤبة أو لليلى أو لأبي حرب الأعلم في الدرر 1/ 259؛ وشرح شواهد المغني 2/ 832؛ والمقاصد النحوية 1/ 426؛ ولأبي حرب الأعلم أو لليلى في خزانة الأدب 6/ 23؛ والدرر 1/ 187؛ لأبي حرب بن الأعلم في نوادر أبي زيد ص47؛ وللعقيلي في مغني اللبيب 2/ 410؛ وبلا نسبة في الأزهية ص298؛ وتخليص الشواهد ص135؛ وشرح التصريح 1/ 133؛ وشرح ابن عقيل ص79؛ وهمع الهوامع 1/ 60، 83. شرح المفردات: الذون: أي الذين في لغة عامة العرب. صبحوا: أتوا صباحا. يوم النخيل: موقعة جرت في هذا الموضع. الملحاح: الشديدة. المعنى: نحن الذين فاجأنا العدو بغارة عند الصباح في النخيل. الإعراب: "نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "الذون": اسم موصول مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، خبر المبتدأ. "صبحوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو في محل رفع فاعل. "الصباحا": مفعول به منصوب. "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"صبح"، وهو مضاف. "النخيل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "غارة": حال بتأويل المشتق "مغيرين" أو مفعول لأجله، أو اسم منصوب بنزع الخافض تقديره "بغارة". "ملحاحا": نعت "غارة". وجملة: "نحن الذون" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "صبحوا الصباحا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "الذون" حيث جاء بالواو في حالة الرفع كما لو كان جمع مذكر سالم. 1 النساء: 15. 2 الطلاق: 4.

"واللاء كالذين نزرا وقعا" اللاء: مبتدأ، و"وقع" خبره، و"كالذين" متعلق به، و"نزرا" أي: قليلا، حال من فاعل "وقع"، وهو الضمير المستتر فيه، والألف للإطلاق والمعنى أن اللائي وقع جمعا للذي قليلا، كما وقع "الألى" جمعا للتي كما تقدم، ومن هذا قوله "من الوافر": 88- فما آباؤنا بأمن منه ... علينا اللاء قد مهدوا الحجورا والمشترك ستة: من، وما، وأل، وذو، وذا، وأي، على ما سيأتي شرحه، وقد أشار إليه بقوله: 93- ومن وما وأل تساوي ما ذكر ... وهكذا "ذو" عند طيئ شهر "ومن وما وأل تساوي" أي في الموصولية "ما ذكر" من الموصولات "وهكذا ذو عند طيئ شهر" بهذا.

_ 88- التخريج: البيت لرجل من بني سليم في تخليص الشواهد ص137؛ والدرر 1/ 213؛ وشرح التصريح 1/ 133؛ والمقاصد النحوية 1/ 429؛ وبلا نسبة في الأزهية ص301؛ وشرح ابن عقيل ص79؛ وهمع الهوامع 1/ 83. شرح المفردات: أمن: أنعم. مهدوا: بسطوا وهيئوا. الحجور: ج الحجر، وهو الحضن، وهنا الكتف. المعنى: يقول: ليس آباؤنا، وهم الذين أنعموا علينا، وشملونا بالعطف والحنان، وهيئوا لنا حجورهم مهادا، بأكثر من الممدوح فضلا علينا. الإعراب: "فما": الفاء بحسب ما قبلها، و"ما": من أخوات "ليس". "آباؤنا": اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "بأمن": الباء حرف جر زائد، و"أمن": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ما". "منه": جار ومجرور متعلقان بـ"أمن". علينا: جار ومجرور متعلقان بـ"أمن". "اللاء": اسم موصول مبني في محل رفع نعت "آباؤنا". "قد": حرف تحقيق. "مهدوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "الحجورا": مفعول به، والألف للإطلاق. وجملة: "ما آباؤنا ... " بحسب ما قبلها. وجملة "مهدوا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "اللآء": حيث جاء به بمعنى "الذين"، وهذا قليل.

"من": فأما "من" فالأصل استعمالها في العالم، وتستعمل في غيره لعارض تشبيه به، كقوله "من الطويل": 89- أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلي إلى من قد هويت أطير وقوله "من الطويل": 90- ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي

_ 89- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص 106؛ وللعباس بن الأحنف في ديوانه ص168؛ وتخليص الشواهد ص141؛ وللعباس أو للمجنون في الدرر 1/ 300؛ وشرح التصريح 1/ 133؛ والمقاصد النحوية 1/ 431؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص80، 81. شرح المفردات: السرب: الجماعة من الطير. القطا: نوع من الطيور بحجم الحمام يعيش في الصحراء. جدير: لائق. هويت: أحببت. المعنى: يا سرب الحمام هل يعيرني أحد منك جناحه حتى أطير به إلى من أحببت؟! الإعراب: "أسرب": الهمزة حرف نداء، "سرب": منادى مضاف منصوب، وهو مضاف. "القطا": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. "هل": حرف استفهام. "من": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. "يعير": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ... "هو". "جناحه": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "لعلي": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل في محل نصب اسم "لعل". "إلى من": جار ومجرور متعلقان بـ"أطير". "قد": حرف تحقيق. "هويت": فعل ماض، والتاء ... فاعل. "أطير": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله وجوبا ... "أنا". وجملة "أسرب القطا ... " في محل نصب مفعول به. وجملة: "يعير جناحه" في محل رفع خبر للمبتدأ. وجملة: "هويت" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أطير" في محل رفع خبر "لعل". الشاهد قوله: "من يعير جناحه" حيث استخدم "من" لغير العاقل. 90- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص27؛ وجمهرة اللغة ص1319؛ وخزانة الأدب 1/ 60، 328، 332، 2/ 371، 10/ 44؛ والدرر 5/ 192؛ وشرح شواهد المغني 1/ 340؛ والكتاب 4/ 39؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 105؛ وشرح شواهد المغني 1/ 485؛ ومغني اللبيب 1/ 169؛ وهمع الهوامع 2/ 83. =

أو تغليبه عليه في اختلاط، نحو: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 1، أو اقترانه به في عموم فصل بمن، نحو: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} 2؛ لاقترانه بالعاقل في "كل دابة"، وتكون بلفظ واحد للمذكر والمؤنث مفردا كان أو مثنى أو مجموعا، والأكثر في ضميرها اعتبار اللفظ، نحو: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ} 3، {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ} 4 ويجوز اعتبار المعنى، نحو: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} 5، ومنه قوله "من الطويل": 91- تَعَشَّ فَإنْ عَاهَدْتَنِي لاَ تَخُونُنِي ... نَكُنْ مِثْلَ مَنْ يَا ذِئْبُ يَصْطَحِبَانِ

_ = شرح المفردات: عم: أنعم. الطلل: ما بقي شاخصًا من آثار الدار. الخالي: الماضي. المعنى: يحيي الشاعر أهل الطلل عبر إلقاء التحية على الطلل الذي امحت آثاره، وتفرق أهله، ويتساءل عما إذا نعموا عند هذا التغيير، ولعله يعني نفسه التي أضناها ألم الفراق. الإعراب: "ألا": استفتاح. "عم": فعل أمر، والفاعل ... وجوبًا "أنت". "صباحًا": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"عم". "أيها": منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ها" للتنبيه. "الطلل": عطف بيان على "أي"، أو نعت "أي" مرفوع. "البالي": نعت "الطلل" مرفوع. "وهل": الواو حرف استئناف، و"هل": حرف استفهام. "يعمن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد. "من": اسم موصول مبني في محل رفع فاعل: "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "في العصر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان". "الخالي": نعت "العصر" مجرور. وجملة: "عم صباحًا"، ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يعمن ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان في العصر" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "يعمن من ... " حيث استعمل "من" لغير العاقل. والأصل فيها أنك تستعمل للعاقل. 1 الرعد: 15. 2 النور: 45. 3 يونس: 40. 4 الأحزاب: 31. 5 يونس: 42. 91- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 329؛ وتخليص الشواهد ص142؛ والدرر 1/ 284؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 84؛ وشرح شواهد المغني 2/ 536؛ والكتاب 2/ 416؛ والمقاصد النحوية 1/ 461؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 422؛ وشرح شواهد المغني 2/ 829؛ وشرح المفصل 2/ 132، 4/ 13؛ والصاحبي في فقه اللغة ص173؛ ولسان العرب 13/ 419 "منن"؛ والمحتسب "1/ 219؛ والمقتضب 2/ 295، 3/ 253. المعنى: أقبل إلي أيها الذئب، فإن واثقتني على عدم الغدر، إذًا نكن صديقين لا يغدر أحدنا بصاحبه. الإعراب: تعش: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره =

"ما": وأما "ما" فإنها لغير العالم، نحو: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ} 1، وتستعمل في غيره قليلا، إذا اختلط به، نحو: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} 2، وتستعمل أيضا في صفات العالم، نحو: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} 3 وحكى أبو زيد: "سبحان ما يسبح الرعد بحمده"، و"سبحان ما سخركنَّ لنا"، وقيل: بل هي فيها لذوات من يعقل، وتستعمل في المبهم أمره، كقولك وقد رأيت شبحا من بعد: انظر إلى ما أرى، وتكون بلفظ واحد كمن. تنبيه: تقع "من"، و"ما" موصولتين كما مر، واستفهاميتين، نحو: "من عندك؟ "، و"ما عندك؟ "، وشرطيتين، نحو: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} 4، و"ما تفعلوا من خير يوف إليكم"5، ونكرتين موصوفتين، كقوله "من الطويل": 92- أَلاَ رُبَّ مَنْ تَغْتَشُّهُ لَكَ نَاصِحٌ ... ومؤتمن بالغيب غير أمين

_ = "أنت". فإن: "الفاء": استئنافية، "إن": حرف شرط جازم. عاهدتني: فعل ماض مبني على السكون و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لا تخونني: "لا": نافية، "تخون": فعل مضارع مرفوع، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره أنت. نكن: فعل مضارع ناقص، مجزوم، و"اسمها": ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن. مثل: خبرها منصوب بالفتحة وهو مضاف. من: اسم موصول في محل جر بالإضافة. يا ذئب: "يا" حرف نداء، "ذئب": منادى نكرة مقصودة مبني على الضمة في محل نصب. يصطحبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الألف": ضمير متصل في محل رفع فاعل، والنون عوض التنوين. وجملة "فإن عاهدتني نكن مثل ... ": استئنافية. وجملة "لا تخونني": في محل نصب حال. وجملة "نكن": جواب شرط لا محل لها لعدم الاقتران بالفاء أو إذا، وجملة "عاهدتني" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "من يصطحبان" حيث راعى في "من" معناها، فثنى الضمير في الفعل. 1 النحل: 96. 2 الجمعة: 1؛ والتغابن: 1. 3 النساء: 3. 4 الأعراف: 178. 5 لعله محرف عن الآية: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ} [البقرة: 272] . 92- التخريج: البيت لعبد الله بن همام في حماسة البحتري ص175؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص452؛ والدرر 1/ 301، 4/ 132، 213؛ والكتاب 2/ 109؛ ولسان العرب 6/ 323 "غشش"؛ وهمع الهوامع 1/ 92، 2/ 28، 39. =

وقوله "من الرمل": 93- رُبَّ مَنْ أَنْضَحتُ غَيْظا قَلْبَهُ ... قَدْ تَمنَّى لِيَ مَوْتا لَمْ يُطعْ

_ = اللغة: تغتشه: تظن به الغش. المؤتمن: الذي تراه أمينا. المعنى: يقول: قد يقدم لك النصيحة من تظنه غشاشا، وقد يخدعك إنسان تظنه أمينا وتثق به. الإعراب: ألا: حرف استفتاح. رب: حرف جر شبيه بالزائد. من: نكرة مبنية في محل رفع مبتدأ. تغتشه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". لك: جار ومجرور متعلقان بـ"ناصح". ناصح: "بالرفع" خبر المبتدأ مرفوع، و"بالجر" نعت لـ"من" مجرور على المحل، وخبر المبتدأ محذوف تقديره: "رب إنسان ناصح لك تظنه غاشا موجود". ومؤتمن: "الواو": حرف عطف، "مؤتمن": معطوف على "من". بالغيب: جار ومجرور متعلقان بـ"مؤتمن". غير: نعت: "مؤتمن" إذا كان مجرورا، وخبر المبتدأ إذا كان مرفوعا، وهو مضاف. أمين: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "ألا رب من تغتشه": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تغتشه": في محل جر نعت "من" تبعه على اللفظ. الشاهد: قوله: "رب من تغتشه" حيث وردت "من" نكرة موصوفة بجملة. 93- التخريج: البيت لسويد بن أبي كاهل في الأغاني 13/ 98؛ وخزانة الأدب 6/ 123-125؛ والدرر 1/ 302؛ وشرح اختيارات المفضل ص901؛ وشرح شواهد المغني 2/ 740؛ والشعر والشعراء 1/ 428؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 11؛ ومغني اللبيب 1/ 328. اللغة والمعنى: أنضج قلبه غيظا: أي ملأه غيظا. يقول: رب حاقد ملأت قلبه غيظا قد تمنى لي الموت فلم تستجب أمنيته. الإعراب: رب: حرف جر شبيه بالزائد. من: نكرة بمعنى "إنسان" مبني في محل جر، وفي محل رفع مبتدأ. أنضجت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. غيظا: تمييز منصوب. قلبه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. قد: حرف تحقيق. تمنى: فعل ماض، والفاعل: هو. لي: جار ومجرور متعلقان بـ"تمنى". موتا: مفعول به منصوب. لم: حرف نفي وقلب وجزم. يطع: فعل مضارع للمجهول مجزوم، ونائب الفاعل: هو. وجملة "رب من أنضجت ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أنضجت" الفعلية في محل نعت لـ"من". وجملة "قد تمنى" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "لم يطع" الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدأ. والشاهد فيه قوله: "رب من"، و"رب" لا تدخل إلا على نكرة، فدل على أن "من" هنا نكرة موصوفة بجملة "أنضجت".

وقوله "من الطويل": 94- لِمَا نَافِعٍ يَسْعَى اللبيب فَلاَ تَكُنْ ... لشيء بَعيدٍ نَفْعُهُ الْدَّهْرَ سَاعِيا وقوله "من الخفيف": "لا تضيقن بالأمور فقد تكـ ... ـشف غماؤها بغير احتيال" 95- رُبَّ مَا تكْرَهُ الْنُّفُوسُ مِنَ الأَمْـ ... ـر لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ الْعِقَالِ

_ 94- التخريج: البيت بلا نسبة في شواهد المغني 2/ 707. اللغة: السعي: المشي أو طلب الرزق. اللبيب: العاقل. المعنى: إن العاقل من يعمل ما يفيد، فلا تعمل ما يفسد عليك ويضرك، ولا تسع في ما نفعه بعيد المنال. الإعراب: لما: "اللام": حرف جر، و"ما": نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل يسعى. نافع: صفة "ما": مجرور بالكسرة الظاهرة. يسعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. اللبيب: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. فلا تكن: "الفاء": استئنافية، "لا": ناهية، "تكن" فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون الظاهرة واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. لشيء: جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل ساعيا. بعيد: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. نفعه: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة لـ"بعيد" وهو مضاف و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الدهر: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق باسم الفاعل ساعيا. ساعيا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "يسعى اللبيب" ابتدائية لا محل لها. وجملة "لا تكن ساعيا" استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لما نافع" حيث وقعت "ما" نكرة موصوفة باسم الفاعل نافع. 95- التخريج: البيت الأول لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص49؛ ولسان العرب 2/ 341 "فرج"؛ وتاج العروس 6/ 144 "فرج". والبيت الثاني لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص50؛ والأزهية ص82، 95؛ وحماسة البحتري ص223؛ وخزانة الأدب 6/ 108، 113، 10/ 9؛ والدرر 1/ 77؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 3؛ والكتاب 2/ 109؛ ولسان العرب 2/ 341 "فرج"؛ وله أو لحنيف بن عمير أو لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب في شرح شواهد المغني 2/ 707، 708؛ والمقاصد النحوية 1/ 484؛ وله أو لأبي قيس صرمة بن أبي أنس أو لحنيف في خزانة الأدب 6/ 115؛ ولعبيد في ديوانه ص128؛ وبلا نسبة في إنباه الرواة 4/ 134؛ وأساس البلاغة ص327 "فرج"؛ والأشباه والنظائر 3/ 186؛ وأمالي المرتضي 1/ 486؛ والبيان والتبيين 3/ 260؛ وجمهرة اللغة ص463؛ وجواهر الأدب ص369؛ وشرح المفصل 4/ 352، 8/ 30؛ ومغني اللبيب 2/ 297؛ والمقتضب 1/ 42؛ وهمع الهوامع 1/ 8. اللغة والمعنى: ضاق بالشيء: لم يطقه. غماؤها: شدتها. فرجة: انفراج. يقول: تسلح بالصبر، فقد تزول الشدة من غير مشقة، وكم من أمور تكرهها النفوس تنحل بأيسر السبل. الإعراب: لا: حرف نهي. تضيقن: فعل مضارع مبني لمباشرته نون التوكيد الثقيلة في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. وجملة "لا تضيقن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. بالأمور: جار ومجرور متعلقان بـ"تضيقن". فقد: الفاء حرف استئناف، و"قد": حرف تحقيق. تكشف: فعل مضارع =

ومن ذلك فيهما قولهم: "مررت بمن معجب لك"، و"بما معجب لك"، ويكونان أيضا نكرتين تامتين: أما "من" فعلى رأي أبي عليّ، زعم أنها في قوله "من البسيط": 96- "ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه" ... وَنِعْمَ مَنْ هُوَ فِي سِر وَإِعْلاَنِ تمييز، والفاعل مستتر، و"هو" هو المخصوص بالمدح. وقال غيره: "من" موصول

_ = للمجهول مرفوع. غماؤها: فاعل ومضاف إليه. وجملة "تكشف غماؤها" استئنافية لا محل لها من الإعراب. بغير: جار ومجرور متعلقان بـ"تكشف"، و"غير": مضاف. احتيال: مضاف إليه مجرور. ربما: حرف جر شبيه بالزائد. ما: نكرة بمعنى "شيء" في محل رفع مبتدأ، وفي محل جر بحرف الجر. تكره: فعل مضارع مرفوع. النفوس: فاعل مرفوع. من الأمر: جار ومجرور متعلقان بـ"تكره". له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. فرجة: مبتدأ مؤخر مرفوع. كحل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"فرجة"، وهو مضاف. العقال: مضاف إليه مجرور. وجملة "ربما تكره النفوس ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "تكره النفوس" الفعلية في محل رفع نعت لـ"ما". وجملة "له فرجة" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ "ما"، أو في محل جر صفة لـ"الأمر" لأنه محلى بـ"أل" الجنسية. والشاهد فيه قوله: "ربما" حيث دخلت "رب" على "ما" مما يدل على أن "ما" قابلة للتنكير، لأن "رب" لا تدخل إلا على نكرة، وجملة "نكره النفوس" صفة لـ"ما". 96- التخريج: البيت بلا نسبة في جمهرة اللغة ص1098، 1308؛ وخزانة الأدب 9/ 410، 411، 412، 414؛ والدرر 1/ 303، 5/ 215؛ وشرح شواهد المغني 2/ 741؛ وشرح عمدة الحافظ ص790؛ ولسان العرب 1/ 91 "زكأ"؛ والمقاصد النحوية 1/ 487؛ وهمع الهوامع 1/ 92، 2/ 86. اللغة: مزكأ: ملجأ. الضيق: عدم السعة للمكان، والضر للمعنى. المذهب: المعتقد. المعنى: كيف أخاف العيش، ولي ملجأ، وهو بشر بن مروان الأموي ونعم من لجأت إليه. الإعراب: ونعم: الواو بحسب ما قبلها، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. مزكأ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ضاقت: فعل ماض مبني على الفتحة و"التاء": للتأنيث. مذاهبه: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ونعم: "الواو": عاطفة، و"نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتحة الظاهرة. من: اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع فاعل. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدير من هو مثله. في سر: جار ومجرور متعلقان بـ"نعم". وإعلان: "الواو": عاطفة، "إعلان": اسم معطوف على سر مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة "ونعم مزكأ": بحسب الواو. وجملة "ضاقت": صلة موصول لا محل لها. وجملة "نعم من": معطوفة على جملة نعم لا محل لها. وجملة "من هو مثله": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "نعم من هو": فقد قيل إن "من" نكرة تامة، وقيل موصولية كما أعربنا. =

فاعل، وقوله: "هو" مبتدأ خبره هو آخر محذوف، على حد قوله: شعري شعري1. وأما "ما" فعلى رأي البصريين إلا الأخفش في نحو: "ما أحسن زيدا"؛ إذ المعنى شيء حسن زيدا، على ما سيأتي بيانه في بابه، وفي باب "نعم وبئس"، عند كثير من النحويين المتأخرين: منهم الزمخشري، نحو: "غسلته غسلا نعما" أي: نعم شيئا؛ فـ"ما": نصب على التمييز. "أل": وأما "أل" فللعاقل وغيره، وما ذكره الناظم من أنها اسم موصول هو مذهب الجمهور، وذهب المازني إلى أنها حرف موصول، والأخفش إلى أنها حرف تعريف. والدليل على اسميتها أشياء: الأول: عود الضمير عليها في نحو: "قد أفلح المتقي ربه"، وقال المازني: عائد على موصوف محذوف، ورد بأن لحذف الموصوف مظان لا يحذف في غيرها إلا لضرورة، وليس هذا منها. الثاني: استحسان خلو الصفة معها عن الموصوف، نحو: "جاء الكريم"، فلولا أنها اسم موصول قد اعتمدت الصفة عليه كما تعتمد على الموصوف لقبح خلوها عن الموصوف. الثالث: إعمال اسم الفاعل معها بمعنى المضي، فلولا أنها موصولة واسم الفاعل في تأويل الفعل لكان منع اسم الفاعل حينئذٍ معها أحق منه بدونها. الرابع: دخولها على الفعل في نحو "من البسيط": 97- مَا أَنْتَ بِالْحَكمِ الْتُرضَى حُكومَتُهُ ... "ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل"

_ 1 هذا القول من قول أبي النجم: أنا أبو النجم وشعري شعري والمعنى: وشعري هو شعري. 97- التخريج: البيت للفرزدق في الإنصاف 2/ 521؛ وجواهر الأدب ص319؛ وخزانة الأدب 1/ 32؛ والدرر 1/ 274؛ وشرح التصريح 1/ 38، 142؛ ولسان العرب 6/ 9 "أمس"، 12/ 565 "لوم"؛ والمقاصد النحوية 1/ 111؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 20؛ وتخليص الشواهد ص154؛ والجنى الداني ص202؛ ورصف المباني ص75، 148؛ وشرح ابن عقيل ص85؛ وشرح عمدة الحافظ ص99؛ والمقرب 1/ 60؛ وهمع الهوامع 1/ 85. =

والمعرفة مختصة بالاسم. واستدل على حرفيتها بأن العامل يتخطاها، نحو: "مررت بالضارب" فالمجرور "ضارب"، ولا موضع لـ"أل"، ولو كانت اسما لكان لها موضع من الإعراب. قال الشلوبين: الدليل على أن الألف واللام حرف قولك: "جاء القائم" فلو كانت اسما لكان فاعلا، واستحق "قائم" البناء؛ لأنه على هذا التقدير مهمل؛ لأنه صلة، والصلة لا يسلط عليها عامل الموصول. وأجاب في شرح التسهيل بأن مقتضى الدليل أن يظهر عمل عامل الموصول في آخر الصلة؛ لأن نسبتها منه نسبة عجز المركب منه، لكن منع من ذلك كون الصلة جملة، والجمل لا تتأثر بالعوامل، فلما كانت صلة الألف واللام في اللفظ غير جملة جيء بها على مقتضى الدليل؛ لعدم المانع. انتهى، ويلزم في ضمير "أل" اعتبار المعنى، نحو: "الضارب"، و"الضاربة"، و"الضاربين"، و"الضاربات".

_ = اللغة والمعنى: الحكم: الذي يفصل بين المتخاصمين. الترضى: أي الذي ترضى. حكومته: أي حكمه. الأصيل: شريف الحسب والنسب. الجدل: مغالبة الخصم ومقارعته. يهجو الشاعر ذلك الرجل الذي فضل جريرا عليه وعلى الأخطل في حضرة الخليفة عبد الملك بن مروان، وينعته بأنه ليس أهلا لأن يحكمه الناس فيما بينهم، لأنه لا أصل له، ولا فصل، وليس له رأي راجح وحجة مقنعة. الإعراب: ما: حرف نفي أو من أخوات "ليس" ... أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، أو اسم "ما". بالحكم: الباء حرف جر زائد. الحكم: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ، أو اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ما". الترضى: "أل": اسم موصول بمعنى "الذي" في محل نعت "الحكم": ترضى: فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة. حكومته: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. الأصيل: اسم معطوف على "الحكم". ولا: الواو حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. ذي: اسم معطوف على "الحكم" مجرور بالياء، وهو مضاف. الرأي: مضاف إليه مجرور. والجدل: الواو: حرف عطف، الجدل: معطوف على الرأي مجرور. وجملة "ما أنت ... " اسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. و"ترضى حكومته، فعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "الترضى" حيث أدخل الموصول الاسمي "أل" على الفعل المضارع، وهذا قليل.

"ذو": وأما "ذو" فإنها للعاقل وغيره؛ قال الشاعر "من المنسرح": 98- ذَاكَ خَلِيلِي وَذُو يُوَاصِلُنِي ... يَرْمِي وَرَائِي بِامْسَهْمِ وَامْسَلِمَهْ وقال الآخر "من الطويل": 99- فَقُولا لِهَذَا الْمَرْءِ ذُو جَاءَ سَاعِيا ... هَلُمَّ فإنَّ المشْرَفيَّ الفرائضُ

_ 98- التخريج: البيت لجبير بن غنمة في الدرر 1/ 446؛ وشرح شواهد الشافية ص451، 452؛ وشرح شواهد المغني 1/ 159؛ ولسان العرب 12/ 297 "سلم"، 15/ 459 "ذو"؛ والمؤتلف والمختلف ص59؛ والمقاصد النحوية 1/ 464؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص143؛ والجنى الداني ص140؛ وشرح عمدة الحافظ ص121؛ وشرح المفصل 9/ 17، 20؛ ولسان العرب 12/ 36 "أمم"؛ ومغني اللبيب 1/ 48؛ وهمع الهوامع 1/ 79. والبيت ملفق من البيتين: ذاك خليلي وذو يعاتبني ... لا إحنة عنده ولا جرمه ينصرني منك غير معتذر ... يرمي ورائي بامسهم وامسلمه اللغة وشرح المفردات: ذو: الذي. بامسهم: أي السهم. وامسلمه: أي السلمة في لغة حمير، والسلمة: الحجارة الصغيرة. المعنى: يقول إن خليلي الذي يواصلني يدافع عني بالسهام والحجارة. الإعراب: ذاك: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. خليلي: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وذو: الواو: حرف عطف، "ذو": اسم موصول معطوف على "خليلي" مبني في محل رفع خبر المبتدأ. يواصلني: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والنون للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". يرمي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". ورائي: ظرف مكان في محل نصب مفعول به، متعلق بالفعل "يرمي". وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بامسهم: الباء حرف جر، "امسهم": اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "يرمى". وامسلمة: الواو حرف عطف، "امسلمة" معطوف على "امسهم" مجرور بالكسرة وسكن للضرورة الشعرية. وجملة "ذاك خليلي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يواصلني" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة: "يرمي ... " في محل نصب على الحال. الشاهد فيه قوله: "ذو يواصلني" حيث استعمل "ذو" للعاقل بمعنى "الذي". 99- التخريج: البيت لقوال الطائي في خزانة الأدب 5/ 28، 6/ 41؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص640. =

وقال الآخر "من الطويل": 100- فَإمَّا كِرامٌ مُوِسرونَ لَقيتُهُمْ ... فَحَسْبِيَ مِنْ ذُو عنْدَهُمْ ما كَفانيَا

_ = اللغة: ذو: الذي. ساعيا: جامعا الزكاة ممن حقت عليهم. المشرفي: السيف المصنوع في قرى المشارف. المعنى: يتهكم الشاعر من المكلف بجمع الزكاة من قومه، فيقول لصديقيه: قولا له: إن سيوفنا هي ما سندفعه. الإعراب: "قولا": فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و"الألف": ضنير متصل في محل رفع فاعل. "لهذا": "اللام": حرف جر، "هذا": اسم إشارة في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"قولا". "المرء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ذو": اسم موصول بمعنى الذي في محل جر صفة لـ"المرء". "جاء": فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "ساعيا": حال منصوبة بالفتحة. "هلم": اسم فعل أمر بمعنى "أقبل" مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". "فإن": "الفاء": للاستئناف. "إن": حرف مشبه بالفعل "المشرفي": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "الفرائض": خبر "إن" مرفوع بالضمة. وجملة "قولا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جاء": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "هلم": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "إن المشرفي الفرائض": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ذو جاء" بمعنى "الذي جاء" على لغة أهل طيئ. 100- التخريج: البيت لمنظور بن سحيم في الدرر 1/ 268؛ وشرح التصريح 1/ 63، 137؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1158؛ وشرح شواهد المغني 2/ 830؛ وشرح المفصل 3/ 148؛ والمقرب 1/ 59؛ والمقاصد النحوية 1/ 127؛ وللطائي "؟ " في مغني اللبيب 2/ 410؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص54، 144؛ وشرح ابن عقيل ص30، 82؛ وشرح عمدة الحافظ ص122؛ وهمع الهوامع 1/ 84. شرح المفردات: الموسرون: الأغنياء. حسبي: كفاني. ذو: أي الذي. المعنى: يقول: إن الناس إما أن يكونوا أغنياء وعندهم ما يقدمونه للضيفان، وحسبي ما لقيته عندهم من كرم الضيافة وحسن استقبال. الإعراب: "فإما": الفاء بحسب ما قبلها، و"إما": حرف شرط وتفصيل. "كرام": فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: "إما قابلني ... ". "موسرون": نعت "كرام" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "لقيتهم": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "فحسبي": الفاء: رابطة لجواب الشرط، "حسبي": خبر مقدم، أو مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "من ذو": جار ومجرور متعلقان بـ"حسبي". "عندهم": ظرف مكان منصوب متعلق بفعل محذوف تقديره "استقر" صلة الموصول، أو بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "ما": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ أو خبر المبتدأ "حسب". =

وقال الآخر "من الوافر": 101- فَإنَّ المَاءَ ماءُ أَبي وَجَدِّي ... وَبِئْري ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ والمشهور فيها البناء، وأن تكون بلفظ واحد، كما في الشواهد، وبعضهم يعربها

_ = "كفانيا": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو"، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والألف للإطلاق. وجملة "إما كرام ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لقيتهم" الفعلية مفسرة لا محل لها من الإعراب. وجملة "فحسبي ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. والجملة المحذوفة المؤلفة من المبتدأ والخبر، أو من الفعل "استقر" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "كفانيا" الفعلية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "من ذو" حيث جاءت "ذو" اسما موصولا بمعنى "الذي"، على لغة أهل طيئ. 101- التخريج: البيت لسنان بن الفحل في الإنصاف ص384؛ وخزانة الأدب 6/ 34، 35؛ والدرر 1/ 267؛ وشرح التصريح 1/ 137؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص591؛ والمقاصد النحوية 1/ 436؛ وبلا نسبة في الأزهية ص295؛ وأوضح المسالك 1/ 154؛ وتخليص الشواهد ص143؛ وشرح قطر الندى ص102؛ وشرح المفصل 3/ 147، 8/ 45؛ ولسان العرب 15/ 460 "ذوا"؛ وهمع الهوامع 1/ 84. اللغة وشرح المفردات: ذو حفرت: أي التي حفرتها. ذو طويت. أي التي طويتها، أي بنيتها بالحجارة. المعنى: يقول: إن هذا الماء كان يرده أبي وجدي، وهذه البئر أنا الذي حفر وبنيتها بالحجارة، إذن لا يحق لكم ورودها. الإعراب: فإن: الفاء بحسب ما قبلها، "إن" حرف مشبه بالفعل. الماء: اسم "إن" منصوب بالفتحة الظاهرة، ماء: خبر "إن" مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. أبي: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الياء لانشغال المحل بالحركة المناسبة. وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجدي: الواو حرف عطف، "جدي": معطوف على "أبي" ويعرب إعرابة. وبئري: الواو: حرف عطف، "بئري": معطوف على "الماء" منصوب بالفتحة منع من ظهورها انشغال المحل بالحركة المناسبة، أو مبتدأ مرفوع وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ذو: اسم موصول معطوف على "ماء" أو خبر المبتدأ مبني في محل رفع. حفرت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وذو طويت: معطوف على "ذو حفرت"، وتعرب إعرابها. وجملة "إن الماء ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بئري ذو حفرت" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "حفرت" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "ذو طويت" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ذو حفرت وذو طويت" حيث استعمل "ذو" اسما موصولا بمعنى "التي"، وأجراه على غير العاقل، لأن المقصود بها "البئر" وهي مؤنثة.

إعراب "ذي" بمعنى صاحب، وقد روي بالوجهين قوله "من الطويل": فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا1 "ذات": 94- وكالتي أيضا لديهم ذات ... وموضع اللاتي أتى ذوات "وكَالَّتِي أَيْضا لَديهمْ" أي: عند طيئ "ذَاتُ" أي: بعض طيئ أَلحق بـ"ذو" تاء التأنيث مع بقاء البناء على الضم، حكى الفراء: "بالفضل ذو فضلكم الله به، والكرامة ذات أكرمكم الله به" "وَمَوْضِعَ الَّلاتِي أتى ذَوَاتُ" جمعا لـ"ذات"، قال الراجز: 102- جَمَعتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ موارِقِ ... ذَوات يَنْهَضْنَ بِغَيْرِ سَائِقِ تنبيه: ظاهر كلام الناظم أنه إذا أريد غير معنى "التي" و"اللاتي" يقال: "ذو" على الأصل؛ وأطلق ابن عصفور القول في تثنية "ذو" و"ذات" وجمعهما، قال الناظم: وأظن أن الحامل له على ذلك قولهم: "ذات" و"ذوات" بمعنى "التي" و"اللاتي"، فأضربت عنه

_ 1 تقدم بالرقم "100". 102- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص180؛ والدرر 1/ 267؛ وبلا نسبة في الأزهية ص295؛ وتخليص الشواهد ص144؛ وهمع الهوامع 1/ 83. شرح المفردات: الأينق: ج الناقة، وهي أنثى الجمل. الموارق: ج المارقة، وهي السريعة في السير. ذوات: اللواتي. ينهضن: يقمن. الإعراب: "جمعتها": فعل ماض، والتاء فاعل، والها ضمير في محل نصب مفعول به. "من أينق": جار ومجرور متعلقان بـ"جمعتها". "موارق": نعت "أينق" مجرور. "ذوات": بدل من "أينق" مبني على الضم، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هن اللواتي". "ينهضن": فعل مضارع مبني على السكون، والنون في محل رفع فاعل. "بغير": جار ومجرور متعلقان بـ"ينهضن"، وهو مضاف. "سائق": مضاف إليه. وجملة: "جمعتها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينهضن ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وعلى تقدير "ذوات" خبرا تكون "هن ذوات ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله "ذوات" حيث جاء بمعنى "اللواتي" وبناه على الضم، وصلته جملة "ينهضن". وقيل: "ذوات" هنا بمعنى: صاحبات.

لذلك، لكن نقل الهروي وابن السراج عن العرب ما نقله ابن عصفور. "ذا": 95- ومثل ما "ذا" بعد ما استفهام ... أو من، إذا لم تلغ في الكلام "وَمِثْلُ مَا" الموصولة فيما تقدم من أنها تستعمل بمعنى "الذي" وفروعه بلفظ واحد "ذَا" إذا وقعت "بَعْدَ مَا استِفْهَامِ" باتفاق "أَوْ" بعد "مَنْ" استفهام على الأصح، وهذا "إذَا لَمْ تُلْغَ" ذا "فِي الْكَلاَمِ" والمراد بإلغائها أن تجعل مع "ما" أو "من" اسما واحدا مستفهما به؛ ويظهر أثر الأمرين في البدل من اسم الاستفهام وفي الجواب، فتقول عند جعلك "ذا" موصولا: "ماذا صنعت؟ أخير أم شر؟ " بالرفع على البدلية من "ما" لأنه مبتدأ، و"ذا" وصلته خبر، ومثله: "من ذا أكرمت؟ أزيد أم عمرو؟ " قال الشاعر "من الطويل": 103- ألا تَسْألانِ الْمرءَ مَاذَا يُحَاوِلُ ... أنَحْبٌ فَيُقْضَى أَم ضَلالٌ وَبَاطِلُ

_ 103- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص254؛ والأزهية ص206؛ والجنى الداني ص239؛ وخزانة الأدب 2/ 252، 253، 6/ 145-147؛ وديوان المعاني 1/ 119؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 40؛ وشرح التصريح 1/ 139؛ وشرح شواهد المغني 1/ 150، 2/ 711؛ والكتاب 2/ 417؛ ولسان العرب 1/ 751 "نحب"؛ 11/ 187 "حول"، 15/ 459 "ذو"؛ والمعاني الكبير ص1201؛ ومغني اللبيب ص300؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص188؛ وشرح المفصل 3/ 149، 150، 4/ 23؛ وكتاب اللامات ص64؛ ومجالس ثعلب ص530. شرح المفردات: يحاول: يطلب بالحيلة. النحب: النذر. المعنى: يقول: اسألا المرء عما يسعى إليه في هذه الحياة، أهو نذر يقضيه أم ضلال باطل؟ الإعراب: "ألا": حرف استفتاح. "تسألان": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف فاعل. "المرء": مفعول به. "ماذا": "ما" اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، أو خبر مقدم للمبتدأ، و"ذا" اسم موصول مبني في محل رفع خبر للمبتدأ، أو مبتدأ مؤخر. "يحاول": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "أنحب": الهمزة للاستفهام، و"نحب": بدل من "ما" مرفوع. "فيقضى": الفاء حرف عطف، "يقضى": فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ... "هو". "أم": حرف عطف. "ضلال": معطوف على "نحب" مرفوع. "وباطل": الواو حرف عطف، و"باطل": معطوف على "ضلال" مرفوع. وجملة: "ألا تسألان ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يحاول" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "فيقضى" في محل رفع صفة لـ"نحب". الشاهد: قوله: "ماذا يحاول" حيث استعمل "ذا" موصولة بمعنى "الذي"، وأخبر بها عن "ما" الاستفهامية، وأتى لها بصلة هي جملة "يحاول".

وتقول عند جعلهما اسما واحدا: "ماذا صنعت؟ أخيرا أم شرا"، "ومن ذا أكرمت أزيدا أم عمرا؟ " بالنصب على البدلية من "ماذا" أو "من ذا"؛ لأنه منصوب بالمفعولية مقدما، وكذا تفعل في الجواب، نحو: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} 1؛ قرأ أبو عمرو برفع "العفو" على جعل "ذا" موصولا، والباقون بالنصب على جعلها ملغاة، كما في قوله تعالى: {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا} 2 فإن لم يتقدم على ذا "ما" و"من" الاستفهاميتان لم يجز أن تكون موصولة، وأجازه الكوفيون3، تمسكا بقوله "من الطويل": 104- عَدَسْ مِا لِعَبَّادٍ عَلَيْك إمَارَةٌ ... نَجَوْتِ وَهَذَا تَحْمِلينَ طليقُ وخرج على أن "هذا طليق" جملة اسمية، و"تحملين" حال، أي: وهذا طليق محمولا.

_ 1 البقرة: 219. 2 النحل: 30. 3 انظر المسألة الثالثة بعد المئة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص717-722. 104- التخريج: البيت ليزيد بن مفرغ في ديوانه ص170؛ وأدب الكاتب ص417؛ والإنصاف 2/ 717؛ وتخليص الشواهد ص150؛ وتذكرة النحاة ص20؛ وجمهرة اللغة ص645؛ وخزانة الأدب 6/ 41، 42، 48؛ والدرر 1/ 269؛ وشرح التصريح 1/ 139، 381؛ وشرح شواهد المغني 2/ 859؛ وشرح المفصل 4/ 79؛ والشعر والشعراء 1/ 371؛ ولسان العرب 6/ 47 "حدس"، 6/ 133 "عدس"؛ والمقاصد النحوية 1/ 442، 3/ 216؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص362، 447؛ وأوضح المسالك 1/ 162؛ وخزانة الأدب 4/ 333، 6/ 388؛ وشرح قطر الندى ص106؛ وشرح المفصل 2/ 16، 4/ 23؛ ولسان العرب 15/ 460 "ذوا"؛ والمحتسب 2/ 94؛ ومغني اللبيب 2/ 462؛ وهمع الهوامع 1/ 84. اللغة والمعنى: عدس: اسم صوت لزجر البغل. عباد: هو عباد بن زياد والي سجستان لمعاوية. يقول مخاطبا بغلته: إن عبادا لم يعد له سلطة عليك وأنت تحملين رجلا طليقا بعد أن أفرج عنه. الإعراب: عدس: اسم صوت مبني على السكون لا محل له من الإعراب، أو منادى إذا كان المقصود "البغلة": ما: حرف نفي. لعباد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. عليك: جار ومجرور متعلقان بـ"إمارة". إمارة: مبتدأ مؤخر مرفوع. نجوت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. وهذا: الواو: حالية. هذا: الهاء: للتنبيه، وذا: اسم موصول في محل رفع مبتدأ. تحملين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء: فاعل. طليق: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "ما لعباد ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "نجوت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "هذا تحملين ... " الاسمية في محل نصب حال. وجملة "تحملين ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "وهذا تحملين طليق"، فإن الكوفيين ذهبوا إلى أن "ذا" اسم موصول وقع مبتدأ، ولم يمنعهم اتصال حرف التنبيه به من أن يلتزموا موصوليته، كما لم يمنعهم عدم تقدم "ما" أو "من" الاستفهاميتين من التزام موصوليته، وعندهم أن التقدير: والذي تحملينه طليق.

تنبيه: يشترط لاستعمال "ذا" موصولة -مع ما سبق- أن لا تكون مشارا بها، نحو: "ماذا التواني"، و"ماذا الوقوف"، وسكت عنه لوضوحه. 96- وكلها يلزم بعده صله ... على ضمير لائق مشتمله "وَكُلُّهَا" أي: كل الموصولات "يَلْزَمُ" أن تكون "بَعْدَهُ صِلَهْ" تعرفه ويتم بها معناه: إما ملفوظة، نحو: "جاء الذي أكرمته"، أو منوية كقوله "من مجزوء الكامل": 105- نَحْنُ الأُلَى فَاجمَعْ جُمُو ... عَكَ ثُمَّ وَجِّهْهُمْ إلَيْنَا أي: نحن الألى عرفوا بالشجاعة، بدلالة المقام. وأفهم بقوله: "بعده" أنه لا يجوز تقديم الصلة ولا شيء منها على الموصول، وأما نحو: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} 1 فـ"فيه": متعلق بمحذوف دلت عليه صلة "أل"، لا بصلتها، والتقدير: وكانوا زاهدين فيه من الزاهدين. ويشترط في الصلة أن تكون معهودة، أو منزلة منزلة المعهودة، وإلا لم تصلح للتعريف؛ فالمعهودة نحو: "جاء الذي قام أبوه"، والمنزلة منزلة المعهودة هي الواقعة في

_ 105- التخريج: البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص142؛ وخزانة الأدب 2/ 289؛ والدرر 1/ 297؛ وشرح شواهد المغني 1/ 258؛ ولسان العرب 15/ 437 "أولى وألاء"؛ والمقاصد النحوية 1/ 490؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 6/ 542؛ وشرح التصريح 1/ 142؛ وهمع الهوامع 1/ 89. اللغة: الألى: الذين. جموعك: مقاتلوك، جيشك. المعنى: نحن الذين عرفوا بالبأس والقوة، فاجمع جيشك ومقاتليك وتعال بهم إلينا، فلن نخافكم. الإعراب: نحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الألى: اسم موصول في محل رفع خبر للمبتدأ "نحن". فاجمع: "الفاء": للاستئناف، "اجمع": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". جموعك: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ثم وجههم: "ثم": حرف عطف، "وجه": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت"، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. إلينا: جار ومجرور متعلقان بـ"وجههم". وجملة "نحن الأولى": ابتدائية لا محل لها، وصلة الموصول محذوفة بتقدير "نحن الأولى عرفوا". وجملة "فاجمع": استئنافية لا محل لها. وجملة "وجههم": معطوفة عليها لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "نحن الأولى" حيث حذف صلة الموصول "الأولى" لدلالة الكلام عليها. 1 يوسف: 20.

معرض التهويل والتفخيم، نحو: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} 1، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} 2، وأن تكون "عَلَى ضَمِيرٍ لاَئِقٍ" بالموصول، أي: مطابق له في الإفراد والتذكير وفروعهما "مُشْتَمِلَهْ" ليحصل الربط بينهما، وهذا الضمير هو العائد على الموصول، وربما خلفه اسم ظاهر، كقوله "من الطويل": سُعَادُ التِي أَضْنَاكَ حُبُّ سُعَادَا3 وقوله "من الطويل": وَأَنْتَ الَّذِي فِي رَحْمةِ اللَّهِ أطْمعُ4 كما سبقت الإشارة إليه، وهو شاذ، فلا يقاس عليه. تنبيه: الموصول إن طابق لفظه معناه فلا إشكال في العائد، وإن خالف لفظه معناه فلك في العائد وجهان: مراعاة اللفظ، وهو الأكثر، ومراعاة المعنى كما سبقت الإشارة إليه؛ وهذا ما لم يلزم من مراعاة اللفظ لبس؛ فإن لزم لبس؛ نحو: "أعط من سألتك لا من سألك" وجبت مراعاة المعنى. 97- وجملة أو شبهها الذي وصل ... به كمن عندي الذي ابنه كفل "وَجُمْلَةٌ أو شِبْهُهَا" من ظرف ومجرور تامين "الَّذِي وُصِلْ بهِ" الموصول "كَمَنْ عِندِي الذِي ابنُهُ كُفِلْ" فعندي: ظرف تام صلة "من"، و"ابنه كفل": جملة اسمية صلة "الذي". وإنما كان الظرف والمجرور التامان شبيهين بالجملة لأنهما يعطيان معناها؛ لوجوب كونهما هنا متعلقين بفعل مسند إلى ضمير الموصول، تقديره: الذي استقر عندك، والذي استقر في الدار؛ وخرج عن ذلك ما لا يشبه الجملة منهما، وهو الظرف والمجرور الناقصان، نحو: "جاء الذي اليوم"، و"الذي بك" فإنه لا يجوز لعدم الفائدة. تنبيه: من شرط الجملة الموصول بها -مع ما سبق- أن تكون خبرية لفظا ومعنى فلا يجوز: "جاء الذي أضربه"، أو "ليته قائم"، أو "رحمه الله" خلافا للكسائي في الكل،

_ 1 طه: 78. 2 النجم: 10. 3 تقدم بالرقم 82. 4 تقدم بالرقم 83.

وللمازني في الأخيرة، وأما قوله "من الطويل": 106- وَإِني لَرَاجٍ نَظْرَةً قِبَلَ التي ... لَعَلِّي وَإِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا أَزُورُهَا وقوله "من الطويل": 107- وَمَاذَا عَسَى الْوَاشُونَ أَنْ يَتَحَدَّثُوا ... سِوَى أَنْ يَقُولُوا إِنَّنِي لَكِ عَاشِقُ

_ 106- التخريج: البيت لتوبة بن الحمير في شرح أبيات سيبويه 1/ 603؛ والكتاب 2/ 200؛ ونوادر أبي زيد ص72؛ وبلا نسبة في المقتضب 4/ 203. اللغة: شطت نواها: بعدت. المعنى: يتمنى الشاعر لو يتمكن من زيارة التي يحب، ويلقي عليها نظرة. الإعراب: وإني: "الواو": بحسب ما قبلها، "إني": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". لراج: "اللام" للتوكيد، "راج": خبر "إن" مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. نظرة: مفعول به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة. قبل: ظرف زمان متعلق بـ"راج"، وهو مضاف. التي: اسم موصول في محل جر بالإضافة. لعلي: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "لعل". وإن: "الواو": حالية، "إن": حرف شرط جازم. شطت: فعل ماض مبني على الفتحة، وهو فعل الشرط، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". نواها: اسم منصوب على نزع الخافض تقديره: "شطت في نواها"، أو فاعل "شطت"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أزورها: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". وجملة "إني لراج": بحسب ما قبلها. وجملة "لعلي أزورها": في محل نصب مفعول به لفعل القول المحذوف تقديره: "أقول فيها لعلي". وجملة "أقول ... ": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "أزورها": في محل رفع خبر "لعل". وجملة "وإن شطت": اعتراضية لا محل لها من الإعراب أو حالية. الشاهد: قوله: "قبل التي لعلي ... أزورها" حيث وردت جملة "لعلي أزورها" صلة الموصول على الظاهر، فتمسك به الكسائي، بينما اعتبرها آخرون مفعولا به لفعل القول المحذوف كما بينا في الإعراب. 107- التخريج: البيت لجميل بثينة في ملحق ديوانه ص243؛ وخزانة الأدب 6/ 150، 153؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1383؛ ولسان العرب 10/ 385 "ومق"؛ وللمجنون في ديوانه ص160؛ والأغاني 2/ 50؛ ولسان العرب 10/ 27 "نبق". اللغة: الواشون: ج الواشي، وهو النمام. المعنى: يقول: إن الوشاة لا يستطيعون أن يقولوا سوى أنني لك عاشق. الإعراب: وماذا: "الواو": بحسب ما قبلها، "ماذا": اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، أو "ما": اسم استفهام، و"ذا": اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "عسى ... ": صلة الموصول =

فمخرج على إضمار قول في الأول، أي: قبل التي أقول فيها لعلي أزورها، وأن "ماذا" في الثاني اسم واحد، وليست "ذا" موصولة؛ لموافقة "عسى": "لعل" في المعنى. وأن تكون غير تعجبية، فلا يجوز: "جاء الذي ما أحسنه"، وإن كانت عندهم خبرية، وأجازه بعضهم، وهو مذهب ابن خروف؛ قياسا على جواز النعت بها. وأن لا تستدعي كلاما سابقا، فلا يجوز "جاء الذي لكنه قائم". 98- وصفة صريحة صلة أل ... وكونها بمعرب الأفعال قل "وَصِفَةٌ صَرِيحَة" أي: خالصة الوصفية "صِلَة أَلْ" الموصولة، والمراد بها هنا: اسم الفاعل، واسم المفعول، وأمثلة المبالغة، وفي الصفة المشبهة خلاف، وجه المنع أنها لا تؤول بالفعل؛ لأنها للثبوت، ومن ثم كانت "أل" الداخلة على اسم التفضيل ليست موصولة بالاتفاق، وخرج بالصريحة الصفة التي غلبت عليها الاسمية، نحو: "أبطح"، و"أجرع"، و"صاحب" فـ"أل" في مثلها حرف تعريف لا موصولة، والصفة الصريحة مع "أل" اسم لفظا فعل معنى، ومن ثم حسن عطف الفعل عليها، نحو: {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} 1، {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} 2 وإنما لم يؤت بها فعلا كراهة أن يدخلوا على الفعل ما هو على صورة المعرفة الخاصة بالاسم؛ فراعوا الحقين

_ = لا محل لها من الإعراب. "عسى": فعل ماض ناقص. الواشون: اسم "عسى" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. أن: حرف نصب ومصدري. يتحدثوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. سوى: منصوب على الاستثناء. أن يقولوا: تعرب إعراب: "أن يتحدثوا". إنني: حرف مشبه بالفعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "إن". لك: جار ومجرور متعلقان بـ"عاشق". عاشق: خبر "إن" مرفوع بالضمة. وجملة "ماذا عسى ... " بحسب ما قبلها. وجملة "أن يتحدثوا": في محل نصب خبر "عسى". والمصدر من "أن يقولوا" في محل جر بالإضافة. وجملة "إنني عاشق": في محل نصب مقول القول. الشاهد: قوله: "وماذا عسى ... " حيث ظاهره أن "ذا" في "ماذا" اسم موصول، وجملة الصلة "عسى الواشون أن يتحدثوا" إنشائية غير خبرية لفظا ومعنى على خلاف القياس، وخرج البيت على أن "ماذا" كلمة واحدة، وليست "ذا" موصولة. 1 العاديات: 3-4. 2 الحديد: 18.

"وَكَوْنُهَا" أي: صلة "أل" "بِمُعْرَبِ الأَفْعَالِ" وهو المضارع "قَلْ" من ذلك قوله "من البسيط": مَا أَنْتَ بِالْحَكَمِ الْتُرضَى حُكُومَتُهُ ... وَلاَ الأَصِيلِ وَلاَ ذِي الرَّأيِ وَالْجَدَلِ وهو مخصوص عند الجمهور بالضرورة، ومذهب الناظم جوازه اختيارا، وفاقا لبعض الكوفيين، وقد سمع منه أبيات2. تنبيه: شذ وصل "أل" بالجملة الاسمية، كقوله "من الطويل": 108- مِنَ الْقَوْم الرسولُ اللَّهِ مِنْهُمْ ... لَهُمْ دَانَتْ رِقَابُ بَنِي مَعَدِّ وبالظرف، كقوله "من الرجز": 109- مَنْ لاَ يَزَالُ شَاكِرا عَلَى الْمَعَهْ ... فَهْوَ حَرٍ بِعِيشَةٍ ذَاتِ سَعَهْ

_ 1 تقدم بالرقم 97. 2 منها قول ذي الخرق الطهوي "من الطويل": يقول الخنى وأبغض العجم ناطقا ... إلى ربنا صوت الحمار اليجدع فيستخرج اليربوع من نافقائه ... ومن جحره بالشيخة اليتقطع وقول الآخر "من الطويل": وليس اليرى للخل مثل الذي يرى ... له الخل أهلا أن يعد خليلا 108- التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص201؛ وجواهر الأدب ص319؛ والدرر 1/ 276؛ ورصف المباني ص75؛ وشرح شواهد المغني 1/ 161؛ واللامات ص54؛ ومغني اللبيب 1/ 49؛ والمقاصد النحوية 1/ 15، 477؛ وهمع الهوامع 1/ 85. اللغة: دانت: خضعت، ذلت. الإعراب: "من القوم": جار ومجرور متعلقان بما سبق. "الرسول": "أل" بمعنى "الذين" اسم موصول في محل جر نعت "القوم"، "رسول": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "الله": لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور. "منهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "لهم": جار ومجرور متعلقان بـ"دانت". "دانت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "رقاب": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "معد": مضاف إليه مجرور. وجملة: "رسول الله ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دانت لهم الرقاب ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "الرسول الله منهم" حيث وصل "أل" بالجملة الاسمية، وهذا شاذ. 109- التخريج: الرجز بلا نسبة في الجنى الداني ص203؛ وجواهر الأدب ص321؛ وخزانة الأدب 1/ 32؛ والدرر 1/ 277؛ وشرح شواهد المغني 1/ 161؛ ومغني اللبيب 1/ 49؛ والمقاصد النحوية 1/ 475؛ وهمع الهوامع 1/ 85. اللغة: المعه: الذي معه. السعة: رغد العيش. =

"أي الموصولة": 99- "أي" كـ"ما" وأعربت ما لم تضف ... وصدر وصلها ضمير انحذف و"أَيٌّ" تستعمل موصولة، خلافا لأحمد بن يحيى في قوله: إنها لا تستعمل إلا شرطا أو استفهاما؛ وتكون بلفظ واحد في الإفراد والتذكير وفروعهما "كَمَا". وقال أبو موسى: إذا أريد بها المؤنث لحقتها التاء، وحكى ابن كيسان: إن أهل هذه اللغة يثنونها ويجمعونها "وَأُعْرِبَتْ" دون أخواتها "مَا لَمْ تُضَفْ وَصَدْرُ وَصْلِهَا ضَمِيْرٌ انْحَذَفْ" فإن أضيفت وحذف صدر صلتها بنيت على الضم، نحو: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ} 1 التقدير: أيهم هو أشد، وإن لم تضف، أو لم يحذف -نحو: أي قائم، وأي هو قائم، وأيهم هو قائم- أعربت، وقد سبق الكلام على سبب إعرابها في المبنيات. 100- وبعضهم أعرب مطلقا وفي ... ذا الحذف أيا غير أي يقتفي 101- إن يستطل وصل وإن لم يستطل ... فالحذف نزر وأبوا أن يختزل 102- إن صلح الباقي لوصل مكمل ... والحذف عندهم كثير منجلي 103- في عائد متصل إن انتصب ... بفعل أو وصف كمن نرجو يهب "وَبَعْضُهُمْ" أي: بعض النحاة، وهو الخليل ويونس ومن وافقهما "أَعْرَبَ" أيا "مُطْلَقا"، أي: وإن أضيفت وحذف صدر صلتها، وتأولا الآية: أما الخليل فجعلها

_ = المعنى: يقول: من يشكر الله على ما هو فيه فإنه يستحق رغد العيش. الإعراب: "من": اسم موصول في محل رفع مبتدأ. "لا": نافية. "يزال": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "شاكرا": خبر "لا يزال" منصوب. "على": حرف جر. "المعه": "أل" بمعنى "الذي" اسم موصول في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"شاكرا"، "معه": ظرف متعلق بمحذوف صلة "أل"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فهو": الفاء زائدة، "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "حر": خبر المبتدأ مرفوع. "بعيشة": جار ومجرور متعلقان بـ"حر"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ذات": نعت "عيشة" مجرور، وهو مضاف. "سعة": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن للوقف. وجملة: "لا يزال شاكرا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هو حر" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "المعه" حيث وصل "أل" بالظرف، وهذا شاذ. 1 مريم: 69.

استفهامية محكية بقول مقدر، والتقدير: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} الذي يقال فيه {أَيُّهُمْ أَشَدُّ} ، وأما يونس فجعلها استفهامية أيضا، لكنه حكم بتعليق الفعل قبلها عن العمل؛ لأن التعليق عنده غير مخصوص بأفعال القلوب، واحتج عليهما بقوله "من المتقارب": 110- إذَا مَا لَقِيتَ بَنِي مَالِكٍ ... فَسَلِّمْ عَلَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ بضم "أي"؛ لأن حروف الجر لا يضمر بينها وبين معمولها قول، ولا تعلق، وبهذا يبطل قول من زعم أن شرط بنائها أن لا تكون مجرورة، بل مرفوعة أو منصوبة، ذكر هذا الشرط ابن إياز، وقال: نص عليه النقيب في الأمالي؛ ويحتمل أن يريد بقوله: "وبعضهم إلى آخره" أن بعض العرب يعربها في الصور الأربع، وقد قرئ شاذا: "أيهم أشد" بالنصب على هذه اللغة. تنبيهان: الأول: لا تضاف "أي" لنكرة، خلافا لابن عصفور، ولا يعمل فيها إلا مستقبل متقدم، كما في الآية والبيت؛ وسئل الكسائي: لم لا يجوز: "أعجبني أيهم قام"؟ فقال: أي كذا خلقت. الثاني: تكون "أي" موصولة كما عرف، وشرطا نحو: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ

_ 110- التخريج: البيت لغسان بن وعلة في الدرر 1/ 272؛ وشرح التصريح 1/ 135؛ والمقاصد النحوية 1/ 436؛ وله أو لرجل من غسان في شرح شواهد المغني 1/ 236؛ ولغسان في الإنصاف 2/ 715؛ ولغسان أو لرجل من غسان في خزانة الأدب 6/ 16؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص158؛ وجواهر الأدب ص210؛ ورصف المباني ص197؛ وشرح ابن عقيل ص87؛ وشرح المفصل 3/ 147، 4/ 21، 7/ 87؛ ولسان العرب 14/ 59 "أيا"؛ ومغني اللبيب 1/ 78؛ وهمع الهوامع 1/ 84. الإعراب: "إذا": اسم شرط غير جازم مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بجوابه. "ما": زائدة "لقيت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل. "بني": مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "مالك": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "فسلم": الفاء رابطة لجواب الشرط، و"سلم": فعل أمر، وفاعله ... وجوبا "أنت". "على": حرف جر. "أيهم": اسم موصول مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بـ"سلم". "أفضل": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو أفضل". وجملة "إذا لقيت ... فسلم" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لقيت ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "سلم" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هو أفضل" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "على أيهم" حيث جاءت "أيهم" اسما موصولا مضافا، وصلتها محذوفة، تقديره: "أيهم هو أفضل". ولهذا بنيت على الضم. ويروى: "أيهم" معربة.

الْحُسْنَى} 1، واستفهاما، نحو: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ} 2، وصلة لنداء ما فيه "أل"، ونعتا لنكرة دالا على الكمال، نحو: "مررت برجل أي رجل"؛ وتقع حالا بعد المعرفة، نحو: "هذا زيد أي رجل"، ومنه قوله "من الطويل": 111- فأوْميَتُ إيمَاءً خَفِيا لِحَبْتَرٍ ... فَلِلَّهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أَيَّما فَتى "وَفِي ذَا الْحَذْفِ" المذكور في صلة "أي" -وهو حذف العائد إذا كان مبتدأ- "أَيًّا غَيْرُ أَي" من الموصولات "يَقْتِفِي" غير أي: مبتدأ، ويقتفي خبره، و"أيا": مفعول مقدم، وأصل التركيب: غير أي من الموصولات يقتفي أيا، أي: يتبعها في جواز حذف صدر الصلة "إِنْ يُسْتَطَلْ وَصْلٌ" نحو: "ما أنا بالذي قائل لك سوءا"، أي: بالذي هو قائل لك، ومنه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} 3 أي: هو في السماء إله "وَإِنْ لَمْ يُسْتَطَلْ" الوصل "فالحَذْفُ نَزْرٌ" لا يقاس عليه، وأجازه الكوفيون، ومنه قراءة يحيى بن يعمر: تماما على الذي {أَحْسَنُ} 4 وقراءة مالك بن دينار وابن السماك "ما بعوضةٌ"5 بالرفع، وقوله "من الطويل": 112- لا تَنْو إلاَّ الَّذِي خَيْرٌ فما شَقِيَت ... إلاَّ نُفوسُ الألَى لِلَشرِّ نَاوونا

_ 1 الإسراء: 110. 2 الأنعام: 81. 111- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص3؛ وتذكرة النحاة ص617؛ وخزانة الأدب 9/ 370، 371؛ والدرر 1/ 307؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 442؛ والكتاب 2/ 180؛ ولسان العرب 1/ 246 "ثوب"، 4/ 162 "حبتر"، 14/ 59 "أيا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 423. اللغة: أومأ: أشار. حبتر: اسم رجل. الإعراب: "فأوميت": الفاء بحسب ما قبلها، "أوميت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "إيماء": مفعول مطلق. "خفيا": نعت "إيماء" منصوب. "لحبتر": جار ومجرور متعلقان بـ"أومأ": "فلله": الفاء استئنافية، "لله": جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ. "عينا": مبتدأ مؤخر، وهو مضاف. "حبتر": مضاف إليه مجرور. "أيما": حال من "حبتر"، "ما": الزائدة، وهو مضاف. "فتى": مضاف إليه مجرور. وجملة: "أومأت" بحسب ما قبلها. وجملة: "لله عينا حبتر" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أيما فتى" حيث جاءت "أي" حالا. 3 الزخرف: 84. 4 الأنعام: 154. 5 البقرة: 26. 112- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.

وقوله "من البسيط": 113- مَنْ يُعْنَ بِالْحَمْدِ لا يَنْطِقْ بِمَا سَفه ... وَلا يَحدْ عَنْ سَبِيلِ الْمَجْدِ وَالكَرَم "وَأَبَوْا أَنْ يُخْتَزَلْ" العائد المذكور، أي: يقتطع ويحذف "إنْ صَلحَ الْبَاقِي" بعد حذفه "لِوَصْلٍ مُكْمِلِ" بأن كان ذلك الباقي بعد حذفه جملة أو شبهها؛ لأنه -والحالة هذه- لا

_ = اللغة: نوى: عزم. المعنى: يقول: لا تنو إلا فعل الخير، لأن نفوس الذين ينوون عمل الشر تتألم وتشقى من تبكيت الضمير وتأنيب الوجدان. الإعراب: لا: ناهية. تنو: فعل مضارع مجزوم بحذف الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". إلا: حرف استثناء. الذي: اسم موصول في محل نصب مفعول به. خير: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". فما: الفاء حرف استئناف، أو واقعة في جواب النهي، و"ما": نافية. شقيت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. إلا: حرف حصر. نفوس: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الألى: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. للشر: جار ومجرور متعلقان بـ"ناوون". ناوونا: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم". وجملة "لا تنو ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هو خير": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما شقيت": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "إلا الذي خير ... " حيث حذف عائد الموصول، وهو الضمير المقدر مع كونه مرفوعا على الابتداء. 113- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص160؛ والدرر 1/ 300؛ وشرح التصريح 1/ 144؛ والمقاصد النحوية 1/ 446؛ وهمع الهوامع 1/ 90. شرح المفردات: يعنى: يهتم. الحمد: الثناء. السفه: الجهل. يحد: يميل. المعنى: يقول: من يهتم بأن يكون محمود السيرة يبتعد عن النطق بالسفاهة ولا يحيد عن السير في السبل المؤدية إلى مكارم الأخلاق. الإعراب: "من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. "يعن": فعل مضارع للمجهول مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، ونائب فاعله ... "هو". "بالحمد": جار ومجرور متعلقان بـ"يعن". "لا": حرف جزم. "ينطق": فعل مضارع مجزوم، وهو جواب الشرط، وفاعله ... "هو". "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"ينطق". "سفه": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو سفه". "ولا": الواو: حرف عطف، و"لا": حرف نفي. "يحد": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ... "هو". "عن سبيل": جار ومجرور متعلقان بـ"يحد"، وهو مضاف. "المجد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. و"الكرم": الواو حرف عطف، و"الكرم": معطوف على "المجد" مجرور بالكسرة. وجملة: "من يعن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعن" في محل رفع خبر للمبتدأ "من". وجملة "لا ينطق ... " جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "هو سفه" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يحد ... " معطوفة على جملة "لا ينطق".

يدري أهناك محذوف أم لا، لعدم ما يدل عليه، ولا فرق في ذلك بين صلة "أي" وغيرها؛ فلا يجوز: "جاءني الذي يضرب"، أو "أبوه قائم"، أو "عندك" أو "في الدار"، على أن المراد: "هو يضرب"، أو "هو أبوه قائم"، أو "هو عندك"، أو "هو في الدار"، ولا "يعجبني أيهم يضرب"، أو "أبوه قائم"، أو "عندك"، أو "في الدار" كذلك؛ أما إذا كان الباقي غير صالح للوصل: بأن كان مفردا، أو خاليا عن العائد -نحو: {أَيُّهُمْ أَشَدُّ} 1، {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} 2- جاز كما عرفت؛ للعلم بالمحذوف. تنبيهان: الأول: ذكر غير الناظم لحذف العائد المبتدأ شروطا أخر: "أحدها" أن لا يكون معطوفا، نحو: "جاء الذي زيد وهو فاضلان". "ثانيها" أن لا يكون معطوفا عليه، نحو: "جاء الذي هو وزيد قائمان" نقل اشتراط هذا الشرط عن البصريين، لكن أجاز الفراء وابن السراج في هذا المثال حذفه. "ثالثها" أن لا يكون بعد "لولا" نحو: "جاء الذي هو لأكرمتك". الثاني: أفهم كلامه أن العائد إذا كان مرفوعا غير مبتدأ لا يجوز حذفه، فلا يجوز: "جاء اللذان قام"، ولا "اللذان جنَّ". "وَالْحَذْفُ عِنْدَهُمْ" أي: عند النحاة، أو العرب "كَثيرٌ مُنْجَلي في عائِدٍ مُتَّصِلٍ إِن انْتَصَبْ بِفِعْلٍ" تام "اوْ وَصْفٍ" هو غير صلة "أل": فالفعل "كَمَنْ نَرْجُو يَهَبْ" أي: نرجوه، أو {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} 3، أي: بعثه، و {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} 4 أي: عملته. والوصف كقوله "من البسيط": 114- ما اللَّهُ مُوَليكَ فَضْلٌ فاحمدَنْهُ بِهِ ... فَمَا لدَى غَيْرِهِ نَفْعٌ ولا ضَرَرُ

_ الشاهد: قوله: "بما سفه" حيث العائد إلى الاسم الموصول من جملة الصلة مع كون هذا العائد مرفوعا على الابتداء، ولم تطل الصلة، إذ لم تشتمل الصلة إلا على المبتدأ والخبر، تقديره: "بما هو سفه". 1 مريم: 69. 2 الزخرف: 84. 3 الفرقان: 41. 4 يس: 71. 114- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص161؛ وشرح التصريح 1/ 145؛ وشرح ابن عقيل ص90؛ والمقاصد النحوية 1/ 447. شرح المفردات: موليك: مانحك. الفضل: المنة. احمدنه: اشكرنه. المعنى: يقول: إن ما ينعم به الله عليك، إنما هو فضل منه يحتم عليك حمده، وليس لأحد غيره قدرة على النفع والضرر. =

أي الذي الله موليكه فضل، وخرج عن ذلك نحو: "جاء الذي إياه أكرمت"، و"جاء الذي إنه فاضل"، و"جاء الذي كأنه زيد"، و"الضاربها زيد هند"، فلا يجوز حذف العائد في هذه الأمثلة. وشذ قوله "من البسيط": 115- مَا الْمُسْتفِزُّ الهوَى مَحْمُودَ عَاقِبَةٍ ... وَلَوْ أُتِيحَ لَهُ صَفْوٌ بِلا كَدَرِ

_ = الإعراب: "ما": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. "الله": اسم الجلالة مبتدأ ثان مرفوع. "موليك": خبر المبتدأ الثاني، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله الأول، ومفعوله الثاني محذوف تقديره: "موليكه". "فضل": خبر للمبتدأ الأول مرفوع. "فاحمدنه": الفاء حرف استئناف، "احمدنه" فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ... وجوبا "أنت". "به": جار ومجرور متعلقان بـ"احمدن". "فما": الفاء حرف استئناف، و"ما": حرف نفي. "لدى": ظرف بمعنى "عند" في محل نصب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. "غيره": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. "نفع": مبتدأ مؤخر مرفوع. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "ضرر": معطوف على "نفع" مرفوع. وجملة: "ما الله ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "الله موليك" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "احمدنه ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما لدى غيره نفع" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "موليك" حيث حذف عائد الصلة، والتقدير: "ما الله موليكه". 115- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص161؛ والدرر 1/ 298؛ وشرح التصريح 1/ 146؛ والمقاصد النحوية 1/ 447؛ وهمع الهوامع 1/ 89. شرح المفردات: المستفز: الذي يجعلك تضطرب وتنزعج، واستفزه الهوى: استبد به. الهوى: ميل النفس إلى ما تشتهي. الكدر: الغم. المعنى: يقول: من يستبد به الهوى تكون عاقبته وخيمة، وإن بدت له الحياة صافية وخالية من الكدر. الإعراب: "ما": حرف نفي مهملة، أو عاملة عمل "ليس". "المستفز": مبتدأ باعتبار "ما" مهملة. أو اسم "ما" مرفوع. "الهوى": فاعل "المستفز" مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر. "محمود": "بالرفع" خبر المبتدأ مرفوع، "بالنصب" خبر "ما" العاملة عمل "ليس" منصوب، وهو مضاف. "عاقبة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ولو": الواو حالية، و"لو": حرف وصل وشرط غير جازم لا يحتاج إلى جواب. "أتيح": فعل ماض للمجهول. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"أتيح". "صفو": نائب فاعل مرفوع. "بلا كدر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "صفو". وجملة: "ما المستفز ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أتيح ... " في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "ما المستفز الهوى" حيث حذف عائد "أل" الموصولة لأنه دل عليه دليل والتقدير: "ما المستفزه الهوى".

وقوله "من الرجز": 116- فِي الْمُعْقِبِ الْبَغْيِ أهْلَ الْبَغْيِ مَا ... يَنْهَى امْرَأً حَازما إِنْ يَسْأَمَا وقوله: "من الطويل": 117- أَخٌ مُخْلِصٌ وَافٍ صَبُورٌ مُحَافِظٌ ... عَلَى الْوُدِّ والْعَهدِ الَّذِي كَانَ مَالِكُ أي: كأنه مالك.

_ 116- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص161؛ والمقاصد النحوية 1/ 470. اللغة: المعقب: الذي يخلف من كان قبله. البغي: الظلم: يسأم: يمل. المعنى: يقول: إن ما يصيب أهل البغي من جراء أعمالهم يكفي لمنع الحازم أن يتشبه بهم، ويشجعه على القيام بالعمل الصالح دون ملل. الإعراب: في المعقب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. البغي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أهل: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. البغي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ما: اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر. ينهى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". امرأ: مفعول به منصوب بالفتحة. حازما: نعت "امرأ": منصوب بالفتحة. أن: حرف نصب ومصدري. يسأما: فعل مضارع منصوب بالفتحة. والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "ما ينهى ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينهى": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن يسأما" في محل جر بحرف جر محذوف تقديره: "ينهى امرأ حازما عن السأم". الشاهد: قوله: "في المعقب" حيث حذف الضمير العائد من الصلة "هي المعقب" إلى الموصول مع أن الصلة صفة موصولها الألف واللام، وهذا شاذ. 117- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. الإعراب: أخ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". مخلص: نعت "أخ" أو خبر ثان. واف، صبور، محافظ: كلها أخبار للمبتدأ المحذوف أو نعوت لـ"أخ". على الود: جار ومجرور متعلقان بـ"حافظ". والعهد: "الواو": حرف عطف، "العهد": معطوف على "الود" مجرور. الذي: اسم موصول مبني في محل جر نعت "الود". كان: فعل ماض ناقص. مالك: اسم "كان" مرفوع بالضمة، وخبره محذوف. وجملة "هو أخ ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان مالك": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "العهد الذي كان مالك" حيث حذف العائد من جملة الصلة "كان مالك" إلى الموصول مع كون العائد منصوبا بفعل ناقص "كان" لأنه خبره.

تنبيهان: الأول: في عبارته أمور: "الأول" ظاهرها أن حذف المنصوب بالوصف كثير كالمنصوب بالفعل، وليس كذلك، ولعله إنما لم ينبه عليه للعلم بأصالة الفعل في ذلك وفرعية الوصف فيه، مع إرشاده إلى ذلك بتقديم الفعل وتأخير الوصف. "الثاني": ظاهرها أيضا التسوية بين الوصف الذي هو غير صلة "أل" والذي هو صلتها، ومذهب الجمهور أن منصوب صلة "أل" لا يجوز حذفه، وعبارة التسهيل: وقد يحذف منصوب صلة الألف واللام. "الثالث" شرط جواز حذف هذا العائد أن يكون متعينا للربط، قاله ابن عصفور، فإن لم يكن معينا لم يجز حذفه، نحو: "جاء الذي ضربته في داره". "الرابع" إنما لم يقيد الفعل بكونه تاما اكتفاء بالتمثيل كما هي عادته. الثاني: إذا حذف العائد المنصوب بشرطه ففي توكيده والعطف عليه خلاف: أجازه الأخفش والكسائي، ومنعه ابن السراج وأكثر المغاربة، واتفقوا على مجيء الحال منه إذا كانت متأخرة عنه، نحو: "هذه التي عانقت مجردة"، أي: عانقتها مجردة، فإن كانت الحال متقدمة -نحو: هذه التي مجردة عانقت- فأجازها ثعلب، ومنعها هشام. وهذا شروع في حكم حذف العائد المجرور، وهو على نوعين: مجرور بالإضافة، ومجرور بالحرف، وبدأ بالأول فقال: 104- كذاك حذف ما بوصف خفضا ... كأنت قاض بعد أمر من قضى 105- كذا الذي جر بما الموصول جر ... كـ"مر بالذي مررت فهو بر" "كَذَاكَ" أي: مثل حذف العائد المنصوب المذكور في جوازه وكثرته "حَذْفُ مَا بِوَصْفٍ" عامل "خُفِضَا كَأنْتَ قَاضٍ بَعْدَ" فعل "أَمْرٍ مِنْ قَضَا" قال تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} 1 أي: قاضيه، ومنه قوله "من الطويل": 118- وَيَصْغُرُ فِي عَيْنِيِ تِلاَدِي إذا انْثَنَتْ ... يَمِيني بِإدْرَاكِ الَّذِي كُنْتُ طَالِبَا

_ 1 طه: 72. 118- التخريج: البيت لسعد بن ناشب في تخليص الشواهد ص163؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص69؛ وخزانة الأدب 8/ 141، 142؛ والشعر والشعراء ص700؛ والمقاصد النحوية 1/ 471. =

أي: طالبه. أما المجرور بإضافة غير وصف -نحو: "جاء الذي وجهه حسن"- أو بإضافة وصف غير عامل -نحو: "جاء الذي أنا ضاربه أمس"- فلا يجوز حذفه. تنبيه: إنما لم يقيد الوصف بكونه اكتفاء بإرشاد المثال إليه. وَ"كَذَا" يجوز حذف العائد "الَّذِي جُرَّ" وليس عمدة؛ ولا محصوراً "بِمَا الْمَوْصُولَ جَرْ" من الحروف، مع اتحاد متعلقي الحرفين: لفظا، ومعنى "كَمُرَّ بِالَّذِي مَرَرْتُ فَهْوَ بَرْ" أي: مررت به، ومنه {وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} 1 أي: منه، وقوله "من البسيط": 119- لاَ تَرْكَنَنَّ إلى الأمْرِ الَّذِي رَكَنَتْ ... أَبْنَاءُ يَعْصُرَ حِينَ اضْطَرَّهَا الْقَدَرُ

_ = اللغة: التلاد: ما ينتجه المرء من مال وغيره. ويصغر في عيني تلادي: كناية عن عدم اهتمامه به. انثنت: رجعت وارتدت. المعنى: يقول: إن ما عنده من مال وغيره لا يساوي شيئا إذا ما قيس بما يسعى إليه من مجد وعظمة. الإعراب: ويصغر: "الواو": بحسب ما قبلها، "يصغر": فعل مضارع مرفوع بالضمة. في عيني: جار ومجرور متعلقان بـ"يصغر"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. تلادي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. انثنت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. يميني: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بإدراك: جار ومجرور متعلقان بـ"انثنت" وهو مضاف. الذي: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. كنت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كان". طالبا: خبر "كان" منصوب بالفتحة. وجملة "يصغر": بحسب ما قبلها. وجملة "انثنت": في محل جر بالإضافة. وجملة "كنت طالبا": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، تقديره: "الذي كنت طالبه" وهو مفعول به لاسم الفاعل "طالب". الشاهد فيه قوله: "الذي كنت طالبا" حيث حذف العائد من جملة الصلة "كنت طالبا". 1 المؤمنون: 33. 119- التخريج: البيت لكعب بن زهير في شرح التصريح 1/ 147؛ والمقاصد النحوية 1/ 449. شرح المفردات: ركن: اطمأن. يعصر: أبو قبيلة من باهلة. المعنى: يطلب الشاعر عدم الركون إلى أمر كان بنو يعصر قد اضطروا إلى الركون إليه. الإعراب: "لا": الناهية. "تركنن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون للوقاية، وفاعله ... وجوبا "أنت". "إلى الأمر": جار ومجرور متعلقان بـ"تركنن". "الذي": اسم موصول مبني في محل نعت "الأمر". "ركنت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "أبناء": فاعل مرفوع، وهو مضاف "يعصر": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل. "حين": ظرف زمان =

أي: ركنت إليه، وقوله "من الطويل": 120- لَقَدْ كُنْتَ تُخْفِي حُبَّ سَمْرَاءَ حِقْبَةً ... فَبُحْ لاَنَ مِنْهَا بِالَّذِي أَنْتَ بَائِحُ أي: بائح به. وخرج عن ذلك، نحو: "جاء الذي مررت به"، و"مررت بالذي ما مررت إلا به"، ومررت بالذي ما مررت إلا به، و"رغبت في الذي رغبت عنه"، و"حللت في الذي حللت به"، و"مررت بالذي مررت به" -تعني بإحدى الباءين للسببية والأخرى الإلصاق- و"زهدت في الذي رغبت فيه"، و"سررت بالذي فرحت به"، و"وقفت على الذي وقفت عليه" -تعني بأحد الفعلين الوقف والآخر الوقوف-، فلا يجوز حذف العائد في هذه

_ = منصوب متعلق بـ"ركن"، وهو مضاف. "اضطرها": فعل ماض، و"ها": في محل نصب مفعول به. "القدر": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة: "لا تركنن ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ركنت ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "اضطرها القدر" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "لا تركنن إلى الأمر الذي ركنت أبناء يعصر" حيث حذف العائد من جملة الصلة إلى الموصول، لكون ذلك العائد مجرورا بحرف جر مماثل للحرف الذي جر الموصوف بالموصول في اللفظ والمعنى. 120- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص298؛ والمقاصد النحوية 1/ 478؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 56، 5/ 67؛ وتذكرة النحاة ص31؛ والخصائص 3/ 35؛ وشرح التصريح 1/ 147؛ ولسان العرب 13/ 42 "أين". اللغة: الحقبة: المدة من الزمن. بح: أعلن، أظهر. لان: أي الآن. المعنى: يقول: لقد كنت تخفي حبك لسمراء مدة طويلة، فأظهر الآن ما كنت تكتمه من شوق إليها. الإعراب: "لقد" اللام موطئة للقسم. "قد": حرف تحقيق. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان". "تخفي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره "أنت". "حب": مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. "سمراء": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف على وزن "فعلاء". "حقبة": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"تخفي". "فبح": الفاء حرف استئناف، "بح": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "لان": ظرف زمان متعلق بـ"بح". "منها": جار ومجرور متعلقان بـ"بح". "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "بائح": خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة: "كنت تختفي" بحسب ما قبلها. وجملة "تختفي" في محل نصب خبر "كان". وجملة "بح" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنت بائح" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "بالذي أنت بائح" حيث حذف العائد لكونه مجرورا بمثل ما جر به الذي، والتقدير "بالذي أنت بائح به".

الأمثلة، وأما قول حاتم "من الوافر": 121- وَمِنْ حَسَدٍ يَجُورُ عَلَيَّ قَومِي ... وَأَيُّ الدَّهْرِ ذُو لَمْ يَحْسُدُونِي أي: فيه، وقول الآخر "من الطويل": 122- وَإنَّ لِسَانِي شهدةٌ يُشْتَفَى بِهَا ... وهُوَّ عَلَى مَنْ صَبَّهُ اللَّهُ عَلْقمُ

_ 121- التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص276؛ وتخليص الشواهد ص164؛ وشرح التصريح 1/ 147؛ والمقاصد النحوية 1/ 451. شرح المفردات: يجور: يظلم. ذو: الذي. المعنى: يقول: إن قومه يظلمونه بسبب الحسد الذي ألهب صدورهم منذ زمن بعيد. الإعراب: "ومن حسد": الواو بحسب ما قبلها، "من حسد": جار ومجرور متعلقان بـ"يجور". "يجور": فعل مضارع مرفوع. "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"يجور". "قومي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "وأي": الواو استئنافية، و"أي": اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف. "الدهر": مضاف إليه مجرور. "ذو": اسم موصول بمعنى "الذي" مبني في محل رفع خبر المبتدأ "أي". "لم": حرف جزم. "يحسدوني": فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو: فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. وجملة: "يجور ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "أي الدهر ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب، وجملة: "لم يحسدوني" صلة الموصولة لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ذو لم يحسدوني" حيث حذف العائد المجرور بالحرف، واسم الموصول غير مخفوض بمثل ذلك الحرف. والتقدير: "الذي لم يحسدوني فيه" وهذا الحذف ضرورة. 122- التخريج: البيت لرجل من همدان في شرح التصريح 1/ 148؛ والمقاصد النحوية 1/ 451؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص165؛ والجنى الداني ص474؛ وخزانة الأدب 5/ 266؛ والدرر 1/ 193، 6/ 239؛ وشرح شواهد المغني 2/ 842؛ وشرح المفصل 3/ 96؛ ولسان العرب 15/ 478 "ها"؛ ومغني اللبيب 2/ 434؛ وهمع الهوامع 1/ 61، 2/ 157. شرح المفردات: الشهدة: العسل في شمعه. العلقم: الشديد المرارة. المعنى: يقول: إن لسانه كالشهد عين يمدح، وكالعلقم إذا غضب الله على امرئ وسلطه عليه. الإعراب. "وإن": الواو بحسب ما قبلها، و"إن": حرف مشبه بالفعل. "لساني": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، والياء مضاف إليه. "شهدة": خبر "إن" مرفوع. "يشتفى": فعل مضارع للمجهول. "بها" جار ومجرور متعلقان بـ"يشتفى" على أنهما نائب فاعل. و"هو": الواو حرف عطف، "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "على من": جار ومجرور متعلقان بـ"علقم"، أو بمحذوف نعت "علقم". "صبه": فعل ماض، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "الله": اسم الجلالة فاعل مرفوع. "علقم": خبر المبتدأ مرفوع. =

أي: عليه -فشاذان. وحكم الموصوف بالموصول في ذلك حكم الموصول، كما في قوله "من البسيط": لاَ تَرْكَنَنَّ إلَى الأَمْرِ الَّذِي رَكَنَتْ1 وقد أعطى الناظم ما أشرت إليه من القيود بالتمثيل. تنبيهان: الأول: حذف العائد المنصوب هو الأصل، وحمل المجرور عليه؛ لأن كلا منهما فضلة، واختلف في المحذوف من الجار والمجرور أولا، فقال الكسائي: حذف الجار أولا ثم حذف العائد، وقال غيره: حذفا معا، وجوّز سيبويه والأخفش الأمرين, اهـ. "حذف الموصول وإبقاء صلته": الثاني: قد يحذف ما علم من موصول غير "أل"، ومن صلة غيرها؛ فالأول كقوله "من الوافر": 123- أَمَنْ يَهْجُوْ رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ ... وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ

_ = وجملة: "إن لساني شهدة" بحسب ما قبلها. وجملة: "يشتفى بها" في محل رفع نعت "شهدة". وجملة: "هو علقم" معطوفة على جملة "إن لساني ... ". وجملة: "صبه الله" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "وهو على من صبه" حيث حذف العائد إلى الموصول من جملة الصلة، وهو ضمير مجرور محلا بحرف جر محذوف تقديره: "وهو على من صبه عليه". 1 تقدم بالرقم 119. 123- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص76؛ وتذكرة النحاة ص70؛ والدرر 1/ 296؛ والمقتضب 2/ 137؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 88. المعنى: لا يستوي من يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يشتمه ويسيء إليه، بل هما متباينان، لأن من يمدحه يستحق المئوية والأجر، ومن يشتمه فقد باء بالخطيئة والوزر. الإعراب: يروى البيت "أمن يهجو ... ". أمن: "أ": حرف استفهام، "من": اسم موصول في محل رفع مبتدأ. يهجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره هو. رسول: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف. الله: لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. منكم: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة لفاعل يهجو والميم للجماعة. ويمدحه: "الواو": عاطفة، "يمدحه": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وينصره: "الواو": عاطفة، "ينصره": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة و"الهاء": ضمير متصل في محل =

والثاني كقوله "من مجزوء الكامل": نَحْنُ الأُلَى فَاجْمَعْ جُمُو ... عَكَ ثُمَّ وَجِّهْهُمْ إِلَيْنَا1 وقد تقدم هذا الثاني. "الموصول الحرفي": خاتمة: الموصول الحرفي: كل حرف أول مع صلته بمصدر، وذلك ستة: أن، وأن، وما، وكي، ولو، والذي، نحو: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا} 2، {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} 3، {بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} 4، {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} 5، {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ} 6، {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} 7.

_ = نصب مفعول به و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هو. سواء: خبر مرفوع للمبتدأ "من" مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "أمن يهجو رسول الله ... سواء": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يهجو": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "يمدحه": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "ينصره": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: ويمدحه فقد حذف الاسم الموصول للدلالة عليه، ولعدم ضرورة التكرار بالعطف، والتقدير "ومن يمدحه". 1 تقدم بالرقم 100. 2 العنكبوت: 51. 3 البقرة: 184. 4 ص: 26. 5 الأحزاب: 37. 6 البقرة: 96. 7 التوبة: 69.

المعرف بأداة التعريف

الْمُعَرَّفُ بِأَدَاةِ الْتَّعرِيفِ: "الخلاف بين سيبويه والخليل في حرف التعريف، وأدلة المذهبين": 106- أل حرف تعريف أو اللام فقط ... فنمط عرفت قل فيه "النمط" "أَلْ" بجملتها "حَرْفُ تَعْرِيفٍ" كما هو مذهب الخليل وسيبويه، على ما نقله عنه في التسهيل وشرحه "أَوْ اللاَّمُ فَقَطْ" كما هو مذهب بعض النحاة، ونقله في شرح الكافية عن سيبويه "فَنَمَطٌ عَرَّفْتَ قُلْ فِيهِ النَّمَطْ" فالهمزة على الأول -عند الأول- همزة قطع أصلية، وصلت لكثرة الاستعمال، وعند الثاني زائدة معتد بها في الوضع، وعلى الثاني همزة وصل زائدة لا مدخل لها في التعريف، وقول الأول أقرب، لسلامته من دعوى الزيادة فيما لا أهلية فيه للزيادة، وهو الحرف، وللزوم فتح همزته، وهمزة الوصل مكسورة وإن فتحت فلعارض كهمزة "أيمن الله"، فإنها فتحت لئلا ينتقل من كسر إلى ضم دون حاجز حصين، وللوقف عليها في التذكر، وإعادتها بكمالها حيث اضطر إلى ذلك، كقوله "من الرمل": 124- يَا خَلِيْلَيَّ ارْبَعَا وَاسْتَخْبِرَا الْـ ... ـمَنْزِلَ الْدَّارِسَ عَنْ حي حِلاَلِ مِثْلَ سَحْقِ الْبُرْدِ عَفَّى بَعْدَكَ الْـ ... ـقَطْرُ مَغْنَاهُ وَتَأْوِيبُ الْشَّمَالِ

_ 124- التخريج: البيتان لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص120؛ وخزانة الأدب 7/ 198، 5/ 207؛ والخصائص 2/ 255؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 333؛ وشرح المفصل 9/ 17؛ والمقاصد النحوية 1/ 511؛ وبلا نسبة في المنصف 1/ 66. اللغة: الخليل: الصديق الصدوق. اربعا: أقيما، قفا. الحلال: المقيم فيه. السحق: الثوب البالي. =

وكقوله "من الرجز": 125- دَعْ ذَا وَعَجِّلْ ذَا وَأَلحِقْنَا بِذَا الْ ... بالشَّحْمِ إِنَّا قَدْ مَلِلْنَاهُ بَجَلْ

_ = البرد: الثوب المخطط. عفى: محا. القطر الماء أو المطر. المغني: المنزل. تأويب: رجوع. الشمال: الريح الشمالية. المعنى: يخاطب الشاعر خليليه مستوقفا إياهما لاستخبار منزل أحبته الدارس والذي طمسته الرياح فأضحى كالثوب البالي. الإعراب: يا: حرف نداء. خليلي: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. اربعا: فعل أمر مبني على حذف النون، و"الألف": ضمير في محل رفع فاعل. واستخبرا: "الواو": حرف عطف، "استخبرا": معطوف على "اربعا" وتعرب إعرابها. المنزل: مفعول به منصوب بالفتحة. الدارس: نعت "المنزل" منصوب بالفتحة. عن حي: جار ومجرور متعلقان بـ"استخبرا". حلال: نعت "حي" مجرور بالكسرة. مثل: حال منصوب، وهو مضاف. سحق: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. البرد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عفى: فعل ماض. بعدك: ظرف مكان متعلق بـ"عفى"، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. القطر: فاعل مرفوع بالضمة. مغناه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وتأويب: "الواو": حرف عطف, "تأويب": معطوف على "القطر" مرفوع، وهو مضاف. الشمال: مضاف إليه مجرور. وجملة "يا خليلي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اربعا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "استخبرا": معطوفة على جملة "اربعا". الشاهد: قوله: "المنزل ... القطر" حيث فصلت "أل" التعريف عن المعرف في أول كلا الشطرين، وهذا دليل، بحسب رأي سيبويه، على أن التعريف هو "أل" وليس اللام وحدها. 125- التخريج: الرجز لغيلان بن حريث في الدرر 1/ 245؛ والكتاب 4/ 147؛ والمقاصد النحوية 1/ 510؛ ولحكيم بن معية في شرح أبيات سيبويه 2/ 369؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص41، 70، 153؛ والكتاب 3/ 325؛ واللامات ص41؛ ولسان العرب 15/ 6 "طرا"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص121؛ والمقتضب 1/ 84، 2/ 94؛ والمنصف 1/ 66؛ وهمع الهوامع 1/ 79. اللغة: بجل: حسب، يكفي. الإعراب: دع: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". ذا: اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به. وعجل ذا": تعرب إعراب: "دع ذا". وألحقنا: "الواو": حرف عطف، "ألحقنا": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت"، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. بذا: جار ومجرور متعلقان بـ"ألحق". بالشحم: جار ومجرور بدل من سابقه. إنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". قد: حرف تحقيق. مللناه: فعل ماض، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. بجل: اسم فاعل مضارع بمعنى "يكفي"، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "دع": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عجل": معطوفة على سابقتها. وجملة =

ودليل الثاني شيئان: الأول: هو أن المعرف يمتزج بالكلمة حتى يصير كأحد أجزائها، ألا ترى أن العامل يتخطاه، ولو أنه على حرفين لما تخطاه؟ وأن قولك: "رجل" و"الرجل" في قافيتين لا يعد إيطاء، ولو أنه ثنائي لقام بنفسه. الثاني: أن التعريف ضد التنكير، وعلم التنكير حرف أحادي، وهو التنوين، فليكن مقابله كذلك. وفيهما نظر؛ وذلك لأن العامل يتخطى "ها" التنبيه في قولك: "مررت بهذا" وهو على حرفين، وأيضا فهو لا يقوم بنفسه، و"لا" الجنسية من علامات التنكير وهي على حرفين، فهلا حمل المعرف عليها؟ "أنواع أل التعريف": واعلم أن اسم الجنس الداخل عليه أداة التعريف قد يشار به إلى نفس حقيقته الحاضرة في الذهن، من غير اعتبار لشيء مما صدق عليه من الأفراد، نحو: "الرجل خير من المرأة" فالأداة في هذا لتعريف الجنس، ومدخولها في معنى علم الجنس. وقد يشار به إلى حصة مما صدق عليه من الأفراد معينة في الخارج، لتقدم ذكرها في اللفظ صريحا أو كناية، نحو: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} 1 فالذكر تقدم ذكره في اللفظ مكنيا عنه بما في قولها: {نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} 2 فإن ذلك كان خاصا بالذكور، والأنثى تقدم ذكرها صريحا في قولها: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} 3، أو لحضور معناها في علم المخاطب، نحو: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} 4، أو حسه، نحو: "القرطاس" لمن فوق سهما، فالأداة لتعريف العهد الخارجي، ومدخولها في معنى علم الشخص. وقد يشار به إلى حصة غير معينة في الخارج، بل في الذهن، نحو قولك: "ادخل السوق" حيث لا عهد بينك وبين مخاطبك في الخارج، ومنه: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} 5

_ = "ألحقنا": معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "إنا قد مللناه": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مللناه": في محل رفع خبر "إن". الشاهد: قول: "بذال" حيث فصل "أل" التعريف عن المعرف عند اضطراره إلى ذلك لإقامة الوزن ثم أعادها فيما بعد مع حرف الجر "بالشحم"، وهذا دليل بحسب سيبويه أن أداة التعريف هي "أل" لا اللام وحدها. 1 آل عمران: 36. 2 آل عمران: 35. 3 آل عمرن: 36. 4 التوبة: 40. 5 يوسف: 13.

والأداة فيه لتعريف العهد الذهني، ومدخولها في معنى النكرة، ولهذا نعت بالجملة في قوله "من الكامل": 126- وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيْمِ يَسُبُّنِي ... "فمضيت ثمت قلت لا يعنيني" وقد يشار به إلى جميع الأفراد على سبيل الشمول: إما حقيقة، نحو: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} 1، أو مجازا، نحو: "أنت الرجل علما وأدبا"، فالأداة في الأول لاستغراق أفراد الجنس ولهذا صح الاستثناء منه، وفي الثاني لاستغراق خصائصه مبالغة، ومدخول الأداة في ذلك في معنى نكرة دخل عليها "كل".

_ 126- التخريج: البيت لرجل من سلول في الدرر 1/ 78؛ وشرح التصريح 2/ 11؛ وشرح شواهد المغني 1/ 310؛ والكتاب 3/ 24؛ والمقاصد النحوية 4/ 58؛ ولشمر بن عمرو الحنفي في الأصمعيات ص126؛ ولعميرة بن جابر الحنفي في حماسة البحتري ص171؛ وبلا نسبة في الأزهية ص263؛ والأشباه والنظائر 3/ 90؛ والأضداد ص132؛ وأمالي ابن الحاجب ص631؛ وجواهر الأدب ص307؛ وخزانة الأدب 1/ 357، 358، 3/ 201، 4/ 207، 208، 5/ 23، 503، 7/ 197، 9/ 197، 9/ 119، 383؛ والخصائص 2/ 338، 3/ 330؛ والدرر 6/ 154؛ وشرح شواهد الإيضاح ص221؛ وشرح شواهد المغني 2/ 841؛ وشرح ابن عقيل ص475؛ والصاحبي في فقه اللغة ص219؛ ولسان العرب 12/ 781 "ثم"، 15/ 296 "منن"، ومغني اللبيب 1/ 102، 2/ 429، 465؛ وهمع الهوامع 1/ 9، 2/ 140. شرح المفردات: اللئيم: الدنيء، الخسيس. يعنيني: يقصدني. الإعراب: "ولقد": الواو بحسب ما قبلها، واللام رابطة جواب القسم، و"قد" للتحقيق. "أمر": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ... وجوبا "أنا". "على اللئيم": جار ومجرور متعلقان بـ"أمر". "يسبني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، وفاعله ... جوازا "هو". "فمضيت": الفاء حرف عطف، "مضيت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ثمت": حرف عطف، والتاء للتأنيث. "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "لا": حرف نفي. "يعنيني": فعل مضارع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. وفاعله ... جوازا تقديره: "هو". وجملة: "يسبني" في محل جر نعت "اللئيم". وجملة: "مضيت" معطوفة على جملة "أمر"، فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قلت" معطوفة لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يعنيني" في محل نصب مفعول به. الشاهد: قوله: "على اللئيم يسبني" حيث جاءت جملة "يسبني" نعتا للمعرفة "اللئيم" والذي سوغ ذلك هو أن "أل" جنسية، فالمنعوت نكرة معنى لا لفظا. وأجاز ابن مالك أن تكون الجملة حالا. وفي البيت شاهد آخر للنحاة، وهو تعين الفعل المضارع للمضي إذا عطف الفعل الماضي عليه. 1 العصر: 2.

"أل الزائدة": 107- وقد تزاد لازما كالات ... والآن والذين ثم اللات 108- ولا ضطرار كبنات الأوبر ... كذا "وطبت النفس يا قيس" السري "وَقَدْ تُزادُ" "أل" كما يزاد غيرها من الحروف؛ فتصحب معرفا بغيرها، وباقيا على تنكيره؛ وتزاد "لاَزِما"، وغير لازم؛ فاللازم في ألفاظ محفوظة، وهي الأعلام التي قارنت "أل" وضعها "كَالَّلاتِ" والعزى، على صنمين، والسموءل، واليسع، علمي رجلين "وَ" الإشارة، نحو: "الآنَ" للزمن الحاضر، بناء على أنه معرف بما تعرفت به أسماء الإشارة لتضمنه معناها، فإنه جعل في التسهيل ذلك علة بنائه، وهو قول الزجاج، أو أنه متضمن معنى أداة التعريف؛ ولذلك بني، لكنه رده في شرح التسهيل، أما على القول بأن الأداة فيه لتعريف الحضور فلا تكون زائدة "وَالَّذِينَ ثُم اللاَّتِي" وبقية الموصولات مما فيه "أل"، بناء على أن الموصول يتعرف بصلته، وذهب قوم إلى أن تعريف الموصول بـ"أل" إن كانت فيه، نحو "الذي"، وإلا فبنيتها، نحو: "من" و"ما" إلا "أيا" فإنها تتعرف بالإضافة، فعلى هذا لا تكون "أل" زائدة. وغير اللازم على ضربين: اضطراري، وغيره، وقد أشار إلى الأول بقوله: "وَلاِضْطِرَارٍ" أي: في الشعر "كَبَنَاتِ الأَوبَرِ" في قوله "من الكامل": 127- وَلَقَدْ جَنيْتُك أَكْمُؤا وَعَسَاقِلا ... وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَاتِ الأَوْبَرِ

_ 127- التخريج: البيت بلا نسبة في الاشتقاق ص402؛ والإنصاف 1/ 319؛ وتخليص الشواهد ص167؛ وجمهرة اللغة ص331؛ والخصائص 3/ 58؛ ورصف المباني ص78؛ وسر صناعة الإعراب ص366؛ وشرح التصريح 1/ 151؛ وشرح شواهد المغني 1/ 166؛ وشرح ابن عقيل ص96؛ ولسان العرب 2/ 21 "جوت"، 4/ 170 "حجر"، 4/ 385 "سور"، 4/ 622 "عير"، 5/ 271 "وبر"، 6/ 271 "جحش"، 11/ 7 "أبل"، 11/ 159 "حفل"، 11/ 448 "عسقل"، 12/ 18 "اسم"، 14/ 155 "جنى"، 15/ 309 "نجا"؛ والمحتسب 2/ 224؛ ومغني اللبيب 1/ 52، 220؛ والمقاصد النحوية 1/ 498؛ والمقتضب 4/ 48؛ والمنصف 3/ 134. شرح المفردات: جنى الثمرة: قطفها من الشجرة. الأكمؤ: ج الكمأة، وهي نوع من الفطر، يعرف أيضا بـ"شحم الأرض" أو "جدري الأرض" يؤكل مشويا أو مطبوخا. العساقل: ج العسقول، وهو نوع من الكمأة. بنات الأوبر: نوع من الكمأة صغار فيها شعر صغير، بلون التراب، رديئة الطعم تشبه اللفت. الإعراب: "ولقد": الواو بحسب ما قبلها، واللام موطئة للقسم، "قد": حرف تحقيق. "جنيتك": =

أراد "بنات أوبر"؛ لأنه علم على ضرب من الكمأة رديء، كما نص عليه سيبويه، وزعم المبرد أن "بنات أوبر" ليس بعلم، فـ"أل" عنده غير زائدة، بل معرفة و"كَذَا" من الاضطراري زيادتها في التمييز، نحو: "وطِبْتَ النَّفْسَ يَا قَيْسُ السَّرِي" في قوله "من الطويل": 128- رَأَيْتُكَ لَمَّا أَنْ عَرَفْتَ وُجُوهَنَا ... صَدَدْتَ وَطِبْتَ النَّفْس يَا قَيْسُ عَنْ عَمْرِو أراد "طبت نفسا"؛ لأن التمييز واجب التنكير، خلافا للكوفيين. وأشار إلى الثاني بقوله:

_ = فعل ماض والتاء فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به. "اكمؤا": مفعول به ثان منصوب. "وعساقلا": الواو: حرف عطف، "عساقلا": معطوف على "أكمؤا": منصوب مثله بالفتحة: "ولقد": الواو حرف عطف، واللام موطئة للقسم. "قد": حرف تحقيق. "نهيتك": فعل ماض، والتاء فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به. "عن بنات": جار ومجرور متعلقان بـ"نهيتك" وهو مضاف. "الأوبر": مضاف إليه مجرور. الشاهد: قوله: "بنات الأوبر" حيث زاد "أل" على العلم مضطرا، لأن "بنات أوبر" علم على نوع من الكمأة رديء. والعلم لا تدخله "أل" فرارا من اجتماع معرفين: العلمية و"أل"، فزادها هنا للضرورة. 128- التخريج: البيت لرشيد بن شهاب في الدرر 1/ 249؛ وشرح اختيارات المفضل ص1325؛ وشرح التصريح 1/ 151، 394؛ والمقاصد النحوية 1/ 502، 3/ 225؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص168؛ والجنى الداني ص198؛ وجواهر الأدب ص319؛ وشرح ابن عقيل ص96؛ وشرح عمدة الحافظ ص153، 479؛ وهمع الهوامع 1/ 80، 252. شرح المفردات: صددت: أعرضت. طبت النفس: انشرحت. قيس: هو قيس بن مسعود اليشكري. عمرو: صديق قيس. المعنى: يقول هاجيا قيس بن مسعود الذي فر عن صديقه عمرو لما رأى الوقع نازلا برجاله، راضيا بالهزيمة والنجاة. الإعراب: "رأيتك": فعل ماض، والتاء فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به. "لما": ظرف زمان متعلق بـ"رأى". "أن": زائدة. "عرفت": فعل ماض، والتاء فاعل. "وجوهنا" مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"نا": في محل جر بالإضافة. "صددت": فعل ماض، والتاء فاعل، وهو جواب "لما". "وطبت": الواو: حرف عطف، "طبت": فعل ماض، والتاء فاعل. "النفس": تمييز منصوب. "يا": حرف نداء. "قيس": منادى مبني في محل نصب. "عن عمرو": جار ومجرور متعلقان بـ"صددت". وجملة: "رأيتك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لما عرفت صددت" الشرطية في محل نصب حال من الكاف في "رأيتك". وجملة "عرفت" في محل جر بالإضافة. وجملة "صددت" جواب شرط =

109- وبعض الاعلام عليه دخلا ... للمح ما قد كان عنه نقلا 110- كالفضل والحارث والنعمان ... فذكر ذا وحذفه سيان "وَبَعْضُ الأَعْلاَمِ" أي: المنقولة "عَلَيْهِ دَخَلاَ لِلمْحِ مَا قَدْ كَانَ" ذلك البعض "عَنْهُ نُقِلاَ" مما يقبل "أل": من مصدر "كَالْفَضْلِ، وَ" صفة، مثل "الْحَارِثِ"، واسم عين، مثل "النُّعْمَان" وهو في الأصل اسم من أسماء الدم؛ وأفهم قوله: "وبعض الاعلام" أن جميع الأعلام المنقولة مما يقبل "أل" لا يثبت له ذلك، وهو كذلك، فلا تدخل على نحو: "محمد" و"صالح"، و"معروف"؛ إذ الباب سماعي؛ وخرج عن ذلك غير المنقول: كسعاد، وأدد، والمنقول عما لا يقبل "أل": كيزيد، ويشكر، فأما قوله "من الطويل": رَأَيْتُ الْوَلِيدَ بْنَ الْيَزِيدِ مُبَارَكا1 فضرورة سهلها تقدم ذكر الوليد؛ ثم قوله: "للمح" أراد أن جواز دخول "أل" على هذه الأعلام مسبب عن لمح الأصل -أي: ينتقل النظر من العلمية إلى الأصل فيدخل "أل"- "فَذِكْرُ" أل "ذَا" حينئذٍ "وَحَذْفُهُ سِيَّانِ"؛ إذ لا فائدة مترتبة على ذكره، وإن أراد أن دخول "أل" سبب للمح الأصلِ فليسا بسيين، لما يترتب على ذكره من الفائدة، وهو لمح الأصل، نعم، هما سيان من حيث عدم إفادة التعريف، فليحمل كلامه عليه، قال الخليل: دخلت "أل" في الحارث والقاسم والعباس والضحاك والحسن والحسين لتجعله الشيء بعينه. تنبيه: في تمثيله بالنعمان نظر؛ لأنه مثل به في شرح التسهيل لما قارنت الأداة فيه نقله، وعلى هذا فالأداة فيه لازمة، والتي للمح الأصل ليست لازمة. 111- وقد يصير علما بالغلبه ... مضاف أو مصحوب أل كالعقبه 112- وحذف أل ذي إن تناد أو تضف ... أوجب وفي غيرهما قد تنحذف "وَقَدْ يَصِيرُ عَلَما" على بعض مسمياته "بِالْغَلَبَهْ" عليه "مُضَافٌ": كابن عباس، وابن

_ = غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة المنادى معترضة لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "طبت النفس" حيث ذكر التمييز معرفا بـ"أل" التعريف، وكان حقه أن يكون نكرة، وإنما زاد الألف واللام الضرورة. 1 تقدم بالرقم 35.

عمر، وابن الزبير، وابن مسعود، فإنه غلب على العبادلة حتى صار علما عليهم دون من عداهم من إخوتهم "أَوْ مَصْحُوبُ أَلْ" العهدية: "كَالْعَقَبَهْ" والمدينة، والكتاب، والصعق، والنجم: لعقبة أيلي، ومدينة طيبة، وكتاب سيبويه، وخويلد بن نفيل، والثريا "وَحَذْفَ أَلْ ذِي" الأخيرة "إِنْ تُنَادِ" مدخولها "أَوْ تُضَفْ أَوْجِبْ"؛ لأن أصلها المعرفة، فلم تكن بمنزلة الحرف الأصلي اللازم أبدا، كما هي في نحو اليسع، كما تقدم، فتقول: "يا صعق" و"يا أخطل"، و"هذه عقبة أيلي"، و"مدينة طيبة"، ومنه "من الوافر": 129- "ألا أبلغ بني خلف رسولا" ... أَحَقّا أَنَّ أخْطَلَكُمْ هَجَانِي والأخطل: من يهجو ويفحش، وغلب على الشاعر المعروف حتى صار علما عليه دون غيره، وتقول: "أعشى تغلب"، "ونابغة ذبيان" "وَفِي غَيْرِهِمَا" أي: في غير النداء والإضافة "قَدْ تَنْحَذِفْ" سمع "هذا عيوق طالعا"، و"هذا يوم اثنين مباركا فيه". تنبيهان: الأول: المضاف في أعلام الغلبة كابن عباس لا ينزع عن الإضافة بنداء ولا غيره؛ إذ لا يعرض في استعماله ما يدعو إلى ذلك. الثاني: كما يعرض في العلم بالغلبة الاشتراك فيضاف طلبا للتخصيص كما سبق،

_ 129- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص164؛ وتخليص الشواهد ص176؛ وخزانة الأدب 10/ 273، 277؛ والدرر 1/ 227؛ والكتاب 3/ 137؛ والمقاصد النحوية 1/ 504؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص353؛ وهمع الهوامع 1/ 72. اللغة: بنو خلف: قوم الأخطل من بني تغلب. الرسول: أي الرسالة. الإعراب: ألا: حرف استفتاح. أبلغ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". بني: مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. خلف: مضاف إليه مجرور بالكسرة. رسولا: مفعول به ثان منصوب. أحقا: "الهمزة": للاستفهام الإنكاري، "حقا": منصوب على الظرفية: أن: حرف مشبه بالفعل. أخطلكم: اسم "أن" منصوب وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. هجاني: فعل ماض، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "ألا أبلغ ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هجاني": في محل رفع خبر "إن". والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ مؤخر، أو فاعل للظرف. الشاهد: قوله: "أخطلكم" حيث حذف "أل" التعريف لإضافته إلى الضمير، والأصل: "الأخطل".

"تعريف العدد": خاتمة: عادة النحويين أنهم يذكرون هنا تعريف العدد، فإذا كان العدد مضافا وأردت تعريفه عرفت الآخر، وهو المضاف إليه، فيصير الأول مضافا إليه إلى معرفة؛ فتقول: "ثلاثة الأثواب"، و"مائة الدرهم"، و"ألف الدينار"؛ ومنه قوله "من الكامل": 132- مَا زَالَ مُذْ عَقَدَتْ يَدَاهْ إزَارَهُ ... فَسَمَا فَأَدْرَكَ خَمْسَةَ الأَشْبَارِ

_ = فاعل. "لنا": جار ومجرور متعلقان بـ"قلن". "ليلاي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "منكن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "أم": حرف عطف. "ليلى": مبتدأ مرفوع. "من البشر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. وجملة " ... بالله" ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "قلن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ليلاي منكن" في محل نصب مفعول به. وجملة: "ليلى من البشر" معطوفة على جملة "ليلاي منكن". والشاهد فيه قوله: "ليلاي" حيث أضاف العلم لأنه مشترك بين عدة مسميات، فأشبه النكرة. وفي البيت شاهدان آخران أولهما قوله: "ظبيات" حيث فتح عين الكلمة، وهي الباء، تبعا لفائها وهي الظاء. وثانيهما حذف همزة الاستفهام قبل المبتدأ والخبر، والأصل: "أليلاي" بدليل وقوع "أم" المتصلة بعدها. 132- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 305؛ والأشباه والنظائر 5/ 123؛ والجنى الداني ص504؛ وجواهر الأدب ص317؛ وخزانة الأدب 1/ 212؛ والدرر 3/ 140؛ وشرح التصريح 2/ 21؛ وشرح شواهد الإيضاح ص310؛ وشرح شواهد المغني 2/ 755؛ وشرح المفصل 2/ 121، 6/ 33؛ والمقاصد النحوية 3/ 321؛ والمقتضب 2/ 176؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص303؛ والدرر 6/ 203؛ ولسان العرب 6/ 67 "خمس"؛ ومغني اللبيب 1/ 336؛ وهمع الهوامع 1/ 216، 2/ 150. شرح المفردات: مذ عقدت يداه إزاره: أي تجاوز حد الطفولة. الإزار: الثوب الذي يحيط بالنصف الأسفل من البدن. سما: ارتفع. المعنى: يقول: ظهرت منه النجابة منذ حداثته ولم يكن قد بلغ الخمسة أشبار. الإعراب: "ما": حرف نفي. "زال": فعل ماض ناقص. "مذ": ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق بخبر "ما زال". "عقدت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "يداه": فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "إزاره": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فسما": الفاء حرف عطف، "سما": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "فأدرك": الفاء حرف عطف، "أدرك": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "خمسة": مفعول به، وهو مضاف. "الأشبار": مضاف إليه مجرور. وجملة: "ما زال ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عقدت ... " في محل جر =

وقوله "من الطويل": 133- وَهَلْ يُرْجِعُ التَّسْلِيم أَوْ يَكْشِفُ العَنَا ... ثَلاَثُ الأثَافِي وَالدِّيَارُ البَلاَقِعُ وأجاز الكوفيون "الثلاثة الأثواب" تشبيها بـ"الحسن الوجه"؛ قال الزمخشري: "وذلك بمعزل عند أصحابنا عن القياس واستعمال الفصحاء". وإذا كان العدد مركبا ألحقت حرف التعريف بالأول، تقول: "الأحد عشر درهما"، و"الاثنتا عشرة جارية" ولم تلحقه بالثاني؛ لأنه بمنزلة بعض الاسم؛ وأجاز ذلك الأخفش والكوفيون؛ فقالوا: "الأحد العشر درهما"، و"الاثنتا العشرة جارية"؛ لأنهما في الحقيقة اسمان، والعطف مراد فيهما، ولذلك بنيا، ويدل عليه إجازتهم "ثلاثة عشر"، و"أربعة عشر"، وتاء التأنيث لا تقع حشوا، فلولا ملاحظة العطف لما جاز ذلك؛ ولا يجوز "الأحد

_ = بالإضافة. وجملة "سما" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة "أدرك" معطوفة أيضا. الشاهد: قوله: "خمسة الأشبار" حيث عرف المضاف إليه وهو ينوي تعريف المضاف. 133- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1274؛ والأشباه والنظائر 5/ 122، 280؛ وإصلاح المنطق ص303؛ وجواهر الأدب ص317؛ وخزانة الأدب 1/ 213؛ والدرر 6/ 201؛ وشرح شواهد الإيضاح ص308؛ وشرح المفصل 2/ 122؛ ولسان العرب 6/ 67 "خمس"؛ ومجالس ثعلب ص275؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 358؛ وتذكرة النحاة ص344؛ والمقتضب 2/ 176، 4/ 144؛ والمنصف 1/ 64؛ وهمع الهوامع 2/ 150. اللغة: يرجع: يعيد. العنا: التعب. الأثافي: حجارة الموقد، وهي ثلاثة. البلاقع: ج البلقع، وهو المكان الخالي من الأنس. المعنى: يتساءل الشاعر عما إذا كانت ثلاثة الأثافي ترد السلام، أو تكشف المشقة والتعب. الإعراب: وهل: "الواو": بحسب ما قبلها، و"هل": حرف استفهام. يرجع: فعل مضارع مرفوع بالضمة. التسليم: مفعول به. أو: حرف عطف. يكشف: فعل مضارع مرفوع بالضمة. العنا: مفعول به منصوب بالفتحة. ثلاث: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الأثافي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والديار: "الواو": حرف عطف، "الديار": معطوف على "ثلاث" مرفوع بالضمة. البلاقع: نعت "الديار" مرفوع. وجملة "هل يرجع ... " بحسب ما قبلها. وجملة "يكشف": معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "ثلاث الأثافي" حيث أدخل على المعدود "أل" التعريف مكتفيا بذلك عن تعريف اسم العدد.

العشر الدرهم"؛ لأن التمييز واجب التنكير، نعم، يجوز عند الكوفي، وقد استعمل ذلك بعض الكتاب. وإذا كان معطوفا عرفت الاسمين معا، تقول: "الأحد والعشرون درهما"؛ لأن حرف العطف فصل بينهما. واعلم أن في تعريف المضاف قد يكون المعرف إلى جانب الأول كما تقدم، وقد يكون بينهما اسم واحد، نحو: "خمسمائة الألف"، وقد يكون بينهما اسمان، نحو: "خمسمائة ألف الدينار" وقد يكون بينهما ثلاثة أسماء، نحو: "خمسمائة ألف دينار الرجل" وقد يكون بينهما أربعة أسماء، نحو: "خمسمائة ألف دينار غلام الرجل"، وعلى هذا، لو قلت: "عشرون ألف رجل" امتنع تعريف المضاف إليه؛ لأن المضاف منصوب على التمييز، فلو عرف المضاف إليه صار المضاف معرفة بإضافته إليه، والتمييز واجب التنكير، نعم، يجوز ذلك عند الكوفيين، ولو قلت: "خمسة آلاف دينار" جاز تعريف المضاف إليه، نحو: "خمسة آلاف الدينار"، وكذلك حكم المائة؛ لأن مميزها يجوز تعريفه كما عرفت، ولا تعرف الآلاف لإضافتها، والله أعلم.

الابتداء

الابْتِدَاءِ: "تعريف المبتدأ": المبتدأ: هو الاسم العاري عن العوامل اللفظية غير الزائدة: مخبرا عنه، أو وصفا رافعا لمستغنى به. فالاسم يشمل الصريح، والمؤول نحو: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} 1، "وتسمع بالمعيدي خير من أن تراه"2. والعاري عن العوامل اللفظية مخرج لنحو الفاعل واسم "كان". وغير الزائدة لإدخال، نحو: "بحسبك درهم"، و {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} 3. ومخبرا عنه أو وصفا إلى آخره مخرج لأسماء الأفعال والأسماء قبل التركيب. ورافعا لمستغنى به يشمل الفاعل، نحو: "أقائم الزيدان"، ونائبه، نحو: "أمضروب العبدان"، وخرج به نحو: "أقائم" من قولك: "أقائم أبوه زيد"؛ فإن مرفوعه غير مستغنى به. و"أو" في التعريف للتنويع، لا للترديد، أي: المبتدأ نوعان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له مرفوع أغنى عن الخبر، وقد أشار إلى الأول بقوله:

_ 1 البقرة: 184. 2 هذا القول من أمثال العرب وقد تقدم تخريجه. 3 فاطر: 3.

113- مبتدأ زيد وعاذر خبر ... إن قلت "زيد عاذر من اعتذر" 114- وأول مبتدأ والثاني ... فاعل اغنى في "أسار ذان" 115- وقس وكاستفهام النفي وقد ... يجوز نحو "فائز أولو الرشد" "مُبْتَدَأٌ زَيْدٌ وَعَاذِرٌ خَبَرْ" أي: له "إنْ قُلْتَ زَيْدٌ عَاذِرٌ مَنِ اعْتَذَرْ" وإلى الثاني بقوله: "وَأَوَّلٌ" أي: من الجزأين "مُبْتَدَأٌ وَالثَّانِي" منهما "فَاعِلٌ اغْنَى" عن الخبر "فِي" نحو: "أسَارٍ ذان" الرجلان، ومنه قوله "من البسيط": 134- أَقَاطِنٌ قومُ سَلْمَى أَمْ نَوَوْا ظَعنا ... "إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا" وقوله "من البسيط": 135- أَمُنْجِزٌ أَنْتُمُو وَعْدا وَثِقْتُ بِهِ ... أَم اقْتفيْتُمْ جَمِيعا نَهْجَ عُرْقُوبِ

_ 134- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 190؛ وتخليص الشواهد ص181؛ وجواهر الأدب ص295؛ وشرح التصريح 1/ 157؛ وشرح قطر الندى ص122؛ والمقاصد النحوية 1/ 512. اللغة والمعنى: قاطن: اسم فاعل من قطن، أي سكن وأقام. ظعنا: ارتحالا. يقول: هل ما زال قوم سلمى في مكانهم المعهود أم ارتحلوا عنه؟ ولكن إذا ارتحلوا فعيشة من تخلف عنهم غريبة عجيبة. والمراد تصوير نفسه في غياب سلمى. الإعراب: أقاطن: الهمزة: للاستفهام، قاطن: مبتدأ مرفوع. قوم: فاعل مرفوع سد مسد الخبر، وهو مضاف. سلمى: مضاف إليه مجرور. أم: حرف عطف. نووا: فعل ماض، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. ظعنا: مفعول به منصوب. إن: حرف شرط. يظعنوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: فاعل، والألف: للتفريق، وهو فعل الشرط. فعجيب: الفاء: رابطة لجواب الشرط، عجيب: خبر مقدم. عيش: مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف. من: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. قطنا: فعل ماض، والفاعل: هو، والألف: للإطلاق. وجملة "أقاطن قوم ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أم نووا ظعنا" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "يظعنوا ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها فعل الشرط الجازم. وجملة "عجيب عيش من قطنا" الاسمية في محل جواب شرط جازم لاقترانها بالفاء. وجملة "ظعنا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "أقاطن قوم سلمى" حيث أتى الوصف، وهو "قاطن"، معتمدا على الاستفهام، وهو الهمزة، وبذلك اكتفى بالفاعل الذي هو قوله: "قوم سلمى" عن خبر المبتدأ. 135- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: المنجز: المنفذ، أو الذي يفي بالوعد. اقتفى: سلك وتبع. نهج: طريقة. عرقوب: رجل =

"وَقِسْ" على هذا ما أشبهه، من كل وصف اعتمد على استفهام ورفع مستغنى به. ثم لا فرق في الوصف بين أن يكون اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو صفة مشبهة، ولا في الاستفهام بين أن يكون بالهمزة، أو بـ"هل" أو كيف، أو من أو ما، ولا في المرفوع بين أن يكون ظاهرا أو ضميرا منفصلا. "وَكَاسْتِفْهَامٍ" في ذلك "النَّفِيُ" الصالح لمباشرة الاسم: حرفا كان، وهو ما، ولا، وإن، أو اسما، وهو غير، أو فعلا، وهو ليس، إلا أن الوصف بعد "ليس" يرتفع على أنه اسمها، أو الفاعل يغني عن خبرها؛ وكذا "ما" الحجازية؛ وبعد "غير" يجر بالإضافة، و"غير" هي المبتدأ، وفاعل الوصف أغنى عن الخبر؛ ومن النفي بـ"ما" قوله "من الطويل": 136- خَلِيْلَيّ مَا وَافٍ بِعَهْدِيَ أَنْتُمَا ... إذَا لَمْ تَكُونَا لِي عَلَى مَنْ أقَاطِعُ

_ = يضرب به المثل في إخلاف الوعد. المعنى: يتساءل الشاعر عما إذا كان أولئك القوم الذين وعدوه ما زالوا على وعدهم أم أنهم سلكوا طريق الإخلاف. الإعراب: أمنجز: "الهمزة": للاستفهام، "منجز": مبتدأ مرفوع بالضمة. أنتم: ضمير منفصل مبني في محل رفع فاعل سد مسد الخبر. وعدا: مفعول به منصوب. وثقت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. به: جار ومجرور متعلقان بـ"وثقت". أم: حرف عطف. اقتفيتم: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"الميم": لجمع الذكور. جميعا: حال منصوب بالفتحة. نهج: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. عرقوب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "أمنجز أنتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وثقت به": في محل نصب نعت "وعدا". وجملة "اقتفيتم" معطوفة على الجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أمنجز أنتم" حيث سد الفاعل "أنتم" مسد الخبر لكونه وصفا معتمدا على الاستفهام. 136- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 189؛ وتخليص الشواهد ص181؛ والدرر 2/ 5؛ وشرح التصريح 1/ 157؛ وشرح شواهد المغني 2/ 898؛ وشرح قطر الندى ص121؛ ومغني اللبيب 2/ 556؛ والمقاصد النحوية 1/ 516؛ وهمع الهوامع 1/ 94. اللغة والمعنى: خليلي: صديقي. يقول: يا خليلي لن تكونا وفيين بعهدكما إذا لم تنصراني على من أخاصم أو أعادي. الإعراب: خليلي: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل =

ومن النفي بـ"غير" قوله "من الخفيف": 137- غَيْرُ لاَهٍ عِدَاكَ فَاطَّرِحِ اللَّهْـ ... ـوَ وَلاَ تَغْترِرْ بِعَارضِ سلْم وقوله "من المديد": 138- غَيْرُ مَأَسُوفٍ عَلَى زَمَن ... يَنقَضِي بِالْهَمّ وَالحزَنِ

_ = جر بالإضافة. ما: حرف نفي. واف: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. بعهدي: جار ومجرور متعلقان بـ"واف"، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. أنتما: فاعل "واف" سد مسد الخبر. إذا: ظرف في محل نصب مفعول فيه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تكونا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والألف في محل رفع اسم "تكون". لي: جار ومجرور متعلقان بخبر "تكون" المحذوف. على من: جار ومجرور متعلقان بخبر "تكون" المحذوف. أقاطع: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. وجملة "خليلي ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ما واف بعهدي أنتما" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "لم تكونا" في محل جر بالإضافة. وجملة جواب الشرط محذوف، تقديرها: "إذا لم تكونا لي على من أقاطع فما واف بعهدي أنتما". وجملة "أقاطع" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "ما واف أنتما" حيث جاء الوصف مبتدأ، وهو "واف" معتمدا على نفي، وهو "ما"، فاستغنى بالفاعل "أنتما" عن الخبر. وفي البيت شاهد آخر هو مجيء الفاعل ضميرا بارزا. 137- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص366؛ ومغني اللبيب 2/ 676. اللغة: اللاهي: اسم فاعل من: لها، يلهو. اطرح: اترك. المعنى: يقول: إن أعداءك غير غافلين عنك، بل يتربصون بك، ويتحينون الفرصة للانقضاض عليك، فلا تأمن مهادنتهم ووداعتهم. الإعراب: "غير": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "لاه": مضاف إليه مجرور. "عداك": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وقد سد مسد خبر المبتدأ "غير". "فاطرح": الفاء استئنافية، "اطرح": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "اللهو": مفعول به منصوب. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": ناهية. "تغترر": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "بعارض": جار ومجرور متعلقان بـ"تغترر"، وهو مضاف. "سلم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "غير لاه عداك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "اطرح اللهو" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تغترر" معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "غير لاه عداك" حيث استغني عن الخبر بفاعل "لاه" الذي هو "عداك". 138- التخريج: البيت لأبي نواس في الدرر 2/ 6؛ وأمالي ابن الحاجب ص637؛ وخزانة الأدب 1/ 345؛ ومغني اللبيب 1/ 151، 2/ 176؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 94، 5/ 289، 7/ 25؛ =

"وَقَدْ يَجُوزُ" الابتداء بالوصف المذكور من غير اعتماد على نفي أو استفهام "نَحْوَ فَائِزٌ أُولوُ الرَّشَدْ" وهو قليل جدا، خلافا للأخفش والكوفيين، ولا حجة في قوله "من الطويل": 139- خَبيرٌ بَنُو لهبٍ فَلاَ تَكُ مُلْغِيا ... مَقَالَةَ لِهْبِي إذَا الطيرُ مَرَّتِ

_ = وتذكرة النحاة ص171، 366، 405؛ وخزانة الأدب 9/ 547؛ والمقاصد النحوية 1/ 513؛ وهمع الهوامع 1/ 94. اللغة: المأسوف: من الأسف، وهو شدة الحزن. المعنى: يقول: يجب ألا نأسف على زمن تتوالى همومه وأحزانه. الإعراب: "غير": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "مأسوف": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "على زمن": جار ومجرور متعلقان بـ"مأسوف" على أنه نائب فاعل سد مسد خبر المبتدأ. "ينقضي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو": "بالهم": جار ومجرور متعلقان بـ"ينقضي". و"الحزن": الواو حرف عطف، "الحزن": معطوف على "الهم" مجرورة بالكسرة. وجملة: "غير مأسوف ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ينقضي" في محل جر نعت "زمن". الشاهد: قوله: "غير مأسوف على زمن" حيث استغني عن خبر المبتدأ بنائب الفاعل. 139- التخريج: البيت لرجل من الطائيين في تخليص الشواهد ص182؛ وشرح التصريح 1/ 157؛ والمقاصد النحوية 1/ 518؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 191؛ والدرر 2/ 7؛ وشرح ابن عقيل ص103؛ وشرح عمدة الحافظ ص157؛ وهمع الهوامع 1/ 94. اللغة: شرح المفردات: بنو لهب: قوم من الأزد عرفوا بزجر الطير. ملغيا: مهملا. المعنى: يقول: إن بني لهب عالمون بزجر الطير فإذا قال لك أحدهم قولا فصدقه، ولا تتغافل عنه. الإعراب: خبير: مبتدأ مرفوع بالضمة. بنو: فاعل "خبير" مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. لهب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فلا: الفاء حرف استئناف، "لا": ناهية. تك: فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". ملغيا: خبر "تك" منصوب بالفتحة. مقالة: مفعول به لـ"ملغيا" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. لهبي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. الطير: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده مرفوع بالضمة. مرت: فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". وجواب "إذا" محذوف تقديره: "إذا مرت الطير فلا تك ملغيا". وجملة "خبير ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تك ملغيا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الطير مرت" في محل جر بالإضافة، وجملة "مرت" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "خبير بنو لهب" حيث أعمل الوصف "خبير"، وهو بمعنى اسم الفاعل فرفع فاعلا، =

لجواز كون الوصف خبرا مقدما على حد: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} 1، وقوله "من الرجز": 140- هن صديق للذي لم يشب 116- والثان مبتدا وذا الوصف خبر ... إن في سوى الإفراد طبقا استقر "وَالثَّانِي مُبْتَدا" مؤخر "وَذَا الْوَصْفُ" المذكور "خَبَرْ" عنه مقدم "إنْ فِي سِوى الإِفْرَادِ" وهو التثنية والجمع "طِبْقَا استقَر" أي: استقر الوصف مطابقا للمرفوع بعده، نحو: "أقائمان الزيدان"، و"أقائمون الزيدون" ولا يجوز أن يكون الوصف في هذه الحالة مبتدأ وما بعده فاعلا أغنى عن الخبر، إلا على لغة "أكلوني البراغيث"، فإن تطابقا في الإفراد جاز الأمران، نحو: "أقائم زيد"، و"ما ذاهبة هند".

_ = وهو قوله: "بنو" من غير أن يتقدمه نفي أو استفهام، وهذا على مذهب الأخفش وبعض النحاة، أما جمهور النحاة فتأولوا البيت على التقديم والتأخير، فقالوا: إن قوله: "خبير" خبر مقدم، و"بنو" مبتدأ مؤخر. واعترض عليهم أنصار الأخفش بأن قوله: "بنو لهب" جمع، و"خبير" مفرد، فلزم الإخبار بالمفرد عن الجمع، وهذا لا يجوز، ورد على هذا الاعتراض بأن صيغة "فعيل" قد تستعمل للجمع، ومنه قوله تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] . 140- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. المعنى: يقول: إن الفتيات يصادقن الشبان، فإذا وخط الشيب عارضك فلا تطمح إلى مودتهن، ولا تمن النفس بالاقتراب منهن. الإعراب: هن: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. صديق: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة: للذي: جار ومجرور متعلقان بـ"صديق". لم: حرف نفي وجزم وقلب. يشب: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وجملة "هن صديق": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم يشب": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "هن صديق" حيث أخبر بالمفرد "صديق" عن الجمع "هن" وهذا جائز.

"العامل في المبتدأ والخبر": 117- ورفعوا مبتدأ بالابتدا ... كذاك رفع خبر بالمبتدا "وَرَفَعُوا" أي: العرب "مُبْتدأ بِالاِبتِدَا" وهو الاهتمام بالاسم وجعله مقدما ليسند إليه، فهو أمر معنوي "كَذَاكَ رَفْعُ خَبرٍ بِالمُبْتَدَا" وحده، قال سيبويه: فأما الذي بني عليه شيء هو هو فإن المبني عليه يرتفع به، كما ارتفع هو بالابتداء. وقيل: رافع الجزأين هو الابتداء؛ لأنه اقتضاهما، ونظير ذلك أن معنى التشبيه في "كأن" لما اقتضى مشبها ومشبها به كانت عاملة فيهما. وضعف بأن أقوى العوامل لا يعمل رفعين بدون إتباع، فما ليس أقوى أولى أن لا يعمل ذلك. وذهب المبرد إلى أن الابتداء رافع للمبتدأ، وهما رافعان للخبر، وهو قول بما لا نظير له. وذهب الكوفيون إلى أنهما مترافعان، وهذا الخلاف لفظي1. "تعريف الخبر وأنواعه": 118- والخبر: الجزء المتم الفائده ... كالله بر والأيادي شاهده "وَالْخَبَرُ الْجُزْءُ الْمُتِمُّ الْفَائِدَهْ" مع مبتدأ غير الوصف المذكور، بدلالة المقام والتمثيل بقوله: "كَاللَّهُ بَرٌّ والأَيَادِي شَاهِدَهْ" فلا يرد الفاعل ونحوه. 119- ومفردا يأتي، ويأتي جمله ... حاوية معنى الذي سيقت له 120- وإن تكن إياه معنى لاكتفى ... بها كنطقي الله حسبي وكفى "وَمُفْرَدا يَأتِي" الخبر، وهو الأصل. والمراد بالمفرد هنا ما ليس بجملة، كبر، وشاهدة. "وَيَأتِي جُمْلَهْ" وهي فعل مع فاعله، نحو: "زيد قام"، و"زيد قام أبوه"، أو مبتدأ مع خبره، نحو: "زيد أبوه قائم" ويشترط في الجملة أن تكون "حَاوِيَةً مَعْنَى" المبتدأ "الَّذِي سِيقَتْ" خبراً "لَهْ" ليحصل الربط.

_ 1 انظر المسألة الخامسة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص44-51.

وذلك بأن يكون فيها ضميره1: لفظا كما مثل، أو نية، نحو: "السمن منوان

_ 1 قال محيي الدين عبد الحميد: إذا كان الرابط من جملة الخبر ضميرا؛ فقد يكون هذا الضمير مرفوعا، وقد يكون منصوبا، وقد يكون مجرورا. فإذا كان مرفوعا فقد يكون مبتدأ، نحو قولك: "محمد هو القائم"، بناء على بعض المذاهب، وقد يكون فاعلا، نحو قولك: "محمد ضرب غلامه"، ونحو قولك: "المحمدان يقومان"، ونحو قولك: "المخلصون يقومون بواجباتهم"؛ وقد يكون نائب فاعل، نحو قولك: "محمد قتل ظلما"، ونحو قولك: "المحمدان يحرمان الخير بظلمهما"؛ وقد يكون اسما لكان أو إحدى أخواتها، نحو قولك: "إبراهيم كان معنا أمس"؛ ونحو ذلك. وإذا كان منصوبا فقد يكون ناصبه فعلا، نحو قولك: "محمد ضربه خالدا"، وقد يكون ناصبه وصفا، نحو قولك: "محمد أنا الضاربه"، وقد يكون ناصبه حرفا، نحو قولك: "محمد إنه رجل فاضل". وإذا كان مجرورا فقد يكون مجرورا بحرف جر، نحو قولك: "محمد أخذت عنه الأدب"، وقد يكون مجرورا بالإضافة، نحو قولك: "محمد أبوه عالم". ومتى علمت هذا التفصيل فاعلم أن العلماء قد اختلفوا في جواز حذف الضمير الذي يربط جملة الخبر بالمبتدأ. فذهب سيبويه رحمه الله تعالى إلى أنه لا يجوز حذف الضمير الرابط مطلقا، سواء أكان مرفوعا أم منصوبا أم مجرورا. وقد رد العلماء ذلك عليه، وأجازوا حذفه، واستدلوا على ما ذهبوا إليه بورود مثله في فصيح الكلام؛ من ذلك قوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43] . فإن جملة "إن ذلك لمن عزم الأمور" خبر عن المبتدأ الذي هو "من" الموصولة، والتقدير: إن ذلك منه ... إلخ. ولمدع أن يدعي أن هذه الآية ليست مما حذف فيها الرابط، بل الرابط هو اسم الإشارة، وهو عائد على الصبر والغفران اللذين يدل عليهما قوله سبحانه: {صَبَرَ وَغَفَرَ} وكأنه قيل: الذي صبر وغفر إن صبره وغفرانه لمن عزم الأمور. وذهب الفراء إلى أن العائد المنصوب يجوز حذفه، بشرط أن يكون المبتدأ لفظ "كل" وأن يكون ناصبه فعلا، نحو قوله تعالى: "وكل وعد الله الحسنى" في قراءة من رفع "كل"، وتقديره: وكل وعده الله الحسنى؛ ومثله قول أبي النجم العجلي "من الرجز": قد أصبحت أم الخيار تدعي ... علي ذنبا كله لم أصنع في رواية من رفع "كله"، وتقديره: كله لم أصنعه؛ فكله: مبتدأ، وجملة "لم أصنع" خبره، وقد حذف منها الرابط كما رأيت تقديره، ومثله قول الشاعر "من الوافر": ثلاث كلهن قتلت عمدا ... فأخزى الله رابعة تعود فكلهن: مبتدأ، وجملة "قتلت عمدا" خبره، والرابط محذوف، وتقديره: كلهن قتلته عمدا وذهب المحقق الرضي والأستاذ ابن مالك إلى جواز حذف العائد المجرور بثلاثة شروط: الأول: أن يكون الجار حرفا دالا على التبعيض، وأن يكون الخبر جملة اسمية، وأن يكون المبتدأ في الجملة الاسمية المخبر بها بعض المبتدأ الأول، ودليلهما على ذلك مجيئه عن العرب في كلام لا ضرورة فيه، نحو قولهم: "البر الكر بستين"، وقولهم: "السمن منوان بدرهم"، وقولها: "زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب"، وتقدير الكلام عندهما: البر الكر منه بستين، والسمن منوان منه بدرهم، وزوجي المس منه، وحملا عليه قوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أي: إن ذلك منه.

بدرهم"، أي: منوان منه، أو خلف عن ضميره، كقولها: "زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب"، قيل: "أل" عوض عن الضمير، والأصل: مسه مس أرنب وريحه ريح زرنب، كذا قاله الكوفيون وجماعة من البصريين، وجعلوا منه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} 1، أي: مأواه، والصحيح أن الضمير محذوف، أي المس له أو منه، وهي المأوى له، وإلا لزم جواز نحو: "زيد الأب قائم" وهو فاسد. أو كان فيها إشارة إليه، نحو: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} 2. أو إعادته بلفظه، نحو: {الْحَاقَّةُ، مَا الْحَاقَّةُ} 3. قال أبو الحسن: أو بمعناه، نحو: "زيد جاءني أبو عبد الله" إذا كان "أبو عبد الله" كنية له. أو كان فيها عموم يشمله، نحو: "زيد نعم الرجل"، وقوله "من الطويل": 141- فأما القتال لا قتال لَديكُم ... ولكن سيرا في عراض المواكب

_ 1 النازعات: 40، 41. 2 الأعراف: 26. 3 الحاقة: 1. 141- التخريج: البيت للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه ص45؛ وخزانة الأدب 1/ 452؛ والدرر 5/ 110؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص106؛ والأشباه والنظائر 2/ 153؛ والجنى الداني ص524؛ وسر صناعة الإعراب ص265؛ وشرح شواهد الإيضاح ص107؛ وشرح شواهد المغني ص177؛ وشرح ابن عقيل ص597؛ وشرح المفصل 7/ 134، 9/ 412؛ والمنصف 3/ 118؛ ومغني اللبيب ص56؛ والمقاصد النحوية 1/ 577؛ 4/ 474؛ والمقتضب 2/ 71؛ وهمع الهوامع 2/ 67. شرح المفردات: العراض: الناحية. المواكب: ج الموكب، وهو الجماعة من الناس. المعنى: يقول: أما القتال فلا تحسنونه، ولستم من أهله، وإنما أنتم تحسنون السير مع الجماعات التي لا تقاتل، أي للاستقبال أو للاستعراض. الإعراب: "فأما": الفاء بحسب ما قبلها، "أما": حرف شرط تفصيل. "القتال": مبتدأ مرفوع. "لا": نافية للجنس. "قتال": اسم "لا" مبني في محل نصب. "لديكم": ظرف مكان مبني، متعلق بمحذوف خبر "لا" وهو مضاف، و"كم": في محل جر بالإضافة. "ولكن": الواو حرف عطف، "لكن": حرف مشبه بالفعل، واسمه ضمير المخاطب المحذوف تقديره: "لكنكم". "سيرا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "تسيرون سيرا" وهذه الجملة في محل رفع خبر "لكن". وقيل "سيرا" اسم "لكن" منصوب، والخبر محذوف =

كذا قالوه، وفيه نظر، لاستلزامه جواز "زيد مات الناس"، و"خالد لا رجل في الدار"، وهو غير جائز، فالأولى أن يخرج المثال على ما قاله أبو الحسن بناء على صحته، وعلى أن "أل" في فاعل "نعم" للعهد لا للجنس. أو وقع بعدها جملة مشتملة على ضميره بشرط كونها: إما معطوفة بالفاء، نحو: "زيد مات عمرو فورثه" وقوله "من الطويل": 142- وَإِنْسَانُ عَيْنِي يَحْسِرُ المَاءُ تَارَةً ... فَيَبْدُو وَتَارَات يجُم فَيَغْرَقُ قال هشام: أو الواو، نحو: "زيد ماتت هند وورثها". وإما شرطا مدلولا على جوابه بالخبر، نحو: "زيد يقوم عمرو إن قام".

_ = تقديره: "ولكن لكم سيرا". "في عراض": جار ومجرور متعلقان بـ"سيرا"، وهو مضاف. "الموكب": مضاف إليه مجرور. وجملة: "أما القتال ... " بحسب ما قبلها. وجملة: لا قتال لديكم" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "لكن سيرا ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لا قتال لديكم" حيث حذف الفاء من جواب "أما" مع أن الكلام ليس على تضمن قول محذوف، وذلك للضرورة. 142- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص460؛ وخزانة الأدب 2/ 192؛ والدرر 2/ 17؛ والمقاصد النحوية 1/ 578، 4/ 494؛ ولكثير في المحتسب 1/ 150؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 103، 7/ 257؛ وتذكرة النحاة ص668؛ ومجالس ثعلب ص612؛ ومغني اللبيب 2/ 501؛ والمقرب 1/ 83؛ وهمع الهوامع 1/ 98. شرح المفردات: إنسان العين: سوادها. حسر: غار. يبدو: يظهر. يجم: يكثر. المعنى: يقول: إن بؤبؤ عيني يظهر حين تغور دموعي، ولكنه يغرق فيها حين تغزر. الإعراب: "وإنسان": الواو بحسب ما قبلها، "إنسان" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "عيني": مضاف إليه، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "يحسر": فعل مضارع مرفوع. "الماء": فاعل مرفوع. "تارة": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"يحسر". وقيل مفعول مطلق، ومثله "مرة". "فيبدو": الفاء حرف عطف، "يبدو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "وتارات": الواو حرف عطف، "تارات" معطوف على "تارة" منصوب بالكسرة، متعلق بـ"يجم". "يجم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "فيغرق": الفاء: حرف عطف، "يغرق": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة: "إنسان عيني ... " بحسب ما قبلها. وجملة "يحسر" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "يبدو" معطوفة على جملة "يحسر الماء" فهي مثلها في محل رفع. وجملة "يجم" معطوفة على جملة "يحسر الماء". وجملة "يغرق" معطوفة لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "وإنسان عيني يحسر الماء فيبدو" حيث عطف الجملة التي تصلح لأن تكون خبرا عن المبتدأ وهي "فتبدو"، لاشتمالها على ضمير يعود إلى المبتدأ "إنسان"، عطفها على جملة لا تصلح لأن تكون خبرا لخلوها من ذلك الضمير، وهي "يحسر الماء".

"وَإِنْ تَكُنْ" الجملة الواقعة خبرا عن المبتدأ "إيَّاهُ مَعْنى اكْتَفَى بِهَا" عن الرابط "كَنُطْقِي اللَّهُ حَسْبِيَ وَكَفَى" فنطقي: مبتدأ، وجملة "الله حسبي" خبر عنه، ولا رابط فيها؛ لأنها نفس المبتدأ في المعنى؛ والمراد بالنطق المنطوق، ومنه قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 1، وقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله". 121- والمفرد الجامد فارغ وإن ... يشتق فهو ذو ضمير مستكن "وَ" الخبر "الْمُفْرَدُ الْجَامِدُ" منه "فَارِغٌ" من ضمير المبتدأ، خلافا للكوفيين، "وَإِن يُشْتَقَّ" المفرد، بمعنى يصاغ من المصدر ليدل على متصف به، كما صرح به في شرح التسهيل "فَهْوَ ذُو ضَمِيرٍ مُسْتَكِنْ" يرجع إلى المبتدأ؛ والمشتق بالمعنى المذكور هو: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، وأما أسماء الآلة والزمان والمكان فليست مشتقة بالمعنى المذكور، فهي من الجوامد، وهو اصطلاح. تنبيهان: الأول: في معنى المشتق ما أول به، نحو: "زيد أسد" أي: شجاع، و"عمرو تميمي" أي: منتسب إلى تميم، و"بكر ذو مال" أي: صاحب مال، ففي هذه الأخبار ضمير المبتدأ. الثاني: يتعين في الضمير المرفوع بالوصف أن يكون مستترا أو منفصلا، ولا يجوز أن يكون بارزا متصلا، فألف "قائمان" وواو "قائمون" من قولك: "الزيدان قائمان"، و"الزيدون قائمون" ليستا بضميرين كما هما في "يقومان" و"يقومون"، بل حرفا تثنية وجمع وعلامتا إعراب.

_ 1 يونس: 10.

122- وأبرزنه مطلقا حيث تلا ... ما ليس معناه له محصلا "وَأَبْرِزَنْهُ" أي: الضمير المذكور "مُطْلَقَا" أي: وإن أمن اللبس "حَيْثُ تَلاَ" الخبر "مَا" أي: مبتدأ "لَيْسَ مَعْنَاهُ" أي: معنى الخبر "لَهُ" أي: لذلك المبتدأ "مُحَصَّلا" مثاله عند خوف اللبس أن تقول عند إرادة الإخبار بضاربية زيد ومضروبية عمرو: "زيد عمرو ضاربه هو" فضاربه: خبر عن عمرو، ومعناه -هو الضاربية- لزيد، وبإبراز الضمير علم ذلك، ولو استتر آذن التركيب بعكس المعنى، ومثال ما أمن فيه اللبس: "زيد هند ضاربها هو"، و"هند زيد ضاربته هي" فيجب الإبراز أيضا، لجريان الخبر على غير من هو له، وقال الكوفيون: لا يجب الإبراز حينئذٍ، ووافقهم الناظم في غير هذا الكتاب، واستدلوا لذلك بقوله "من البسيط": 143- قَوْمِي ذُرَى المَجْدِ بَانُوهَا وَقَدْ عَلِمَتْ ... بِكُنْهِ ذَلِكَ عَدْنَانٌ وقَحْطَانُ تنبيهان: الأول: من الصور التي يتلو الخبر فيها ما ليس معناه له أن يرفع ظاهرا، نحو: "زيد قائم أبوه" فالهاء في "أبوه" هو الضمير الذي كان مستكنا في "قائم"، ولا ضمير

_ 143- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص186؛ والدرر 2/ 9؛ وشرح التصريح 1/ 162؛ وشرح ابن عقيل ص109؛ وهمع الهوامع 1/ 96. شرح المفردات: الذرا: ج الذروة، وهي من الشيء أعلاه. بانوها: رافعوها. الكنه: حقيقة الشيء وغايته. المعنى: يقول: إن قومي قد توصلوا إلى المجد والرفعة، وقد علم ذلك كل العرب من عدنانيين وقحطانيين. الإعراب: "قومي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "ذرا": مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. "المجد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بانوها": خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة. "وقد": الواو حرف استئناف، و"قد": حرف تحقيق. "علمت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "بكنه": جار ومجرور متعلقان بـ"علمت"، وهو مضاف. "ذلك": اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. "عدنان": فاعل "علمت" مرفوع. "وقحطان": الواو حرف عطف، و"قحطان": معطوف على "عدنان". وجملة: "قومي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ذرا المجد بانوها" في محل رفع خبر المبتدأ الأول "قومي". وجملة "علمت عدنان" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "بانوها" حيث جاء به خبر للمبتدأ الثاني مشتقا، ولم يبرز الضمير، مع أن المشتق غير جار على مبتدئه في المعنى، ولو أبرز الضمير لقال: "قومي ذرا المجد بانوها هم"، وإنما لم يبرز الضمير لأمن اللبس، لأن "ذرا المجد" تكون مبنية لا بانية.

فيه حينئذٍ، لامتناع أن يرفع شيئين ظاهرا ومضمرا. الثاني: قد عرفت أنه لا يجب الإبراز في "زيد هند ضاربته"، ولا "هند زيد ضاربها" ولا "زيد عمرو ضاربه" تريد الإخبار بضاربية عمرو؛ لجريان الخبر على من هو له، بل يتعين الاستتار في هذا الأخير، لما يلزم على الإبراز من إيهام ضاربية زيد. 123- وأخبروا بظرف أو بحرف جر ... ناوين معنى "كائن" أو "استقر" "وَأَخْبَرُوا بِظَرفٍ" نحو، "زيد عندك" "أَوْ بِحَرْفِ جَر" مع مجروره، نحو: "زيد في الدار" "نَاوينَ" متعلقهما، إذ هو الخبر حقيقة حذف وجوباً، انتقل الضمير الذي كان فيه في الظرف والجار والمجرور، وزعم السيرافي أنه حذف معه، ولا ضمير في واحد منهما، وهو مردود بقوله "من الطويل": 144- فَإِنْ يَكُ جُثْمانِي بِأَرْضٍ سِواكُمُ ... فَإنَّ فُؤادِي عِنْدَك الدهرَ أَجْمَعُ والمتعلق المنوي إما من قبيل المفرد، وهو ما في "مَعنَى كَائِن" نحو: ثابت ومستقر "أَوْ" الجملة، وهو ما في معنى "اسْتَقَرْ" وثبت، والمختار عند الناظم الأول.

_ 144- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص111؛ وخزانة الأدب 1/ 395؛ والدرر 2/ 19؛ وسمط اللآلي ص505؛ وشرح التصريح 1/ 166؛ وشرح شواهد المغني 2/ 846؛ والمقاصد النحوية 1/ 525؛ ولكثير عزة في ديوانه ص404؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 442. المعنى: يقول مخاطبا بثينة: إذا كان الجسم بعيدا عنكم فإن الفؤاد أبدا بقربكم، أي إنه مقيم على حبها. الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها. "إن": حرف شرط جازم. "يك": فعل مضارع ناقص. "جثماني": اسم "يك" مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "بأرض": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "يك"، وهو مضاف. "سواكم": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "فإن": الفاء رابطة لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل. "فؤادي": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "عندك": ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر "إن"، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الدهر": ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر "إن". "أجمع": توكيد للضمير المرفوع على الفاعلية المستكن بالظرف. وجملة: "فإن يك ... " بحسب ما قبلها. وجملة "إن فؤادي ... " في محل جزم جواب الشرط. الشاهد: قوله: "أجمع" حيث جاء توكيدا للضمير المستكن في الظرف الواقع متعلقه خبرا.

قال في شرح الكافية: وكونه اسم فاعل أولى لوجهين: أحدهما: أن تقدير اسم الفاعل لا يحوج إلى تقدير آخر، لأنه واف بما يحتاج إليه المحل من تقدير خبر مرفوع، وتقدير الفعل يحوج إلى تقدير اسم فاعل؛ إذ لا بد من الحكم بالرفع على محل الفعل إذا ظهر في موضع الخبر، والرفع المحكوم عليه به لا يظهر إلا في اسم الفاعل. الثاني: أن كل موضع كان فيه الظرف خبراً وقدر تعلقه بفعل أمكن تعلقه باسم الفاعل، وبعد "أما" و"إذا" الفجائية يتعين التعلق باسم الفاعل، نحو: "أما عندك فريد"، و"خرجت فإذا في الباب زيد" لأن "أما" و"إذا" الفجائية لا يليهما فعل ظاهر ولا مقدر، وإذا تعين تقدير اسم الفاعل في بعض المواضع ولم يتعين تقدير الفعل في بعض المواضع وجب رد المحتمل إلى ما لا احتمال فيه، ليجري الباب على سنن واحد. ثم قال: وهذا الذي دللت على أولويته هو مذهب سيبويه، والآخر مذهب الأخفش، هذا كلامه. ولك أن تقول: ما ذكر من الوجهين لا دلالة فيه؛ لأن ما ذكره في الأول معارض بأن أصل العمل للفعل، وأما الثاني فوجوب كون المتعلق اسم فاعل بعد "أما" و"إذا" إنما هو لخصوص المحل، كما إن وجوب كونه فعلا في نحو: "جاء الذي في الدار"، و"كل رجل في الدار فله درهم"، كذلك لوجوب كون الصلة وصفة النكرة الواقعة مبتدأ في خبرها الفاء جملة. على أن ابن جني سأل أبا الفتح الزعفراني: هل يجوز "إذا زيدا ضربته"؟ فقال: نعم، فقال ابن جني: يلزمك إيلاء "إذا" الفجائية الفعل، ولا يليها إلا الأسماء، فقال: لا يلزم ذلك لأن الفعل ملتزم الحذف؛ ويقال مثله في "أما"، فالمحذور ظهور الفعل بعدهما، لا تقديره بعدهما، لأنهم يغتفرون في المقدرات ما لا يغتفرون في الملفوظات، سلمنا أنه لا يليهما الفعل ظاهرا ولا مقدرا، لكن لا نسلم أنه وليهما فيما نحن فيه، إذ لا يجوز تقديره بعد المبتدأ، فيكون التقدير: "أما في الدار فزيد استقر"، و"خرجت فإذا في الباب زيد حصل". لا يقال: إن الفعل وإن قدر متأخرا فهو في نية التقديم؛ إذ رتبة العامل قبل المعمول. لأنا نقول: هذا المعمول ليس في مركزه: لكونه خبرا مقدما؛ وكون المتعلق فعلا هو مذهب أكثر البصريين، ونسب لسيبويه أيضا. تنبيه: إنما يجب حذف المتعلق المذكور حيث كان استقرارا عاما، كما تقدم، فإن كان استقرارا خاصا نحو: "زيد جالس عندك"، أو "نائم في الدار" وجب ذكره؛ لعدم دلالتهما عليه عند الحذف حينئذٍ.

124- ولا يكون اسم زمان خبرا ... عن جثة وإن يفد فأخبرا "وَلاَ يَكُونُ اسْمُ زَمَانٍ خَبَرا عَنْ جُثَّةٍ" فلا يقال: "زيد اليوم"؛ لعدم الفائدة "وَإِنْ يُفِدْ" ذلك بواسطة تقدير مضاف هو معنى "فَأَخْبِرَا" كما في قولهم: "الهلال الليلة"، و"الرطب شهري ربيع"، و"اليوم خمر، وغدا أمر"1، وقوله "من الرجز": 145- أكل عام نعم تحوونه ... "يلقحه قوم وتنتجونه" أي: طلوع الهلال، ووجود الرطب، وشرب خمر، وإحراز نعم؛ فالإخبار حينئذٍ باسم الزمان إنما هو عن معنى لا جثة. هذا مذهب جمهور البصريين، وذهب قوم -منهم الناظم في تسهيله- إلى عدم تقدير مضاف، نظرا إلى أن هذه الأشياء تشبه المعنى، لحدوثها وقتا بعد وقت، وهذا الذي يقتضيه إطلاقه.

_ 1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في أمثال العرب ص127؛ وتمثال الأمثال ص310؛ وجمهرة الأمثال ص272، 431؛ وجمهرة اللغة ص553؛ وخزانة الأدب 1/ 332، 8/ 356؛ والعقد الفريد 3/ 120؛ وكتاب الأمثال ص333؛ وكتاب الأمثال للسدوسي ص68؛ والمستقصى 1/ 358؛ ومجمع الأمثال 2/ 417، 421. يضرب في تنقل الدهر بحالاته. 145- التخريج: الرجز لقيس بن حصين في خزانة الأدب 1/ 409؛ والكتاب 1/ 129؛ ولصبي من بني سعد قيل إنه قيس بن الحصين في المقاصد النحوية 1/ 529؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 119؛ ولرجل ضبي في الأغاني 16/ 256؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 102؛ وتخليص الشواهد ص191؛ والرد على النحاة ص120؛ ولسان العرب 12/ 585 "نعم"؛ واللمع في العربية ص113. اللغة: النعم: الإبل والشاه. تحوونه: تملكونه وتضمونه. يلقحه: يجعله لاقحا حاملا. تنتجونه: تتولون وضعه؛ ونتجت الناقة إذا ولدتها. المعنى: أتضمون الإبل والشاء في كل عام بعدما سهر عليها قوم حتى غذت لواقحا، ثم تأتون أنتم فتولدونها؛ وهي إشارة إلى ما يستولون عليه في غاراتهم على الأقوام الأخرى. الإعراب: "أكل": "الهمزة": حرف استفهام، "كل": ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر مقدم. "عام": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "نعم": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. "تحوونه": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "يلقحه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "قوم": فاعل "يلقحه" مرفوع بالضمة. "وتنتجونه": "الواو": للعطف، "تنتجون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة "أكل عام نعم": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تحوونه": في محل رفع صفة لـ"نعم". وجملة "يلقحه": في محل رفع صفة لـ"نعم". وجملة "تنتجونه": معطوفة على جملة في محل رفع. الشاهد فيه قوله: "أكل عام نعم" حيث حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، والأصل "إحراز نعم" أو "حواية نعم" في كل عام.

"الابتداء بالنكرة": 125- ولا يجوز الابتدا بالنكره ... مالم تفد كعند زيد نمره 126- وهل فتى فيكم فما خل لنا ... ورجل من الكرام عندنا 127- ورغبة في الخير خير وعمل ... بر يزين وليقس مالم يقل "وَلاَ يَجُوزُ الابْتِدَا بِالنَّكِرهْ مَا لَمْ تُفِدْ" كما هو الغالب، فإن أفادت جاز الابتداء بها، ولم يشترط سيبويه والمتقدمون لجواز الابتداء بالنكرة إلا حصول الفائدة، ورأى المتأخرون أنه ليس كل أحد يهتدي إلى مواضع الفائدة فتتبعوها: فمن مقلّ مخلّ، ومن مكثر مورد ما لا يصح، أو معدد لأمور متداخلة. والذي يظهر انحصار مقصود ما ذكروه في الذي سيذكر، وذلك خمسة عشر أمرا: الأول: أن يكون الخبر مختصا: ظرفا، أو مجرورا، أو جملة، ويتقدم عليها "كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ" و"في الدار رجل"، و"قصدك غلامه إنسان". قيل: ولا دخل للتقديم في التسويغ، وإنما هو لما في التأخير من توهم الوصف. فإن قلت الاختصاص، نحو: "عند رجل مال"، و"لإنسان ثوب" امتنع، لعدم الفائدة. الثاني: أن تكون عامة: إما بنفسها، كأسماء الشرط والاستفهام، نحو: "من يقم أكرمه"، و"ما تفعل أفعل"، ونحو: "من عندك؟ " و"ما عندك؟ "، أو بغيرها، وهي الواقعة في سياق استفهام أو نفي، نحو: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} 1 "وَهَلْ فَتىً فِيْكُمْ فَمَا خِلٌّ لَنَا" و"ما أحد أغير من الله". الثالث: أن تخصص بوصف: إما لفظا، نحو: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} 2.

_ 1 النمل: 60، 61، 62، 63، 64. 2 البقرة: 221.

"وَرَجُلٌ مِنَ الْكِرَامِ عِنْدَنَا"، أو تقديرا نحو: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} 1، أي: وطائفة من غيركم، بدليل ما قبله، وقولهم: "السمن منوان بدرهم"2 أي: منه، ومنه قولهم: "شر أهر ذا ناب"3 أي: شر عظيم، أو معنى، نحو: "رجيل عندنا"؛ لأنه في معنى رجل صغير، ومنه "ما أحسن زيدا"؛ لأن معناه: شيء عظيم حسن زيدا. فإن كان الوصف غير مخصص لم يجز، نحو: "رجل من الناس جاءني"؛ لعدم الفائدة. الرابع: أن تكون عاملة: إما رفعا، نحو: "قائم الزيدان" إذا جوزناه، أو نصبا، نحو: "أمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة" "وَرَغْبَةٌ فِي الْخَيْرِ خَيْرٌ"، و"أفضل منك عندنا"؛ إذ المجرور فيها منصوب المحل بالمصدر والوصف، أو جرا، نحو: "خمس صلوات كتبهن الله"، "وَعَمَلْ بِرَ يَزِينُ"، و"مثلك لا يبخل"، و"غيرك لا يجود". الخامس: العطف، بشرط أن يكون أحد المتعاطفين يجوز الابتداء به، نحو: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} ، أي: أمثل من غيرهما، ونحو: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً} 4. السادس: أن يراد بها الحقيقة، نحو: "رجل خير من امرأة"، ومنه: "تمرة خير من جرادة". السابع: أن تكون في معنى الفعل، وهذا شامل لما يراد بها الدعاء، نحو: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} 5، و {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} 6، ولما يراد بها التعجب، نحو: "عجب لزيد"،

_ 1 آل عمران: 154. 2 المنوان: مثنى المنى وهو مكيال للسمن وغيره، وقيل: وحدة وزن تساوي رطلين. 3 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في خزانة الأدب 4/ 469، 9/ 262؛ وزهر الأكم 3/ 229؛ ولسان العرب 5/ 261 "هرر"؛ والمستقصى 2/ 130؛ ومجمع الأمثال 1/ 370. ذو الناب: الكلب. وأهر الكلب: جعله يهر، أي: جعله يصوت دون أن ينبح. يضرب عند ظهور أمارات الشر. 4 البقرة: 263. 5 الصافات: 130. 6 المطففين: 1.

وقوله "من الكامل": 146- عَجَبٌ لِتِلْكَ قَضِيَّةٍ وَإقَامَتِي ... فِيْكُمْ عَلَى تِلْكَ القَضِيَّة أَعْجَبُ ولنحو: "قائم الزيدان"1 عند من جوزه؛ فيكون فيه مسوغا، كما في نحو: {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} 2 فقد بان أن منعه عند الجمهور ليس لعدم المسوغ، بل لعدم شرط الاكتفاء بمرفوعه، وهو الاعتماد. الثامن: أن يكون وقوع ذلك للنكرة من خوارق العادة، نحو: "بقرة تكلمت". التاسع: أن تقع في أول الجملة الحالية؛ سواء ذات الواو وذات الضمير، كقوله "من الطويل": 147- سرَيْنَا وَنَجْمٌ قَدْ أَضَاءَ فَمُذْ بَدَا ... مُحَيَّاك أَخْفَى ضَوْءهُ كُلَّ شَارِق

_ 146- التخريج: البيت لضمرة بن جابر في الدرر 3/ 72؛ ولهني بن أحمر في الكتاب 1/ 319؛ ولسان العرب 6/ 61 "حيس"؛ ولهمام بن مرة في الحماسة الشجرية 1/ 256؛ ولرؤبة في شرح المفصل 1/ 114؛ وبلا نسبة في سمط اللآلى ص288؛ وشرح التصريح 2/ 87؛ وهمع الهوامع 1/ 191. المعنى: قال الشنتمري: "كان هذا الشاعر ممن يبر أمه ويخدمها، وكانت مع ذلك تؤثر أخا له عليه يقال له جندب. وقبله: وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب فعجب من ذلك ومن صبره عليه". الإعراب: عجب: مبتدأ مرفوع بالضمة. لتلك: اللام حرف جر، "تلك": اسم إشارة مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، أو بـ"عجب" إذا اعتبرت خبرا لمبتدأ محذوف تقديره "أمري عجب". قضية: حال من اسم الإشارة "تلك" منصوب بالفتحة. وإقامتي: الواو حرف عطف، "إقامتي": مبتدأ مرفوع بضمة منع من ظهورها انشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فيكم: في: حرف جر، "الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"إقامة". على: حرف جر. تلك: اسم إشارة مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"إقامة". القضية: بدل من تلك مجرور بالكسرة. أعجب: خبر للمبتدأ "إقامتي" مرفوع بالضمة. الشاهد فيه قوله: "عجب" على الابتداء مع أنه نكرة، أو على إضمار مبتدأ تقديره: "أمري عجب". فكلمة عجب تفارق "سبحان الله" من جهة أنها تتصرف فتستعمل مرفوعة. 1 المسوغان في هذا المثال كون النكرة عاملة الرفع، إذا ما بعدها فاعل، وكونها في معنى الفعل. 2 ق: 4؛ والمسوغان هما كون النكرة موصوفة وكون خبرها جارا ومجرورا تاما متقدما عليها. 147- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 98؛ وتخليص الشواهد ص193؛ والدرر =

وكقوله "من البسيط": 148- الذِّئْبُ يَطْرُقُهَا فِي الدَّهْرِ وَاحِدَةً ... وَكُلَّ يَوْمٍ تَرَانِي مُدْيَةٌ بِيَدِي

_ = 2/ 32؛ وشرح شواهد المغني 2/ 863؛ ومغني اللبيب 2/ 471؛ والمقاصد النحوية 1/ 546؛ وهمع الهوامع 1/ 101. اللغة: سرينا: مشينا ليلا. أضاء: أنار. المحيا: الوجه. الشارق: الكوكب المشرق. المعنى: يقول إن ممدوحه يشبه البدر، وإن نور وجهه أشد إشراقا من نور البدر. الإعراب: "سرينا": فعل ماض، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل، "ونجم": الواو حالية، "نجم": مبتدأ مرفوع بالضمة. "قد": حرف تحقيق. "أضاء": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "فمذ": الفاء: استئنافية, "مذ": ظرف زمان، وقيل اسم زمان في محل رفع مبتدأ. "بدا": فعل ماض. "محياك": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "أخفى": فعل ماض. "ضوؤه": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "كل": مفعول به، وهو مضاف. "شارق": مضاف إليه مجرور. وجملة: "سرينا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ونجم أضاء" في محل نصب حال. وجملة: "أضاء" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "بدا" في محل جر بالإضافة. وجملة: "أخفى" في محل رفع خبر المبتدأ "مذ". الشاهد: قوله: "ونجم قد أضاء" حيث جيء بمبتدأ نكرة بعد الواو الحالية. 148- التخريج: البيت للحماسي في تخليص الشواهد ص196؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 98؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1570؛ وشرح شواهد المغني 2/ 864. اللغة: الطارق: القادم ليلا. يطرقها: يأتيها ليلا. المدية: السكين. المعنى: إني من بيت كريم، فحلالي تتمنى رؤية الذئب على رؤيتي، لكثرة ما أذبح منها للأضياف. الإعراب: الذئب: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. يطرقها: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". في الدهر: جار ومجرور متعلقان بـ"يطرقها". واحدة: نائب مفعول مطلق منصوب بالفتحة. وكل يوم: "الواو": عاطفة، و"كل": ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق بالفعل "تراني"، و"يوم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. تراني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". مدية: مبتدأ مرفوع بالضمة. بيدي: جار ومجرور، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف. وجملة "الذئب يطرقها": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يطرقها": في محل رفع خبر. وجملة "تراني": معطوفة على جملة "الذئب يطرقها" لا محل لها. وجملة "مدية بيدي": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "مدية بيدي" حيث جاء المبتدأ "مدية" نكرة واقعة في جملة الحال بدون الرابط، الواو.

العاشر: أن تقع بعد "إذا" المفاجأة، نحو: "خرجت فإذا أسد بالباب"، وقوله "من الوافر": 149- حَسِبْتُكَ فِي الْوَغَى مرْدَى حُرُوبٍ ... إذَا خَوَرٌ لَدَيكَ فَقُلْتُ سُحْقا بناء على أن "إذا" حرف كما يقول الناظم تبعا للأخفش، لا ظرف مكان كما يقول ابن عصفور تبعا للمبرد، ولا زمان كما يقول الزمخشري تبعا للزجاج1.

_ 149- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: حسبتك: ظننتك. الوغى: الحرب. مردى حروب: أي شجاع، ورام ماهر. الخور: الضعف. سحقا: بعدا، وهو دعاء بالشر. المعنى: يقول: لقد ظننتك بطلا شجاعا فإذا بك جبان لا يعتمد عليك. الإعراب: حسبتك: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به أول. في الوغى: جار ومجرور متعلقان بـ"حسب". مردى: مفعول به ثان، وهو مضاف. حروب: مضاف إليه مجرور. إذا: فجائية. خور: مبتدأ مرفوع. لديك: ظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. فقلت: "الفاء": حرف استئناف، "قلت": فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. سحقا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: سحقت سحقا. وجملة "حسبتك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إذا خور": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قلت سحقا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "سحقت سحقا" في محل نصب مقول القول. الشاهد: قوله: "إذا خور لديك" حيث ورد المبتدأ "خور" نكرة لوقوعه بعد "إذا" الفجائية. 1 قال محي الدين عبد الحميد: اعلم أن إذا المفاجأة تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في أول الكلام؛ لأن الغرض من الإتيان بها الدلالة على أن ما بعدها قد حصل بعد وجود ما قبلها على سبيل المفاجأة، وذلك لا يتأتى إلا بأن يسبقها شيء، وهي مع ذلك كله تدل على أن ما بعدها حاصل في حال حصول ما قبلها؛ بخلاف إذا الشرطية في هذه الأمور الأربعة؛ فإنها تختص بجمل الأفعال وإذا وليها اسم فهو على تقدير فعل على الراجح من مذاهب النحاة، وهي محتاجة إلى الجواب، وهي تقع في صدر الكلام، وهي تدل على أن جوابها حاصل بعد حصول الشرط؛ وقد اختلف العلماء في "إذا" المفاجأة أهي حرف أم اسم، فذهب الأخفش إلى أنها حرف، وأيد مذهبه هذا ابن مالك، والذين ذهبوا إلى أنها اسم قالوا: هي ظرف، ثم اختلفوا؛ فقال المبرد: هي ظرف مكان، وأيده في هذا ابن عصفور، وذهب الزجاج إلى أنها ظرف زمان؛ وأيده في هذا المذهب جار الله الزمخشري. والصحيح ما ذهب إليه الأخفش وجرى عليه ابن مالك؛ بدليل إجماعهم على صحة قولهم: خرجت فإذا إن زيدا بالباب، بكسر همزة إن، ووجه دلالة هذا على ما ذهبنا إليه أن "إذا" لو كانت في هذا المثال ظرفا لاحتاجت إلى متعلق تتعلق به، وهذا المتعلق إما أن يكون هو "خرجت" المتقدم، وإما أن يكون =

الحادي عشر: أن تقع بعد "لولا" كقوله "من البسيط": 150- لَوْلاَ اصْطِبَارٌ لأَوْدَى كُلُّ ذِي مِقَةٍ ... "لما استقلت مطاياهن للظعن" الثاني عشر: أن تقع بعد لام الابتداء، نحو: "لرجل قائم". الثالث عشر: أن تقع جوابا، نحو: "رجل" في جواب "من عندك؟ "، التقدير: رجل عندي. الرابع عشر: أن تقع بعد "كم" الخبرية، كقوله "من الكامل": 151- كَمْ عمَّةٌ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٌ ... فَدْعاءُ قَدْ حَلَبَتْ عَليَّ عِشارِي

_ = متعلق الجار والمجرور الذي هو خبر "إن"، وإما أن يكون غير مذكور في الكلام؛ والأمور الثلاثة باطلة: أما بطلان الأول فلأن ما قبل الفاء لا يعمل فيما بعدها، وأما الثاني فلأن معمول خبر إن لا يتقدم عليها ولو كان ظرفا أو جارا ومجرورا، وأما الثالث فلأن الأصل عدم الحذف. 150- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 112، والدرر 2/ 23؛ وشرح التصريح 1/ 170؛ وشرح ابن عقيل ص115؛ والمقاصد النحوية 1/ 532؛ وهمع الهوامع 1/ 101. شرح المفردات: أودى: هلك. المقة: الحب. استقل القوم: ارتحلوا. المطايا: ج المطية، وهي الدابة التي تركب. الظعن: الارتحال. المعنى: يقول: لولا الاصطبار والتجلد على رحيل الأحباب لقضى كل محب لا محالة. الإعراب: "لولا": حرف شرط غير جازم، حرف امتناع لوجود. "اصطبار": مبتدأ مرفوع وخبره محذوف تقديره: "موجود". "لأودى": اللام واقعة في جواب الشرط، "أودى" فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. "كل": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "مقة": مضاف إليه مجرور. "لما": ظرف زمان مبني في محل نصب متعلق بـ"أودى". "استقلت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "مطاياهن": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف، "هن": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "للظعن": جار ومجرور متعلقان بـ"استقلت". وجملة: "لولا اصطبار ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لأودى ... " جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "استقلت مطاياهن" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "لولا اصطبار" حيث جاءت النكرة مبتدأ بعد "لولا". 151- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 361؛ والأشباه والنظائر 8/ 123؛ وخزانة الأدب 6/ 458، 489، 492، 493، 495، 498؛ والدرر 4/ 45؛ وشرح التصريح 2/ 280؛ وشرح شواهد المغني 1/ 511؛ وشرح عمدة الحافظ ص536؛ وشرح المفصل 4/ 133؛ والكتاب 2/ 72، 162، 166؛ ولسان العرب 4/ 573 "عشر"؛ واللمع 228؛ ومغني اللبيب 1/ 185؛ والمقاصد النحوية 4/ 489؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 331؛ وشرح ابن عقيل ص116؛ ولسان العرب 12/ 528 "كمم"؛ والمقتضب 3/ 58؛ والمقرب 1/ 312؛ وهمع الهوامع 1/ 254.

الخامس عشر: أن تكون مبهمة، كقوله "من المتقارب": 152- مُرَسَّعَةٌ بَيْنَ أرْسَاغِهِ ... بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أرْنَبَا

_ = شرح المفردات: الفدعاء: التي اعوجت أصابعها من الحلب، أو التي اعوجت مفاصلها. العشار: الناقة التي عمرها عشرة أشهر، أو التي أتى عليها عشرة أشهر من زمان حلبها. المعنى: يقول: إن لك يا جرير كثيرا من العمات والخالات الفدعاوات قد عملن عندي في حلب نوقي، أو في رعي ماشيتي. الإعراب: تروى "عمة" و"خالة" مرفوعتين ومجرورتين ومنصوبتين. فإن رويتهما مرفوعتين، فيجوز بـ"كم" أن تكون خبرية، أو استفهامية تهكمية في محل نصب مفعول مطلق، أو ظرف زمان متعلق بـ"حلبت" ومميزها محذوف مجرور إذا قدرت "كم" خبرية، أو منصوب إذا قدرت "كم" استفهامية. "عمة": مبتدأ مرفوع. "لك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"عمة". "يا": حرف نداء. "جرير": منادى مبني على الضم في محل نصب. "وخالة": الواو حرف عطف، "خالة": معطوف على "عمة". "فدعاء": نعت "خالة" مرفوع. "قد": حرف تحقيق. "حلبت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"حلب". "عشاري": مفعول به لـ"حلب" منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فإن نصبت "عمة" و"خالة" فتكون "كم" استفهامية في محل رفع مبتدأ. "عمة": تمييز منصوب. وجملة: "كم عمة ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: "يا جرير" اعتراضية وجملة: "قد حلبت ... " في محل رفع خبر المبتدأ "عمة" أو "كم". الشاهد: قوله: "عمة" حيث يجوز فيها الرفع على الابتداء، والمسوغ للابتداء بها وقوعها بعد "كم" الخبرية أو الاستفهامية. 152- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص128؛ وإنباه الرواة 4/ 174؛ ولسان العرب 8/ 123، 124 "رسع"، 8/ 318 "لسع" 12/ 401 "عسم"؛ ومجالس ثعلب 1/ 102؛ والمعاني الكبير ص211؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ص73؛ وشرح المفصل 1/ 36. اللغة: المرسعة: التعويذة التي تعلق بين الكوع والكرسوع مخافة العطب. الرسغ: المفصل بين الكف والساعد. العسم: اليبس أو الاعوجاج في الرسغ. المعنى: يخاطب الشاعر في بيت سابق أخته، ويطلب منها أن لا تتزوج رجلا جبانا، يضع التعاويذ خوف العطب، ويقعد عن الحروب، وفي رسغه يبس، يبحث عن الأرانب ليتخذ من كعابها تمائم. لأن العرب كانت تزعم أن كعاب الأرانب تبعد أذية السحرة والجن. الإعراب: "مرسعة" مبتدأ مرفوع. "بين": ظرف مكان منصوب، متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف. "أرساغه": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "به": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "عسم": مبتدأ مؤخر مرفوع. "يبتغي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أرنبا": مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة: "مرسعة بين أرساغه" في محل نصب نعت "بوهة" في البيت السابق. وجملة "به عسم" في محل نصب نعت "بوهه". وجملة "يبتغي أرنبا" في محل نصب نعت "بوهة". الشاهد: قوله: "مرسعة" حيث أتت مبتدأ وهي نكرة، وذلك لأنها مبهمة.

"وَلْيُقَسْ" على ما قيل "مَا لَمْ يُقَلْ"؛ والضابط حصول الفائدة. "مواضع تأخر الخبر وجوبا": 128- والأصل في الأخبار أن تؤخرا ... وجوزوا التقديم إذ لا ضرارا "وَالأَصْلُ فِي الأَخْبَارِ أنْ تُؤخَّرَا" عن المبتدآت؛ لأن الخبر يشبه الصفة من حيث أنه موافق في الإعراب لما هو له، دال عَلَى الحقيقة أو على شيء من سببية؛ ولما لم يبلغ درجتها في وجوب التأخير توسعوا فيه "وَجَوَّزُوا الْتَّقْدِيمَ إذْ لاَ ضَرَرا"1 في ذلك، نحو: "تميمي أنا" و"مشنوء من يشنؤك"، فإن حصل في التقديم ضرر فلعارض كما ستعرفه. 129- فامنعه حين يستوي الجزآن ... عرفا ونكرا عادمي بيان 130- كذا إذا ما الفعل كان الخبرا ... أو قصد استعماله منحصرا 131- أو كان مسندا لذي لام ابتدا ... أو لازم الصدر كمن لي منجدا إذا تقرر ذلك "فَامْنَعْهُ" أي: تقديم الخبر "حِينَ يَسْتَوِي الجزآنِ" يعني المبتدأ والخبر "عُرْفا وَنُكْرا" أي: في التعريف والتنكير، "عَادِمَي بَيَانِ" أي: قرينة تبين المراد، نحو: "صديقي زيد"، و"أفضل منك أفضل مني"؛ لأجل خوف اللبس، فإن لم يستويا، نحو: "رجل صالح حاضر"، أو استويا واجدي بيان -أي: قرينة تبين المراد- نحو: "أبو يوسف أبو حنيفة" جاز التقديم، فتقول: "حاضر رجل صالح"، و"أبو حنيفة أبو يوسف"؛ للعلم بخبرية المقدم، ومنه قوله "من الطويل": 153- بَنُونَا بَنُوا أَبنَائنَا وَبَنَاتُنَا ... بَنُوهنَّ أَبْنَاءُ الرِّجَالِ الأَبَاعدِ

_ 1 هذا مذهب البصريين، والكوفيين لا يجوزون تقديم الخبر أصلا، سواء أكان مفردا أم جملة، استوى مع المبتدأ، أم لم يستو. 153- التخريج: البيت للفرزدق في خزانة الأدب 1/ 444؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 66؛ وتخليص الشواهد ص198؛ والحيوان 1/ 346؛ والدرر 2/ 24؛ وشرح التصريح 1/ 173؛ وشرح شواهد المغني 2/ 848؛ وشرح ابن عقيل ص119؛ وشرح المفصل 1/ 99، 9/ 132؛ ومغني اللبيب 2/ 452؛ وهمع الهوامع 1/ 102. =

أي: بنوا أبنائنا مثل بنينا. و"كَذا" يمتنع التقديم "إذَا مَا الفِعْلُ" من حيث الصورة المحسوسة، وهو الذي فاعله ليس محسوسا بل مستترا "كَانَ الْخَبرا" لإيهام تقديمه -والحالة هذه- فاعلية المبتدأ، فلا يقال في نحو: "زيد قام": قام زيد، على أن زيدا مبتدأ، بل فاعل، فإن كان الخبر ليس فعلا في الحس: بأن يكون له فاعل محسوس؛ من ضمير بارز، أو اسم ظاهر، نحو: "الزيدان قاما"، و"الزيدون قاموا"، و"زيد قام أبوه" جاز التقديم، فتقول: "قاما الزيدان" و"قاموا الزيدون"، و"قام أبوه زيد"؛ للأمن من المحذور المذكور، إلا على لغة أكلوني البراغيث، وليس ذلك مانعا من تقديم الخبر؛ لأن تقديم الخبر أكثر من هذه اللغة، والحمل على الأكثر راجح، قاله في شرح التسهيل. وأصل التركيب: كذا إذا ما الخبر كان فعلا؛ لأن الخبر هو المحدث عنه، فلا يحسن جعله حديثا، لكنه قلب العبارة لضرورة النظم، وليعود الضمير على أقرب مذكور في قوله "أَوْ قُصِدَ اسْتِعْمَالُهُ مُنْحَصِرا" أي: وكذا يمتنع تقديم الخبر إذا استعمل منحصرا، نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} 1، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} 2؛ إذ لو قدم الخبر -والحالة هذه- لانعكس المعنى المقصود، ولأشعر التركيب حينئذٍ بانحصار المبتدأ. فإن قلت: المحذور منتف إذا تقدم الخبر المحصور بإلا مع "إلا".

_ = الإعراب: "بنونا": خبر مقدم للمبتدأ مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "بنو": مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "أبنائنا": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وبناتنا": الواو حرف عطف، "بناتنا" مبتدأ أول مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "بنوهن": مبتدأ ثان مرفوع، وهو مضاف، و"هن": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أبناء": خبر للمبتدأ الثاني، وهو مضاف. "الرجال": مضاف إليه. "الأباعد": نعت "الرجال" مجرور بالكسرة. وجملة: "بنونا ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بناتنا بنوهن ... " معطوفة من الجملة السابقة. وجملة: "بنوهن ... " في محل رفع خبر المبتدأ الأول. الشاهد: قوله: "بنونا بنو أبنائنا" حيث جاز تقديم الخبر على المبتدأ مع مساواتهما في التعريف، لأجل القرينة المعنوية، لأن الخبر هو محط الفائدة، فما يكون فيه التشبيه الذي تذكر الجملة لأجله فهو الخبر، وهو قوله: "بنونا" إذ المعنى أن بني أبنائنا مثل بنينا لا أن بنينا مثل بني أبنائنا. 1 آل عمران: 144. 2 الرعد: 7؛ والنازعات: 45.

قلت: هو كذلك، إلا أنهم ألزموه التأخير حملا على المحصور بإنما، وأما قوله "من الطويل": 154- "فيا رب هل إلا بك النصر يرتجى ... عليهم" وَهَلْ إلاَّ عَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فشاذ. وكذا يمتنع تقديم الخبر إذا كانت لام الابتداء داخلة على المبتدأ، نحو: "لزيد قائم"، كما أشار إليه بقوله: "أَوْ كَانَ" أي: الخبر "مُسْنَدا لذي لاَم ابْتَدَا"؛ لاستحقاق لام الابتداء الصدر، وأما قوله "من الكامل": 155- خَالِي لأَنْتَ وَمَنْ جَريرٌ خَالُهُ ... يَنَل الْعَلاَءَ وَيُكَرم الأَخْوَالاَ فشاذ، أو مؤول؛ فقيل: اللام زائدة، وقيل: اللام داخلة على مبتدأ محذوف، أي:

_ 154- التخريج: البيت للكميت في تخليص الشواهد ص192؛ والدرر 2/ 26؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 139؛ وشرح التصريح 1/ 173؛ والمقاصد النحوية 1/ 534؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص121؛ وهمع الهوامع 1/ 102. شرح المفردات: المعول: الذي يعتمد عليه. الإعراب: "فيا": الفاء بحسب ما قبلها، و"يا": حرف نداء. "رب": منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء المحذوفة ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "هل": حرف استفهام إنكاري دال على نفي. "إلا": حرف حصر. "بك": جار ومجرور متعلقان بـ"يرتجي"، أو بمحذوف خبر مقدم. "النصر": مبتدأ مرفوع. "يرتجى": فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "عليهم": جار ومجرور متعلقان بـ"يرتجى". "وهل": الواو حرف عطف، "هل": حرف استفهام إنكاري دال على نفي. "إلا": حرف حصر واستثناء. "عليك": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المقدم. "المعول": مبتدأ مؤخر. وجملة "يا رب ... " بحسب ما قبلها. وجملة "النصر يرتجى" استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة "يرتجى" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "عليك المعول" معطوفة على جملة "النصر يرتجى". الشاهد: قوله: "بك النصر" و"عليك المعول" حيث قدم الخبر المحصور بـ"إلا" في الموضعين شذوذا، والقياس القول: "هل النصر يرتجى إلا بك" و"هل المعول إلا عليك". ويجوز اعتبار جملة "يرتجى" خبرا للمبتدأ "النصر"، وعلى هذا الاعتبار لا شاهد عليه في صدر البيت. 155- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 10/ 323؛ وسر صناعة الإعراب ص378؛ وشرح التصريح 1/ 174؛ ولسان العرب 1/ 510 "شهرب"؛ والمقاصد النحوية 1/ 556. اللغة: العلاء: الشرف والرفعة. الإعراب: "خالي": خبر مقدم مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، أو =

لهو أنت، وقيل: أصله لخالي أنت، أخرت اللام للضرورة. "أَو" مسندا لمبتدأ "لاَزِمِ الْصَّدر" كاسم الاستفهام، والشرط، والتعجب، و"كم" الخبرية "كَمَنْ لِي مُنْجِدَا"، و"من يقم أحسن إليه"، و"ما أحسن زيدا"، و"كم عبيد لزيد"، ومنه قوله "من الكامل": كَمْ عَمَّةٍ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٍ ... فَدْعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَليَّ عِشَارِي1 وفي معنى اسم الاستفهام والشرط ما أضيف إليهما، نحو: "غلام من عندك؟ " و"غلام من يقم أقم معه" فهذه خمس مسائل يمتنع فيها تقديم الخبر. تنبيه: يجب أيضا تأخير الخبر المقرون بالفاء، نحو: "الذي يأتيني فله درهم" قاله في شرح الكافية. وهذا مشروع في المسائل التي يجب فيها تقديم الخبر. "مواضع تقدم الخبر وجوبا": 132- ونحو "عندي درهم"، و"لي وطر" ... ملتزم فيه تقدم الخبر 133- كذا إذا عاد عليه مضمر ... مما به عنه مبينا يخبر 134- كذا إذا يستوجب التصديرا ... كأين من علمته نصيرا 135- وخبر المحصور قدم أبدا ... كـ"ما لنا إلا اتباع أحمدا" "وَنَحْو: "عِندِي دِرْهَمٌ" و"لِي وَطَرْ"، و"قصدك غلامه رجل" "مُلْتَزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الْخَبَر"

_ = مبتدأ مرفوع. "لأنت": اللام: لام الابتداء، "أنت": ضمير في محل رفع مبتدأ مؤخر أو خبر المبتدأ، والوجه الأول هو الأصح. "ومن": الواو حرف استئناف. "من": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ أول. "جرير": مبتدأ ثان مرفوع. "خاله": خبر للمبتدأ الثاني، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ينل": فعل مضارع مجزوم تشبيها "لمن" الموصولية بالشرط، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "العلاء": مفعول به منصوب. "ويكرم": الواو حرف عطف، "يكرم": فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على "ينل"، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "الأخوالا": تمييز منصوب، و"أل" الداخلة على الأخوال زائدة، والتقدير: "ويكرم أخوالا". وجملة: "خالي لأنت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "من جرير خاله" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "جرير خاله" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينل" في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة "يكرم" معطوفة على جملة "ينل". الشاهد: قوله: "خالي لأنت" حيث قدم الخبر على المبتدأ الذي دخلت عليه لام الابتداء شذوذا. 1 تقدم بالرقم 151.

رفعا لإيهام كونه نعتا في مقام الاحتمال، إذ لو قلت: "درهم عندي"، و"وطر لي"، و"رجل قصدك غلامه"؛ احتمل أن يكون التابع خبرا للمبتدأ وأن يكون نعتا له؛ لأنه نكرة محضة، وحاجة النكرة إلى التخصيص ليفيد الإخبار عنها فائدة يعتد بمثلها آكد من حاجتها إلى الخبر، ولهذا لو كانت النكرة مختصة جاز تقديمها. نحو: {وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ} 1 و"كَذَا" يلتزم تقدم الخبر "إذَا عَادَ عَلَيْهِ مُضْمَرُ مِمَّا" أي: من المبتدأ الذي "بِهِ" أي: بالخبر "عَنْهُ" أي: عن ذلك المبتدأ "مُبِينا يُخْبَرُ". والمعنى أنه يجب تقديم الخبر إذا عاد عليه ضمير من المبتدأ، نحو: "على التمرة مثلها زبدا" وقوله "من الطويل": 156- أَهَابُكِ إجْلاَلا وَمَا بِكِ قُدْرَةٌ ... عَلَيَّ ولكِنْ مِلءُ عَيْنٍ حَبِيبُهَا فلا يجوز "مثلها زبدا على التمرة"، ولا "حبيبها ملء عين"، لما فيه من عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة. وقد عرفت أن قوله: "عاد عليه" هو على حذف مضاف، أي: عاد على ملابسه. و"كَذَا" يلتزم تقدم الخبر "إذا يَسْتَوْجِبُ الْتَصْدِيرَا" بأن يكون اسم استفهام، أو مضافا

_ 1 الأنعام: 2. 156- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص58؛ ولنصيب بن رباح في ديوانه ص68؛ وتخليص الشواهد ص201؛ وسمط اللآلي ص401؛ وشرح التصريح 1/ 176؛ والمقاصد النحوية 1/ 537؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص123؛ وشرح عمدة الحافظ ص173. شرح المفردات: أهابك: أخافك. إجلالا: إعظاما. المعنى: يقول مخاطبا حبيبته: إنني أشعر بالخوف أمامك لأنني أعظمك، وليست لك القدرة علي ولكنك حبيبة ملء العين، تسيطرين علي بحبك وعاطفتك. الإعراب: "أهابك": فعل مضارع مرفوع، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "إجلالا": مفعول لأجله منصوب. "وما": الواو حالية، و"ما": حرف نفي. "بك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. "قدرة": مبتدأ مؤخر مرفوع. "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"قدرة". أو بمحذوف نعت لـ"قدرة". "ولكن": "الواو": استئنافية، "لكن": حرف استدراك. "ملء": خبر مقدم للمبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "عين": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "حبيبها": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة: "أهابك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وما بك قدرة" في محل نصب حال. وجملة "لكن ملء عين حبيبها" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ملء عين حبيبها" حيث تقدم الخبر وجوبا لاتصال المبتدأ بضمير يعود على جزء من الخبر، وهو قوله: "عين".

إليه "كَأَيْنَ مَنْ عَلِمْتَهُ نَصِيرَا" و"صبيحة أي يوم سفرك". "وَخَبَرَ" المبتدأ "الْمَحْصُور" فيه بإلا أو بإنما "قَدِّمْ أبَدَا" على المبتدأ "كَمَا لَنَا إلا اتِّبَاعُ أَحْمَدَا"، و"إنما عندك زيد"؛ لما سلف. تنبيه: كذلك يجب تقديم الخبر إذا كان المبتدأ "أن" وصلتها، نحو: "عندي أنك فاضل"، إذ لو قدم المبتدأ لالتبست أن المفتوحة بالمكسورة، وأن المؤكدة بالتي هي لغة في "لعل"، ولهذا يجوز ذلك بعد "أما" كقوله "من البسيط": 157- عِنْدِي اصْطِبَارٌ وَأَمَا أنَّنِي جَزِعٌ ... يَوْمَ النَّوَى فَلِوَجْدٍ كَادَ يَبْرِينِي لأن "إن" المكسورة و"لعل" لا يدخلان هنا. اهـ.

_ 157- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 26؛ وشرح التصريح 1/ 175؛ وشرح شواهد المغني 2/ 661؛ ومغني اللبيب 1/ 279؛ والمقاصد النحوية 1/ 536؛ وهمع الهوامع 1/ 103. شرح المفردات: الاصطبار: التجلد واحتمال البين. الجزع: الخوف، أو الحزن وعدم احتمال البين. والنوى: البعد. الوجد: شدة الحب. يبريني: يضنيني ويهلكني. المعنى: يقول: إنه صبور على احتمال الشدائد، إلا أن الفراق كان صعبا عليه وكاد يهلكه. الإعراب: "عندي": ظرف مكان متعلق بخبر محذوف للمبتدأ، وهو مضاف؛ والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "اصطبار": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. "وأما": الواو حرف استئناف، و"أما": حرف تفصيل وشرط. "أنني": حرف مشبه بالفعل، والنون الثانية للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "أن". "جزع": خبر "أن" مرفوع بالضمة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع مبتدأ. "يوم": ظرف زمان متعلق بـ"جزع"، وهو مضاف. "النوى": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. "فلوجد": الفاء: حرف رابط جواب "أما"، و"لوجد" جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ المؤول من "أن" ومعموليها. "كاد": فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "يبريني": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وجملة: "عندي اصطبار" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أما أنني ... فلوجد" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كاد يبريني" في محل جر نعت "وجد". وجملة "يبريني" في محل نصب خبر "كاد". الشاهد: قوله: "أما أنني جزع ... " حيث وقع المصدر المؤول مبتدأ، وتقدم على خبره الذي هو الجار والمجرور. وقد جاز ذلك لأمن اللبس بين "أن" المفتوحة الهمزة وإن "المكسورة الهمزة لفظا" ولأمن اللبس بين "أن" المفتوحة الهمزة المؤكدة، والتي بمعنى "لعل" كما قال ابن هشام.

"مواضع حذف المبتدأ والخبر جوازا": 136- وحذف ما يعلم جائز كما ... تقول "زيد" بعد "من عندكما" 137- وفي جواب: "كيف زيد" قل "دنف" ... فزيد استغني عنه إذ عرف "وَحَذفُ مَا يُعْلَمُ" من الجزأين بالقرينة "جَائِزٌ كَمَا تَقُولُ زَيْدٌ" من غير ذكر الخبر "بَعْدَ" ما يقال لك: "مَنْ عِنْدَكُمَا؟ " والتقدير: "زيد عندنا، وإن شئت صرحت به. ولو كان المجاب به نكرة، نحو: "رجل"، قدر الخبر أيضا بعده. قال في شرح التسهيل: ولا يجوز أن يكون التقدير: "عندي رجل" إلا على ضعف. "وَفِي جَوَاب كَيْفَ زَيْدٌ؟ قلْ دَنِفْ" بغير ذكر المبتدأ "فَزَيْدٌ" المبتدأ "اسْتُغْنِيَ عَنْهُ" لفظا "إذْ" قد "عُرِفْ" بقرينة السؤال، والتقدير: هو دنف، وإن شئت صرحت به، وقد يحذف الجزآن معا إذا خلا محل مفرد، كقوله تعالى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} 1 أي: فعدتهن ثلاثة أشهر، فحذفت هذه الجملة لوقوعها موقع مفرد، وهو "كذلك"؛ لدلالة الجملة التي قبلها -وهي {فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ} 2- عليها. واعلم أن حذف المبتدأ والخبر منه ما سبيله الجواز كما سلف، ومنه ما سبيله الوجوب، وهذا شروع في بيانه. "مواضع حذف الخبر وجوبا": 138- وبعد لولا غالبا حذف الخبر ... حتم وفي نص يمين ذا استقر 139- وبعد واو عينت مفهوم مع ... كمثل "كل صانع وما صنع" 140- وقبل حال لا يكون خبرا ... عن الذي خبره قد أضمرا 141- كضربي العبد مسيئا وأتم ... تبييني الحق منوطا بالحكم "وَبَعْدَ لَوْلا" الامتناعية "غَالِبا" أي: في غالب أحوالها، وهو كون الامتناع معلقا بها على وجود المبتدأ الوجود المطلق "حَذْف الخَبْر حَتْمٌ" نحو: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ

_ 1 الطلاق: 4. 2 الطلاق: 4.

بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} 1، أي: ولولا دفع الله الناس موجود، حذف "موجود" وجوبا؛ للعلم به، وسد جوابها مسده، أما إذا كان الامتناع معلقا على الوجود المقيد -وهو غير الغالب عليها- فإن لم يدل على المقيد دليل وجوب ذكره، نحو: "لولا زيد سالمنا ما سلم" وجعل منه قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: "لولا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم"، وإن دل عليه دليل جاز إثباته وحذفه، نحو: "لولا أنصار زيد حموه ما سلم"، وجعل منه قول المعري "من الوافر": 158- يُذِيبُ الرُّعْبُ مِنْهُ كُلَّ عَضْبٍ ... فَلَولاَ الغِمْدُ يُمْسِكُهُ لسَالا واعلم أن ما ذكره الناظم هو مذهب الرماني، وابن الشجري، والشلوبين، وذهب الجمهور إلى أن الخبر بعد "لولا" واجب الحذف مطلقا، بناء على أنه لا يكون إلا كونا مطلقا، وإذا أريد الكون المقيد جعل مبتدأ، فتقول: لولا مسالمة زيد إيانا ما سلم، أي:

_ 1 البقرة: 251. 158- التخريج: البيت لأبي العلاء المعري في الجنى الداني ص600؛ والدرر 2/ 27؛ ورصف المباني ص295؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص128؛ ومغني اللبيب 1/ 273؛ والمقرب 1/ 84. شرح المفردات: الرعب: الخوف الشديد. العضب: السيف القاطع. الغمد: قراب السيف. المعنى: يقول: إن سطوته وشدة إخافته للأعداء يذيب سيوفهم، ولولا وجودها في أغمادها لسالت على الأرض. الإعراب: "يذيب": فعل مضارع مرفوع بالضمة. "الرعب": فاعل مرفوع بالضمة. "منه": جار ومجرور متعلقان بـ"الرعب". "كل": مفعول به منصوب وهو مضاف. "عضب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "فلولا": الفاء حرف استئناف، و"لولا": حرف امتناع لوجود. "الغمد": مبتدأ مرفوع. "يمسكه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "لسالا": اللام واقعة في جواب "لولا"، و"سالا" فعل ماض والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وجملة: "يذيب الرعب ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لولا الغمد ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يمسكه" في محل رفع خبر المبتدأ "الغمد". وجملة "لسالا" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. والتمثيل به في قوله: "فلولا الغمد يمسكه" الواقع بعد "لولا" لكونه خاصا، وقد دل عليه الدليل. وخبر المبتدأ الواقع بعد "لولا" يجوز ذكره ويجوز حذفه إذا كان كونا خاصا. والقياس عند الجمهور واجب الحذف.

موجودة، وأما الحديث فمروي بالمعنى، ولحنوا المعرّي. "وَفِي نَصِّ يَمِينٍ ذَا" الحكم، وهو حذف الخبر وجوبا "اسْتَقَر"، نحو: "لعمرك لأفعلن"، و"أَيمن الله لأقومن"، أي: لعمرك قسمي، وايمن الله يميني، فحذف الخبر وجوبا؛ للعلم به وسد جواب القسم مسده. فإن كان المبتدأ غير نص في اليمين جاز إثبات الخبر وحذفه، نحو: "عهد الله لأفعلن"، و"عهد الله عليّ لأفعلن". تنبيه: اقتصر في شرح الكافية على المثال الأول، وزاد ولده المثال الثاني، وتبعه عليه في التوضيح، وفيه نظر؛ إذ لا يتعين كون المحذوف فيه الخبر، لجواز كون المبتدأ هو المحذوف، والتقدير: قسمي أيمن الله، بخلاف المثال الأول، لمكان لام الابتداء. "وَ" كذا يجب حذف الخبر الواقع "بَعْدَ" مدخول "وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفْهُوْمَ مَعْ" وهي الواو المسماة بواو المصاحبة "كَمِثْلِ" قولك: "كُلُّ صَانِع وَمَا صَنَعْ"، و"كل رجل وضيعته" تقديره مقرونان، إلا أنه لا يذكر؛ للعلم به، وسد العطف مسده1.

_ 1 قال محيي الدين عبد الحميد: اعلم أن المراد في هذا الموضع بكون الواو نصا في المعية أن دلالتها على المعية أظهر من دلالتها على غيرها؛ وللعلماء في هذا الموضع اختلافان "أحدهما" هل هناك محذوف لا بد من تقديره أولا؟ "والثاني" هل هذا المحذوف ممتنع الذكر أو هو جائز الذكر؟ فأما عن الخلاف الأول فقد ذهب البصريون إلى أن في نحو قولك: "كل رجل وضيعته" من كل مبتدأ عطف عليه اسم بالواو الدالة. على المعية نصا؛ محذوفا هو خبر المبتدأ؛ وذهب الكوفيون والأخفش إلى أن الكلام تام مستغن عن تقدير شيء؛ وذلك من قبل أن الواو بمعنى "مع" وأنت لو ذكرت "مع" في الكلام فقلت: "كل رجل مع ضيعته" لكان الكلام تاما مستغنيا عن التقدير؛ فكذا ما هو بمعنى ذلك، وقد رد العلامة رضى الدين هذا المذهب بقوله: "وقال الكوفيون: وضيعته خبر المبتدأ؛ لأن الواو بمعنى "مع"، فكأنك قلت: كل رجل مع ضيعته، فإذا صرحت بمع لم تحتج إلى تقدير الخبر، فكذا مع الواو التي بمعناه؛ فلا يكون هذا المثال إذا مما نحن فيه، أي: مما حذف خبره، وفيه نظر، لأن الواو إن كانت بمعنى "مع" تكون في اللفظ للعطف، فإذا كانت وضيعته عطفا على المبتدأ لم يكن خبرا، فإن قيل: يجوز أن يكون رفع ما بعد الواو منقولا عن الواو ولكونها خبر المبتدأ، فالجواب أن "مع" إذا وقع =

فإن لم تكن الواو للمصاحبة نصاً كما في نحو: "زيد وعمرو مجتمعان" لم يجب الحذف، قال الشاعر "من الطويل": 159- تَمَنَّوْا لي الْمَوْتَ الَّذِي يَشْعَبُ الفَتْى ... وَكلُّ امْرئ والْمَوتُ يَلْتَقِيْانِ

_ = خبرا عن المبتدأ لا يستحق الرفع لفظا حتى ينقل إلى ما بعده، بل يكون منصوبا لفظا على الظرفية مرفوعا محلا لقيامه مقام الخبر، نحو: "زيد معك"، كما تقول: "زيد عندك" اهـ كلامه، ورد قوم ما ذهب إليه الكوفيون بأن كون الشيء بمعنى الشيء لا يستلزم أن يكون شأنهما واحدا من حيث الإعراب، وكلام المحقق الرضي في الواقع بيان للفرق بين الواو ومع في الاستعمال. وأما عن الخلاف الثاني فإنا وجدنا النحاة قديمهم وحديثهم يذكرون هذا الموضع مما يجب فيه حذف الخبر، ويعللون للحذف ولوجوبه بما ستسمع، ولكن المحقق الرضي وقف من هذا الموضع موقف المتشكك الحائر، ثم استظهر في آخر بحثه أن هذا الموضع مما يغلب فيه حذف الخبر، وليس مما وجب فيه حذفه، قال: "وقال البصريون الخبر محذوف، أي: كل رجل وضيعته مقرونان، وفيه أيضا إشكال، إذ ليس في تقديرهم لفظ يسد مسد الخبر فكيف حذف وجوبا، وإنما قلنا ذلك لأن الخبر مثنى، فمحله بعد المعطوف، وليس بعد المعطوف لفظ يسد مسد الخبر، ولو تكلفنا وقلنا: التقدير كل رجل مقرون وضيعته، أي هو مقرون بضيعته, وضيعته مقرونة به، كما تقول: زيد قائم وعمرو، ثم حذف "مقرون" وأقيم المعطوف مقامه، لبقي البحث في حذف خبر المعطوف وجوبا من غير ساد مسده، ويجوز أن يقال عند ذلك: إن المعطوف أجري مجرى المعطوف عليه في وجوب حذف خبره؛ هذا، والظاهر أن حذف الخبر في مثله غالب لا واجب" اهـ، وقد تكلم ابن قاسم في الرد على ما ذكر الرضي كلاما ليس من شأننا أن نحكيه؛ لأننا لا نقره ولا نوافق عليه، فارجع إليه إن شئت في حواشي الصبان، ومما ذكر فيه الخبر ما حكاه الرضي من قول علي رضي الله عنه: "فأنتم والساعة في قرن". 159- التخريج: البيت للفرزدق في شرح التصريح 1/ 180؛ والمقاصد النحوية 1/ 543؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص211؛ وخزانة الأدب 6/ 283. شرح المفردات: يشعب: يصدع ويفرق. المعنى: يقول: تمنوا لي الموت، وإن حدث فذلك شأن كل إنسان حي. الإعراب: "تمنوا": فعل ماض، والواو: فاعل، والألف فارقة. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"تمنوا". "الموت": مفعول به منصوب. "الذي": اسم موصول في محل نصب نعت "الموت". "يشعب": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "الفتى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. "وكل": الواو حرف استئناف، و"كل": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "امرئ": مضاف إليه مجرور. "والموت": الواو حرف عطف، "الموت": معطوف على "كل" مرفوع. "يلتقيان": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل. وجملة: "تمنوا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يشعب ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "كل امرئ ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يلتقيان" في محل رفع خبر المبتدأ. =

وزعم الكوفيون والأخفش أن نحو: "كل رجل وضيعته" مستغن عن تقدير خبر؛ لأن معناه مع ضيعته، فكما أنك لو جئت بـ"مع" موضع الواو لم تحتج إلى مزيد عليها وعلى ما يليها في حصول الفائدة كذلك لا تحتاج إليه مع الواو ومصحوبها. "وَقَبْلَ حَالٍ لاَ يَكُونُ خَبَرا"، أي: ويجب حذف الخبر إذا وقع قبل حال لا تصلح خبرا "عَنِ" المبتدأ "الَّذِي خَبرُهُ قَدْ أُضْمِرا" وذلك فيما إذا كان المبتدأ مصدرا عاملا في اسم، مفسر لضمير ذي حال بعده لا تصلح لأن تكون خبرا عن ذلك المبتدأ، أو اسم تفضيل مضافا إلى المصدر المذكور أو إلى مؤول به، فالأول "كَضَرْبِيَ الْعَبْدَ مُسِيئا" وَالثاني مثل "أَتم تَبيِيني الحقَّ مَنُوطا بِالْحكَمْ" إذا جعل "منوطا" جاريا على الحق لا على المبتدأ، والثالث نحو: "أخطب ما يكون الأمير قائما"، والتقدير: إذ كان، أو: إذا كان، مسيئا ومنوطا وقائما؛ فمسيئا ومنوطا وقائما: نصب على الحال من الضمير في "كان"، وحذفت جملة "كان" التي هي الخبر للعلم بها وسد الحال مسدها، وقد عرفت أن هذه الحال لا تصلح خبرا لمباينتها المبتدأ، إذ الضرب مثلا لا يصح أن يخبر عنه بالإساءة. فإن قلت: جعل هذا المنصوب حالا مبني على أن "كان" تامة، فلم لا جعلت ناقصة والمنصوب خبرها؛ لأن حذف الناقصة أكثر؟ فالجواب أنه منع من ذلك أمران: أحدهما: أنا لم نر العرب استعملت في هذا الموضع إلا أسماء منكورة مشتقة من المصادر، فحكمنا بأنها أحوال، إذ لو كانت أخبارا لـ"كان" المضمرة لجاز أن تكون معارف ونكرات ومشتقة وغير مشتقة. الثاني: وقوع الجملة الاسمية مقرونة بالواو موقعه، كقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" وقول الشاعر "من البسيط": 160- غيْرُ اقْتِراني مِنَ الْمَوْلى حَلِيْفَ رِضا ... وَشَرُّ بُعْدِي عَنْهُ وَهْوَ غَضْبَانُ

_ = الشاهد: قوله: "وكل امرئ والموت يلتقيان" حيث ذكر الخبر الذي هو جملة: "يلتقيان"، لأن "الواو" في قوله: "والموت" ليست نصا في معنى المصاحبة أو الاقتران، ولو كانت كذلك لكان حذف الخبر واجبا لا معدل للمتكلم عنه، كما في قولك: "كل ثوب وقيمته". 160- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص650؛ والدرر 2/ 30؛ والمقاصد النحوية 1/ 579؛ وهمع الهوامع 1/ 107. =

فإن قلت: فما المحوج إلى إضمار "كان" لتكون عاملة في الحال؟ وما المانع أن يعمل فيها المصدر؟ فالجواب أنه لو كان العامل في الحال هو المصدر لكانت من صلته، فلا تسد مسد خبره؛ فيفتقر الأمر إلى تقدير خبر؛ ليصح عمل المصدر في الحال، فيكون التقدير: ضربي العبد مسيئا موجود، وهو رأي كوفي. وذهب الأخفش إلى أن الخبر المحذوف مصدر مضاف إلى ضمير ذي الحال، والتقدير: ضربي العبد ضربه مسيئا، واختاره في التسهيل. وقد منع الفراء وقوع هذه الحال فعلا مضارعا، وأجازه سيبويه، ومنه قوله "من الرجز": 161- وَرَأْيُ عَيْنِي الْفَتَى أَبَاكَا ... يُعْطِي الْجَزيلَ فَعَلَيْكَ ذَاكَا

_ = اللغة: الحليف: المساعد. الإعراب: خبر: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. اقترابي: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من المولى: جار ومجرور متعلقان بـ"اقتراب". حليف: حال منصوب سد مسد الخبر، وهو مضاف. رضا: مضاف إليه مجرور. وشر: "الواو": حرف عطف، "شر": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. بعدي: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. عنه: جار ومجرور متعلقان بـ"بعدي": وهو: "الواو": حالية، "هو": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. غضبان: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة "خير اقترابي ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شر بعدي": معطوفة على سابقتها. وجملة: "هو غضبان": في محل نصب حال سدت مسد الخبر تقديره: "وشر بعدي عن المولى" إذا كان والحال أنه غضبان. الشاهد: قوله: "وشر بعدي عنه وهو غضبان" حيث جاء الحال سادا مسد الخبر جملة اسمية مقترنة بالواو، وهذا يدل على أن "كان" المقدرة هي تامة لأنها لو كانت ناقصة لاحتاجت إلى خبر، والخبر لا يقترن بالواو. 161- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص181؛ والدرر 2/ 28؛ والكتاب 1/ 191؛ والمقاصد النحوية 1/ 572؛ وبلا نسبة في تلخيص الشواهد ص212؛ والدرر 5/ 249؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 389؛ وهمع الهوامع 1/ 107، 2/ 93. اللغة: الجزيل: الكثير. عليك ذاك: أي لا تقصر فيه. الإعراب: ورأي: "الواو": بحسب ما قبلها، "رأي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. عيني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، و"الياء": الثانية ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الفتى: مفعول به للمصدر. أباكا: بدل أو عطف بيان من "الفتى"، و"الألف" للإطلاق. يعطي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير =

أما إذا صلح الحال لأن يكون خبرًا لعدم مباينته للمبتدأ فإنه يتعين رفعه خبرًا، فلا يجوز "ضربي زيدًا شديدًا" وشذ قولهم: "حكمك مسمطًا"، أي: حكمك لك مثبتًا، كما شذ "زيد قائمًا"، و"خرجت فإذا زيد جالسًا" فيما حكاه الأخفش، أي: ثبت قائمًا وجالسًا. ولا يجوز أن يكون الخبر المحذوف "إذ كان" أو "إذا كان"؛ لما عرفت من أنه لا يجوز الإخبار بالزمان عن الجثة. "مواضع حذف المبتدأ وجوبا": تنبيه: لم يتعرض هنا لمواضع وجوب حذف المبتدأ، وعدها في غير هذا الكتاب أربعة: الأول: ما أخبر عنه بنعت مقطوع للرفع؛ في معرض مدح، أو ذم، أو ترحم. الثاني: ما أخبر عنه بمخصوص "نعم" و"بئس" المؤخر، نحو: "نعم الرجل زيد"، و"بئس الرجل عمرو" إذا قدر المخصوص خبرًا، فإن كان مقدمًا، نحو: "زيد نعم الرجل"، فهو مبتدأ لا غير؛ وقد ذكر الناظم هذين في موضعهما من هذا الكتاب. الثالث: ما حكاه الفارسي من قولهم: "في ذمتي لأفعلن"، التقدير: في ذمتي عهد أو ميثاق. الرابع: ما أخبر عنه بمصدر مرفوع، جيء به بدلًا من اللفظ بفعله، نحو: "سمع وطاعة"، أي: أمري سمع وطاعة، ومنه قوله "من الطويل": 162- وَقَالَتْ حَنَانٌ مَا أَتى بِكَ ها هُنَا ... أَذُو نَسَبٍ أَمْ أنْتَ بِالْحَيِّ عَارِفُ

_ = مستتر فيه جوازا تقديره "هو". الجزيل: مفعول به منصوب بالفتحة. فعليك: "الفاء": استئنافية، "عليك": اسم فعل أمر بمعنى الزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. ذاكا: اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به لاسم فعل الأمر. والألف حرف للإطلاق. وجملة "رأي عيني ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "يعطي ... ": في محل نصب حال، وقد سدت مسد الخبر. وجملة "فعليك ذاكا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "يعطي الجزيل" حيث سددت الحال مسد الخبر، وهي جملة فعلية وهذا جائز حسب رأي الكسائي والأخفش، وغير جائز حسب الفراء. 162- التخريج: البيت لمنذر بن درهم الكلبي في خزانة الأدب 2/ 112؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 235؛ وبلا نسبة في أمالي الزجاجي ص131؛ والدرر اللوامع 3/ 66؛ وشرح التصريح 1/ 177؛ وشرح =

أي: أمري حنان، أي: رحمة، وقول الراجز: 163- شَكَا إليَّ جَمَلِي طُولَ السَّرى ... صَبْرٌ جَميلٌ فَكِلانَا مُبْتَلَى

_ = عمدة الحافظ ص190؛ وشرح المفصل 1/ 118؛ والصاحبي في فقه اللغة ص266؛ والكتاب 1/ 320، 349؛ ولسان العرب 13/ 129 "حنن"؛ والمقاصد النحوية 1/ 539؛ والمقتضب 3/ 225؛ وهمع الهوامع 1/ 189. شرح المفردات: الحنان: العطف والرحمة. المعنى: يصور الشاعر غيرة محبوبته التي التقاها مصادفة، فأنكرته خوفا عليه من قومها الغيارى ورحمة به على تجشمه الأهوال، فلقنته جوابا إذا ما سأله أحد عن سبب مجيئه، وهو النسب أو المعرفة بالحي. الإعراب: "وقالت": الواو بحسب ما قبلها، "قالت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ... جوازا هي. "حنان": خبر لمبتدأ محذوف تقديره "أمري". "ما": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "أتى": فعل ماض وفاعله ... "هو". "بك": جار ومجرور متعلقان بـ"أتى". "ههنا": "ها": للتنبيه، "هنا": ظرف مكان متعلق بـ"أتى". "أذو": الهمزة للاستفهام، و"ذو": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أأنت ذو نسب، وهو مضاف. "نسب": مضاف إليه مجرور. "أم": حرف عطف. "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "بالحي": جار ومجرور متعلقان بـ"عارف". "عارف": خبر المبتدأ. وجملة: "قالت" بحسب ما قبلها. وجملة "أمري حنان" في محل نصب مفعول به. وجملة "ما أتى بك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أتى بك" في محل رفع خبر المبتدأ "ما". وجملة: "أذو نسب" المؤلفة من المبتدأ المحذوف والخبر استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنت بالحي عارف" معطوفة على جملة "أذو نسب". الشاهد: قوله: "حنان" المرفوع بتقدير مبتدأ، أي "أمري حنان"، وهو نائب عن المصدر الواقع بدلا من الفعل. 163- التخريج: البيت للملبد بن حرملة في شرح أبيات سيبويه 1/ 317؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 107؛ والكتاب 1/ 321؛ ولسان العرب 14/ 440 "شكا". اللغة: السرى: السير ليلا. الإعراب: شكا: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة. إلي: جار ومجرور متعلقان بـ"شكا". جملي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. طول: مفعول به منصوب، وهو مضاف. السرى: مضاف إليه مجرور. صبر: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "أمرنا". جميل: نعت "صبر" مرفوع. فكلانا: "الفاء": تعليلية، "كلانا": مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. مبتلى: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة. وجملة "شكا إلي جملي ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة "صبر جميل": استئنافية لا محل لها من الأعراب. وجملة "كلانا مبتلى": تعليلية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "صبر جميل" حيث رفع "صبر" على أنه خبر لمبتدأ محذوف.

أي: أمرنا صبر جميل. "تعدد الخبر وأنواعه": 142- وأخبروا باثنين أو بأكثرا ... عن واحد كـ"هم سراة شعرا" "وَأَخْبَرُوا باثْنِينِ أَوْ بِأَكْثَرا عَنْ" مبتدأ "وَاحِد"؛ لأن الخبر حكم، ويجوز أن يحكم على الشيء الواحد بحكمين فأكثر. ثم تعدد الخبر على ضربين: الأول: تعدد في اللفظ والمعنى "كَهُمْ سَرَاةٌ شُعَرَا", ونحو: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} 1، وقوله "من الرجز": 164- مَنْ يَكُ ذَا بَت فَهَذَا بَتِّي ... مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشتِّي

_ 1 البروج: 14، 16. 164- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص189؛ وجمهرة اللغة ص62؛ والدرر 2/ 33؛ والمقاصد النحوية 1/ 561؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 725؛ وتخليص الشواهد ص214؛ والدرر 5/ 109؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 33؛ وشرح المفصل 1/ 99؛ والكتاب 2/ 84؛ ولسان العرب 2/ 8 "بتت"، 7/ 456 "قيظ"، 9/ 201 "صيف"، 14/ 421 "شتا"؛ وهمع الهوامع 1/ 108، 2/ 67. اللغة: البت: الكساء، أو طيلسان من خز. المقيظ: الذي يكفي للقيظ أي الحر. المصيف: الذي يكفي للصيف. المشتي: الذي يكفي للشتاء. المعنى: يقول: "إذا كان لامرئ كساءا، فإن لي كساء يكفيني لجميع الفصول. الإعراب: "من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. "يك": فعل مضارع ناقص مجزوم، لأنه فعل الشرط، لأنه فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "ذا": خبر "يك" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "بت": مضاف إليه مجرور. "فهذا": الفاء رابطة جواب الشرط، "هذا": اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. "بتي": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "مقيظ": خبر أول لمبتدأ محذوف تقديره: "هو" مرفوع. "مصيف": خبر ثان للمبتدأ المحذوف "هو". "مشتي": خبر ثالث للمبتدأ "هو"، والياء للإشباع. وجملة: "من يك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يك ذا بت" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "فهذا بتي" في محل جزم جواب الشرط. وجملة: "هو مقيظ" في محل رفع صفة لـ"بتي". الشاهد: قوله: "فهذا بتي مقيظ، مصيف، مشتي" حيث وردت أخبار متعددة لمبتدأ واحد من غير عطف.

وقوله "من الطويل": 165- يَنَامُ بِإحْدَى مُقْلَتَيهِ وَيَتَّقِي ... بِأُخْرَى الأَعَادِي فَهْوَ يَقْظَانُ نَائِمُ وهذا الضرب يجوز فيه العطف وتركه. والثاني: تعدد في اللفظ دون المعنى، وضابطه أن لا يصدق الإخبار ببعضه عن المبتدأ، نحو: "هذا حلو حامض"، أي: مز، و"هذا أعسر أيسر"، أي: أضبط، وهذا الضرب لا يجوز فيه العطف، خلافا لأبي علي. هكذا اقتصر الناظم على هذين النوعين في شرح الكافية، وزاد ولده في شرحه نوعا ثالثا يجب في العطف، وهو أن يتعدد الخبر لتعدد ما هو له: إما حقيقة، نحو: "بنوك كاتب وصائغ وفقيه"، وقوله "من المتقارب": 166- يَدَاكَ يَدٌ خَيْرُهَا يُرْتَجَى ... وَأُخْرَى لأَعْدَائِهَا غائظَهْ

_ 165- التخريج: البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص105؛ وأمالي المرتضى 2/ 213؛ وخزانة الأدب 4/ 292؛ والشعر والشعراء 1/ 398؛ والمقاصد النحوية 1/ 562؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص214. اللغة: المقلة: العين. الإعراب: "ينام": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "بإحدى": جار ومجرور متعلقان بـ"ينام"، وهو مضاف. "مقلتيه": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ويتقي": الواو حرف عطف، "يتقي" فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "بأخرى": جار ومجرور متعلقان بـ"يتقي". "الأعادي": مفعول به منصوب. "فهو": الفاء حرف استئناف، "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "يقظان": خبر المبتدأ مرفوع. "نائم": خبر ثان للمبتدأ "هو" مرفوع. وجملة: "ينام" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يتقي" معطوفة على الجملة الأولى. وجملة: "هو يقظان" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فهو يقظان نائم" حيث وقع خبران لمبتدأ واحد من غير عطف. 166- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ملحق ديوانه ص155؛ وشرح التحصيل 1/ 182؛ والمقاصد النحوية 1/ 572؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 17، 18؛ وتخليص الشواهد ص212؛ وخزانة الأدب 1/ 133؛ ولسان العرب 7/ 454 "غيظ". المعنى: يقول عن ممدوحه إنه رجل جواد، نافع لأصحابه وطالبي معروفه، كما أنه شجاع مغيظ لأعدائه ومناوئيه. الإعراب: "يداك": مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر =

وإما حكما كقوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ} 1. واعترضه في التوضيح فمنع أن يكون النوع الثاني والثالث من باب تعدد الخبر بما حاصله أن قولهم: "حلو حامض" في معنى الخبر الواحد؛ بدليل امتناع العطف وأن يتوسط بينهما مبتدأ، وأن نحو قوله: يَدَاك يَدٌ خَيْرُها يُرْتَجَى ... وأخرى لأعدائها غائظه2 في قوة مبتدأين لكل منهما خبر، وأن نحو: {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} 3 الثاني: تابع لا خبر. قلت: وفي الاعتراض نظر: أما ما قاله في الأول فليس بشيء؛ إذ لم يصادم كلام الشارح، بل هو عينه؛ لأنه إنما جعله متعددا في اللفظ دون المعنى، وذكر له ضابطا بأن لا يصدق الإخبار ببعضه عن المبتدأ، كما قدمته، فكيف يتجه الاعتراض عليه بما ذكر؟ وأما الثاني فهو أن كون "يداك" ونحوه في قوة مبتدأين لا ينافي كونه بحسب اللفظ مبتدأ واحدا؛ إذ النظر إلى كون المبتدأ واحدا أو متعددا إنما هو إلى لفظه، لا إلى معناه، وهو واضح لا خفاء فيه. وأما قوله في الثالث: "أن الثاني يكون تابعا لا خبرا" فإنا نقول: لا منافاة أيضا بين

_ = بالإضافة. "يد": خبر المبتدأ مرفوع. "خيرها": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "يرتجى": فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "وأخرى": الواو حرف عطف، "أخرى" معطوف على "يد". "لأعدائها": جار ومجرور متعلقان بـ"غائظه" وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "غائظه": نعت "أخرى" مرفوع، وسكن لضرورة الوزن. وجملة: "يداك يد" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "خيرها يرتجى" في محل رفع نعت "يد". وجملة "يرتجى" في محل رفع خبر المبتدأ "خيرها". الشاهد: قوله: "يداك يد ... وأخرى" حيث جاء الخبر متعددا لتعدد المخبر عنه، ولذلك وجب العطف بالواو. 1 الحديد: 20. 2 تقدم بالرقم 166. 3 الحديد: 20.

كونه تابعًا وكونه خبرًا، إذ هو تابع من حيث توسط الحرف بينه وبين متبوعه، خير من حيث عطفه على خبر؛ إذ المعطوف على الخبر خبر، كما أن المعطوف على الصلة صلة، والمعطوف على المبتدأ مبتدأ، وغير ذلك، وهو أيضًا ظاهر. "اقتران الخبر بالفاء": خاتمة: حق خبر المبتدأ أن لا تدخل عليه فاء؛ لأن نسبته من المبتدأ نسبة الفعل من الفاعل ونسبة الصفة من الموصوف؛ إلا أن بعض المبتدآت يشبه أدوات الشرط فيقترن خبره بالفاء: إما وجوبًا؛ وذلك بعد أما نحو: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} 1. وأما قوله: أَمَّا الْقِتَالُ لاَ قِتَالَ لَدَيْكُمُ2 فضرورة، وإما جوازًا، وذلك: إما موصولة بفعل لا حرف شرط معه، أو بظرف، وإما موصوف بهما، أو مضاف إلى أحدهما، وإما موصوف بالموصول المذكور؛ بشرط قصد العموم، واستقبال معنى الصلة أو الصفة، نحو: "الذي يأتيني -أو في الدار- فله درهم"، و"رجل يسألني ... أو في المسجد, فله برّ"، و"كل الذي تفعل فلك أو عليك"، و"كل رجل يتقي الله فسعيد"، و"السعي الذي تسعاه فستلقاه". فلو عدم العموم لم تدخل الفاء؛ لانتفاء شبه الشرط، وكذا لو عدم الاستقبال، أو وجد مع الصلة أو الصفة حرف شرط. وإذا دخل شيء من نواسخ الابتداء على المبتدأ الذي اقترن خبره بالفاء أزال الفاء، إن لم يكن "إن"، أو "أن"، أو "لكن" بإجماع المحققين، فإن كان الناسخ "إن" و"أن" و"لكن" جاز بقاء الفاء، نص على ذلك في "إن" و"أن" سيبويه، وهو الصحيح الذي ورد نص القرآن المجيد به، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} 3، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} 4، {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ

_ 1 فصلت: 17. 2 تقدم بالرقم 141. 3 الأحقاف: 13. 4 آل عمران: 91.

بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} 1، {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} 2، {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} 3، ومثال ذلك مع "لكن" قول الشاعر "من البسيط": 167- بِكُل دَاهِيَةٍ أَلْقَى الْعِدَاءَ وَقَدْ ... يُظَنُّ أَنِّي فِي مَكْرِي بِهِمْ فَزِعُ كَلاَّ وَلَكِنَّ مَا أُبْدِيهِ مِنْ فَرَقٍ ... فَكَيْ يُغَرُّوا فَيُغْرِيهمْ بِيَ الْطَّمَعُ

_ 1 آل عمران: 21. 2 الأنفال: 41. 3 الجمعة: 8. 167- التخريج: لم أقع عليهما فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: الداهية: الرجل البصير بعواقب الأمور. المكر: الخداع. الفزع: الخائف. الفرق: الخوف. الإعراب: بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"ألقى"، وهو مضاف. داهية: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ألقى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". العداء: مفعول به منصوب. وقد: "الواو" حالية. "قد" حرف تقليل. يظن: فعل مضارع للمجهول مرفوع. أني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". في مكري: جار مجرور متعلقان بـ"فزع"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. بهم: جار ومجرور متعلقان بـ"مكري". فزع: خبر "إن" مرفوع. كلا: حرف جواب وردع. والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها في محل نصب مفعول به. ولكن: "الواو": حرف استئناف، "لكن": حرف مشبه بالفعل. ما: اسم موصول مبني في محل نصب اسم "لكن". أبديه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". من فرق: جار ومجرور متعلقان بـ"أبدي". فكي: "الفاء": زائدة، "كي": حرف جر للتعليل. يغروا: فعل مضارع للمجهول منصوب بـ"أن" مضمرة وعلامة نصبه النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. والمصدر المؤول من "أن يغروا" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "لكن". فيغريهم: "الفاء": تعليلية. "يغريهم": فعل مضارع مرفوع، و"هم" ضمير في محل نصب مفعول به. بي: جار ومجرور متعلقان بـ"يغريهم". الطمع: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "بكل داهية ألقى ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد يظن": في محل نصب حال. وجملة "لكن ما أبديه": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبديه": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "فيغريهم": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ولكن ما أبديه ... فكي يغروا" زاد الفاء على خبر المبتدأ المنسوخ بـ"لكن" لكونه أشبه اسم الشرط وأشبه خبره الجواب.

وقال الآخر "من الطويل": 168- فَوَاللَّهِ مَا فَارَقْتُكُمْ قَالِيا لَكُمْ ... وَلَكِنَّ مَا يُقْضَى فَسَوْفَ يَكُوْنُ وروي عن الأخفش أنه منع دخول الفاء بعد "أن"، وهذا عجيب؛ لأن زيادة الفاء في الخبر على رأيه جائزة، وإن لم يكن المبتدأ يشبه أداة الشرط، نحو: "زيد فقائم" فإذا دخلت "إن" على اسم يشبه أداة الشرط فوجود الفاء في الخبر أحسن وأسهل من وجودها في خبر "زيد" وشبهه، وثبوت هذا عن الأخفش مستبعد. والله أعلم.

_ 168- التخريج: البيت للأفوه الأودي في الدرر 2/ 40، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أمالي القالي 1/ 99؛ وأوضح المسالك 1/ 348؛ وشرح التصريح 1/ 225؛ ومعجم البلدان 2/ 220 "الحجاز"؛ والمقاصد النحوية 2/ 415؛ وهمع الهوامع 1/ 110. اللغة: شرح المفردات: قاليا: كارها، مبغضا، يقضى: يقدر. المعنى: يقسم بان فراقه لهم ليس كرها لهم وإنما هو قضاء من الله وقدره. الإعراب: فوالله: الفاء حسب ما قبلها، والواو: حرف جر للقسم، و"الله": اسم الجلالة مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف تقديره: "أقسم". ما: حرف نفي. فارقتكم: فعل ماض مبني على السكون. والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. و"كم": ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"قاليا". ولكن: الواو: حرف عطف. "لكن": حرف مشبه بالفعل. ما: اسم موصول مبني في محل نصب اسم "لكن". يقضى: فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". فسوف: الفاء: زائدة. "سوف": حرف تسويف. يكون: فعل مضارع تام، مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة: "والله ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فارقتكم" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "لكن ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يقضى" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "سوف يكون" في محل رفع خبر "لكن". الشاهد فيه قوله: "فسوف يكون" حيث دخلت الفاء خبر "لكن"، وهذا جائز.

كان وأخواتها

كَانَ وَأَخَوَاتُهَا: "أقسام هذه الأفعال ومعانيها وشروطها": 143- ترفع كان المبتدأ اسما والخبر ... تنصبه ككان سيدا عمر 144- ككان ظل بات أضحى أصبحا ... أمسى وصار ليس زال برحا 145- فتئ وانفك وهذي الأربعة ... لشبه نفي أو لنفي متبعه 146- ومثل كان دام مسبوقا بـ"ما" ... كأعط ما دمت مصيبا درهما "تَرْفَعُ كَانَ الْمُبْتَدَا" إذا دخلت عليه، ويسمى "اسمْا" لها، وقال الكوفيون: هو باق على رفعه الأول1 "وَالْخَبَرْ تَنْصِبُهُ" باتفاق، ويسمى خبرها "كَكَانَ سَيِّدا عُمَرْ" فعمر: اسم كان، وسيدا: خبرها. و"كَكَانَ" في ذلك "ظَلَّ" ومعناها اتصاف المخبر عنه بالخبر نهارا، "وبَاتَ" ومعناها اتصافه به ليلا، و"أَضْحَى" ومعناها اتصافه به في الضحى، و"أَصْبَحا" ومعناها اتصافه به في الصباح، و"أَمْسَى" ومعناها اتصافه به في المساء، "وَصَارَ" ومعناها التحول من صفة إلى صفة، "وَلَيْسَ" ومعناها النفي، وهي عند الإطلاق لنفي الحال، وعند التقييد بزمن بحسبه، "زَالَ" ماضي يزال، و"بَرِحَا" و"فَتِىءِ وَانْفَكَّ" ومعنى الأربعة ملازمة المخبر عنه على ما يقتضيه الحال، نحو: "ما زال زيد ضاحكا"، و"ما برح عمرو أزرق العينين". وكل هذه الأفعال -ما عدا الأربعة الأخيرة- تعمل بلا شرط، "وَهذِي الأرْبَعَهْ" الأخيرة لا تعمل إلا بشرط كونها "لِشِبْهِ نَفيٍ" والمراد به النهي والدعاء "أَوْ لِنَفْيٍ مُتْبَعَه" سواء كان

_ 1 انظر: المسألة الخامسة في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف ص44-51.

النفي لفظا, نحو: "ما زال زيد قائما"، {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} 1، و {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} 2، وقوله "من الخفيف": 169- لَيْسَ يَنْفَكُّ ذا غنًى وَاعْتِزاز ... كُلُّ ذِي عِفَّةٍ مُقِل قَنُوع أو تقديرا، نحو: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} 3، وقوله "من الطويل": 170- فَقْلْتُ يَمِينَ اللَّهِ أَبْرَحُ قَاعِدا ... وَلَوْ قَطَعُوْا رَأسِي لَدَيْكِ وَأوْصَالِي

_ 1 هود: 118. 2 طه: 91. 169- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 185؛ والمقاصد النحوية 2/ 73. المعنى: يقول: إن كل ذي عفة وإقلال وقناعة هو غني النفس وعزيزها. الإعراب: ليس: فعل ماض ناقص مهمل. ينفك: فعل مضارع ناقص. ذا: خبر "ينفك"، وهو مضاف. غني: مضاف إليه مجرور. واعتزاز: "الواو": حرف عطف، "اعتزاز": معطوف على "غنى" مجرور. كل: اسم "ينفك" مرفوع، وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. عفة: مضاف إليه مجرور. مقل: نعت "كل" مرفوع. قنوع: نعت "كل" مرفوع، ويجوز فيهما الجر فيكونان نعتين لـ"ذي عفة". الشاهد: قوله: "ليس ينفك" حيث عمل الفعل "ينفك" عمل "كان" لأنه مسبوق بنفي. 3 يوسف: 85. 170- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص32؛ وخزانة الأدب 9/ 238، 239، 10/ 43، 44، 45؛ والخصائص 2/ 284؛ والدرر 4/ 212؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 220؛ وشرح التصريح 1/ 185؛ وشرح شواهد المغني 1/ 341؛ وشرح المفصل 7/ 110، 8/ 37، 9/ 104؛ والكتاب 3/ 504؛ ولسان العرب 13/ 463 "يمن"؛ واللمع ص259؛ والمقاصد المحنوية 2/ 13؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 10/ 93، 94؛ ومغني اللبيب 2/ 637؛ والمقتضب 2/ 362؛ وهمع الهوامع 2/ 38. شرح المفردات: أبرح قاعدا: أي لا أبرحن أي يبقى قاعدا. الأوصال: ج الوصل، وهو كل عضو يفصل من الآخر. المعنى: يقسم الشاعر لمحبوبته بأنه سيبقى عندها لا يفارقها ولو أدى ذلك إلى هلاكه. الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، و"قلت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "يمين": مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره: "يمين الله قسمي". ويروى بالنصب، فيكون مفعولا مطلقا حذف عامله، والتقدير: "أقسم يمين الله"، أو اسما منصوبا بنزع الخافض تقديره: "بيمين الله" فحذف حرف الجر، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أبرح": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "أنا". "قاعدا": خبر "أبرح" منصوب. "ولو": الواو حالية، "لو": وصلية زائدة. "قطعوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف فارقة. "رأسي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "لديك": ظرف مكان متعلق بـ"قطعوا"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "وأوصالي": الواو حرف عطف، =

ولا يحذف النافي معها قياسا، إلا في القسم كما رأيت، وشذ قوله "من الوافر": 171- وَأَبْرَحُ مَا أدَامَ اللَّهُ قَوْمِي ... بِحَمْد اللَّهِ مُنْتَطِقا مُجِيْدا أي: لا أبرح؛ ومثال النهي قوله "من المنسرح": 172- صَاحِ شَمِّرْ وَلاَ تَزَلْ ذاكِرَ الْمَوْ ... تِ فَنِسْيَانُهُ ضلاَلٌ مُبِينُ

_ = و"أوصالي": معطوف على "رأسي" منصوب، وهو مضاف، واليا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة: "فقلت ... " بحسب ما قبلها. وجملة "يمين الله ... " في محل نصب مفعول به. وجملة "أبرح" جواب قسم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لو قطعوا" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "أبرح قاعدا" حيث أعمل "أبرح" بالرغم من عدم سبقها بالنفي. والقياس أن يسبقه حرف نفي: "لا أبرح". وهو هنا مقدر مفهوم من السياق. 171- التخريج: البيت لخداش بن زهير في لسان العرب 10/ 354، 355 "نطق"؛ والمقاصد النحوية 2/ 64؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص619؛ وجمهرة اللغة ص275؛ وخزانة الأدب 9/ 234؛ والدرر 2/ 46؛ والمغرب 1/ 94؛ وهمع الهوامع. اللغة: أدام: أبقى. منتطقا الفرس: جعله إلى جانبه، وقيل: منتطقا: ناطقا. المعنى: يقول: إنه ما دام حيا سيبقى فارسا مغوارا، ناطقا باسم قومه، معددا مآثرهم التي لا تحصى. الإعراب: "وأبرح": الواو بحسب ما قبلها، "أبرح": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره "أنا". "ما": حرف مصدري. "أدام": فعل ماض. "الله": اسم الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. "قومي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بـ"أبرح". "بحمد": جار ومجرور متعلقان بـ"أبرح"، أو يفعل محذوف تقديره: "أحمد بحمد"، أو بـ"منتطقا"، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور. "منتطقا": خبر "أبرح". "مجيدا": خبر ثان لـ"أبرح" أو مفعول به لـ"منتطقا" حسب المعنى الأول، والأصل فيه: صفة لموصوف محذوف تقديره: "لا أبرح جانبا فرسا مجيدا". وجملة: "أبرح ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "أدام ... " صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "وأبرح" حيث أورده بدون نفي أو شبه نفي، وهذا شاذ لأنه غير مسبوق بقسم. 172- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 234؛ وتخليص الشواهد ص230؛ والدرر 2/ 44؛ وشرح التصريح 1/ 185؛ وشرح ابن عقيل ص136؛ وشرح عمدة الحافظ ص199؛ والمقاصد النحوية 2/ 14؛ وهمع الهوامع 1/ 111. اللغة وشرح المفردات: صاح: ترخيم صاحبي. شمر: ارفع الثوب عن ساقيك، وهنا بمعنى "استعد" وتهيأ للعمل الصالح من أجل الآخرة. الضلال المبين: الضلال الواضح. =

ومثال الدعاء قوله "من الطويل": أَلا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ ميَّ عَلَى الْبِلَى ... وَلاَ زَالَ مُنْهَلا بِجرْعَائِكِ القَطْرُ1 "وَمِثْلُ كَانَ" في العمل المذكور "دَامَ مَسْبُوقا بِمَا" المصدرية الظرفية "كَأعْطِ مَا دُمْتَ مُصِيبا دِرْهَمَا" أي: مدة دوامك مصيبا. تنبيه: مثل صار في العمل ما وافقها في المعنى من الأفعال، وذلك عشرة وهي: آض، ورجع، وعاد، واستحال، وقعد، وحار، وارتد، وتحول، وغدا، وراح، كقوله "من الطويل": 173- وَبِالْمخْضِ حَتَّى آضَ جَعْدا عَنطْنَطا ... إذَا قَامَ سَاوَى غَارِبَ الْفَحل غَارِبُهْ

_ = المعنى: يقول: يا صاحبي كن مستعدا، وأقبل على العمل الصالح، وتذكر الموت دائما، لأن نسيانه ضلال واضح يؤدي بك إلى الانغماس في الشهوات، وبالتالي إلى الهلاك. الإعراب: صاح: منادى مرخم بحرف النداء المحذوف تقديره "يا صاحبي". منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة. شمر: فعل أمر مبني على السكون الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". ولا: الواو حرف عطف، "لا": الناهية تزل: فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون الظاهرة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". ذاكر: خبر "لا تزل" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فنسيانه: الفاء: حرف استئناف، "نسيانه": مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ضلال: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة: مبين: نعت "ضلال" مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة: "صاح شمر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تزال ذاكر الموت" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "نسيانه ضلال مبين" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لا تزل ذاكر الموت" حيث عمل الفعل "زال" عمل "كان" لأنه مسبوق بنهي. 1 تقدم بالرقم 11. 173- التخريج: البيت لفرعان التميمي في لسان العرب 3/ 122 "جعد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 398. اللغة: المحض: اللبن الخالص بلا رغوة. آض: صار. الجعد من الرجال: المجتمع بعضه إلى بعض. العنطنط: الطويل القامة. الغارب: الكاهل. المعنى: يصف الشاعر تربيته لابنه، وأنه رباه على اللبن الخالص، حتى أصبح رجلا طويل القامة. الإعراب: وبالمحض: "الواو": بحسب ما قبلها، "بالمحض": جار ومجرور متعلقان بـ"ربيته" في البيت السابق. حتى: حرف ابتداء وغاية. آض: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". جعدا: خبر "آض" منصوب. عنطنطا: خبر ثان أو نعت لـ"جعدا" منصوب. إذا: ظرف زمان يتضمن =

وفي الحديث: "لا ترجعوا بعدي كفارا"، وقوله "من الطويل": 174- وَكَانَ مُضِلِّي مَنْ هُدِيْتُ بِرُشْدِهِ ... فَللَّهِ مُغْوٍ عَادَ بِالْرُشْدِ آمِرا وفي الحديث: "فاستحالت غربا"، ومن كلام العرب: "أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة"، وقال بعضهم "من الطويل": 175- وَمَا المرْءُ إلاَّ كَالشِهَابِ وَضوْئِهِ ... يَحُورُ رَمَادا بَعْدَ إذْ هُوَ سَاطِعُ

_ = معنى الشرط متعلق بجوابه. قام: فعل ماض مبني على الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". ساوى: فعل ماض مبني على الفتحة. غارب: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الفحل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. غاربه: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "آض جعدا" في محل جر بحرف الجر "حتى". وجملة "قام ساوى ... ": في محل جر بالإضافة. وجملة "ساوى ... ": في محل جر بالإضافة. وجملة "ساوى ... ": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "آض جعدا" حيث أعمل الفعل "آض" التي بمعنى "صار" عمل الفعل الناقص "كان"؛ فرفع الضمير المستتر، ونصب الخبر "جعدا". 174- التخريج: البيت لسواد بن قارب في الدرر 2/ 50، 72؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 112، 119. اللغة: المضل: اسم فاعل من أضل. المغوي: اسم فاعل من أغوى. المعنى: يقول: إن من اهتديت إلى الحق بإرشاداته كان سبب ضلالي، ويتعجب من مغو يصير آمرا بالرشد. الإعراب: وكان: "الواو": بحسب ما قبلها، "كان": فعل ماض ناقص. مضلي: خبر "كان" منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من: اسم موصول مبني في محل رفع اسم "كان". هديت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير في محل رفع نائب فاعل. برشده: جار ومجرور متعلقان بـ"هديت". فلله: "الفاء": استئنافية، "لله" جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. مغو: مبتدأ مؤخر مرفوع. عاد: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". بالرشد: جار ومجرور متعلقان بـ"آمر". آمرا: خبر "عاد" منصوب بالفتحة. وجملة "كان مضلي ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "هديت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "لله مغو": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عاد بالرشد آمرا": في محل رفع نعت "مغو". الشاهد: قوله: "عاد آمرا" حيث عملت "عاد" التي بمعنى "صار" عمل الفعل الناقص، فرفعت ضمير مستترا اسما لها ونصبت "آمرا" خبرا لها. 175- التخريج: البيت للبيد في ديوانه ص169، وحماسة البحتري ص84؛ والدرر 2/ 53؛ ولسان العرب 4/ 217 "حور". =

وقال الله تعالى: {أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا} 1، وقال امرؤ القيس "من الطويل": 176- وَبُدِّلَتْ قَرْحا دَامِيا بَعْدَ صِحَّةٍ ... فَيَا لَكِ مِنْ نُعْمى تَحَوَّلنَ أَبؤُسا وفي الحديث: "لرزقتم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" , وحكى سيبويه عن

_ = اللغة: الشهاب. النار: يحور: يصير. ساطع مشتعل. الإعراب: وما: "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": نافية. المرء: مبتدأ مرفوع بالضمة إلا: حرف حصر. كالشهاب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. وضوئه: "الواو": حرف عطف، "ضوئه": معطوف على "الشهاب" مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. وروي بالرفع على أنه مبتدأ، وخبره الجملة بعده. يحور: فعل مضارع مرفوع يعمل عمل "كان"، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". رمادا: خبر "يحور" منصوب بالفتحة. بعد: ظرف متعلق بـ"يحور" وهو مضاف. إذ: ظرف مبني في محل جر بالإضافة. هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ساطع: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة "ما المرء ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "يحور رمادا" في محل جر صفة للشهاب. وجملة "هو ساطع": في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "يحور رمادا" حيث أعمل "يحور" عمل الفعل الناقص، فرفع ضميرا مستترا اسما له، ونصب "رمادا" خبرا له، لأنه بمعنى "صار". 1 يوسف: 96. 176- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص107؛ وخزانة الأدب 1/ 331؛ والدرر 2/ 54؛ وشرح شواهد المغني 2/ 695؛ ولسان العرب 11/ 474 "علل"؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 112. اللغة: القرح: الجرح. المعنى: لقد رماني الدهر بجراح نازفة بعد الصحة والعافية وقربني من الموت، وعله لا يصيبني وأرجع صحيحا قويا كما كنت. الإعراب: وبدلت: "الواو": حسب ما قبلها، "بدلت": فعل ماض مبني للمجهول، مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. قرحا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. داميا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة. بعد: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب بالفتحة، متعلق بالفعل بدلت وهو مضاف. صحة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فيا: "الفاء" للاستئناف، "يا" حرف نداء. "لك": اللام: حرف جر، و"الكاف": ضمير في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بفعل النداء المحذوف. "من": زائدة. "نعى": تمييز منصوب بفتحة مقدرة على الألف. تحولن: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة و"النون" ضمير متصل في محل رفع اسمها أبؤسا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "وبدلت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "النداء": استئنافية لا محل لها. وجملة "تحولن أبؤسا": في محل نصب صفة لنعمي. والشاهد فيه قوله: "تحولن أبؤسا" حيث أعمل "تحول" عمل "كان"، فرفع به ضميرا متصلا "نون النسوة"، ونصب اسما ظاهرا "أبؤسا" خبرا له.

بعضهم: "ما جاءت حاجتك"، بالنصب والرفع، بمعنى: ما صارت؛ فالنصب على أن "ما" استفهامية مبتدأ، وفي "جاءت" ضمير يعود إلى "ما"، وأدخل التأنيث على "ما" لأنها هي الحاجة، وذلك الضمير هو اسم "جاءت"، و"حاجتك": خبر، والتقدير: أية حاجة صارت حاجتك، وعلى الرفع "حاجتك" اسم جاءت، و"ما" خبرها. وقد استعمل "كان" و"ظل" و"أضحى" و"أصبح" و"أمسى" بمعنى "صار" كثيرا، نحو: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} 1 وقوله "من الطويل": 177- بِتَيْهَاءَ قَفْرٍ وَالْمَطيّ كَأَنَّهَا ... قَطَا الحَزْنِ قَدْ كَانَتْ فِرَاخا بُيُوْضُهَا ونحو: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} 2، وقوله "من الخفيف": 178- ثُمَّ أَضْحُوْا كَأَنَّهُمْ وَرَقٌ جف ... فَأَلْوَتْ بِهِ الصّبا وَالْدَّبُورُ

_ 1 النبأ: 19، 20. 177- التخريج: البيت لعمرو بن أحمر في ديوانه ص119؛ والحيوان 5/ 575؛ وخزانة الأدب 9/ 201؛ ولسان العرب 7/ 186 "عرض"، 13/ 367 "كون"؛ وله أو لابن كنزة في شرح شواهد الإيضاح ص525؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص137؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص68؛ والمعاني الكبير 1/ 313. اللغة: التيهاء: الصحراء. الفقر: الخالي من الأنس. القطا: نوع من الطير يشبه الحمام يعيش في الصحراء. الحزن: الأرض الغليظة. وقد أضاف القطا إلى الحزن لأنه يكون قليل الماء والقطا أشد عطشا، فإذا أراد الماء أسرع. البيوض: ج البيض. المعنى: يقول: إن المطي كانت في صحراء مقفرة تسير بخطى سريعة شبيهة بخطى القطا التي فارقت فراخها لتحمل إليها الماء لتسقيها. الإعراب: بتيهاء: جار ومجرور متعلقان بـ"تجري" في البيت السابق. قفر: نعت "تيهاء" مجرور بالكسرة. والمطي: "الواو": حالية، "المطي": مبتدأ مرفوع. كأنها: حرف مشبه بالفعل، و"ها": ضمير في محل نصب اسم "كأن". قطا: خبر "كأن"، وهو مضاف. الحزن: مضاف إليه مجرور. قد: حرف تحقيق. كانت: فعل ماض ناقص. و"التاء": للتأنيث. فراخا: خبر "كان" منصوب. بيوضها: اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "المطي كأنها ... ": في محل نصب حال. وجملة "كأنها قطا الحزن": في محل رفع "كان". وجملة "كانت فراخا بيوضها": في محل رفع نعت "قطا". الشاهد: قوله: "قد كانت فراخا بيوضها حيث استعمل "كان بمعنى "صار". 2 النحل: 58؛ والزخرف: 17. 178- التخريج: البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص90؛ والدرر 2/ 57؛ وشرح شواهد المغني =

وقوله "من البسيط": 179- فَأَصْبَحُوا قَدْ أعَادَ اللَّهُ نِعْمَتَهُمْ ... إذْ هُمْ قُرَيِشٌ وإذْ ما مِثْلُهُمْ بَشَرُ

_ = 1/ 470؛ وشرح المفصل 7/ 104؛ والشعر والشعراء 1/ 332؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص211. اللغة: ألوت به: نثرته. الصبا والدبور: ريحان متقابلان. الإعراب: ثم: حرف عطف. "أضحوا": فعل ماض ناقص، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "أضحى". كأنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير متصل في محل نصب اسم "كان". ورق: خبر "كأن" مرفوع. جف: فعل ماض مبني على الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". فألوت: الفاء: حرف عطف، "ألوت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. به: جار ومجرور متعلقان بـ"ألوت". الصبا: فاعل مرفوع. والدبور: "الواو": حرف عطف، "الدبور": معطوف على "الصبا" مرفوع. وجملة "أضحوا": معطوفة على جملة سابقة. وجملة "كأنهم ورق": في محل نصب خبر "أضحى". وجملة "جف": في محل رفع نعت "ورق". وجملة "ألوت ... ": معطوفة على جملة سابقة. الشاهد: قوله: "أضحوا" حيث استعمل الفعل "أضحى" بمعنى "صار". 179- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 185؛ والأشباه والنظائر 2/ 209، 3/ 122؛ وتخليص الشواهد ص281؛ والجنى الداني ص189، 324، 446؛ وخزانة الأدب 4/ 133، 138؛ والدرر 2/ 103، 3/ 150؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 162؛ وشرح التصريح 1/ 198؛ وشرح شواهد المغني 1/ 237، 2/ 782؛ والكتاب 1/ 60؛ ومغني اللبيب ص363، 517، 600؛ والمقاصد النحوية 2/ 96؛ والمقتضب 4/ 191؛ والهمع 1/ 124؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص312؛ ومغني اللبيب ص82؛ والمقرب 1/ 102. المعنى: إنهم قد أعيدوا إلى كرمهم المعهود، وهم من قريش أشرف بني البشر. الإعراب: "فأصبحوا": الفاء بحسب ما قبلها، "أصبحوا": فعل ماض ناقص، والواو ضمير في محل رفع اسم "أصبح"، والألف فارقة. "قد": حرف تحقيق. "أعاد": فعل ماض. "الله": اسم الجلالة فاعل مرفوع. "نعمتهم": مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "إذا": حرف تعليل. "هم": ضمير رفع منفصل. مبتدأ. قريش: خبر مرفوع. "وإذ": الواو حرف عطف، و"إذ": حرف تعليل. "ما": من أخوات "ليس". "مثلهم": خبر "ما" مقدم منصوب، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "بشر": اسم "ما" مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة: "فأصبحوا ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "قد أعاد الله نعمتهم" في محل نصب خبر "أصبح". وجملة: "هم قريش" تعليلية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إذ ما مثلهم بشر" معطوفة على جملة "هم قريش". الشاهد: قوله: "فأصبحوا قد أعاد ... " حيث استخدم "أصبح". بمعنى "صار".

وقوله "من البسيط: 180- أَمْسَتْ خَلاَءً وأَمْسَى أَهْلُهَا احْتَمَلُوا ... أخْنَى عَلَيِهَا الَّذِي أخْنَى عَلَى لُبدِ قال في شرح الكافية: وزعم الزمخشري أن "بات" ترد أيضا بمعنى "صار"، ولا حجة له على ذلك ولا لمن وافقه. 147- وغير ماض مثله قد عملا ... إن كان غير الماض منه استعملا "وَغَيْرُ مَاضٍ" وهو المضارع، والأمر، واسم الفاعل، والمصدر "مِثْلَهُ" أي: مثل الماضي "قَدْ عَمِلا" العمل المذكور "إنْ كَانَ غَيْرُ الماض مِنْهُ اسْتُعْمِلا" يعني أن ما تصرَّف من

_ 180- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص16؛ وجمهرة اللغة ص1057؛ وخزانة الأدب 4/ 5؛ والدرر 2/ 57؛ ولسان العرب 3/ 386 "لبد"، 14/ 245 "خنا"؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص210؛ وهمع الهوامع 1/ 114. اللغة: شرح المفردات: أمست خلاء: أي أصبحت مقفرة خالية من الإنس. احتملوا: ارتحلوا. أخنى عليها: أتى عليها وأفسدها. لبد: اسم نسر، زعموا أنه آخر نسور لقمان السبعة، وقد عاش طويلا. المعنى: يقول: إن ديار مية قد أمست خرابا وخالية من أهلها، وقد عبث بها الدهر وأتى عليها كما أتى على لبد. الإعراب: أمست: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". خلاء: خبر "أمسى" منصوب بالفتحة. وأمسى: الواو حرف عطف، "أمسى": فعل ماض ناقص. أهلها: اسم "أمسى" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. احتملوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أخنى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. عليها: "على": حرف جر، والهاء: ضمير في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"أخنى". الذي: اسم موصول مبني في محل رفع فاعل. أخنى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة للتعذر. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". على: حرف جر. لبد: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أخنى". وجملة: "أمست خلاء ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أمسى أهلها احتملوا" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "احتملوا" في محل نصب خبر "أمسى", وجملة "أخنى عليها" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخنى على لبد" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أمسى" بمعنى "صار" للدلالة على التحول من حال إلى حال. ويروى "أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا"، وفي هذه الرواية شاهد للنحاة على مجيء خبر "أضحى" فعلا ماضيا بدون "قد".

هذه الأفعال يعمل غير الماضي منه عمل الماضي، وهي في ذلك على ثلاثة أقسام: قسم لا يتصرَّف بحال، وهو "ليس" باتفاق، و"دام" على الصحيح. وقسم يتصرف تصرفا ناقصا، وهو "زال" وأخواتها؛ فإنه لا يستعمل منها الأمر ولا المصدر. وقسم يتصرف تصرفا تاما، وهو باقيها فالمضارع نحو: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} 1، والأمر نحو: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} 2، والمصدر كقوله "من الطويل": 181- بِبَذْلٍ وَحِلْمٍ سَادَ فِي قَوْمِهِ الْفَتَى ... وَكَوْنُكَ إِيَاهُ عَلَيْكَ يَسِيرُ واسم الفاعل، كقوله "من الطويل": 182- وَمَا كُلُّ مَنْ يُبْدِي الْبَشَاشَةَ كَائِنا ... أَخَاكَ إذَا لَمْ تُلْفِهِ لَكَ مُنجِدَا

_ 1 مريم: 20. 2 الإسراء: 50. 181- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص233؛ والدرر 1/ 56؛ وشرح التصريح 1/ 187؛ وشرح ابن عقيل ص138؛ والمقاصد النحوية 2/ 15؛ وهمع الهوامع 1/ 114. شرح المفردات: البذل: العطاء والجود. الحلم: العقل. ساد: هيمن. يسير: سهل. المعنى: يقول إن الفتى يسود في قومه بجوده وعقله، ومن السهل عليك أن تكون هذا الفتى الجواد الحليم. الإعراب: "ببذل": جار ومجرور متعلقان بـ"ساد". "وحلم": الواو حرف عطف، "حلم" معطوف على "بذل" مجرور بالكسرة. "ساد": فعل ماض. "في قومه": جار ومجرور متعلقان بـ"ساد"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "الفتى": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة. "وكونك": الواو حرف استئناف، "كونك": مبتدأ مرفوع، والكاف ضمير متصل في محل رفع اسم المصدر "كون" أو في محل جر بالإضافة. "إياه": ضمير منفصل في محل نصب خبر "كون". "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"يسير". "يسير": خبر المبتدأ "كونك" مرفوع بالضمة. وجملة: "ساد" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كونك يسير" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "كونك إياه" حيث أجرى مصدر "كان" الناقصة مجراها في رفع الاسم ونصب الخبر. 182- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص234؛ والدرر 2/ 58؛ وشرح التصريح 1/ 187؛ وشرح ابن عقيل ص138؛ والمقاصد النحوية 2/ 17؛ وهمع الهوامع 1/ 114.

وقوله "من الطويل": 183- قَضَى اللَّهُ يَا أسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائِلا ... أُحِبُّكِ حَتَى يُغْمِضَ الجَفْنَ مُغْمِضُ

_ = شرح المفردات: يبدي: يظهر. البشاشة: طلاقة الوجه، تلفه: تجده. المنجد: المعين. المعنى: يقول: ليس كل من يظهر لك البشاشة والفرح يكون لك أخا إلا إذا كان لك عونا على الشدائد. الإعراب: "وما": الواو: بحسب ما قبلها، و"ما": من أخوات "ليس". "كل": اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف. "من": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "يبدي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "البشاشة": مفعول به منصوب. "كائنا": خبر "ما" منصوب، وهو اسم فاعل من "كان" الناقصة، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "أخاك": خبر "كائنا" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "لم": حرف جزم. "تلفه": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت"، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "لك": جار ومجرور متعلقان بـ"منجدا". "منجدا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وجملة: "ما كل ... " بحسب ما قبلها. وجملة "يبدي" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لم تلفه منجدا" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "كائنا أخاك" حيث عمل اسم الفاعل عمل فعله في رفع الاسم ونصب الخبر. 183- التخريج: البيت لحسين بن مطير في ديوانه ص170؛ والدرر 2/ 60؛ وشرح التصريح 1/ 87؛ ولسان العرب 7/ 199 "غمض"؛ ومجالس ثعلب 1/ 265؛ والمقاصد النحوية 2/ 18؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص234؛ وشرح عمدة الحافظ ص197؛ وهمع الهوامع 1/ 114. شرح المفردات: قضى الله: قدر، هيأ. يغمض العين: كناية عن الموت. المعنى: يقول: قدر لي الله أن أحبك يا أسماء طوال حياتي. الإعراب: "قضى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. "الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. "يا": حرف نداء. "أسماء": منادى مبني على الضم في محل نصب. "أن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. "لست": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ليس". "زائلا": خبر "ليس" منصوب، وهو اسم فاعل من "زال" الفعل الناقص، واسمه ضمير مستتر فيه. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب مفعول به للفعل "قضى". "أحبك": فعل مضارع مرفوع، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "حتى": حرف نصب. "يغمض": فعل مضارع منصوب بالفتحة. "العين": مفعول به منصوب. "مغمض": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "قضى الله" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لست زائلا أحبك" في محل رفع خبر "أن" المخففة. وجملة: "أحبك" في محل نصب خبر "زائلا". وجملة "يغمض ... " في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "زائلا أحبك" حيث أعمل اسم الفاعل "زائلا" المأخوذ من مصدر الفعل الناقص عمل فعله، فرفع به الاسم، وهو الضمير المستتر فيه، ونصب الخبر الذي هو جملة "أحبك".

"توسط أخبار الأفعال الناقصة": 148- وفي جميعها توسط الخبر ... أجز وكل سبقه دام حظر "وَفِي جميعها" أي: جميع هذه الأفعال، حتى "ليس" و"ما دام" "تَوَسط الخَبَرْ" بينها وبين الاسم "أجِزْ" إجماعا نحو: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} 1 وقراءة حمزة وحفص {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا} 2 بنصب "البر"، وقوله "من الطويل": 184- سَلِي إنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عَنَّا وَعَنهُمُ ... فَلَيْسَ سَواءً عَالِمٌ وَجَهُوْلُ

_ 1 الروم: 47. 2 البقرة: 177. 184- التخريج: البيت للسموأل في ديوانه ص92؛ وخزانة الأدب 10/ 331؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص123؛ وله أو للجلاج الحارثي في تخليص الشواهد ص237؛ والمقاصد النحوية 2/ 76؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص140؛ وشرح عمدة الحافظ ص204. اللغة وشرح المفردات: سلي: أي اسألي. المعنى: يقول: إن كنت تجهلين قدرنا بين الناس، فتقصي الأخبار عنا وعنهم لتتبيني الحقيقة، وتميزي بين الحق والباطل، لأن العالم والجهول لا يستويان. الإعراب: سلي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. إن: حرف شرط جازم. جهلت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط. وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما سبق، تقديره: "إن جهلت فاسألي". الناس: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. عنا: حرف جر، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر: والجار والمجرور متعلقان بـ"سلي". وعنهم: الواو حرف عطف، و"عن": حرف جر، و"هم": ضمير في محل جر بحرف الجر معطوف على "عنا". فليس: الفاء حرف استئناف، "ليس": فعل ماض ناقص. سواء: خبر "ليس" منصوب بالفتحة الظاهرة. عالم: اسم "ليس" مرفوع بالضمة الظاهرة. وجهول: الواو حرف عطف، "جهول": معطوف على "عالم" مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "سلي الناس" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن جهلت" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ليس سواء عالم وجهول" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ليس سواء عالم وجهول" حيث قدم خبر "ليس" وهو "سواء" على اسمها، وهو "عالم". وهذا التقديم جائز.

وقوله "من البسيط": 185- لاَ طيبَ لِلعَيشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً ... لذَّاتُهُ بِادِّكَارِ المَوْتِ والهَرَمِ تنبيهان: الأول: منع ابن معط توسط خبر "ما دام" وهو وهم؛ إذ لم يقل به غيره، ونقل صاحب الإرشاد خلافا في جواز توسط خبر "ليس"، والصواب ما ذكرته. الثاني: محل جواز توسط الخبر ما لم يعرض ما يوجب ذلك، أو يمنعه؛ فمن الموجب أن يكون الاسم مضافا إلى ضمير يعود على شيء في الخبر، نحو: "كان غلام هند بعلها"، و"ليس في تلك الديار أهلها"؛ لما عرفت، ومن المانع خوف اللبس، نحو: "كان صاحبي عدوي" واقتران الخبر بإلا، نحو: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً} 1 وأن يكون في الخبر ضمير يعود على شيء في الاسم، نحو: "كان غلام هند مبغضها"؛ لما عرفت أيضا. "تقدم أخبار الأفعال الناقصة": "وَكُلٌّ" أي: كل العرب، أو النحاة "سَبْقَهُ"، أي: سبق الخبر "دَامَ حَظَر" أي: منع،

_ 185- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 242؛ وتخليص الشواهد ص241؛ والدرر 2/ 69؛ وشرح التصريح 1/ 187؛ وشرح ابن عقيل ص140؛ وشرح عمدة الحافظ ص204؛ والمقاصد النحوية 2/ 20؛ وهمع الهوامع 1/ 177. اللغة وشرح المفردات: منغصة: مكدرة. ادكار: تذكر. الهرم: الشيخوخة. المعنى: يقول: إن الإنسان لا يطيب له عيش إذا كان كثير التذكر للموت، والتفكر للموت، والتفكر بالشيخوخة، فإن ذلك ينغص حياته ويبعث في نفسه اليأس والمرارة. الإعراب: لا: النافية للجنس. طيب: اسم "لا" مبني على الفتحة الظاهرة. للعيش: اللام حرف جر، "العيش": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". ما: حرف مصدري. دامت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. منغصة: خبر "ما دام" منصوب بالفتحة. لذاته: اسم "ما دام" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بادكار: الباء حرف جر، و"ادكار": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"منغصة"، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والهرم: الواو حرف عطف، "الهرم": معطوف على "الموت" مجرور بالكسرة. وجملة "لا طيب للعيش ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ما دامت منغصة لذاته" حيث قدم خبر "ما دام"، وهو "منغصة" على اسمها، وهو "لذاته". 1 الأنفال: 35.

"سبق": مصدر نصب بحظر مضاف إلى فاعله، ودام في موضع النصب بالمفعولية؛ والمراد أنهم أجمعوا عَلَى منع تقديم خبر "دام" عليها، وهذا تحته صورتان: الأولى أن يتقدم على "ما"، ودعوى الإجماع على منعها مسلمة، والأخرى أن يتقدم على "دام" وحدها، ويتأخر عن "ما"، وفي دعوى الإجماع على منعها نظر؛ لأن المنع معلل بعلتين: إحداهما عدم تصرفها، وهذا بعد تسليمه لا ينهض مانعا باتفاق؛ بدليل اختلافهم في "ليس"، مع الإجماع على عدم تصرفها، والأخرى أن "ما" موصول حرفي ولا يفصل بينه وبين صلته، وهذا أيضا مختلف فيه. وقد أجاز كثير الفصل بين الموصول الحرفي وصلته؛ إذا كان غير عامل، كما المصدرية، لكن الصورة الأولى أقرب إلى كلامه، أشعر بذلك قوله 149- كذاك سبق خبر ما النافيه ... فجيء بها متلوة لا تاليه "كَذَاكَ سَبْقُ خَبَرٍ مَا النَّافِيَهْ" أي: كما منعوا، أن يسبق الخبر "ما" المصدرية كذلك منعوا أن يسبق "ما" النافية "فَجِيء بِهَا مَتْلُوَّةً لاَ تَالِيَهْ" أي: متبوعة لا تابعة؛ لأن لها الصدر، ولا فرق في ذلك بين أن يكون ما دخلت عليه يشترط في عمله تقدم النفي كـ"زال"، أو لا كـ"كان"، فلا تقول: "قائما ما كان زيد"، ولا "قاعدا ما زال عمرو"، قال في شرح الكافية: وكلاهما جائز عند الكوفيين، لأن ما عندهم لا يلزم تصديرها، ووافق ابن كيسان البصريين في "ما كان" ونحوه، وخالفهم في "ما زال" ونحوه؛ لأن نفيها إيجاب. تنبيهات: الأول: أفهم كلامه أنه إذا كان النفي بغير "ما" يجوز التقديم، نحو "قائما لم يزل زيد"، و"قاعدا لم يكن عمرو" قال في شرح الكافية: عند الجميع، واستدل له بقول الشاعر "من الطويل": 186- وَرَجِّ الفَتَى لِلْخَيرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ ... عَلَى السِّنِّ خَيْرا لاَ يَزَالُ يَزِيْدُ

_ 186- التخريج: البيت للمعلوط القريعي في شرح التصريح 1/ 189؛ وشرح شواهد المغني ص85، 716؛ ولسان العرب 13/ 35 "أنن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 22؛ وبلا نسبة في الأزهية ص52، 96؛ والأشباه والنظائر 2/ 187؛ والجنى الداني ص211؛ وجواهر الأدب ص208؛ وخزانة الأدب 8/ 443؛ والخصائص 1/ 110؛ والدرر 2/ 110؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 378؛ وشرح المفصل 8/ 130؛ والكتاب 4/ 222؛ ومغني اللبيب 1/ 25؛ والمقرب 1/ 97؛ وهمع الهوامع 1/ 125. شرح المفردات: رج: تأمل، وانتظر منه. على السن: أي كلما ازداد في السن. المعنى: يقول تأمل الخير من الفتى كلما رأيته، فهو يزداد خيرا كلما تقدمت به السن. =

أراد: لا يزال يزيد على السن خيرا، فقدم معمول الخبر -وهو "خيرا"- على الخبر -وهو "يزيد"- مع النفي بـ"لا"، وتقديم المعمول يؤذن بجواز تقديم العامل غالبا، لكنه حكى في التسهيل الخلاف عن الفراء، قلت ومن شواهده الصريحة قوله "من الرجز": 187- مَهْ عَاذِلِي فَهَائِما لَنْ أَبْرَحَا ... بِمِثْلِ أَوْ أَحْسَنَ مِنْ شَمْسِ الْضُّحَى الثاني: أفهم أيضا جواز توسط الخبر بين "ما" والمنفي بها، نحو: "ما قائما كان زيد"، و"ما قاعدا زال عمرو"، ومنعه بعضهم، والصحيح الجواز. الثالث: قوله "كذاك" يوهم أن هذا المنع مجمع عليه؛ لأنه شبهه بالمجمع عليه، وإنما أراد التشبيه في أصل المنع دون وصفه؛ لما عرفت من الخلاف.

_ = الإعراب: "ورج": الواو بحسب ما قبلها، "رج": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ... وجوبا "أنت". "الفتى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. للخير: جار ومجرور متعلقان بـ"رج". "ما": مصدرية. "إن": زائدة. "رأيته": فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به. "على السن": جار ومجرور متعلقان بـ"يزيد". والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل "رج". "خيرا": مفعول به مقدم لـ"يزيد". "لا": حرف نفي. "يزال": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "يزيد": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وجملة: "رج الفتى ... " بحسب ما قبلها. وجملة "رأيته" في محل جر بالإضافة. وجملة "لا يزال يزيد" في محل نصب حال، باعتبار "رأى" بصرية. وجملة "يزيد" في محل نصب خبر "لا يزال". الشاهد: قوله: "خيرا لا يزال يزيد" حيث قدم معمول خبر "لا يزال" وهو "خيرا" على "لا يزال" نفسها. وفي البيت شاهد آخر هو قوله: "ما إن رأيته" حيث زاد "إن" بعد "ما" المصدرية الظرفية. 187- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: مه: اسم فعل أمر بمعنى اكفف، أو اسكت. العاذل: اللائم. الهائم: العاشق. الإعراب: مه: اسم فعل أمر بمعنى "اسكت"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". عاذلي: منادى منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فهائما: "الفاء": استئنافية، "هائما": خبر "أبرح" منصوب. لن: حرف نصب. أبرحا: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". بمثل: جار ومجرور متعلقان بـ"هائم"، وهو مضاف. أو: حرف عطف. أحسن: معطوف على "مثل" مجرور. من شمس: جار ومجرور متعلقان بـ"أحسن"، وهو مضاف. الضحى: مضاف إليه مجرور. وجملة "مه ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب وجملة "لن أبرحا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فهائما لن أبرح" حيث قدم خبر "أبرح" "هائما" عليه، مع كونه منفيا لـ"لن" وهذا جائز على مذهب البصريين. وجملة "مه ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب وجملة "لن أبرحا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فهائما لن أبرح" حيث قدم خبر "أبرح" "هائما" عليه، مع كونه منفيا لـ"لن" وهذا جائز على مذهب البصريين.

150- ومنع سبق خبر ليس اصطفي ... وذو تمام ما برفع يكتفي 151- وما سواه ناقص والنقص في ... فتئ ليس زال دائما قفي "وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرِ لَيْسَ اصْطُفِي" "منع": مصدر رفع بالابتداء، مضاف إلى مفعوله -وهو سبق- والفاعل محذوف، و"سبق": مصدر جر بالإضافة مضاف إلى فاعله وهو خبر، و"ليس": في محل نصب بالمفعولية، و"اصطفي": جملة في موضع رفع خبر المبتدأ. والتقدير: منع من منع أن يسبق الخبر ليس اصطفي، أي: اختير. وهو رأي الكوفيين، والمبرد، والسيرافي، والزجاج، وابن السراج، والجرجاني، وأبي علي في الحلبيات، وأكثر المتأخرين؛ لضعفها بعدم التصرف، وشبهها بـ"ما" النافية. وحجة من أجاز قوله تعالى: {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} 1؛ لما علم من أن تقديم المعمول يؤذن بجواز تقديم العامل2، وأجيب بأن معمول الخبر هنا ظرف، والظروف يتوسع فيها، أيضا فإن "عسى" لا يتقدم خبرها إجماعا، لعدم تصرفها مع عدم الاختلاف في فعليتها؛ فليس أولى بذلك، لمساواتها لها في عدم التصرف مع الاختلاف في فعليتها. تنبيه: خبر في كلامه منون ليس مضافا إلى "ليس"، كما عرفت، وإلا توالى خمس حركات، وذلك ممنوع. "ما يجيء تاما من هذه الأفعال ومعنى تمامه": "وَذُوْ تَمَامٍ" من أفعال هذا الباب، أي: التام منها "مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي"، أي: يستغني بمرفوعه عن منصوبه، كما هو الأصل في الأفعال، وهذا المرفوع فاعل صريح "وَمَا سِوَاهُ"

_ 1 هود: 8. 2 وجهه أن "يوم" متعلق بـ"مصروفا"، وقد تقدم هذا المتعلق على "ليس"، والعامل فيه هو خبرها، فلما تقدم معمول خبر "ليس" عليها في أفصح الكلام من غير ضرورة دل على أن الخبر يجوز تقدمه، لما ذكره الشارح من أن تقديم المعمول يؤذن بجواز تقديم العامل.

أي: ما سوى المكتفي بمرفوعه "نَاقِصٌ"؛ لافتقاره إلى المنصوب "وَالنَّقْصُ فِي فَتِىءَ" و"لَيْسَ" و"زَالَ" ماضي "يزال" التي هي من أفعال الباب "دَائِما قُفِي"، فلا تستعمل هذه الثلاثة تامة بحال، وما سواها من أفعال الباب يستعمل ناقصا وتاما، نحو: "ما شاء الله كان" أي: حدث. {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} 1، أي: حضر؛ وتأتي كان بمعنى "كفل"، وبمعنى "غزل". يقال: كان فلان الصبي، إذا كفله، وكان الصوف، إذا غزله؛ ونحو: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} 2 أي: حين تدخلون في المساء وحين تدخلون في الصباح {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} 3 أي: ما بقيت، وكقوله "من المتقارب": 188- "تطاول ليلك بالإثمد ... وبات الخلي ولم يرقد" وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ ... كَلَيْلَةِ ذِي العَائِرِ الأرْمَدِ "وذلك من نبإ جاءني ... وخبرته عن بني الأسود"

_ 1 البقرة: 280. 2 الروم: 17. 3 هود: 107. 188- التخريج: الأبيات لامرئ القيس في ديوانه ص185؛ والمستقصى 2/ 50؛ وسمط اللآلي ص531؛ ومعاهد التنصيص 1/ 171؛ وخزانة الأدب 1/ 289؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص775؛ ومعجم البلدان 1/ 92 "إثمد"؛ وتاج العروس 7/ 468 "ثمد". اللغة: شرح المفردات: تطاول: طال، أو تمطى. الإثمد: حجر يكتحل به، وهنا اسم موضع. الخلي: المطمئن، الخالي من الهموم. ترقد: تنام. العائر: القذى في العين. الأرمد: المصاب بالرمد. المعنى: يقول: إن ليله كان طويلا في ذلك المكان، ولم يرقد له جفن، بعكس الخلي الذي نام مطمئنا. وكانت ليلته شبيهة بليلة الأرمد الموجع العينين الذي لا يعرف النوم، وذلك بسبب نبإ جاءني. الإعراب: تطاول: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. ليلك: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بالإثمد: الباء: حرف جر، الإثمد: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تطاول". وبات: الواو حرف عطف، "بات": فعل ماض تام مبني على الفتحة الظاهرة. الخلي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ولم: الواو حرف عطف، "لم": حرف جزم. ترقد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر مراعاة للروي. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". وجملة "تطاول ليلك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بات الخلي" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم ترقد" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وبات: الواو حرف عطف. بات: فعل ماض تام مبني على الفتحة الظاهرة. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وباتت: الواو حرف عطف، "باتت" فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء للتأنيث. له: اللام حرف جر. الهاء: ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل =

وقالوا: "بات بالقوم" أي: نزل بهم ليلا، ونحو: "ظل اليوم"، أي: دام ظله، وأضحينا: أي: دخلنا في الضحى، ومنه قوله "من الطويل": 189- "ومن فعلاتي أنني حسن القرى" ... إِذَا الليَلَةُ الْشَّهْبَاءُ أَضْحَى جَلِيدُهَا

_ = "باتت". "ليلة": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. كليلة: الكاف حرف جر، و"ليلة": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"ليلة". وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. العائر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الأرمد: نعت لـ"ذي" مجرور بالكسرة. وجملة: "وبات" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "باتت له ليلة" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وذلك: الواو حرف استئناف، و"ذا": اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام: حرف للبعد، والكاف: حرف للخطاب. من نبإ: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف، والجملة من المبتدأ والخبر استئنافية لا محل لها من الإعراب. جاءني: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والنون حرف للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وخبرته: الواو حرف عطف، "خبر": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. عن: حرف جر: بني: اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بـ"خبر". الأسود: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة "وذلك من نبإ" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جاءني" في محل جر نعت "نبإ" وجملة "خبرته" معطوفة في محل جر. الشاهد فيها قوله: "بات الخلي ... وبات ... وباتت" حيث جاءت "بات" ثلاث مرات فعلا تاما لأنها استغنت بالمرفوع عن المنصوب. 189- التخريج: البيت لعبد الواسع بن أسامة في شرح المفصل 7/ 103؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص295؛ والدرر 2/ 61. اللغة: القرى: إكرام الضيف. الليلة الشهباء: الليلة الباردة والمجدبة. أضحى: دخل في الضحى، وهو ارتفاع الشمس. المعنى: يبالغ الشاعر في وصف كرمه، وكثرة ضيافته في أيام الجدب وشدة العسرة. الإعراب: ومن فعلاتى: "الواو": بحسب ما قبلها، و"من فعلاتي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أنني: حرف مشبه بالفعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "إن". حسن: خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف القرى: مضاف إليه مجرور. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. الليلة: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. الشهباء: نعت "الليلة" مرفوع. أضحى: فعل ماض تام. جليدها: فاعل مرفوع وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع مبتدأ. وجملة "الليلة الشهباء ... ": في محل جر بالإضافة. وجملة "أضحى جليدها": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أضحى جليدها" حيث ورد الفعل أضحى تاما بمعنى: دخل وقت الضحى.

أي: بقي جليدها حتى أضحى، أي: دخل في الضحى، ويقال: صار فلان الشيء، بمعنى ضمه إليه1، وصرت إلى زيد: تحولت إليه. وقالوا: "برح الخفاء"2، وانفك الشيء، بمعنى انفصل، وبمعنى خلص. تنبيهان: الأول: إنما قيدت "زال" بماضي "يزال" للاحتراز عن ماضي "يزيل"؛ فإنه فعل تام متعد معناه ماز، يقولون: "زل ضأنك عن معزك"، أي: مز بعضها من بعض، ومصدره الزيل، ومن ماضي يزول؛ فإنه فعل تام قاصر معناه الانتقال، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} 3، ومصدره الزوال. الثاني: إذا قلت: "كان زيد قائما" جاز أن تكون "كان" ناقصة؛ فـ"قائما" خبرها، وأن تكون تامة؛ فيكون حالا من فاعلها، وإذا قلت: "كان زيد أخاك" وجب أن تكون ناقصة؛ لامتناع وقوع الحال معرفة. 152- ولا يلي العامل معمول الخبر ... إلا إذا ظرفا أتى أو حرف جر "وَلاَ يَلِي العَامِلَ" أي: كان وأخواتها "مَعْمُولُ الخَبَرْ" مطلقا عند جمهور البصريين، سواء تقدم الخبر على الاسم، نحو: "كان طعامك آكلا زيد"، خلافا لابن السراج والفارسي وابن عصفور، أم لم يتقدم، نحو: "كان طعامك زيد آكلا"، وأجازه الكوفيون مطلقا،

_ 1 ومنه قوله تعالى: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [البقرة: 260] . 2 ومنه قول حسان بن ثابت "من الوافر": ألا أبلغ أبا سفيان عني ... مغلغلة فقد برح الخفاء ديوانه 75؛ ويروى عجزه: فأنت مجوف نخب هواء ولا شاهد على هذه الرواية 3 فاطر: 41.

تمسكا بقوله "من الطويل": 190- قَنَافِذُ هَداجُونَ حَوْلَ بُيُوتِهمْ ... بِمَا كَانَ إِيَّاهُمْ عَطِيَّةُ عَوَّدَا وخرج على زيادة "كان"، أو إضمار اسم مراد به الشأن، أو راجع إلى "ما"، وعليهن فعطية مبتدأ، وقيل: ضرورة، وهذا التأويل متعين في قوله "من البسيط": 191- بَاتَتْ فُؤَادِيَ ذَاتُ الْخَالِ سَالِبَةً ... فَالْعَيْشُ إِنْ حُمَّ لِي عَيْشٌ مِنَ العَجَبِ

_ 190- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 181؛ وتخليص الشواهد ص245؛ وخزانة الأدب 9/ 268، 269؛ والدرر 2/ 71؛ وشرح التصريح 1/ 190؛ والمقاصد النحوية 2/ 24؛ والمقتضب 4/ 101؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص144؛ ومغني اللبيب 2/ 610؛ وهمع الهوامع 1/ 118. شرح المفردات: القنافذ: ج القنفذ، وهو حيوان صغير، أعلاه مغطى بريش حاد يقي به نفسه، يخرج من مخبأه ليلا، يضرب به المثل في السرى فيقال: أسرى من القنفذ. هداجون: ج هداج، وهو صيغة مبالغة من هدج يهدج هدجانا، وهدج الرجل: مشى بارتعاش. عطية: أبو جرير الشاعر. المعنى: يقول: إن قوم جرير كالقنافذ يسيرون في الليل طلبا للفحشاء وضروب الرجس كما عودهم عطية والد جرير. الإعراب: "قنافذ": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم". "هداجون": نعت "قنافذ" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "حول": ظرف مكان متعلق بـ"هداجون"، وهو مضاف. "بيوتهم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": في محل جر بالإضافة. "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"هداجون". "كان": فعل ماض ناقص. "إياهم": ضمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدم لـ"عود". "عطية": اسم "كان" مرفوع. "عودا": فعل ماض، والألف للإطلاق، وفاعله ... "هو". وجملة: " ... قنافذ" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان إياهم ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "عودا" في محل نصب خبر "كان". الشاهد: قوله: "بما كان إياهم عطية عودا" حيث قدم الشاعر معمول خبر "كان"، وهو "إياهم" على اسمها، وهو "عطية" مع تأخير الخبر، وهو جملة "عود: عن الاسم أيضا. هذا ما أجازه الكوفيون، ومنعه البصريون. 191- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص248؛ وخزانة الأدب 9/ 269؛ وشرح التصريح 1/ 190؛ والمقاصد النحوية 2/ 28. شرح المفردات: الخال: الشامة. سالبة: مختلسة. حم الأمر: قدر. المعنى: يقول إن الحسناء ذات الخال الأسود قد سلبت قلبه وأضنته، وإذا قدر له أن يعيش فذلك من عجائب الأمور. الإعراب: "باتت": فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. "فؤادي": مفعول به لـ"سالبة" وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "ذات": اسم "بات" مرفوع، وهو مضاف. "الخال": مضاف إليه مجرور =

وقوله "من الطويل": 192- لَئِنْ كَانَ سَلْمَى الْشَّيْبُ بِالصَّدِّ مُغْرِيا ... لَقَدْ هَوَّنَ السُّلْوَانَ عَنْهَا التَّحَلُّمُ لظهور نصب الخبر. وأصل تركيب النظم: ولا يلي معمول الخبر العامل، فقدم المفعول -وهو العامل- وأخر الفاعل -وهو معمول الخبر- لمراعاة النظم، وليعود الضمير إلى أقرب مذكور من قوله: "إلاَّ إذَا ظَرْفا أَتَى" أي: معمول الخبر "أَوْ حَرفَ جَرْ" مع مجروره؛ فإنه حينئذٍ يلي العامل اتفاقا، نحو: "كان عندك -أو في الدار- زيد جالسا، أو جالسا زيد"؛ للتوسع في الظرف والمجرور.

_ = بالكسرة. "سالبة": خبر "بات" منصوب. "فالعيش": الفاء حرف استئناف، و"العيش": مبتدأ مرفوع. "إن": حرف شرط. "حم": فعل ماض للمجهول، وهو فعل الشرط. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"حم". "عيش": نائب فاعل مرفوع. "من العجب": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ "العيش"، ويجوز اعتبار "عيش" خبر المبتدأ "العيش"، ونائب فاعل "حم" ضمير مستتر تقديره: "هو". وعلى ذلك يعلق الجار والمجرور بمحذوف صلة للخبر "عيش". وجملة: "باتت فؤادي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "العيش من العجب" أو "العيش عيش ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن حم ... " اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "باتت فؤادي ذات الخال سالبة" حيث ولي "باتت" معمول خبرها، وهو "فؤادي" فإنه معمول خبر "باتت"، وهو "سالبة"، وهذا جائز عند الكوفيين وغير جائز عند البصريين. 192- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من المصادر. اللغة: سلمى: اسم امرأة. الصد: الإعراض. مغريا: مولعا. هون: سهل وخفف. السلوان: التسلي والتصبر. التحلم: تكلف الحلم. المعنى: يقول: إذا كان الشيب قد حملك يا سلمى على الإعراض عني فإني قد وجدت وسيلة تخفف عني عبء الهجر هي تكلف الحلم. الإعراب: لئن: "اللام": موطئة للقسم، "إن": حرف شرط جازم. كان: فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. سلمى: مفعول به لـ"مغريا" منصوب. الشيب: اسم "كان" مرفوع. بالصد: جار ومجرور متعلقان بـ"مغريا". مغريا: خبر "كان" منصوب. لقد: "اللام": واقعة في جواب القسم، "قد": حرف تحقيق. هون: فعل ماض مبني على الفتح. السلوان: مفعول به منصوب. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"السلوان". التحلم: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "لئن كان سلمى ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لقد هون ... ": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. الشاهد: قوله: "كان سلمى الشيب مغريا" حيث ورد معمول خبر "كان" وهو "سلمى" بعدها مباشرة وهذا شاذ عند البصريين، لأنه ليس ظرفا ولا حرف جر.

153- ومضمر الشان اسما انو إن وقع ... موهم ما استبان أنه امتنع "وَمُضْمَرَ الشَّان اسْمَاً انْو" في العامل "إنْ وَقَعْ" شيء من كلامهم "مُوهِمُ" جواز "مَا اسْتَبَانَ" لك "أَنَّهُ امْتَنَعْ"، كما تقدم بيانه في قوله: قنافذ هداجون البيت1، وقوله "من البسيط": 193- فَأَصْبَحُوا وَالنَّوَى عَالِي مُعَرَّسِهِمْ ... وَلَيْسَ كُلَّ النَّوَى يُلْقِي الْمَسَاكِينُ في رواية "تلقي" بالتاء المثناة من فوق، وبه احتج من أجاز ذلك مع تقدم الخبر، وقال الجمهور: التقدير ليس هو، أي: الشأن؛ وقد عرفت أنه إنما يقدر ضمير الشأن حيث أمكن

_ 1 تقدم بالرقم 190. 193- التخريج: البيت لحميد بن ثور في الأزمنة والأمكنة 2/ 317؛ والأشباه والنظائر 6/ 78، 7/ 179؛ وأمالي ابن الحاجب ص656؛ وتخليص الشواهد ص187؛ والكتاب 1/ 70، 147؛ والمقاصد النحوية 2/ 82؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 179؛ وخزانة الأدب 9/ 270؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 175؛ وشرح المفصل 7/ 104؛ والمقتضب 4/ 100. اللغة: أصبحوا: دخلوا في الصباح. النوى: ج نواة التمر. المعرس: مكان نزول القوم ليلا. المعنى: يصف الشاعر كرمه فيقول: إن الضيوف قد نزلوا به ليلا، وعند الصباح ظهر لهم نوى التمر كومة كبيرة، مع العلم أنهم لم يرموا جميع نوى التمر الذي أكلوه، بل بلعوا بعضها منها. وهذا دليل على كثرة ما قدم لهم من التمر. الإعراب: "فأصبحوا": الفاء بحسب ما قبلها، "أصبحوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "والنوى": الواو حالية، "النوى": مبتدأ مرفوع. "عالي": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "معرسهم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "وليس": الواو استئنافية، "ليس": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر هو ضمير الشأن. "كل": مفعول به مقدم منصوب، وهو مضاف. "النوى": مضاف إليه مجرور. "تلقي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. "المساكين": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة: "أصبحوا" بحسب ما قبلها. وجملة "والنوى عالي معرسهم" في محل نصب حال. وجملة "ليس كل النوى ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تلقي المساكين" في محل نصب خبر "ليس". الشاهد: قوله: "وليس كل النوى تلقي المساكين" حيث إن اسم "ليس" ضمير مستتر هو ضمير الشأن وتقدم معمول خبرها ظاهريا.

تقديره، ومن الدليل على صحة تقدير ضمير الشأن في "كان" قوله "من الطويل": 194- إِذَا مُتُّ كَانَ النَّاسُ صِنْفَانِ شَامِتٌ ... وآخَرُ مُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَصْنَعُ "زياد "كان" وشروطها ومواضعها": 154- وقد تزاد كان في حشو كـ"ما ... كان أصلح علم من تقدما" "وَقَدْ تُزادُ كَانَ فِي حَشْوٍ" أي: بين شيئين، وأكثر ما يكون ذلك بين "ما" وفعل التعجب "كَمَا كَانَ أَصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّما"، و"ما كان أحسن زيدا"، وزيدت بين الصفة والموصوف في قوله "من البسيط": 195- فِي غُرَفِ الْجَنَّةِ الْعُلْيَا التِي وَجَبَتْ ... لَهُمْ هُنَاكَ بِسَعْيٍ كَانَ مَشْكُوْرِ

_ 194- التخريج: البيت للعجير السلولي في الأزهية ص190؛ وتخليص الشواهد ص246؛ وخزانة الأدب 9/ 72، 73؛ والدرر 1/ 223، 2/ 41؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 144؛ والكتاب 1/ 71؛ والمقاصد النحوية 2/ 85؛ ونوادر أبي زيد ص156؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص136؛ واللمع في العربية ص122؛ وهمع الهوامع 1/ 67، 111. اللغة: صنفان: نوعان. الشامت: الذي يفرح بمصيبة غيره. مثن: مادح. المعنى: يقول: إن الناس سيفترقون في شأنه إلى فرقتين: إحداهما تشمت به لكثرة غيظة لها، وأخرى تثني عليه لما نالت منه من خير. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. مت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير الشأن محذوف. الناس: مبتدأ مرفوع. صنفان: خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى. شامت: بدل من "صنفان"، مرفوع، وقيل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "صنف منهم شامت".وآخر: "الواو": حرف عطف، "آخر": معطوف على شامت، وقيل: مبتدأ أصله نعت لمحذوف مبتدأ تقديره: "وصنف آخر". مثن: نعت "آخر" على الأول، وخبر للمبتدأ على الثاني. بالذي: جار ومجرور متعلقان بـ"مثن". كنت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "كان". أصنع: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". وجملة "إذا مت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مت": في محل جر بالإضافة. وجملة "كان الناس ... ": جواب الشرط لا محل لها من الإعراب. وجملة "الناس صنفان": في محل نصب خبر "كان". وجملة "كنت أصنع": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "كان الناس صنفان" حيث أضمر في "كان" ضمير الشأن، وأخبر عنه بالجملة الاسمية بعده. 195- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 210. =

وجعل منه سيبويه قول الفرزدق "من الوافر": 196- فَكَيْفَ إذَا مَرَرْتُ بِدَارِ قَوْمٍ ... وَجِيْرَانٍ لَنَا كَانُوْا كِرَامِ ورد ذلك عليه؛ لكونها رافعة للضمير، وليس ذلك مانعا من زيادتها، كما لم يمنع من إلغاء "ظن" عند توسطها أو تأخرها إسنادها إلى الفاعل. وبين العاطف والمعطوف عليه،

_ = الإعراب: في غرف: جار ومجرور متعلقان بما سبق، أو بمحذوف خبر مبتدأ محذوف تقديره: "هم كائنون في غرف"، وهو مضاف. الجنة: مضاف إليه مجرور. العليا: نعت "الجنة" مجرور. التي: اسم موصول في محل جر نعت "الجنة". وجبت فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". لهم: جار ومجرور متعلقان بـ"وجب". هناك: ظرف مكان متعلق بـ"وجب". بسعي: جار ومجرور متعلقان بـ"وجب". كان: زائدة. مشكور: نعت "سعي" مجرور بالكسرة. وجملة "وجبت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "بسعي كان مشكور" حيث زاد "كان" بين الصفة "مشكور" والموصوف "سعي". 196- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 290؛ والأزهية ص188؛ وتخليص الشواهد ص252؛ وخزانة الأدب 9/ 217، 212، 222؛ وشرح التصريح 1/ 192؛ وشرح شواهد المغني 2/ 693؛ والكتاب 2/ 153؛ ولسان العرب 13/ 370 "كنن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 42؛ والمقتضب 4/ 116؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص136؛ والأشباه والنظائر 1/ 165؛ وأوضح المسالك / 385؛ وشرح ابن عقيل ص146؛ والصاحبي في فقة اللغة ص161؛ ولسان العرب 13/ 367 "كون"؛ ومغني اللبيب 1/ 287. المعنى: يتساءل الشاعر كيف يستطيع أن يمنع دموعه من الانهمار وقد تذكر جيرانه الكرام. الإعراب: "فكيف": الفاء بحسب ما قبلها، "كيف": اسم استفهام مبني في محل نصب حال من فاعل فعل محذوف تقديره: "كيف أكون مثلا" أو خبر لفعل ناقص محذوف مع اسمه تقديره "كيف أكون". "إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "مررت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "بدار": جار ومجرور متعلقان بـ"مررت"، وهو مضاف. "قوم": مضاف إليه مجرور. "وجيران": الواو حرف عطف، "جيران": معطوف على "دار" مجرور بالكسرة. "لنا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"جيران". "كانوا": فعل ماض ناقص، والواو: ضمير متصل ... اسمها، والألف فارقة، وخبرها محذوف لدلالة الكلام عليه. "كرام": نعت "جيران" مجرور بالكسرة. وجملة "مررت": في محل جر بالإضافة. وجملة "كيف أكون" بحسب ما قبلها في محل جر بالإضافة. وجملة "كانوا" مع الخبر المحذوف اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "وجيران لنا كانوا كرام" حيث فصل بين الموصوف وهو "جيران" والصفة وهي "كرام" بـ"كانوا" الزائدة.

كقوله "من الكامل": 197- فِي لُجَّةٍ غَمَرَتْ أَبَاكَ بِحُوْرُهَا ... فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ وَالإِسْلاَمِ وبين "نعم" وفاعلها، كقوله "من الكامل": 198- وَلَبِسْتُ سِرْبَالَ الشَّبَابِ أَزُورُهَا ... وَلَنِعْمَ كَانَ شَبِيبَةُ الْمُحْتَالِ ومن زيادتها بين جزأي الجملة قول بعض العرب1: "ولدت فاطمة بنت الخُرْشُب

_ 197- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 305؛ وخزانة الأدب 5/ 436، 437، 9/ 210، 211، 212. اللغة: اللجة: معظم الماء. غمرت: غطت. الجاهلية: الزمن الذي سبق زمن الإسلام. المعنى: يفخر الشاعر على جرير في الجاهلية والإسلام. الإعراب: في لجة: جار ومجرور متعلقان بـ"وقعت" في البيت السابق. غمرت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. أباك: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. بحورها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. في الجاهلية: جار ومجرور متعلقان بـ"غمرت". كان: زائدة. والإسلام: "الواو": حرف عطف، "الإسلام": معطوف على "الجاهلية" مجرور بالكسرة. وجملة "في لجة غمرت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "في الجاهلية كان والإسلام" حيث زاد "كان" بين المعطوف "الإسلام" والمعطوف عليه "الجاهلية". 198- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. المعنى: يقول: إنني أظهرت قوة الشباب لأزور هذه المحبوبة، مادحا شبابه الماضي إذا كان نعم الشباب. الإعراب: ولبست: "الواو": بحسب ما قبلها، "لبست": فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. سربال: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الشباب: مضاف إليه مجرور. أزورها: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا"، و"ها" ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. ولنعم: "الواو": استئنافية، و"اللام": موطئة للقسم، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. كان: زائدة. شبيبة: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. المحتال: مضاف إليه. وجملة "لبست ... ": بحسب ما قبلها، وجملة "أزورها": في محل نصب حال. وجملة "لنعم ... ": جواب القسم لا محل له من الإعراب. الشاهد: قوله: "نعم كان شبيبة المحتال" حيث زاد "كان" بين الفعل "نعم" وفاعله "شبيبة". 1 قائله هو قيس بن غالب البدري.

الكملة من بني عبس لم يوجد كان مثلهم": نعم شذت زيادتها بين الجار والمجرور، كقوله "من الوافر": 199- سَرَاةُ بَنِيْ أَبِي بَكْرٍ تَسَامَى ... عَلَى كَانَ الْمُسَوَّمَةِ العَرابِ تنبيهات: الأول: أفهم كلامه أنها لا تزاد بلفظ المضارع، وهو كذلك؛ إلا ما ندر من قول أم عقيل "من الرجز": 200- أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيل ... إذَا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ

_ 199- التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص187؛ وأسرار العربية ص136؛ والأشباه والنظائر 3/ 303؛ وتخليص الشواهد ص252؛ وخزانة الأدب 9/ 207-210، 10/ 187؛ والدرر 2/ 79؛ ورصف المباني ص140، 141، 217، 255؛ وشرح التصريح 1/ 192؛ وشرح ابن عقيل ص147؛ وشرح المفصل 7/ 98؛ ولسان العرب 13/ 370 "كون"؛ واللمع في العربية ص122؛ والمقاصد النحوية 2/ 41؛ وهمع الهوامع 1/ 120. شرح المفردات: السراة: ج السري، وهو صاحب المروءة، أو السيد والشريف. تسامى: أي تتسامى، ترتفع. المسومة: من الخيل التي جعلت لها علامة تعرف بها. العراب: الكريمة، السالمة من الهجنة. المعنى: يقول: إن أسياد بني بكر وأشرافهم يمتطون الجياد العربية التي تسمو على سائر الخيول، والتي تبعد كل البعد عن الهجنة. الإعراب: "سراة": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "أبي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "بكر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "تسامى": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "على": حرف جر. "كان": زائدة. "المسومة": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ"تسامى". "العراب": نعت "المسومة" مجرور بالكسرة. وجملة: "سراة بني أبي بكر تسامى" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تسامى" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "على كان المسومة" حيث زاد "كان" بين الجار والمجرور. 200- التخريج: الرجز لأم عقيل في تخليص الشواهد ص252؛ وخزانة الأدب 9/ 225، 226؛ والدرر 2/ 78، وشرح التصريح 1/ 191؛ وشرح ابن عقيل ص147؛ والمقاصد النحوية 2/ 39؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 120. شرح المفردات: ماجد: كريم. نبيل: شريف. هبت: هاجت. الشمال: الرياح الشمالية. البليل: الرطبة. الإعراب: "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "تكون": زائدة. "ماجد": خبر المبتدأ =

الثاني: أفهم قوله: "في حشو أنها لا تزاد في غيره، وهو كذلك، خلافا للفراء في إجازته زيادتها آخرا. الثالث: أفهم أيضا تخصيص الحكم بها أن غيرها من أخواتها لا يزاد، وهو كذلك، إلا ما شذ من قولهم: "ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفأها"، روى ذلك الكوفيون. وأجاز أبو علي زيادة "أصبح" و"أمسى" في قوله "من السريع": 201- عَدُوُّ عَيْنَيْكَ وَشَانِيهمَا ... أَصْبَحَ مَشْغُولٌ بِمَشْغُوْلِ وقوله "من الطويل": 202- أَعَاذِلَ قُوْلِي مَا هَوَيْتِ فَأَوّبِي ... كَثِيْرا أَرَى أَمْسَى لَدَيْكِ ذُنُوْبِي وأجاز بعضهم زيادة سائر أفعال الباب، إذا لم ينقص المعنى.

_ = مرفوع. "نبيل": نعت "ماجد" مرفوع. "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "تهب": فعل مضارع مرفوع. "شمأل": فاعل مرفوع بالضمة. "بليل": نعت "شمأل" مرفوع. وجملة "أنت تكون ماجد نبيل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تهب ... " في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "أنت تكون ماجد" حيث فصل بين المبتدأ والخبر شذوذا بـ"تكون" الزائدة، إذ القياس أن يكون ماضيا دون مضارع، لأن الماضي مبني أشبه بالحروف، والحروف تكون زائدة. 201- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص252؛ والدرر 2/ 80؛ وهمع الهوامع 1/ 120. اللغة: شانيهما: مبغضهما. الإعراب: عدو: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. عينيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف و"الكاف": ضمير متصل في مبني في محل جر بالإضافة. وشانيهما: "الواو": حرف عطف، "شانيهما": معطوف على "عدو" مرفوع، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أصبح: زائدة. مشغول: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. بمشغول: جار ومجرور متعلقان بـ"مشغول". وقيل: "مشغول": مبتدأ، و"بمشغول": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول. الشاهد: قوله: "عدو ... أصبح مشغول بمشغول" حيث زاد "أصبح" بين المبتدأ "عدو" وخبره "مشغول". 202- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص252؛ والدرر 2/ 81؛ وهمع الهوامع 1/ 120. =

"حذف "كان" وأنواعه وشروطه": 155- ويحذفونها ويبقون الخبر ... وبعد "إن ولو" كثيرا ذا اشتهر "وَيَحْذِفُوْنَهَا" أي: "كان"؛ إما وحدها، أو مع الاسم، وهو الأكثر "وَيُبقُوْنَ الْخَبَرْ" على حاله "وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ" الشرطيتين "كَثِيْراً ذَا" الحكم "اشْتَهَرْ" من ذلك: "المرء مجزي بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر" وقوله "من البسيط": 203- قَدْ قِيْلَ مَا قِيْلَ إنْ صِدْقا وَإِنْ كَذِبا ... "فما اعتذارك من قول إذا قيلا"

_ = اللغة: أعاذل: يا عاذلة، أي يا لائمة. هويت: أحببت. أوبي: ارجعي. الإعراب: أعاذل: "الهمزة": للنداء، "عاذل": منادى مرخم مبني في محل نصب. قولي: فعل أمر مبني على حذف النون، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. هويت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. فأوبي: "الفاء": حرف عطف، "أوبي": فعل أمر، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. كثيرا: مفعول به لـ"أرى". أرى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". أمسى: زائدة. لديك: ظرف متعلق بـ"كثيرا"، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ذنوبي: مفعول به أول لـ"أرى"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قولي": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هويت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "أوبي": معطوفة على جملة "قولي" لا محل لها من الإعراب. وجملة "أرى": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أرى أمسى لديك ذنوبي" حيث زاد "أمسى" بين الفعل "أرى" ومفعوله "ذنوبي". 203- التخريج: البيت للنعمان بن المنذر في الأغاني 15/ 295؛ وأمالي المرتضى 1/ 193؛ وخزانة الأدب 4/ 10، 9/ 522؛ والدرر 2/ 82؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 352؛ وشرح شواهد المغني 1/ 188؛ والكتاب 1/ 260؛ والمقاصد النحوية 2/ 66؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 2/ 97؛ ومغني اللبيب 1/ 61. الإعراب: "قد": حرف تحقيق. "قيل": فعل ماض للمجهول. "ما": اسم موصول في محل رفع نائب فاعل. "قيل": فعل ماض للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "إن": حرف شرط جازم. "صدقا": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، و"إن كذبا": الواو: حرف عطف، والبقية تعرب إعراب "إن صدقا". "فما": الفاء استئنافية، "ما" اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم. "اعتذارك": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "من قول": جار ومجرور متعلقان بـ"اعتذارك". "إذا": ظرف متعلق بالخبر. "قيلا": فعل ماض للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". وجملة: "قد قيل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قيل" صلة الموصول لا محل لها من =

وقوله "من الكامل": 204- حَدِبَتْ عَلَيَّ بُطُونُ ضَبَّة كُلُّهَا ... إِنْ ظَالِما فِيهِمْ وَإِنْ مَظْلُوْما وفي الحديث "التمس ولو خاتما من حديد"، وقال الشاعر "من البسيط": 205- لاَ يَأْمَن الْدَّهْرَ ذُو بَغْيٍ وَلَوْ مَلِكا ... جُنُودُهُ ضَاقَ عَنْهَا الْسَّهْلُ وَالْجَبَلُ

_ = الإعراب. وجملة: "إن كان صدقا فما اعتذارك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوفة: "فما اعتذارك" في محل جزم جواب الشرط. وجملة: "إن كذبا" الشرطية معطوفة على الجملة الشرطية السابقة فهي مثلها، وجوابها مثل جواب السابقة أيضا. وجملة: "ما اعتذارك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قيلا" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "إن صدقا وإن كذابا" حيث حذفت "كان" مع اسمها بعد "إن" الشرطية. وبقي الخبر وذلك شائع. 204- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص103؛ وتخليص الشواهد ص259؛ والدرر 2/ 83؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 36؛ والكتاب 1/ 262؛ والمقاصد النحوية 2/ 87؛ وهمع الهوامع 1/ 121. شرح المفردات: حدبت: عطفت. بطون: ج بطن، وهو دون القبيلة. ضنة: قبيلة من قبائل قضاعة. المعنى: يقول: إن هذه البطون تعطف عليه وتنتصر له إن ظالما وإن مظلوما. الإعراب: "حدبت" فعل ماض، والتاء للتأنيث. "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"حدبت". "بطون": فاعل مرفوع وهو مضاف. "ضنة": مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث. "كلها": توكيد "بطون" مرفوع، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة. "إن": حرف شرط جازم، فعله محذوف تقديره: "إن كان". "ظالما": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها تقديره: "إن كان الحادب". و"إن": الواو حرف عطف، "إن" حرف شرط جازم. "مظلوما": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها على نحو ما سبق. وجملة "حدبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن ظالما" في محل نصب حال. وجملة "وإن مظلوما" معطوفة في محل نصب. الشاهد: قوله: "إن ظالما وإن مظلوما" حيث حذف "كان" واسمها، وأبقى الخبر في الموضوعين. 205- التخريج: البيت للعين المنقري في خزانة الأدب 1/ 257؛ والدرر 2/ 85؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 262؛ وتخليص الشواهد ص260؛ وشرح التصريح 1/ 193؛ وشرح شواهد المغني 2/ 658؛ ومغني اللبيب 1/ 268؛ والمقاصد النحوية 2/ 50. اللغة: شرح المفردات: البغي: الظلم. جنوده ضاق ... : كناية عن كثرتهم.

تنبيهان: الأول: قد تحذف "كان" مع خبرها ويبقى الاسم، من ذلك مع "أن" المرء مجزي بعمله إن خير فخير وإن شر فشر" برفعهما، أي: إن كان في عمله خير فجزاؤه خير، وإن كان في عمله شر جزاؤه شر، وفي هذه المسألة أربعة أوجه مشهورة: هذان، والثالث نصبهما، على تقدير: إن كان عمله خيرا فهو يجزى خيرا، والرابع: عكس الأول، أي: رفع الأول ونصب الثاني، وهذا الرابع أضعفها، والأول أرجحها، وما بينهما متوسطان، ومنه مع "لو" "ألا طعام ولو تمر"، جوز فيه رفع "تمر" على تقدير: ولو يكون عندنا تمر. الثاني: قل حذف "كان" مع غير "إن" و"لو" كقوله "من الرجز": 206- مِنْ لَدُ شَوْلاً فَإِلَى إِتْلاَئِهَا ... قدره سيبويه: من لد أن كانت شولا

_ = المعنى: يقول: إن الظالم لا يهدأ له بال، ولو كان ملكا كثير الجند والأعوان، فصروف الدهر كثيرة، وعلى الباغي تدور الدوائر. الإعراب: لا: الناهية. يأمن: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين. الدهر: مفعول به لـ"يأمن" منصوب بالفتحة. ذو: فاعل "يأمن" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف. بغي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ولو: الواو الحالية، و"لو": حرف شرط غير جازم. ملكا: خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، والتقدير: "ولو كان صاحب البغي ملكا". جنوده: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ضاق: فعل ماض. عنها: عن: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ضاق". السهل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والجبل: الواو حرف عطف، "الجبل": معطوف على "السهل" مرفوع بالضمة. وجملة "لا يأمن الدهر ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ضاق ... " في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "جنوده ضاق ... " في محل نصب نعت "ملكا". الشاهد فيه قوله: "ولو ملكا" حيث حذفت "كان" مع اسمها بعد حرف الشرط "لو"، وبقي الخبر "ملكا". 206- التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 361، 8/ 248؛ وتخليص الشواهد ص206؛ وخزانة الأدب 4/ 24، 9/ 318؛ والدرر 2/ 87؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 546؛ وشرح التصريح 1/ 194؛ وشرح شواهد المغني 2/ 836؛ وشرح ابن عقيل ص149؛ وشرح المفصل 4/ 101، 8/ 35؛ والكتاب 1/ 264؛ ولسان العرب 13/ 384 "لدن"؛ ومغني اللبيب 2/ 422؛ والمقاصد النحوية 2/ 51؛ وهمع الهوامع 1/ 122. =

156- وبعد "أن" تعويض "ما" عنها ارتكب ... كمثل "أما أنت برا فاقترب" "وَبَعْدَ أَنْ" المصدرية "تَعْوِيضُ "مَا" عَنْهَا" أي: عن "كان" "ارْتُكِبْ" فتحذف "كان" لذلك وجوبا؛ إذ لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض "كَمِثْلِ أمَّا أَنْتَ بَرًّا فَاقْتَرِبْ" فـ"أن": مصدرية، و"ما": عوض عن "كان"، و"أنت": اسمها، و"برا": خبرها، والأصل: لأن كنت برا، فحذفت لام التعليل؛ لأن حذفها مع "أن" مطرد، ثم حذفت "كان" فانفصل الضمير المتصل بها، ثم عوض عنها "ما" وأدغمت فيها النون، ومنه قوله "من البسيط": 207- أَبَا خُرَاشَةَ أمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فَإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأَكُلْهُمُ الْضَّبُعُ

_ = شرح المفردات: لد: أي لدن بمعنى "عند". الشول: هو مصدر "شال"، وشالت الناقة بذنبها: رفعته. إتلائها: مصدر "أتلى"، وأتلت الناقة: تبعها ولدها. المعنى: من وقت أن كانت قد رفعت ذنبها للضراب إلى أن ولدت وتبعها ولدها. الإعراب: "من لد": جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره "ربيتها من لد" مثلا. "شولا": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، تقديره: "من لد أن كانت الناقة شولا". "فإلى": الفاء حرف عطف، "إلى إتلائها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف معطوف بالفاء على متعلق الجار والمجرور الأول، والتقدير: فاستمر إلى إتلائها وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "ربيتها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كانت ... شولا" في محل جر بالإضافة. وجملة "فاستمر إلى إتلائها" معطوفة لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "من لد شولا" حيث حذف "كان" واسمها، وأبقى خبرها "شولا" وهذا شاذ، والقياس أن يحذف "كان" واسمها بعد "إن" و"لو" الشرطيتين. وقيل: "شولا" مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "من لد شالت الناقة شولا". 207- التخريج: البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص128؛ والأشباه والنظائر 2/ 113؛ والاشتقاق ص313؛ وخزانة الأدب 4/ 13، 14، 17، 200، 5/ 445، 6/ 532، 11/ 62؛ والدرر 2/ 91؛ وشرح شواهد الإيضاح ص479؛ وشرح شواهد المغني 1/ 116، 179؛ وشرح قطر الندى ص140؛ ولجرير في ديوانه 1/ 349؛ والخصائص 2/ 381؛ وشرح المفصل 2/ 99، 8/ 132؛ والشعر والشعراء 1/ 341؛ والكتاب 1/ 293؛ ولسان العرب 6/ 294 "خرش"، 8/ 217 "ضبع"؛ والمقاصد النحوية 2/ 55؛ وبلا نسبة في الأزهية ص147؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 411، 442؛ والإنصاف 1/ 71؛ وأوضح المسالك 1/ 265؛ وتخليص الشواهد ص260؛ والجنى الداني ص528؛ وجواهر الأدب 198، 416، 421؛ ورصف المباني ص99، 100؛ وشرح ابن عقيل ص 149؛ ولسان العرب 14/ 47 "أما"، ومغني اللبيب 1/ 35؛ والمنصف 3/ 116؛ وهمع الهوامع 1/ 23. اللغة والمعنى: أبو خراشة: كنية الشاعر خفاف بن ندبة. النفر: جماعة من الناس، وهنا تعني =

تنبيه: حذفت "كان" مع معموليها بعد "إن" في قولهم: "افعل هذا إما لا"، أي: إن كنت لا تفعل غيره، فـ"ما": عوض عن "كان" و"لا": نافية للخبر، ومنه قوله "من الرجز": 208- أَمْرَعَتِ الأرْضُ لَوْ أنَّ مَا لاَ ... لَوْ أنَّ نُوْقا لَكِ أَوْ جِمَالا أَوْ ثَلَّةً مِنْ غَنَمٍ إِمَّا لا التقدير: إن كنت لا تجدين غيرها.

_ = الكثرة. الضبع: حيوان معروف، وهنا تعني السنوات المجدبة. يقول: يا أبا خراشة لا تفخر علي بكثرة عدد رجالك، فإنما قومي لم تكن قلتهم بسبب الجوع والحرمان، ولم تؤثر فيهم السنوات المجدبة. ولكن بسبب الجهاد والحرب، وهذا هو عزهم ومجدهم. الإعراب: أبا: منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. خراشة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. أما: مركبة من "أن" المصدرية و"ما" الزائدة، أتي بها للتعويض عن "كان" المحذوفة. أنت: اسم "كان" المحذوفة. ذا: خبر "كان" المحذوفة منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. نفر: مضاف إليه مجرور. فإن: الفاء: للتعليل. إن: حرف مشبه بالفعل. قومي: اسم "إن منصوب"، وهو مضاف، والياء: مضاف إليه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تأكلهم: فعل مضارع مجزوم. و"هم" ضمير في محل نصب مفعول به. الضبع: فاعل مرفوع. وجملة "أبا خراشة ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أما أنت ذا نفر" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "إن قومي ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو تعليلية. وجملة "لم تأكلهم الضبع" الفعلية في محل رفع خبر "إن". والشاهد فيه قوله: "أما أنت ذا نفر"، والأصل: "لأن كنت ذا نفر"، فحذف "كان"، وعوض عنها "ما" الزائدة، وأبقى اسمها، وهو قوله: "أنت"، وخبرها، وهو قوله: "ذا نفر". 208- التخريج: الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص381؛ والدرر 2/ 94؛ وهمع الهوامع 1/ 122. اللغة: أمرعت الأرض: أعشبت، أخضبت. الثلة: جماعة من الماشية. وهنا، الغنم. الإعراب: أمرعت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. الأرض: فاعل مرفوع بالضمة. لو: حرف شرط غير جازم. أن: حرف مشبه بالفعل. مالا: اسم "أن"، منصوب بالفتحة، وخبرها محذوف تقديره: "لك". لو: حرف شرط غير جازم. أن: حرف مشبه بالفعل. نوقا: اسم "أن" منصوب. لك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. أو: حرف عطف. جمالا: معطوف على "نوقا" منصوب. أو: حرف عطف. ثلة: معطوف على "جمالا". من غنم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ثلة". إما: "إن": حرف شرط جازم، وجملة "أمرعت الأرض": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "لو ثبت وجود مال". وجملة "إما لا": في محل نصب خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، تقديره: "إن كنت لا تجدين ... ". الشاهد: قوله: "إما لا" حيث حذف "كان" مع اسمها وعوض عنها "ما".

حذف نون المضارع من "كان": 157- ومن مضارع لكان منجزم ... تحذف نون، وهو حذف ما التزم "وَمِنْ مُضَارِعٍ لَكَانَ" ناقصة كانت أو تامة "مُنْجَزِم" بالسكون، لم يتصل به ضمير نصب، وقد وليه متحرك "تُحْذَفُ نُونٌ" هي لام الفعل تخفيفاً1 "وَهْوَ حَذْفٌ" جائز "مَا الْتُزِمْ" نحو: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} 2 في القراءتين بخلاف نحو: {مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} 3، {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ} 4، {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} 5، إن يكنه فلن تسلط عليه، {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} 6 وخالف في هذا أخيرا يونس، فأجاز الحذف حينئذٍ تمسكا بقوله "من الطويل": 209- فَإِنْ لَمْ تَكُ الْمِرَآةُ أَبْدَتْ وَسَامَةً ... فَقَدْ أَبْدَتِ الْمِرَآةُ جَبْهَةَ ضَيْغَمِ

_ 1 ومنه الشاهد الذي تقدم بالرقم 144. 2 النساء: 40. 3 الأنعام: 135. 4 يونس: 78. 5 يونس: 9. 6 النساء: 137. 209- التخريج: البيت للخنجر بن صخر الأسدي في خزانة الأدب 9/ 304؛ والدرر 2/ 96؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 542؛ وشرح التصريح 1/ 96؛ ولسان العرب 13/ 364 "كون"؛ والمقاصد النحوية 2/ 63؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص268. شرح المفردات: أبدت: أظهرت. الوسامة: حسن الوجه. الضيغم: الأسد. المعنى: يقول: إذا كنت قبيح المنظر فإني أتحلى بالشجاعة والإقدام. الإعراب: "فإن": الفاء: بحسب ما قبلها، "إن" حرف شرط جازم. "لم": حرف جزم. "تك": فعل مضارع ناقص مجزوم، وهو فعل الشرط. "المرآة": اسم "تكن" مرفوع. "أبدت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "وسامة": مفعول به منصوب. "فقد": الفاء رابطة جواب الشرط، "قد": حرف تحقيق. "أبدت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "المرآة": فاعل مرفوع بالضمة. "جبهة": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "ضيغم": مضاف إليه مجرور. وجملة: "إن لم تك ... " بحسب ما قبلها. وجملة "أبدت وسامة" في محل نصب خبر "تكن". وجملة "فقد أبدت المرآة ... " في محل جزم جواب الشرط. الشاهد: قوله: "فإن لم تك المرآة" حيث حذفت النون من مضارع "كان" المجزوم بالسكون مع أنها قد وليها حرف ساكن. وهذا جائز عند يونس بن حبيب، وضرورة عند جمهرة النحاة.

وحمل على الضرورة، قال الناظم: وبقوله أقول؛ إذ لا ضرورة، لإمكان أن يقال: فإن تكن المرآة أخفت وسامة، وقد قرئ شاذا "لَمْ يَكُ الَّذِينَ كَفَرُوا"1. "اقتران "إلا" بخبر الأفعال الناقصة": خاتمة: إذا دخل على غير "زال" وأخواتها من أفعال هذا الباب ناف فالمنفي هو الخبر، نحو: "ما كان زيد عالما"، فإن قصد الإيجاب قرن الخبر بإلا، نحو: "ما كان زيد إلا عالما"، فإن كان الخبر من الكلمات الملازمة للنفي، نحو: "يعيج" لم يجز أن يقترن بـ"إلا"؛ فلا يقال في "ما كان زيد يعيج بالدواء": "ما كان زيدا إلا يعيج"، ومعنى يعيج: ينتفع، وحكم "ليس" حكم "ما كان" في كل ما ذكر. وأما "ما زال" وأخواتها فنفيها إيجاب؛ فلا يقترن خبرها بـ"إلا"، كما لا يقترن بها خبر "كان" الخالية من نفي، لتساويهما في اقتضاء ثبوت الخبر، وما أوهم خلاف ذلك فمؤول كقوله "من الطويل": 210- حَرَاجِيْجُ لاَ تَنْفَكُّ إلاَّ مُنَاخَةً ... عَلَى الْخَسْفِ أَوْ نَرْمِي بِهَا بَلَدا قَفْرا

_ 1 البينة: 1. 210- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1419؛ وتخليص الشواهد ص270؛ وخزانة الأدب 9/ 247، 248، 250، 251، 255؛ وشرح شواهد المغني 1/ 219؛ والكتاب 3/ 48؛ ولسان العرب 10/ 477 "فكك"؛ والمحتسب 1/ 329؛ وهمع الهوامع 1/ 120؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص142؛ والأشباه والنظائر 5/ 173؛ والجنى الداني ص521؛ ومغني اللبيب 1/ 73؛ وهمع الهوامع 1/ 230. اللغة: حراجيج: جمع حرجوج وهي الناقة السمينة الطويلة. مناخة: جعلوها تبرك على الأرض. الخسف: الجوع. الفقر: الخالي. المعنى: تبقى هذه النوق السمان باركة على الجوع والإهانة، حتى نركبها لنجتاز بلادا خالية من أثر الحياة. الإعراب: "حراجيج": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي" مرفوع بالضمة. "ما تنفك": "ما" نافية، "تنفك": فعل مضارع ناقص، و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "هي" يعود على الحراجيج. "إلا": حرف =

أي: ما تنفصل عن الإتعاب إلا في حال إناختها على الخسف إلى أن نرمي بها بلدا قفرا، فـ"تنفك" هنا: تامة، ويجوز أن تكون ناقصة وخبرها "على الخسف"، و"مناخة": منصوب على الحال، أي: لا تنفك على الخسف إلا في حال إناختها، واللَّهُ أعلم.

_ = زائد لا يدل على معنى. "مناخة": خبر "ما تنفك" منصوب بالفتحة. "على الخسف": جار ومجرور متعلقان بـ"مناخة". "أو": حرف عطف ينصب الفعل المضارع بـ"أن" مضمرة. "نرمي": فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "نحن". "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"نرمي". "بلدا": مفعول به منصوب بالفتحة. "قفرا": صفة منصوبة بالفتحة. وجملة "هي حراجيج": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ما تنفك": في محل رفع صفة لـ"حراجيج". وجملة "نرمي بها": صلة الموصول الحرفي. والشاهد فيه قوله: "ما تنفك إلا مناخة" حيث دخلت "إلا" على خبر "ما تنفك"، وهذا غير جائز، وفي تخريج الشاهد آراء عدة أوردها المؤلف بالإضافة إلى الوجه الذي جعلناها فيه زائدة. =

فصل في "ما" و"لا" و"لات" و"إن" المشبهات بـ"ليس"

فصل في "ما" و"لا" و"لات" و"إن" المشبهات بـ"ليس": إنما شبهت هذه بـ"ليس" في العمل لمشابهتها إياها في المعنى، وإنما أفردت عن باب "كان" لأنها حروف وتلك أفعال. ["ما" وشروطها وإعمالها] : 158- إعمال "ليس" أعملت "ما" دون "إن" ... مع بقا النفي، وترتيب زكن 159- وسبق حرف جر أو ظرف كـ"ما ... بي أنت معنيا" أجاز العلما "إِعْمَالَ لَيْسَ أعْمِلَتْ مَا" النافية، نحو: {مَا هَذَا بَشَرًا} 1، {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} 2، وهذه لغة الحجازيين، وأهملها بنو تميم، وهو القياس؛ لعدم اختصاصهم بالأسماء، ولإعمالها عند الحجازيين شروط أشار إليها بقوله: "دَونَ إِنْ مَعَ بَقَا الْنَّفْيِ وَتَرْتِيبٍ زُكِنْ"، أي: علم، فإن فقد شرط من هذه الشروط بطل عملها، نحو: "ما إن زيد قائم"، فـ"ما": حرف نفي مهمل، و"إن": زائدة، و"زيد": مبتدأ، و"قائم": خبره، ومنه قوله "من البسيط": 211- بَنِي غُدَانَةَ مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ ... وَلاَ صَرِيِفٌ وَلَكِنْ أَنْتُمُ الْخَزَفُ

_ 1 يوسف: 31. 2 المجادلة: 2. 211- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 340؛ وأوضح المسالك 1/ 274؛ وتخليص الشواهد ص277؛ والجنى الداني ص328؛ وجواهر الأدب ص207، 208؛ وخزانة الأدب =

وأما رواية يعقوب بن السكيت "ذهبا" بالنصب فمخرَّجة على أن "إن" نافية مؤكدة لـ"ما"، لا زائدة؛ وكذا إذا انتقض النفي بـ"إلا" نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} 1؛ فأما قوله "من الطويل": 212- وَمَا الْدَّهْرُ إلاَّ مَنْجَنُوْنا بِأَهْلِهِ ... وَمَا صَاحِبُ الْحَاجَاتِ إلاَّ مُعَذَّبا

_ = 4/ 119؛ والدرر 2/ 101؛ وشرح التصريح 1/ 197؛ وشرح شواهد المغني 1/ 84؛ وشرح عمدة الحافظ ص214؛ وشرح قطر الندى ص143؛ ولسان العرب 9/ 190 "صرف"؛ ومغني اللبيب 1/ 25؛ والمقاصد النحوية 2/ 91؛ وهمع الهوامع 1/ 123. اللغة والمعنى: غدانة: حي من بني يربوع. الصريف: الفضة الخالصة. الخزف: الفخار. يهجو الشاعر بني غدانة وينعتهم بالحقارة، وأنهم ليسوا بأشراف الناس وأسيادهم. الإعراب: بني: منادى منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. غدانة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. ما: حرف نفي. إن: زائدة. أنتم: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ذهب: خبر المبتدأ مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: لتأكيد النفي. صريف: معطوف على "ذهب". ولكن: الواو: حرف عطف، لكن: حرف استدراك. أنتم: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. الخزف: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "بني غدانة ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية تقديرها: "أنادي". وجملة "ما إن أنتم ذهب" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "أنتم الخزف" الاسمية معطوفة على "أنتم ذهب". والشاهد فيه قوله: "ما إن أنتم ذهب" حيث زيدت "إن" بعد "ما" فبطل عملها. 1 آل عمران: 144. 212- التخريج: البيت لأحد بني سعد في شرح شواهد المغني ص219؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص271؛ والجنى الداني ص325؛ وخزانة الأدب 4/ 130، 9/ 249، 250؛ والدرر 2/ 98، 3/ 117؛ ورصف المباني ص311؛ وشرح التصريح 1/ 197؛ وشرح المفصل 8/ 75؛ ومغني اللبيب ص73؛ والمقاصد النحوية 2/ 92؛ وهمع الهوامع 1/ 123، 230. شرح المفردات: المنجنون: الدولاب الذي يستقى عليه، وهو مؤنث. المعنى: يقول: إن الدهر يدور بالناس كما يدور المنجنون، وأشد ما يتعذب في هذه الحياة هو صاحب الحاجات لكثرة العقبات التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافه. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": من أخوات "ليس". "الدهر": اسم "ما" مرفوع. "إلا": حرف استثناء وحصر. "منجنونا": خبر "ما" منصوب. "بأهله": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"منجنون"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وما": الواو حرف عطف، و"ما": من أخوات "ليس". "صاحب": اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف، "الحاجات": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "إلا": حرف حصر واستثناء. "معذبا": خبر "ما" منصوب. =

فشاذ، أو مؤوَّل؛ وكذا يبطل عملها إذا تقدم خبرها على اسمها، نحو: "ما قام زيد"، ومنه قوله "من الطويل": 213- وَمَا خُذَّلٌ قَوْمِي فَأَخْضَعَ لِلعِدَا ... وَلَكِنْ إذَا أَدْعُوْهُمُ فَهُمُ هُمُ وأما قول الفرزدق "من البسيط": فَأَصْبَحُوا قَدْ أَعَادَ اللَّهُ نِعْمَتَهُمْ ... إذْ هُمْ قُرَيْشٌ وَإذْ مَا مِثْلُهُمْ بَشَرُ1

_ = وجملة "ما الدهر ... " بحسب ما قبلها. وجملة "ما صاحب ... " معطوفة على سابقتها. الشاهد: إعمال "ما" مع انتقاض خبرها بـ"إلا"، وهذا شاذ، وخرج على أنه بتقدير: وما الدهر إلا يشبه منجنونا، وما صاحب الحاجات إلا يشبه معذبا، فهما منصوبان بالفعل الواقع خبرا. وقيل: يجوز أن يكون "منجنونا" منصوب على الحال، والخبر محذوف، أي: وما الدهر إلا مثل المنجنون لا يستقر على حاله، وعلى هذا تكون عاملة قبل انتقاض نفيها، وكذا يكون التقدير في الثاني، أي: وما صاحب الحاجات موجودا إلا معذبا، ولا تقدر هنا "مثل"، لأن الثاني هو الأول. 213- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 198؛ والمقاصد النحوية 2/ 94. شرح المفردات: الخذل: ج الخاذل، وهو الذي يتخلى عن المساعدة. أخضع: أذل. المعنى: يقول إن قومه لا يخذلونه إذا ما دعاهم لنصرته، ولا يدعوني أستسلم للذل والخنوع، بل يكونون دائما على أهبة الاستعداد لمساعدتي. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "خذل": خبر مقدم لمبتدأ مرفوع. "قومي": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "فأخضع": الفاء: فاء السببية، "أخضع" فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". والمصدر المؤول من أن وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السابق، فهو مثله في محل رفع. "للعدى": جار ومجرور متعلقان بـ"أخضع". "ولكن": الواو حرف استئناف، و"لكن": حرف استدراك. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "فهم": الفاء رابطة جواب "إذا"، و"هم" ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "هم": ضمير منفصل مبني في محل رفع خبر للمبتدأ. وجملة: "ما خذل قومي" بحسب ما قبلها. وجملة "أخضع" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "إذا أدعوهم فهم هم" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أدعوهم ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "فهم هم" جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ما خذل قومي" حيث أبطل عمل "ما" لتقدم الخبر على المبتدأ. 1 تقدم بالرقم 179.

فشاذ، وقيل: غلط سببه أنه تميمي وأراد أن يتكلم بلغة الحجاز ولم يدر أن من شروط النصب عندهم بقاء الترتيب بين الاسم والخبر، وقيل مؤول. تنبيهان: الأول: قال في التسهيل: "وقد تعمل متوسطا خبرها، وموجبا بـ"إلا"، وفاقا لسيبويه في الأول، وليونس في الثاني". الثاني: اقتضى إطلاقه منع العمل عند توسط الخبر، ولو كان ظرفا أو مجرورا، قال في شرح الكافية: "من النحويين من يرى عمل "ما" إذا تقدم خبرها وكان ظرفا أو مجرورا، وهو اختيار أبي الحسن بن عصفور". "وَسَبْقَ حَرْفِ جَر" مع مجروره "أَوْ ظَرْفٍ" مدخولي "ما" مع بقاء العمل "كَمَا بِي أَنْتَ مَعْنِيا"، و"ما عندك زيد قائما" "أجَازَ العُلَما" سبق: مصدر نصب بالمفعولية لأجاز مضاف إلى فاعله، والمراد أنه يجوز تقديم معمول خبر "ما" على اسمها إذا كان ظرفا أو مجرورا كما مثل، ومنه قوله "من الطويل": 214- بِأُهْبَةِ حَزْمٍ لُذْ وَإِنْ كُنْتَ آمِنا ... فَمَا كُلَّ حِيْن مَنْ تُوالِي مُوَالِيَا

_ 214- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 199؛ والمقاصد النحوية 2/ 101. شرح المفردات: الأهبة: الاستعداد. الحزم: ضبط الأمور. لذ: التجيء. توالي: تناصر. المعنى: يقول: كن حازما في أمورك، ولا تستسلم للطمأنينة دائما، لأن ليس كل من تأمنه أو تثق به يكون لك مخلصا. الإعراب: "بأهبة": جار ومجرور متعلقان بـ"لذ"، وهو مضاف. "حزم": مضاف إليه. "لذ": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "وإن": الواو: حالية، و"إن": حرف وصل. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان"، وهو فعل الشرط. "آمنا": خبر "كان" منصوب. "فما": الفاء حرف استئناف، و"ما": من أخوات "ليس". "كل": نائب عن ظرف في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"مواليا"، وهو مضاف. "حين": مضاف إليه مجرور. "من": اسم موصول مبني في محل رفع اسم "ما". "توالي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "مواليا": خبر "ما" منصوب، والألف للإطلاق. وجملة: "لذا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وإن كنت آمنا" في محل نصب حال. وجملة: "فما كل حين ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "توالي" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ما كل حين من توالي مواليا" حيث أعمل "ما" النافية عمل "ليس"، فرفع بها المبتدأ، وهو "من" ونصب الخبر، وهو "مواليا"، رغم تقدم معمول الخبر، وهو قوله: "لكل حين" على الاسم والخبر معا، وإنما ساغ الإعمال مع هذا التقدم كون هذا المعمول المتقدم ظرفا.

فإن كان غير ظرف أو مجرور بطل العمل، نحو: "ما طعامك زيد آكل"، ومنه قوله "من الطويل": 215- وَقَالُوْا تَعَرَّفْهَا الْمَنِازِلَ مِنْ مِنىً ... وَمَا كُلَّ مَنْ وَافَى مِنًى أنَا عَارِفُ وأجاز ابن كيسان بقاء العمل والحالة هذه. 160- ورفع معطوف بلكن أو ببل ... من بعد منصوب بـ"ما" الزم حيث حل "وَرَفْعَ مَعْطُوفٍ بـ"لَكِنْ" أوْ بـ"بَلْ" مِنْ بَعْدِ" خبر "مَنْصُوْبٍ بِمَا" الحجازية "الزَمْ حَيْثُ حَلْ". "رفع": مصدر نصب بالمفعولية لالزم، مضاف إلى مفعوله، والفاعل محذوف،

_ 215- التخريج: البيت لمزاحم بن الحارث العقيلي في خزانة الأدب 6/ 268؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 43؛ وشرح التصريح 1/ 198؛ وشرح شواهد الإيضاح ص154؛ وشرح شواهد المغني 2/ 970؛ والكتاب 1/ 72، 146؛ ولسان العرب 9/ 270 "غطرف"؛ والمقاصد النحوية 2/ 98؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 233؛ والخصائص 2/ 354، 376؛ ولسان العرب 9/ 237 "عرف"؛ ومغني اللبيب 2/ 694. شرح المفردات: تعرفها: اسأل الناس عنها. منى: اسم مكان قريب من مكة فيه منسك من مناسك الحج. وافى: أتى. المعنى: يقول: قالوا اسأل الناس عن منازل الحبيبة القائمة في منى، وكيف لي ذلك؛ وأنا الغريب عن منى وعن كل من يأتيها. الإعراب: "وقالوا": الواو بحسب ما قبلها، "قالوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "تعرفها": فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت"، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "المنازل": بدل من "ها"، أو منصوب بنزع الخافض. "من منى": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "المنازل". "وما": الواو حرف عطف، و"ما": حرف نفي. "كل": "بالنصب" مفعول به لاسم الفاعل "عارف" منصوب وهو مضاف. "من": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "وبالرفع" مبتدأ مرفوع. "وافى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "منى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "عارف": خبر للمبتدأ. وجملة: "قالوا" بحسب ما قبلها. وجملة: "تعرفها" في محل نصب مفعول به. وجملة "ما كل من ... أنا عارف" استئنافية لا محل لها من الإعراب باعتبار "كل" مبتدأ. وعلى هذا جملة "أنا عارف" الاسمية في محل رفع خبرا للمبتدأ "كل". وبنصب "كل" تكون هي الاستئنافية. وجملة: "وافى ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ما كل من وافى مني أنا عارف" حيث أبطل عمل "ما" على رواية نصب "كل" باعتبارها مفعولا به لاسم الفاعل "عارف"، وذلك لتقدم معمول خبرها "كل" على اسمها دون أن يكون ظرفا.

والتقدير: الزم رفعك معطوفا بـ"لكن" أو بـ"بل" إلى آخره، وإنما وجب الرفع لكونه خبر مبتدأ مقدر، ولا يجوز نصبه عطفا على خبر "ما"؛ لأنه موجب، وهي لا تعمل في الموجب، تقول: "ما زيد قائما بل قاعد"، و"ما عمرو شجاعا لكن كريم"، أي: بل هو قاعد، ولكن هو كريم؛ فإن كان العطف بحرف لا يوجب، كالواو والفاء، جاز الرفع والنصب، نحو: "ما زيد قائما ولا قاعدا, ولا قاعد"، والأرجح النصب. تنبيه: قد عرفت أن تسمية ما بعد "بل" و"لكن" معطوفا مجاز؛ إذ ليس بمعطوف، وإنما هو خبر مبتدأ مقدر، و"بل" و"لكن" حرفا ابتداء. "زيادة الباء في خبر "ما"": 161- وبعد ما وليس جر البا الخبر ... وبعد لا ونفي كان قد يجر "وَبَعْدَ مَا" النافية "وَلَيْسَ جَر البَا" الزائدة "الخَبَرْ" كثيرا، نحو: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ} 1، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} 2، "وَبَعْدَ لاَ" النافية "وَنَفْيِ كَانَ" وبقية النواسخ "قَدْ يُجَرْ" قليلاً، من ذلك قوله "من الطويل": 216- فَكُنْ لِي شَفِيْعا يَوْمَ لاَ ذُوْ شَفَاعَةٍ ... بِمُغْنٍ فَتِيلا عَنْ سَوَادِ بنِ قَاربِ

_ 1 فصلت: 46. 2 الزمر: 36. 216- التخريج: البيت لسواد بن قارب في الجنى الداني ص54؛ والدرر 2/ 162، 3/ 148؛ وشرح التصريح 1/ 201، 2/ 41؛ وشرح عمدة الحافظ ص215؛ والمقاصد النحوية 2/ 114، 3/ 417؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 125؛ وشرح شواهد المغني ص835؛ وشرح ابن عقيل ص156؛ ومغني اللبيب ص419؛ وهمع الهوامع 1/ 127، 218. شرح المفردات: الشفيع: المساعد. الفتيل: الشيء القليل، وأغنى فتيلا: أي شيئا. المعنى: يطلب الشاعر من مخاطبه أن يكون له شفيعا يوم عز عليه الشفيع. الإعراب: "فكن": الفاء بحسب ما قبلها، "كن": فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"شفيعا". "شفيعا": خبر "كن" منصوب. "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"شفيعا"، وهو مضاف. "لا": نافية تعمل عمل "ليس". "ذو": اسم "لا" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "شفاعة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "بمغن": الباء حرف جر زائد، "مغن": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "لا". "فتيلا": مفعول به لاسم الفاعل "مغن" منصوب. "عن سواد": جار ومجرور متعلقان بـ"مغن"، وهو مضاف. "بن": نعت "مغن" مجرور، وهو مضاف. "قارب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. =

وقوله "من الطويل": 217- وَإِنْ مُدَّتِ الأَيْدِي إلَى الْزَّادِ لَمْ أَكُنْ ... بِأَعْجَلِهمْ إذْ أَجْشَعُ الْقَوْمِ أَعْجَلُ وقوله "من الطويل": 218- دَعَانِي أَخِي وَالْخَيْلُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ... فَلَمَّا دَعَانِي لَمْ يَجِدْنِي بِقُعْدَد

_ = وجملة: "كن لي شفيعا" بحسب ما قبلها. وجملة: "لا ذو شفاعة" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "بمغن" حيث دخلت الباء الزائدة على خبر "لا" كما تدخل على خبر "ما" العاملة عمل "ليس". 217- التخريج: البيت للشنفرى في ديوانه ص59؛ وتخليص الشواهد ص285؛ وخزانة الأدب 3/ 340؛ والدرر 2/ 124؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ وشرح شواهد المغني 2/ 899؛ والمقاصد النحوية 2/ 117، 4/ 51؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 124؛ وأوضح المسالك 1/ 295؛ والجنى الداني ص54؛ وشرح ابن عقيل ص157؛ ومغني اللبيب 2/ 560؛ وهمع الهوامع 1/ 127. اللغة: شرح المفردات: الزاد: طعام المسافر. أجشع: أطمع. المعنى: يفخر الشاعر بقناعته وعدم طمعه في الأكل، لأن نفسه تأبى هذه الدناءة. الإعراب: وإن: الواو بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. مدت: فعل ماض للمجهول مبني على الفتحة، وهو فعل الشرط والتاء للتأنيث وحركت بالكسر منعا من التقاء الساكنين. الأيدي: نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. إلى: حرف جر. الزاد: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "مد". لم: حرف جزم. أكن: فعل مضارع ناقص مجزوم، وهو جواب الشرط، واسمع ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". بأعجلهم: الباء حرف جر زائد، "أعجلهم" اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "أكن"، وهو مضاف، "هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. إذ: حرف تعليل. أجشع: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. القوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أعجل: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة: "إن مدت ... " معطوفة على جملة سابقة. وجملة "لم أكن ... " لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا"، وجملة "أجشع القوم أعجل" تعليلية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بأعجلهم" حيث أدخل الباء الزائدة على خبر "كان المنفية بـ"لم"، ومجيء أفعل التفضيل، وهو قوله: "بأعجلهم" نفسه لغير التفضيل، فالمعنى هنا: لم أكن بعجيلهم. 218- التخريج: البيت لدريد بن الصمة في ديوانه ص48؛ وتخليص الشواهد ص286؛ وجمهرة أشعار العرب 1/ 590؛ والدرر 2/ 125؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ ولسان العرب 3/ 362 "قعد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 121؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص55؛ وهمع الهوامع 1/ 127. =

وربما أجروا الاستفهام مجرى النفي لشبهه إياه، كقوله "من الطويل": 219- يَقُوْلُ إذَا اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وَأَقْرَدَتْ ... أَلاَ هَلْ أَخُوْ عَيْشٍ لَذِيْذٍ بِدَائِم

_ = شرح المفردات: القعدد: اللئيم، الجبان. المعنى، يقول: لم أكن جبانا عندما استصرخني أخي طالبا المساعدة، بالرغم من المعركة التي كانت تفصلني عنه. الإعراب: "دعاني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "أخي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "والخيل": "الواو" حالية، و"الخيل": مبتدأ مرفوع. "بيني": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وبينه": الواو حرف عطف، "بينه": معطوف على بيني وتعرب إعرابها. فلما": الفاء حرف عطف، "لما": اسم شرط غير جازم مبني في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بـ"يجد". "دعاني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. "لم": حرف جزم. "يجدني": فعل مضارع مجزوم، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، فاعله ... "هو". "بقعدد": الباء حرف جر زائد. "قعدد": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به ثان لـ"يجد". وجملة: "دعاني أخي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "والخيل ... " في محل نصب حال. وجملة "لما دعاني لم يجدني" الشرطية معطوفة على الجملة السابقة. وجملة "دعاني ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "لم يجدني" جواب شرط غير جازم. الشاهد: قوله: "بقعدد" حيث دخلت الباء، حرف الجر الزائد عليه، وهو مفعول ثان لـ"يجد" الذي أصله خبر. 219- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ص863 "طبعة الصاوي"؛ والأزهية ص210؛ وتخليص الشواهد ص286؛ وجمهرة اللغة ص636؛ وخزانة الأدب 4/ 142؛ والدرر 2/ 126؛ وشرح التصريح 10/ 202؛ وشرح شواهد المغني 2/ 772؛ ولسان العرب 15/ 200 "قلد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 135، 149؛ وبلا نسبة في أساس البلاغة ص361 "قرد"؛ والأشباه والنظائر 3/ 126؛ وأوضح المسالك 1/ 299؛ والجنى الداني ص55؛ وجواهر الأدب ص52؛ وخزانة الأدب 5/ 14؛ والدرر 5/ 139؛ ولسان العرب 3/ 350 "قرد"، 11/ 707 "هلل"؛ والمنصف 3/ 67؛ وهمع الهوامع 1/ 127، 2/ 77. شرح المفردات: اقلولى: امتطى، رحل. أقردت: ذلت وسكنت. المعنى: يتهم الفرزدق جريرا بخساسة عيش قومه فيقول: لو أن أحدهم امتطى أتانا، وسكنت له، تمنى لو يدوم له هذا العيش اللذيذ. الإعراب: "يقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "اقلولى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره =

وَنَدر في غير ذلك؛ كخبر "إنَّ"، و"لكن" و"ليت"، في قوله "من الطويل": 220- فَإِنْ تَنْأَ عَنْهَا حِقْبَةً لاَ تُلاقِهَا ... فإنَّكَ مِمَّا أحْدَثَتْ بِالْمُجَرِّبِ

_ = "هو". "عليها": جار ومجرور متعلقان بـ"اقلولى". "وأقردت": الواو حرف عطف، "أقردت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "ألا": حرف استفتاح. "هل": حرف استفهام. "أخو": مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. "عيش": مضاف إليه مجرور. "لذيذ": نعت "عيش" مجرور. "بدائم": الباء حرف جر زائد. "دائم": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر "أخو". وجملة "أقردت" معطوفة على جملة "اقلولى". وجملة: أخو عيش ... " في محل نصب مفعول به. الشاهد: قوله: "أخو عيش ... بدائم" حيث زاد الباء حرف الجر الزائد على خبر "أخو"؛ وهو "بدائم". 220- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص42؛ وتخليص الشواهد ص286؛ والدرر 1/ 293، 2/ 128؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ والصاحبي في فقه اللغة ص107؛ والمقاصد النحوية 2/ 126؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 125؛ وجواهر الأدب ص54؛ ورصف المباني ص257؛ وهمع الهوامع 1/ 88، 127. شرح المفردات: تنأى: تبتعد. عنها: أي عن أم جندب. الحقبة: المدة من الزمن. المعنى: يقول: إن ابتعدت عن أم جندب مدة من الزمن، دون أن تراها، نقضت عهدك، والتجربة خير برهان. الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. "تنأ": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". "عنها": جار ومجرور متعلقان بـ"تنأ". "حقبة": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"تنأ". "لا": حرف نفي. "تلاقها": بدل من "تنأ"، فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت"، وقيل: جواب الشرط. "فإنك": الفاء رابطة جواب الشرط، و"إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن". "مما": "من": حرف جر، و"ما": حرف مصدري، و"ما": مع ما دخلت عليه في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"المجرب"، ويجوز أن تكون "ما" اسما موصولا في محل جر بـ"من"، والعائد من جملة الصلة إلى الموصول محذوف، والتقدير: من الذي أحدثته. "أحدثت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "بالمجرب": الباء حرف جر زائد، "المجرب": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر "إن". وجملة: "إن تنأ ... " بحسب ما قبلها. وجملة "لا تلاقها": إذا اعتبرناها جواب الشرط، فهي لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء، أو "إذا" الفجائية، أو هي بدل من فعل الشرط. وجملة: "فإنك ... " في محل جزم جواب الشرط. الشاهد: قوله: "فإنك بالمجرب" حيث دخلت الباء الزائدة على خبر "إن" وهو "بالمجرب" وهذا نادر. وفي البيت شاهد آخر هو حذف عائد "أل" غير مجرورة بـ"من".

وقوله "من الطويل": 221- وَلَكِنَّ أَجْرا لَوْ فَعَلْتَ بِهَيِّنٍ ... وَهَلْ يُنْكَرُ الْمَعْرُوْفُ فِي النَّاسِ وَالأَجْرُ وقوله: أَلاَ لَيْتَ ذَا العَيْش اللَّذِيْذ بِدَائِمٍ1 على إحدى الروايتين، وإنما دخلت في خبر "أن" في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} 2، لأنه في معنى: أوليس الله بقادر. تنبيهات: الأول: لا فرق في دخول الباء في خبر "ما" بين أن تكون حجازية أو تميمية، كما اقتضاه إطلاقه، وصرح به في غير هذا الكتاب، وزعم أبو علي أن دخول الباء مخصوص بالحجازية، وتبعه على ذلك الزمخشري، وهو مردود؛ فقد نقل سيبويه ذلك عن تميم، وهو موجود في أشعارهم؛ فلا التفات إلى من منع ذلك. الثاني: اقتضى إطلاقه أيضا أنه لا فرق في ذلك بين العاملة والتي بطل عملها بدخول

_ 221- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 126؛ وخزانة الأدب 9/ 523؛ والدرر 2/ 127؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 142؛ وشرح التصريح 1/ 202؛ وشرح المفصل 8/ 23، 139؛ ولسان العرب 15/ 226 "كفي"؛ والمقاصد النحوية 2/ 134؛ وهمع الهوامع 1/ 127. الإعراب: "ولكن": الواو بحسب ما قبلها، "لكن": حرف مشبه بالفعل. "أجرا": اسم "لكن" منصوب. "لو": حرف شرط غير جازم. "فعلت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط، وجوابه محذوف تقديره: "لو فعلت لنلت جزاءه" مثلا. ويجوز أن تكون "لو" حرف تمن، فلا تحتاج عندئذ إلى جواب. "بهين": الباء حرف جر زائد، "هين": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر "لكن". "وهل": الواو حرف استئناف، "هل": حرف استفهام. "ينكر": فعل مضارع للمجهول مرفوع. "المعروف": نائب فاعل مرفوع. "في الناس": جار ومجرور متعلقان بـ"ينكر". "والأجر": الواو حرف عطف، "الأجر": معطوف على "المعروف" مرفوع. وجملة "لكن ... " بحسب ما قبلها. وجملة "لو فعلت لنلت" الشرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هل ينكر ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "بهين" حيث دخلت الباء الزائدة على خبر "لكن" "بهين"، وذلك لشبه "لكن" بالفعل، ومع ذلك فقد قيل: إنه شاذ. 1 تقدم بالرقم 219، برواية مختلفة. 2 الأحقاف: 33.

"إن"، وقد صرح بذلك في غير هذا الكتاب، ومنه قوله "من المتقارب": 222- لَعَمْرُكَ مَا إِنْ أَبُوْ مَالِكٍ ... بِوَاهٍ وَلاَ بِضَعِيْفٍ قُوَاهْ الثالث: اقتضى إطلاقه أيضا أنه لا فرق في "لا" بين العاملة عمل "ليس" -كما تقدم- والعاملة عمل "إن"، نحو: قولهم: "لا خير بخير بعده النار" أي: لا خير خير. ["لا" وشروط إعمالها] : 162- في النكرات أعملت كليس "لا" ... وقد تلي "لات" و"إن" ذا العملا 163- وما لـ"لات" في سوى حين عمل ... وحذف ذي الرفع فشا والعكس قل "فِي النَّكِرَات أُعْمِلَت كَلَيْسَ لاَ" النافية؛ بشرط بقاء النفي والترتيب على ما مر، وهو أيضا خاص بلغة الحجاز دون تميم، ومنه قوله "من الطويل": 223- تعَزَّ فَلا شَيْءٌ عَلَى الأرْضِ بَاقِيَا ... وَلاَ وَزَرٌ مِما قَضَى اللَّهُ وَاقِيَا

_ 222- التخريج: البيت للمتنخل الهذلي في الأغاني 23/ 265؛ وأمالي المرتضى 1/ 306؛ وخزانة الأدب 4/ 146؛ والدرر 2/ 123؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1276؛ والشعر والشعراء 2/ 664؛ ولذي الإصبع العدواني في خزانة الأدب 4/ 150؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص53؛ وخزانة الأدب 4/ 142؛ وهمع الهوامع 1/ 227. اللغة: أبو مالك: كنية أبي الشاعر واسمه عويمر، واسم الشاعر مالك بن عويمر. الواهي: الضعيف. المعنى: إن أبا مالك كان شهما قويا، شديد الخصومة، لا يكل أمره إلى أحد. الإعراب: لعمرك: "اللام": للابتداء، "عمرك": مبتدأ مرفوع وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره: "قسمي". ما: حرف نفي. إن: زائدة. أبو: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. مالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بواه: "الباء" حرف جر زائد، "واه": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": لتوكيد النفي. بضعيف: معطوف على "واه". قواه: فاعل للصفة المشبهة "ضعيف" وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "لعمرك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبوك بواه": جواب القسم لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ما إن أبوك بواه" حيث زاد الباء في خبر "ما" التي بطل عملها بسبب اقترانها بـ"إن" الزائدة. 223- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 289؛ وتخليص الشواهد ص294؛ =

تنبيهات: الأول: ذكر ابن الشجري أنها أعملت في معرفة، وأنشد للنابغة الجعدي "من الطويل": 224- "بدت فعل ذي ود فلما تبعتها ... تولت وبقت حاجتي في فؤاديا" وَحَلَّتْ سَوَادَ الْقَلْبِ لاَ أَنَا بَاغِيا ... سِوْاهَا وَلاَ عَنْ حُبِّهَا مُتَرَاخِيا وتردد رأي الناظم في هذا البيت، فأجاز في شرح التسهيل القياس عليه، وتأوله في

_ والجنى الداني ص292؛ وجواهر الأدب ص238؛ والدرر 2/ 111؛ وشرح التصريح 1/ 199؛ وشرح شواهد المغني 2/ 612؛ وشرح ابن عقيل ص158؛ وشرح عمدة الحافظ ص216؛ وشرح قطر الندى ص114؛ ومغني اللبيب 1/ 239؛ والمقاصد النحوية 2/ 102؛ وهمع الهوامع 1/ 125. اللغة والمعنى: تعز: تصبر. الوزر: الملجأ. واقيا: حافظا. يقول: تصبر على نوازل الدهر لأنه لا شيء يدوم عليها، وإذا حل القضاء على إنسان فلن ينفعه أي ملجا أو واق. الإعراب: تعز: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل: أنت. فلا: الفاء: حرف تعليل، لا: حرف نفي يعمل عمل "ليس". شيء: اسم "لا" مرفوع على الأرض: جار ومجرور متعلقان بصفة لـ"شيء". باقيا: خبر "لا" منصوب. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف نفي يعمل عمل "ليس". وزر: اسم "لا" مرفوع. مما: جار ومجرور متعلقان بصفة لـ"وزر". قضى: فعل ماض. الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. واقيا: خبر "لا" منصوب. وجملة "تعز ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب. لأنها ابتدائية. وجملة "لا شيء على الأرض باقيا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها تعليلية. وجملة "قضى الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الاسمي. وجملة "لا وزر ... " معطوفة على جملة "لا شيء ... ". والشاهد فيه قوله: "لا شيء باقيا"، وقوله: "لا وزر واقيا" حيث أعمل "لا" النافية عمل "ليس" في الموضعين، واسمها وخبرها نكرتان في الموضعين، وهذا هو القياس. 224- التخريج: البيتان للنابغة الجعدي في ديوانه ص171؛ والأشباه والنظائر 8/ 110؛ وتخليص الشواهد ص294؛ والجنى الداني ص293؛ وخزانة الأدب 3/ 337؛ والدرر 2/ 114؛ وشرح التصريح 1/ 199؛ وشرح شواهد المغني 2/ 613؛ ومغني اللبيب 1/ 240؛ والمقاصد النحوية 2/ 141؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص247؛ وهمع الهوامع 1/ 125. اللغة: ذو الود: صاحب المودة. تولت: أعرضت. بق: ترك. سواد القلب: مهجته. الباغي: المبتغي، الطالب. التراخي: التهاون. المعنى: يقول: تظاهرت أنها تضمر لي المودة، ولما لحقتها ابتعدت عني وتركتني فريسة الهوى، لقد ملكت فؤادي، فلم يعد يبغي سواها، ولا يستطيع التخلص من شباكها. الإعراب: "بدت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "فعل": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "تفعل"، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء =

شرح الكافية فقال: "يمكن عندي أن يجعل أنا مرفوع فعل مضمر ناصب باغيا على الحال، تقديره: لا أرى باغيا، فلما أضمر الفعل برز الضمير وانفصل، ويجوز أن يجعل "أنا" مبتدأ، والفعل المقدر بعده خبرا ناصبا باغيا على الحال، ويكون هذا من باب الاستغناء بالمعمول عن العامل لدلالته عليه، ونظائره كثيرة منها قولهم: "حكمك مسمطا"1 أي: حكمك لك مسمطا، أي: مثبتا، فجعل "مسمطا" وهو حال مغنيا عن عامله مع كونه غير فعل، فأن يعامل "باغيا" بذلك وعامله فعل أحق وأولى" هذا لفظه. الثاني: اقتضى كلامه مساواة "لا" لـ"ليس" في كثرة العمل، وليس كذلك، بل عملها عمل "ليس" قليل، حتى منعه الفراء ومن وافقه، وقد نبه عليه في غير هذا الكتاب. الثالث: الغالب على خبر "لا" أن يكون محذوفا، حتى قيل إن ذلك لازم كقوله

_ = الستة، وهو مضاف. "ود": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "فلما": الفاء حرف استئناف، "لما": اسم شرط غير جازم، ظرف زمان متعلق بـ"تولت". "تبعتها": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "تولت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "وبقت": الواو حرف عطف، "بقت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "حاجتي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "في فؤاديا": جار ومجرور متعلقان بـ"بقت"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والألف للإطلاق. "وحلت": الواو حرف عطف، "حلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "سواد": مفعول به، وهو مضاف. "القلب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "لا": من أخوات "ليس". "أنا": ضمير منفصل مبني في محل رفع اسم "لا". "باغيا": خبر "لا" منصوب. "سواها": مفعول به لاسم الفاعل "باغيا" منصوب، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": نافية. "عن حبها": جار ومجرور متعلقان بـ"متراخيا"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "متراخيا": معطوف على "باغيا". وجملة: "بدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تفعل فعل ... " في محل نصب حال. وجملة: "تبعتها" في محل جر بالإضافة. وجملة: "تولت" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بقت" معطوفة على "تولت". وجملة "حلت ... " معطوفة على "تولت". وجملة: "لا أنا باغيا ... " في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "لا أنا باغيا سواها" حيث أعمل "لا" النافية عمل "ليس" مع كون اسمها "أنا" معرفة، وهذا شاذ. 1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 1/ 374، 451؛ ولسان العرب 7/ 323 "سمط"؛ ومجمع الأمثال 1/ 212. والمعنى: حكمك مجوز نافذ لا يرد ولا يعقب. والمثل من أقوال أبي بكر الصديق.

"مجزوء الكامل": 225- مَنْ صَدَّ عَنْ نِيْرَانِهَا ... فأنا ابْنُ قَيْسٍ لاَ بَرَاحُ أي: لا براح لي، والصحيح جواز ذكره، كما تقدم. ""لات" و"إن" وشروط إعمالهما": "وَقَدْ تَلِي لاَتَ وَإِنْ ذَا الْعَمَلاَ" المذكور؛ أما "لات" فأثبت سيبويه والجمهور عملها، ونقل منعه عن الأخفش. وأما "إن" فأجاز إعمالها الكسائي وأكثر الكوفيين وطائفة من البصريين، ومنعه جمهور البصريين، واختلف النقل عن سيبويه والمبرد، والصحيح الإعمال، فقد سمع نثرا ونظما؛ فمن النثر قولهم: "إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية"، وجعل منه ابن جني قراءة سعيد بن

_ 225- التخريج: البيت لسعد بن مالك في الأشباه والنظائر 8/ 109، 130؛ وخزانة الأدب 1/ 467، والدرر 2/ 112؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 8؛ وشرح التصريح 1/ 199؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص509؛ وشرح شواهد المغني ص582، 612؛ وشرح المفصل 1/ 109؛ والكتاب 1/ 58؛ ولسان العرب 2/ 409 "برح"؛ والمؤتلف والمختلف ص135؛ والمقاصد النحوية 2/ 150؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص326؛ والإنصاف ص367؛ وتخليص الشواهد ص293؛ ورصف المباني ص266؛ وشرح المفصل 1/ 108؛ وكتاب اللامات ص105؛ ومغني اللبيب ص239، 631؛ والمقتضب 4/ 360. شرح المفردات: النيران: أي الحروب. ابن قيس: نسبة إلى جده قيس بن ثعلبة. المعنى: يعرض الشاعر بالحارث بن عباد الذي اعتزل حرب تغلب وبكر، ويفخر بنفسه ويقول: أنا ذلك المشهور بالنجدة والبلاء الحسن. الإعراب: "من" اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "صد": فعل ماض، وهو فعل الشرط. عن نيرانها: جار ومجرور متعلقان بـ"صد" وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. "فأنا": الفاء رابطة لجواب الشرط، "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "قيس": مضاف إليه مجرور. "لا": نافية تعمل عمل "ليس". "براح": اسم "لا" مرفوع، وخبرها محذوف والتقدير: "لا براح لي". وجملة: "من صد ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "صد" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "أنا ابن قيس ... " في محل جزم جواب الشرط المقترن بالفاء. الشاهد: قوله: "لا براح" حيث أعمل "لا" عمل "ليس"، فرفع بها الاسم "براح" وحذف الخبر.

جبير: "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادًا أَمْثَالُكُمْ"1 على أن "إن" نافية رفعت "الذين" ونصبت "عبادًا أمثالكم" خبرا ونعتا؛ والمعنى: ليس الأصنام الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم في الاتصاف بالعقل، فلو كانوا أمثالكم وعبدتموهم لكنتم بذلك مخطئين ضالين، فكيف حالكم في عبادة من هو دونكم بعدم الحياة والإدراك؟ ومن النظم قوله: "من المنسرح": 226- إِنْ هُوَ مُسْتَوْلِيا عَلَى أَحَدٍ ... إلاَّ عَلَى أَضْعَفِ الْمَجَانِينِ وقوله "من الطويل": 227- إِنْ الْمَرءُ مَيْتا بِانْقِضَاءِ حَيَاتِهِ ... وَلَكِنْ بِأَنْ يُبْغَى عَلَيْهِ فَيُخْذَلا وقد عرفت أنه لا يشترط في معموليها أن يكونا نكرتين.

_ 1 الأعراف: 194. 226- التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص46؛ وأوضح المسالك 1/ 291؛ وجواهر الأدب ص206؛ وخزانة الأدب 4/ 166؛ والدرر 2/ 108؛ ورصف المباني ص108؛ وشرح التصريح 1/ 201؛ وشرح ابن عقيل ص160؛ وشرح عمدة الحافظ ص216؛ والمقاصد النحوية 2/ 113؛ والمقرب 1/ 105؛ وهمع الهوامع 1/ 125. اللغة والمعنى: إن: ما. مستوليا: مسيطرا. المجانين: الذين فقدوا عقولهم. يقول: إنه لضعفه لا يستطيع التأثير إلا على ضعاف العقول. الإعراب: إن: حرف نفي يعمل عمل "ليس". هو: ضمير منفصل في محل رفع اسم "إن". مستوليا. خبر "إن" منصوب. على أحد: جار ومجرور متعلقان بـ"مستوليا"، إلا: أداة حصر. على أضعف: جار ومجرور متعلقان بـ"مستوليا". وهو مضاف. المجانين: مضاف إليه مجرور. وجملة "إن هو مستوليا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. والشاهد فيه قوله: "إن هو مستوليا" حيث أعمل "إن" عمل "ليس"، فرفع بها المبتدأ ونصب الخبر. 227- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص307؛ والجنى الداني ص210؛ والدرر اللوامع 2/ 109؛ وشرح عمدة الحافظ ص217؛ والمقاصد النحوية 2/ 145؛ وهمع الهوامع 1/ 125. اللغة: انقضاء الحياة: الموت. يبغى عليه: يظلم. يخذل: يتخلى عن مساعدته. المعنى: يقول: ليس المرء ميتا بانقضاء حياته، وإنما يكون ميتا عندما يموت ظلما درن أن يقتص من ظالمه. =

"وَمَا لِلاَتَ فِيْ سِوَى" اسم "حِيْنٍ" أي: زمان "عَمَلْ" بل لا تعمل إلا في أسماء الأحيان، نحو: حين، وساعة، وأوان، قال تعالى: {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} 1وقال الشاعر "من الكامل": 228- نَدِمَ الْبُغاةُ وَلاَتَ سَاعَةَ مَنْدَم ... "والبغي مرتع مبتغيه وخيم"

_ = الإعراب: "إن": من أخوات "ليس". "المرء": اسم "إن" مرفوع. "ميتا": خبر "إن" منصوب "بانقضاء": جار ومجرور متعلقان بـ"ميتا"، وهو مضاف. "حياته": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ولكن": الواو استئنافية، "لكن": حرف استدراك. "بأن": الباء حرف جر، "أن": حرف نصب ومصدري. "يبغى": فعل مضارع للمجهول منصوب. "عليه": جار ومجرور نائب عن الفاعل. والمصدر المؤول "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "يموت". "فيخذلا": الفاء حرف عطف، "يخذلا": فعل مضارع للمجهول منصوب لأنه معطوف على "يبغى"، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". وجملة: "إن المرء ميتا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يموت" المحذوفة استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يبغى عليه" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يخذلا" معطوفة على "يبغى". الشاهد: قوله: "إن المرء ميتا" حيث أعمل "إن" النافية عمل "ليس". 1 ص: 38. 228- التخريج: البيت لمحمد بن عيسى بن طلحة، أو للمهلهل بن مالك الكناني في المقاصد النحوية 2/ 146؛ ولأحدهما أو لرجل من طيئ أو لمحمد بن عيسى أو للمهلهل في خزانة الأدب 4/ 175؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص294؛ وجواهر الأدب ص250؛ وخزانة الأدب 4/ 187؛ والدرر 2/ 117؛ وشرح ابن عقيل ص162؛ وهمع الهوامع 1/ 126. اللغة والمعنى: البغاة: ج الباغي وهو كل من تجاوز حدوده، الظالم: مرتع: مكان اللهو. وخيم: سيئ العاقبة. يقول: ندم الظالمون على ما فرطوا في ساعة القصاص، غير أن ندمهم لا ينفعهم شيئا، لأن أوانه قد فات، ولأن مصير الظلم وخيم وسيئ العاقبة. الإعراب: ندم: فعل ماض. البغاة: فاعل مرفوع. ولات: الواو: حالية، لات: حرف نفي يعمل عمل "ليس"، واسم "لات" محذوف تقديره: "لات الساعة ساعة ندم". ساعة: خبر "لات" منصوب، وهو مضاف. مندم: مضاف إليه مجرور. والبغي: الواو: حرف استئناف. البغي: مبتدأ أول مرفوع. مرتع: مبتدأ ثان مرفوع، وهو مضاف. مبتغيه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. والهاء: في محل جر بالإضافة. وخيم: خبر المبتدأ الثاني. وجملة "ندم البغاة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لات ساعة مندم" الفعلية في محل نصب حال. وجملة "والبغي ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "مرتع مبتغيه وخيم" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول "البغي". =

و"إن" التي في خبرها اللام، نحو: "علمت إن زيدا لقائم"، ذكر ذلك جماعة من المغاربة. والظاهر أن المعلق إنما هو اللام لا "إن"، إلا أن ابن الخباز حكى في بعض كتبه أنه يجوز: "علمت إن زيدا قائم"، بالكسر مع عدم اللام، وأن ذلك مذهب سيبويه، فعلى هذا المعلق "إن". الثالث: قد عرفت أن الإلغاء سبيله عند وجود سببه الجواز، والتعليق سبيله الوجوب، وأن الملغى لا عمل له البتة، والمعلق عامل في المحل، حتى يجوز العطف بالنصب على المحل، كقوله "من الطويل": 338- وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت يروى بنصب "موجعات" بالكسرة عطفا على محل قوله "ما البكا". ووجه تسميته تعليقا أن العامل ملغى في اللفظ عامل في المحل؛ فهو عامل لا عامل،

_ 338- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص95؛ وخزانة الأدب 9/ 144؛ وشرح التصريح 1/ 257؛ وشرح شواهد المغني ص813، 824؛ وشرح قطر الندى ص178؛ ومغني اللبيب ص419؛ والمقاصد النحوية 2/ 408؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 64. اللغة والمعنى: أدري: أعرف. عزة: اسم حبيبة الشاعر. تولت: ابتعدت. يقول: لم أكن أعرف البكاء والحسرة إلا بعد أن ابتعدت عزة، وتخلت عني. الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنا. قبل: ظرف متعلق بـ"أدري"، وهو مضاف. عزة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، البكا: خبر المبتدأ مرفوع. أو "ما" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ، و"البكا": مبتدأ مؤخر مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. موجعات: معطوف على محل جملة "ما البكى" منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. القلب: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف جر وغاية. تولت: فعل ماض، والفاعل: هي، والتاء: للتأنيث. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أدري". وجملة "ما كنت أدري" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "ما البكا" الاسمية في محل نصب مفعول به لـ"أدري". وجملة "تولت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لإنها صلة الموصول الحرفي. والشاهد فيه قوله: "ولا موجعات" حيث عطف بالنصب على محل مفعول "أدري"، الذي بمعنى "أعلم"، فهو يقتضي مفعولين، و"ما" الاستفهامية في قوله: "ما البكا" علق "أدري" عن العمل لفظا لا محلا، لأن اسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله، لأن رتبته التصدير.

فارتفاع "مجير" على الابتداء، أو الفاعلية، أي: لات يحصل مجير، أو لات له مجير، و"لات" مهملة لعدم دخولها على الزمان. تنبيه: للنحويين في "لات" الواقع بعدها "هنا"، كقوله: حَنَّتْ نَوَارُ وَلاَت هَنَّا حَنَّتِ1 مذهبان "أحدهما": أن "لات" مهملة لا اسم لها ولا خبر، و"هنا" في موضع نصب على الظرفية؛ لأنه إشارة إلى المكان، و"حنت" مع "أن" مقدرة قبلها في موضع رفع بالابتداء، والتقدير: حنت نوار ولات هنالك حنين؛ وهذا توجيه الفارسي؛ "والثاني": أن تكون "هنا" اسم "لات"، و"حنت" خبرها على حذف مضاف، والتقدير: وليس الوقت وقت حنين، وهذا الوجه ضعيف؛ لأن فيه إخراج "هنا" عن الظرفية، وهي من الظروف التي لا تتصرف؛ وفيه أيضا إعمال "لات" في معرفة، وإنما تعمل في نكرة. واختصت "لات" بأنها لا يذكر معها معمولاها معا، بل لا بد من حذف أحدهما. "وَحَذْفُ ذِي الْرَّفْعِ" منهما، وهو الاسم "فَشَا" فتقدير: {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} 2: ولات الحين حين مناص، أي: وليس الوقت وقت فرار، فحذف الاسم وبقي الخبر "وَالْعَكْسُ قلْ" جدا قرأ بعضهم شذوذا {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} برفع "حين" على أنه اسمها،

_ = ومجرور متعلقان بـ"لهف". "للهفة": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "من خائف": جار ومجرور متعلقان بـ"لهفة" أو بمحذوف نعت لـ"لهفة". "يبغي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "جوارك": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "حين": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يبغي": "لات": حرف نفي بطل عمله لأنه لم يدخل على زمان. "مجير": فاعل لفعل محذوف تقديره: حين لا يحصل مجير له، أو مبتدأ خبره محذوف والتقدير "لات له مجير". وجملة: "لهفي عليك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يبغي جوارك" في محل جر نعت "خائف". وجملة: "لات مجير" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "لات مجير" حيث وقع اسم مرفوع من غير أسماء الزمان بعد "لات" واعتبر الاسم المرفوع فاعلا لفعل محذوف، أو مبتدأ خبره محذوف. 1 تقدم بالرقم 80. 2 ص: 30.

والخبر محذوف، والتقدير: ولات حين مناص لهم، أي: كائنا لهم. خاتمة: أصل "لات": "لا" النافية زيدت عليها تاء التأنيث، كما في "ربت" و"ثمت" قيل: ليقوى شبهها بالفعل، وقيل: للمبالغة في النفي، كما في نحو: "علامة" و"نسابة"، للمبالغة، وحركت فرقا بين لحاقها الحرف ولحاقها الفعل، وليس لالتقاء الساكنين؛ بدليل "ربت" و"ثمت" فإنها فيهما متحركة مع تحريك ما قبلها. وقيل: أصلها ليس، قلبت الياء ألفا والسين تاء، وهو ضعيف لوجهين: الأول: أن فيه جمعا بين إعلالين، وهو مرفوض في كلامهم لم يجئ منه إلا ماء وشاء، ألا ترى أنهم لم يدغموا في "يطد" و"يتد" فرارا من حذف الواو التي هي الفاء وقلب العين إلى جنس اللام. والثاني: أن قلب الياء الساكنة ألفا وقلب السين تاء شاذان لا يقدم عليهما إلا بدليل، ولا دليل. والله أعلم.

أفعال المقاربة

أفعال المقاربة: "أقسام أفعال المقاربة": اعلم أن هذا الباب يشتمل على ثلاثة أنواع من الفعل: أفعال المقاربة، وهي ثلاثة: كاد وكرب، وأوشك، وضعت للدلالة على قرب الخبر، وأفعال الرجاء، وهي أيضاً ثلاثة: عسى، وحرى، واخلولق، وضعت للدلالة على رجاء الخبر، وبقية أفعال الباب للدلالة على الشروع في الخبر، وهي: أنشأ، وطفق، وأخذ، وجعل، وعلق؛ فتسمية الكل أفعال مقاربة من باب التغليب. 64- ككان كاد وعسى، لكن ندر ... غير مضارع لهذين خبر "كَكَانَ" في العمل "كَادَ وعَسَى لَكِنْ نَدَرْ غَيْرُ" جملة فعل "مُضَارِع لِهَذَيْنِ" وأخواتهما من أفعال الباب "خَبَرْ" فلذلك افترقا ببابين، وغير جملة المضارع: المفرد، كقوله "من الطويل": 231- فَأبْتُ إلَى فَهْمٍ وَمَا كِدْتُ آئبا ... "وكم مثلها فارقتها وهي تصفر"

_ 231- التخريج: البيت لتأبط شرا في ديوانه ص91؛ والأغاني 21/ 159؛ وتخليص الشواهد ص309؛ وخزانة الأدب 8/ 374، 375، 376؛ والخصائص 1/ 391؛ والدرر 2/ 150؛ وشرح التصريح 1/ 203؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص83؛ وشرح شواهد الإيضاح ص629؛ ولسان العرب 3/ 383 "كيد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 165؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 544؛ وخزانة الأدب 9/ 347؛ ورصف المباني ص190؛ وشرح ابن عقيل ص164؛ وشرح عمدة الحافظ ص822؛ وشرح المفصل 7/ 13؛ وهمع الهوامع 1/ 130. =

وقوله "من الرجز": 232- "أكثرت في العذل ملحا دائما" ... لاَ تُكْثِرَنَّ إنّي عَسِيتُ صَائِمَا

_ = شرح المفردات: أبت: عدت. فهم: اسم قبيلة الشاعر. تصفر: تتأسف. المعنى: يقول: عدت إلى قومي بعد أن عز الرجوع إليهم لمشارفتي على التلف، وكم مثلها فارقتها وهي تتأسف. الإعراب: "فأبت": الفاء بحسب ما قبلها، "أبت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "إلى فهم": جار ومجرور متعلقان بـ"أبت". "وما": الواو الحالية، "ما" حرف نفي. "كدت": فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كاد". "آئبا": خبر "كاد": منصوب. "وكم": الواو حرف استئناف، "كم" خبرية في محل رفع مبتدأ وهو مضاف. "مثلها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فارقتها": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. "وهي": الواو حالية، "هي": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "تصفر": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". وجمل: "أبت ... " بحسب ما قبلها. وجملة "وما كدت آئبا" في محل نصب حال. وجملة: "كم مثلها فارقتها ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فارقتها" في محل رفع خبر المبتدأ "كم". وجملة "وهي تصفر" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "كدت آئبا" حيث جاء خبر "كاد"، وهو "آئبا" اسما مفردا، وهذا شاذ. 232- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحقات ديوانه ص185؛ وخزانة الأدب 9/ 316، 317، 322؛ والخصائص 1/ 83؛ والدرر 2/ 149؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص83؛ والمقاصد النحوية 2/ 161؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 175؛ وتخليص الشواهد ص309؛ وخزانة الأدب 8/ 374، 376؛ والجنى الداني ص463؛ وشرح شواهد المغني ص444؛ وشرح المفصل 7/ 14؛ ومغني اللبيب 1/ 152؛ وهمع الهوامع 1/ 130. اللغة: العذل: اللوم. ملحا: ملجا. الإعراب: "أكثرت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "في العذل": جار ومجرور متعلقان بـ"أكثرت". "ملحا": حال منصوب. "دائما": نعت "ملحا" منصوب. "لا": الناهية. "تكثرن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والنون للتوكيد، وهو في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "عسيت": فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "عسى". "صائما": خبر "عسى" منصوب. وجملة: "أكثرت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تكثرن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إني عسيت ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عسيت" في محل رفع خبر "إن". الشاهد: قوله: "عسيت صائما" حيث ورد خبر "عسى" اسما مفردا ظاهرا، والأصل أن يرد جملة فعلية فعلها مضارع.

وأما: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ} 1 فالخبر محذوف، أي: يمسح مسحا؛ والجملة الاسمية كقوله "من الوافر": 233- وَقَدْ جَعَلَتْ قَلُوصُ بَنِي زِيَادٍ ... مِنَ الأَكْوَارِ مَرْتَعُهَا قَرِيْبُ وجملة الماضي؛ كقول ابن عباس رضي الله عنهما: "فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا". "اقتران خبر أفعال المقاربة بـ"أن": 165- وكونه بدون "أن" بعد عسى ... نزر وكاد الأمر فيه عكسا "وَكَوْنُهُ"، أي: كون المضارع الواقع خبرا "بِدُوْنِ أن" المصدرية "بَعْدَ عَسَى نَزْرٌ"، أي:

_ 1 ص: 33. 233- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص320؛ وخزانة الأدب 5/ 120، 9/ 352؛ والدرر 2/ 152؛ وشرح التصريح 1/ 204؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص310؛ وشرح شواهد المغني ص606؛ والمقاصد النحوية 2/ 170؛ وهمع الهوامع 1/ 130. اللغة: القلوص: الناقة الفتية. بنو زياد: اسم قبيلة. الأكوار: جمع كور وهو القطيع الضخم من الإبل، وبيت النحل. المرتع: مكان الرعي الخصيب. المعنى: لقد صارت نوق بني زياد الفتية ترعى قريبا من القطيع، أو قريبا من بيوت النحل والزنابير، كناية عن قرب المرعى من مساكن القبيلة. الإعراب: وقد: "الواو": بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق وتقريب. جعلت: فعل ماض ناقص "من أفعال الشروع"، و"التاء": للتأنيث. قلوص: اسم "جعلت" مرفوع بالضمة. بني. مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. زياد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من الأكوار: جار ومجرور متعلقان بـ"قريب". مرتعها: مبتدأ مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. قريب: خبر "مرتع" مرفوع بالضمة. وجملة "وقد جعلت ... ": بحسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة "مرتعها قريب": في محل نصب خبر "جعلت". والشاهد فيه قوله: "جعلت قلوص ... مرتعها قريب" حيث جاء خبر "جعلت" جملة اسمية، معتبرة مكان الجملة الفعلية "تقترب من الأكوار".

قليل، ومنه قوله "من الوافر": 234- عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيْهِ ... يَكُوْنُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيْبُ "وَكَادَ الأمْرُ فِيْهِ عُكِسَا" فاقترانه بـ"أن" بعدها قليل، كقوله "من الخفيف": 235- كَادَتِ الْنَفْسُ أنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ ... "إذ غدا حشو ريطة وبرود"

_ 234- التخريج: البيت لهدبة بن خشرم في خزانة الأدب 9/ 328؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 142؛ والدرر 2/ 145؛ وشرح التصريح 1/ 206؛ وشرح شواهد الإيضاح ص97؛ وشرح شواهد المغني ص443؛ والكتاب 3/ 159؛ واللمع ص225؛ والمقاصد النحوية 2/ 184؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص128؛ وتخليص الشواهد ص326؛ وخزانة الأدب 9/ 316؛ والجنى الداني ص462؛ وشرح ابن عقيل ص165؛ وشرح عمدة الحافظ ص816؛ والمقرب 1/ 98؛ وشرح المفصل 7/ 177، 121؛ ومغني اللبيب ص152؛ والمقتضب 3/ 70؛ وهمع اللهوامع 1/ 130. شرح المفردات: الكرب: الهم والغم. الإعراب: "عسى": فعل ماض ناقص من أفعال الرجاء. "الكرب": اسم "عسى" مرفوع. "الذي": اسم موصول مبني في محل نعت "الكرب". "أمسيت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في رفع اسم "أمسى". "فيه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "أمسى". "يكون": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "وراءه": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فرج": مبتدأ مؤخر. "قريب": نعت "فرج" مرفوع. وجملة: "عسى الكرب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أمسيت فيه" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وراءه فرج" في محل نصب خبر "يكون". وجملة "يكون ... " في محب نصب خبر "عسى". الشاهد: قوله: "يكون وراءه فرج قريب" حيث وقع خبر "عسى" فعلا مضارعا مجردا من "أن" المصدرية وهذا قليل. 235- التخريج: البيت بلا نسبة في أدب الكاتب ص406؛ وأوضح المسالك 1/ 315؛ وخزانة الأدب 9/ 348؛ وشرح شواهد المغني 2/ 948؛ وشرح ابن عقيل ص167؛ ولسان العرب 6/ 234 "نفس"، 7/ 454 "فيظ"؛ ومغني اللبيب 2/ 662. ونسبه الأب حنا الفاخوري في تحقيقه لشرح شذور الذهب ص293 لمحمد بن مناذر اليربوعي بالولاء. اللغة والمعنى: تفيض: تهلك. الرابطة: الثوب الذي يشبه الملحفة، وهنا بمعنى الكفن. البرود: الثوب المخطط. يقول: كادت النفس تفارق الجسد لفقد ذلك الرجل الذي لف بأكفانه. الإعراب: كادت: فعل ماض ناقص، والتاء: للتأنيث. النفس: اسم "كاد" مرفوع. أن: حرف نصب ومصدري. تفيض: فعل مضارع منصوب، والفاعل: هي. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"تفيض". إذ: =

وقوله "من الطويل": 236- أَبَيْتُمْ قَبُوْلَ السِّلْمِ مِنَّا فَكِدْتُمُو ... لَدَى الْحَرْبِ أنْ تُغْنُو الْسُّيُوفَ عَنِ السَّلِّ وأنشد سيبويه "من الطويل": 237- فَلَمْ أرَ مِثْلَهَا خُبَاسَةً وَاجِد ... فَنَهْنَهْتُ نَفْسِي بَعْدَمَا كِدْتُ أَفْعَلَهْ

_ = ظرف متعلق بـ"تفيض". غدا: فعل ماض، والفاعل: هو. حشو: حال منصوب، وهو مضاف. ريطة: مضاف إليه مجرور. وبرود: الواو: حرف عطف، برود: معطوف على "ريطة" مجرور. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "كاد". وجملة "كادت النفس أن تفيض" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو ابتدائية. وجملة "تفيض عليه" الفعلية لا محل لها، صلة الموصول الحرفي. وجملة "غدا حشو ريطة وبرود" الفعلية في محل جر بالإضافة. والشاهد فيه قوله: "كادت النفس أن تفيض" حيث جاء خبر "كاد" جملة مضارعية مقترنة بـ"أن"، والأكثر عدم اقترانها بها. 236- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص330؛ والمقاصد النحوية 2/ 208. اللغة: أبيتم: رفضتم. السلم: الصلح. المعنى: يقول: لقد عرضنا عليكم الصلح فرفضتموه، وقررتم محاربتنا، وما إن التقينا حتى كدنا لا نحتاج إلى سل سيوفنا لجبنكم وعجزكم عن مقاومتنا. الإعراب: أبيتم: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الميم": لجمع الذكور. قبول: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. السلم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. منا: جار ومجرور متعلقان بـ"قبول" فكدتم": الفاء حرف عطف، "كدتم": فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كاد"، و"الميم": لجمع الذكور. لدى: ظرف متعلق بـ"تغنوا" وهو مضاف. الحرب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أن: حرف نصب ومصدري. تغنوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. السيوف: مفعول به منصوب بالفتحة. عن السل: جار ومجرور متعلقان بـ"تغنوا". وجملة "أبيتم قبول السلم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كدتم ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "كاد". الشاهد: قوله: "كدتم ... أن تغنوا" حيث اقترن الفعل المضارع الواقع خبرا لـ"كان" بـ"أن" الناصبة، وهذا قليل. 237- التخريج: البيت لامرئ القيس في ملحق ديوانه ص471؛ وله أو لعمرو "لعله تحريف عامر" ابن جؤين في لسان العرب 6/ 62 "خبس"؛ ولعامر بن جؤين في الأغاني 9/ 93؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 337؛ والكتاب 1/ 307؛ والمقاصد النحوية 4/ 401؛ ولعامر بن جؤين أو لبعض الطائيين في شرح شواهد المغني ص931؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص148؛ وجمهرة اللغة ص289؛ والدرر =

وقال: أراد بعدما كدت أن أفعله، فحذف "أن" وأبقى عملها، وفيه إشعار باطراد اقتران خبر "كاد" بـ"أن"؛ لأن العامل لا يحذف ويبقى عمله إلا إذا اطرد ثبوته. 166- وكعسى حرى ولكن جعلا ... خبرها حتما بأن متصلا 167- وألزموا اخلولق "أن" مثل حرى ... وبعد أوشك انتفا "أن" نزرا "وَكَعَسَى" في العمل والدلالة على الرجاء "حَرَى وَلكِنْ جُعِلا خَبَرُهَا حَتْما بِأَنْ مُتَّصِلا"، نحو: "حرى زيد أن يقوم"، ولا يجوز حرى زيد يقوم "وَأَلْزَمُوْا اخْلَوْلَقَ، أنْ مِثْلَ حَرَى"، فقالوا: "أخلولقت السماء أن تمطر"، ولم يقولوا: اخلولقت تمطر "وَبَعْدَ أَوْشَكَ انْتِفَا "أَنْ" نَزُرَا"، أي: قل، والكثير الاقتران بها، كقوله "من الطويل": 238- وَلَوْ سُئِل الْنَّاسُ التّرَابَ لأَوْشَكُوا ... إذَا قِيْلَ هَاتُوا أَنْ يَمَلُّوا وَيَمْنَعُوا

_ = 1/ 177؛ ورصف المباني ص113؛ ومغني اللبيب2/ 640؛ والمقرب 1/ 270؛ وهمع الهوامع 1/ 58. اللغة: الخباسة: الغنيمة. نهنهت نفسي: كففتها وزجرتها. المعنى: لم أر مثلها غنيمة محب وقد زجرت نفسي ومنعتها بعد ما كدت أن أقع فيه. الإعراب: "فلم": "الفاء": بحسب ما قبلها، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. "أر": فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والفاعل: ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. "مثلها": مفعول به منصوب. "خباسة": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "واجد": مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. "ونهنهت": الواو استئنافية، "نهنهت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: في محل رفع فاعل. "نفسي": مفعول به منصوب وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. "بعد": مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بالفعل نهنهت. "ما كدت": "ما": مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة، "كدت": فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها. "أفعله": فعل مضارع منصوب بأن "المحذوفة"، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعده في محل نصب خبر "كاد". وجملة "لم أر": بحسب ما قبلها. وجملة "نهنهت نفسي": جملة فعلية لا محل لها من الإعراب استئنافية. وجملة "كدت أفعله": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "أفعله": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ما كدت أفعله" نصب أفعله بأن المحذوفة للضرورة. 238- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 311؛ وتخليص الشواهد ص322؛ والدرر =

ومن التجرد قوله "من المنسرح": 239- يُوْشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ ... فِيْ بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا

_ = 2/ 144؛ وشرح التصريح 1/ 206؛ وشرح ابن عقيل ص168، 171؛ وشرح عمدة الحافظ ص817؛ ولسان العرب 10/ 513 "وشك"؛ والمقاصد النحوية 2/ 182؛ وهمع الهوامع 1/ 130. اللغة والمعنى: سئل: طلب منهم العطاء. هاتوا: أعطوا. ملوا الشيء: سئموه. يمنعوا: يحرموا. يقول: من طبيعة الناس الاستئثار بكل شيء، فإذا طلب منهم أن يعطوا التراب وهو أتفه شيء في الوجود لامتنعوا. الإعراب: ولو: الواو: بحسب ما قبلها، لو: حرف امتناع. سئل: فعل ماض للمجهول. الناس: نائب فاعل مرفوع. وهو في الأصل مفعول به أول. التراب: مفعول به ثان. لأوشكوا: اللام: رابطة لجواب "لو"، أوشكوا: من الأفعال المقاربة مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. والواو: ضمير في محل رفع اسم "أوشك"، والألف: للتفريق. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط. قيل: فعل ماض مبني لمجهول. هاتوا: فعل أمر، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. أن: حرف نصب ومصدري. يملوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو: فاعل. فيمنعوا: الفاء: حرف عطف، يمنعوا: فعل مضارع معطوف على "يملوا" منصوب بحذف النون، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. وجملة "لو سئل الناس ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "لأوشكوا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "إذا قيل هاتوا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "قيل ... " الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "هاتوا" الفعلية في محل رفع نائب فاعل. والجملة المصدرية من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "أوشك". وجملة "يمنعوا" الفعلية معطوفة على جملة "يملوا". والشاهد فيه قوله: "لأوشكوا أن يملوا" حيث اقترن خبر "أوشك" بـ"أن" المصدرية مع الفعل المضارع، وهو الغالب في خبرها. 239- التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص42؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 167؛ وشرح التصريح 1/ 207؛ وشرح المفصل 7/ 126؛ والعقد الفريد 3/ 187؛ والكتاب 3/ 161؛ ولسان العرب 6/ 32 "بيس"، 188 "كأس"؛ والمقاصد النحوية 2/ 187؛ ولعمران بن حطان في ديوانه ص123؛ ولأمية أو لرجل من الخوارج في تخليص الشواهد ص323؛ والدرر 2/ 136؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 313؛ وشرح ابن عقيل ص167؛ وشرح عمدة الحافظ ص818؛ والمقرب 1/ 98؛ ومع الهوامع 1/ 129، 130. اللغة والمعنى: المنية: الموت. الغرات: ج الغرة، وهي الغفلة. يوافقها: يصادفها. يقول: إن الذي يفر من ساحة الوغى طمعا بالنجاة، فإن الموت لا بد ملاقيه في غفلة من غفلاته. =

168- ومثل كاد في الأصح كربا ... وترك "أن" مع ذي الشروع وجبا 169- كأنشأ السائق يحدو وطفق ... كذا جعلت وأخذت وعلق "وَمِثْل كَادَ فِي الأَصَحِّ كَرَبَا" بفتح الراء، ونقل كسرها أيضا، يعني أن إثبات "أن" بعدها قليل؛ ومنه قوله "من الرجز": 240- قَدْ بُرْتَ أوْ كَرَبْتَ أَنْ تَبُورا ... لَمَّا رَأَيْتَ بَيْهَسا مَثْبُورَا

_ = وبمعنى آخر: أن الإنسان مصيره إلى الهلاك لا محالة. الإعراب: يوشك: فعل مضارع ناقص مرفوع. من: اسم موصول مبني في محل رفع اسم "يوشك". فر: فعل ماض، والفاعل: هو. من منيته: جار ومجرور متعلقان بـ"فر"، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. في بعض: جار ومجرور متعلقان بـ"يوافقها"، وهو مضاف. غراته: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. يوافقها: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو، وها: ضمير في محل نصب مفعول به. وجملة "يوشك ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "فر من منيته" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "يوافقها" الفعلية في محل نصب خبر "يوشك". والشاهد فيه مجيء خبر "يوشك" غير مقترن بـ"أن"، وهذا قليل. 240- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 286؛ والمقاصد النحوية 2/ 210؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص330. اللغة: برت: هلكت. كرب: اقترب. تبور: تهلك. البيهس: من أسماء الأسد، ثم سمي به علم. الثبور: الخاسر أو الهالك. الإعراب: قد: حرف تحقيق. برت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاع. أو: حرف عطف. كربت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كرب". أن: حرف نصب ومصدري. تبورا: فعل مضارع منصوب، و"الألف": للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت". لما: ظرف زمان متعلق بـ"برت". رأيت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. بيهسا: مفعول به منصوب. مثبورا: حال منصوب بالفتحة. وجملة "قد برت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كربت ... " معطوفة على سابقتها. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "كرب". وجملة "رأيت ... ": في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "كربت أن تبورا" حيث جاء خبر "كرب" فعلا مضارعا مقترنا بـ"أن" الناصبة، وهذا من القليل.

وقوله "من الطويل": 241- سَقَاهَا ذَوُوْ الأحْلاَمِ سَجْلاً عَلَى الظَّمَا ... وَقَدْ كَرَبَتْ أعْنَاقُهَا أنْ تُقَطَّعَا والكثير التجرد، ولم يذكر سيبويه غيره، ومنه قوله "من الخفيف": 242- كَرَبَ الْقَلْبُ مِنْ جَوَاهُ يَذُوبُ ... حِيْنَ قَالَ الوُشَاةُ هِنْدٌ غَضُوْبُ

_ 241- التخريج: البيت لأبي زيد الأسلمي في الدرر 2/ 143؛ وشرح التصريح 1/ 207؛ وشرح عمدة الحافظ ص815؛ والمقاصد النحوية 2/ 193؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 316؛ وشرح ابن عقيل ص196؛ والمقرب 1/ 99؛ وهمع الهوامع 1/ 130؛ وتخليص الشواهد ص330. اللغة والمعنى: ذوو الأحلام: أصحاب العقول. السجل: الدلو. الظمأ: العطش. يقول: لقد سقاها أصحاب العقول عندما كانت بأشد الحاجة إلى الماء، وأوشكت على الهلاك. الإعراب: سقاها: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وها: ضمير في محل نصب مفعول به. ذوو: فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. الأحلام: مضاف إليه مجرور. سجلا: مفعول به ثان لـ"سقى" منصوب. على الظما: جار ومجرور متعلقان بـ"سقى". وقد: الواو: حالية، قد: حرف تحقيق. كربت: فعل ماض ناقص، والتاء: للتأنيث. أعناقها: اسم "كرب" مرفوع، وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. أن: حرف نصب ومصدري. تقطعا: فعل مضارع منصوب أصله "تتقطعا" حذفت تاؤه الأولى للتخفيف، والفاعل: هي، والألف: للإطلاق. والمصدر المؤول من "أن تقطعا" في محل نصب خبر "كرب". وجملة "سقاها ذوو الأحلام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "قد كربت ... " الفعلية في محل نصب حال. وجملة "أن تقطعا" الفعلية في محل نصب خبر "كرب". والشاهد فيه قوله: "أن تقطعا" حيث جاء خبر "كرب" فعلا مضارعا مقترنا بـ"أن"، والأكثر عدم الاقتران. 242- التخريج: البيت للكلحبة اليربوعي أو لرجل من طيئ في الدرر 2/ 141؛ وشرح التصريح 1/ 207؛ والمقاصد النحوية 2/ 189؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 314؛ وتخليص الشواهد ص330؛ وشرح ابن عقيل ص169؛ وشرح عمدة الحافظ ص814؛ وهمع الهوامع 1/ 130. اللغة والمعنى: الجوى: حرقة الفؤاد من عشق أو حزن. الوشاة: ج الواشي. وهو النمام والمفسد. يقول: إن قلبه كاد يذوب من شدة الوجد والحزن حين أخبره المفسدون أن هندا قد غضبت عليه. الإعراب: كرب: فعل ماض ناقص. القلب: اسم "كرب" مرفوع. من جراه: جار ومجرور متعلقان بـ"يذوب"، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. يذوب: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. حين: ظرف متعلق بـ"يذوب". قال: فعل ماض. الوشاة: فاعل مرفوع. هند: مبتدأ مرفوع. غضوب: خبر مرفوع. وجملة "كرب القلب ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يذوب" الفعلية في =

"وَتَرْكَ "أَنْ" مَعَ ذِي الشُّرُوعِ وَجَبَا" لما بينهما من المنافاة؛ لأن أفعال الشروع للحال، و"أن" للاستقبال "كَأَنْشَأَ السَّائِقُ يَحْدُو وَطَفِق" زيد يعدو، بكسر الفاء وفتحها وطبق بالباء أيضا، و"كَذَا جَعَلْتُ" أتكلم "وَأَخَذْتُ" أقرأ "وَعَلِق" زيد يسمع؛ ومنه قوله "من الوافر": 243- أرَاكَ عَلِقْتَ تَظْلِم مَنْ أجَرْنَا ... وَظُلْمُ الْجَارِ إذْلاَلُ الْمُجِيْرِ تنبيهات: الأول: عد الناظم في غير هذا الكتاب من أفعال الشروع "هب" و"قام"، نحو: "هب زيد يفعل"، و"قام بكر ينشد". الثاني: إذا دل دليل على خبر هذا الباب جاز حذفه، ومنه الحديث: "من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد".

_ = محل نصب خبر "كرب". وجملة "قال الوشاة" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "هند غضوب" الاسمية في محل نصب مفعول به. والشاهد فيه: "يذوب" حيث جرد خبر "كرب" من "أن"، وهذا هو الغالب. 243- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 134؛ وشرح عمدة الحافظ ص810؛ وهمع الهوامع 1/ 128. اللغة والمعنى: علقت: أخذت. تظلم: تعتدي. أجرنا: أغثنا وساعدنا. المجير: المغيث. يقول: إنني أراك تعتدي على من ساعدناه وحميناه، واعتداؤك على من احتمى بنا هو اعتداء علينا بالذات. الإعراب: أراك: فعل مضارع مروفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: أنا، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به أول. علقت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "علق". تظلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: أنت. من: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أجرنا: فعل ماض مبني على السكون، ونا: ضمير في محل رفع فاعل، والعائد محذوف تقديره: "أجرناه". وظلم: الواو: حرف استئناف، ظلم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الجار: مضاف إليه مجرور. إذلال: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. المجير: مضاف إليه مجرور. وجملة "أراك علقت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "علقت تظلم" الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لـ"أرى". وجملة "تظلم" الفعلية في محل نصب خبر "علق". وجملة "أجرنا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "ظلم الجار إذلال المجير" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. والشاهد فيه قوله: "علقت تظلم" حيث أتى خبر "علق" الدال على الشروع فعلا مضارعا مجردا من "أن" المصدرية، وهو الأصل في خبر هذا الفعل وإخوانه. =

الثالث: يجب في المضارع الواقع خبرا لأفعال هذا الباب -غير "عسى"- أن يكون رافعا لضمير الاسم، وأما قوله "من الطويل": 244- "وقفت على ربع لمية ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه" وَأَسْقِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبُثُّه ... تُكَلِّمنِي أحْجَارُهُ وَمَلاَعِبُه

_ 244- التخريج: البيتان لذي الرمة في ديوانه ص821؛ وأدب الكاتب ص462؛ والدرر 2/ 155؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 364؛ وشرح التصريح 1/ 204؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 91، 92؛ وشرح شواهد الإيضاح ص583؛ وشرح شواهد الشافية ص41؛ والكتاب 4/ 59؛ ولسان العرب 14/ 391 "سقى"، 14/ 440 "شكا"؛ والمقاصد النحوية 2/ 176؛ والممتع في التصريف ص187؛ وبلا نسبة في الصاحبي في فقه اللغة ص226؛ وهمع الهوامع 1/ 131. شرح المفردات: الربع: المكان الذي تقطنه مية. مية: حبيبة الشاعر. أسقيه: أدعو له بالسقيا. أبثه: أخبره بكل ما في نفسي. الملاعب: ج الملعب، وهو مكان اللعب. المعنى: يقول: لقد أقام في ربع حبيبته يبكي ويخاطبه ويطلب له السقيا ويبثه لواعجه حتى كادت أحجاره وملاعبه تكلمه. الإعراب: "وقفت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "على ربع": جار ومجرور متعلقان بـ"وقف". "لمية": جار ومجرور متعلقان بـ"وقف". "ناقتي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "فما": الفاء: حرف استئناف. "ما": حرف نفي. "زلت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ما زال". "أبكي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر في وجوبا تقديره "أنا". "حوله": ظرف مكان متعلق بـ"أبكي"، وهو مضاف. والهاء، ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ... وجوبا "أنا". و"أسقيه": الواو حرف عطف، "أسقيه" يعرب إعراب "أخاطبه" "حتى": حرف غاية وجر. "كاد": فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة. "مما": جار ومجرور متعلقان بـ"تكلمني": "أبثه": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ... وجوبا "أنا". "تكلمني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "أحجاره": "أحجار" فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وملاعبه": الواو حرف عطف، و"ملاعبه": معطوف على "أحجاره". وجملة: "وقفت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما زلت أبكي" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أبكي" في محل نصب خبر "ما زال". وجملة "وأخاطبه" معطوفة على جملة "أبكي". وجملة "أسقيه" معطوفة على جملة "أبكي". وجملة "كاد تكلمني ... " في محل جر بحرف الجر وجملة: "أبثه" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تكلمني" في محل نصب خبر "كاد". الشاهد قوله: "كاد تكلمني أحجاره" حيث رفع المضارع الواقع خبرا لـ"كاد" السببي، الاسم الظاهر المضاف إلى ضمير الاسم، وهو "أحجاره". وقيل: "أحجاره" بدل من الضمير المستتر في "كاد" العائد إلى "الربع"، و"تكلمني" فيه ضمير مستتر عائد إلى "أحجار". وأصل الكلام هو: "كاد "هو" أحجاره تكلمني".

وقوله "من البسيط": 245- وَقَدْ جَعَلْتُ إذَا مَا قُمْتُ يُثْقِلُنِي ... ثَوْبِي فَأَنْهَضُ نَهْضَ الْشَّارِبِ الثملِ فأحجاره وثوبي: بدلان من اسمي كاد وجعل، وأما "عسى" فإنه يجوز في المضارع بعدها خاصة أن يرفع السببي؛ كقوله "من الطويل": 246- وَمَاذَا عَسَى الحَجَّاجُ يَبْلُغُ جَهْدُهُ ... إذَا نَحْنُ جَاوَزْنَا حَفِيْرَ زِيَادِ

_ 245- التخريج: البيت لعمرو بن أحمر في ملحق ديوانه ص181-182؛ وخزانة الأدب 9/ 359، 362؛ ولأبي حية النمري في ملحق ديوانه ص186؛ والحيوان 6/ 483؛ وشرح التصريح 1/ 204؛ وشرح شواهد الإيضاح ص74؛ والمقاصد النحوية 2/ 173؛ ولابن أحمر أو لأبي حية النمري في الدرر 2/ 133؛ ولأبي حية أو للحكم بن عبدل في شرح شواهد المغني 2/ 911؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 305؛ وشرح التصريح 1/ 206؛ ومغني اللبيب 2/ 579؛ والمقرب 1/ 101. اللغة والمعنى: يثقلني: يجهدني ويتعبني. أنهض: أقوم. الثمل: السكران. الإعراب: وقد: الواو: حسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. جعلت: من أفعال الشروع، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "جعل". إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط. ما: زائدة. قمت: فعل ماض، والتاء: فاعل. يثقلني: فعل مضارع مرفوع، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. ثوبي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف. والياء: في محل جر بالإضافة. فأنهض: الفاء: حرف عطف، أنهض: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. نهض: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. الشارب: مضاف إليه مجرور. الثمل: نعت "الشارب" مجرور. وجملة "جعلت ... " الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو استئنافية. وجملة "قمت ... " الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "يثقلني" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "أنهض ... " الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه مجيء "جعل" للشروع، وخبره جملة شرطية مصدرة بـ"إذا". 246- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 160؛ والدرر 2/ 154؛ وشرح التصريح 1/ 205؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص677؛ ومعجم ما استعجم ص459؛ والمقاصد النحوية 2/ 180؛ ولمالك بن الريب في ملحق ديوانه ص51؛ وخزانة الأدب 2/ 211؛ والشعر والشعراء 1/ 361؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 131. شرح المفردات: جاوز: قطع. حفير زياد: موضع. المعنى: يقول بماذا يستطيع الحجاج بن يوسف إدراكنا إذا تجاوزنا حفير زياد، وابتعدنا عن حدود ولايته؟ =

روي بنصب "جهده" ورفعه، ولا يجوز أن يرفع ظاهرا غير سببي، وأما قوله "من الوافر": عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيْهِ ... يَكُوْنُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيْبُ1 فإن في "يكون" ضمير الاسم، والجملة بعد خبر كان. "ما يتصرف من أفعال المقاربة": 170- واستعملوا مضارعا لأوشكا ... وكاد لا غير وزادوا موشكا "وَاسْتَعْمَلُوا مُضَارِعا لأَوْشَكَا" كما رأيت، وهو أكثر استعمالا من ماضيها "وَكَادَ لا غَيْرُ"، أي: دون غيرهما من أفعال الباب؛ فإنه ملازم لصيغة الماضي، "وَزَادُوا مُوْشِكا" اسم

_ = الإعراب. "وماذا": الواو بحسب ما قبلها، "ماذا": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. وقيل: "ما" اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، و"ذا" اسم موصول في محل رفع خبر "ما". "عسى": فعل ماض ناقص من أفعال الرجاء. "الحجاج": اسم "عسى" مرفوع. "يبلغ": فعل مضارع مرفوع. "جهده": "بالرفع" فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وبالنصب" مفعول به منصوب، وفاعل "يبلغ" ... "هو". "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق. "نحن": ضمير منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: إذا جاوزنا نحن جاوزنا أو توكيد للضمير المتصل الفاعل في "جاوزنا". "جاوزنا": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. "حفير": مفعول به، وهو مضاف. "زياد": مضاف إليه مجرور. وجملة: "ماذا عسى ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "عسى الحجاج ... " في محل رفع مبتدأ وجملة: "يبلغ ... " في محل نصب خبر "عسى". وجملة: "نحن ... " في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "يبلغ جهده" حيث رفع "جهد" على أنه فاعل "يبلغ" الواقع خبرا لـ"عسى". وفي البيت شاهد آخر للنحاة وهو مجيء خبر "عسى" فعلا مضارعا غير مقترن بـ"أن" المصدرية. 1 تقدم بالرقم 234.

فاعل من "أوشك" معملا عمله، كقوله "من المتقارب": 247- فَمُوْشِكَةٌ أرْضُنَا أَنْ تَعُودَا ... خِلاَفَ الأنِيسِ وَحُوْشا يَبَابَا وقوله "من الوافر": 248- فَإِنَّكَ مُوْشِكٌ ألا تَرَاهَا ... وَتَعْدُو دُونَ غَاضِرَةَ الْعَوَادِي

_ 247- التخريج: البيت لأبي سهم الهذلي في تخليص الشواهد ص336؛ والدرر 2/ 137؛ والمقاصد النحوية 2/ 211؛ ولأسامة بن الحارث في شرح أشعار الهذليين ص1293؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 129. اللغة: أرض وحش: أي خالية. اليباب: الخالي. الإعراب: "فموشكة": الفاء بحسب ما قبلها، و"موشكة": خبر مقدم مرفوع، وهو اسم فاعل من "أوشك"، واسمه ضمير مستتر فيه. "أرضنا": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، "نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "أن": حرف نصب ومصدرية. "تعود": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "خلاف": حال من الضمير المستتر في "تعود" تقديره: "تعود مخالفة"، وقيل: "منصوب على الظرفية، متعلق بـ"تعود"، وهو مضاف. "الأنيس": مضاف إليه مجرور. "وحوشا": حال ثانية منصوبة، "يبابا": حال ثالثة، وقيل: توكيد لـ"وحوشا". وجملة: "موشكة أرضنا ... " بحسب ما قبلها، وجملة "تعود" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فموشكة" حيث ورد اسم الفاعل من "أوشك". 248- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص220؛ والدرر 2/ 138؛ وشرح التصريح 1/ 208؛ وشرح عمدة الحافظ ص823؛ والمقاصد النحوية 2/ 205؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص336؛ وهمع الهوامع 1/ 129. شرح المفردات: غاضرة: اسم إحدى جواري أم البنين، زوجة الوليد الخليفة الأموي، وأخت عمر بن عبد العزيز. العوادي: ج العادية، وهي المصيبة. المعنى: يقول مخاطبا نفسه: اغنم لقاء غاضرة، فإنك مقبل على مفارقتها، وستحول دونها عواتق الدهر، فلن تجد إليها سبيلا. الإعراب: "فإنك": الفاء بحسب ما قبلها، "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن" "موشك": خبر "إن" مرفوع، وهو اسم فاعل من "أوشك" واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "أن": حرف نصب. "لا": حرف نفي. "تراها": فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب خبر "موشك". "وتعدو": الواو حرف استئناف، "تعدو": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. "دون": ظرف متعلق بـ"تعدو". وهو مضاف. "غاضرة": مضاف إليه =

وهو نادر. تنبيهان: الأول: أثبت جماعة اسم الفاعل من "كاد" و"كرب"، وأنشدوا على الأول قوله "من الطويل": 249- أَمُوْتُ أَسًى يَوْمَ الرِّجَامِ وَإِنَّني ... يَقِينا لَرَهْنٌ بِالَّذِي أَنَا كَائِدُ وعلى الثاني قوله "من الكامل": 250- أَبُنَيَّ إِنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ ... فَإذَا دُعِيْتَ إلَى الْمَكَارِمِ فَاعْجَلِ

_ = مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "العوادي": فاعل "تعدو" مرفوع بالضمة المقدرة. وجملة: "إنك موشك" بحسب ما قبلها. وجملة: "تراها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تعدو" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "موشك أن لا تراها" حيث استعمل اسم الفاعل من "أوشك" الناقصة، وهذا نادر، وأكثر استعماله أن يكون مضارعا. 249- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص320؛ وتخليص الشواهد ص336؛ والدرر 2/ 138؛ وشرح التصريح 1/ 208؛ وشرح عمدة الحافظ ص824؛ والمقاصد النحوية 2/ 198؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص171. شرح المفردات: الأسى: الحزن. الرجام: اسم موضع. كائد: اسم فاعل من "كاد". المعنى: يقول: كدت أموت أسى وحزنا إذ بلغني النبأ يوم الرجام، فأصبحت أقاسي اللوعة والأسى وإني بلا شك إليك صائر. الإعراب: "أموت": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "أسى": مفعول لأجله منصوب بالفتحة المقدرة. "يوم": ظرف مكان منصوب متعلق بـ"أموت" وهو مضاف. "الرجام": مضاف إليه مجرور. "وإنني": الواو حرف استئناف، "إنني": حرف مشبه بالفعل، والنون الثانية للتوكيد، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "يقينا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "أوقن يقينا". "الرهن": اللام للتأكيد, أو المزحلقة. "رهن": خبر "إن" مرفوع. "بالذي": جار ومجرور متعلقان بـ"رهن". "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "كائد": خبر المبتدأ مرفوع، واسمه ضمير مستتر ... "هو". وجملة: "أموت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إنني لرهن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أوقن" المحذوفة اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنا كائد" صلة الموصول. الشاهد: قوله: "كائد" حيث استخدم الشاعر اسم الفاعل من "كاد" الذي هو من أفعال المقاربة، وهو فعل لا يكون منه إلا الفعل المضارع. وقيل: إن الصواب فيه "كابد" من المكابدة، ولا شاهد فيه. 250- التخريج: البيت لعبد قيس بن خفاف في الأصمعيات ص229؛ والحماسة الشجرية 1/ 469؛ وسمط اللآلي ص937؛ وشرح اختيارات المفضل ص1555؛ وشرح التصريح 1/ 208؛ وشرح =

والصواب أن الذي في البيت الأول "كابد" -بالباء الموحدة- كما جزم به ابن السكيت في شرح ديوان كثير، اسم فاعل من المكابدة غير جار على فعله؛ إذ القياس مكابد. قال ابن سيده: كابده مكابدة وكبادا: قاساه، والاسم كابد كالكاهل والغارب، وأن كاربا في البيت الثاني اسم فاعل من "كرب" التامة، نحو قولهم: "كرب الشتاء"، أي: قرب، كما جزم به الجوهري وغيره. الثاني: حكى الأخفش: طفق يطفق كضرب يضرب, وطفق يطفق كعلم يعلم وسمع أيضا: إن البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه.

_ = شواهد المغني 1/ 271؛ ولسان العرب 1/ 712 "كرب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 202؛ ونوادر أبي زيد ص114؛ ولعبد الله بن خفاف في تخليص الشواهد ص336؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص328. شرح المفردات: كارب: اسم فاعل من "كرب" أي اقترب. وكارب يومه: أي مقترب من يومه الأخير. المكارم: ج المكرمة، وهي خصلة من خصال الكرم. اعجل: لا تتوان. المعنى: يقول الشاعر مخاطبا ابنه: يا بني إن وصيتي الأخيرة لك هي أن تجيب كل من سألك، وتلبي النداء إلى كل مكرمة. الإعراب: "أبني": الهمزة حرف نداء، "بني": منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "إن": حرف مشبه بالفعل. "أباك": اسم "إن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "كارب": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. "يومه": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فإذا": الفاء حرف استئناف. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بجوابه. "دعيت": فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. "إلى المكارم": جار ومجرور متعلقان بـ"دعيت". "فاعجل": الفاء رابطة لجواب الشرط، "اعجل": فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وجملة: "أبني ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن أباك ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإذا دعيت فاعجل" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دعيت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "فاعجل" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "كارب يومه" حيث ذهب جماعة من النحاة إلى أن "كارب" اسم فاعل من "كرب" الناقصة التي ترفع اسما وتنصب خبرا، وعليه فإضافة "كارب" إلى "يومه" من إضافة اسم الفاعل إلى ظرفه. وقال جمهور النحاة: إن "كارب" اسم فاعل من "كرب" التامة، وفاعله هو "يومه" فتكون إضافته إليه من إضافة اسم الفاعل إلى فاعله.

"ما يجيء من أفعال المقاربة تاما": 171- بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد ... غنى بـ "أن يفعل" عن ثان فقد "بَعْدَ عَسَى" و"اخْلَوْلَقَ" و"أَوْشَكَ قَدْ يَرِدْ غِنًى بِأَنْ يَفْعَلَ"، أي: يستغني بـ"أن" والمضارع "عَنْ ثَانٍ" من معموليها "فُقِدْ" وتسمى حينئذٍ تامة نحو: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا} 1 و"اخلولق أن يأتي"، و"أوشك أن يفعل"، فـ"أن" والمضارع في تأويل اسم مرفوع بالفاعلية مستغنى به عن المنصوب الذي هو الخبر. وهذا إذا لم يكن بعد "أن" والمضارع اسم ظاهر، فإن كان، نحو: "عسى أن يقوم زيد"، فذهب الشلوبين إلى أنه يجب أن يكون الاسم الظاهر مرفوعا بـ"يقوم"، و"أن يقوم" فاعل عسى، وهي تامة لا خبر لها، وذهب المبرد والسيرافي والفارسي إلى تجويز ذلك، وتجويز وجه آخر، وهو أن يكون الاسم الظاهر مرفوعا بـ"عسى" اسما لها، و"أن" والمضارع في موضع نصب خبرا لها متقدما على الاسم، وفاعل المضارع ضمير يعود على الاسم الظاهر، وجاز عوده عليه متأخر التقدمة في النية، وتظهر فائدة الخلاف في التثنية والجمع والتأنيث، فتقول على رأيه: "عسى أن يقوم الزيدان"، و"عسى أن تقوم الزيدون"، و"عسى أن تقوم الهندات"، و"عسى أن تطلع الشمس"، بتأنيث "تطلع" وتذكيره، وعلى رأيهم يجوز ذلك، ويجوز: "عسى أن يقوما الزيدان"، و"عسى أن يقوموا الزيدون"، و"عسى أن يقمن الهندات"، و"عسى أن تطلع الشمس"؛ بتأنيث "تطلع" فقط، وهكذا "أوشك" و"اخلولق". تنبيه: يتعين الوجه الأول في نحو: "عسى أن يضرب زيد عمرا"؛ فلا يجوز أن يكون "زيد" اسم "عسى" لئلا يلزم الفصل بين صلة "أن" ومعمولها وهو "عمرا" بأجنبي، وهو "زيد"، ونظيره قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} 2.

_ 1 البقرة: 216. 2 الإسراء: 79.

172- وجردن عسى أو ارفع مضمرا ... بها إذا اسم قبلها قد ذكرا "وَجَرِّدَنْ عسى" وأختيها "اخلولق" و"أوشك" من الضمير واجعلها مسندة إلى أن يفعل" كما مر "أَوِ ارْفَعْ مُضْمَرا بِهَا" يكون اسمها، و"أن يفعل" خبرها "إذَا اسْمٌ قَبْلَهَا قَدْ ذُكِرَا" ويظهر أثر ذلك في التثنية، والجمع والتأنيث، فتقول على الأول: "الزيدان عسى أن يقوما"، و"الزيدون عسى أن يقوموا"، و"هند عسى أن تقوم"، و"الهندان عسى أن يقوما"، و"الهندات عسى أن يقمن"، وهكذا "اخلولق" و"أوشك"، هذه لغة الحجاز؛ وتقول على الثاني: "الزيدان عسيا"، و"الزيدون عسوا"، و"هند عست"، و"الهندان عستا"، و"الهندات عسين"، وهكذا "اخلولق" و"أوشك"؛ وهذه لغة تميم. تنبيهان: الأول: ما سوى "عسى"، و"اخلولق"، و"أوشك" من أفعال الباب يجب فيه الإضمار، تقول: "الزيدان أخذا يكتبان، وطفقا يخصفان"؛ ولا يجوز: "أخذ يكتبان، وطفق يخصفان". الثاني: اختلف فيما يتصل بـ"عسى" من الكاف وأخواتها، نحو: "عساك"، و"عساه"؛ فذهب سيبويه إلى أنه في موضع نصب حملا على "لعل" كما حملت "لعل" على "عسى" في اقتران خبرها بـ"أن"؛ كما في الحديث: "فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض". وذهب المبرد والفارسي إلى أن "عسى" على ما كانت عليه من رفع الاسم ونصب الخبر، لكن الذي كان اسما جعل خبرا، والذي كان خبرا جعل اسما، وذهب الأخفش إلى أن "عسى" على ما كانت عليه، إلا أن ضمير النصب ناب عن ضمير الرفع، كما ناب عنه في قوله "من الرجز": 251- يابنَ الْزّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكَا ... وَطَالَمَا عَنَّيْتَنَا إِلَيْكَا

_ 251- التخريج: الرجز لرجل من حمير في خزانة الأدب 4/ 428، 430؛ وشرح شواهد الشافية ص425؛ وشرح شواهد المغني 446؛ ولسان العرب 15/ 445 "تا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 591؛ ونوادر أبي زيد ص105؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص468؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 280؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 202؛ ولسان العرب 15/ 193 "قفا"؛ والمقرب 2/ 183؛ والممتع في التصريف 1/ 414. اللغة: عصيكا: عصيت، فأبدل التاء كافا. عناه: أتعبه. المعنى: يا عبد الله بن الزبير لقد طال عصيانك، وهذا ما حملنا مشقة المجيء لقتالك ما دمت لم تطع الأوامر، وكثيرا ما أتعبتنا في سبيل الوصول إليك.

وكما ناب ضمير الرفع عن ضمير النصب وضمير الجر في التوكيد، نحو: "رأيتك أنت"، و"مررت بك أنت"، وهذا ما اختاره الناظم؛ قال: ولو كان الضمير المشار إليه في موضع نصب كما يقول سيبويه والمبرد لم يقتصر عليه في مثل: 252- "تقول بنتي قد أنى أناكا" ... يَا أبَتَا عَلَّكَ أَوْ عَسَاكَا لأنه بمنزلة المفعول، والجزء الثاني بمنزلة الفاعل، والفاعل لا يحذف، وكذا ما أشبهه، انتهى؛ وفيه نظر.

_ = الإعراب: يا بن: "يا": حرف نداء، "ابن": منادى مضاف منصوب بالفتحة. الزبير: مضاف إليه مجرور بالكسرة. طالما:" فعل ماض و"ما" مصدرية والمصدر المؤول فاعل لـ"طال". عصيكا: فعل ماض مبني على السكون، و"تاء المخاطبة": ضمير متصل في محل رفع فاعل، وقلت كافا للضرورة، و"الألف": للإطلاق. وطالما: "الواو": للعطف، "طالما": فعل ماض، و"ما" مصدرية. عنيتنا: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. إليكا: جار ومجرور متعلقان بـ"عنيتنا"، و"الألف": للإطلاق. وجملة "يابن الزبير": ابتدائية لا محل لها. وجملة "عصيكا: صلة الموصول لا محل لها. وجملة "عنيتنا": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "عصيكا" حيث أبدل "الكاف" مكان "التاء" بدلا تصريفيا لضرورة القافية، ولم يجعلها ضميرا ناب عن ضمير. 252- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحقات ديوانه ص181؛ وخزانة الأدب 5/ 362، 367، 368؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 164؛ وشرح شواهد المغني 1/ 433؛ وشرح المفصل 2/ 90، 7/ 123؛ والكتاب 2/ 375؛ والمقاصد النحوية 4/ 252؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 336؛ والجنى الداني ص446، 470؛ والخصائص 2/ 96؛ والدرر 2/ 159؛ ورصف المباني ص29، 249، 355؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 406، 2/ 493، 502؛ وشرح المفصل 2/ 12، 3/ 118، 230، 8/ 87، 9/ 33؛ واللامات ص135؛ ولسان العرب 14/ 349 "روي"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص130؛ والمقتضب 3/ 171؛ ومغني اللبيب 1/ 151، 2/ 699؛ وهمع الهوامع 1/ 132. المعنى: لعلك يا أبتي تفرح، أو عساك تنجح. الإعراب: "يا": حرف نداء. "أبتا": منادى مضاف منصوب بالفتحة، و"تا": عوض عن الياء المحذوفة التي هي ضمير متصل في محل جر بالإضافة "يا أبي". "علك": حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب اسمها، وخبرها محذوف تقديره "علك مرتاح". "أو": حرف عطف. "عساكا": فعل ماض ناقص، و"الكاف": ضمير متصل في محل رفع اسمها، وخبرها محذوف تقديره "عساك مرتاحا". =

173- والفتح والكسر أجز في السين من ... نحو "عسيت"، وانتقا الفتح زكن "وَالْفَتْحَ والْكَسْرَ أَجِزْ فِي السِّيْنِ مِنْ" "عسى" إذا اتصل بها تاء الضمير أو نوناه كما في نَحْوِ: "عَسَيْتُ"، و"عسينا"، و"عسين". "وَانْتِقَا الْفَتْحِ زُكِنْ" انتقا -بالقاف- مصدر انتقى الشيء، أي: اختاره، وزكن: علم: أي: اختيار الفتح علم؛ لأنه الأصل، وعليه أكثر القراء في قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ} 1 وقرأ نافع بالكسر. ""كاد" نفيها نفي وإثباتها إثبات": خاتمة: قال في شرح الكافية: قد اشتهر القول بأن "كاد" إثباتها نفي، ونفيها إثبات، حتى جعل هذا المعنى لغزا: أَنْحَوِيَّ هَذَا الْعَصْرِ مَا هِي لَفْظَةٌ ... جَرَتْ فِي لِسَانَيْ جُرْهُمٍ وَثَمُوْدِ إذَا اسْتُعْمِلَتْ فِي صُوْرَةٍ الْجَحْدِ أَثْبَتَتْ ... وَإِنْ أَثْبَتَتْ قَامَتْ مَقَامَ جُحُوْدِ ومراد هذا القائل "كاد"؛ ومن زعم هذا فليس بمصيب، بل حكم "كاد" حكم سائر الأفعال، وأن معناها منفي إذا صحبها حرف نفي، وثابت إذا لم يصحبها، فإذا قال قائل: "كاد زيد يبكي" فمعناه قارب زيد البكاء، فمقاربة البكاء ثابتة، ونفس البكاء منتف، وإذا قال: "لم يكد يبكي" فمعناه لم يقارب البكاء، فمقاربة البكاء منتفية، ونفس البكاء منتف انتفاء أبعد من انتفائه عند ثبوت المقاربة؛ ولهذا كان قول ذي الرمة "من الطويل": 253- إذَا غَيَّرَ الْنَأيُ الْمُحِبِّيْنَ لَمْ يَكَدْ ... رَسِيْسُ الْهَوَى مِنْ حُبِّ مَيَّةَ يَبْرَحُ

_ = وجملة "يا أبتا علك" ابتدائية لا محل لها. وجملة "علك ... " استئنافية لا محل لها. وجملة "عساك" معطوفة عليها لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "عساكا" حيث الضمير الكاف في محل رفع اسم "عسى". 1 محمد: 22. 253- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1192؛ وخزانة الأدب 9/ 309-312؛ وشرح المفصل 7/ 124؛ ولسان العرب 6/ 97 "رسس". اللغة: النأي: الهجران والبعد. رسيس الهوى: أثر الحب. يبرح: يبقى. المعنى: يقول: إذا ابتعد العشاق عمن يحبون قد يسلونهن فيزول عنهم ما يعانونه، أما أنا فحبها راسخ في قلبي لن يزول. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. غير: فعل ماض مبني على الفتح. =

صحيحا بليغا؛ لأن معناه: إذا تغير حب كل محب لم يقارب حبي التغير، وإذا لم يقاربه فهو بعيد منه؛ فهذا أبلغ من أن يقول: لم يبرح؛ لأنه قد يكون غير بارح وهو قريب من البراح، بخلاف المخبر عنه بنفي مقاربة البراح، وكذا قوله تعالى: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} 1 هو أبلغ في نفي الرؤية من أن يقال: لم يرها؛ لأن من لم ير قد يقارب الرؤية، بخلاف من لم يقارب، وأما قوله تعالى: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} 2، فكلام تضمن كلامين مضمون كل واحد منهما في وقت غير وقت الآخر؛ والتقدير: فذبحوها بعد أن كانوا بعداء من ذبحها غير مقاربين له، وهذا واضح. والله أعلم.

_ = النأي: فاعل مرفوع بالضمة. المحبين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكد: فعل مضارع ناقص. رسيس: اسم يكد مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الهوى: مضاف إليه مجرور. من حب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "رسيس الهوى"، وهو مضاف. مية: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. يبرح: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "إذا غير النأي ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "غير النأي ... ": في محل جر بالإضافة. وجملة "يبرح": في محل نصب خبر "كاد". الشاهد: قوله: "لم يكد رسيس الهوى يبرح" حيث جاء معنى "يكاد" يفيد النفي لأنه صحبها حرف نفي، وهو قوله "لم". والمعنى كما سيبينه الشارح. 1 النور: 40. 2 البقرة: 71.

إن وأخواتها

إنَّ وَأَخَوَاتها: "عمل "إن" وأخواتها": 174- لإن أن ليت لكن لعل ... كأن عكس ما لكان من عمل 175- كـ"إن زيدا عالم بأني ... كفء ولكن ابنه ذو ضغن "لإِنَّ"، و"أَنَّ"، و"لَيْتَ"، و"لَعَلْ"، و"كَأَنَّ عَكْسُ مَا لِكَانَ" الناقصة "مِنْ عَمَلْ": فتنصب المبتدأ اسما لها، وترفع الخبر خبرا لها. "كَإِنَّ زَيْدا عَالِمٌ بِأَنِّي ... كُفءٌ وَلكِنَّ ابْنَهُ ذُوْ ضِغْن" أي: حقد؛ وقس الباقي؛ هذه اللغة المشهورة، وحكى قوم -منهم ابن سيده- أن قوما من العرب تنصب بها الجزأين معا، من ذلك قوله "من الطويل": 254- إذَا اسْوَدَّ جُنْحُ الَّليْلِ فَلْتَأْتِ وَلْتَكُنْ ... خُطَاكَ خِفَافا إنَّ حُرَّاسَنَا أُسْدَا

_ 254- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في الجنى الداني ص394؛ والدرر 2/ 167؛ وشرح شواهد المغني ص122؛ ولم أقع عليه في ديوانه، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 167، 10/ 242. اللغة: جنح الليل: أوله، أو آخره. أسدا وأسودا: جمع أسد. المعنى: يتحدث على لسان محبوبته تخاطبه قائلة: إذا حل الليل بظلامه الأسود، فلتقدم علينا في أوله "أو آخره" متيقظا"، متسللا بحذر لأن حراسنا شجعان كالأسود. الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه، اسود: فعل ماض مبني على الفتح. جنح: فاعل مرفوع بالضمة. الليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فلتأت: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، و"اللام": لام الأمر تجزم الفعل المضارع، و"تأت": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة في آخره، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنت". ولتكن: "الواو": للعطف، و"اللام": لام الأمر، و"تكن": فعل مضارع ناقص مجزوم باللام. خطاك: اسم "تكن" مرفوع بضمة مقدرة على الألف، =

وقوله "من الرجز": 225- يَا لَيْتَ أَيَّامَ الْصِّبَا رَوَاجِعَا وقوله "من الرجز": 256- كَأَنَّ أُذْنَيْهِ إذَا تَشَوَّفَا ... قَادِمَةً أَوْ قَلَما مُحَرِّفَا

_ = و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. خفافا: خبر "تكن" منصوب بالفتحة. إن: حرف مشبه بالفعل. حراسنا: اسم "إن" منصوب بالفتحة، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أسدا: خبر "إن" منصوب بالفتحة على رأي من ينصبون المبتدأ والخبر بها، وحال منصوبة عند من قدر الخبر فعلا محذوفا. وجملة "اسود": في محل جر بالإضافة. وجملة "فلتأت": لا محل لها "جواب شرط غير جازم" وجملة "ولتكن ... ": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "إن حراسنا": استئنافية لا محل لها. وجملة "إذا اسود.... فلتأت" ابتدائية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "إن حراسنا أسدا" حيث نصب "إن" المبتدأ والخبر "في لغة" كما قال. 255- التخريج: الرجز لرؤبة في شرح المفصل 1/ 104؛ وليس في ديوانه، وللعجاج في ملحق ديوانه 2/ 306؛ وشرح شواهد المغني 2/ 690؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 262؛ والجنى الداني ص492؛ وجواهر الأدب ص358؛ وخزانة الأدب 10/ 234، 235؛ والدرر 2/ 170؛ ورصف المباني ص298؛ وشرح عمدة الحافظ ص434؛ وشرح المفصل 1/ 104؛ والكتاب 2/ 142؛ وهمع الهوامع 1/ 134. المعنى: ليت الزمان يعود بي القهقري إلى أيام الشباب ولكن هيهات هيهات. الإعراب: يا ليت: "يا": حرف تنبيه ودعاء، و"ليت": حرف مشبه بالفعل. أيام: اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الصبا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. رواجعا: خبر منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "ليت أيام الصبا رواجعا": ابتدائية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ليت أيام الصبا رواجعا" فقد نصبت ليت الاسم والخبر -كما قيل- على لغة تميم وقيل بل الخبر ليس للحرف المشبه بل لفعل الكون المحذوف والتقدير "ليت أيام الصبا، كن رواجعا". 256- التخريج: الرجز لمحمد بن ذؤيب في خزانة الأدب 10/ 237، 240؛ والدرر 2/ 168؛ وللعماني في سمط الآلي ص876؛ وشرح شواهد المغني ص515؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص173؛ والخصائص 2/ 430؛ وديوان المعاني 1/ 36؛ وهمع الهوامع 1/ 134. اللغة: تشوف: رفع رأسه ونظر مستطلعا. القادمة: ريشة في مقدم جناح الطائر. القلم المحرف: القلم المبري بحيث يكون شق أطول من شق. المعنى: إذا رفع عنقه ونظر مستطلعا ما الخبر، خلت أن أذنيه ريشتا طائر، أو قلمان مبريان. =

تنبيهات: الأول: لم يذكر الناظم في تسهيله أن المفتوحة، نظرا إلى كونها فرع المكسورة، وهو صنيع سيبويه حيث قال: "هذا باب الحروف الخمسة". الثاني" أشار بقوله: "عكس ما لكان" إلى ما لهذه الأحرف من الشبه بـ"كان"، في لزوم المبتدأ والخبر، والاستغناء بهما، فعملت عملها معكوسا؛ ليكونا معهن كمفعول قدم وفاعل أخر؛ تنبيها على الفرعية؛ ولأن معانيها في الأخبار فكانت كالعمد، والأسماء كالفضلات، فأعطيا إعرابيهما. "معاني "إن" وأخواتها": الثالث: معنى "إن" و"أن" التوكيد، و"لكن" الاستدراك والتوكيد، وليست مركبة على الأصح، وقال الفراء: أصلها "لكن أن" فطرحت الهمزة للتخفيف ونون "لكن" للساكنين، كقوله "من الطويل": 257- وَلَسْتُ بِآتِيهِ وَلاَ أَسْتَطِعْهُ ... وَلاَكِ اسْقِنِي إنْ كَانَ مَاؤُكَ ذَا فَضْلِ

_ = الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. أذنيه: اسم "كأن" منصوب بالياء لأنه مثنى، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"كأن" لما فيه من معنى "أشبه" أو "يشبه". تشوفا: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو"، و"الألف": للإطلاق. قادمة: خبر "كأن" منصوب بالفتحة. أو قلما: "أو": للعطف، "قلما": معطوف على "قادمة" منصوب بالفتحة. محرفا: صفة "قلما" منصوبة بالفتحة. وجملة "كأن أذنيه قادمة": في محل "رفع أو نصب أو جر" صفة للحيوان المذكور سابقا، لأن من عادة الحيوان أن ينصب أذنيه استشعارا للحظر. وجملة "تشوفا": في محل جر مضاف إليه. والشاهد فيه قوله: "كأن أذنيه قادمة" حيث نصب اسم وخبر "كأن"، وقد لحن الشاعر في نصب الخبر. 257- التخريج: البيت للنجاشي الحارثي في ديوانه ص111؛ وخزانة الأدب 10/ 148، 419؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 195؛ وشرح التصريح 1/ 196؛ وشرح شواهد المغني 2/ 701؛ والكتاب 1/ 27؛ والمنصف 2/ 229؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 133، 631؛ والإنصاف 2/ 684؛ وتخليص الشواهد ص269؛ والجنى الداني ص592؛ وخزانة الأدب 5/ 265؛ ورصف المباني ص277، 360؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 440؛ وشرح المفصل 9/ 142؛ واللامات ص159؛ ولسان العرب 13/ 391 "لكن"؛ ومغني اللبيب 1/ 291؛ وهمع الهوامع 2/ 156. المعنى: يقول على لسان ذئب كان قد دعاه إلى مشاركته في زاده: لن ألبي طلبك ولا أستطيع ذلك، لأنه ليس من عادة الذئاب مؤاكلة الآدميين، ولكن إذا كان لديك فضلة ماء فاسقني منه. الإعراب: "ولست": الواو بحسب ما قبلها، "لست" فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل في محل =

وقال الكوفيون: مركبة من "لا" و"إن"، الكاف الزائدة لا التشبيهية، وحذفت الهمزة تخفيفا؛ ومعنى "ليت" التمني في الممكن والمستحيل، لا في الواجب. فلا يقال: ليت غدا يجيء، وأما قوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} 1 مع أنه واجب فالمراد تمنيه قبل وقته، وهو الأكثر؛ و"لعل" الترجي في المحبوب، نحو: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} 2، والإشفاق في المكروه، نحو: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} 3؛ وقد اقتصر على هذين في شرح الكافية، وزاد في التسهيل أنها تكون للتعليل والاستفهام؛ فالتعليل، نحو: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} 4، والاستفهام، نحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} 5 وتابع في الأول الأخفش، وفي الثاني الكوفيين، وتختص "لعل" بالممكن، وليست مركبة على الأصح؛ وفيها عشر لغات مشهورة؛ و"كأن" التشبيه، وهي مركبة على الصحيح، وقيل: بإجماع، من كاف التشبيه و"أن"، فأصل "كأن زيدا أسد": إن زيدا كأسد، فقدم حرف التشبيه اهتماما به، ففتحت همزة "أن" لدخول الجار.

_ = رفع اسم "ليس". "بآتيه": الباء حرف جر زائد، "آتيه": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ولا": الواو استئنافية، "لا": حرف نفي. "أستطيعه": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا"، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "ولك": الواو استئنافية، و"لك": هي "لكن" محذوفة النون حرف استدراك. "اسقني": فعل أمر مبني على حذف حرف العلى، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. "ماؤك": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "ذا": خبر "كان" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "فضل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "لست بآتيه" بحسب ما قبلها. وجملة: "لا أستطيعه" معطوفة على خبر "ليس". وجملة "اسقني ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن كان ماؤك ... " الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوف "فاسقني" في محل جزم لاقترانه بالفاء. الشاهد: قوله: "ولك" يريد "لكن" حيث حذف النون للضرورة. 1 البقرة: 94، والجمعة: 6. 2 الطلاق: 1. 3 هود: 12. 4 طه: 44. 5 عبس: 3.

176- وراع ذا الترتيب إلا في الذي ... كليت فيها -أو هنا- غير البذي "وَرَاعِ ذَا التَّرْتِيْبَ" وهو تقديم اسمها وتأخير خبرها وجوبا "إلاِّ فِي" الموضع "الَّذِي" يكون الخبر فيه ظرفا أو مجرورا "كَلَيْتَ فِيْهَا -أَوْ هُنَا- غَيْرَ البَذِي" للتوسع في الظروف والمجرورات. قال في العمدة: ويجب أن يقدر العامل في الظرف بعد الاسم، كما يقدر الخبر وهو غير ظرف. تنبيهان: الأول: حكم معمول خبرها حكم خبرها؛ فلا يجوز تقديمه؛ إلا إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا، نحو: "إن عندك زيدا مقيم"، و"إن فيك عمرا راغب"؛ ومنه قوله "من الطويل": 258- فَلا تَلْحَنِي فِيهَا فَإِن بِحُبهَا ... أخَاكَ مُصَابُ الْقَلْبِ جَمٌّ بَلاَبِلُهْ وقد صرح به في غير هذا الكتاب، ومنعه بعضهم. الثاني: محل جواز تقديم الخبر إذا كان ظرفا أو مجرورا في غير نحو: "إن عند زيد

_ 258- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 231؛ وخزانة الأدب 8/ 453، 455؛ والدرر 2/ 172؛ وشرح شواهد المغني 2/ 969؛ والكتاب 2/ 133؛ ومغني اللبيب 2/ 693 والمقاصد النحوية 2/ 309؛ والمقرب 1/ 108؛ وهمع الهوامع 1/ 135. اللغة: لا تلحني: لا تلمني. الجم: الكثير. البلابل: الوساوس والأحزان. المعنى: يقول: لا تلمني في حب هذه المرأة التي ملكت قلبي، واستولى علي حبها، فإنني عاجز عن الابتعاد عنه، أو نسيانها. الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": الناهية. "تلحني": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "فيها": جار ومجرور متعلقان بـ"تلحني": "فإن": الفاء استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل. "بحبها": جار ومجرور متعلقان بـ"مصاب"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أخاك": اسم "إن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "مصاب": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. "القلب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "جم": خبر ثان لـ"إن" مرفوع. "بلابله": فاعل "جم" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة: "لا تلحني" بحسب ما قبلها. وجملة: "إن أخاك مصاب" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فإن بحبها أخاك مصاب" حيث قدم معمول خبر إن "بحبها" على اسمها "أخاك"، وخبرها "مصاب" والأصل: "إن أخاك مصاب القلب بحبها".

أخاه"، و"ليت في الدار صاحبها"؛ لما سلف. "مواضع فتح همزة "إن" وكسرها": 177- وهمز إن افتح لسد مصدر ... مسدها وفي سوى ذاك أكسر "وَهَمْزَ إن افْتَحْ" وجوبا "لِسَدِّ مَصْدَرِ مَسَدَّهَا" مع معموليها لزوما؛ بأن وقعت في محل فاعل نحو: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا} 1، أو مفعول غير محكي بالقول، نحو: {وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ} 2، أو نائب عن الفاعل، نحو: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ} 3، أو مبتدأ نحو: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً} 4، أو خبر عن اسم معنى، غير قول، ولا صادق عليه خبرها، نحو: "اعتقادي أنك فاضل"؛ بخلاف: "قولي أنك فاضل"، و"اعتقاد زيد أنه حق"، أو مجرور بالحرف نحو: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} 5، أو الإضافة نحو: {مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} 6، أو معطوف على شيء من ذلك، نحو: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ} 7، أو مبدل منه نحو: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ} 8. تنبيه: إنما قال "لسد مصدر" ولم يقل لسد مفرد؛ لأنه قد يسد المفرد مسدها، ويجب الكسر، نحو: "ظننت زيداً إنه قائم" 178- فاكسر في الابتدا، وفي بدء صله ... وحيث "إن" ليمين مكمله 179- أو حكيت بالقول أو حلت محل ... حال كزرته وإني ذو أمل 180- وكسروا من بعد فعل علقا ... باللام كاعلم إنه لذو تقى "وَفِي سِوَى ذاكَ اكْسِرِ" على الأصل "فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا" أما حقيقة، نحو: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ} 9، أو حكما كالواقعة بعد ألا الاستفتاحية نحو: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} 10،

_ 1 العنكبوت: 51. 2 الأنعام: 81. 3 الجن: 1. 4 فصلت: 39. 5 لقمان: 30. 6 الذاريات: 23. 7 البقرة: 47. 8 الأنفال: 7. 9 الفتح: 1. 10 يونس: 62.

والواقعة بعد "حيث"، نحو: "اجلس حيث أن زيدا جالس"، والواقعة خبرا عن اسم الذات، نحو: "زيد إنه قائم"، والواقعة بعد "إذ"، نحو: "جئتك إذ أن زيدا غائب"، "وَفِي بَدْءِ صِلَهْ" نحو: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ} 1؛ بخلاف حشو الصلة، نحو: "جاء الذي عندي أنه فاضل"، و"لا أفعله ما أن في السماء نجما"؛ إذ التقدير: ما ثبت أن في السماء نجما؛ "وَحَيْثُ إنَّ لِيَمِيْنٍ مُكْمِلَهْ" يعني وقعت جوابا له، سواء مع اللام أو دونها، نحو: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} 2، {حَم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} 3؛ "أَوْ حُكِيَتْ بِالْقَوْلِ"، نحو: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} 4، فإن لم تحك بل أجري القول مجرى الظن وجب الفتح، ومن ثم روي بالوجهين قوله "من الكامل": 259- أَتَقُولُ إِنَّكَ بِالْحَيَاةِ مُمَتَّعٌ ... "وقد استبحت دم امرئ مستسلم" "أَوْ حَلَّتْ مَحَلْ حالٍ" أما مع الواو "كَزُرْتُهُ وَإِنِّي ذُوْ أَمَلْ"، {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} 5، وقوله "من المنسرح": 260- مَا أَعْطَيْانِي وَلاَ سَأَلْتُهُمَا ... إِلاَّ وإِنِّيْ لِحَاجِزِي كَرَمِي

_ 1 القصص: 76. 2 العصر: 1-2. 3 الدخان: 1-3. 4 مريم: 30. 259- التخريج: البيت للفرزدق في المقاصد النحوية 2/ 314؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص229. اللغة: استبحت: جعلت مباحا. المستسلم: الخاضع. الإعراب: أنقول: "الهمزة": للاستفهام، "تقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". إنك: حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". بالحياة: "جار ومجرور متعلقان بـ"ممتع". ممتع: خبر "إن" مرفوع بالضمة. وقد: "الواو": حالية، "قد": حرف تحقيق. استبحت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. دم: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. امرئ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. مستسلم: نعت "امرئ" مجرور بالكسرة. وجملة "أتقول ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إنك بالحياة ممتع": في محل نصب مقول القول. وجملة "قد استبحت": في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "أتقول إنك" حيث روي بكسر همزة "إن" باعتبار الجملة محكية، وبفتحها على اعتبار "تقول" بمعنى "ظن". 5 الأنفال: 5. 260- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص273؛ وتخليص الشواهد ص344؛ والكتاب 3/ 145؛ والمقاصد النحوية 2/ 308؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 13؛ وشرح عمدة الحافظ ص227؛ =

أو بدونه، نحو: {إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} 1، "وَكَسَرُوْا" أيضا "مِنْ بَعْدِ فِعْلِ" قلبي "عُلِّقَا" عنها "بِالَّلامِ كَاعْلَمْ إِنَّهُ لَذُوْ تُقَى"، و {اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} 2. وأنشد سيبويه "من الطويل": 261- ألَمْ تَرَ إِنِّي وَابْنَ أَسْوَدَ لَيْلَةً ... لَنَسْرِي إلَى نَارَيْنِ يَعْلُو سَنَاهُمَا 181- بعد إذا فجاءة أو قسم ... لا لام بعده بوجهين نمي

_ = والمقتضب 2/ 346؛ وهمع الهوامع1/ 246. اللغة: حاجزي: مانعي. الإعراب: "ما": حرف نفي. "أعطياني": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "سألتهما": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"هما" ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "ألا": حرف استفتاح. "وإني": الواو حالية، "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "الحاجزي": اللام المزحلقة، "حاجزي": خبر "إن"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "كرميط: فاعل لاسم الفاعل "حاجز"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة: "ما أعطياني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا سألتهما" معطوفة على سابقتها. وجملة: "وإني لحاجزي كرمي" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "ألا وإني ... " حيث كسرت همزة "إن" لوقوعها بعد الواو الحالية. 1 الفرقان: 20. 2 المنافقون: 1. 261- التخريج: البيت للشمردل بن شريك اليربوعي في شرح أبيات سيبويه 2/ 141؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص343؛ والكتاب 3/ 149؛ ولسان العرب 14/ 403 "سنا"؛ والمقاصد النحوية 2/ 222. اللغة: السنا: الضوء الساطع. الإعراب: ألم: "الهمزة": للاستفهام، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. تر: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". وابن: "الواو": حرف عطف، "ابن": معطوف على اسم "إن". أسود: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. ليلة: ظرف زمان متعلق بـ"نسري". لنسري: "اللام": للابتداء، "نسري": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "نحن". إلى نارين: جار ومجرور متعلقان بـ"نسري". يعلو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. سناهما: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "ألم تر ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نسري": في محل رفع خبر "إن".

182- مع تلو فا الجزا وذا يطرد ... في نحو "خير القول إني أحمد و"بَعْدَ إذا فُجَاءَةٍ أو" فعل "قَسَمِ" ظاهر "لاَ لاَمَ بَعْدَهُ بِوَجْهِيْنِ نُمِي" أي: نسب، نظرا لموجب كل منهما، لصلاحية المقام لهما على سبيل البدل؛ فمن الأول قوله "من الطويل": 262- وَكُنْت أُرَى زَيْدا كَمَا قِيْلَ سَيِّدا ... إذَا إنَّهُ عَبْدُ الْقَفَا واللَّهَازِمُ يروى بالكسر على معنى: فإذا هو عبد القفا، وبالفتح على معنى: فإذا العبودية: أي حاصلة، كما تقول: "خرجت فإذا الأسد"، قال الناظم: "والكسر أولى؛ لأنه لا يحوج إلى تقدير"؛ لكن ذهب قوم إلى أن "إذا" هي الخبر، والتقدير: فإذا العبودية، أي: ففي الحضرة

_ = وجملة "يعلو": في محل جر نعت "نارين". الشاهد: قوله: "إني وابن أسود لنسري" حيث وردت همزة "إن" مكسورة لاقتران خبرها "لنسري" باللام. 262- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 338؛ وتخليص الشواهد ص348؛ والجنى الداني ص378، 411؛ وجواهر الأدب ص352؛ وخزانة الأدب 10/ 265؛ والخصائص 2/ 399؛ والدرر 2/ 180؛ وشرح التصريح 1/ 218؛ وشرح ابن عقيل ص181؛ وشرح عمدة الحافظ ص828؛ وشرح المفصل 4/ 97، 8/ 61؛ والكتاب 3/ 144؛ والمقاصد النحوية 2/ 224؛ والمقتضب 2/ 351؛ وهمع الهوامع 1/ 138. اللغة والمعنى: القفا: المؤخرة. اللهازم: ج اللهزمة، وهي العظم الناتئ في اللحي تحت الأذن. وعبد القفا واللهازم: كناية عن الخسة والحقارة. الإعراب: وكنت: الواو: حسب ما قبلها، كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع. اسم "كان". أرى: فعل مضارع مرفوع. والفاعل: أنا. زيدا: مفعول به أول لـ"أرى" القلبية منصوب. كما: الكاف: حرف جر، ما: اسم موصول في محل جر بحرف الجر. قيل: فعل ماض للمجهول، ونائب الفاعل: هو. سيدا: مفعول به ثان لـ"أرى". إذا: الفجائية. أنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء: في محل نصب اسم "إن". عبد: خبر "أن" مرفوع، وهو مضاف. القفا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. واللهازم: الواو: حرف عطف. اللهازم: معطوف على "القفا" مجرور. وجملة "كنت أرى ... "الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو ابتدائية. وجملة "أرى" الفعلية في محل نصب خبر "كنت". وجملة "قيل" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه جواز فتح همزة "إن" وكسرها بعد "إذا" الفجائية.

العبودية، وعلى هذا فلا تقدير في الفتح أيضا؛ فيستوي الوجهان، ومن الثاني قوله "من الرجز": 263- أو تَحْلِفِي بِرَبِّكِ الْعَلِيِّ ... أنّي أبُو ذَيَّالِكِ الصَّبِيِّ يروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم، وبالفتح على جعلها مفعولا بواسطة نزع الخافض، أي: على أني، والتقييد بكون القسم بفعل ظاهر للاحتراز عما مر قريبا في المكسورة، وبقوله: "لا لام بعده" عما بعده اللام من ذلك؛ حيث يتعين فيه الكسر، نحو: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ} 1، و: {أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} 2. وقد اتضح لك أن من فتح "أن" لم يجعلها جواب القسم؛ لأن الفتح متوقف على كون المحل مغنيا فيه المصدر على "أن" وصلتها، وجواب القسم لا يكون كذلك، فإنه لا يكون إلا جملة.

_ 263- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص188؛ وشرح التصريح 1/ 219؛ والمقاصد النحوية 2/ 232؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 340؛ وتخليص الشواهد ص348؛ والجنى الداني ص413؛ وشرح ابن عقيل ص182؛ وشرح عمدة الحافظ ص231؛ ولسان العرب 15/ 450 "ذا"؛ واللمع في العربية 304. الإعراب: "أو": حرف عطف. "تحلفي": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد "أو". وعلامة نصبه حذف النون، والياء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من أن وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السابق فهو مثله في محل رفع. "بربك": جار ومجرور متعلقان بـ"تحلفي"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "العلي": نعت "ربك" مجرور بالكسرة. "أني": من الأحرف المشبهة بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "أن". "أبو": خبر "أن" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "ذيالك": اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. "الصبي": بدل من "ذيالك": مجرورة بالكسرة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها منصوب بنزع الخافض. وجملة: "تحلفي" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أني" حيث يجوز كسر همزة "إن" وفتحها لكونها واقعة بعد فعل قسم لا لام بعده؛ أما الفتح فعلى تأويل "أن" واسمها وخبرها بمصدر مجرور بحرف جر محذوف تقديره: "أو تحلفي على كوني أبا لهذا الصبي"؛ أما الكسر فعلى اعتبار "إن" واسمها وخبرها جملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب. 1 التوبة: 56. 2 المائدة: 53.

ويجوز الوجهان أيضا "مَعِ تِلْوِ فَا الْجزَا"، نحو: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 1 جواب: {مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ} 2 قرئ بالكسر على جعل ما بعد الفاء جملة تامة، أي: فهو غفور رحيم، وبالفتح على تقديرها بمصدر هو خبر مبتدأ محذوف، أي: فجزاؤه الغفران، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: فالغفران جزاؤه، والكسر أحسن في القياس، قال الناظم: "ولذلك لم يجئ الفتح في القرآن إلا مسبوقا بأن المفتوحة. "وَذَا" الحكم أيضا "يَطَّرِدُ فِي" كل موضع وقعت "إن" فيه خبر قول، وكان خبرها قولا، والقائل واحد، كما في "نحو: خَيْر القَوْلِ إني أَحْمَدُ" الله، فالفتح على معنى خير القول حمد الله، والكسر على الإخبار بالجملة لقصد الحكاية، كأنك قلت: خير القول هذا اللفظ، أما إذا انتفى القول الأول فالفتح متعين، نحو: "عملي أني أحمد الله"، أو القول الثاني أولم يتحد القائل؛ فالكسر، نحو: "قولي إني مؤمن"، و"قولي إن زيدا يحمد الله". تنبيه: سكت الناظم عن مواضع يجوز فيها الوجهان: الأول: أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه، نحو: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} 3. قرأ نافع وأبو بكر بالكسر؛ إما على الاستئناف، أو العطف على جملة "إن" الأولى، والباقون بالفتح عطفا على "أن لا تجوع". الثاني: أن تقع بعد "حتى"؛ فتكسر بعد الابتدائية، نحو: "مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه"، وتفتح بعد الجارة والعاطفة، نحو: "عرفت أمورك حتى أنك فاضل". الثالث: أن تقع بعد "أما" نحو: "أما أنك فاضل"، فتكسر إن كانت "أما" استفتاحية بمنزلة "ألا"، وتفتح إن كانت بمعنى "حقا"، كما تقول: "حقا أنك ذاهب". ومنه قوله "من الوافر": 264- أَحَقّا أَنَّ جِيْرَتَنَا اسْتَقَلُّوا ... "فنيتنا ونيتهم فريق"

_ 1، 2 الأنعام: 54. 3 طه: 118-119. 264- التخريج: البيت للمفضل النكري في الأصمعيات ص200؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 208؛ =

أي: أفي حق هذا الأمر. الرابع: أن تقع بعد لا جرم نحو: {لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} 1 فالفتح عند سيبويه على أن "جرم" فعل، و"أن" وصلتها فاعل، أي: وجب أن الله يعلم، و"لا" صلة، وعند الفراء على أن "لا جرم" بمنزلة: لا رجل، ومعناه: لا بد، و"من" بعدها مقدرة، والكسر على ما حكاه الفراء من أن بعضهم ينزلها منزلة اليمين فيقول: لا جرم لآتينك. 183- وبعد ذات الكسر تصحب الخبر ... لام ابتداء، نحو: إني لوزر "وَبَعْدَ ذَاتِ الْكَسْرِ تَصْحَبُ الْخَبَرْ" جوازا "لاَمُ ابْتِدَاء نحو: إنِّي لَوَزَرْ"، أي: ملجأ، وكان حق هذه اللام أن تدخل على أول الكلام؛ لأن لها الصدر، لكن لما كانت للتأكيد و"إن" للتأكيد كرهوا الجمع بين حرفين لمعنى واحد، فزحلقوا اللام إلى الخبر.

_ = وله أو لعامر بن أسحم بن عدي في الدرر 5/ 120؛ وشرح شواهد المغني 1/ 170؛ ولرجل من عبد القيس أو للمفضل بن معشر النكري. في تخليص الشواهد ص351؛ والمقاصد النحوية 2/ 235؛ وللعبدي في خزانة الأدب 10/ 277؛ والكتاب 3/ 136؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص391؛ ولسان العرب 10/ 301 "فرق"؛ وهمع الهوامع 2/ 71. اللغة: استقلوا: ارتحلوا مرتفعين صعدا. فريق: متفرقة. المعنى: هل ارتحل جيراننا حقا، وهل ستكون وجهاتنا متفرقة، بحيث لا نلتقي ثانية؟! الإعراب: أحقا: "الهمزة": حرف استفهام، "حقا": منصوب على الظرفية متعلق بالخبر المحذوف. أن حرف مشبه بالفعل. جيرتنا: اسم "أن" منصوب بالفتحة، و"نا": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مبتدأ مؤخر، والتقدير "أفي الحق استقلال جيرتنا". استقلوا: فعل ماض مبني على الضم، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. فنيتنا: "الفاء": للاستئناف، "نيتنا": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"نا": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. ونيتهم: "الواو": للعطف، "نيتهم": معطوف على "نيتنا" مرفوع مثله، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فريق: خبر مرفوع بالضمة. وجملة "أفي الحق استقلال جيرتنا" ابتدائية لا محل لها. وجملة "استقلوا": في محل رفع خبر "أن". وجملة "فنيتنا فريق": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "أحقا" حيث جاءت "حقا" مصدرا واقعا ظرفا مخبرا به، ولذلك فتحت همزة "أن" بعدها، وكذلك تأتي "أما" بمعنى "حقا" فتفتح همزة "أن" بعدها كذلك. 1 النحل: 23.

"اقتران خبر "إن" باللام": تنبيه: اقتضى كلامه أنها لا تصحب خبر غير "إن" المكسورة، وهو كذلك، وما ورد من ذلك يحكم فيه بزيادتها؛ فمن ذلك قراءة بعض السلف: "إلا أنهم ليأكلون الطعام"1 بفتح الهمزة، وأجازه المبرد، وما حكاه الكوفيون من قوله "من الطويل": 265- "يلومونني في حب ليلى عواذلي" ... ولكنني من حبها لعميد ومنه قوله "من الرجز": 266- أم الحليس لعجوز شهربه ... ترضى من اللحم بعظم الرقبه

_ 1 الفرقان: 20. 265- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 38؛ والإنصاف 1/ 209؛ وتخليص الشواهد ص357؛ والجنى الداني ص132، 618؛ وجواهر الأدب ص87؛ وخزانة الأدب 1/ 16، 10/ 361، 363؛ والدرر 2/ 185؛ ورصف المباني ص235، 279؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 380؛ وشرح شواهد المغني 2/ 605؛ وشرح المفصل 8/ 62، 64؛ وكتاب اللامات ص158؛ ولسان العرب 13/ 391 "لكن"؛ ومغني اللبيب 1/ 233، 292؛ والمقاصد النحوية 2/ 247؛ وهمع الهوامع 1/ 140. اللغة: العواذل: ج العاذل، وهو اللائم. العميد: الذي أضناه العشق. الإعراب: "يلومونني": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو حرف دال على الجمع، والنون الثانية للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "في حب": جار ومجرور متعلقان بـ"يلوم"، وهو مضاف. "ليلى": مضاف إليه مجرور. "عواذلي": فاعل "يلوم" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ولكنني": الواو حرف استئناف، "لكني": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم "لكن". "من حبها": جار ومجرور متعلقان بـ"عميد"، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "لعميد": اللام للابتداء، "عميد": خبر "لكن" مرفوع. وجملة: "يلومونني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لكنني لعميد" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "العميد" حيث دخلت لام الابتداء على خبر "لكن"، وهذا جائز عند الكوفيين. 266- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص170؛ وشرح التصريح 1/ 174؛ وشرح المفصل 3/ 130، 8/ 23؛ وله أو لعنترة بن عروس في خزانة الأدب 10/ 333؛ والدرر 2/ 187؛ وشرح شواهد المغني 2/ 604؛ والمقاصد النحوية 1/ 535، 2/ 251؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص358؛ وجمهرة اللغة ص1121؛ والجنى الداني ص128؛ ورصف المباني ص336؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 378، 381؛ وشرح ابن عقيل ص185؛ وشرح المفصل 7/ 57؛ ولسان العرب 1/ 510 "شهرب"؛ ومغني اللبيب 1/ 230، 233؛ وهمع الهوامع 1/ 14.

وقوله "من البسيط": 267- "مروا عجالى فقالوا كيف صاحبكم" ... فَقَالَ مَنْ سُئِلُوا أَمْسَى لمَجْهُودَا وقوله "من الطويل": 268- وَمَا زِلْتُ مِنْ لَيْلَى لَدُنْ أَنْ عَرَفْتُهَا ... لَكَالْهَائِمِ الْمُقْصَى بِكُلِّ مَرَادِ

_ = شرح المفردات: أم الحليس: الأتان، والحلس: كساء رقيق يوضع تحت برذعة الدابة. شهربة: عجوز كبيرة. الإعراب: "أم": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "الحليس": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "العجوز": "اللام": حرف زائد، و"عجوز": خبر المبتدأ محذوف كانت اللام مقترنة به، وأصل الكلام: "أم الحليس لهي عجوز". 267- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص429؛ وجواهر الأدب ص87؛ وخزانة الأدب 1/ 327، 11/ 332؛ والخصائص 1/ 316، 2/ 283؛ والدرر 2/ 188؛ ورصف المباني ص238؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 379؛ وشرح المفصل 8/ 64، 87؛ ومجالس ثعلب ص155؛ والمقاصد النحوية 2/ 310؛ وهمع الهوامع 1/ 141. اللغة: المجهود: الذي نال منه المرض والعشق. الإعراب: "مروا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل, والألف فارقة. "عجالى": حال منصوب. "فقالوا": الفاء حرف عطف، "قالوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "كيف": اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ. "سيدكم": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، "كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "فقال": الفاء: حرف عطف، "قال": فعل ماض. "من": اسم موصول في محل رفع فاعل. "سألوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل "أمسى": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "لمجهودا": اللام زائدة، "مجهودا" خبر "أمسى" منصوب. وجملة: "مروا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قالوا" معطوفة على سابقتها. وجملة: "كيف سيدكم" في محل نصب مفعول به. وجملة: "قال" معطوفة على جملة "قالوا". وجملة: "سألوا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سيدنا أمسى لمجهودا" في محل نصب مفعول به. وجملة "أمسى لمجهودا" في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف والتقدير "سيدنا أمسى ... ". الشاهد: قوله: "أمسى لمجهودا" حيث زيدت اللام في خبر "أمسى" وهو "لمجهودا" وتلك زيادة شاذة. 268- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص443؛ وتذكرة النحاة ص429؛ وجواهر الأدب =

وقوله "من البسيط": 269- أَمْسَى أبَان ذَلِيْلا بَعْدَ عِزَّتِهِ ... وَمَا أَبَانٌ لَمِنْ أَعْلاَجِ سُوْدَانِ 184- ولا يلي ذي اللام ما قد نفيا ... ولا من الأفعال ما كرضيا 185- وقد يليها مع قد كـ"إن ذا ... لقد سما على العدا مستحوذا"

_ = ص87؛ وخزانة الأدب 10/ 328؛ والدرر 2/ 188؛ وشرح شواهد المغني 2/ 605؛ والمقاصد النحوية 2/ 249؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص357؛ وهمع الهوامع 1/ 141. اللغة: لدن: ظرف زمان بمعنى "مذ" أو "عند". الهائم: السائر على غير هدى. المقصى: المبعد. المراد: مكان يسار فيه ذهابا وإيابا. المعنى: لقد صرت مذ عرفتها، وحتى اليوم، منفردا، أجول وحدي في البراري، كالبعير المصاب يبعد عن القطيع فيقطع الأرض ذهابا وإيابا بلا فائدة. الإعراب: وما: "الواو": استئنافية، "ما": نافية. زلت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "زال". من ليلى: جار ومجرور متعلقان بخبر "ما زال". لدن: ظرف زمان في محل نصب مفعول فيه متعلق بخبر "زال". أن عرفتها: "أن": حرف مصدري، "عرفتها": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من "أن" والفعل "عرف" مجرور بالإضافة. كالهائم: "اللام": زائد، "كالهائم": جار ومجرور متعلقان بخبر "ما زال"؛ أو يعتبر "الكاف" خبرا و"الهائم" مضاف إليه. المقصى: صفة الهائم مجرورة بكسرة مقدرة على الألف. بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"المقصى". مراد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "وما زلت من ليلى": استئنافية لا محل لها. وجملة "عرفتها": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "كالهائم" حيث زاد اللام من خبر "ما زال" على رأي من يعتبر الجار والمجرور خبرا. 269- التخريج: البيت بلا نسبة في جواهر الأدب ص88؛ والدرر 2/ 189؛ وشرح شواهد المغني 2/ 604؛ وهمع الهوامع 1/ 141. اللغة: أبان: اسم رجل. الأعلاج: جمع علج وهو الرجل الشديد الغليظ. المعنى: لقد صار أبان مهانا بعدما كان عزيز الجانب، ذا مكانة عالية، وفي الحقيقة هو من غلاظ السودان، فلا عجب في كونه مهانا. الإعراب: أمسى: فعل ماض ناقص. أبان: اسم "أمسى" مرفوع بالضمة. خبر "أمسى" منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "صار". بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "صار". عزته: مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وما: "الواو": =

"وَلا يَلِي ذِي اللامَ مَا قَدْ نُفِيَا" ذي: إشارة، واللام: نصب بالمفعولية، و"ما" من قوله: "ما قد نفيا" في موضع رفع بالفاعلية، أي: لا تدخل هذه اللام على منفي، إلا ما ندر من قوله "من الوافر": 270- وَأعْلمُ إنَّ تَسْلِيما وَتَرْكا ... لَلا مُتَشَابِهَانِ وَلاَ سَوَاءُ "وَلا" يليها أيضا "مِنَ الأَفعَالِ مَا كَرَضِيَا" ماض، متصرف غير مقرون بـ"قد"، فلا يقال: "إن زيدا لرضي"، وأجازه الكسائي وهشام، فإن كان الفعل مضارعا دخلت عليه، متصرفا كان، نحو: "إن زيدا ليرضى"، أو غير متصرف، نحو: "إن زيدا ليذر الشر"،

_ = للعطف: "ما": نافية. أبان: مبتدأ مرفوع بالضمة. لمن: "اللام": حرف استثناء بمعنى "إلا"، "من": حرف جر. أعلاج: اسم مجرور بـ"من"، والجار والمجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. سودان: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "أمسى أبان ذليلا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وما أبان لمن ... ": معطوفة عليها لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "وما أبان لمن" حيث جاءت "اللام" بمعنى "إلا" لإفادة الاستثناء عند الكوفيين. 270- التخريج: البيت لأبي حزام العكلي في خزانة الأدب 10/ 330، 331؛ والدرر 2/ 184؛ وسر صناعة الإعراب ص377؛ وشرح التصريح 1/ 222؛ والمقاصد النحوية 2/ 244؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص85؛ وتخليص الشواهد ص356؛ وشرح ابن عقيل ص186؛ والمحتسب 1/ 43؛ وهمع الهوامع 1/ 140. شرح المفردات: التسليم: إلقاء السلام. الترك: الابتعاد. المعنى: يقول: إنني أعلم أن التداني والابتعاد غير متشابهين، أو إن التداني غير الجفاء. الإعراب: "وأعلم": الواو بحسب ما قبلها، "أعلم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "إن": حرف مشبه بالفعل. "تسليما": اسم "إن" منصوب. "وتركا": الواو حرف عطف، "تركا" معطوف على "تسليما" منصوب. "للا": اللام لام الابتداء، أو المزحلقة، "لا": حرف نفي. "متشابهان" خبر "إن" مرفوع بالألف لأنه مثنى. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "سواء": معطوف على "متشابهان" مرفوع بالضمة. وجملة: "أعلم" بحسب ما قبلها. وجملة "إن تسليما ... " سدت مسد مفعولي "أعلم" في محل نصب. الشاهد: قوله: "للا" حيث أدخل اللام على الخبر المنفي، وهذا شاذ. قال ابن جني: فإنما أدخل اللام، وهي للإيجاب على "لا"، وهي للنفي من قبل أنه شبهها بـ"غير" كأنه قال: "لغير المتشابهين" "سر صناعة الإعراب ص377". =

وظاهر كلامه جواز دخول اللام على الماضي إذا كان غير متصرف، نحو: "إن زيدا لنعم الرجل"، أو: "لعسى أن يقوم"، وهو مذهب الأخفش والفراء؛ لأن الفعل الجامد كالاسم، والمنقول عن سيبويه أنه لا يجيز ذلك، فإن اقتران الماضي المتصرف بـ"قد" جاز دخول اللام عليه، كما أشار إليه بقوله: "وَقَدْ يَلِيهَا مَعَ قَدْ كَإِنَّ ذَا ... لَقَدْ سَمَا عَلَى العِدَا مُسْتَحْوِذَا" لأن "قد" تقرب الماضي من الحال فأشبه حينئذٍ المضارع؛ وليس جواز ذلك مخصوصا بتقدير اللام للقسم، خلافا لصاحب الترشيح، وقد تقدم أن الكسائي وهشاما يجيزان "إن زيدا لرضي" وليس ذلك عندهما إلا لإضمار "قد"، واللام عندهما لام الابتداء، أما إذا قدرت اللام للقسم فإنه يجوز بلا شرط، ولو دخل على "إن" والحالة هذه ما يقتضي فتحها فتحت مع هذه اللام، نحو: علمت أن زيدا لرضي. 186- وتصحب الواسط معمول الخبر ... والفصل واسما حل قبله الخبر "وَتَصْحَبُ" هذه اللام، أعني لام الابتداء أيضا "الوَاسِطَ" بين اسم "إن" وخبرها "مَعْمُولَ الخَبَرْ" بشرط كون الخبر صالحا لها، نحو: "إن زيدا لعمرا ضارب"، فإن لم يكن الخبر صالحا لم يجز دخولها على معموله المتوسط، نحو: "إن زيدا عمرا ضرب"؛ لأن دخولها على المعمول فرع دخولها على الخبر، وبشرط أن لا يكون ذلك المعمول حالا، فإن كان حالا لم يجز دخولها عليه، فلا يجوز: "إن زيدا لراكبا منطلق" واقتضى كلامه أنها لا تصحب المعمول المتأخر، فلا يجوز: "إن زيدا ضارب لعمرا"، "وَ" تصحب أيضا "الفَصْل" وهو الضمير المسمى عمادا، نحو: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} 1 إذا لم يعرب "هو" مبتدأ "وَ" تصحب "اسما" لإن "حَلَّ قَبْلَهُ الخَبَرْ"، نحو: "إن عندك لبرا"، {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا} 2 وفي معنى تقدم الخبر تقدم معموله، نحو: "إن في الدار لزيدا قائم".

_ 1 آل عمران: 62. 2 القلم: 3.

"اتصال "ما" بهذه الحروف": تنبيه: إذا دخلت اللام على الفعل أو على الاسم المتأخر لم تدخل على الخبر، فلا يجوز "إن زيدا لهو لقائم"، ولا "إن لفي الدار لزيدا"، ولا "إن في الدار لزيدا لجالس". 187- ووصل "ما" بذي الحروف مبطل ... إعمالها وقد يبقى العمل "وَوَصْلُ مَا" الزائدة "بِذِي الْحُرُوْفِ مُبْطِلُ إعْمَالَهَا"؛ لأنها تزيل اختصاصها بالأسماء، وتهيئها للدخول على الفعل؛ فوجب إهمالها لذلك، نحو: "إنما زيد قائم"، وكأنما خالد أسد، ولكنما عمرو جبان، ولعلما بكر عالم، "وَقَدْ يُبَقَّى العَمَلُ"، وتجعل "ما" ملغاة، وذلك مسموع في "ليت"؛ لبقاء اختصاصها، كقوله "من البسيط": 271- قَالَتْ ألاَ لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامَ لَنَا ... إلَى حَمَامَتِنَا أَوْ نصْفَهُ فَقَدِ

_ 271- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص24؛ والأزهية ص89، 114؛ والأغاني 11/ 31؛ والإنصاف 2/ 479؛ وتخليص الشواهد ص362؛ وتذكرة النحاة ص353؛ وخزانة الأدب 10/ 251، 253؛ والخصائص 2/ 460؛ والدرر 1/ 216، 2/ 204؛ ورصف المباني ص299، 316/ 318؛ وشرح التصريح 1/ 225؛ وشرح شواهد المغني 1/ 75، 200، 2/ 690؛ وشرح عمدة الحافظ ص233؛ وشرح المفصل 8/ 58؛ والكتاب 2/ 137؛ واللمع ص320؛ ومغني اللبيب 1/ 63، 286، 308؛ والمقاصد النحوية 2/ 254؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 349؛ وخزانة الأدب 6/ 157؛ وشرح قطر الندى ص151؛ ولسان العرب 3/ 347 "قدد"؛ والمقرب 1/ 110؛ وهمع الهوامع 1/ 65. اللغة والمعنى: فقد: هنا اسم فعل بمعنى "يكفي"، أو اسم بمعنى: "كاف"، أو: بمعنى الواو. تقول: ألا ليت هذا الحمام كله لنا، أو نصفه مضافا إلى حمامتنا فهو كاف "لأن يصير مئة". الإعراب: قالت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. ألا: حرف استفتاح وتنبيه. ليتما: حرف مشبه بالفعل. و"ما": زائدة. وقد تكون غير عاملة. هذا: اسم اشارة في محل نصب اسم "ليت"، أو مبتدأ إذا اعتبرت غير عاملة. الحمام: بدل من "هذا" منصوب أو مرفوع. لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" أو خبر المبتدأ. إلى حمامتنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" أو بمحذوف حال من اسم "ليت"، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أو: حرف عطف. تصفه: معطوف على "هذا"، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. فقد: الفاء: فاء الفصيحة. قد: اسم بمعنى "كاف" مبني في محل رفع لمبتدأ محذوف تقديره: وإن حصل فهو كاف لـ"كذا". وجملة "قالت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ألا ليتما ... " الاسمية في محل نصب مفعول به. والشاهد فيه جواز إعمال "ليت" التي اتصلت بها "ما" وعدم إعمالها.

يروى بنصب "الحمام" على الإعمال، ورفعه على الإهمال، وأما البواقي فذهب الزجاج وابن السراج إلى جوازه فيها قياسا، ووافقهم الناظم؛ ولذلك أطلق في قوله: "وقد يبقى العمل"؛ ومذهب سيبويه المنع، لما سبق من أن "ما" أزالت اختصاصها بالأسماء وهيأتها للدخول على الفعل، نحو: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} 1، {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ} 2، وقوله "من الطويل": فَوَاللَّهِ مَا فَارَقْتُكُمْ قَالِيا لَكُمْ ... وَلَكِنَّ مَا يُقْضَى فَسَوْفَ يَكُونُ3 وقوله "من الطويل": 272- أَعِدْ نَظَرا يَا عَبْدَ قَيْسٍ لَعَلَّمَا ... أَضَاءَتْ لَكَ الْنَّارُ الْحِمَارَ الْمُقَيَّدَا بخلاف "ليت" فإنها باقية على اختصاصها بالأسماء، ولذلك ذهب بعض النحويين إلى وجوب الإعمال في "ليتما"؛ وهو يشكل على قوله في شرح التسهيل: يجوز إعمالها وإهمالها بإجماع.

_ 1 الأنبياء: 108. 2 الأنفال: 6. 3 تقدم بالرقم 168. 272- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 180؛ والأزهية ص88؛ والدرر 2/ 208؛ وشرح شواهد الإيضاح ص116؛ وشرح شواهد المغني ص693؛ وشرح المفصل 8/ 57؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص319؛ وشرح قطر الندى ص151؛ وشرح المفصل 8/ 54؛ ومغني اللبيب ص287، 288؛ وهمع الهوامع 1/ 143. الإعراب: أعد: فعل أمر، والفاعل: أنت. نظرا: مفعول به منصوب. يا: حرف نداء. عبد: منادى منصوب، وهو مضاف. قيس: مضاف إليه مجرور. لعلما: حرف مشبه بالفعل، و"ما": الكافة. أضاءت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. لك: جار ومجرور متعلقان بـ"أضاءت". النار: فاعل مرفوع. الحمار: مفعول به منصوب المقيدا: نعت "الحمار" منصوب، والألف: للإطلاق. وجملة "أعد نظرا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يا عبد قيس" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "أضاءت لك النار" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. والشاهد فيه قوله: "لعلما أضاءت لك النار" حيث دخلت "ما" على "لعل" فكفتها عن العمل.

"العطف على أسماء هذه الحروف": 188- وجائز رفعك معطوفا على ... منصوب "إن" بعد أن تستكملا "وَجَائِزٌ" بالإجماع "رَفْعُكَ مَعْطُوْفا عَلَى مَنْصُوْبِ إِنَّ" المكسورة "بَعْدَ أَنْ تَسْتَكْمِلا" خبرها، نحو: "إن زيداً آكل طعامك وعمرو"، ومنه نحو "من الطويل": 273- فَمَنْ يَكُ لَمْ يُنْجِبْ أَبُوهُ وَأُمُّهُ ... فَإِنَّ لَنَا الأمَّ النَّجِيبَةَ وَالأَبُ وليس معطوفا حينئذٍ على محل الاسم -مثل: "ما جاءني من رجل ولا امرأة"، بالرفع- لأن الرفع في مسألتنا الابتداء وقد زال بدخول الناسخ، بل إما مبتدأ محذوف والجملة ابتدائية عطف على محل ما قبلها من الابتداء، أو مفرد معطوف على الضمير في الخبر "إن" كان فاصل، كما في المثال والبيت، فإن لم يكن فاصل -نحو: "إن زيدا قائم وعمرو"- تعين الوجه الأول، وقد أشعر قوله: "وجائز" أن النصب هو الأصل والأرجح. أما إذا عطف على المنصوب المذكور قبل استكمال "إن" خبرها تعين النصب، وأجاز الكسائي الرفع مطلقا؛ تمسكا بظاهر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا

_ 273- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص370؛ والدرر 6/ 179؛ وشرح التصريح 1/ 227؛ والمقاصد النحوية 2/ 265؛ وهمع الهوامع 2/ 144. شرح المفردات: أنجب الرجل: ولد النجباء، والنجيب: الكريم الحسب. المعنى: يفخر الشاعر بقومه أنهم كرماء في حين أن قوم غيره غير نجباء. الإعراب: "فمن": الفاء بحسب ما قبلها، "من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. "يك": فعل مضارع ناقص، وهو فعل الشرط، مجزوم، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديرا: "هو". "لم": حرف جزم. "ينجب": فعل مضارع مجزوم. "أبوه": فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وأمه": الواو حرف عطف، "أمه" معطوف على "أبوه" مرفوع، وهو مضاف. والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فإن": الفاء حرف رابط لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل. "لنا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "إن". "الأم": اسم "إن" منصوب. "النجيبة": نعت "الأم" منصوب. "والأب": الواو حرف عطف. "الأب": معطوف على محل "الأم" من الإعراب مرفوع، أو مبتدأ مرفوع وخبره محذوف. وجملة: "من يك ... " بحسب ما قبلها. وجملة "لم ينجب أبوه" في محل نصب خبر "يك". وجملة "يك ... " في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة: "فإن لنا الأم" في محل جزم جواب الشرط. الشاهد: قوله: "والأب" حيث عطفه على محل اسم "إن"، المنصوب بعد أن جاء بالخير، وهو "لنا".

وَالصَّابِئُونَ} 1، وقراءة بعضهم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ} 2 برفع ملائكته، وقوله "من الطويل": 274- فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالمَدِينَةِ رَحْلُهُ ... فَإِنّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ وخرج ذلك على التقديم والتأخير، أو حذف الخبر من الأول، كقوله "من الطويل": 275- خَلِيْلَيَّ هَلْ طِبٌّ فَإني وَأَنْتُمَا ... وَإِنْ لَمْ تَبُوحَا بِالهَوى دَنِفانِ

_ 1 المائدة: 69. 2 الأحزاب: 56. 274- التخريج: البيت لضابئ بن الحارث البرجمي في الأصمعيات ص184؛ والإنصاف ص94؛ وتخليص الشواهد ص385؛ وخزانة الأدب 9/ 326، 10/ 312، 313، 320؛ والدرر 6/ 182؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 369؛ وشرح التصريح 1/ 228؛ وشرح شواهد المغني ص867؛ وشرح المفصل 8/ 86؛ والشعر والشعراء ص358؛ والكتاب 1/ 75؛ ولسان العرب 5/ 125 "قير"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 103؛ ورصف المباني ص267؛ وسر صناعة الإعراب ص372؛ ومجالس ثعلب ص316، 298؛ وهمع الهوامع 2/ 144. شرح المفردات: الرحل: الإقامة. القيار: هو صاحب القير أي الزفت، وقيل هنا اسم راحلته. المعنى: يقول: إن من كانت إقامته في المدينة كان غريبا فيها هو وراحلته. الإعراب: "فمن": الفاء بحسب ما قبلها، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "يك": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "أمسى": فعل ماض ناقص. "بالمدينة": جار ومجرور متعلقان بخبر "أمسى" المحذوف. "رحلة": اسم "أمسى" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فإني": الفاء رابطة جواب الشرط، "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "وقيار": الواو حرف عطف، "قيار": مبتدأ مرفوع بالضمة خبره محذوف دل عليه خبر "إن". "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"غريب". "الغريب": اللام المزحلقة، أو الابتدائية، "غريب": خبر إن مرفوع بالضمة وخبر "قيار" محذوف. وجملة: "من يك ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "يك ... " في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة: "أمسى بالمدينة رحله" في محل نصب خبر "يك". وجملة: "إني لغريب" في محل جزم جواب الشرط. وجملة "قيار ... " اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "وقيار" حيث عطف بالرفع على اسم "إن" المنصوب قبل استكمال الخبر. 275- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص374؛ وشرح التصريح 1/ 229؛ وشرح شواهد المغني 2/ 866؛ ومغني اللبيب 2/ 475؛ والمقاصد النحوية 2/ 274. شرح المفردات: الطب: العلاج. الدنف: الذي ثقل عليه المرض. الهوى: العشق. المعنى: يخاطب الشاعر صديقيه بقوله: هل من دواء تعالج به ما نكابد من لواعج الهوى، فإني =

ويتعين الأول في قوله: فَإِنِّي وَقَيارٌ بِهَا لَغَرِيبُ1 لأجل اللام في الخبر، والثاني في "وملائكته" لأجل الواو في "يصلون" إلا أن قدرت للتعظيم، مثلها في {رَبِّ ارْجِعُونِ} 2. ووافق الفراء الكسائي فيما خفي فيه إعراب المعطوف عليه، نحو: "إنك وزيد ذاهبان"، و"إن هذا وعمرو عالمان"؛ تمسكا ببعض ما سبق، قال سيبويه: واعلم أن ناسا من العرب يغلطون فيقولون: "إنهم أجمعون ذاهبون"؛ و"إنك وزيد ذاهبان". 189- وألحقت بإن لكن وأن ... من دون ليت ولعل وكأن "وَأُلْحِقَتْ بِإِنَّ" المكسورة فيما تقدم من جواز العطف بالرفع بعد الاستكمال "لَكِنَّ" باتفاق، كقوله "من الطويل": 276- وَمَا قَصَّرَتْ بِي فِي الْتَّسَامِي خُؤُولَةٌ ... وَلَكِنَّ عَمِّي الطَيّبُ الأصلِ وَالخَالُ

_ = وإياكما -وإن لم تبوحا به- كاد يضنينا هذا الهوى. الإعراب: "خليلي": منادى منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة."هل": حرف استفهام. "طب": مبتدأ مرفوع وخبره محذوف تقديره: "طب موجود"، أو "هل لنا طب". "فإنني": الفاء حرف استئناف، "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن" وخبره محذوف تقديره: "إني دنف". "وأنتما": الواو حرف عطف، "أنتما": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "وإن": حالية. "إن": وصلية زائدة. "لم": حرف جزم. "تبوحا": فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه حذف النون، والألف ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بالهوى": جار ومجرور متعلقان بـ"تبوحا". "دنفان": خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى. وجملة: "يا خليلي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هل طب ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إني ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنتما ... " معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "وإن لم تبوحا" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "فإني وأنتما دنفان" حيث يتعين أن تكون "أنتما" مبتدأ والخبر "دنفان"، ويكون خبر "إن" محذوفا لدلالة خبر المبتدأ عليه. وأصل الكلام: "فإني دنف، وأنتما دنفان". 1 تقدم بالرقم 274. 2 المؤمنون: 99. 276- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص370؛ والدرر 6/ 186؛ وشرح التصريح =

"وَأن" المفتوحة على الصحيح، إذا كان موضعها موضع الجملة؛ بأن تقدمها علم أو معناه، نحو: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} 1 "مِنْ دُوْنِ لَيْتَ وَلَعَلَّ وَكَأَن" حيث لا يجوز في المعطوف مع هذه الثلاث إلا النصب: تقدم المعطوف، أو تأخر؛ لزوال معنى الابتداء معها، وأجاز الفراء الرفع معها أيضا، متقدما ومتأخرا بشرطه السابق، وهو خفاء العرب. "تخفيف "إن" وعملها": 190- وخففت إن فقل العمل ... وتلزم اللام إذا ما تهمل 191- وربما استغني عنها إن بدا ... ما ناطق أراده معتمدا "وَخُفِّفَتْ إنَّ" المكسورة "فَقَلَّ الْعَمَلُ" وكثر الإهمال؛ لزوال اختصاصها حينئذٍ، نحو: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} 2، وجاز إعمالها استصحابا للأصل، نحو: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} 3، "وَتَلْزَم الَّلامُ إذا مَا تُهْمَلُ" لتفرق بينها وبين "إن" النافية، ولهذا تسمى اللام الفارقة، وقد عرفت أنها لا تلزم عند الإعمال لعدم اللبس.

_ = 1/ 227؛ والمقاصد النحوية 2/ 316؛ وهمع الهوامع 1/ 144. شرح المفردات: التسامي: التعالي. الخؤولة: الأخوال. المعنى: يقول: "إنه طيب الأصل من أي النواحي أتيته إن من ناحية الخؤولة، أو من ناحية العمومة. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، "ما" حرف نفي. "قصرت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "بي": جار ومجرور متعلقان بـ"قصرت". "في التسامي": جار ومجرور متعلقان بـ"قصرت". "خؤولة": فاعل مرفوع. "ولكن": الواو حرف استئناف، "لكن": حرف مشبه بالفعل. "عمي": اسم "لكن" منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "الطيب": خبر لكن مرفوع، وهو مضاف. "الأصل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "والخال": الواو حرف عطف، "الخال": معطوف على محل اسم "لكن" وهو "عمي"، أو مبتدأ خبره محذوف. وجملة: "ما قصرت ... " بحسب ما قبلها. وجملة "لكن عمي ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "والخال" معطوفة على جملة "لكن عمي ... " إذا اعتبرنا "الخال" مبتدأ. الشاهد: قوله: "والخال" حيث عطف بالرفع على اسم "لكن" بعد استكمال الخبر. 1 التوبة: 3. 2 يس: 32. 3 هود: 111.

تنبيه: مذهب سيبويه أن هذه اللام هي لام الابتداء، وذهب الفارسي إلى أنها غيرها اجتلبت للفرق، ويظهر أثر الخلاف في نحو قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: "قد علمنا إن كنت لمؤمنا" فعلى الأول يجب كسر "إن"، وعلى الثاني يجب فتحها. 277- إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة ... "وإن هو لم يعدم خلاف معاند" أو معنوية، كقوله "من الطويل": 278- أنا ابن أباة الضيم من آل مالك ... وإن مالك كانت كرام المعادن

_ 277- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 604. المعنى: الحق واضح لا يخفى على عاقل، ولكنه لا بد أن يجد من يكابر ويعاند مدعيا خلافه وضده. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل، مخففه من "إن" لا عمل لها. الحق: مبتدأ مرفوع بالضمة. لا يخفى: "لا": نافية، "يخفى": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". على ذي: جار ومجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، متعلقان بـ"يخفى". بصيرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وإن: "الواو": للعطف، "إن": مخففة من "إن" لا عمل لها. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لم يعدم: "لم": حرف جزم وقلب ونفي، "يعدم": فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". خلاف: مفعول به منصوب بالفتحة. معاند: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "إن الحق ... ": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لا يخفى": في محل رفع خبر "الحق". وجملة "إن هو ... " معطوفة على جملة "إن الحق ... ": لا محل لها. وجملة "لم يعدم": في محل رفع خبر "هو". والشاهد فيه قوله: "إن الحق" و"إن هو" حيث لم يأت باللام الفارقة لمجيء الخبر منفيا "لا يخفى" و"لم يعدم". 278- التخريج: البيت للطرماح في ديوانه ص512؛ والدرر 2/ 193؛ والمقاصد النحوية 2/ 276؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 367؛ وتخليص الشواهد ص378؛ وتذكرة النحاة ص43؛ والجنى الداني ص134؛ وشرح ابن عقيل ص191؛ وشرح عمدة الحافظ ص237؛ وهمع الهوامع 1/ 141. اللغة: شرح المفردات: الأباة: ج الأبي، وهو الممتنع عن الشيء. الضيم: الظلم. كريم المعدن: كناية عن كرم الأصل. المعنى: يفخر الشاعر بقومه آل مالك الذين لا يقبلون الظلم، وأنهم كانوا من أصل كريم. =

192- والفعل إن لم يك ناسخا فلا ... تلفيه غالبا بإن ذي موصلا "وَالْفِعْلُ إنْ لَمْ يَكُ نَاسِخا" للابتداء، وهو "كان" و"كاد" و"ظن" وأخواتها "فَلاَ تُلْفِيهِ" أي: لا تجده "غَالِبا بِأَنْ ذِي" المخففة من الثقيلة "مُوصِلا"؛ وإن كان ناسخا وجدته موصلا بها كثيرا، نحو: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} 1، {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ} 2، وأكثر منه كونه ماضيا، نحو: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} 3، {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} 4، {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} 5، ومن النادر قوله "من الكامل": 279- شَلَّتْ يَمِينُكَ إنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمَا ... "وجبت عليك عقوبة المتعمد"

_ = الإعراب: أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. أباة: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. الضيم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر. آل: اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الخبر. مالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وإن: الواو حرف عطف، "إن" حرف مشبه بالفعل مخفف من "إن" المشددة، غير عامل. مالك: مبتدأ مرفوع بالضمة. كانت: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". والتاء للتأنيث. كرام: خبر "كان" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. المعادن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "أنا" ابن أباة الضيم" ابتدائية لا محل لها. وجملة "إن مالك ... " معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "كانت كرام المعادن" في محل رفع المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "وإن مالك كانت كرام المعادن" حيث خفف "إن"، وأهمل عملها، فلم ينصب. 1 القلم: 51. 2 الشعراء: 186. 3 البقرة: 143. 4 الصافات: 56. 5 الأعراف: 102. 279- التخريج: البيت لعاتكة بنت زيد في الأغاني 18/ 11؛ وخزانة الأدب 10/ 373، 374، 376، 378؛ والدرر 2/ 94؛ وشرح التصريح 1/ 311؛ وشرح شواهد المغني 1/ 71؛ والمقاصد النحوية 2/ 278؛ ولأسماء بنت أبي بكر في العقد الفريد 3/ 277؛ وبلا نسبة في الأزهية ص49؛ والإنصاف 2/ 641؛ وتخليص الشواهد ص379؛ والجنى الداني ص208؛ ورصف المباني ص109؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 548، 550؛ وشرح ابن عقيل ص193؛ وشرح عمدة الحافظ ص236؛ وشرح المفصل 8/ 71، 9/ 27؛ واللامات ص116؛ ومجالس ثعلب ص368؛ والمحتسب 2/ 255؛ ومغني اللبيب 1/ 24؛ والمقرب 1/ 112؛ والمنصف 3/ 127؛ وهمع الهوامع 1/ 142. شرح المفردات: شلت: أصيبت بالشلل المتعمد: القاصد. =

ولا يقاس عليه نحو: "إن قام لأنا"، و"إن قعد لزيد"، خلافًا للأخفش والكوفيين، وأندر منه كونه لا ناسخًا ولا ماضيًا، كقولهم: "إن يزينك لنفسك، وإن يشينك لهيه". "تخفيف "أن" وعملها": 193- وإن تخفف أن فاسمها استكن ... والخبر اجعل جملة من بعد أن "وَإنْ تُخَفَّفْ أنَّ" المفتوحة "فَاسْمُهَا" الذي هو ضمير الشأن "اسْتَكَن" بمعنى حذف من اللفظ وجوبًا، ونوى وجوده، لا أنها تحملته؛ لأنها حرف، وأيضًا فهو ضمير نصب، وضمائر النصب لا تستكن، وأما بروز اسمها وهو غير ضمير الشأن في قوله "من الطويل": 280- فَلَوْ أنَّكِ فِي يَوْمِ الْرَّخَاءِ سَأَلْتِنِي ... طَلاَقَكِ لَمْ أَبْخَلْ وَأَنْتِ صَدِيْقُ

_ = المعنى: تدعو الشاعرة على عمرو بن جرموز قاتل زوجها الزبير بن العوام بشل يمينه، وبإنزال أشد العقوبات به. الإعراب: "شلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "يمينك": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "إن": حرف مشبه بالفعل بطل عمله. "قتلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "لمسلما": اللام الفارقة أو الابتدائية، "مسلما" مفعول به منصوب. "حلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"حلت". "عقوبة": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "المتعمد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "شلت يمينك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قتلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حلت عقوبة ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "إن قتلت لمسلما" حيث ولي "إن" المخففة من الثقيلة فعل ماض غير ناسخ وهو "قتلت"، وهذا شاذ لا يقاس عليه إلا عند الأخفش. 280- التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص62؛ والأشباه والنظائر 5/ 238، 262؛ والإنصاف 1/ 205؛ والجنى الداني ص218؛ وخزانة الأدب 5/ 426، 427، 10/ 381، 382؛ والدرر 2/ 198؛ ورصف المباني ص115؛ وشرح شواهد المغني 1/ 105؛ وشرح المفصل 8/ 71؛ ولسان العرب 4/ 181 "حرر"، 10/ 94 "صدق"، 13/ 30 "أنن"؛ ومغني اللبيب 1/ 31؛ والمقاصد النحوية 2/ 311؛ والمنصف 3/ 128؛ وهمع الهوامع 1/ 143. المعنى: يقول: لو سألتني إخلاء سبيلك لم أمتنع من ذلك، ولم أمتنع من ذلك، ولم أبخل مع ما أنت عليه من صدق المودة. =

وقوله "من المتقارب": 281- بِأَنْكَ رَبِيعٌ وَغَيْثٌ مَرِيعٌ ... وَأَنْكَ هُنَاكَ تَكُونُ الثِّمَالا فضرورة. "وَالْخَبَرَ اجْعَلْ جُمْلَةً مِنْ بَعْدِ أَنْ"، نحو: "علمت أن زيد قائم"، فـ"أن": مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و"زيد قائم" جملة في موضع رفع خبرها. تنبيه: أن المفتوحة أشبه بالفعل من المكسورة، لأن لفظها كلفظ "عض" مقصودا به

_ = الإعراب: "فلو": الفاء بحسب ما قبلها، "لو": حرف شرط غير جازم. "أنك": حرف مشبه بالفعل مخفف، والكاف: ضمير في محل نصب اسم "أن". "في يوم": جار ومجرور متعلقان بـ"سأل"، وهو مضاف. "الرخاء": مضاف إليه مجرور. "سألتني": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "ثبت". "طلاقك": مفعول به ثان، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "لم": حرف جزم. "أبخل": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "وأنت": الواو حالية، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "صديق": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "لو أنك ... " الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة "سألتني" في محل رفع خبر "أن". وجملة "لم أبخل" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وأنت صديق" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "أنك" حيث خففت "أن" المفتوحة، وجاء اسمها ضميرا بارزا هو الكاف، وهذا قليل. 281- التخريج: البيت لكعب بن زهير في الأزهية ص62؛ وتخليص الشواهد ص380، وليس في ديوانه؛ وهو لجنوب بنت عجلان في الحماسة الشجرية 1/ 309؛ وخزانة الأدب 10/ 384؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 585؛ وشرح التصريح 1/ 232؛ والمقاصد النحوية 2/ 282؛ ولعمرة بنت عجلان أو لجنوب بنت عجلان في شرح شواهد المغني 1/ 106؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 207؛ وأوضح المسالك 1/ 370؛ وخزانة الأدب 5/ 427؛ وشرح المفصل 8/ 75؛ ولسان العرب 13/ 30 "أنن"؛ ومغني اللبيب 1/ 31. اللغة: شرح المفردات: ربيع: أي كثير الخير. غيث: مطر. مريع: خصيب. الثمال: المعين. المعنى: إن الممدوح كثير العطاء، يغيث الملهوف، ويعين المحتاج. الإعراب: بأنك: الباء حرف جر، و"أنك": مخففة عن "أن" المشددة، حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "أن". ربيع: خبر "أن" مرفوع بالضمة. وغيث: الواو حرف عطف، و"غيث" معطوف على "ربيع" مرفوع بالضمة. مريع: نعت "غيث" مرفوع بالضمة. وأنك: الواو حرف عطف، و"أنك" معطوفة على "أنك" الأولى، وتعرب إعرابها. هناك: ظرف مكان متعلق بالفعل "تكون". تكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". الثمالا: خبر "تكون" منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.

الماضي أو الأمر، والمكسورة لا تشبه إلا الأمر، كـ"جد"، فلذلك أوثرت "أن" المفتوحة المخففة ببقاءِ عملها على وجه يبين فيه الضعف، وذلك بأن جعل اسمها محذوفا، لتكون بذلك عاملة كلا عاملة، ومما يوجب مزيتها على المكسورة أن طلبها لما تعمل فيه من جهة الاختصاص ومن جهة وصليتها بمعمولها، ولا تطلب المكسورة ما تعمل فيه إلا من جهة الاختصاص، فضعفت بالتخفيف، وبطل عملها بخلاف المفتوحة. 194- وإن يكن فعلا ولم يكن دعا ... ولم يكن تصريفه ممتنعا 195- فالأحسن الفصل بقد أو نفي أو ... تنفيس أو لو وقليل ذكر لو "وَإنْ يَكُنْ" صدر الجملة الواقعة خبر "أن" المفتوحة المخففة "فِعْلا وَلَمْ يَكُنْ" ذلك الفعل "دَعَا وَلَمْ يَكُنْ تَصْرِيفُهُ مُمْتَنِعا فَالأَحْسَنُ" حينئذٍ "الْفَصْلُ" بين أن وبينه "بِقَدْ"، نحو: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} 1، وقوله "من الحديث": 282- شَهَدْتُ بِأَنْ قَدْ خُطَّ مَا هُو كَائِنٌ ... وَأَنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ

_ = وجملة "أنك ربيع ... " في محل جر بحرف الجر. وجملة "أنك هناك ... " معطوفة على الجملة السابقة. وجملة "تكون الثمالا" في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "بأنك ربيع" و"أنك هناك" حيث خفف "أن" في الموضعين وجعل اسمهما ضميرا ظاهرا، وجعل الخبر في الجملة الأولى مفردا "ربيع"، وفي الثانية جملة "تكون الثمالا"، وفي الغالب أن يكون اسم "أن" ضمير شأن محذوفا. 1 المائدة: 113. 282- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: خط: كتب. تمحو: تزيل. الإعراب: شهدت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بأن: "الباء": حرف جر، "أن": حرف مشبه بالفعل مخففة من "أن"، واسمه ضمير الشأن محذوف. قد: حرف تحقيق. خط: فعل ماض للمجهول. ما: اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل. هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. كائن: خبر مبتدأ مرفوع. وأنك: "الواو": حرف عطف، "أنك": حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "أن". تمحو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. تشاء: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وتثبت: "الواو": حرف عطف، "تثبت": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". =

"أو نَفْيٍ" بـ"لا"، و"لن"، أو "لم"، نحو: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} 1، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} 2، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} 3 "أوْ" حرف "تَنْفِيسٍ"، نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} 4، وقوله "من السريع": 283- وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ يَنْفَعُهُ ... أنْ سَوْفَ يَأتِي كُلُّ مَا قُدِرَا "أوْ لَوْ"، نحو: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} 5، "وَقَلِيْلٌ" في كتب النحاة "ذِكْرُ لَوْ" وإن كان كثيرا في لسان العرب، وأشار بقوله: "فالأحسن الفصل" إلى أنه قد يرد والحالة

_ = وجملة "شهدت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر. وجملة "قد خط ما هو كائن": في محل رفع خبر "أن". وجملة "هو كائن": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنك تمحو": معطوفة على جملة سابقة. وجملة "تمحو": في محل رفع خبر "أن". وجملة "تشاء": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تثبت": معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "بأن قد خط ... " حيث أعمل "أن" المخففة من "أن" الثقيلة فنصب ضمير الشأن اسما له والجملة الفعلية هي خبرها، وقد فصل بين "أن" وخبرها بالحرف "قد". 1 المائدة: 71. 2 البلد: 5. 3 البلد: 7. 4 المزمل: 20. 5 الجن: 16. 283- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 30؛ وشرح شواهد المغني 2/ 828؛ ومعاهد التنصيص 1/ 377؛ ومغني اللبيب 2/ 398؛ والمقاصد النحوية 2/ 313؛ وهمع الهوامع 1/ 248. الإعراب: "واعلم": الواو بحسب ما قبلها، "اعلم": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "فعلم": الفاء حرف تعليل، "علم": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "المرء": مضاف إليه مجرور. "ينفعه": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف وجوبا. "سوف": حرف تنفيس. "يأتي": فعل مضارع مرفوع. "كل": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "ما": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "قدرا": فعل ماض للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سدت مسد مفعولي "اعلم". وجملة: "اعلم" بحسب ما قبلها. وجملة: "علم المرء ينفعه" تعليلية لا محل لها من الإعراب وجملة: "ينفعه" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "يأتي ... " في محل رفع خبر "أن". وجملة: "قدرا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أن سوف يأتي" حيث جاء خبر "أن" المخففة جملة فعلية، فعلها ليس بدعا، وقد فصل بين "أن" وخبرها بحرف تنفيس "سوف".

هذه بدون فاصل، كقوله "من التخفيف": 284- عَلِمُوا أَنْ يُؤَمِّلُونَ فَجَادُوا ... قَبْلَ أَنْ يُسْألُوا بِأَعْظَمِ سُؤْلِ وقوله "من مجزوء الكامل": 285- إنّي زَعِيمٌ يَا نُوَيْـ ... ـقَةُ إِنْ أمِنْتِ مِنَ الْرَّزَاحِ وَنَجَوْتِ مِنْ عَرَضِ المَنُو ... نِ مِنَ الْعَشِيّ إلَى الْصَّبَاحِ أن تَهْبِطينَ بِلاَدَ قَوْ ... مٍ يَرْتَعُونَ مِنَ الْطِّلاَحِ

_ 284- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 373؛ وتخليص الشواهد ص383؛ والجنى الداني ص219؛ والدرر 2/ 197؛ وشرح التصريح 1/ 233؛ وشرح ابن عقيل ص196؛ والمقاصد النحوية 2/ 294؛ وهمع الهوامع 1/ 143. اللغة شرح المفردات: يؤملون: يرجى عطاؤهم. جادوا: أعطوا. السؤل: السؤال، الطلب. المعنى: يقول: عرفوا أنهم يرجى عطاؤهم والناس ينتظرونه، فجادوا بعطائهم قبل أن يسألوا. الإعراب: علموا: فعل ماض مبني على الضمة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أن: مخففة من "أن" واسمها محذوف. يؤملون: فعل مضارع للمجهول مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. فجادوا: الفاء حرف عطف، و"جادوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. قبل: ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل "جادوا". أن: حرف نصب. يسألوا: فعل مضارع للمجهول منصوب بحذف النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. بأعظم: الباء حرف جر، "أعظم": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "جادوا"، وهو مضاف. سؤل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "علموا ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن يؤملون" في محل نصب مفعول به. وجملة "يؤملون" في محل رفع خبر "أن". وجملة "جادوا" معطوفة على جملة "علموا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن يسألوا ... " في محل جر بالإضافة. الشاهد: فيه قوله: "علموا أن يؤملون" حيث أعمل "أن" المخففة من "أن" المشددة في الاسم المحذوف الذي هو ضمير الشأن، وفي الخبر الذي هو جملة "يؤملون"، مع أن جملة الخبر "يؤملون" فعلية فعلها متصرف غير دعاء، ولم يأت بفاصل بين "أن" وجملة الخبر. 285- التخريج: الأبيات للقاسم بن معن في المقاصد النحوية 2/ 297؛ وخزانة الأدب 8/ 421؛ وبلا نسبة في الأزهية ص65؛ ورصف المباني ص113؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 448؛ وشرح المفصل 7/ 9؛ ولسان العرب 2/ 532 "طلح"، 9/ 198 "صلف"، 13/ 36 "أنن". اللغة: زعيم: كفيل. نويقة: تصغير ناقة، وهي أنثى الجمل: الرزاح: السقوط من الإعياء والهزال. المنون: الموت: الطلاح. نوع من الشجر. الإعراب: إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". زعيم: خبر =

أما إذا كانت جملة الخبر اسمية، أو فعلية فعلها جامد، أو دعاء فلا تحتاج إلى فاصل، كما هو مفهوم الشرط من كلامه، نحو: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 1، {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} 2، {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا} 3. "تخفيف "كأن" وعملها": 196- وخففت كأن أيضا فنوي ... منصوبها وثابتا أيضا روي "وَخُفِّفَتْ كَأَنْ أيْضا" حملا على أن المفتوحة "فَنُوِي مَنْصُوبُهَا" وهو ضمير الشأن كثيرا "وَثَابِتا أيْضا رُوِي" وهو غير ضمير الشأن قليلا كمنصوب "أن"، فمن الأول قوله "من الهزج": 286- وَصَدْرٍ مُشْرِقِ الْنَّحْرِ ... كَأَنْ ثَدْيَاهُ حُقَّانِ

_ = "إن" مرفوع. يا: حرف نداء. نويقة: منادى مبني على الضم في محل نصب. إن: حرف شرط جازم. أمنت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط. من الرزاح: جار ومجرور متعلقان بـ"أمنت". ونجوت: "الواو": حرف عطف، "نجوت": معطوفة على "أمنت" وتعرب إعرابها. من عرض: جار ومجرور متعلقان بـ"نجوت"، وهو مضاف. المنون: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من العشي إلى الصباح: جاران ومجروران متعلقان بـ"نجوت". أن: مخففة من "أن" الثقيلة، واسمها ضمير محذوف تقديره: "أنك" أو ضمير شأن محذوف. تهبطين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. بلاد: مفعول به منصوب، وهو مضاف. قوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. يرتعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. من الطلاح: جار ومجرور متعلقان بـ"يرتعون". وجملة "إني زعيم ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أمنت": فعل الشرط. وجملة "نجوت": معطوفة على جملة "أمنت". وجملة "تهبطين": في محل رفع خبر "أن". وجملة "يرتعون": في محل جر نعت "قوم". الشاهد: قوله: "أن تهبطين" حيث أعمل "أن" المخففة عمل "أن" الثقيلة فرفعت اسما لها وهو كاف الخطاب المحذوف، أو ضمير الشأن، ونصبت جملة "تهبطين"، ولم يفصل بين "أن" وخبرها أي فاصل. 1 يونس: 10. 2 النجم: 39. 3 النور: 9. 286- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 1/ 197؛ وأوضح المسالك 1/ 378؛ وتخليص الشواهد ص389؛ والجنى الداني ص575؛ وخزانة الأدب 10/ 392، 294، 398، 399، 400، 440؛ =

وقوله "من الطويل": 287- وَيَوْما تُوَافِينَا بِوَجْهِ مُقسَّمٍ ... كَأَنْ ظَبْيَةٌ تَعْطُو إلَى وَارَقِ السَّلَم على رواية من رفع فيهما، وعلى رواية النصب هما من الثاني، وقد عرفت أنه لا يلزم في خبرها عند حذف الاسم أن يكون جملة، كما في "أن"، بل يجوز جملة في البيت الأول، وأن يكون مفردا كما في الثاني. تنبيه: إذا كان خبر "كأن" المخففة جملة اسمية لم يحتج إلى فاصل، كما في البيت

_ = والدرر 2/ 199؛ وشرح التصريح 1/ 134؛ وشرح ابن عقيل ص197؛ وشرح قطر الندى ص158؛ وشرح المفصل 8/ 82؛ والكتاب 2/ 135؛ 140؛ ولسان العرب 13/ 30، 32 "أنن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 305؛ والمنصف 3/ 128؛ وهمع الهوامع 1/ 143. اللغة والمعنى: النحر: أعلى الصدر. الحقان: مثنى الحق، وهو وعاء صغير يوضع فيه الطيب خصوصا. وقيل: هو قطعة من خشب أو عاج تنحت أو تسوى. يقول: رب صدر متلألئ نحره، يزينه ثديان كأنهما حقان حجما وشكلا. الإعراب: وصدر: الواو: واو رب، حرف جر شبيه بالزائد. صدر: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. "وعلى رواية الرفع": الواو: حرف عطف، صدر: معطوف على اسم سابق. مشرق: نعت "صدر" مجرور أو مرفوع، وهو مضاف. النحر: مضاف إليه مجرور. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف. واسمه ضمير الشأن المحذوف. ثدياه: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. حقان: خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى. وجملة "صدر مشرق النحر" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "كأن يذياه حقان" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ "صدر". وجملة "ثدياه حقان" الاسمية في محل رفع خبر "كأن" المخففة. والشاهد فيه قوله: "كأن ثدياه حقان" حيث خففت "كأن" وبطل عملها، ويروى: "كأن ثدييه حقان" على الإعمال. 287- التخريج: البيت لعلباء بن أرقم في الأصمعيات ص157؛ والدرر 2/ 200 وشرح التصريح 1/ 234؛ والمقاصد النحوية 4/ 384؛ ولأرقم بن علباء في شرح أبيات سيبويه 1/ 525؛ ولزيد بن أرقم في الإنصاف 1/ 202؛ ولكعب بن أرقم في لسان العرب 12/ 482 "قسم"؛ ولباغت بن صريم اليشكري في تخليص الشواهد ص390؛ وشرح المفصل 8/ 83؛ والكتاب 2/ 134؛ وله أو لعلباء بن أرقم في المقاصد النحوية 2/ 301؛ ولأحدهما أو لأرقم بن علباء في شرح شواهد المغني 1/ 111؛ ولأحدهما أو لراشد بن شهاب اليشكري أو لابن أصرم اليشكري في خزانة الأدب 10/ 411؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 377؛ وجواهر الأدب ص197؛ والجنى الداني ص222، 522؛ ورصف المباني ص117، 211؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 683؛ وسمط اللآلي ص829؛ وشرح عمدة الحافظ ص241، 331؛ وشرح قطر الندى ص157؛ والكتاب 3/ 165؛ والمحتسب 1/ 308؛ ومغني اللبيب 1/ 33؛ والمقرب 1/ 111، =

الأول، وإن كانت فعلية فصلت بـ"قد" أو "لم" نحو: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} 1، وكقوله "من الخفيف": 228- لاَ يَهُولَنَّكَ اصطِلاَءُ لظَى الحَرْ ... بِ فَمَحْذُورُهَا كَأَن قَدْ أَلمَّا

_ = 2/ 204؛ والمنصف 3/ 128؛ وهمع الهوامع 1/ 143. اللغة والمعنى: توافينا: تأتينا. الوجه المقسم: أي الجميل. الظبية: الغزالة. تعطو: تمد عنقها وترفع رأسها. السلم: نوع من الشجر يدبغ به. يقول: تأتينا الحبيبة يوما بوجهها الجميل، وكأنها ظبية تمد عنقها إلى شجر السلم المورق. الإعراب: ويوما: الواو: بحسب ما قبلها، أو استئنافية. يوما: ظرف متعلق بـ"توافينا". توافينا: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: هي، ونا: في محل نصب مفعول به. بوجه: جار ومجرور متعلقان بـ"توافينا". مقسم: نعت "وجه" مجرور. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. ظبية: خبر "كأن" مرفوع. ويجوز أن تعرب مبتدأ مرفوع وخبره جملة "تعطو" الفعلية باعتبار "كأن" زائدة. وتروى مجرورة والتقدير "كظبية". تعطو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل، والفاعل: هي. إلى وارق: جار ومجرور متعلقان بـ"تعطو"، وهو مضاف. السلم: مضاف إليه مجرور وسكن للضرورة. وجملة "توافينا" الفعلية في محل جر بالإضافة. ويمكن اعتبارها استئنافية لا محل لها من الإعراب. والتقدير: "وتوافينا يوما ... " وجملة "كأن ظبية تعطو" الاسمية في محل نصب حال، تقديره: "وكأنها ظبية" بحذف واو الحال. وجملة "تعطو ... " الفعلية في محل رفع أو نصب أو جر نعت لـ"ظبية". والشاهد فيه قوله: "كأن ظبية" حيث روي برفع "ظبية"، ونصبها، وجرها. أما الرفع فيحتمل أن تكون "ظبية" مبتدأ، وجملة "تعطو" خبره، وهذه الجملة الاسمية خبر "كأن"، واسمها ضمير شأن محذوف، ويحتمل أن تكون "ظبية" خبر "كأن" و"تعطو" صفتها، واسمها محذوف، وهو ضمير المرأة، لأن الخبر مفرد. أما النصب فعلى إعمال "كأن" وهذا الإعمال مع التخفيف خاص بضرورة الشعر. وأما الجر فعلى أن "أن" زائدة بين الجار والمجرور، والتقدير: كظبية. 1 يونس: 24. 288- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 379؛ وسر صناعة الإعراب ص419، 430؛ وشرح التصريح 1/ 235؛ والمقاصد النحوية 2/ 306. اللغة والمعنى: يهولنك: يخيفنك أو يفزعنك. اصطلاء: احتراق أو اشتعال. لظى الحرب: نار الحرب. المحذور: ما يحذر منه. ألم: نزل. يقول: لا يخيفنك اندلاع الحرب واشتداد لهيبها، فما يحذره الإنسان من شرها كأنه قد وقع. الإعراب: لا: ناهية. يهولنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والكاف: في محل نصب مفعول به. اصطلاء: فاعل مرفوع، وهو مضاف. لظى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة =

"تخفيف "لعل" و"لكن": خاتمة: لا يجوز تخفيف "لعل" على اختلاف لغاتها، وأما "لكن" فتخفف فتهمل وجوبا، نحو: {وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ} 1؛ وأجاز يونس والأخفش إعمالها حينئذٍ قياسا، وحكي عن يونس أنه حكاه عن العرب، والله أعلم.

_ على الألف للتعذر، وهو مضاف. الحرب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فمحذورها: الفاء: حرف تعليل أو عطف، محذورها: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وها: في محل جر بالإضافة. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. قد: حرف تحقيق. ألما: فعل ماض، والفاعل: هو، والألف: للإطلاق. وجملة "لا يهولنك ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية. وجملة "محذورها ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو تعليلية. وجملة "كأن قد ألما" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "قد ألما" الفعلية في محل رفع خبر "كأن" المخففة. والشاهد فيه قوله: "كأن قد ألما" حيث استعمل فيه "كأن" المخففة من الثقيلة، وأعملها في اسم هو ضمير الغيبة المحذوف العائد إلى المحذور، وفي خبر هو جملة الفعل الماضي وفاعله. ولما كانت جملة الخبر فعلية مثبته فصل بين "كأن" وبينها بـ"قد"، ولو كانت جملة الخبر الفعلية منفية لوجب أن يفصل بين "كأن" وبينها بـ"لم"، ويلزم على ذلك أن يكون الفعل مضارعا، لأن "لم" لا تدخل إلا عليه. 1 الأنفال: 17.

"لا" التي لنفي الجنس

"لا" التي لنفي الجنس: اعلم أنه إذا قصد بـ"لا" نفي الجنس على سبيل الاستغراق اختصت بالاسم؛ لأن قصد الاستغراق على سبيل التنصيص يستلزم وجود "من" لفظا أو معنى، ولا يليق ذلك إلا بالأسماء النكرات؛ فوجب لـ"لا" عند ذلك القصد عمل فيما يليها، وذلك العمل: إما رفع، وإما نصب، وإما جر؛ فلم يكن جرا لئلا يعتقد أنه بـ"من" المنوية؛ فإنها في حكم الموجودة؛ لظهورها في بعض الأحيان كقوله "من الطويل": 289- فقام يذود الناس عنها بسيفه ... وقال ألا لا من سبيل إلى هند

_ 289- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص396؛ والدرر 2/ 221؛ وشرح التصريح 1/ 239؛ وشرح ابن عقيل ص255؛ ولسان العرب 15/ 434 "ألا"، 15/ 468 "لا"؛ ومجالس ثعلب ص176؛ والمقاصد النحوية 2/ 332؛ وهمع الهوامع 1/ 146. شرح المفردات: يذود: يدفع. سبيل: طريق. المعنى: يقول: لقد قام بدفع الناس عن هند، متسائلا عن طريق للوصول إليها. الإعراب: "فقام": الفاء بحسب ما قبلها، "قام": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "يذود": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "الناس": مفعول به منصوب. "عنها": جار ومجرور متعلقان بـ"يذود". "بسيفه": جار ومجرور متعلقان بـ"يذود"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وقال": الواو حرف عطف، "قال": فعل ماض وفاعله ... "هو". "ألا": حرف استفتاح. "لا": نافية للجنس. "من": حرف جر زائد. "سبيل": اسم مجرور لفظا مبني في محل نصب اسم "لا". "إلى هند": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا"، أو بمحذوف نعت اسم "لا"، ويكون خبرها محذوفا. =

ولم يكن رفعا؛ لئلا يعتقد أنه بالابتداء، فتعين النصب؛ ولأن في ذلك إلحاقا لـ"لا" بـ"إن" لمشابهتها إياها في التوكيد، فإن "لا" لتوكيد النفي، و"إن" لتوكيد الإثبات، ولفظ "لا" مساو للفظ "إن" إذا خففت في تضمن متحرك بعده ساكن، فلما ناسبتها حملت عليها في العمل، وقد أشار إلى عملها على وجه يؤذن بذلك فقال: "شروط إعمال "لا" النافية للجنس ": 197- عمل إن اجعل للا في نكره ... مفردة جاءتك أو مكرره "عمل إن اجعل للا في نكره مفردة جاءتك"، نحو: "لا غلام رجل قائم"؛ "أو مكرره"، نحو: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وهو مع المفردة على سبيل الوجوب، ومع المكررة على سبيل الجواز، كما ستراه. تنبيه: شروط إعمال "لا" العمل المذكور على ما أفهمه كلامه تصريحا وتلويحا سبعة: أن تكون نافية، وأن يكون منفيها الجنس، وأن يكون نفيه نصا، وأن لا يدخل عليها جار، وأن يكون اسمها نكرة، وأن يتصل بها، وأن يكون خبرها أيضا نكرة. فإن كانت غير نافية لم تعمل، وشذ إعمال الزائدة في قوله "من البسيط": 290- لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها ... إذن للام ذوو أحسابها عمرا

_ = وجملة: "قام" بحسب ما قبلها. وجملة "يذود" في محل نصب حال. وجملة: "قال" معطوفة على "قام". وجملة "ألا لا من سبيل ... " في محل نصب مفعول به. الشاهد: قوله: "ألا لا من سبيل" حيث ظهرت "من" بعد "لا" فدل ذلك على أن اسم "لا" إذا لم تذكر معه "من" فهو متضمن إياها، وذلك حسب رأي ابن عصفور. 290- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 230؛ وخزانة الأدب 4/ 30-32، 50؛ والدرر 2/ 226؛ وشرح التصريح 1/ 237؛ والمقاصد النحوية 2/ 322؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 36؛ ولسان العرب 9/ 269 "غطف"؛ وهمع الهوامع 1/ 147. شرح المفردات: غطفان: إحدى قبائل العرب الشمالية قاتلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في وقعة الخندق، ثم دخلوا الإسلام وارتدوا، حاربوا مع عائشة رضي الله عنها في موقعة الجمل، وساعدوا الأمويين في معركة الزاب. الأحساب: ج الحسب، وهو الأصل الشريف. المعنى: يقول: لو كانت غطفان بريئة من الذنوب للام عقلاؤها عمر بن هبيرة بسبب قدحه وذمه، ومنعوه من التمادي في الفساد. =

وإن كانت لنفي الوحدة أو لنفي الجنس لا على سبيل التنصيص عملت عمل "ليس" كما مر، وإن دخل عليها جار خفض النكرة، نحو: "جئت بلا زاد"، و"غضبت من لا شيء"، وشذ: "جئت بلا شيء"، بالفتح، وإن كان الاسم معرفة أو منفصلا أهملت ووجب تكرارها، نحو: "لا زيد في الدار ولا عمرو"، و"لا في الدار رجل ولا امرأة"، وأما نحو: "قضية ولا أبا حسن لها"، ونحو قوله "من الرجز": 291- لا هيثم الليلة للمطي ... "ولا فتى مثل ابن خيبري"

_ = الإعراب: "لو": حرف شرط غير جازم، حرف امتناع لامتناع. "لم": حرف جزم. "تكن": فعل مضارع ناقص مجزوم وهو فعل الشرط. "غطفان": اسم "تكن" مرفوع. "لا": زائدة. ذنوب: اسم "لا" مبني في محل نصب. "لها": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. "إذا": حرف جواب. "للام": اللام وقاعة في جواب "لو"، "لام": فعل ماض. "ذوو": فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "أحسابها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "عمرا": مفعول به منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق. وجملة: "لو لم تكن ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا ذنوب لها" في محل نصب خبر "تكن". وجملة "للام ... " جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لا ذنوب لها" حيث جاءت "لا" زائدة، والنكرة بعدها مبنية على الفتح، وعمل "لا" الزائدة شاذ، وأصل الكلام: "لو لم تكن ذنوب لغطفان". 291- التخريج: الرجز لبعض بني دبير في الدرر 2/ 213؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص250؛ والأشباه والنظائر 3/ 82، 8/ 98؛ وتخليص الشواهد ص179؛ وخزانة الأدب 4/ 57، 89؛ ورصف المباني ص260؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 59؛ وشرح شواهد الإيضاح ص105؛ وشرح المفصل 2/ 102، 4/ 123؛ والكتاب 2/ 296؛ والمقتضب 4/ 362؛ وهمع الهوامع 1/ 145. اللغة: هيثم: اسم رجل، وهو هيثم بن الأشتر اشتهر بحسن حدائه للإبل. ابن خيبري: هو جميل بن عبد الله بن معمر، وكان شجاعا يحمي أدبار الإبل من الأعداء؛ وقيل المراد به علي بن أبي طالب. الإعراب: لا: نافية للجنس: هيثم: اسم "لا" مبني في محل نصب. الليلة: ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر "لا". للمطي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": نافية للجنس. فتى: اسم "لا" مبني في محل نصب. مثل: خبر لا مرفوع، وهو مضاف. ابن: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. خيبري: مضاف إليه مجرور. وجملة "لا هيثم ... ": ابتدائية لا محل من الإعراب. وجملة "لا فتى ... ": معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "لا هيثم" حيث وقع اسم "لا" النافية للجنس معرفة، وأول على تقدير: لا مثل هيثم.

وقوله "من الوافر": 292- "أرى الحاجات عند أبي خبيب" ... نكدن ولا أمية في البلاد فمؤول. وعدم التكرار في قوله "من البسيط": 293- أشاء ما شئت حتى لا أزال لما ... لا أنت شائية من شأننا شاني

_ 292- التخريج: البيت لعبد الله بن الزبير في ملحق ديوانه ص147؛ وخزانة الأدب 4/ 61، 62؛ والدرر 2/ 211؛ وشرح المفصل 2/ 102، 104؛ والكتاب 2/ 297؛ ولفضالة بن شريك في الأغاني 12/ 66؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 569؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص261؛ والمقتضب 4/ 362؛ والمقرب 1/ 189. اللغة والمعنى: أبو خبيب: عبد الله بن الزبير بن العوام. نكدن: من النكد، وهو ضيق العيش وتعسره. أمية: أي بني أمية. يقول: إن حياة أبي خبيب أضحت متعسرة، لأنه لم يمنحه ما أراد، فلا يستطيع أن يعطي السائلين كما يفعل بنو أمية الذين يعطون بلا حساب. الإعراب: أرى: فعل مضارع، والفاعل: أنا. الحاجات: مفعول به أول منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. عند: ظرف متعلق بمحذوف حال من "الحاجات"، وهو مضاف. أبي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. خبيب: مضاف إليه مجرور. نكدن: فعل ماض، والنون: فاعل. ولا: الواو: حالية، لا: نافية للجنس: أمية: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب. بالبلاد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". وجملة "أرى الحاجات ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "نكدن" الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لـ"أرى". وجملة "لا أمية بالبلاد" الاسمية في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "ولا أمية" حيث وقع اسم "لا" النافية للجنس معرفة، وأول على تقدير: ولا مثل أمية. 293- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 234؛ وشرح التصريح 1/ 227؛ والمقاصد النحوية 2/ 325؛ وهمع الهوامع 1/ 148. المعنى: يقول: إنني أريد ما تريدينه حتى إنني أكره ما تكرهينه في شأننا. الإعراب: "أشاء": فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "شئت": فعل ماض والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "حتى": حرف ابتداء. "لا": حرف نفي. "أزال": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "لما": جار ومجرور متعلقان بـ"شاني". "لا": حرف نفي. "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "شائية": خبر المبتدأ. "من شأننا": جار ومجرور متعلقان بـ"شائية"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "شاني": خبر "لا أزال" منصوب" =

"أنواع اسم "لا": واعلم أن اسم "لا" على ثلاثة أضرب: مضاف، ومشبه بالمضاف -وهو ما بعده شيء من تمام معناه، ويسمى مطولا وممطولا، أي: ممدودا- ومفرد، وهو ما سواهما. 198- فانصب بها مضافا أو مضارعه ... وبعد ذلك الخبر اذكر رافعه 199- وركب المفرد فاتحا كلا ... حول ولا قوة والثاني اجعلا 200- مرفوعا أو منصوبا أو مركبا ... وإن رفعت أولا لا تنصبا "فانصب بها مضافا"، نحو: "لا صاحب بر ممقوت" "أو مضارعه"، أي: مشابهه، نحو: "لا طالعا جبلا ظاهر" "وبعد ذاك" المنصوب "الخبر اذكر" حال كونك "رافعه" حتما؛ وأما الرافع له فقال الشلوبين: لا خلاف في أن "لا" هي الرافعة له عند عدم تركيبها، فإن ركبت مع الاسم المفرد فمذهب الأخفش أنها أيضا هي الرافعة له، وقال في التسهيل: إنه الأصح، ومذهب سيبويه أنه مرفوع بما كان مرفوعا به قبل دخولها، ولم تعمل إلا في الاسم. تنبيه: أفهم قوله: "وبعد ذا الخبر اذكر" أنه لا يجوز تقديم خبرها على اسمها، وهو ظاهر. "حكم اسم "لا" المفرد": "وركب" اسم "المفرد" -وهو ما ليس مضافا، ولا مشبها به- مع "لا" تركيب "خمسة عشر" "فاتحا" له من غير تنوين، وهذه الفتحة فتحة بناء على الصحيح، وإنما بني -والحالة هذه- لتضمنه حرف الجر؛ لأن قولنا: "لا رجل في الدار"، مبني على جواب سؤال سائل: محقق، أو مقدر، سأل فقال: "هل من رجل في الدار"؟ وكان من الواجب أن يقال: "لا من رجل في الدار"؛ ليكون الجواب مطابقا للسؤال؛ إلا أنه لما جرى ذكر "من" في

_ = وجملة: "أشاء" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "شئت" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أزال شانيا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أنت شائية" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لا أنت شائية" حيث دخلت "لا" النافية على المعرفة وهو "أنت" دون أن تتكرر، وذلك للضرورة الشعرية.

السؤال استغني عنه في الجواب، فحذف، فقيل: "لا رجل في الدار"، فتضمن "من"، فبني لذلك، وبني على الحركة إيذانا بعروض البناء، وعلى الفتح لخفته، هذا إذا كان المفرد بالمعنى المذكور غير مثنى أو مجموع جمع سلامة وهو المفرد "كلا حول ولا" قوة إلا بالله، وجمع التكسير مثل: "لا غلمان لك"؛ أما المثنى والمجموع جمع سلامة لمذكر فيبنيان على ما ينصبان به، وهو الياء، كقوله "من الطويل": 294- تعز فلا إلفين بالعيش متعا ... ولكن لوراد المنون تتابع وقوله "من الخفيف": 295- يحشر الناس لا بنين ولا آ ... باء إلا وقد عنتهم شؤون

_ 294- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 10؛ وتخليص الشواهد ص395؛ والدرر 2/ 222؛ وشرح التصريح 1/ 239؛ والمقاصد النحوية 2/ 333؛ وهمع الهوامع 1/ 146. اللغة والمعنى: تعز: أي تصبر وتجلد. الإلفان: مثنى الإلف، وهو الصاحب. الوراد: ج الوارد، وهو الشارب. المنون: الموت. يقول: تصبر إذا ما أصابتك مصيبة بفقد إلفك، فسنة الحياة ما إن يتمتع إلفان فيها حتى يفرق الموت بينهما، فيأخذ أحدهما ثم يلحقه بالآخر. الإعراب: تعز: فعل أمر مبني على حذف العلة، والفاعل: أنت. فلا: الفاء: للتعليل أو للتفريع، لا: النافية للجنس. إلفين: اسم "لا" مبني على الياء في محل نصب. بالعيش: جار ومجرور متعلقان بـ"متعا". متعا: فعل ماض للمجهول، والألف: نائب فاعل. ولكن: الواو: حرف عطف، لكن: حرف استدراك. لوراد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. المنون: مضاف إليه مجرور. تتابع: مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة "تعز ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لا إلفين ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "متعا" الفعلية في محل رفع خبر "لا". وجملة "لوراد ... تتابع" الاسمية معطوفة على جملة "لا إلفين" لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "فلا إلفين" حيث بنى اسم "لا" وهو قوله: "إلفين" على الياء لأنه مثنى، والمثنى يبنى، إذا كان اسما لـ"لا"، على ما ينصب به لو كان معربا. 295- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 11؛ وتخليص الشواهد ص396؛ والدرر 2/ 223؛ وشرح التصريح 1/ 239؛ والمقاصد النحوية 2/ 334؛ وهمع الهوامع 1/ 146. اللغة والمعنى: يحشر الناس: يبعثون يوم القيامة. عنتهم: أهمتهم. الشؤون: القضايا، وهنا الخطوب.

وذهب المبرد إلى أنهما معربان. وأما جمع السلامة لمؤنث فيبنى على ما ينصب به، وهو الكسر، ويجوز أيضا فتحه، وأوجبه ابن عصفور، وقال الناظم: الفتح أولى، وقد روي بالوجهين قوله "من البسيط": 296- إن الشباب الذي مجد عواقبه ... فيه تلد ولا لذات لشيب

_ = يقول: يبعث الناس يوم القيامة للحساب، وهنا لا ينفع الناس أبناؤهم ولا آباؤهم لأن كلا منهم يكون قد شغله همه عن هموم غيره. الإعراب: يحشر: فعل مضارع للمجهول مرفوع. الناس: نائب فاعل مرفوع. لا: النافية للجنس. بنين: اسم "لا" مبني على الياء في محل نصب، وخبر "لا" محذوف. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النافية للجنس. آباء: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف. إلا: حرف استثناء. وقد: الواو: حالية. قد: حرف تحقيق. عنتهم: فعل ماض، والتاء للتأنيث، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. شؤون: فاعل مرفوع. وجملة "يحشر ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لا بنين ... " الاسمية في محل نصب حال. وجملة "لا آباء ... " الاسمية معطوفة على سابقتها. وجملة "عنتهم ... " الفعلية في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "لا بنين" حيث جاء فيه اسم "لا" جمع مذكر سالما، وبني على الياء التي هي علامة نصبه في حال الإعراب. 296- التخريج: البيت لسلامة بن جندل في ديوانه ص91؛ وتخليص الشواهد ص400؛ وخزانة الأدب 4/ 27؛ والدرر 2/ 224؛ وشرح التصريح 1/ 238؛ والشعر والشعراء ص278؛ والمقاصد النحوية 2/ 326؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 9؛ وشرح ابن عقيل ص201؛ وهمع الهوامع 1/ 146. اللغة والمعنى: العاقبة: النهاية. ومجد عواقبه: أي محمودة نهايته. الشيب: ج أشيب، وهو الذي ابيض شعره. يقول: إن المجد واللذات للشباب، بعكس المشيب الذي لا يحمل إلا العجز والهرم. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الشباب: اسم "إن" منصوب. الذي: اسم موصول في محل نصب نعت "الشباب". مجد: خبر مقدم مرفوع. عواقبه: مبتدأ مؤخر مرفوع. وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. فيه: جار ومجرور متعلقان بـ"نلذ". فعل مضارع مرفوع، والفاعل: نحن. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النافية للجنس. لذات: اسم "لا" مبني في محل نصب. للشيب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". وجملة "إن الشباب ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "مجد عواقبه" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "فيه نلذ ... " الفعلية في محل خبر "إن". وجملة "لا لذات للشيب" الاسمية معطوفة على جملة لها محل من الإعراب. =

وقوله "من البسيط": 297- لا سابغات، ولا جأواء باسلة ... تقي المنون لدى استيفاء آجال "حكم المعطوف على اسم "لا" مع تكرار "لا"": "والثاني" وهو المعطوف مع تكرار "لا", كقوة من "لا حول ولا قوة إلا بالله" "اجعلا

_ = والشاهد فيه قوله: "ولا لذات" حيث جاء اسم "لا"، وهو قوله: "لذات" جمع مؤنث سالما، ووردت الرواية ببنائه على الكسرة نيابة عن الفتحة، كما كان ينصب بها لو أنه معرب، ويروى ببنائه على الفتح، والوجهان جائزان. 297- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص396؛ والدرر 2/ 226؛ وشرح الأشموني 1/ 151؛ وهمع الهوامع 1/ 146. اللغة: شرح المفردات: السابغات: الدروع الواسعة. الجأواء: الجيوش العظيمة التي تلونت بالسواد لكثرة الدروع. الباسلة: المتصفة بالشجاعة. تقي المنون: تحفظ من الموت. لدى استيفاء آجال: لدى بلوغ الإنسان آخر حياته. المعنى: يقول عندما يدنو أجل الإنسان لا شيء يقيه من الموت، لا الدروع الواسعة التي يلبسها، ولا الجيوش المتصفة بالشجاعة. الإعراب: لا: نافية للجنس. سابغات: اسم "لا" مبني على الفتح أو على الكسر في محل نصب. ولا: الواو حرف عطف. "لا": نافية للجنس. جأواء: اسم "لا" مبني في محل نصب. باسلة: نعت "جأواء" منصوب بالفتحة. تقي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". المنون: مفعول به منصوب بالفتحة. لدى: ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل "تقي". وهو مضاف. استيفاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. آجال: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "لا سابغات ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا جأواء باسلة ... " معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "تقي المنون ... " في محل رفع خبر "لا". الشاهد فيه قوله: "لا سابغات" حيث وقع جمع المؤنث السالم اسما لـ"لا"، فجاز فيه البناء على الفتح، أو البناء على الكسر نيابة عن الفتحة. وقد روي البيت بالوجهين.

مرفوعا" كقوله "من الكامل": 298- "هذا وجدكم الصغار بعينه" ... لا أم لي إن كان ذاك ولا أب

_ 298- التخريج: البيت من أكثر الشواهد النحوية المختلف عليها، فهو لرجل من مذحج في الكتاب 2/ 292؛ وهو لضمرة بن جابر في خزانة الأدب 2/ 38، 40؛ وهو لرجل من مذحج أو لضمرة بن ضمرة، أو لهمام أخي جساس ابني مرة في تخليص الشواهد ص405؛ وهو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة في شرح شواهد الإيضاح ص209؛ وهو لرجل من بني عبد مناف، أو لابن أحمر، أو لضمرة بن ضمرة أو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة، أو لرجل من بني عبد مناة في الدرر 6/ 175؛ وهو لهني بن أحمد أو لزرافة الباهلي في لسان العرب 6/ 61 "حيس"؛ وهو لرجل من مذحج أو لهمام بن مرة أو لرجل من بني عبد مناة أو لابن الأحمر، أو لضمرة بن ضمرة في شرح التصريح 1/ 241؛ ولابن أحمد في المؤتلف والمختلف ص38؛ والمقاصد النحوية 2/ 339؛ ولرجل من مذحج أو لهمام أخي حسان بن مرة أو لضمرة بن ضمرة أو لابن أحمد في شرح شواهد المغني ص921؛ ولهمام بن مرة في الحماسة الشجرية 1/ 256؛ ولعامر بن جوين الطائي أو منقذ بن مرة الكناني في حماسة البحتري ص78؛ ولرجل من بني عبد مناة بن كنانة في سمط اللآلي ص288؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص241، 245؛ والأشباه والنظائر 4/ 162؛ وأمالي ابن الحاجب ص593، 847؛ وأوضح المسالك 2/ 16؛ ورصف المباني ص267؛ وشرح ابن عقيل ص202؛ وشرح المفصل 2/ 292؛ وكتاب اللامات ص106؛ واللمع في العربية ص129؛ ومغني اللبيب ص593؛ والمقتضب 4/ 371. اللغة والمعنى: الصغار: الذل والضيم. يقول: أقسم بجدكم أن هذا الأمر "تفضيل أحد علي" هو الذل بعينه؛ وإن كان ذلك حاصلا فلا أم لي ولا أب؛ أي ساقط الحسب والنسب. الإعراب: هذا: ها: للتنبيه، و"ذا" اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. وجدكم: الواو حرف جر وقسم، جد: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف، وتقديره: أقسم. و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. الصغار: خبر المبتدأ "ذا" مرفوع. بعينه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال. وقيل: الباء: حرف جر زائد، عين: تأكيد لـ"الصغار". وهو مضاف. الهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. لا: النافية للجنس. أم: اسم "لا" مبني في محل نصب. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". "إن": حرف شرط. كان: فعل ماض تام. ذاك: اسم إشارة في محل رفع فاعل. ولا: الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. أب: معطوف على محل "لا" مع اسمها. وجملة "هذا وجدكم ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أقسم وجدكم" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "لا أم لي" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "إن كان ذاك مع جواب الشرط المحذوف" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. والشاهد فيه قوله: "ولا أب" حيث جاء "أب" مرفوعا بالابتداء بعد "لا" النافية غير العاملة التي تلت "لا" النافية للجنس.

"أو منصوبا" كقوله "من السريع": 299- لا نسب اليوم ولا خلة ... "اتسع الخرق على الراقع" "أو مركبا" كالأول، نحو: "لا بَيْعَ فِيهِ وَلا خُلَّةَ وَلا شَفَاعَةََ"1 في قراءة أبي عمرو وابن كثير. فأما الرفع فإنه على أحد ثلاثة أوجه: العطف على محل "لا" مع اسمها؛ فإن محلهما رفع بالابتداء عند سيبويه، وحينئذ تكون "لا" الثانية زائدة بين العاطف والمعطوف لتأكيد النفي، أو بالابتداء وليس لـ"لا" عمل فيه، أو أن "لا" الثانية عاملة عمل "ليس". وأما النصب فبالعطف على محل اسم "لا"، وتكون "لا" الثانية زائدة بين العاطف والمعطوف، كما مر. "وإن رفعت أولا" إما بالابتداء، أو على إعمال "لا" عمل "ليس"، فالثاني: وهو المعطوف "لا تنصبا"؛ لأن نصبه إنما يكون بالعطف على منصوب لفظا أو محلا، وهو حينئذ

_ 299- التخريج: البيت لأنس بن العباس بن مرداس في الدرر 6/ 175، 313؛ وشرح التصريح 1/ 241؛ وشرح شواهد المغني 2/ 601؛ والكتاب 2/ 285، 309؛ ولسان العرب 5/ 115 "قمر" 10/ 238 "عتق"؛ والمقاصد النحوية 2/ 351؛ وله أو لشقران مولى سلامان بن قضاعة في شرح أبيات سيبويه 1/ 583، 587؛ ولأبي عامر جد العباس بن مرداس في ذيل سمط اللآلي ص37؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 412؛ وأوضح المسالك 2/ 20؛ وتخليص الشواهد ص405؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص75، 967؛ وشرح ابن عقيل ص202؛ وشرح المفصل 2/ 101، 135، 9/ 138؛ واللمع في العربية ص128؛ ومغني اللبيب 1/ 266؛ وهمع الهوامع 2/ 144، 211. اللغة والمعنى: الخلة: الصداقة. الخرق: الفجوة بين شقين. الراقع: المصلح. يقول: لم يعد بالإمكان إصلاح ذات البين، لأن الخطب قد تفاقم، فلا يفيد هذا نسب ولا خلة. الإعراب: لا: النافية للجنس. نسب: اسم "لا" مبني في محل نصب. اليوم: ظرف متعلق بمحذوف خبر "لا". ولا: الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. خلة: معطوفة على اسم "لا". اتسع: فعل ماض. الخرق: فاعل مرفوع. على الراقع: جار ومجرور متعلقان بـ"اتسع". وجملة "لا نسب اليوم" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "اتسع الخرق ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. والشاهد فيه قوله: "ولا خلة" على تقدير "لا" زائدة، و"خلة" معطوفة بالواو على محل "نسب". 1 البقرة: 254.

مفقود، بل يتعين إما رفعه، كقوله "من البسيط": 300- فما هجرتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جمل وإما بناؤه على الفتح، كقوله "من الوافر": 301- فلا لغو ولا تأثيم فيها ... وما فاهوا به أبدا مقيم

_ 300- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص198؛ وتخليص الشواهد ص405؛ وشرح التصريح 1/ 241؛ وشرح المفصل 2/ 111، 113؛ والكتاب 2/ 295؛ ولسان العرب 15/ 254 "لقا"؛ ومجالس ثعلب ص35؛ والمقاصد النحوية 2/ 336؛ واللمع ص128. شرح المفردات: صرمتك: أي قطعت حبل ودك، ويروى "هجرتك". المعنى: يقول: ما قطعت حبل ودك حتى تبرأت مني معلنة أن الأمر لا يهمني. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. "صرمتك": فعل ماض مبني على السكون، التاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. "حتى": حرف غاية وجر. "قلت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة بعد "حتى" وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "صرمتك". "معلنة": حال منصوب. "لا": حرف نفي، أو عاملة عمل "ليس". "ناقة": مبتدأ أو اسم "لا" مرفوع. "لي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ أو خبر "لا". "في هذا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "جمل": معطوفة على "ناقة". وجملة: "ما صرمتك" بحسب ما قبلها، وجملة: "قلت" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا ناقة لي" في محل نصب مفعول به. وجملة: "لا جمل" معطوفة على جملة "لا ناقة لي". الشاهد: قوله: "لا ناقة لي في هذا ولا جمل" حيث تكررت "لا"، فرفع الاسم بعد "لا" الأولى إما لأنه مبتدأ، وهي نافية غير عاملة، وإما لأنه اسمها، وهي عاملة عمل "ليس"، ورفع الاسم بعد "لا" الثانية، إما لأن "لا" الثانية زائدة، والاسم بعدها معطوف على الاسم الذي بعد "لا" الأولى، وإما لأن "لا" الثانية مهملة والاسم بعدها مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، وجملة المبتدأ والخبر معطوفة على جملة "لا" ومعموليها أو على جملة المبتدأ والخبر، وإما لأن "لا" الثانية عاملة عمل "ليس"، فالاسم بعدها مرفوع على أنه سامها، وخبرها محذوف، والجملة معطوفة على الجملة. 301- التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص54؛ وتخليص الشواهد ص406، 411؛ والدرر 6/ 178؛ وشرح التصريح 1/ 241؛ ولسان العرب 12/ 6 "أثم"؛ والمقاصد النحوية 2/ 346؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 19؛ وجواهر الأدب ص93، 245؛ وخزانة الأدب 4/ 494؛ =

فحاصل ما يجوز في نحو: "لا حول ولا قوة إلا بالله" خمسة أوجه: فتحهما، وفتح الأول مع نصب الثاني، وفتح الأول مع رفع الثاني، ورفعهما، ورفع الأول مع فتح الثاني. تنبيهان: الأول: أفهم كلامه أنه إذا كان الأول منصوبا جاز في المعطوف أيضا الأوجه الثلاثة: الفتح، والنصب، والرفع، نحو: "لا غلام رجل ولا امرأةَ، ولا امرأةً، ولا امرأةٌ". الثاني: محل جواز الأوجه الثلاثة في المعطوف إذا كان صالحا لعمل "لا"؛ فإن لم يكن صالحا تعين رفعه، نحو: "لا امرأة فيها ولا زيد"، و"لا غلام رجل فيها ولا عمرو".

_ = وسر صناعة الإعراب 1/ 415؛ وشرح ابن عقيل ص203؛ ولسان العرب 13/ 526 "فوه"؛ واللمع ص129؛ وهمع الهوامع 2/ 144. اللغة والمعنى: اللغة: القول الباطل. التأثيم: من الإثم، وهو ارتكاب الحرام. يقول: إن أهل الجنة لا يتكلمون بالباطل، ولا يقع بينهم إثم حتى ينسبه بعضهم إلى بعض. الإعراب: فلا: الفاء: حرف استئناف، لا: حرف نفي لا عمل لها، أو عاملة عمل "ليس". لغو: اسم "لا" مرفوع. أو مبتدأ مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: النافية للجنس. تأثيم: اسم "لا" مبني في محل نصب. فيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وخبر "لا" محذوف يدل عليه خبر المبتدأ. والتقدير: "فلا لغو فيها ولا تأثيم فيها". وما: الواو: حرف عطف. ما: اسم موصول في محل رفع مبتدأ. فاهوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بالواو، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. أبدا: ظرف متعلق بـ"مقيم". مقيم: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "لا لغو ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "لا تأثيم" الاسمية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما فاهوا ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة: "فاهوا ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "فلا لغو ولا تأثيم" حيث أعمل "لا" الأولى عمل "ليس"، أو أبطل عملها، وأعمل "لا" الثانية عمل "لا" النافية للجنس. وهذا جائز.

"حكم نعت اسم "لا"": 201- ومفردا نعتا لمبني يلي ... فافتح أو انصبن أو ارفع تعدل "ومفردا نعتا لمبني يلي" منعوته أجز فيه الأوجه الثلاثة "فافتح" على نية تركيب الصفة مع الموصوف قبل دخول "لا". مثل "خمسة عشر"، نحو: "لا رجل ظريف فيها"، "أو انصبن" مراعاة لمحل الاسم "لا"، نحو: "لا رجل ظريفا فيها"، "أو ارفع تعدل" مراعاة لمحل "لا" مع المنعوت، نحو: "لا رجل ظريف فيها". 202- وغير ما يلي وغير المفرد ... لا تبن وانصبه أو الرفع اقصد "وغير ما يلي" منعوته "وغير المفرد" -وهو المضاف، والمشبه به- "لا تبن" لتعذر موجب البناء بالطول "وانصبه"، نحو: "لا رجل فيها ظريفا"، و"لا رجل صاحب بر فيها"، و"لا رجل طالع جبلا ظاهر"؛ "أو الرفع اقصد"، نحو: "لا رجل فيها ظريف"، و"لا رجل صاحب بر فيها"، و"لا رجل طالع جبلا ظاهر"؛ وكذا يمتنع البناء، ويجوز الأمران الآخران إذا كان المنعوت غير مفرد، نحو: "لا غلام سفر ماهرا -أو ماهر- فيها"؛ وقد يتناوله قوله "وغير المفرد". 203- والعطف إن لم تتكرر "لا" احكما ... له بما للنعت ذي الفضل انتمى "والعطف إن لم تتكرر "لا" معه "احكما له بما للنعت ذي الفصل انتمى" من جواز النصب والرفع دون البناء، كقوله "من الطويل": 302- فلا أب وابنا مثل مروان وابنه ... "إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا"

_ 302- التخريج: البيت لرجل من عبد مناة في تخليص الشواهد في شرح شواهد ص413، 414؛ وخزانة الأدب 4/ 67، 68؛ وشرح التصريح 1/ 243؛ وشرح شواهد الإيضاح ص207؛ والمقاصد النحوية 2/ 355؛ وللفرزدق أو لرجل من عبد مناة في الدرر 6/ 172؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 419، 2/ 593، 847؛ وأوضح المسالك 2/ 22؛ وجواهر الأدب ص241؛ وشرح المفصل 2/ 101، 110؛ والكتاب 2/ 285؛ واللامات ص105؛ واللمع ص130؛ والمقتضب 4/ 372؛ وهمع الهوامع 2/ 143. =

بنصب "ابن"، ويجوز رفعه، ويمتنع بناؤه على الفتح، وأما ما حكاه الأخفش من نحو: "لا رجل وامرأة بالفتح"؛ فشاذ، وما ذكره في معطوف يصلح لعمل "لا": فإن لم يصلح تعين رفعه، نحو: "لا رجل وهند فيها". "حكم البدل من اسم "لا"": تنبيه: حكم البدل الصالح لعمل "لا" حكم النعت المفصول، نحو: "لا أحد رجلا وامرأة فيها"، و"لا أحد رجل وامرأة فيها"؛ فإن لم يصلح له تعين الرفع، نحو: "لا أحد زيد وعمرو فيها".

_ = اللغة: مروان: هو مروان بن الحكم، وابنه: عبد الملك بن مروان. ارتدى بالمجد: أي ظهر بمظاهر العظمة والشرف. تأزر لبس الإزار. المعنى: يقول: ما من أب وابن يشبهان مروان بن الحكم وابنه عبد الملك لحرصهما على المجد والشهرة. الإعراب: فلا: الفاء حرف استئناف، و"لا": نافية للجنس. أب: اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب. وابنا: الواو: حرف عطف، و"ابنا" معطوف على محل اسم "لا" منصوب بالفتحة، ويجوز فيه الرفع على أنه معطوف على محل "لا" مع اسمها أي في محل رفع مبتدأ. مثل: نعت اسم "لا" منصوب، والخبر محذوف تقديره: "لا أب وابنا ... موجودان"، ويجوز رفعه على أنه خبر "لا"، وهو مضاف. مروان: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. وابنه: الواو حرف عطف، و"ابنه": معطوف على "مروان" مجرورة بالكسرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل مفعول فيه، متعلق بجوابه، ويجوز أن تكون بمعنى "إذ" الدالة على التعليل. هو: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، أو توكيد لفظي للضمير المستتر في الفعل المقدر الذي يفسره الفعل الظاهر. بالمجد: الباء حرف جر، و"المجد": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ارتدى". ارتدى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وتأزرا: الواو حرف عطف، "تأزرا" معطوف على "ارتدى". ارتدى: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. والألف للإطلاق. وجملة: "فلا أب ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ارتدى هو" المحذوفة في محل جر بالإضافة. وجملة "ارتدى بالمجد" تفسيريه لا محل لها من الإعراب. وجملة "تأزر" معطوفة على جملة "ارتدى". الشاهد فيه قوله: "فلا أب وابنا" حيث عطف على اسم "لا" النافية للجنس ولم يكررها، وجاء بالمعطوف منصوبا، لأنه عطفه على محل اسم "لا"، وهو مبني على الفتح في محل نصب. ويجوز فيه الرفع على أنه معطوف على محل "لا" مع اسمها، فإنهما معا في محل رفع مبتدأ.

204- وأعط "لا" مع همزة استفهام ... ما تستحق دون الاستفهام "وأعط لا" هذه "مع همزة استفهام ما تستحق" من الأحكام "دون الاستفهام" على ما سبق بيانه. وأكثر ما يكون ذلك إذا قصد بالاستفهام معها التوبيخ والإنكار، كقوله "من البسيط": 303- ألا طعان ألا فرسان عادية ... إلا تجشؤكم حول التنانير وقوله "من البسيط": 304- ألا ارعواء لمن ولت شبيبته ... وآذنت بمشيب بعده هرم

_ 303- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص179 "الحاشية"؛ وتخليص الشواهد ص414؛ والجنى الداني ص384؛ وخزانة الأدب 4/ 69، 77، 79؛ وشرح شواهد المغني 1/ 210؛ والكتاب 2/ 306؛ والمقاصد النحوية 2/ 362؛ ولخداش بن زهير في شرح أبيات سيبويه 1/ 558؛ ولحسان أو لخداش في الدرر 2/ 230؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص80؛ وشرح عمدة الحافظ ص318؛ وهمع الهوامع 1/ 147. اللغة: الطعان: الضرب بالرمح. الفرسان العادية: المقاتلون الظالمون، أو كثيروا العدو وسريعوه. التجشؤ: معروف، صوت يصدر عن امتلاء المعدة. التنانير: جمع تنور وهو الموقد الذي كانوا يخبزون فيه. المعنى: ليس لكم قتال ولا مقاتلون أشداء، بل أنتم كسالى تجلسون متراصين أمام المواقد، شبعانين كالبهائم. الإعراب: ألا: "الهمزة": حرف استفهام لا محل له. "لا": نافية للجنس تعمل عمل "إن". طعان: اسم "ألا" مبني على الفتح في محل نصب، وخبرها محذوف. ألا فرسان: ذات الإعراب لـ"ألا طعان". عادية: صفة "فرسان" منصوبة بالفتحة. إلا: حرف حصر. تجشؤكم: بدل من "طعان" على المحل، مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، والميم علامة جمع الذكور العقلاء. حول: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر "تجشؤ". التنانير: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "ألا طعان": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ألا فرسان": ابتدائية كذلك لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ألا": حيث جاء بها للتوبيخ والإنكار، ودخول الهمزة على "لا" النافية للجنس، لم يغير من عملها. 304- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص314؛ والدرر 2/ 232؛ وشرح التصريح 1/ 245؛ وشرح شواهد المغني 1/ 212؛ وشرح ابن عقيل ص206؛ وشرح عمدة الحافظ ص319؛ ومغني اللبيب 1/ 68؛ والمقاصد النحوية 2/ 360؛ وهمع الهوامع 1/ 147. شرح المفردات: الارعواء: الرجوع. ولت: ذهبت، أدبرت. آذنت: أعلمت. المشيب: هنا الشيخوخة. الهرم: أقصى الكبر. =

ويقل ذلك إذا كان مجرد استفهام عن النفي، حتى توهم الشلوبين أنه غير واقع، كقوله "من البسيط": 305- ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد ... إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

_ = المعنى: يقول: ألا يرتدع عن الطيش وقبائح الأعمال ذلك الذي ولى شبابه، وداهمه الشيب، وأعلمه بالشيخوخة ودنو الأجل؟! الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، "لا": النافية للجنس. "ارعواء": اسم "لا" مبني على الفتح. "لمن": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. "ولت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "شبيبته": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وآذنت": الواو حرف عطف، "آذنت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "بمشيب": جار ومجرور متعلقان بـ"آذنت". "بعده": ظرف زمان منصوب متعلق بخبر مقدم للمبتدأ وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "هرم": مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة: "ألا ارعواء ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولت ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "آذنت" معطوفة على جملة "ولت". وجملة "بعده هرم" في محل جر نعت "مشيب". الشاهد: قوله: "لا ارعواء" حيث دخلت همزة الاستفهام على "لا" النافية للجنس، وبقيت هذه عاملة في حين أنها أفادت التوبيخ والإنكار. 305- التخريج: البيت لقيس بن الملوح في ديوانه ص178؛ وجواهر الأدب ص245؛ والدرر 2/ 229؛ وشرح التصريح 1/ 224؛ وشرح شواهد المغني 1/ 42؛ 213؛ والمقاصد النحوية 2/ 258؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص415؛ والجنى الداني ص384؛ وخزانة الأدب 4/ 70؛ وشرح ابن عقيل ص207؛ وشرح عمدة الحافظ ص320، 384؛ ومغني اللبيب 1/ 15؛ وهمع الهوامع 1/ 147. شرح المفردات: الاصطبار: الصبر. الجلد: الصبر. المعنى: يقول: إن فقدت سلمى الصبر والجلد فإني ألاقي مصير من هم أمثالي. الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، "لا": النافية للجنس. "اصطبار": اسم "لا" مبني على الفتح. "لسلمى": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. "أم": حرف عطف. "لها": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ. "جلد": مبتدأ مؤخر مرفوع. "إذا" ظرف متعلق بالخبر المقدم المحذوف. "ألاقي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". الذي: اسم موصول في محل نصب مفعول به. "لاقاه": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "أمثالي": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة: "ألا اصطبار ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لها جلد" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة "ألاقي ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "لاقاه أمثالي" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. =

أما إذا قصد بالاستفهام التمني -وهو كثير- كقوله "من الطويل": 306- ألا عمر ولى مستطاع رجوعه ... فيرأب ما أثأت يد الغفلات فعند الخليل وسيبويه أن "ألا" هذه بمنزلة "أتمنى" فلا خبر لها، وبمنزلة "ليت" فلا يجوز مراعاة محلها مع اسمها، ولا إلغاؤها إذا تكررت، وخالفهما المازني والمبرد، ولا حجة لهما في البيت؛ إذ لا يتعين كون "مستطاع" خبر أو صفة، و"رجوعه" فاعلا، بل يجوز كون "مستطاع" خبر مقدما، و"رجوعه" مبتدأ مؤخرا، والجملة صفة ثانية، ولا خبر هناك. "أوجه استخدام "ألا": تنبيه: تأتي "ألا" لمجرد التنبيه، وهي الاستفتاحية، فتدخل على الجملتين، نحو:

_ = الشاهد: قوله: "ألا اصطبار" حيث عامل "لا" بعد دخول همزة الاستفهام عليها كما كان يعاملها قبل دخولها. 306- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص415؛ والجنى الداني ص384؛ وخزانة الأدب 4/ 70؛ وشرح التصريح 1/ 245؛ وشرح شواهد المغني ص800؛ وشرح ابن عقيل ص208؛ وشرح عمدة الحافظ ص318؛ ومغني اللبيب ص69، 381؛ والمقاصد النحوية 2/ 361. شرح المفردات: ولى: ذهب وأدبر. رأب الصدع: أصلحه. أثأى: أفسد. المعنى: يقول: ليت أيام العمر الماضية تعود لتصلح ما أفسدته غوائل الأيام. الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، و"لا": النافية للجنس. "عمر": اسم "لا" مبني في محل نصب. "ولى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "مستطاع": خبر "لا" مرفوع. "رجوعه": نائب فاعل لـ"مستطاع" مرفوع، وقيل: "مستطاع" خبر مقدم للمبتدأ. "رجوعه": مبتدأ مؤخر وخبر "لا" محذوف، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فيرأب": الفاء فاء السببية. "يرأب": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السابق، فهو مثله في محل رفع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به. "أثأت": فعل ماض، والتاء للتأنيث: "يد": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الغفلات": مضاف إليه مجرور. وجملة: "ألا عمر ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولى" في محل نصب نعت "عمر". وجملة "مستطاع رجوعه" في محل نصب نعت "عمر". وجملة "يرأب" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أثأت ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ألا عمر" حيث أريد بالاستفهام مع "لا" مجرد التمني وهذا كثير.

{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} 1، {أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} 2؛ وللعرض والتحضيض؛ فتختص بالفعلية، نحو: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} 3، {أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ} 4، وقوله: "من الوافر": 307- ألا رجلا جزاه الله خيرا ... يدل على محصلة تبيت وليست الأولى مركبة على الأظهر، وفي الأخيرتين خلاف، وكلامه في الكافية يشعر بالتركيب.

_ 1 يونس: 62. 2 هود: 8. 3 النور: 12. 4 التوبة: 13. 307- التخريج: البيت لعمرو بن قعاس "أو قعناس" المرادي في خزانة الأدب 3/ 51، 53؛ والطرائف الأدبية ص73؛ وشرح شواهد المغني ص214، 215؛ وبلا نسبة في الأزهية ص164؛ وإصلاح المنطق ص431؛ وأمالي ابن الحاجب ص167، 412؛ وتخليص الشواهد ص415؛ وتذكرة النحاة ص43؛ والجنى الداني ص382؛ وجواهر الأدب ص337؛ وخزانة الأدب 4/ 89، 183، 195، 268، 11/ 193؛ ورصف المباني ص79؛ وشرح شواهد المغني ص641؛ وشرح عمدة الحافظ ص317؛ وشرح المفصل 2/ 101؛ والكتاب 2/ 308؛ ولسان العرب 11/ 155 "حصل"؛ والمقاصد النحوية 2/ 366، 3/ 352؛ ونوادر أبي زيد ص56. اللغة: يدل: يرشد ويشير. المحصلة: المرأة التي تخلص الذهب من شوائبه. المعنى: أتمنى أن أجد رجلا يرشدني إلى امرأة تعرف قيمتي، وتنام عندي "أي تغدو زوجتي"، وجزاه الله عني خيرا. الإعراب: ألا: حرف عرض وتحضيض لا محل له. رجلا: مفعول به لفعل محذوف، منصوب بالفتحة، بتقدير "ألا ترونني رجلا". جزاه: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. خيرا: مفعول به ثان لـ"جزى" منصوب بالفتحة. يدل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". على محصلة: جار ومجرور متعلقان بـ"يدل". تبيت: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير تقديره "هي". وجملة "ألا ترونني رجلا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جزاه الله خيرا": اعتراضية لا محل لها. وجملة "يدل": في محل نصب صفة لـ"رجلا". وجملة "تبيت": في محل جر صفة لـ"محصلة". والشاهد فيه قوله: "ألا رجلا" حيث جاءت "ألا" للعرض والتحضيض، وهي تختص بالجملة الفعلية، لذا قدروا فعلا محذوفا.

"كثرة حذف خبر "لا"": 205- وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر ... إذا المراد مع سقوطه ظهر "وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر" جوازا عند الحجازيين، ولزوما عند التميميين والطائيين "إذا المراد مع سقوطه ظهر" بقرينة، نحو: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ} 1، {قَالُوا لَا ضَيْرَ} 2؛ فإن خفي المراد وجب ذكره عند الجميع، ولا فرق بين الظرف وغيره، قال حاتم "من البسيط": 308- ورد جازرهم حرفا مصرمة ... ولا كريم من الولدان مصبوح "ندرة حذف اسم "لا"": تنبيه: ندر في هذا الباب حذف الاسم وإبقاء الخبر؛ من ذلك قولهم: "عليك"، يريدون: لا بأس عليك.

_ 1 سبأ: 51. 2 الشعراء: 50. 308- التخريج: البيت لحاتم بن عبد الله الطائي في ملحق ديوانه ص294؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 573؛ ولأبي ذؤيب الهذلي في ملحق شرح أشعار الهذليين ص1307؛ وشرح شواهد الإيضاح ص205؛ وشرح المفصل 1/ 107؛ ولرجل جاهلي من بني النبيت في المقاصد النحوية 2/ 368، 369 "وقد خطأ العيني نسبته إلى حاتم وإلى أبي ذؤيب"؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص422؛ ورصف المباني ص266، 267؛ والكتاب 2/ 299؛ ولسان العرب 4/ 452 "صرر"؛ والمقتضب 4/ 370. اللغة: اللقاح: ج اللقوح، وهي الناقة الحلوب. الأصرة: ج الصرار، وهو خيط يشد به رأس الضرع لئلا يرضعها ولدها. مصبوح: مسقي الصبوح، والصبوح شرب الصباح. الإعراب: "ورد": الواو بحسب ما قبلها، و"رد": فعل ماض. "جازرهم": فاعل مرفوع بالضمة. "حرفا": مفعول به منصوب بالفتحة "مصرمة": نعت منصوب بالفتحة. "ولا": الواو: حالية، و"لا": نافية للجنس. "كريم": اسم "لا". "من الوالدين": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"كريم". "مصبوح": خبر "لا" مرفوع. وجملة: "ورد جازرهم" بحسب ما قبلها ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "غدت اللقاح" في محل جر بالإضافة. وجملة: "غدت" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ولا كريم ... " في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "ولا كريم من الولدان مصبوح" حيث ذكر خبر "لا" وهو مصبوح الذي لا يمكن حذفه لعدم وجود ما يدل عليه.

"وجوب تكرار "لا"": خاتمة: إذا اتصل بـ"لا" خبر، أو نعت، أو حال؛ وجب تكرارها، نحو: {لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} 1، {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ} 2، و"جاء زيد لا خائفا ولا أسفا"؛ وأما قوله "من الطويل": 309- وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا ... حياتك لا نفع وموتك فاجع وقوله "من الطويل": 310- بكت جزعا واسترجعت ثم آذنت ... ركائبها أن لا إلينا رجوعها

_ 1 الصافات: 47. 2 النور: 35. 309- التخريج: البيت للضحاك بن هنام في الاشتقاق ص350؛ وخزانة الأدب 4/ 38؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 521؛ ولأبي زبيد الطائي في حماسة البحتري ص116؛ ولرجل من سلول في الكتاب 2/ 305؛ وبلا نسبة في الأزهية ص162؛ والدرر 2/ 235؛ وشرح المفصل 2/ 112؛ والمقتضب 4/ 360؛ وهمع الهوامع 1/ 148. اللغة: منا: أي: من نسبنا. خلقت لغيرنا: أي أن نفعك لسوانا. المعنى: يقول: إنك من نسبنا غير أن نفعك لغيرنا لعدم مشاركتك لنا، فحياتك لا تنفعنا، ولكن موتك يفجعنا لأنك واحد منا. الإعراب: وأنت: "الواو": بحسب ما قبلها، و"أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. امرؤ: خبر المبتدأ مرفوع. منا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"امرؤ". خلقت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. لغيرنا: جار ومجرور متعلقان بـ"خلقت" وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حياتك: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لا: حرف نفي. نفع: خبر المبتدأ مرفوع، وقيل مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره "نفع فيها". وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر المبتدأ. وموتك: "الواو": حرف عطف، "موتك": مبتدأ مرفوع وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فاجع: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "أنت امرؤ منا": بحسب ما قبلها. وجملة "خلقت ... ": في محل رفع نعت "امرؤ". وجملة "حياتك لا نفع": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "موتك فاجع": معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "حياتك لا نفع" حيث دخلت "لا" على المبتدأ ولم تتكرر، والقياس أن يقال: "حياتك لا تقع ولا ضرر" مثلا. 310- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 34؛ والدرر 2/ 233؛ ورصف المباني ص261؛ وشرح المفصل 2/ 112؛ والكتاب 2/ 298؛ والمقتضب 4/ 361؛ والمقرب 1/ 189؛ وهمع الهوامع 1/ 148. =

وقوله "من الطويل": 311- قهرت العدا لا مستعينا بعصبة ... ولكن بأنواع الخدائع والمكر فضرورة، والله أعلم.

_ اللغة: الجزع: الخوف. استرجعت: طلبت الرجوع من الرجل لصعوبة فراق الأحبة. آذنت: أعلمت. الركائب: المطي. المعنى: يصور الشاعر جزع محبوبته التي فارقته وبكاءها واسترجعت لفراقه. الإعراب: بكت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". جزعا: مفعول لأجله، أو مفعول مطلق، أو حال تقديره "جازعة" منصوب، واسترجعت: "الواو": حرف عطف، "استرجعت": فعل ماض، و"التاء" للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره. "هي". ثم: حرف عطف. "استرجعت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. ركائبها: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أن: تفسيرية أو مخففة من "أن" واسمها ضمير الشأن. "لا": حرف نفي. إلينا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. رجوعها: مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "بكت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "استرجعت": معطوفة على سابقتها. وجملة "آذنت": معطوفة أيضا على الجملة السابقة. وجملة "لا إلينا رجوعها": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لا إلينا رجوعها" حيث دخلت "لا" على الخبر "إلينا" ولم تكرر، وهذا شاذ. 311- التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص299؛ والدرر 2/ 235، 4/ 11؛ وهمع الهوامع 1/ 48، 245. اللغة: قهرت: غلبت وانتصرت. العدا: الأعداء. العصبة: الجماعة المتعاونة من الناس. الخدائع: ج الخديعة، وهي إظهار خلاف ما تخفيه. المكر: الخداع بالحيلة. المعنى: يقول: إنه استطاع بفضل مكره وخداعه أن ينتصر على الأعداء دون أن يستعين بأحد. الإعراب: قهرت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. العدا: مفعول به منصوب. لا: حرف نفي. مستعينا: حال منصوب. بعصبة: جار ومجرورمتعلقان بـ"مستعينا". ولكن: "الواو": حرف استئناف، "لكن": حرف استدراك. بأنواع: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "ولكن قهرتهم بأنواع"، وهو مضاف. الخدائع: مضاف إليه مجرور. والمكر: "الواو": حرف عطف، "المكر": معطوف على "الخدائع"، مجرور بالكسرة. وجملة "قهرت العدا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولكن قهرتهم بأنواع": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لا مستعينا" حيث دخلت "لا" النافية على الحال "مستعينا" ولم تتكرر، وهذا للضرورة.

"ظن" وأخواتها

"ظن" وأخواتها: "عملها وأنواعها وألفاظها": هذه الأفعال تدخل بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر؛ فتنصبهما مفعولين، وهي على نوعين: أفعال قلوب، سميت بذلك لقيام معانيها بالقلب، وأفعال تصيير، وقد أشار إلى الأول بقوله: 206- انصب بفعل القلب جزأي ابتدا ... أعني رأى خال علمت وجدا 207- ظن حسبت وزعمت مع عد ... حجا درى وجعل اللذ كاعتقد 208- وهب تعلم والتي كصيرا ... أيضا بها انصب مبتدأ وخبرا "انصب بفعل القلب جزأي ابتدا" يعني المبتدأ والخبر "أعني" بفعل القلب "رأى" بمعنى علم، وهو الكثير، كقوله "من الوافر": 312- رأيت الله أكبر كل شيء ... محاولة وأكثرهم جنودا

_ 312- التخريج: البيت لخداش بن زهير في المقاصد النحوية 2/ 371؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص425؛ وشرح ابن عقيل ص210؛ والمقتضب 4/ 97. اللغة: المحاولة: هنا القوة. ويروى: "وأكثره جنودا" و"وأكثرهم عديدا" مكان "وأكثرهم جنودا". المعنى: يقول: إني وجدت الله سبحانه وتعالى أقوى الأقوياء وأكثرهم جنودا. الإعراب: رأيت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. الله: اسم الجلالة مفعول به أول منصوب بالفتحة. أكبر: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، وهو مضاف. كل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. شيء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. محاولة: تمييز منصوب =

وبمعنى "ظن" وهو قليل، وقد اجتمعا في قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا، وَنَرَاهُ قَرِيبًا} 1، أي: يظنونه ونعلمه، فإن كانت بصرية، أو من الرأي، أو بمعنى أصاب رئته؛ تعدت إلى واحد، وأما الحلمية فستأتي، و"خال" بمعنى "ظن"، كقوله "من الطويل": 313- إخالك إن لم تغضض الطرف ذا هوى ... يسومك ما لا يستطاع من الوجد

_ = بالفتحة. وأكثرهم: الواو حرف عطف، "أكثرهم" معطوف على "أكبر"، وهو مضاف، و"هم" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. جنودا: تمييز منصوب بالفتحة. وجملة "رأيت الله ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "رأيت الله أكبر" حيث جاء بالفعل "رأى" بمعنى "علم" فنصب مفعولين هما: "الله" و"أكبر". 1 المعارج: 6-7. 313- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 248؛ وشرح التصريح 1/ 249؛ وهمع الهوامع 1/ 150. شرح المفردات: إخالك: أظنك، وهمزة "إخال" مكسورة على غير القياس. غض الطرف: إطباق الجفن، والمراد صرف النفس عن الحسان. يسومك: يكلفك. الوجد: العشق والهيام. يقول: إن لم تصرف نفسك عن الحسان فستبتلى بعشق يكلفك ما لا تقدر على احتماله. الإعراب: "إخالك": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. "إن": حرف شرط. "لم": حرف نفي وجزم وقلب. "تغضض": فعل مضارع مجزوم بالسكون وقد حرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. "الطرف": مفعول به منصوب. "ذا": مفعول ثان لـ"إخال" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "هوى": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف المثبتة رسما المحذوفة صوتا لالتقاء الساكنين، منعه من ظهورها التعذر. "يسومك": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول لـ"يسوم". "ما": اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. "لا": حرف نفي. "يستطاع": فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. "من الوجد": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "ما" الموصولة. وجملة "إخالك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن لم تغضض ... " مع جواب الشرط المحذوف، اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوف المقدرة بـ"إخالك" لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء أو "إذا" الفجائية. وجملة "يسومك" في محل جر صفة لـ"هوى"، وجملة "لا يستطاع" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. الشاهد: قوله: "إخالك ذا هوى" حيث نصب بالفعل المضارع "إخال" وهو فعل قلبي معناه الرجحان، مفعولين أولهما كاف الخطاب، وثانيهما "ذا".

وبمعنى علم، وهو قليل، كقوله "من الطويل": 314- دعاني الغواني عمهن وخلتني ... لي اسم فلا أدعى به وهو أول فإن كانت بمعنى "تكبر" أو "ظلع" فهي لازمة؛ و"علمت" بمعنى "تيقنت"، كقوله "من البسيط": 315- علمتك الباذل المعروف فانبعثت ... إليك بي واجفات الشوق والأمل

_ 314- التخريج: البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص370؛ وتخليص الشواهد ص437؛ والدرر 2/ 248، 266؛ وشرح شواهد المغني 2/ 629؛ والمقاصد النحوية 2/ 395؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 150. اللغة: الغواني: ج الغانية، وهي التي استغنت بجمالها عن الزينة. الإعراب: "دعاني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول. "الغواني": فاعل مرفوع. "عمهن": مفعول به ثان، وهو مضاف، "هن" ضمير في محل جر بالإضافة. "وخلتني": الواو حرف عطف، "خلتني": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، الياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. "لي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "اسم": مبتدأ مؤخر مرفوع. "فلا": الفاء حرف عطف، "لا": حرف نفي. "أدعى": فعل مضارع للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره. "أنا". "به": جار ومجرور متعلقان بـ"أدعى". "وهو": الواو حالية، "هو": ضمير منفصل مستتر في محل رفع مبتدأ. "أول": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "دعاني ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "خلتني" معطوفة على سابقتها. وجملة: "لي اسم" في محل نصب مفعول به ثان لـ"خلتني". وجملة: "لا أدعى" معطوفة على سابقتها. وجملة: "هو أول" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "خلتني لي اسم" حيث ورد الفعل "خال" دالا على اليقين وليس "الظن"، فنصب مفعولين أولهما: الياء، والثاني الجملة الاسمية "لي اسم". 315- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 2/ 419. اللغة: الباذل: السخي. المعروف: الخير. الواجفات: المسرعات. الإعراب: "علمتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به أول. "الباذل": مفعول به ثان. "المعروف": "بالنصب" مفعول به لاسم الفاعل "الباذل"، و"بالجر" مضاف إليه. "فانبعثت": الفاء حرف عطف، "انبعثت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "إليك": جار ومجرور متعلقان بـ"انبعثت". "بي": جار ومجرور متعلقان بـ"انبعثت". "واجفات": فاعل مرفوع، وهو مضاف: "الشوق": مضاف إليه مجرور. "والأمل": الواو حرف عطف، "الأمل": معطوف على الشوق، مجرور. وجملة: "علمتك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "انبعثت ... " معطوفة على سابقتها. =

وقوله "من الطويل": 316- علمتك منانا فلست بآمل ... نداك ولو ظمآن غرثان عاريا وبمعنى "ظننت"، وهو قليل، نحو: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} 1؛ فإن كانت من قولهم: "علم الرجل"، إذا انشقت شفته العليا فهو أعلم؛ فهي لازمة؛ وأما التي بمعنى "عرف" فستأتي. و"وجد" بمعنى "علم"، نحو: {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} 2 ومصدرها الوجود؛ فإن كانت بمعنى "أصاب" تعدت إلى واحد، ومصدرها الوجدان، وإن كانت بمعنى "استغنى" أو "حزن" أو "حقد" فهي لازمة؛ و"ظن" بمعنى الرجحان، كقوله "من الطويل": 317- ظننتك إن شبت لظى الحرب صاليا ... فعردت فيمن كان عنها معردا

_ = الشاهد: قوله: "علمتك الباذل" حيث ورد الفعل "علم" دالا على اليقين، فنصب مفعولين أولهما الكاف، والثاني "الباذل". 316- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 86؛ وهمع الهوامع 1/ 121. اللغة: المنان: الذي يكثر من تعداد فضائله. الآمل: الراجي. الندى: العطاء. ظمآن: عطشان. الغرثان: الجائع. المعنى: يقول: عرفتك منانا لذلك لا أطمع في جودك ولو كنت عطشان أو جائعا أو عاريا. الإعراب: علمتك: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به أول. منانا: مفعول به ثان منصوب. فلست: "الفاء": حرف استئناف، "لست": فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "ليس". بآمل: "الباء": حرف جر زائد، "آمل": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". نداك: مفعول به لاسم الفاعل "آمل" منصوب، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولو: "الواو" حالية، "لو": حرف شرط غير جازم. ظمآن: خبر "كان" المحذوفة مع اسمها تقديره: "لو كنت ظمآن". غرثان: خبر ثان منصوب، أو صفة لـ"غرثان". عاريا: خبر ثالث منصوب أو صفة لـ"غرثان". وجواب "لو" محذوف يدل عليه سابق الكلام. وجملة "علمتك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست بآمل": استئنافية لا محل لها من الإعراب. والجملة الشرطية في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "علمتك منانا" حيث وردت "علم" بمعنى اليقين، فنصبت مفعولين، أولهما الضمير "الكاف"، وثانيهما "منانا". 1 الممتحنة: 10. 2 الأعراف: 102. 317- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 381. =

وبمعنى اليقين، وهو قليل، نحو: {يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} 1 وأما التي بمعنى "اتهم" فستأتي؛ و"حسبت" بمعنى "ظننت"، كقوله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} 2، {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} 3، وبمعنى "تيقنت"، وهو قليل، كقوله "من الطويل": 318- حسبت التقى والجود خير تجارة ... رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

_ = شرح المفردات: شبت: اشتعلت: لظى الحرب: نارها. الصالي: المحترق. عرد: هرب، أو أحجم عن مواجهة الخصم. المعنى: يقول: ظننتك شجاعا، تخوض غمار الحرب بلا خوف أو وجل، فإذا بك جبان تفر مع الفارين مؤثرا الهزيمة على الشهامة. الإعراب: "ظننتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به أول. "إن": حرف شرط. "شبت": فعل ماض وهو فعل الشرط، والتاء للتأنيث. "لظى": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الحرب": مضاف إليه مجرور. "صاليا": مفعول به ثان لـ"ظن". وجملة جواب الشرط محذوفة. "فعردت": الفاء حرف عطف، "عردت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "فيمن": جار ومجرور متعلقان بـ"عردت". "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "عنها": جار ومجرور متعلقان بـ"معردا". "معردا": خبر "كان" منصوب. وجملة: "ظننتك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن شبت ظننتك" الشرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ظننت" المحذوفة جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب. وجملة "عردت" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان معردا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ظننتك" حيث استعمل "ظن" بمعنى اليقين، ويحتمل أن تكون بمعنى الرجحان، وهو الغالب. 1 البقرة: 46. 2 البقرة: 273. 3 الكهف: 18. 318- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص246؛ وأساس البلاغة ص46 "ثقل"؛ والدرر 2/ 247؛ وشرح التصريح 1/ 249؛ ولسان العرب 11/ 88؛ والمقاصد النحوية 2/ 348؛ وبلا نسبة تخليص الشواهد ص435؛ وشرح ابن عقيل ص213؛ وشرح قطر الندى ص274؛ وهمع الهوامع 1/ 149. شرح المفردات: التقى: خوف الله. الجود: الكرم. ثاقلا: ميتا. المعنى: يقول: إنني أرى خوف الله والسخاء أفضل ما يتاجر به الإنسان استعدادا لآخرته. الإعراب: "حسبت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "التقى": مفعول به أول. "والجود": الواو حرف عطف، "الجود" معطوف على "التقى" منصوب. "خير": مفعول به ثان وهو مضاف. =

وفي مضارعها لغتان: فتح السين، وهو القياس، وكسرها، وهو الأكثر في الاستعمال، ومصدرها الحسبان –بكسر الحاء- والمحسَبَة والمحسِبَة، فإن كانت بمعنى صار أحسب -أي: ذا شفرة أو حمرة وبياض كالبرص- فهي لازمة "وزعمت مع عد" بمعنى الرجحان؛ فالأول كقوله "من الخفيف": 319- زعمتني شيخا ولست بشيخ ... إنما الشيخ من يدب دبيبا ومصدرها الزعم. قال السيرافي: هو قول مقرون باعتقاد صح أم لا، وقال الجرجاني: هو قول مع علم، وقال ابن الأنباري: إنه يستعمل في القول من غير صحة.

_ = "تجارة": مضاف إليه مجرور. "رباحا" تمييز منصوب. "إذا": ظرف متعلق بالفعل "حسبت". "ما": زائدة. "المرء": اسم لفعل ناقص محذوف يفسره ما بعده. "أصبح": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "ثاقلا": خبر "أصبح" منصوب. وجملة: "حسبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والجملة من الفعل الناقص المحذوف في محل جر بالإضافة. وجملة: "أصبح ثاقلا" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "حسبت التقى والجود خير تجارة" حيث ورد الفعل "حسب" مفيدا اليقين، فنصب مفعولين، أولهما: "التقى"، وثانيهما "خير". 319- التخريج: البيت لأبي أمية أوس الحنفي في الدرر 1/ 214 "سقط من الطبعة، وهو في الفهرس برقم 575" وشرح التصريح 1/ 248؛ وشرح شواهد المغني ص922؛ والمقاصد النحوية 2/ 397؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 38؛ وتخليص الشواهد ص428؛ وشرح قطر الندى ص172؛ ومغني اللبيب ص594. اللغة والمعنى: زعمتني: ظنتني. دب دبيبا: مشى بتثاقل وبطء. يقول: إنها ظنتني شيخا عاجزا ولست بذلك لأن الشيخ هو ذلك الضعيف الذي يتثاقل في مشيته. الإعراب: زعمتني: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به أول، والفاعل: هي. شيخا: مفعول به ثان. ولست: الواو: حالية، لست: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "ليس". بشيخ: الباء: حرف جر زائد، شيخ: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". إنما: كافة ومكفوفة. الشيخ: مبتدأ مرفوع. من: اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. يدب: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. دبيبا: مفعول مطلق. وجملة "زعمتني شيخا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لست بشيخ" الفعلية في محل نصب حال. وجملة "إنما الشيخ ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. وجملة "يدب دبيبا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "زعمتني شيخا" حيث استعمل الفعل "زعم" بمعنى "ظن" ونصب مفعولين: أحدهما ياء المتكلم في "زعمتني"، وثانيهما قوله "شيخا"، وهذا مستعمل في كلام العرب من غير شذوذ ولا قياس.

ويقوي هذا قولهم: "زعم مطية الكذب"1، أي: هذه اللفظة مركب الكذب. فإن كانت بمعنى "تكفل" أو "رأس" تعدت لواحد: تار بنفسها، وتارة بالحرف، وإن كانت بمعنى "سمن" أو "هزل" فهي لازمة. تنبيه: الأكثر تعدي "زعم" إلى "أن" وصلتها، نحو: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} 2 وقوله "من الطويل": 320- وقد زعمت أني تغيرت بعدها ... ومن ذا الذي يا عز لا يتغير والثاني كقوله "من الطويل": 321- فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ... ولكنما المولى شريكك في العدم

_ 1 هذ القول من أمثال العرب وقد ورد في زهر الأكم 3/ 138؛ ولسان العرب 12/ 267 "زعم". وفي هذه المصادر "زعموا" مكان "زعم". 2 التغابن: 7. 320- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص328؛ والأغاني 9/ 26؛ وتخليص الشواهد ص428؛ وخزانة الأدب 5/ 222، 314؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 380؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 40. الإعراب: وقد: الواو: بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. زعمت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. أني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب اسم "أن". تغيرت: فعل ماض، والتاء: فاعل. بعدها: ظرف متعلق بـ"تغير"، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. ومن: الواو: حرف استئناف، من: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. ذا: اسم إشارة في محل رفع خبر المبتدأ. الذي: اسم موصول في محل بدل من "ذا". يا: حرف نداء. عز: منادى مرخم مبني على الضم المقدر على التاء المحذوفة، في محل نصب. لا: حرف نفي. تتغير: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. وجملة "قد زعمت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أني تغيرت" المؤولة بمصدر سد مسد مفعولي "زعم". وجملة "تغيرت بعدها" الفعلية في محل رفع خبر "أن". وجملة "من ذا الذي" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "يا عز" الفعلية لا محل لها من الإعراب. لأنها اعتراضية. وجملة "لا يتغير" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الاسمي. والشاهد فيه قوله: "زعمت أني تغيرت" حيث نصب الفعل "زعمت" مفعولين، وقد سدت مسدهما "أن" مع اسمها وخبرها؛ وأكثر ما تتعدى "زعم" إلى مفعولين بواسطة "أن". 321- التخريج: البيت للنعمان بن بشير في ديوانه ص29؛ وتخليص الشواهد ص431؛ والدرر 2/ 328؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 277؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 3/ 57؛ وشرح ابن عقيل ص214؛ وهمع الهوامع 1/ 148. =

فإن كانت بمعنى "حسب" تعدت لواحد. و"حجا" بمعنى "ظن"، كقوله "من البسيط": 322- قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة ... حتى ألمت بنا يوما ملمات

_ = شرح المفردات: تعدد: تحسب. المولى: المعتِق والمعتَق، وهنا بمعنى النصير. العدم: الفقر. المعنى: لا تحسب الذين رافقوك في زمن غناك حلفاء لك وإنما عد حليفا من ناصرك ووقف إلى جانبك في زمن فقرك وضيق حالك. الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": الناهية. "تعدد": فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "المولى": مفعول به أول. "شريكك": مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "في الغنى": جار ومجرور متعلقان بـ"شريك". "ولكنهما": الواو حرف استئناف، "لكن": حرف مشبه بالفعل بطل عمله، "ما": الكافة. "المولى": مبتدأ مرفوع. "شريكك": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "في العدم": جار ومجرور متعلقان بـ"شريك". وجملة: "لا تعدد" بحسب ما قبلها. وجملة: "لكنما المولى ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لا تعدد المولى شريكك ... " حيث ورد الفعل "عد" دالا على الرجحان، فنصب مفعولين هما "المولى" و"شريك". 322- التخريج: البيت لتميم بن مقبل في تخليص الشواهد ص440؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ والمقاصد النحوية 2/ 376؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وله أو لأبي شبل الأعرابي في الدرر 2/ 237؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 35؛ وشرح ابن عقيل ص215؛ ولسان العرب 2/ 315 "ضربج"، 14/ 167 "حجا"؛ وهمع الهوامع 1/ 148. اللغة والمعنى: أحجو: أظن: ألمت بنا: أصابتنا. الملمات: ج الململة، وهي المصيبة. يقول: قد كنت أظن أن أبا عمرو صديق مخلص، ولكن مصائب الدهر قد كشفته وأظهرت حقيقته. الإعراب: قد: حرف تحقيق. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". أحجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. والفاعل: أنا. أبا: مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. عمرو: مضاف إليه مجرور. أخا: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف. ثقة: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف جر وغاية. ألمت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة بعد "حتى" والفعل "ألمت" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أحجو". بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"ألم". يوما: ظرف متعلق بـ"ألم". ملمات: فاعل مرفوع. وجملة "قد كنت أحجو ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أحجو ... " الفعلية في محل نصب خبر "كان". والشاهد فيه قوله: "أحجو أبا عمرو أخا ثقة" حيث ورد الفعل "حجا" بمعنى "ظن" فنصب مفعولين.

فإذا كانت بمعنى غلب في المحاجاة1، أو قصد2، أو رد؛ تعدت إلى واحد، وإن كانت بمعنى أقام3 أو بخل فهي لازمة. و"درى" بمعنى "علم"، كقوله "من البسيط": 323- دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط ... فإن اغتباطا بالوفاء حميد والأكثر فيه أن يتعدى إلى واحد بالباء، تقول: "دريت بكذا"؛ فإن دخلت عليه همزة النقل تعدى إلى واحد بنفسه وإلى آخر بالباء، نحو: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا

_ 1 المحاجاة: تبادل الأحجيات. 2 ومنه قول الأخطل "من الطويل": حجونا بني النعمان إن عص ملكهم ... وقبل بني النعمان حاربنا عمرو 3 ومنه قول الحجاج "من الرجز": فهن يعكفن به إذا حجا ... عكف النبط يلعبون الفنزجا 323- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 33؛ والدرر 2/ 245؛ وشرح التصريح 1/ 247؛ وشرح ابن عقيل ص212، 218؛ وشرح قطر الندى ص171؛ والمقاصد النحوية 2/ 372؛ وهمع الهوامع 1/ 149. اللغة والمعنى: دريت: علمت. الوفي العهد: الصادق في ولائه. عرو: ترخيم عروة، وهو اسم رجل. الاغتباط: السرور. يقول: لقد علم أنك وفي للعهد، فحق لك أن تسريا عروة وتحمد. الإعراب: دريت: فعل ماض للمجهول، والتاء: نائب فاعل. الوفي: مفعول به ثان، وهو مضاف. العهد: مضاف إليه مجرور. يا: حرف نداء. عرو: منادى مرخم مبني على الضم المقدر على التاء المحذوفة في محل نصب على النداء. فاغتبط: الفاء: حرف عطف، اغتبط: فعل أمر، والفاعل: أنت. فإن: الفاء: حرف استئناف أو تعليل، إن: حرف مشبه بالفعل. اغتباطا: اسم "إن" منصوب. بالوفاء: جار ومجرور متعلقان بـ"اغتباطا". حميد: خبر "إن". وجملة "دريت الوفي العهد" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يا عرو" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "اغتبط" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو جواب شرط جازم محذوف مع فعله تقديره: "فإن كنت فاغتبط". وجملة "إن اغتباطا حميد" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها تعليلية. والشاهد فيه مجيء "درى" بمعنى "علم" فنصبت مفعولين، وهما التاء في "دريت"، وهي نائب فاعل، وأصلها مفعول به، وقوله "الوفي".

أَدْرَاكُمْ بِهِ} 1 وتكون بمعنى ختل2 -أي: خدع- فتعدى لواحد، نحو: "دريت الصيد"، أي: ختلته "وجعل اللذ كاعتقد" في المعنى، نحو: {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} 3؛ فإن كانت بمعنى "أوجد" أو "أوجب" تعدت إلى واحد، نحو: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} 4، وتقول: جعلت للعامل كذا، والتي بمعنى "أنشأ" قد مضى الكلام عليها في بابها. وأما التي بمعنى "صبر" فستأتي؛ و"هب" بلفظ الأمر بمعنى "ظن"، كقوله "من المتقارب": 324- فقلت أجرني أبا خالد ... وإلا فهبني امرأ هالكا

_ 1 يونس: 16. 2 ومنه قول الأخطل "من الطويل": فإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني ... بسهمك فالرامي يصيد ولا يدري 3 الزخرف: 19. 4 الأنعام: 1. 324- التخريج: البيت لعبد الله بن همام السلولي في تخليص الشواهد ص442؛ وخزانة الأدب 9/ 36؛ والدرر 2/ 243؛ وشرح التصريح 1/ 248؛ وشرح شواهد المغني 2/ 932؛ ولسان العرب 1/ 804 "وهب"؛ ومعاهد التنصيص 1/ 285؛ والمقاصد النحوية 2/ 378؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 37؛ وشرح ابن عقيل ص216؛ ومغني اللبيب 2/ 594؛ وهمع الهوامع 1/ 149. اللغة والمعنى: أجرني: أغثني، احمني. هبني: اعتبرني. يقول: أغثني واحمني يا أبا مالك وإلا فاعتبرني من الهالكين. الإعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماض، والتاء: فاعل. أجرني: فعل أمر، والفاعل: أنت، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. أبا: منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. مالك: مضاف إليه مجرور. وإلا: الواو: حرف استئناف، إلا: مركبة من "إن" الشرطية، و"لا" النافية، وفعل الشرط محذوف تقديره: "وإلا تجرني فهبني". فهبني: الفاء: رابطة لجواب الشرط، هبني: فعل أمر، والفاعل: أنت، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. امرأ: مفعول به ثان منصوب. هالكا: نعت "امرأ". وجملة "قلت أجرني" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أجرني" الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "أبا مالك" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة " ... فهبني" الشرطية مع جوابها لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "هبني" الفعلية في محل جزم جواب الشرط لاقترانها بالفاء. والشاهد فيه قوله: "فهبني امرأ" حيث جاء الفعل "هب" دالا على الرجحان، فنصب مفعولين هما الياء في "هبني"، و"امرأ".

أي: اعتقدني، و"تعلم" بمعنى "اعلم"، كقوله "من الطويل": 325- تعلم شفاء النفس قهر عدوها ... فبالغ بلطف في التحيل والمكر والكثير المشهور استعمالها في "أن" وصلتها، كقوله "من الطويل": 326- فقلت تعلم أن للصيد غرة ... وإلا تضيعها فإنك قاتله

_ 325- التخريج: البيت لزياد بن سيار في خزانة الأدب 9/ 129؛ والدرر 2/ 246؛ وشرح التصريح 1/ 247؛ وشرح شواهد المغني 2/ 923؛ والمقاصد النحوية 2/ 374؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 31؛ وشرح ابن عقيل ص212؛ وهمع الهوامع 1/ 149. اللغة والمعنى: تعلم: تيقن. شفاء النفس: راحة البال. التحيل: استعمال الحيلة. المكر: الخديعة. يقول: كن على يقين. شفاء النفس: راحة البال. التحيل: استعمال الحيلة. المكر: الخديعة. يقول: كن على يقين بأن شفاء النفس وراحتها لا تكون إلا بالانتصار على عدوها، لذلك من الواجب أن تحتاط للأمر بالاحتيال والخديعة. الإعراب: تعلم: فعل أمر، والفاعل: أنت. شفاء: مفعول به أول، وهو مضاف. النفس: مضاف إليه مجرور. قهر: مفعول به ثان، وهو مضاف. عدوها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. فبالغ: الفاء: حرف عطف، أو رابطة لجواب شرط محذوف تقديره: "إذا كان الأمر كذلك فبالغ"، بالغ: فعل أمر، والفاعل: أنت. بلطف: جار ومجرور متعلقان بـ"بالغ". في التحيل: جار ومجرور متعلقان بـ"بالغ". والمكر: الواو: حرف عطف، المكر: اسم معطوف على "التحيل" مجرور. وجملة "تعلم شفاء النفس قهر عدوها" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "بالغ ... " الفعلية معطوفة على جملة "تعلم". والشاهد فيه مجيء الفعل "تعلم" بمعنى "اعلم"، فنصب مفعولين هما "شفاء"، و"قهر". 326- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص134؛ وشرح التصريح 1/ 247؛ ولسان العرب 13/ 13 "أذن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 374. شرح المفردات: الغرة: الغفلة. المعنى: يقول: اعلم أن للصيد غفلة يجب الاستفادة منها، فمن اغتنمها ظفر بصيده. الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "تعلم": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "أن": حرف مشبه بالفعل. "للصيد": جار ومجرور متعلقان بخبر "أن" المحذوف. "غرة": اسم "أن" منصوب. وجملة "أن" ومعمولاها سدت مسد مفعولي "تعلم". "وإلا": الواو حرف استئناف. "إن" حرف شرط جازم، "لا": حرف نفي. "تضيعها": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت"، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "فإنك": الفاء رابطة جواب الشرط، "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". "قاتله": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. =

وقوله "من الطويل": 327- تعلم رسول الله أنك مدركي ... "وأن وعيدا منك كالأخذ باليد" وفي حديث الدجال "تعلموا أن ربكم ليس بأعور" أي: اعلموا. فإن كانت بمعنى "تعلم الحساب" ونحوه، تعدت لواحد. فقد بان لك أن أفعال القلوب المذكورة على أربعة أنواع: الأول: ما يفيد في الخبر يقينا، وهو ثلاثة: وجد، وتعلم، ودرى. والثاني: ما يفيد فيه رجحانا، وهو خمسة: جعل، وحجا، وعد، وزعم، وهب. والثالث: ما يرد للآمرين، والغالب كونه لليقين، وهو اثنان: رأى، وعلم.

_ = وجملة: "تضيعها فقلت ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "تعلم ... " في محل نصب مفعول به. وجملة: "إلا تضيعها ... " الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإنك قاتله" في محل جزم جواب الشرط. الشاهد: قوله: "تعلم أن للصيد غرة" حيث ورد "تعلم" بمعنى "اعلم، وعدي إلى مفعولين سدت "أن" ومعمولاها مسدهما. وهذا هو الكثير في الاستعمال. 327- التخريج: البيت ملفق من بيتين لأسيد بن أبي إياس الهذلي في شرح أشعار الهذليين 2/ 627؛ ومغني اللبيب ص2/ 594. اللغة والمعنى: مدركي: تبلغني. الوعيد: التهديد. الإعراب: تعلم: فعل أمر، والفاعل: أنت. رسول: منادى منصوب وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. أنك: حرف مشبه بالفعل، والكاف: في محل نصب اسم "إن" مدركي: خبر "أن" مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة وأن: الواو: حرف عطف، أن: حرف مشبه بالفعل. وعيدا: اسم "أن" منصوب. منك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره: "موجود". كالأخذ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره "موجود". باليد: جار ومجرور متعلقان بـ"الأخذ". وجملة "تعلم رسول الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة " ... رسول الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "أنك مدركي" الاسمية في محل نصب مفعول به. وجملة "أن وعيدا ... " الاسمية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه استعمال الفعل "تعلم" بمعنى "اعلم" فتعدى إلى مفعولين سدت "أن" وما بعدها مسدهما، وهذا هو الأكثر في تعدي هذا الفعل.

والرابع: ما يرد لهما والغالب كونه للرجحان، وهو ثلاثة: ظن، وخال، وحسب. تنبيه: إنما قال: "أعني رأى, إلى آخره" إيذانا بأن أفعال القلوب ليست كلها تنصب مفعولين؛ إذ منها ما لا ينصب إلا مفعولا واحدا، نحو: "عرف" و"فهم"، ومنها لازم، نحو: "جبن" و"حزن". وهذا شروع في النوع الثاني من أفعال الباب، وهي أفعال التصيير "والتي كصيرا" من الأفعال في الدلالة على التحويل، نحو: جعل، واتخذ، وتخذ، ووهب، وترك، ورد "أيضا بها انصب" بعد أن تستوفي فاعلها "مبتدأ وخبرا"، نحو "من الرجز": 328- "ولعبت طير بهم أبابيل" ... فصيروا مثل كعصف مأكول ونحو: {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} 1، ونحو: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} 2 وكقوله "من الوافر": 329- تخذت غراز إثرهم دليلا ... "وفروا في الحجاز ليعجزوني"

_ 328- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص181؛ وخزانة الأدب 10/ 168، 175، 184، 189؛ وشرح التصريح 1/ 252؛ وشرح شواهد المغني 1/ 503؛ والمقاصد النحوية 2/ 402؛ ولحميد الأرقط في الدرر 2/ 250؛ والكتاب 1/ 408؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص90؛ وخزانة الأدب 7/ 73؛ ورصف المباني ص201؛ وسر صناعة الإعراب ص296؛ ولسان العرب 9/ 247 "عصف"؛ ومغني اللبيب 1/ 180؛ والمقتضب 4/ 141، 350؛ وهمع الهوامع 1/ 150. شرح المفردات: العصف: بقل الزرع. المعنى: يقول أصبحوا كبقل أكل ولم يبق منه ما يستفاد منه. الإعراب: "فصيروا": الفاء بحسب ما قبلها، "صيروا": فعل ماض للمجهول، والواو ضمير في محل رفع نائب فاعل. "مثل": مفعول به ثان. "كعصف": الكاف زائدة، "عصف": مضاف إليه مجرور. "مأكول": نعت "عصف" مجرور بالكسرة وحرك بالسكون للضرورة الشعرية. وجملة "صيروا" بحسب ما قبلها. الشاهد: قوله: "فصيروا مثل" حيث استعمل الفعل "صير" بمعنى "حول من حالة إلى حالة"، ونصب بها مفعولين أولهما: واو الجماعة التي أنابها عن الفاعل، وثانيهما: "مثل". 1 الفرقان: 23. 2 النساء: 125. 239- التخريج: البيت لأبي جندب الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1/ 354؛ وشرح التصريح 1/ 252؛ ولسان العرب 5/ 370 "عجز"؛ والمقاصد النحوية 2/ 400. =

وما حكاه ابن الأعرابي من قولهم: وهبني الله فداك، ونحو: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} 1، وقوله "من الطويل": 330- وربيته حتى إذا ما تركته ... أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه

_ = شرح المفردات: تخذ: أخذ. "غراز": اسك واد. يعجزوني: يجعلوني عاجزا. المعنى: يقول: سرت وراءهم في وادي غراز، متتبعا آثارهم، وقد هربوا مني خلسة في الحجاز كي لا أدركهم. الإعراب: "تخذ": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "غراز": مفعول به أول منصوب. "إثرهم": ظرف مكان منصوب متعلق بـ"تخذ"، وهو مضاف، و"هم" ضمير في محل جر بالإضافة. "دليلا": مفعول به ثان منصوب. "وفروا": الواو حرف عطف أو حالية، "فروا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف: فارقة. "في الحجاز": جار ومجرور متعلقان بـ"فروا". "ليعجزوني": اللام للتعليل، "يعجزوني": فعل مضارع منصوب بـ"أن" المضمرة بعد اللام. وعلامة نصبه حذف النون، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فروا". وجملة: "تخذت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فروا" معطوفة على الجملة السابقة، أو في محل نصب حال. وجملة "يعجزوني" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "تخذت غراز إثرهم دليلا" حيث نصب "تخذ" الدال على التصيير مفعولين أولهما: "غراز"، وثانيهما: "دليلا". 1 الكهف: 99 والاستشهاد بهذه الآية على أن "ترك" تأتي بمعنى "صير" و"جعل" وهذا الأمر مختلف فيه. 330- التخريج: البيت لفرعان بن الأعرف في الدرر 2/ 251؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1445؛ ولسان العرب 3/ 122 "جعد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 398؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 150. اللغة: واستغنى عن المسح شاربه: كناية عن الكبر، والاستغناء عن الناس. المعنى: يقول: إنه رباه إلى أن كبر، وأصبح بإمكانه أن يخدم نفسه بنفسه دون أن يخدم بنفسه دون أن تكون له حاجة إلى سواه. الإعراب: "وربيته": الواو بحسب ما قبلها، "ربيته": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "حتى": ابتدائية. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "تركته": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "أخا": مفعول به ثان، وهو مضاف. "القوم": مضاف إليه مجرور. "واستغنى" الواو حرف عطف، "استغنى": فعل ماض. "عن المسح": جار ومجرور متعلقان بـ"استغنى". "شاربه": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "ربيته" بحسب ما قبلها. وجملة: "إذا ما تركته ... " الشرطية استئنافية لا محل لها من =

ونحو: {لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا} 1، وقوله "من الوافر": 331- رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بمقدار سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضا ... ورد وجوههن البيض سودا 209- وخص بالتعليق والإلغاء ما ... من قبل هب والأمر عب قد ألزما 210- كذا تعلم ولغير الماض من ... سواهما اجعل كل ما له زكن "وخص بالتعليق"، وهو إبطال العمل لفظا لا محلا "والإلغاء" هو إبطاله لفظا ومحلا،

_ = الإعراب. وجملة: "تركته" في محل جر بالإضافة. وجملة: "استغنى ... " معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "تركته أخا القوم" حيث ورد الفعل "ترك" بمعنى "حول" أو "صير"، فنصب مفعولين أولهما الهاء، وثانيهما "أخا". 1 البقرة: 109 وأكثر المفسرين على أن "يردونكم" في هذه الآية الكريمة ليست بمعنى يصيرونكم، بل هي بمعنى يرجعونكم، وعليه يكون قوله "كفارا" حالا من الضمير الذي للمخاطبين الواقع مفعولا. وشبهة الشارح تبعا لبعض المفسرين في أن "يردونكم" بمعنى يصيرونكم أننا لو جعلناه بمعنى يرجعونكم لدل على أن المخاطبين كانوا كفارا ثم آمنوا مع أننا نقطع بأن بعضهم لم يكن كافرا كمن ولد في الإسلام، وهذه شبهة ضعيفة؛ لأن الخطاب لا يدل على أن المراد كل واحد منهم، ويكفي أن يكون أكثرهم قد كان كذلك. 331- التخريج: البيتان لعبد الله بن الزبير في ملحق ديوانه ص143-144؛ وتخليص الشواهد ص443؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص941؛ والمقاصد النحوية 2/ 417؛ ولأيمن بن خريم في ديوانه ص126؛ ولفضالة بن شريك في عيون الأخبار 3/ 76؛ ومعجم الشعراء ص309؛ وللكميت بن معروف في ذيل الأمالي ص115؛ وبلا نسبة في لسان العرب 3/ 219 "سمد" "البيت الأول فقط". اللغة: الحدثان: مصائب الدهر. سمدن: حزن. السمود: الحزن. المعنى: يقول: إن الدهر قد أنزل مصائبه بنساء بني حرب وجعلهن شديدات الحزن، فصير شعورهن بيضا من الهم، وسود وجوههن من شدة اللطم. الإعراب: "رمى": فعل ماض. "الحدثان": فاعل مرفوع. "نسوة": مفعول به، وهو مضاف. "آل": مضاف إليه، وهو مضاف. "حرب": مضاف إليه. "بمقدار": جار ومجرور متعلقان بـ"رمى". "سمدن": فعل ماض، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"سمد". "سمودا": مفعول مطلق منصوب. "فرد": الفاء حرف عطف، "رد": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "شعورهن": مفعول به أول، وهو مضاف، "هن": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "السود": نعت "شعور" منصوب. "بيضا": مفعول به ثان منصوب. "ورد": الواو حرف عطف، "رد": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "وجوههن": مفعول به منصوب، وهو مضاف، "هن" ضمير في محل جر بالإضافة. "البيض": نعت "وجوه" منصوب. "سودا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وجملة: "رمى الحدثان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سمدن" في محل جر نعت =

"ما" ذكر "من قبل هب" من أفعال القلوب، وهو أحد عشر فعلا، وذلك لأن هذه الأفعال لا تؤثر فيما دخلت عليه تأثير الفعل في المفعول؛ لأن متناولها في الحقيقة ليس هو الأشخاص، وإنما متناولها الأحداث التي تدل عليها أسامي الفاعلين والمفعولين، فهي ضعيفة العمل؛ بخلاف أفعال التصيير. وإنما لم يدخل التعليق والإلغاء "هب" و"تعلم" -وإن كان قلبيين- لضعف شبههما بأفعال القلوب، من حيث لزوم صيغة الأمر، كما أشار إليه بقوله: "والأمر هب قد ألزما، كذا تعلم" ألزما: ماض مجهول فيه ضمير مستتر يعود على "هب" نائب عن الفاعل، والألف للإطلاق، والأمر نصب بالمفعولية، والجملة خبر المبتدأ، وهو "هب". "ولغير الماض" وهو: المضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والمصدر "من سواهما" أي: سوى "هب" و"تعلم"، من أفعال الباب "اجعل كل ماله"، أي: للماضي "زكن"، أي: علم، من الأحكام، من نصب مفعولين هما في الأصل مبتدأ وخبر، نحو: "أظن زيدا قائما"، ويا هذا ظن زيدا قائما، و"أنا ظان زيدا قائما"، و"مررت برجل مظنون أبوه قائما"، و"أعجبني ظنك زيدا قائما"؛ ومن جواز الإلغاء في القلبي وتعليقه على ما ستراه. 211- وجوز الإلغاء لا في الابتدا ... وانو ضمير الشأن أو لام ابتدا 212- في موهم إلغاء ما تقدما ... والتزم التعليق قبل نفي "ما" 213- و"إن" و"لا" لام ابتداء أو قسم ... كذا والاستفهام ذا له انحتم "وجوز الإلغاء لا في" حال "الابتدا" بالفعل، بل في حال توسطه أو تأخره، وصدق ذلك بثلاث صور:

_ = "مقدار". وجملة: "فرد شعورهن ... " معطوفة على جملة "رمى الحدثان" فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. وجملة: "رد وجوههن ... " معطوفة على "رد شعورهن". الشاهد: قوله: "فرد شعورهن ... " و"رد وجوههن ... " حيث ورد الفعل "رد" بمعنى التصيير أو التحويل، فنصب مفعولين، أولهما في الجملة الأولى: "شعورهن"، وثانيهما "بيضا". وفي الجملة الثانية المفعول الأول هو: "وجوههن"، والمفعول الثاني هو "سودا".

الأولى: أن يتوسط الفعل بين المفعولين، والإلغاء والإعمال حينئذ سواء، كقوله "من الوافر": 332- شجاك أظن ربع الظاعنين ... "فلم تعبأ بعذل العاذلينا" يروى برفع "ربع" على أنه فاعل "شجاك": أي أحزنك، و"أظن": لغو، وينصبه على أنه مفعول أول لـ"أظن"، و"شجاك": المفعول الثاني مقدم. الثانية: أن يتأخر عنهما، والإلغاء حينئذ أرجح، كقوله "من الخفيف": 333- آت الموت تعلمون فلا ير ... هبكم من لظى الحروب اضطرام

_ 332- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص446؛ والدرر 2/ 261؛ وشرح شواهد المغني 2/ 806؛ والمقاصد النحوية 2/ 419؛ وهمع الهوامع 1/ 153. اللغة: الشجو: الحزن والغصة. الربع: الطلل "رسم الديار". الظاعن: المسافر. لم يعبأ: لم يبال ولم يعر انتباها. المعنى: إن سبب حزنك، منظر ديار الحبيبة وهو خاو من أهله، وقد أخذ عليك قلبك وعقلك، فأظهرت أساك غير عابئ بلوم أو تقريع. الإعراب: شجاك: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أظن: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. ربع: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. الظاعنينا: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والألف للإطلاق. ولم: "الواو": عاطفة، "لم": حرف نفي وقلب وجزم. تعبأ: فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه السكون الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. بعذل: جار ومجرور متعلقان بالفعل تعبأ، وهو مضاف. العاذلينا: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والألف للإطلاق. وجملة "شجاك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أظن": اعتراضية لا محل لها. وجملة "لم تعبأ": معطوفة على ابتدائية فهي مثلها لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "أظن" وقد وقع بين الفعل وفاعله، وبالتالي يجوز إعماله أو إلغاؤه. 333- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص445؛ والمقاصد النحوية 2/ 402. اللغة: أرهب: أخاف. لظى الحروب: نار الحروب. اضطرام: اشتعال. المعنى: يقول: إن الموت واقع لا محالة، فلم يخافه الناس؟ ولماذا يخافون الحروب إذا اشتعلت واشتد أوارها؟ الإعراب: آت: خبر مقدم مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. الموت: مبتدأ مؤخر مرفوع. تعلمون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. فلا: "الفاء": فاء الفصيحة، و"لا": الناهية. يرهبكم: فعل مضارع مجزوم، و"كم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. من لظى: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "اضطرام" وأصله نعت له، ولكن =

الثالثة: أن يتقدم عليهما ولا يبتدأ به، بل يتقدم عليه شيء، نحو: "متى ظننت زيدا قائما"، والإعمال حينئذ أرجح، وقيل: واجب. ولا يجوز إلغاء المتقدم، خلافا للكوفيين والأخفش؛ "وانو ضمير الشأن"؛ ليكون هو المفعول الأول، والجزآن جملة في موضع المفعول الثاني، "أو" انو "لام ابتدا" لتكون المسألة من باب التعليق "في موهم إلغاء ما تقدما" كقوله "من البسيط": 334- أرجو وآمل أن تدنو مودتها ... وما إخال لدينا منك تنويل

_ = نعت النكرة إذا تقدم أعرب حالا، وهو مضاف. الحروب: مضاف إليه مجرور. اضطرام: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "الموت آت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تعلمون": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يرهبكم": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "آت الموت تعلمون" حيث أخر الفعل الذي يتعدى إلى مفعولين عن مفعوليه، وألغى عمل الفعل عن هذين المفعولين، ورفعهما على أنهما مبتدأ وخبر، والأصل: "تعلمون الموت آتيا". 334- التخريج: البيت لكعب بن زهير في ديوانه ص62؛ وخزانة الأدب 11/ 311؛ والدرر 1/ 172، 2/ 259؛ وشرح التصريح 1/ 258؛ وشرح عمدة الحافظ ص248؛ والمقاصد النحوية 2/ 412؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص220؛ وهمع الهوامع 1/ 53، 153. شرح المفردات: الرجاء: توقع الخير. تدنو: تقرب. إخال: أظن. التنويل: العطاء. المعنى: يتمنى لو يكون حبها وشيكا منه، ولكنه يستدرك بقوله: لا أظن أن ذلك سيتم. الإعراب: "أرجو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "وآمل": الواو حرف عطف، "آمل" كإعراب "أرجو". "أن": حرف نصب ومصدرية. "تدنو": فعل مضارع منصوب. "مودتها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "وما": الواو حرف عطف، "ما": حرف نفي. "إخال": فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "لدينا": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب مفعول به. "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"تنويل". "تنويل": مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة: "أرجو" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وآمل" معطوفة على جملة "أرجو". وجملة "تدنو مودتها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "لدينا تنويل" في محل نصب مفعول به لـ"إخال". الشاهد: قوله: "إخال لدينا تنويل" حيث ألغى عمل الفعل القلبي "إخال" مع تقدمه على معموليه، فرفع "تنويل" على الابتداء، وخبره المجرور قبله. والقياس فتح همزة "إخال".

وقوله "من البسيط": 335- كذاك أدبت حتى صار من خلقي ... أني رأيت ملاك الشيمة الأدب فعلى الأول التقدير: إخاله، ورأيته: أي الشان، وعلى الثاني لملاك، وللدينا، فالفعل عامل على التقديرين. نعم يجوز أن يكون ما في البيتين من باب الإلغاء؛ لتقدم "ما" في الأول و"إني" في الثاني على الفعل، لكن الأرجح خلافه، كما عرفت، فالحمل على ما سبق أولى.

_ 335- التخريج: البيت لبعض الفزاريين في خزانة الأدب 9/ 139، 143، 10/ 335؛ والدرر 2/ 257؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 133؛ وتخليص الشواهد ص449؛ وشرح التصريح 1/ 258؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1146؛ وشرح عمدة الحافظ ص249؛ وشرح ابن عقيل ص221؛ والمقاصد النحوية 2/ 411، 3/ 89؛ والمقرب 1/ 117؛ وهمع الهوامع 1/ 153. شرح المفردات: أدب: هذب. الملاك: الأمر الذي يملك. الشيمة: الخصلة الحميدة، الخلق. المعنى: يقول: على هذا المنوال نشأت وتعلمت حتى صارت مكارم الأخلاق من شيمتي، والأدب منهج سلوكي. الإعراب: "كذاك" الكاف اسم بمعنى "مثل" مفعول مطلق نائب عن المصدر، وهو مضاف، "ذاك": اسم إشارة في محل جر بالإضافة، أو الكاف حرف جر، "ذاك" اسم إشارة في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت للمفعول المطلق. "أدبت": فعل ماض للمجهول، والتاء في محل رفع نائب فاعل. "حتى": حرف غاية وجر. "صار": فعل ماض ناقص. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أدبت". "من خلقي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "صار"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "أني": حرف مشبه بالفعل، والياء في محل نصب اسم "أن". "رأيت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ملاك": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الشيمة": مضاف إليه مجرور. "الأدب": خبر المبتدأ مرفوع. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع اسم "صار". وجملة المبتدأ والخبر سدت مسد مفعولي "رأيت". وجملة "أدبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "صار" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "رأيت ملاك الشيمة الأدب" حيث ألغى عمل "رأيت" مع تقدمه، ولو أعمله لقال: "رأيت ملاك الشيمة الأدبا" بنصب "ملاك" و"الأدبا" على أنهما مفعولان لـ"رأيت". وخرجه البصريون على ثلاثة أوجه: الأول أنه من باب التعليق، ولام الابتداء مقدرة الدخول على "ملاك". والثاني أنه من باب الإعمال، والمفعول الأول ضمير شأن محذوف، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب مفعول ثان. والثالث أنه من باب الإلغاء، ولكن سبب الإلغاء أن الفعل لم يكن في أول الكلام، بل قد سبقه قول الشاعر "أني".

"والتزم التعليق" عن العمل في اللفظ، إذا وقع الفعل قبل شيء له الصدر، كما إذا وقع "قبل نفي ما" النافية، نحو: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ} 1، "وإن، ولا" النافيتين في جواب قسم ملفوظ أو مقدر، نحو: "علمت والله إن زيد قائم، و"علمت إن زيد قائم"، و"علمت والله لا زيد في الدار ولا عمرو"، و"علمت لا زيد في الدار ولا عمرو"؛ "ولام ابتداء أو" لام جواب "قسم كذا"، نحو: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ} 2، وكقوله "من الكامل": 336- ولقد علمت لتأتين منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها "والاستفهام ذا" الحكم "له انحتم" سواء كان بالحرف، نحو: {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ

_ 1 الأنبياء: 65. 2 البقرة: 102. 336- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص308؛ وتخليص الشواهد ص453؛ وخزانة الأدب 9/ 159-161؛ والدرر 2/ 263؛ وشرح شواهد المغني 2/ 828؛ والكتاب 3/ 110؛ والمقاصد النحوية 2/ 405؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 61؛ وخزانة الأدب 10/ 334؛ وسر صناعة الإعراب ص400؛ وشرح قطر الندى ص176؛ ومغني اللبيب 2/ 401، 407؛ وهمع الهوامع 1/ 154. اللغة والمعنى: المنية: الموت. تطيش: تخطئ. يقول: لقد عرفت أن الموت لا مفر منه، وأن سهامه لا تخطئ أحدا من الناس عاجلا أم آجلا. الإعراب: ولقد: الواو: بحسب ما قبلها، لقد: اللام: موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. علمت: فعل ماض، والتاء: فاعل. لتأتين: اللام: واقعة في جواب القسم، تأتين: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون: للتوكيد. منيتي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف. والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. إن: حرف مشبه بالفعل. المنايا: اسم "إن" منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. لا: حرف نفي. تطيش: فعل مضارع مرفوع. سهامها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة. وجملة "قد علمت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "تأتين منيتي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "إن المنايا ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "لا تطيش سهامها" الفعلية في محل رفع خبر "إن". والشاهد فيه قوله: "علمت لتأتين منيتي" حيث جاء الفعل "علم" المتعدي إلى مفعولين معلقا عن العمل لفظا لا تقديرا بسبب اعتراض اللام الواقعة في جواب القسم بينه وبين معموليه.

بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} 1 أم بالاسم، سواء كان الاسم مبتدأ نحو: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} 2، {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا} 3، أم خبرا، نحو: "علمت متى السفر"، أم مضافا إليه المبتدأ، نحو: "علمت أبو من زيد"، أم فضلة، نحو: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} 4 فـ"أي": نصب على المصدر بما بعده، أي: ينقلبون منقلبا أي انقلاب، وليس منصوبا بما قبله؛ لأن الاستفهام له الصدر؛ فلا يعمل فيه ما قبله. تنبيهات: الأول: إذا كان الواقع بين المعلق والمعلق غير مضاف، نحو: "علمت زيدا من هو"، جاز نصبه، وهو الأجود؛ ولكونه غير مستفهم به ولا مضاف إلى مستفهم به، وجاز أيضا رفعه؛ لأنه المستفهم عنه في المعنى، وهذا شبيه بقولهم: "إن أحدا لا يقول ذلك"، فـ"أحد" هذا لا يستعمل إلا بعد نفي، وهنا قد وقع قبل النفي؛ لأنه والضمير في "لا يقول" شيء واحد في المعنى. الثاني: من المعلقات أيضا "لعل"، نحو: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ} 5. ذكر ذلك أبو علي في التذكرة، و"لو" الشرطية؛ كقوله "من الطويل": 337- وقد علم الأقوام لو أن حاتما ... أراد ثراء المال كان له وفر

_ 1 الأنبياء: 109. 2 الكهف: 12. 3 طه: 71. 4 الشعراء: 227. 5 الأنبياء: 111. 337- التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص202؛ والأغاني 17/ 276، 295؛ وأمالي الزجاجي ص209؛ وخزانة الأدب 4/ 213؛ والدرر 2/ 264؛ والشعر والشعراء 1/ 253؛ ولسان العرب 4/ 548 "عذر"، 14/ 110 "ثرا"؛ وهمع الهوامع 1/ 154؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص789. المعنى: يقول: لقد علم الناس لو أن حاتما أراد جمع المال لكان له المال الوفير. الإعراب: وقد: الواو: بحسب ما قبلها، قد: حرف تحقيق. علم: فعل ماض. الأقوام: فاعل مرفوع. لو: حرف امتناع لامتناع. أن: حرف مشبه بالفعل. حاتما: اسم "أن" منصوب. أراد: فعل ماض، والفاعل: هو. ثراء: مفعول به لـ"أراد"، وهو مضاف. المال: مضاف إليه مجرور. كان: فعل ماض ناقص. له: جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف. وفر: اسم "كان" مؤخر مرفوع. وجملة "قد علم الأقوام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أراد ... " الفعلية في محل رفع خبر "أن". وجملة "كان له وفر" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. والشاهد فيه قوله: "علم الأقوام ... " حيث علق الفعل "علم" عن العمل –وهو ينصب مفعولين- لوقوع "لو" قبلهما.

و"إن" التي في خبرها اللام، نحو: "علمت إن زيدا لقائم"، ذكر ذلك جماعة من المغاربة. والظاهر أن المعلق إنما هو اللام لا "إن"، إلا أن ابن الخباز حكى في بعض كتبه أنه يجوز: "علمت إن زيدا قائم"، بالكسر مع عدم اللام، وأن ذلك مذهب سيبويه، فعلى هذا المعلق "إن". الثالث: قد عرفت أن الإلغاء سبيله عند وجود سببه الجواز، والتعليق سبيله الوجوب، وأن الملغى لا عمل له البتة، والمعلق عامل في المحل، حتى يجوز العطف بالنصب على المحل، كقوله "من الطويل": 338- وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت يروى بنصب "موجعات" بالكسرة عطفا على محل قوله "ما البكا". ووجه تسميته تعليقا أن العامل ملغى في اللفظ عامل في المحل؛ فهو عامل لا عامل،

_ 338- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص95؛ وخزانة الأدب 9/ 144؛ وشرح التصريح 1/ 257؛ وشرح شواهد المغني ص813، 824؛ وشرح قطر الندى ص178؛ ومغني اللبيب ص419؛ والمقاصد النحوية 2/ 408؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 64. اللغة والمعنى: أدري: أعرف. عزة: اسم حبيبة الشاعر. تولت: ابتعدت. يقول: لم أكن أعرف البكاء والحسرة إلا بعد أن ابتعدت عزة، وتخلت عني. الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنا. قبل: ظرف متعلق بـ"أدري"، وهو مضاف. عزة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، البكا: خبر المبتدأ مرفوع. أو "ما" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ، و"البكا": مبتدأ مؤخر مرفوع. ولا: الواو: حرف عطف، لا: حرف لتأكيد النفي. موجعات: معطوف على محل جملة "ما البكى" منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. القلب: مضاف إليه مجرور. حتى: حرف جر وغاية. تولت: فعل ماض، والفاعل: هي، والتاء: للتأنيث. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أدري". وجملة "ما كنت أدري" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "ما البكا" الاسمية في محل نصب مفعول به لـ"أدري". وجملة "تولت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لإنها صلة الموصول الحرفي. والشاهد فيه قوله: "ولا موجعات" حيث عطف بالنصب على محل مفعول "أدري"، الذي بمعنى "أعلم"، فهو يقتضي مفعولين، و"ما" الاستفهامية في قوله: "ما البكا" علق "أدري" عن العمل لفظا لا محلا، لأن اسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله، لأن رتبته التصدير.

فسمي معلقا أخذا من المرأة المعلقة التي لا مزوجة ولا مطلقة؛ ولهذا قال ابن الخشاب: لقد أجاد أهل هذه الصناعة في هذا اللقب لهذا المعنى. الرابع: قد ألحق بأفعال القلوب في التعليق أفعال غيرها، نحو: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} 1، {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ، بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} 2، {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} 3، {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} 4، {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} 5؛ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم: أما ترى أي برق ههنا. 214- "لعلم عرفان وظن تهمه ... تعدية لواحد ملتزمه" نحو: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} 6، أي: لا تعرفون، وتقول: "سرق مالي" و"ظننت زيدا": أي اتهمته، واسم المفعول منه "مظنون" و"ظنين"، قال الله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} 7: أي بمتهم. وقد نبهت على استعمال بقية أفعال القلوب في غير ما يتعدى فيه إلى مفعولين كما رأيت؛ وإنما خص هو "علم" و"ظن" بالتنبيه لأنهما الأصل؛ إذ غيرهما لا ينصب المفعولين إلا إذا كان بمعناهما، وأيضا فغيرهما عند عدم نصب المفعولين يخرج عن القلبية غالبا، بخلافهما. 215- ولرأى الرؤيا انم ما لعلما ... طالب مفعولين من قبل انتمى "ولرأى" التي مصدرها "الرؤيا" وهي الحلمية "انم"، أي: انسب "ما لعلما طالب مفعولين من قبل انتمى"، أي: انتسب، "ما" موصول صلته "انتمى" في موضع نصب مفعول لـ"انم"، و"طالب" حال من "علم"، و"لرأى" متعلق بـ"انم"، و"لعلما" متعلق بـ"انتمى"، وكذلك "من قبل". والتقدير: انسب لرأى التي مصدرها الرؤيا الذي انتسب

_ 1 الكهف: 19. 2 القلم: 5-6. 3 الأعراف: 184. 4 الذاريات: 12. 5 يونس: 53. 6 النحل: 78. 7 التكوير: 24.

لـ"علم" متعدية إلى مفعولين من الأحكام، وذلك لأنها مثلها من حيث الإدراك بالحس الباطن، قال الشاعر "من الوافر": 239- أبو حنش يؤرقني وطلق ... وعمار وآونة أثالا أراهم رفقتي حتى إذا ما ... تجافى الليل وانخزل انخزالا إذا أنا كالذي يجري لورد ... إلى آل فلم يدرك بلالا

_ 339- التخريج: الأبيات لابن أحمر في ديوانه ص129؛ والحماسة البصرية 1/ 262؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 487؛ ولسان العرب 6/ 289 "حنش"؛ والمقاصد النحوية 2/ 421؛ وبلا نسبة في الأزمنة والأمكنة 1/ 240؛ والإنصاف 1/ 354؛ وتخليص الشواهد ص455؛ والخصائص 2/ 378. اللغة: أبو حنش، وطلق، وعمار، وأثال: أعلام رجال، وهم رفقاء الشاعر. يؤرقني: يسهدني. تجافى الليل وانخزل انخزالا: مشى بتثاقل كناية عن ظهور حقيقة رفاقه. الورد: إتيان الماء. الآل: السراب. البلال: البلل. الإعراب: "أبو": مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "حنش": مضاف إليه مجرور. "يؤرقني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو": "وطلق": الواو حرف عطف، "طلق": معطوف على "أبو". "وعمار": الواو حرف عطف، "عمار": معطوف على "أبو". "وآونة": الواو حرف عطف، "آونة": ظرف زمان منصوب، متعلق بفعل محذوف يفسره المذكور والتقدير: "يؤرقني آونة أثالا". "أثالا": معطوف على "أبو"، وحذفت تاؤه للترخيم، تقديره: "أثالة". "أراهم": فعل مضارع مرفوع، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "رفقتي": مفعول به ثان، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "حتى": ابتدائية. "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "تجافى": فعل ماض. "الليل": فاعل مرفوع بالضمة. "وانخزل": الواو حرف عطف، "انخزل": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "انخزالا": مفعول مطلق منصوب. "إذا": الفجائية. "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "كالذي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "يجري": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "لورد": جار ومجرور متعلقان بـ"يجري". "إلى آل": جار ومجرور متعلقان بـ"يجري". "فلم": الفاء حرف عطف، "لم": حرف جزم. "يدرك": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "بلالا": مفعول به منصوب. وجملة: "أبو حنش ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يؤرقني" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "أراهم" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إذا ما تجافى ... " الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تجافى الليل" في محل جر بالإضافة. وجملة: "انخزل ... " معطوفة على "تجافى". وجملة: "إذا أنا كالذي يجري" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "يجري" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لم يدرك ... " معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد: قوله: "أراهم رفقتي" حيث ورد الفعل "أرى" بمعنى "حلم" "رأى حلما"، وأجراه مجرى "علم" فنصب مفعولين أولهما "هم"، وثانيهما "رفقتي".

فهو من "أراهم" مفعول أول، و"رفقتي" مفعول ثان. وإنما قيد بقوله: "طالب مفعولين من قبل" لئلا يعتقد أنه أحال على "علم" العرفانية. فإن قلت: ليس في قوله "الرؤيا" نص على المراد؛ إذ الرؤيا تستعمل مصدرا لـ"رأى" مطلقا حلمية كانت أو يقظية. قلت: الغالب والمشهور كونها مصدرا للحلمية. "حذف معمولي هذه الأفعال أو أحدهما لدليل أو لغيره": 216- ولا تجز هنا بلا دليل ... سقوط مفعولين أو مفعول "ولا تجز هنا" في هذا الباب "بلا دليل سقوط مفعولين أو مفعول" ويسمى اقتصارا؛ أما الثاني فبالإجماع؛ وفي الأول -وهو حذفهما معا اقتصارا- خلاف؛ فعن سيبويه والأخفش المنع مطلقا، كما هو ظاهر إطلاق النظم، وعن الأكثرين الجواز مطلقا، تمسكا بنحو: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} 1، أي: يعلم، {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} 2، وقولهم: "من يسمع يخل"3؛ وعن الأعلم الجواز في أفعال الظن دون أفعال العلم. أما حذفهما لدليل -ويسمى اختصارا- فجائز إجماعا، نحو؛ {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} 4؛ وقوله "من الطويل": 340- بأي كتاب أم بأية سنة ... ترى حبهم عارا علي وتحسب

_ 1 النجم: 35. 2 الفتح: 12. 3 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في تمثال الأمثال 2/ 564؛ وجمهرة الأمثال 2/ 263؛ وفصل المقال ص412؛ وكتاب الأمثال ص290؛ ولسان العرب 11/ 226، 227 "خيل"؛ والمستقصى 2/ 362؛ ومجمع الأمثال 2/ 300، ومعناه أن من يسمع أخبار الناس ومعائبهم يقع في نفسه المكروه عليهم. 4 القصص: 62، 74. 340- التخريج: البيت للكميت في خزانة الأدب 9/ 137؛ والدرر 1/ 272، 2/ 253؛ وشرح التصريح 1/ 259؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص692؛ والمحتسب 1/ 183؛ والمقاصد النحوية =

وفي حذف أحدهما اختصارا خلاف؛ فمنعه ابن ملكون، وأجازه الجمهور. ومن ذلك -والمحذوف الأول- قوله تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} 1 في قراءة يحسبن بالياء آخر الحروف، أي: ولا يحسبن الذين يبخلون ما يبخلون به هو خيرا. ومنه -والمحذوف الثاني- قوله "من الكامل": 341- ولقد نزلت فلا تظني غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم

_ 2/ 413، 3/ 112؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص225؛ وهمع الهوامع 1/ 152. شرح المفردات: "ترى": هنا من الرأي بمعنى الاعتقاد. الإعراب: "بأي": جار ومجرور متعلقان بـ"ترى"، و"أي": مضاف. "كتاب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أم": حرف عطف. "بأية": جار ومجرور معطوفان على الجار والمجرور السابقين، و"أية": مضاف. "سنة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ترى": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. "حبهم": مفعول به أول لـ"ترى"، و"هم" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. "عارا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "علي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"عارا". "وتحسب": الواو حرف عطف، و"تحسب" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. وجملة "ترى" ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "تحسب" معطوفة على جملة "ترى" لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "تحسب" حيث حذف المفعولين لدلالة سابق الكلام عليهما، والتقدير: "وتحسب حبهم عارا علي". 1 آل عمران: 180. 341- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص191؛ وأدب الكاتب ص613؛ والأشباه والنظائر 2/ 405؛ والاشتقاق ص38؛ والأغاني 9/ 212؛ وجمهرة اللغة ص591؛ وخزانة الأدب 3/ 227، 9/ 136؛ والخصائص 2/ 216؛ والدرر 2/ 254؛ وشرح شواهد المغني 1/ 480؛ ولسان العرب 1/ 289 "حبب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 314؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 70؛ وشرح ابن عقيل ص225؛ والمقرب 1/ 117؛ وهمع الهوامع 1/ 152. المعنى: يقول: إنك قد نزلت من قلبي منزلة من يحب ويكرم، فتيقني هذا ولا تظني غيره على الإطلاق. الإعراب: ولقد: الواو بحسب ما قبلها، واللام: موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. نزلت: فعل ماض. والتاء: فاعل. فلا: الفاء: حرف عطف أو استئناف، لا: ناهية. تظني: فعل مضارع مجزوم بحذف =

217- وكتظن اجعل "تقول" إن ولي ... مستفهما به ولم ينفصل 318- بغير ظرف أو كظرف أو عمل ... وإن ببعض ذي فصلت يحتمل "وكتظن" عملا ومعنى "اجعل" جوازا. "تقول" مضارع "قال" المبدوء بتاء الخطاب؛ فانصب به مفعولين "إن ولي مستفهما به" من حرف أو اسم "ولم ينفصل" عنه "بغير ظرف أو كظرف" وهو الجار والمجرور "أو عمل" أي: معمول "وإن ببعض ذي" المذكورات "فصلت يحتمل"؛ فمن ذلك حيث لا فصل قوله "من الطويل": 342- علام تقول الرمح يثقل عاتقي ... إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت

_ = النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء: فاعل. غيره: مفعول به أول، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. مني: جار ومجرور متعلقان بـ"نزلت". بمنزلة: جار ومجرور متعلقان بـ"نزلت"، وهو مضاف. المحب: مضاف إليه مجرور. المكرم: نعت "المحب" مجرور. وجملة "لقد نزلت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "لا تظني ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو معطوفة على جملة "نزلت". والشاهد فيه قوله: "فلا تظني غيره" حيث حذف المفعول الثاني لـ"تظن" لقيام الدليل على المحذوف، وتقدير الكلام: ولقد نزلت فلا تظني غيره واقعا. 342- التخريج: البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص72؛ وخزانة الأدب 2/ 436؛ والدرر 2/ 274؛ وشرح التصريح 1/ 263؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص159؛ وشرح شواهد المغني ص418؛ ولسان العرب 11/ 575 "قول"؛ والمقاصد النحوية 2/ 436؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب ص143؛ وهمع الهوامع 1/ 157. شرح المفردات: العاتق: ما بين المنكب والعنق. كر: عطف. المعنى: يتساءل: لم يحمل الرمح ويستثقل به إذا لم يطعن به الأعداء عندما تكر الخيول، وتحتدم المعركة؟ الإعراب: "علام": جار ومجرور متعلقان بـ"تقول". "تقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ... وجوبا "أنت". "الرمح": مفعول به أول. "يثقل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ... "هو". "عاتقي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "يثقل". "أنا": توكيد الفاعل "أطعن" المحذوف. "لم": حرف جزم. "أطعن": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "يثقل". "الخيل": فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. "كرت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". وجملة "تقول" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يثقل" في محل نصب مفعول به ثان لـ"تقول" وجملة "أنا لم أطعن" في محل جر بالإضافة. وجملة "كرت الخيل" في محل جر بالإضافة؛ وجملة "لم أطعن" وجملة "كرت" تفسيريتان لا محل لهما من الإعراب. الشاهد: قوله: "علام تقول الرمح" حيث نصب "الرمح" لكون "تقول" بمعنى: "تظن".

وقوله "من الرجز": 343- متى تقول القلص الرواسما ... يدنين أم قاسم وقاسما ومنه مع الفصل بالظرف قوله "من البسيط": 344- أبعد بعد تقول الدار جامعة ... شملي بهم أم تقول البعد محتوما

_ 343- التخريج: الرجز لهدبة بن خشرم في ديوانه ص130؛ وتخليص الشواهد ص456؛ وخزانة الأدب 9/ 336؛ والدرر 2/ 273؛ والشعر والشعراء 2/ 695؛ ولسان العرب 11/ 575 "قول"، 12/ 456 "فغم"؛ والمقاصد النحوية 2/ 427؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص227؛ وهمع الهوامع 1/ 157. اللغة والمعنى: القلص: ج القلوص، وهي الفتية من الأبل. الرواسم: التي تسير سيرا شديدا. أم قاسم: كنية أخت زياد بن زيد العذري. يقول: متى نظن القلص التي تسير سيرا شديدا، تحمل أم قاسم وابنها؟ الإعراب: متى: اسم استفهام متعلق بـ"تقول". تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. القلص: مفعول به أول. الرواسما: نعت "القلص"، والألف: للإطلاق. يدين: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون: فاعل. أم: مفعول به منصوب، وهو مضاف. قاسم: مضاف إليه مجرور. وقاسما: الواو: حرف العطف، قاسما: معطوف على "أم" منصوب. وجملة "تقول القلص ... " الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "يدنين ... " الفعلية في محل نصب مفعول به ثان لـ"تقول". والشاهد فيه قوله: "تقول القلص يدنين" حيث ورد الفعل "تقول" بمعنى "تظن"، فنصب مفعولين هما "القلص" وجملة "يدنين". 344- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 232؛ وأوضح المسالك 2/ 77؛ وتخليص الشواهد ص45؛ والدرر 2/ 275؛ وشرح التصريح 1/263؛ وشرح شواهد المغني 2/ 969؛ ومغني اللبيب 2/ 692؛ والمقاصد النحوية 2/ 438؛ وهمع الهوامع 1/ 157. اللغة والمعنى: الشمل: ما اجتمع من الأمر. يقول: أتظن أن الدار ستجمع شملنا بعد أن تفرقنا، أم أن هذا الفراق أصبح أمرا محتوما؟ الإعراب: أبعد: الهمزة للاستفهام، بعد: ظرف متعلق بـ"تقول"، وهو مضاف. بعد: مضاف إليه مجرور. تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. الدار: مفعول به أول. جامعة: مفعول به ثان. شملي: مفعول به لاسم الفاعل "جامعة"، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. بهم: جار ومجرور متعلقان بـ"جامعة". أم: حرف عطف. تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. البعد: مفعول به أول. محتوما: مفعول به ثان لـ"تقول". وجملة "تقول الدار جامعة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "تقول البعد محتوما" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. =

ومنه مع الفصل بالمعمول قوله "من الوافر": 345- أجهالا تقول بني لؤي ... لعمر أبيك أم متجاهلينا فإن فقد شرط من هذا الأربعة تعين رفع الجزءين على الحكاية، نحو: "قال زيد عمرو منطلق"، و"يقول زيد عمرو منطلق"، و"أنت تقول زيد منطلق"، و"أأنت تقول زيد منطلق". تنبيه: زاد السهيلي شرط آخرا، وهو ألا يتعدى باللام، نحو: "أتقول لزيد عمرو منطلق"، وزاد في التسهيل أن يكون حاضرا، وفي شرحه أن يكون مقصودا به الحال. هذا كله في غير لغة سليم.

_ = وفي البيت شاهدان أولهما قوله: "أبعد بعد تقول الدار جامعة"، حيث أعمل "تقول" عمل "تظن" لاستكمالها شروط الإعمال، ولا يمنع العمل الفصل بين الاستفهام وبين الفعل "تقول" بالظرف "بعد". وثانيهما قوله: "أم تقول البعد محتوما" حيث أعمل "تقول" من غير فصل. 345- التخريج: البيت للكميت بن زيد في خزانة الأدب 9/ 183، 184؛ والدرر 2/ 276؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 132؛ وشرح التصريح 1/ 263؛ وشرح المفصل 7/ 78، 79؛ والكتاب 1/ 123؛ والمقاصد النحوية 2/ 429؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 363؛ وأوضح المسالك 2/ 78؛ وتخليص الشواهد ص457؛ وخزانة الأدب 2/ 439؛ وشرح ابن عقيل ص228؛ والمقتضب 2/ 349؛ وهمع الهوامع 1/ 157. اللغة والمعنى: الجهال: من الجهل، وهو السفه والعصيان، أو عدم المعرفة. المتجاهل: هو المتظاهر بالجهل. يقول: أتظن أن بني لؤي جهال حقيقة، أم أنهم يتظاهرون بالجهل؟ الإعراب: أجهالا: الهمزة للاستفهام، جهالا: مفعول به ثان لـ"تقول" منصوب. تقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. بني: مفعول به أول منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. لؤي: مضاف إليه مجرور، لعمر: اللام: للقسم، عمر: مبتدأ والخبر محذوف تقديره "قسمي"، وهو مضاف. أبيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. أم: حرف عطف: متجاهلينا: معطوف على "جهالا" منصوب بالياء، والألف للإطلاق. وجملة "تقول ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. والشاهد فيه قوله: "أجهالا تقول بني لؤي" حيث أعمل "تقول" عمل "تظن"، فنصب به مفعولين، أحدهما قوله: "جهالا"، والثاني قوله: "بني لؤي"، مع أنه فصل بين أداة الاستفهام والفعل بفاصل -وهو قوله: "جهالا"- وذلك لأن هذا الفصل لا يمنع الإعمال، لأن الفاصل معمول للفعل، فهو مفعوله الثاني.

219- وأجري القول كظن مطلقا ... عند سليم نحو "قل ذا مشفقا" "وأجري القول كظن مطلقا" أي: ولو مع فقد الشروط المذكورة "عند سليم نحو قل ذا مشفقا" وقوله "من الرجز": 346- قالت وكنت رجلا فطينا ... هذا لعمر الله إسرائينا تنبيه: على هذه اللغة تفتح "أن" بعد "قلت" وشبهه، ومنه قوله "من الطويل": 347- إذا قلت أني آئب أهل بلدة ... وضعت بها عنه الولية بالهجر

_ 346- التخريج: الرجز لأعرابي في المقاصد النحوية 2/ 425؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص456؛ والدرر 2/ 272؛ وسمط اللآلي ص681؛ وشرح التصريح 1/ 264؛ ولسان العرب 13/ 323 "فطن"، 459، 460 "يمن"؛ والمعاني الكبيرة ص646؛ وهمع الهوامع 1/ 157. اللغة: الفطين: الفهيم. إسرائين: لغة في إسرائيل. المعنى: قالته امرأة لزوجها، وقد صاد ضبا: إنه مسخ من بني إسرائيل. الإعراب: "قالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "وكنت": الواو حالية، "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان". "رجلا": خبر "كان" منصوب. "فطينا": نعت "رجلا" منصوب. "هذا": اسم إشارة في محل نصب مفعول به أول لـ"قالت". "لعمر": اللام للقسم، "عمر": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور، وخبر المبتدأ محذوف تقديره: "لعمر الله قسمي". "إسرائينا": مفعول به ثان لـ"قالت"، والألف للإطلاق. وجملة: "قالت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وكنت رجلا" في محل نصب حال. وجملة: "لعمر الله" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "قالت ... هذا إسرائينا" حيث ورد الفعل "قال" بمعنى "ظن"، فنصب مفعولين: أولهما "هذا" وثانيهما "إسرائينا". 347- التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص225؛ وتخليص الشواهد ص459؛ وخزانة الأدب 2/ 440؛ وشرح التصريح 1/ 262؛ والمقاصد النحوية 2/ 432. شرح المفردات: الآئب: القاصد. عنه: أي عن البعير. الولية: البرذعة أو نحوها. الهجر: شدة الحر. المعنى: يقول: إنه لشدة سرعة بعيره يصل إلى البلدة بنصف ما تقتضيه المسافة من الوقت، أي يصل عند الظهر وفي ظنه أنه سيصل عند الغروب. الإعراب: "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "قلت": فعل ماض، والتاء ... فاعل. "أني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "أن". "آئب": خبر "أن" مرفوع. "أهل": مفعول به لاسم الفاعل "آئب" منصوب، وهو مضاف. "بلدة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "وضعت": فعل =

خاتمة: قد عرفت أن القول إنما ينصب المفعولين حيث تضمن معنى الظن، وإلا فهو وفروعه مما يتعدى إلى واحد، ومفعوله إما مفرد، وهو على نوعين: مفرد في معنى الجملة، نحو: "قلت شعرا، وخطبة، وحديثا"؛ ومفرد يراد به مجرد اللفظ، نحو: {يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} 1 أي: يطلق عليه هذا الاسم، ولو كان مبنيا للفاعل لنصب "إبراهيم"، خلافا لمن منع هذا النوع. وممن أجازه ابن خروف والزمخشري. وإما جملة فتحكى به، فتكون في موضوع مفعوله، والله أعلم.

_ = ماض، والتاء ... فاعل. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"وضعت". "عنه": جار ومجرور متعلقان بـ"وضعت". "الولية": مفعول به منصوب. "بالهجر": جار ومجرور متعلقان بـ"وضعت". وجملة: "إذا قلت وضعت" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قلت" في محل جر بالإضافة. وجملة "وضعت ... " لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد: قوله: "أني آئب" حيث فتح همزة "أن" لأن "قلت" بمعنى "ظننت"، وهي لغة "سليم"، فإنهم يجرون القول مجرى الظن مطلقا، وعلى هذه اللغة تفتح همزة "إن" بعد القول. 1 الأنبياء: 60.

"أعلم" و "أرى" وأخواتهما

"أعلم" و"أرى" وأخواتهما: 220- إلى ثلاثة رأى وعلما ... عدوا إذا صار أرى وأعلما "إلى ثلاثة" من المفاعيل "رأى وعلما" المتعديين إلى مفعولين "عدوا إذا" دخلت عليهما همزة النقل و"صارا أرى وأعلما"؛ لأن هذه الهمزة تدخل على الفعل الثلاثي فيتعدى بها إلى مفعول كان فاعلا قبل؛ فيصير متعديا إن كان لازما، نحو: "جلس زيد"، و"أجلست زيدا"، ويزاد مفعولا إن كان متعديا، نحو: "لبس زيد جبة"، و"ألبست زيدا جبة"، و"رأيت الحق غالبا"، و"أراني الله الحق غالبا"، و"علمت الصدق نافعا"، و"أعلمني الله الصدق نافعا". 221- وما لمفعولي علمت مطلقا ... للثان والثالث أيضا حققا "وما" حقق "لمفعولي علمت" ورأيت من الأحكام "مطلقا للثان والثالث" من مفاعيل "أعلم" و"أرى" "أيضا حققا"؛ فيجوز حذفهما معا اختصارا إجماعا، وفي حذف أحدهما اختصارا ما سبق، ويمتنع حذف أحدهما اقتصارا إجماعا، وفي حذفهما معا اقتصارا الخلف السابق، ويجوز إلغاء العامل بالنسبة إليهما، نحو: "عمرو أعلمت زيدا قائم"، ومنه "البركة أعلمنا الله مع الأكابر"، وقوله "من الطويل": 348- وأنت أراني الله أمنع عاصم ... وأرأف مستكفى وأسمع واهب

_ 348- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 2/ 277؛ وشرح التصريح 1/ 266؛ وشرح شواهد =

وكذلك يعلق الفعل عنهما، نحو: "أعلمت زيدا لعمرو قائم"، و"أريت خالدا لبكر منطلق"؛ وأما المفعول الأول فلا يجوز تعليق الفعل عنه، ولا إلغاؤه، ويجوز حذفه اختصارا واقتصارا. 222- وإن تعديا لواحد بلا ... همز فلاثنين به توصلا 223- والثان منهما كثاني اثني كسا ... فهو به في كل حكم ذو ائتسا "وإن تعديا" أي: "رأى" و"علم" "لواحد بلا همز" بأن كانت "رأى" بصرية و"علم" عرفانية "فلاثنين به"، أي: بالهمز "توصلا"؛ لما عرفت، فتقول: أريت زيدا الهلال، وأعلمته الخبر. "والثان منهما"، أي: من هذين المفعولين "كثاني اثني" مفعولي "كسا" وبابه من كل فعل يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، نحو: "كسوت زيدا جبة"، و"أعطيته درهما" "فهو" أي الثاني من هذين المفعولين "به"، أي: بالثاني من مفعولي باب كسا "في كل حكم ذو ائتسا"، أي: ذو اقتداء؛ فيمتنع أن يخبر به عن الأول، ويجوز الاقتصار عليه، وعلى الأول، ويمتنع الإلغاء. نعم يستثنى من إطلاقه التعليق؛ فإن "أعلم" و"أرى" هذين يعلقان عن الثاني؛ لأن

_ المغني ص679؛ والمقاصد النحوية 2/ 446؛ وهمع الهوامع 1/ 158. شرح المفردات: عاصم: مانع. مستكفى: من يلجأ إليه في الملمات. أسمح: أجود. يقول: أنا لا أخاف نوائب الدهر لأنني اعتصمت بك. الإعراب: "وأنت": الواو بحسب ما قبلها. "أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "أراني": فعل ماض، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "الله": لفظ الجلالة فاعل "أرى". "أمنع": خبر المبتدأ "أنت"، وهو مضاف. "عاصم": مضاف إليه مجرور. "وأرأف": اسم معطوف على "أمنع"، وهو مضاف. "مستكفى": مضاف إليه مجرور. "وأسمح": اسم معطوف على "أمنع"، وهو مضاف، و"واهب": مضاف إليه مجرور. وجملة المبتدأ والخبر بحسب ما قبلها. وجملة "أراني الله" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. والشاهد: قوله: "أنت أراني الله أمنع عاصم" حيث ألغى عمل "أرى" في المفعولين الثاني والثالث، وهما قوله: "أنت أمنع عاصم" لكون هذا الفعل قد توسط بين هذين المفعولين.

"أعلم" قلبية و"أرى" وإن كانت بصرية فهي ملحقة بالقلبية في ذلك، ومن تعليق "أرى" عن الثاني قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} 1. 224- وكأرى السابق نبا أخبرا ... حدث أنبأ كذاك خبرا "وكأرى السابق" المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل فيما عرفت من الأحكام "نبا" وأخبرا" و"حدث" و"أنبأ" و"كذاك خبرا" لتضمنها معناه، كقوله "من الكامل": 349- نبئت زرعة والسفاهة كاسمها ... يهدي إلي غرائب الأشعار وكقوله "من البسيط": 350- وما عليك إذا أخبرتني دنفا ... وغاب بعلك يوما أن تعوديني

_ 1 البقرة: 260. 349- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص54؛ وتخليص الشواهد ص467؛ وخزانة الأدب 6/ 315، 333، 334؛ وشرح التصريح 1/265؛ والمقاصد النحوية 2/ 439؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص252. اللغة: نبئت: أخبرت. زرعة: اسم رجل. السفاهة: الجهل والطيش. المعنى: يقول الشاعر ساخرا من زرعة: لقد بلغني أن زرعة يتوعدني بغرائب الأشعار، فكيف يكون ذلك وهو ليس من أهل الشعر؟ حقا إن هذا العمل من السفاهة والحمق. الإعراب: "نبئت": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "زرعة": مفعول به ثان. "والسفاهة": الواو حالية، "السفاهة": مبتدأ مرفوع، "كاسمها": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "يهدي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"يهدي". "غرائب": مفعول به، وهو مضاف. "الأشعار": مضاف إليه مجرور بالكسرة. جملة: "نبئت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "السفاهة كاسمها" في محل نصب حال. وجملة: "يهدي" في محل نصب مفعول به ثالث لـ"نبئت". الشاهد: قوله: "نبئت زرعة ... يهدي" حيث تعدى الفعل "نبأ" إلى ثلاثة مفاعيل، هي: نائب الفاعل "التاء"، و"زرعة"، وجملة "يهدي" الفعلية. 350- التخريج: البيت لرجل من بني كلاب في الدرر 2/ 279؛ وشرح التصريح 1/ 265؛ والمقاصد النحوية 2/ 443؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص468؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1423. اللغة: الدنف: المضنى من العشق. البعل: الزوج. عاده: زاره. =

وكقوله "من الخفيف": 351- أو منعتم ما تسألون فمن ... حدثتموه له علينا الولاء

_ = الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، "ما": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "عليك": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. "إذا": ظرف متعلق بالخبر المحذوف. "أخبرتني": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به ثان، "دنفا": مفعول به ثالث. "وغاب": الواو حالية، "غاب": فعل ماض، "بعلك" فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "يوما": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"غاب". "أن": حرف نصب ومصدري. "تعوديني": فعل مضارع منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير في محل رفع فاعل، "والنون للوقاية"، والياء الثانية ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف، والتقدير: ما عليك في عيادتي. وجملة: "أخبرتني ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "غاب بعلك" في محل نصب حال. وجملة: "تعوديني" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أخبرتني دنفا" حيث تعدى الفعل "أخبر" إلى ثلاثة مفاعيل، هي: نائب الفاعل "التاء"، والياء في "أخبرتني" و"دنفا". 351- التخريج: البيت للحارث بن حلزة في ديوانه ص27؛ وتخليص الشواهد ص468؛ والدرر 2/ 280؛ وشرح التصريح 1/ 265؛ وشرح القصائد السبع ص469؛ وشرح القصائد العشر ص387؛ وشرح المعلقات السبع ص225؛ وشرح المعلقات العشر ص122؛ وشرح المفصل 7/ 66؛ والمعاني الكبير 2/ 1011؛ والمقاصد النحوية 2/ 445؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص686؛ وشرح عمدة الحافظ ص253؛ وهمع الهوامع 1/ 159. اللغة: منعتم ما تسألون: أي منعتم عنا ما نسألكم من الموادعة والإخاء. الولاء: الغلبة. المعنى: يقول: إن منعتم ما سألناكم من الموادعة والإخاء، فأي قوم أخبرتم عنهم أنهم فضلونا؟ أي لا قوم أمنع منا، فلا نعجز عن مقابلتكم بمثل صنيعكم. الإعراب: "أو": حرف عطف. "منعتم": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والميم للذكور. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به. "تسألون": فعل مضارع للمجهول مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. "فمن": الفاء حرف ربط، "من": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "حدثتموه": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، والميم لجمع الذكور، والواو للإشباع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به ثان. "له" و"علينا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. "الولاء": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة: "منعتم" معطوفة على جملة سابقة. وجملة: "تسألون" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "من حدثتموه" في محل جزم جواب الشرط. وجملة: "حدثتموه" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "له علينا الولاء" في محل نصب مفعول به ثالث لـ"حدث". =

وكقوله "من المتقارب": 352- وأنبئت قيسا ولم أبله ... كما زعموا خير أهل اليمن وكقوله "من الطويل": 353- وخبرت سوداء الغميم مريضة ... فأقبلت من أهلي بمصر أعودها

_ = الشاهد: قوله: "حدثتموه ... له علينا الولاء" حيث تعدى الفعل "حدث" إلى ثلاثة مفاعيل، هي: نائب الفاعل "التاء"، والهاء في "حدثتموه"، والجملة الأسمية "له علينا الولاء". 352- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص75؛ وتخليص الشواهد ص467؛ والدرر 2/ 278؛ وشرح التصريح 1/ 265؛ ومجالس ثعلب 2/ 414؛ والمقاصد النحوية 2/ 440؛ وبلا نسبة في عمدة الحافظ ص251؛ وهمع الهوامع 1/ 159. اللغة: لم أبله: لم أختبره. المعنى: يقول: لقد بلغني أن قيسا -كما يزعمون- خير أهل اليمن وأنا لم أختبره في ذلك. الإعراب: "وأنبئت": الواو بحسب ما قبلها، "أنبئت": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "قيسا": مفعول به ثان. "ولم": الواو حالية، "لم": حرف جزم. "أبله": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا": "كما": الكاف حرف جر، "ما": مصدرية، والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أنبئت". "زعموا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "خير": مفعول به ثالث لـ"أنبئت"، وهو مضاف. "أهل": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "اليمن": مضاف إليه مجرور، وسكن للوقف. وجملة: "أنبئت" بحسب ما قبلها. وجملة: "ولم أبله" في محل نصب حال. وجملة: "زعموا" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "أنبئت قيسا ... خير أهل اليمن" حيث تعدى الفعل "أنبأ" إلى ثلاثة مفاعيل، هي: نائب الفاعل "التاء"، و"قيسا"، و"خير". 353- التخريج: البيت للعوام بن عقبة "أو عتبة" في الدرر 2/ 278؛ وشرح التصريح 1/ 265؛ والمقاصد النحوية 2/ 442؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص467؛ وخزانة الأدب 11/ 269؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1414؛ وشرح عمدة الحافظ ص252؛ وهمع الهوامع 1/ 159. اللغة: الغميم: اسم موضع في بلاد الحجاز. أعودها: أزورها في أثناء مرضها. المعنى: يصور الشاعر كلفه بمحبوبته التي لما علم بمرضها ترك كل شيء وعاد لزيارتها. الإعراب: "وخبرت": الواو بحسب ما قبلها, "خبرت": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "سوداء": مفعول به ثان، وهو مضاف. "الغميم": مضاف إليه مجرور. "مريضة": مفعول به ثالث. "فأقبلت": الفاء حرف عطف، "أقبلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "من =

تنبيه: دخول همزة النقل وصوغ الفعل للمفعول متقابلان بالنسبة إلى ما ينشأ عنهما؛ فدخول الهمزة على الفعل يجعله متعديا إلى مفعول لم يكن متعديا إليه قبل الصوغ؛ فالذي لا يتعدى إن دخلته همزة النقل تعدى إلى واحد، والمتعدي إلى ثلاثة إذا صغته للمفعول صار متعديا إلى اثنين، وذو الاثنين يصير متعديا إلى واحدا، وذو الواحد يصير غير متعد؛ فإن كان المصوغ للمفعول من باب "أعلم" لحق بباب "ظن"، وإن كان من باب "ظن" لحق بباب "كان"، وكالمصوغ للمفعول في ذلك المطاوع، اهـ. خاتمة: أجاز الأخفش أن يعامل غير "علم" و"رأى" من أخواتهما القلبية الثنائية معاملتهما في النقل إلى ثلاثة بالهمزة، فيقال على مذهبه: "أظننت زيدا عمرا فاضلا"، وكذلك "أحسبت"، و"أخلت"، و"أزعمت". ومذهبه في ذلك ضعيف؛ لأن المتعدي بالهمزة فرع المتعدي بالتجرد، وليس في الأفعال متعد بالتجرد إلى ثلاثة فيحمل عليه متعد بالهمزة، وكان مقتضى هذا ألا ينقل "علم" و"رأى" إلى ثلاثة، لكن ورد السماع بنقلهما فقبل، ووجب ألا يقاس عليهما، ولا يستعمل استعمالها إلا ما سمع. ولو ساغ القياس على "أعلم" و"أرى" لجاز أن يقال: "ألبست زيدا عمرا ثوبا"، وهذا لا يجوز إجماعا. والله أعلم.

_ = أهلي" جار ومجرور متعلقان بـ"أقبلت"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "بمصر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"أهل". "أعودها": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". وجملة: "خبرت" بحسب ما قبلها. وجملة: "أقبلت" معطوفة على سابقتها. وجملة: "أعودها" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "خبرت سوداء الغميم مريضة" حيث تعدى الفعل "خبر" إلى ثلاثة مفاعيل، هي: نائب الفاعل "التاء"، و"سوداء" و"مريضة".

الفاعل

الفاعل: "تعريفه وأحكامه": 225- الفاعل الذي كمرفوعي "أتى ... زيد" "منيرا وجهه" "نعم الفتى" "الفاعل" في عرف النحاة: هو الاسم "الذي" أسند إليه فعل تام أصلي الصيغة أو مؤول به "كمرفوعي" الفعل والصفة من قولك: "أتى زيد منيرا وجهه نعم الفتى" فكل من "زيد" و"الفتى" فاعل؛ لأنه أسند إليه فعل "تام" أصلي الصيغة، إلا أن الأول متصرف والثاني جامد، و"وجهه" فاعل؛ لأنه أسند إليه مؤول بالفعل المذكور وهو "منيرا". فالذي أسند إليه فعل يشمل الاسم الصريح، كما مثل، والمؤول به، نحو {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا} 1، والتقييد بالفعل يخرج المبتدأ، وبالتام، نحو: اسم "كان"، وبأصلي الصيغة النائب عن الفاعل، وذكر "أو مؤول به" لإدخال الفاعل المسند إليه صفة، كما مثل، أو مصدر، أو اسم فاعل، أو ظرف، أو شبهه. تنبيه: للفاعل أحكام أعطى الناظم منها بالتمثيل البعض، وسيذكر الباقي: الأول: الرفع، وقد يجر لفظه بإضافة المصدر، نحو: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ} 2 أو اسمه، نحو: "من قبلة الرجل امرأته الوضوء"، أو بـ"من" أو الباء

_ 1 العنكبوت: 51. 2 البقرة: 251؛ والحج: 40. 3 هذا أثر رواه مالك في الموطأ من طريق عبد الله بن مسعود.

الزائدتين، نحو: {أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ} 1، ونحو: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} 2، وقوله "من الوافر": ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد3 ويقضى حينئذ بالرفع على محله، حتى يجوز في تابعه الجر حملا على اللفظ، والرفع حملا على المحل، نحو: "ما جاءني من رجل كريمٍ، وكريمٌ"، و"ما جاءني من رجل ولا امرأةٍ، ولا امرأةٌ"؛ فإن كان المعطوف معرفة تعين رفعه، نحو: "ما جاءني من عبد ولا زيد"؛ لأن شرط جر الفاعل بـ"من" أن يكون نكرة بعد نفي أو شبهه. الثاني: كونه عمدة، لا يجوز حذفه؛ لأن الفعل وفاعله كجزأي كلمة لا يستغنى بأحدهما عن الآخر، وأجاز الكسائي حذفه تمسكا بنحو قوله "من الطويل": 354- فإن كان لا يرضيك حتى تردني ... إلى قطري لا إخالك راضيا

_ 1المائدة: 19. 2 الفتح: 28؛ والنساء: 79، 166. 3 تقدم بالرقم 43. 354- التخريج: البيت لسوار بن المضرب في شرح التصريح 1/ 272؛ والمقاصد النحوية 2/ 451؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 10/ 479؛ والخصائص 2/ 433؛ وشرح المفصل 1/ 80؛ والمحتسب 2/ 192. الإعراب: "فإن": الفاء حرف استئناف، و"إن": حرف شرط جازم، "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر. "لا": حرف نفي. "يرضيك": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود إلى اسم "كان"، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "حتى": حرف جر. "تردني": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة وعلامة نصبه الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت"، والنون حرف للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن تردني" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"يرضيك". "إلى قطري": جار ومجرور متعلقان بـ"تردني". "لا": حرف نفي. "إخالك": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وكسرت همزته على غير القياس، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. و"راضيا": مفعول به ثان منصوب. وجملة "تردني" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يرضيك" في محل نصب خبر "كان"، وجملة "لا إخالك راضيا" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء إذا الفجائية. وجملة فعل الشرط وجوابه استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله "كان لا يرضيك" حيث حذف اسم "كان" المرفوع، وقد تمسك الكسائي بهذا فأجاز حذف الفاعل.

وأوله الجمهور على أن التقدير: فإن كان هو، أي: ما نحن عليه من السلامة. الثالث: وجوب تأخيره عن رافعه، فإن وجد ما ظاهره تقدم الفاعل وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا، وكون المقدم إما مبتدأ كما في نحو: "زيد قام"، وإما فاعلا محذوف الفعل كما في نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} 1 ويجوز الأمران في نحو: {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا} 2، {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} 3 والأرجح الفاعلية؛ لما سيأتي في باب الاشتغال، وإلى هذا الثالث الإشارة بقوله: 226- وبعد فعل فاعل فإن ظهر ... فهو وإلا فضمير استتر "وبعد فعل" أي وشبهه "فاعل" "فاعل": مبتدأ خبره في الظرف قبله: أي يجب أن يكون الفاعل بعد الفعل "فإن ظهر" في اللفظ، نحو: "قام زيد"، و"الزيدان قاما" "فهو" ذاك "وإلا"، أي: وإلا يظهر في اللفظ "فضمير"، أي: فهو ضمير "استتر" نحو: "قم"، و"زيد قام"، و"هند قامت"؛ لما مر من أن الفعل وفاعله كجزأي كلمة، ولا يجوز تقديم عجز الكلمة على صدرها، وأجاز الكوفيون تقدم الفاعل مع بقاء فاعليته، تمسكا بقول الزباء "من الرجز": 355- ما للجمال مشيها وئيدا ... أجندلا يحملن أم حديدا

_ 1 التوبة: 6. 2 التغابن: 6. 3 الواقعة: 59. 355- التخريج: الرجز للزباء في أدب الكاتب ص200؛ والأغاني 15/ 256؛ وجمهرة اللغة ص742، 237؛ وخزانة الأدب 7/ 295؛ والدرر 2/ 281؛ وشرح التصريح 1/ 271؛ وشرح شواهد المغني 2/ 912؛ وشرح عمدة الحافظ ص179؛ ولسان العرب 3/ 443 "وأد"؛ ومغني اللبيب 2/ 581؛ وللزباء أو الخنساء في المقاصد النحوية 2/ 448؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 159. شرح المفردات: السير الوئيد: السير على مهل. الجندل: الصخر. الإعراب: "ما" اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "للجمال": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "مشيها": فاعل مقدم لـ"وئيدا" على مذهب الكوفيين، ومبتدأ مرفوع على مذهب البصريين، وخبره محذوف، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "وئيدا": حال منصوب. "أجندلا": الهمزة للاستفهام، "جندلا": مفعول به مقدم. "يحملن": فعل مضارع مبني على السكون، والنون ضمير في =

وأوله البصريون على أن "مشيها" مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: مشيها يكون أو يوجد وئيدا، وقيل: ضرورة، وقد روي مثلنا: الرفع على ما ذكرنا، والنصب على المصدر، أي: تمشي مشيها؛ والخفض بدل اشتمال من الجمال. 227- وجرد الفعل إذا ما أسندا ... لاثنين أو جمع كـ"فاز الشهدا" 228- وقد يقال سعدا وسعدوا ... والفعل للظاهر بعد مسند "وجرد الفعل" من علامة التثنية والجمع "إذا ما أسندا لاثنين" كفاز الشهيدان، ويفوز الشهيدان "أو جمع كفاز الشهدا" ويفوز الشهداء، وفازت الهندات، وتفوز الهندات؛ هذه اللغة المشهورة. "وقد يقال" على لغة قليلة "سعدا" الزيدان، ويسعدان الزيدان، "وسعدوا" العمرون، ويسعدون العمرون، وسعدن الهندات، ويسعدن الهندات؛ ومن ذلك قوله "من الطويل": 356- تولى قتال المارقين بنفسه ... وقد أسلماه مبعد وحميم

_ = محل رفع فاعل، "أم": حرف عطف. "حديدا": مفعول به منصوب. وجملة "ما للجمال" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مشيها" حالية. وجملة "يحملن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "مشيها وئيدا" حيث قدم الفاعل، وهو قوله: "مشيها" على عامله، وهو الصفة المشبهة "وئيدا". وهذا ما قاله الكوفيون الذين أجازوا تقديم الفاعل على عامله، أما البصريون فخرجوا البيت على أن "مشيها" مبتدأ، و"ئيدا" حال من فاعل فعل محذوف، والتقدير: مشيها يظهر وئيدا، وجملة الفعل المحذوف مع فاعله في محل رفع خبر المبتدأ، أو على أن "مشيها" بدل من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرا، وهما قوله: "للجمال"، ويروى البيت بنصب "مشيها" وجرها، وفي هاتين الروايتين ينتفي الشاهد. 356- التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص196؛ وتخليص الشواهد ص473؛ والدرر 2/ 282؛ وشرح التصريح 1/ 277؛ وشرح شواهد المغني 2/ 784، 790؛ والمقاصد النحوية 2/ 461؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 106؛ والجنى الداني ص175؛ وجواهر الأدب ص109؛ وشرح ابن عقيل ص239؛ ومغني اللبيب 2/ 367، 371؛ وهمع الهوامع 1/ 160. اللغة والمعنى: المارقين: الخارجين على الدين. أسلماه: خذلاه، ولم ينصراه. المبعد: البعيد الصلة. الحميم: القريب. =

وقوله "من الخفيف": 357- نسيا حاتم وأوس لدن فا ... ضت عطاياك يابن عبد العزيز وقوله "من الكامل": 358- نصروك قومي فاعتزرت بنصرهم ... ولو أنهم خذلوك كنت ذليلا

_ = يقول: إن مصعبا بنفسه تولى قتال الخارجين على الدين في العراق، وقد تجشم الكثير من المصاعب، ولكن خذله البعيد والقريب وأسلماه للعدو. الإعراب: تولى: فعل ماض، والفاعل: هو. قتال: مفعول به منصوب، وهو مضاف. المارقين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. بنفسه: جار ومجرور متعلقان بـ"تولى"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. وقد: الواو: حالية، قد: حرف تحقيق. أسلماه: فعل ماض، والألف حرف دال على التثنية، والهاء: في محل نصب مفعول به. مبعد: فاعل مرفوع. وحميم: الواو حرف عطف، حميم: اسم معطوف على "مبعد" مرفوع. وجملة "تولي قتال ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "قد أسلماه" الفعلية في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "وقد أسلماه مبعد وحميم" حيث ألحق بالفعل المسند إلى الفاعل الظاهر ضمير التثنية، وذلك على لغة بلحارث بن كعب، وهي لغة ما يسمى "أكلوني البراغيث". 357- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: فاضت: كثرت وجاوزت الحد. العطايا: ج العطية، وهي الهبة أو المنحة. ابن عبد العزيز: قد يكون عمر بن عبد العزيز. المعنى: يمدح الشاعر ابن عبد العزيز بسخائه وكثرة عطاياه ما جعل الناس ينسون حاتما وأوسا اللذين اشتهرا بجودهما. الإعراب: نسيا: فعل ماض للمجهول، و"الألف": حرف دال على التثنية لا محل لها من الإعراب. حاتم: نائب فاعل مرفوع. وأوس: "الواو": حرف عطف، "أوس": معطوف على "حاتم" مرفوع بالضمة. لدن: ظرف زمان متعلق بـ"نسي". فاضت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عطاياك: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. يا: حرف نداء. ابن: منادى منصوب بالفتحة، وهو مضاف. عبد: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. العزيز: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "نسبا ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فاضت..": في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "نسيا حاتم وأوس" حيث ألحق ألف التثنية بالفعل "نسي" رغم كونه مسندا إلى اثنين. 358- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. =

وقوله "من المتقارب": 359- يلومونني في اشتراء النخيـ ... ـل قومي فكلهم يعذل

_ = اللغة: نصروك: ساعدوك. اعتززت: صرت ذا عزة ومنعة. خذلوك: امتنعوا عن نصرتك. الذليل: المهان. المعنى: يقول إن قومي قد ناصروك وجعلوك عزيزا ذا قوة ومنعة، ولو لم يناصروك لكنت ذليلا مهانا. الإعراب: نصروك: فعل ماض، و"الواو": حرف دال على جمع الفاعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. قومي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فاعتززت: "الفاء": حرف عطف، "اعتززت": فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. بنصرهم: جار ومجرور متعلقان بـ"اعتززت": وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ولو: "الواو": حرف استئناف، "لو": حرف امتناع لامتناع. أنهم: حرف مشبه بالفعل. و"هم": ضمير متصل في محل نصب اسم "أن". خذلوك: فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. كنت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "كان". ذليلا: خبر "كان" منصوب. وجملة "نصروك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اعتززت ... ": معطوفة على سابقتها. وجملة "لو أنهم خذلوك": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "خذلوك": في محل رفع خبر "أن". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل محذوف تقديره: "ولو ثبت خذلانهم إياك". وجملة "كنت ذليلا" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد: قوله: "نصروك قومي" حيث ألحق بالفعل علامة الجمع، وهي واو الجماعة مع كون هذا الفعل "نصر" مسندا غلى اسم ظاهر دال على الجمع؛ وهذه لغة بعض العرب. 359- التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص48؛ والدرر 2/ 283؛ وشرح التصريح 1/ 276؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 363؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 629؛ وشرح شواهد المغني 2/ 783؛ وشرح ابن عقيل ص239؛ وشرح المفصل 3/ 87، 7/ 7؛ ومغني اللبيب 2/ 365؛ والمقاصد النحوية 2/ 460؛ وهمع الهوامع 1/ 160. الإعراب: "يلومونني": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو حرف دال على الجمع، والنون الثانية للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "في اشتراء": جار ومجرور متعلقان بـ"يلوم"، وهو مضاف. "النخيل": مضاف إليه مجرور. "أهلي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "فكلهم": الفاء حرف استئناف، "كل" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، "هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "يعذل": فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر. وجملة "يلومونني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعذل" في محل رفع خبر. وجملة: "كلهم يعذل" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "يلومونني ... أهلي" حيث ألحق واو الجماعة بالفعل المسند إلى الفاعل الظاهر على لغة بني الحارث بن كعب. والقياس "يلومني أهلي".

وقوله "من الطويل": 360- رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر ويعبر عن هذه اللغة بلغة "أكلوني البراغيث"، وعليه حمل الناظم قوله عليه الصلاة والسلام: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" أخرجه مالك في الموطأ. ثم قال: لكنني أقول في حديث مالك: إن الواو فيه علامة إضمار؛ لأنه حديث مختصر رواه البزار مطولا مجردا؛ فقال: "إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم". وحكى بعض النحويين أنها لغة طيئ، وبعضهم أنها لغة أزد شنوءة. "والفعل" على هذه اللغة ليس مسندا لهذه الأحرف، بل هو "للظاهر بعد مسند". وهذه أحرف دالة على تثنية الفاعل وجمعه، كما دلت التاء في: "قامت هند" على تأنيث الفاعل. ومن النحويين من يحمل ما ورد من ذلك على أنه خبر مقدم ومبتدأ مؤخر، ومنهم من يحمله على إبدال الظاهر من المضمر، وكلا الحملين غير ممتنع فيما سمع من غير أصحاب هذه اللغة؛ ولا يجوز حمل جميع ما جاء من ذلك على الإبدال أو التقدير والتأخير؛ لأن الأئمة المأخوذ عنهم هذا الشأن اتفقوا على أن قوما من العرب يجعلون هذه الأحرف علامات للتثنية والجمع، وذلك بناء منهم على أن من العرب من يلتزم مع تأخير الاسم

_ 360- التخريج: البيت لمحمد بن عبد الله العتبي في الأغاني 14/ 191؛ وتخليص الشواهد ص474؛ والمقاصد النحوية 2/ 473؛ ولمحمد بن أمية في العقد الفريد 3/ 43؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص240. اللغة والمعنى: الغواني: ج الغانية، وهي المرأة الجميلة المستغنية عن الزينة. لاح: ظهر. العارض: جانب الوجه. أعرضن: ابتعدن. النواضر: ج الناضر، وهو ذو الحسن والرونق. الإعراب: رأين: فعل ماض، والنون: علامة جمع المؤنث. الغواني: فاعل مرفوع. الشيب: مفعول به منصوب. لاح: فعل ماض، والفاعل: هو. بعارضي: جار ومجرور متعلقان بـ"لاح"، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. فأعرضن: الفاء: حرف عطف، أعرضن: فعل ماض، والنون: فاعل. عني: جار ومجرور متعلقان بـ"أعرض". بالخدود: جار ومجرور متعلقان بـ"أعرض". النواضر: نعت لـ"الخدود". وجملة "رأين الغواني ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لاح بعارضي" الفعلية في محل نصب حال. وجملة "أعرضن عني" الفعلية معطوفة على جملة "رأين الغواني" لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "رأين الغواني" على لغة "أكلوني البراغيث"، حيث اتصل بفعل "رأين" ضمير الفاعل، وهو نون النسوة مع ذكر الفاعل الظاهر، وهو "الغواني"، على لغة بلحارث بن كعب.

الظاهر الألف في فعل الاثنين، والواو في فعل جمع المذكر، والنون في فعل جمع المؤنث: فوجب أن تكون عند هؤلاء حروفا، وقد لزمت للدلالة على التثنية والجمع كما لزمت التاء للدلالة على التأنيث؛ لأنها لو كانت أسماء للزم إما وجوب الإبدال، أو التقديم والتأخير، وإما إسناد الفعل مرتين؛ واللازم باطل اتفاقا. "حذف الفعل": 229- ويرفع الفاعل فعل أضمرا ... كمثل "زيد" في جواب "من قرا" "ويرفع الفاعل فعل أضمرا" أي: حذف من اللفظ؛ إما جوازا كما إذا أجيب به استفهام محقق "كمثل زيد في جواب من قرا" إذا جعل التقدير: قرأ زيد، ومنه {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 1، أي: خلقهن الله، أو مقدر2، كقراءة ابن عامر وشعبة {يُسَبَّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ، رِجَالٌ} 3 وقراءة ابن كثير "كَذَلِكَ يُوحَي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ"4 وقراءة بعضهم: "زُيِّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلُ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ"5، وقوله "من الطويل": 361- ليبك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطيح الطوائح

_ 1 الزمر: 38؛ ولقمان: 25. 2 معطوف على قوله: "محقق"، أي: ومن المحذوف جوازا ما يجاب به استفهام مقدر. 3 النور: 36. 4 الشوري: 3. 5 الأنعام: 137. 361- التخريج: البيت للحارث بن نهيك في خزانة الأدب 1/ 303؛ وشرح شواهد الإيضاح ص94؛ وشرح المفصل 1/ 80؛ والكتاب 1/ 288؛ وللبيد بن ربيعة في ملحق ديوانه ص362؛ ولنهشل بن حري في خزانة الأدب 1/ 303؛ ولضرار بن نهشل في الدرر 2/ 268؛ ومعاهد التنصيص 1/ 202؛ وللحارث بن ضرار في شرح أبيات سيبويه 1/ 110؛ ولنهشل، أو للحارث، أو لضرار، أو لمزرد بن ضرار، أو للمهلهل في المقاصد النحوية 2/ 454؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 345، 7/ 24؛ وأمالي ابن الحاجب ص447، 789؛ وتخليص الشواهد ص478؛ وخزانة الأدب 8/ 139؛ والخصائص 2/ 353، 424؛ وشرح المفصل 1/ 80؛ والشعر والشعراء ص105، 106؛ والكتاب 1/ 366، 398؛ ولسان العرب 2/ 536 "طوح"؛ والمحتسب 1/ 230؛ ومغني اللبيب ص620؛ والمقتضب 3/ 282؛ وهمع الهوامع 1/ 160. شرح المفردات: الضارع: الخاضع والمستكين. المختبط: السائل بلا وسيلة، أو قرابة، أو معرفة. =

ببناء الأفعال للمفعول، والأسماء المذكورة رفع بالفاعلية لأفعال محذوفة، كأنه قيل: من يسبح، ومن يوحي، ومن زينه، ومن يبكيه؛ فقيل: يسبح رجال، ويوحي الله، وزينه شركاؤهم، ويبكيه ضارع. وهذا أولى من تقدير هذه المرفوعات أخبار مبتدآت محذوفة؛ لاعتضاد التقدير الأول بما رجحه؛ أما الآية الأولى فلثبوته فيما يشبهها، وهو: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} 1 وفيما هو على طريقتها، وهو: {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} 2، {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} 3 وأما البواقي فبالرواية الأخرى، وهي رواية البناء للفاعل. نعم في غير ما ذكر يكون الحمل على الثاني أولى؛ لأن المبتدأ عين الخبر؛ فالمحذوف عين الثابت، فيكون الحذف كلا حذف، بخلاف الفعل فإنه غير الفاعل. أو أجيب به نفي، كقوله "من الطويل": 362- تجلدت حتى قيل لم يعر قلبه ... من الوجد شيء قلت بل أعظم الوجد

_ = تطيح: تهلك. الطوائح: المصائب. المعنى: يقول: فليبك يزيد بن نهشل، لأن البكاء هو أقل شيء يجب عمله، فقد بكاه الذليل الخاضع كما بكاه العافي الذي أنهكته حوادث الأيام فراح يستعطي أهل السخاء. الإعراب: "ليبك": اللام للأمر، "يبك": فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة. "يزيد": نائب فاعل مرفوع. "ضارع": فاعل لفعل محذوف تقديره: "يبكيه ضارع": "لخصومة": جار ومجرور متعلقان بـ"ضارع". "ومختبط": الواو حرف عطف، "مختبط": معطوف على "ضارع". "مما": جار ومجرور متعلقان بـ"مختبط". "تطيح": فعل مضارع مرفوع. "الطوائح": فاعل مرفوع. وجملة: "ليبك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يبكيه ضارع" المحذوفة بدل من جملة "ليبك يزيد". وجملة: "تطح ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد قوله: "ليبك يزيد ضارع ... " حيث حذف عامل الفاعل لقرينة، والتقدير: يبكيه ضارع. و"ضارع" فاعل فعل محذوف دل عليه دخول الاستفهام المقدر، كأنه قيل: من يبكيه؟ فقيل: ضارع، أي يبكيه ضارع، ثم حذف الفعل، و"يزيد" نائب فاعل "يبك" المجزوم بلام الأمر. 1 الزخرف: 9. 2 يس: 78، 79. 3 التحريم: 3. 362- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص478؛ وشرح التصريح 1/ 273؛ والمقاصد النحوية 2/ 453. =

أي: بل عراه أعظم الوجد. أو استلزمه فعل قبله، كقوله "من الرجز": 363- رأسقى الإله عدوات الوادي ... وجوفه كل ملث غادي كل أجش حالك السواد أي: سقاها كل أجش.

_ = شرح المفردات: تجلدت: تصبرت. عراه الوجد: أصابه العشق. المعنى: يقول: إنه تكلف ضبط النفس، حتى قيل عنه إنه لم يبرحه الوجد، ولكني أجيبهم بأن الشوق قد أضناني، وهد كياني. الإعراب: "تجلدت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "حتى": حرف غاية وجر. "قيل": فعل ماض للمجهول. "لم": حرف جزم. "يعر": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. "قلبه": مفعول به، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "من الوجد": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "شيء". "شيء": فاعل مرفوع والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر "حتى"، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تجلدت". "قلت": فعل ماض والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "بل": حرف عطف. "أعظم": فاعل لفعل محذوف تقديره: "عراه أعظم الوجد"، وهو مضاف. "الوجد": مضاف إليه مجرور. وجملة: "تجلدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قيل ... " صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجمل: "لم يعر قلبه شيء" في محل رفع نائب فاعل. وجملة: "قلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عراه أعظم ... " المحذوفة في محل نصب مفعول به. الشاهد: قوله: "بل أعظم الوجد" حيث رفع "أعظم" على أنه فاعل لفعل محذوف يدل عليه سياق الكلام. وهذا الفعل مجاب به على كلام منفي سابق، وهو قول القائلين: "لم يعر قلبه من الوجد شيء". 363- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص173؛ والمقاصد النحوية 2/ 475؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص477؛ والخصائص 2/ 425؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 384؛ والكتاب 1/ 289؛ والمحتسب 1/ 117. اللغة: العدوات: ج العدوة، وهي الجانب. الملث: المطر الدائم. الغادي: الذي جاء وقت الغداة. الأجش: السحاب الشديد الذي يتبعه رعد. حالك السواد: شديد السواد. الإعراب: أسقى: فعل ماض. الإله: فاعل مرفوع بالضمة. عدوات: مفعول به أول منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف. الوادي: مضاف إليه مجرور. وجوفه: "الواو": حرف عطف، "جوفه": معطوف على "عدوات" منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. كل: مفعول به ثان منصوب بالفتحة، وهو مضاف. ملث: مضاف إليه مجرور. غادي: نعت "ملث" مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص، و"الياء": للإطلاق. كل: "بالرفع" فاعل لفعل محذوف تقديره: "سقاها كل"، وهو مضاف. أجش: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن =

وإما وجوبا، كما إذا فسر بما بعد الفاعل من فعل مسند إلى ضميره أو ملابسه، نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} 1، و"هلا زيد قام أبوه"؛ أي: وإن استجارك أحد استجارك، وهلا لابس زيد قام أبوه، إلا أنه لا يتكلم به؛ لأن الفعل الظاهر كالبدل من اللفظ بالفعل المضمر؛ فلا يجمع بينهما. "حكم الفعل مع الفاعل المؤنث من حيث التذكير والتأنيث": 230- وتاء تأنيث تلي الماضي إذا ... كان لأنثى كـ"أبت هند الأذى" "وتاء تأنيث تلي الماضي إذا كان لأنثى"؛ لتدل على تأنيث الفاعل، وكان حقها ألا تلحقه؛ لأن معناها في الفاعل، إلا أن الفاعل لما كان كجزء من الفعل جاز أن يدل ما اتصل بالفعل على معنى في الفاعل، كما جاز أن يتصل بالفاعل علامة رفع الفعل في الأفعال الخمسة، وسواء في ذلك التأنيث الحقيقي: "كأبت هند الأذى"، والمجازي: كطلعت الشمس. 231- وإنما تلزم فعل مضمر ... متصل أو مفهم ذات حر "وإنما تلزم" هذه التاء من الأفعال "فعل" فاعل "مضمر متصل" سواء عاد على مؤنث حقيقي؛ كهند قامت، والهندان قامتا، أم مجازي: كالشمس طلعت، والعينان نظرتا "أو" فعل فاعل ظاهر متصل "مفهم ذات حر" أي: فرج، وهو المؤنث الحقيقي: كقامت هند، وقامت الهندان، وقامت الهندات؛ فميتنع: هند قام، والهندان قاما، والشمس طلع، والعينان نظرا، وقام هند، وقام الهندان، وقام الهندات.

_ = الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل. حالك: نعت "أجش" مجرور بالكسرة، وهو مضاف. السواد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "أسقى الإله": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "كل أجش حالك السواد" حيث رفع "كل" على أنه فاعل لفعل محذوف دل عليه المذكور والتقدير: "سقاها كل". 1 التوبة: 6.

وقد أفهم أن التاء لا تلزم في غير هذين الموضعين: فلا تلزم في المضمر المنفصل، نحو: "هند ما قام إلا هي"، و"ما قام إلا أنت"، ولا في الظاهر المجازي التأنيث، نحو: "طلع الشمس"، ولا في الجمع غير ما ذكر، على ما سيأتي بيانه. تنبيهان: الأول: يضعف إثبات التاء مع المضمر المنفصل. الثاني: تساوي هذه التاء في اللزوم وعدمه تاء مضارع الغائبة والغائبتين. 232- وقد يبيح الفصل ترك التاء في ... نحو "أتى القاضي بنت الواقف". "وقد يبيح الفصل" بين الفعل وفاعله الظاهر الحقيقي التأنيث "ترك التاء" كما "في نحو أتى القاضي بنت الواقف". وقوله "من الوافر": 364- لقد ولد الأخيطل أم سوء ... "على باب استها صلب وشام" وقوله "من البسيط": 365- إن امرأ غره منكن واحدة ... بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور

_ 364- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص293؛ وشرح شواهد الإيضاح ص338، 405؛ وشرح التصريح 1/ 279؛ وشرح المفصل 5/ 92؛ ولسان العرب 1/ 259 "صلب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 468؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 175؛ وجواهر الأدب ص113؛ والخصائص 2/ 414؛ والمقتضب 2/ 148، 2/ 148، 3/ 349؛ والممتع في التصريف 1/ 218. الإعراب: "لقد": واقعة في جواب قسم مقدر، "قد": حرف تحقيق. "ولد": فعل ماض، "الأخيطل": مفعول به مقدم. "أم": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "سوء": مضاف إليه مجرور. "على باب": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. "استها": مضاف إليه مجرور. "صلب": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وشام": الواو حرف عطف، "شام" معطوف على "صلب" مرفوع. وجملة القسم المحذوفة الابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولقد ولد ... " جواب قسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "على باب استها ... " في محل رفع نعت "أم". الشاهد: قوله: "لقد ولد الأخيطل أم سوء" حيث لم يصل بالفعل تاء التأنيث مع أن فاعله مؤنث حقيقي، وذلك لفصله عن فاعله بالمفعول وهذا جائز، والتأنيث أكثر. 365- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 1/ 174؛ وتخليص الشواهد ص481؛ والخصائص 2/ 414؛ والدرر 6/ 271؛ وشرح المفصل 5/ 93؛ ولسان العرب 5/ 11 "غرر"؛ واللمع ص116؛ والمقاصد النحوية 2/ 476؛ وهمع الهوامع 2/ 171. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. امرأ: اسم "إن" منصوب. غره: فعل ماض، والهاء ضمير في =

والأجود الإثبات1. 233- والحذف مع فصل بإلا فضلا ... كـ"ما زكا إلا فتاة ابن العلاء "والحذف مع فصل بإلا فصلا" على الإثبات "كما زكا إلا فتاة ابن العلا" إذ معناه ما زكى إلا فتاة ابن العلاء، ويجوز "ما زكت" نظرا إلى اللفظ؛ وخصه الجمهور بالشعر، كقوله "من الرجز": 366- ما برئت من ريبة وذم ... في حربنا إلا بنات العم

_ = محل نصب مفعول به. منكن: جار ومجرور متعلقان بـ"غره" أو بمحذوف حال من "واحدة". واحدة: فاعل "غر" مرفوع. بعدي: ظرف متعلق بـ"غر"، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وبعدك: الواو: حرف عطف، بعدك: معطوفة على "بعدي"، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. في الدنيا: جار ومجرور متعلقان بـ"مغرور"، أو بصفة محذوفة لـ"امرئ". لمغرور: اللام: المزحلقة، مغرور: خبر "إن" مرفوع. وجملة "إن امرأ غره ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "غره ... " الفعلية في محل نصب نعت لـ"امرأ". والشاهد فيه قوله: "غره منكن واحدة"، فالفاعل هنا مؤنث حقيقي، ولم يؤنث له الفعل للفاصل بين الفعل وفاعله بقوله: "منكن"، وذكر علامة التأنيث في مثل هذه الحال أرجح من حذفها. 1 هذا رأي جماعة من النحاة، وقال آخرون: إن إثبات التاء واجب في هذه الحالة. 366- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 272؛ وشرح التصريح 1/ 279؛ والمقاصد النحوية 2/ 471؛ وهمع الهوامع 2/ 171. اللغة والمعنى: برئت: سلمت. الريبة: الشك. يقول: لم تسلم امرأة من التهم والشكوك في حربنا إلا بنات الأعمام. وهذا كناية عن منعتهم وحفاظهم على الشرف. الإعراب: ما: حرف نفي. برئت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. من ريبة: جار ومجرور متعلقان بـ"بريء". وذم: الواو: حرف عطف. ذم: اسم معطوف على "ريبة". في حربنا: جار ومجرور متعلقان بـ"بريء"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. إلا: أداة حصر. بنات: فاعل "بريء" مرفوع، وهو مضاف. العم: مضاف إليه مجرور. وجملة "ما برئت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. والشاهد فيه قوله: "ما برئت إلا بنات العم" حيث أدخل تاء التأنيث على الفعل مع أن فاعله فصل بـ"إلا"، ودخول تاء التأنيث في مثل هذا مرجوح.

وقوله "من الطويل": 367- "طوى النحز والأجراز ما في غروضها" ... فما بقيت إلا الضلوع الجراشع قال الناظم: والصحيح جوازه في النثر أيضا، وقد قرئ: {فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} 1، "إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةٌ وَاحِدَةٌ"2. 234- والحذف قد يأتي بلا فصل ومع ... ضمير ذي المجاز في شعر وقع "والحذف قد يأتي" مع الظاهر الحقيقي التأنيث "بلا فصل" شذوذا؛ حكى سيبويه "قال فلانة". "ومع ضمير ذي" التأنيث "المجاز" الحذف "في شعر وقع" أيضا، كقوله "من المتقارب": 368- فإما تريني ولي لمة ... فإن الحوادث أودى بها

_ 367- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1296؛ وتخليص الشواهد ص482؛ وتذكرة النحاة ص113؛ وشرح المفصل 2/ 87؛ والمحتسب 2/ 207؛ والمقاصد النحوية 2/ 477. اللغة: النحز: الضرب والسوق الشديد. الأجراز: ج الجرز، وهي الأرض القاحلة. الغروض: ج الغرض، وهو الحبل، أو حزام السرج. الجراشع: ج الجرشع، وهو المنتفخ الجنبين. المعنى: يصف الشاعر ناقته التي أصيبت بالهزال من شدة الضرب والسير بها في أرض قاحلة لا نبات فيها. الإعراب: "طوى": فعل ماض. "النحز": فاعل مرفوع. "والأجراز": الواو حرف عطف، "الأجراز" معطوف على "النحز" مرفوع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به. "في غروضها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "وما": الواو حرف عطف، "ما": حرف نفي. "بقيت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "إلا": أداة حصر. "الضلوع": فاعل مرفوع. "الجراشع": نعت "الضلوع" مرفوع بالضمة. وجملة: "طوى ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما بقيت ... " معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "فما بقيت إلا الضلوع الجراشع" حيث دخلت تاء التأنيث على الفعل "بقي" لأن فاعله مؤنث، مع كونه قد فصل بينه وبين فاعله بفاصل هو "إلا". وهذا لا يجوز عند الجمهور إلا في الشعر. 1 الأحقاف: 25. 2 يس: 53. 368- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص221 "مع تغيير فيه"؛ وخزانة الأدب 11/ 430، =

وقوله "من المتقارب": 369- فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض إبقل إبقالها 235- والتاء مع جمع سوى السالم من ... مذكر كالتاء مع إحدى اللبن

_ = 431، 432، 433؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 477؛ وشرح شواهد الإيضاح ص346؛ وشرح المفصل 5/ 95، 9/ 41؛ والكتاب 2/ 46؛ ولسان العرب 2/ 132 "حدث"، 15/ 385 "ودي"؛ والمقاصد النحوية 2/ 466؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص764؛ ورصف المباني ص103، 316؛ وشرح المفصل 9/ 6. شرح المفردات: اللمة: الشعر المجاوز شحمة الأذن. الحوادث: المصائب. أودى بها: ذهب بها. المعنى: يقول: فإذا رأيت شعر رأسي قد تبدل فذلك لما أصابني من مصائب الدهر وآلامه. الإعراب: "فإما": الفاء بحسب ما قبلها، "إما": "إن": حرف شرط جازم، و"ما": زائدة. "تريني": فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه فعل الشرط، والياء ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء الثانية في محل نصب مفعول به, "ولي": الواو حالية، و"لي": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "لمة": مبتدأ مؤخر مرفوع. "فإن": الفاء رابطة جواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل. "الحوادث": اسم "إن" منصوب. "أودى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"أودى". وجملة: "إما تريني ... " الشرطية بحسب ما قبلها، وجملة "ولي لمة" في محل نصب حال. وجملة "إن الحوادث ... " في محل جزم جواب شرط. وجملة "أودى بها" في محل رفع خبر "إن". الشاهد: قوله: "إن الحوادث أودى بها" حيث لم يلحق تاء التأنيث الفعل الذي هو "أودى" مع كونه مسندا إلى ضمير مستتر عائد إلى اسم مؤنث، وهو "الحوادث"، وذلك للضرورة الشعرية. 369- التخريج: البيت لعامر بن جوين في تخليص الشواهد ص483؛ وخزانة الأدب 1/ 45، 49، 50؛ والدرر 6/ 268؛ وشرح التصريح 1/ 278؛ وشرح شواهد الإيضاح ص339، 460؛ وشرح شواهد المغني 2/ 943؛ والكتاب 2/ 46؛ ولسان العرب 7/ 111 "أرض"، 11/ 60 "بقل"؛ والمقاصد النحوية 2/ 464؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 352؛ وجواهر الأدب ص113؛ والخصائص 2/ 411؛ والرد على النحاة ص91؛ ورصف المباني ص166؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 557؛ وشرح ابن عقيل ص244؛ وشرح المفصل 5/ 94؛ ولسان العرب 1/ 357 "خضب"؛ والمحتسب 2/ 112؛ ومغني اللبيب 2/ 656؛ والمقرب 1/ 303؛ وهمع الهوامع 2/ 171. شرح المفردات: المزنة: قطعة من السحاب الماطر. ودقت: قطرت. أبقلت: أنبتت البقل، أعشبت. الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": حرف نفي تعمل عمل "ليس". "مزنة": اسم "لا" =

236- والحذف في "نعم الفتاة" استحسنوا ... لأن قصد الجنس فيه بين "والتاء مع جمع سوى السالم مع مذكر" والسالم من مؤنث كما مر "كالتاء مع" المؤنث المجازي، وهو: ما ليس له فرج حقيقي، مثل: "إحدى اللبن" أعني لبنة، فكما تقول: "سقطت اللبنة"، و"سقط اللبنة"، تقول: "قامت الرجال"، و"قام الرجال"، و"قامت الهنود"، و"قام الهنود"، و"قامت الطلحات"، و"قام الطلحات"؛ فإثبات التاء لتأوله بالجماعة، وحذفها لتأوله بالجمع، وكذا تفعل باسم الجمع كـ"نسوة"، ومنه: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} 1. تنبيه: حق كل جمع أن يجوز فيه الوجهان، إلا أن سلامة نظم الواحد في جمعي التصحيح أوجبت التذكير في نحو: "قام الزيدون"، والتأنيث في نحو: "قامت الهندات". وخالف الكوفيون؛ فجوزوا فيهما الوجهان، ووافقهم في الثاني أبو علي الفارسي؛ واحتجوا بقوله: {آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} 2. {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} 3، وقوله "من الكامل": 370- فبكى بناتي شجوهن وزوجتي ... والظاعنون إلى ثم تصدعوا

_ = مرفوع. "ودقت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "ودقها": مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": نافية للجنس. "أرض": اسم "لا" مبني على الفتح. "أبقل": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "إبقالها": مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة: "لا مزنة ودقت ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "ودقت ... " في محل نصب خبر "لا". وجملة: "ولا أرض أبقل" معطوفة على السابقة. وجملة: "أبقل" في محل رفع خبر "لا". الشاهد: قوله: "ولا أرض أبقل إبقالها" والقياس: "أبقلت إبقالها ... " لأن الفعل مسند إلى ضمير عائد على الأرض، وهو مؤنث مجازي، فحذفت التاء للضرورة. 1 يوسف: 30. 2 يونس: 90. 3 الممتحنة: 12. 370- التخريج: البيت لعبدة بن الطيب في ديوانه ص50؛ وشرح اختيارات المفضل ص701؛ ونوادر أبي زيد ص23؛ ولأبي ذؤيب في المقاصد النحوية 2/ 472؛ وبلا نسبة في الخصائص 3/ 295؛ وشرح التصريح 1/ 280. =

وأجيب بأن البنين والنبات لم يسلم فيهما نظم الواحد، وبأن التذكير في "جاءك" للفصل، أو لأن الأصل: النساء المؤمنات، أو لأن "أل" مقدرة باللاتي، وهو اسم جمع. "والحذف في: "نعم الفتاة"، و"بئس الفتاة" "استحسنوا" أي: رأوه حسنا؛ "لأن قصد الجنس فيه بين" فالمسند إليه الجنس، و"أل" في الفتاة جنسية، خلافا لمن زعم أنها عهدية، ومع كون الحذف حسنا، الإثبات أحسن منه. "الفعل والفاعل والمفعول به من حيث التقديم والتأخير": 237- والأصل في الفاعل أن يتصلا ... والأصل في المفعول أن ينفصلا 238- وقد يجاء بخلاف الأصل ... وقد يجي المفعول قبل الفعل "والأصل في الفاعل أن يتصلا" بالفعل؛ لأنه كجزء منه، ألا ترى أن علامة الرفع تتأخر عنه في الأفعال الخمسة؛ "والأصل في المفعول أن ينفصلا" عنه بالفاعل؛ لأنه فضلة. "وقد يجاء بخلاف الأصل" فيتقدم المفعول على الفاعل؛ إما جوازا، وإما وجوبا، وقد يمتنع ذلك، كما سيأتي. "وقد يجيء المفعول قبل الفعل" وفاعله، وهو أيضا على ثلاثة أوجه: جائز، نحو:

_ = شرح المفردات: الشجو: الحزن. الظاعنون: الراحلون. تصدعوا: تفرقوا. الإعراب: "فبكى": الفاء بحسب ما قبلها، "بكى": فعل ماض. "بناتي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "شجوهن": مفعول لأجله منصوب، وهو مضاف، و"هن": في محل جر بالإضافة. "زوجتي": الواو حرف عطف، "زوجتي": معطوف على "بناتي" وتعرف إعرابها. "والظاعنون": الواو حرف عطف، "الظاعنون": معطوف على "بناتي" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"الظاعنون". "ثم": حرف عطف. "تصدعوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. والألف فارقة. وجملة "بكي ... " بحسب ما قبلها. وجملة "تصدعوا" معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد: قوله: "بكى بناتي" حيث لم يصل بالفعل تاء التأنيث مع أن المسند إليه مؤنث، وهذا جائز عند بعضهم، وشاذ عند بعضهم الآخر، وضرورة عند فريق ثالث.

{فَرِيقًا هَدَى} 1، وواجب، نحو: "من أكرمت؟ "، وممتنع، ويمنعه ما أوجب تأخره أو توسطه، على ما سيأتي بيانه. 239- وإخر المفعول إن لبس حذر ... أو أضمر الفاعل غير منحصر "وأخر المفعول" عن الفاعل وجوبا "إن لبس حذر" بسبب خفاء الإعراب وعدم القرينة؛ إذ لا يعلم الفاعل من المفعول والحالة هذه إلا بالرتبة؛ كما في نحو: "ضرب موسى عيسى" و"أكرم ابن أخي"؛ فإن أمن اللبس لوجود قرينة جاز التقديم، نحو: "ضربت موسى سلمى"، و"أضنت سعدى الحمى". تنبيه: ما ذكره الناظم هو ما ذهب إليه ابن السراج وغيره، وتظافر عليه نصوص المتأخرين. ونازع في ذلك ابن الحاج في نقده على ابن عصفور؛ فأجاز تقديم المفعول والحالة هذه، محتجا بأن العرب تجيز تصغير "عمر" و"عمرو" على "عمير"، وبأن الإجمال من مقاصد العقلاء، وبأنه يجوز "ضرب أحدهما الآخر"، وبأن تأخير البيان إلى وقت الحاجة جائز عقلا وشرعا، وبأنه قد نقل الزجاج أنه لا اختلاف في أنه يجوز في نحو: {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ} 2 أن تكون تلك اسم "زال" و"دعواهم" الخبر والعكس. قلت: وما قاله ابن الحاج ضعيف؛ لأنه لو قدم المفعول وأخر الفاعل والحالة هذه لقضي اللفظ -بحسب الظاهر- بفاعلية المفعول ومفعولية الفاعل: فيعظم الضرر ويشتد الخطر، بخلاف ما احتج به؛ فإن الأمر فيه لا يؤدي إلى مثل ذلك. وهو ظاهر. "أو أضمر الفاعل" أي: وأخر المفعول عن الفاعل أيضا وجوبا إن وقع الفاعل ضميرا "غير منحصر"، نحو: "أكرمتك"، و"أهنت زيدا".

_ 1 الأعراف: 30. 2 الأنبياء: 15.

240- وما بإلا أو بإنما انحصر ... أخر وقد يسبق إن قصد ظهر "وما بإلا أو بإنما انحصر" من فاعل أو مفعول، ظاهرا كان أو مضمرا "أخر" عن غير المحصور منهما؛ فالفاعل المحصور نحو: "ما ضرب عمرا إلا زيد"، أو "إلا أنا"، و"إنما ضرب عمرا زيد، أو أنا" والمفعول المحصور نحو: "ما ضرب زيد إلا عمرا"، و"ما ضربت إلا عمرا"، و"إنما ضرب زيد عمرا"، و"إنما ضربت عمرا". "وقد يسبق" المحصور، فاعلا كان أو مفعولا، غير المحصور "إن قصد ظهر" بأن كان الحصر بـ"إلا" وتقدمت مع المحصور بها، نحو: "ما ضرب إلا زيد عمرا"، و"ما ضرب إلا عمرا زيد"، ومن الأول قوله "من الطويل": 371- فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا ... عشية آناء الديار وشامها وقوله "من البسيط": 372- ما عاب إلا لئيم فعل ذي كرم ... ولا جفا قط إلا جبأ بطلا

_ 371- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص999؛ والدرر 2/ 289؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص487؛ وشرح ابن عقيل ص248؛ والمقاصد النحوية 2/ 493؛ والمقرب 1/ 55؛ وهمع الهوامع 1/ 161. شرح المفردات: الآناء: ج الإني، وهو الساعة من الليل، أو النهار كله. الوشام: ج الوشم، وهو غرز الإبرة في اليد أو غيرها من الأعضاء، ورش الشحم عليه، وقد كثر ذكره عند الشعراء. المعنى: يقول: إن الله وحده يعرف ما هيجت بنا الأطلال ورسومها عندما وقفنا بها عند زوال النهار نتذكر الحبيبة. الإعراب: "فلم": الفاء بحسب ما قبلها، "لم": حرف جزم. "يدر": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. "إلا": أداة حصر. "الله": لفظ الجلالة فاعل مرفوع. "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به لـ"يدري". "هيجت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "لنا": جار ومجرور متعلقان بـ"هيج". "عيشة": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"هيج"، وهو مضاف. "آناء": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الديار": مضاف إليه. "وشامها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "لم يدر ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "هيجت ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لم يدر إلا الله ما" حيث قدم الفاعل المحصور بـ"إلا" وهو لفظ الجلالة "الله" على المفعول به "ما"، وهذا غير جائز عند جمهور النحاة، وكان الكسائي يسوغه في الشعر. 372- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص487؛ وتذكرة النحاة ص335؛ والدرر =

ومن الثاني قوله "من الطويل": 373- تزودت من ليلى بتكليم ساعة ... فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها

_ = 2/ 290؛ وشرح التصريح 1/ 284؛ والمقاصد النحوية 2/ 490؛ وهمع الهوامع 1/ 161. شرح المفردات: جفا: أعرض. الجبأ: الجبان. المعنى: يقول: لا يعيب فعل الكريم إلا اللئيم، ولا يجفو البطل إلا الجبان. الإعراب: "ما": حرف نفي. "عاب": فعل ماض. "إلا": أداة حصر. "لئيم": فاعل مرفوع. "فعل": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "كرم": مضاف إليه مجرور. "وما": الواو حرف عطف، "ما": حرف نفي. "جفا": فعل ماض. "قط": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"جفا". "إلا": أداة حصر. "جبا": فاعل مرفوع. "بطلا": مفعول به منصوب. وجملة: "ما عاب ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما جفا ... " معطوفة على جملة "ما عاب". الشاهد: قوله: "ما عاب إلا لئيم فعل ذي كرم" و"ما جفا إلا جبأ بطلا" حيث قدم الفاعل المحصور بـ"إلا" في الجملتين على المفعول به. وهذا جائز. 373- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص194؛ والدرر 2/ 287؛ وشرح التصريح 1/ 282؛ والمقاصد النحوية 2/ 481؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص486؛ والدرر 3/ 172؛ وشرح ابن عقيل ص248؛ وهمع الهوامع 1/ 161، 230. المعنى: يقول: لقد تزودت من ليلى بساعة من الكلام، فما زادني هذا الكلام إلا أضعاف ما أعانيه من هيام ووجد. الإعراب: "تزودت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "من ليلى": جار ومجرور متعلقان بـ"تزود". "بتكليم": جار ومجرور متعلقان بـ"تزود"، وهو مضاف. "ساعة": مضاف إليه مجرور. "فما": الفاء حرف عطف، "ما": حرف نفي. "زاد": فعل ماض. "إلا": أداة حصر. "ضعف": مفعول به مقدم، وهو مضاف. "ما": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "بي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول. "كلامها": فاعل مرفوع، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "تزودت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "زاد ... " معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد: قوله: "فما زاد إلا ضعف ما بي كلامها" حيث قدم المفعول به "ضعف" على الفاعل "كلامها" مع كون المفعول به محصورا بـ"إلا"، وهذا جائز عند بعضهم، ويروى العجز: "فما زادني إلا غراما كلامها". والشاهد هو هو.

وقوله "من الطويل": 374- ولما أبى جماحا فؤاده ... ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل فإن لم يظهر القصد -بأن كان الحصر بـ"إنما"، أو بـ"إلا" ولم تتقدم مع المحصور- امتنع تقديمه؛ لانعكاس المعنى حينئذ، وذلك واضح. تنبيه: الذي أجاز تقديم المحصور بـ"إلا" مطلقا هو الكسائي، محتجا بما سبق، وذهب بعض البصريين إلى منع تقديم المحصور مطلقا، واختاره الجزولي والشلوبين، حملا لـ"إلا" على "إنما"، وذهب الجمهور من البصريين والفراء، وابن الأنباري إلى منع تقديم الفاعل المحصور، وأجازوا تقديم المفعول المحصور؛ لأنه في نية التأخير. 241- وشاع نحو "خاف ربه عمر" ... وشذ نحو "زان نوره الشجر"

_ 374- التخريج: البيت لدعبل بن علي الخزاعي في ملحق ديوانه ص349؛ والدرر 2/ 281؛ وشرح التصريح 1/ 282؛ والمقاصد النحوية 2/ 480؛ وللحسين بن مطير في ديوانه ص182؛ وسمط اللآلي ص502؛ ولابن الدمينة في ديوانه ص94؛ وللمجنون في ديوانه ص181؛ وبلا نسبة في أمالي القالي 1/ 223؛ وتذكرة النحاة ص334؛ والحماسة البصرية 2/ 173؛ والزهرة ص87؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1292؛ وهمع الهوامع 1/ 161. شرح المفردات: الجماح: مصدر جمح أي ركب رأسه. سلا: نسي. المعنى: يعبر الشاعر عن شدة غرامه بليلى التي علق بها وهام بغرامها ولم يثنه عن ذلك شيء، ولما حاول نسيانها بتسليه مع أخرى ازداد بها شغفا وولها. الإعراب: "ولما": الواو بحسب ما قبلها، "لما": ظرف زمان مبني متعلق بجوابه في بيت تال. "أبى": فعل ماض. "إلا": أداة حصر. "جماحا": مفعول به مقدم منصوب. "فؤاده": فاعل مؤخر لـ"أبي" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "ولم": الواو حرف عطف، "لم": حرف جزم. "يسل": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "عن ليلى": جار ومجرور متعلقان بـ"يسل". "بمال": جار ومجرور متعلقان بـ"يسل". "ولا": الواو حرف عطف. "لا": حرف نفي. "أهل": معطوف على "مال" مجرور بالكسرة. وجملة "لما أبى ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "أبي" في محل جر بالإضافة. وجملة: "لم يسل" معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد: قوله: "أبى إلا جماحا فؤاده" حيث قدم المفعول به "جماحا" المحصور بـ"إلا" على الفاعل "فؤاده".

"وشاع" في لسان العرب تقديم المفعول الملتبس بضمير الفاعل عليه "نحو خاف ربه عمر" وقوله "من البسيط": 375- جاء الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر لأن الضمير فيه وإن عاد على متأخر في اللفظ؛ إلا أنه متقدم في الرتبة. "وشذ" في كلامهم تقديم الفاعل الملتبس بضمير المفعول عليه "نحو: زان نوره الشجر"؛ لما فيه من عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة. قال الناظم: والنحويون -إلا أبا الفتح- يحكمون بمنع هذا، والصحيح جوازه؛ واستدل على ذلك بالسماع، وأنشد على ذلك أبياتا منها قوله "من الطويل": 376- ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا ... من الناس أبقى مجده الدهر مطمعا

_ 375- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص 416؛ والأزهية ص114؛ وخزانة الأدب 11/ 69؛ والدرر 6/ 118؛ وشرح التصريح 1/ 283؛ وشرح شواهد المغني 1/ 196؛ ومغني اللبيب 1/ 62، 70؛ والمقاصد النحوية 2/ 485، 4/ 145؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 124؛ والجنى الداني ص230؛ وشرح ابن عقيل ص499؛ وشرح عمدة الحافظ ص627؛ وهمع الهوامع 2/ 134. اللغة: شرح المفردات: جاء الخلافة: أي تولى الخلافة. قدرا: مقدرة، أو موافقة له. المعنى: يقول: تولى الخلافة فكان أهلا لها، وقد قدرها الله له كما قدر النبوة لموسى. الإعراب: جاء: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". الخلافة: مفعول به منصوب بالفتحة. أو: حرف عطف. كانت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. واسمه ضمير مستتر فيه تقديره: "هي". له: اللام حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"قدرا". قدرا: خبر "كان" منصوب بالفتحة. كما: الكاف حرف جر، "ما": حرف مصدري. أتى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. على: حرف جر. قدر: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أتى". وجملة "جاء الخلافة ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كانت له قدرا" معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "أتى ربه موسى ... " صلة الموصول الحرفي لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "أتى ربه موسى" حيث قدم المفعول به "ربه" على الفاعل "موسى" مع كون المفعول به مضافا إلى ضمير يعود إلى الفاعل. وذلك لأن الضمير هنا وإن كان يعود على متأخر في اللفظ، عائد على متقدم في الرتبة، بسبب أن الرتبة الطبيعية للفاعل أن يقع قبل المفعول. 376- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص243؛ والاشتقاق ص88؛ وتخليص =

وقوله "من الطويل": 377- وما نفعت أعماله المرء راجيا ... جزاء عليها من سوى من له الأمر

_ = الشواهد ص489؛ وتذكرة النحاة ص364؛ وشرح شواهد المغني 2/ 875؛ ومغني اللبيب 2/ 492؛ والمقاصد النحوية 2/ 497؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص738، 796. اللغة: أخلد: كتب له الخلود أي دوام البقاء. مطعم: اسم رجل. المعنى: يقول أن لا بقاء لأحد من الناس في الحياة مهما كان نافعا لعامة الناس. الإعراب: "لو": الواو بحسب ما قبلها، "لو": شرطية غير جازمة. "أن": حرف مشبه بالفعل. "مجدا": اسم "أن" منصوب. "أخلد": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "الدهر": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"أخلد". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "ثبت". "واحدا": مفعول به منصوب. "من الناس": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"واحدا". "أبقى": فعل ماض. "مجده": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "الدهر": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"أبقى". "مطعما": مفعول به منصوب. وجملة: "لو أن مجدا ... " الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة: "أخلد" في محل رفع خبر "أن". وجملة: "أبقى ... " لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد: قوله: "أبقى مجده الدهر مطعما" حيث أخر المفعول "مطعما" عن الفاعل "مجده"، مع أن الفاعل يشمل ضميرا يعود على المفعول المتأخر لفظا ورتبة. 377- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص364. المعنى: يقول: إن الأعمال التي يقوم بها الإنسان راجيا ثوابا عليها من غير الله فهي مضرة له، ولا تنفعه. الإعراب: وما: "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. نفعت: فعل ماض و"التاء": للتأنيث. أعماله: فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. المرء: مفعول به منصوب بالفتحة. راجيا: حال منصوب. جزاء: مفعول به لاسم الفاعل "راجيا" منصوب بالفتحة. عليها: جار ومجرور متعلقان بـ"راجيا"، أو بمحذوف نعت "جزاء". من سوى: جار ومجرور متعلقان بـ"راجيا"، وهو مضاف. من: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. الأمر: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة "ما نفعت": بحسب ما قبلها. وجملة "له الأمر": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "نفعت أعماله المرء" حيث قدم الفاعل "أعمال" المضاف إلى ضمير عائد إلى المفعول به "الهاء" في "أعماله" العائد إلى "المرء" المتأخر لفظا ورتبة، وهذا شاذ.

وقوله "من البسيط": 378- جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمار وقوله "من الطويل": 379- كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد ... ورقى نداه ذا الندى في ذرا المجد

_ 378- التخريج: البيت لسليط بن سعد في الأغاني 2/ 119؛ وخزانة الأدب 1/ 293، 294؛ والدرر 1/ 219؛ ومعجم ما استعجم ص516؛ والمقاصد النحوية 2/ 495؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص489؛ وتذكرة النحاة ص364؛ وخزانة الأدب 1/ 280؛ وهمع الهوامع 1/ 66. اللغة: أبو الغيلان: اسم رجل. سنمار: اسم رجل رومي كان قد بنى للنعمان بن امرئ القيس قصر الخورنق، وخوفا من أن يبني مثله لغيره قتله، فضرب به المثل: "جزاه جزاء سنمار". الإعراب: "جزى": فعل ماض. "بنوه": فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "أبا": مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "الغيلان": مضاف إليه مجرور. "عن كبر": جار ومجرور: متعلقان بـ"جزى". و"حسن": الواو حرف عطف، "حسن": معطوف على "كبر": جار ومجرور متعلقان بـ"جزى". "وحسن": الواو حرف عطف، "حسن": معطوف على "كبر" مجرور، وهو مضاف. "فعل": مضاف إليه مجرور. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني على الفتح في محل نصب مفعول مطلق، "ما": مصدرية. "يجزى": فعل مضارع للمجهول مرفوع. "سنمار": نائب فاعل مرفوع. وجملة: "جزى بنوه" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يجزى سنمار" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "جزى بنوه أبا الغيلان" حيث أخر المفعول "أبا" عن الفاعل "بنوه" مع أن الفاعل يشمل ضميرا يعود على المفعول المتأخر لفظا ورتبة. 379- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص490؛ وتذكرة النحاة ص364؛ والدرر 1/ 218؛ وشرح شواهد المغني 2/ 875؛ ومغني اللبيب 2/ 492؛ والمقاصد النحوية 2/ 499؛ وهمع الهوامع 1/ 66. اللغة: كسا: ألبس. الحلم: العقل والأناة. السؤدد: المجد والسيادة. رقى: صعد. الندى: الجود. الذرا: ج الذروة، وهي أعلى الشيء. الإعراب: "كسا": فعل ماض. "حلمه": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "إذا": مفعول به أول منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "الحلم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أثواب": مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف. "سؤدد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ورقى": الواو حرف عطف، "رقى": فعل ماض. "نداه": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في =

وقوله "من الطويل": 380- جزى ربه عني عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل وذكر لجوازه وجها من القياس، وممن أجاز ذلك قبله وقبل أبي الفتح الأخفش من البصريين والطوال من الكوفيين. وتأول المانعون بعض هذه الأبيات بما هو خلاف ظاهرها. وقد أجاز بعض النحاة ذلك في الشعر دون النثر، وهو الحق والإنصاف؛ لأن ذلك إنما ورد في الشعر. تنبيهات: الأول: لو كان الضمير المتصل بالفاعل المتقدم عائدا على ما اتصل بالمفعول المتأخر، نحو: "ضرب أبوها غلام هند" امتنعت المسألة إجماعا، كما امتنع "صاحبها في الدار"، وقيل: فيه خلاف.

_ = محل جر بالإضافة. "ذا": مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "الندى": مضاف إليه مجرور. "في ذرا": جار ومجرور متعلقان بـ"رقى"، وهو مضاف. "المجد": مضاف إليه مجرور. وجملة: "كسا ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "رقى ... " معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "كسا حلمه ذا الحلم ورقى نداه ذا الندى" حيث تأخر المفعول عن الفاعل مع أن الفاعل يشمل ضميرا يعود على المفعول المتأخر لفظا ورتبة. 380- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص191؛ والخصائص 1/ 294؛ وله أو لأبي الأسود الدؤلي في خزانة الأدب 1/ 277، 278، 281، 287؛ والدرر 1/ 217؛ وللنابغة أو لأبي الأسود أو لعبد الله بن همارق في شرح التصريح 1/ 283؛ والمقاصد النحوية 2/ 487؛ ولأبي الأسود الدؤلي في ملحق ديوانه ص410؛ وتخليص الشواهد ص490؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 125؛ وشرح ابن عقيل ص252؛ ولسان العرب 15/ 108 "عوي"؛ وهمع الهوامع 1/ 66. الإعراب: جزى: فعل ماض. ربه: فاعل مرفوع وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. عني: جار ومجرور متعلقان بـ"جزى". عدي: مفعول به منصوب. ابن: نعت "عدي" منصوب، وهو مضاف. حاتم: مضاف إليه مجرور. جزاء: مفعول مطلق منصوب. الكلاب: مضاف إليه مجرور. العاويات: نعت "الكلاب" مجرور. وقد: الواو: حالية، قد: حرف تحقيق. فعل: فعل ماض مبني على الفتح وسكن للوقف، والفاعل: هو. وجملة "جزى ربه ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "قد فعل" الفعلية في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "جزى ربه عني عدي" حيث عاد الضمير في الفاعل "ربه" إلى المفعول "عدي"، والمفعول متأخر لفظا ورتبة. وهذا ممنوع عند جمهرة النحاة، وأجازه بعضهم.

واختلف في نحو: "ضرب أباها غلام هند" فمنعه قوم، وأجازه آخرون، وهو الصحيح؛ لأنه لما عاد الضمير على ما اتصل بما رتبته التقديم كان كعوده على ما رتبته التقديم. الثاني: كما يعود الضمير على متقدم رتبة دون لفظ -ويسمى متقدما حكما- كذلك يعود على متقدم معنى دون لفظ، وهو العائد على المصدر المفهوم من الفعل، نحو: "أدب ولدك في الصغر ينفعه في الكبر" أي: التأديب، ومنه: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} 1، أي: العدل. الثالث: يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة -سوى ما تقدم- في ستة مواضع: أحدها: الضمير المرفوع بـ"نعم" و"بئس"، نحو: "نعم رجلا زيد"، و"بئس رجلا عمرو"، بناء على أن المخصوص مبتدأ لخبر محذوف، أو خبر لمبتدأ محذوف. الثاني: أن يكون مرفوعا بأول المتنازعين المعمل ثانيهما؛ كقوله "من الطويل": 381- جفوني ولم أجف الأخلاء إنني ... لغير جميل من خليلي مهمل

_ 1 المائدة: 8. 381- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 77، 5/ 282؛ وأوضح المسالك 2/ 200؛ وتخليص الشواهد ص515؛ وتذكرة النحاة ص359؛ والدرر 1/ 219، 5/ 318؛ وشرح التصريح 2/ 874؛ ومغني اللبيب 2/ 489؛ والمقاصد النحوية 3/ 14؛ وهمع الهوامع 1/ 66، 2/ 109. اللغة: جفوني: ابتعدوا عني. الأخلاء: ج الخليل، وهو الصديق. المعنى: يقول: إن أصدقائي قد ابتعدوا عني في حين أنني لم أبتعد عنهم، ولا أذكر إلا جميلهم وأتناسى كل قبيح صدر عنهم. الإعراب: جفوني: فعل ماض مبني على الضمة المقدرة على الألف المحذوفة للتعذر، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. ولم: الواو حرف عطف، "لم": حرف جزم. أجف: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة من آخره. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". الأخلاء: مفعول به منصوب بالفتحة. إنني: حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". لغير: اللام حرف جر، "غير": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"مهمل"، وهو مضاف. جميل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر. خليلي: اسم مجرور بالكسرة المقدرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"جميل"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. مهمل: خبر "إن" مرفوع بالضمة. الشاهد فيه قوله: "جفوني ولم أجف الأخلاء" حيث تنازع العاملان "جفوني" و"لم أجف" معمولا =

على ما سيأتي في بابه. الثالث: أن يكون مخبرا عنه فيفسره خبره، نحو: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} 1. الرابع: ضمير الشأن والقصة2، نحو: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 3، {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} 4. الخامس: أن يجر بـ"رب"، وحكمه حكم ضمير "نعم" و"بئس": في وجوب كون مفسره تمييزا، وكونه مفردا، كقوله "من الخفيف": 382- ربه فتية دعوت إلى ما ... يورث المجد دائبا فأجابوا

_ = واحدا هو "الأخلاء"، فأعمل العامل الثاني لقربه منه، وأضمر في العامل الأول. هذا هو مذهب البصريين، أما الكوفيون فيعملون العامل الأول لأسبقيته في الورود، ولكن أكثر النحاة رجحوا مذهب البصريين. وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "جفوني" حيث قدم الضمير على مفسره لأنه معمول لأول المتنازعين. 1 الأنعام: 29؛ والمؤمنون: 37. 2 قال محيي الدين عبد الحميد. المراد بالشأن والقصة الحديث، وضمير الشأن هو ضمير غيبة يفسره جملة خبرية بعده مصرح بجزأيها، فلا يكون ضمير حضور، ولا يفسره مفرد، ولا جملة إنشائية، ولا جملة خبرية متقدمة عليه، ولا جملة خبرية مؤخرة عنه وقد حذف أحد جزأيها، ويكون هذا الضمير مذكرا باعتبار الشأن، ومؤنثا باعتبار القصة، والغالب في الاستعمال تذكيره، وإنما يؤنث إذا كان في الجملة بعده مؤنث وكان عمدة. سواء أكان مسندا أم كان مسندا إليه، نحو إنها قمر جاريتك وإنها هند جميلة، ومنه قوله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} ولا يفسر بجملة فعلية إلا إذا دخل عليها ناسخ، وإنما يؤتى بضمير الشأن للدلالة على قصد المتكلم استعظام السامع حديثه. 3 الإخلاص: 1. 4 الأنبياء: 97. 382- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 19؛ والدرر 4/ 128؛ وشرح التصريح 2/ 4؛ وشرح شواهد المغني ص874؛ ومغني اللبيب ص491؛ والمقاصد النحوية 3/ 259؛ وهمع الهوامع 2/ 27. اللغة والمعنى: الفتية: ج الفتى، وهو الشاب، أو الكريم. يقول: رب فتية كرماء دعوتهم إلى ما يورثهم دائما الشكر والثناء، فلبوا دعوتي. الإعراب: ربه: رب: حرف جر شبيه بالزائد، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، وهو أيضا في محل رفع مبتدأ شذوذا لأنه ضمير نصب وجر. فتية: تمييز منصوب بالفتحة. دعوت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. إلى: حرف جر. ما: اسم موصول في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"دعوت". يورث: فعل مضارع مرفوع. والفاعل هو. المجد: مفعول به منصوب. دائبا: حال =

ولكنه يلزم أيضا التذكير، فيقال: "ربه امرأة" لا ربها، ويقال: "نعمت امرأة هند". السادس: أن يكون مبدلا منه الظاهر المفسر له، كـ"ضربته زيدا"، قال ابن عصفور: أجازه الأخفش، ومنعه سيبويه، وقال ابن كيسان: هو جائز بإجماع. انتهى. "اشتباه الفاعل بالمفعول وطريق التمييز بينهما": خاتمة: قد يشتبه الفاعل بالمفعول، وأكثر ما يكون ذلك إذا كان أحدهما اسما ناقصا والآخر اسما تاما، وطريق معرفة ذلك: أن تجعل في موضع التام: إن كان مرفوعا ضمير المتكلم المرفوع، وإن كان منصوبا ضميره المنصوب، وتبدل من الناقص اسما بمعناه في العقل وعدمه، فإن صحت المسألة بعد ذلك فهي صحيحة قبله، وإلا فهي فاسدة، فلا يجوز: "أعجب زيد ما كره عمرو" إن أوقعت "ما" على ما لا يعقل؛ لأنه لا يجوز: "أعجبت الثوب"، ويجوز نصب "زيد"؛ لأنه يجوز: "أعجبني الثوب"، فإن أوقعت "ما" على أنواع من يعقل جاز رفعه؛ لأنه يجوز: "أعجبت النساء"؛ وتقول: "أمكن المسافر السفر" بنصب "المسافر"؛ لأنك تقول: "أمكنني السفر"، ولا تقول: "أمكنت السفر"، والله أعلم.

_ = منصوبة. فأجابوا: الفاء: حرف عطف، أجابوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف: للتفريق. وجملة "ربه فتية دعوت ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "دعوت" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "يورث" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "أجابوا" الفعلية معطوفة على جملة "دعوت". والشاهد فيه قوله: "ربه فتية" حيث أعاد الضمير على "فتية" المتأخر عنه لفظا ورتبة، وقد وجد بكون المفسر "فتية" تمييزا وهو جمع، وكون الضمير مفردا.

النائب عن الفاعل

النائب عن الفاعل: "الأغراض التي يحذف الفاعل من أجلها": 242- ينوب مفعول به عن فاعل ... فيما له كنيل خير نائل "ينوب مفعول به عن فاعل" حذف لغرض: إما لفظي؛ كالإيجاز، وتصحيح النظم؛ أو معنوي؛ كالعلم به، والجهل، والإبهام، والتعظيم، والتحقير، والخوف منه، أو عليه، وسيأتي أنه ينوب عن الفاعل أشياء غير المفعول به، لكن هو الأصل في النيابة عنه "فيما له" من الأحكام؛ كالرفع، والعمدية، ووجوب التأخير، وغير ذلك "كنيل خير نائب" فـ"خير": نائب عن الفاعل المحذوف؛ إذ الأصل: "نال زيد خير نائل"، نعم النيابة مشروطة بأن يغير الفعل عن صيغته الأصلية إلى صيغة تؤذن بالنيابة. "التغيرات التي تصيب الفعل عن إسناده لنائب الفاعل": 243- فأول الفعل اضممن والمتصل ... بالآخر أكسر في مضي كوصل 244- واجعله من مضارع منفتحا ... كينتحي المقول فيه ينتحى 245- والثاني التالي تا المطاوعه ... كالأول اجعله بلا منازعه 246- وثالث الذي بهمز الوصل ... كالأول اجعلنه كاستحلي "فأول الفعل" الذي تبنيه للمفعول "اضممن" مطلقا "و" الحرف "المتصل بالآخر" منه

"اكسر في مضي كوصل" ودحرج "واجعله" أي: المتصل بالآخر "من مضارع منفتحا كينتحي المقول فيه" عند البناء للمفعول "ينتحى، و" الحرف. "الثاني التالي تا المطاوعة" وشبهها من كل تاء مزيدة "كالأول اجعله بلا منازعه" تقول: "تدحرج الشيء"، و"تغوفل عن الأمر"، بإتباع الثاني للأول في الضم. "وثالث" الفعل "الذي" بدئ "بهمز الوصل كالأول اجعلنه كاستحلي" الشراب، و"استخرج المال"، فتتبع الثالث أيضا للأول في الضم. 247- واكسر أو اشمم "فا" ثلاثي أعل ... عينا وضم جا كـ"بوع" فاحتمل "واكسر أو اشمم فا" فعل "ثلاثي أعل عينا" واويا كان أو يائيا، فقد قرئ: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ} 1 بهما، والإشمام: هو الإتيان على الفاء بحركة بين الضم والكسر، وقد يسمى روما "وضم جا" في بعض اللغات "كبوع" وحوك "فاحتمل" كقوله "من الرجز": 383- ليت وهل ينفع شيئا ليت ... ليت شبابا بوع فاشتريت

_ 1 هود: 44. 383- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص171؛ والدرر 4/ 26، 6/ 260؛ وشرح التصريح 1/ 295؛ وشرح شواهد المغني 3/ 819؛ والمقاصد النحوية 2/ 524؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص92؛ وتخليص الشواهد ص495؛ وشرح ابن عقيل ص256؛ ومغني اللبيب 2/ 632؛ وهمع الهوامع 1/ 248، 2/ 165. الإعراب: "ليت": حرف مشبه بالفعل. "وهل": الواو حرف اعتراض، "هل": حرف استفهام. "ينفع": فعل مضارع مرفوع. "شيئا": مفعول به منصوب. "ليت": فاعل "ينفع". "ليت": حرف مشبه بالفعل مؤكد للأول. "شبابا": اسم "ليت" منصوب. "بوع": فعل ماض للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "فاشتريت": الفاء حرف عطف، "اشتريت": فعل ماض، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وجملة "ليت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هل ينفع ... " اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بوع" في محل رفع خبر "ليت". وجملة: "اشتريت" معطوفة على "بوع". الشاهد: قوله: "بوع" على لغة بعض العرب، والمشهور "بيع".

وكقوله "من الرجز": 384- حوكت على نيرين إذ تحاك ... تختبط الشوك ولا تشاك تنبيه: أشار بقوله "فاحتمل" إلى ضعف هذه اللغة بالنسبة للغتين الأوليين، وتعزى لبني فقعس وبني دبير. 248- وإن بشكل خيف لبس يجتنب ... وما لباع قد يرى لنحو حب "وإن بشكل" من هذه الأشكال "خيف لبس يجتنب" ذلك الشكل ويعدل إلى شكل آخر لا لبس فيه؛ فإذا أسند الفعل الثلاثي المعتل العين -بعد بنائه للمفعول- إلى ضمير متكلم أو مخاطب؛ فإن كان يائيا كـ"باع" من البيع اجتنب كسره وعدل إلى الضم أو الإشمام؛ لئلا يلتبس بفعل الفاعل، نحو: "بعت العبد"؛ فإنه بالكسر ليس إلا، وإن كان واويا كـ"سام" من السوم اجتنب ضمه وعدل إلى الكسر أو الإشمام؛ لئلا يلتبس بفعل الفاعل، نحو: "سمت العبد"، فإنه بالضم ليس إلا.

_ 384- التخريج: الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص495؛ والدرر 6/ 261؛ وشرح التصريح 1/ 295؛ وشرح ابن عقيل ص255؛ والمقاصد النحوية 2/ 526؛ والمنصف 1/ 250؛ وهمع الهوامع 2/ 165. شرح المفردات: حوكت: نسجت. النير: الخيوط والقصب إذا اجتمعت. اختبط: ضرب بشدة. الإعراب: "حوكت": فعل ماض للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: "هي". "على نيرين": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في "حوكت". "إذ": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"حوكت". "تحاك": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "تختبط": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "الشوك": مفعول به منصوب. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "تشاك": فعل مضارع للمجهول مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". وجملة "حوكت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تحاك" في محل جر بالإضافة. وجملة "تختبط" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تشاك" معطوفة على "تختبط". الشاهد: قوله: "حوكت" على لغة بعض العرب، والمشهور "حيكت".

تنبيه: ما ذكره من وجوب اجتناب الشكل الملبس على ما هو ظاهر كلامه هنا وصرح به في شرح الكافية لم يتعرض له سيبويه، بل ظاهر كلامه جواز الأوجه الثلاثة مطلقا، ولم يلتفت للإلباس؛ لحصوله في نحو: "مختار" و"تضار"، نعم، الاجتناب أولى وأرجح. "وما لباع" ونحوه من جواز الضم والكسر والإشمام "قد يرى لنحو حب" و"رد"؛ من فعل ثلاثي مضاعف مدغم، لكن الأفصح هنا الضم، حتى قال بعضهم: لا يجوز غيره، والصحيح الجواز؛ فقد قرأ علقمة: "رِدَّتْ إِلَيْنَا"1، "وَلَوْ رِدُّوا"2. 249- وما لفا باع لما العين تلي ... في اختار وانقاد وشبه ينجلي "وما لفا باع" ونحوه من جواز الأوجه الثلاثة ثابت "لما العين تلي في" كل فعل على وزن افتعل أو انفعل، نحو: "اختار وانقاد وشبه ينجلي"؛ فتقول: اختور وانقود، واختير وانقيد، بضم التاء والقاف، وكسرهما، والإشمام، وتحرك الهمزة بحركتهما. "أنواع النائب عن الفاعل وشروط نيابة كل واحد منها": 250- وقابل من ظرف او من مصدر ... أو حرف جر بنيابة حري "وقابل" للنيابة "من ظرف او من مصدر أو" مجرور "حرف جر بنيابة حري" أي: حقيق، وما لا فلا، فالقابل للنيابة من الظروف والمصادر هو المتصرف المختص؛ نحو: "صيم رمضان"، و"جلس أمام الأمير"، {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ} 3؛ بخلاف اللازم منهما، نحو: عند وإذا وسبحان ومعاذ؛ لامتناع الرفع، وأجاز الأخفش: "جلس عندك"، وبخلاف المبهم، نحو: "صيم زمان"، و"جلس مكان"، و"سِيرَ سَيرٌ"؛ لعدم الفائدة؛ فامتناع "سِيرَ" على إضمار السير أحقُّ، خلافا لمن أجازه.

_ 1 يوسف: 65. 2 الأنعام: 28. 3 الحاقة: 13.

فأما قوله "من الطويل": 385- وقالت متى يبخل عليك ويعتلل ... يسؤك وإن يكشف غرامك تدرب فمعناه: ويعتلل هو، أي: الاعتلال المعهود، أو اعتلال عليك، فحذف "عليك"؛ لدلالة "عليك" الأول عليه، كما هو شأن الصفات المخصصة، وبذلك يوجه: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ} 1 وقوله "من الطويل": 386- فيالك من ذي حاجة حيل دونها ... وما كل ما يهوى امرؤ هو نائله

_ 385- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص42؛ وشرح التصريح 1/ 289؛ وشرح شواهد المغني ص92، 883؛ ولعلقمة في ديوانه ص83؛ ولأحدهما في المقاصد النحوية 2/ 506؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب ص516. المعنى: يقول: إن هجرناك واعتللنا عليك يسؤك هذا الأمر، وإن وصلناك فكشف غرامك كان ذلك عادة لك ودربة. الأعراب: "وقالت": الواو بحسب ما قبلها، قالت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، وفاعله ... هي. "متى": اسم شرط جازم مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"يبخل". "يبخل": فعل مضارع للمجهول مجزوم لأنه فعل الشرط. "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"يبخل". "ويعتلل": الواو حرف عطف، "يعتلل": معطوف على "يبخل" ويعرب إعرابه، ونائب الفاعل مستتر تقديره "هو" يعود إلى مصدر الفعل "يعتلل". "يسؤك": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والفاعل ... "هو"، والكاف في محل نصب مفعول به. "وإن": الواو حرف عطف، "إن": حرف شرط جازم. "يكشف": فعل مضارع للمجهول، وهو فعل الشرط. "غرامك": نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "تدرب": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامته السكون، وحرك بالكسر للضرورة الشعرية. وجملة: "قالت" بحسب ما قبلها. وجملة "متى يبخل ... " في محل نصب مفعول به. وجملة "يبخل عليك" في محل جر بالإضافة. وجملة "يعتلل" معطوفة على جملة "يبخل". وجملة: "يسؤك" جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن يكشف" معطوفة على الجملة الشرطية السابقة. وجملة "تدرب" جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ويعتلل"، فإن النائب عن الفاعل هو ضمير المصدر، أي: يعتلل هو الاعتلال المعهود، والتقدير: يعتلل اعتلال عليك، فيقدر "عليك" ههنا أيضا لدلالة "عليك" في قوله: "متى يبخل عليك" عليها، وقال ابن هشام: ولا بد عندي من تقدير "عليك" مدلولا عليها بالمذكورة، وتكون حالا من الضمير ليتقيد بها، فيفيد ما لم يفده الفعل "المغني ص516". 1 سبأ: 54. 386- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص87؛ وشرح التصريح 1/ 290؛ والمقاصد النحوية 2/ 510. =

والقابل للنيابة من المجرورات هو الذي لم يلزم الجار له طريقة واحدة في الاستعمال، كـ"مذ" و"منذ" و"رب" وحروف القسم والاستثناء ونحو ذلك، ولا دل على تعليل كاللام والباء، و"من" إذا جاءت للتعليل، فأما قوله "من البسيط": 387- يغضي حياء ويغضي من مهابته ... فلا يكلم إلا حين يبتسم

_ = شرح المفردات: حيل دونها: قامت الحواجز دونها. يهوى: يريد. نائله: حاصل عليه. المعنى: يقول: يا لك من رجل تقف الحواجز دون ما يريد، وليس كل ما يريده المرء يحصل عليه. الإعراب: "فيا": الفاء بحسب ما قبلها، و"يا": حرف نداء للتعجب، أو تنبيه. "لك": جار ومجرور متعلقان بـ"يا". "من": حرف جر زائد. "ذي": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز، وهو مضاف. "حاجة": مضاف إليه. "حيل": فعل ماض للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: "هو" يعود إلى مصدر الفعل "حيل". "دونها": ظرف مكان متعلق بـ"حيل"، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. "وما": الواو: حرف استئناف، "ما": حرف من أخوات "ليس". "كل": اسم "ما" مرفوع أو مبتدأ باعتبار "ما" حرف نفي. وهو مضاف. "ما": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "يهوى": فعل مضارع مرفوع. "امرؤ": فاعل مرفوع. "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "نائله": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "فيا لك ... " بحسب ما قبلها. وجملة "حيل دونها" في محل جر نعت "حاجة". وجملة: "ما كل ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يهوى" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "هو نائله" في محل نصب خبر "ما" أو رفع خبر المبتدأ "كل". الشاهد: قوله: "حيل دونها" حيث قيل إن "دون"، هنا، نائب فاعل، وقد خرجت عن الظرفية، وقيل: إن نائب فاعل "حيل" ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود إلى مصدر مبهم هو مصدر هذا الفعل، وكأنه قد قيل: حيل حول، مع أن هذا المصدر غير مختص. وقال جمهور النحاة: إن نائب فاعل "حيل" ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصدر مقترن بـ"أل" العهدية، وكأنه قد قيل: حيل الحول المعهود، أو يعود إلى مصدر موصوف بـ"دون"، وكأنه قد قيل: حيل حول واقع دونها. 387- التخريج: البيت للحزين الكناني "عمرو بن عبد وهيب" في الأغاني 15/ 263؛ ولسان العرب 13/ 114 "حزن"؛ والمؤتلف والمختلف ص89؛ وللفرزدق في ديوانه 2/ 179؛ وأمالي المرتضى 1/ 68؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1622؛ وشرح شواهد المغني 2/ 732؛ ومغني اللبيب 1/ 320؛ والمقاصد النحوية 2/ 513، 3/ 273؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 2/ 53. شرح المفردات: يغضي: يخفض جفنه. المهابة: الاحترام. المعنى: يقول: إنه يغض الطرف حياء، ولكن الناس لفرط مهابته لا يرفعون إليه أبصارهم إلا إذا ابتسم لهم. الإعراب: "يغضي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "حياء": =

فالنائب فيه ضمير المصدر كذلك، على ما مر، لا قوله: من مهابته. تنبيهات: الأول: ذكر ابن إياز أن الباء الحالية في نحو: "خرج زيد بثيابه" لا تقوم مقام الفاعل، كما أن الأصل الذي تنوب عنه كذلك، وكذلك المميز إذا كان معه "من"، كقولك: "طبت من نفس"، فإنه لا يقوم مقام الفاعل أيضا؛ وفي هذا الثاني نظر؛ فقد نص ابن عصفور على أنه لا يجوز أن تدخل "من" على المميز المنتصب عن تمام الكلام. الثاني: ذهب ابن درستويه والسهيلي وتلميذه الرندي إلى النائب في نحو: "مر بزيد" ضمير المصدر، لا المجرور؛ لأنه لا يتبع على المحل بالرفع، ولأنه يتقدم، نحو: {كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} 1 ولأنه إذا تقدم لم يكن مبتدأ، وكل شيء ينوب عن الفاعل فإنه إذا تقدم كان مبتدأ، ولأن الفعل لا يؤنث له في نحو: "مر بهند". ولنا "سير بزيد سيرا"، وأنه إنما يراعى محل يظهر في الفصيح، نحو: "لست بقائم ولا قاعدا"، بالنصب، بخلاف "مررت بزيد الفاضل"، بالنصب، و"مر بزيد الفاضل"، بالرفع؛ لأنك تقول: "لست قائما"، ولا تقول في الفصيح2: "مررت زيدا"، ولا "مُر زيد"؛ على

_ = مفعول لأجله منصوب. "ويغضى": الواو حرف عطف، "يغضى": فعل مضارع للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه تقديره: "هو" يعود إلى مصدر الفعل "يغضي". "من مهابته": جار ومجرور متعلقان بـ"يغضى"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فلا": الفاء حرف عطف، و"لا": حرف نفي. "يكلم": فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "إلا": أداة حصر. "حين": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يكلم". "يبتسم": فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة: "يغضى" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يغضى من مهابته" معطوفة على جملة "يغضى حياء". وجملة "يكلم" معطوفة على جملة "يغضى". وجملة: "يبتسم" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "ويغضى من مهابته" حيث جاءت "من" للتعليل، وجاء نائب فاعل "يغضى" ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصدر موصوف بوصف محذوف يتعلق الجار والمجرور "من مهابته" نائب فاعل مع اعترافه أن "من" هنا للتعليل، وعنده أنه لا يمتنع نيابة المفعول لأجله عن الفاعل بخلاف جمهور النحاة. 1 الإسراء: 36. 2 قد ورد ذلك في ضرورة الشعر، نحو قول جرير "من الوافر": تمرون الديار ولم تعوجوا ... كلامكم علي إذا حرام ولا يقاس عليه.

أن ابن جني أجاز أن يتبع على محله بالرفع؛ والنائب في الآية ضمير راجع إلى ما رجع إليه اسم "كان" وهو المكلف؛ وامتناع الابتداء لعدم التجرد؛ وقد أجازوا النيابة في نحو: "لم يضرب من أحد" مع امتناع "من أحد لم يضرب"؛ وقالوا في {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} 1: إن المجرور فاعل مع امتناع "كفت بهند". الثالث: مذهب البصريين أن النائب إنما هو المجرور، لا الحرف، ولا المجموع، فكلام الناظم على حذف المضاف؛ لكن ظاهر كلامه في الكافية والتسهيل أن النائب المجموع. 251- ولا ينوب بعض هذي إن وجد ... في اللفظ مفعول به وقد يرد "ولا ينوب بعض هذي" المذكورات، أعني الظرف والمصدر والمجرور "إن وجد في اللفظ مفعول به" بل يتعين إنابته، هذا مذهب سيبويه ومن تابعه؛ وذهب الكوفيون إلى جواز إنابة غيره مع وجوده مطلقا "وقد يرد" ذلك، كقراءة أبي جعفر: "ليُجزَى قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"2. وقوله "من الرجز": 388- لم يعن بالعلياء إلا سيدا ... ولا شفى ذا الغي إلا ذو هدى

_ 1 النساء: 79 وغيرها. 2 الجاثية: 14. 388- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص173؛ والدرر 2/ 292؛ وشرح التصريح 1/ 291؛ والمقاصد النحوية 2/ 521؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص497؛ وشرح ابن عقيل 1/ 259؛ وهمع الهوامع 5/ 162. شرح المفردات: يعنى: يهتم. العلياء: المجد. الغي: الضلال. الإعراب: "لم": حرف جزم. "يعن": فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة. "بالعلياء": جار ومجرور نائب فاعل. "إلا": أداة حصر. "سيدا": مفعول به. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "شقى": فعل ماض. "ذا": مفعول به مقدم، وهو مضاف. "الغي": مضاف إليه مجرور. "إلا": أداة حصر. "ذو": فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "هدى": مضاف إليه مجرور. وجملة: "لم يعن ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا شفى ... " معطوفة على جملة: "لم يعن". =

وقوله "من الرجز": 389- وإنما يرضي المنيب ربه ... ما دام معنيا بذكر قلبه ووافقهم الأخفش، لكن بشرط تقدم النائب، كما في البيتين. تنبيه: إذا فقد المفعول به جازت نيابة كل واحد من هذه الأشياء، قيل: ولا أولوية لواحد منهما؛ وقيل: المصدر أولى؛ وقيل: المجرور؛ وقال أبو حيان: ظرف مكان. 252- وباتفاق قد ينوب الثان من ... باب "كسا" فيما التباسه أمن "وباتفاق قد ينوب" المفعول "الثان من باب كسا فيما التباسه أمن"، نحو: "كسي زيدا جبة"، و"أعطي عمرا درهم"، بخلاف مالم يؤمن التباسه، نحو: "أعطيت زيدا عمرا"؛ فلا يجوز اتفاقا أن يقال فيه: "أعطي زيدا عمرو"، بل يتعين فيه إنابة الأول؛ لأن كلا منهما يصلح لأن يكون آخذا. تنبيه: فيما ذكره من الاتفاق نظر؛ فقد قيل بالمنع إذا كان نكرة والأول معرفة؛ حكي

_ = الشاهد: قوله: "لم يعن بالعلياء إلا سيدا" حيث أناب الجار والمجرور "بالعلياء" عن الفاعل مع وجود المفعول به "سيدا". وهذا جائز عند الكوفيين، وضرورة شعرية عند البصريين. 389- التخريج: الرجز بلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 149؛ وشرح التصريح 1/ 291؛ والمقاصد النحوية 2/ 519. اللغة: المنيب: التائب. المعني: المهتم. الذكر: الصلاة والدعاء. المعنى: إن الله يقبل توبة التائبين. الإعراب: وإنما: الواو بحسب ما قبلها، "إنما": حرف مشبه بالفعل بطل عمله لاتصاله بـ"ما" الزائدة، "ما"؛ الزائدة. يرضي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. المنيب: فاعل مرفوع بالضمة. ربه: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ما: حرف مصدري. دام: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". معنيا: خبر "ما دام" منصوب بالفتحة. بذكر: الباء حرف جر، "ذكر" اسم مجرور بالكسرة، وهو نائب فاعل لاسم المفعول "معنيا". قلبه: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "إنما يرضي ... " بحسب ما قبلها. وجملة المصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه. الشاهد فيه قوله: "معنيا بذكر قلبه" حيث أناب الجار والمجرور "بذكر" عن الفاعل، مع وجود المفعول به "قلبه". وهذا جائز عند الكوفيين بشرط تقدم نائب الفاعل.

ذلك عن الكوفيين؛ وقيل بالمنع مطلقا، وقوله: "قد ينوب" الإشارة بـ"قد" إلى أن ذلك قليل بالنسبة إلى إنابة الأول، أو أنها للتحقيق.اهـ. 253- في باب "ظن وأرى" المنع اشتهر ... ولا أرى منعا إذ القصد ظهر "وفي باب ظن و" باب "أرى المنع" من إقامة المفعول الثاني "اشتهر" عن النحاة، وإن أمن اللبس، فلا يجوز عندهم: "ظن زيدا قائم"، ولا "أعلم زيدا فرسك مسرجا"؛ "ولا أرى منعا" من ذلك "إذا القصد ظهر" كما في المثالين، وفاقا لابن طلحة وابن عصفور في الأول، ولقوم في الثاني، فإن لم يظهر القصد تعينت إنابة الأولى اتفاقا، فيقال في "ظننت زيدا عمرا"، و"أعلمت بكرا خالدا منطلقا": "ظن زيد عمرا"، و"أعلم بكر خالدا منطلقا"؛ ولا يجوز: "ظن زيد عمرو"، ولا "أعلم بكرا خالد منطلقا"؛ لما سلف. تنبيهات: الأول: يشترط لإنابة المفعول الثاني -مع ما ذكره- ألا يكون جملة؛ فإن كان جملة امتنعت إنابته اتفاقا. الثاني: أفهم كلامه أنه لا خلاف في جواز إنابة المفعول الأول في الأبواب الثلاثة، وقد صرح به في شرح الكافية؛ وأما الثالث في باب "أرى" فنقل ابن أبي الربيع وابن هشام الخضراوي وابن الناظم الاتفاق على منع إنابته؛ والحق أن الخلاف موجودا؛ فقد أجازه بعضهم حيث لا لبس، وهو مقتضى كلام التسهيل، نحو: "أعلم زيدا فرسك مسرج". الثالث: احتج من منع إنابة الثاني في باب "ظن" مطلقا بالإلباس فيما إذا كانا نكرتين أو معرفتين، ويعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة إن كان الثاني نكرة، نحو: "ظن قائم زيدا"؛ لأن الغالب كونه مشتقا. واحتج من منع إنابته مطلقا في باب أعلم -وهم قوم منهم الخضراوي والأبذي وابن عصفور- بأن الأول مفعول صريح، والآخران مبتدأ وخبر شبها بمفعولي "أعطى"، وبأن السماع إنما جاء بإنابة الأول، كقوله "من الطويل": 390- ونبئت عبد الله بالجو أصبحت ... كراما مواليها لئيما صميمها

_ 390- التخريج: البيت للفرزدق في شرح التصريح 1/ 293؛ والكتاب 1/ 39؛ والمقاصد النحوية 2/ 522؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه 1/ 426. =

الرابع: حكى ابن السراج أن قوما يجيزون إنابة خبر "كان" المفرد، وهو فاسد؛ لعدم الفائدة ولاستلزامه إخبارا عن غير مذكور ولا مقدر؛ وأجاز الكسائي نيابة التمييز، فأجاز في "امتلأت الدار رجالا": "امتلئ رجال"، وإلى ذلك أشار في الكافية بقوله: وقول قوم قد ينوب الخبر ... بباب كان مفردا لا ينصر وناب تمييز لدى الكسائي ... لشاهد عن القياس نائي اهـ. واعلم أنه كما لا يرفع رافع الفاعل إلا فاعلا واحدا كذلك لا يرفع رافع النائب عنه إلا نائبا واحدا. 254- وما سوى النائب مما علقا ... بالرافع النصب له محققا "وما سوى" ذلك "النائب مما علقا بالرافع" له "النصب له محققا"، إما لفظا إن لم يكن جارا ومجرورا، أو محلا إن يكنه.

_ = شرح المفردات: عبد الله: قبيلة عبد الله بن دارم. الجو: اسم موضع. الصميم: الأصل. المعنى: يقول لقد علمت أن قبيلة بني عبد الله التي تقطن بالجو قد أصبحت ذليلة بحيث أن مواليهم قد تفوقوا عليهم بالكرم والجود، وأن صميمهم أصبح خسيسا. الإعراب: "ونبئت": الواو بحسب ما قبلها، "نبئت": فعل ماض للمجهول والتاء نائب فاعل. "عبد الله": "عبد": مفعول به منصوب، وهو مضاف، "الله": لفظ الجلالة، مضاف إليه مجرور. "بالجو": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "عبد الله". "أصبحت": فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث، واسمها ضمير مستتر تقديره: "هي". "كراما": خبر "أصبح" منصوب. "مواليها": فاعل لـ"كراما" أو اسم "أصبح" مرفوع، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة. "لئيما": معطوف على "كراما" بحرف عطف محذوف. "صميمها" فاعل لـ"لنيما" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "نبئت": بحسب ما قبلها. وجملة: "أصبحت" في محل نصب مفعول به ثالث لـ"نبئت". الشاهد: قوله: "نبئت عبد الله" حيث أناب المفعول الأول الذي هو تاء المتكلم عن الفاعل، ولم ينب الثاني أو الثالث، وذلك هو الأكثر في الاستعمال.

"رفع المفعول به ونصب الفاعل عند أمن اللبس": تنبيه: قال في الكافية: ورفع مفعول به لا يلتبس ... مع نصب فاعل رووا فلا تقس أي: قد حملهم ظهور المعنى على إعراب كل من الفاعل والمفعول به بإعراب الآخر؛ كقولهم: "خرق الثوب المسمار"، وقوله "من البسيط": 391- مثل القنافذ هداجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هجر ولا يقاس على ذلك، انتهى.

_ 391- التخريج: البيت للأخطل في ديوانه ص178؛ وتخليص الشواهد ص247؛ والدرر 3/ 5؛ وشرح شواهد المغني 2/ 972؛ ولسان العرب 5/ 195 "نجز"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 337؛ وأمالي المرتضى 1/ 446؛ ورصف المباني ص390؛ والمحتسب 2/ 118؛ وهمع الهوامع 1/ 165. اللغة: نجران وهجر، هما بلدان في اليمن. السوءة: الفاحشة. والقنافذ: جمع مفرده قنفذ: حيوان يعرف بكثرة مسيرة ليلا، وهداجون من الهدج، وهو مشي الشح الضعيف. المعنى: إنهم أخبث من القنافذ يتسللون ليلا إما للسرقة أو للفاحشة، وقد علم بهم أهل اليمن. الإعراب: مثل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم وهو مضاف. القنافذ: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. هداجون: خبر مرفوع للمبتدأ هم وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. قد: حرف تحقيق. بلغت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء": للتأنيث: نجران: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. أو: حرف عطف. بلغت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء" للتأنيث. سوءاتهم: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم وهو مضاف و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. و"الميم": للجماعة. هجر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "مثل القنافذ": مع المبتدأ المحذوف ابتدائية لا محل لها. وجملة "بلغت نجران": في محل نصب حال، ويمكن أن تكون خبرا ثالثا للمبتدأ المحذوف. وجملة "أو بلغت سوءاتهم هجر": معطوفة في محل نصب. والشاهد فيه قوله: "بلغت سوءاتهم هجر" وبالأصل "بلغت سوءاتهم هجرا" فقلب الكلام ونصب الفاعل ورفع المفعول به على عادة بعض العرب.

خاتمة: إذا قلت: "زيد في رزق عمرو عشرون دينارا" تعين رفع "عشرين" على النيابة؛ فإن قدمت "عمرا" فقلت: "عمرو زيد في رزقه عشرون" جاز رفع "العشرين" ونصبه؛ وعلى الرفع فالفعل خال من الضمير؛ فيجب توحيده مع المثنى والمجموع، ويجب ذكر الجار والمجرور لأجل الضمير الراجع إلى المبتدأ، وعلى النصب فالفعل محتمل للضمير؛ فيبرز في التثنية والجمع، ولا يجب ذكر الجار والمجرور.

اشتغال العامل عن المعمول

اشتغال العامل عن المعمول: 255- إن مضمر اسم سابق فعلا شغل ... عنه بنصب لفظه أو المحل 256- فالسابق انصبه بفعل أضمرا ... حتما موافق لما قد أظهرا "إن مضمر اسم سابق فعلا شغل ... عنه بنصب لفظه أو المحل" أي حقيقة باب الاشتغال: أن يسبق اسم عاملا مشتغلا عنه بضميره، أو ملابسه، لو تفرغ له هو أو مناسبه لنصبه لفظا أو محلا؛ فيضمر للاسم السابق عند نصبه عامل مناسب للعامل الظاهر مفسر به، على ما سيأتي بيانه. فالضمير في "عنه" وفي "لفظه" للاسم السابق، والباء في "بنصب" بمعنى "عن"، وهو بدل اشتمال من ضمير "عنه" بإعادة العامل، والألف واللام في "المحل" بدل من الضمير؛ التقدير: إن شغل مضمر اسم سابق فعلا عن نصب لفظ ذلك الاسم السابق، أي نحو: "زيدا ضربته"، أو محله، نحو: "هذا ضربته". "أحوال الاسم المتقدم": "فالسابق انصبه" إما وجوبا، وإما جوازا: راجحا، أو مرجوحا، أو مستويا، إلا أن يعرض ما يمنع النصب على ما سيأتي بيانه "بفعل أضمرا حتما" أي: إضمارا حتما، أي: واجبا، أو هو حال من الضمير في "أضمر"، أي: محتوما، وذلك لأن الفعل الظاهر كالبدل من

اللفظ به؛ فلا يجمع بينهما "موافق" ذلك الفعل المضمر "لما قد أظهرا" إما لفظا ومعنى، كما في نحو: "زيدا ضربته"؛ إذ تقديره: ضربت زيدا ضربته، وإما معنى دون لفظ، كما في نحو: "زيدا مررت به"، إذ تقديره: جاوزت زيدا مررت به. تنبيه: يشترط في الفعل المفسر ألا يفصل بينه وبين الاسم السابق، فلو قلت: "زيدا أنت تضربه"؛ لم يجز؛ للفصل بـ"أنت". "المواضع التي يجب فيها نصب الاسم المتقدم": 257- والنصب حتم إن تلا السابق ما ... يختص بالفعل كإن وحيثما "والنصب حتم إن تلا" أي: تبع الاسم "السابق ما" أي شيئا "يختص بالفعل" وذلك كأدوات الشرط "كإن وحيثما" وأدوات التحضيض، وأدوات الاستفهام غير الهمزة؛ نحو: "إن زيدا لقيته فأكرمه"، و"حيثما عمرا لقيته فأهنه"، و"هلا بكرا ضربته"، و"أين زيدا وجدته؟ ". ولا يجوز رفع الاسم السابق على أنه مبتدأ؛ لأنه لو رفع والحالة هذه لخرجت هذه الأدوات عما وضعت له من الاختصاص بالفعل؛ نعم قد يجوز رفعه بالفاعلية لفعل مضمر مطاوع للظاهر، كقوله "من الكامل": 392- لا تجزعي إن من منفس أهلكته ... "فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي"

_ 392- التخريج: البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص72؛ وتخليص الشواهد ص499؛ وخزانة الأدب 1/ 314، 321، 11/ 36؛ وسمط اللآلي ص468؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 160؛ وشرح شواهد المغني 1/ 472، 2/ 829؛ وشرح المفصل 2/ 38؛ والكتاب 1/ 134؛ ولسان العرب 6/ 238 "نفس"، 11/ 211 "خلل"؛ والمقاصد النحوية 2/ 535؛ وبلا نسبة في الأزهية ص248؛ والأشباه والنظائر 2/ 151؛ والجنى الداني ص72؛ وجواهر الأدب ص67؛ وخزانة الأدب 3/ 32، 6/ 41، 43، 44؛ والرد على النحاة ص114؛ وشرح ابن عقيل ص264؛ ولسان العرب 4/ 604 "عمر"؛ ومغني اللبيب 1/ 166، 403؛ والمقتضب 2/ 76 "عمر"؛ ومغني اللبيب 1/ 166، 403؛ والمقتضب 2/ 76. اللغة: شرح المفردات: لا تجزعي: لا تخافي. المنفس: هنا المال الكثير. أهلكته: أنفقته. هلكت: مت. المعنى: يخاطب الشاعر زوجته بقوله: لا تخافي على إنفاقي المال وتبذيره، فإنني ما دمت حيا لن =

في رواية "منفس" بالرفع؛ وقوله "من الطويل": 393- فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب ... لعلك تهديك القرون الأوائل

_ = تحتاجي إلى شيء، وإذا مت فعند ذلك اجزعي لأنك لن تجدي من بعدي من يؤمن لك حاجاتك. الإعراب: لا: الناهية. تجزعي: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والياء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. إن: حرف شرط جازم. منفس: فاعل مرفوع بفعل مضمر يفسره المذكور. والتقدير: "إن هلك منفس أهلكته". أهلكته: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. فإذا: الفاء حرف استئناف، "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. هلكت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فعند: الفاء رابطة لجواب الشرط. عند ظرف زمان متعلق بالفعل "اجزعي"، وهو مضاف. ذلك: اسم إشارة في محل جر بالإضافة. اجزعي: فعل أمر مبني، والياء: ضمير ... فاعل. وجملة "لا تجزعي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أهلكته" تفسيريه لا محل لها من الإعراب. وجملة "هلكت" في محل جر بالإضافة. وجملة "إذا هلكت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اجزعي" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد فيه قوله: "إن منفس أهلكته" حيث رفع "منفس" بإضمار فعل دل عليه ما بعده، لأن حرف الشرط يقتضي فعلا مظهرا أو مضمرا. 393- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص255؛ وخزانة الأدب 3/ 34؛ والدرر 1/ 200؛ وشرح التصريح 1/ 105؛ وشرح شواهد المغني 1/ 151؛ والمعاني الكبير ص1211؛ والمقاصد النحوية 1/ 8، 291؛ وهمع الهوامع 2/ 114؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 105؛ وهمع الهوامع 1/ 63. المعنى: يقول: إذا لم تتعظ بما علمت فتذكر آباءك وأجدادك، وفكر في مصيرهم لعلك تهتدي. الإعراب: فإن: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"إن": حرف شرط جازم. أنت: ضمير منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: "فإن لم تنتفع". لم: حرف نفي وجزم وقلب. ينفعك: فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. علمك: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. فانتسب: "الفاء": رابطة جواب الشرط، "انتسب": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". لعلك: حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "لعل": تهديك: فعل مضارع مرفوع، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. القرون: فاعل مرفوع بالضمة. الأوائل: نعت "القرون" مرفوع بالضمة. وجملة "إن أنت": بحسب ما قبلها. وجملة "لم ينفعك": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "انتسب": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "تهدي": في محل رفع خبر "لعل". وجملة "لعلك تهديك": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فإن أنت لم ينفعك" حيث وردت "أنت" في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: "إن لم تنتفع لم ينفعك علمك"، وليس في محل رفع على الابتداء كما يزعم الكوفيون.

التقدير: إن هلك منفس أهلكته، وإن لم تنتفع بعلمك لم ينفعك علمك. تنبيه: لا يقال الاشتغال بعد أدوات الشرط والاستفهام، إلا في الشعر، وأما في الكلام فلا يليهما إلا صريح الفعل؛ إلا إذا كانت أداة الشرط "إذا" مطلقا، أو "إن" والفعل ماض؛ فيقع في الكلام؛ فتسوية الناظم بين "إن" و"حيثما" مردودة. "المواضع التي يجب فيها رفع الاسم المتقدم": 258- وإن تلا السابق ما بالابتدا ... يختص فالرفع التزمه أبدا 259- كذا إذا الفعل تلا ما لم يرد ... ما قبل معمولا لما بعد وجد "وإن تلا" الاسم "السابق ما بالابتدا يختص" كـ"إذا" الفجائية و"ليتما" "فالرفع التزمه أبدا" على الابتداء، وتخرج المسألة عن هذا الباب إلى باب المبتدأ والخبر، نحو: "خرجت فإذا زيد يضربه عمرو"، و"ليتما بشر زرته"؛ فلو نصبت "زيدا" و"بشرا" لم يجز؛ لأن "إذا" المفاجأة و"ليت" المقرونة بـ"ما" لا يليهما فعل ولا معمول فعل. ومما يختص بالابتداء أيضا واو الحال في نحو: "خرجت وزيد يضربه عمرو"؛ فلا يجوز و"زيدا يضربه عمرو"، بنصب "زيد". و"كذا" التزم رفع الاسم السابق "إذا الفعل" المشتغل عنه "تلا" أي: تبع "ما" أي: شيئا "لم يرد ما قبل معمولا لما بعد وجد" كأدوات الشرط، والاستفهام، والتحضيض، ولام الابتداء، و"ما" النافية، و"كم" الخبرية، والحروف الناسخة، والموصول، والموصوف، تقول: "زيد إن زرته يكرمك، وهل رأيته؟ وهلا كلمته"، وهكذا إلى آخرها، بالرفع؛ ولا يجوز النصب؛ لأن هذه الأشياء لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، فلا يفسر عاملا فيه؛ لأنه بدل من اللفظ به. "المواضع التي يترجح فيها نصب الاسم المتقدم": 260- واختير نصب قبل فعل ذي طلب ... وبعد ما إيلاؤه الفعل غلب 261- وبعد عاطف بلا فصل على ... معمول فعل مستقر أولا "واختير نصب" أي: رجح على الرفع في ثلاثة أحوال:

الأول: أن يقع اسم الاشتغال "قبل فعل ذي طلب" وهو: الأمر، والنهي، والدعاء، نحو: "زيدا اضربه، أو ليضربه عمرو، أو لا تهنه"، و"اللهم عبدك ارحمه، أو لا تؤاخذه"، و"بكرا غفر الله له". وإنما وجب الرفع في نحو: "زيد أحسن به"؛ لأن الضمير في محل رفع، وإنما اتفق السبعة عليه في نحو: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا} 1 لأن تقديره عند سيبويه: مما يتلى عليكم حكم الزانية والزاني، ثم استؤنف الحكم؛ وذلك لأن الفاء لا تدخل عنده في الخبر في نحو هذا، ولذا قال في قوله "من الطويل": 394- وقائلة خولان فانكح فتاتهم ... "وأكرومة الحيين خلو كما هيا"

_ 1 النور: 2. 394- التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص243؛ والجنى الداني ص71؛ وخزانة الأدب 1/ 315، 455, 4/ 369، 8/ 19، 11/ 367؛ والدرر 2/ 36؛ والرد على النحاة ص104؛ ورصف المباني ص386؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 413؛ وشرح التصريح 1/ 299؛ وشرح شواهد الإيضاح ص86؛ وشرح شواهد المغني 1/ 468، 2/ 873؛ وشرح المفصل 1/ 100، 8/ 95؛ والكتاب 1/ 139، 143؛ ولسان العرب 14/ 239 "خلا"؛ ومغني اللبيب 1/ 165؛ والمقاصد النحوية 2/ 529؛ وهمع الهوامع 1/ 110. شرح المفردات: خولان: اسم قبيلة. الأكرومة: فعل الكرم. الحيان: حي أمها وحي أبيها، والمقصود فتاة ذات كرم ومجد من ناحية الأم والأب. الخلو: الخالية. المعنى: يقول رب قائلة لي أن أنكح فتاة من خولان، وهي أصيلة الجدين مصون وباقية كما هي. الإعراب: "وقائلة": الواو واو "رب"، "قائلة": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ، خبره محذوف. "خولان": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هذه خولان" مرفوع. "فانكح": الفاء حرف استنئاف، "انكح" فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ... وجوبا "أنت". "فتاتهم": مفعول به، وهو مضاف، و"هم": في محل جر بالإضافة. "وأكرومة": الواو حالية، "أكرومة": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الحيين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. "خلو": خبر المبتدأ. "كما": الكاف حرف جر، و"ما": يجوز أن تكون زائدة، وعليه تكون "هي" ضميرا في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بخبر ثان للمبتدأ "أكرومة" المحذوف. ويجوز أن تكون "ما" اسما موصولا، في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان للمبتدأ. و"هيا": مبتدأ خبره محذوف، والألف للإطلاق. والجملة تكون صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "قائلة ... " بحسب ما قبلها. وجملة "انكح" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "خولان فانكح فتاتهم" حيث رفع "خولان" على تقدير مبتدأ محذوف تقديره: "هذه خولان"، وذلك لأنه لا يصح أن تكون مبتدأ دخلت الفاء على خبره. هذا على مذهب سيبويه، وأجازه الأخفش. وقيل: الفاء في "فانكح" زائدة.

إن التقدير: هذه خولان؛ وقال المبرد: الفاء لمعنى الشرط، ولا يعمل الجواب في الشرط، فكذلك ما أشبهه، وما لا يعمل لا يفسر عاملا. وقال ابن السيد وابن بابشاذ: يختار الرفع في العموم كالآية، والنصب في الخصوص كـ"زيدا اضربه". "وَ" الثاني: أن تقع "بعدما إيلاؤه الفعل غلب" أي: بعد ما الغالب عليه أن يليه فعل، فإيلاؤه: مصدر مضاف إلى المفعول الثاني، والفعل: مفعول أول؛ لأنه الفاعل في المعنى، والذي يليه الفعل غالبا أشياء: منها همزة الاستفهام، نحو: {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ} 1 فإن فصلت الهمزة فالمختار الرفع، نحو: "أأنت زيد تضربه"، إلا في نحو: "أكل يوم زيدا تضربه"؛ لأن الفصل بالظرف كلا فصل. وقال ابن الطراوة: إن كان الاستفهام عن الاسم فالرفع، نحو: "أزيد ضربته أم عمرو"، وحكم بشذوذ النصب في قوله "من الوافر": 395- أثعلبة الفوارس أم رياحا ... عدلت بهم طهية والخشابا

_ 1 القمر: 24. 395- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص814؛ والأزهية ص114؛ وأمالي المرتضى 2/ 57؛ وجمهرة اللغة ص290؛ وخزانة الأدب 11/ 69؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 288؛ وشرح التصريح 1/ 300؛ والكتاب 1/ 102، 3/ 183؛ ولسان العرب 1/ 355 "خشب"، 15/ 17 "طها"؛ والمقاصد النحوية 2/ 533؛ وبلا نسبة في الرد على النحاة ص105. شرح المفردات: ثعلبة ورياح: قبيلتان. عدلت: سوت. طهية: حي من بني تميم. الخشاب: قوم من بني مالك بن حنظلة. المعنى: يفخر الشاعر بأبطال قومه، ويسمي أسماءهم، ويسخر من قوم الفرزدق. الإعراب: "أثعلبة": الهمزة للاستفهام، "ثعلبة": مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: "أأهنت ثعلبة" مثلا. "الفوارس": نعت "ثعلبة" منصوب. "أم": حرف عطف. "رياحا": معطوف على "ثعلبة". "عدلت": فعل ماض، والتاء فاعل. "بهم": جار ومجرور متعلقان بـ"عدلت". "طهية": مفعول به. "والخشابا": الواو حرف عطف، "الخشابا": معطوف على طهية، والألف للإطلاق. وجملة: "أأهنت" المقدرة الابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عدلت" تفسيرية. الشاهد: قوله: "أثعلبة الفوارس" حيث نصب الاسم الواقع بعد همزة الاستفهام مع أن الاستفهام عن الاسم، ونصب هذا الاسم بفعل محذوف يدل عليه المذكور بعده، وهو "عدلت بهم"، وليس المحذوف من لفظ الفعل المذكور، بل هو من معناه، والتقدير: "أأهنت ثعلبة"، أو "أظلمت ثعلبة"، أو نحو ذلك. وانتصاب الاسم الواقع بعد همزة الاستفهام راجح عند سيبويه، وذهب ابن الطراوة إلى أنه متى كان الاستفهام عن الاسم وجب الرفع.

ومنها النفي بـ"ما" أو "لا" أو "إن"، نحو: "ما زيدا رأيته"، و"لا عمرا كلمته"، و"إن بكرا ضربته"؛ وقيل: ظاهر كلام سيبويه اختيار الرفع؛ وقال ابن الباذش وابن خروف: يستويان. ومنها "حيث" المجردة من "ما" نحو: "اجلس حيث زيدا ضربته". "و" الثالث: أن يقع "بعد عاطف بلا فصل على معمول فعل مستقر أولا" سواء كان ذلك المعمول منصوبا، نحو: "لقيت زيدا وعمرا كلمته"، أو مرفوعا، نحو: "قام زيد وعمرا أكرمته". وإنما رجح النصب طلبا للمناسبة بين الجملتين؛ لأن من نصب فقد عطف فعلية على فعلية، ومن رفع فقد عطف اسمية على فعلية، وتناسب المتعاطفين أحسن من تخالفهما. واحترز بقوله: "بلا فصل" من نحو: "قام زيد وأما عمرو فأكرمته"؛ فإن الرفع فيه أجود؛ لأن الكلام بعد "أما" مستأنف مقطوع عما قبله، وبقوله: "فعل مستقر أولا" من العطف على جملة ذات وجهين، وستأتي. تنبيهان: الأول: تجوز الناظم في قوله "على معمول فعل"؛ إذ العطف حقيقة إنما هو على الجملة الفعلية، كما عرفت. الثاني: لترجيح النصب أسباب أخر لم يذكرها ههنا: أحدها: أن يقع اسم الاشتغال بعد شبيه بالعاطف على الجملة الفعلية، نحو؛ "أكرمت القوم حتى زيدا "أكرمته"، و"ما قام بكر لكن عمرا ضربته"، فـ"حتى" و"لكن" حرفا ابتداء أشبها العاطفين، فلو قلت: "أكرمت خالدا حتى زيد أكرمته"، و"قام بكر لكن عمرو ضربته"، تعين الرفع؛ لعدم المشابهة؛ إذ لا تقع "حتى" العاطفة إلا بين "كل" و"بعض"، ولا تقع "لكن" العاطفة إلا بعد نفي وشبهه. ثانيها: أن يجاب به استفهام منصوب، كـ"زيدا ضربته"، جوابا لمن قال: "أيهم ضربت؟ " أو: "من ضربت؟ " ومثل المنصوب المضاف إليه، نحو: "غلام زيد ضربته"، جوابا لمن قال: "غلام أيهم ضربت". ثالثها: أن يكون رفعه يوهم وصفا مخلا بالمقصود، ويكون نصبه نصا في المقصود،

كما في {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 1؛ إذ النصب نص في عموم خلق الأشياء خيرها وشرها بقدر، وهو المقصود، وفي الرفع إيهام كون الفعل وصفا مخصصا، و"بقدر" هو الخبر، وليس المقصود؛ لإيهامه وجود شيء لا بقدر؛ لكونه غير مخلوق؛ ولم يعتبر سيبويه مثل هذا الإيهام مرجحا للنصب، وقال: النصب في الآية مثله في "زيدا ضربته" قال: وهو عربي كثير، وقد قرئ بالرفع، لكن على أن "خلقناه" في موضع الخبر للمبتدأ، والجملة خبر "إن"، و"بقدر" حال؛ وإنما كان النصب نصا في المقصود لأنه لا يمكن حينئذ جعل الفعل وصفا؛ لأن الوصف لا يعمل فيما قبله فلا يفسر عاملا فيه؛ ومن ثم وجب الرفع في قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} 2. "المواضع التي يجوز فيها نصب الاسم المتقدم أو رفعه": 262- وإن تلا المعطوف فعلا مخبرا ... به عن اسم فاعطفن مخيرا "وإن تلا المعطوف" جملة ذات وجهين غير تعجبية: بأن تلا "فعلا مخبرا به" مع معموله "عن اسم" غير "ما" التعجبية "فاعطفن مخيرا" في اسم الاشتغال بين الرفع والنصب على السواء، بشرط أن يكون في الثانية ضمير الاسم الأول، أو عطف بالفاء، نحو: "زيد قام وعمرو أكرمته في داره"، أو "فعمرا أكرمته" برفع "عمرو" ونصبه: فالرفع مراعاة للكبرى، والنصب مراعاة للصغرى؛ ولا ترجيح؛ لأن في كل منهما مشاكلة، بخلاف "ما أحسن زيدا وعمرو أكرمته عنده"؛ فإنه لا أثر للعطف فيه، فإن لم يكن في الثانية ضمير الاسم الأول ولم تعطف بالفاء فالأخفش والسيرافي يمنعان النصب، والفارسي وجماعة -منهم الناظم- يجيزونه وقال هشام: الواو كالفاء، وهو ما يقتضيه كلام الناظم. تنبيه: شبه العاطف في هذا أيضا كالعاطف، وشبه الفعل كالفعل؛ فالأول نحو: "أنا ضربت القوم حتى عمرا ضربته"، والثاني نحو: "هذا ضارب زيدا وعمرا يكرمه"، برفع "عمرو" ونصبه على السواء فيهما.

_ 1 القمر: 49. 2 القمر: 52.

263- والرفع في غير الذي مر رجح ... فما أبيح أفعل ودع ما لم يبح "والرفع في غير الذي مر" أنه يجب معه النصب، أو يمتنع، أو يكون راجحا، أو مساويا "رجح" على النصب؛ لسلامة الرفع في الإضمار الذي هو خلاف الأصل، فرفع "زيد" بالابتداء في قولك: "زيد ضربته" أرجح من نصبه بإضمار فعل، ونصبه عربي جيد، خلافا لمن منعه، وأنشد ابن الشجري على جوازه قوله "من الرمل": 396- فارسا ما غادروه ملحما ... غير زميل ولا نكس وكل ومنه قراءه بعضهم: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} 1 بنصب "جنات". ثم إذا عرفت ما أوردناه من القواعد "فما أبيح" لك فيما يرد عليك من الكلام أن ترده إليه وتخرجه عليه "أفعل ودع ما لم يبح" لك فيه ذلك. 264- وفصل مشغول بحرف جر ... أو بإضافة كوصل يجري "وفصل مشغول" من ضمير الاسم السابق "بحرف جر" مطلقا "أو بإضافة" وإن تتابعت، أو بهما معا "كوصل يجري" في جميع ما تقدم؛ فالأحكام الخمسة الجارية مع اتصال الضمير بالمشغول تجري مع انفصاله منه بما ذكر؛ فيجب النصب في نحو: "إن زيدا

_ 1 الرعد: 23؛ والنحل: 31. 396- التخريج: البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ص133؛ وله أو لامرأة من بني الحارث في شرح شواهد المغني 2/ 664؛ والمقاصد النحوية 2/ 539؛ ولامرأة من بني الحارث في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1107؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص501؛ ومغني اللبيب 2/ 577. اللغة: غادروه: تركوه في مكانه. الملحم: الذي تغشاه الحرب من كل جانب فلا يجد لنفسه مخلصا. الزميل: الجبان. النكس: الضعيف. وكل: عاجز. المعنى: يقول: تركوا فارسا مغوارا في حومة الوغى، طعمة لكواسر الوحوش وجوارح الطير. الإعراب: "فارسا": مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "غادروا فارسا". "ما": زائدة للتفخيم. "غادروه": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "ملحما": حال منصوب. "غير": حال ثان منصوب، وهو مضاف. "زميل": مضاف إليه مجرور. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف لتأكيد النفي. "نكس": معطوف على "زميل" مجرور. "وكل": نعت "نكس". الشاهد: قوله: "فارسا ما غادروه" حيث نصب الاسم السابق بفعل محذوف يفسره ما بعده.

مررت به أو بغلامه، أو حبست عليه، أو على غلامه، أو أكرمت أخاه، أو غلام أخيه؛ "أكرمك" كما يجب في نحو: "إن زيدا أكرمته"؛ ويمتنع النصب ويتعين الرفع في نحو: "خرجت فإذا زيد مر به، أو بغلامه، أو حبس عليه، أو على غلامه، أو يضرب أخاه، أو غلام أخيه؛ عمرو" كما وجب الرفع في نحو: "فإذا زيد يضربه عمرو"؛ وقس على ذلك بقية الأمثلة. تنبيه: النصب في نحو: "زيدا ضربته" أحسن منه في نحو: "زيدا ضربته أخاه"؛ وفي نحو: "زيدا ضربت أخاه" أحسن منه في نحو: "زيدا مررت بأخيه". 265- وسو في ذا الباب وصفا ذا عمل ... بالفعل إن لم يك مانع حصل "وسو في ذا الباب وصفا ذا عمل" وهو اسم الفاعل والمفعول بمعنى الحال أو الاستقبال "بالفعل" في جواز تفسير ناصب الاسم السابق، نحو: "أزيدا أنت ضاربه، أو مكرم أخاه، أو مار به، أو محبوس عليه"؛ تريد الحال أو الاستقبال، كما تقول: "أزيدا تضربه، أو تكرم أخاه، أو تمر به، أو تحبس عليه". وإنما امتنع "زيدا أنت تضربه" بخلاف "أنت ضاربه" لاحتياج الوصف إلى ما يعتمد عليه؛ بخلاف الفعل. فإن كان الوصف غير عامل لم يجز أن يفسر عاملا؛ فلا يجوز: "أزيدا أنت ضاربه -أو محبوس عليه- أمس". وإنما يكون الوصف العامل كالفعل في التفسير "إن لم يك مانع حصل" يمنعه من ذلك؛ كوقوعه صلة لـ"أل"؛ لامتناع عمل الصلة فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا؛ ومن ثم امتنع تفسير الصفة المشبهة، فلا يجوز "زيدا أنا الضاربه"، ولا "وجه الأب زيد حسنه". تنبيه: يتعين الرفع في "زيد عليكه"، و"زيد ضربا إياه"؛ لأنهما غير صفة؛ نعم يجوز النصب عند من يجوز تقديم معمول اسم الفعل، وهو الكسائي، ومعمول المصدر الذي لا ينحل بحرف مصدري, وهو المبرد والسيرافي.

266- وعلقة حاصلة بتابع ... كعلقة بنفس الاسم الواقع "وعلقة" وبين العامل الظاهر والاسم السابق "حاصلة بتابع" سببي له جار على متبوع أجنبي منه، وهو الشاغل: نعتا، أو عطف نسق بالواو، أو عطف بيان "كعلقة بنفس الاسم" السببي "الواقع" شاغلا، فكما تقول "زيدا أكرمت أخاه" أو "محبه" فتكون العلقة بين زيد وأكرمت عمله في سببيه كذلك تقول "زيدا أكرمت رجلا يحبه"، أو "أكرمت عمرا وأخاه" أو "عمرا أخاه"؛ فتكون العلقة عمله في متبوع سببيه المذكور؛ ويجوز أن يكون المراد بالعلقة الضمير الراجع إلى الاسم السابق؛ فتكون الباء بمعنى في، أي: إن وجود الضمير في تابع الشاغل كاف في الربط كما يكفي وجوده في نفس الشاغل، وإن كان الأصل أن يكون متصلا بالعامل، أو منفصلا عنه بحرف جر، ونحوه. تنبيه: لو جعلت "أخاه" من قولك "زيدا أكرمت عمرا أخاه" بدلا امتنعت المسألة: نصبت، أو رفعت؛ لأن البدل في نية تكرير العامل، فتخلو الأولى عن الرابط؛ نعم، يجوز ذلك إن قلنا: إن العامل في البدل هو العامل في المبدل منه؛ وكذا تمتنع إذا كان العطف بغير الواو؛ لإفادة الواو معنى الجمع؛ بخلاف غيرها من حروف العطف. خاتمة: إذا رفع فعل ضمير اسم سابق، نحو: "أزيد قام" أو "غضب عليه"، أو ملابسا لضميره، نحو: "أزيد قام أبوه"؛ فقد يكون ذلك الاسم السابق واجب الرفع بالابتداء؛ كخرجت فإذا زيد قام، وليتما عمرو قعد؛ إذا قدرت "ما" كافة، أو بالفاعلية، نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} 1، و"هلا زيد قام"؛ وقد يكون راجح الابتدائية على الفاعلية، نحو: "زيد قام"؛ وذلك عند المبرد ومتابعيه، وغيرهم يوجب ابتدائيته؛ لعدم تقدم طلب الفعل، وقد يكون راجح الفاعلية على الابتدائية، نحو: "زيد ليقم"، ونحو: "قام زيد وعمرو قعد"، ونحو: {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا} 2، و {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} 3؛ وقد يستويان، نحو: "زيد قام وعمرو قعد عنده"؛ والله أعلم.

_ 1 التوبة: 6. 2 التغابن: 6. 3 الواقعة: 59.

تعدي الفعل ولزومه

تعدي الفعل ولزومه: "علامة الفعل المتعدي": 267- علامة الفعل المعدى أن تصل ... "ها" غير مصدر به نحو عمل "علامة الفعل المعدى" إلى مفعول به أكثر -ويسمى أيضا واقعا؛ لوقوعه على المفعول به، ومجاوزا؛ لمجاوزته الفاعل إلى المفعول به- أمران: الأول؛ صحة "أن تصل ها" ضمير راجع إلى "غير مصدر به"، والثاني: أن يصاغ منه اسم مفعول تام، وذلك "نحو عمل" فإنك تقول منه: "الخير عمله زيد"؛ فهو معمول، بخلاف نحو: "خرج"؛ فإنه لا يقال منه: "زيد خرجه عمرو"، ولا هو مخروج، بل مخروج به، أو إليه؛ فلا يتم إلا بالحرف. والاحتراز بهاء غير المصدر من هاء المصدر؛ فإنها تتصل باللازم والمتعدي، نحو: "الخروج خرجه زيد"، و"الضرب ضربه عمرو". تنبيه: هذه الهاء تتصل بـ"كان" وأخواتها؛ والمعروف أنها واسطة: أي: لا متعدية ولا لازمة، ولعله جعلها من المتعدي نظرا إلى شبهها به، وربما أطلق على خبرها المفعول. 268- فانصب به مفعوله إن لم ينب ... عن فاعل نحو تدبرت الكتب "فانصب به مفعوله إن نم ينب" ذلك المفعول "عن فاعل نحو: تدبرت الكتب" فإن ناب عنه رفعته به كما سلف.

"علامة الفعل اللازم": 269- ولازم غير المعدى وحتم ... لزوم أفعال السجايا كنهم 270- كذا افعلل والمضاهي اقعنسسا ... وما اقتضى نظلنة أو دنسا 271- أو عرضا أو طاوع المعدى ... لواحد كمده فامتدا "ولازم غير المعدى" "غير المعدى": مبتدأ، و"لازم": خبره، أي: ما سوى المعدى هو اللازم؛ إذ لا واسطة، ويسمى قاصرا أيضا؛ لقصوره على الفاعل، وغير واقع، وغير مجاوز؛ لذلك. "وحتم لزوم أفعال السجايا" وهي الطبائع؛ والمراد بأفعال السجايا: ما دل على معنى قائم بالفاعل لازم له "كنهم" -بكسر الهاء- الرجل؛ إذ كثر أكله، وشجع، وجبن، وحسن، وقبح، وطال، وقصر، وما أشبه ذلك. و"كذا" ما وازن "افعلل" نحو: اقشعر، واشمأز، واطمأن، وما ألحق به، وهو افوعل، نحو: "اكوهد الفرخ"، إذا ارتعد. "وكذا المضاهي" أي: المشابه في الوزن: افعنلل، نحو: احرنجم، يقال: "احرنجمت الإبل"، أي: اجتمعت، وما ألحق به، وهو وزنان: افعنلل -بزيادة إحدى اللامين- نحو: "اقعنسسا" يقال: "اقعنسس البعير"؛ إذا امتنع من الانقياد، وافعنلى، نحو: "احرنبى الديك"؛ إذا انتفش للقتال، و"اسلنقى الرجل"؛ إذا نام على ظهره؛ وقد جاء منه المتعدي، نحو: اسرندى، واغرندى: أي علا وركب، في قول الراجز: 397- قد جعل النعاس يسرنديني ... أدفعه عني ويغرنديني

_ 397- التخريج: الرجز بلا نسبة في جمهرة اللغة ص1215؛ والخصائص 2/ 285؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 690؛ وشرح التصريح 1/ 311؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 113؛ وشرح شواهد الشافية ص47؛ وشرح شواهد المغني 2/ 885؛ ولسان العرب 3/ 212 "سرد"؛ 3/ 325 "غرند"؛ والممتع في التصريف 1/ 185؛ والمنصف 1/ 86، 3/ 11. اللغة: يغرنديني: يعلوني. يسرنديني: مثله يتسلط. المعنى: أصارع النعاس وأدفعه، ولكنه يعود فيغلبني. الإعراب: قد: حرف تحقيق. جعل: فعل ماض مبني على الفتح، دال على الشروع من أخوات "كاد" في العمل. النعاس: اسم "جعل" مرفوع بالضمة. يسرنديني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء =

تنبيه: يجوز في "اقعنسس" أن يكون مفعولا للمضاهي، والأولى أن يكون فاعلا له، والمفعول محذوف: أي والمضاهية "اقعنسس"؛ لما عرفت أنه ملحق بـ"احرنجم". "و" كذلك حتم أيضا لزوم "ما اقتضى" من الأفعال "نظافة أو دنسا"، نحو: نظف، وطهر، ووضؤ، ودنس، ونجس، وقذر "أو عرضا" وهو: ما ليس حركة جسم من معنى قائم بالفاعل غير ثابت فيه، كمرض، وكسل، ونشط، وفرح، وحزن، ونهم؛ إذا شبع "أو طاوع المعدى لواحد كمدة فامتدا" ودحرجت الشيء فتدحرج؛ أما مطاوع المتعدي لأكثر من واحد فإنه متعد؛ كما مر. 272- وعد لازما بحرف جر ... وإن حذف فالنصب للمنجر "وعد لازما بحرف جر"، نحو: "ذهبت بزيد"، بمعنى: أذهبته، و"عجبت منه"، و"غضبت عليه" "وإن حذف" حرف الجر "فالنصب للمنجر" وجوبا، وشذ إبقاؤه على جره، في قوله "من الطويل": 398- "إذا قيل أي الناس شر قبيلة" ... أشارت كليب بالأكف الأصابع أي: إلى كليب.

_ = للثقل و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هو. أدفعه: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. عني: جار ومجرور متعلقان بالفعل أدفعه. ويغرنديني: "الواو": عاطفة، "يغرنديني": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و"النون" للوقاية و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هو. جملة "قد جعل النعاس ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. جملة "يسرنديني" في محل نصب خبر "جعل". جملة "أدفعه عني" في محل نصب حال. جملة "يغرنديني" معطوفة على جملة "يسرنديني". والشاهد فيه قوله: "يغرنديني، ويسرنديني" فجعلهما متعديين شذوذا، فباب "افعنلى" لازم. 398- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 420؛ وتخليص الشواهد ص504؛ وخزانة الأدب 9/ 113، 115؛ والدرر 4/ 191؛ وشرح التصريح 1/ 312؛ وشرح شواهد المغني 1/ 12؛ والمقاصد =

"حذف حرف الجر": 273- نقلا وفي "أن" و"أن" يطرد ... مع أمن لبس كعجبت أن يدوا وحيث حذف الجار في غير "أن" و"أن" فإنما يحذف "نقلا" لا قياسا مطردا، وذلك على نوعين: الأول: وراد في السعة، نحو: شكرته، ونصحته، وذهبت الشام. والثاني: مخصوص بالضرورة، كقوله "من البسيط": 339- آليت حب العراق الدهر أطعمه ... "والحب يأكله في القرية السوس"

_ = النحوية 2/ 542؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 10/ 41؛ والدرر 5/ 185؛ وشرح ابن عقيل ص374؛ ومغني اللبيب 1/ 61، 2/ 643؛ وهمع الهوامع 2/ 36، 81. شرح المفردات: كليب: اسم قبيلة جرير. المعنى: يقول: إذا سئل عن أحط القبائل قيمة، رفعت مع الأكف الأصابع مشيرة إلى قوم جرير. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "قيل": فعل ماض للمجهول. "أي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الناس": مضاف إليه. "شر": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "قبيلة": مضاف إليه مجرور. "أشارت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "كليب": اسم مجرور بحرف جر محذوف تقديره: "أشارت إلى كليب"، والجار والمجرور متعلقان بـ"أشارت". "بالأكف": جار ومجرور متعلقان بـ"أشارت"، أو بمحذوف حال من الأصابع. "الأصابع": فاعل "أشارت" مرفوع بالضمة. وجملة: "إذا قيل ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قيل ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "أي الناس ... " في محل رفع نائب فاعل لـ"قيل". وجملة "أشارت" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد: قوله: "أشارت كليب" حيث يريد: "أشارت إلى كليب" فحذف حرف الجر وأبقى عمله، وهذا شاذ. 399- التخريج: البيت للمتلمس في ديوانه ص95؛ وتخليص الشواهد ص507؛ والجنى الداني ص473؛ وخزانة الأدب 6/ 351؛ وشرح التصريح 1/ 312؛ وشرح شواهد المغني 1/ 294؛ والكتاب 1/ 38؛ والمقاصد النحوية 2/ 548؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 1/ 99. شرح المفردات: آليت: أقسمت. حب العراق: ما ينبته من حبوب. أطعمه: آكله. الإعراب: "آليت": فعل ماض، والتاء: فاعل. "حب" اسم منصوب بنزع الخافض، تقديره "على حب" وهو مضاف. "العراق": مضاف إليه مجرور. "الدهر": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"أطعم". "أطعمه": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا"، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "والحب": الواو حالية، "الحب": مبتدأ مرفوع. "يأكله": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "في القرية": جار ومجرور متعلقان بـ"يأكله". "السوس": فاعل مرفوع بالضمة. =

وقوله "من الكامل": 400- "لدن بهز الكف يعسل متنه" ... فيه كما عسل الطريق الثعلب أي: على حب العراق، وفي الطريق. "و" حذفه "في "أن" و"أن" يطرد" قياسا "مع أمن لبس كعجبت أن يدوا" {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ} 1 {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} 2 أي: من أن يدوا: أي يعطوا الدية، ومن أن جاءكم، وبأنه.

_ = وجملة: "آليت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "الحب يأكله في محل نصب حال وجملة: "يأكله" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "آليت حب العراق" حيث حذف حرف الجر "على" ثم نصب الاسم بعده الذي كان مجرورا به "حب"، والأصل: "على حب العراق"، وهذا الحذف مخصوص بالضرورة. 400- التخريج: البيت لساعد بن جؤية الهذلي في تخليص الشواهد ص503؛ وخزانة الأدب 3/ 83، 86؛ والدرر 3/ 86؛ وشرح أشعار الهذليين ص1120؛ وشرح التصريح 1/ 312؛ وشرح شواهد الإيضاح ص155؛ وشرح شواهد المغني ص885؛ والكتاب 1/ 36، 214؛ ولسان العرب 7/ 428 "وسط"، 11/ 446 "عسل"؛ والمقاصد النحوية 2/ 544؛ ونوادر أبي زيد ص15؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص180؛ وجمهرة اللغة ص842؛ والخصائص 3/ 319؛ ومغني اللبيب ص11؛ وهمع الهوامع 1/ 200. شرح المفردات: اللدن: اللين. يعسل: يتحرك. المتن: الظهر. المعنى: يقول واصفا رمحه بأنه يهتز بيده للينه كما يهتز ظهر الثعلب السائر على الطريق. الإعراب: "لدن": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "بهز": جار ومجرور متعلقان بـ"لدن"، وهو مضاف. "الكف": مضاف إليه مجرور. "يعسل": فعل مضارع مرفوع. "متنه": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فيه": جار ومجرور متعلقان بـ"يعسل". "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، و"ما": مصدرية. "عسل": فعل ماض. "الطريق": اسم منصوب بنزع الخافض تقديره: "في الطريق"، وقيل: مفعول به. "الثعلب": فاعل مرفوع. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. وجملة: "هو لدن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعسل متنه" في محل رفع صفة. الشاهد: قوله: "عسل الطريق" حيث حذف حرف الجر "في" المقدر، ثم نصب الاسم الذي كان مجرورا به "الطريق"، والأصل: "كما عسل في الطريق"، وهذا الحذف مخصوص بالضرورة. 1 الأعراف: 63، 69. 2 آل عمران: 18.

فإن خيف اللبس امتنع الحذف، كما في: "رغبت في أن تفعل، أو عن أن تفعل"؛ لإشكال المراد بعد الحذف. وأما قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} 1 فيجوز أن يكون الحذف فيه لقرينة كانت، أو أن الحذف لأجل الإبهام ليرتدع من يرغب فيهن لجمالهن، ومن يرغب عنهم لدمامتهن وفقرهن؛ وقد أجاب بعض المفسرين بالتقديرين. تنبيهان: الأول: إنما اطرد حذف حرف الجر مع "أن" و"أن" لطولهما بالصلة. الثاني: اختلفوا في محلهما بعد الحذف، فذهب الخليل والكسائي إلى أن محلهما جر؛ تمسكا بقوله "من الطويل": 401- وما زرت ليلى أن تكون حبيبة ... إلي ولا دين بها أنا طالبه

_ 1 النساء: 127. 401- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 84؛ وتخليص الشواهد ص511؛ والدرر 5/ 183؛ وسمط اللآلي ص572؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 103؛ وشرح شواهد المغني ص885؛ والكتاب 3/ 29؛ ولسان العرب 1/ 336 "حنطب"؛ والمقاصد النحوية 2/ 556؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب ص526؛ وهمع الهوامع 2/ 81. المعنى: أنا لم أزر ليلى لأنها حبيبتي، ولا لأن لي دينا عليها أطالبها به. الإعراب: "وما": "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. "زرت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "ليلى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. "أن": حرف مصدرية ونصب. "تكون": فعل مضارع منصوب بالفتحة، و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "هي". "حبيبة": خبر "تكون" منصوب بالفتحة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "زرت". "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"حبيبة". "ولا": "الواو": للعطف، "لا": حرف نفي. "دين": اسم معطوف على توهم دخول اللام الجار على "أن" السابقة، أو هو اسم مجرور بحرف جر مضمر. "بها": جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"دين". "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "طالبه": خبر مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "ما زرت": بحسب ما قبلها. وجملة "تكون حبيبة": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "أنا طالبه": في محل جر صفة. والشاهد فيه قوله: "ولا دين" حيث جر "دين" ولم تسبق حرف جر أو مضاف، فقدر حرف جر مضمرا، أو عطفها على توهم استخدام اللام الجارة في المصدر المنسبك من "أن وما بعدها".

بجر "دين"، وذهب سيبويه والفراء إلى أنهما في موضع نصب، وهو الأقيس. ومثل "أنّ" و"أنْ" في حذف حرف الجر قياسا "كي" المصدرية، نحو: "جئتك كي تقوم": أي: لكي تقوم. "ترتيب المفعولات": 274- والأصل سبق فاعل معنى كمن ... من "ألبسن من زاركم نسج اليمن" "والأصل" في ترتيب مفعولي الفعل المتعدي إلى اثنين ليس أصلهما المبتدأ والخبر "سبق فاعل": أي أن يسبق الفاعل "معنى" منهما المفعول معنى "كمن من" قولك: "ألبسن من زاركم نسج اليمن" فإن "من" هو اللابس؛ فهو الفاعل في المعنى، و"نسج اليمن" هو الملبوس؛ فهو المفعول في المعنى. ويجوز العدول عن هذا الأصل؛ فيتقدم ما هو مفعول في المعنى على ما هو فاعل في المعنى، فيقال: ألبسن نسج اليمن من زاركم. 275- ويلزم الأصل لموجب عرا ... وترك ذاك الأصل حتما قد يرى "و" قد "يلزم الأصل" المذكور "لموجب عرا" أي: وجد، وذلك كخوف اللبس، نحو: "أعطيت زيدا عمرا"، وكون الثاني محصورا، كـ"ما أعطيت زيدا إلا درهما"، أو ظاهرا، والأول ضمير متصل، نحو: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} 1. "وترك ذاك الأصل" لمانع وجد "حتما قد يرى" أي: قد يرى واجبا، وذلك كما إذا كان الذي هو الفاعل في المعنى محصورا، نحو: "ما أعطيت الدرهم إلا زيدا"، أو ظاهرا والثاني ضميرا متصلا، نحو: "الدرهم أعطيته زيدا"، أو متلبسا بضمير الثاني، نحو: "أسكنت الدار بإنيها"، فلو كان الثاني متلبسا بضمير الأول كما في نحو: "أعطيت زيدا ماله"؛ جاز وجاز؛ على ما عرف في باب الفاعل. تنبيه: حكم المبتدأ مع خبره إذا وقعا مفعولين كحكم الفاعل في المعنى مع المفعول

_ 1 الكوثر: 1.

في المعنى في هذه الأمور الثلاثة؛ فجواز تقديمه في نحو: "ظننت زيدا قائما"، ووجوبه في نحو: "ظننت زيدا عمرا"، وامتناعه في نحو: "ظننت في الدار صاحبها". 276- وحذف فضلة أجز إن لم يضر ... كحذف ما سيق جوابا أو حصر "وحذف فضلة" وهي المفعول من غير باب "ظن" "أجز": اختصارا، أو اقتصارا "إن لم يضر" حذفها، كما هو الأصل، ويكون ذلك لغرض: إما لفظي؛ كتناسب الفواصل، نحو: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} 1، ونحو: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى} 2، وكالإيجاز في نحو: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} 3 وإما معنوي؛ كاحتقاره في نحو؛ {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ} 4 أي: الكافرين، أو استهجانه؛ كقول عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت منه ولا رأى مني"، أي: العورة. فإن ضر الحذف امتنع، وذلك "كحذف ما سيق جوابا" لسؤال سائل: كـ"ضربت زيدا"، لمن قال: "من ضربت؟ " "أو حصر"، نحو: "ما ضربت إلا زيدا"، و"إنما ضربت زيدا"، أو حذف عامله، نحو: "إياك والأسد". تنبيه: قوله: "يضر" هو بكسر الضاد مضارع "ضار يضير ضيرا"، بمعنى: ضر يضر ضرا، قال الله تعالى: {لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} 5، أي: لم يضركم. 277- ويحذف الناصبها إن علما ... وقد يكون حذفه ملتزما "ويحذف الناصبها" أي: ناصب الفضلة "إن علما" بالقرينة، وإذا حذف فقد يكون حذفه جائزا، نحو: {قَالُوا خَيْرًا} 6 "وقد يكون حذفه ملتزما" كما في باب الاشتغال، والنداء، والتحذير، والإغراء، بشرطه، وما كان مثلا، نحو: "الكلاب على البقر"7؛ أي:

_ 1 الضحى: 3. 2 طه: 3. 3 البقرة: 24. 4 المجادلة: 21. 5 آل عمران: 120، وهذه قراءة. 6 النحل: 30. 7 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 169؛ والحيوان 1/ 260؛ والعقد الفريد 3/ 116؛ وفصل المقال ص400؛ وكتاب الأمثال ص284؛ ولسان العرب 1/ 715 "كرب"، 722 =

أرسل الكلاب، أو أجري مجرى المثل، نحو: {انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ} 1. "تصيير الفعل المتعدي لازما": خاتمة: يصير المتعدي لازما أو في حكم اللازم بخمسة أشياء: الأول: التضمين لمعنى لازم؛ والتضمين: إشراب اللفظ معنى لفظ آخر وإعطاؤه حكمه؛ لتصير الكلمة تؤدي مؤدى كلمتين؛ نحو: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} 2، أي: يخرجون، {وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} 3، أي: تنب، {أَذَاعُوا بِهِ} 4، أي: تحدثوا, {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} 5 أي: بارك لي. ومنه قول الفرزدق "من الرجز": 402- كيف تراني قالبا مجني ... قد قتل الله زيادا عني

_ = "كلب"؛ والمستقصى 1/ 330، 341؛ ومجمع الأمثال 2/ 142. يضرب في النهي عن الدخول بين قوم بعضهم أولى ببعض. 1 النساء: 171. 2 النور: 63. 3 الكهف: 28. 4 النساء: 83. 5 الأحقاف: 15. 402- التخريج: الرجز للفرزدق في الخصائص 2/ 310؛ وشرح الأشموني 1/ 200؛ والمحتسب 1/ 52؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 247، 2/ 109، 179؛ وشرح شواهد المغني 2/ 962. اللغة: المجن: الترس. المعنى: لا تعجب من تركي سلاحي، فقد كفاني الله شر زياد بالموت، وأراحني من قتله وأذيته. الإعراب: كيف: اسم استفهام في محل نصب حال مقدمة. تراني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. قالبا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة للفعل ترى. مجني: مفعول به لاسم الفاعل قالبا منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. قد: حرف تحقيق. قتل: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. زيادا: مفعول به منصوب بالفتحة. عني: جار ومجرور متعلقان بالفعل قتل. وجملة "كيف ترى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "قتل الله زيادا": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "قتل الله عني ... " حيث ضمن الشاعر "قتل" معنى "صرف" فعداه بـ"عن" كما يتعدى به "صرف".

أي: صرفه بالقتل، وقول الآخر "من الكامل": 403- ضمنت برزق عيالنا أرماحنا أي: تكلفت، وهو كثير جدا. الثاني: التحويل إلى فعل -بالضم- لقصد المبالغة والتعجب، نحو: "ضرب الرجل، وفهم"، بمعنى: ما أضربه وأفهمه! الثالث: مطاوعته المتعدي لواحد، كما مر. الرابع: الضعف عن العمل: إما بالتأخير، نحو: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} 1، {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} 2، أو بكونه فرعا في العمل، نحو: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} 3، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} 4. الخامس: الضرورة، كقوله "من الكامل": 404- تبلت فؤادك في المنام خريدة ... تسقي الضجيع ببارد بسام

_ 403- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: ضمنت: تكفلت. العيال: حشم الرجل. المعنى: إنهم شديدو البأس، ويغنمون في الوقائع، ويؤمنون رزق عيالهم برماحهم. الإعراب: ضمنت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. برزق: جار ومجرور متعلقان بـ"ضمنت"، وهو مضاف. عيالنا: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أرماحنا: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "ضمنت برزق" حيث وردت "ضمن" بمعنى "تكفل" فعديت بالباء، وأصله أن يتعدى بنفسه، فيقال: "ضمنته". 1 يوسف: 43. 2 الأعراف: 154. 3 آل عمران: 3؛ والبقرة: 97. 4 هود: 107؛ والبروج: 16. 404- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص107؛ والأغاني 4/ 137، 215؛ والجنى الداني ص51؛ والدرر 3/ 7؛ وشرح شواهد المغني 1/ 332؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 167. اللغة: تبلته: أصابته بالمرض بسبب غرامه بها؛ ويقال: قلب متبول إذا غلبه الحب وهيمه. الخريدة: المرأة الشابة البكر. الضجيع: النائم بجانبها. البسام البارد: الثغر المبتسم، وله ريق بارد. =

"تصيير الفعل اللازم متعديا": ويصير اللازم متعديا بسبعة أشياء: الأول: همزة النقل كما أسلفته. الثاني: تضعيف العين، نحو: "فرح زيد"، و"فرحت زيدا". وقد اجتمعا في قوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} 1. الثالث: المفاعلة، تقول في "جلس زيد، ومشى، وسار": "جالست زيدا، وماشيته، وسايرته". الرابع: "استفعل" للطلب أو النسبة للشيء، كـ"استخرجت المال"، و"استحسنت زيدا"، و"استقبحت الظلم"، وقد ينقل ذا المفعول الواحد إلى اثنين، نحو: "استكتبته الكتاب"، و"استغفرت الله الذنب"، ومنه قوله "من البسيط": 405- أستغفر الله ذنبا لست أحصيه ... "رب العباد إليه الوجه والعمل"

_ = المعنى: لقد أصابت فؤادك حلوة بهواها، فغلبته على أمره، كيف لا وهي تملك فما باسما، وتقبل صاحبها وتتركه يمص ريقها البارد العذب. الإعراب: تبلت: فعل ماض مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. فؤادك: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. في المنام: جار ومجرور متعلقان بـ"تبلت". خريدة: فاعل "تبلت" مرفوع بالضمة. تسقي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". الضجيع: مفعول به منصوب بالفتحة. ببارد: "الباء": حرف جر زائد، "بارد": مجرور لفظا، منصوب محلا على أنه مفعول به ثان. بسام: صفة "بارد" مجرورة بالكسرة. وجملة "تبلت فؤادك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تسقي": في محل رفع صفة لـ"خريدة". والشاهد فيه قوله: "تسقي الضجيع ببارد" حيث عدى الفعل "تسقي" إلى المفعول الثاني "ببارد" وأصله أن يتعدى بنفسه. وهذا للضرورة الشعرية. 1 آل عمران: 3. 405- التخريج: البيت بلا نسبة في أدب الكاتب ص524؛ والأشباه والنظائر 4/ 16؛ وأوضح المسالك 2/ 283؛ وتخليص الشواهد ص405؛ وخزانة الأدب 3/ 111، 9/ 124؛ والدرر 5/ 186؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 420؛ وشرح التصريح 1/ 394؛ وشرح المفصل 7/ 63، 8/ 51؛ والصاحبي في فقه اللغة ص181؛ والكتاب 1/ 37؛ ولسان العرب 5/ 26 "غفر"؛ والمقاصد النحوية 3/ 226؛ والمقتضب 2/ 321؛ وهمع الهوامع 2/ 82. =

وإنما جاز "استغفرت الله من الذنب" لتضمنه معنى "استثبت": أي: طلبت التوبة. الخامس: صوغ الفعل على فعلت بالفتح أفعل بالضم لإفادة الغلبة، تقول: "كرمت زيدا أكرمه"، أي: غلبته في الكرم. السادس: التضمين، نحو: {وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ} 1، أي: لا تنووا؛ لأن "عزم" لا يتعدي إلا بـ"على"، تقول: عزمت على كذا، لا عزمت كذا؛ ومنه: "رحبتكم الطاعة"، و"طلع بشر اليمن"؛ أي: وسعتكم، وبلغ اليمن. السابع: إسقاط الجار توسعا، نحو: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ} 2، أي: من أمره، {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} 3، أي: عليه، وقوله: كما عسل الطريق الثعلب4 أي: في الطريق. وليس انتصابهما على الظرفية، خلافا للفارسي في الأول وابن الطراوة في الثاني؛ لعدم الإبهام. والله أعلم.

_ = اللغة والمعنى: لست أحصيه: لست أعرف عدده. إليه الوجه والعمل: أي إليه تتوجه الوجوه والأعمال الصالحة. يقول: إني أستغفر الله من ذنوبي العديدة، وهو رب العباد الذي إليه تتوجه الوجوه والأعمال الصالحة. الإعراب: أستغفر: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. الله: اسم الجلالة مفعول به أول. ذنبا: مفعول به ثان. لست: فعل ماض ناقص. والتاء: ضمير في محل رفع اسم "ليس" أحصيه: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل ... أنا، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. رب: بدل من "الله" منصوب، أو نعت "الله" منصوب، وهو مضاف. العباد: مضاف إليه مجرور. إليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ تقديره "حاصل". الوجه: مبتدأ مؤخر مرفوع. والعمل: الواو: حرف عطف، العمل: معطوف على "الوجه" مرفوع. وجملة "أستغفر الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لست أحصيه" الفعلية في محل نصب نعت "ذنبا" وجملة "أحصية" الفعلية نصب خبر "ليس". وجملة "إليه الوجه والعمل" الأسمية في محل نصب حال من "الله". والشاهد فيه قوله: "أستغفر الله ذنبا" حيث تعدى الفعل إلى مفعولين ونصبهما، والفعل المجرد منه "غفر" يتعدى إلى مفعول واحد، ولما جاء على صيغة الطلب "استفعل" نصب مفعولين. 1 البقرة: 235. 2 الأعراف: 150. 3 التوبة: 5. 4 تقدم بالرقم 400.

التنازع في العمل

التنازع في العمل: 278- إن عاملان اقتضيا في اسم عمل ... قبل فللواحد منهما العمل 279- والثان أولى عند أهل البصرة ... واختار عكسا غيرهم ذا أسره "إن عاملان" فأكثر "اقتضيا" أي: طلبا "في اسم عمل" متفقا أو مختلفا "قبل" أي: حال كونهما قبل ذلك الاسم "فللواحد منهما العمل" فيه اتفاقا. والاحتراز بكونهما مقتضيين للعمل من نحو "من الطويل": 406- "فأين إلى أين النجاء ببغلتي" ... أتاك أتاك اللاحقون "احبس احبس"

_ 406- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 267؛ وأوضح المسالك 2/ 194؛ وخزانة الأدب 5/ 185؛ والخصائص 3/ 103، 109؛ والدرر 5/ 323، 6/ 44؛ وشرح ابن عقيل ص487؛ والمقاصد النحو 3/ 9؛ وهمع الهوامع 2/ 111، 125. المعنى: يخاطب الشاعر من سرق بغلته بقوله: إلى أين تذهب ببغلتي، ولن تنجو لأن القوم أسرعوا في أثرك، فأمسكه أيها اللاحق، ولا تدعه يفر. الإعراب: فأين: الفاء بحسب ما قبلها، "أين": اسم استفهام مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بمحذوف تقديره "تذهب". وفي رأي بعضهم أن المحذوف هو حرف الجر تقديره: "إلى أين"، وهذا الوجه ضعيف. إلى: حرف جر. أين: اسم استفهام مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. النجاء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. ببغلتي: الباء حرف جر، "بغلتي": اسم مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بـ"النجاء". أتاك: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. أتاك: توكيد لفظي للأولى. اللاحقون: فاعل "أتاك" الأولى مرفوع بالواو لأنه جمع =

إذ الثاني توكيد، وإلا فسد اللفظ؛ إذ حقه حينئذ أن يقول: "أتاك أتوك"، أو "أتوك أتاك"؛ ومن نحو "من الطويل": 407- "ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة" ... كفاني ولم أطلب قليل من المال فإن الثاني لم يطلب "قليل"، وإلا فسد المعنى؛ إذ المراد: كفاني قليل من المال ولم أطلب الملك.

_ = مذكر سالم. احبس: فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". احبس: فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسرة مراعاة للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وجملة: "احبس" الثانية توكيد للجملة السابقة. الشاهد فيه قوله: "أتاك أتاك" و"احبس احبس"، ففي كل من العبارتين توكيد لفظي. وإنما في الأولى تكرير للفظ الفعل ومفعوله، وفي الثانية تكرير للفظ الجملة المؤلفة من الفعل وفاعله الضمير المستتر فيه وجوبا. 407- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص39؛ والإنصاف 1/ 84؛ وتذكرة النحاة ص339؛ وخزانة الأدب 1/ 327، 462؛ والدرر 5/ 322؛ وشرح شواهد المغني 1/ 342، 2/ 642؛ وشرح قطر الندى ص199؛ والكتاب 1/ 79؛ والمقاصد النحوية 3/ 35؛ وهمع الهوامع 2/ 110؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 880؛ ومغني اللبيب 1/ 256؛ والمقتضب 4/ 76؛ والمقرب 1/ 161. اللغة والمعنى: أسعى: أجد، أعمل. أدنى معيشة: حياة عادية. يقول: لو أنه يسعى لحياة عادية لكفاه قليل من المال، ولكنه يسعى في طلب الملك والسيادة لذلك يتوجب عليه الجد والسعي المستمر. الإعراب: ولو: الواو: بحسب ما قبلها، لو: حرف امتناع لامتناع. أن: حرف مشبه بالفعل. ما: حرف مصدري. أسعى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر، والفاعل: أنا، والمصدر المؤول من "ما وما بعدها" في محل نصب اسم "أن". لأدنى: جار ومجرور متعلقان بخبر "أن" المحذوف، والمصدر المؤول من "أن واسمها وخبرها" في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "لو ثبت كون سعيي". معيشة: مضاف إليه مجرور. كفاني: فعل ماض، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. ولم: الواو: حرف اعتراض، لم: حرف نفي وجزم وقلب. أطلب: فعل مضارع مجزوم، والفاعل: أنا، والمفعول به محذوف تقديره "ولم أطلب الملك ... ". قليل: فاعل "كفى" مرفوع. من المال: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"قليل". وجملة "لو أسعى ... " بحسب ما قبلها. وجملة "كفاني ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "لم أطلب" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. والشاهد فيه قوله: "كفاني ولم أطلب قليل"، حيث جاء قوله: "قليل" فاعلا لـ"كفاني"، وليس البيت من باب التنازع، لأن من شرط التنازع صحة توجه كل واحد من العاملين إلى المعمول المتأخر مع بقاء المعنى صحيحا، والأمر ههنا ليس كذلك، لأن القليل ليس مطلوبا.

ويكونهما قبل من نحو: "زيد قام وقعد"؛ لأن كل واحد منهما أخذ مطلوبه، أعني ضمير الاسم السابق، فلا تنازع. هكذا مثل الناظم وغيره وعللوا؛ وفي كل من المثال والتعليل نظر: أما المثال فظاهر، وأما التعليل فلقصور العلة؛ لأن ذلك يقتضي ألا يمتنع تقديم مطلوبهما إذا طلبا نصبا. و"عاملان" في كلامه رفع فعل مضمر يفسره "اقتضيا"، و"عمل" مفعول به، وقف عليه بالسكون على لغة ربيعة. تنبيهات: الأول: مراده بالعاملين فعلان متصرفان، أو اسمان يشبهانهما، أو اسم وفعل كذلك؛ فالأول نحو: {آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} 1، والثاني كقوله "من الطويل": 408- عهدت مغيثا مغنيا من أجرته ... "فلم أتخذ إلا فناءك موئلا

_ 1 الكهف: 96. 408- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص513؛ وشرح التصريح 1/ 316؛ والمقاصد النحوية 3/ 2. شرح المفردات: عهدت: علمت. مغيثا: مساعدا. أجرته: ساعدته وحميته. الفناء: ساحة الدار. الموئل: الملجأ. المعنى: يقول: لقد علمت أنك تساعد وتجير من يلتجئ إليك، لذلك لن أتخذ إلا دارك ملجأ لي. الإعراب: "عهدت": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "مغيثا": حال من نائب الفاعل، وقيل مفعول به ثان. "مغنيا": معطوف على "مغيثا" بحرف عطف محذوف، أو حال ثانية. "من": اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ"مغنيا". "أجرته": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "فلم": الفاء حرف عطف، "لم": حرف جزم. "أتخذ": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "إلا": أداة حصر. "فناءك": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "موئلا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وجملة: "عهدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أجرته" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لم أتخذ ... " معطوفة على جملة "عهدت". الشاهد: قوله: "مغيثا مغنيا من أجرته" حيث تقدم عاملان، وكلاهما اسم فاعل صالح للعمل في المعمول "من أجرته"، وفي كل منهما ضمير مستتر هو فاعله، وقد أعمل الثاني لقربه، فنصب "من" على المفعولية، وأعمل الأول في ضميره، وحذف هذا الضمير، لأن في ذكره إعادة على متأخر لفظا ورتبة من غير ضرورة، ولو أعمل العامل الأول لقال: "عهدت مغيثا مغنيه من أجرته".

والثالث نحو: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} 1 وقوله "من الطويل": 409- "لقد علمت أولى المغيرة أنني" ... لقيت ولم أنكل عن الضرب مسمعا ولا تنازع بين حرفين، ولا بين حرف وغيره، ولا بين جامدين، ولا جامد وغيره؛ وعن المبرد إجازته في فعلي التعجب، نحو: "ما أحسن وأجمل زيدا"، و"أحسن به وأجمل بعمرو"، واختاره في التسهيل. الثاني: قد يكون التنازع بين أكثر من عاملين، وقد يتعدد المتنازع فيه؛ من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين"؛ وقول الشاعر "من الطويل": 410- طلبت فلم أدرك بوجهي فليتني ... قعدت ولم أبغ الندى عند سائب

_ 1 الحاقة: 19. 409- التخريج: البيت للمرار الأسدي في ديوانه ص464؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 60؛ والكتاب 1/ 193؛ وللمرار الأسدي أو لزغبة بن مالك في شرح شواهد الإيضاح ص136؛ وشرح المفصل 6/ 64؛ والمقاصد النحوية 3/ 40، 501؛ ولمالك بن زغبة في خزانة الأدب 8/ 128، 129؛ والدرر 5/ 255؛ وبلا نسبة في اللمع ص271؛ والمقتضب 1/ 14؛ وهمع الهوامع 2/ 93. اللغة: أولى: أول. المغيرة: الخيل تخرج للغارة، وهنا الفرسان. أنكل: أنكص، أرجع من الخوف. مسمع: هو مسمع بن شيبان. المعنى: يقول: لقد علم أول من لقيت من المغيرين أني هزمتهم، ولحقت عميدهم، فلم أنكل عن ضربه بالسيف. الإعراب: "لقد": اللام رابطة جواب القسم المحذوف، "قد": حرف تحقيق. "علمت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "أولى": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "المغيرة": مضاف إليه. "أنني": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم "أن". "لقيت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سد مسد مفعولي "علم". "ولم": الواو: حرف عطف، "لم": حرف جزم. "أنكل": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "عن الضرب": جار ومجرور متعلقان بـ"أنكل". "مسمعا": مفعول به للمصدر "الضرب". وجملة القسم المحذوفة: "أقسم" ابتدائية لا محل لها. وجملة: "لقد علمت ... " جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لقيت" في محل خبر "أن". وجملة: "لم أنكل" معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "لقيت ... الضرب مسمعا" حيث تقدم عاملان: الفعل "لقيت" والاسم "الضرب" وتأخر المعمول عنهما "مسمعا"، وكلا العاملين يطلب المعمول المتأخر مفعولا به، وقد أعمل الثاني لقربه فنصب "مسمعا" على المفعولية. 410- التخريج: البيت للحماسي في حاشية يس على التصريح 1/ 316؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 270. =

الثالث: اشترط في التسهيل في المتنازع فيه أن يكون غير سببي مرفوع، فنحو: "زيد قام وقعد أخوه"، وقوله "من الطويل": 411- "قضى كل ذي دين فوفى غريمه" ... وعزة ممطول معنى غريمها

_ = اللغة: طلبت: سعيت للحصول ... لم أدرك: لم أنل. الندى: العطاء. سائب: اسم رجل. الإعراب: طلبت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. فلم: "الفاء": حرف عطف، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. أدرك: فعل مضارع مجزوم وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". بوجهي: جار ومجرور متعلقان بـ"طلبت" أو "أدرك"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فليتني: "الفاء": حرف استئناف، "ليتني": حرف مشبه بالفعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "ليت". قعدت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. ولم: "الواو": حرف عطف، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. أبغ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". الندى: مفعول به منصوب. عند: ظرف متعلق بـ"أبغ" وهو مضاف. سائب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "طلبت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم أدرك": معطوفة على سابقتها. وجملة "فليتني قعدت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قعدت": في محل رفع خبر "ليت". وجملة "لم أبغ": معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "طلبت فلم أدرك ... ولم أبغ الندى عند سائب" حيث ورد التنازع بين أكثر من عاملين، فالعوامل المتنازعة هي "طلبت" و"أدرك" و"أبغ"، والمعمولان المتنازع فيهما هما "الندى" و"عند" والمشهور أن يعمل العامل الأخير فيهما. 411- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص143؛ وخزانة الأدب 5/ 233؛ والدرر 5/ 326؛ وشرح التصريح 1/ 318؛ وشرح شواهد الإيضاح ص90؛ وشرح المفصل 1/ 8؛ والمقاصد النحوية 3/ 3؛ وهمع الهوامع 2/ 111؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 282، 7/ 255؛ والإنصاف 1/ 90؛ وأوضح المسالك 2/ 195؛ ولسان العرب 14/ 334 "ركا"؛ ومغني اللبيب 2/ 417. اللغة والمعنى: قضى الدين: وفاه. الغريم: الدائن. ممطول: مسوف، أي يوعد بالوفاء مرة بعد مرة. معنى: معذب. يقول: لقد وفى كل ذي دين غريمه حقه إلا عزة فإنها تماطل موعودها وتعذبه في ما وعدته. الإعراب: قضى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. كل: فاعل مرفوع، وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. دين: مضاف إليه مجرور. فوفى: الفاء: حرف عطف، وفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والفاعل: هو. غريمه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. وعزة: الواو: حالية، عزة: مبتدأ مرفوع. ممطول: خبر المبتدأ مرفوع. معنى: خبر ثان للمبتدأ مرفوع. غريمها: نائب فاعل لاسم المفعول "معنى" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "قضى كل ذي ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "وفى غريمه" =

محمول على أن السببي مبتدأ، والعاملان قبله خبران عنه، أو غير ذلك مما يمكن، بخلاف السببي المنصوب، كما مر، ولم يذكر هذا الشرط أكثر النحويين، وأجاز بعضهم في البيت التنازع. "والثان" من المتنازعين "أولى" بالعمل من الأول "عند أهل البصرة" لقربه، "واختار عكسا" من هذا، وهو أن الأول أولى لسبقه "غيرهم ذا أسره" أي: غير البصريين، وهم الكوفيون، مع اتفاق الفريقين على جواز إعمال كل منهما1. تنبيه: سكتوا عن الأوسط عند تنازع الثلاثة، وحكى بعضهم الإجماع على جواز إعمال كل منها؛ ومن إعمال الأول قوله "من الطويل": 412- كساك ولم تستكسه فاشكرن له ... أخ لك يعطيك الجزيل وناصر

_ = الفعلية معطوفة على "قضى ... " وجملة "عزة ممطول ... " الاسمية في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "ممطول معنى غريمها" حيث تنازع عاملان، وهما قوله: "ممطول" و"معنى" معمولا واحدا، وهو قوله: "غريمها". وقيل: لا تنازع فيه، فـ"غريمها" مبتدأ، و"ممطول معنى" خبر "إن"، أو "ممطول" خبر، و"معنى" صفة له أو حال من ضميره. 1 انظر المسألة الثالثة عشرة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص83-96. 412- التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص166، 309؛ وأنباه الرواة 1/ 58؛ ودرة الغواص ص157؛ وحماسة البحتري ص149؛ وسمط اللآلي ص166؛ وشرح التصريح 1/ 316. اللغة: كساك: أعطاك كسوة، أي ما تلبسه. تستكسه: تطلب منه أن يعطيك كساء. الجزيل: الكثير. ناصر: معين. المعنى: يقول: لقد كساك أخ كريم، وأعطاك كثيرا دون أن تطلب منه، فاشكره على ما أعطاك وأنعم عليك. الإعراب: كساك: فعل ماض، و"الكاف": ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. ولم: "الواو": حرف عطف، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. تستكسه: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره. "أنت". فاشكرن: "الفاء": حرف عطف، "اشكرن": فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و"النون": للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". له: جار ومجرور متعلقان بـ"اشكر". أخ: فاعل مرفوع بالضمة. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"أخ". يعطيك: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". الجزيل: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. وناصر:"الواو: حرف عطف، و"ناصر": معطوف على "أخ" مرفوع بالضمة. وجملة "كساك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم تستكسه": معطوفة على سابقتها. وجملة "اشكرن": معطوفة على سابقتها. وجملة "يعطيك": في محل رفع نعت "أخ". =

ومن إعمال الثالث قوله [من البسيط] : 413- جئ ثم حالف وقف بالقوم إنهم ... لمن أجاروا ذوو عز بلا هون 280- وأعمل المهمل في ضمير ما ... تنازعاه والتزم ما التزما 281- كيحسنان ويسيء ابناكا ... وقد بغى واعتديا عبداكا "وأعمل المهمل"منها وهو الذي لم يتسلط على الاسم الظاهر مع توجهه إليه في المعنى "في ضمير ما تنازعاه والتزم" في ذلك "ما التزما" من مطابقة الضمير للظاهر، ومن

_ = الشاهد: قوله: "كساك ولم تستكسه فاشكرن له"حيث تنازع ثلاثة عوامل "كساك" و"تستكسه"، و"اشكرن" على معمول واحد هو "أخ"، فأعمل الأول، وأضمر في العاملين الأخيرين، وفي هذا رد على ابن عصفور الذي قال: إذا جمع العرب في كلام واحد ثلاثة عوامل، وأخروا عنها معمولا واحدًا اعملوا الثالث منها، وأهملوا الأول والثاني. 413- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص 338. اللغة: جئ: تعال. حالف: آخ وعاهد. العز: الغلبة. الهون: الذل. المعنى: يقول لمخاطبه: تعال وحالف قومي لأنهم قادرون على حماية من يجيرهم، ومنع الأعداء من أن يمسوهم بأذى. الإعراب: جئ: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". ثم: حرف عطف. حالف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وقف: "الواو": حرف عطف، "قف": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". بالقوم: جار ومجرور متعلقان بـ"قف". إنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". لمن: جار ومجرور متعلقان بمحذوف يدل عليه قوله: "ذوو عز". أجاروا: فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ذوو: خبر "إن" مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف، عز: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بلا: "الباء": حرف جر، و"لا": حرف نفي. هون: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"عز" أو بمحذوف نعت "عز". وجملة "جئ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حالف": معطوفة على سابقتها. وجملة "قف": معطوفة على سابقتها. وجملة "أجاروا": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "جئ ثم حالف وقف بالقوم" حيث تقدم ثلاثة عوامل هي: "جئ" و"حالف" و"قف"، وتأخر معمول واحد هو "القوم". والأول والثاني من هذه العوامل الثلاثة يطلبان هذا المعمول مفعولا به، والثالث يطلبه ليصل إليه بالباء، وقد أعمل الشاعر العامل الثالث في هذا المعمول وحذف من العاملين: الأول والثاني ما يقتضيانه.

امتناع حذف هذا الضمير حيث كان عمدة؛ وسواء في ذلك كان الأول هو المهمل "كيحسنان ويسيء ابناكا" أم الثاني "و" ذلك نحو: "قد بغى واعتديا عبداكا" وهذا المثال الثاني متفق على جوازه، والأول منعه الكوفيون؛ لأنهم يمنعون الإضمار قبل الذكر في هذا الباب؛ فذهب الكسائي ومن وافقه إلى وجوب حذف الضمير من الأول -والحالة هذه- للدلالة عليه، تمسكا بظاهر قوله "من الطويل": 414- تعفق بالأرطى لها وأرادها ... رجال فبذت نبلهم وكليب وقال الفراء: إن اتفق العاملان في طلب المرفوع فالعمل لهما، ولا إضمار، نحو: "يحسن ويسيء ابناكا"؛ وإن اختلفا أضمرته مؤخرا، نحو: "ضربني وضربت زيدا هو"، والمعتمد ما عليه البصريون، وهو ما سبق؛ لأن العمدة يمتنع حذفها، ولأن الإضمار قبل الذكر قد جاء في غير هذا الباب، نحو: "ربه رجلا"، وقد سمع أيضا في هذا الباب، من ذلك ما حكاه سيبويه من قول بعضهم: "ضربوني وضربت قومك"، ومنه

_ 414- التخريج: البيت لعلقمة الفحل في ديوانه ص38؛ والرد على النحاة ص95؛ وشرح التصريح 1/ 321؛ ولسان العرب 10/ 254 "عفق"، 14/ 353 "زبي"؛ والمقاصد النحوية 3/ 15؛ وبلا نسبة في تذكر النحاة ص357؛ وجمهرة اللغة ص936؛ والمقرب 1/ 251. شرح المفردات: تعفق: لجأ واستتر. الأرطى: نوع من الشجر. بذت: فاقت وغلبت. النبل: السهام. الكليب: جماعة من الكلاب. المعنى: يصف الشاعر صيد البقرة الوحشية بقوله: إن الرجال والكلاب قد استتروا بشجر الأرطى لاصطياد البقرة الوحشية، فاستطاعت بفضل سرعتها وقوتها أن تنجو منهم، فقد فاتت سهامهم وعجزت عن اللحاق بها كلابهم. الإعراب: "تعفق": فعل ماض، "بالأرطى": جار ومجرور متعلقان بـ"تعفق". "لها": جار ومجرور متعلقان بـ"تعفق". "وأرادها": الواو حرف عطف، "أرادها": فعل ماض، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول به. "رجال": فاعل "أراد" مرفوع. "فبذت": الفاء حرف عطف، "بذت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". "نبلهم": مفعول به منصوب، وهو مضاف، "هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "وكليب": الواو حرف عطف، "كليب": معطوف على "رجال" مرفوع بالضمة. وجملة: "تعفق" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أرادها" معطوفة على جملة "تعفق". وجملة: "بذت ... " معطوفة على جملة "تعفق". الشاهد: قوله: "تعفق ... وأرادها رجال" حيث أعمل عاملين هما: "تعفق" و"أرادها" في معمول واحد "رجال"، فأعمل الثاني في المعمول، وحذف ضمير "الرجال" من "تعفق"، ولو أظهره لقال: "تعفقوا وأرادها رجال".

قوله "من الطويل": جفوني ولم أجف الأخلاء إنني ... لغير جميل من خليلي مهمل1 وقوله "من البسيط": 415- هوينني وهويت الغانيات إلى ... أن شبت فانصرفت عنهن آمالي وقوله "من الطويل": 416- وكمتا مدماة كأن متونها ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

_ 1 تقدم بالرقم 381. 415- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 283؛ وتخليص الشواهد ص515؛ المقاصد النحوية 3/ 31. اللغة: هوينني: أحببنني. الغانيات: ج الغانية، وهي الفتاة التي استغنت بجمالها عن الزينة. انصرفت عنهن آمالي: أي أنه لم يبق له فيهن مأرب. المعنى: يقول: إنه أحب الغانيات وأحببنه، ولكنه لما كبر وشاب شعر رأسه صرف همه عنهن، ولم يبق له فيهن مأرب. الإعراب: هوينني: فعل ماض، و"النون" الأولى ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"النون" الثانية للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وهويت: "الواو": حرف عطف، و"هويت": فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. الغانيات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. إلى: حرف جر. أن: حرف نصب ومصدري. شبت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. فانصرفت: "الفاء": حرف عطف، و"انصرفت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عنهن: جار ومجرور متعلقان بـ"انصرف". آمالي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "هوينني": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هويت الغانيات": معطوفة على سابقتها. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"هويت". وجملة "انصرفت": معطوفة على جملة سابقة. الشاهد: قوله: "هوينني وهويت الغانيات" حيث تنازع عاملان على معمول واحد، والعامل الأول "هوينني" يطلبه فاعلا، والآخر "هويت" يطلبه مفعولا به، وقد أعمل الشاعر العامل الثاني في المعمول، وأعمل العامل الأول في ضميره، ولم يحذف هذا الضمير لكونه فاعلا فلا يجوز حذفه، وهذا يدل على جواز الإضمار قبل الذكر في باب الاشتغال إذا دعت الضرورة إلى ذلك. 416- التخريج: البيت لطفيل الغنوي في ديوانه ص23؛ وأمالي ابن الحاجب ص443؛ والرد على النحاة ص97؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 183؛ وشرح المفصل 1/ 78؛ والكتاب 1/ 77؛ ولسان العرب =

ولا حجة فيما تمسك به المانع؛ لاحتمال إفراد ضمير الجمع؛ وقد أجاز ذلك البصريون في الأحوال كلها، تقول: "ضربني وضربت الزيدين"، كأنك قلت: "ضربني من"، على ما لا يخفى. 282- ولا تجئ مع أول قد أهملا ... بمضمر لغير رفع أوهلا 283- بل حذفه الزم إن يكن غير خبر ... وأخرنه إن يكن هو الخبر "ولا تجئ مع أول قد أهملا بمضمر لغير رفع" وهو النصب لفظا أو محلا "أوهلا" أي: جعل أهلا "بل حذفه الزم إن يكن غير خبر" في الأصل؛ لأنه حينئذ فضلة فلا حاجة إلى إضمارها قبل الذكر، فتقول: "ضربت وضربني زيد"، و"مررت ومر بي عمرو"؛ وأما قوله

_ = 2/ 81 "كمت"، 4/ 413 "شعر"، 14/ 270 "دمي"؛ والمقاصد النحوية 3/ 24؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص515؛ وتذكرة النحاة ص344؛ والمقتضب 4/ 75. اللغة: كمتا: جمع أكمت وكميت وهو الذي يخالط حمرته سواد. مدماة: شديدة الحمرة كأنها مغطاة بالدم. متونها: ظهورها. المذهب: المموه بالذهب. استشعرت: لبسته شعارا وهو ما يلي الجسد من الثياب. المعنى: يصف خيلا بأنها ذات لون أحمر مائل إلى الذهبي بسبب انعكاس أشعة الشمس على عرقها. الإعراب: "وكمتا": "الواو": عاطفة، "كمتا": اسم معطوف على "الخيل" في بيت سابق نصه: جلبنا من الأعراف أعراف غمرة ... وأعراف لبني الخيل يا بعد مجلب "مدماة": صفة لـ"كمتا" منصوبة بالفتحة. "كأن": حرف مشبه بالفعل. "متونها": اسم "كأن" منصوب بالفتحة، و"ها" ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "جرى": فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "فوقها": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "واستشعرت": "الواو": حرف عطف، "استشعرت": فعل ماض مبني على الفتح، و"التاء": تاء التأنيث الساكنة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". "لون": مفعول به منصوب بالفتحة. "مذهب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "كأن متونها ... ": في محل نصب صفة لـ"كمتا". وجملة "جرى": في محل رفع خبر "كأن". وجملة "استشعرت": معطوفة على جملة "جرى". الشاهد فيه قوله: "جرى واستشعرت لون" حيث تقدم عاملان "جرى" و"استشعرت"، وتأخر عنهما معمول واحد "لون"، الأول يطلبه فاعلا، والثاني يطلبه مفعولا، وقد أعمل الثاني.

"من الطويل": 417- إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب ... "جهارا فكن في الغيب أحفظ للود" فضرورة. "وأخرنه إن يكن هو الخبر"؛ لأنه منصوب فلا يضمر قبل الذكر، وعمدة في الأصل فلا يحذف، فتقول: "كنت وكان قائما إياه"، و"ظنني وظننت زيدا عالما إياه". أما امتناع الإضمار مقدما فادعى الشارح الاتفاق عليه، وفي دعواه نظر؛ فقد حكى ابن عصفور ثلاثة مذاهب: أحدها جوازه كالمرفوع وفي كلام والده في الكافية وشرحها ميل إلى جواز إضمار المنصوب مطلقا مقدما، واحتج له، وهو أيضا ظاهر كلام التسهيل. وأما الحذف فمنعه البصريون، وأجازه الكوفيون؛ لأنه مدلول عليه بالمفسر، وهو

_ 417- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 218؛ وأوضح المسالك 2/ 203؛ وتخليص الشواهد ص514؛ والدرر 5/ 319؛ وشرح التصريح 1/ 322؛ وشرح شواهد المغني 2/ 745؛ وشرح ابن عقيل ص279؛ ومغني اللبيب 1/ 333؛ والمقاصد النحوية 3/ 21؛ وهمع الهوامع 2/ 110. اللغة والمعنى: في الغيب: في الغياب. يقول: إذا كنت تتصافى الود بينك وبين صديقك، ورضي كل منكما بالآخر علانية، فعليك أن تكون في غيابه أشد حرصا على هذه المودة، أو العهد. الإعراب: إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "كان". ترضيه: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنت، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. ويرضيك: الواو: حرف عطف. يرضيك: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والكاف: في محل نصب مفعول به. صاحب: فاعل مرفوع بالضمة. جهارا: اسم منصوب على نزع الخافض، أو مفعول مطلق منصوب، أو ظرف متعلق بـ"يرضيك". فكن: الفاء: رابطة لجواب الشرط، كن: فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: أنت. في الغيب: جار ومجرور متعلقان بـ"أحفظ". أحفظ: خبر "كن" منصوب. للود: جار ومجرور متعلقان بـ"أحفظ". وجملة "كنت ترضيه ... " الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "ترضيه" الفعلية في محل نصب خبر "كنت". وجملة "يرضيك" الفعلية معطوفة على جملة "ترضيه". وجملة "كن في الغيب أحفظ للود" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. والشاهد فيه قوله: "ترضيه ويرضيك صاحب" حيث تنازع كل من العاملين: "ترضيه" و"يرضيك" الاسم الذي بعدهما، وهو قوله: "صاحب"، والأول يطلبه مفعولا، والثاني يطلبه فاعلا، وقد أعمل فيه الثاني فرفعه على الفاعلية، وعمل فيه الأول، فنصب ضميره، وعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة.

أقوى المذاهب؛ لسلامته من الإضمار قبل الذكر ومن الفصل. تنبيهات: الأول: اقتضى كلامه أنه يجاء بضمير الفضلة مع الثاني المهمل، نحو: "ضربني وضربته زيد"، و "مر بي ومررت بهما أخواك"؛ لدخوله تحت قوله: "وأعمل المهمل في ضمير ما تنازعاه"، ولم يخرجه، ومنه قوله "من الطويل": 418- إذا هي لم تستك بعود أراكة ... تنخل فاستاكت به عود إسحل وأنه يجوز حذفه لمفهوم قوله: "والتزم ما التزما"، وهذا لم يلتزم ذكره؛ لأنه فضلة،

_ 418- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ملحق ديوانه ص498؛ والرد على النحاة ص97، وشرح المفصل 1/ 79؛ والكتاب 1/ 78؛ ولطفيل الغنوي في ديوانه ص65؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 188؛ ولعمر أو لطفيل أو للمقنع الكندي في المقاصد النحوية 3/ 32؛ ولعبد الرحمن بن أبي ربيعة المخزومي أو لطفيل الغنوي في شرح شواهد الإيضاح ص89؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 444؛ والدرر 1/ 222؛ وهمع الهوامع 1/ 66. اللغة: تستاك: تستعمل السواك لتنظيف الأسنان. الأراك: نوع من الشجر يؤخذ من أعواده السواك. تنخل: تم اختياره بدقة. إسحل: نوع من الشجر طيب الرائحة. المعنى: يقول: إذا لم تنظف أسنانها بعود الأراك نظفتها بعود إسحل. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. هي: ضمير منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "إذا لم تستك". لم: حرف نفي وجزم وقلب, تستك: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". بعود: جار ومجرور متعلقان بـ"تستك"، وهو مضاف. أراكة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تنخل: فعل ماض للمجهول. فاستاكت: "الفاء": حرف عطف، "استاكت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". به: جار ومجرور متعلقان بـ"استاك". عود: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. إسحل: مضاف إليه. وجملة "إذا هي ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة الفعل المحذوف في محل جر بالإضافة. وجملة "لم تستك": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تنخل": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "تنخل فاستاكت به عود "إسحل" حيث تنازع عاملان معمولا وهو "عود"، والعامل الأول "تنخل" يطلبه ليكون نائب فاعل له، والثاني ليتعدى إليه بحرف الجر "الباء"، وقد أعمل الشاعر العامل الأول "تنخل" فرفعه على أنه نائب فاعل له، وأضمر ضمير هذا المعمول مع العامل الثاني. ولو أنه أعمل العامل الثاني لقال: "تنخل فاستاكت بعود إسحل" على أن يكون في "تنخل" ضمير مستتر تقديره: هو يعود إلى "عود إسحل" المتأخر.

ومنه قوله "من مجزوء الكامل": 419- بعكاظ يعشي الناظريـ ... ـن إذا هم لمحوا شعاعه وخص بعضهم حذفه بالضرورة كالبيت؛ لأن في حذفه تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه لغير معارض. الثاني: كلامه هنا مخالف للتسهيل من وجهين: "الأول" جزمه بحذف الفضلة من الأول المهمل، "والثاني" جزمه بتأخير الخبر، ولم يجزم بهما في التسهيل، بل أجاز التقديم. الثالث: يشترط لحذف الفضلة من الأول المهمل أمن اللبس؛ فإن خيف وجب

_ 419- التخريج: البيت لعاتكة بنت عبد المطلب في الدرر 5/ 315؛ وشرح التصريح 1/ 320؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص743؛ والمقاصد النحوية 3/ 11؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 284؛ وأوضح المسالك 2/ 199؛ وشرح ابن عقيل ص280؛ ومغني اللبيب 2/ 611؛ والمقرب 1/ 251؛ وهمع الهوامع 2/ 109. وقبله قولها: سائل بنا في قومنا ... وليكف من شر سماعه قيسا وما جمعوا لنا ... في مجمع باق شناعه اللغة والمعنى: عكاظ: سوق تجتمع فيه القبائل العربية فيتفاخرون ويتناشدون الشعر ويتابعون، وهو بين الطائف ونخلة. يعشي: يضعف البصر. لمحوا: نظروا بسرعة. شعاعه: هنا لمعانه. يقول: إذا نظر القوم إلى سلاح قومي بعكاظ لزاغ بصرهم من شدة لمعانه. الإعراب: بعكاظ: جار ومجرور متعلقان بقولها "جمعوا" الذي في البيت الذي قبل بيت الشاهد. يعشي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الناظرين: مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. هم: ضمير منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، أو توكيد للضمير المتصل بالفعل المقدر "لمحوا" الذي يفسره ما بعده. لمحوا: فعل ماض، والواو: فاعل. شعاعه: فاعل "يعشي" مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. وجملة "يعشي الناظرين" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "هم لمحوا" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة " ... لمحوا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. والشاهد فيه قوله: "يعشي الناظرين إذا هم لمحوا شعاعه" حيث تنازع الفعلان "يعشي" و"لمحوا" معمولا واحدا هو قوله: "شعاعه"، فأعمل الشاعر العامل الأول، فجعل "شعاعه" فاعلا، وأعمل العامل الثاني في ضميره، ثم حذف هذا الضمير ضرورة، والتقدير: "يعشي الناظرين شعاعه إذا لمحوه"، وهذا التقدير شاذ لأن فيه تهيئة العامل للعمل ثم حذفه بلا سبب.

التأخير، نحو: "استعنت واستعان علي زيد"؛ لأنه مع الحذف لا يعلم هل المحذوف مستعان به أو عليه. الرابع: قوله: "غير خبر" يوهم أن ضمير المتنازع فيه إذا كان المفعول الأول في باب "ظن" يجب حذفه، وليس كذلك، بل لا فرق بين المفعولين في امتناع الحذف ولزوم التأخير، نحو: "ظننت منطلقة وظنتني منطلقا هند إياها"، فـ"إياها": مفعول أول لـ"ظننت"، ولا يجوز تقديمه، وفي حذفه ما سبق، ولذلك قال الشارح: لو قال بدله: واحذفه إن لم يك مفعول حسب ... وإن يكن ذاك فأخره تصب لخلص من ذلك التوهم. لكن قال المرادي: قوله: "مفعول حسب" يوهم أن غير مفعول حسب يجب حذفه وإن كان خبرا، وليس كذلك؛ لأن خبر "كان" لا يحذف أيضا، بل يؤخر كمفعول "حسب"، نحو: "زيد كان وكنت قائما إياه"، وهذا مندرج تحت قول المصنف: "غير خبر"، ولو قال: بل حذفه إن كان فضلة حتم ... وغيرها تأخيره قد التزم لأجاد. قلت: وعلى هذا أيضا من المؤاخذة ما على بيت الأصل من عدم اشتراطه أمن اللبس، كما أسلفته، فكان الأحسن أن يقول: واحذفه لا إن خيف لبس أو يرى ... لعمدة فجئ به مؤخرا الخامس: قاس المازني وجماعة المتعدي إلى ثلاثة على المتعدي إلى اثنين، وعليه مشى في التسهيل؛ فتقول على هذا عند إعمال الأول: "أعلمني وأعلمته إياه إياه زيد عمرا قائما"، ويختار إعمال الثاني، نحو: "أعلمني وأعلمت زيدا عمرا قائما إياه إياه"، و"أعلمت وأعلمني زيد عمرا قائما إياه إياه".

284- وأظهر ان يكن ضمير خبرا ... لغير ما يطابق المفسرا 285- نحو أظن ويظناني أخا ... زيدا وعمرا أخوين في الرخا "وأظهر أن يكن ضمير خبرا" أي: في الأصل "لغير ما يطابق المفسرا" أي: في الإفراد والتذكير وفروعهما؛ لتعذر الخوف بكونه عمدة والإضمار بعدم المطابقة، فتعين الإظهار، وتخرج المسألة من هذا الباب. "نحو أظن ويظناني أخا زيدا وعمرا أخوين في الرخا" على إعمال الأول، فزيدا وعمرا أخوين: مفعولا "أظن"، و"أخا": ثاني مفعولي يظناني، وجيء به مظهرا لتعذر إضماره؛ لأنه لو أضمر فإما أن يضمر مفردا مراعاة للمخبر عنه في الأصل وهو الياء من "يظناني"؛ فيخالف مفسره -وهو "أخوين"- في التثنية، وإما أن يثنى مراعاة للمفسر؛ فيخالف المخبر عنه، وكلاهما ممتنع عند البصريين، وكذا الحكم لو أعملت الثاني، نحو: "يظناني وأظن الزيدين أخوين أخا"، وأجاز الكوفيون الإضمار على وقف المخبر عنه، نحو: "أظن ويظناني إياه الزيدين أخوين"، عند إعمال الأول وإهمال الثاني، وأجازوا أيضا الحذف، نحو: "أظن ويظناني الزيدين أخوين". تنبيه: وجه كون هذه المسألة من هذا الباب هو أن الأصل: "أظن ويظنني الزيدين أخوين"، فتنازع العاملان "الزيدين"؛ فالأول يطلبه مفعولا، والثاني يطلبه فاعلا، فأعلمنا الأول؛ فنصبا به الاسمين، وأضمرنا في الثاني ضمير "الزيدين"، وهو الألف، وبقي علينا المفعول الثاني يحتاج إلى إضماره؛ فرأينه متعذرا لما مر، فعدلنا به إلى الإظهار، وقلنا "أخا" فوافق المخبر عنه، ولم تضره مخالفته لأخوين؛ لأنه اسم ظاهر لا يحتاج إلى ما يفسره. خاتمة: لا يتأتى التنازع في التمييز، وكذا الحال1، خلافا لابن مغط، وكذا نحو:

_ 1 قال محمد محيي الدين عبد الحميد: "إنما لم يجز التنازع في التمييز والحال لأن التنازع فيما يؤدي إلى فوات شرطهما، ألست ترى أن الحال والتمييز يجب في كل منهما أن يكون نكرة، والتنازع يقتضي أن يضمر ضمير المعمول المتنازع فيه مع العامل المهمل، وكيف يكون واحد من الحال والتمييز ضميرا".

"ما قام وقعد إلا زيد"، وما ورد مما ظاهره جواز ذلك مؤول، ويجوز فيما عدا ذلك من المعمولات1. والله تعالى أعلم.

_ 1 قال محمد محيي الدين عبد الحميد: "أجمعوا على جواز التنازع في المفعول فيه؛ تقول: "صمت وسرته اليوم"؛ على تقدير إعمال الأول، وتقول: "صمت وسرت اليوم"، على تقدير إعمال الثاني، وتحذف من الأول؛ فإذا أردت تقديره جئت باسم مقترن بـ"في"؛ لأن الظرف منصوب على تقدير "في"؛ واختلفوا في المفعول لأجله؛ فزعم بعضهم أنه يجوز التنازع فيه، ومال إليه العلامة الصبان، وليس ما ذهب إليه سديدا؛ لأن تجويزهم التنازع في المفعول فيه مبني على توسعهم في الظروف ما لا يتوسعونه في غيرها؛ والله أعلم".

المفعول المطلق

المفعول المطلق: زاد في شرح الكافية في الترجمة "وهو المصدر"، وذلك تفسير للشيء بما هو أعم منه مطلقا؛ كتفسير الإنسان بأنه الحيوان؛ إذ المصدر أعم مطلقا من المفعول المطلق؛ لأن المصدر يكون مفعولا مطلقا، وفاعلا، ومفعولا به، وغير ذلك، والمفعول المطلق لا يكون إلا مصدرا؛ نظرا إلى أن ما يقوم مقامه مما يدل عليه خلف عنه في ذلك وأنه الأصل. "أنواع المفاعيل": واعلم أن المفاعيل خمسة: مفعول به، وقد تقدم في باب تعدي الفعل ولزومه، ومفعول مطلق، ومفعول له، ومفعول فيه، ومفعول معه. وهذا أول الكلام على هذه الأربعة: "تعريف المفعول المطلق": فالمفعول المطلق "ما ليس خبرا من مصدر مفيد توكيد عامله، أو بيان نوعه، أو عدده". فـ"ما ليس خبرا" مخرج لنحو المصدر المبين للنوع في قولك: "ضربك ضرب أليم". و"من مصدر" مخرج لنحو الحال المؤكدة، نحو: {وَلَّى مُدْبِرًا} 1.

_ 1 النمل: 10؛ والقصص: 31.

و"مفيد توكيد عامله, إلى آخره" مخرج لنحو المصدر المؤكد في قولك: "أمرك سير سير"، وللمسوق مع عامله لغير المعاني الثلاثة، نحو: "عرفت قيامك"، ومدخل لأنواع المفعول المطلق: ما كان منها منصوبا لكونه فضلة، نحو: "ضربت ضربا، أو ضربا شديدا، أو ضربتين"، أو مرفوعا لكونه نائبا عن الفاعل، نحو: "غضب غضب شديد". وإنما سمي مفعولا مطلقا لأن حمل المفعول عليه لا يحوج إلى صلة؛ لأنه مفعول الفاعل حقيقة، بخلاف سائر المفعولات، فإنها ليست بمفعول الفاعل، وتسمية كل منها مفعولا إنما هو باعتبار إلصاق الفعل به، أو وقوعه لأجله، أو فيه، أو معه؛ فلذلك احتاجت في حمل المفعول عليها إلى التقييد بحرف الجر، بخلافه، وبهذا استحق أن يقدم عليها في الوضع، وتقديم المفعول به لم يكن على سبيل القصد، بل على سبيل الاستطراد والتبعية. ولما كان المفعول المطلق هو المصدر مع ضميمة شيء آخر كما عرفت بدأ بتعريف المصدر؛ لأن معرفة المركب موقوفة على معرفة أجزائه؛ فقال: 286- المصدر اسم ما سوى الزمان من ... مدلولي الفعل كأمن من أمن "المصدر: اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل" أي: اسم الحدث؛ لأن الفعل يدل على الحدث والزمان؛ فما سوى الزمان من المدلولين هو الحدث "كأمن من" مدلولي "أمن" و"ضرب" من مدلولي "ضرب". 287- بمثله أو فعل أو وصف نصب ... وكونه أصلا لهذين انتخب "بمثله" ولو معنى دون لفظ "أو فعل أو وصف نصب" نحو: {فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا} 1، و"يعجبني إيمانك تصديقا"، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} 2، {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} 3. "وكونه": أي: المصدر "أصلا" في الاشتقاق "لهذين" أي: للفعل والوصف "انتخب"

_ 1 الإسراء: 63. 2 النساء: 164. 3 الذاريات: 1.

أي: اختير، وهو مذهب البصريين1، وخالف بعضهم؛ فجعل الوصف مشتقا من الفعل؛ فهو فرع الفرع، وذهب الكوفيون إلى أن الفعل أصل لهما، وزعم ابن طلحة أن كلا من المصدر والفعل أصل برأسه؛ ليس أحدهما مشتقا من الآخر. والصحيح مذهب البصريين؛ لأن من شأن الفرع أن يكون فيه ما في الأصل وزيادة، والفعل والوصف مع المصدر بهذه المثابة؛ إذ المصدر إنما يدل على مجرد الحدث، وكل منهما يدل على الحدث وزيادة. 288- توكيدا أو نوعا يبين أو عدد ... كسرت سيرتين سير ذي رشد "توكيدا أو نوعا يبين" المصدر المسوق مفعولا مطلقا "أو عدد" أي: لا يخرج المفعول المطلق عن أن يكون لغرض من هذه الأغراض الثلاثة؛ فالمؤكد "كسرت" سيرا"، ويسمى المبهم، ومبين العدد -ويسمى المعدود- كسرت "سيرتين" و {دُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} 2، ومبين النوع كـ"سرت "سير ذي رشد" أو سيرا شديدا، أو السير الذي تعرفه"، ويسمى المختص؛ هكذا فسره بعضهم؛ والظاهر أن المعدود من قبيل المختص كما فعل في التسهيل، فالمفعول المطلق على قسمين؛ مبهم، ومختص، والمختص على قسمين: معدود وغير معدود. "ما ينوب عن المصدر في المفعولية المطلقة": 289- وقد ينوب عنه ما عليه دل ... كجد كل الجد، وافرح الجذل "وقد ينوب عنه" أي: عن المصدر في الانتصاب على المفعول المطلق "ما عليه" أي: ما على المصدر "دل" وذلك ستة عشر شيئا، فينوب عن المصدر المبين "للنوع" ثلاثة عشر شيئا:

_ 1 انظر المسألة الأولى من الإنصاف في مسائل الخلاف ص6-16. 2 الحاقة: 14.

الأول: كليته "كجد كل الجد"، ومنه {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ} 1، وقوله "من الطويل": 420- "وقد يجمع الله الشتيتين بعدما" ... يظنان كل الظن أن لا تلاقيا الثاني: بعضيته، نحو: "ضربته بعض الضرب". الثالث: نوعه، نحو: "رجع القهقري"، و"قعد القرفصاء". الرابع: صفته، نحو: "سرت أحسن السير، وأي سير". الخامس: هيئته، نحو: "يموت الكافر ميتة سوء". السادس: مرادفه، نحو: "قمت الوقوف" "وافرح الجذل"، ومنه قوله "من الرجز": 421- يعجبه السخون والبرود ... والتمر حبا ما له مزيد

_ 1 النساء: 129. 420- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص243؛ وشرح التصريح 1/ 328؛ والمقاصد النحوية 3/ 42؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 448؛ ولسان العرب 2/ 48 "شتت". شرح المفردات: الشتيتان: اللذان تفرقا. المعنى: يقول: إن الله تعالى قادر على أن يجمع الشمل بعد تفرقه، بعد أن ظن أن اللقاء أصبح مستحيلا. الإعراب: "وقد": الواو بحسب ما قبلها، "قد": حرف تقليل. "يجمع": فعل مضارع مرفوع. "الله": اسم الجلالة فاعل مرفوع. "الشتيتين": مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى. "بعد": ظرف زمان متعلق بـ"يجمع" منصوب بالفتحة، "ما": حرف مصدري. "يظنان": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "كل": مفعول مطلق نائب عن مصدره، وهو مضاف. "الظن": مضاف إليه مجرور. "أن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف تقديره: "أنه" أي الحال والشأن. "لا": النافية للجنس. "تلاقيا": اسم "لا" مبني في محل نصب، والألف للإطلاق. وخبر "لا" محذوف تقديره: "أن لا تلاقي لهما". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سد مسد مفعولي "يظنان". وجملة: "يجمع الله" بحسب ما قبلها. وجملة "يظنان" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تلاقيا" في محل رفع خبر "أن". الشاهد: قوله: "يظنان كل الظن" حيث نصب "كل" على أنه مفعول مطلق نائب عن المصدر. 421- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص172؛ والمقاصد النحوية 3/ 45؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 1/ 112؛ واللمع في العربية ص133. =

السابع: ضميره، نحو: "عبد الله أظنه جالسا"؛ ومنه: {لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} 1. الثامن: المشار به إليه، نحو: "ضربته ذلك الضرب". التاسع: وقته، كقوله "من الطويل": 422- ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... "وبت كما بات السليم مسهدا"

_ = اللغة: السخون: الساخن من المرق. البرود: البارد. الإعراب: يعجبه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. السخون: فاعل مرفوع بالضمة. البرود: "الواو": حرف عطف، و"البرود": معطوف على "السخون" مرفوع بالضمة. حبا: مفعول مطلق منصوب. ما: حرف نفي. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. مزيد: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة "يعجبه ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما له مزيد": في محل نصب نعت "حبا". الشاهد: قوله: يعجبه ... حبا ما له مزيد" حيث نصب المصدر الذي من معنى الفعل، وليس من لفظه على أنه مفعول مطلق، لأن الحب بمعنى الإعجاب. 1 المائدة: 1. 422- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص185؛ وخزانة الأدب 6/ 163؛ والخصائص 3/ 322؛ والدرر 3/ 61؛ وشرح المفصل 10/ 102؛ وشرح شواهد المغني 2/ 576؛ والمحتسب 2/ 121؛ والمقاصد النحوية 3/ 57؛ والمنصف 3/ 8؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 188. اللغة: اغتمضت: سكنت. أرمد: أصابهما الرمد. المسهد: القلق الذي لا يستطيع إلى النوم سبيلا. المعنى: لقد اغتمضت عيناك أي سكنت سكون العين الرمداء، ونمت نوم اللديغ القلق الذي جفاه النوم. الإعراب: ألم: "أ": حرف استفهام، "لم": حرف نفي وقلب وجزم: تغتمض: فعل مضارع مجزوم بالسكون الظاهرة. عيناك: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ليلة: نائب مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. أرمدا: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف على وزن أفعل والألف للإطلاق. وبت: "الواو": حرف عطف، "بت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. كما: "الكاف": حرف جر، و"ما": مصدرية، والمصدر المؤول منها ومن الفعل "بات" مجرور بالكاف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا للفعل "بت". بات: فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة. السليم: اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة، وحذف خبره لدلالة خبر الأول عليه. مسهدا: خبر "بت" منصوب بالفتحة الظاهرة. =

أي: اغتماض ليلة أرمدا، وهو عكس: "فعلته طلوع الشمس"، إلا أنه قليل. العاشر: "ما" الاستفهامية، نحو: "ما تضرب زيدا"؟ الحادي عشر: "ما" الشرطية، نحو: "ما شئت فاجلس". الثاني عشر: آلته، نحو: "ضربته سوطا"، وهو يطرد في آلة الفعل دون غيرها، فلا يجوز: "ضربته خشبة". الثالث عشر: عدده، نحو: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} 1. وزاد بعض المتأخرين اسم المصدر العلم، نحو: "بر برة"، و"فجر فجار". وفي شرح التسهيل أن اسم المصدر لا يستعمل مؤكدا ولا مبينا. وينوب عن المصدر المؤكد ثلاثة أشياء: الأول: مرادفه، نحو: "شنئته بغضا"، و"أحببته مقة"، و"فرحت جذلا". الثاني: ملاقيه في الاشتقاق، نحو: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} 2، {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} 3؛ والأصل: إنباتا، وتبئلا. الثالث: اسم مصدر غير علم، نحو: "توضأ وضوءا"، و"اغتسل غسلا"، و"أعطى عطاء". 290- وما لتوكيد فوحد أبدا ... وثن واجمع غيره وأفردا "وما" سيق من المصادر "لتوكيد فوحد أبدا"؛ بمنزلة تكرير الفعل، والفعل لا يثنى ولا يجمع؛ "وثن واجمع غيره" أي: غير المؤكد، وهو المبين "وأفردا" لصلاحيته لذلك؛ أما العددي فباتفاق، نحو: "ضربته ضربة، وضربتين، وضربات". واختلف في

_ = وجملة "ألم تغتمض عيناك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وبت": معطوفة على تغتمض. وجملة "بات": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ليلة أرمدا" فقد نصب ليلة على النيابة عن مصدر فكانت نائب مفعول مطلق وليست طرفا، على التقدير "ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة أرمد". 1 النور: 4. 2 نوح: 17. 3 المزمل: 8.

النوعي؛ فالمشهور الجواز نظرا إلى أنواعه، نحو: "سرت سيري زيد الحسن والقبيح"؛ وظاهر مذهب سيبويه المنع، واختاره الشلوبين. 291- وحذف عامل المؤكد امتنع ... وفي سواه لدليل متسع "وحذف عامل" المصدر "المؤكد امتنع" لأنه إنما جيء به لتقوية عامله وتقرير معناه، والحذف ينافي ذلك، ونازع في ذلك الشارح1 "وفي حذف عامل "سواه لدليل متسع" عند

_ 1 الشارح: الذي نازع في هذا الكلام هو العلامة أبو عبد الله بدر الدين محمد بن الناظم، قال في شرحه على ألفية والده "ص137": "يجوز حذف عامل المصدر إذا دل عليه دليل، كما يجوز حذف عامل المفعول به وغيره، ولا فرق في ذلك بين أن يكون المصدر مؤكدا أو مبنيا، والذي ذكره الشيخ رحمه الله "يريد والده ابن مالك صاحب الألفية" في هذا الكتاب وفي غيره أن المصدر المؤكد لا يجوز حذف عامله. قال في شرح الكافية: لأن المصدر المؤكد يقصد به تقوية عامله وتقرير معناه، وحذفه مناف لذلك؛ فلم يجز؛ فإن أراد أن المصدر المؤكد يقصد به تقوية عامله وتقرير معناه دائما، فلا شك أن حذفه مناف لذلك القصد، ولكنه ممنوع ولا دليل عليه، وإن أراد أن المصدر المؤكد قد يقصد به التقوية والتقرير، وقد يقصد به مجرد التقرير؛ فمسلم، ولكن لا نسلم أن الحذف مناف لذلك القصد؛ لأنه إذا أجاز أن يقرر معنى العامل المذكور بتوكيده بذلك المصدر فلأن يجوز أن يقرر معنى العامل المحذوف لدلالة قرينة عليه أحق وأولى، ولو لم يكن معنا ما يدفع هذا من القياس لكان في دفعه بالسماع كفاية؛ فإنهم يحذفون عامل المؤكد حذفا جائزا إذا كان خبرا عن اسم عين في غير تكرير ولا حصر، نحو: "أنت سيرا"، وحذفا واجبا في مواضع يأتي ذكرها "يريد في قول الناظم والحذف حتم مع آت بدلا من فعله, إلخ" نحو: "سقيا ورعيا" و"حمدا وشكرا لا كفرا"؛ فمنع مثل هذا إما لسهو عن وروده وإما للبناء على أن المسوغ لحذف لعامل منه نية التخصيص، وهي دعوى على خلاف الأصل، ولا يقتضيها فحوى الكلام، ولم يخالف أحد في جواز حذف عامل المصدر المبين للنوع أو العدد، فلذلك قال: وفي سواه لدليل متسع؛ ومن أمثلته قولك لمن قال: "ما ضربت زيدا": "بلى ضربتين"، ولمن قال: "ما تجد في الأمر": "بلى، جدا كثيرا"، ولمن قال: "أي سير سرت": سيرا سريعا، ولمن تأهب للحج: "حجا مبرورا"، ولمن قدم من سفر: "قدوما مباركا"؛ ثم إن حذف عامل المصدر على نوعين: جائز، وواجب؛ فالجائز كما في الأمثلة المذكورة، والواجب إذا كان المصدر بدلا من اللفظ بالفعل، كما قال: والحذف حتم -إلخ", اهـ كلامه. وقال العلامة الصبان في الفصل بين الكلامين: "ورد بأن الحذف مناف للتوكيد مطلقا؛ لأن التوكيد يقتضي الاعتناء بالمؤكد، والحذف ينافي ذلك؛ فدعواه الأولوية مردودة، وما ذكره وإن كان من أمثلة المؤكد مستثنى من عموم قوله: وحذف عامل المؤكد امتنع؛ لنكات، كما يدل على ذلك قوله بعد: والحذف حتم, إلخ؛ وفيه أن نحو: "أنت سيرا"؛ لا دليل على استثنائه لعدم تحتم حذف عامله؛ فالجواب بالنسبة إليه لا ينهض، مع أن الخليل وسيبويه يجيزان الجمع بين الحذف والتأكيد، ورد ابن =

الجميع، كأن يقال: "ما ضربت"؛ فتقول: "بلى ضربا مؤلما"، أو: "بلى ضربتين"، وكقولك لمن قدم من سفر: "قدوما مباركا"، ولمن أراد الحج أو فرغ منه: "حجا مبرورا"، فحذف العامل في هذه الأمثلة وما أشبهها جائز؛ لدلالة القرينة عليه، وليس بواجب. 292- والحذف حتم مع آت بدلا ... من فعله كندلا اللذ كاندلا "والحذف حتم" أي: واجب "مع" مصدر "آت بدلا من فعله"؛ لأنه لا يجوز الجمع بين البدل والمبدل منه. وهو على نوعين: واقع في الطلب، وواقع في الخبر. فالأول: هو الواقع أمرا أو نهيا "كندلا اللذ كاندلا" في قوله "من الطويل": على حين ألهى الناس جل أمورهم ... فندلا زريق المال ندل الثعالب1 فـ"ندلا": بدل من اللفظ بـ"اندل"، والأصل: "اندل يا زريق المال: أي اختطفه، يقال: ندل الشيء؛ إذا اختطفه، ومنه: {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} 2، أي: فاضربوا الرقاب؛ وتقول: "قياما لا قعودا": أي: قم ولا تقعد.

_ = عقيل المنازعة بأن جميع الأمثلة التي ذكرها ليست من المؤكد، بل المصدر فيها نائب مناب الفعل عوض منه دال على ما يدل عليه؛ ويدل على ذلك أنه يمتنع الجمع بينهما، ولا شيء من المؤكدات يمتنع الجمع بينه وبين المؤكد، وأنه لا خلاف في عدم عمل المصدر المؤكد، واختلفوا في عمل المصدر الواقع موقع الفعل. والصحيح أنه يعمل، ولا يخفى أن دليله الأول لا يأتي في نحو: "أنت سيرا"، وأنه يلزم على كلامه زيادة أقسام المصدر على الثلاثة المذكورة على قوله: توكيدا أو نوعا, إلخ؛ إلا أن يكون مراده أن تلك الأمثلة ليست من المؤكد الآن وإن كانت منه بحسب الأصل", اهـ كلامه. والخلاصة أن اعتراض ابن الناظم على أبيه بورود حذف عامل المصدر المؤكد لا مدفع له ولم يتم لأحد ممن انتصر للناظم دليل ينهض ردا على ذلك، وما زعمه عن ابن عقيل من أن هذه الأمثلة التي أوردها ابن الناظم ليست من المصدر المؤكد الآن وإن كانت منه بحسب الأصل؛ فإنه كلام لا يتم، ودعوى الشذوذ لا تصح لأن هذا وارد في الكلام الفصيح الجاري على ألسنة العرب بدون ضرورة" "عن حاشية محمد محيي الدين عبد الحميد". 1 تقدم بالرقم 14. 2 محمد: 4.

كذا أطلق الناظم، وخص ابن عصفور الوجوب بالتكرار، كقوله "من الوافر": 423- فصبرا في مجال الموت صبرا ... "فما نيل الخلود بمستطاع" أو دعاء، نحو: "سقيا"، و"رعيا"، و"جدعا"، و"كيا"، أو مقرونا باستفهام توبيخي، نحو: "أتوانيا وقد جد قرناؤك؟ " وقوله "من الوافر": 424- "أعبدا حل في شعبي غريبا" ... ألوما لا أبا لك واغترابا

_ 423- التخريج: البيت لقطري بن الفجاءة في تخليص الشواهد ص298؛ وشرح التصريح 1/ 331؛ والمقاصد النحوية 3/ 51. المعنى: يقول مخاطبا نفسه: لا تخافي من الموت في المعارك، فكل نفس ذائقة الموت، ولا يسعها أن تبقى خالدة. الإعراب: "فصبرا": الفاء بحسب ما قبلها، "صبرا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "اصبري". "في مجال": جار ومجرور متعلقان بـ"صبرا"، وهو مضاف. "الموت": مضاف إليه مجرور. "صبرا": توكيد للأولى. "فما": الفاء استئنافية، و"ما": حرف نفي، أو من أخوات "ليس". "نيل": مبتدأ، أو اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف. "الخلود": مضاف إليه مجرور. "بمستطاع": الباء حرف جر زائد، "مستطاع": خبر المبتدأ أو خبر "ما" مجرور لفظا ومرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ، أو منصوب محلا على أنه خبر "ما". وجملة: "صبرا" بحسب ما قبلها. وجملة: "ما نيل ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فصبرا في مجال الموت صبرا" حيث جاء المصدر "صبرا" بمعنى فعل الأمر "اصبري"، فهو مفعول مطلق لفعل محذوف. 424- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص650؛ وإصلاح المنطق ص221؛ والأغاني 8/ 21؛ وجمهرة اللغة ص1181؛ وخزانة الأدب 2/ 183؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 98؛ وشرح التصريح 1/ 331، 2/ 171، 289؛ والكتاب 1/ 339، 334؛ ولسان العرب 1/ 503 "شعب"؛ ومعجم ما استعجم ص799، 861؛ والمقاصد النحوية 3/ 49، 4/ 506؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص52. شرح المفردات: شعبي: اسم جبل يقع في طريق مكة من البصرة. المعنى: يتساءل الشاعر متعجبا: إن هذا العبد يظهر لؤمه في موطن غربته، فكأنه قد جمع بين اللؤم والاغتراب، وهذا منتهى الصفاقة والنفاق. الإعراب: "أعبدا": الهمزة للنداء، "عبدا": منادى منصوب بالفتحة. "حل": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "في شعبى": جار ومجرور متعلقان بـ"حل". "غريبا": حال منصوب. "ألؤما": الهمزة للاستفهام، "لؤما": مفعول مطلق منصوب. "لا": نافية للجنس. "أبا": اسم "لا" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. "لك": اللام زائدة، والكاف في محل جر بالإضافة لـ"أبا"، ويجوز اعتبار =

والثاني: ما دل على عامله قرينة وكثر استعماله، كقولهم عند تذكر النعمة: "حمدا وشكرا لا كفرا"، وعند تذكر الشدة: "صبرا لا جزعا"، وعند ظهور معجب: "عجبا"، وعند الامتثال: "سمعا وطاعة"، وعند خطاب مرضي عنه: "افعل ذلك وكرامة ومسرة"، وعند خطاب مغضوب عليه: "لا أفعل ذلك ولا كيدا ولا هما"، و"لا فعلت ذلك ورغما وهوانا". 293- وما لتفصيل كإما منا ... عامله يحذف حيث عنا "وما" سيق من المصادر "لتفصيل" أي: لتفصيل عاقبة ما قبله "كإما منا" من قوله تعالى: {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} 1 "عامله يحذف حيث عنا" أي: حيث عرض؛ لما ذكر من أنه بدل من اللفظ بعامله، والتقدير: فإما تمنون وإما تفادون. 294- كذا مكرر وذو حصر ورد ... نائب فعل لاسم عين استند "كذا مكرر وذو حصر ورد" كل منهما "نائب فعل لاسم عين استند"، نحو: "أنت سيرا سيرا"، و"إنما أنت سيرا"، و"ما أنت إلا سيرا"؛ فالتكرار عوض من اللفظ بالفعل، والحصر ينوب مناب التكرير، فلو لم يكن مكررا ولا محصورا جاز الإضمار والإظهار، نحو: "أنت سيرا"، و"أنت تسير سيرا". والاحتراز باسم العين عن اسم المعنى، نحو: "أمرك سير سير"، فيجب أن يرفع على الخبرية هنا؛ لعدم الاحتياج إلى إضمار فعل هنا، بخلافه بعد اسم العين؛ لأنه يؤمن معه اعتقاد الخبرية؛ إذ المعنى لا يخبر به عن العين إلا

_ = لك جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لاسم "لا"، وخبرها محذوف. "واغترابا": الواو حرف عطف، "اغترابا" معطوف على "لؤما" أي مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "تغترب اغترابا". وجملة: "حل ... " في محل نصب نعت "عبدا". وجملة: "ألؤما ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أبا لك" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد قوله: "ألوما واغترابا" فقد اشتملت هذه العبارة على مصدر واقع بعد همزة استفهام دالة على توبيخ، والعامل في هذا المصدر محذوف وجوبا. 1 محمد: 4.

مجازا، كقوله "من البسيط": 425- "ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت" ... فإنما هي إقبال وإدبار أي: ذات إقبال وإدبار. 295- ومنه ما يدعونه مؤكدا ... لنفسه أو غيره فالمبتدا 296- نحو "له على ألف عرفا" ... والثان كـ"ابني أنت حقا صرفا" "ومنه" أي: ومن الواجب حذف عامله "ما يدعونه مؤكدا" وهو إما مؤكد "لنفسه أو

_ 425- التخريج: البيت للخنساء في ديوانها ص383؛ والأشباه والنظائر 1/ 198؛ وخزانة الأدب 1/ 431، 2/ 34؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 282؛ والشعر والشعراء 1/ 354؛ والكتاب 1/ 337؛ ولسان العرب 7/ 305 "رهط"، 11/ 538 "قبل"، 14/ 410 "سوا"؛ والمقتضب 4/ 305؛ والمنصف 1/ 197؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 387، 4/ 68؛ وشرح المفصل 1/ 115؛ والمحتسب 2/ 43. اللغة: ترتع: ترعى. ادكرت. تذكرت. الإقبال: ضد الإدبار. المعنى: يقول: إن هذه الناقة ترعى ما دامت ناسية ولدها، فإذا تذكرته أصابتها رعدة واضطراب، فتقبل وتدبر لا يقر لها قرار. الإعراب: ترتع: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي ... ". ما: حرف مصدري. رتعت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. حتى: حرف ابتداء وغاية. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. ادكرت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". فإنما: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "إنما": أداة حصر. هي: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. إقبال: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وإدبار: "الواو": حرف عطف، و"إدبار": معطوف على "إقبال" مرفوع بالضمة. وجملة: "ترتع": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بإضافة اسم الزمان إليها، تقديره: "ترتع مدة رتعها". وجملة "ادكرت": في محل جر بالإضافة. وجملة "إنما هي ... ": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "هي إقبال وإدبار" حيث أخبر عن اسم العين وهو الضمير العائد إلى الناقة باسم المعنى "الإقبال" و"الإدبار". وللعلماء في هذا الشاهد ثلاثة تخريجات: 1- أن يكون الكلام على تقدير مضاف محذوف، والأصل: فإنما هي ذات إقبال وذات إدبار. 2- أن يكون الكلام على تأويل المصدر بالمشتق، فكأنها قالت: فإنما هي مقبلة مدبرة. 3- أن يجعل الكلام من قبيل المبالغة أي أن الشاعرة رأت أن المحدث عنه قد بلغ في هذا الوصف مبلغا لا يؤدي المشتق مقداره، فجعلته هو نفس المعنى.

غيره؛ فالمبتدا" من النوعين -وهو المؤكد لنفسه- هو الواقع بعد جملة هي نص في معناه، وسمي بذلك لأنه بمنزلة إعادة الجملة؛ فكأنه نفسها "نحو: له علي ألف عرفا"، أي: اعترافا، ألا ترى أن "له علي ألف" هو نفس الاعتراف "والثان" -وهو المؤكد لغيره- هو الواقع بعد جملة تحتمل غيره فتصير به نصا، وسمي بذلك لأنه أثر في الجملة، فكأنه غيرها؛ لأن المؤثر غير المؤثر فيه "كابني أنت حقا صرفا" فـ"حقا": رفع ما احتمله "أنت ابني" من إرادة المجاز. 297- كذاك ذو التشبيه بعد جمله ... كـ"لي بكا بكاء ذات عضله" و"كذاك" مما يلتزم إضمار ناصبه المصدر المشعر بالحدوث "ذو التشبيه بعد جمله" حاوية معناه وفاعله غير صالح ما اشتملت عليه للعمل فيه "كلي بكا بكاء ذات عضله" أي: ممنوعة من النكاح، و"لزيد ضرب ضرب الملوك"، و"له صوت صوت حمار"؛ فالمنصوب في هذه الأمثلة قد استوفى الشروط السبعة، بخلاف ما في نحو: "لزيد يد يد أسد"؛ لعدم كونه مصدرا، ونحو: "له علم علم الحكماء"؛ لعدم الإشعار بالحدوث، ونحو: "له صوت صوت حسن"؛ لعدم التشبيه، ونحو: "صوت زيد صوت حمار"؛ لعدم تقدم جملة، ونحو: "له ضرب صوت حمار"؛ لعدم احتواء الجملة قبله على معناه، ونحو: "عليه نوح نوح الحمام"؛ لعدم احتوائها على صاحبه؛ فيجب رفعه في هذه الأمثلة ونحوها؛ وقد ينتصب في هذا الأخير، لكن على الحال. وبخلاف ما في نحو: "أنا أبكي بكاء ذات عضلة"، و"زيد يضرب ضرب الملوك"، حيث يتعين كون نصبه بالعامل المذكور في الجملة قبله، لا بمحذوف؛ لصلاحية المذكور للعمل فيه. وإنما لم يصلح المشتملة عليه الجملة -في نحو: "لي بكا"، و"لزيد ضرب"- للعمل؛ لأن شرط إعمال المصدر أن يكون بدلا من الفعل، أو مقدرا بالحرف المصدري والفعل، وهذا ليس واحدا منهما.

تنبيه: مثل "له صوت صوت حمار" قوله "من الكامل": 426- ما إن يمس الأرض إلا منكب ... منه وحرف الساق طي المحمل لأن ما قبله بمنزلة "له طي"؛ قاله سيبويه: خاتمة: المصدر الآتي بدلا من اللفظ بفعله على ضربين: الأول: ما له فعل، وهو ما مر. والثاني: ما لا فعل له أصلا، كـ"بله"؛ إذا استعمل مضافا، كقوله "من الكامل": 427- تذر الجماجم ضاحيا هاماتها ... بله الأكف كأنها لم تخلق

_ 426- التخريج: البيت لأبي كبير الهذلي في خزانة الأدب 8/ 194؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 324؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1073؛ وشرح التصريح 1/ 334؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص90؛ وشرح شواهد الإيضاح ص147؛ وشرح شواهد المغني 1/ 227؛ والشعر والشعراء 2/ 676؛ والكتاب 1/ 359؛ والمقاصد النحوية 3/ 54؛ وللهذلي في الخصائص 2/ 309؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 246؛ والإنصاف 1/ 230؛ والمقتضب 3/ 203، 232. شرح المفردات: المنكب: مجتمع رأس الكتف والعضد. المحمل: حمالة السيف. المعنى: يقول: إن ذلك الفتى لضمور بطنه، وضعف جسمه، إذا اضطجع على الأرض لا يمسها منه إلا المنكب وطرف الساق. الإعراب: "ما": حرف نفي. "إن": زائدة. "يمس": فعل مضارع مرفوع. "الأرض": مفعول به منصوب. "إلا": أداة حصر. "منكب": فاعل مرفوع. "منه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "منكب". "وحرف": الواو حرف عطف، "حرف": اسم معطوف على "منكب" مرفوع، وهو مضاف. "الساق": مضاف إليه مجرور. "طي": مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. "المحمل": مضاف إليه مجرور. وقيل: "طي المحمل" مركب إضافي منصوب على أنه مصدر تشبيهي على ما قرره سيبويه، وذكره المؤلف عنه. الشاهد: قوله: "طي المحمل" حيث نصب "طي" بفعل محذوف دل عليه السياق تقديره: "طوي طي". 427- التخريج: البيت لكعب بن مالك في ديوانه ص245؛ وخزانة الأدب 6/ 211، 214؛ والدرر اللوامع 3/ 187؛ وشرح شواهد المغني ص353؛ ولسان العرب 13/ 478 "بله"؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 217؛ وتذكرة النحاة ص500؛ والجنى الداني ص425؛ وخزانة الأدب 6/ 232؛ وشرح التصريح 2/ 199؛ وشرح المفصل 4/ 48؛ ومغني اللبيب ص115؛ وهمع الهوامع 1/ 236. اللغة والمعنى: تذر: تترك. الجماجم: ج الجمجمة، وهي عظم الرأس. ضاحيا: بارزا للشمس. هاماتها: رؤوسها. بله: مصدر معناه "الترك"، أو اسم فعل بمعنى "اترك". =

في رواية خفض "الأكف" فبله حينئذ: منصوب نصب "ضرب الرقاب"، والعامل فيه فعل من معناه، وهو "اترك"؛ لأن "بله الشيء" بمعنى: ترك الشيء؛ فهو على حد النصب في نحو: "شنئته بغضا"، و"أحببته مقة". ويجوز أن ينصب ما بعد "بله"؛ فيكون اسم فعل بمعنى: "اترك"، وهي إحدى الروايتين في البيت، وسيأتي في بابه. ومثل "بله" المضاف: ويله، وويحه، وويسه، وويبه، وهي كنايات عن الويل. وويل: كلمة تقال عند الشتم والتوبيخ، كثرت حتى صارت كالتعجب؛ يقولها الإنسان لمن يحب ولمن يبغض، ونصبها بتقدير: ألزمه الله، وهو قليل، ولذلك لم يتعرض له هنا.

_ = يقول: إن سيوفنا تقطع الرؤوس وتذروها على الأرض، فدع الأكف لأنها بالقطع أولى. الإعراب: تذر: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هي. الجماجم: مفعول به منصوب. ضاحيا: حال منصوب. هاماتها: فاعل لاسم الفاعل "ضاحيا" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. بله: مفعول مطلق لفعل محذوف والتقدير: اترك بله الأكف، و"بله" مضاف. الأكف: مضاف إليه مجرور. كأنها: حرف مشبه بالفعل، و"ها": اسمها. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تخلق: فعل مضارع للمجهول مجزوم، وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، ونائب الفاعل: هي. وجملة "تذر الجماجم" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية. وجملة "بله الأكف" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "كأنها لم تخلق" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "لم تخلق" الفعلية في محل رفع خبر "كان". والشاهد فيه قوله: "بله الأكف"، حيث جاء "بله" مصدرا منصوبا بفعل من معناه، وللبيت رواية أخرى هي بنصب "الأكف"، فيكون إعراب "بله": اسم فعل أمر بمعنى "اترك" والفاعل ... أنت، و"الأكف" مفعول به منصوب بالفتحة.

المفعول له

المفعول له: "تعريفه": ويسمى المفعول لأجله، ومن أجله. وقدمه على المفعول فيه لأنه أدخل منه في المفعولية، وأقرب إلى المفعول المطلق؛ بكونه مصدرا؛ كما أشار إلى ذلك بقوله: 298- ينصب مفعولا له المصدر إن ... أبان تعليلا كـ"جد شكرا ودن" 299- وهو بما يعمل فيه متحد ... وقتا وفاعلا وإن شرط فقد 300- فاجرره بالحرف وليس يمتنع ... مع الشروط كلزهد ذا قنع "ينصب مفعولا له المصدر" أي القلبي "إن أبان تعليلا" أي: أفهم كونه علة للحدث، ويشترط كونه من غير لفظ الفعل "كجد شكرا"، أي: لأجل الشكر، فلو كان من لفظ الفعل كـ"حيل محيلا" كان انتصابه على المصدرية "ودن" طاعة "وهو" أي: المفعول له "بما يعمل فيه متحد وقتا وفاعلا" الجملة حالية، و"وقتا وفاعلا" نصب بنزع الخافض، أي: يشترط لنصب المفعول له -مع كونه مصدرا قلبيا سيق للتعليل- أن يتحد مع عامله في الوقت وفي الفاعل.

"شروطه": فالشروط حينئذ خمسة: كونه مصدرا؛ فلا يجوز: "جئتك السمن والعسل"، قاله الجمهور، وأجاز يونس: "أما العبيد فذو عبيد"، بمعنى: مهما يذكر شخص لأجل العبيد فالمذكور ذو عبيد، وأنكره سيبويه؛ وكونه قلبيا؛ فلا يجوز: "جئتك قراءة للعلم"، ولا "قتلا للكافر"، وأجاز الفارسي: "جئتك ضرب زيد": أي: لتضرب زيدا؛ وكونه علة؛ فلا يجوز: "أحسنت إليك إحسانا إليك"؛ لأن الشيء لا يعلل بنفسه؛ وكونه متحدا مع المعلل به في الوقت؛ فلا يجوز: "جئتك أمس طمعا غدا في معروفك"؛ ولا يشترط تعيين الوقت في اللفظ، بل يكفي عدم ظهور المنافاة، وفي الفاعل؛ فلا يجوز: "جئتك محبتك إياي"؛ خلافا لابن خروف. تنبيه: قد يكون الاتحاد في الفاعل تقديريا، كقوله تعالى: {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} 1 لأن معنى: يريكم يجعلكم ترون, اهـ. "وإن شرط" من الشروط المذكورة، ما عدا قصد التعليل "فقد فاجروه بالحرف" الدال على التعليل، وهو اللام أو ما يقوم مقامها؛ وفي بعض النسخ "باللام"، أي: أو ما يقوم مقامها؛ ففقد الأول -وهو كونه مصدرا- نحو: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} 2 والثاني -وهو كونه قلبيا- نحو: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ} 3 بخلاف {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} 4، والثالث -وهو الاتحاد في الوقت- نحو قوله "من الطويل": 428 فجئت وقد نضت لنوم ثيابها ... "لدى الستر إلا لبسة المتفضل"

_ 1 الروم: 24. 2 الرحمن: 10. 3 الأنعام: 151. 4 الإسراء: 31. 428- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص14؛ والدرر 3/ 78؛ وشرح عمدة الحافظ ص453؛ ولسان العرب 15/ 329 "نضا"؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 226؛ والدرر 4/ 18؛ ورصف المباني ص223؛ وشرح قطر الندى ص227؛ والمقرب 1/ 161؛ وهمع الهوامع 1/ 194، 247. اللغة والمعنى: نضت ثيابها: خلعت ثيابها. لدى: عند. لبسة المتفضل: أي ثوبها الذي يلي جسدها، ثوب النوم. يقول: إنه جاء خليلته بعد أن خلعت ثيابها، ولبست ثياب النوم لترتاح. الإعراب: فجئت: الفاء: بحسب ما قبلها، جئت: فعل ماض، والتاء: فاعل. وقد: الواو: حالية، قد: =

والرابع -وهو الاتحاد في الفاعل- نحو "من الطويل": 429- وإني لتعروني لذكراك هزة ... "كما انتفض العصفور بلله القطر"

_ = حرف تحقيق. نضت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. لنوم: جار ومجرور متعلقان بـ"نضت". ثيابها: مفعول به منصوب وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. لدى: ظرف متعلق بـ"نضت"، وهو مضاف. الستر: مضاف إليه مجرور. إلا: أداة استثناء. لبسة: مستثنى بـ"إلا" منصوب، وهو مضاف. المتفضل: مضاف إليه مجرور. وجملة "جئت ... " الفعلية بحسب ما قبلها. وجملة "نضت" الفعلية في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "لنوم" حيث جره بلام التعليل، ولم ينصبه على المفعول لأجله، لأن "النوم" وإن كان علة لخلع الثياب، فإن الخلع قبل وقته، فلما اختلفا بالوقت جر باللام. 429- التخريج: البيت لأبي صخر الهذلي في الأغاني 5/ 169، 170؛ والإنصاف 1/ 253؛ وخزانة الأدب 3/ 254، 255، 257، 260؛ والدرر 3/ 79؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 957؛ وشرح التصريح 1/ 336؛ ولسان العرب 2/ 155 "رمث"؛ والمقاصد النحوية 2/ 67؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 29؛ وأمالي ابن الحاجب 2/ 646، 648؛ وأوضح المسالك 2/ 227؛ وشرح ابن عقيل ص361؛ وشرح قطر الندى ص228؛ وشرح المفصل 2/ 67؛ والمقرب 1/ 162؛ وهمع الهوامع 1/ 194. اللغة والمعنى: تعروني: تصيبني: الهزة: الاضطراب. انتفض: تحرك. القطر: المطر. يقول: إنه يصاب بهزة عنيفة إذا ما تذكر حبيبته، وينتفض كالطير الذي بلله المطر. وهذا كناية عن شدة حبه وولعه بها. الإعراب: وإني: الواو: بحسب ما قبلها، إني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير في محل نصب اسم "إن". لتعروني: اللام: المزحلقة. تعروني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر إلى مفعوله، والفاعل محذوف تقديره: "لذكري إياك". هزة: فاعل "تعرو" مرفوع. كما: الكاف: حرف جر، ما: حرف مصدري. انتفض: فعل ماض. العصفور: فاعل مرفوع. والمصدر المؤول من "ما وما بعدها" في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"هزة" تقديره: "هزة كائنة كانتفاض العصفور". بلله: فعل ماض، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. القطر: فاعل مرفوع. وجملة "إني لتعروني" الاسمية بحسب ما قبلها. وجملة "تعروني" الفعلية في محل رفع خبر "إن". وجملة "انتفض العصفور" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي. وجملة "بلله القطر" الفعلية في محل نصب حال، تقديرها: "كما انتفض العصفور وقد بلله القطر". غير أن الشاعر اضطر إلى الحذف لإقامة الوزن. =

وقد "انتفى الاتحادان في {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} 1؛ "وليس يمتنع" جره باللام أو ما يقوم مقامها "مع" وجود "الشروط" المذكورة. 301- وقل أن يصحبها المجرد ... والعكس في مصحوب "أل" وأنشدوا 302- لا أقعد الجبن عن الهيجاء ... ولو توالت زمر الأعداء "كلزهد ذا قنع؛ وقل أن يصحبها"، أي: اللام "المجرد" من "أل" والإضافة، كهذا المثال، حتى قال الجزولي: إنه ممنوع، والحق جوازه؛ ومنه قوله "من الرجز": 430- من أمكم لرغبة فيكم جبر ... "ومن تكونوا ناصريه ينتصر" "والعكس في مصحوب أل" وهو أن جره باللام كثير ونصبه قليل "وأنشدوا" شاهدا

_ = والشاهد فيه قوله: "لذكراك" حيث جاء اللفظ "ذكرى" مصدرا، وهو علة لـ"عرو الهزة" غير أن فاعل "الذكرى" هو المتكلم نفسه في حين أن فاعل "العرو" هو الهزة، فاختلف الفاعل، لذلك جر المصدر "ذكرى" بلام التعليل، وامتنع أن ينصب مفعولا لأجله. 1 الإسراء: 78. 430- التخريج: الرجز بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 336؛ وشرح عمدة الحافظ ص399؛ والمقاصد النحوية 3/ 70. شرح المفردات: أم: قصد. رغب في الشيء: أراده. جبر السائل: أغناه بعد فقر. المعنى: يقول: من قصدكم رغبة في العطاء أغنيتموه، ومن ناصرتموه ظفر. الإعراب: "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "أمكم": فعل ماض، وهو فعل الشرط وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو"، و"كم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "لرغبة": جار ومجرور متعلقان بـ"أمكم". "فيكم": جار ومجرور متعلقان بـ"رغبة". "جبر": فعل ماض للمجهول، وهو جواب الشرط، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "ومن": الواو حرف عطف، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "تكونوا": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط، والواو ضمير في محل رفع اسم "تكون". "ناصريه": خبر "تكون" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ينتصر": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة: "من أمكم ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أمكم" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "جبر" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". وجملة "من تكونوا ... " الشرطية معطوفة على جملة "من أمكم". وجملة "تكونوا ... " في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة "ينتصر" جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. =

لجوازه قول الراجز: 431- لا أقعد الجبن عن الهيجاء ... ولو توالت زمر الأعداء تنبيهان: الأول: أفهم كلامه أن المضاف يجوز فيه الأمران على السواء، نحو: "جئتك ابتغاء الخير، ولابتغاء الخير". الثاني: أفهم أيضا جواز تقديم المفعول له على عامله، منصوبا كان أو مجرورا، كـ"زهدا ذا قنع"، ولـ"زهد ذا قنع". خاتمة: إذا دخلت "أل" على المفعول له أو أضيف إلى معرفة تعرف بـ"أل" أو بالإضافة، خلافا للرياشي والجرمي والمبرد في قولهم: إنه لا يكون إلا نكرة، وإن "أل" فيه زائدة، وإضافته غير محضة.

_ = الشاهد: قوله: "لرغبة"، فإنه مصدر قلبي واقع مفعولا لأجله، وقد جره بحرف التعليل "اللام" مع كونه مجردا من "أل" ومن الإضافة، وهذا قليل، والكثير أن يكون منصوبا. 431- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 3/ 79؛ وشرح التصريح 1/ 336؛ وشرح عمدة الحافظ ص398؛ والمقاصد النحوية 3/ 67؛ وهمع الهوامع 1/ 195. اللغة: أقعد: أتوانى عن القتال. الهيجاء: الحرب. توالت: تتابعت. الزمر: ج الزمرة، وهي الجماعة. المعنى: يقول: لست جبانا، ولا أتوانى عن اقتحام المعارك وإن كان الأعداء كثيري العدد. الإعراب: "لا": حرف نفي. "أقعد": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "الجبن": مفعول لأجله منصوب. "عن الهيجاء": جار ومجرور معتلقان بـ"أقعد". "ولو": الواو حالية، "لو": وصلية زائدة. "توالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "زمر": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الأعداء": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "لا أقعد" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ولو توالت ... " حالية محلها النصب. الشاهد: قوله: "لا أقعد الجبن" حيث ورد "الجبن" مفعولا لأجله مع كونه محلى بـ"أل".

المفعول فيه وهو المسمى ظرفا

المفعول فيه وهو المسمى ظرفا: "تعريف الظرف": وتقديمه على المفعول معه لقربه من المفعول المطلق؛ بكونه مستلزما له في الواقع؛ إذ لا يخلو الحدث عن زمان ومكان؛ ولأن العامل يصل إليه بنفسه، لا بواسطة حرف ملفوظ، بخلافه. 303- الظرف وقت أو مكان ضمنا ... "في" باطراد كهنا امكث أزمنا "الظرف" لغة الوعاء، واصطلاحا "وقت أو مكان"، أي: اسم وقت أو اسم مكان "ضمنا" معنى "في" دون لفظها "باطراد كهنا امكث أزمنا" فـ"هنا": اسم مكان، و"أزمنا": اسم زمان، وهما مضمنان معنى "في"؛ لأنهما مذكوران للواقع فيهما، وهو المكث. والاحتراز بقيد "ضمنا في"، من نحو: {يَخَافُونَ يَوْمًا} 1، ونحو: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} 2؛ فإنهما ليسا على معنى "في"، فانتصابهما على المفعول به، وناصب "حيث" يعلم محذوفا؛ لأن اسم التفضيل لا ينصب المفعول به إجماعا. و"بمعنى في دون لفظها"، من نحو؛ "سرت في يوم الجمعة"، و"جلست في مكانك"؛ فإنه لا يسمى ظرفا في الاصطلاح، على الأرجح.

_ 1 النور: 37. 2 الأنعام: 124.

و"باطراد" من نحو: "دخلت البيت"، و"سكنت الدار"؛ مما انتصب بالواقع فيه، وهو اسم مكان مختص؛ فإنه غير ظرف؛ إذ لا يطرد نصبه مع سائر الأفعال، فلا يقال: "نمت البيت"، ولا "قرأت الدار"؛ فانتصابه على المفعول به بعد التوسع بإسقاط الخافض؛ هذا مذهب الفارسي والناظم، ونسبه لسيبويه، وقيل: منصوب على المفعول به حقيقة، وإن نحو: "دخل" متعد بنفسه، وهو مذهب الأخفش، وقيل: على الظرفية تشبيها له بالمبهم، ونسبه الشلوبين إلى الجمهور؛ وعلى هذين لا يحتاج إلى قيد "باطراد"؛ وعلى الأول يحتاج إليه خلافا للشارح. تنبيهان: الأول: تضمن الاسم معنى الحرف على نوعين: "الأول" يقتضي البناء، وهو أن يخلف الاسم الحرف على معناه ويطرح غير منظور إليه، كما سبق في تضمن "متى" معنى الهمزة وإن الشرطية، "والثاني" لا يقتضي البناء، وهو أن يكون الحرف منظورا إليه؛ لكون الأصل في الوضع ظهوره، وهذا الباب من هذا الثاني. الثاني: الألف في "ضمنا" يجوز أن تكون للإطلاق، وأن تكون ضمير التثنية، بناء على أن "أو" على بابها، وهو الأظهر، أو بمعنى الواو، وهو الأحسن؛ لأن كل واحد منهما ظرف، لا أحدهما, اهـ. "الناصب للظرف": 304- فانصبه بالواقع فيه مظهرا ... كان وإلا فانوه مقدرا "فانصبه بالواقع فيه" من فعل وشبهه "مظهرا كان" الواقع فيه، نحو: "جلست يوم الجمعة أمامك"، و"أنا سائر غدا خلف الركب" "وإلا" أي: وإن لم يكن ظاهرا، بل كان محذوفا من اللفظ: جوازا، أو وجوبا "فانوه مقدرا". فالجواز نحو: "يوم الجمعة"، لمن قال: "متى قدمت؟ " و"فرسخين"، لمن قال: "كم سرت؟ ". الوجوب فيما إذا وقع خبرا، نحو: "زيد عندك"، أو صلة، نحو: "رأيت الذي معك"، أو حالا، نحو: "رأيت الهلال بين السحاب"، أو صفة، نحو: "رأيت طائرا فوق

غصن"، أو مشتغلا عنه، نحو: "يوم الجمعة سرت فيه"، أو مسموعا بالحذف لا غير كقولهم: "حينئذ الآن"، أي: كان ذلك حينئذ واسمع الآن. تنبيهان: الأول: العامل المقدر في هذه المواضع، سوى الصلة، استقر أو مستقر، وأما الصلة فيتعين فيها تقدير: استقر؛ لأن الصلة لا تكونن إلا جملة، كما عرفت. الثاني: الضمير في "فانصبه" للظرف، وهو اسم الزمان أو المكان، وفي "فيه" لمدلوله، وهو نفس الزمان أو المكان؛ وأراد بالواقع دليله من فعل وشبهه؛ لأن الواقع هو نفس الحدث، وليس هو الناصب، والأصل فانصبه بدليل الواقع في مدلوله، فتوسع بحذف المضاف من الأول والثاني؛ لوضوح المقام. انتهى. 305- وكل وقت قابل ذاك وما ... يقبله المكان إلا مبهما 306- نحو الجهات والمقادير وما ... صيغ من الفعل كمرمى من رمى "وكل" اسم "وقت قابل ذاك" النصب على الظرفية، مبهما كان أو مختصا. والمراد بالمبهم ما دل على زمن غير مقدر، كحين ومدة ووقت؛ تقول: "سرت حينا، ومدة ووقتا". وبالمختص ما دل على مقدر: معلوما كان، وهو المعرف بالعلمية؛ كـ"صمت رمضان"، و"اعتكفت يوم الجمعة"، أو بـ"أل"، كـ"سرت اليوم"، و"أقمت العام"، أو بالإضافة، كـ"جئت زمان الشتاء، ويوم قدوم زيد"؛ أو معلوم؛ وهو النكرة، نحو: "سرت يوما، أو يومين، أو أسبوعا، أو وقتا طويلا". "وما يقبله المكان إلا" في حالتين: الأولى: أن يكون "مبهما" لا مختصا؛ والمراد هنا بالمختص ما له صورة وحدود محصورة، نحو: الدار، والمسجد، والبلد، وبالمبهم ما ليس كذلك "نحو الجهات" الست، وهي: أمام، ووراء، ويمين، وشمال، وفوق، وتحت، وما أشبهها في الشياع؛ كناحية،

ومكان، وجانب "و" نحو: "المقادير" كفرسخ، وبريد، وغلوة، تقول: "جلست أمامك، وناحية المسجد، وسرت فرسخا". "و" الثانية "ما صيغ من" مادة "الفعل" العامل فيه "كمرمى من" مادة "رمى" تقول: "رميت مرمى زيد"، و"ذهبت مذهب عمرو"، و"قعدت مقعد بكر"؛ ومنه: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} 1. 307- وشرط كون ذا مقيسا أن يقع ... ظرفا لما في أصله معه اجتمع "وشرط كون ذا" المصوغ من مادة الفعل "مقيسا أن يقع ظرفا لما في أصله معه اجتمع" أي: لما اجتمع معه في أصل مادته، كما مثل؛ وأما قولهم: "هو مني مزجر الكلب، ومناط الثريا"2، و"عمرو مني مقعد القابلة، ومعقد الإزار"3، ونحوه: فشاذ؛ إذ التقدير هو مني مستقر في مزجر الكلب، فعامله الاستقرار، وليس مما اجتمع معه في أصله، ولو أعمل في المزجر زجر، وفي المناط ناط، وفي المقعد قعد؛ لم يكن شاذا. تنبيهان: الأول: ظاهر كلامه أن هذا النوع من قبيل المبهم، وظاهر كلامه في شرح الكافية أنه من المختص، وهو ما نصه عليه غيره، وأما النوع الذي قابله فظاهر كلام الفارسي أنه من المبهم، كما هو ظاهر كلام الناظم، وصححه بعضهم؛ وقال الشلوبين: ليس داخلا تحت المبهم، وصحح بعضهم أنه شبيه بالمبهم، لا مبهم. الثاني: إنما استأثرت أسماء الزمان بصلاحية المبهم منها والمختص للظرفية عن أسماء المكان لأن أصل العوامل الفعل ودلالته على الزمان أقوى من دلالته على المكان؛ لأنه يدل على الزمان بصيغته وبالالتزام، ويدل على المكان بالالتزام فقط؛ فلم يتعد إلى كل أسمائه، بل يتعدى إلى المبهم منها؛ لأن في الفعل دلالة عليه في الجملة، وإلى المختص الذي صيغ من مادة العامل؛ لقوة الدلالة عليه حينئذ. اهـ.

_ 1 الجن: 9. 2 فلان بمزجر الكلب: يعني أنه بعيد من مجلس الناس، أو لئيم، وفلان مني مناط الثريا: شديد البعد. "انظر ثمار القلوب ص395؛ ولسان العرب 7/ 421 "نوط". 3 أي: قريب.

"الظرف المتصرف وغير المتصرف": 308- وما يرى ظرفا وغير ظرف ... فذاك ذو تصرف في العرف 309- وغير ذي التصرف الذي لزم ... ظرفية أو شبهها من الكلم "وما يرى" من أسماء الزمان أو المكان "ظرفا" تارة "وغير ظرف" أخرى "فذاك ذو تصرف في العرف" النحوي؛ كيوم، ومكان، تقول: "سرت يوم الجمعة"، و"جلست مكانك"؛ فهما ظرفان، وتقول: "اليوم مبارك"، و"مكانك طاهر"، و"أعجبني اليوم ومكانك"، و"شهدت يوم الجمل"، و"أحببت مكان زيد"؛ فهما في ذلك غير ظرفين؛ لوقوع كل منهما في الأول مبتدأ، وفي الثاني فاعلا، وفي الثالث مفعولا به، وكذا ما أشبهها. "وغير ذي التصرف" منهما هو "الذي لزم ظرفية أو شبهها من الكلم" أي: غير المتصرف -وهو الملازم للظرفية- على نوعين: ما لا يخرج عنها أصلا، كقط وعوض، تقول: "ما فعلته قط"، و"لا أفعله عوض". وما يخرج عنها إلى شبهها، وهو الجر بالحرف، نحو: قبل وبعد ولدن وعند. فيقضي عليهن بعدم التصرف مع أن "من" تدخل عليهن؛ إذ لم يخرجن عن الظرفية إلا إلى ما يشبهها؛ لأن الظرف والجار والمجرور سيان في التعلق بالاستقرار والوقوع خبرا وصلة وحالا وصفة. ثم الظرف المتصرف منه منصرف، نحو: يوم وشهر وحول، ومنه غير منصرف، وهو غدوة وبكرة، علمين لهذين الوقتين: قصد بهما التعيين، أو لم يقصد. قال في شرح التسهيل: ولا ثالث لهما، لكن زاد في شرح الجمل لابن عصفور "ضحوة" فقال: إنها لا تنصرف للتأنيث والتعريف. والظرف غير المتصرف منه منصرف وغير منصرف، فالمنصرف نحو: سحر وليل ونهار وعشاء وعتمة ومساء وعشية، غير مقصود بها كلها التعيين، وغير المنصرف نحو: سحر مقصودا به التعيين؛ ومن العرب من لا يصرف عشية في التعيين.

"نيابة المصدر عن الظرف": 310- وقد ينوب عن مكان مصدر ... وذاك في ظرف الزمان يكثر "وقد ينوب عن" ظرف "مكان مصدر" فينتصب انتصابه، نحو: "جلست قرب زيد"، أي: مكان قربه؛ ولا يقاس على ذلك؛ لقلته، فلا يقال: "آتيك جلوس زيد"، تريد مكان جلوسه. "وذاك في ظرف الزمان يكثر" فيقاس عليه؛ وشرطه إفهام تعيين وقت أو مقدار، نحو: "كان ذلك خفوق النجم، وطلوع الشمس"، و"انتظرته نحر جزور, وحلب ناقة"؛ والأصل وقت خفوق النجم، ووقت طلوع الشمس، ومقدار نحر جزور، ومقدار حلب ناقة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. تنبيه: قد يحذف أيضا المصدر الذي كان الزمان مضافا إليه؛ فينوب ما كان هذا المصدر مضافا إليه: من اسم عين، نحو: "لا أكلمه القارظين"1، و"لا آتيه الفرقدين"2، والأصل مدة غيبة القارظين، ومدة بقاء الفرقدين. اهـ. خاتمة: مما ينوب عن الظرف أيضا: صفته، وعدده، وكليته أو جزئيته، نحو: "جلست طويلا من الدهر شرقي مكان"، و"سرت عشرين يوما ثلاثين بريدا"، و"مشيت جميع اليوم جميع البريد، أو كل اليوم كل البريد، ونصف اليوم نصف البريد، أو بعض اليوم بعض البريد".

_ 1 أي: لا أكلمه أبدا. والقارظان: رجلان غادران حييهما لجني القرظ، فلم يعودا. 2 أي: لا آتيه أبدا. والفرقدان: نجمان في السماء لا يغربان. وقيل: هما كوكبان في بنات نعش الصغرى.

المفعول معه

المفعول معه: 311- ينصب تالي الواو مفعولا معه ... في نحو "سيري والطريق مسرعه" 312- بما من الفعل وشبهه سبق ... ذا النصب لا بالواو في القول الأحق "ينصب" الاسم الفضلة "تالي الواو" التي بمعنى "مع" التالية لجملة ذات فعل أو اسم يشبهه مما فيه معنى الفعل وحروفه "مفعولا معه" كما "في نحو سيري والطريق مسرعه" و"أنا سائر والنيل"، و"أعجبني سيرك والنيل"، فـ"الطريق" و"النيل" نصب بالمفعول معه. وخرج بالاسم نحو: "لا تأكل السمك وتشرب اللبن"، ونحو: "سرت والشمس طالعة"؛ فإن تالي الواو في الأول فعل وفي الثاني جملة. وبالفضلة نحو: "اشترك زيد وعمرو". وبالواو نحو: "جئت مع عمرو". وبكونها بمعنى "مع" نحو: "جاء زيد وعمرو قبله، أو بعده". وبكونها تالية لجملة، نحو: "كل رجل وضيعته"؛ فلا يجوز فيه النصب خلافا للضيمري. وبكون الجملة ذات فعل، أو اسم يشبهه، نحو: "هذا لك وأباك"؛ فلا يتكلم به، خلافا لأبي علي. وأما قولهم: "ما أنت وزيدا"، و"كيف أنت وقصعة من ثريد" وما أشبهه فسيأتي بيانه.

"بما من الفعل وشبهه سبق ذا النصب" ذا النصب: رفع بالابتداء، خبره في المجرور الأول، وهو "بما"، و"سبق": صلة "ما"، ومن الفعل: متعلق ب "سبق"، أي: نصب المفعول معه إنما هو بما تقدم في الجملة قبله من فعل وشبهه "لا بالواو في القول الأحق" خلافا للجرجاني في دعواه أن النصب بالواو؛ إذ لو كان الأمر كما ادعى لوجب اتصال الضمير بها فكان يقال: "جلست وك"، كما يتصل بغيرها من الحروف العاملة، نحو: "إنك" و"لك"، وذلك ممتنع باتفاق، وأيضا فهي حينئذ حرف مختص بالاسم غير منزل منزلة الجزء؛ فحقه ألا يعمل إلا الجر كحروف الجر، ولا بالخلاف خلافا للكوفيين1. وإنما قيل: "غير منزل منزلة الجزء" للاحتراز من لام التعريف؛ فإنها اختصت بالاسم، ولم تعمل فيه؛ لكونها كالجزء منه؛ بدليل تخطي العامل لها؛ وتناول إطلاق الفعل الظاهر كما مثل، والمقدر كقوله "من الوافر": 432- فما لك والتلدد حول نجد ... "وقد غصت تهامة بالرجال"

_ 1 انظر المسألة الثلاثين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص248-250. 432- التخريج: البيت لمسكين الدارمي في ديوانه ص66؛ وشرح المفصل ص2/ 50؛ والكتاب 1/ 308؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 3/ 142؛ ورصف المباني ص422. اللغة: التلدد: الذهاب والمجيء حيرة. غصت: امتلأت. المعنى: يقول: مالك تذهب وتجيء إلى نجد بالرغم من قحطها، وتترك تهامة الخصبة مع كثرة رجالها والمقيمين فيها؟ الإعراب: فما: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"ما": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والتلدد: "الواو": للمعية، "التلدد": مفعول معه منصوب بالفتحة. حول: ظرف مكان، متعلق بـ"التلدد"، وهو مضاف. نجد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وقد: "الواو": حالية، و"قد": حرف تحقيق. غصت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. تهامة: فاعل مرفوع بالضمة. بالرجال. جار ومجرور متعلقان بـ"غص". وجملة "مالك ... " بحسب ما قبلها. وجملة "قد غصت": في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "والتلدد" حيث نصبه بفعل مقدر، لأنه لا يمكن اعتبار الواو حرف عطف، ونعطف الاسم "التلدد" على الضمير المجرور في "لك"، لأنه حين العطف على الضمير المتصل لا بد من إعادة العامل في الضمير على المعطوف، فيقال: "فما لك وللتلدد".

أي: ما تصنع والتلدد، ومن إعمال شبه الفعل قوله "من الطويل": 433- "إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا" ... فحسبك والضحاك سيف مهند وقوله "من الطويل": 434- فقدني وإياهم فإن ألق بعضهم ... يكونوا كتعجيل السنام والمسرهد

_ 433- التخريج: البيت لجرير في ذيل الأمالي ص140؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 581؛ وسمط اللآلي ص899؛ وشرح شواهد الإيضاح ص374؛ وشرح شواهد المغني 2/ 900؛ وشرح عمدة الحافظ ص407، 667؛ وشرح المفصل 2/ 51؛ ولسان العرب 1/ 312 "حسب"، 2/ 395 "هيج"، 15/ 66 "عصا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 84. اللغة: انشقت العصا: تفرق القوم. الهيجاء: الحرب الطاحنة الشرسة. المعنى: إذا نشبت الحرب، وتفرقت الجماعات، فيكفيك أن تصحب السيف الضحاك بيمناك. الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط. كانت: فعل ماض تام مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء": للتأنيث، وحركت بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. الهيجاء: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وانشقت: "الواو": عاطفة، "انشقت": فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، و"التاء": للتأنيث، وحركت بالكسر منعا لالتقاء الساكنين. العصا: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. فحسبك: "الفاء": رابطة لجواب الشرط و"حسبك": مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والضحاك: "الواو": للمعية، "الضحاك": مفعول معه منصوب. سيف: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. مهند: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. وجملة "إذ كانت الهيجاء فحسبك ... ": ابتدائية لا محل لها. وجملة "كانت الهيجاء": في محل جر بالإضافة. وجملة "وانشقت العصا": معطوفة في محل جر بالإضافة. وجملة "فحسبك سيف": جواب شرط غير جازم لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "والضحاك" حيث انتصب على أنه مفعول معه والعامل فيه اسم يشبه الفعل وهو "حسبك". ويروى البيت بجر "الضحاك" وبرفعه وفي هاتين الحالتين لا يستشهد به هنا. 434- التخريج: البيت لأسيد بن أبي إياس الهذلي في شرح أشعار الهذليين 2/ 628؛ والمقاصد النحوية 3/ 84. اللغة: قدني: اسم بمعنى "حسب". السنام: حدبة الجمل. المسرهد: السمين أو الناعم. الإعراب: فقدني: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"قدني": اسم بمعنى "حسب" مبني في محل رفع مبتدأ والنون: للوقاية، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وإياهم: "الواو": للمعية، و"إياهم": ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول معه. فإن: "الفاء": استئنافية، "إن": حرف شرط جازم. ألق: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه =

وقوله "من البسيط": 435- لا تحسبنك أثوابي فقد جمعت ... هذا ردائي مطويا وسربالا فـ"سربالا": نصب على المفعول معه، والعامل فيه مطويا، لا هذا، خلافا لأبي علي في تجويزه الأمرين. تنبيه: أفهم بقوله "سبق" أن المفعول معه لا يتقدم على عامله، وهو اتفاق، فلا يجوز: "والطريق سرت"، وفي تقدمه على مصاحبه خلاف، والصحيح المنع، وأجاز ذلك

_ = وجوبا تقديره: "أنا". بعضهم: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. يكونوا: فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". كتعجيل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "يكونوا"، وهو مضاف. السنام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. المسرهد: نعت "السنام" مجرور بالكسرة. وجملة "قدني ... " بحسب ما قبلها، وجملة "يكونوا": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "قدني وإياهم" حيث نصب الضمير المنفصل "إياهم" على أنه مفعول معه بعد اسم يشبه الفعل "قدني" وهو بمعنى "حسب"، ولا يصح أن يكون اسم فعل مضارع بمعنى "يكفي"، لأنه لو اعتبر كذلك لكانت ياء المتكلم في "قدني" في محل نصب مفعول به، وهنا يصح أن تكون الواو حرف عطف، و"إياهم" معطوفا على الياء. 435- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 76؛ والدرر 3/ 154؛ وشرح التصريح 1/ 343؛ والمقاصد النحوية 3/ 86. المعنى: يخاطب الشاعر رفيقا له، وهما يريدان النجاة من الإعداء: لا تكن أثوابي عائقا فيما أنت ذاهب إليه، فإنها مجموعة وسهلة الحمل. الإعراب: لا: حرف نهي وجزم. تحسبنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و"النون": للتوكيد، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به، والفعل "تحسبنك" في محل جزم بـ"لا" الناهية: أثوابي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. فقد: "الفاء": تعليلية، "قد": حرف تحقيق. جمعت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. ردائي: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مطويا: حال منصوب. وسربالا: "الواو": للمعية، "سربالا": مفعول معه منصوب. وجملة "لا تحسبنك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد جمعت": تعليلية لا محل من الإعراب. وجملة "هذا ردائي": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "وسربالا" حيث نصب "سربالا" على أنه مفعول معه بعد اسم يشبه الفعل "مطويا" أو -كما يرى الفارسي- بعد اسم الإشارة "هذا" لذا نصب الحال الذي صاحبه "ردائي" الذي هو خبر المبتدأ "هذا".

ابن جني، تمسكا بقوله "من الطويل": 436- جمعت وفحشا غيبة ونميمة ... ثلاث خصال لست عنها بمرعوي وقوله "من البسيط": 437- أكنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقبه والسوءة اللقبا

_ 436- التخريج: البيت ليزيد بن الحكم في خزانة الأدب 3/ 130، 134؛ والدرر 3/ 156؛ وشرح شواهد المغني 2/ 697؛ وشرح عمدة الحافظ ص637؛ والمقاصد النحوية 3/ 86، 262؛ وبلا نسبة في خزانة الأجب 9/ 141؛ والخصائص 2/ 383؛ وشرح التصريح 1/ 344، 2/ 137؛ وهمع الهوامع 1/ 220. اللغة: الفحش: القول القبيح. الغيبة: الاغتياب. النميمة: الوشاية والإفساد. ارعوى عن الجهل: امتنع عنه وانصرف. الإعراب: جمعت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وفحشا: "الواو": للمعية، و"فحشا": مفعول معه منصوب. غيبة: مفعول به منصوب. ونميمة: "الواو": حرف عطف، و"نميمة": معطوف على "غيبة" منصوب. ثلاث: بدل من "فحشا" و"غيبة" و"نميمة" منصوب، وهو مضاف. خصال: مضاف إليه مجرور بالكسرة. لست: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ليس". عنها: جار ومجرور متعلقان ب "مرعوي". بمرعوي: "الباء": حرف جر زائد، و"مرعوي": اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر "لست"، و"الياء": للإطلاق. وجملة "جمعت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست عنها بمرعوي": في محل نصب نعت "ثلاث". الشاهد: قوله: "جمعت وفحشا غيبة" حيث تقدم المفعول معه "فحشا" على مصاحبة أي المعطوف عليه "غيبة"، وهذا جائز عند أبي الفتح. 437- التخريج: البيت لبعض الفزاريين في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1146؛ والمقاصد النحوية 2/ 411، 3/ 89؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 141. اللغة: أكنية: أدعوه بالكنية. السوءة: الفعلة القبيحة. الإعراب: أكنيه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". حين: ظرف زمان، متعلق ب "أكنيه". أناديه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". لأكرمه: "اللام": للتعليل، "أكرمه": فعل مضارع منصوب، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": نافية. ألقبه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". والسوءة: "الواو": للمعية، و"السوءة": مفعول معه منصوب. اللقبا: مفعول به ثان منصوب، و"الألف" للإطلاق. وجملة "أكنيه": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أناديه": في محل جر بالإضافة. والمصدر =

على رواية من نصب "السوءة" و"اللقب"، يعني أن المراد في الأول: جمعت غيبة ونميمة مع فحش، وفي الثاني: ولا ألقبه اللقب مع السوءة؛ لأن من اللقب ما يكون لغير سوءة. ولا حجة له فيهما؛ لإمكان جعل الواو فيهم عاطفة قدمت هي ومعطوفها، وذلك في البيت الأول ظاهر، وأما في الثاني فعلى أن يكون أصله: ولا ألقبه اللقب ولا أسوؤه السوءة، ثم حذف ناصب السوءة. 313- وبعد "ما" استفهام أو "كيف" نصب ... بفعل كون مضمر بعض العرب "وبعد ما استفهام أو كيف نصب" الاسم على المعية "بفعل كون مضمر" وجوبا "بعض العرب" فقالوا: ما أنت وزيدا، ومنه قوله "من المتقارب": 438- ما أنت والسير في متلف ... "يبرح بالذكر الضابط"

_ = والمؤول "لأكرمه" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أكنيه". وجملة "لا ألقبه": معطوفة على جملة "أكنيه". الشاهد: قوله: "لا ألقبه والسوءة اللقبا" حيث تقدم المفعول معه "السوءة" على مصاحبه "اللقبا"، وهذا جائز عند أبي الفتح. 438- التخريج: البيت لأسامة بن حبيب الهذلي في الدرر 3/ 157؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 128؛ وشرح أشعار الهذليين ص1289؛ وشرح المفصل 2/ 52؛ والمقاصد النحوية 3/ 93؛ وللهذلي في لسان العرب 4/ 532 "عبر"؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص421؛ وشرح عمدة الحافظ ص404؛ والكتاب 1/ 303؛ وهمع الهوامع 3/ 93. اللغة: المتلف: المهلك. يبرح: يضني. الضابط: هنا، العظيم. الذكر: الجمل. المعنى: يقول: إنه لا يبالي السير في مهلكة. الإعراب: ما: اسم استفهام مبني في محل رفع مبتدأ. أنت: ضمير منفصل مبني في محل رفع خبر المبتدأ. والسير: "الواو": للمعية، و"السير": مفعول معه منصوب. في متلف: جار ومجرور متعلقان بـ"السير". يبرح: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". بالذكر: جار ومجرور متعلقان بـ"يبرح". الضابط: نعت "الذكر" مجرور بالكسرة. وجملة "ما أنت والسير": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يبرح": في محل جر نعت "متلف". الشاهد: قوله: "ما أنت والسير" حيث نصب "السير" على أنه مفعول معه بإضمار فعل يعمل فيه تقديره: "ما كنت".

وقالوا: "كيف أنت وقصعة من ثريد"، والأصل: ما تكون وزيدا، وكيف تكون وقصعة؛ فاسم "كان" مستكن، وخبرها ما تقدم عليها من اسم استفهام، فلما حذف الفعل من اللفظ انفصل الضمير. تنيهان: الأول: من ذلك أيضا قوله "من الكامل": 439- أزمان قومي والجماعة كالذي ... لزم الرحالة أن تميل مميلا فـ"الجماعة": نصب على المعية بفعل كون مضمر، والتقدير: أزمان كان قومي والجماعة، كذا قدره سيبويه. الثاني: في قوله "بعض العرب" إشارة إلى أن الأرجح في مثل ما ذكره الرفع بالعطف. 314- والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق ... والنصب مختار لدى ضعف النسق 315- والنصب إن لم يجز العطف يجب ... أو اعتقد إضمار عامل تصب "والعطف إن يمكن بلا ضعف" من جهة المعنى أو من جهة اللفظ "أحق" وأرجح من

_ 439- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص234؛ والأزهية ص71؛ وخزانة الأدب 3/ 145، 148؛ والدرر 2/ 89؛ وشرح التصريح 1/ 195؛ والكتاب 1/ 305؛ والمقاصد النحوية 2/ 99؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص405؛ والمقرب 1/ 160؛ وهمع الهوامع 1/ 122، 2/ 156. شرح المفردات: الرحالة: سرج من جلود لا خشب فيه يتخذ للجري السريع. المميل: الانحراف. المعنى: يقول: أيام كان قومي والجماعة ثابتين على موقفهم القاضي بطاعة الخليفة، لا يعصون، ولا يشاركون في فتنة. الإعراب: "أزمان": ظرف زمان منصوب متعلق بفعل ورد سابقا. "قومي": اسم "كان" المحذوفة، أو فاعل لـ"كان" التامة، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "والجماعة": الواو للمعية، "الجماعة": مفعول معه منصوب. "كالذي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان"، أو بمحذوف حال من "قومي". "لزم": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "الرحالة": مفعول به منصوب. "أن": حرف نصب. "تميل": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "مميلا": مفعول مطلق منصوب بالفتحة. وجملة "كان قومي ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "لزم" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تميل" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "والجماعة": حيث نصبت على المعية بفعل كون مضمر، والتقدير: أزمان كان قومي والجماعة.

النصب على المعية، كما في نحو: "جاء زيد وعمرو"، و"جئت أنا وزيد"، {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} 1 برفع ما بعد الواو على العطف؛ لأنه الأصل، وقد أمكن بلا ضعف، ويجوز النصب على المعية في مثله "والنصب" على المعية "مختار لدى ضعف النسق": إما من جهة المعنى، كما في نحو قولهم: "لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها"، فإن العطف فيه ممكن على تقدير: لو تركت الناقة ترأم فصيلها وترك فصيلها يرضعها لرضعها؛ لكن فيه تكلف وتكثير عبارة؛ فهو ضعيف؛ فالوجه النصب على معنى: لو تركت الناقة مع فصيلها؛ ونحو قوله "من الطويل": 440- إذا أعجبتك الدهر حال من امرئ ... فدعه وواكل أمره واللياليا وقوله "من الوافر": 441- فكونوا أنتم وبني أبيكم ... مكان الكليتين من الطحال

_ 1 البقرة: 35؛ والأعراف: 19. 440- التخريج: البيت لأفنون التغلبي في حماسة البحتري ص164؛ ولمويلك العبدي في حماسة البحتري ص215؛ وبلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 99. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. أعجبتك: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. الدهر: ظرف زمان متعلق بـ"أعجبتك". حال: فاعل مرفوع بالضمة. من امرئ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"حال". فدعه: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"دعه": فعل أمر، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". وواكل: "الواو": حرف عطف، "واكل": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". أمره: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. واللياليا: "الواو": للمعية، و"اللياليا": مفعول معه منصوب بالفتحة، و"الألف": للإطلاق. وجملة "إذا أعجبتك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعجبتك": في محل جر بالإضافة. وجملة "دعه" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "واكل": معطوفة على "دعه". الشاهد: قوله: "واللياليا": حيث نصبه على أنه مفعول معه، وليست الواو قبله عاطفة، لأنها لو كانت كذلك، لأصبح المعنى: اترك أمره لليالي واترك الليالي لأمره، وهذا يؤدي إلى ضعف في المعنى. 441- التخريج: البيت لشعبة بن قمير في نوادر أبي زيد ص141؛ وهو للأقرع بن معاذ في سمط اللآلي ص914؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 243؛ والدرر 3/ 154/ 158؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 126، 2/ 640؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 429؛ وشرح التصريح 1/ 345؛ وشرح المفصل 2/ 48؛ والكتاب 1/ 298؛ واللمع ص143؛ ومجالس ثعلب ص125؛ والمقاصد النحوية 3/ 102؛ وهمع الهوامع 1/ 220. =

لأن في العطف تعسفا في الأول وتوهينا للمعنى في الثاني، وفي النصب على المعية سلامة منها، فكان أولى. وإما من جهة اللفظ، كما في نحو: "جئت وزيدا"، و"اذهب وعمرا"؛ لأن العطف على ضمير الرفع المتصل لا يحسن ولا يقوى إلا مع الفضل، ولا فضل؛ فالوجه النصب؛ لأن فيه سلامة من ارتكاب وجه ضعيف عنه مندوحة. "والنصب" على المعية "إن لم يجز العطف" لمانع معنوي، أو لفظي "يجب" فالمانع المعنوي كما في "سرت والنيل"، و"مشيت والحائط"، و"مات زيد وطلوع الشمس"؛ مما لا يصح مشاركة ما بعد الواو منه لما قبلها في حكمه، والمانع اللفظي كما في نحو: "مالك وزيدا"، و"ما شأنك وعمرا"؛ لأن العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار ممتنع عند الجمهور؛ فيتعين النصب على المعية. هذا حيث أمكن النصب على المعية كما رأيت، فأما إذا امتنع مع امتناع العطف، وهو رابع الأقسام، وذلك كما في نحو قوله "من الرجز": 442- علفتها تبنا وماء باردا ... "حتى شتت همالة عيناها"

_ = اللغة: بنو أبيكم: أي من ينتسبون إليكم. المعنى: يقول: كونوا ومن ينتسبون إليكم متعاونين ومتضامنين، ولا تدعوا للفرقة مكانا بينكم، بل كونوا معا بمثابة الكليتين من الطحال. الإعراب: فكونوا: الفاء بحسب ما قبلها، "كونوا": فعل أمر ناقص، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". أنتم: ضمير منفصل مؤكد للضمير المتصل في محل رفع. وبني: الواو: واو المعية، "بني": مفعول معه منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. أبيكم: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، و"كم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. مكان: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر "كان"، وهو مضاف. الكليتين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. من: حرف جر. الطحال: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"مكان" لاشتماله على رائحة الفعل. الشاهد فيه قوله: "وبني" حيث نصبه على أنه مفعول معه بالرغم من وجود الضمير المنفصل المؤكد للضمير المتصل، والمسوغ للعطف. فالرفع يلزم المعطوف مشاركة المعطوف عليه في أن يكونوا بمثابة الكليتين من الطحال، وهذا ما لا يريده الشاعر. 442- التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 108، 7/ 233؛ وأمالي المرتضى 2/ 259؛ والإنصاف 2/ 612؛ وأوضح المسالك 2/ 245؛ والخصائص 2/ 431؛ والدرر 6/ 79؛ وشرح التصريح 1/ 346؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1147؛ وشرح شواهد المغني 1/ 58، 2/ 929؛ =

وقوله "من الوافر": 443- إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزججن الحواجب والعيونا

_ = وشرح ابن عقيل ص305؛ 3/ 367 "قلد"؛ 9/ 255 "علف"؛ ومغني اللبيب 2/ 632؛ والمقاصد النحوية 3/ 101؛ وهمع الهوامع 2/ 130. اللغة والمعنى: علف: أطعم. التبن: ما تهشم من سيقان القمح والشعير بعد الدرس. همالة عيناها: أي غزيرة الفيض. يقول: إنه علف دابته تبنا، وسقاها ماء باردا حتى سالت دموعها بغزارة. الإعراب: علفتها: فعل ماض، والتاء: فاعل، وها: في محل نصب مفعول به أول. تبنا: مفعول به ثان. وماء: الواو: حرف عطف. ماء: مفعول به لفعل محذوف تقديره: "سقيتها ماء". باردا: نعت "ماء". حتى: حرف جر وغاية. شتت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. همالة: حال من فاعل "شتت" منصوب. عيناها: فاعل "شتت" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من بعد "حتى" مجرور بـ"حتى". والجار والمجرور متعلقان بـ"علف" والتقدير: "علفتها تبنا وسقيتها ماء إلى أن شتت همالة عينها". وجملة "علفتها" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "شئت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي المقدر. والشاهد: فيه قوله: "وماء" حيث لا يصح أن يكون مفعولا به، لأنه لا يصح أن يشترك مع لفظة "التبن" بعامل واحد، وهو قوله: "علفتها"، لأن الماء لا يعلف، وإنما يسقى، فلا بد من تقدير عامل، والتقدير: "سقيتها". وقيل: "الماء" مفعول معه. وقيل إنه معطوف على "تبنا" لأن الشاعر ضمن الفعل "علفتها" معنى الفعل "أنلتها"، أو "قدمت لها". 443- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص269؛ والدرر 3/ 158؛ وشرح شواهد المغني 2/ 775؛ ولسان العرب 2/ 287 "زجج"؛ والمقاصد النحوية 3/ 19؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 212، 7/ 233؛ والإنصاف 2/ 610؛ وأوضح المسالك 2/ 247؛ وتذكرة النحاة ص617؛ وحاشية يس 1/ 342؛ والخصائص 2/ 432؛ والدرر 6/ 80؛ وشرح التصريح 1/ 346؛ وشرح ابن عقيل ص504؛ وشرح عمدة الحافظ ص635؛ وكتاب الصناعتين ص182؛ ولسان العرب 1/ 422 "رغب"؛ ومغني اللبيب 1/ 357؛ وهمع الهوامع 1/ 222، 2/ 130. اللغة والمعنى: الغانيات: ج الغانية، وهي المرأة الجميلة التي استغنت عن الزينة. برزن: ظهرن. زججن: رققن. يقول: إذا ما خرجت النساء الجميلات المستغنيات عن الزينة في أي يوم، وقد رققن حواجبهن، وكحلن عيونهن، فلا بد أن يعلق بهن من ينظر إليهن. الإعراب: إذا: ظرف في محل نصب مفعول فيه. ما: زائدة. الغانيات: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. برزن: فعل ماض، والنون: فاعل. يوما: ظرف متعلق بـ"برزن". وزججن: الواو حرف عطف، =

فإن العطف ممتنع؛ لانتفاء المشاركة، والنصب على المعية ممتنع لانتفاء المصاحبة في الأول وانتفاء فائدة الإعلام بها في الثاني؛ فأول العامل المذكور بعامل يصخ انصبابه عليهما، فأول "علفتها" بـ"أنلتها"، و"زججن" بـ"زين"، كما ذهب إليه الجرمي والمازني والمبرد وأبو عبيدة والأصمعي واليزيدي. "أو اعتقد إضمار عامل" ملائم لما بعد الواو ناصب له "تصب" أي: وسقيتها ماء، وكحلن العيون، وإلى هذا ذهب الفراء والفارسي ومن تبعهما. تنبيه: بقي من الأقسام قسم خامس، وهو تعين العطف وامتناع النصب على المعية، نحو: "كل رجل وضيعته"، و"اشترك زيد وعمرو"، و"جاء زيد وعمرو قبله، أو بعده"، انتهى. خاتمة: ذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن هذا الباب سماعي1، وذهب غيره إلى أنه مقيس في كل اسم استكمل الشروط السابقة. وهو ما اقتضاه إيراد الناظم، وهو الصحيح. والله تعالى أعلم.

_ = زججن: فعل ماض. والنون: فاعل. الحواجب: مفعول به منصوب. والعيونا: الواو: حرف عطف. العيونا: مفعول به لفعل محذوف تقديره "كحلن"، والألف: للإطلاق. وجملة " ... الغانيات" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "برزن يوما" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. وجملة "زججن ... " الفعلية معطوفة على جملة "برزن". وجملة "كحلن العيون" الفعلية معطوفة على جملة "زججن الحواجب". والشاهد فيه قوله: "زججن الحواجب والعيونا"، فإن الفعل "زججن" لا يصح أن يتعدى إلى قوله: "العيونا" إلا بتأويله بـ"جملن" أو نحوه، وفي هذه الحالة تكون الواو قد عطفت مفردا على مفرد، ويجوز أن يكون قوله: "العيونا" منصوب بفعل محذوف تقديره: "كحلن" أو نحو، وفي هذه الحالة تكون الواو قد عطفت جملة على جملة. 1 قال ابن مالك في كتابه "الكافية الشافية": وبعض أهل النحو لا يقيس في ... ذا الباب فهو بالسماع يكتفي

الاستثناء

الاستثناء: "تعريف الاستثناء": الاستثناء هو: الإخراج بـ"إلا" أو إحدى أخواتها لما كان داخلا أو منزلا منزلة الداخل. فالإخراج: جنس. وبـ"إلا" إلى آخره يخرج التخصيص ونحوه. و"ما كان داخلا" يشمل الداخل حقيقة والداخل تقديرا؛ وهو المفرغ. والقيد الأخير لإدخال المنقطع، على ما ستراه. "حكم المستثنى بـ"إلا": 316- ما استثنت "الا" مع تمام ينتصب ... وبعد نفي أو كنفي انتخب 317- إتباع ما اتصل وانصب ما انقطع ... وعن تميم فيه إبدال وقع "ما استثنت ألا مع" كلام "تمام" أي: غير مفرغ: موجبا كان أو غير موجب "ينتصب" إلا أن الانتصاب مع الموجب متحتم اتفاقا: سواء كان المستثنى متصلا، وهو ما كان بعضا من المستثنى منه، أو منقطعا وهو ما لم يكن كذلك، وسواء كان متقدما على المستثنى منه، أو متأخرا عنه؛ تقول: "قام القوم إلا زيدا"، و"خرج القوم إلا بعيرا"، و"قام إلا زيدا القوم"، و"خرج إلا بعيرا القوم". وهكذا تقول مع عامل النصب والجر.

تنبيه: ناصب المستثنى هو "إلا"، لا ما قبلها بواسطتها ولا مستقلا، ولا "استثنى" مضمرا، خلافا لزاعمي ذلك، على ما أشعر به كلامه، وصرح باختياره في غير هذا الكتاب، وقال: إنه مذهب سيبويه والمبرد والجرجاني، ومشى عليه ولده؛ لأنه حرف مختص بالأسماء غير منزل منها منزلة الجزء، وما كان كذلك فهو عامل، فيجب في "إلا" أن تكون عاملة، مالم تتوسط بين عامل مفرغ ومعموله؛ فتلغى: وجوبا إن كان التفريغ محققا، نحو: "ما قام إلا زيد"، وجوازا إن كان مقدرا، نحو: "ما قام أحد إلا زيد"؛ فإنه في تقدير "ما قام إلا زيد"؛ لأن "أحد" مبدل منه، والمبدل منه في حكم الطرح، وإنما لم تعمل الجر لأن عمل الجر بحروف تضيف معاني الأفعال إلى الأسماء، وتنسبها إليها؛ و"إلا" ليست كذلك؛ فإنها لا تنسب إلى الاسم الذي بعدها شيئا، بل تخرجه من النسبة، فلما خالفت الحروف الجارة لم تعمل عملها، وإنما لم يجز اتصال الضمير بها لأن الانفصال ملتزم في التفريغ المحقق والمقدر، فالتزم مع عدم التفريغ؛ ليجري الباب على سنن واحد اهـ. "وبعد نفي" ولو معنى دون لفظ "أو كنفي" وهو النهي والاستفهام المؤول بالنفي وهو الإنكاري "انتخب" أي: اختير "إتباع ما اتصل" لما قبل إلا في إعرابه؛ فمثاله بعد النفي لفظا ومعنى: "ما قام أحد إلا زيد"، و"ما رأيت أحدا إلا زيدا"، و "ما مررت بأحد إلا زيد"، ومثاله بعد النفي معنى دون لفظ قوله "من البسيط": 444- وبالصريمة منهم منزل خلق ... عاف تغير إلا النؤي والوتد

_ 444- التخريج: البيت للأخطل في ديوانه ص114؛ وشرح التصريح 1/ 349؛ وشرح شواهد المغني 2/ 670؛ وشرح عمدة الحافظ ص380؛ والمقاصد النحوية 3/ 103؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 1/ 376. شرح المفردات: الصريمة: اسم مكان. خلق: بال. عاف: دارس، مهجور: النؤي: الحفرة حول الخيمة، تمنع دخول الماء إليها. المعنى: يقول: إن البيت الذي كانت تسكنه في الصريمة قد تهدم ولم يبق منه إلا النؤي والوتد. الإعراب: "وبالصريمة": الواو بحسب ما قبلها، وجار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. "منهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "منزل". "منزل": مبتدأ مرفوع. "خلق": نعت "منزل" مرفوع. "عارف": نعت "منزل" مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. "تغير": فعل =

فإن "تغير" بمعنى "لم يبق" على حاله. ومثال شبه النفي: "لا يقم أحد إلا زيد"؛ "هل قام أحد إلا زيد"، {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} 1. تنبيهات: الأول: المستثنى عند البصريين -والحالة هذه- بدل بعض من المستثنى منه؛ وعند الكوفيين عطف نسق2. قال أبو العباس ثعلب: كيف يكون بدلا وهو موجب ومتبوعه منفي؟ وأجاب السيرافي بأنه بدل منه في عمل العامل فيه؛ وتخالفهما في النفي والإيجاب لا يمنع البدلية؛ لأن سبيل البدل أن يجعل الأول كأنه لم يذكر والثاني في موضعه؛ وقد يتخالف الموصوف والصفة نفيا وإثباتا، نحو: "مررت برجل لا كريم ولا لبيب". الثاني: إذا تعذر البدل على اللفظ أبدل على الموضوع، نحو: "ما جاءني من أحد إلا زيد"، و"لا أحد فيها إلا زيد"، و"ما زيد شيئا إلا شيء لا يعبأ به"، برفع ما بعد "إلا" فيهن، ونحو: "ليس زيد بشيء إلا شيئا"، بنصبه؛ لأن من والباء لا يزادان في الإيجاب، و"ما" و"لا" لا يقدران عاملتين بعده، كما تقدم في موضعه. الثالث: أفهم قوله "انتخب" أن النصب جائز، وقد قرئ في السبع: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا

_ = ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "إلا": حرف استثناء. "النؤي": بدل من الضمير المستتر في "تغير". "والوتد": الواو حرف عطف، "الوتد": معطوف على "النؤي" مرفوع بالضمة. وجملة "بالصريمة منزل ... " بسب ما قبلها. وجملة "تغير" في محل رفع نعت "منزل". الشاهد: قوله: "إلا النؤي والوتد" حيث رفع المستثنى، والقياس نصبه لأن الاستثناء تام موجب، وخرج على أن الكلام منفي، وقيل: إن "إلا" هنا حرف بمعنى "لكن" التي للاستدراك. 1 آل عمران: 135. 2 قال السيوطي في جمع الجوامع: "وهو بدل عند البصريين بدل بعض من كل؛ لأنه على نية تكرار العامل، وعطف عند الكوفيين، و"إلا" عندهم حرف عطف؛ لأنه مخالف للأول، والمخالفة لا تكون في البدل وتكون في العطف ببل ولا ولكن؛ وأجيب بأن المخالفة واقعة في بدل البعض؛ لأن الثاني فيه مخالف للأول في المعنى، وقد قالوا: مررت برجل لا زيد ولا عمرو؛ وهو بدل لا عطف؛ لأن من شرط لا العاطفة ألا تتكرر؛ وقال ابن الضائع: لو قيل إن البدل في الاستثناء قسم على حدته ليس من تلك الأبدال التي عينت في باب البدل لكان وجها، وهو الحق؛ وحقيقة البدل ههنا أنه يقع الأول ويبدل مكانه؛ وزعم بعض النحويين أن الإتباع يختص بما يكون فيه المستثنى منه مفردا، وهو مردود بقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} [النور: 6] فشهداء: جمع، وقد أبدل منه؛ وشرط بعض القدماء لجواز الاتباع وعدم صلاحية المستثنى منه للإيجاب كأحد ونحوه؛ وهو مردود بالسماع؛ فقد قال الله تعالى: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: 66] , اهـ.

قَلِيلٌ مِنْهُمْ} 1، {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} 2 بالنصب, اهـ. "وانصب" والحالة هذه -أعني وقوع المستثنى بعد نفي أو شبهه- "ما انقطع" تقول: "ما قام أحد إلا حمارا"، و"ما مررت بأحد إلا حمارا"؛ هذه لغة جميع العرب سوى تميم، وعليها قراءة السبعة {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} 3 "وعن تميم فيه إبدال وقع" كالمتصل، فيجيزون: "ما قام أحد إلا حمار"، و"ما مررت بأحد إلا حمار"، ومنه قوله "من الرجز": 445- وبلدة ليس بها أنيس ... إلا اليعافير وإلا العيس

_ 1 النساء: 66. 2 هود: 81. 3 النساء: 157. 445- التخريج: الرجز لجران العود في ديوانه ص97؛ وخزانة الأدب 10/ 15-18؛ والدرر 3/ 162؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 140؛ وشرح التصريح 1/ 353؛ وشرح المفصل 2/ 117، 3/ 27، 7/ 21؛ والمقاصد النحوية 3/ 107؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 91؛ والإنصاف 1/ 271؛ وأوضح المسالك 2/ 261؛ والجنى الداني ص164؛ وجواهر الأدب ص165؛ وخزانة الأدب 4/ 121، 123، 124، 7/ 363، 9/ 258، 314؛ ورصف المباني ص417؛ وشرح المفصل 2/ 80؛ والصاحبي في فقه اللغة ص136؛ والكتاب 1/ 263، 2/ 322؛ ولسان العرب 6/ 198 "كنس"، 15/ 433 "إلا"؛ ومجالس ثعلب ص452؛ والمقتضب 2/ 319، 347، 414؛ وهمع الهوامع 1/ 225. اللغة والمعنى: الأنيس: الذي يؤنس به. اليعافير: ج اليعفور، وهو ولد البقرة الوحشية أو الغزال. العيس: الإبل الأبيض. يقول: رب بلدة بلغتها، فوجدتها خالية من الناس، وليس فيها إلا الظباء والإبل البيضاء. الإعراب: وبلدة: الواو: واو "رب" التي هي حرف جر شبيه بالزائد، بلدة: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: "سكنتها". ليس: فعل ماض ناقص. بها: جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس" المحذوف. أنيس: اسم "ليس" مرفوع. إلا: حرف حصر. اليعاقير: بدل من "أنيس" مرفوع. وإلا: الواو: حرف عطف، إلا: حرف حصر. العيس: اسم معطوف مرفوع. وجملة "وبلدة ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ليس بها أنيس" الفعلية في محل جر أو رفع نعت "بلدة". والشاهد فيه قوله: "إلا اليعافير" فإن ظاهره أنه استثناء منقطع تقدم فيه المستثنى منه، فكان ينبغي انتصابه على المشهور من لغات العرب وهي لغة أهل الحجاز، وقد وجه سيبويه رفعه بوجهين: الأول أنه جعل كالاستثناء المفرغ، وجعل ذكر المستثنى منه مساويا في هذه الحالة لعدم ذكره، من جهة أن المعنى على ذلك، فكأنه قال: ليس بها إلا اليعافير. والوجه الثاني أنه توسع في معنى الاستثناء حتى جعله نوعا من المستثنى منه.

وقوله "من الطويل": 446- عشية لا تغني الرماح مكانها ... ولا النبل إلا المشرفي المصمم وقوله "من الطويل": 447- وبنت كرام قد نكحنا ولم يكن ... لنا خاطب إلا السنان وعامله

_ 446- التخريج: البيت لضرار بن الأزور في تذكرة النحاة ص330؛ وخزانة الأدب 3/ 318؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 128؛ والمقاصد النحوية 3/ 109؛ وللحصين بن الحمام في شرح اختيارات المفضل 1/ 329 "وفيه "المصمما مكان "المصمم"؛ وبلا نسبة في الكتاب 2/ 325. اللغة: تغني: تقوم مقام. النبل: السهام. المشرفي: السيف المنسوب إلى مشارف، وهي قرى من أرض العرب قريبة من الريف، في العراق، واليمن، والشام. المصمم: القاطع والذي يمضي في العظم. المعنى: يصف الشاعر شدة الحرب والتقاء الفريقين، والمجالدة بالسيوف التي حلت مكان التراشق بالسهام والنبال. الإعراب: عشية: بدل من "عشية" في بيت سابق. لا: حرف نفي. تغني: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. الرماح: فاعل مرفوع بالضمة. مكانها: ظرف مكان، متعلق ب "تغني"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتوكيد النفي. النبل: معطوف على "الرماح" مرفوع بالضمة. إلا: حرف استثناء. المشرفي: بدل من "الرماح" مرفوع. المصمم: نعت "المشرفي" مرفوع بالضمة. وجملة "لا تغني ... ": في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "إلا المشرفي المصمم" حيث أبدل "المشرفي" من "الرماح" مع أنه ليس من نوعه، وذلك على لغة بني تميم، بينما أهل الحجاز يوجبون النصب على الاستثناء. 447- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ص737 "طبعة الصاوي"؛ والمقاصد النحوية 3/ 110. اللغة: عامل الرمح: قدر الثلث من أوله. الإعراب: وبنت: "الواو": واو "رب" حرف جر زائد، و"بنت: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به لـ"نكحنا"، وهو مضاف. كرام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قد: حرف تحقيق. نكحنا: فعل ماض، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ولم: "الواو": حالية، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم. لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "يكن". خاطب: اسم "يكن" مرفوع. إلا: حرف استثناء. السنان: بدل من "خاطب" مرفوع. وعامله: "الواو": حرف عطف، و"عامله": معطوف على "السنان" وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "وبنت كرام ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم يكن لنا خاطب": في محل نصب حال. =

تنبيه: شرط جواز الإبدال عندهم -والحالة هذه- أن يكون العامل يمكن تسلطه على المستثنى، كما في الأمثلة والشواهد، فإن لم يمكن تسلطه وجب النصب اتفاقا، نحو: "ما زاد هذا المال إلا ما نقص"، و"ما نفع زيد إلا ما ضر"؛ إذ لا يقال: زاد النقص، ولا نفع الضرر؛ وحيث وجد شرط جواز الإبدال فالأرجح عندهم النصب, اهـ. 318- وغير نصب سابق في النفي قد ... يأتي ولكن نصبه اختر إن ورد "وغير نصب" مستثنى "سابق" على المستثنى منه "في النفي قد يأتي" على قلة: بأن يفرغ العامل ويجعل المستثنى منه تابعا له، كقوله "من الطويل": 448- لأنهم يرجون منه شفاعة ... إذا لم يكن إلا النبيون شافع قال سيبويه: وحدثني يونس أن قوما يوثق بعربيتهم يقولون: "ما لي إلا أبوك ناصر". تنبيه: المستثنى منه حينئذ بدل كل من المستثنى، وقد كان المستثنى بدل بعض منه؛ ونظيره في أن المتبوع أخر فصار تابعا: ما مررت بمثلك أحد, اهـ.

_ = الشاهد: قوله: "إلا السنان" حيث أبدله من "خاطب" مع كونه ليس من جنسه، وهذا على لغة بني تميم، أما الحجازيون فلا يجيزون إلا النصب على الاستثناء. 448- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص241؛ والدرر 3/ 162؛ وشرح التصريح 1/ 355؛ والمقاصد النحوية 3/ 114؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص309؛ وهمع الهوامع 1/ 225. شرح المفردات: يرجون: يأملون. الشفاعة: طلب المساعدة. الإعراب: "لأنهم": اللام: حرف جر، أنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير متصل في محل نصب اسم "أن". "يرجون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. "منه": جار ومجرور متعلقان بـ"يرجون". "شفاعة": مفعول به منصوب. "إذا": ظرف زمان متعلق بالفعل "يرجون". "لم": حرف جزم. "يكن": فعل مضارع تام مجزوم. "إلا": حرف استثناء بمعنى الحصر. "النبيون": فاعل "يكن" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "شافع": بدل من "النبيون" مرفوع بالضمة. وجملة "يرجون" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "لم يكن ... " في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "إلا النبيون" حيث رفع المستثنى مع تقدمه على المستثنى منه، والكلام منفي. والنصب هنا، هو الأكثر. أصل العبارة "إذا لم يكن شافع إلا النبيون".

"ولكن نصبه" على الاستثناء "اختر إن ورد"؛ لأنه الفصيح الشائع، ومنه قوله "من الطويل": 449- وما لي إلا آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مذهب الحق مذهب بنصب "آل" و"مذهب الأول". واحترز بقوله "في النفي" عن الإيجاب؛ فإنه يتعين النصب، كما تقدم. تنبيه: إذا تقدم المستثنى على صفة المستثنى منه ففيه مذهبان1.

_ 449- التخريج: البيت للكميت في شرح هاشميات الكميت ص50؛ والإنصاف ص275؛ وتخليص الشواهد ص82؛ وخزانة الأدب 4/ 314، 319، 9/ 138؛ والدرر 3/ 161؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 135؛ وشرح التصريح 1/ 355؛ وشرح قطر الندى ص246؛ ولسان العرب 1/ 502 "شعب"؛ واللمع في العربية ص152؛ والمقاصد النحوية 3/ 111؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 2/ 266؛ وشرح ابن عقيل ص308؛ ومجالس ثعلب ص62؛ والمقتضب 4/ 398. اللغة والمعنى: آل أحمد: أي أتباع النبي "صلى الله عليه وسلم". الشيعة: الأتباع والأنصار. مذهب: طريق. يقول: ليس لي من الأنصار إلا أتباع محمد "صلى الله عليه وسلم" وليس لي من طريق إلا طريقهم لأنه قويم وصحيح. الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. إلا: حرف استثناء. آل: مستثنى منصوب، وهو مضاف. أحمد: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل. شيعة: مبتدأ مؤخر مرفوع. وما: الواو: حرف عطف، ما: حرف نفي. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. إلا: حرف استثناء. آل: مستثنى منصوب، وهو مضاف. الحق: مضاف إليه مجرور. مذهب: مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة "ما لي إلا آل أحمد شيعة" الاسمية بحسب ما قبلها. وجملة "ما لي إلا مذهب الحق مذهب" الاسمية معطوفة على جملة "ما لي إلا آل أحمد شيعة". والشاهد فيه قوله: "آل" وقوله: "مذهب" حيث تقدم المستثنى على المستثنى منه، فنصبه، وهذا هو الوجه ويروى "مشعب" مكان "مذهب". 1 قال محيي الدين عبد الحميد: ذكر الشارح تقديم المستثنى على المستثنى منه، وبقي حكم تقديمه في أول الكلام، وحكم تقديمه على العامل في المستثنى منه، ونحن نذكرهما هنا تكميلا للفائدة: أما تقديم المستثنى في أول الكلام، فذهب جمهرة النحاة إلى أنه لا يجوز؛ لأن إلا الاستثنائية تشبه واو العطف، وواو العطف لا تقع في أول الكلام، وذهب الكسائي إلى أنه يجوز تقديم المستثنى أول الكلام، واستدل على ذلك بالسماع وبالقياس؛ أما السماع فقول الشاعر "من الطويل": خلا الله لا أرجو سواك ... وإنما أعد عيالي شعبة من عيالكا =

أحدهما: لا يكترث بالصفة، بل يكون البدل مختارا، كما يكون إذا لم تذكر الصفة، وذلك كما في نحو: "ما فيها أحد إلا أبوك صالح"، كأنك لم تذكر صالحا، وهذا رأي سيبويه. والثاني: ألا يكترث بتقديم الموصوف، بل يقدر المستثنى مقدما بالكلية على المستثنى منه، فيكون نصبه راجحا، وهو اختيار المبرد والمازني. قال في الكافية وشرحها: وعندي أن النصب والبدل مستويان؛ لأن لكل مرجحا فتكافآ اهـ. "الاستثناء المفرغ وحكمه": 319- وإن يفرغ سابق "إلا" لما ... بعد يكن كما لو "الا" عدما "وإن يفرغ سابق إلا" من ذكر المستثنى منه "لما بعد" أي: لما بعد "الا" عدما الاستثناء من غير التمام، قسم قوله أولا "ما استثنت الا مع تمام" "يكن كما لو الا عدما" فآجر ما بعدها على حسب ما يقتضيه حال ما قبلها من إعراب؛ ولا يكون هذا الاستثناء المفرغ إلا بعد نفي أو شبهه؛ فالنفي نحو: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} 1، {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} 2، وشبه النفي: نحو: {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} 3، {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} 4، {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} 5. ولا يقع ذلك في إيجاب؛ فلا يجوز: قام إلا زيد، وأما: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ

_ = وأما القياس فإنه زعم أن المستثنى فضلة كسائر الفضلات. وكثير من الفضلات يجوز تقديمه أول الكلام؛ كالمفعول به في قوله: {فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} [المائدة: 70] وقوله سبحانه: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} [الأعراف: 30] . وأما تقديم المستثنى على العامل في المستثنى منه فقد اختلف النحاة فيه على ثلاثة مذاهب: الأول: قيل يجوز مطلقا، يعني أنه لا فرق بين أن يكون العامل في المستثنى منه متصرفا وأن يكون جامدا. والثاني: قيل لا يجوز مطلقا. والثالث: قيل إذا كان العامل في المستثنى منه متصرفا جاز، وإذا كان جامدا لم يجز، فمثال المتصرف إخوتك إلا زيدا قاموا، ومثال الجامد إخوتك إلا زيدا عسى أن يفلحوا. 1 آل عمران: 144. 2 النور: 54؛ والعنكبوت: 18. 3 النساء: 171. 4 العنكبوت: 46. 5 الأحقاف: 35.

نُورَهُ} 1 فمحمول على المعنى: أي لا يريد. تنبيهات: الأول: الضمير في "يكن" يجوز أن يكون عائدا على "سابق": أي يكون السابق في طلبه لما بعد "إلا" كما لو عدم "إلا"، وأن يعود على "ما" من قوله: "لما بعد": أي يكون ما بعد "إلا" في تسلط ما قبل "إلا" عليه كما لو عدم "إلا". الثاني: يصح التفريغ لجميع المعمولات؛ إلا المصدر المؤكد، فلا يجوز: "ما ضربت إلا ضربا"، وأما: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا} 2 فمتأول. الثالث: قوله "سابق" أحسن من قوله في التسهيل "عامل"، لأن السابق يكون عاملا وغير عامل، كما في الأمثلة, اهـ. 320- وألغ "إلا" ذات توكيد كلا ... تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا "وألغ إلا ذات توكيد" -وهي التي يصح طرحها والاستغناء عنها؛ لكون ما بعدها تابعا لما بعد إلا قبلها: بدلا منه، وذلك إن توافقا في المعنى؛ ومعطوفا عليه إن اختلفا فيه- فالأول "كلا تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا" فـ"العلا": بدل كل من "الفتى"، وإلا الثانية زائدة لمجرد التأكيد، والتقدير: إلا الفتى العلا، والثاني، نحو: "قام القوم إلا زيدا وإلا عمرا"، فـ"عمرا": عطف على "زيد", و"إلا" الثانية لغو؛ والتقدير: "قام القوم إلا زيدا وعمرا". ومن هذا قوله "من الطويل": 450- وما الدهر إلا ليلة ونهارها ... وإلا طلوع الشمس ثم غيارها

_ 1 التوبة: 32. 2 الجاثية: 32. 450- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1/ 70؛ ولسان العرب 5/ 35 "غور"؛ والمقاصد النحوية 3/ 115؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 2/ 41. اللغة: غيار الشمس: مغيبها. الإعراب: "هل": حرف استفهام. "الدهر": مبتدأ مرفوع. "إلا": حرف حصر واستثناء. "ليلة": خبر المبتدأ. "ونهارها": الواو حرف عطف، "نهارها": معطوف على "ليلة" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وإلا": الواو حرف عطف، "إلا": زائدة للتوكيد. "طلوع": معطوف على "ليلة" مرفوع، وهو مضاف. "الشمس": مضاف إليه. "ثم": حرف عطف. "غيارها": معطوف على "طلوع" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. =

أي: وطلوع الشمس. وقد اجتمع البدل والعطف في قوله "من الرجز": 451- مالك من شيخك إلا عمله ... إلا رسيمه وإلا رمله أي: إلا عمله رسيمه ورمله، فـ"رسيمه": بدل، و"رمله": معطوف، و"إلا": المقرونة بكل منها مؤكدة. "حكم تكرار "إلا" لغير التوكيد": 321- وإن تكرر "لا" لتوكيد فمع ... تفريغ التأثير بالكامل دع 322- في واحد مما بإلا استثني ... وليس عن نصب سواه مغني "وإن تكرر لا لتوكيد" بل لقصد استثناء بعد استثناء؛ فلا يخلو: إما أن يكون ذلك مع تفريغ، أو لا. "فمع تفريغ التأثير بالعامل" المفرغ "دع" أي: اتركه باقيا "في واحد مما بإلا

_ = الشاهد: قوله: "وإلا طلوع الشمس" حيث كررت "إلا" للتوكيد، فألغي عملها، وعطف ما بعدها على ما قبلها. 451- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 3/ 167؛ ورصف المباني ص89؛ وشرح التصريح 1/ 356؛ وشرح ابن عقيل ص311؛ والكتاب 2/ 341؛ والمقاصد النحوية 3/ 117؛ وهمع الهوامع 1/ 227. شرح المفردات: الرسيم والرمل: نوعان من السير. المعنى: يقول: لا ينفعك من شيخك إلا عمله، والسير بك سيرا رفيقا لبلوغ هدفك. الإعراب: "ما": حرف نفي. "لك": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. "من شيخك": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "إلا": حرف حصر. "عمله": مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "إلا": حرف زائد. "رسيمه": بدل من "عمله" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وإلا": الواو حرف عطف، "إلا": زائدة. "رمله": معطوف على "رسيم" مرفوع، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "إلا عمله إلا رسيمه وإلا رمله" حيث كرر "إلا" مرتين: "إلا رسيمه" جاعلا من "رسيمه" بدلا من "عمل"، وفي الثانية: "وإلا رمله" جاعلا من الواو حرف عطف و"رمل" معطوفة على "رسيم"، وإلا في الموضعين زائدة فقد اجتمع في هذا التعبير النوعان اللذان تزاد فيهما "إلا" وهما العطف والبدل.

استثني وليس عن نصب سواه" أي: سوى ذلك الواحد الذي أشغلت به العامل "مغني" فنقول: "ما قام إلا زيد إلا عمرا إلا بكرا"، و"ما ضربت إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا"، و"ما مررت إلا بزيد إلا عمرا إلا بكرا"؛ ولا يتعين لإشغال العامل واحد بعينه، بل أيها أشغلته به جاز. والأول أولى. 323- ودون تفريغ مع التقدم ... نصب الجميع احكم به والتزم 324- وانصب لتأخير وجئ بواحد ... منها كما لو كان دون زائد 325- كلم يقوا إلا امرؤ إلا علي ... وحكمها في القصد حكم الأول "ودون تفريغ مع التقدم" على المستثنى منه "نصب الجميع" على الاستثناء "احكم به والتزم"، نحو: "قام إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا القوم"، و"ما قام إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا أحد". "وانصب لتأخير" عنه؛ أما في الإيجاب فمطلقا، نحو: "قام القوم إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا"؛ وأما في غير الإيجاب فكذلك "و" لكن "جيء بواحد منها" معربا بما يقتضيه الحال "ما لو كان دون زائد" عليه؛ ففي الاتصال تبدل واحدا على الراجح وتنصب ما سواه "كلم يفوا إلا امرؤ إلا علي" إلا بكرا، فـ"علي": بدل من الواو؛ فإنه لا يتعين للإبدال واحدا؛ لكن الأول أولى، ويجوز أن يكون "امرؤ" هو البدل، و"علي" منصوب ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة؛ وفي الانقطاع ينصب الجميع على اللغة الفصحى، نحو: "ما قام أحدا إلا حمارا إلا فرسا إلا جملا"، ويجوز الإبدال على لغة تميم. "حكم المستثنيات المتكررة من حيث المعنى": "وحكمها" أي: حكم هذه المستثنيات سوى الأول "في القصد حكم الأول" فإن كان مخرجا لوروده على موجب فهي مخرجة، وإن كان مدخلا لوروده على غير موجب فهي أيضا مدخلة. تنبيه: محل ما ذكر إذا لم يمكن استثناء بعض المستثنيات من بعض كما رأيت، أما إذا

أمكن ذلك، كما في نحو: "له علي عشرة إلا أربعة إلا اثنين إلا واحدا"، فقيل: الحكم كذلك وأن الجميع مستثنى من أصل العدد، والصحيح أن كل عدد مستثنى من متلوه، فعلى الأول يكون مقرا بثلاثة، وعلى الثاني بسبعة، وعليه فطريق معرفة ذلك أن تجمع الأعداد الواقعة في المراتب الوترية، وتخرج منها مجموع الأعداد الواقعة في المراتب الشفعية، أو تسقط آخر الأعداد مما قبله، ثم ما بقي مما قبله، وهكذا؛ فما بقي فهو المراد, اهـ. 326- واستثن مجرورا بغير معربا ... بما لمستثنى بإلا نسبا "واستثن مجرورا بغير معربا بما لمستثنى بإلا نسبا" "مجرورا": مفعول بـ"استثن"، و"بغير": متعلق بـ"استثن"، و"معربا": حال من "غير"، و"بما": متعلق بـ"معربا"، و"ما": موصول صلته "نسب"، و"لمستثنى": متعلق بـ"نسب"، وبـ"إلا": متعلق بـ"مستثنى". والمعنى أن غيرا يستثنى بها مجرور بإضافتها إليه1، وتكون هي معربة بما نسب للمستثنى بـ"إلا" من الإعراب فيما تقدم؛ فيجب نصبها في نحو: "قام القوم غير زيد"، و"ما نفع هذا المال غير الضرر"، عند الجميع، وفي نحو: "ما قام أحد غير حمار"، عند غير تميم، وفي نحو: ما قام غير زيد أحد"، عند الأكثر، ويترجح في هذا المثال عند قوم، وفي نحو: "ما قام أحد غير حمار"، عند تميم، ويضعف في نحو: "ما قام أحد غير زيد"، ويمتنع في نحو: "ما قام غير زيد".

_ 1 قال سيبويه: "هذا باب غير؛ اعلم أن غيرا أبدا سوى المضاف إليه، ولكنه يكون فيه معنى إلا فيجري مجرى الاسم الواقع بعد إلا، وهو الاسم الذي يكون داخلا فيما يخرج منه غيره، وخارجا مما يدخل فيه غيره، فأما دخوله فيما يخرج منه غيره فأتاني القوم غير زيد، فغيرهم الذين جاؤوا، ولكن فيه معنى إلا فصار بمنزلة الاسم الذي بعد إلا، وأما خروجه مما يدخل فيه غيره فما أتاني غير زيد؛ وقد يكون بمنزلة مثل ليس فيه معنى إلا، وكل موضع جاز فيه الاستثناء بالإجاز بغير، وجرى مجرى الاسم الذي بعد إلا؛ لأنه اسم بمنزلته وفيه معنى إلا، ولو جاز أن تقول: أتاني القوم زيدا، تريد الاستثناء ولا تذكر إلا؛ لما كان إلا نصبا. ولا يجوز أن يكون غير بمنزلة الاسم الذي يبتدأ بعد إلا، وذلك أنهم لم يجعلوا فيه معنى إلا مبتدأ، وإنما أدخلوا فيه معنى الاستثناء في كل موضع يكون فيه بمنزلة مثل ويجزئ من الاستثناء، ألا ترى أنه لو قال: أتاني غير عمرو؛ كان قد أخبر أنه لم يأته، وإن كان قد يستقيم أن يكون قد أتاه، فقد يستغنى به في مواضع من الاستثناء، ولو قال ما أتاني غير زيد؛ يريد بها منزلة مثل؛ لكان مجزئا من الاستثناء، كأنه قال: ما أتاني الذي هو غير زيد؛ فهذا يجزئ من قولك: ما أتاني إلا زيد", اهـ.

تنبيهات: الأول: أصل "غير" أن يوصف بها إما نكرة، نحو: {صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} 1 أو شبهها، نحو: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} 2 فإن "الذين" جنس، لا قوم بأعيانهم، وأيضا فهي إذا وقعت بين ضدين ضعف إبهامها؛ فلما ضمنت معنى "إلا" حملت عليها في الاستثناء، وقد تحمل إلا عليها فيوصف بها، بشرط أن يكون الموصوف جمعا أو شبهه3، وأن يكون نكرة أو شبهها4، فالجمع نحو: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} 5، وشبه الجمع كقوله "من البسيط": 452- لو كان غيري سليمى الدهر غيره ... وقع الحوادث إلا الصارم الذكر

_ 1 فاطر: 37. 2 الفاتحة: 7. 3 شبه الجمع هو ما كان مفردا في اللفظ ولكنه دال على متعدد في المعنى ككلمة "غيري" في الشاهد الشعري التالي. 4 المقصود بشبه النكرة ما أريد به الجنس، وذلك كالمعرف بـ"أل" الجنسية فإنه نكرة من حيث المعنى، وإن كان معرفة في اللفظ. 5 الأنبياء: 22. 452- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص 62؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 44؛ وشرح شواهد المغني 1/ 218؛ والكتاب 2/ 333؛ ولسان العرب 15/ 432 "إلا"؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص296. اللغة: الحوادث: المصائب، جمع حادثة. الصارم: القاطع. الذكر: المصنوع من الحديد الفولاذي. المعنى: لو غيرت حوادث الدهر ومصائبه غيري من الناس والأشياء، لما غيرتني، ولما غيرت السيف الفولاذي القاطع، يريد أنه والسيف هذا لا يتغيران. الإعراب: لو: حرف امتناع لامتناع. كان: فعل ماض ناقص. غيري: اسم "كان" مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. سليمى: منادى مفرد علم مبني على الضم المقدر على الألف في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. الدهر: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بالفعل "غير". غيره: فعل ماض مبني على الفتح، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وقع: فاعل مرفوع بالضمة. الحوادث: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إلا: اسم بمعنى "غير" في محل رفع صفة لـ"غيري". الصارم: مضاف إليه مجرور بالكسرة مقدرة على الميم، منع من ظهورها اشتغال المحل بانتقال الضمة من "إلا". الذكر: صفة لـ"الصارم" مرفوعة مثلها "على اللفظ" بالضمة. وجملة "لو كان غيري غيره" ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "أنادي سليمى" اعتراضية لا محل لها من الإعراب، وجملة "غيره" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. والشاهد فيه قوله: "إلا الصارم" حيث جاءت "إلا" اسما بمعنى "غير" وهي صفة لـ"غيري" الذي هو جمع، ومعرف بإضافته إلى الضمير، ولكنه يشبه النكرة من حيث شموله لكل ما عدا المتكلم من إنسان وحيوان وجماد.

فالصارم: صفة لـ"غيري"1، ومثال شبه النكرة قوله "من الطويل": 453- أتيخت فألقت بلدة فوق بلدة ... قليل بها الأصوات إلا بغامها فـ"الأصوات": شبيه بالنكرة؛ لأن تعريفه بـ"أل" الجنسية. لكن تفارق "إلا" هذه غيرا من وجهين: أحدهما: أنه لا يجوز حذف موصوفها، فلا يقال: "جاءني إلا زيد"، ويقال: "جاءني غير زيد"، ونظيره في ذلك الجمل والظروف؛ فإنها تقع صفات ولا يجوز أن تنوب عن موصوفاتها. ثانيهما: أنه لا يوصف بها إلا حيث يصح الاستثناء؛ فيجوز: "عندي درهم إلا دانق"، لأنه يجوز: إلا دانقا، ويمتنع: إلا جيد؛ لأنه يمتنع: إلا جيدا؛ ويجوز: "عندي درهم غير جيد". هكذا قال جماعات. وقد يقال: إنه مخالف لقولهم في: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ

_ 1 في العبارة تسامح؛ إذ الوصف هو "إلا" وحدها أو "إلا الصارم". 453- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص104؛ وخزانة الأدب 3/ 418، 420؛ والدرر 3/ 168؛ وشرح شواهد الإيضاح ص242؛ والكتاب 2/ 332؛ ولسان العرب 3/ 95 "بلد"، 12/ 51 "بغم"؛ وبلا نسبة في شواهد المغني 1/ 218، 394، 2/ 729؛ والمقتضب 4/ 409؛ وهمع الهوامع 1/ 229. اللغة: أنيخت الناقة: أبركت. البلدة: الصدر، والأرض: البغام: صوت همهمة غير مفهومة. المعنى: بركت هذه الناقة وألقت بصدرها فوق الأرض، التي لا يسمع فيها من الأصوات غير همهمة هذه الناقة. الإعراب: أنيخت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". فألقت: "الفاء": للعطف، "ألقت": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، و"التاء": للتأنيث، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". بلدة: مفعول به منصوب بالفتحة. فوق: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "ألقت". بلدة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قليل: خبر "الأصوات" مقدم مرفوع بالضمة. بها: جار ومجرور متعلقان بـ"قليل". الأصوات: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. إلا: اسم بمعنى "غير" في محل رفع صفة لـ"الأصوات". بغامها: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الميم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالضم المنقول إليها من "إلا"، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "أنيخت": في محل رفع صفة لـ"سفينة بر" المذكورة سابقا. وجملة "فألقت": معطوفة عليها في محل رفع صفة. وجملة "الأصوات قليل": في محل جر صفة لـ"بلدة". والشاهد فيه قوله: "إلا بغامها" حيث وقعت "إلا" اسما بمعنى "غير"، وهي وصف لجمع شبيه بالنكرة لأنه مقترن بـ"أل" الجنسية.

لَفَسَدَتَا} 1 ومن أمثلة سيبويه: لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا. وشرط ابن الحاجب في وقوع "إلا" صفة تعذر الاستثناء، وجعل من الشاذ قوله "من الوافر": 454- وكل أخ يفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان الثاني: انتصاب "غير" في الاستثناء كانتصاب الاسم بعد "إلا" عند المغاربة، واختاره ابن عصفور، وعلى الحال عند الفارسي، واختاره الناظم، وعلى التشبيه بظرف المكان عند جماعة، واختاره ابن الباذش. الثالث: يجوز في تابع المستثنى بها مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى، تقول: "قام القوم غير زيد وعمرو، وعمرا"، فالجر على اللفظ، والنصب على المعنى؛ لأن معنى "غير زيد": "إلا زيدا"، وتقول: "ما قام أحد غير زيد وعمرو"، بالجر والرفع؛ لأنه على معنى: إلا زيد.

_ 1 الأنبياء: 22. 454- التخريج: البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص178؛ والكتاب 2/ 334؛ ولسان العرب 15/ 432 "ألا"؛ والممتع في التصريف 1/ 51؛ ولحضرمي بن عامر في تذكرة النحاة ص90؛ وحماسة البحتري ص151؛ والحماسة البصرية 2/ 418؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 46؛ والمؤتلف والمختلف ص85؛ ولعمرو أو لحضرمي في خزانة الأدب 3/ 421؛ والدرر 3/ 170؛ وشرح شواهد المغني 1/ 216؛ وبلا نسبة في الأشباه النظائر 8/ 180؛ وأمالي المرتضى 2/ 88؛ والجنى الداني ص519؛ وخزانة الأدب 9/ 321، 322؛ ورصف المباني ص92؛ وشرح المفصل 2/ 89؛ والعقد الفريد 3/ 107، 133؛ وفصل المقال ص257؛ ومغني اللبيب 1/ 72؛ والمقتضب 4/ 409؛ وهمع الهوامع 1/ 229. اللغة: الفرقدان: نجمان يهتدى بهما. المعنى: أقسم بعمر أبيك أن لا بد للأخ أن يفارق أخاه يوما، ما عدا الفرقدين. الإعراب: "وكل": "الواو": بحسب ما قبلها، "كل": مبتدأ مرفوع بالضمة. "أخ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "يفارقه": فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء: ضمير متصل مبني على الضمة في محل نصب مفعول به. "أخوه": فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "لعمر": "اللام": للقسم، "عمر": مبتدأ مرفوع بالضمة، وخبره محذوف وجوبا تقديره: "قسمي". "أبيك": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "إلا": اسم بمعنى "غير" صفة لـ"أخ". "الفرقدان": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف على لغة من يلزم المثنى الألف في الأحوال الثلاثة. وللبيت تخريجات أخرى. انظر: خزانة الأدب 3/ 421-425. وجملة "وكل أخ مفارقه أخوه": بحسب ما قبلها. وجملة "لعمر ... ": اعتراضية لا محل لها. وجملة "مفارقه أخوه": في محل رفع خبر لـ"كل". والشاهد فيه قوله: "إلا الفرقدان": حيث جاءت "إلا" صفة بمعنى "غير".

وظاهر كلام سيبويه أنه من العطف على المحل، وذهب الشلوبيين إلى أنه من باب التوهم. ""سوى" وخروجها عن الظرفية ": 327- ولسوى سوى سواء اجعلا ... على الأصح ما لغير جعلا "ولسوى" بالكسر و"سوى" بالضم مقصورتين و"سواء" بالفتح والمد "اجعلا على الأصح معا لغير جعلا" من الأحكام فيما سبق؛ لأنها مثلها؛ لأمرين: أحدهما: إجماع أهل اللغة على أن معنى قول القائل: "قاموا سواك وقاموا غيرك" واحد، وأنه لا أحد منهم يقول إن "سوى" عبارة عن مكان أو زمان. والثاني: أن من حكم بظرفيتها حكم بلزوم ذلك وأنها لا تتصرف، والواقع في كلام العرب نثرا ونظما خلاف ذلك؛ فمن وقوعها مجرورة بالحرف قوله عليه الصلاة والسلام: "دعوت ربي ألا يسلط على أمتي عدوا من سوى أنفسها"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم في سواكم إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود"، وقول الشاعر "من الطويل": 455- ولا ينطق الفحشاء من كان منهم ... إذا جلسوا منا ولا من سوائنا

_ 455- التخريج: البيت للمرار بن سلامة العجلي في خزانة الأدب 3/ 438؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 424؛ والكتاب 1/ 31؛ والمقاصد النحوية 3/ 126؛ ولرجل من الأنصار في الكتاب 1/ 408؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 294؛ والمقتضب 4/ 350. اللغة: الفحشاء: الشيء القبيح. الإعراب: "ولا": الواو بحسب ما قبلها، "لا": حرف نفي. "ينطق": فعل مضارع مرفوع. "الفحشاء": منصوب على نزع الخافض. "من": اسم موصول مبني في محل رفع فاعل. "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "منهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان". "إذا": ظرف متعلق بـ"ينطق". "جلسوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "منا": جار ومجرور متعلقان بـ"جلسوا". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "من سوائنا": جار ومجرور متعلقان بـ"جلسوا"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة: "ينطق ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "كان منهم" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "جلسوا" في محل جر بالإضافة. الشاهد: قوله: "من سوائنا" حيث خرجت "سواء" عن الظرفية، واعتبرت اسما جر بحرف الجر، وهذا عند سيبويه من ضرورات الشعر.

وقوله "من البسيط": 456- وكل من ظن أن الموت مخطئه ... معلل بسواء الحق مكذوب وبالإضافة قوله "من المنسرح": 457- فإنني والذي يحج له ... الناس بجدوى سواك لم أثق

_ 456- التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص294؛ وخزانة الأدب 3/ 438؛ وشرح المفصل 2/ 84؛ وبلا نسبة في الدرر 3/ 93؛ وهمع الهوامع 1/ 202. المغني: من يظن أن خالد لا يموت، فهو كاذب على نفسه، ومكذوب عليه بأمور غير حقيقية. الإعراب: "وكل": "الواو": بحسب ما قبلها، "كل": مبتدأ مرفوع بالضمة. "من": اسم موصول بمعنى "الذي" في محل جر مضاف إليه. "ظن": فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "أن": حرف مشبه بالفعل. "الموت": اسم "أن" منصوب بالفتحة. "مخطئه": خبرها مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سدت مسد مفعولي "ظن". "معلل": خبر "كل" مرفوع بالضمة. "بسواء": جار ومجرور متعلقان بـ"معلل". الحق": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "مكذوب": خبر ثان لـ"كل" مرفوع بالضمة. وجملة "كل من ظن ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "ظن": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "بسواء" حيث جر "سواء" بحرف الجر "الباء"، وهو دليل على أن "سواء" لا تلزم النصب على الظرفية. 457- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: الحج: زيارة الأماكن المقدسة. بجدوى: بفائدة. الإعراب: فإنني: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"إنني": حرف مشبه بالفعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". والذي: "الواو": حرف قسم وجر، "الذي": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف وجوبا. يحج: فعل مضارع مرفوع بالضمة. له: جار ومجرور متعلقان بـ"يحج". الناس: فاعل مرفوع بالضمة. بجدوى: جار ومجرور متعلقان بـ"أثق"، وهو مضاف. سواك: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. أثق: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر للروي، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وجملة: "إنني لم أثق": بحسب ما قبلها. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يحج": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم أثق": في محل رفع خبر "إن". الشاهد: قوله: "بجدوى سواك" حيث جاءت "سوى غير ظرف، ومضافة إلى "جدوى".

ومن وقوعها مرفوعة بالابتداء قوله "من الكامل": 458- وإذا تباع كريمة أو تشترى ... فسواك بائعها وأنت المشتري ومرفوعة بالناسخ قوله "من الطويل": 459- أأترك ليلى ليس بيني وبينها ... سوى ليلة إني إذا لصبور

_ 458- التخريج: البيت لابن المولى محمد بن عبد الله في الدرر 3/ 92؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1761؛ والمقاصد النحوية 3/ 125؛ وبلا نسبة في الأغاني 10/ 145؛ والحيوان 6/ 509؛ وهمع الهوامع 1/ 202. اللغة: "تباع": هنا ينصرف عنها. الكريمة: الخصلة الحميدة. تشترى: هنا يحرص عليها، يرغب في الحصول عليها. المعنى: يقول: إذا كنت راغبا في تحصيل المكارم وغيرك منصرفا عنها، فأنت الرابح وهو الخاسر. الإعراب: "وإذا": الواو بحسب ما قبلها، "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "تباع": فعل مضارع للمجهول. "كريمة": نائب فاعل مرفوع. "أو": حرف عطف. "تشترى": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "فسواك": الفاء رابطة جواب الشرط، "سواك": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "بائعها": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وأنت": الواو حرف عطف، "أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "المشتري": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "إذا تباع كريمة ... " الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة: "تباع كريمة" في محل جر بالإضافة. وجملة: "تشترى" معطوفة على سابقتها. وجملة: "فسواك بائعها" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة: "أنت المشتري" معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "فسواك بائعها" حيث خرجت "سوى" عن الظرفية، واعتبرت مبتدأ. 459- التخريج: البيت لمجنون ليلى في ديوانه ص108؛ وجواهر الأدب ص282؛ والدرر3/ 93؛ ومصارع العشاق 2/ 100؛ ولأبي دهبل الجمحي في ديوانه ص29؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص319؛ وللمجنون أو لأبي دهبل في أمالي المرتضى 1/ 118؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 202. المعنى: يقول: أأترك زيارتها، وليس بيني وبينها سوى مسير ليلة، إني إذا شديد الصبر. الإعراب: أأترك: "الهمزة": للاستفهام، "أترك": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". ليلى: مفعول به منصوب. ليس: فعل ماض ناقص. بيني: ظرف مكان متعلق بمحذوف =

وبالفاعلية قوله "من الهزج": 460- ولم يبق سوى العدوا ... ن دناهم كما دانوا وحكى الفراء: "أتاني سواك"، ومنصوبة بـ"إن: قوله "من الطويل": 461- لديك كفيل بالمنى لمؤمل ... وإن سواك من يؤمله يشقى

_ = خبر "ليس"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. وبينها: "الواو": حرف عطف، "بنيها": ظرف مكان، متعلق بمحذوف خبر "ليس"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. سوى: اسم "ليس" مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف. ليلة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". إذا: ظرف متعلق بـ"صبور" والتنوين نائب عن الجملة التي تضاف إليها، تقديرها: "إني لصبور إذا كان ذلك". لصبور: "اللام": المزحلقة، "صبور": خبر "إن" مرفوع بالضمة. وجملة "أأترك ليلى": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليس بيني وبينها ... ": في محل نصب حال. وجملة "إني لصبور": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "ليس بيني وبينها سوى ليلة" حيث وردت "سوى" اسما لـ"ليس"، وغير ملازمة للظرفية. 460- التخريج: البيت للفند الزماني "شهل بن شيبان" في أمالي القالي 1/ 260؛ وحماسة البحتري ص6؛ وخزانة الأدب 3/ 431؛ والدرر 3/ 92؛ وسمط اللآلي ص940؛ وشرح التصريح 1/ 362؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص35؛ وشرح شواهد المغني 2/ 945؛ والمقاصد النحوية 3/ 122؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص316؛ وهمع الهوامع 1/ 202. شرح المفردات: العدوان: الظلم. دناهم: جازيناهم. الإعراب: "ولم": الواو بحسب ما قبلها، و"لم": حرف جزم. "يبق": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. "سوى": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف. "العدوان": مضاف إليه مجرور. "دناهم": فعل ماض، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني على الفتح في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، وهو مضاف، و"ما": مصدرية. "دانوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. وجملة: "لم يبق ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "دناهم" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب "لما" المذكورة في بيت سابق. الشاهد: قوله: "ولم يبق سوى العدوان" حيث وقعت "سوى" فاعلا لـ"يبق"، وهذا جائز عند الكوفيين، أما عند البصريين فيقع شاذا إلا في الشعر. 461- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 135. اللغة: الكفيل: الضامن. المنى: الآمال. المؤمل: المرتجي. يشقى: يتعب. =

هذا تقرير ما ذهب إليه الناظم، وحاصل ما استدل به في شرح الكافية وغيره. ومذهب الخليل وسيبويه وجمهور البصريين أن "سوى" من الظروف اللازمة؛ لأنها يوصل بها الموصول، نحو: "جاء الذي سواك"؛ قالوا: ولا تخرج عن الظرفية إلا في الشعر، وقال الرماني والعكبري: تستعمل ظرفا غالبا، وكـ"غير" قليلا، وهذا أعدل. ولا ينهض ما استدل به الناظم حجة؛ لأن كثيرا من ذلك أو بعضه لا يخرج الظرف عن اللزوم، وهو الجر، وبعضه قابل للتأويل, اهـ. تنبيهات: الأول: حكى الفاسي في شرح الشاطبية في "سوى" لغة رابعة، وهي المد مع الكسر. الثاني: أفهم كلامه أنه يجوز في المعطوف على المستثنى بها اعتبار المعنى، كما جاز في "غير"، ويساعده قوله في التسهيل: تساويها مطلقا "سوى"، بعدد ذكره جواز اعتبار المعنى في العطف على مجرور "غير".

_ = المعنى: يقول: لديك من مكارم الأخلاق ما يضمن لمن يرجو نداك أن يبلغ مآربه، بيد أن غيرك ممن يظن أنه كريم الأخلاق، فإن آمال مرتجيه خائبة. الإعراب: "لديك": ظرف مكان منصوب، متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "كفيل": مبتدأ مؤخر مرفوع. "بالمنى": جار ومجرور متعلقان بـ"كفيل". "المؤمل": جار ومجرور متعلقان بـ"كفيل". "وإن": "الواو": حرف استئناف، "إن": حرف مشبه بالفعل. "سواك": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "من": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. "يؤمله": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "يشقى": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". وجملة: "لديك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن سواك ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "من يؤمله يشقى" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "يؤمله" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يشقى" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "وإن سواك" حيث خرجت "سوى" عن الظرفية، ووقعت اسما لـ"إن".

"الفرق بين "سوى" و"غير" في الاستثناء": الثالث: تفارق "سوى" "غيرا" في أمرين: أحدهما: أن المستثنى بـ"غير" قد يحذف إذا فهم المعنى، نحو: "ليس غير"، بضم، وبالفتح، وبالتنوين، بخلاف "سوى". ثانيهما: أن "سوى" تقع صلة الموصول في فصيح الكلام، كما سلف، بخلاف "غير". الرابع: تأتي "سواء" بمعنى "وسط"، وبمعنى "تام"، فتمد فيهما مع الفتح، نحو: {فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} 1، و"هذا درهم سواء"، وتأتي بمعنى "مستو"؛ فتقصر مع الكسر، نحو: {مَكَانًا سُوًى} 2 وتمد مع الفتح، نحو: "مررت برجل سواء والعدم"، ويخبر بها حينئذ عن الواحد فما فوقه، نحو: {لَيْسُوا سَوَاءً} 3 لأنها في الأصل مصدر بمعنى الاستواء, اهـ. "الاستثناء بـ"ليس" و"خلا" و"عدا": 328- واستثن ناصبا بليس وخلا ... وبعدا وبيكون بعد "لا" "واستثن ناصبا" للمستثنى "بليس وخلا وبعدا وبيكون بعد لا" النافية، نحو: "قاموا ليس زيدا، وخلا عمرا، وعدا بكرا، ولا يكون خالدا". أما "ليس" و"لا يكون" فالمستثنى بهما واجب النصب؛ لأنه خبرهما، واسمهما ضمير مستتر وجوبا يعود على البعض المدلول عليه بكله السابق، فتقدير: "قاموا ليس زيدا": ليس هو أي بعضهم، فهو نظير {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً} 4 بعد {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} 5 وقيل: عائد على اسم الفاعل المفهوم من الفعل السابق، والتقدير: ليس هو، أي: القائم، وقيل: عائد على الفعل المفهوم من الكلام السابق، والتقدير: ليس هو، أي: ليس فعلهم فعل زيد، فحذف المضاف، ويضعف هذين عدم الاطراد؛ لأنه قد لا يكون هناك فعل، كما في نحو: "القوم إخوتك ليس زيدا". وأما "خلا" و"عدا" ففعلان غير متصرفين؛ لوقوعهما موقع "إلا"، وانتصاب المستثنى

_ 1 الصافات: 55. 2 طه: 58. 3 آل عمران: 113. 4 النساء: 11. 5 النساء: 11.

بهما على المفعولية، وفاعلهما ضمير مستتر، وفي مرجعه الخلاف المذكور. تنبيهان: الأول، قيل: موضع جملة الاستثناء مع هذه الأربع نصب على الحال، وقيل: مستأنفة لا موضع لها، وصححه ابن عصفور. الثاني: لا تستعمل "يكون" في الاستثناء مع غير "لا" من أدوات النفي, اهـ. 329- واجرر بسابقي يكون إن ترد ... وبعد "ما" انصب وانجرار قد يرد "واجرر بسابقي يكون" وهما خلا وعدا "إن ترد" الجر فإنه جائز وإن كان قليلا، فمن الجر بـ"خلا" قوله "من الطويل": 462- خلا الله لا أرجو سواك وإنما ... أعد عيالي شعبة من عيالكا ومن الجر بـ"عدا" قوله "من الوافر": 463- أبحنا حيهم قتلا وأسرا ... عدا الشمطاء والطفل الصغير

_ 462- التخريج: البيت للأعشى في خزانة الأدب 3/ 314؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص182؛ وحاشية يس 1/ 355؛ والدرر 4/ 164؛ وشرح التصريح 1/ 363؛ ولسان العرب 14/ 242 "خلا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 137؛ وهمع الهوامع 1/ 226، 232. اللغة: أعد: أحسب. عيالي: أهل بيتي. شعبة: طائفة. المعنى: يقول: إنني لا أؤمل الخير من سواك بعد الله، لأنك لا تدخر وسعا في التفضل والإحسان إلي وإلى عيالي الذين أعتبرهم شعبة من عيالك. الإعراب: "خلا": حرف جر. "الله": اسم الجلالة مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ"أرجو". "لا": حرف نفي. "أرجو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "سواك": مفعول به، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "وإنما": الواو استئنافية، "إنما": حرف حصر. "أعد": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "عيالي": مفعول به، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "شعبة": مفعول به ثان. "من عيالكا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"شعبة"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة، والألف للإطلاق. وجملة: "أرجو" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أعد" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "خلا الله" حيث وقعت "خلا" حرف جر. 463- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 178؛ وشرح التصريح 1/ 363؛ وشرح ابن عقيل ص318؛ والمقاصد النحوية 3/ 132؛ وهمع الهوامع 1/ 232. وقبله: تركنا في الحضيض بنات عوج ... عواكف قد خضعن إلى النسور =

تنبيهان: الأول: لم يحفظ سيبويه الجر بـ"عدا"، قيل: ولا بـ"خلا"، وليس كذلك، بل ذكر الجر بـ"خلا". الثاني: قيل: يتعلقان حينئذ بما قبلهما من فعل أو شبهه على قاعدة حروف الجر، وقيل: موضعهما نصب عن تمام الكلام، وهو الصواب؛ لعدم اطراد الأول، ولأنهما لا يعديان الأفعال إلى الأسماء: أي: لا يوصلان معناها إليها، بل يزيلان معناها عنها، فأشبها في عدم التعدية الحروف الزائدة، ولأنهما بمنزلة "إلا"، وهي غير متعلقة, اهـ. "وبعد ما" المصدرية "انصب" حتما؛ لأنهما تعينا بها للفعلية، كقوله "من الطويل": ألا كل شيء ما خلا الله باطل1 وقوله "من الطويل": 464- تمل الندامى ما عداني فإنني ... بكل الذي يهوى نديمي مولع

_ = شرح المفردات: أبحنا الحي: جعلناه مباحا للعبث به. الشمطاء: المرأة التي خالط البياض السواد شعرها. المعنى: يقول: دخلوا حيهم وعبثوا فيه قتلا وأسرا ولم يسلم إلا العجزة والأطفال. الإعراب: "أبحنا": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. "حيهم": مفعول به منصوب وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "قتلا": تمييز منصوب. "وأسرا": الواو حرف عطف. "أسرا": معطوف على "قتلا" منصوب. "عدا": حرف جر. "الشمطاء": اسم مجرور بالكسرة. "والطفل": الواو حرف عطف، "الطفل": معطوف على "الشمطاء" مجرور. "الصغير": نعت "الطفل" مجرور. الشاهد: قوله: "عدا الشمطاء" حيث جر الاسم الواقع بعد "عدا" على أنه حرف جر. 1 تقدم بالرقم 3. 464- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 107؛ الجنى الداني ص566؛ وجواهر الأدب ص382؛ والدرر 3/ 179؛ وشرح التصريح 1/ 110، 364؛ والمقاصد النحوية 1/ 363؛ وهمع الهوامع 1/ 233. اللغة والمعنى: الندامى: ج الندمان، وهو الجليس على الشراب، أو الصاحب. مولع: مغرم. يقول: إن الإنسان قد تمل منادمته، ولكن منادمة الشاعر لا تمل لأنه مغرم بما يهوي نديمه. الإعراب: تمل: فعل مضارع للمجهول مرفوع. الندامى: نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. ما: حرف مصدري. عداني: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "هو" على خلاف الأصل، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. فإنني: الفاء: حرف استئناف، أو تعليل، إن: حرف مشبه بالفعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب اسم "إن". بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"مولع"، وهو مضاف. الذي: اسم الموصول في محل جر بالإضافة. يهوى: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. نديمي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل =

وموضع الموصول وصلته نصب بالاتفاق، فقال السيرافي: على الحال، وهذا مشكل؛ لتصريحهم في غير هذا الموضوع بأن المصدر المؤول لا يقع حالا، كما يقع المصدر الصريح في نحو؛ "أرسلها العراك"، وقيل: على الظرف، و"ما" وقتية نابت هي وصلتها عن الوقت، فالمعنى على الأول: قاموا مجاوزين زيدا، وعلى الثاني: قاموا وقت مجاوزتهم زيدا، وقال ابن خروف: على الاستثناء كانتصاب "غير" في: "قاموا غير زيد". "وانجرار" بهما حينئذ "قد يرد" أجاز ذلك الجرمي والربعي والكسائي والفارسي، لكن على تقديره "ما" زائدة لا مصدرية؛ فإن قالوا بالقياس ففاسد؛ لأن "ما" لا تزاد قبل الجار، بل بعده، نحو: {عَمَّا قَلِيلٍ} 1، {فَبِمَا رَحْمَةٍ} 2، وإن قالوه بالسماع فهو من الشذوذ بحيث لا يحتج به. 330- وحيث جرا فهما حرفان ... كما هما إن نصبا فعلان "وحيث جرا فهما حرفان" بالاتفاق "كما هما إن نصبا فعلان" بالاتفاق، وسواء في الحالين اقترنا بـ"ما" أو تجردا عنها. 331- وكخلا حاشا ولا تصحب "ما" ... وقيل "حاش وحشا" فاحفظهما" "وكخلا" في جواز جر المستثنى بها ونصبه "حاشا" تقول: "قام القوم حاشا زيد، وحاشا زيدا"؛ فإذا جرت كانت حرف جر، وفيما تتعلق به ما سبق في "خلا"، وإذا نصبت كانت فعلا، والخلاف في فاعلها وفي محل الجملة كما في "خلا". تنبيهان: الأول: الجر بـ"حاشا" هو الكثير الراجح، ولذلك التزم سيبويه وأكثر

_ = الياء، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. والعائد محذوف تقديره "يهواه". مولع: خبر "إن" مرفوع. وجملة "تمل الندامى" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية و"ما عداني" في تأويل مصدر مجرور بالإضافة إلى ظرف محذوف والتقدير: تمل الندامى وقت مجاورتهم إياي، أو أن المصدر المؤول في تقدير اسم مشتق يقع حالا من نائب الفاعل والتقدير: تمل الندامى حال كونهم مجاوزينني. وجملة "إنني ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو تعليلية. وجملة "يهوى نديمي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "ما عداني"، فإن "عدا" في هذا الموضع فعل بدليل تقدم "ما" المصدرية عليها، والياء فيها مفعول به، وإنما كانت الياء مفعولا به لوجود نون الوقاية. 1 المؤمنون: 40. 2 آل عمران: 159.

البصريين حرفيتها ولم يجيزوا النصب، لكن الصحيح جوازه؛ فقد ثبت بنقل أبي زيد وأبي عمرو الشيباني والأخفش وابن خروف، وأجازه المازني والمبرد والزجاج، ومنه قوله "من البسيط": 465- حاشا قريشا فإن الله فضلهم ... على البرية بالإسلام والدين وقوله: اللهم أغفر لي ولمن يسمع حاشا الشيطان وأبا الأصبغ؛ وقوله "من الكامل": 446- حاشا أبا ثوبان إن أبا ... ثوبان ليس ببكمة فدم

_ 465- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 215؛ والدرر 3/ 175؛ وبلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 137؛ وهمع الهوامع 1/ 232. والرواية في الديوان: إلا قريشا فإن الله فضلها ... مع النبوة بالإسلام والخير اللغة: البرية: الناس. المعنى: يحاشي الشاعر قريشا، ويؤكد أن الله فضلهم على غيرهم من الناس بالإسلام والدين. الإعراب: "حاشا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره: "هو". "قريشا": مفعول به. "فإن": الفاء: الفاء حرف استئناف، "إن": حرف مشبه بالفعل. "الله": لفظ الجلالة، اسم "إن" منصوب. "فضلهم": فعل ماض، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "على البرية": جار ومجرور متعلقان بـ"فضل". "بالإسلام": جار ومجرور متعلقان بـ"فضل". "والدين": الواو حرف عطف، "الدين": معطوف على "الإسلام" مجرور. وجملة: "حاشا قريشا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن الله ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "فضلهم" في محل رفع خبر "إن". الشاهد: قوله: "حاشا قريشا" حيث استعمل "حاشا" فعلا، فنصب مفعولا به "قريشا". 466- التخريج: البيت للجميح الأسدي في الأصمعيات ص218؛ وشرح اختيارات المفضل ص1507؛ والمقاصد النحوية 3/ 129؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 182. اللغة: البكمة: الأبكم. والفدم: الغبي العي. والبيت واضح المعنى في مدح أبي ثوبان. الإعراب: حاشا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "هو" على خلاف الأصل، يعود إلى مصدر "ينظرون" المذكور في البيت السابق، أو إلى اسم فاعل هذا الفعل. أبا: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. ثوبان: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. إن: حرف توكيد مشبه بالفعل. أبا: اسم "إن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. ثوبان: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. ليس: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أبي ثوبان. ببكمة: "الباء": حرف جر زائد، و"بكمة": خبر "ليس" منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. فدم: نعت "بكمة" مجرور بالكسرة. =

قال المرزوقي: في رواية الضبي "حاشا أبا ثوبان"، بالنصب. الثاني: الذي ذهب إليه الفراء أنها فعل لكن لا فاعل له، والنصب بعده إنما هو بالحمل على "إلا"، ولم ينقل عنه ذلك في "خلا" و"عدا"، على أنه يمكن أن يقول فيهما مثل ذلك, اهـ. "ولا تصحب ما" فلا يجوز: "قام القوم ما حاشا زيدا"، وأما قوله "من الوافر": 467- رأيت الناس ما حاشا قريشا ... فإنا نحن أفضلهم فعالا فشاذ. "وقيل" في "حاشا": "حاش وحشا فاحفظهما" وهل هاتان اللغتان في "حاشا" الاستثنائية أو التنزيهية؟ الأول ظاهر كلامه هنا وفي الكافية وشرحها، والثاني ظاهر كلامه في التسهيل، وهو الأقرب. "أوجه "حاشا"": تنبيه: حاشا على ثلاثة أوجه:

_ = وجملة "حاشا أبا ثوبان": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن": واسمها وخبرها استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليس ببكمة فدم": في محل نصب خبر "ليس". الشاهد: فيه قوله: "حاشا أبا ثوبان" حيث جاءت "حاشا" فعلا ينصب ما بعده. ويروى "حاشا أبي ثوبان" وفي هذه الرواية جاءت "حاشا" حرف جر. 467- التخريج: البيت للأخطل في خزانة الأدب 3/ 387؛ والدرر 3/ 180؛ وشرح التصريح 1/ 365؛ وشرح شواهد المغني 1/ 368؛ والمقاصد النحوية 3/ 136؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص565؛ ومغني اللبيب 1/ 121؛ وهمع الهوامع 1/ 233. الإعراب: "رأيت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "الناس": مفعول به منصوب. "ما": مصدرية. "حاشا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره "هو". والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب حال. "قريشا": مفعول به منصوب. "فإنا": الفاء حرف تعليل أو زائدة، "إن": حرف مشبه بالفعل، و"نا" ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". "نحن": ضمير منفصل، توكيد للضمير "نا". "أفضلهم": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف، و"هم" ضمير في محل جر بالإضافة. "فعالا": تمييز منصوب. وجملة: "رأيت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "حاشا قريشا" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إنا نحن أفضلهم" تعليلية لا محل لها من الإعراب. ويجوز أن تكون في محل نصب مفعول به ثان لـ"رأى" باعتبار الفاء زائدة. الشاهد: قوله: "ما حاشا قريشا" حيث دخلت "ما" المصدرية على "حاشا" وهذا قليل.

الأول: تكون استثنائية، وقد تقدم الكلام عليها. والثاني: تكون تنزيهية، نحو: {حَاشَ لِلَّهِ} 1، وليست حرفا؛ قال في التسهيل: بلا خلاف، بل هي عند المبرد وابن جني والكوفيين فعل، قالوا: لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم إياها على الحرف؛ وهذان الدليلان ينفيان الحرفية ولا يثبتان الفعلية، قالوا والمعنى في الآية جانب يوسف المعصية لأجل الله، ولا يتأتى مثل هذا التأويل في {حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا} 2، والصحيح أنها اسم مرادف للتنزيه منصوب انتصاب المصدر الواقع بدلا من اللفظ بالفعل؛ بدليل قراءة ابن مسعود "حاش الله" بالإضافة، كمعاذ الله، وسبحان الله، وقراءة أبي السمال: "حاشًا لله" بالتنوين، أي: تنزيها لله، كما يقال: "رعيا لزيد"، والوجه في قراءة من ترك التنوين أن تكون مبنية لشببها بـ"حاشا" الحرفية لفظا ومعنى. الثالث: أنها تكون فعلا متعديا متصرفا، تقول: "حاشيته"؛ بمعنى: استثنيته، ومنه الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: "أسامة أحب الناس إلي ما حاشى فاطمة" "ما": نافية، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لم يستثن فاطمة، وتوهم الشارح أنها المصدرية و"حاشى" الاستثنائية، بناء على أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم، فاستدل به على أنه قد يقال: "قام القوم ما حاشا زيدا"، ويرده أن في معجم الطبراني "ما حاشى فاطمة ولا غيرها" ودليل تصرفه قوله "من البسيط": 468- ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد

_ 1 يوسف: 31. 2 يوسف: 31. 468- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص20؛ وأسرار العربية ص208؛ والجنى الداني ص559، 563؛ وخزانة الأدب 3/ 403، 405؛ والدرر 3/ 181؛ وشرح شواهد المغني 1/ 368؛ وشرح المفصل 2/ 85، 8/ 48؛ ولسان العرب 14/ 181، 182 "حشا"؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص427؛ وشرح المفصل 8/ 49؛ ومغني اللبيب 1/ 121؛ وهمع الهوامع 1/ 233. المعنى: لا أعتقد أن أحدا من الناس يشبه النعمان بن المنذر في أفعاله الحميدة، ولا أستثني أحدا. الإعراب: "ولا": "الواو": بحسب ما قبلها، "لا": نافية لا عمل لها. "أرى": فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". "فاعلا": مفعول به منصوب بالفتحة. "في الناس": جار ومجرور متعلقان بـ"أرى". يشبهه": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو"، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "ولا": "الواو": للعطف، "لا": نافية لا عمل لها. "أحاشي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو", و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "ولا": "الواو": للعطف، "لا": نافية لا عمل لها. "أحاشي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". "من الأقوام": جار ومجرور متعلقان بـ"أحاشي". "من": حرف جر زائد. "أحد": اسم مجرور لفظا، منصوب محلا على أنه مفعول به لـ"أحاشي". =

وتوهم المبرد أن هذا مضارع "حاشى" الاستثنائية، وإنما تلك حرف أو فعل جامد لتضمنه معنى الحرف، كما مر. اهـ. "حكم الاسم الواقع بعد "لا سيما"": خاتمة: جرت عادة النحويين أن يذكروا "لا سيما" مع أدوات الاستثناء؛ مع أن الذي بعدها منبه على أولويته بما نسب لما قبلها. ويجوز في الاسم الذي بعدها الجر والرفع مطلقا، والنصب -أيضا- إذا كان نكرة، وقد روي بهن قوله "من الطويل": 469- "ألا رب يوم صالح لك منهما" ... ولا سيما يوم بدارة جلجل

_ = وجملة "لا أرى فاعلا": بحسب ما قبلها "في محل نصب حال من النعمان من البيت السابق". وجملة "يشبهه": في محل نصب صفة لـ"فاعلا". وجملة "لا أحاشي": معطوفة على جملة "ولا أرى". والشاهد فيه قوله: "أحاشي": حيث جاء بالفعل المضارع من "حاشى"، فدل على أنه فعل متصرف. 469- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص10؛ والجنى الداني ص334، 443؛ وخزانة الأدب 3/ 444، 451؛ والدرر 3/ 183؛ وشرح شواهد المغني 1/ 412، 2/ 558؛ وشرح المفصل 2/ 86؛ والصاحبي في فقه اللغة ص155؛ ولسان العرب 14/ 411 "سوا"؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص193؛ وهمع الهوامع 1/ 334. اللغة: منهما: يقصد عنيزة وصاحبتها في الهودج. دارة جلجل: موضع فيه غدير ماء. المعنى: هناك أيام كثيرة تصلح للعيش مع هاتين الحلوتين، وخصوصا إذا كان المكان جميلا كدارة جلجل، حيث طاب لنا اليوم فيه. الإعراب: ألا رب: "ألا": حرف استفتاح، "رب": حرف جر شبيه بالزائد. يوم: اسم مجرور لفظا، مرفوع محلا على أنه مبتدأ. صالح: صفة "يوم" مجرورة "على اللفظ" بالكسرة. لك: جار ومجرور متعلقان بخبر "يوم". منهما: جار ومجرور متعلقان بخبر "يوم" أيضا. ولا سيما: "الواو": للاستئناف، "لا": نافية للجنس، "سي": اسمها منصوب بالفتحة؛ وخبرها محذوف، ما: يجوز أن تكون زائدة فيكون "يوم" مجرورا بالإضافة إلى "سي"، ويجوز أن تكون "ما" موصولة في محل جر بالإضافة إلى "سي" وعليه يكون "يوم" مرفوعا على أنه خبر لمبتدأ محذوف؛ وتقدير الكلام: ولا مثل الذي هو يوم يوم، والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، ويجوز أن تكون "ما" نكرة تامة في محل جر بالإضافة إلى "سي". أيضا، وعليه يكون "يوم" منصوبا على التمييز. وجملة "ألا رب يوم لك منهما": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ولا سيما": استئنافية لا محل لها.

والجر أرجحها، وهو على الإضافة، و"ما" زائدة بينهما، مثلها في {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ} 1 والرفع على أنه خبر لمضمر محذوف، و"ما" موصولة، أو نكرة موصوفة بالجملة؛ والتقدير: ولا مثل الذي هو يوم؛ أو ولا مثل شيء هو يوم؛ ويضعفه في نحو: "ولا سيما زيد" حذف العائد المرفوع مع عدم الطول؛ وإطلاق "ما" على من يعقل؛ وعلى الوجهين ففتحة "سي" إعراب لأنه مضاف؛ والنصب على التمييز كما يقع التمييز بعد مثل في نحو: {لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} 2، و"ما" كافة عن الإضافة، والفتحة بناء مثلها في: لا رجل. وأما انتصاب المعرفة، نحو: "ولا سيما زيد" فمنعه الجمهور. وتشديد يائها، ودخول "لا" عليها، ودخول الواو على "لا", واجب. قال ثعلب: من استعمله على خلاف ما جاء في قوله: "ولا سيما يوم" فهو مخطئ؛ وذكر غيره أنها قد تخفف؛ وقد تحذف الواو؛ كقوله "من البسيط": 470- فه بالعقود وبالأيمان لا سيما ... عقد وفاء به من أعظم القرب

_ = وجملة "هو يوم" "على رفع يوم": لا محل لها "صلة الموصول". والشاهد فيه: قوله "ولا سيما يوم" حيث روي الاسم الذي بعد لا سيما بأوجه الإعراب الثلاثة: الرفع، والنصب، والجر، وهو نكرة كما هو ظاهر. 1 القصص: 28. 2 الكهف: 109. 470- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 88؛ وخزانة الأدب 3/ 447؛ والدرر 3/ 186؛ وشرح شواهد المغني ص413؛ وهمع الهوامع 1/ 235. اللغة: فه: فعل أمر من "وفى، يفي". العقود: جمع عقد وهو العهد أو الوعد المكتوب. القرب: جمع قربة وهي ما يتقرب به. المعنى: التزم وحافظ على ما تعد به، وعلى ما تقسم عليه من الأيمان، وخصوصا العهد الذي يعتبر وفاؤك به مما تقرب به إلى الله تعالى. الإعراب: فه: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، و"الهاء": للسكت، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". بالعقود: جار ومجرور متعلقان بـ"فه". وبالأيمان: "الواو": للعطف، "بالأيمان": جار ومجرور متعلقان بـ"فه". لا سيما: "لا": نافية للجنس، "سي": اسمها منصوب بالفتحة، "ما": اسم موصول في محل جر بالإضافة. عقد: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو عقد". وفاء: مبتدأ مرفوع بالضمة. به: جار ومجرور متعلقان بـ"وفاء". من أعظم: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف لـ"وفاء". القرب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. =

وهي عند الفارسي نصب على الحال؛ وعند غيره اسم لـ"لا" التبرئة، وهو المختار؛ والله أعلم.

_ = وجملة "فه بالعقود": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لا سيما": استئنافية لا محل لها. وجملة "هو عقد": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "وفاء به كائن من أعظم القرب": في محل رفع صفة لـ"عقد". والشاهد فيه قوله: "لا سيما" حيث حذفت "الواو"، وخففت "الياء" من التعبير الذي قال ثعلب عنه: من استعمله على خلاف "ولا سيما" فقد أخطأ.

فهرس محتويات الجزء الأول من شرح الأشموني

فهرس محتويات الجزء الأول من شرح الأشموني: فهرس المحتويات: القسم الأول: ترجمة ابن مالك وترجمة الأشموني 5 ترجمة ابن مالك 8 مصادر ترجمة ابن مالك ومراجعها 8 ترجمة الأشموني 9 مصادر ترجمة الأشموني ومراجعها 9 ألفية ابن مالك 10 منهج المسالك إلى ألفية ابن مالك 10 طبعات الكتاب 13 القسم الثاني: شرح الأشموني على ألفية ابن مالك المسمى "منهج المسالك إلى ألفية ابن مالك" 17 شرح مقدمة الألفية 18 لفظة "آل" 19 تعريف علم النحو 20 الفرق بين "وعد" و"أوعد" 23 الكلام وما يتألف منه 27 علامات الاسم 31 أنواع التنوين 32 من علامات الاسم: "النداء"

34 من علامات الاسم: دخول "أل" عليه 35 علامات الفعل 37 الحرف وأنواعه 38 علامات الأفعال التي تميز كل نوع عن أخويه المعرب والمبني: 41 تعريفهما 42 المعرب والمبني من الأسماء 44 المعرب والمبني من الأفعال 46 بناء الحروف وسبب بنائها 49 إعراب الأسماء الستة 55 إعراب المثنى 56 "كلا" و"كلتا" 59 إعراب جمع المذكر السالم 67 حركة نون جمع المذكر السالم واللغات فيها 70 إعراب جمع المؤنث السالم 72 إعراب الاسم الممنوع من الصرف 75 إعراب الأفعال الخمسة 76 إعراب المقصور والمنقوص من الأسماء ولغات العرب فيهما 79 إعراب المعتل من الأفعال النكرة والمعرفة: 85 تعريف النكرة 86 تعريف المعرفة 87 أقسام الضمير 88 أسباب بناء الضمير 101 نون الوقاية ومواضعها العلم: تعريف العلم 109 أقسام العلم 110 علم الجنس 116

اسم الإشارة: 119 تعريف اسم الإشارة 120 مراتب المشار إليه الموصول: 126 تعريف الاسم الموصول 127 نوعا الاسم الموصول 133 "من" 135 "ما" 139 "أل" 141 "ذو" 144 "ذات" 145"ذا" 152 "أي" الموصولية 163 حذف الموصول وإبقاء صلته 164 الموصول الحرفي المعرف بأداة التعريف: 165 الخلاف بين سيبويه والخليل في حرف التعريف، وأدلة المذهبين 167 أنواع "أل" التعريف 169 "أل" الزائدة 174 تعريف العدد الابتداء: 177 تعريف المبتدأ 183 العامل في المبتدأ والخبر 183 تعريف الخبر وأنواعه 192 الابتداء بالنكرة 199 مواضع تأخر الخبر وجوبا 202 مواضع تقدم الخبر وجوبا 205 مواضع حذف المبتدأ والخبر جوازا 205 مواضع حذف الخبر وجوبا

211 مواضع حذف المبتدأ وجوبا 213 تعدد الخبر وأنواعه 216 اقتران الخبر بالفاء كان وأخواتها: 219 أقسام هذه الأفعال ومعانيها وشروطها 230 توسط أخبار الأفعال الناقصة 231 تقدم أخبار الأفعال الناقصة 234 ما يجيء تاما من هذه الأفعال ومعنى تمامه 241 زيادة "كان" وشروطها ومواضعها 246 حذف "كان" وأنواعه وشروطه 251 حذف نون المضارع من "كان" 252 اقتران "إلا" بخبر الأفعال الناقصة فصل في "ما" و"لا" و"لات" و"إن" المشبهات بـ"ليس": 254 "ما" وشروط إعمالها 264 "لا" وشروط إعمالها 267 "لات" و"إن" وشروط إعمالهما أفعال المقاربة: 273 أقسام أفعال المقاربة 275 اقتران خبر أفعال المقاربة بـ"أن" 285 ما يتصرف من أفعال المقاربة 289 ما يجيء من أفعال المقاربة تاما 292 "كاد" نفيها نفي وإثباتها إثبات "إن" وأخواتها: 294 عمل "إن" وأخواتها 296 معاني "إن" وأخواتها 299 مواضع فتح همزة "إن" وكسرها 306 اقتران خبر "إن" باللام 311 اتصال "ما" بهذه الحروف

313 العطف على أسماء هذه الحروف 316 تخفيف "إن" وعملها 319 تخفيف "أن" وعملها 324 تخفيف "كأن" وعملها 327 تخفيف "لعل" و"لكن" "لا" التي لنفي الجنس: 328 "لا" التي لنفي الجنس 329 شروط إعمال "لا" النافية للجنس 332 أنواع اسم "لا" 332 حكم اسم "لا" المفرد 335 حكم المعطوف على اسم "لا" مع تكرار "لا" 340 حكم نعت اسم "لا" 341 حكم البدل من اسم "لا" 344 أوجه استخدام "ألا" 346 كثرة حذف خبر "لا" 347 وجوب تكرار "لا" "ظن" وأخواتها: 349 عملها وأنواعها وألفاظها 373 حذف معمولي هذه الأفعال أو أحدهما لدليل أو لغيره "أعلم" و"أرى" وأخواتهما: 380 "أعلم" و"أرى" وأخواتهما الفاعل: 386 تعريفه وأحكامه 393 حذف الفعل 396 حكم الفعل مع الفاعل المؤنث من حيث التذكير والتأنيث 402 الفعل والفاعل والمفعول به من حيث التقديم والتأخير 413 اشتباه الفاعل بالمفعول وطريق التمييز بينهما

النائب عن الفاعل: 414 الأغراض التي يحذف الفاعل من أجلها 414 التغيرات التي تصيب الفعل عند إسناده لنائب الفاعل 417 أنواع النائب عن الفعل وشروط نيابة كل واحد منها 425 رفع المفعول به ونصب الفاعل عند أمن اللبس اشتغال العامل عن المعمول: 427 اشتغال العامل عن المعمول 427 أحوال الاسم المتقدم 428 المواضع التي يجب فيها نصب الاسم المتقدم 430 المواضع التي يجب فيها رفع الاسم المتقدم 434 المواضع التي يجوز فيها نصب الاسم المتقدم أو رفعه تعدي الفعل ولزومه: 438 علامة الفعل المتعدي 439 علامة الفعل اللازم 441 حذف حرف الجر 444 ترتيب المفعولات 446 تصيير الفعل المتعدي لازما 448 تصيير الفعل اللازم متعديا التنازع في العمل: 450 التنازع في العمل المفعول المطلق: 466 أنواع المفاعيل 446 تعريف المفعول المطلق 468 ما ينوب عن المصدر في المفعولية المطلقة

المفعول به: 480 تعريفه 481 شروطه المفعول فيه وهو المسمى ظرفا: 485 تعريف الظرف 486 الناصب للظرف 489 الظرف المتصرف وغير المتصرف 490 نيابة المصدر عن الظرف المفعول معه: 491 المفعول معه الاستثناء: 502 تعريف الاستثناء 509 الاستثناء المفرغ وحكمه 511 حكم تكرار "إلا" لغير التوكيد 512 حكم المستثنيات المتكررة من حيث المعنى 517 "سوى" وخروجها عن الظرفية 522 الفرق بين "سوى" و"غير" في الاستثناء 522 الاستثناء بـ"ليس" و"خلا" و"عدا" 527 أوجه "حاشا" 529 حكم الاسم الواقع بعد "لا سيما"

المجلد الثاني

المجلد الثاني تابع القسم الثاني شرح الأشموني على ألفية بن مالك مسمى "منهج المسالك إلى ألفية ابن مالك" الحال ... الحال: "تعريف الحال": "الحال": يذكر ويؤنث، ومن التأنيث قوله "من الطويل": إذا أعجبتك الدهر حال من امرئ ... فدعه وواكل أمره واللياليا1 وسيأتي الاستعمالان في النظم وهو في اصطلاح النحاة: 332- الحال وصف، فضلة، منتصب، ... مفهم في حال كفردا أذهب "وصف فضلة منتصب2 ... مفهم في حال كفردا أذهب"

_ 1 تقدم بالرقم 439. 2 اختلفوا في نصب الحال من أي باب هو، ولهم في ذلك ثلاثة أقوال: أولها أنه من باب المفعول به، وثانيها أنه من باب المشبه بالمفعول به، وثالثها أنه من باب المفعول فيه، وهو من نوع ظرف الزمان، من قبل أن الحدث وما أشبهه واقع في زمان الحال، ألا ترى أن المجيء الذي في قولك: "جاء زيد راكبا" واقع في حال هو الركوب. وذلك مردود ببيان الفرق بين الحال وظرف الزمان، فإن الظرف غير المظروف فيه، أما الحال فهو نفس صاحبه؛ فلا يكون مظروفا فيه ولا بعض المظروف فيه. "عن محيي الدين عبد الحميد".

فالوصف: جنس يشمل الحال وغيره، ويخرج نحو القهقرى في قولك: "رجعت القهقرى"؛ فإنه ليس بوصف؛ إذ المراد بالوصف: ما صيغ من المصدر؛ ليدل على متصف، وذلك: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأمثلة المبالغة، وأفعل التفضيل. وفضلة: يخرج العمدة، كالمبتدأ في نحو: "أقائم الزيدان"، والخبر في نحو: "زيد قائم". ومنتصب: يخرج النعت؛ لأنه ليس بلازم النصب. ومفهم في حال كذا: يخرج التمييز في نحو: "لله دره فارسا". تنبيهان: الأول: المراد بالفضلة ما يُستغنى عنه من حيث هو هو، وقد يجب ذكره لعارض كونه سادا مسد عمدة: كـ"ضربي العبد مسيئا"، أو لتوقف المعنى عليه، كقوله "من الخفيف": "ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء" 471- إنما الميت من يعيش كئيبا ... كاسفا باله قليل الرجاء

_ 471- التخريج: البيتان لعدي بن الرعلاء في تاج العروس 5/ 101 "موت"؛ ولسان العرب 2/ 91 "موت"؛ والأصمعيات ص152؛ وخزانة الأدب 9/ 583؛ وسمط اللآلي ص8، 603؛ وبلا نسبة في تهذيب اللغة 14/ 343؛ وتاج العروس "حيي"؛ والتنبيه والإيضاح 1/ 173. اللغة: شرح المفردات: الميت: الذي فارق الحياة. الميت: الذي يحتضر. وذهب بعضهم إلى أن اللفظتين بمعنى واحد. الكئيب: الحزين. الكاسف البال: المتغير الحال. الرجاء: الأمل. المعنى: يقول ليس الميت من فارق الحياة واستراح من شقائها، بل الميت هو الذي يعيش في هذه الحياة فاقد الأمل، ملحقا باليأس والشقاء. الإعراب: ليس: فعل ماض ناقص. من: اسم موصول مبني في محل رفع اسم "ليس". مات: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". فاستراح: الفاء: حرف عطف، "استراح": فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". بميت: الباء حرف جر زائد، "ميت": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". إنما: حرف مشبه بالفعل بطل عمله لاتصاله بـ"ما" الكافة، "ما": الزائدة. الميت: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. ميت: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. الأحياء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إنما: حرف مشبه بالفعل بطل عمله لاتصاله بـ"ما" الزائدة. الميت: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. من: اسم موصول مبني في محل رفع خبر المبتدأ. يعيش: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". كئيبا: حال من الضمير المستتر الذي هو فاعل "يعيش" منصوب بالفتحة. كاسفا: حال ثانية من الضمير ذاته. باله: فاعل "كاسفا": مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. قليل: حال ثالثة منصوب، وهو مضاف. الرجاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. =

الثاني: الأولى أن يكون قوله: "كفردا أذهب" تتميما للتعريف؛ لأن فيه خللين: الأول أن في قوله: "منتصب" تعريفا للشيء بحكمه، والثاني أنه لم يقيد منتصب باللزوم، وإن كان مراده؛ ليخرج النعت المنصوب: كـ"رأيت رجلا راكبا"؛ فإنه يفهم في حال ركوبه، وإن كان ذلك بطريق اللزوم لا بطريق القصد؛ فإن القصد إنما هو تقييد المنعوت. 333- وكونه منتقلا مشتقا ... يغلب، لكن ليس مستحقا "وكونه": أي: حال "منتقلا" عن صاحبه غير ملازم له: "مشتقا" المصدر ليدل على متصف "يغلب، لكن ليس" ذلك "مستحقا" له، فقد جاء غير منتقل؛ كما في الحال المؤكدة، نحو: "زيد أبوك عطوفا"، و {يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} 1 والمشعر عاملها بتجدد صاحبها، نحو: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} 2، وقولهم: "خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها"، وقوله "من الطويل": 472- وجاءت به سبط العظام كأنما ... عمامته بين الرجال لواء

_ = وجملة: "مات" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "استرح" معطوفة على "مات". وجملة "يعيش" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيهما قوله: "الميت من يعيش كئيبا كاسفا باله قليل الرجاء" فإن هذه الأحوال "كئيبا، كاسفا باله، قليل الرجاء" لا يستغني الكلام عنها؛ لأنها إذا أسقطت صار الكلام: "إنما الميت من يعيش"، وفي هذا تناقض. ويُروى البيت باستبدال كلمة "الرخاء" أو "الغناء" بكلمة "الرجاء". 1 مريم: 33. 2 النساء: 28. 472- التخريج: البيت لبعض بني العنبر في خزانة الأدب 9/ 488؛ ولرجل من بني الجناب في المقاصد النحوية 3/ 211؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 571؛ ولسان العرب 7/ 309 "سبط". اللغة: سبط العظام: أي حسن الخلق والقامة. المعنى: يقول: إنه سوي الخلق، طويل القامة. الإعراب: "وجاءت": الواو بحسب ما قبلها، "جاءت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "به": جار ومجرور متعلقان بـ"جاء". "سبط": حال منصوب، وهو مضاف. "العظام": مضاف إليه مجرور. "كأنما": حرف مشبه بالفعل بطل عمله لدخول "ما" الكافة عليه. "عمامته": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "بين": ظرف مكان منصوب على أنه مفعول فيه، وهو مضاف. "الرجال": مضاف إليه مجرور. "لواء": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "جاءت" بحسب ما قبلها. وجملة: "كأنما عمامته لواء" في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "سبط العظام" حيث ورد الحال وصفا ملازما غير منتقل على خلاف الغالب فيه.

وغيرهما، نحو: "دعوت الله سميعا"، {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} 1. وجاء جامدا. "الحال الجامد": 334- ويكثر الجمود: في سعر، وفي ... مبدي تأول بلا تكلف 335- كبعه مدًّا بكذا، يدًا بيد، ... وكر زيد أسدا، أي كأسد "ويكثر الجمود في" الحال الدالة على "سعر" أو مفاعلة، أو تشبيه، أو ترتيب "وفي" كل "مبدي تأول بلا تكلف كعبه" البر "مدا بكذا" أي: مسعرا، وبعه "يدا بيد" أي مقابضة "وكر زيدا أسدا: أي كأسد" أي: مشبها لأسد، و"ادخلوا رجلا رجلا": أي: مترتبين. تنبيهان: الأول: قد ظهر أن قوله "وفي مبدي تأول بلا تكلف" من عطف العام على الخاص؛ إذ ما قبله من ذلك، خلافا لما في التوضيح. الثاني: تقع الحال جامدة غير مؤولة بالمشتق في ست مسائل؛ وهي: أن تكون موصوفة، نحو: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} 2، {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} 3، وتسمى حالا موطئة4. أو دالة على عدد، نحو: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} 5.

_ 1 آل عمران: 3. 2 يوسف: 2؛ وغيرهما. 3 مريم: 17. 4 الحال الموطئة: هي الاسم الجامد الموصوف بصفة هي الحال في الحقيقة؛ فكأن الاسم الجامد وطأ الطريق ومهده لما هو حال على التحقيق، بسبب مجئيه قبله. 5 الأعراف: 142.

أو طور واقع فيه تفضيل1، نحو: هذا بسرا أطيب منه رطبا. أو تكون نوعا لصاحبها، نحو: هذا مالُك ذهبًا. أو فرعا له، نحو: هذا حديدك خاتما، {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} 2. أو أصلا له، نحو: "هذا خاتما حديدا"، و {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} 3. وجعل الشارح هذا كله من المؤول بالمشتق، وهو ظاهر كلام والده في شرح الكافية، وفيه تكلف. ا. هـ. "الحال المعرفة لفظا": 336- والحال إن عرف لفظا فاعتقد ... تنكيره معنى، كوحدك اجتهد

_ 1 ضابط هذا النوع: أن يفضل الشيء على نفسه أو غيره باعتبار طورين: أي حالين، نحو قولهم: "هذا بسرا أطيب منه رطبا"، و"هذا ناكلا أشجع من فلان مقدما"، وقد اختلفوا في عامل الحال الأول من الحالين المذكورين في كل مثال منهما: فذهب أبو علي الفارسي وأصحابه إلى أن العامل فيه معنى الفعل الذي تضمنه اسم الإشارة، ولا يجوز عند هؤلاء أن يكون العامل في أول الحالين أفعل التفضيل؛ لأنه من الضعف بحيث لا يقوى على العمل في المتقدم عليه، وذهب المحقق الرضي إلى أن العامل في أول الحالين هو أفعل التفضيل، مع اعترافه بضعفه، واستشكل ما ذهب إليه أبو علي بأن مثل هذا التركيب قد يخلو من اسم الإشارة ومن كل ما فيه معنى الفعل، ولكنه لا يخلو من أفعل التفضيل، وذلك نحو قولك: "زيد راجلا أحسن منه راكبا"، ونحو قولك: "تمر نخلتي بسرا أطيب منه رطبا"، و"الأشراسي بسرا أطيب منه رطبا"، وما أشبه ذلك من كل تركيب خلا فيه المبتدأ من معنى الفعل؛ وقال: "والعامل في مثل هذه الصور أفعل بلا خلاف" ونحن نؤيد هذا. ونقول: ومتى اتفق أبو علي معنا على أن أفعل التفضيل هو العامل في الحال المتقدم في بعض أمثلة هذه الصورة وجب عليه أن يصير إلى أنه العامل في جميع أمثلتها؛ لأن الضعف الذي نسبه إليه لم يمنعه من العمل في المتقدم في تلك الصورة المتفق على أنه العامل فيها، وإنما أوجبنا عليه أن يصير إلى موافقتنا على إعماله في جميع أمثلة هذا النوع ليكون تخريج الأسلوب كله جاريا على منهج واحد. "عن محيي الدين عبد الحميد". 2 الأعراف: 74. 3 الإسراء: 61.

و"كلمته فاهُ إلى في"1، وأرسلها العراكَ2، و"جاءوا الجماءَ الغفيرَ"3؛ فـ"وحدك" و"فاه"، و"العراك"، و"الجماء": أحوال؛ وهي معرفة لفظا، لكنها مؤولة بنكرة، والتقدير: اجتهد منفردا، وكلمته مشافهة، وأرسلها معتركة، وجاءوا جميعا. وإنما التزم تنكيره لئلا يتوهم كونه نعتا؛ لأن الغالب كونه مشتقا وصاحبه معرفة. وأجاز يونس والبغداديون تعريفه مطلقا بلا تأويل؛ فأجازوا: "جاء زيدٌ الراكبَ". وفصل الكوفيون فقالوا: إن تضمنت الحال معنى الشرط صح تعريفها لفظا، نحو: "عبد الله المحسنَ أفضل منه المسيءَ"، فـ"المحسن" و"المسيء": حالان، وصح مجيئهما بلفظ المعرفة لتأولهما بالشرط؛ إذ التقدير: عبد الله إذا أحسن أفضل منه إذا أساء؛ فإن لم تتضمن الحال معنى الشرط لم يصح مجيئها بلفظ المعرفة؛ فلا يجوز: "جاء زيد الراكب"؛ إذ لا يصح: جاء زيد إن ركب. تنبيه: إذا قلت: "رأيت زيدا وحده" فمذهب سيبويه أن "وحده" حال من الفاعل، وأجاز المبرد أن يكون حالا من المفعول، وقال ابن طلحة: يتعين كونه حالا من المفعول؛ لأنه إذا أراد الفاعل يقول: "رأيت زيدا وحدي"، وصحة "مررت برجل وحده" -وبه مثل سيبويه- تدل على أنه حال من الفاعل، وأيضا فهو مصدر أو نائب المصدر، والمصادر في الغالب إنما تجيء أحوالا من الفاعل. وذهب يونس إلى أنه منتصب على الظرفية؛ لقول بعض العرب: "زيد وحده"، والتقدير: زيد موضع التفرد.

_ 1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في لسان العرب 13/ 528 "فوه"؛ والمستقصى 2/ 61؛ ومجمع الأمثال 1/ 200. ويروى "حدثني فاه إلى في" أي: مشافها وليس بيننا شيء. 2 قد وردت هذه الجملة في بيت للبيد "من الوافر": فأرسلها العراك ولم يذدها ... ولم يشفق على نغص الدخال 3 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في الألفاظ الكتابية ص95؛ وجمهرة الأمثال 1/ 316؛ ولسان العرب 5/ 27 "غفر"، 6/ 271 "جحش"، 12/ 109 "جمم"، أي: بكثرة، وقيل: معناه: جاءوا ولم يتخلف منهم أحد.

337- ومصدر منكر حالا يقع ... بكثرة كبغتةً زيد طالع و"جاء زيد ركضا"، و"قتلته صبرا"، وهو عند سيبويه والجمهور على التأويل بالوصف: أي: باغتا وراكضا ومصبورا، أي: محبوسا. وذهب الأخفش والمبرد إلى أن نحو ذلك منصوب على المصدرية، والعامل فيه محذوف، والتقدير: طلع زيد يبغت بغتة، وجاء يركض ركضا، وقتلته يصبر صبرا؛ فالحال عندهما الجملة لا المصدر. وذهب الكوفيون إلى أنه منصوب على المصدرية كما ذهبا إليه، لكن الناصب عندهم الفعل المذكور لتأوله بفعل من لفظ المصدر؛ فـ"طلع زيد بغتة" عندهم تأويل: "بغت زيد بغتة" و"جاء ركضا" في تأويل: ركض ركضا، و"قتلته صبرا" في تأويل: صبرته صبرا. وقيل: هي مصادر على حذف مصادر، والتقدير طلع زيد طلوع بغتة، وجاء مجيء ركض، وقتلته قتل صبر. وقيل: هي مصادر على حذف مضاف، والتقدير: طلع ذا بغتة، وجاء ذا ركض، وقتلته ذا صبر. تنبيهان: الأول مع كون المصدر المنكر يقع حالا بكثرة هو عندهم مقصور على السماع. وقاسه المبرد؛ فقيل: مطلقا، وقيل: فيما هو نوع من عامله، نحو: "جاء زيد سرعة"، وهو المشهور عنه. وقاسه الناظم وابنه في ثلاثة: الأول: قولهم: "أنت الرجل علما" فيجوز: أنت الرجل أدبا ونبلا، والمعنى الكامل في حال علم وأدب ونبل، وفي الارتشاف: "يحتمل عندي أن يكون تمييزا". الثاني: نحو: "زيد زهير شعرا"، قال في الارتشاف: "والأظهر أن يكون تمييزا". الثالث: نحو: "أما علما فعالم"، تقول ذلك لمن وصف عندك شخصا بعلم وغيره منكرا عليه وصفه بغير العلم، والناصب لهذه الحال هو فعل الشرط المحذوف، وصاحب

الحال هو المرفوع به، والتقدير: مهما يذكر إنسان في حال علم فالمذكور عالم. ويجوز أن يكون ناصبها ما بعد الفاء وصاحبها الضمير المستكن فيه، وهي على هذا مؤكدة، والتقدير: مهما يكن من شيء فالمذكور عالم في حال علم. فلو كان ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها، نحو: "أما علما فهو ذو علم"؛ تعين الوجه الأول. فلو كان المصدر التالي لـ"أما" معرفا بـ"أل" فهو عند سيبويه مفعول له. وذهب الأخفش إلى أن المنكر والمعرف كليهما بعد "أما" مفعول مطلق. وذهب الكوفيون -على ما نقله ابن هشام- إلى أن القسمين مفعول به بفعل مقدر والتقدير: مهما تذكر علما، أو العلم، فالذي وصف عالم. قال في شرح التسهيل: "وهذا القول عندي أولى بالصواب، وأحق ما اعتمد عليه في الجواب". الثاني: أشعر كلامه أن وقوع المصدر المعرف حالا قليل، وهو كذلك، وذلك ضربان: علم جنس، نحو قولهم: "جاءت الخيل بداد"، ومعرف بـ"أل"، نحو: "أرسلها العراك"، والصحيح أنه على التأويل بمتبددة ومعتركة، كما مر. "صاحب الحال المعرفة والنكرة": 338- ولم ينكر غالبا ذو الحال، إن ... لم يتأخر، أو يخصص، أو بين 339- من بعد نفي أو مضاهيه، كـ"لا ... يبغ امرؤ على امرئ مستسهلا" "ولم ينكر غالبا ذو الحال"؛ لأنه كالمبتدأ في المعنى؛ فحقه أن يكون معرفة. "إن لم يتأخر" عن الحال، فإن تأخر كان ذلك مسوغا لمجيئه نكرة، نحو: "فيها قائما رجل"، وقوله "من مجزوء الوافر": 473- لمية موحشا طل ... "يلوح كأنه خلل"

_ 473- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص506؛ وخزانة الأدب 3/ 211؛ وشرح التصريح 1/ 375؛ وشرح شواهد المغني 1/ 249؛ والكتاب 2/ 123؛ ولسان العرب 6/ 368 "وحش"؛ والمقاصد =

وقوله "من الطويل": 474- وبالجسم مني بينا لو علمته ... شحوب وإن تستشهدي العين تشهد

_ = النحوية 3/ 163؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص147؛ وأوضح المسالك 2/ 310؛ وخزانة الأدب 6/ 43؛ والخصائص 2/ 492؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1664، 1825؛ وشرح قطر الندى ص236؛ ولسان العرب 11/ 220 "خلل"؛ ومغني اللبيب 1/ 85، 2/ 436، 659. اللغة والمعنى: الموحش: المقفر. الطلل: ما بقي شاخصا من آثار الدار. الخلل: ج الخلة، وهي الجلدة المنقوشة. يصف الشاعر منزل حبيبته الذي أصبح مقفرا بعد ارتحالها عنه، وهو الآن شبيه بالخلل. الإعراب: لمية: اللام حرف جر، مية: اسم مجرور بالفتحة، والجار والمجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. موحشا: حال منصوب. طلل: مبتدأ مؤخر. يلوح: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ... هو. كأنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير في محل نصب اسم "كأن". خلل: خبر "كأن" مرفوع. وجملة "لمية موحشا طلل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يلوح ... " صفة لـ"طلل" وجملة "كأنه خلل" صفة لـ"طلل" أيضا. والشاهد فيه قوله: "لمية موحشا طلل" حيث نصب "موحشا" على الحال، وكان أصله صفة لـ"طلل" فتقدمت على الموصوف، فصارت حالا. 474- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص442؛ والكتاب 2/ 123؛ والمقاصد النحوية 3/ 147. اللغة: الشحوب: تغير اللون. المعنى: يقول: إن حبي لك قد أثر على جسمي وغير لونه، فلو رأيته لأخذتك الشفقة علي، واسألي عيني تخبرانك بذلك. الإعراب: "وبالجسم": الواو بحسب ما قبلها، "بالجسم": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "مني"؛ جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "الجسم". "بينا": حال من "شحوب". "لو": حرف تمن. "علمته": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "شحوب": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وإن": الواو حرف عطف، "إن": شرطية جازمة. "تستشهدي": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والياء ضمير في محل رفع فاعل. "العين": مفعول به. "تشهد": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". وجملة: "وبالجسم مني شحوب" بحسب ما قبلها. وجملة: "علمته" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن تستشهدي" معطوفة على جملة سابقة. وجملة: "تشهد" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء، أو بـ"إذا". الشاهد: قوله: "بينا" حيث وردت الحال نكرة من "شحوب"، والذي سوغ ذلك تقدم الحال على صاحبها.

"أو يخصص": إما بوصف، كقراءة بعضهم: "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقًا"1 وقوله "من البسيط": 475- نجيب يا رب نوحا واستجبت له ... في فلك ماخر في اليم مشحونا وإما بإضافة، نحو: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} 2، وإما بمعمول، نحو: "عجبت من ضرب أخوك شديدا". "أو بين" أي: يظهر الحال "من بعد نفي أو مضاهيه" أي: مشابهه، وهو النهي والاستفهام؛ فالنفي، نحو: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} 3، وقوله "من السريع": 476- ما حم من موت حمى واقيا ... "ولا ترى من أحد باقيا"

_ 1 البقرة: 89. 475- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 376؛ وشرح ابن عقيل ص327؛ والمقاصد النحوية 3/ 149. شرح المفردات: نجى: خلص من الهلاك. استجاب: قبل الدعاء. الفلك: السفينة. مخر: شق. اليم: البحر. المشحون: المملوء. الإعراب: "نجيت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "يا": حرف نداء. "رب": منادى منصوب، وهو مضاف، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة. "نوحا": مفعول به منصوب. "واستجبت": الواو حرف عطف، "استجبت" معطوفة على "نحيت" وتعرب إعرابها. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"نجيت". "ماخر": نعت "فلك" مجرور. "في اليم": جار ومجرور متعلقان بـ"ماخر". "مشحونا": حال منصوب. وجملة: "نجيت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يا رب" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "استجبت له" معطوفة على جملة "نجيت" لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "مشحونا" حيث جاءت حالا من النكرة "فلك". والذي سوغ مجيئها هو كونها وصفت بـ"ماخر" قبل مجيء الحال. 2 فصلت: 10. 3 الحجر: 4. 476- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 214. اللغة: حم: هيئ. الواقي: الحامي. الإعراب: ما: حرف نفي. حم: فعل ماض للمجهول. من موت: جار ومجرور متعلقان بـ"واقيا" أو "حمى". حمى: نائب فاعل مرفوع. واقيا: حال منصوب. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": زائدة=

والنهي "كلا يبغ امرؤ على امرئ مستشهلا"، وقوله "من الكامل": 477- لا يركنن أحد إلى الإحجام ... يوم الوغى متخوفا لحمام والاستفهام كقوله "من البسيط": 478- يا صاح هل حم عيش باقيا فترى ... لنفسك العذر في إبعادها الأملا

_ = لتأكيد النفي. ترى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". من: حرف جر زائد. أحد: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به لـ"ترى". باقيا: مفعول به ثان لـ"ترى" إذا كانت علمية، أو حال إذا كانت بصرية. وجملة: "ما حم ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا ترى ... " معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "ما حم ... حمى واقيا ... باقيا" حيث وردت "واقيا" حالا من النكرة "حمى" لأنها مسبوقة بنفي "ما". وقوله: "باقيا" حيث يمكن اعتبارها حالا من النكرة "أحد" لأنها مسبوقة بنفي، ولاعتبار "ترى" بصرية، وتحتاج إلى مفعول واحد. 477- التخريج: البيت لقطري بن الفجاءة في ديوانه ص171؛ وخزانة الأدب 10/ 163؛ والدرر 4/ 5؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص136؛ وشرح ابن عقيل ص330؛ وشرح عمدة الحافظ ص423؛ والمقاصد النحوية 3/ 153؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص329؛ وهمع الهوامع 1/ 240. شرح المفردات: ركن: لجأ. الإحجام: ضد الإقدام. الوغى: الحرب. الحمام: الموت. المعنى: يقول: يلجأن احد الى التقاعس والفرار من الحرب خوفا من الموت لأن في ذلك عارا ما بعده عار. الإعراب: "لا": ناهية. "يركنن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد. "أحد": فاعل مرفوع. "إلى الإحجام": جار ومجرور متعلقان بـ"يركن". "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يركن"، وهو مضاف. "الوغي": مضاف اليه مجرور بالكسرة المقدرة متخوفا حال من أحد منصوب. "لحمام": جار ومجرور متعقان بـ"متخوفا". وجملة: "لا يركنن ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "متخوفا" حيث جاءت حالًا من النكرة "أحد" والذي سوغ ذلك وقوع هذه النكرة بعد النهي الذي يشبه النفي. 478- التخريج: البيت لرجل من طيئ في الدرر اللوامع 4/ 6؛ وشرح التصريح 1/ 377؛ وشرح عمدة الحافظ ص423؛ والماصد النحوية 3/ 153؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص329؛ وهمع الهوامع 1/ 240. شرح المفردات: صاح: صاحبي. حم: قدر. العيش: هنا الحياة. =

واحترز بقوله: "غالبا" مما ورد فيه صاحب الحال نكرة من غير مسوغ، من ذلك قولهم: "مررت بماء قعدة رجل"، وقولهم: "عليه مائة بيضا". وأجاز سيبويه: فيها رجل قائما. وفي الحديث: "وصلى وراءه رجال قياما"؛ وذلك قليل. تنبيه: زاد في التسهيل من المسوغات ثلاثة: أحدها: أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو، نحو: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} 1؛ لأن الواو ترفع توهم النعتية. ثانيها: أن يكون الوصف بها على خلاف الأصل، نحو: "هذا خاتم حديدا". ثالثها: أن تشترك النكرة مع معرفة في الحال، نحو: "هؤلاء ناس وعبد الله منطلقين". "تقدم الحال على صاحبها": 340- وسبق حال ما بحرف جر قد ... أبوا، ولا أمنعه فقد ورد "وسبق حال ما بحرف جر قد أبوا" سبق: مفعول مقدم لـ"أبوا"، وهو مصدر

_ = المعنى: يقول: يا صاحبي هل تحسب أن الحياة باقية فتجد لنفسك عذرا في التكالب على حطام الدنيا، أو العيش بلا أمل. الإعراب: "يا": حرف نداء. "صاح": منادى مرخم مبني على الضمة في آخر المحذوف تقديره: "يا صاحبُ". "هل": حرف استفهام. "حم": فعل ماض للمجهول. "عيش" منصوب. "فترى": الفاء السببية، "ترى": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "أن ترى" معطوف على مصدر منتزع مما قبله. "لنفسك": جار ومجرور متعلقان بـ"ترى"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "العذر": مفعول به منصوب. "في إبعادها": جار ومجرور متعلقان بـ"العذر"، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "الأملا": مفعول به لـ"إبعاد" منصوب، والألف للإطلاق. وجملة: "يا صاح ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هل حم عيش" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ترى" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "باقيا" حيث وقعت حالا من النكرة "عيش"، والذي سوغ ذلك وقوعها بعد استفهام إنكاري وهو يشبه النفي. 1 البقرة: 259.

مضاف إلى فاعله، والموصول في موضع النصب على المفعولية. أي: منع أكثر النحويين تقدم الحال على صاحبها المجرور بالحرف؛ فلا يجيزون في نحو: "مررت بهند جالسة": مررت جالسة بهند. وعللوا منع ذلك بأن تعلق العامل بالحال ثان لتعلقه بصاحبه؛ فحقه إذا تعدى لصاحبه بواسطة أن يتعدى إليه بتلك الواسطة، لكن منع من ذلك أن الفعل لا يتعدى بحرف الجر إلى شيئين؛ فجعلوا عوضا من الاشتراك في الواسطة التزام التأخير. قال الناظم: "ولا أمنعه" أي: بل أجيزه، وفاقا لأبي علي وابن كيسان وابن برهان؛ لأن المجرور بالحرف مفعول به في المعنى؛ فلا يمتنع تقدم حاله عليه، كما لا يمتنع تقديم حال المفعول به. وأيضا "فقد ورد" السماع به. من ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} 1. وقول الشاعر "من الطويل": 479- تسليت طرا عنكم بعد بينكم ... بذكراكم حتى كأنكم عندي

_ 1 سبأ: 28. 479- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 379؛ وشرح عمدة الحافظ ص426؛ والمقاصد النحوية 3/ 160. شرح المفردات: طرأ: جميعا. البين: الفراق. المعنى: يقول: لقد كنت أتسلى بعد فراقكم لي بذكراكم المستمرة حتى توهمت بأنكم ما زلتم بقربي. الإعراب: "تسليت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "طرأ": حال منصوب. "عنكم": جار ومجرور متعلقان بـ"تسليت". "بعد": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"تسليت" وهو مضاف. "بينكم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"كم": في محل جر بالإضافة. "بذكراكم": جار ومجرور متعلقان بـ"تسليت"، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "حتى": حرف ابتداء. "كأنكم": حرف مشبه بالفعل، و"كم": ضمير في محل نصب اسم "كأن". "عندي": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر "كأن"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "تسليت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كأنكم عندي" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "طرأ"، فإنه حال بمعنى: "جميعا"، وصاحبه الضمير في "عنكم".

وقوله "من الطويل": 480- لئن كان برد الماء هيمان صاديا ... إلى حبيبا إنها لحبيب وقوله "من الخفيف": 481- غافلا تعرض المنية للمر ... ء فَيُدعى ولات حين إباء

_ 480- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص49؛ وسمط اللآلي ص400؛ ولعروة بن حزام في خزانة الأدب 3/ 212، 218؛ والشعر والشعراء ص627؛ وهو لكثير عزة في ديوانه ص522؛ وسمط اللآلي ص400؛ والمقاصد النحوية 3/ 156؛ ولقيس بن ذريح في ديوانه ص62؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص428. اللغة: الهيمان: الشديد العطش. صاديا: ظمآن. المعنى: يقول: لئن كان شرب الماء البارد حبيبا إلي في حالة الظمأ الشديد، فهي كذلك حبيبة إلي. الإعراب: "لئن": اللام موطئة للقسم، "إن": شرطية جازمة. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط، "برد": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف. "الماء": مضاف إليه مجرور. "هيمان": حال منصوب. "صاديا": حال ثان منصوب. "إلي": جار ومجرور متعلقان بـ"حبيبا". "حبيبا": خبر "كان" منصوب. "إنها": حرف مشبه بالفعل، و"ها" ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". "لحبيب": اللام للابتداء، "حبيب": خبر "إن" مرفوع. وجملة القسم المحذوفة: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن كان برد الماء ... " الشرطية مع جوابها المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه. وجملة: "إنها لحبيب" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "هيمان صاديا" حيث وردا حالين من الياء المجرورة في "إلي" وقد تقدما عليها. 481- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص428؛ والمقاصد النحوية 3/ 161. اللغة: ولات حين إباء: ليس الوقت وقت امتناع عن إجابة داعي المنون. الإعراب: غافلا: حال من "المرء" مقدم منصوب. تعرض: فعل مضارع مرفوع بالضمة. المنية: فاعل مرفوع بالضمة. للمرء: جار ومجرور متعلقان بـ"تعرض". فيُدعى: "الفاء": حرف عطف، و"يُدعى": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو. ولات: "الواو": حالية، و"لات": حرف نفي من أخوات "ليس"، واسمه محذوف والتقدير: لات الحين حين مناص. حين: خبر "لات" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. مناص: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "تعرض": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فيدعى": معطوفة لا محل لها من الإعراب. وجملة "لات حين مناص": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "غافلا" حيث تقدم الحال على صاحبه "المرء" مع كونه مجرورا بحرف جر، وهو ما ذهب إليه جماعة من النحاة منهم ابن مالك صاحب الألفية.

وقوله "من الطويل": 482- فإن تك أذواد أصبن ونسوة ... فلن يذهبوا فرعا بقتل حبال وقوله "من الكامل": 483- مشغوفة بك قد شغفت وإنما ... حم الفراق فما إليك سبيل

_ 482- التخريج: البيت لطليحة بن خويلد في المقاصد النحوية 3/ 154؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص19؛ وشرح الحافظ ص427. اللغة: الأذواد: ج الذود, وهو بين الثلاثة إلى عشرة. فرغا: هدرا. حبال: ابن الشاعر، وقيل: ابن أخيه. المعنى: يقول: إذا سكت عن إبل أصبتموها ونساء سبيتموهن فإنني لم أسكت عن قتل حبال ولم يذهب دمه هدرا، إذا شفيت غليلي، ونلت ثأري منكم. الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": شرطية جازمة. "تك": فعل مضارع ناقص، وهو فعل الشرط. "أذواد": اسم "تك" مرفوع. "أصبن": فعل ماض للمجهول، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل. "ونسوة": الواو حرف عطف، "نسوة": معطوف على "أذواد" مرفوع. "فلن": الفاء رابطة جواب الشرط، "لن": حرف نصب. "يذهبوا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "فرغا": حال منصوب. "بقتل": جار ومجرور متعلقان بـ"يذهب"، وهو مضاف. "حبال": مضاف إليه مجرور. وجملة: "إن تك ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "أصبن ... " في محل نصب خبر "تك". وجملة: "فلن يذهبوا" في محل جزم جواب الشرط. الشاهد: قوله: "فرغا" حيث ورد حالا من "قتل" المجرور بالباء، وقد تقدم عليها. 483- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص428؛ والمقاصد النحوية 3/ 162. اللغة: شغفه: أحبه حبا جما. حم الفراق: قدر. سبيل: طريق. المعنى: يقول: لقد أحببتك حبا جما، ولكن الفراق حال دون الوصال. الإعراب: مشغوفة: حال منصوب. بك: جار ومجرور متعلقان بـ"شغفت". قد: حرف تحقيق. شغفت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير في محل رفع نائب فاعل. وإنما: "الواو": حرف عطف، و"إنما": حرف مشبه بالفعل بطل عمله لدخول "ما" عليها. حم: فعل ماض للمجهول. الفراق: نائب فاعل مرفوع. فما: "الفاء": حرف عطف، "ما": نافية. إليك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. سبيل: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة "مشغوفة ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حم": استئنافية لا محل لها من الإعراب. =

وقوله "من الطويل": 484- إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد والحق1 أن جواز ذلك مخصوص بالشعر، وحمل الآية على أن "كافة" حال من الكاف، والتاء للمبالغة لا للتأنيث؛ وقد ذكر ابن الأنباري الإجماع على المنع.

_ = الشاهد فيه قوله: "مشغوفة" حيث وردت حالا من الضمير في "بك" المتأخر عنها، وهذا دليل على جواز تقدم الحال على صاحبها. 484- التخريج: البيت للمخبل السعدي في ملحق ديوانه ص324؛ وله أو لرجل من بني قريع في خزانة الأدب 3/ 219، 221؛ ولرجل من بني قريع في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1148. اللغة: أعيته: أعجزته. المروءة: أدب النفس. الناشئ: الصغير والحدث. الكهل: الذي جاوز الثلاثين من عمره. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. المرء: "بالرفع" فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "إذا عيي المرء أعيته"؛ و"بالنصب" مفعول به لفعل محذوف تقديره: "إذا أعيت المروءة المرء أعيته". أعيته: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. المروءة: فاعل مرفوع بالضمة، ناشئا: حال منصوب. فمطلبها: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"مطلبها": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. كهلا: حال منصوب. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"شديد". شديد: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة "إذا المرء ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعيت المرء": في محل جر بالإضافة. وجملة "أعيته": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مطلبها كهلا ... ": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "كهلا" حيث وردت حالا من الضمير المجرور في "عليه"، وقد تقدمت على صاحبها، وهذا جائز. 1 لو أن هذا التقديم الذي ذهب إليه ابن مالك ومن معه من فحول العلماء لم يكن عليه شاهد من كلام العرب إلا بيت واحد لكان لكلام الشارح وجه وجيه، ولو أن شواهد المسألة مجهولة النسبة إلى قائليها لكان له متجه ومستند ما، ولكن هذه الأبيات الكثيرة مع معرفة أصحاب أكثرها، وقبلها آيتان من كتاب الله تعالى ظاهرهما يشهد لابن مالك، وقوة القياس الذي عضدنا به مذهبه كل أولئك لا يجعل عندنا مجالا للتردد في ترجيح ما ذهب إليه، ورد ما ادعى الشارح أنه الحق، ونقول: بل الحق أن يجوز تقديم الحال من المجرور بحرف الجر على صاحبه ويجوز القياس على ما سمع من ذلك، ويكفي وروده في أفصح كلام، وما تمحل به الجماعة من الوجوه التي خرجوا عليها الآيتين مما لا يسوغ الأخذ به، وما أورده على وجوه استدلال ابن مالك كلام لا يعول عليه منصف. "عن محيي الدين عبد الحميد".

تنبيهات: الأول: فصل الكوفيون فقالوا: إن كان المجرور ضميرا نحو: "مررت ضاحكة بها"، أو كانت الحال فعلا، نحو: "تضحك مررت بهند" جاز، وإلا امتنع. الثاني: محل الخلاف إذا كان الحرف غير زائد1؛ فإن كان زائدا جاز التقديم اتفاقا، نحو: "ما جاء راكبا من رجل". الثالث: بقي من الأسباب الموجبة لتأخير الحال عن صاحبها أمران: الأول: أن يكون مجرورا بالإضافة، نحو: "عرفت قيام زيد مسرعا"، و"أعجبني وجه هند مسفرة"؛ فلا يجوز بإجماع تقديم هذه الحال: واقعة بعد المضاف؛ لئلا يلزم الفصل بين المضاف والمضاف إليه، ولا قبله؛ لأن المضاف إليه مع المضاف كالصلة مع الموصول، فكما لا يتقدم ما يتعلق بالصلة على الموصول كذلك لا يتقدم ما يتعلق بالمضاف إليه على المضاف. وهذا في الإضافة المحضة، كما رأيت. أما غير المحضة -نحو: "هذا شارب السويق ملتوتا الآن أو غدا"- فيجوز، قاله في شرح التسهيل؛ لكن في كلام ولده -وتابعه عليه صاحب التوضيح- ما يقتضي التسوية في المنع. الأمر الثاني: أن تكون الحال محصورة، نحو: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} 2. الرابع: كما يعرض للحال وجوب التأخير عن صاحبها، كما رأيت، كذلك يعرض لها وجوب التقديم عليه، وذلك كما إذا كان محصورا، نحو: "ما جاء راكبا إلا زيد". 341- ولا تجز حال من المضاف له ... إلا إذا اقتضى المضاف عمله "ولا تجز حالا من المضاف له"؛ لوجوب كون العامل في الحال هو العامل في

_ 1 أما حرف الجر الذي تجب زيادته كالباء الداخلة على فاعل "أفعل" في التعجب، نحو: "أكرم بالجندي"، والحرف الذي تغلب زيادته كالباء الذي تزاد في فاعل "كفى"، نحو: "كفى بزيد معاونا"، فإنهما يجريان مجرى الحرف الأصلي، فمن جوز التقديم مع الأصلي جوز فيهما، ومن منع التقديم مع الأصلي منع فيهما. 2 الأنعام: 48؛ والكهف: 56.

صاحبها وذلك يأباه "إلا إذا اقتضى المضاف عمله" أي: عمل الحال، وهو نصبه، نحو: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} 1، وقوله "من الطويل": 485- تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا ... إلى الروع يوما تاركي لا أباليا ونحو: "هذا شارب السويق ملتوتا"، وهذا اتفاق كما ذكره في شرحي التسهيل والكافية. 342- أو كان جزء ما له أضيفا ... أو مثل جزئه، فلا تحيفا "أو كان" المضاف "جزء ما له أضيفا" نحو: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا} 2، {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} 3.

_ 1 يونس: 4. 485- التخريج: البيت لمالك بن الريب في ديوانه ص43؛ والمقاصد النحوية 3/ 165؛ ولسلامة بن جندل في ديوانه ص198؛ والشعر والشعراء 1/ 279؛ وبلا نسبة في عيون الأخبار 1/ 343. اللغة: الروع: الخوف، وهنا الحرب. المعنى: إن ابنتي تقول لي: إن ذهابك إلى الحرب منفردا سيؤدي بك إلى الهلاك، وستتركني يتيمة بلا أب. الإعراب: "تقول": فعل مضارع مرفوع. "ابنتي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "إن": حرف مشبه بالفعل. "انطلاقك": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "واحدا": حال منصوب. "إلى الروع": جار ومجرور متعلقان بـ"انطلاقك". "يوما": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"انطلاقك". "تاركي": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "لا": النافية للجنس. "أبا": اسم "لا". "ليا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا"، والألف للإطلاق. وجملة: "تقول ابنتي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن انطلاقك ... " في محل نصب مفعول به. وجملة "لا أبا ليا" في محل نصب مفعول به ثان لـ"تاركي". ويجوز أن نعرب "أبا" اسم "لا" منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، واللام في "ليا" زائدة، والياء للمتكلم في محل جر بالإضافة تقديره: "لا أبي موجود"، والخبر محذوف. الشاهد فيه قوله: "واحدا" حيث ورد حالًا من المضاف إليه، وهو الكاف في "انطلاقك"، وهذا جائز لأن المصدر المضاف إلى فاعله يعمل عمل الفعل، ويصح أن يعمل في المضاف إليه. 2 الحجر: 47. 3 الحجرات: 12.

"أو مثل جزئه فلا تحيفا" والمراد بمثل جزئه: ما يصح الاستغناء به عنه، نحو: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} 1. وإنما جاز مجيء الحال من المضاف إليه في هذه المسائل الثلاث ونحوها لوجود الشرط المذكور؛ أما في الأولى فواضح، وأما في الأخيرتين فلأن العامل في الحال عامل في صاحبها حكما؛ إذ المضاف -والحالة هذه- في قوة الساقط؛ لصحة الاستغناء عنه بصاحب الحال، وهو مضاف إليه. تنبيه: ادعى المصنف في شرح التسهيل الاتفاق على منع مجيء الحال من المضاف إليه فيما عدا المسائل الثلاث المستثناة، نحو: "ضربت غلام هند جالسة"، وتابعه على ذلك ولده في شرحه، وفيما ادعياه نظر؛ فإن مذهب الفارسي الجواز، وممن نقله عنه الشريف أبو السعادات بن الشجري في أماليه. 343- والحال إن ينصب بفعل صرفا ... أو صفة أشبهت المصرفا 344- فجائز تقديمه: كـ"مسرعا ... ذا راحل، ومخلصا زيد دعا" "والحال" مع عامله على ثلاثة أوجه: واجب التقديم عليه، وواجب التأخير عنه، وجائزهما، كما هو كذلك مع صاحبه على ما مر. فالحال "إن ينصب بفعل صرفا أو صفة أشبهت" الفعل "المصرفا" وهي: ما تضمن معنى الفعل وحروفه وقبل علامات الفرعية، وذلك: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة "فجائز تقديمه" على ذلك الناصب له، وهذا هو الأصل، فالصفة "كمسرعا ذا راحل" و"مجردا زيد مضروب"، و: هذا تحملين طليق2 فـ"تحملين": في موضع نصب على الحال، وعاملها طليق، وهو صفة مشبهة "و" الفعل، نحو: "مخلصا زيد دعا"، و {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ} 3 وقولهم: "شتى تئوب

_ 1 النحل: 123. 2 القمر: 7. 3 تقدم بالرقم 104.

الحلبة"1. والاحتراز بقوله "صرفا" و"أشبهت المصرفا" مما كان العامل فيه فعلا جامدا، نحو: "ما أحسنه مقبلا"، أو صفة تشبه الجامد، وهو: اسم التفضيل، نحو: "هو أفصح الناس خطيبا"، أو اسم فعل، نحو: "نزال مسرعا"، أو عاملا معنويا، وهو: ما تضمن معنى الفعل دون حروفه كما أشار إليه بقوله: 345- وعامل ضمن معنى الفعل لا ... حروفه مؤخرا لن يعملا 346- كـ"تلك، ليت، وكأن" وندر ... نحو: "سعيد مستقرا في هجر" "وعامل ضمن معنى الفعل لا حروفه مؤخرا لن يعملا كتلك" و"ليت وكأن" والظرف والمجرور المخبر بهما؛ تقول: "تلك هند مجردة"، و"ليت زيدا أميرا أخوك"، و"كأن زيدا راكبا أسد"، و"زيد عندك أو في الدار جالسا"، وهكذا جميع ما تضمن معنى الفعل دون حروفه، كحروف التنبيه والترجي والاستفهام المقصود به التعظيم، نحو "من مجزوء الكامل": 486- "بانت لتحزننا عفاره" ... يا جارتا ما أنت جاره

_ 1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 1/ 541؛ وزهر الأكم 3/ 216؛ وكتاب الأمثال ص133؛ ولسان العرب 1/ 327 "حلب"؛ والمستقصى 2/ 127؛ ومجمع الأمثال 1/ 358. يضرب في اختلاف الناس وتفرقهم في الأخلاق. 486- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص203؛ وخزانة الأدب 3/ 308، 310، 5/ 486، 488؛ 7/ 250، 9/ 240؛ وشرح شواهد الإيضاح ص193؛ ولسان العرب 4/ 63 "بشر"، 4/ 154 "جور"، 4/ 589 "عفر"؛ والمقاصد النحوية 3/ 638؛ والمقرب 1/ 165؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص452؛ وشرح ابن عقيل ص347؛ وشرح عمدة الحافظ ص435؛ والصاحبي في فقه اللغة ص171. اللغة والمعنى: بانت: بعدت. تحزننا: تورثنا الحزن. عفارة: اسم امرأة. يقول: بعدت عفارة لتورثنا الحزن والأسى، فيا جارتي لست كسائر الجارات. الإعراب: بانت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. لتحزننا: اللام: للتعليل، تحزننا: فعل مضارع منصوب، ونا: ضمير في محل نصب مفعول به. عفارة: فاعل مرفوع بالضمة، وسكن لضرورة الشعر. يا: حرف نداء. جارتا: منادى منصوب بالفتح المقدر على ما قبل ياء المتكلم، وقد قلبت الكسرة فتحة والياء ألفا لأن أصلها "يا جارتي". وهو مضاف. والياء: في محل جر بالإضافة. ما: اسم استفهام في محل رفع =

و"أما"، نحو: "أما علما فعالم"؛ فلا يجوز تقديم الحال على عاملها في شيء من ذلك. وهذا هو القسم الثاني. "وندر" تقديمها على عاملها الظرف والمجرور المخبر بهما "نحو سعيد مستقرا" عندك، أو "في هجر" فما ورد من ذلك مسموعا يحفظ ولا يقاس عليه. هذا هو مذهب البصريين. وأجاز ذلك الفراء والأخفش مطلقا، وأجازه الكوفيون فيما كانت الحال فيه من مضمر، نحو: "أنت قائما في الدار". وقيل: يجوز بقوة إن كان الحال ظرفا أو حرف جر، ويضعف إن كان غيرهما، وهو مذهبه في التسهيل1. واستدل المجيز بقراءة من قرأ: "والسماوات مطويات بيمينه"2، "ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورنا"3 بنصب "مطويات" و"خالصة"، وبقوله "من الكامل": 487- رهط ابن كوز محقبي أدراعهم ... فيهم ورهط ربيعة بن حذار

_ = خبر مقدم. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر. وتعرب أيضا: ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. وأنت: خبر المبتدأ. جارة: تمييز منصوب وقد سكن للضرورة الشعرية. ويجوز اعتبار "ما" من أخوات "ليس"، و"أنت" اسمها، و"جارة" خبرها. وجملة "بانت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "تحزننا عفارة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الحرفي. أو في محل جر بحرف الجر. وجملة "يا جارتا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "ما أنت جارة" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. والشاهد فيه قوله: "جارة" حيث وقع تمييزا بعدما اقتضى التعجب. ويروى البيت بجعل الصدر عجزا، والعجز صدرا. 1 انظر المسألة الحادية والثلاثين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص250-252. 2 الزمر: 67. 3 الأنعام: 139. 487- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص55؛ وجمهرة اللغة ص825؛ وشرح عمدة الحافظ ص437، 557؛ والمقاصد النحوية 3/ 170. اللغة: رهط الرجل: قومه. كوز: اسم رجل من ضبة. المحقب: المتاع الذي يوضع خلف الراكب في مؤخر الرحل. الأدراع: ج الدرع. الإعراب: رهط: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. ابن: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. كوز: مضاف إليه مجرور بالكسرة. محقبي: حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. أدراعهم: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. =

وقوله "من الطويل": 488- بنا عاذ عوف وهو بادي ذلة ... لديكم فلم يعدم ولاء، ولا نصرا وتأول ذلك المانع. تنبيهات: الأول: محل الخلاف في جواز تقديم الحال على عاملها الظرف إذا توسط كما رأيت، فإن تقدم على الجملة -نحو: "قائما زيد في الدار"- امتنعت المسألة إجماعا، قاله في شرح الكافية، لكن أجاز الأخفش في قولهم: "فداء لك أبي وأمي"؛ أن يكون "فداء" حالا، والعامل فيه "لك"، وهو يقتضي جواز التقديم على الجملة عنده إذا تقدم الخبر، وأجاز ابن برهان فيما إذا كانت الحال ظرفا، نحو: {هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} 1،

_ = فيهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. ورهط: "الواو". حرف عطف، و"رهط": معطوف على "رهط" الأولى مرفوع، وهو مضاف. ربيعة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. بن: نعت "ربيعة" مجرور بالكسرة، وهو مضاف. حذار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشاهد: قوله: "محقبي أدراعهم" حيث وردت "محقبي" حالا من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرا، وهو "فيهم"، وهذا الضمير فاعل بالجار والمجرور؛ لأن الجار والمجرور نابا مناب اسم فاعل أو فعل ماض، ولما حذفا وأنيب عنهما الجار والمجرور انتقل الضمير الذي كان مستكنا في أحدهما إلى الجار والمجرور. 488- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 385؛ والمقاصد النحوية 3/ 172. شرح المفردات: عاذ: التجأ. عوف: اسم رجل. بادي ذلة: ظاهر الإهانة. الولاء: المناصرة والمحبة. النصر: المساعدة. المعنى: يقول: لقد لجأ إلينا عوف فوجد كل عون ومساعدة بعد أن كان عندكم ذليلا معانا. الإعراب: "بنا": جار ومجرور متعلقان بـ"عاذ". "عاذ": فعل ماض. "عوف": فاعل مرفوع. "وهو": الواو حالية، "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "بادي": حال منصوب، وهو مضاف. "ذلة": مضاف إليه مجرور. "لديكم": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر المبتدأ "هو"، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "فلم": الفاء حرف عطف، "لم": حرف جزم. "يعدم": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "ولاء": مفعول به منصوب. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "نصرا": معطوف على "ولاء" منصوب. وجملة: "عاذ عوف" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وهو بادي ذلة" في محل نصب حال. وجملة: "لم يعدم ... " معطوفة على جملة "عاذ عوف". الشاهد: قوله: "بادي ذلة" حيث وقع حالا من الضمير المجرور بالظرف، وهو "كم" في "لديكم" وتقدم عليه، وهذا شاذ. 1 الكهف: 44.

فـ"هناك": ظرف في موضع الحال، و"الولاية": مبتدأ، و"الله": الخبر. الثاني: أفهم كلامه جواز نحو: "في الدار قائما زيد" وهو اتفاق. الثالث: قد يعرض للعامل المتصرف ما يمنع تقديم الحال عليه، ككونه مصدرا مقدرا بالحرف المصدري، نحو: "سرني ذهابك غازيا"، أو فعلا مقرونا بلام ابتداء أو قسم، نحو: "لأصبر محتسبا"، و"لأقومن طائعا"، أو صلى لأل أو لحرف مصدري، نحو: "أنت المصلي فذا"، و"لك أن تنتقل قاعدا"، قال الناظم وولده: أو نعتا، نحو: "مررت برجل ذاهبه فرسه مكسورا سرجها"، قال في المغني: وهو وهم منهما؛ فإنه يجوز أن يتقدم عليه فاصلا بين النعت ومنعوته، فتقول: "مررت برجل مكسورا سرجها ذاهبه فرسه". الرابع: لم يتعرض هنا للقسم الثالث، وهي الحال الواجبة التقديم، وذلك نحو: "كيف جاء زيد؟ ". 347- ونحو: "زيد مفردا أنفع من ... عمرو معانا" مستجاز لن يهن "ونحو زيد مفردا انفع من عمرو ومعانا" و"بكر قائما أحسن منه قاعدا" -مما وقع فيه اسم التفضيل متوسطا بين حالين من اسمين مختلفي المعنى أو متحديه مفضل أحدهما في حالة على الآخر في أخرى "مستجاز لن يهن" على أن اسم التفضيل عامل في الحالين، فيكون ذلك مستثنى مما تقدم من أنه لا يعمل في الحال المتقدمة عليه، وإنما جاز ذلك هنا لأن اسم التفضيل -وإن انحط درجة عن اسم الفاعل والصفة المشبهة بعدم قبوله علامات الفرعية- فله مزية على العامل الجامد؛ لأن فيه ما في الجامد من معنى الفعل، ويفوقه بتضمن حروف الفعل ووزنه، فجعل موافقا للعامل الجامد في امتناع تقديم الحال عليه إذا لم يتوسط بين حالين، نحو: "هو أكفؤهم ناصرا"، وجعل موافقا لاسم الفاعل في جواز التقديم عليه إذا توسط بين حالين. واعلم أن ما ذكره الناظم هو مذهب سيبويه والجمهور، وزعم السيرافي أن المنصوبين في ذلك ونحوه خبران لـ"كان" مضمرة مع "إذ" في المضي و"إذا" في الاستقبال. وفيه تكلف إضمار ستة أشياء، وبعد تسليمه يلزم إعمال أفعل في "إذ"، و"إذا" فيكون واقعا في مثل ما فر منه.

تنبيه: لا يجوز تقديم هذين الحالين على "أفعل"، ولا تأخيرهما عنه؛ فلا تقول: "زيد قائما قاعدا أحسن منه"، ولا "زيد أحسن منه قائما قاعدا". 348- والحال قد يجيء ذا تعدد ... لمفرد -فاعلم- وغير مفرد "والحال" لشبهها بالخبر والنعت "قد يجيء ذا تعدد لمفرد فاعلم وغير مفرد". فالأولى نحو: "جاء زيد راكبا ضاحكا"، وقوله "من الطويل": 489- علي إذا ما جئت ليلى بخفية ... زيارة بيت الله رجلان حافيا ومنع ابن عصفور هذا النوع ما لم يكن العامل فيه أفعل التفضيل، نحو: "هذا بسر أطيب منه رطبا"، ونقل المنع عن الفارسي وجماعة؛ فالثاني عندهم نعت للأول، أو حال من الضمير فيه. والثانية قد يكون بجمع نحو: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} 1، ونحو: {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ} 2. وقد يكون بتفريق،

_ 489- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص233؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 1/ 385؛ وشرح شواهد المغني 2/ 859؛ ولسان العرب 11/ 268 "رجل"؛ ومغني اللبيب 2/ 461. شرح المفردات: الخفية: الاستتار. رجلان: ماشيا على رجليه. المعنى: يقول: لئن زرت ليلى متخفيا، فعلي أن أزور بيت الله ماشيا حافيا. الإعراب: "علي": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. "إذا": ظرف زمان متعلق بالخبر المقدم المحذوف. "ما": زائدة. "جئت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ليلى": مفعول به منصوب. "بخفية": جار ومجرور متعلقان بـ"جئت". "زيارة": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف. "بيت": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. "رجلان": حال منصوب. "حافيا": حال منصوب. وجملة: "علي زيارة ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "جئت" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "رجلان حافيا" حيث تعدد الحال لواحد، وهو الضمير في "علي". 1 إبراهيم: 33. 2 النحل: 12.

نحو: "لقيت هندا مصعدا منحدرة"، وقوله "من الرمل": 490- لقي ابني أخويه خائفا ... منجديه فأصابوا مغنما فعند ظهور المعنى يرد كل حال إلى ما يليق به، كما في المثال والبيت، وعند عدم الظهور يجعل أول الحالين لثاني الاسمين، وثانيهما للأول، نحو: "لقيت زيدا مصعدا منحدرا"، فـ"مصعدا": حال من "زيد"، و"منحدرا": حال من التاء. تنبيه: الظاهر أن قد في قوله: "قد يجيء" للتحقيق، لا للتقليل. "الحال المؤسسة والحال المؤكدة": 349- وعامل الحال بها قد أكدا ... في نحو: لا تعث في الأرض مفسدا "وعامل الحال بها قد أكدا" أي: الحال على ضربين: مؤسسة، وتسمى مبنية، وهي التي يستفاد معناها بدونها، وهي على ثلاثة أضرب: مؤكدة لعاملها، وهي: كل وصف وافق عامله: إما معنى دون لفظ، كما في نحو: "لا تعث في الأرض مفسدا"، {ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين} 1 أو معنى ولفظا، نحو: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} 2، وقوله "من البسيط": 491- أصخ مصيخا لمن أبدى نصيحته ... "والزم توقي خلط الجد باللعب"

_ 490- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص462؛ والمقاصد النحوية 3/ 215. اللغة: منجديه: مغيثيه. أصابوا: نالوا. المغنم: الغنيمة. الإعراب: "لقي": فعل ماض. "ابني": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أخويه": مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "خائفا": حال من "ابني". "منجديه": حال من "أخويه". "فأصابوا": الفاء حرف عطف، "أصابوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "مغنما": مفعول به منصوب. وجملة: "لقي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أصابوا" معطوفة على "لقي". الشاهد فيه قوله: "خائفا منجديه" حيث تعددت الحال وتعدد صاحبها. 1 التوبة: 25. 2 النساء: 79. 491- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 387؛ وشرح عمدة الحافظ ص440؛ والمقاصد النحوية 3/ 185. =

ومؤكدة لصاحبها، نحو: {لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} 1. ومؤكدة لمضمون جملة، وقد أشار إليها بقوله: 350- وإن تؤكد جملة فمضمر ... عاملها، ولفظها يؤخر "وإن تؤكد جملة فمضمر عاملها" أي: عامل الحال، وجوبا "ولفظها يؤخر" عن الجملة، وجوبا أيضا، ويشترط في الجملة: أن تكون معقودة من اسمين، معرفتين، جامدين، نحو: "زيد أخوك عطوفا"، وقوله "من البسيط": 492- أنا ابن دارة معروفا بها نسبي ... وهل بدارة يا للناس من عار

_ = شرح المفردات: أصخ: اسمع. أبدى: أظهر. الجد: الاجتهاد. اللعب: اللهو. المعنى: يقول: استمع جيدا لمن يقدم لك النصيحة، واحترز من أن تخلط بين الجد واللعب. الإعراب: "أصخ": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. "مصيخا": حال منصوب. "لمن": جار ومجرور متعلقان بـ"أصخ". "أبدى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "نصيحته": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "والزم": الواو حرف عطف، "الزم": معطوف على "أصخ". "توقي": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "خلط": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الجد": مضاف إليه مجرور. "واللعب": الواو حرف عطف، "اللعب": معطوفة على "الجد". وجملة: "أصخ ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبدى ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "الزم" معطوفة على جملة "أصخ". الشاهد فيه قوله: "مصيخا" حيث وقع حالا من فاعل "أصخ" مؤكدة لعاملها لفظا ومعنى. 1 يونس: 99. 492- التخريج: البيت لسالم بن دارة في خزانة الأدب 1/ 468، 2/ 145، 3/ 265، 266، والخصائص 2/ 268، 317، 340، 3/ 60، والدرر 4/ 11؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 547؛ وشرح المفصل 2/ 64؛ والكتاب 2/ 79؛ والمقاصد النحوية، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص338؛ وهمع الهوامع 1/ 245. المعنى: يفخر الشاعر بنسبه إلى "دارة"، وهي أمه التي يعتز القوم بالانتساب إليها لأنها شريفة، ويتساءل: هل يكون معابا من انتمى إليها؟ الإعراب: أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. دارة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. معروفا: حال منصوب. بها: جار =

والتقدير: أحقه عطوفا، وأحق معروفا. تنبيه: قد يؤخذ من كلامه ما ذكر من الشروط؛ فتعريف جزأي الجملة من تسميتها مؤكدة؛ لأنه لا يؤكد إلا ما قد عرف، وجمودهما من كون الحال مؤكدة للجملة؛ لأنه إذا كان أحد الجزأين مشتقا أو في حكمه كان عاملا في الحال؛ فكانت مؤكدة لعاملها لا للجملة، ولذلك جعل في شرح التسهيل قولهم: "زيد أبوك عطوفا"، و"هو الحق بينا"، من قبيل المؤكدة لعاملها، وهي موافقة له معنى دون لفظ؛ لأن "الأب" و"الحق" صالحان للعمل، ووجوب تأخير الحال من كونها تأكيدا، ووجوب إضمار عاملها من جزمه بالإضمار. "الحال الجملة ورابطها بصاحبها": 351- وموضع الحال تجيء جمله ... كـ"جاء زيد وهو ناو رحله" "وموضع الحال تجيء جمله"، كما تجيء موضع الخبر والنعت، وإن كان الأصل فيها الإفراد، ولذلك ثلاثة شروط: أحدها: أن تكون خبرية، وغلط من قال في قوله "من السريع": 493- أطلب ولا تضجر من مطلب ... "فآفة الطالب أن يضجرا"

_ = ومجرور متعلقان بـ"معروفا". نسبي: نائب فاعل لـ"معروفا" مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. وهل: الواو: حرف عطف، هل: حرف استفهام. بدارة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم تقديره "موجود". يا: حرف نداء للاستغاثة. للناس: اللام: حرف جر زائد. الناس: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به لفعل الاستغاثة المحذوف تقديره: "أدعو". من: حرف جر زائد. عار: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. وجملة "أنا ابن دارة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "هل بدارة ... " الاسمية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا للناس" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. والشاهد فيه قوله: "معروفا"، فإنها حال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها. 493- التخريج البيت لبعض المولدين في الدرر 4/ 12؛ وشرح التصريح 1/ 389؛ والمقاصد النحوية 3/ 217؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 398؛ وهمع الهوامع 1/ 246. =

إن "لا" ناهية والواو للحال، والصواب أنها عاطفة مثل: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} 1. الثاني: أن تكون غير مصدرة بعلم استقبال، وغلط من أعرب "سيهدين" من قوله تعالى: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} 2 حالا. الثالث: أن تكون مرتبطة بصاحبها على ما سيأتي "كجاء زيد وهو ناو رحله" مثال لما استكملت الشروط. 352- وذات بدء بمضارع ثبت ... حوت ضميرا، ومن الواو خلت 353- وذات واو بعدها انو مبتدا ... له المضارع اجعلن مسندا "وذات بدء بمضارع ثبت حوت ضميرا" يربطها "ومن الواو خلت" وجوبا؛ لشدة شبهه باسم الفاعل، تقول: جاء زيد يضحك، وقدم الأمير تقاد الجنائب بين يديه، ولا يجوز جاء ويضحك، ولا قدم وتقاد. "وذات واو بعدها انو مبتدا ... له المضارع اجعلن مسندا" أي: إذا جاء من كلامهم ما ظاهره أن جملة الحال المصدرة بمضارع مثبت تلت الواو حمل على أن المضارع خبر مبتدأ محذوف، من ذلك قولهم: "قمت وأصك عينه"، أي:

_ = الإعراب: "اطلب": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "ولا": الواو حالية، "لا": حرف نفي. "تضجر": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المبدلة ألفا ففتحة، في محل جزم بـ"لا"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". "من مطلب": جار ومجرور متعلقان بـ"تضجر". "فآفة": الفاء حرف استئناف، "آفة": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الطالب": مضاف إليه مجرور. "أن": حرف نصب. "يضجرا": فعل مضارع منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع خبر للمبتدأ "آفة". وجملة: "اطلب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تضجر" في محل نصب حال. وجملة "آفة الطالب ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يضجر" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. التمثيل به في قوله: "ولا تضجر" حيث جاز أن تقع جملة النهي حالية، وقيل: الواو عاطفة. 1 النساء: 36. 2 الصافات: 99.

وأنا أصك، وقوله "من المتقارب": 494- فلما خشيت أظافيرهم ... نجوت وأرهنهم مالكا وقوله "من الكامل": 495- علقها عرضا وأقتل قومها ... "زعما لعمر أبيك ليس بمزعم"

_ 494- التخريج: البيت لعبد الله بن همام السلولي في إصلاح المنطق ص231، 249؛ وخزانة الأدب 9/ 36؛ والدرر 4/ 15؛ والشعر والشعراء 2/ 655؛ ولسان العرب 13/ 188 "رهن"؛ ومعاهد التنصيص 1/ 285؛ والمقاصد النحوية 3/ 190؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص164؛ ورصف المباني ص420؛ والمقرب 1/ 155؛ وهمع الهوامع 1/ 246. اللغة: الأظافير: ج الأظفور، وهنا بمعنى السلاح. الإعراب: "فلما": الفاء بحسب ما قبلها، "لما": اسم شرط غير جازم، ظرف زمان متعلق بـ"نجوت". "خشيت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "أظافيرهم": مفعول به وهو مضاف، و"هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "نجوت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "وأرهنهم": الواو حالية، "أرهنهم": فعل مضارع مرفوع، و"هم" ضمير في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "مالكا": مفعول به ثان. وجملة: "لما خشيت نجوت" الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة: "خشيت ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "نجوت" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وأنا أرهنهم" في محل نصب حال. وجملة: "أرهنهم" في محل رفع خبر المبتدأ المحذوف "أنا". الشاهد فيه قوله: "وأرهنهم" حيث يتوهم أن الجملة الفعلية الواقعة بعد واو الحالية في محل نصب حال فيما هي مؤولة بإضمار مبتدأ، والجملة خبر له. 495- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص191؛ وجمهرة اللغة ص816؛ وخزانة الأدب 6/ 131؛ وشرح التصريح 1/ 392؛ ولسان العرب 12/ 267 "زعم"؛ والمقاصد النحوية 3/ 188؛ وبلا نسبة في مجالس ثعلب 1/ 241. شرح المفردات: علقتها: أحببتها. عرضا: عن غير قصد. المعنى: يقول: إنه أحبها عن غير قصد منه، وكلف بها مع قتله لقومها، أي بينهما قتال، ثم قال: أطمع في حبك طمعا لا موضع له، فلا يمكنني الظفر بوصالك لما بين الحيين من العداوة والاقتتال. الإعراب: "علقتها": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان. "عرضا": نائب عن المصدر، مفعول مطلق منصوب. "وأقتل": الواو حالية، "أقتل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "قومها": مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل بالإضافة. "زعما": مفعول مطلق منصوب. "لعمر": اللام لام الابتداء، و"عمر": مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره: "قسم"، وهو مضاف. "أبيك": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "ليس": فعل ماض =

أي: وأنا أرهنهم مالكا، وأنا أقتل قومها. وقيل: الواو عاطفة، لا حالية، والفعل بعدها مؤول بالماضي. تنبيهان: الأول: تمتنع الواو في سبع مسائل: الأولى: ما سبق1. الثانية: الواقعة بعد عاطف، نحو: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} 2. الثالثة: المؤكدة لمضمون الجملة، نحو: هو الحق لا شك فيه {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} 3. الرابعة: الماضي التالي "إلا"، نحو: "ما تكلم زيد إلا قال خيرا"، ومنه: {إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} 4. الخامسة: الماضي المتلو بأو، نحو: لأضربنه ذهب أو مكث، ومنه قوله "من البسيط": 496- كن للخليل نصيرا جار أو عدلا ... ولا تشح عليه جاد أو بخلا

_ = ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "بمزعم": الباء حرف جر زائد، "مزعم": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس". وجملة: "علقتها عرضا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وأقتل قومها" في محل نصب حال. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ليس بمزعم" في محل نصب نعت "زعما". الشاهد فيه قوله: "وأقتل قومها" حيث جاءت الواو للحال، والجملة الحالية فعلية فعلها مضارع مثبت، وقد اقترنت بالواو، فيكون ذلك ضرورة شعرية. وقيل: إن هذه الجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "وأنا أقتل قومها". وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال. 1 أي: المضارع المثبت غير المقترن بـ"قد". 2 الأعراف: 4. 3 البقرة: 2. 4 الحجر: 11؛ وغيرها. 496- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 14؛ وشرح عمدة الحافظ ص449؛ والمقاصد النحوية 3/ 202؛ وهمع الهوامع 1/ 246. اللغة: جار: ظلم. النصير: المعين. لا تشح: لا تبخل. جاد: بذل. بخل: حبس العطاء. الإعراب: كن: فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". للخليل: جار ومجرور متعلقان بـ"نصيرا". نصيرا: خبر "كان" منصوب. جار: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا =

السادسة: المضارع المنفي بـ"لا" نحو: {وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ} 1، {مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ} 2، وقوله "من الطويل": 497- ولو أن قوما لارتفاع قبيلة ... دخلوا السماء دخلتها لا أحجب فإن ورود بالواو أول على إضمار مبتدأ، على الأصح3، كقراءة ابن ذكوان {فَاسْتَقِيمَا

_ = تقديره: "هو". أو: حرف عطف. عدلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو"، و"الألف": للإطلاق. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": ناهية. تشح: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالفتح منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"تشح". جاد: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". أو: حرف عطف. بخلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو"، والألف للإطلاق. وجملة "كن للخليل نصيرا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جار": في محل نصب حال. وجملة "عدل": معطوفة على سابقتها. وجملة "لا تشح": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جاد": في محل نصب حال. وجملة "بخل": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "جار أو عدلا" و"جاد أو بخلا" حيث جاءت الحال في كلا الموضعين جملة فعلية غير مقترنة بالواو، وهي جملة "جار" وجملة "جاد" فعلهما ماض بعده أو العاطفة. واقتران جملة الحال بالواو إذا كانت بهذه المنزلة غير جائز لكونها تحمل معنى الشرط تقديره: "كن نصيرا لخليلك إذا جار وإذا عدل". وبما أن الجملة الشرطية لا تقترن بالواو لذلك ساوتها جملة الحال بمنزلتها. 1 المائدة: 84. 2 النمل: 20. 3 في المسألة ثلاثة أقوال: أحدها تقدير مبتدأ بعد الواو، وهو الذي ذكر الشارح أنه الأصح؛ والثاني عدم تقدير شيء مع بقاء الواو للحال والحكم بشذوذ ذلك، وهو رأي ابن عصفور؛ والثالث جعل الواو حرف عطف، وينسب إلى الجرجاني. 497- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 191. اللغة: الارتفاع: العلو، المجد والشرف. لا أحجب: لا أمنع. المعنى: يفخر الشاعر بنفسه ويقول إنه من أشرف الناس وأعلاهم مرتبة، فلو كانت درجات الناس ومنازلهم تنال بشرف الآباء والأجداد لكان خليقا به أن يبلغ أعلى المراتب وأسماها دون أن يقف بوجهه أحد. الإعراب: ولو: "الواو": بحسب ما قبلها، و"لو": حرف امتناع لامتناع. أن: حرف مشبه بالفعل. قوما: اسم "أن" منصوب. لارتفاع: جار ومجرور متعلقان بـ"دخلوا" وهو مضاف. قبيلة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. دخلوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. السماء: مفعول به منصوب. دخلتها: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. لا: حرف نفي. أحجب: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". =

وَلا تَتَّبِعَانِّ} 1، وقوله "من الوافر": 498- "أفادوا من دمي وتوعدوني" ... وكنت ولا ينهنهني الوعيد

_ = وجملة "لو أن قوما ... " بحسب ما قبلها. وجملة "دخلوا": في محل رفع خبر "أن". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "لو ثبت دخول قوم السماء لارتفاع قبيلة". وجملة "دخلتها": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا أحجب": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "دخلتها لا أحجب" حيث وقعت الجملة الحالية "لا أحجب" المضارعية منفية بـ"لا" واكتفي فيها بالربط بالضمير العائد إلى صاحب الحال، وهو التاء في "دخلتها"، والرابط هو الضمير المستتر الواقع نائب فاعل، ولم يؤت مع الرابط بواو الحال؛ لأن الجملة المضارعية المنفية إذا وقعت حالا وجب أن يُكتفى في ربطها بصاحب الحال بالضمير الراجع منها إليه، ولم يجز أن يؤتى معها بواو الحال. 1 يونس: 89. 498- التخريج: البيت لمالك بن رقية في شرح التصريح 1/ 392؛ والمقاصد النحوية 3/ 192. اللغة: أقادوا: من القود، وهو القصاص، وأقاد الأمير فلانا بفلان، أي قتله به. توعدوني: هددوني. نهنه: كف ومنع. الإعراب: أقادوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. من دمي: جار ومجرور متعلقان بـ"أقادوا"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وتوعدوني: "الواو": حرف عطف، "توعدوني": فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. وكنت: "الواو": حرف عطف، "كنت": فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "كان"، والخبر المحذوف، ويجوز أن تكون تامة، و"التاء": فاعلها. ولا: "الواو": حالية، "لا": نافية. ينهنهني: فعل مضارع مرفوع بالضمة.، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الوعيد: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "أفادوا ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "توعدني": معطوفة على سابقتها وجملة "كنت": معطوفة أيضا. وجملة "لا ينهنهني": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "ولا ينهنهني الوعيد" حيث وقعت الجملة المضارعية المنفية بـ"لا" حالا ومقترنة بالواو، والمفروض ألا يجيء بها؛ لأن جملة المضارع المنفي بمثابة وصف أضيف إليه "غير"، وللعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال: أحدها: تقدير مبتدأ بعد الواو، وهو الأصح. وثانيها: عدم تقدير شيء مع بقاء الواو للحال، والحكم بشذوذ ذلك، وهو رأي ابن عصفور. وثالثها: جعل الواو حرف العطف.

وقوله "من الرمل": 499- أكسبته الورق البيض أبا ... ولقد كان ولا يدعى لأب نص على ذلك في التسهيل، وفي كلام ولده خلافه. السابعة: المضارع المنفي بـ"ما"، كقوله "من الطويل": 500- عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة ... فما لك بعد الشيب صبا متيما

_ 499- التخريج: البيت لمسكين الدارمي في ديوانه ص22؛ وسمط اللآلي ص352؛ وشرح التصريح 1/ 392؛ والمقاصد النحوية 3/ 193. اللغة: أكسبه: جلب له، منحه. الورق: الدراهم المضروبة من الفضة. المعنى: يقول: لقد كان فقيرا مجهول النسب، لا يعرف له أب ينسبه الناس إليه، فلما صار غنيا ظهر نسب له، وأب يدعى إليه. الإعراب: أكسبته: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به أول. الورق: فاعل مرفوع بالضمة. البيض: نعت "الورق" مرفوع. أبا: مفعول به ثان منصوب. ولقد: "الواو": حرف عطف، و"اللام": موطئة للقسم، و"قد": حرف تحقيق. كان: فعل ماض تام، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "ويجوز أن يكون فعلا ماضيا ناقصا، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو" والخبر محذوف. ولا: "الواو": حالية، و"لا": نافية: يدعى: فعل مضارع للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". لأب: جار ومجرور متعلقان بـ"يدعى". وجملة "أكسبته الورق ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لقد كان": معطوفة على سابقتها. وجملة "لا يدعى لأب": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "كان ولا يدعى لأب" حيث جاءت الجملة المضارعية المنفية بـ"لا" حالا من الضمير المستتر في "كان" سواء أكانت تامة أم ناقصة، وقد ربط الشاعر هذه الجملة بصاحبها بالضمير المستتر في "يدعى"، وجاء مع ذلك بواو الحال، والمشهور ألا يؤتى مع الجملة الحالية المضارعية المنفية بـ"لا" برابط غير الضمير. 500- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 14؛ وشرح التصريح 1/ 392؛ وهمع الهوامع 1/ 246. شرح المفردات: عهدتك: عرفتك. تصبو: تميل إلى النساء. الصب: العاشق. المتيم: الذي أذله الحب وأضناه. المعنى: يقول: لقد عرفتك بعيدا عن ملاحقة النساء وأنت في أيام شبابك، فما لي أراك بعد هذا الشيب مغرما. الإعراب: "عهدتك": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به. "ما": حرف نفي. "تصبو": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه =

الثاني: تلزم الواو مع المضارع المثبت إذا اقترن بـ"قد"، نحو: {وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} 1، ذكره في التسهيل. 354- وجملة الحال سوى ما قدما ... بواو، أو بمضمر، أو بهما "وجملة الحال سوى ما قدما" يجوز ربطها "بواو" وتسمى هذه الواو واو الحال، وواو الابتداء، وقدرها سيبويه والأقدمون بـ"إذ"، ولا يريدون أنها بمعناها؛ إذ لا يرادف الحرف الاسم، بل إنها وما بعدها قيد للعامل السابق. "أو بمضمر" يرجع إلى صاحب الحال. "أو بهما" معا؛ وسوى ما قدم هو: الجملة الاسمية، وجملة الماضي، مثبتتين كانتا أو منفيتين، وجملة المضارع المنفي، ويستثنى من ذلك ما تقدم التنبيه عليه، وهو: الاسمية الواقعة بعد عاطف، والمؤكدة، وجملة الماضي التالي "إلا"، والمتلو بـ"أو"، والمضارع المنفي بـ"لا" أو بـ"ما" على ما مر، فلم يبق من أنواع المضارع المنفي سوى المنفي بـ"لم"، أو "لما"، وأما المنفي بـ"لن" فلا يمكن هنا، وأمثلة ذلك مع الجملة الاسمية غير ما تقدم: "جاء زيد والشمس طالعة"، ومنه: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} 2، "جاء زيد يده على رأسه"، ومنه: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} 3: أي: متعادين، وقوله "من الرمل": 501- ثم راحوا عبق المسك بهم ... "يلحفون الأرض هداب الأزر"

_ = وجوبا تقديره: "أنت". "وفيك": الواو حالية، "فيك": جار ومجرور متعلقان بخبر مبتدأ محذوف "شبيبة": مبتدأ مرفوع بالضمة. "فما": الفاء: حرف استئناف، "ما": اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. "لك": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. "بعد": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"صبا"، وهو مضاف. "الشيب": مضاف إليه مجرور. "صبا": حال منصوب. "متيما": حال ثانية. وجملة "عهدتك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما تصبو" في محل نصب حال. وجملة: "وفيك شبيبة" في محل نصب حال. وجملة "ما لك ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ما تصبو" حيث وقع حالا من "الكاف" في "عهدتك"، وهو جملة فعلية مضارعية منفية غير مقترنة بالواو، واكتفي فيها بالربط بالضمير، وهو الفاعل المستتر. 1 الصف: 5. 2 يوسف: 14. 3 البقرة: 38. 501- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص55؛ وجمهرة اللغة ص555؛ ولسان العرب=

وقوله "من الطويل": 502- ولولا جنان الليل ما آب عامر ... إلى جعفر سرباله لم يمزق

_ = 9/ 314 "لحف"، 10/ 234 "عبق"؛ والمقاصد النحوية 3/ 208؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص456. اللغة: عبق المسك بهم: أي تعلق طيب المسك بهم وبقي. يلحفون: يغطون. الأزر: ج الإزار، وهو الثواب. والهداب: ج الهدب، وهو طرف الثوب. المعنى: يقول: لقد علقت بهم رائحة الخمرة بعد أن أكثروا منها -هي شبيهة برائحة المسك على الطريقة النواسية- ثم راحوا يتبخترون في مشيهم، ويجرون أطراف أثوابهم الطويلة والتي تغطي الأرض. الإعراب: ثم: حرف عطف. راحوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. عبق: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. المسك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. يلحفون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. الأرض: مفعول به منصوب. هداب: مفعول به ثان، وهو مضاف. الأزر: مضاف إليه مجرور بالكسرة وسكن للروي. وجملة "راحوا": معطوفة على ما سبق. وجملة "عبق المسك": في محل نصب حال. وجملة "يلحفون": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "عبق المسك بهم" حيث جاءت الجملة الاسمية حالا من واو الجماعة في "راحوا" وقد ربط الشاعر هذه الجملة بصاحبها بالضمير المجرور في "بهم" ولم يذكر الواو معها، وهذا شاذ حسب رأي الزمخشري؛ إذ لا يجوز أن يكون الرابط هو الضمير وحده، ولا بد في ربط الجملة الاسمية إذا وقعت حالا من الواو إما وحدها وإما مع الضمير. وقوله: "يلحفون الأرض" حيث وقعت هذه الجملة الفعلية التي فعلها مضارع مثبت حالا من واو الجماعة في "راحوا". وقد اكتفي في ربط الجملة الحالية بصاحبها بالضمير، ولم يؤتى بالواو. 502- التخريج: البيت لسلامة بن جندل في ديوانه ص176؛ والأصمعيات ص135؛ ولسان العرب 13/ 92 "جنن"؛ والمقاصد النحوية 3/ 210؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 22. اللغة: الجنان: الظلام. آب: رجع. سرباله لم يمزق: أي سليما معافى. المعنى: يقول: لولا ظلام الليل ما عاد عامر حيا إلى جعفر، أي كان قد قتل. الإعراب: ولولا: "الواو": بحسب ما قبلها، و"لولا": حرف امتناع لوجود. جنان: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الليل: مضاف إليه مجرور والخبر محذوف وجوبا تقديره: "لولا جنان الليل موجود". ما: حرف نفي. آب: فعل ماض. عامر: فاعل مرفوع. إلى جعفر: جار ومجرور متعلقان بـ"آب". سرباله: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يمزق: فعل مضارع للمجهول مجزوم بالسكون وحرك بالكسر للروي، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "لولا جنان الليل": بحسب ما قبلها. وجملة "ما آب عامر": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "سرباله لم يمزق": في محل نصب حال. وجملة "لم يمزق" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "سرباله لم يمزق" حيث وقعت الجملة الاسمية حالا من "عامر" غير مقرونة بالواو" فدل على أنها غير واجبة خلافا لما ذهب إليه الزمخشري والفراء، وقد ربط الشاعر جملة الحال هنا بالضمير العائد إلى صاحب الحال، وهو الضمير في "سرباله".

و"جاء زيد ويده على رأسه"، ومنه: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 1 وهكذا النفي. وأمثلته مع جملة الماضي غير ما تقدم: "جاء زيد وقد طلعت الشمس"، ومنه قوله "من الطويل": 503- نجوت وقد بل المرادي سيفه ... "من ابن أبي شيخ الأباطح طالب" "جاء زيد قد علته سكينة"، ومنه: {أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} 2، {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ، قَالُوا} 3، أي: قائلين، وقوله "من الطويل": 504- وقفت بربع الدار قد غير البلى ... معارفها والساريات الهواطل

_ 1 البقرة: 22. 503- التخريج: البيت لمعاوية بن أبي سفيان في الدرر 5/ 46؛ وشرح التصريح 2/ 59؛ والمقاصد النحوية 3/ 478؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص496؛ وهمع الهوامع 2/ 52. اللغة: المرادي: هو عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي. الأباطح: ج البطحاء، وهنا مكة. الإعراب: "نجوت": فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "وقد": الواو حالية، "قد": حرف تحقيق. "بل": فعل ماض. "المرادي": فاعل مرفوع. "سيفه": مفعول به، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "من ابن": جار ومجرور متعلقان بـ"بل"، وهو مضاف. "أبي": مضاف إليه مجرور بالياء. "شيخ": نعت "أبي" مجرور، وهو مضاف. "الأباطح": مضاف إليه مجرور. "طالب": مضاف إلى "ابن" مجرور بالكسرة. وجملة: "نجوت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وقد بل ... " في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "وقد بل المرادي" وهي جملة فعلية، فعلها ماض مقترن بـ"قد"، ومثبت غير منفي، وقد وقعت حالا من فاعل "نجوت". 2 النساء: 90. 3 يوسف: 16. 504- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص115؛ وشرح عمدة الحافظ ص452؛ والمقاصد النحوية 3/ 203. اللغة: ربع الدار: الدار بعينها. البلى: الخراب. المعارف: المعالم. الساريات: ج السارية، وهي =

"جاء زيد وقد علته سكينة"، ومنه: {وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا} 1، {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} 2. وهكذا النفي. وأمثلته مع المضارع المنفي بـ"لم" أو "لما": "جاء زيد ولم يقم عمرو"، ومنه قوله "من الكامل": 505- ولقد خشيت بأن أموت ولم يكن ... للحرب دائرة على ابني ضمضم

_ = السحابة التي تأتي ليلا. الهواطل: ج الهاطلة، وهي الماطرة. المعنى: يقول: إنه وقف بدار المحبوبة التي غير معالمها المطر المتوالي. الإعراب: وقفت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. بربع: جار ومجرور متعلقان بـ"وقفت"، وهو مضاف. الدار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قد: حرف تحقيق، غير: فعل ماض مبني على الفتحة. البلى: فاعل مرفوع. معارفها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. والساريات: "الواو": حرف عطف، "الساريات": معطوف على "البلى" مرفوع. الهواطل: نعت "الساريات" مرفوع بالضمة. وجملة "وقفت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد غير البلى معالمها": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "قد غير البلى معارفها" حيث وقعت الجملة الفعلية المثبتة حالا مسبوقة بـ"قد" والرابط لهذه الجملة بصاحبها هو الضمير في "معارفها"، ولم يربطها بالواو، وهذا جائز عند الكوفيين والبصريين جميعا الذين لم يختلفوا في جواز ترك الواو ما دام في جملة الحال ضمير يربطها بصاحب الحال، ولكنهم يختلفون في جواز ترك "قد"، فالكوفيون يجوزون تركها والبصريون لا يجوزون ذلك. 1 البقرة: 246. 2 آل عمران: 168. 505- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص221؛ والأغاني 10/ 303؛ وحماسة البحتري ص43؛ وخزانة الأدب 1/ 129؛ والشعر والشعراء 1/ 259؛ والمقاصد النحوية 3/ 198. اللغة: أخشى: أخاف. الدائرة: اسم للحادثة، سميت بذلك لأنها تدور من خير إلى شر ومن شر إلى خير، ثم استعملت في المكروه. المعنى: يقول: ولقد أخاف أن أموت ولم تدر الحرب على ابني ضمضم بما يكرهانه وهما: حصين وهرم. الإعراب: ولقد: "الواو": بحسب ما قبلها، و"اللام": موطئة للقسم، و"قد": حرف تحقيق. خشيت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بأن: "الباء": حرف جر، "أن": حرف نصب ومصدري. أموت: فعل مضارع منصوب بالفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". ولم: "الواو": حالية، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص. للحرب: جار ومجرور متعلقان =

"جاء زيد لم يضحك"، ومنه قوله "من الطويل": 506- كأن فتات العهن في كل منزل ... نزلن به حب الفنا لم يحطم "جاء زيد ولم يضحك"، ومنه: {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} 1 وقوله "من الكامل": 507- سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... "فتناولته واتقتنا باليد"

_ = بمحذوف حال من "دائرة"، أصله نعت ولما تقدم على منعوته أعرب حالا. دائرة: اسم "تكن" مرفوع. على: حرف جر. ابني: اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى. وهو مضاف. ضمضم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "لقد خشيت": بحسب ما قبلها. وجملة "خشيت": جواب القسم لا محل لها من الإعراب والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"خشي" وجملة "لم يكن دائرة": في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "ولم يكن للحرب دائرة على ابني ضمضم" حيث وقعت الجملة المضارعية المنفية بـ"لم" حالا من تاء المتكلم في "خشيت"، والرابط هو الواو دون أن يكون هناك ضمير عائد إلى صاحب الحال، وهذا جائز. 506- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص12؛ ولسان العرب 2/ 65 "فتت"، 15/ 165 "فنى"؛ والمقاصد النحوية 3/ 194. اللغة: العهن: الصوف المصبوغ الأحمر الذي تزين فيه الهوادج. الفتات: ما تناثر منه. حب: ثمر. الفنا: نوع من الشجر. يحطم: يكسر. المعنى: يشبه الشاعر الصوف الأحمر الذي زينت به الهوادج بحب الفنا قبل أن يكسر؛ لأنه إذا تحطم فقد لونه الشديد الاحمرار. الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. فتات: اسم "كأن" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. العهن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. في كل: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "فتات". وهو مضاف. منزل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. نزلن: فعل ماض، و"النون" ضمير في محل رفع فاعل. به: جار ومجرور متعلقان بـ"نزلن". حب: خبر "كأن" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الفنا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تحطم: فعل مضارع للمجهول مجزوم بالسكون وحرك بالكسر للوري، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". وجملة "كأن فتات ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نزلن به": في محل جر نعت "منزل". وجملة "لم تحطم": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "لم تحطم" حيث وردت الجملة الفعلية المضارعية المنفية بـ"لم" حالا من "حب"، وقد ربطها الشاعر بصاحبها الضمير المستتر في "تحطم"، ولم يأت بالواو، وهذا جائز. 1 الأنعام: 93. 507- التخريج: البيت للنابغة الذبياني ص93؛ والشعر والشعراء 1/ 176؛ والمقاصد النحوية =

وهكذا النفي بـ"لما"؛ ومنه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ} 1. تنبيهات: الأول: مذهب البصريين -إلا الأخفش- لزوم "قد" مع الماضي المثبت مطلقا ظاهرة أو مقدرة، والمختار -وفاقا للكوفيين والأخفش- لزومها مع المرتبط بالواو فقط، وجواز إثباتها وحذفها في المرتبط بالضمير وحده أو بهما معا، تمسكا بظاهر ما سبق؛ إذ الأصل عدم التقدير، لا سيما مع الكثرة، نعم في ذلك أربع صور مرتبة في الكثرة هي: "جاء زيد وقد قام أبوه"، ثم "جاء زيد قد قام أبوه"، ثم "جاء زيد وقام أبوه"، ثم "جاء زيد قام أبوه"، وجعل الشارح الثالثة أقل من الرابعة، وهو خلاف ما في التسهيل. الثاني: تمتنع "قد" مع الماضي الممتنع ربطه بالواو، وهو: تالي "إلا"، والمتلو بـ"أو"، وندر قوله "من الطويل": 508- متى يأت هذا الموت لم يلف حاجة ... لنفسي إلا قد قضيت قضاءها

_ = 3/ 201؛ ولسان العرب 9/ 332 "نصف". اللغة: النصيف: الخمار الذي تضعه المرأة على وجهها. المعنى: يقول: سقط الخمار عن وجه الحبيبة فوضعت يدها على وجهها لتستره عنا. الإعراب: سقط: فعل ماض. النصيف: فاعل مرفوع بالضمة. ولم: "الواو": حالية، و"لم": حرف جزم. ترد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي. إسقاطه: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. فتناولته: "الفاء": حرف استئناف، و"تناول": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هي، و"التاء": للتأنيث، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. واتفقنا: "الواو": حرف عطف، "اتقى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي، و"التاء": للتأنيث، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. باليد: جار ومجرور متعلقان بـ"اتقتنا". وجملة "سقط النصيف": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولم ترد إسقاطه" في محل نصب حال. وجملة "فتناولته": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "واتقتنا": معطوفة لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ولم ترد إسقاطه" حيث جاءت هذه الجملة الفعلية التي فعلها فعل مضارع منفي بـ"لم" حالا من "النصيف"، وفيها ضمير يعود منها إلى صاحب الحال، وهي مصدرة بواو الحال، فالرابط لها بصاحب الحال شيئان: واو الحال والضمير. 1 آل عمران: 142. 508- التخريج: البيت لقيس بن الخطيم في ديوانه ص49؛ وخزانة الأدب 7/ 35؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1/ 186؛ والمقاصد النحوية 3/ 222. اللغة: لا يلفي حاجة: لا يجد حاجة. قضيت قضاءها: فرغت منها، وقضيتها مثل قضائي لأمثالها. الإعراب: متى: اسم شرط جازم. يأت: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وهو فعل الشرط. =

الثالث: قد يحذف الرابط لفظا فينوى، نحو: "مررت بالبر قفيز بدرهم": أي: منه، وقوله "من الكامل": 509- نصف النهار الماء غامره ... "ورفيقه بالغيب ما يدري"

_ = هذا: اسم إشارة مبني في محل رفع فاعل. الموت: بدل من "هذا" مرفوع. لم: حرف جزم. يلف: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وهو جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". حاجة: مفعول به "ويروى "تُلف" للمجهول، فتكون "حاجة" نائب فاعل مرفوع". لنفسي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "حاجة"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. إلا: حرف استثناء. قد: حرف تحقيق. قضيت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. قضاءها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "متى يأت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة فعل الشرط وجوابه في محر جر بالإضافة. وجملة "لم يأت": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بشرط بالفاء أو بـ"إذا"، وجملة "قضيت قضاءها": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "إلا قد قضيت قضاءها" حيث وردت بعد "إلا" جملة فعلية ماضوية مثبتة، حالا من "حاجة" الواقعة نكرة، وتخصصت بوصفه الجار والمجرور، والرابط بصاحب الحال هو الضمير في "قضاءها"، ولا يصح ربطها بصاحبها بالواو لوقوعها بعد "إلا". ورأى بعضهم أنه يصح ربط الجملة الحالية الماضوية الواقعة بعد إلا بصاحب الحال بالواو كما يصح ربطها بالضمير، وبالاثنين معا. 509- التخريج: البيت للمسيب بن علس في أدب الكاتب ص359؛ وإصلاح المنطق ص241، 250؛ وشرح شواهد المغني 2/ 787؛ ولسان العرب 9/ 331 "نصف"؛ وللأعشى في جمهرة اللغة ص1262؛ وخزانة الأدب 3/ 233، 235، 236؛ والدرر 4/ 17؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص683؛ وجمهرة اللغة ص893؛ ورصف المباني ص419؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 642؛ وشرح المفصل 2/ 65؛ وهمع الهوامع. المعنى: انتصف النهار وصاحبه لا يعلم ما حل به تحت الماء. الإعراب: نصف: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. النهار: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. الماء: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. غامره: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ورفيقه: "الواو": حالية، "رفيقه": مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بالغيب: جار ومجرور متعلقان بالفعل يدري. لا: نافية. يدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وجملة "نصف النهار": ابتدائية لا محل لها. وجملة "الماء غامره": في محل نصب حال. وجملة "ورفيقه لا يدري": حالية محلها النصب. وجملة "لا يدري": في محل رفع خبر. والشاهد فيه قوله: "الماء غامره" جاءت الجملة حالا بعد رابط "و" حالية" محذوف.

أي: والماء غامره. الرابع: الأكثر في الاسمية الجائزة فيها الأوجه الثلاثة: الربط بالواو والضمير معا، ثم الواو وحدها، ثم الواو وحدها، ثم الضمير وحده، وليس انفراد الضمير -مع قلته- بنادر، خلافا للفراء والزمخشري؛ لما تقدم، ومثل هذه الاسمية في ذلك -على ما يظهر- جملة المضارع المنفي الجائز فيها الأوجه الثلاثة. الخامس: كما يقع الحال جملة يقع أيضا ظرفا، نحو: "رأيت الهلال بين السحاب"، وجار ومجرورا، نحو: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} 1، ويتعلقان باستقرار محذوف وجوبا. وأما {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} 2 فليس "مستقرا" فيه هو المتعلق لأنه كون خاص؛ إذ معناه عدم التحرك، وذلك مطلق الوجود. "حذف عامل الحال": 355- والحال قد يحذف ما فيها عمل ... وبعض ما يحذف ذكره حظل أي: منع. يعني أنه قد يحذف عامل الحال: جوازا؛ لدليل حالي، نحو: "راشدا"، للقاصد سفرا، و"مأجورا"، للقادم من حج، أو مقالي، نحو: {بَلَى قَادِرِينَ} 3، {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} 4 أي: تسافر. ورجعت، ونجمعها، وصلوا. ووجوبا: قياسا في أربع صور؛ نحو: "ضربي زيدا قائما"، ونحو: "زيد أبوك عطوفا"، وقد مضتا5، والتي بين فيها ازدياد أو نقص بتدريج، نحو: "تصدق بدرهم فصاعدا"، و"اشتر بدينار فسافلا"، وما ذكر لتوبيخ، نحو: "أقائما وقد قعد الناس"، و"أتميميا مرة وقيسيا أخرى": أي أتوجد، وأتتحول، وسماعا في غير ذلك.

_ 1 القصص: 79. 2 النمل: 40. 3 القيامة: 4. 4 البقرة: 239. 5 مضت الأولى في باب المبتدأ والخبر عند الكلام على المواضع التي يحذف فيها الخبر وجوبا؛ ومضت الثانية في هذا الباب "باب الحال" عند تقسيم الحال إلى مؤسسة ومؤكدة.

نحو: "هنيئا لك": أي ثبت لك الخير هنيئا، أو هنأك هنيئا1. "حذف الحال": تنبيه: قد تحذف الحال للقرينة، وأكثر ما يكون ذلك إذا كانت قولا أغنى عنه المقول، نحو: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ} 2، أي: قائلين ذلك، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} 3، أي: قائلين ذلك. "أنواع الحال": خاتمة: تنقسم الحال باعتبارات: الأول، باعتبار انتقالها عن صاحبها ولزومها له، إلى المنتقلة -وهو الغالب- والملازمة. والثاني، باعتبار قصدها لذاتها وعدمه، إلى المقصودة -وهو الغالب- والموطئة، وهي الجامدة الموصوفة. والثالث، باعتبار التبيين والتوكيد، إلى المبينة -وهو الغالب- وتسمى المؤسسة والمؤكدة، وهي التي يستفاد معناها بدونها. وقد تقدمت هذه الأقسام. والرابع، باعتبار جريانها على من هي له وغيره، إلى الحقيقة -وهو الغالب- والسببية، نحو: "مررت قائما سكانها".

_ 1 يشير الشارح بذكر هذين التخريجين إلى أنه يجوز في نحو قولك: "هنيئا لك" وجهان من وجوه الإعراب: أحدهما: أن يكون "هنيئا" مفعولا مطلقا عامله فعل محذوف من لفظه، وتقدير الكلام: هناك الأمر هنيئا، وثانيهما أن يكون "هنيئا" حالا من فاعل فعل محذوف، وتقدير الكلام على هذا: ثبت لك ذلك الأمر هنيئا، وهنيء صفة وليس بمصدر، فعلى الوجه الأول يكون من نيابة الصفة عن المصدر، وعلى الوجه الثاني يبقى بدون تأويل، والوجه الأول من هذه الوجهين هو مذهب سيبويه رحمه الله وتبعه فيه جار الله الزمخشري في المفصل، والوجه الثاني هو ما ذهب إليه أبو سعيد السيرافي رحمه الله. "عن محيي الدين عبد الحميد". 2 الرعد: 23، 24. 3 البقرة: 127.

والخامس، باعتبار الزمان، إلى مقارنة لعاملها -وهو الغالب- ومقدرة، وهي المستقبلة، نحو: "مررت برجل معه صفر صائدا به غدا"، أي: مقدرا ذلك، ومنه: {ادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} 1، {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} 2، أي: ناوين ذلك، قيل: وماضية، ومثل لها في "المغني" بـ"جاء زيد أمس راكبا"، وسماها محكية، وفيه نظر3.

_ 1 الزمر: 73. 2 الفتح: 27. 3 وجه النظر في هذا القسم أن المدار في مقارنة الحال وعدم مقارنتها إنما هو على مقارنتها لعاملها، كما ذكر الشارح في صدر هذا التقسيم، ولا شك أن التي سماها ابن هشام ماضية هي عند التحقيق مقارنة لعاملها في زمانه، والظاهر أن ابن هشام فهم أن الغرض مقارنتها لزمان التكلم، ولو كان كما ظنه لتحقق وجود هذا القسم؛ لكن الأمر ليس كما ظن، بل هو على ما قدمنا؛ لا جرم لم يكن لهذا القسم وجود، فإن قلت: فالوصف الذي وقع حالا قد أريد به الزمن الماضي. قلت: لا ضرر في ذلك؛ لأن أقصى ما فيه أن يكون استعمالا مجازيا؛ ولا حجر فيه. "عن محمد محيي الدين عبد الحميد".

التمييز

التمييز: "تعريفه ونوعاه": 356- اسم، بمعنى "من" مبين، نكره، ... ينصب تمييزا بما قد فسره 357- كشبر أرضا، وقفيز برا، ... ومنوين عسلا وتمرا يقال: تمييز ومميز، وتبيين ومبين، وتفسير ومفسر. وهو في الاصطلاح "اسم بمعنى من مبين نكره". قاسم: جنس، وبمعنى "من": مخرج لما ليس بمعنى "من"؛ كالحال فإنه بمعنى "في"، ومبين: مخرج لاسم "لا" التبرئة، ونحو: "ذنبا" من قوله: استغفر الله ذنبا لست محصيه ... "رب العباد إليه الوجه والعمل"1 ونكره: مخرج لنحو الحسن وجهه. ثم ما استكمل هذه القيود "ينصب تمييزا بما قد فسره" من المبهمات. والمبهم المفتقر للتمييز نوعان: جملة، ومفرد دال على مقدار. فتمييز الجملة: رفع إبهام ما تضمنته من نسبة عامل -فعلا كان أو ما جرى مجراه من مصدر أو وصف أو اسم فعل- إلى معموله من فاعل أو مفعول، نحو: "طاب زيد نفسا"،

_ 1 تقدم بالرقم 405.

{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} 1، والتمييز في مثله محول عن الفاعل، والأصل: طابت نفس زيد، واشتعل شيب الرأس، ونحو: "غرست الأرض شجرا"، {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} 2، والتمييز فيه محول عن المفعول، والأصل: غرست شجر الأرض، وفجرنا عيون الأرض، وتقول: "عجبت من طيب زيد نفسا"، و"زيد طيب نفسا"، و"سرعان ذا إهالة"3. وناصب التمييز في هذا النوع، عند سيبويه والمبرد والمازني ومن وافقهم، وهو العامل الذي تضمنته الجملة، لا نفس الجملة، وهو الذي يقتضيه كلام الناظم في آخر الباب، ونص عليه في غير هذا الكتاب. وذهب قوم إلى ان الناصب له نفس الجملة، واختاره ابن عصفور ونسبه للمحققين. ويصح تخريج كلامه هنا على المذهبين؛ فلا اعتراض؛ لأنه يصح أن يقال: إنه فسر العامل؛ لأنه رفع إبهام نسبته إلى معموله، وإنه فسر الجملة؛ لأنه رفع إبهام ما تضمنته من النسبة. وأما تمييز المفرد فإنه: رفع إبهام ما دل عليه من مقدار مساحي أو كيلي أو وزني. "كشبر أرضا وقفيز برا ... ومنوين عسلا وتمرا" وناصب التمييز في هذا النوعه مميزه بلا خوف. 358- وبعد ذي وشبهها أجرره إذا ... أضفتها، كـ"مد حنطة غذا" 359- والنصب بعدما أضيف وجبا ... إن كان مثل "ملء الأرض ذهبا" "وبعد ذي" المقدرات الثلاثة "ونحوها" مما أجرته العرب مجراها في الافتقار إلى مميز، وهي الأوعية المراد بها المقدار: كـ"ذنوب ماء"، و"حب عسلا"، و"نحي سمنا"، و"راقود خلا"، وما حمل على ذلك من نحو: "لنا مثلها إبلا، وغيرها شاء"، وما كان فرعا

_ 1 مريم: 4. 2 القمر: 12. 3 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 1/ 519؛ وجمهرة اللغة ص715، 878؛ ولسان العرب 8/ 152 "سرع"؛ ومجمع الأمثال 1/ 336. ويروى "سرعان ذا "أو: ذي إهالة" بجر "إهالة"، ولا شاهد على هذه الرواية. وسرعان: ما أسرع! والإهالة: الشحم، وأصله أن رجلا التقط شاه عجفاء "ضعيفة"، فألقى بين يديها كلأ، فرأى رغامها يسيل من منخريها، فظنه شحما، فقال هذا المثل يضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته.

للتمييز، نحو: "خاتم حديدًا"، و"باب ساجًا"، و"جبة خزًّا" "ارجرره إذا أضفتها" إليه "كمد حنطةٍ غدا" و"شبر أرضٍ"، و"منوا تمرٍ"، و"ذنوب ماءٍ" و"حب عسلٍ"، و"خاتم حديدٍ"، "باب ساجٍ". تنبيهان: الأول: النصب في نحو: "ذنوبٌ ماءً" و"حب عسلًا" أولى من الجر؛ لأن النصب يدل على أن المتكلم أراد أن عنده ما يملأ الوعاء المذكور من الجنس المذكور؛ وأما الجر فيحتمل أن يكون مراده ذلك وأن يكون مراده بيان أن عنده الوعاء الصالح لذلك. الثاني: إنما لم يذكر تمييز العدد مع تمييز هذه المقدرات؛ لأن له باب يذكره فيه، ولانفراد تمييزها بأحكام: منها جواز الوجهين المذكورين، وتمييز العدد إما واجب النصب كعشرين درهمًا، أو واجب الجر بالإضافة كمائتي درهمٍ؛ ومنها جواز الجر بـ"من كما سيأتي؛ ومنها أنه يميز تمييز العدد إذا وقعت هذه المقدرات تمييزا له، نحو: عشرين مدا برا، وثلاثين رطلا عسلا، وأربعين شبرا أرضا. "والنصب" للتمييز "بعدما أضيف" من هذه المقدرات لغير التمييز "وجبا إن كان" المضاف لا يصح إغناؤه عن المضاف إليه "مثل" {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا} 1، "ما في السماء قدر راحةٍ سحابًا"؛ إذ لا يصح: ملء ذهب، ولا قدر سحاب، فإن صح إغناء المضاف عن المضاف إليه جاز نصب التمييز، وجاز جره بالإضافة بعد حذف المضاف إليه، نحو: "هو أشجع الناس رجلًا"، و"هو أشجع رجلٍ". تنبيه: محل ما ذكره من وجوب نصب هذا التمييز، هو إذا لم يرد جره بـ"من" كما يذكره بعد، وقد أعطى ذلك أيضا بالمثال. ا. هـ. 360- والفاعل المعنى انصبن بأفعلا ... مفضلا: كـ"أنت أعلى منزلا" "والفاعل المعنى انصبن" على التمييز "بأفعلا مفضلا" له على غيره، والفاعل في المعنى هو السببي، وعلامته: أن يصلح للفاعلية عند جعل أفعل فعلا "كأنت أعلى منزلا"، وأكثر مالا؛ إذ يصح أن يقال: أنت علا منزلك وكثر مالك، أما ما ليس فاعلا في المعنى وهو ما أفعل التفضيل بعضه، وعلامته: أن يصح أن يوضع موضع أفعل بعض ويضاف إلى

_ 1 آل عمران: 91.

جمع قائم مقامه، نحو: "زيد أفضلُ فقيهٍ"؛ فإنه يصح فيه أن يقال: زيد بعض الفقهاء فهذا النوع يجب جره بالإضافة، إلا أن يكون أفعل التفضيل مضافا إلى غيره؛ فينصب، نحو: "زيد أكرم الناس رجلا". 361- وبعد كل ما اقتضى تعجبا ... ميز، كـ"أكرم بأبي بكر أبا" "وبعد كل ما اقتضى تعجبا ميز كأكرم بأبي بكر" رضي الله تعالى عنه "أبا" و"ما أكرمه أبًا! " و"لله دره فارسًا"، و"حسبك به كافلًا"، و"كفى بالله عالمًا"، و"من مجزوء الكامل": "بانت لتحزننا عفاره" ... يا جارتا ما أنت جاره1 362- واجرر بمن إن شئت غير ذي العدد ... والفاعل المعنى: كـ"طب نفسا تفد" "واجرر بمن" لفظا كل تمييز صالح لمباشرتها، "إن شئت"؛ لأنها فيه معنى؛ كما أن كل ظرف فيه معنى "في"، وبعضه صالح لمباشرتها، وكل تمييز فإنه صالح لمباشرة من "غير ذي العدد والفاعل" في "المعنى" المحول عن الفاعل في الصناعة: "كطب نفسا تفد" إذ أصله: لتطب نفسك، فهذان لا يصلحان لمباشرتها، فلا يقال: "عندي عشرون من عبد"، ولا "طاب زيد من نفس"، ومنه نحو: "أنت أعلى منزلا"؛ ويجوز فيما سواهما، نحو: "عندي فقير من بر، وشبر من أرض، ومنوان من عسل"، و"ما أحسنه من رجل". تنبيهات: الأول: كان ينبغي أن يستثنى -مع ما استثناه- التمييز المحول عن المفعول: نحو: "غرست الأرض شجرا"، {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} 2، و"ما أحسن زيدا أدبا"؛ فإنه يمتنع فيه الجر بـ"من". الثاني: تقييد الفاعل في المعنى بكونه محولا عن الفاعل في الصناعة لإخراج نحو:

_ 1 تقدم بالرقم 486. 2 القمر: 12.

"لله دره فارسا"، و"من المتقارب": 510- "أقول لها حين جد الرحيـ ... ـل: أبرحت ربا" وأبرحت جارا فإنهما وإن كانا فاعلين معنى -إذ المعنى: عظمت فارسا وعظمت جارا- إلا أنهما غير محولين؛ فيجوز دخول "من" عليهما، ومن ذلك: "نعم رجلا زيد"، يجوز فيه: نعم من رجل، ومنه قوله "من الوافر": 511- "تخيره فلم يعدل سواه" ... فنعم المرء من رجل تهامي

_ 510- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص99؛ وجمهرة اللغة ص56، 275؛ وخزانة الأدب 3/ 302، 305، 306؛ وسمط اللآلي ص388؛ وشرح التصريح 1/ 399؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1263؛ والكتاب 2/ 175؛ ولسان العرب 2/ 411 "برح"؛ ونوادر أبي زيد ص55؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 367، 404؛ والفاخر ص280. شرح المفردات: جد الرحيل: تحقق. أبرح: عظم. الرب: هنا الملك الذي يقصده. المعنى: يقول الشاعر لناقته التي ارتحل عليها إلى ممدوحه: ما أعظم هذا الملك الذي تقصدينه، فإنه سينسيك المشقة والعذاب بكثير رفده وعطائه. الإعراب: "أقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "لها": جار ومجرور متعلقان بـ"أقول". "حين": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"أقول"، وهو مضاف. "جد": فعل ماض. "الرحيل": فاعل مرفوع. "أبرحت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ربا": تمييز منصوب. "وأبرحت جارا": معطوفة على "أبرحت ربا" وتعرب إعرابها. وجملة "أقول لها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة "جد الرحيل" في محل جر بالإضافة. وجملة "أبرحت ربا" في محل نصب مفعول به. وجملة "أبرحت جارا" معطوفة على جملة: "أبرحت ربا". الشاهد فيه قوله: "ربا ... جارا" فإنهما تمييزان يجوز جرهما بـ"من" لأنهما وإن كانا في المعنى فاعلين، لكنهما غير محولين عن الفاعل صناعة. 511- التخريج: البيت لأبي بكر بن الأسود المعروف بابن شعوب الليثي في الدرر 5/ 211؛ وشرح التصريح 1/ 399، 2/ 96؛ وشرح المفصل 7/ 133؛ والمقاصد النحوية 3/ 227؛ 4/ 14؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 395، والمقرب 1/ 69؛ وهمع الهوامع 2/ 86. شرح المفردات: تخيره: اصطفاه. يعدل: يسوي. تهامي: منسوب إلى تهامة، وهي بلاد شمال الحجاز. المعنى: يقول راثيا هشام بن المغيرة: إن الموت قد اصطفاه ولم يسو بينه وبين غيره من الناس، ولنعم هذا التهامي من رجل كامل الصفات. الإعراب: "تخيره": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو"، والهاء ضمير في =

الثالث: أشار بقوله: "إن شئت" إلى أن ذلك جائز، لا واجب. الرابع: أختلف في معنى "من" هذه؛ فقيل: للتبعيض، وقال الشلوبين: يجوز أن تكون بعد المقادير وما أشبهها زائدة عند سيبويه، كما زيدت في نحو: "ما جاءني من رجل"، قال: إلا أن المشهور من مذاهب النحاة -ما عدا الأخفش- أنها لا تزاد إلا في غير الإيجاب؛ قال في الارتشاف: ويدل لذلك -يعني الزيادة- العطف بالنصب على موضعها؛ قال الحطيئة "من البسيط": 512- طافت أمامة بالركبان آونة ... يا حسنه من قوام ما ومنتقبا بنصب "منتقبا" على محل "قوام". الخامس: إذا قلت: "عندي عشرون من الرجال"؛ لا يكون ذلك من جر تمييز العدد بمن، بل هو تركيب آخر؛ لأن تمييز العدد شرطه الإفراد، وأيضا فهو معرف. ا. هـ.

_ = محل نصب مفعول به. "ولم": الواو حرف عطف، "لم": حرف جزم. "يعدل": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "سواه": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فنعم": الفاء حرف استئناف، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. "المرء": فاعل مرفوع. "من": حرف جر زائد. "رجل": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز. "تهامي": نعت "رجل" مجرور. وجملة: "تخيره ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب: وجملة: "لم يعدل ... " معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "نعم المرء ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "من رجل"، وهو فاعل في المعنى، ولكنه لما كان غير محول عن الفاعل جاز فيه الجر بـ"من". 512- التخريج: البيت للحطيئة في ديوانه ص11؛ وخزانة الأدب 3/ 270، 289؛ والدرر 4/ 34؛ وشرح التصريح 1/ 398؛ والمقاصد النحوية 3/ 242؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 432؛ وهمع الهوامع 1/ 251. اللغة: أمامة: اسم امرأة. الركبان: ركاب الإبل. القوام: القامة. المنتقب: المكان الذي تضع المرأة النقاب عليه من وجهها. الإعراب: طافت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. أمامة: فاعل مرفوع بالضمة. بالركبان: جار ومجرور متعلقان بـ"طاف". آونة: ظرف زمان، متعلق بـ"طاف". يا: حرف نداء. حسنه: منادى منصوب بالفتحة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من: حرف جر زائد. قوام: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز. ما: نكرة تامة مبهمة مبنية في محل جر نعت "قوام". ومنتقبا: "الواو": حرف عطف، و"منتقبا": معطوف على محل "قوام" منصوب بالفتحة وجملة "طافت أمامه": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا حسنة ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ومنتقبا" حيث عطفه بالنصب على موضع التمييز المجرور بـ"من" الزائدة.

[تأخر التمييز عن عامله] : 363- وعامل التمييز قدم مطلقًا ... والفعل ذو التصريف نزرًا سبقا "وعامل التمييز قدم مطلقًا": أي ولو فعلًا متصرفًا، وفاقًا لسيبويه والفراء وأكثر البصريين والكوفيين1؛ لأن الغالب في التمييز المنصوب بفعل متصرف كونه فاعلًا في الأصل وقد حول الإسناد عنه إلى غيره لقصد المبالغة؛ فلا يُغير عما كان يستحقه من وجوب التأخير؛ لما فيه من الإخلال بالأصل، أما غير المتصرف فبالإجماع، وأما قوله "من الرجز": 513- ونارنا لم ير نارًا مثلها ... [قد علمت ذاك معد كلها] فضرورة، وقيل: الرؤية قلبية، و"نارًا": مفعول ثان.

_ 1 انظر المسألة العشرين بعد المائة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص828-832. 513- التخريج: الرجز بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 239. اللغة: معدّ: أبو العرب العدنانية. المعنى: يفخر الشاعر بكرمه وسخائه على الأضياف، ثم يقول: وجميع الأعراب تعرف ذلك. الإعراب: ونارنا: "الواو": بحسب ما قبلها، و"نارنا": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة: لم: حرف نفي وجزم وقلب. ير: فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة. نارًا: تمييز منصوب بالفتحة. مثلها: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. قد: حرف تحقيق. علمت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. ذاك: اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول به. معد: فاعل مرفوع. كلها، توكيد لفظي لـ"معد" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "نارنا ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "لم ير مثلها": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "قد علمت": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "نارًا" حيث وقع تمييزًا لـ"مثلها" وهو اسم جامد تأخر عن التمييز، وهذا شاذ إذ يجب على التمييز أن يتأخر عن المميز، فيقال: "لم ير مثلها نارًا". وقد قيل إن التقديم هنا ضرورة شعرية، كما قيل إن الرؤية هنا قلبية، و"نارًا" مفعول ثان.

"والفعل ذو التصريف نزرًا سبقًا" هو مبني للمفعول، ونزرًا: حال من الضمير المستتر فيه النائب عن الفاعل، أي: مجيء عامل التمييز هو فعل متصرف مسبوقًا بالتمييز نزر: أي: قليل؛ من ذلك قوله "من المتقارب": 514- أنفسًا تطيب بنيل المنى ... وداعي المنون ينادي جهارا وقوله "من المتقارب": 515- "أتهجر ليلى بالفراق حبيبها" ... وما كان نفسًا بالفراق تطيب

_ 514- التخريج: البيت لرجل من طيئ في شرح التصريح 1/ 400؛ وشرح عمدة الحافظ ص477؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 862؛ مغني اللبيب 2/ 463؛ والمقاصد النحوية 3/ 241. شرح المفردات: تطيب: تطمئن. المنى: ج المنية، وهي المراد. المنون: الموت. الجهار: العلانية. المعنى: يقول: إن النفوس لتغتبط بما تحققه من أمان، وتغفل عن الموت الذي يدعوها علانية إلى الزوال. الإعراب: "أنفسًا": الهمزة للاستفهام: "نفسًا": تمييز منصوب. "تطيب": فعل مضارع مرفوع، وفاعله وجوبًا "أنت". "بنيل": جار ومجرور متعلقان بـ"تطيب" وهو مضاف. "المنى": مضاف إليه مجرور. "وداعي": الواو حالية، "داعي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف "المنون": مضاف إليه مجرور. "ينادي" فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضميرمستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "جهارا": نائب مفعول مطلق منصوب. وجملة: "تطيب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "داعي المنون ينادي" في محل نصب حال. وجملة "ينادي" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "أنفسًا تطيب" حيث قدم التمييز على عامله، وهذا نادر عند سيبويه، وقياسي عند الكسائي والمبرد. 515- التخريج: البيت للمخبل السعدي في ديوانه ص290؛ والخصائص 2/ 384؛ ولسان العرب 1/ 290 "حبب"؛ وللمخبل السعدي أو لأعشى همدان أو لقيس بن الملوح في الدرر 4/ 36؛ والمقاصد النحوية 3/ 235؛ وللمخبل السعدي أو لقيس بن معاذ في شرح شواهد الإيضاح ص188؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص197؛ والإنصاف ص828؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1330؛ وشرح المفصل 2/ 74؛ والمقتضب 3/ 36، 37؛ وهمع الهوامع 1/ 252. المعنى: يقول: إذا هجرت ليلى حبيبها وتباعدت عنه، فإن هذا التباعد لا يطيب لها، ولن ترضى به. الإعراب: "أتهجر": الهمزة للاستفهام الإنكاري، "تهجر": فعل مضارع مرفوع. "ليلى": فاعل مرفوع. "بالفراق": جار ومجرور متعلقان بـ"تهجر". "حبيبها": مفعول به، وهو مضاف، و"ها" ضمير في =

وقوله "من الطويل": 516- ضيعت حزمي في إبعادي الأملا ... وما ازعويت وشيبًا رأسي اشتعلا وأجاز الكسائي والمازني والمبرد والجرمي القياس عليه، محتجين بما ذكر، وقياسًا على غيره من الفضلات المنصوبة بفعل متصرف، ووافقهم الناظم في غير هذا الكتاب. تنبيهان: الأول: مما استدل به الناظم على الجواز قوله "من الطويل": 517- رددت بمثل السيد نهد مقلص ... كميش إذا عطفاه ماء تحلبا

_ = محل جر بالإضافة. "وما": الواو حالية، "ما": نافية. "كان": فعل ماض ناقص، واسمها ضمير الشأن "نفسًا": تمييز منصوب. "بالفراق": جار ومجرور متعلقان بـ"تطيب". "تطيب": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". وجملة: "أتهجر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وما كان" في محل نصب حال. وجملة: "تطيب" في محل نصب خبر "كان". والشاهد فيه قوله: "نفسًا" حيث وردت تمييزًا متقدمًا على عامله "تطيب". والأصل: "تطيب نفسًا. وقد جوزه بعضهم، واعتبره بعضهم الآخر ضرورة. 516- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 861؛ وشرح عمدة الحافظ ص 478؛ ومغني اللبيب 2/ 462؛ والمقاصد النحوية 3/ 24. اللغة: الجزم: ضبط الأمور. ارعوى: رجع إلى ما ينبغي الرجوع إليه، اشتعل رأسه شيبًا: أي كبر، أو كثرت عليه الهموم. الإعراب: "ضيعت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "حزمي": مفعول به، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة "في إبعادي": جار ومجرور متعلقان بـ"ضيعت"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة "الأملا": مفعول به لـ"إبعادي" والألف للإطلاق. "وما": الواو حرف عطف، "ما": حرف نفي. "ارعويت": فعل ماضٍ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "وشيبًا": الواو حالية، "شيبًا": تمييز منصوب. "رأسي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "اشتعلا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو"، والألف للإطلاق. وجملة: "ضيعت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما أرعويت" معطوفة على سابقتها. وجملة: "وشيبًا رأسي اشتعلا" في محل نصب حال. وجملة: "اشتعلا" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "شيبًا" حيث وقع تمييزًا متقدمًا على عامله "اشتعل"؛ والأصل: "اشتعل رأسي شيبًا"، وقد عده بعضهم ضرورة. 517- التخريج: البيت لربيعة بن مقروم في شرح شواهد المغني ص860؛ وشرح عمدة الحافظ ص477؛ والمقاصد النحوية 3/ 229. اللغة: السيد: الذئب. نهد: ضخم. مقلص: طويل القوائم. كميش: سريع. تحلبا: سالا. عطفاء: جانباه =

وقوله "من الطويل": 518- إذا المرء عينا قر بالعيش مثريا ... ولم يعن بالإحسان كان مدمما وهو سهو منه؛ لأن "عطفاه" و"المرء" مرفوعان بمحذوف يفسره المذكور، والناصب للتمييز هو المحذوف. الثاني: أجمعوا على منع التقديم في نحو: "كفى بزيد رجلًا"؛ لأن "كفى" وإن كان فعلًا متصرفًا إلا أنه في معنى غير المتصرف، وهو فعل التعجب؛ لأن معناه: ما أكفاه رجلًا!

_ = المعنى: رددت الغارة وأنا على فرس ضخم كذئب، طويل القوائم سريع يتصبب عرقًا من جانبه لشدة السرعة في عدوه. الإعراب: رددت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بمثل: جار ومجرور متعلقان بالفعل رددت. السيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. نهد: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. مقلص: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. كميش: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. إذا: ظرف متعلق بالصفة المشبهة كميش مبني على السكون في محل نصب. عطفاء: فاعل لفعل محذوف من نوع الفعل الظاهر مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ماء: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة. تحلبا: فعل ماضي مبني على الفتحة الظاهرة، والألف في محل رفع فاعل. وجملة "رددت": خبر للمبتدأ المجرور برب لفظًا في البيت الذي قبله. وجملة "عطفاء": مع الفعل المحذوف في محل جر بالإضافة، وجملة "تحلبا": تفسيرة لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ماء تحلبا" قدم التمييز على فعله وهذا غير جائز. 518- التخريج: البيت بلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 462. اللغة: قرت عينه: بردت سرورًا، وجف دمعها. مثريًا: غنيًا من الثراء. مذممًا: مذمومًا. المعنى: إن الإنسان إن وهبه الله الغنى والثراء، فتنعم وترفه في حياته من غير أن يشعر بغيره من الناس الفقراء والمساكين كان عمله مذمومًا لا يحبه أحد. الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه. المرء: فاعل مرفوع لفعل محذوف يفسره المذكور، مرفوع بالضمة. عينًا: تمييز منصوب. قر: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. بالعيش: جار ومجرور متعلقان بالفعل قر. مثريًا: حال منصوب. ولم: "الواو": حرف عطف، "لم": حرف جازم. يعن: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. بالإحسان: جار ومجرور متعلقان بالفعل يعن. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح، واسمها ضمير مستتر تقديره هو. مذممًا: خبر كان منصوب. وجملة " ... المرء": مع الفعل المحذوف في محل جر بالإضافة. وجملة "قر بالعيش": تفسيرية لا محل لها. وجملة "لم يعن": معطوفة على "مثريا" محلها على الحالية وجملة "كان مذممًا": لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "إذا قر المرء ... كان": ابتدائية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "عينًا قر بالعيش" حيث جاء التمييز "عينًا" متقدمًا على عامله فهو كالحال.

"أوجه اتفاق الحال والتمييز واختلافهما": خاتمة: يتفق الحال والتمييز في خمسة أمور، ويفترقان في سبعة أمور: فأما أمور الاتفاق فإنهما: اسمان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، رافعتان للإبهام. وأما أمور الافتراق: فالأول: أن الحال تجيء جملة وظرفًا ومجرورًا، كما مر، والتمييز لا يكون إلا اسمًا. الثاني: أن الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها، كما عرفت في أول باب الحال، ولا كذلك التمييز. الثالث: أن الحال مبينة للهيئات والتمييز للذوات. الرابع: أن الحال تتعدد، كما عرفت، بخلاف التمييز1. الخامس: أن الحال تتقدم على عاملها إذا كان فعلًا متصرفًا أو وصفًا يشبهه، ولا يجوز ذلك في التمييز على الصحيح2. السادس: أن حق الحال الاشتقاق وحق التمييز الجمود، وقد يتعاكسان؛ فتأتي الحال جامدة، كـ"هذا مالك ذهبًا"، ويأتي التمييز مشتقًّا، نحو: "لله دره فارسًا"، وقد مر. السابع: الحال تأتي مؤكدة لعاملها، بخلاف التمييز، فأما قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} 3، فـ"شهرًا": مؤكد لما فُهم من إن عدة الشهور، وأما بالنسبة إلى عامله -وهو اثنا عشر- فمبين، وأما إجازة المبرد ومن وافقه: "نعم الرجل رجلًا

_ 1 أي إن الحال تأتي متعددة وصاحبها واحد، ولا يجب عطف ثاني الحالين على أولهما: أما التمييز فإنه، وإن جاز فيه أن يتعدد لمميز واحد، لا يجوز فيه أن يتعدد، إلا مع عطف ثاني التمييزين على أولهما، نحو: "زيد أفضل الطلاب ترتيبًا وتهذيبًا". 2 هذا على رأي البصريين الذين أجازوا تقديم الحال على عاملها إذا كان العامل فعلًا متصرفًا أو اسمًا يشبهه، ولم يجيزوا تقديم التمييز على العامل فيه؛ أما الكوفيون فذهبوا عكس هذا المذهب؛ إذ أجازوا تقديم التمييز على عامله إذا كان العامل فيه فعلًا متصرفًا، ولم يجيزوا تقديم الحال على عامله. 3 التوبة: 36.

زيد"؛ فمردوده، وأما قوله "من الوافر": 519- تزود مثل زاد أبيك فينا ... فنعم الزادُ زادُ أبيك زادًا فالصحيح أن "زادًا" معمول لـ"تزود": إما مفعول مطلق إن أريد به التزود، أو مفعول به إن أريد به الشيء الذي يتزود به من أفعال البر، وعليهما فـ"مثل" نعت له تقدم فصار حالًا، وأما قوله "من البسيط": 520- نعم الفتاةُ فتاةً هندُ لو بذلت ... رد التحية نطقًا أو بإيماء

_ 519- التخريج: البيت لجرير في خزانة الأدب 9/ 394، 399؛ والخصائص 1/83، 396؛ والدرر 5/ 210؛ وشرح شواهد الإيضاح ص109؛ وشرح شواهد المغني ص57؛ وشرح المفصل 7/ 132؛ ولسان العرب 3/ 198 "زود"؛ والمقاصد النحوية 4/ 30؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ص862؛ ومغني اللبيب ص462؛ والمقتضب 2/ 150. المعنى: يخاطب الشاعر ممدوحه ويدعوه للسير على خطى أبيه في الجود والعطاء اللذين عرف بهما. الإعراب: "تزود" فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "مثل": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "زاد": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف "أبيك": مضاف إليه مجرور بالباء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "فينا": جار ومجرور متعلقان بـ"تزود". "فنعم": الفاء استئنافية، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. "الزاد": فاعل مرفوع. "زاد". مبتدأ مؤخر، وهو مضاف "أبيك": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "زادا": تمييز منصوب. وجملة: "تزود" ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة: "نعم الزاد ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب، أو في محل رفع خبر للمبتدأ "زاد"، وتكون بذلك جملة: "زاد أبيك نعم" استئنافية. الشاهد: قوله: "فنعم الزاد زادًا" حيث جمع بين الفاعل "الزاد" والتمييز "زادًا"، وهذا غير جائز عند البصريين. 520- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 398؛ والدرر 5/ 209؛ وشرح التصريح 2/ 95؛ وشرح شواهد المغني ص862؛ ومغني اللبيب ص464؛ والمقاصد النحوية 4/ 32؛ وهمع الهوامع 2/ 86. شرح المفردات: بذلت: أعطت. الإيماء: الإشارة. الإعراب: "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. "الفتاة": فاعل مرفوع. "فتاة": تمييز منصوب "هند" مبتدأ مؤخر مرفوع، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي هند". "لو": حرف تمن. "بذلت": فعل ماض؛ والتاء للتأنيث. "رد": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "التحية": مضاف إليه مجرور. "نطقًا": تمييز منصوب. "أو": حرف عطف. "بإيماء": جار ومجرور متعلقان بـ"رد". =

ففتاة: حال مؤكدة. والله أعلم.

_ = وجملة: "نعم الفتاة" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ. وجملة: "هند نعم الفتاة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بذلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "نعم الفتاة فتاة هند" حيث جمع بين فاعل "نعم" وهو "الفتاة"، وبين تمييزها وهو "فتاة"، وليس في التمييز معنى زائد على ما يدل عليه الفاعل.

حروف الجر

حروف الجر: "تعدادها": 364- هاك حروف الجر، وهي من، إلى، ... حتى، خلا، حاشا، عدا، في، عن، على 365- مذ، منذ، رب، اللام، كي، واو، وتا ... والكاف، والبا، ولعل، ومتى "هاك حرف الجر وهي" عشرون حرفًا: "من" و"إلى" و"حتى" و"خلا" و"حاشا" و"عدا" و"في" و"عن" و"على" و"مذ" و"منذ" و"رب" و"اللام" و"كي" و"واو وتا والكاف والبا ولعل ومتى" وكلها مشتركة في جر الاسم على التفصيل الآتي: وقد تقدم الكلام على "خلا"، و"حاشا"، و"عدا" في الاستثناء. وقل من ذكر "كي" و"لعل" و"متى" في حروف الجر؛ لغرابة الجر بهن. "كي": أما "كي" فتجر ثلاثة أشياء: الأول "ما" الاستفهامية المستفهم بها عن علة الشيء، نحو: كيمه، بمعنى: لمه، والثاني "ما" المصدرية مع صلتها، كقوله "من الطويل": 521- "إذا أنت لم تنفع فضر فإنما" ... يراد الفتى كيما يضر وينفع

_ 521- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ملحق ديوانه ص246؛ وله أو للنابغة الذبياني في شرح شواهد المغني 1/ 507؛ وللنابغة الجعدي، أو للنابغة الذبياني أو لقيس بن الخطيم في خزانة الأدب =

أي: للضر والنفع، قاله الأخفش. وقيل: "ما" كافة. الثالث "أن" المصدرية وصلتها، نحو: "جئت كي أكرم زيدًا"، إذا قدرت "أن" بعدها، فـ"أن" والفعل في تأويل مصدر مجرور بها، ويدل على أنَّ "أنْ" تضمر بعدها ظهورها في الضرورة، كقوله "من الطويل": 522- فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر وتخدعا

_ = 8/ 498؛ والمقاصد النحوية 4/ 245؛ ولقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص235؛ وكتاب الصناعتين ص315؛ وللنابغة الذبياني في شرح التصريح 2/ 3؛ والمقاصد النحوية 4/ 379؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص609؛ والجني الداني ص262؛ والحيوان 3/ 76؛ وخزانة الأدب 7/ 105؛ وشرح عمدة الحافظ ص266، ومغني اللبيب 1/ 182؛ وهمع الهوامع 1/ 5، 31. المعنى: يقول: على الإنسان إما أن يضر وإما أن ينفع، وبهاتين الصفتين ينماز الإنسان عن سائر المخلوقات. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "أنت": توكيد لفاعل فعل محذوف يفسره ما بعده، "لم": حرف جزم. "تنفع": فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره "أنت". "فضر": الفاء رابطة جواب الشرط، "ضر": فعل أمر مبني على السكون وحرك بالفتح منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله. وجوبًا "أنت". "فإنما": الفاء حرف استئناف، "إنما": حرف حصر. "يراد": فعل مضارع للمجهول. "الفتى": نائب فاعل مرفوع. "كيما" "كي": حرف جر وتعليل، "ما": حرف مصدري، والجار والمجرور متعلقان بـ"يراد". "يضر": فعل مضارع مرفوع، وفاعله. "هو" والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"يراد". "وينفع": الواو حرف عطف، "ينفع": معطوف على "يضر"، ويعرف إعرابه. وجملة: "إذا أنت ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنت ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "لم تنفع" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فضر ... " جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب وجملة "يراد" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يضر" صلة الموصول. الشاهد قوله: "كيما" حيث دخلت "كي" على "ما" المصدرية. وتقدير "ما" مصدرية هنا هو تخريج الأخفش، وهي عنده غير كافة لـ"كي" عن العمل في نصب المضارع. والفعل مؤول بمصدر على القولين: بواسطة "ما" على الأول، و"كي" على الثاني. 522- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص108؛ وخزانة الأدب 8/ 481، 482، 483، 488، والدرر 4/ 67؛ وشرح التصريح 2/ 3، 231؛ وشرح المفصل 9/ 14، 16؛ وله لحسان بن ثابت في شرح شواهد المغني 1/ 508؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 11؛ وخزانة الأدب ص125؛ وجواهر الأدب ص125؛ والجني الداني ص262؛ ورصف المباني ص217؛ وشرح التصريح 2/ 30؛ وشرح عمدة الحافظ ص267؛ ومغني اللبيب 1/ 183؛ وهمع الهوامع 2/ 5. =

والأولى أن تقدر "كي" مصدرية، فتقدر اللام قبلها؛ بدليل كثرة ظهورها معها، نحو: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا} 1. "لعل": وأما "لعل" فالجر بها لغة عقيل ثابتة الأول ومحذوفته، مفتوحة الآخر ومكسورته. ومنه قوله "من الوافر": 523- لعل اللهِ فضلكم علينا ... بشيء أن أمكم شريم

_ = اللغة والمعنى: المانح: المعطي، الواهب. تغر: تخدع. يقول: قالت: أتقدم لكل الناس المدح والثناء بلسانك، وأنت في ذلك تغرهم وتخدعهم. أي أنه يظهر عكس ما يخفي. الإعراب: فقالت: الفاء: بحسب ما قبلها، قالت: فعل ماض؛ والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. أكل: الهمزة: حرف استفهام، كل: مفعول به مقدم لـ"مانحًا"، وهو مضاف. الناس: مضاف إليه مجرور. أصبحت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع اسم "أصبح". مانحًا: خبر "أصبح" منصوب. لسانك: مفعول به لـ"مانحًا" منصوب، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. كيما: حرف جر للتعليل، وما: زائدة. أن: حرف نصب ومصدري، تغر: فعل مضارع منصوب، والفاعل: أنت. وتخدعا: الواو: حرف عطف، تخدعا: فعل معطوف على "تغر"، والفاعل: "أنت. والألف. للإطلاق. وجملة "قالت ... " الفعلية معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أكل الناس أصبحت مانحًا ... " الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "أن تغر" في محل جر بحرف الجر "كي". وجملة "تخدعا" معطوفة على جملة "تغر". والشاهد فيه ظهور "أن" المصدرية بعد "كي"، وذلك دليل على أمرين: الأول أن "كي" دالة على التعليل، وليست حرفًا مصدريًّا، والثاني أن "كي" التعليلية تقدر بعدها "أن" إذا لم تكن موجودة. 1 الحديد: 23. 523- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 7؛ والجني الداني ص584؛ وجواهر الأدب ص403؛ وخزانة الأدب 10/ 422، 423، 430؛ ورصف المباني ص375؛ وشرح التصريح 2/ 2؛ وشرح ابن عقيل ص351؛ والمقاصد النحوية 3/ 247؛ والمقرب 1/ 193. اللغة: شرح المفردات: الشريم من النساء: التي اتحد مسلكاها، أي مسلك البول ومسلك الغائظ، أو الأنف الذي قطعت أرنبته. المعنى: يقول: قد يكون الله فضلكم علينا بشيء هو أن أمكم شرماء، وهذا أسلوب ذم في معرض المدح وذلك باستعماله "فضلكم" حيث أوهم أنه يمدح في حين أنه يريد الذم. الإعراب: لعل: حرف جر شبيه بالزائد يفيد الترجي. الله: اسم الجلالة مجررو لفظًا مرفوع محلًّا. =

وقوله: لعل أبي المغوار منك قريب1 "متى": وأما "متى" فالجر بها لغة هذيل، وهي بمعنى "من" الابتدائية، سمع من كلامهم: "أخرجها متى كمه"، أي: من كمه، وقوله "من الطويل": 524- شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لججٍ خضرٍ لهن نئيج

_ = على أنه مبتدأ. فضلكم: فعل ماضٍ مبني على الفتحة، و"كم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". علينا: حرف جر، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فضلكم". بشيء: الباء حرف جر، "شيء":اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فضلكم". أن: حرف مشبه بالفعل. أمكم: اسم "أن" منصوب بالفتحة وهو مضاف، "كم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. شريم: خبر "أن" مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة: "فضلكم" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "أن أمكم شريم" المؤولة بمصدر في محل جر بدل من "شيء". الشاهد فيه قوله: "لعل الله" حيث جاءت لعل" حرف جر على لغة عقيل. 1 تقديم بالرقم 60. 524- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في الأزهية ص201؛ والأشباه والنظائر 4/ 287؛ وجواهر الأدب ص99؛ وخزانة الأدب 7/ 97-99؛ والخصائص 2/ 85؛ والدرر 4/ 179؛ وسر صناعة الإعراب ص135، 424؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 129؛ وشرح شواهد المغني ص218؛ ولسان العرب 1/ 487 "شرب"، 5/ 162 "مخر" 15/ 474 "متى" والمحتسب 2/ 114؛ والمقاصد النحوية 3/ 249؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص515؛ والأزهية ص284؛ وأوضح المسالك 3/ 6؛ والجني الداني ص43، 505؛ وجواهر الأدب ص47، 378؛ ورصف المباني ص151؛ وشرح ابن عقيل ص352، وشرح عمدة الحافظ ص268؛ والصحابي في فقه اللغة ص175؛ ومغني اللبيب ص105؛ وهمع الهوامع 2/ 34. اللغة: شربن بماء البحر: شربن ماء البحر. ترفعت: تصاعدت. اللجج: ج اللجة، وهي معظم الماء. نئيج: صوت مرتفع. المعنى: يدعو الشاعر لامرأة بالسقيا بماء سحب شربت من ماء البحر بصوت مرتفع، وتصاعدت لتسقط غيثًا محييًا. الإعراب: شربن: فعل ماض مبني على السكون، والنون ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بماء: "الباء حرف جر زائد، "ماء": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه مفعول به، وقد تكون الباء =

وأما الأربعة عشر الباقية فسيأتي الكلام عليها. تنبيهان: الأول: إنما بدأ بـ"من" لأنها أقوى حروف الجر، ولذلك دخلت على ما لم يدخل عليه غيرها، نحو: "من عندِك". الثاني: عد بعضهم من حروف الجر "ها" التنبيه، وهمزة الاستفهام، إذا جُعلت عوضًا من حرف الجر في القسم؛ قال في التسهيل: وليس الجر في التعويض بالعوض، خلافًا للأخفش ومن وافقه؛ وذهب الزجاج والرماني إلى أن "ايمن" في القسم حرف جر، وشذا في ذلك؛ وعد بعضهم منها الميم مثلثة في القسم، نحو: "م اللهِ"، وجعله في التسهيل بقية "ايمن"؛ قال: وليست بدلًا من الواو، ولا أصلها "من"، خلافًا لمن زعم ذلك. وذكر الفراء أن "لات" قد تجر الزمان، وقرئ: "ولات حينِ مناص"1. وزعم الأخفش أن "بَلْهَ" حرف جر بمعنى "من"، والصحيح أنها اسم. وذهب سيبويه إلى أن "لولا" حرف جر إذا وليها ضمير متصل، نحو: لولاي، ولولاك، ولولاه؛ فالضمائر مجرورة بها عند سيبويه، وزعم الأخفش أنها في موضع رفع بالابتداء ووضع ضمير الجر موضع ضمير الرفع، ولا عمل لـ"لولا" فيها، كما لا تعمل "لولا" في الظاهر، وزعم المبرد أن هذا التركيب فاسد لم يرد من لسان العرب، وهو محجوج بثبوت ذلك عنهم، كقوله "من الطويل": 425- أتطمع فينا من أراق دماءنا ... ولولاك لم يعرض لأحسابنا حسن

_ = حرف جر بمعنى "من"، و"ماء": اسم مجرور بالكسرة والجار والمجرور متعلقان بالفعل "شرب"، وهو مضاف. البحر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ثم: حرف عطف. ترفعت: فعل ماض مبني على الفتحة والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي" متى: حرف جر بمعنى "من". لجج: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ترفعت". خضر: نعت "لجج" مجرور بالكسرة. لهن: اللام حرف جر، و"هن" ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. نئيج: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "شربن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ترفعت" معطوفة على جملة "شربن". وجملة "لهن نئيج" في محل نصب حال من فاعل "ترفعت" المستتر، أو في محل جر نعت "لجج". الشاهد فيه قوله: "متى لجج" حيث جاءت "متى" بمعنى "من" على لغة هذيل. 1 ص: 3. 525- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 693؛ وجواهر الأدب ص397؛ وشرح المفصل 3/ 120؛ ولسان العرب 15/ 470 "إما لا". اللغة: أراق: أسأل، سفك. الحسب: الشرف. =

وقوله: "من الطويل": 526- وكم موطن لولاي طخت كما هوى ... بأجرامه من فنه النيق منهوي

_ = الإعراب: "أتطمع": للاستفهام، "تطمع": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره "أنت". "فينا: جار ومجرور متعلقان بـ"تطمع". "من": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "أراق": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "دماءنا": مفعول به، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "ولولاك": الواو حرف استئناف، "لولا": حرف جر، أو حرف شرط غير جازم، والكاف في محل جر بحرف الجر "حسب رأي سيبويه"، وفي محل رفع مبتدأ "حسب رأي الأخفش" وخبره محذوف وجوبًا. "لم": حرف جزم. "يعرض": فعل مضارع مجزوم بالسكون "لأحسابنا": جار ومجرور متعلقان بـ"يعرض"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة "حسن": فاعل مرفوع بالضمة وسكن للضرورة. وجملة: "أتطمع" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أراق" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وجملة: "لولاك لم يعرض" الشرطية استئنافية. وجملة: "لم يعرض" جواب شرط غير جازم، إذا اعتبرنا "لولا" شرطية، او استئنافية لا محل لها من الإعراب إذا اعتبرنا "لولا" جارة. الشاهد: قوله: "لولاك" حيث اتصلت الكاف بـ"لولا" على خلاف ما زعم المبرد. 526- التخريج: البيت ليزيد بن الحكم في الأزهية ص171؛ وخزانة الأدب 5/ 336، 337، 342؛ والدرر 4/ 175؛ وسر صناعة الإعراب ص395؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 202؛ وشرح المفصل 3/ 118، 9/ 23؛ والكتاب 2/ 374؛ ولسان العرب 12/ 92 "جرم"، 15/ 370 "هوا"؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 691؛ والجني الداني ص603؛ وجواهر الأدب ص397؛ وخزانة الأدب 10/ 333؛ ورصف المباني ص295؛ ولسان العرب 15/ 470 "إما لا"؛ والممتع في التصريف 1/ 191؛ والمنصف 1/ 72. اللغة: طحت: أهلكت. هوى: سقط. الأجرام: ج الجرم، وهو الجسد. القنة: الرأس. النيق، أعلى موضع في الجبل. المنهوي: الساقط. المعنى: يعاتب الشاعر أحد أنسبائه بقوله: كم معركة كنت فيها منتصرًا بفضل جهودي، حيث كانت الأجساد تتساقط فيها كتساقط المنهوي. الإعراب: "وكم": الواو بحسب نما قبلها، "كم": الخبرية في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف "موطن": مضاف إليه مجرور بالكسرة والخبر محذوف تقديره: "كم موطن كنت فيه". "لولا": حرف جر أو حرف شرط غير جازم، والياء ضمير في محل جر بحرف الجر "حسب رأي سيبويه"، وفي محل رفع مبتدأ "حسب رأي الأخفش"، وخبره محذوف وجوبًا. "طحت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق، "ما: المصدرية. "هوى": فعل ماض. "بأجرامه": جار ومجرور متعلقان بـ"هوى"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "من قنة": جار ومجرور متعلقان بـ"هوى"، وهو مضاف. "النيق"؛ مضاف إليه مجرور. "منهوي": فاعل "هوى" مرفوع، والياء للإطلاق. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. وجملة: "كم موطن" بحسب ما قبلها. وجملة: "طحت" في محل جر نعت "موطن". وجملة: "هوى" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لولاي" حيث اتصلت الياء بـ"لولا" على خلاف ما زعم المبرد.

366- بالظاهر أخصص: منذ، مذ، وحتى ... والكاف، والواو، ورب، والتا "بالظاهر أخصص منذ" و"مذ وحتى والكاف والواو ورب والتا" وكي، ولعل، ومتى، وقد سبق الكلام على هذه الثلاثة، وما عدا ذلك فيجر الظاهر والمضمر، على ما سيأتي بيانه. "اختصاص "مذ" و"منذ" بأسماء الزمان": 367- وأخصص بمذ ومنذ وقتًا، وبرب ... منكرًا، والتاء لله، ورب 368- وما رووا بمن نحو "ربه فتى" ... نزر، كذا "كها"، ونحوه أتى "وأخصص بمذ ومنذ وقتًا" وأما قولهم: "ما رأيته منذ أن الله خلقه"، فتقديره: منذ زمن أن الله خلقه، أي: منذ زمن خلق الله إياه. تنبيه: يُشترط في مجرورهما -مع كونه وقتًا- أن يكون معينًا، لا مبهمًا، ماضيًا أو حاضرًا، لا مستقبلًا، تقول: "ما رأيته مذ يوم الجمعة، أو مذ يومنا"، ولا تقول: "مذ يوم، ولا أراه مذ غد"، وكذا في "منذ". ا. هـ. "اختصاص "رب" بجر النكرات": "و" اخصص "برب منكرًا" نحو: "رب رجل"، ولا يجوز "رب الرجل" "التاء لله ورب" مضافًا للكعبة أو لياء المتكلم، نحو: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم} 1، و"ترب الكعبةِ"، و"تربي لأفعلن"، وندر: "تالرحمنِ"، و "تحياتك" "وما رووا من نحو ربه فتى"

_ 1 الأنبياء: 57.

وقوله "من البسيط": 527- "واهٍ رأبت وشيكًا صدع أعظمه" ... وربه عطبًا أنقذت من عطبه "نزر" أي: قليل تنبيه: يلزم هذا الضمير المجرور بها: الإفراد، والتذكير، والتفسير بتمييز بعده مطابق للمعنى، فيقال: "ربه رجلًا"، و"ربه امرأة" قال الشاعر "من الخفيف": ربه فتية دعوت إلى ما ... يورث المجد دائبًا فأجابوا1 وقد سبق التنبيه عليه في آخر باب الفاعل. "كذاكها ونحوه أتى" أي: قد جرت الكاف ضمير الغيبة قليلًا، كقوله "من الرجز": 528- "خلى الذنابات شمالًا كثبًا" ... وأم أوعال كها أو أقربا

_ 527- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 127؛ وشرح عمدة الحافظ ص271؛ والمقاصد النحوية 3/ 257؛ وهمع الهوامع 1/ 66، 2/ 27. اللغة: الواهي: الضعيف. رأب الصدع: أصلح الفتق. وشيكًا: قريبًا وسريعًا. العطب: الهالك. العطب: الهلاك. الإعراب: "واه": مبتدأ مرفوع تقديره: "رب واه". "رأبت":فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "وشيكًا": مفعول مطلق ناب عنه صفته منصوب. "صدع": مفعول به منصوب، وهو مضاف "أعظمه": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وربه": الواو واو رب، "رب": حرف جر شبيه بالزائد لا متعلق له، والهاء ضمير في محل رفع مبتدأ. "عطبًا": تمييز منصوب. "أنقذت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "من عطبه": جار ومجرور متعلقان بـ"أنقذت"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "رب واه رأبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "رأيت ... " في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "ربه عطبًا انقذت" معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "أنقذت ... " في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد: قوله: "ربه" حيث جر الضمير الهاء بحرف الجر "رب" وهو شاذ. 1 تقدم بالرقم 382. 528- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 269؛ وأوضح المسالك 3/ 16؛ وجمهرة اللغة ص61؛ وخزانة الأدب 10/ 195؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 95؛ وشرح شواهد الشافية ص345؛ والكتاب 2/ 384؛ ومعجم ما استعجم ص212؛ والمقاصد النحوية 3/ 253؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص356؛ وشرح المفصل 8/ 16، 42، 44. شرح المفردات: الذنابات: اسم موضع. شمالًا: ناحية الشمال. كثبًا: قريبًا. أم أوعال: اسم هضبة. كها: مثلها. =

وقوله "من الرجز": 529- ولا ترى بعلًا ولا حلائلا ... كه ولاكهن إلا حاظلا وهذا مختص بالضرورة تنبيه: قوله: "ونحوه" يحتمل ثلاثة أوجه:

_ = المعنى: يقول واصفًا حمار الوحشي الذي هرب جاعلًا الذنابات إلى شماله قريبًا منه. وأم أوعال مثلها في البعد أو أقرب. الإعراب: "خلى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "الذنابات": مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. "شمالًا" ظرف مكان منصوب متعلق بـ"خلي". "كثبًا" نعت "شمالًا" منصوب "وأم": الواو حرف عطف، "أم" معطوف على "الذنابات" منصوب، وهو مضاف. "أوعال" مضاف إليه مجرور. "كها" جار مجرور ومتعلقان بحال محذوفة من "أم أوعال" ومنهم من روى "أم" بالرفع على أنه مبتدأ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "أو" حرف عطف. "أقربا": معطوف على الضمير المجرور محلًّا بالكاف والألف للإطلاق. وإذا رويت "أم" بالرفع وجعلت الجار المجرور خبرًا، تكون "أقرب" مجرورة بفتحة بدلًا من الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف للوصفية ووزن الفعل، والألف للإطلاق، وإن رويت بالنصب، وجعلت الجار والمجرور حالًا فتكون منصوبة بالفتحة. الشاهد فيه قوله: "كها" حيث دخلت الكاف على الضمير ضرورة، تشبيهًا بلفظ "مثل"؛ لأنها في معناها؛ لأن من شأن الكاف أن تجر الاسم الظاهر أو الضمير المنفصل عند بعض النحاة. والذي حصل هنا هو ضرورة. 529- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص128؛ وخزانة الأدب 10/ 195، 196؛ والدرر 5/ 268، 4/ 152؛ وشرح أبيات سبيويه 2/ 163؛ وشرح التصريح 2/ 4؛ والمقاصد النحوية 3/ 256؛ وللعجاج في الكتاب 2/ 384، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبه في جواهر الأدب ص124؛ ورصف المباني ص204؛ وشرح ابن عقيل ص357؛ وشرح عمدة الحافظ ص269؛ وهمع الهوامع 2/ 30. شرح المفردات: البعل: الزوج. الحلائل: ج الحليلة، وهي الزوجة. حظله: منعه، أو ضيق عليه. المعنى: يقول ليس هناك زوج أو زوجات كحمار الوحش وأتنه، وهو يضيق عليهن، ويحظفهن من كل عدوان. الإعراب: "ولا": الواو بحسب ما قبلها، "لا": حرف نفي. "ترى": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله وجوبًا "أنت". "بعلًا": مفعول به منصوب. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "حلائل": معطوف على "بعلًا" منصوب، والألف للإطلاق. "كه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"بعل". "ولا": الواو حرف عطف، و"لا": حرف نفي. "كهن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "حلائل". "إلا": حرف حصر. "حاظلًا": مفعول به ثان منصوب، أو حال إذا اعتبرت "ترى" بصرية. الشاهد فيه قوله: "كه" و"كهن" حيث جر الضمير بالكاف في الموضعين، وذلك للضرورة الشعرية.

الأول: أن يكون إشارة إلى بقية ضمائر الغيبة المتصلة كما في قوله: "كه ولا كهن". الثاني: أن يكون إشارة إلى بقية الضمائر مطلقًا، وقد شذ دخول الكاف على ضمير المتكلم والمخاطب، كقوله "من الخفيف": 530- وإذا الحرب شمرت لم تكن كي ... "حين تدعو الكماة فيها نزال" وكقول الحنس: "أنا كك وأنت كي". وأما دخولها على ضمير الرفع نحو: "ما أنا كهو"، و"ما أنا كانت"، و"ما أنت كأنا" وعلى ضمير النصب نحو: "ما أنا كإياك"، و"ما أنت كإياي" فجعله في التسهيل أقل من دخولها على ضمير الغيبة المتصل. قال المرادي: وفيه نظر، بل إن لم يكن أكثر فهو مساوٍ. الثالث: أن يكون إشارة إلى بقية ما يختص بالظاهر، أي: أن بقية ما يختص بالظاهر

_ 530- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 154؛ وخزانة الأدب 10/ 197، 198؛ والمقاصد النحوية 3/ 265؛ وهمع الهوامع 2/ 31. اللغة: شمرت الحرب: اشتد القتال، وشق أمرها. لم تكن كي: أي لم تكن مثلي في القتال. الكماة: ج الكمين وهو البطل اللابس عدة الحرب. المعنى: يمدح الشاعر نفسه بشجاعته ومقارعته الأبطال والبلاء الحسن في القتال عندما يشتد أوار الحرب، وتتنادى الأبطال لخوض المعركة. الإعراب: وإذا: "الواو": بحسب ما قبلها، "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه، الحرب: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "إذا شمرت الحرب شمرت". شمرت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". لم: حرف نفي وجزم وقلب. تكن: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". كي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان" حين: ظرف زمان متعلق بـ"تكن". تدعو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. الكماة: فاعل مرفوع بالضمة. فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"تدعو". نزال: اسم فعل أمر بمعنى "انزلْ"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". وجملة الفعل المحذوف وفاعله في محل جر بالإضافة. وجملة "شمرت": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم تكن كي": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "تدعو": في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "كي" حيث جر بالكاف الضمير المتصل "ياء المتكلم"، وهذا ضرورة؛ لأن الكاف مختصة بجر الاسم الظاهر.

دخوله على الضمير قليل، كقوله "من الوافر": 531- فلا والله لا يلقى أناس ... فتى حتاك يابن أبي زياد وقوله "من الوافر": 532- أنت حتاك تقصد كل فج ... ترجي منك أنها لا تخيب وهذا شروع في ذكر معاني هذه الحروف:

_ 531- التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص544؛ وجواهر الأدب ص408؛ وخزانة الأدب 9/ 474، 475؛ والدرر 4/ 111؛ ورصف المباني ص185؛ والمقاصد النحوية 3/ 565؛ والمقرب 1/ 194؛ وهمع الهوامع 2/ 23. اللغة: يلقى: يجد. الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": زائدة. "والله": الواو واو القسم، حرف جر، "الله": لفظ الجلالة، مجرور، وفعل القسم محذوف وجوبًا. "لا": حرف نفي. "يلقى": فعل مضارع مرفوع. "أناس": فاعل مرفوع بالضمة. "فتى": مفعول به. "حتاك": جار ومجرور متعلقان بـ"يلقى". "يا": حرف نداء. "أبي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "زياد": مضاف إليه. وجملة القسم: " أقسم والله" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا يلقى ... " جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: "يابن أبي ... " استئنافية لا محل لها. الشاهد: قوله: "حتاك" حيث اتصلت الكاف بـ"حتى" وهذا شاذ. 532- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 111؛ وشرح التصريح 2/ 3؛ وشرح شواهد المغني ص370؛ وهمع الهوامع 2/ 33. اللغة: تقصده: تسير باتجاهه. الفج: الطريق الواسع بين جبلين. ترجي: تأمل وتتمنى. المعنى: جاءت الناس إليك من كل طريق ومكان، تتمنى أن تعود بما جاءت من أجله، وأن لا تفشل مساعيها. الإعراب: أنت: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، و"التاء": للتأنيث، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". حتاك: "حتى": حرف جر، و"الكاف": ضمير خطاب في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"أتت". تقصد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". كل: مفعول به منصوب بالفتحة. فج: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ترجي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء. و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". منك: جار ومجرور متعلقان بـ"ترجي". أنها: "أن": حرف مشبه بالفعل، مخففة من "أن"، و"ها": ضمير متصل في محل نصب اسمها. لا: نافية لا عمل لها. تخيب: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي"، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مفعول به للفعل "ترجي". وجملة "أتت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تقصد": في محل نصب حال. وجملة "ترجي": في محل نصب حال أيضًا. وجملة "لا تخيب": في محل رفع خبر "أنها". والشاهد فيه قوله: "حتاك" حيث جرت "حتى" الضمير المتصل "كاف الخطاب"، وهذا ما يجيزه الكوفيون، ويعتبره البصريون من ضرورات الشعر.

"من" ومعانيها": 369- بعض وبين وابتدئ في الأمكنة ... بمن، وقد تأتي لبدء الأزمنة 370- وزيد في نفي وشبهه فجر ... نكرة، كـ"ما لباغ من مفر" "بعض وبين وابتدئ في الأمكنة بمن" أي: تأتي "من" لمعان، وجملتها عشرة، اقتصر ومنها هنا على الخمسة الأولى: الأول: التبعيض، نحو: {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} 1، وعلامتها: أن يصح أن يخلفها "بعض"، ولهذا قرئ "بعض ما تحبون". الثاني: بيان الجنس، نحو: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} 2، وعلامتها: أن يصح أن يخلفها اسم موصول. الثالث: ابتداء الغاية في الأمكنة، باتفاق، نحو: {مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} 3. "وقد تأتي لبدء" الغاية في "الأزمنة" أيضًا، خلافًا لأكثر البصريين، نحو: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} 4، وقوله "من الطويل": 533- تخيرن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم وقد جربن كل التجارب

_ 1 آل عمران: 92. 2 الحج: 30. 3 الإسراء: 1. 4 التوبة: 108. 533- التخريجٍ: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص45؛ وخزانة الأدب 3/ 331؛ وشرح التصريح 2/ 8؛ وشرح شواهد المغني ص349، 831؛ ولسان العرب "1/ 261 "جرب"، 12/ 149 "حلم"؛ ومغني اللبيب ص319؛ والمقاصد النحوية 3/ 270؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص358. شرح المفردات: يوم حليمة: من أيام العرب المشهورة في العصر الجاهلي، فيه انتصر الغساسنة على اللخميين، وبه ضرب المثل "ما يوم حليمة بسر". المعنى: يقول إن سيوف الغساسنة صقيلة اختارها أصحابها من زمن يوم حليمة، وحافظوا عليها إلى اليوم، وقد أظهرت التجارب جودتها وحسن بلائها في رقاب الأعداء.

الرابع: التنصيص على العموم أو تأكيد التنصيص عليه، وهي الزائدة: ولها شرطان: أن يسبقها نفي أو شبهه وهو النهي والاستفهام، وأن يكون مجرورها نكرة، وإلى ذلك الإشارة بقوله: "وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة" ولا تكون هذه النكرة إلا مبتدأ "كما لباغ من مفر"، أو فاعلًا، نحو: "لا يقم من أحد"، أو مفعولًا به، نحو: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور} 1 والتي لتنصيص العموم هي التي مع نكرة لا تختص بالنفي، والتي لتأكيده هي التي مع نكرة تختص به كأحد وديار2. وذهب الكوفيون إلى عدم اشتراط النفي وشبهه، وجعلوها زائدة في نحو قولهم: "قد كان من مطر". وذهب الأخفش إلى عدم اشتراط الشرطين معًا؛ فأجاز زيادتها في الإيجاب جارة لمعرفة، وجعل من ذلك قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُم} 3. الخامس: أن تكون بمعنى "بدل"، نحو: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ} 4 وقوله: "من الكامل": 534- أخذوا المخاض من الفصيل غلبة ... ظلمًا، ويكتب للأمير أفيلا

_ = الإعراب: "تخيرن": فعل مضارع للمجهول مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل. "من أزمان": جار ومجرور متعلقان بـ"تخيرن"، وهو مضاف. "يوم": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. "حليمة": مضاف إليه. "إلى اليوم": جار ومجرور متعلقان بـ"تخيرن". "قد": حرف تحقيق. "جربن": فعل ماضٍ للمجهول، والنون ضمير في محل رفع نائب فاعل "كل": نائب مفعول مطلق، وهو مضاف "التجارب": مضاف إليه مجرور. وجملة: "تخيرن ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قد جربن ... " تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "من أزمان يوم حليمة" حيث قال الكوفيون إن "من" هنا أفادت ابتداء الغاية في الزمان، وقال البصريون: إن الكلام على تقدير مضاف، أي: "من استمرار يوم حليمة". 1 الملك: 3. 2 تقول: "ما في القرية من ديار"، أي: ما فيها أحد. 3 الأحقاف: 31؛ ونوح: 4. 4 التوبة: 38. 534- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص242؛ وتذكرة النحاة ص311؛ وشرح شواهد الإيضاح ص607؛ وشرح شواهد المغني 2/ 736؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص283؛ وشرح المفصل 6/ 44. اللغة: المخاض: النوق الحوامل. الفصيل: ولد الناقة فطم عن أمه. الغلبة: مصدر غلبة. أفيل: ولد الناقة ابن سبعة أشهر. =

السادس: الظرفية، نحو: {مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْض} 1، {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} 2. السابع: التعليل، نحو: {خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} 3. وقوله: يغضي حياء ويغضي من مهابته4 الثامن: موافقة "عن"، نحو: {يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} 5. التاسع: موافقة الباء، نحو: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} 6. العاشر: موافقة "علي"، نحو: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا} 7. "إلى" ومعانيها": 371- للانتها: حتى، ولام، وإلى، ... ومن وباء يفهمان بدلًا "للانتها حتى ولام وإلى" أي: تكون هذه الثلاثة لانتهاء الغاية في الزمان والمكان، و"إلى" أمكن في ذلك من "حتى"؛ لأنك تقول: "سرت البارحة إلى نصفها"، ولا يجوز "حتى نصفها"؛ لأن مجرور "حتى" يلزم أن يكون آخرًا أو متصلًا بالآخر، نحو: "أكلت

_ = المعنى: يظلم الحياة، فيأخذون الإبل الحوامل، ويكتبون للأمير بأنهم عدلوا، وأخذوا صغارها. الإعراب: "أخذوا": فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف": للتفريق. المخاض: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. من الفصيل: جار ومجرور متعلقان بالفعل أخذوا,. غلبة: مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب بالفتحة الظاهرة أو حال. ظلمًا: حال منصوبة. ويكتب: "الواو" عاطفة، و"يكتب": فعل مضارع مبني للمجهول. للأمير: جار ومجرور متعلقان بالفعل يكتب، ونائب الفاعل جملة مقدرة، والتقدير: يكتب: "أخذنا أفيلًا" فهذه الجملة نائب فاعل للفعل "يكتب". أفيلًا: قيل إنه مفعول به لفعل محذوف، والتقدير: يكتب أخذوا أفيلا. وجملة "أخذوا المخاض" ابتدائية لا محل لها. وجملة "يكتب" معطوفة على ابتدائية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "من الفصيل" فقد جاءت "من" للبدل. 1 فاطر: 40؛ والأحقاف: 4. 2 الجمعة: 9. 3 نوح: 25. 4 تقدم بالرقم 387. 5 الأنبياء: 97. 6 الشورى: 45. 7 الأنبياء: 77.

السمكة حتى رأسها"، ونحو: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} 1، واستعمال اللام للانتهاء قليل، نحو: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} 2. وسيأتي الكلام على بقية معانيها في هذا الباب، وعلى بقية أحكام "حتى" في باب إعراب الفعل. وأما "إلى" فلها ثمانية معان: الأول: انتهاء الغاية مطلقًا، كما تقدم. الثاني: المصاحبة، نحو، {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُم} 3. الثالث: التبيين، وهي المبينة لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حبًا أو بغضًا: من فعل تعجب، أو اسم تفضيل، نحو: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَي} 4. الرابع: موافقة اللام، نحو: {وَالْأَمْرُ إِلَيْك} 5، وقيل: لانتهاء الغاية، أي: منتهٍ إليك. الخامس: موافقة "في"، نحو: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة} 6 وقوله "من الطويل": 535- فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب

_ 1 القدر: 5. 2 الرعد: 2. 3 النساء: 3. 4 يوسف: 33. 5 النمل: 33. 6 النساء: 87. 535- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص73؛ وأدب الكاتب ص506؛ والأزهية ص273؛ والجني الداني ص387؛ وخزانة الأدب 9/ 465؛ والدرر 4/ 101؛ وشرح شواهد المغني ص223؛ ولسان العرب 15/ 435؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص798؛ وجواهر الأدب ص343؛ ورصف المباني ص83؛ وهمع الهوامع 2/ 20. اللغة: الوعيد: التهديد. مطلى: مدهون. القار: الزفت. الأجرب: المصاب بداء الجرب. المعنى: أرجو ألا تهددني، فيتحاشاني الناس، كما يتحاشون الأجرب المدهون بالزفت ليشفى. الإعراب: فلا: "الفاء": استئنافية، "لا": حرف نهي وجزم. تتركني: فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بـ"لا"، و"النونان": واحدة للتوكيد والثانية للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". بالوعيد: جار ومجرور متعلقان بـ"تترك". كأنني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". إلى الناس: جار ومجرور متعلقان بـ"تترك". مطلي: خبر "كان" مرفوع بالضمة به: جار ومجرور متعلقان بـ"مطلي". القار: نائب فاعل لـ"مطلي" مرفوع بالضمة. أجرب: خبر ثان لـ"كأن" مرفوع بالضمة. =

السادس: موافقة "من"، كقوله "من الطويل": 536- تقول وقد عاليت بالكور فوقها ... أيسقى فلا يروى إلي ابن أحمرا السابع: موافقة "عند"، كقوله "من الكامل": 537- أم لا سبيل إلى الشباب وذكره ... أشهى إلي من الرحيق السلسل

_ = وجملة "فلا تتركني": استثنافية لا محل لها. وجملة "كأنني": في محل نصب مفعول به ثان لـ"تتركني". والشاهد فيه قوله: "إلى الناس" حيث جاءت "إلى" بمعنى "في". 536- التخريج: البيت لابن أحمر في ديوانه ص84؛ وأدب الكاتب ص511؛ والجني الداني ص388؛ والدرر: 4/ 102؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 225؛ وهمع الهوامع 2/ 20. اللغة: عاليته. رفعته عاليًا. الكور: الرجل وهو ما يوضع على الناقة لتركب. المعنى: يتحدث بلسان ناقته، عندما رفع الرحل ليضعه فوقها، استعدادًا ليسافر، فيقول عنها: ما باله لا يشبع من السفر فوقي. الإعراب: تقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". وقد: "الواو": حالية "قد": حرف تحقيق وتقريب. عاليت: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالكور: جار ومجرور متعلقان بـ"عاليت". فوقها: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "عاليت"، و"ها": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. أيسقى: "الهمزة" حرف استفهام، "يسقى": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". فلا: "الفاء": للعطف، "لا": نافية لا عمل لها. يروى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف. إلى: جار ومجرور متعلقان بـ"يروى". ابن: فاعل "يروى" مرفوع بالضمة. أحمرا: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، و"الألف": للإطلاق. وجملة: "تقول": ابتدائية لا محل لها. وجملة "عاليت": في محل نصب حال. وجملة "أيسقى": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "فلا يروى": معطوفة على جملة "أيسقى" في محل نصب مثلها. والشاهد فيه قوله: "فلا يروى إلي" حيث جاءت "إلى" بمعنى "من"، أي "فلا يروى مني". 537- التخريج: البيت لأبي كبير الهذلي في أدب الكاتب ص512؛ والجني الداني ص389؛ والدرر 4/ 102؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1069؛ وشرح شواهد المغني 1/ 226؛ ولسان العرب 11/ 343 "سلسل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 54؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 237؛ والاشتقاق ص479؛ وهمع الهوامع 2/ 20. اللغة: الرحيق: من أسماء الخمرة، وقيل: صفوة الخمر. السلسل: السهل التناول، المستساغ طعمه. =

الثامن: التوكيد، وهي الزائدة، أثبت ذلك الفراء مستدلًّا بقراءة بعضهم: {أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} 1 بفتح الواو، وخرجت على تضمين "تهوى" معنى "تميل". تنبيه: إن دلت قرينة على دخول ما بعد "إلى" و"حتى"، نحو: "قرأت القرآن من أوله إلى آخره"، ونحو قوله "من الكامل": 538- ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها

_ = المعنى: لن يعود الشباب لمن فقده، ولكن تذكر أيام الشباب متعة أشهى إلي من متعة تناول خمرة صافية باردة لذيذة. الإعراب: أم لا: "أم": حرف إضراب، "لا": نافية تعمل عمل "إن" سبيل: اسم "لا" منصوب بالفتحة. إلى الشباب: جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف لـ"لا". وذكره: "الواو": حالية، "ذكر": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. أشهى: خبر المبتدأ مرفوع بضمنة مقدرة على الألف. إلى: جار ومجرور متعلقان بـ"أشهى". من الرحيق: جار ومجرور متعلقان بـ"أشهى". السلسل: صفة "الرحيق" مجرورة مثله بالكسرة. وجملة "لا سبيل": استئنافية، لا محل لها. وجملة "وذكره أشهى": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "أشهى إلي" حيث جاءت "إلي" بمعنى "عند"، أي "أشهى عندي". 1 إبراهيم: 37. 538- التخريج: البيت للمتلمس في ملحق ديوانه ص327؛ وشرح شواهد المغني 1/ 370؛ ولأبي "أو لابن" مروان النحوي في خزانة الأدب 3/ 21، 24؛ والدرر 4/ 113؛ وشرح التصريح 2/ 141؛ والكتاب 1/ 97؛ والمقاصد النحوية 4/ 134؛ ولمروان بن سعيد في معجم الأدباء 19/ 1469؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص269؛ وأوضح المسالك 3/ 365، والجني الداني ص547، 553؛ وخزانة الأدب 9/ 472؛ والدرر 6/ 140؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 411؛ وشرح عمدة الحافظ ص614؛ ورصف المباني ص182؛ وشرح المفصل 8/ 19؛ ومغني اللبيب 1/ 24؛ وهمع الهوامع 2/ 24، 36. اللغة: هذا البيت في قصة المتلمس الذي غضب عليه عمرو بن هند فسيره هو وطرفة إلى عامله في البحرين مزودين بكتابين فيهما الأمر بقتلهما. ولما قرأ المتلمس كتابه وعلم ما فيه رمى به في نهر الحيرة. والمعنى أنه ألقى الكتاب والزاد وحتى النعل. الإعراب: ألقى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". الصحفية: مفعول به منصوب بالفتحة. كي: حرف نصب ومصدر. يخفف: فعل مضارع منصوب بالفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". رحله: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والزاد: الواو حرف عطف، "الزاد": معطوف على "الصحيفة" منصوب بالفتحة. حتى: حرف عطف. نعله: معطوف على ما سبق منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ألقاها: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". =

أو على عدم دخوله، نحو: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 1، ونحو قوله "من البسيط": 539- سقى الحيا الأرض حتى أمكن عزيت ... لهم فلا زال عنها الخير محدودا عمل بها، وإلا فالصحيح في "حتى" الدخول، وفي "إلى" عدمه مطلقًا حملًا على الغالب فيها عند القرينة. وزعم الشيخ شهاب الدين القرافي أنه لا خلاف في وجوب دخول ما بعد "حتى"، وليس كما ذكر، بل الخلاف مشهور، وإنما الاتفاق في "حتى" العاطفة لا الخافضة، والفرق أن العاطفة بمنزلة الواو. ا. هـ. "ومن وباء يفهمان بدلا" أي: تأتي "من" و"الباء" بمعنى بدل؛ أما "من" فقد سبق بيان ذلك فيها، وأما الباء فسيأتي الكلام عليها قريبًا، إن شاء الله تعالى.

_ = وجملة: "ألقى الصحيفة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يخفف ... " المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر. الشاهد فيه قوله: "حتى نعله ألقاها" حيث يجوز في "حتى" ثلاثة وجوه: الرفع على الابتداء و"ألقاها" خبره. والجر على أن "حتى" حرف جر بمعنى "إلى". والنصب على العطف بـ"حتى". ورد الوجه الثالث بأن المعطوف بـ"حتى" لا يكون إلا بعضًا أو غاية للمعطوف عليه، و"النعل" ليس بعض "الزاد" ولا غايته. وأجيب بأن البيت مؤول والتقدير: "ألقى ما ينقله حتى نعله"، فبين المعطوف والمعطوف عليه مناسبة. وعلى الوجه الثالث جاء المؤلف بهذا الشاهد. 1 البقرة: 187. 539- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 371. اللغة: الحيا: المطر الذي يحيى الأرض. أمكن: جمع مكان. عزيت لهم: نسبت. المجدود: المقطوع، والمحدود: الممنوع. المعنى: أرجو أن يهطل المطر الغزير فيروي الأرض ويحييها، عدا الأماكن المنسوبة لهم، فأتمنى لو استمر المطر مقطوعًا عنها. الإعراب: سقى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف. الحيا: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف. الأرض: مفعول به منصوب بالفتحة. حتى أمكن: جار ومجرور متعلقان بـ"سقى". عزيت: فعل ماضٍ مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". لهم: جار ومجرور متعلقان بـ"عزيت". فلا زال: "الفاء": استئنافية، "لا": نافية، "زال": فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"محدودا". الخير: اسم "لا زال" مرفوع بالضمة. محدودا: خبر "لا زال" منصوب بالفتحة. وجملة "سقى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "عزيت": في محل جر صفة لـ"أمكن". وجملة "فلا زال": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "حتى أمكن" حيث لم يدخل ما بعد "حتى" في حكم ما قبلها، بدليل دعائه عليها بدوام الانقطاع.

"اللام الجارة ومعانيها": 372- واللام للملك وشبهه، وفي ... تعدية -أيضًا- وتعليل ففي 373- وزيد، والظرفية استبن ببا ... "في" وقد يبينان السببا وواللام للملك وشبهه وفي ... تعدية أيضًا وتعليل قفي "وزيد" أي: تأتي اللام الجارة لمعان جملتها أحد وعشرون معنى: الأول: انتهاء الغاية، وقد مر. الثاني: الملك، نحو: "المال لزيد". الثالث: شبه الملك، نحو: "الجل للدابة"، ويعبر عنها بلام الاستحقاق أيضًا، لكنه غاير بينهما في التسهيل وجعلها في شرحه الواقعة بين معنى وذات، نحو: "الحمد لله"، و {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} 1 وقد يعبر عن الثلاث بلام الاختصاص. الرابع: التعدية، ومثل له في شرح الكافية بقوله تعالى: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} 2 لكنه قال في شرح التسهيل: إن هذه اللام لشبه التمليك، قال في المغني: والأولى عندي أن يمثل للتعدية بـ"ما أضرب زيدًا لعمرو، وما أحبه لبكر". الخامس: التعليل، نحو: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاس} 3، وقوله: وإني لتعروني لذكراك هزة4 السادس: الزائدة، وهي إما لمجرد التوكيد كقوله "من الكامل": 540- وملكت ما بين العراق ويثرب ... ملكًا أجار لمسلم ومعاهد

_ 1 المطففين: 1. 2 مريم: 5. 3 النساء: 105. 4 تقدم بالرقم 429. 540- التخريج: البيت لابن ميادة في الأغاني 2/ 288؛ والدر 4/ 170، 6/ 250، وشرح التصريح 2/ 11؛ وشرح شواهد المغني 2/ 580؛ والمقاصد النحوية 3/ 278؛ وبلا نسبة في الجني الداني =

وإما لتقوية عامل ضعف: بالتأخير، أو بكونه فرعًا عن غيره، نحو: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} 1، {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} 2، ونحو: {مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُم} 3، {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد} 4. هذا ما ذكره الناظم في هذا الكتاب. السابع: التمليك، نحو: "وهبت لزيد دينارًا". الثامن: شبه التمليك، نحو: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} 5. التاسع: النسب، نحو: "لزيد أب، ولعمرو عم". العاشر: القسم والتعجب معًا، كقوله "من البسيط": 541- لله يبقى على الأيام ذو حيد ... "بمشمخر به الظيان والآس"

_ ص107؛ ومغني اللبيب 1/ 215؛ وهمع الهوامع 2/ 33، 157. شرح المفردات: يثرب: الاسم القديم للمدينة المنورة. أجار: حمى. المعاهد: هو الذي يدخل بلاد المسلمين بعهد من إمامهم، أو حاكمهم. المعنى: يقول: لقد امتد سلطانك بين العراق ويثرب، وكنت عادلًا لا تفرق بين مسلم ومعاهد. الإعراب: "وملكت": الواو بحسب ما قبلها، "ملكت": فعل ماضٍ، والتاء فاعل: "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "بين": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف تقديره: "ما هو بين"، وهو مضاف. "العراق": مضاف إليه مجرور. "يثرب": الواو حرف عطف، "يثرب": معطوف على العراق، مجرور. "ملكًا": مفعول مطلق منصوب. "أجار": فعل ماضٍ، وفاعله "هو" "لمسلم": جار ومجرور متعلقان بـ"أجار". "ومعاهد": الواو حرف عطف، "معاهد": معطوف على "مسلم" مجرور. وجملة: "ملكت ... " بحسب ما قبلها. وجملة "أجار" في محل نصب نعت "ملكًا". الشاهد: قوله: "أجار لمسلم" حيث جاءت اللام زائدة بين الفعل المتعدي ومفعوله. 1 الأعراف: 154. 2 يوسف: 43. 3 البقرة: 91. 4 هود: 107. 5 الشورى: 11. 541- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح شواهد الإيضاح ص544؛ وشرح شواهد المغني 2/ 574؛ ولسان العرب 13/ 275 "ظين"؛ ولأمية بن أبي عائذ في الكتاب 3/ 497؛ ولمالك بن خالد الخناعي في جمهرة اللغة ص57؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 499؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 439؛ وشرح شواهد الإيضاح ص304؛ ولسان العرب 3/ 158 "حيد"، 6/ 173 قرنس 15/ 26 "ظيا"؛ ولعبد مناة الهذلي في شرح المفصل 9/ 98؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك في شرح أشعار الهذليين 1/ 228؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لأمية في خزانة الأدب 10/ 95؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لمية أو لعبد مناف الهذلي أو =

ونحو: "لله لا يؤخر الأجل"، وتختص باسم الله تعالى. الحادي عشر: التعجب المجرد عن القسم، ويستعمل في النداء كقولهم: "يا للماء والعشب"، إذا تعجبوا من كثرتهما، وقوله "من الطويل": 542- فيا لك من ليل كأن نجومه ... بكل مغار القتل شدت بيذبل

_ = للفضل بن عباس أو لأبي زبيد الطائي في خزانة الأدب 5/ 176، 177، 178؛ ولأبي ذؤيب أو لمالك أو لأمية أو لعبد مناف في الدرر 4/ 162، 165، ولأمية أو لأبي ذؤيب أو للفضل بن العباس في شرح المفضل 9/ 99، وللهذلي في جمهرة اللغة ص238؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 23؛ والجني الداني ص98؛ وجواهر الأدب ص72؛ والدرر 4/ 215؛ ورصف المباني ص118، 171؛ والصاحبي في فقه اللغة ص114؛ واللامات ص81؛ والمقتضب 2/ 324؛ وهمع الهوامع 2/ 32، 39. اللغة: ذو حيد: صاحب قرون، الحيد والحيود: حروف قرن الوعل. المشمخر: المرتفع. الظيان: نوع من النبات، وكذلك الآس. المعنى: أتعجب، وأقسم بالله أنه لن يبقى وعل على قيد الحياة أبدًا، حتى وهو يسكن في جبل مرتفع ينبت فيه الآس والظيان، أي كلنا إلى الموت. الإعراب: لله: جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. يبقى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف. على الأيام: جار ومجرور متعلقان بـ"يبقى". ذو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. حيد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بمشمخر: جار ومجرور متعلقان بصفة، أو حال من "ذو حيد". به: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف، بتقدير "موجود به الظيان". الظيان: مبتدأ مرفوع بالضمة. والآس "الواو": للعطف، "الآس": معطوف على "الظيان" مرفوع مثله. وجملة القسم: ابتدائية لا محل لها. وجملة "يبقى": جواب القسم لا محل له. وجملة "موجود به الظيان": في مجل جر صفة لـ"مشمخر". والشاهد فيه قوله: "الله يبقى" حيث جاءت "اللام" لتفيد معنى القسم والتعجب، وفي البيت شاهد آخر وهو حذف "لا" النافية مع إرادتها، فالتقدير "الله لا يبقى". 542- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص19؛ وخزانة الأدب 2/ 412، 3/ 369؛ والدرر 4/ 166؛ وشرح شواهد المغني 2/ 574؛ وشرح عمدة الحافظ ص303؛ والمقاصد النحوية 4/ 269؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص220، وهمع الهوامع 2/ 32. اللغة: المغار: الشديد القتل. يذيل: اسم جبل. المعنى: أعجب من طولك أيها الليل، حتى لكأن نجومك مشدودة إلى جبل "يذبل" بكل أنواع الحبال المفتولة الشديدة، فهي لا تقدر على الأفول. الإعراب: فيا: "الفاء": للاستئناف، "يا": حرف تنبيه ونداء: لك: جار ومجرور متعلقان بفعل النداء المحذوف "فأدعوا لك". من ليل. "من": حرف جر زائد، "ليل": مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه تمييز، وقيل: إن "من" أصلية تعلق ومجرورها بحال من الكاف في "لك". كأن: حرف مشبه بالفعل. =

وفي غيره، كقوله: "لله دره فارسًا"، و"لله أنت"، وقوله "من الطويل": 543- شباب وشيب وافتقار وثروة ... فلله لهذا الدهر كيف ترددا الثاني عشر: الصيرورة، نحو: {فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} 1، وتسمى لام العاقبة ولام المال. الثالث عشر: التبليغ، وهي الجارة لاسم السامع، نحو: "قلت له كذا"، وجعله الشارح مثالًا للام التعدية. الرابع عشر: التبيين، على ما سبق في "إلى".

_ = نجومه: اسم "كأن" منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"اشدت". مغار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. القتل: مضاف مجرور بالكسرة. شدت: فعل ماضٍ مبني للمجهول، مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل"؛ ضمير مستتر تقديره "هي". بيذبل: جار ومجرور متعلقان بـ"شدت". وجملة "فيا لك": استئنافية لا محل لها. وجملة "كأن نجومه": في محل جر صفة لـ"ليل". وجملة "شدت": في محل رفع خبر "كأن". والشاهد فيه قوله: "فيا لك" حيث اعتبر "اللام" هنا للتعجب مجردًا عن القسم. 543- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص185؛ وشرح شواهد المغني 2/ 575؛ والمقاصد النحوية 3/ 59؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص98. المعنى: إنه لعجيب هذا الزمان المتردد! إنه لا يدوم على حال، فمرة يعطينا الثروة والشباب، ومرة يصيبنا بالفقر والشيخوخة. الإعراب: شباب: خبر مرفوع بالضمة، لمبتدأ محذوف، بتقدير "الزمان شباب ... " وشيب: "الواو": للعطف، "شيب": اسم معطوف على "شباب" مرفوع بالضمة؛ وكذلك إعراب "وافتقار" و"ثروة" فلله: "الفاء": استئنافية، "لله": جار ومجرور متعلقان بخبر "هذا" المحذوف هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. الدهر: بدل من "هذا" مرفوع بالضمة. كيف: اسم استفهام في محل نصب حال. ترددًا: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو"، و"الألف": للإطلاق. وجملة "الزمان شباب": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلله هذا الدهر": استئنافية لا محل لها. وجملة "تردد" في محل رفع بدل "الدهر". والشاهد فيه قوله: "فلله" حيث جاءت "اللام" لتفيد معنى التعجب مجردًا عن القسم، كما في الشاهد السابق. 1 القصص: 8.

الخامس عشر: موافقة "على" في الاستعلاء الحقيقي، نحو: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} 1 وقوله "من الطويل": 544- "ضممت إليه بالسنان قميصه" ... فخر صريعًا لليدين وللفم والمجازي، نحو: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} واشترطي لهم الولاء، وأنكره النحاس. السادس عشر: موافقة "بعد"، نحو: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْس} 2. السابع عشر: موافقة "عند"، نحو: "كتبته لخمس خلون"، وجعل منه ابن جني قراءة الجحدري: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} 3 بكسر اللام وتخفيف الميم. الثامن عشر: موافقة "في"، نحو: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَة} 4، {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} 5، وقولهم: "مضى لسبيله".

_ 1 الإسراء: 109. 544- التخريج: البيت لجابر بن جني في شرح اختبارات المفصل ص955؛ وشرح شواهد المغني 2/ 562؛ وللأشعث الكندي في الأزهية ص228؛ ولربيعة بن مكدم في الأغاني 16/ 32؛ ولعصام بن المقشعر في معجم الشعراء ص270؛ وبلا نسبة في أدب الكتاب ص511؛ والجني الداني ص101؛ ووصف المباني ص221. اللغة: الخررو: السقوط، وصريعًا: طريحًا على الأرض. المعنى: لقد غرزت نصل الرمح في صدره، فلصق قميصه بجسمه بسبب ما تدفق من الدماء، وهوى على الأرض على يديه وعلى فمه صريعًا. الإعراب: ضممت: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. إليه: جار ومجرور متعلقان بـ"ضممت". بالسنان: جار ومجرور متعلقان بـ"ضممت". قميصه: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. فخر: "الفاء" عاطفة، "خر": فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". صريعًا: حال منصوبة بالفتحة. لليدين: جار ومجرور متعلقان بـ"صريعًا". وللفم: "الواو": للعطف "للفم": جار ومجرور معطوفان على "لليدين". وجملة "ضممت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فخر": معطوفة على جملة "ضممت". والشاهد فيه قوله: "لليدين وللفم" حيث جاءت "اللام" موافقة لـ"على" فالمراد "خر على اليدين وعلى الفم". 2 الإسراء: 78. 3 ق: 5. 4 الأنبياء: 47. 5 الأعراف: 187.

التاسع عشر: موافقة "من"، كقوله "من الطويل": 545- لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم ... ونحن لكم يوم القيامة أفضل المتمم عشرين: موافقة "عن"، نحو: {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} 1، وقوله "من الكامل": 546- كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدًا وبغضًا: إنه لدميم

_ 545- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص143؛ والجني الداني ص102؛ وخزانة الأدب 9/ 480؛ والدرر 4/ 169؛ وشرح شواهد المغني 1/ 377؛ ولسان العرب 2/ 24 "حتت"؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص75. اللغة: أنفك راغم: لاصق بالتراب، دليل الهوان والذل. المعنى: نحن الأفضل والأعلى مكانة في الحياة، غصبًا عنكم، ونحن الأفصل أيضًا عندما تقوم القيامة، أي نحن الأفضل دينا ودنيا. الإعراب: لنا: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف، بتقدير "الفضل موجود لنا". الفضل: مبتدأ مرفوع بالضمة. في الدنيا: جار ومجرور بكسرة مقدرة على الألف، متعلقان بالخبر المحذوف أيضًا. وأنفك: "الواو": حالية، "أنفك": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. راغم: خبر مرفوع بالضمة. ونحن: "الواو": للعطف، "نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لكم: جار ومجرور متعلقان بـ"أفضل". يوم: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ"أفضل". القيامة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أفضل: خبر "نحن" مرفوع بالضمة. وجملة "لنا الفضل": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أنفك راغم": في محل نصب حال. وجملة "نحن أفضل": معطوفة على جملة "لنا الفضل" لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لكم" حيث جاءت "اللام" بمعنى "من" أي "نحن منكم يوم القيامة". 1 الأعراف: 38. 546- التخريج: البيت لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص403؛ وخزانة الأدب 8/ 567؛ والدرر 4/ 170؛ وشرح شواهد المغني 2/ 570؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص360؛ والجني الداني ص100؛ ولسان العرب 12/ 208 "دمم"؛ وهمع الهوامع 2/ 32. اللغة: الضرائر: جمع الضرة وهي الزوجة الثانية بالنسبة للأولى وبالعكس. المعنى: ضرائر المرأة الحسناء يحسدنها ويبغضنها، وتتآكلهن نار البغضاء والحسد فيقلن: إنها قبيحة الوجه، أي أن الحاسد يقلب الأمور رأسًا على عقب بسبب غيرته وحسده. الإعراب: كضرائر: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ,. الحسناء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. قلن: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. =

الحادي والعشرون: موافقة "مع"، كقوله "من الطويل": 547- فلما تفرقنا كأني ومالكًا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

_ = لوجهها: جار ومجرور متعلقان بـ"قلن"، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حسدًا: مفعول لأجله منصوب بالفتحة. وبغضًا: "الواو": للعطف، "بغضًا": معطوف على "حسدًا" منصوب مثله. إنه: حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. لدميم: "اللام": المزحلفة، "دميم": خبر "إن" مرفوع بالضمة. وجملة "الحساد كضرائر الحسناء": ابتدائية لا محل لها. وجملة "قلن لوجهها": في محل نصب حال. وجملة "إنه لدميم": في محل نصب مفعول به "مقول القول". والشاهد فيه قوله: "قلن لوجهها" حيث وردت "اللام" بمعنى "عن" أي "قلن عن وجهها". 547- التخريج: البيت لمتمم بن نوبرة في ديوانه ص122؛ وأدب الكاتب ص519؛ والأزهية ص289؛ والأغاني 15/ 238؛ وجمهرة اللغة ص1316؛ وخزانة الأدب 8/ 272؛ والدرر 4/ 166؛ وشرح اختيارات المفضل ص1177؛ وشرح شواهد المغني 2/ 565؛ والشعر والشعراء 1/ 345، وبلا نسبة في الجني الداني ص102؛ ورصف المباني ص223؛ وشرح التصريح 2/ 48؛ ولسان العرب 12/ 564 "لوم"؛ وهمع الهوامع 2/ 32. المعنى: لما قتل أخي مالك، فارقني، فكأننا لم تجمعنا ليلة واحدة معًا، مع أننا دائما الاجتماع معًا. الإعراب: فلما: "الفاء": استئنافية، "لما": مفعول فيه ظرف زمان متضمن معنى الشرط عند بعضهم، ومتعلق بجوابه، وهو في معنى "كأن" من التشبيه تفرقنا: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. كأني: "كأن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". ومالكًا: "الواو": للعطف، "مالكًا": معطوف على اسم "كأن" منصوب بالفتحة لطول: "اللام": حرف جر وتعليل، "طول": اسم مجرور بالكسرة، متعلقان بـ"كأن" لما فيها من معنى التشبيه، وقيل إن اللام للسبب، وإن الجار والمجرور متعلقان بالفعل "تفرقنا" على جعل التفرق مسببًا عن الاجتماع. اجتماع: مضاف إليه مجرور بالكسرة: لم نبت: "لم": حرف جزم وقلب ونفي، "نبت": فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "نحن". ليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "نبت". معًا: حال منصوبة بالفتحة. وجملة "فلما تفرقنا كأني ومالكًا ... " استئنافية لا محل لها. وجملة "كأني ومالكًا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "لم نبت": في محل رفع خبر "كأن". وجملة "تفرقنا": مضاف إليها محلها الجر. والشاهد فيه قوله: "لطول اجتماع" حيث وردت "اللام" هنا بمعنى "بعد"، أي "بعد طول اجتماعنا كأننا لم نبت معًا"، وهو أيضًا شاهد على ورودها بمعنى "مع" أي "مع طول ... ".

"في" ومعانيها: "والظرفية أستبن ببا ... وفي، وقد ببيان السببا" 374- بالبا استعن، وعد، عوض، ألصق ... ومثل "مع" و"من" و"عن" بها انطق أي: تأتي كل واحدة من الياء و"في" لمعان، أما "في" فلها عشرة معان ذكر منها هنا معنيين: الأول: الظرفية حقيقة ومجازًا، نحو: "زيد في المسجد"، ونحو: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} 1. الثاني: السببية، نحو: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُم} 2، وفي الحديث: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها" وتسمى التعليلة أيضًا. الثالث: المصاحبة، نحو {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَم} 3. الرابع: الاستعلاء، نحو: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْل} 4، وقوله "من الكامل": 548- بطل كأن ثيابه في سرحة ... "يُحذى نعال السبت ليس بتوءم"

_ 1 البقرة: 179. 2 الأنفال: 68. 3 الأعراف: 38. 4 طه: 71. 548- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص212؛ وأدب الكاتب ص506؛ والأزهية ص267؛ وجمهرة اللغة ص512، 1315؛ وخزانة الأدب 9/ 485، 490؛ وشرح شواهد المغني 1/ 479؛ والمنصف 3/ 17؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 312، ورصف المباني ص389؛ وشرح المفصل 8/ 21. اللغة: السرحة: الشجرة العظيمة العالية. يحذى: يلبس حذاء. السبت: الجلد المدبوغ بالقرظ؛ والقرظ ورق شجر السلم يدبغ به الأدم. المعنى: إنه بطل صنديد، عظيم الجسم، ثيابه صغيرة قياسًا على علو همته، كأنها معلقة على شجرة، يلبس النعال الجلدية المدبوغة بالقرظ "أي هو غني من الأشراف"، لا مثل له ولا أخًا توءمًا. الإعراب: بطل: خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف، بتقدير "هو بطل". كأن: حرف مشبه بالفعل. ثيابه: اسم "كأن" منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. في سرحة: جار ومجرور متعلقان بخبر "كأن" المحذوف، بتقدير "كأن ثيابه معلقة في سرحة". يحذى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". نعال: مفعول به منصوب بالفتحة. السبت: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ليس: فعل ماضٍ ناقص، و"اسمه": ضمير مستتر تقديره "هو". بتوءم: "الباء": حرف جر زائد، "توءم": مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس". وجملة "هو بطل": ابتدائية لا محل لها. وجملة "كأن ثيابه": في محل رفع صفة لـ"بطل". وجملة "يحذى": في محل رفع صفة ثانية لـ"بطل". وجملة "ليس بتوءم": في محل رفع صفة ثالثة. والشاهد فيه قوله: "في سرعة" حيث أراد معنى الاستعلاء كما في الشاهد قبله.

الخامس: المقايسة، نحو: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} 1. السادس: موافقة "إلى"، نحو: {فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} 2. السابع: موافقة "من"، كقوله "من الطويل" 549- ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي

_ 1 التوبة: 38. 2 إبراهيم: 9. 549- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص27؛ وأدب الكاتب ص518؛ وجمهرة اللغة ص1315، وخزانة الأدب 1/ 62؛ والجني الداني ص252، وجواهر الأدب ص230؛ والدرر 4/ 149؛ وشرح شواهد المغني 1/ 486؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 313؛ ورصف المباني ص391؛ ولسان العرب 15/ 168 "فيا"؛ وهمع الهوامع 2/ 30. اللغة: الطلل: ما بقي من آثار الديار. البالي: الفاني. يعمن: يقول لها انعمي وليطب عيشك. العصر الخالي: الزمن الماضي. أحدث عهده: أقربه. الأحوال: جمع الحول وهو السنة. المعنى: طاب صباحك أيتها الآثار الفانية، ثم ينكر على نفسه أن يخاطبها فيقول: وهل يطيب عيش من راح في الزمن الماضي، ومن كان أقرب عهده بالناس ثلاثين شهرًا من ثلاث سنين. الإعراب: ألا عم: "ألا": حرف استفتاح وتنبيه، "عم": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". صباحًا: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بالفعل "عم". أيها: منادي نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف، و"ها": حرف تنبيه لا محل له. الطلل: بدل من "أي" مرفوع بالضمة. البالي: صفة لـ"الطلل" مرفوع بضمة مقدرة على الياء. وهل: "الواو": للاستئناف، "هل": حرف استفهام لا محل له. يعمن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، و"النون": لا محل لها. من: اسم موصول في محل رفع فاعل. كان: فعل ماضٍ ناقص، و"اسمه": ضمير مستتر تقديره "هو". في العصر: جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف، بتقدير "كان موجودًا". الخالي: صفة "العصر"مجرور بكسرة مقدرة على الياء. وهل يعمن من: "الواو": للعطف، "هل يعمن من": أعربت قبل قليل. كان: فعل ماضٍ ناقص. أحدث: اسم "كان" مرفوع بالضمة. عهده: مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ثلاثة: خبر "كان" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. شهرًا: تمييز العدد منصوب بالفتحة. في ثلاثة: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"ثلاثين"، بتقدير "ثلاثين شهرًا مقتطعة من ثلاثة أحوال". أحوال: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "ألا عم": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أيها الطلل": استئنافية لا محل لها. وجملة "وهل =

وهل يعمن من كان أحدث عهده ... ثلاثين شهرًا من ثلاثة أحوال أي: من ثلاثة أحوال. الثامن: موافقة الباء، كقوله "من الطويل": 550- ويركب يوم الروع منا فوارس ... بصيرون في طعن الأباهر والكلا التاسع: التعويض، وهي الزائدة عوضًا من أخرى محذوفة، كقولك: "ضربت فيمن رغبت"، تريد: "ضربت من رغبت فيه". أجاز ذلك الناظم قياسًا على قوله "من البسيط": 551- ولا يؤاتيك فيما ناب من حدث ... إلا أخو ثقة فانظر بمن تثق

_ = يعمن": استئنافية لا محل لها. وجملة "كان": لا محل لها "صلة الموصول". وجملة "وهل يعمن": معطوفة على جملة "وهل يعمن" لا محل لها. وجملة "كان أحدث": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيهما قوله: "في ثلاثة أحوال" حيث جاءت "في" بمعنى "من". 550- التخريج: البيت لزيد الخيل في ديوانه ص67؛ وآدب الكاتب ص510؛ والأزهية ص271؛ وخزانة الأدب 9/ 493، 494؛ والدرر 4/ 149؛ وشرح شواهد المغني 1/ 484؛ ولسان العرب 15/ 167 "فيا"؛ ونوادر أبي زيد ص80؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص251؛ وشرح التصريح 2/ 14؛ ومغني اللبيب 1/ 169، وهمع الهوامع 2/ 30. شرح المفردات: الروع: الخوف، ويوم الروع هو: يوم الحرب. يصيرون: عارفون. الأباهر: ج الأبهر، وهو عرق في الظهر، إذا انقطع مات صاحبه. المعنى: يقول لدينا محاربون مجربون، يركبون الخيل إذا ما نشبت الحرب، ويخوضون غمارها وهم ماهرون في طعن الأباهر والكلى. الإعراب: "ويركب": الواو بحسب ما قبلها، "يركب": فعل مضارع مرفوع. "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يركب"، وهو مضاف. "الروع": مضاف إليه مجرور. "منا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "فوارس". "فوارس": فاعل مرفوع. "يصيرون": نعت "فوارس" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "في طعن" جار ومجرور متعلقان بـ"يصيرون"، وهو مضاف. "الأباهر": مضاف إليه مجرور. "والكلى": الواو حرف عطف، "الكلى": معطوف على "الأباهر". الشاهد: قوله: "بصيرون في طعن" حيث جاءت "في" بمعنى الباء؛ لأن "يصيرًا" يتعدى بالباء. 551- التخريج: البيت لسالم بن وابصة في شرح شواهد المغني 2/ 419؛ والمؤتلف والمختلف ص197؛ ونوادر أبي زيد ص181؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 107؛ ومجالس ثعلب 1/ 300؛ وهمع الهوامع 2/ 22. اللغة: يؤاتيك ويواتيك: يساعدك ويكون مناسبًا لك. ناب: حل، أصاب. الحدث: الأمر المنكر، والنائبة. =

أي: فانظر من تثق به. العاشر: التوكيد، وهي الزائدة لغير تعويض، أجاز ذلك الفارسي في الضرورة، كقوله "من الرجز": 552- أنا أبو سعد إذا الليل دجا ... يخال في سواده يرندجا

_ = المعنى: وحده الصديق الحقيقي الذي يبقى معك، ويساعدك عند الشدائد والمحن، فتأمل كيف تختار أصدقاءك، ومن هو الصديق الذي تثق به. الإعراب: ولا: "الواو": استئنافية، "لا": حرف نفي. يؤاتيك: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. فيما: جار ومجرور متعلقان بـ"يؤاتيك". ناب: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". من حدث: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من فاعل "ناب". إلا: حرف يفيد الحصر. أخو: فاعل "يؤاتيك" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. ثقة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فانظر: "الفاء": استئنافية، "انظر": فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". بمن: "الباء": حرف جر زائد، "من": اسم موصول في محل جر لفظًا، وفي محل نصب مفعول به محلًّا. تثق: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". وجملة "ولا يؤاتيك": استئنافية لا محل لها. وجملة "ناب": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "فانظر": استئنافية لا محل لها. وجملة "تثق": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "بمن تثق" حيث زاد "الباء" قبل "من"، بتقدير "من تثق به"، تعويضًا عن الجار والمجرور "به" بعد الفعل. 552- التخريج: الرجز لسويد بن أبي كاهل اليشكري في خزانة الأدب 6/ 125؛ والدرر 4/ 150؛ وشرح شواهد المغني 1/ 486؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص230؛ وهمع الهوامع 2/ 30. اللغة: دجا الليل: أظلم. يخال: يظن، يحسب. اليرندج: كلمة فارسية تعني الجلد الأسود. المعنى: عندما يشتد ظلام الليل، ويحسبه الناس جلدًا أسودَ، فأنا أبو سعد، وهذا دليل على شجاعته. الإعراب: أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. أبو: خبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. سعد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. إذا: ظرفية متضمنة معنى الشرط، متعلق بجوابه. الليل: فاعل لفعل محذوف، مرفوع بالضمة، بتقدير "إذا دجا الليل". دجا: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". يخال: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. في سواده: "في": حرف جر زائد، "سواد": مجرور لفظًا، مرفوع محلًّا على أنه نائب فاعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يرندجا: مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة "أنا أبو سعد": ابتدائية لا محل لها. وجملة "دجا الليل": في محل جر بالإضافة. وجملة "دجا" "الثانية": تفسيرية لا محل لها. وجملة "يخال": جواب شرط غير جازم. وجملة "إذا الليل يخال": خبر ثان للمبتدأ "أنا" محلها الرفع. والشاهد فيه قوله: "في سواده" حيث جاءت "في" زائدة بين الفعل ونائب فاعله، وقيل هي لضرورة.

وأجازه بعضهم في قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّه} 1. "بالباء ومعانيها": وأما الباء فلها خمسة عشر معنى ذكر منها عشرة: الأول: البدل، نحو: "ما يسرني بها حمر النعم"، وقوله "من البسيط": 553- فليت لي بهم قومًا إذا ركبوا شنوا الإغارة فرسانًا وركبانا الثاني: الظرفية، نحو: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ} 2 و {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ} 3.

_ 1 هود: 41. 553- التخريج: البيت لقريط بن أنيف في خزانة الأدب 6/ 253؛ والدرر 3/ 80؛ وشرح شواهد المغني 1/ 69؛ والمقاصد النحوية 3/ 72، 277؛ وللعنبري في لسان العرب 1/ 429 "ركب"؛ وللحماسي في همع الهوامع 2/ 21. اللغة: الإغارة: الهجوم. الفرسان: ج الفارس، وهو راكب الفرس. الركبان: ج الراكب، وهو راكب الإبل عادة. المعنى: يتمنى الشاعر استبدال قومه بقوم إذا ركبوا للحرب تفرقوا للهجوم على الأعداء والإيقاع بهم، ما بين فارس وراكب. الإعراب: "فليت": الفاء بحسب ما قبلها، "ليت": حرف مشبه بالفعل. "لي": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليت" المحذوف. "بهم": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليت" المحذوف. "قومًا": اسم "ليت" منصوب "إذا": ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "ركبوا": فعل ماضٍ، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "شنوا": فعل ماضٍ، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "الإغارة": مفعول به منصوب. "فرسانًا": حال منصوب. "وركبانًا": الواو حرف عطف، "ركبانًا" معطوف على "فرسانًا". وجملة: "ليت لي ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "إذا ركبوا" الشرطية في محل نصب نعت "قومًا". وجملة: "ركبوا" في محل جر بالإضافة. وجملة: "شنوا" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بهم قومًا" حيث جاءت الباء بمعنى البدل، أي: بدل قومي. 2 آل عمران: 123. 3 القمر: 34.

الثالث: السببية، نحو: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} 1. الرابع: التعليل، نحو: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ} 2. الخامس: الاستعانة، نحو: "كتبت بالقلم". السادس: التعدية، وتسمى باء النقل، وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولًا، وأكثر ما تعدي الفعل القاصر، نحو: "ذهبت بزيد"، بمعنى: أذهبته، ومنه: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِم} 3، وقرئ: "أذهب الله نورَهم". السابع: التعويض، نحو: "بعت لهذا بألف"، وتسمى باء المقابلة أيضًا. الثامن: الإلصاق حقيقة ومجازًا، نحو: "أمسكت بزيد"، ونحو: "مررت به"، وهذا المعنى لا يفارقها؛ ولهذا اقتصر عليه سيبويه. التاسع: المصاحبة، نحو: {اهْبِطْ بِسَلَام} 4، أي: معه. العاشر: التبعيض، نحو: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} 5، وقوله "من الطويل": شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج6 الحادي عشر: المجاوزة كـ"عن"، نحو: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِير} 7 بدليل {يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُم} 8 وإلى هذه الثلاثة الإشارة بقوله: "ومثل مع ومن وعن بها انطق". هذا ما ذكره في هذا الكتاب الثاني عشر: موافقة "علي"، نحو: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} 9 بدليل {هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} 10.

_ 1 العنكبوت: 40. 2 النساء: 160. 3 البقرة: 17. 4 هود: 48. 5 الإنسان: 6. 6 تقدم بالرقم: 523. 7 الفرقان: 59. 8 الأحزاب: 20. 9 آل عمران: 75. 10 يوسف: 64.

الثالث عشر: القسم، وهي أصل حروفه؛ ولذلك خصت بذكر الفعل معها، نحو: "أقسم بالله"، والدخول على الضمير، نحو: "بك لأفعلن". الرابع عشر: موافقة "إلى"، نحو: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي} 1 أي: إليَّ، وقيل: ضمن "أحسن" معنى "لطف". الخامس عشر: التوكيد، وهو الزائدة، نحو: {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} 2، {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} 3 و"بحسبك ذرهم"، و"ليس زيد بقائم". "على" ومعانيها": 375- على للاستعلا، ومعنى "في" و"عن" ... بعن تجاوزًا عنى من قد فطن 376- وقد تجي موضع "بعد" و"على" ... كما "على" موضع "من" قد جعلا "على للاستعلا ومعنى في وعن" أي: تجيء "على" الحرفية لمعان عشرة ذكر منها ثلاثة: الأول: الاستعلاء، وهو الأصل فيها، ويكون حقيقة ومجازًا، نحو: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} 4، ونحو: {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} 5. والثاني: الظرفية كـ"في"، نحو: "على حين غفلة". الثالث: المجاوزة كـ"عن"، كقوله "من الوافر": 554- إذا رضيت علي بنو قشير ... "لعمر الله أعجبني رضاها"

_ 1 يوسف: 100. 2 الرعد: 43. 3 البقرة: 195. 4 المؤمنون: 22. 5 الإسراء: 21. 554- التخريج: البيت للقحيف العقيلي في أدب الكاتب ص507؛ والأزهية ص277؛ وخزانة الأدب 10/ 132، 133؛ والدرر 4/ 135؛ وشرح التصريح 2/ 14؛ وشرح شواهد المغني 1/ 416؛ ولسان العرب 14/ 323 "رضي"؛ والمقاصد النحوية 3/ 282؛ ونوادر أبي زيد ص176؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 118؛ والإنصاف 2/ 630؛ وجمهرة اللغة ص1314؛ والجني الداني ص477؛ والخصائص 2/ 311، 389؛ ورصف المباني ص372؛ وشرح شواهد المغني 2/ 954؛ وشرح ابن عقيل ص365؛ =

الرابع: التعليل كاللام، نحو: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُم} 1، وقوله: علام تقول الرمح يثقل عاتقي2 الخامس: المصاحبة كـ"مع"، نحو: {وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّه} 3، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} 4. السادس: موافقة "من"، نحو: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} 5. السابع: موافقة الياء، نحو: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ} 6 وقد قرأ أبي بالباء. الثامن: الزيادة للتعويض من أخرى محذوفة، كقوله "من الرجز": 555- إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يومًا على من يتكل

_ = وشرح المفصل 1/ 120؛ ولسان العرب 15/ 444 "يا"؛ والمحتسب 1/ 52، 348؛ ومغني اللبيب 2/ 143؛ والمقتضب 2/ 320؛ وهمع الهوامع 2/ 28. شرح المفردات: بنو قشير: هم قوم قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، اشتركوا في الفتوحات الإسلامية. المعنى: يقول: إذا رضيت عني بنو قشير سرني رضاها، وأراح بالي لما له من تأثير عظيم علي. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "رضيت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث. "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"رضيت". "بنو": فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "قشير": مضاف إليه مجرور. "لعمر": اللام لام الابتداء، و"عمر": مبتدأ مرفوع، خبره محذوف تقديره: "قسم"، وهو مضاف. "الله" اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. "أعجبني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "رضاها": فاعل مرفوع، و"ها": ضمير في محل جر مضاف إليه. وجملة: "إذا رضيت" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "رضيت" في محل جر بالإضافة. وجملة القسم "لعمر" اعتراضية. وجملة: "أعجبني" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد فيه قوله: "رضيت علي" حيث جاءت "على" بمعنى "عن". 1 البقرة: 185. 2 تقدم بالرقم 342. 3 البقرة: 177. 4 الرعد: 6. 5 المطففين: 2. 6 الأعراف: 105. 555- التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 292؛ والجني الداني ص478؛ وخزانة الأدب 10/ 146؛ والخصائص 2/ 305؛ والدرر 4/ 108؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 205؛ وشرح التصريح =

أي: من يتكل عليه. التاسع: الزيادة لغير تعويض، وهو قليل، كقوله "من الطويل": 556- أبى الله إلا أن سرحة مالك ... على كل أفنان العضاء تروق

_ = 2/ 15؛ وشرح شواهد المغني ص419؛ والكتاب 3/ 81؛ ولسان العرب 11/ 475 "عمل"؛ والمحتسب 1/ 281؛ وهمع الهوامع 2/ 22. اللغة: يعتمل: يتكلف العمل متخذًا لنفسه حرفة تسد حاجته. يتكل: يعتمد. المعنى: يقول إن الرجل الكريم النفس، إذا دهمته صروف الدهر اتخذ لنفسه عملًا يسد به حاجته إذا لم يجد من يعتمد عليه. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الكريم: اسم "إن" منصوب بالفتحة. وأبيك: "الواو": حرف قسم وجر، "أبيك": اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف تقديره: "أقسم". يعتمل: فعل مضارع مرفوع وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" إن: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يجد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". يومًا: ظرف زمان منصوب متعلق بـ"يجد". على: حرف جر زائد. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به لـ"يجد". يتكل: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وسكن للوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وقيل: على من جار ومجرور متعلقان بـ"يتكل"، ومن: اسم استفهام. وجملة يتكل استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن الكريم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعتمل": في محل رفع خبر "إن". وجملة "يتكل": صلة الموصول لا محل لا من الإعراب. الشاهد: قوله: "إن لم يجد يومًا على من يتكل" حيث وردت "على" زائدة على رأي بعض النحاة معتبرين "من" اسم موصول، تقديره:"إن لم يجد يومًا الذي يتكل عليه". ومنهم من جعل "على" حرف جر و"من" اسم استفهام، والتقدير: "إن لم يجد يومًا شيئًا، ثم استأنف فقال: على من يتكل؟ ". 556- التخريج: البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص41؛ وأدب الكاتب ص523؛ وأساس البلاغة ص185 "روق"؛ والجني الداني ص479؛ والدرر 4/ 137؛ وشرح التصريح 2/ 15؛ وشرح شواهد المغني 1/ 420؛ ولسان العرب 2/ 479 "سرح"؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص377؛ وخزانة الأدب 2/ 194، 10/ 144، 145. اللغة: أبى الله: قضى بالمنع. السرحة: الشجرة العظيمة. الأفنان: الأغصان: العضاء: نوع من الشجر ذي الشوك. تروق: تعجب. المعنى: قضى الله -جل وعز- رفضًا ومنعًا لأي غصن من أغصان شجر العضاه، إلا أن يعجب بشجرة مالك العظيمة؛ بمعنى أن الله جعل الإعجاب فرضًا على كل الغصون، وإخالها كنابة عن حلوة يحبها كل الناس =

وفيه نظر. العاشر: الاستدراك الإضراب، كقوله "من الطويل": 557- بكل تداوينا فلم يشف ما ربنا ... على أن قرب الدار خير من البعد على أن قرب الدار ليس بنافع ... إذا كان من تهواه ليس بذي ود "بعن تجاوزًا عنى من قد فطن. وقد تجي" عن "موضع بعد" وموضع "على كما على موضع عن قد جعلا" كما رأيت.

_ = الإعراب: أبي: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف. الله: فاعل مرفوع بالضمة. إلا: حرف يفيد الحصر. أن: حرف مشبه بالفعل. سرحة: اسم "أن" منصوب بالفتحة. مالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. على كل: "على" حرف جر زائد، "كل": مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه مفعول به لـ"تروق". العضاه: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تروق: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي"، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مفعول به للفعل "أبى". وجملة "أبى الله": ابتدائية لا محل لها. وجملة "تروق": في محل رفع خبر "أن". والشاهد فيه قوله: "على كل تروق" حيث زاد "على" قبل "كل" فالفعل "تروق" يتعدى بنفسه، لا بـ"على"، وفسر وجود حرف الجر بأنه "هنا" بمعنى تعلو وترتفع. 557- التخريج: البيتان ليزيد بن الطثرية في ديوانه ص82؛ وذيل الأمالي ص104؛ وللمجنون في ديوانه ص89؛ ولعبد الله بن الدمينة في ديوانه ص82؛ وشرح شواهد المغني 1/ 425؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 454. المعنى: لم نترك دواء معروفًا إلا واستخدمناه لنشفى من الهوى، ولكن هيهات، إنما قربنا من دار من تهوى أشفى لنفوسنا من بعدنا عنها. الإعراب: بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"تداوينا". تداوينا: فعل ماضٍ مبني على السكون المقدر على الألف المنقلبة ياء، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. فلم: "الفاء": عاطفة، "لم": حرف جزم وقلب ونفي. يشف: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة من آخره. ما: اسم موصول في محل رفع نائب فاعل. بنا: جار ومجرور متعلقان بصلة الموصول المحذوفة "ما استقر بنا" على: حرف جر واستدراك. أن: حرف مشبه بالفعل. قرب: اسمها منصوب بالفتحة. الدار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. خير: خبر "أن" مرفوع بالضمة. من البعد: جار ومجرور متعلقان بـ"خير"، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مجرور بـ"على" والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، والتقدير: الحقيقة كائنة على أن. وجملة "تداوينا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلم يشف": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "أن قرب الدار خبر": في محل جر بحرف الجر "على". والشاهد فيهما قوله: "على أن" حيث اعتبر "على" حرف استدراك وإضراب، وكذلك في البيت التالي.

"عن" ومعانيها": وجملة معاني "عن" عشرة أيضًا، اقتصر منها الناظم على هذه الثلاثة. الأولى: المجاوزة، وهي الأصل فيها، ولم يذكر البصريون سواه، نحو: "سافرت عن البلد"، و"رغبت عن كذا". الثاني: البعدية -وهو المشار إليه بقوله: "وقد تجي موضع بعد"- نحو: {عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} 1، {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} 2، أي: حالًا بعد حال. الثالث: الاستعلاء كـ"على"، نحو: {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} 3، وقوله "من البسيط": 558- لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... عني ولا أنت دياني فتخزوني

_ 1 المؤمنون: 40. 2 الانشقاق: 19. 3 محمد: 38. 558- التخريج: البيت لذي الإصبع العدواني في أدب الكاتب ص513؛ والأزهية ص279؛ وإصلاح المنطق ص373؛ والأغاني 3/ 108؛ وأمالي المرتضى 1/ 252؛ وجمهرة اللغة ص596؛ وخزانة الأدب 7/ 173، 177، 184، 186؛ والدرر 4/ 143؛ وسمط الآلي ص289؛ وشرح التصريح 2/ 15؛ وشرح شواهد المغني 1/ 430؛ ولسان العرب 11/ 525 "فضل"، 13/ 167، 170 "دين"، 295، 296 "عنن"، 539 "لوه"، 14/ 226 "خزا"؛ والمؤتلف والمختلف ص118؛ ومغني اللبيب 1/ 147؛ والمقاصد النحوية 3/ 286؛ ولكعب الغنوي في الأزهية ص97؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 263، 2/ 121، 303؛ والإنصاف 1/ 394؛ والجني الداني ص246؛ وجواهر الأدب ص323؛ وخزانة الأدب 10/ 124؛ 344؛ والخصائص 2/ 288؛ ورصف المباني ص254، 368؛ وشرح ابن عقيل ص364؛ وشرح المفصل 8/ 53؛ وهمع الهوامع 2/ 29. شرح المفردات: لاه: أصله "الله" حذفت لام الجر ولام التعريف والباقية هي فاء الكلمة وذلك حسب رأي سيبويه. أفضلت: زدت فضلًا. الحسب: الشرف الثابت في الآباء. الديَّان: صاحب الأمر. تخزوني: تسوسني وتقهرني. المعنى: يقول: لله أمر ابن عمك، لا أنت أفضل مني حسبًا، ولا أشرف مني نسبًا، ولا ولي أمري فتسوسني وتقهرني. الإعراب: "لاه": جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. "ابن": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو =

الرابع: التعليل، نحو: {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ} 1، {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} 2. الخامس: الظرفية، كقوله "من الطويل": 559- وآس سراة الحي حيث لقيتهم ... ولا تك عن حمل الرباعة وانيا

_ = مضاف: "عمك": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة "لا": حرف نفي. "أفضلت" فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "في حسب": جار ومجرور متعلقان بـ"أفضلت". "عني": جار ومجرور متعلقان بـ"أفضلت". "ولا": الواو حرف استئناف، "لا": حرف نفي. "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "دياني": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "فتخزوني": الفاء: حرف عطف، أو السببية، "تخزوني": فعل مضارع مرفوع، أو منصوب، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". وجملة: "لاه ابن عمك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أفضلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة: "لا أنت دياني" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تخزوني" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أفضلت عني" حيث جاءت "عن" للاستعلاء بمعنى "على"؛ لأن "رضي" بتعدي بـ"على". 1 هود: 53. 2 التوبة: 114. 559- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص379؛ والدرر 4/ 145؛ وشرح شواهد المغني 1/ 434؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص247؛ وجواهر الأدب ص324؛ وهمع الهوامع 2/ 30. اللغة: آس: قدم المواساة والمساعدة والعزاء. سراة الحي: أشرافه. الرباعة: الدية؛ وهو على رباعة قومه: أي هو سيدهم. الواني: الضعيف. المعنى: لا تكن كسولًا ضعيفًا عن حمل أعباء الرئاسة والسيادة، وقدم المساعدة والمواساة لإشراف قبيلتك كلما لقيتهم. الإعراب: "وآس": "الواو": بحسب ما قبلها، "آس": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". سراة: مفعول به منصوب بالفتحة. الحي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. حيث: ظرف مكان في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل "آسي". لقيتهم: فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم علامة جمع الذكور العقلاء. ولا: "الواو": للعطف، "لا": ناهية جازمة. تك: فعل مضارع ناقص مجزوم، وحذفت النون الساكنة منه للتخفيف واسم "تكون" ضمير مستتر تقديره "أنت". عن حمل: جار ومجرور متعلقان بـ"وانيًا". الرباعة: مضاف إليه مجرور بالكسرة وانيا: خبر "تكون" منصوب بالفتحة، و"الألف": للإطلاق. وجملة "آس سراة الحي": حسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة "لقيتهم": في محل جر بالإضافة. وجملة "ولا تك ... ": معطوفة على جملة "وآس": لا محل لها، أو بحسب ما قبلها. والشاهد فيه قوله: "وانيًا عن حمل الرباعة" حيث جاءت "عن" بمعنى "في" تحمل معنى الظرفية.

السادس: موافقة "من"، نحو: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِه} 1، {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} 2. السابع: موافقة الباء، نحو: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} 3، والظاهر أنها على حقيقتها، وأن المعنى وما يصدر قوله عن الهوى. الثامن: الاستعانة، قاله الناظم، ومثل له بنحو: "رميت عن القوس"؛ لأنهم يقولون: "رميت بالقوس"؛ وفيه رد على الحريري في إنكاره أن يقال ذلك إلا إذا كانت القوس هي المرمية. التاسع: البدل، نحو: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} 4، وفي الحديث: "صومي عن أمك". العاشر: الزيادة للتعويض من أخرى محذوفة، كقوله "من الطويل": 560- أتجزع إن نفس أتاها حمامها ... فهلا التي عن بين جنبيك تدفع

_ 1 الشورى: 25. 2 الأحقاف: 16. 3 النجم: 3. 4 البقرة: 48، 123. 560- التخريج: البيت لزيد بن رزين في جواهر الأدب ص325؛ وشرح شواهد المغني 1/ 436؛ وله أو لرجل من محارب في ذيل أمالي القالي ص105؛ وذيل سمط اللآلي ص49؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص248؛ وخزانة الأدب 10/ 144؛ والدرر 4/ 107؛ وشرح التصريح 2/ 16؛ والمحتسب 1/ 281؛ وهمع الهوامع 2/ 22. اللغة: الجزع: الاضطراب والخوف. الحمام: الموت. المعنى: أراك مضطربًا خائفًا، عندما يحل الموت ضيفًا على أحدهم، فهل تستطيع منعه من أخذ روحك، عندما تحين ساعتك؟! الإعراب: أتجزع: "الهمزة": حرف استفهام: "تجزع": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". إن: حرف شرط جازم. نفس: فاعل لفعل محذوف تقديره "تهلك، أو تمت". أتاها: فعل ماض مبني على الفتح على الألف، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حمامها: فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. فهلا: "الفاء": للاستئناف، =

"الكاف ومعانيها": 377- شبه بكاف، وبها التعليل قد ... يعني، وزائدًا لتوكيد ورد أي: تجيء الكاف لمعان، وجملتها أربعة، اقتصر منها في النظم على ثلاثة: الأول: التشبيه، وهو الأصل فيها، نحو: "زيد كالأسد". الثاني: التعليل، نحو: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُم} 1 أي: لهدايتكم، وعبارته هنا وفي التسهيل تقتضي أن ذلك قليل، ولكنه قال في شرح الكافية: ودلالتها على التعليل كثيرة. الثالث: التوكيد، وهي الزائدة، نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} 2، أي: ليس شيء مثله، وقوله "من الرجز": 561- لواحق الأقراب فيها كالمقق

_ = "هلا": حرف تحضيض. التي: اسم موصول في محل نصب بنزع الخافض، بتقدير "تدفع عن التي". عن بين: "عن": حرف جر زائد، "بين": مجرور لفظًا، منصوب محلًّا على أنه مفعول فيه ظرف مكان متعلق بفعل "استقرت" المحذوف. جنبيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. تدفع: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". وجملة "أتجزع": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إن نفس": استثنافية لا محل لها. وجملة "أتاها": تفسيرية لا محل لها. وجملة جواب الشرط محذوفة، بتقدير "إن تمت نفس فتجزع". وجملة "تدفع": استثنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "عن بين" حيث جاءت "عن" زائدة للتعويض عن المحذوف بعد الفعل، بتقدير "فهلا تدفع عن التي بين جنبيك". 1 البقرة: 198. 2 الشورى: 11. 561- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص106؛ وجواهر الأدب ص129؛ وخزانة الأدب 1/ 89؛ وسر صناعة الإعراب ص292، 295، 815؛ وسمط اللآلي ص322؛ وشرح شواهد المغني 2/ 764؛ والمقاصد النحوية 3/ 290؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص264؛ والإنصاف 1/ 299؛ وجمهرة اللغة ص824؛ واللمع في العربية ص158؛ والمقتضب 4/ 418. اللغة: اللواحق: ج اللاحقة، وهي الضامرة. الأقراب: ج القرب، وهي الحاضرة. المقق: الطول الفاحش. الإعراب: "لواحق": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي"، وهو مضاف. "الأقراب": مضاف إليه =

أي: فيها المقق، أي: الطول. الرابع: الاستعلاء، قيل لبعضهم: "كيف أصبحت"؟ قال: كـ"خير"، أي: على خير، وهو قليل، أشار إلى ذلك في التسهيل بقوله: وقد توافق "على". 378- واستعمل اسمًا، وكذا "عن" و"على" ... من أجل ذا عليهما "من" دخلا "واستعمل" الكاف "اسمًا" بمعنى "مثل"، كما في قوله "من الرجز": 562- "بيض ثلاث كنعاج جم" ... يضحكن عن كالبرد المتهم أي: عن مثل البرد، وقوله "من الطويل": 563- بكاللقوة الشغواء جلت فلم أكن ... لأولع إلا بالكمي المقنع

_ = مجرور. "فيها": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: "موجود". "كالمقق": الكاف حرف زائد، "المقق": مبتدأ مؤخر. الشاهد: قوله: "كالمقق" حيث وردت الكاف الزائدة، تقديره: "فيها المقق". 562- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 328؛ وخزانة الأدب 10/ 166، 168، والدرر 4/ 156؛ وشرح شواهد المغني 2/ 503؛ والمقاصد النحوية 3/ 294؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص258؛ والجني الداني ص79؛ وجواهر الأدب ص126؛ وشرح المفصل 8/ 42، 44؛ ومغني اللبيب 1/ 180؛ وهمع الهوامع 2/ 31. شرح المفردات: النعاج: ج النعجة، وهي أنثى الضأن، والعرب تكني بها عن المرأة. الجم: ج الجماء مؤنث الأجم، وهو من الكباش ما لا قرن له. البرد: حب الغمام. المنهم: الذائب. المعنى: يقول: إنهن ثلاث نسوة ناعمات، تبدو أسنانهن عندما يضحكن كالبرد المذاب. الإعراب: "بيض": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هن". "ثلاث": نعت "بيض" أو خبر ثان. "كنعاج": جار ومجرور. "جم": نعت "نعاج" مجرور. "يضحكن": فعل مضارع مبني على السكون، والنون في محل رفع فاعل. "عن": حرف جر "كالبرد": الكاف: اسم مجرور بمعنى "مثل"، والجار والمجرور متعلقان بـ"يضحك"، وهو مضاف، "البرد": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "المنهم": نعت "البرد" مجرور. وجملة "هن بيض" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يضحكن" في محل جر نعت "نعاج". الشاهد فيه قوله: "عن كالبرد" حيث جاءت "الكاف" اسمًا بمعنى "مثل" بدليل دخول "عن" عليه، وهو حرف جر لا يدخل إلا على الاسم. 563- التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص82؛ والدرر 4/ 158؛ والمقاصد النحوية 3/ 295؛ وهمع الهوامع 2/ 31. =

وهو مخصوص عند سيبويه والمحققين بالضرورة، وأجازه كثيرون -منهم الفارسي والناظم- في الاختيار. "وكذا عن وعلى" استعملا اسمين: الأول بمعنى "جانب"، والثاني بمعنى "فوق" "من أجل ذا عليهما من دخلا" في قوله "من الكامل": 564- ولقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني تارة وأمامي

_ = اللغة: اللقوة: العقاب السريع. الشغواء: ذات المنقار المعوج. جلت: طفت دون مبالاة. الولع: الشغف. الكمي: الرجل الشجاع. المقنع: الذي يلبس القناع، وهنا المدجج بالسلاح. المعني: يصور الشاعر شجاعته إذا كان يطوف في مجال المعركة غير مبال بأحد على حصان كالعقاب السريع، باحثًا عن الأبطال المدججين بالسلاح. الإعراب: بكاللقوة: "الباء": حرف جر، و"الكاف": اسم بمعنى "مثل" مبني في محل جر بالياء، والجار والمجرور متعلقان بـ"جلت"، وهو مضاف، "اللقوة": مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشغواء: نعت "اللقوة" مجرور بالكسرة. جلت: فعل ماضٍ، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فلم: "الفاء": حرف عطف، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. أكن: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". لأولع: "اللام": للجحود، و"أولع": فعل مضارع للمجهول منصوب بالفتحة، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا" إلا: حرف استثناء. بالكمي: جار ومجرور متعلقان بـ"أولع". المقنع: نعت "الكمي" مجرور بالكسرة. وجملة "بكاللقوة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم أكن" معطوفة على سابقتها. وجملة "لأولع": في محل نصب خبر "أكن". الشاهد فيه قوله: "بكاللقوة": حيث وردت الكاف اسمًا بمعنى "مثل" بدليل جرها بالباء التي تختص بدخولها على الأسماء. 564- التخريج: البيت لقطري من الفجاءة في ديوانه ص171؛ وخزانة 10/ 158، 160؛ والدرر 2/ 269، 4/ 185؛ وشرح التصريح 2/ 10؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص136؛ وشرح شواهد المغني 1/ 438؛ والمقاصد النحوية 3/ 150، 405؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص255؛ والأشباه والنظائر 3/ 13؛ وجواهر الأدب ص322؛ وشرح ابن عقيل ص368؛ وشرح المفصل 8/ 40؛ ومغني اللبيب 1/ 149؛ وهمع الهوامع 1/ 156، 2/ 36. شرح المفردات: الدريئة: حلقة يُتعلم عليها الطعن، أو ما يستتر به الصائد ليخدع الصيد. المعنى: يقول: إنه أصبح هدفًا لسهام الأعداء ونبالهم تترامى عليه من كل جانب. أو إن أصحابه يتخذونه ترسًا ليرد عنهم سهام الأعداء ونبالهم التي تنهال عليهم من كل جانب. الإعراب: "ولقد": الواو بحسب ما قبلها، "لقد": اللام واقعة في جواب قسم محذوف، "قد": حرف تحقيق: "أراني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير =

وكقوله: "من الطويل": 565- غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها ... تصل وعن قيض بزيزاء مجهل "استعمالات "مذ" و"منذ" وحكم ما بعدهما": 379- و"مذ ومنذ" اسمان حيث رفعا ... أو أوليا الفعل كـ: "جئت مذ دعا" 380- وإن يجرا في مضي فكمن ... هما، وفي الحضور معنى "في" استبن

_ = مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "للرماح": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "دريئة". "دريئة": مفعول به ثان. "من عن": جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "تجيئني" مثلًا، وهو مضاف. "يميني": مضاف إليه، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة "تارة": ظرف زمان متعلق بالفعل المحذوف. "وأمامي": الواو حرف عطف، "أمامي": معطوف على "يميني". وجملة القسم المحذوفة بحسب ما قبلها. وجملة: "لقد أراني" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. والجملة المحذوفة: "تجئني" في محل نصب نعت لـ"دريئة". الشاهد فيه قوله: "من عن يميني" حيث وردت "عن" اسمًا مجرورًا بمعنى "جانب". 565- التخريج: البيت لمزاحم العقيلي في أدب الكاتب ص504؛ والأزهية ص194؛ وخزانة الأدب 10/ 147، 150؛ والدرر 4/ 187؛ وشرح التصريح 2/ 19؛ وشرح شواهد الإيضاح ص230،؛ وشرح شواهد المغني 1/ 425؛ وشرح المفصل 8/ 38؛ ولسان العرب 11/ 383 "صلل"، 15/ 88 "علا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 301؛ ونوادر أبي زيد ص163؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص103؛ والأشباه والنظائر 3/ 12؛ وجمهرة اللغة ص1314؛ والجني الداني ص470؛ وجواهر الآدب ص375؛ وخزانة الأدب 6/ 535؛ ورصف المباني ص371؛ وشرح ابن عقيل ص367؛ والكتاب 4/ 231؛ ومجالس ثعلب ص304؛ ومغني اللبيب 1/ 146، 2/ 532؛ والمقتضب 3/ 53؛ والمقرب 1/ 196؛ وهمع الهوامع 2/ 36. شرح المفردات: الظمء: ما بين الشربين. تصل: تصوت. القيض: قشرة البيضة العليا. الزيزاء: ما غلظ من الأرض. المجهل: القفر الخالي من الأعلام. المعنى: يقول: إن القطاة قد تركت فراخها وقشر بيضها، وراحت تصوت في أرض خالية من الأعلام بعد أن اشتد بها الظمأ. الإعراب: "غدت" فعل ماضٍ ناقص، والتاء للتأنيث، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". "من عليه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من اسم "غدت"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "بعد": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"غدا". "ما": حرف مصدري "تم": فعل ماضٍ. "ظمؤها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "اتصل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". "وعن قبض": الواو حرف عطف، وجار ومجرور معطوفان على "من عليه". "بزيزاء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "قبض". "مجهل": نعت "زيزاء" مجرور. وجملة: "عدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تم ظمؤها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما تم" تأويل مصدر في محل جر بالإضافة. وجملة "تصل" في محل نصب خبر "غدا". الشاهد فيه قوله: "من عليه" حيث جاءت "على" اسمًا مجرورًا بـ"من".

"ومذ ومنذ" يستعملان أيضًا اسمين وحرفين: فهما "اسمان حيث رفعا" اسمًا مفردًا "أو أوليا" جملة، كما إذا أوليا "الفعل" مع فاعله، وهو الغالب، ولهذا اقتصر على ذكره، أو المبتدأ مع خبره. فالأول نحو: "ما رأيته مذ يومان، أو منذ يومُ الجمعة"، وهما حينئذ مبتدآن وما بعدهما خبر، والتقدير: أمد انقطاع الرؤية يومان، وأول انقطاع الرؤية يوم الجمعة. وقد أشعر بذلك قوله: "حيث رفعا"، وقيل: بالعكس، والمعنى: بيني وبين الرؤية يومان، وقيل: ظرفان، وما بعدهما فاعل بفعل محذوف، أي: مذ كان -أو مذ مضى- يومان، وإليه ذهب أكثر الكوفيين، واختاره السهيلي والناظم في التسهيل. والثاني "كجنت مذ دعا"، وقوله: ما زال مذ عقدت يداه إزاره1 وقوله "من الطويل": 566- وما زلت أبغي الخير مذ أنا يافع ... "وليدًا وكهلًا حين شبت وأمردا"

_ = معطوفان على "من عليه". "بزيزاء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "قبض". "مجهل": نعت "زيزاء" مجرور. وجملة: "عدت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تم ظمؤها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما تم" تأويل مصدر في محل جر بالإضافة. وجملة "تصل" في محل نصب خبر "غدا". الشاهد فيه قوله: "من عليه" حيث جاءت "على" اسمًا مجرورًا بـ"من". 1 تقدم بالرقم 132. 566- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص185؛ وتذكرة النحاة ص589، 632؛ والدرر 3/ 139؛ وشرح التصريح 1/ 21؛ وشرح شواهد المغني 2/ 577؛ والمقاصد النحوية 3/ 60، 326؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 336؛ وهمع الهوامع 1/ 216. شرح المفردات: أبغي: أريد. اليافع: الغلام الذي بلغ العشرين. الكهل: من وخطه الشيب. الأمرد: الذي لم تنبت لحيته. المعنى: يقول: أنفقت عمري دائبًا في طلب الخير منذ كنت يافعًا، صبيًّا، وكهلًا قد علاني الشيب. الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. "زلت": فعل ماضٍ ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ما زال". "أبغي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". "الخير": مفعول به. "مذ": ظرف زمان مبني في محل نصب متعلق بـ"أبغي". "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "يافع": خبر المبتدأ. "وليدًا": حال منصوب. "وكهلًا": الواو حرف عطف، "كهلًا": =

والمشهور أنهما حينئذ ظرفان مضافان إلى الجملة، وقيل: إلى زمن مضاف إلى الجملة، وقيل: مبتدآن؛ فيجب تقدير زمن مضاف إلى الجملة يكون هو الخبر. "وأن يجرا" فهما حرفا جر، ثم إن كان ذلك "في مضي فكمن هما" في المعنى، نحو: "ما رأيته مذ يومِ الجمعة، ومنذ يومِ الجمعة"، أي: من يوم الجمعة "وفي الحضور معني في استبن" بهما، نحو: "ما رأيته مذ يومِنا، أو منذ يومنا": أي: في يومنا. هذا مع المعرفة كما رأيت، فإن كان المجرور بهما نكرة كانا بمعنى "من" و"إلى" معًا كما في المعدود، نحو: "ما رأيته مذ -أو منذ- يومين"، وكونهما إذا جرا حرفي جر هو ما ذهب إليه الأكثرون، وقيل: هما ظرفان منصوبان بالفعل قبلهما. تنبيهات: الأول: أكثر العرب على وجوب جرهما للحاضر، وعلى ترجيح جر منذ للماضي على رفعه، كقوله "من الطويل": 567- "قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان" ... وربع عفت آثاره منذ أزمانِ

_ = معطوف على "وليدًا". "حين": ظرف زمان منصوب متعلق بمحذوف نعت "كهلًا". "شبت": فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "وأمردا": الواو حرف عطف، "أمردا": معطوف على "وليدًا"، والألف للإطلاق. وجملة: "ما زلت" بحسب ما قبلها. وجملة "أبغي" في محل نصب خبر "ما زال". وجملة: "أنا يافع" في محل جر بالإضافة. وجملة: "شبت" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "مذ أنا يافع" حيث دخلت "مذ" على الجملة الاسمية. 567- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص89؛ والدرر 3/ 142؛ وشرح التصريح 2/ 17؛ وشرح شواهد المغني 1/ 374؛ 2/ 750؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 1/ 335؛ وهمع الهوامع 1/ 217. شرح المفردات: العرفان: ما عُرف من علامات الدار. الربع: المنزل. عفت: امَّحت، درست. الآيات: العلامات. المعنى: يخاطب الشاعر صديقيه، وهي عادة عند العرب، أن يتوقفا ويبكيا على ذكر حبيب وربع كان مرتعًا للهو، وقد امَّحت آثاره منذ زمن. الإعراب: "قفا": فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين، والألف ضمير في محل رفع فاعل. "نبك": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن". "من ذكرى": جار ومجرور متعلقان بـ"نبك"، وهو مضاف. "حبيب": مضاف إليه مجرور. "وعرفان": الواو حرف عطف، "عرفان": معطوف على "حبيب". "وربع": الواو حرف عطف، "ربع": معطوف على "حبيب" "عفت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث. "آثاره": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء =

وعلى ترجيح رفع "مذ" للماضي على جره؛ فمن القليل فيها قوله "من الكامل": 568- لمن الديار بقنة الحجر ... أقوين مذ حججٍ ومذ دهرِ الثاني: أصل "مذ": "منذ" بدليل رجوعهم إلى ضم الذال من "مذ" عند ملاقاة الساكن، نحو: "مذ اليوم"، ولولا أن الأصل الضم لكسروا، ولأن بعضهم يقول: مذ زمنٍ طويلٍ، فيضم مع عدم الساكن؛ وقال ابن ملكون: هما أصلان؛ لأنه لا يتصرف في الحرف وشبهه، ويرده تخفيفهم "أن"، و"كأن"، و"لكن" و"رب"، وقال المالقي: إذا كانت "مذ" اسمًا فأصلها:"منذ"، أو حرفًا فهي أصل.

_ = ضمير في محل جر بالإضافة. "منذ أزمان": جار ومجرور متعلقان بـ"عفت". وجملة: "قفا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نبك" جواب الطلب لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عفت". في محل جر نعت "ربع". الشاهد فيه قوله: "منذ أزمان" حيث دخلت "منذ" على لفظ دال على الزمان، والمراد به الزمان الماضي، فدلت على ابتداء الغاية الزمانية، وهو دليل للكوفيين على أن "منذ" تكون لابتداء الغاية الزمانية. 568- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص86؛ والأزهية ص283؛ وأسرار العربية ص273؛ والأغاني 6/ 86؛ والإنصاف 1/ 371؛ وخزانة الأدب 9/ 439، 440؛ والدرر 3/ 142؛ وشرح التصريح 2/ 17؛ وشرح شواهد المغني 2/ 750؛ وشرح عمدة الحافظ ص264؛ وشرح المفصل 4/ 93، 8/ 11؛ والشعر والشعراء 1/ 145؛ ولسان العرب 13/ 421 "منن"، 4/ 170 "هجر"؛ والمقاصد النحوية 3/ 312؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص270؛ ورصف المباني ص320؛ ومغني اللبيب 1/ 335؛ وهمع الهوامع 1/ 317. شرح المفردات: القنة: أعلى الشيء. الحجر: منازل ثمود عند وادي القرى. أقوين: خلون، مذ حجج: منذ سنوات. المعنى: يتساءل الشاعر عن ديار قنة الحجر التي خلت منذ سنوات عديدة. الإعراب: "لمن": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ. "الديار": مبتدأ مؤخر مرفوع. "يقنة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "الديار"، وهو مضاف. "الحجر": مضاف إليه مجرور. "أقوين": فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "مذ حجج": جار ومجرور متعلقان بـ "أقوين"، "ومذ دهر": الواو حرف عطف، "مذ دهر" جار ومجرور متعلقان بـ"أقوين". وجملة: "لمن الديار" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أقوين" في محل رفع نعت "الديار". الشاهد فيه قوله: "مذ حجج"، و"مذ دهر" حيث جاءت "مذ" فجرت الزمن الماضي، وهذا قليل.

"رب" واستخدامها": الثالث: بقي من الحروف "رب": وهي للتكثير كثيرًا، وللتقليل قليلًا: فالأول كقوله -صلى الله عليه وسلم: $"يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان: "يا رب صائمه لن يصومه وقائمة لن يقومه"، والثاني كقوله "من الطويل": 569- ألا رب مولودٍ وليس له أب ... وذي ولد لم يلْدَهُ أبوان "زيادة "ما" بعد بعض أحرف الجر وحكمها": 381- وبعد "من وعن وباء" زيد "ما" ... فلم يعق عن عمل قد علما 382- وزيد بعد "رب"، والكاف" فكف ... وقد يليهما وجر لم يكف

_ 569- التخريج: البيت لرجل من أزد السراة في شرح التصريح 2/ 18؛ وشرح شواهد الإيضاح ص257؛ وشرح شواهد الشافية ص22؛ والكتاب 2/ 266، 4/ 115؛ وله أو لعمرو الجنبي في خزانة الأدب 2/ 381؛ والدرر 1/ 173، 174؛ وشرح شواهد المغني 1/ 398؛ والمقاصد النحوية 3/ 354؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 19؛ والجني الداني ص441؛ والخصائص 2/ 333؛ والدرر 4/ 119؛ ورصف المباني ص189؛ وشرح المفصل 4/ 48؛ 9/ 126؛ والمقرب 1/ 199؛ ومغني اللبيب 1/ 135؛ وهمع الهوامع 1/ 54، 2/ 26. شرح المفردات: مولود ليس له أب: ربما عيسى بن مريم. ذو ولد لم يلده أبوان: هو آدم أبو البشر، وقيل: القوس لأنها تؤخذ من شجرة معينة. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح، أو تنبيه. "رب": حرف جر شبيه بالزائذ. "مولود": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "وليس": الواو زائدة، "ليس": فعل ماضٍ ناقص. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس". "أب": اسم "ليس" مرفوع. "وذي": الواو حرف عطف، "ذي": معطوف على "مولود" مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. "ولد" مضاف إليه مجرور. "لم": حرف جزم "يلده": فعل مضارع مجزوم، ونقلت السكون إلى اللام وفتحت الدال للضرورة الشعرية، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "أبوان": فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى. وجملة: "ألا رب مولود" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ليس له أب" في محل رفع خبر المبتدأ "مولود". وجملة: "ذي ولد" معطوفة على جملة "رب ولد". وجملة: "لم يلده أبوان" في محل رفع خبر المبتدأ "ذي". الشاهد فيه قوله: "رب مولود" حيث جاءت "رب" للتقليل وفي البيت شاهد آخر للنجاة هو قوله: "لم يلْده"، والأصل: "لم يلِدْه"، فسكن الشاعر اللام للضرورة الشعرية، فالتقى ساكنان، فحرك الساكن الثاني بالفتح لأنه أخف.

لعدم إزالتها الاختصاص، نحو: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} 1، {عَمَّا قَلِيل} 2، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّه} 3. "وزيد بعد رب والكاف فكف" عن الجر غالبًا، وحينئذ يدخلان على الجمل، كقوله "من الخفيف": 570- ربما الجاملُ المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار وكقوله "من الوافر": 571- "فإن الخمر من شر المطايا" ... كما الحبطات شر بني تميم

_ 1 نوح: 25. 2 المؤمنون: 40. 3 آل عمران: 159. 570- التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص316؛ والأزهية ص94، 266؛ وخزانة الأدب 9/ 586، 588؛ والدرر 4/ 124؛ وشرح شواهد المغني 1/ 405؛ وشرح المفصل 8/ 29، 30؛ ومغني اللبيب 1/ 137؛ والمقاصد النحوية 3/ 328؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص448، 455؛ وجواهر الأدب ص368؛ والدرر 4/ 205؛ وشرح التصريح 2/ 22؛ وشرح ابن عقيل ص370؛ وهمع الهوامع 2/ 26. شرح المفردات: الجامل: قطيع الجمال. المؤبل: الإبل المعدة للاقتناء. العناجيج: ج العنجوج وهو من الخيل الطويلة الأعناق. المهار: ج المهر، وهو ولد الفرس. المعنى: يقول رب قطيع من الجمال المعدة للاقتناء، وجياد طويلة الأعناق بينها المهار. الإعراب: "ربما": "رب": حرف جر شببه بالزائد، و"ما": حرف كاف. "الجامل": مبتدأ مرفوع "فيهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "وعناجيج" الواو حرف عطف، "عناجيج": معطوف على "الجامل" مرفوع. "بينهن": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم. "المهار": مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة: "ربما الجامل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بينهن المهار" في محل رفع نعت "عناجيج". الشاهد فيه قوله: "ربما الجامل" حيث دخلت "ما" الكافة على "رب" فكفتها عن عمل الجر، ودخول "ربما" المكفوفة على الجملة الاسمية. 571- التخريج: البيت لزياد الأعجم في ديوانه ص97؛ والأزهية ص77؛ وخزانة الأدب 10/ 204، 206، 208، 211، 213؛ والمقاصد النحوية 3/ 346؛ وبلا نسبة في الحيوان 1/ 363. اللغة: الحمر: جمع حمار، وهو حيوان معروف، المطايا: ج المطية، وهي الدابة التي تركب. الحبطات: أبناء الحارث بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. =

"وقد تليهما وجر لم يكف"، كقوله: "من الخفيف": 572- ربما ضربةٍ بسيف صقيل ... بين بصرى وطعنة نجلاء وكقوله "من الطويل": 573- وننصر مولانا ونعلم أنه ... كما الناس مجروم عليه وجارم

_ = الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف مشبه بالفعل. "الحمر": اسم "إن" منصوب. "من شر": جار ومجرور في محل رفع خبر "إن"، وهو مضاف. "المطايا": مضاف إليه "كما": الكاف حرف جر، "ما": الكافة. "الحبطات": مبتدأ مرفوع. "شر": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء، وهو مضاف. "تميم": مضاف إليه مجرور. وجملة: "إن الخمر" بحسب ما قبلها. وجملة: "الحبطات شر": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "كما الخبطات" حيث كفت "ما" حرف الجر "الكاف" عن عمله. 572- التخريج: البيت لعدي بن الرعلاء في الأزهية ص82؛ 94؛ والاشتقاق ص486؛ والأصمعيات ص152؛ والحماسة الشجرية 1/ 194؛ وخزانة الأدب 9/ 582، 585؛ والدرر 4/ 205؛ وشرح التصريح 2/ 21؛ وشرح شواهد المغني ص725؛ ومعجم الشعراء ص252؛ والمقاصد النحوية 3/ 342؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص492؛ وجواهر الأدب ص369؛ والجني الداني ص456؛ ورصف المباني ص194، 316؛ ومغني اللبيب ص137؛ وهمع الهوامع 2/ 38. شرح المفردات: الصقيل: المجلو. بصري: اسم مدينة من أعمال الشام. النجلاء: الواسعة. الإعراب: "ربما": "رب": حرف جر شبيه بالزائد، "ما": زائدة "ضربة": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "بسيف": جار ومجرور متعلقان بـ"ضربة"، أو بمحذوف خبر "ضربة". "صقيل": نعت "سيف". "بين": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر "ضربة" وهو مضاف. "بصري": مضاف إليه. "وطعنة": معطوف على "ضربة". "نجلاء": نعت "طعنة" مجرور. الشاهد فيه قوله: "ربما ضربةٍ" حيث جر "ضربة" بـ"رب" مع دخول "ما" عليها. 573- التخريج: البيت لعمرو بن براقة في أمالي القالي 2/ 122؛ والدرر 4/ 210؛ وسمط الآلي ص749؛ وشرح التصريح 2/ 21؛ وشرح شواهد المغني 1/ 202، 500، 2/ 725، 778؛ والمؤتلف والمختلف ص67؛ والمقاصد النحوية 3/ 332؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص166، 482؛ وجواهر الأدب ص133؛ وخزانة الأدب 10/ 207؛ والدرر 6/ 81؛ وشرح ابن عقيل ص371؛ ومغني اللبيب 1/ 65؛ وهمع الهوامع 2/ 38، 130. شرح المفردات: المجروم: المعتدى عليه. الجارم: المعتدي. المعنى: يقول: إننا نناصر من يوالينا ظالمًا كان أو مظلومًا. =

تنبيه: الغالب على "رب" المكفوفة بـ"ما" أن تدخل على فعل ماضٍ، كقوله "من المديد": 574- ربما أوفيت في علم ... "ترفعن ثوبي شمالات" وقد تدخل على مضارع نزل منزلته لتحقق وقوعه، نحو: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} 1، وندر دخولها على الجملة الاسمية، كقوله: ربما الجاملُ المؤبل فيهم2 حتى قال الفارسي: يجب أن تقدر "ما" اسمًا مجرورًا بمعنى شيء، و"الجامل" خبرًا لضمير محذوف، والجملة صفة "ما"، أي: رب شيء هو الجامل المؤبل.

_ = الإعراب: "وننصر": الواو بحسب ما قبلها، "ننصر": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن". "مولانا": مفعول به منصوب، وهو مضاف و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "ونعلم": الواو حرف عطف، "نعلم": معطوف على "ننصر" وتعرف إعرابها. "أنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم "أن". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سدت مسد مفعولي "تعلم". "كما": الكاف حرف جر، "ما": زائدة. "الناس": اسم مجرور بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "أن". "مجروم": خبر ثان لـ"أن" مرفوع. "عليه": جار ومجرور متعلقان بـ"مجروم" على أنه نائب فاعل له. "وجارم": الواو حرف عطف، "جارم" معطوف على مجروم. وجملة: "ننصر" بحسب ما قبلها. وجملة: "تعلم أنه" معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد فيه قوله: "كما الناس" حيث اتصلت "ما" بالكاف دون أن تكفها عن الجر. 1 الحجر: 2. 2 تقدم بالرقم 570. 574- التخريج: البيت لجذيمة الأبرش في الأزهية ص94؛ 265؛ والأغاني 15/ 257؛ وخزانة الأدب 11/ 404؛ والدرر 4/ 204؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 281؛ وشرح التصريح 2/ 22؛ وشرح شواهد الإيضاح ص219؛ وشرح شواهد المغني ص393؛ والكتاب 3/ 518؛ ولسان العرب 3/ 32 "شيخ"، 11/ 366 "شمل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 344، 4/ 328؛ ونوادر أبي زيد ص210؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص293؛ 366، 368؛ والدرر 5/ 162؛ ورصف المباني ص335؛ وشرح التصريح 2/ 206؛ وشرح المفصل 9/ 40؛ وكتاب اللامات ص111؛ ومغني اللبيب ص135؛ 137، 309؛ والمقتضب 3/ 15؛ والقرب 2/ 74؛ وهمع الهوامع 2/ 38، 78. شرح المفردات: أوفى: أشرف أو نزل. العلم: الجبل. الشمالات: ج الشمال، وهي ربح الشمال. =

"حذف "رب" وإبقاء عملها": 383- وحذفت "رب" فجرت بعد بل ... والفا، وبعد الواو شاع ذا العمل "وحذفت رب" لفظًا "فجرت" منوية "بعد بل والفا"، لكن على قلة، كقوله "من الرجز": 575- بل بلد ملء الفجاج فتمه ... لا يُشترى كتانه وجهرمه

_ = المعني: يفخر الشاعر بأنه يحفظ أصحابه في رأس جبل إذا خافوا من الأعداء، ويكون لهم طليعة. الإعراب: "ربما": "رب": حرف جر شبيه بالزائد، "ما": حرف كاف. "أوفيت": فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "في علم": جار ومجرور متعلقان بـ"أوفيت". "ترفعن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد. "ثوبي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "شمالات": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة: "ربما أوفيت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ترفعن" في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "ربما أوفيت" حيث دخلت "ربما" على فعل ماضٍ. وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "ترفعن" حيث أكد الشاعر الفعل بالنون الخفيفة بعد "ما" المسبوقة بـ"رب"، وهذا نادر. 575- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص150؛ والدرر 1/ 114؛ 4/ 194؛ وشرح شواهد الإيضاح ص376، 431، 440؛ وشرح شواهد المغني 1/ 347؛ ولسان العرب 11/ 654 "ندل"، 12/ 111 "جهرم"؛ والمقاصد النحوية 3/ 335؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص225؛ وجواهر الأدب ص529؛ ورصف المباني ص156؛ وشرح ابن عقيل ص373؛ وشرح عمدة الحافظ ص273؛ وشرح المفصل 8/ 105؛ ومغني اللبيب 1/ 112؛ وهمع الهوامع 2/ 36. اللغة والمعنى: الفجاج: ج الفج، وهو الطريق الواسعة بين جبلين. القتم: الغبار. الجهرم: البساط. يقول: رب بلد يملأ الغبار طرقه، لا يشترى منه كتان ولا بسط. الإعراب: بل: حرف عطف وإضراب. بلد: اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. ملء: خبر المبتدأ "قتم" مرفوع. وهو مضاف. الفجاج: مضاف إليه مجرور. قتمه: مبتدأ مؤخر ثان مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. لا: حرف نفي. يُشترى: فعل مضارع للمجهول. كتانه: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. وجهرمه: الواو: حرف عطف، جهرمه: معطوف على "كتانه" مرفوع، وهو مضاف والهاء: في محل جر بالإضافة. وجملة "بل بلد" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "قتمه ملء الفجاج" الاسمية في محل نعت "بلد". وجملة "لا يشترى" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ "بلد". =

وقوله "من الرجز": 576- بل بلد ذي صعد وأصباب وقوله "من الطويل": 577- فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... "فألهيتها عن ذي تمائم محول"

_ = والشاهد فيه قوله: "بل بلد" حيث جر قوله: "بلد" بـ"رب" المحذوفة بعد "بل". 576- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص6؛ وخزانة الأدب 10/ 32، 33؛ ولسان العرب 1/ 517 "صبب"؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 1/ 403 وروايته في جميع هذه المصادر ما عدا شرح شواهد المغني "وأصباب" مكان "وآكام"، وهو من أرجوزة بائية. اللغة: ذو صعد: صاحب مرتفعات، فالصعد: جمع صعود وهو المرتفع من الأرض. الآكام: جمع أكمة وهي ما ارتفع من الأرض أيضًا. المعنى: إنه بلد تكثر فيه المرتفعات. الإعراب: بل: حرف إضراب. بلد: اسم مجرور بـ"رب" المحذوفة لفظًا، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وخبره جملة "قطعت أخشاه". ذي: صفة "بلد" مجرورة بالياء لأنها من الأسماء الستة. صعد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وأصباب: "الواو": للعطف، "أصباب": معطوف على "صعد" مجرور بالكسرة. والشاهد فيه قوله: "بل يلد" حيث جر "يلد" بـ"رب" المحذوفة بعد "بل"، وهذا قليل كما ذكر 577- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص12؛ والأزهية ص244؛ والجني الداني ص75؛ وجواهر الأدب ص63؛ وخزانة الأدب 1/ 334؛ والدرر 4/ 193؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 450؛ وشرح شواهد المغني 1/ 402، 463؛ والكتاب 2/ 163؛ ولسان العرب 8/ 126، 127 "رضع"، 11/ 511 "غيل"؛ والمقاصد النحوية 3./ 336؛ وتاج العروس "غيل"؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 73؛ ورصف المباني ص387؛ وشرح ابن عقيل ص372؛ ومغني اللبيب 1/ 136؛ 161؛ وهمع الهوامع 2/ 36؛ وتاج العروس "باب الألف اللينة "الفاء". اللغة والمعنى: طرقت: جئت ليلًا. التمائم: معاذات تعلق على الصبي؛ وذو التمائم: كناية عن طفل المرأة. المحول: الصبي بعمر السنة. ويروى "مغيل"، وهو الطفل الرضيع وأمه حبلى. والشاعر يخاطب صاحبته مفتخرًا بأنه صاحب مغامرات، وأن النساء، حتى المرضعات والحبالي منهن معجبات به. الإعراب: فمثلك: الفاء: حرف استئناف، مثل: اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. حبلى: بدل من "مثلك" مجرور. قد: حرف تحقيق. طرقت: فعل وفاعل. ومرضع: حرف عطف، واسم معطوف على "حبلى" مجرور. فألهيتها: حرف عطف وفعل ماضٍ، وفاعله، ومفعول به. عن: حرف جر. ذي: اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، والجار والمجرور متعلقان بـ"ألهيتها". تمائم: مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. محول: نعت "ذي" مجرور بالكسرة. =

وقوله: "من الوافر": 578- فخور قد لهوت بهن عين ... "نواعم في المروط وفي الرياط" "وبعد الواو شاع ذا العمل"، بكثرة، كقوله "من الطويل": 579- وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله ... "عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي"

_ = وجملة "فمثلك حبلى" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد طرقت" في محل رفع خبر المبتدأ "مثلك". وجملة "فألهيتها" معطوفة على "طرقت" في محل رفع. والشاهد فيه قوله: "فمثلك" حيث حذف حرف الجر "رب" وبقي عمله، وهذا على رواية الجر، وعلى رواية نصب "فمثلك" لا شاهد فيه. وحذف "رب" بعد الفاء قليل بل نادر، ومنه هذا البيت الشاهد. 578- التخريج: البيت للمتنخل الهذلي في شرح أشعار الهذليين 1268؛ وشرح شواهد الإيضاح ص385؛ وشرح عمدة الحافظ ص273؛ وللهذلي في الجني الداني ص75؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص761؛ وشرح المفصل 2/ 118، 8/ 53. اللغة: الحور: جمع حوراء وهي التي اشتد بياض عينها وسوادهما. العين: جمع عيناء وهي الواسعة العينين. المعنى: لقد قضيت وقتًا حلوًا ألهو فيه بصحبة جميلات العيون. الإعراب: "فحور": "الفاء": بحسب ما قبلها، "حور": اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "قد": حرف تحقيق. "لهوت": فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بهن": جار ومجرور متعلقان بـ"لهوت". "عين": صفة لـ"حور" مجرورة مثلها. "نواعم": صفة لـ"حور" مجرورة مثلها. "في المروط": جار ومجرور متعلقان بنواعم. "وفي الرباط": حرف عطف وجار ومجرور كسابقيهما. وجملة "قد لهوت": في محل جر صفة لـ"حور". والشاهد فيه قوله: "فحور": حيث جر "حور" بـ"رب" المحذوفة بعد الفاء. 579- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص18؛ وخزانة الأدب 2/ 326، 3/ 371؛ وشرح شواهد المغني 2/ 574، 782؛ وشرح عمدة الحافظ ص272؛ والمقاصد النحوية 3/ 338؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 75. اللغة والمعنى: السدول: الستر. ليبتلي: ليمتحن ويختبر. يقول: رب ليل يحاكي موج البحر قد أرخى ستور ظلامه علي ليختبر شجاعتي وصبري على نوائب الدهر وأحزانه. الإعراب: وليل: الواو: واو رب، حرف جر شبيه بالزائد، ليل: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. كموج: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لـ"ليل"، وهو مضاف. البحر: مضاف إليه مجرور. أرخى: فعل ماضٍ، والفاعل: هو. سدوله: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر =

تنبيهان: الأول: قد يجر بها محذوفة بدون هذه الأحرف، كقوله "من الخفيف": 580- رسم دار وقفت في طلله ... كدت أقضي الحياة من جلله وهو نادر. وقال في التسهيل: تجر "رب" محذوفة: بعد الفاء كثيرًا، وبعد الواو أكثر، وبعد "بل" قليلًا، ومع التجرد أقل. ومراده بالكثرة مع الفاء الكثرة النسبية، أي: كثير بالنسبة إلى "بل". الثاني: قال في التسهيل: وليس الجر بالفاء و"بل"، باتفاق، وحكى ابن عصفور أيضًا الاتفاق، لكن في الارتشاف: وزعم بعض النحويين أن الجر هو بالفاء و"بل"؛ لنيابتهما مناب "رب"، وأما الواو فذهب الكوفيون والمبرد إلى أن الجر بها، والصحيح أن الجر بـ"رب" المضمرة، وهو مذهب البصريين.

_ = بالإضافة. علي: جار ومجرور متعلقان بـ"أرخى". بأنواع: جار ومجرور متعلقان بـ"أرخى"، وهو مضاف. الهموم: مضاف إليه مجرور. ليبتلي: اللام: للتعليل، يبتلي: فعل مضارع منصوب بـ"أن مضمرة"، وسكن للضرورة الشعرية، والفاعل: هو. والمصدر المؤول من "أن يبتلي" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أرخى". وجملة "ليل كموج البحر" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أرخى سدوله" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. والشاهد فيه قوله: "وليل"، حيث حذفت منه "رب"، وبقي عملها بعد الواو. 580- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص189؛ والأغاني 8/ 94؛ وأمالي الفالي 1/ 246؛ وخزانة الأدب 10/ 20؛ والدرر 4/ 48، 199؛ وسمط اللآلي ص557؛ وشرح التصريح 2/ 23؛ وشرح شواهد المغني 1/ 395، 403، ولسان العرب 11/ 120 "جلل"؛ ومغني اللبيب ص121؛ والمقاصد النحوية 3/ 339؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 387؛ والجني الداني ص454، 455؛ والخصائص 1/ 385، 3/ 150؛ ورصف المباني ص156، 191، 254، 528؛ وسر صناعة الإعراب ص1/ 133؛ وشرح ابن عقيل ص373؛ وشرح عمدة الحافظ ص274؛ وشرح المفصل 3/ 28، 79، 8/ 52؛ ومغني اللبيب ص136؛ وهمع الهوامع 2/ 37. شرح المفردات: الرسم: بقية الدار أو غيرها بعد رحيل أهلها. الطلل: ما شخص من آثار الدار كالوتد والأثافي. أقضي أموت. الجلل: الخطب العظيم. المعنى: يقول: رب آثار دار غادرها أهلها، وقفت أتأمل أطلالها فكدت مما أصابها من بلاء أموت حزنًا عليها. الإعراب: "رسم": اسم مجرور لفظًا بـ"رب" المحذوفة مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف "دار": مضاف إليه مجرور "وقفت": فعل ماضٍ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. "في طلله": جار =

384- وقد يجر بسوى رب، لدى ... حذف، وبعضه يرى مطردًا "وقد يجر بسوى رب" من الحروف "لدى حذف" وهذا بعضه يرى غير مطرد يقتصر فيه على السماع، وذلك كقول رؤبة -وقد قيل له: "كيف أصبحت"؟ - قال: "خيرٍ عافاك الله"، التقدير: على خير، وقوله "من الطويل": "إذا قيل أي الناس شر قبيلة؟ " ... أشارت كليبٍ بالأكفِّ الأصابعُ1 وقوله "من الكامل": 581- "وكريمةٍ من آل قيس ألفته" ... حتى تبذخ فارتقى الأعلام

_ = ومجرور متعلقان بـ"وقفت"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "كدت": فعل ماضٍ ناقص من أفعال المقاربة، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كاد" "أقضي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا" "الحياة": مفعول به منصوب. "من جلله": جار ومجرور متعلقان بـ"أقضي"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "رسم دار وقفت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وقفت في طلله" في محل رفع نعت "رسم". وجملة: "كدت" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "أقضي" في محل نصب خبر "كاد". الشاهد فيه قوله: "رسم دار" حيث جر "رسم" بـ"رب" المحذوفة. وهذا شاذ في الشعر. 1 تقدم بالرقم 398. 581- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 192؛ ولسان العرب 9/ 9 "ألف"؛ والمقاصد النحوية 3/ 341؛ وهمع الهوامع 2/ 36. اللغة: ألفته: أعطيته ألفًا. تبذخ: تكبر. الأعلام: ج العلم، وهو الجبل. الإعراب: "وكريمة": الواو واو رب، وحرف جر زائد، "كريمة": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، والتاء للمبالغة. "من آل": جار ومجرور متعلقان بنعت محذوف لـ"كريمة"، وهو مضاف "قيس": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والعلمية. "ألفته": فعل ماضٍ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "حتى": ابتدائية. "تبذخ": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "فارتقى": الفاء حرف عطف، "ارتقى": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "الأعلام": اسم مجرور بـ"إلى" المحذوفة، تقديره: "ارتقى إلى الأعلام"، والجار والمجرور متعلقان بـ"ارتقى". وجملة: "وكريمة ألفته" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ألفته" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "تبذخ" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ارتقى" معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "فارتقى الأعلام" حيث جر "الأعلام" بحرف جر محذوف تقديره: "إلى الأعلام"، وهذا غير مطرد.

أي: إلى كليب، وإلى الأعلام. "وبعضه يُرى مطردا" وذلك في ثلاثة عشر موضعًا: الأول: لفظ الجلالة في القسم دون عوض، نحو: "اللهِ لأفعلن". الثاني: بعد "كم" الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر، نحو: "بكم درهمٍ اشتريت"، أي: من درهم، خلافًا للزجاج في تقديره الجر بالإضافة كما يأتي في بابها. الثالث: في جواب ما تضمن مثل المحذوف، نحو: "زيد"، في جواب: "بمن مررت". الرابع: في المعطوف على ما تضمن مثل المحذوف بحرف متصل، نحو: {وفي خلقكم وما يبث من دابةٍ آياتٍ لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار} 1، أي: وفي اختلاف الليل، وقوله "من البسيط": 582- أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمنِ القرع للأبواب أن يلجا أي: وبمدمن.

_ 1 الجاثية: 4، 5. 582- التخريج: البيت لمحمد بن يسير في الأغاني 14/ 40؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1175؛ والشعر والشعراء ص883؛ وبلا نسبة في العقد الفريد 1/ 70. اللغة: أخلق: مأخوذ من المصدر خليق أي جدير. يحظى: ينال. المدمن: المواظب. قرع الباب: طرقه. يلج: يدخل. الإعراب: أخلق: فعل ماضٍ جامد للتعجب أتى على صيغة الأمر مبني على السكون. بذي: جار ومجرور متعلقان بـ"أخلق"، وهو مضاف. الصبر: مضاف إليه مجرور. أن: حرف نصب ومصدري يحظى: فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن يحظى" في محل رفع فاعل "أخلق". بحاجته: جار ومجرور متعلقان بـ"يحظى"، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. ومدمن: "الواو": حرف عطف، "مدمن": معطوف على "ذي الصبر مجرور بالكسرة، وهو مضاف. القرع: مضاف إليه مجرور بالكسرة. للأبواب: جار ومجرور متعلقان بـ"قرع". أن: حرف نصب ومصدري. يلجا: فعل مضارع منصوب بالفتحة والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن يلج" في محل رفع فاعل لـ"أخلق". وجملة "أخلق": ابتدائية لا محل لها من الإعراب.=

الخامس: في المعطوف عليه بحرف منفصل بـ"لا"، كقوله "من الرجز": 583- ما لمحب جلد أن يهجرا ... ولا حبيبٍ رأفة فيجبرا السادسِ: في المعطوف عليه بحرف منفصل، بـ"لو"، كقوله "من الطويل": 584- متى عذتم بنا ولو فئةٍ منا ... كفيتم ولم تخشوا هوانًا ولا وهنا

_ = الشاهد: قوله: "ومدمن" حيث جر بحرف محذوف، والتقدير: "وبمدمن"، وهذا جائز لأنه معطوف على ما تضمن مثل المحذوف بحرف متصل. 583- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 4/ 199؛ والمقاصد النحوية 3/ 353؛ وهمع الهوامع 2/ 37. اللغة: الجلد: الصبر. الرأفة: الشفقة. يُجبر: هنا يغني أو يعوض عن زائل. الإعراب: ما: حرف نفي عمل عمل "ليس".لمحب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ما". جلد: اسم "ما" مرفوع. أن: حرف نصب ومصدري. يهجرا: فعل مضارع للمجهول منصوب، و"الألف": للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": حرف لتأكيد النفي. حبيب: اسم مجرور بحرف جر محذوف تقديره: "وما لحبيب". رأفة: معطوف على "جلد" مرفوع. فيجبرا: "الفاء": سببية، "يجبرا": فعل مضارع منصوب، و"الألف": للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "نا لمحب": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف جر محذوف والتقدير: "ما لمحب جلد على الهجران". الشاهد فيه قوله: "ولا حبيب" حيث حذف حرف الجر الذي هو اللام، وبقي عمله في الاسم "حبيب" والتقدير: "ولا لحبيب رأفة"، وهذا الحذف جائز في المعطوف عليه بحرف منفصل بـ"لا". 584- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 200؛ وهمع الهوامع 2/ 37. اللغة: عذتم بنا: لجأتم إلينا. الفئة: الجماعة. كفيتم: لم تحتاجوا الدفاع عن أنفسكم. الهوان: الذل والمهانة. الوهن: الضعف. الإعراب: متى: اسم شرط جازم. عذتم: فعل ماضٍ، و"تم": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"عاذ". ولو: " الواو": حرف عطف، و"لو": شرطية غير جازمة. فئة: اسم مجرور بحرف جر محذوف تقديره: "ولو عذتم بفئة منا". منا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "فئة" كفيتم: فعل ماضٍ للمجهول، و"تم":ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. ولم: "الواو": حرف عطف، "لم": حرف نفي وجزم قلب. تخشوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. هوانًا: مفعول به منصوب بالفتحة. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي، وهنا: معطوف على "هوانا" منصوب. وجملة "متى عذتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عذتم بنا": في محل جر =

السابع: في المقرون بالهمزة بعدما تضمن مثل المحذوف، نحو: "أزيدِ ابنِ عمرٍو؟ " استفهامًا لمن قال: "مررت بزيد". الثامن: في المقرون بـ"هلا" نعده، نحو: "هلا دينارٍ"، لمن قال: "جئت بدرهم". التاسع: في المقرون بـ"إن" بعده، نحو: "أمرر بأيهم أفضل إن زيدٍ وإن عمرٍو"وجعل سيبويه إضمار هذه الباء بعد إن أسهل من إضمار "رب" بعد الواو، فعلم بذلك اطراده. العاشر: في المقرون بفاء الجزاء بعده، حكى يونس: "مررت برجل صالح إلا صالحٍ فطالحٍ"، أي: إلا أمرر بصالح فقد مررت بطالح، والذي حكاه سيبويه: "إلا صالحًا فطالحٌ"، و "إلا صالحًا فطالحًا"، وقدره: إلا يكن صالحًا فهو طالح، وإلا يكن صالحًا يكن طالحًا. الحادي عشر: لام التعليل إذا جرت "كي" وصلتها، ولهذا تسمع النحويين يجيزون في نحو: "جئت كي تكرمني"، أن تكون "كي" تعليلية و"أن" مضمرة بعدها، وأن تكون مصدرية واللام مقدرة قبلها. الثاني عشر: مع "أنّ" و"أنْ"، نحو: "عجبت أنك قائم، وأن قمت"، على ما ذهب إليه الخليل والكسائي، وقد سبق في باب تعدي الفعل ولزومه. الثالث عشر: المعطوف على خبر "ليس" و"ما" الصالح لدخول الجار، أجاز سيبويه في قوله "من الطويل": 585- بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئًا إذا كان جائيًا

_ = بالإضافة. وجملة "كفيتم": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم تخشوا": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "فئة" حيث حذف حرف الجر الذي هو الباء وبقي عمله الجر في الاسم "فئة" والتقدير: "ولو بفئة منا"، وهذا الحذف جائز في المعطوف عليه بحرف منفصل بـ"لو". 585- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص287؛ وتخليص الشواهد ص512؛ وخزانة الأدب 8/ 492، 496، 552، 9/ 100، 102، 104؛ والدرر 6/ 163؛ وشرح شواهد المغني 1/ 282؛ وشرح المفصل 2/ 52، 7/ 56؛ والكتاب 1/ 165، 3/ 29، 51، 100، 4/ 160؛ ولسان =

الخفض في "سابق" على توهم وجود الباء في "مدرك"، ولم يجزه جماعة من النحاة. ومنه قوله "من الطويل": 586- أحقًّا عباد الله أن لست صاعدًا ... ولا هابطًا إلا علي رقيب ولا سالكٍ وحدي ولا في جماعة ... من الناس إلا قيل أنت مريب

_ = العرب 6/ 360 "نمش"؛ ومغني اللبيب 1/ 96؛ والمقاصد النحوية 2/ 267، 3/ 351؛ وهمع الهوامع 2/ 141؛ ولصرمة الأنصاري في شرح أبيات سيبويه 1/ 72؛ والكتاب 1/ 306؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص154؛ والأشباه والنظائر 2/ 247؛ وجواهر الأدب ص52؛ وخزانة الأدب 1/ 120، 4/ 135، 10/ 293، 315؛ والخصائص 2/ 353، 424؛ وشرح المفصل 8/ 69؛ والكتاب 2/ 155. المعنى: عرفت بتجربتي في هذه الحياة أنني لن أحصل على شيء مضى وراح، ولن أحصل على شيء قبل أوانه. الإعراب: "بدا": فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"بدا". "أني": "أن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. "لست": "ليس": فعل ماضٍ ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. "مدرك": خبر "ليس": منصوب بالفتحة. "ما": اسم موصول بمعنى "الذي" في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل "مدرك". "مضى": فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "ولا": "الواو": حرف عطف، "لا": حرف نفي. "سابق": اسم معطوف على "مدرك"، مجرور على توهم جر "مدرك" بالباء الزائدة. "شيئًا": مفعول به منصوب لاسم الفاعل "سابق". "إذا": ظرف لما يستقبل من الزمان متعلق بـ"سابق". "كان": فعل ماضٍ ناقص، و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "هو". "جائيًا": خبر "كان منصوب بالفتحة. وجملة "بدا لي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لست مدرك": في محل رفع خبر "أن". وجملة "مضى": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "كان جائيًا": في محل جر بالإضافة. والشاهد فيه قوله: "ولا سابق" حيث عطف اسمًا مجرورًا على خبر "ليس" المنصوب، على توهم أنه مجرور بحرف الجر، فقد اعتادت العرب القول: "لست بمدرك"؛ وهو كمال قال المؤلف: "ضرب من الغلط". 586- التخريجِ: البيتان لابن الدمية في ديوانه ص103؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1364. اللغة: المريب: ذو الريبة أي الشك. الإعراب: أحقًّا: "الهمزة": للاستفهام، "حقًّا": اسم منصوب على الظرفية تقديره: "أفي حق". عباد: منادي منصوب، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه. أنْ: مخففة من "أنّ" الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف لست: فعل ماضٍ ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "ليس". صاعدًا: خبر "ليس" منصوب. ولا: "الواو":" حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. هابطًا: معطوف على "صاعدًا" منصوب. إلا: حرف استثناء. عليّ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المتبدأ. رقيب: مبتدأ =

وقوله "من الطويل": 587- مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعب إلا ببين غرابها

_ = مؤخر مرفوع. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. سالك: معطوف على "صاعدًا" منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة التوهم. وحدي: حال منصوب، وهو مضاف و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. في جماعة: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال معطوفة على الحال السابق. من الناس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"جماعة" إلا: حرف استثناء. قيل: فعل ماضٍ للمجهول. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. مريب: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة: "أحقًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست صاعدًا": في محل رفع خبر "أن". وجملة "علي رقيب": في محل نصب حال. وجملة "أنت مريب": في محل رفع نائب فاعل لـ"قيل". الشاهد فيه قوله: "ولا سالك" حيث جر مع كونه معطوفًا على اسم منصوب خبر لـ"ليس"، وذلك على توهم دخول الباء على خبر "ليس"، وذلك لكثرة ما تدخل الباء على خبرها. 587- التخريج: البيت للأخوص "أو الأحوص" الرياحي في الحيوان 3/ 431؛ وخزانة الأدب 4/ 158، 160، 164؛ وشرح شواهد الإيضاح ص589؛ وشرح شواهد المغني ص871؛ وشرح المفصل 2/ 52؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 74، 2/ 105؛ والكتاب 1/ 165، 306؛ ولسان العرب 12/ 314 "شأم"؛ والمؤتلف والمختلف ص49؛ وهو للفرزدق في الكتاب 3/ 29؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص155؛ والأشباه والنظائر 2/ 347، 4/ 313؛ والخزانة 8/ 295، 554؛ والخصائص 2/ 354؛ وشرح المفصل 5/ 68، 7/ 57؛ ومغني اللبيب ص478؛ والممتع في التصريف ص50. اللغة: المشائيم: جمع مشئوم وهو الرجل الذي يجر على قبيلته الشؤم. ناعب: مصوت. البين: الفراق. المعنى: يصف قومًا بأنهم نذير شؤم لمن حولهم، وليسوا بمصلحين بين الناس، ولا يصيح غرابهم إلا بالفراق وتصدع الشمل. الإعراب: "مشائيم" خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف تقديره "هم". "ليسوا": فعل ماض ناقص، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع اسمها. "مصلحين": خبر "ليس" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. "عشيرة": مفعول به منصوب بالفتحة لاسم الفاعل "مصلحين". "ولا": "الواو": حرف عطف، "لا": حرف نفي "ناعب": اسم معطوف على مجرور "على التوهم" مجرور بالكسرة "إلا": حرف استثناء وحصر. "ببين": جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل "ناعب" "غرابها": فاعل "ناعب" مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "هم مشائيم": ابتدائية لا محل لا لها. وجملة "ليسوا": في محل رفع صفة لـ"مشائيم". والشاهد فيه قوله: "ليسوا مصلحين ولا ناعب" حيث جر "ناعب" على توهم جر خبر ليس "مصلحين". انظر: ما قبله.

وققوله: "من الطويل": وما زرت ليلى أن تكون حبيبة ... إلي ولا دين بها أنا طالبه1 "الفصل بين حرف الجر ومجرروره للضرورة": تنبيه: لا يجوز الفصل بين حرف الجر ومجروره في الاختيار، وقد يفصل بينهما في الاضطرار: بظرف، أو مجرور، كقوله "من الخفيف": 588- إن عمرًا لا خير في اليوم عمرو ... "إن عمرًا مكثر الأحزان" وقول "من الطويل": 589- "مخلفة لا يُستطاع ارتقاؤها" ... وليس إلى منها النزول سبيل وندر الفصل بينهما في النثر بالقسم، نحو: "اشتريته بوالله درهم".

_ 1 تقدم بالرقم 401. 588- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 201؛ وهمع الهوامع 2/ 37. المعنى: يقول: إن هذا الرجل بعيد كل البعد عن الخير، وليس هذا فحسب، بل إنه مسبب لكثير من الأحزان. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. عمرًا: اسم "إن" منصوب. لا: نافية للجنس. خير: اسم "لا" مبني في محل نصب. في: حرف جر. اليوم: ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر "لا". عمرو: اسم مجرور بـ"في"، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". إن: حرف مشبه بالفعل. عمرًا: اسم إن منصوب مكثر: خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. الأحزان: مضاف إليه مجرور. وجملة "إن عمرًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا خير في عمرو": في محل رفع خبر "إن". وجملة "إن عمرًا مكثر الأحزان": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "في اليوم عمرو" حيث فصل بالظرف "اليوم" بين حرف الجر "في" والاسم المجرور "عمرو"، وأصله: لا خير في عمرو اليوم، وهذا غير جائز إلا في الشعر. 589- التخريج: البيت بلا نسبة في الخصائص 2/ 395، 3/ 107؛ ورصف المباني ص255؛ والمقرب 1/ 197. الإعراب: مخلفة: خبر مرفوع لمبتدأ محذوف تقديره: "هي". لا: حرف نفي. يستطاع: فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمة. ارتقاؤها: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وليس: "الواو": حرف استئناف، و"ليس": فعل ماضٍ ناقص. إلى: =

"تعلق الجار والظرف": خاتمة: يجب أن يكون للجار والظرف متعلق، وهو: فعل، أو ما يشبهه، أو مؤول بما يشبهه، أو ما يشير إلى معناه، نحو: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} 1، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} 2، أي: وهو المسمى بهذا الاسم، {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} 3، أي: انتفى ذلك بنعمة ربك. فإن لم يكن شيء من هذه الأربعة موجودًا في اللفظ قدر الكون المطلق متعلقًا، كما تقدم في الخبر والصلة. ويستثنى من ذلك خمسة أحرف: الأول: الزائد، كالباء ومن، في نحو: {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} 4، و {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه} 5. الثاني: "لعل" في لغة عقيل؛ لأنها بمنزلة الزائد، ألا ترى أن مجرورها في موضع رفع بالابتداء، بدليل ارتفاع ما بعدها على الخبرية. الثالث: "لولا" فيمن قال: "لولاي"، و"لولاك"، و"لولاه"، على قوله سيبويه إن "لولا" جارة، فإنها أيضًا بمنزلة "لعل" في أن ما بعدها مرفوع المحل بالابتداء. الرابع: "رب" في نحو: "رب رجل صالح لقيت أو لقيته"؛ لأن مجرورها مفعول في الأول ومبتدأ في الثاني أو مفعول أيضًا على حد "زيدًا ضربته"، ويقدر الناصب بعد المجرور، لا قبل الجار؛ لأن "رب" لها الصدر ما بين حروف الجر، وإنما دخلت في

_ = حرف جر. منها: جار ومجرور متعلقان بـ"النزول". النزول: اسم مجرور بـ"إلى" وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس" سبيل: اسم "ليس" مرفوع. وجملة "هي مخلفة": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يستطاع ارتقاؤها": في محل رفع خبر ثان للمبتدأ المحذوف. وجملة "ليس": ومعموليها استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "إلى منها النزول" حيث فصل بين حرف الجر "إلى" ومجروره "النزول" بجار ومجرور "منها" وأصله: "إلى النزول منها" وهذا لا يجوز إلا في الشعر. 1 الفاتحة: 7. 2 الأنعام: 3. 3 القلم: 2. 4 الرعد: 43؛ والإسراء: 96. 5 فاطر: 3.

قوله: المثالين لإفادة التكثير أو التقليل، لا لتعدية عامل. هذا قول الرماني وابن طاهر، وقال الجمهور: هي فيهما حرف جر معد، فإن قالوا إنها عدت الفعل المذكور فخطأ؛ لأنه يتعدى بنفسه، ولاستيفائه مفعوله في المثال الثاني، وإن قالوا: عدت محذوفًا تقديره حصل أو نحوه ففيه تقدير ما لا حاجة إليه، ولم يلفظ به في وقت. الخامس: حرف الاستثناء، وهو "خلا"، و"عدا"، و"حاشا" إلى خفض؛ لما سبق في باب الاسثتناء، والله تعالى أعلم.

الإضافة

الإضافة: "حذف التنوين والنون التالية للإعراب في الإضافة": 385- نونًا تلي الإعراب أو تنوينا ... مما تضيف أحذف كطول سينا 386- والثاني أجرر، وانوِ "من" أو "في"؛ إذا ... لم يصلح إلا ذاك، واللام خذا 387- لما سوى ذينك، واخصص أولا ... أو أعطه التعريف بالذي تلا "نونا تلي الإعراب" وهي نون المثنى والمجموع على حده وما ألحق بهما "أو تنوينًا" ظاهرًا أو مقدرًا "مما تضيف أحذف" كـ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} 1، ونحو قوله "من مشطور الرجز": 590- "كأن خصييه من التدلدل ... ظرف عجوز" فيه ثنتا حنظل

_ 1 المسد: 1. 590- التخريج: الرجز لخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية أو للشماء الهذلية في خزانة الأدب 7/ 400، 404؛ ولجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية في المقاصد النحوية 4/ 485؛ ولخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنى أو لسلمى الهذلية أو للشماء الهذلية في الدرر 4/ 38؛ ولجندل بن المثنى في شرح التصريح 2/ 270؛ وللشماء الهذلية في خزانة الأدب 7/ 526، 529، 531؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص189؛ وخزانة الأدب 7/ 508؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 361؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1847؛ وشرح المفصل 4/ 143، 144، 6/ 16، 18؛ والكتاب 3/ 569، 624؛ ولسان العرب 11/ 249 "دلل"، 692 "هدل"، 14/ 117 "ثنى"، 230 "خصى"؛ والمقتضب 2/ 156؛ والمنصف 2/ 131؛ وهمع الهوامع 1/ 253. =

وكالمقيمي الصلاة، وهذه عشر وزيد، و"كطور سينا" {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} 1، أما النون التي تليها علامة الإعراب فإنها لا تحذف، نحو: "بساتين زيد"، و {شَيَاطِينَ الْإِنْس} 2. تنبيه: قد تحذف تاء التأنيث للإضافة عند أمن اللبس، كقول "من البسيط": 591- "إن الخليط أجدوا البين فانجردوا" ... وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا

_ = اللغة: الخصيتان: البيضتان، والخصيان هما الجلدتان اللتان فيهما البيضتان التدلدل: التحرك واضطراب المعلق. ظرف العجوز: الجراب الذي تجعل فيه خبزها وما تحتاج إليه. المعنى: شبه الشاعر خصييه حين كبر وشاخ بظرف عجوز بال فيه حنظلتان؛ لأن العجوز لا تتزين ولا تتصدى للرجال. وهذا أقبح ذم يكون في الشيخ. الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. خصييه: اسم "كأن" منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. من التدلدل: جار ومجرور متعلقان بما تضمنته "كأن" من معنى التشبيه. ظرف: خبر "كأن" مرفوع، وهو مضاف. عجوز: مضاف إليه مجرور. فيه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. ثنتا: مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف. حنظل: مضاف إليه مجرور. وجملة "كأن خصيبه": وجملة "فيه ثنتا حنظل": في محل رفع نعت "ظرف". الشاهد فيه قوله: "اثنتا حنظل" حيث حذفت نون المثنى من "ثنتان" للإضافة، وهذا هو القياس. 1 الأنعام: 59. 2 الأنعام: 112. 591- التخريج: البيت للفضل بن عباس في شرح التصريح 2/ 396؛ وشرح شواهد الشافية ص64؛ ولسان العرب 1/ 651 "غلب"، 7/ 293 "خلط"؛ والمقاصد النحوية 4/ 572؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 241؛ والخصائص 3/ 171؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 158؛ وشرح عمدة الحافظ ص486؛ ولسان العرب 3/ 462 "وعد"، 7/ 293 "خلط". شرح المفردات: الخليط: المعاشر. أجد: صيره جديدًا. البين: الفراق. انجرد: بعد. أخلقوك: نكثوا بعهدك. عد الأمر: عدة الأمر. المعنى: يقول: إن الأحبة قد جددوا الرحيل، وساروا بعيدًا، مخلفين ما وعدوا به بدوام الوصل والألفة. الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "الخليط": اسم "إن" منصوب. "أجدوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "البين": مفعول به منصوب. "فانجردوا": الفاء حرف عطف، "فانجردوا": فعل ماضٍ، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "وأخلفوك": الواو حرف عطف، "أخلفوك": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به أول. "عد": مفعول به ثان، وهو مضاف. "الأمر" مضاف إليه مجرور. "الذي": اسم موصول مبني في محل جر نعت =

أي: عدة الأمر، وقراءة بعضهم: "لأعدوا له عِدَةً"1 أي: عِدَته، وجعل الفراء منه: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} 2، {وَإِقَامَ الصَّلاةِ} 3 بناء على أنه لا يقال دون إضافة في الإقامة: "إقام"، ولا في الغلبة: "غلب". ا. هـ. "والثاني" من المتضايفين -وهو المضاف إليه- "أجرر" بالمضاف وفاقًا لسيبويه، لا بالحرف المنوي خلافًا للزجاج "وانوِ" معنى "من أو" معنى "في إذا لم يصلح" ثم "إلا ذاك" المعنى: فانوا معنى "من" فيما إذا كان المضاف بعضًا من المضاف إليه مع صحة إطلاق اسمه عليه، كـ"ثوب جز"، و"خاتم فضة"، التقدير: ثوب من خز، وخاتم من فضة., ألا ترى أن الثوب بعض الخز، والخاتم بعض الفضة، وأنه يقال: "هذا الثوب خز"، وهذا الخاتم فضة. وانوا معنى "في" إذا كان المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو: {مَكْرُ اللَّيْلِ} 4، أي: في الليل "واللام خذا لما سوى ذينك"؛ إذ هي الأصل، نحو: "ثوب زيد"، و"حصير المسجد"، و"يوم الخميس"، و"يد زيد". تنبيهان: الأول: ذهب بعضهم إلى أن الإضافة ليست على تقدير حرف مما ذكر ولا نيته. وذهب بعضهم إلى أن الإضافة بمعنى اللام على كل حال. وذهب سيبويه والجمهور إلى أن الإضافة لا تغدو أن تكون بمعنى اللام أو "من"، وموهم الإضافة بمعنى "في" محمول على أنها فيه بمعنى اللام توسعًا. الثاني: اختلف في إضافة الأعداد إلى المعدودات؛ فمذهب الفارسي أنها بمعنى اللام، ومذهب ابن السراج أنها بمعنى "من"، واختاره في شرحي التسهيل والكافية، فقال -بعد ذكر ما المضاف فيه بعض المضاف إليه مع صحة إطلاق اسمه عليه: ومن هذا النوع

_ = "الأمر". "وعدوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. وجملة: "إن الخليط" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أجدوا" في محل رفع خبر "إن" وجملة: "انجردوا" معطوفة على جملة "أجدوا". وجملة:"أخلفوك" معطوفة على سابقتها. وجملة "وعدوا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "عد الأمر" حيث حذف التاء التي يعوض بها عن فاء المصدر. 1 التوبة: 46. 2 الروم: 3. 3 البقرة: 177؛ والتوبة: 18. 4 سبأ: 33.

إضافة الأعداد إلى المعدودات والمقادير إلى المقدرات، وقد اتفقا -فيما إذا أضيف عدد إلى عدد، نحو: "ثلاثمائة" على أنها بمعنى "من". ا. هـ. "واخصص أولا" من المتضايقين "أو أعطه التعريف بالذي تلا" يعني أن المضاف يتخصص بالثاني إن كان نكرة، نحو: "غلام رجل"، ويتعرف به إن كان معرفة، نحو: "علام زيد". 388- وإن يشابه المضاف "يفعل" ... وصفًا، فعن تنكيره لا يعزل 389- كرب راجينا عظيم الأمل ... مروع القلب قليل الحيل 390- وذي الإضافة اسمها لفظية ... وتلك محضة ومعنوية "وإن يشابه المضاف يفعل" أي: الفعل المضارع، بأن يكون "وصفًا" بمعنى الحال أو الاستقبال: اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو صفة مشبهة "فعن تنكير لا يعزل" بالإضافة؛ لأنه في قوة المنفصل "كرب راجينا عظيم الأمل مروع القلب قليل الحيل"، فـ"راجي": اسم فاعل، و"مروع": اسم مفعول، و"عظيم" و"قليل": صفتان مشبهتان، وكل منها مضاف إلى معرفة، ومع ذلك فهو باق على تنكيره؛ بدليل دخول "رب"، ومثله قوله "من البسيط": 592- يا رب غابطنا لو كان يطلبكم ... لاقى مباعدة منكم وحرمانا

_ 592- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص163؛ والدرر 5/ 9؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 457؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 540؛ وشرح التصريح 2/ 28؛ وشرح شواهد المغني 2/ 712، 880؛ والكتاب 1/ 427؛ ولسان العرب 7/ 174 "عرض"؛ ومغني اللبيب 1/ 511؛ والمقاصد النحوية 3/ 364؛ والمقتضب 4/ 150؛ وهمع الهوامع 3/ 47؛ وبلا نسبة في المقتضب 3/ 227، 4/ 289. شرح المفردات: الغابط: هو من يتمنى مثل ما عند غيره لنفسه، وقيل: المسرور. المعنى: يقول: إن من يغبطنا لا يعلم ما في محبتنا لكم وتعلقنا بكم من العذاب واللوعة، ولو طلبكم للاقى ما لقيناه من عذاب وحرمان. الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "غابطنا": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "لو": حرف شرط غير جازم. "كان": فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "يطلبكم": فعل مضارع مرفوع، و"كم": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "لاقى": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "مباعدة": مفعول به منصوب، "منكم": جار =

ومن أدلة بقاء هذا المضاف على تنكيره نعت النكرة به، نحو: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} 1، وانتصابه على الحال، نحو: {ثَانِيَ عِطْفِه} 2، وقوله: "من الكامل": 593- فأتت به حوش الفؤاد مبطنًا ... سهدًا إذا ما نام ليل الهوجل والدليل على أنها لا تفيد تخصيصًا أن أصل قولك: "ضارب زيد": ضارب زيدًا"؛

_ = ومجرور متعلقان بـ"مباعدة". "وحرمانا": الواو حرف عطف، "حرمانا": معطوف على "مباعدة" منصوب. وجملة: "يا رب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لو كان يعرفكم" الشرطية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "يطلبكم" في محل نصب خبر "كان". وجملة "لاقى" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم الشاهد فيه قوله: "يا رب غابطنا" حيث جر اسم الفاعل "غابطنا" المضاف إلى ضمير المتكلم بـ"رب" التي لا تدخل إلا على النكرة. فدل على أن اسم الفاعل "غابط" لم يكتسب التعريف بإضافة إلى الضمير؛ إذ لو اكتسب التعريف لما دخلت عليه "رب". 1 المائدة: 95. 2 الحج: 9. 593- التخريج: البيت لأبي الكبير الهذلي في جمهرة اللغة ص360؛ وخزانة الأدب 8/ 194، 203؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1073؛ وشرح التصريح 2/ 28؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص88؛ وشرح شواهد المغني 1/ 227؛ والشعر والشعراء 2/ 675؛ ولسان العرب 3/ 224 "سهد"، 6/ 290 "حوش"، 11/ 690 "هجل"؛ ومغني اللبيب 2/ 551؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص1176؛ وشرح شواهد المغني 2/ 880؛ ولسان العرب 14/ 214 "جيا". شرح المفردات: أنت به: ولدته، والتاء تعود إلى أم تأبط شرًّا، والهاء في "به" تعود إلى تأبط شرًّا. حوش الفؤاد: أي الجريء. المبطن: الضامر البطن. السهد: قلة النوم. الهوجل: الأرض الواسعة، أو الأحمق. المعنى: يقول: إن تأبط شرًّا قد ولدته أمه جريئًا، قوي الفؤاد، ضامر البطن، لا ينام إلا قليلًا في الصحراء الواسعة، أو كما ينام الأحمق. الإعراب: "فأتت": الفاء بحسب ما قبلها، "أنت": فعل ماضٍ والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". "به": جار ومجرور بـ"أنت" "حوش": حال منصوبة، وهو مضاف. "الفؤاد": مضاف إليه مجرور. "مبطنًا": حال ثانية منصوبة. "سهدًا": حال ثالثة منصوبة. "إذا" ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "نام": فعل ماضٍ. "ليل": فاعل مرفوع، وهو مضاف "الهوجل": مضاف إليه مجرور. وجملة: "أتت" بحسب ما قبلها. وجملة "نام" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "حوش الفؤاد" حيث أضاف الصفة المشبهة إلى فاعلها، فلم تستفد بهذه الإضافة تعريفًا بدليل مجيئها حالًا من الضمير في "به".

فالاختصاص موجود قبل الإضافة، وإنما تفيد هذه الإضافة التخفيف أو رفع القبح: أما التخفيف فبحذف التنوين الظاهر كما في "ضاربُ زيدٍ"، و"ضاربُ عمرٍو"، و"حسنُ الوجهِ"، أو المقدر كما في "ضواربُ زيدٍ"، و"حواجُّ بيتِ الله"، أو نون التثنية كما في "ضاربا زيدٍ"، والجمع كما في "ضاربو زيدٍ"، وأما رفع القبح في حسن الوجه فإن في رفع الوجه قبح خلو الصفة عن ضمير الموصوف، وفي نصبه قبح إجراء وصف القاصر مجرى وصف المتعدي؛ وفي الجر تخلص منهما، ومن ثم امتنع "الحسنُ وجهِهِ"، أي: بالجر؛ لانتفاء قبح الرفع، أي: على الفاعل؛ لوجود الضمير، ونحو: "الحسنُ وجهٍ"، أي: بالجر أيضًا؛ لانتفاء قبح النصب؛ لأن النكرة تنصب على التمييز. "وذي الإضافة اسمها لفظية"، وغير محضة، ومجازية؛ لأن فائدتها راجعة إلى اللفظ فقط: بتخفيف، أو تحسين، وهي في تقدير الانفصال "وتلك" الإضافة الأولى اسمها "محضة، ومعنوية" وحقيقية؛ لأنها خالصة من تقدير الانفصال، وفائدتها راجعة إلى المعنى، كما رأيت، وذلك هو الغرض الأصلي من الإضافة. تنبيهات: الأولى: ذهب ابن برهان وابن الطراوة إلى أن إضافة المصدر إلى مرفوعه أو منصوبه غير محضة، والصحيح أنها محضة؛ لورود السماع بنعته بالمعرفة، كقوله "من الخفيف": 594- إن وجدي بك الشديد أراني ... عاذرًا فيك من عهدت عذولا

_ 594- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 9، 251؛ وشرح التصريح 2/ 27؛ والمقاصد النحوية 3/ 366؛ وهمع الهوامع 2/ 48، 93. اللغة: وجدي: عشقي، حبي، العاذر: الذي يقبل العذر. العذول: اللائم. المعنى: يقول: إن فرط حتى لك، وهيامي بك حمل الذين كانوا يلومونني على التماس الأعذار لي. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. وجدي: اسم "إن" منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها انشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بك: الباء حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"وجدي" الشديد: نعت" وجد" منصوب بالفتحة. أراني: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". عاذرًا: مفعول به ثالث تقدم على المفعول الثاني. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان. عهدت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فيك: حرف جر، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"عاذرًا". عذولًا: حال منصوب بالفتحة. وجملة: "أراني" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "وعهدت" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "وجدي بك الشديد" حيث أفادت إضافة المصدر التعريف بدليل نعته بالمعرفة.

وذهب ابن السراج والفارسي إلى أن إضافة أفعل التفضيل غير محضة، والصحيح أنها محضة، نص عليه سيبويه؛ لأنه يُنعت بالمعرفة. الثاني: ظاهر كلامه انحصار الإضافة في هذين النوعين، وهو المعروف، لكنه زاد في التسهيل نوعًا ثالثًا، وهي المشبهة بالمحضة، وحصر ذلك في سبع إضافات. الأولى: إضافة الاسم إلى الصفة، نحو: "مسجد الجامع"، ومذهب الفارسي أنها غير محضة، وعند غيره أنها محضة. الثانية: إضافة المسمى إلى الاسم، نحو: {شَهْرُ رَمَضَان} 1. الثالثة: إضافة الصفة إلى الموصوف، نحو: "سحق عمامة". الرابعة: إضافة الموصوف إلى القائم مقام الصفة، كقوله: علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم2 أي: علا زيد صاحبنا رأس زيد صاحبكم، فحذف الصفتين وجعل الموصوف خلفًا عنهما في الإضافة. الخامسة: إضافة المؤكَّد إلى المؤكِّد، وأكثر ما يكون ذلك في أسماء الزمان، نحو:

_ 1 البقرة: 185. 2 تقدم بالرقم 130.

"يومئذ"، و"حيئنذ"، و"عامئذ"، وقد يكون في غيرها، كقوله "من الطويل": 595- فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه ... سيرضيكما منها سنام وغاربة السادسة: إضافة الملغى إلى المعتبر1؛ كقوله "من الطويل": 596- إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... "ومن يبك حولًا كاملًا فقد اعتذر"

_ 595- التخريج: البيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت أو لأبي الغمر الكلابي في خزانة الأدب 4/ 358، 359؛ ولأبي الجراح في المقاصد النحوية 3/ 373؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص94؛ وجمهرة اللغة ص497؛ ولسان العرب 15/ 307 "نجا". اللغة: نجا جلد البعير: كشطه وسلخه. السنام: حدبة الجمل. الغارب: ما بين العنق والسنام من البعير. الإعراب: فقلت: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"قلت": فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. انجوا: فعل أمر مبني على حذف النون، و"الألف": ضمير متصل في محل رفع فاعل عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"انجوا". نجا: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الجلد: مضاف إليه مجرور. إنه: حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". سيرضيكما: السين للاستقبال: يرضيكما": فعل مضارع مرفوع، و"كما": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، منها: جار ومجرور متعلقان بـ"يرضي". سنام: فاعل مرفوع وغاربه: "الواو": حرف عطف، "غاربه": معطوف على "سنام" مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "قلت": بحسب ما قبلها. وجملة "انجوا": في محل نصب مفعول به. وجملة "يرضيكما": في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "نجا الجلد" حيث ذهب ابن مالك إلى أن إضافة "النجا" إلى "الجلد" من إضافة المؤكَّد إلى المؤكِّد، وسمى هذه الإضافة الشبيهة بالمحضة؛ فأما أن المضاف إليه مؤكد للمضاف فلأنهما بمعنى واحد، فالنجا هو الجلد نفسه، وذهب ابن مالك إلى أن إضافة المؤكَّد إلى المؤكِّد في أسماء الزمان، نحو: "يومئذ" و"وقتئذ"، و"حينئذ"، ومجيئها في غير ذلك قليل كما في بيت الشاهد، وقال الفراء: العرب تضيف الشيء إلى نفسه إذا اختلف المضاف والمضاف إليه، نحو قولهم: "دار الآخرة". 1 معنى كون المضاف ملغى أن المعنى يستقيم بدونه. 596- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص214؛ والأشباه والنظائر 7/ 96؛ والأغاني 13/ 40؛ وبغية الوعاة 1/ 429؛ وخزانة الأدب 4/ 337، 340، 342؛ والخصائص 3/ 29؛ والدرر 5/ 15؛ وشرح المفصل 3/ 14؛ والعقد الفريد 2/ 78، 3/ 57؛ ولسان العرب 4/ 545 "عذر"؛ والمقاصد النحوية 3/ 375؛ والمنصف 3/ 135؛ وبلا نسبة في أمالي الزجاجي ص63؛ وشرح عمدة الحافظ ص507؛ والمقرب 1/ 213؛ وهمع الهوامع 2/ 49، 158. الإعراب: إلى الحول: جار ومجرور متعلقان بـ"قولا" في البيت السابق. ثم: حرف عطف. اسم: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. السلام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عليكما: جار ومجرور متعلقان =

السابعة: إضافة المعتبر إلى الملغى، نحو: "اضرب أيهم أساء"، وقوله "من الطويل": 597- أقام ببغداد العراق وشوقه ... لأهل دمشق الشام شوق مبرح الثالث: أهمل هنا مما لا يتعرف بالإضافة شيئين: أحدهما: ما وقع موقع نكرة لا تقبل التعريف، نحو: "رب رجل وأخيه"، و"كم ناقة وفصيلها"، و"فعل ذلك جهده وطاقته"؛ لأن "رب" و"كم" لا يجران المعارف، والحال لا يكون معرفة. ثانيهما: ما لا يقبل التعريف لشدة إبهامه كـ"مثل" و"عين" و"شبه". قال في شرح

_ = بمحذوف خبر المبتدأ. ومن: "الواو": حرف عطف، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. بيك، فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". حولًا: ظرف زمان متعلق بـ"بيك". كاملًا: نعت "خولًا" منصوب. فقد: "الفاء": رابطة جواب الشرط، "قد": حرف تحقيق. اعتذر: فعل ماض مبني على الفتح وحرك السكون مراعاة للروي، وهو جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "من بيك": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد اعتذر" في محل جزم جواب الشرط. وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر "من". الشاهد فيه قوله: "اسم السلام" حيث أقحم "اسم" بحيث إذا سقط لا يختل المعنى. 597- التخريج: البيت لبعض الطائيين في الدرر 5/ 16؛ والمقاصد النحوية 3/ 378؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 307. اللغة: أقام: سكن. بغداد: عاصمة العراق حاليًا. دمشق: عاصمة سورية اليوم. المبرح: المضني. المعنى: يقول: إنه مقيم ببغداد وأحباءه مقيمون في دمشق، وشوقه ينازعه إليهم ويضنيه. الإعراب: أقام: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" ببغداد: جار ومجرور متعلقان بـ"أقام"، وهو مضاف. العراق: مضاف إليه مجرور. وشوقه: "الواو": حالية، و"شوقه": مبتدأ مرفوع وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لأهل: جار ومجرور متعلقان بـ"شوق"، وهو مضاف. دمشق: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الشام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. شوق: خبر المبتدأ مرفوع. مبرح: نعت "شوق" مرفوع بالضمة. وجملة "أقام": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شوقه": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "بغداد العراق" و"دمشق الشام" حيث أضاف "بغداد" إلى "العراق"، و"دمشق" إلى "الشام"، وهي إضافة المعتبر الذي لا يستغني الكلام عنه إلى الملغى الذي يمكن الاستغناء عنه ولا يختل الكلام بسقوطه. فلو قال: أقام ببغداد وشوقه لأهل دمشق مبرح، لم يختل الكلام ولم يتغير معناه.

الكافية: إضافة واحد من هذه وما أشبهها لا تُزيل إبهامه إلا بأمر خارج عن الإضافة، كوقوع "غير" بين ضدين، كقول القائل: "رأيت الصعبَ غيرَ الهين"، و"مررت بالكريم غيرِ البخيل"، وكقوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} 1، وكقول أبي طالب "من الرجز": 589- يا رب إما تخرجن طالبي ... في مقنب من تلكم المقانب فليكن المغلوبَ غيرَ الغالب ... وليكن المسلوبَ غيرَ السالب فبوقوع "غير" بين ضدين يرتفع إبهامه؛ لأن جهة المغايرة تتعين، بخلاف خلوها من ذلك، كقولك: "مررت برجل غيرِك"، وكذا "مثل" إذا أضيف إلى معرفة دون قرينة تشعر بمماثلة خاصة، فإن الإضافة لا تعرفه ولا تزيل إبهامه، فإن أضيف إلى معرفة وقارنه ما يشعر بمماثلة خاصة تعرف، هذا كلامه.

_ 1 الفاتحة: 7. 598- التخريج: لم أقع عليهما في ديوانه ولا فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: المقنب: الفصيلة من الجيش. المسلوب: الذي يؤخذ سلبه، أي ما على المقاتل من أداة حرب وغيرها. المعنى: يضرع الشاعر إلى الله بأن يجعل عدوه الذي خرج ليطلبه في جماعة من الفرسان والجنود أن يكون المغلوب والمسلوب. الإعراب: يا: حرف نداء. رب: منادي منصوب، وهو مضاف، و"الياء" المحذوفة في محل جر بالإضافة. إما "إن": حرف شرط جازم، و"ما": زائدة تخرجن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و"النون": للتوكيد، وهو فعل الشرط في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". طالبي: مفعول به، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. في مقنب: جار ومجرور متعلقان بـ"تخريج". من تلكم: جار ومجرور متعلقان بـ"تخرج"، وهو مضاف. المقانب: مضاف إليه مجروب. فليكن: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"اللام": حرف دعاء، و"يكن": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". المغلوب: خبر "يكن" منصوب. غير. نعت "المغلوب" منصوب، وهو مضاف. الغالب: المضاف إليه مجرور. وليكن المسلوب غير السالب: تعرب إعراب: "ليكن المغلوب غير الغالب". وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليكن المغلوب": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "ليكن المسلوب": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "المغلوب غير الغالب" و"المسلوب غير السالب" حيث أضيفت "غير" إلى معرفة ووقعت بين المتضادين "الغالب" و"المغلوب"، وبين "السالب" و"المسلوب"، فصارت معرفة، فوقوع "غير" بين ضدين يرفع إبهامه؛ لأن جهة المغايرة تتعين بخلاف خلوها من ذلك.

وقال أيضًا في شرح التسهيل: وقد يُغنى بـ"غير"، و"مثل" مغايرة خاصة ومماثلة خاصة فيحكم بتعريفهما، وأكثر ما يكون ذلك في "غير" إذا وقع بين متضادين، وهذا الذي قاله في "غير" هو مذهب ابن السراج والسيرافي، ويُشكل عليه، نحو: {صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} 1، فإنها وقعت بين ضدين ولم تتعرف بالإضافة لأنها وصف النكرة. ا. هـ. 391- ووصل "أل" بذا المضاف مغتفر ... إن وصلت بالثان: كـ"الجعد الشعر" 392- أو بالذي له أُضيف الثاني: ... كـ"زيد الضارب رأس الجاني "ووصل أل بذا المضاف" أي: المشابه يفعل "مغتفر إن وصلت بالثان كالجعد الشعر" وقوله "من الطويل": 599- "أبأنا بهم قتلى، وما في دمائهم ... شفاء" وهن الشافيات الحوائم "أو بالذي له أضيف الثاني ... كزيد الضارب رأس الجاني"

_ 1 فاطر: 37. 599- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 310؛ وخزانة الأدب 7/ 373؛ وشرح التصريح 2/ 29. شرح المفردات: أباء فلانًا بفلان: قتله به. الحوائم: اللواتي يحمن حول الماء. المعنى: يقول: قلنا منهم قدر ما قتلوا منا، ولكننا لم نجد في دمائهم شفاء لغليلنا لأنهم غير أكفاء لمن قتلوا منا. الإعراب: "أبأنا": فعل ماضٍ، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بهم": جار ومجرور متعلقان بـ"أبأنا". "قتلى": مفعول به. "وما": حرف نفي. "في دمائهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "شفاء": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وهن": الواو حالية، "هن": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "الشافيات": خبر المبتدأ مرفوع وهو مضاف. "الحوائم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "أبأنا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما في دمائهم شفاء" في محل نصب حال. وجملة: "وهن الشافيات" في محل نصب حال". الشاهد فيه قوله: "الشافيات الحوائم" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل" وسوغه كون المضاف إليه وصفًا مقترنًا بـ"أل".

وقوله "من الطويل": 600- لقد ظفر الزوار أقفية العدى ... "بما جاوز الآمال ملأسر والقتل" أو بما أضيف إلى ضميره الثاني، كقوله "من الكامل": 601- الود أنت المستحقة صفوه ... "مني وإن لم أزوج منك نوالا" ومنع المبرد هذه.

_ 600- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 29؛ والمقاصد النحوية 3/ 391. شرح المفردات: ظفر: غلب. الأقفية: ج القفا، وهو مؤخر العنق. ملأسر: أي من الأسر. المعنى: يقول: إنهم ظفروا بالأعداء وقتلوا وأسروا منهم عددًا كبيرًا تجاوز ما كانوا يأملون. الإعراب: "لقد": اللام واقعة في جواب قسم، "قد": حرف تحقيق. "ظفر": فعل ماضٍ. "الزوار": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "أقفية": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "العدى": مضاف إليه مجرور. "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"ظفر". "جاوز": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "الآمال": مفعول به منصوب. "ملأسر": جار ومجرور متعلقان بـ"جاوز". "والقتل": الواو حرف عطف، "القتل": معطوف على "الأسر" مجرور. وجملة القسم المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لقد ظفر" جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "جاوز" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "الزوار أفقية العدى" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل"، والذي جوز هذه الإضافة كون المضاف وصفًا، وكون المضاف إليه مضافًا إلى مقترن بـ"أل". 601- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 12؛ وشرح التصريح 2/ 29؛ والمقاصد النحوية 3/ 392؛ وهمع الهوامع 2/ 48. شرح المفردات: الود: الحب. صفوه: خالصه. النوال: العطاء، وهنا الوصال. المعنى: يقول إنك تستحقين مني خالص الحب، وإن كنت لا أرجو منك ما يطمع فيه المحبون، أي الوصال. الإعراب: "الود": مبتدأ مرفوع. "أنت": مبتدأ ثان. "المستحقة": خبر للمبتدأ الثاني وهو مضاف. "صفوه": مضاف إليه، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "مني": جار ومجرور متعلقان بـ" المستحقة". "وإن": الواو حالية، "إن": وصلية زائدة. "لم": حرف جزم. "أرج": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"أرجو". "نوالا": مفعول به. وجملة: "الود أنت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنت المستحقة" في محل =

393- وكونها في الوصف كاف، إن وقع ... مثنى أو جميعًا سبيله اتبع. أي: وكون "أل"، أي: وجودها، في الوصف المضاف كاف في اغتفاره وقوعه مثنى أو جمعًا اتبع سبيل المثنى، وهو جمع المذكر السالم، كقوله "من البسيط": 602- إن يغنيا عني المستوطنا عدن ... فإنني لست يومًا عنهما بغني وقوله "من الكامل": 603- الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... "والناذرين إذا لم ألقهما دمي"

_ = رفع خبر المبتدأ "الود". وجملة "وإن لم أرج" في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "المستحقة صفوة" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل" المستحقة لكونه وصفًا مع كون المضاف إليه مضافًا إلى ضمير يعود إلى ما فيه "أل" وهو "الود". 602- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 11؛ وشرح التصريح 2/ 29؛ والمقاصد النحوية 3/ 393؛ وهمع الهوامع 2/ 48. شرح المفردات: يعني: يكتفي. الغني: المستغني. المعنى: يقول: إذا كان الشخصان اللذان سكنا عدنًا قد استغنيا عني ولم يعودا بحاجة إلى معونتي، فإنني لست مستغنيًا عنهما أبدًا. الإعراب: "إن": حرف شرط جازم. "يغنيا": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والألف ضمير في محل رفع فاعل. "عني": جار ومجرور متعلقان بـ"يغنيا". "المستوطنا": بدل من الألف في "يغنيا" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. "عدن": مضاف إليه مجرور. "فإنني": الفاء رابطة جواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "لست": فعل ماضٍ ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ليس". "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"غني". "عنهما": جار ومجرور متعلقان بـ"غني". "يغني": الباء حرف جر زائد، "غني": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس". وجملة: "إن يغنيا" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "فإنني ... بغني" في محل جزم جواب الشرط. وجملة: "لست بغني" في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "المستوطنا عدن" حيث أضاف الاسم المقترن بـ"أل" إلى اسم ليس مقترنًا بها، وهو: "عدن"؛ وسوغ ذلك كون المضاف وصفًا دالًّا على المثنى. 603- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص222؛ والأغاني 9/ 212؛ وشرح التصريح 2/ 69؛ والشعر والشعراء 1/ 259؛ والمقاصد النحوية 3/ 551. شرح المفردات: الشاتمي عرضي: اللذين يشتمان عرضي، والعرض: الحسب، أو الشرف الذي =

وكقوله "من المنسرح": 604- "العارفو الحق للمدل به" ... والمستقلو كثير ما وهبوا فإن انتفت الشروط المذكورة امتنع وصل "أل" بذا المضاف. وأجاز الفراء ذلك فيه مضافًا إلى المعارف مطلقًا، نحو: "الضارب زيدٍ"، و"الضارب هذا"، بخلاف: "الضارب رجلٍ". قال المبرد والرماني في "الضاربك" و"ضاربك": موضع الضمير خفض، وقال الأخفش وهشام: نصب، وعند سيبويه الضمير كالظاهر؛ فهو منصوب في "الضاربك" مخفوض في "ضاربك": ويجوز في "الضارباك"، و"الضاربوك" الوجهان؛ لأنه يجوز:

_ = يحافظ عليه الإنسان من نفسه. الناذرين: اللذين ينذران على أنفسهما. إذا لم ألقهما: أي في الخلاء. المعنى: يقول: إن ابني ضمضم يشتمان عرضه دون أن يشتمهما، وقد نذرا أن يسفكا دمه إذا لم يرهما. وهذا دليل عليه جبانتهما؛ إذ إنهما يتوعدانه في غيابه دون أن يتجاسرا على ذلك في حضوره. الإعراب: "الشاتمي": نعت "ابني ضمضم" المذكور في البيت السابق. مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. "عرضي": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "ولم": الواو حالية، "لم": حرف جزم. "أشتمهما": فعل مضارع مجزوم، و"هما": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". "والناذرين": الواو حرف عطف، "الناذرين": معطوف على "الشاتمي" مجرور بالباء لأنه مثنى. "إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب متعلق بـ"الناذرين". "لم" حرف جزم. "ألقهما": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"هما": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "دمي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "ولم أشتمهما" في محل نصب حال. وجملة: "لم ألقهما" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "والناذرين دمي" حيث أعمل مثنى اسم الفاعل "الناذرين" عمل المفرد، فنصب المفعول به "دمي". 604- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: المدل: الواثق. المستقلون: الذين يعتبرون الشيء قليلًا. وهبوا: منحوا، أعطوا. المعنى: يصف الشاعر أناسًا بأنهم لا ينكرون الحق على من جاء به، وأنهم يرون كثير ما يعطونه قليلًا، وهذا دليل على مروءتهم. الإعراب: العارفو: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم"، وهو مضاف. الحق: مضاف إليه مجرور. للمدل: جار ومجرور متعلقان بـ"العارفو". به: جار ومجرور متعلقان بـ"المدل". والمستقلو: "الواو": حرف عطف، و"المستقلو": معطوف على "العارفو" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. كثير: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. ما: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. وهبو: فعل ماضٍ، و "الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وجملة "هم العارفو": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وهبوا": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "العارفو الحق" و"المستقلو كثير" فإن "العارفو"، و"المستقلو" محليان بـ"أل"، وقد أضيفا إلى جمع مذكر سالم، وهذا جائز.

"الضاربا زيدًا" و"الضاربو عمرًا، وتحذف النون في النصب كما تحذف في الإضافة، ومنه قوله "من المنسرح": 605- الحافظو عورة العشيرة لا ... يأتيهم من ورائهم وكف وقوله "من المنسرح": العارفو الحق للمدل به ... والمستقلو كثير ما وهبوا1 في رواية من نصب "الحق" و"كثير". نعم، الأحسن عند حذف النون الجر بالإضافة؛ لأنه المعهود، والنصب ليس بضعيف؛ لأن الوصف صلة فهو في قوة الفعل فطلب معه التخفيف. واحترز بقوله: "سبيله اتبع" عن جمع التكسير وجمع المؤنث السالم. تنبيه: قوله: "أن وقع" هو بفتح "أن" وموضعه رفع على أنه فاعل كافٍ على ما تبين أولًا، وقال الشارح: "هو" مبتدأ ثان، و"كاف": خبره، والجملة خبر الأول، يعني كونها. وقال المكودي: في موضع نصب على إسقاط لام التعليل، والتقدير: وجود "أل" في الوصف كافٍ لوقوعه مثنى أو مجموعًا على حده، ويجوز في همز "إن" الكسر، وقد جاء كذلك في بعض النسخ.

_ 1 تقدم بالرقم 604. 605- التخريج: البيت لعمرو بن امرئ القيس في خزانة الأدب 4/ 272، 274، 276؛ والدرر 1/ 146؛ وشرح شواهد الإيضاح ص127؛ ولقيس بن الخطيم في ديوانه ص115؛ وملحق ديوانه ص238؛ ولعمرو بن امرئ القيس أو لقيس بن الخطيم في لسان العرب 9/ 363 "وكف"؛ ولشريح بن عمران أو لمالك بن العجلان في شرح أبيات سيبويه 1/ 205؛ ولرجل من الأنصار في خزانة الأدب 6/ 6؛ والكتاب 1/ 186؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص324؛ وإصلاح المنطق ص63؛ وجواهر الأدب ص155؛ وخزانة الأدب 5/ 122، 469، 8/ 29، 209؛ ورصف المباني ص341؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 538؛ والكتاب 1/ 202؛ والمحتسب 2/ 80؛ والمقتضب 4/ 145؛ والمنصف 1/ 67؛ وهمع الهوامع 1/ 49. اللغة: عورة العشيرة: كناية عن المكان الذي يأتي منه ما يكره. والعشيرة: هي القبيلة. الوكف: العيب =

"اكتساب المضاف التذكير والتأنيث من المضاف إليه": 394- وربما أكسب ثان أولا ... تأنيثًا إن كان لحذف موهلا 395- ولا يضاف اسم لما به اتحد ... مغنى وأول موهمًا إذا ورد "وربما أكسب ثان" من المتضايفين، وهو المضاف إليه، "أولا" منهما وهو المضاف "تأنيثًا" أو تذكيرًا "إن كان" الأول "لحذف موهلا"، أي: صالحًا للحذف والاستغناء عنه بالثاني؛ فمن الأول: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس} 1. وقوله: "من الكامل": 606- جادت عليه كل عين ثره ... "فتركن كل حديقة كالدرهم"

_ = المعنى: يقول: إنهم يحفظون عورة عشيرتهم إذا ما هزموا ويحمونهم من أعدائهم، ومن كل عيب. الإعراب: الحافظو: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم" أو "نحن الحافظون" وقد حذفت النون للتخفيف. عورة: مفعول به لاسم الفاعل، وهو مضاف. العشيرة: مضاف إليه مجرور. لا: نافية. يأتيهم: فعل مضارع مرفوع، و"هم": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. من ورائهم: جار ومجرور متعلقان بـ"يأتي" وهو مضاف، و"هم": ضمير مبني في محل جر بالإضافة. وكف: فاعل مرفوع بالضمة. الشاهد فيه قوله: "الحافظو عورة العشيرة" بنصب "عورة" على الرواية المشهورة على أنها مفعول به لـ"الحافظو"، وعلى هذه الرواية تكون النون محذوفة من جمع المذكر السالم "الحافظو" للتخفيف لا للإضافة، وهذا جائز. 1 آل عمران: 30. 606- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص196؛ وجمهرة اللغة ص82؛ 97؛ والحيوان 3/ 312؛ والدرر 5/ 136؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 181؛ وشرح شواهد المغني 1/ 480، 2/ 541؛ ولسان العرب 4/ 101 "ثرر"، 182 "حرر" 10/ 39 "حدق"؛ والمقاصد النحوية 3/ 380؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص425؛ وهمع الهوامع 2/ 74. اللغة: جادت عليه: هطلت بشدة. العين: السحابة الممطرة. الثرة: كثيرة الماء. المعنى: هطلت عليه السحب أمطارًا غريزة، فنبتت الحشائش وصارت الرياض كالدراهم تلألؤًا وضياءً. الإعراب: جادت: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"جادت". كل: فاعل مرفوع بالضمة. عين: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ثروة: صفة "عين" مجرورة بالكسرة. فتركن: "الفاء": للعطف، "تركن": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل: كل: مفعول به منصوب بالفتحة. حديثة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. كالدرهم: جار ومجرور متعلقان بحال من "كل". وجملة "جادت عليه": في محل نصب صفة لـ"روضة" في البيت السابق له. والمناسب أن يقال: عليها، وكذا في الديوان. وجملة "فتركن": معطوفة عليها في محل نصب صفة أيضًا. والشاهد فيه قوله: "كل عين ثرة فتركن" حيث أضاف "كل" إلى مؤنث مفرد نكرة، وجاء بالضمير العائد عليها في "فتركن" جمعًا مؤنثًا.

وقولهم: "قُطِعَتْ بعضُ أصابعِهِ"، وقراءة بعضهم: {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} 1. وقوله "من الرجز": 607- طول الليالي أسرعت في نقضي ... "طوين طولي وطوين عرضي" وقوله "من الطويل": 608- "وتشرق بالقول الذي قد أذعته" ... كما شرقت صدر القناة من الدم

_ 1 يوسف: 10. 607- التخريج: الرجز للأغلب العجلي في الأغاني 21/ 30؛ وخزانة الأدب 4/ 224، 225؛ 226؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 366؛ وشرح التصريح 2/ 31؛ والمقاصد النحوية 3/ 395؛ وله أو للعجاج في شرح شواهد المغني 2/ 881؛ وللعجاج في الكتاب 1/ 53؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 106؛ والخصائص 2/ 418؛ والصاحبي في فقه اللغة ص252؛ ومغني اللبيب 2/ 512؛ والمقتضب 4/ 199، 200. شرح المفردات: نقضي: تحطيمي. الإعراب: "طول": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الليالي": مضاف إليه مجرور. "أسرعت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "هي". "في نقضي": جاز ومجرور متعلقان بـ"أسرعت"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "طوين": فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "طولي": مفعول به منصوب وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "وطوين عرضي": معطوفة على "طوين طولي" وتعرب إعرابها. وجملة: "طول الليالي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أسرعت" في محل رفع خبر المبتدأ "طول". وجملة: "طوين" الأولى استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "طوين" الثانية معطوفة على الأولى. الشاهد فيه قوله: "طول الليالي أسرعت" حيث أعاد الضمير مؤنثًا في قوله: "أسرعت" على مذكر "طول"؛ والذي سوغ ذلك إضافة طول إلى المؤنث "الليالي" فاكتسب التأنيث منه. 608- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص173؛ والأزهية ص238؛ والأشباه والنظائر 5/ 255؛ وخزانة الأدب 5/ 106؛ والدرر 5/ 19؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 54؛ والكتاب 1/ 52؛ ولسان العرب 4/ 446 "صدر"، 10/ 178 "شرق"؛ والمقاصد النحوية 3/ 378؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 105؛ والخصائص 2/ 417؛ والمقتضب 4/ 197، 199؛ وهمع الهوامع 2/ 49. اللغة: شرق: غص. القناة: الرمح. أذاع: فضح وأفشى. المعنى: إنك غير مستودع للسر، كالرمح لا يستطيع حفظ الدماء التي عليه. الإعراب: وتشرق: "الواو": حسب ما قبلها، "تشرق": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، =

وقوله: "من الكامل": 609- أتي الفواحش عندهم معروفة ... ولديهم ترك الجميل جميل

_ = و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. بالقول: جار ومجرور متعلقان بالفعل تشرق. الذي: اسم موصول في محل جر صفة. قد: حرف تحقيق. أذعته: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. كما: الكاف حرف جر، "ما": مصدرية. شرقت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، و"التاء": للتأنيث. صدر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. القناة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة: من الدم: جار ومجرور متعلقان بالفعل شرقت. وجملة "وتشرق": بحسب الواو. وجملة "أذعته": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "شرقت": صلة موصول حرفي لا محل لها. والمصدر المؤول من "ما شرقت" في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بصفة محذوفة لمصدر محذوف. والشاهد فيه قوله: "صدر القناة" فقد أنث المضاف المذكر من إضافته إلى المؤنث وكان الحق أن يقول شرق صدر. 609- التخريج: البيت للفرزدق في المقاصد النحوية 3/ 368؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص505 "ورواية العجز فيه: ويرون فعل المكرمات حرامًا". اللغة: أتي: فعل. الفواحش. ج الفاحشة، وهي العمل القبيح وضده الجميل. المعنى: يقول: إنهم قوم قد ألفوا ارتكاب الفواحش، فلم يعودوا يستنكرونها، وإنما صاروا يستنكرون الجميل ويستحسنون القبيح. الإعراب: أتي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الفواحش: مضاف إليه مجرور. عند: ظرف مكان متعلق بـ"معروفة"، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. معروفة: خبر المبتدأ مرفوع ولديهم: "الواو": حرف عطف، "لديهم": ظرف بمعنى "عندهم" متعلق بـ"جميل"، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. ترك: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الجميل: مضاف إليه مجرور. جميل: خبر المبتدأ. وجمبة "أتى الفواحش": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لديهم ترك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أتى الفواحش معروفة" حيث أخبر باسم مؤنث "معروفة" عن مبتدأ مذكر "أتي"، والمعروف عن المبتدأ والخبر يجب أن يكونا متطابقين في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع, والذي سوغ هذا الأمر هو كون المبتدأ مضافًا إلى مؤنث "الفواحش" مفرده "فاحشة"، فاكتسب التأنيث من المضاف إليه. ويصح أن تقول: "الفواحش عندهم معروفة".

وقوله "من الطويل": 610- مشين كما اهتزت رماح تسفهت ... أعاليها مر مر الرياح النواسم ومن الثاني قوله "من البسيط": 611- إنارة العقل مكسوف بطوع هوى ... وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا

_ 610- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص751؛ وخزانة الأدب 4/ 225؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 58؛ والكتاب 1/ 52؛ 65؛ والمحتسب 1/ 237؛ والمقاصد النحوية 3/ 367؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 239؛ والخصائص 2/ 417؛ وشرح عمدة الحافظ ص838؛ ولسان العرب 3/ 288 "عرد"، 4/ 446 "صدر"، 11/ 536 "قبل"، 13/ 499 "سفه"؛ والمقتضب 4/ 197. اللغة: تسفهت الريح الشيء: حركته. النواسم: الرياح الضعيفة الهبوب. المعنى: يصف الشاعر اهتزاز النساء حين يمشين بالرماح التي تستخفها الرياح فتزعزعها. الإعراب: "مشين": فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق، "ما": مصدرية. "اهتزت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "رماح": فاعل مرفوع. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "تسفهت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث. "أعاليها": مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة."مر": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الرياح": مضاف إليه مجرور. "النواسم": نعت "الرياح" مجرور. وجملة "مشين" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "اهتزت" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "تسفهت" في محل رفع نعت "رياح". الشاهد فيه قوله: "تسفهت أعاليها مر الرياح" حيث اكتسب المضاف "مر" التأنيث من المضاف إليه. "الرياح"، ولذلك اتصلت بفعله تاء التأنيث. 611- التخريج: البيت لبعض المولدين في المقاصد النحوية 3/ 396؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 263؛ وخزانة الأدب 4/ 227، 5/ 106؛ وشرح التصريح 2/ 32؛ ومغني اللبيب 2/ 512. شرح المفردات: كسفت الشمس: احتجبت في النهار كليًّا أو جزئيًّا لحلول القمر بينها وبين الأرض. طوع الهوى: أي بالانقياد للهوى. عاصي الهوى: عدم الانقياد للهوى. المعنى: يقول: بانجرار الإنسان وراء شهواته ينحجب نور العقل، ويتعثر في بلوغ هدفه، أما إذا كبح جماح نفسه، وأخضع شهواتها لعقله، ازداد عقله نورًا، وسار على هدى. الإعراب: "إنارة: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "العقل": مضاف إليه مجرور. "مكسوف": خبر المبتدأ مرفوع. "بطوع": جار ومجرور متعلقان بـ"مكسوف"، وهو مضاف. "هوى": مضاف إليه مجرور. "وعقل": الواو حرف عطف، "عقل": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف "عاصي": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الهوى": مضاف إليه مجرور. "يزداد" فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضميرمستتر فيه جوزًا تقديره: "هو". "تنويرًا": مفعول به منصوب. =

وقوله: "من الخفيف": 612- رؤية الفكر ما يؤول له الأمـ ... ـر معين على اجتناب التواني ويحتمله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} 1، ولا يجوز: "قامت غلامُ هندٍ"، ولا "قام امرأة زيدٍ"؛ لانتفاء الشرط المذكور. تنبيه: أفهم قوله: "وربما" أن ذلك قليل، ومراده التقليل النسبي: أي: قليل بالنسبة إلى ما ليس كذلك، لا أنه قليل في نفسه؛ فإنه كثير كما صرح به في شرح الكافية؛ نعم الثاني قليل.

_ = وجملة: "إنارة العقل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عاصي الهوى." معطوفة على جملة: "إنارة العقل" لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يزداد" في محل رفع خبر المبتدأ. التمثيل به في قوله: "إنارة العقل مكسوف" حيث أعاد الضمير مذكرًا من "مكسوف" على "إنارة"، وهو مؤنث، والذي سوغ ذلك -مع وجوب مطابقة الضمير لمرجعه- كون المرجع مضافًا إلى مذكر هو "العقل"، فاكتسب التذكير منه. 612- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 21؛ والمقاصد النحوية 3/ 369؛ وهمع الهوامع 2/ 49. اللغة: رؤية الفكر: أي العلم. يؤول: يرجع. معين: مساعد. اجتناب: ابتعاد. التواني: التراخي والكسل. المعنى: يقول: إن علم الإنسان بعواقب الأمور يساعده على ترك التواني إذا ما كانت النتائج محمودة. الإعراب: رؤية: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الفكر: مضاف إليه مجرور. ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به لـ"رؤية". يؤول: فعل مضارع مرفوع. له: جار ومجرور متعلقان بـ"يؤول". الأمر: فاعل مرفوع بالضمة, معين: خبر المبتدأ مرفوع. على اجتناب: جار ومجرور متعلقان بـ"معين"، وهو مضاف. التواني: مضاف إليه مجرور. وجملة "رؤية الفكر معين": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يؤول": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "رؤية الفكر معين" حيث أخبر باسم مذكر "معين" عن مبتدأ مؤنث "رؤية". والمعروف عن المبتدأ والخبر أن يكونا متطابقين في التذكير والتأنيث، والإفراد والتثنية والجمع. والذي سوغ هذا الأمر هو كون المبتدأ "رؤية" مضافًا إلى مذكر "الفكر" فاكتسب منه التذكير. 1 الأعراف: 56.

"ولا يضاف اسم لما به اتحد معنى" كالمرادف مع مرادفه، والموصوف مع صفته؛ لأن المضاف يتخصص أو يتعرف بالمضاف إليه، فلا بد أن يكون غيره في المعنى؛ فلا يقال: "قمحُ برٍّ"، ولا "رجلُ فاضلٍ" ولا "فاضلُ رجلٍ" "وأول موهمًا إذا ورد" أي: إذا جاء من كلام العرب ما يوهم جواز ذلك وجب تأويله؛ فمما أوهم إضافة الشيء إلى مرادفه قولهم: "جاءني سعيدُ كرزٍ"، وتأويله أن يراد بالأول المسمى وبالثاني الاسم، أي: جاءني مسمى هذا الاسم؛ ومما أوهم إضافة الموصوف إلى صفته قولهم: "حبةُ الحمقاءِ"، و"صلاةُ الأولى"، و"مسجدُ الجامعِ"، وتأويله أن يقدر موصوف، أي: حبة البقلةِ الحمقاء، وصلاة الساعةِ الأولى، ومسجد المكانِ الجامع؛ ومما أوهم إضافة الصفة إلى الموصوف قولهم: "جردُ قطيفةٍ"، و "سحقُ عمامةٍ"، وتأويله أن يقدر موصوف أيضًا وإضافة الصفة إلى جنسها: أي شيء جرد من جنس القطيفة، وشيء سحق من جنس العمامة. تنبيه: أجاز الفراء إضافة الشيء إلى ما بمعناه لاختلاف اللفظين، ووافقه ابن الطراوة وغيره، ونقله في النهاية عن الكوفيين، وجعلوا من ذلك نحو: {وَلَدَارُ الْآَخِرَة} 1 و {حَقُّ الْيَقِين} 2، {حَبْلِ الْوَرِيد} 3، و {حَبَّ الْحَصِيد} 4، وظاهر التسهيل وشرحه وموافقته. "أنواع الأسماء من حيث وجوب الإضافة وامتناعها وجوازها": 396- وبعض الأسماء يضاف أبدًا ... وبعض ذا قد يأت لفظًا مفردًا "وبعض الأسماء" تمتنع إضافته: كالمضمرات، والإشارات، وكغير "أي" من الموصولات ومن أسماء الشروط ومن أسماء الاستفهام، وبعضها "يضاف أبدًا "، فلا يستعمل مفردًا بحال "وبعض ذا" الذي يضاف أبدًا "قد يأت لفظًا مفردًا"، أي: يأتي مفردا في اللفظ فقط، وهو مضاف في المعنى، نحو: "كل"، و"بعض"، و"أي"، قال الله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} 5، {فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض} 6، {أَيًّا مَا تَدْعُوا} 7.

_ 1 يوسف: 109. 2 الواقعة: 95. 3 ق: 16. 4 ق: 9. 5 الأنبياء: 33. 6 البقرة: 253. 7 الإسراء: 110.

تنبيه: أشعر قوله: "وبعض الأسماء"، وقوله: "وبعض ذا قد يأت لفظًا مفردًا" أن الأصل والغالب في الأسماء أن تكون صالحة للإضافة والإفراد، وأن الأصل في كل ملازم للإضافة أن لا ينقطع عنها في اللفظ. وأعلم أن اللازم للإضافة على نوعين: ما يختص بالإضافة إلى الجمل، وسيأتي وما يختص بالمفردات، وهو على ثلاثة أنواع: ما يضاف للظاهر والمضمر، وذلك نحو: كلا وكلتا، وعند، ولدى، وسوى، وقصارى الشيء، وحماداه، بمعنى: غايته، وما يختص بالظاهر، وذلك نحو: أولي، وأولات، وذي، وذات، وما يختص بالمضمر، وإليه الإشارة بقوله: 397- وبعض ما يضاف حتمًا امتنع ... إيلاؤه اسمًا ظاهرًا حيث وقع 398- كوحد، لبي، ودوالي، سعدي ... وشذ إيلاء "يدي" للبي "وبعض ما يضاف حتمًا" أي وجوبًا "امتنع إيلاؤه اسمًا ظاهرًا حيث وقع"، وهذا النوع على قسمين: قسم يضاف إلى جميع الضمائر "كوحد"، نحو: "جئت وحدي"، و"جئت وحدك"، و"جاء وحده"؛ وقسم يختص بضمير المخاطب، نحو: "لبي ودوالي" و"سعدي" وحناني، وهذاذي، تقول: "لبيك"، بمعنى: إقامة على إجابتك بعد إقامة، من "ألب بالمكان" إذا أقام به، و"دواليك"، بمعنى: تداولا لك بعد تداول، و"سعديك"، بمعنى: إسعادًا لك بعد إسعاد، ولا يستعمل إلا بعد "لبيك"، و"حنانيك"، بمعنى: "تحننا عليك بعد تحنن، و"هذاذيك" -بذالين معجمتين- بمعنى: إسراعًا لك بعد إسراع "وشذ إيلاء يدي للبى" في قوله "من المتقارب": 613- دعوت لما نابني مسورًا ... فلبى فلبي يدي مسور

_ 613- التخريج: البيت لرجل من بني أسد في الدرر 3/ 68؛ وشرح التصريح 2/ 38؛ وشرح شواهد المغني 2/ 910؛ ولسان العرب 5/ 239 "لبى"؛ والمقاصد النحوية 3/ 381؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 2/ 92؛ 93؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 747؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 379؛ وشرح ابن عقيل ص383، 385؛ والكتاب 1/ 352؛ ولسان العرب 1/ 731 "لبب"، 4/ 388 "سور"؛ والمحتسب 1/ 78؛ 2/ 23؛ ومغني اللبيب 2/ 578؛ وهمع الهوامع 1/ 190. =

كما شدت إضافته إلى ضمير الغائب في قوله "من الرجز": 614- "إنك لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات مترع بيون" لقلت لبيه لمن يدعوني تنبيه: مذهب سيبويه أن "لبيك" وأخواته مصادر مثناة لفظًا ومعناها التكثير، وأنها تنصب على المصدرية، بعوامل محذوفة من ألفاظها إلا "هذاذيك" و"لبيك" فمن معناهما،

_ = شرح المفردات: نابني: أصابني. مسور: اسم رجل. لبى: أجاب. لبي يدي مسور: أي دعاء لمسور بأن يجاب دعاؤه كلما دعا إجابة بعد إجابة. المعنى: يقول: لما نكبني الدهر دعوت مسورًا، فلبى دعاني، فدعا له بالتوفيق ودوام النعمة. الإعراب: "دعوت": فعل ماضٍ، والتاء فاعل. "لما": جار ومجرور متعلقان بـ"دعوت". نابني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" "مسورًا": مفعول به. "فلبي": الفاء: حرف عطف، "لبى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو" "فلبي": الفاء: استئنافية، "لبي": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. "يدي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. "مسور": مضاف إليه مجرور. وجملة: "دعوت مسورًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نابني" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لبى" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لبي" معطوفة استئنافية. الشاهد فيه قوله: "فلبي يدي" حيث أضاف "لبي" إلى الاسم الظاهر "يدي"؛ وهذا شاذ. 614- التخريح: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 2/ 93؛ والدرر 3/ 68؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 746؛ وشرح التصريح 2/ 38؛ وشرح شواهد المغني 2/ 910؛ وشرح ابن عقيل 383؛ ولسان العرب 1/ 731 "لبب"، 13/ 64 "بين"؛ ومغني اللبيب 2/ 578؛ والمقاصد النحوية 3/ 383؛ وهمع الهوامع 1/ 190. شرح المفردات: الزوراء: الأرض البعيدة. المترع: الممتد. البيون: البئر العميقة. المعنى: يقول: إنك إذا دعوتني وكان بيني وبينك فلوات شاسعة مترامية الأطراف، وبئر عميقة لتجاوزتها جميعًا، ولبيت دعوتك. الإعراب: "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن". "لو": حرف شرط. "دعوتني": فعل ماضٍ والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "ودوني": الواو: حالية، "دوني": ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "زوراء": مبتدأ مؤخر. "ذات": نعت "زوراء"، وهو مضاف. "مترع": مضاف إليه. "بيون": نعت "مترع". "لقلت": اللام واقعة في جواب "لو"، "قلت": فعل ماض. والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "لبيه": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "لمن": جار ومجرور متعلقان بـ"قلت". "يدعوني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة: "إنك لو دعوتني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لو دعوتني" في محل رفع =

وجوز سيبويه في "هذاذيك" في قوله "من الرجز": 615- ضربًا هذاذيك وطعنًا وخصا ... "يمضي إلى عاصي العروق النحضا" وفي "دواليك" في قوله "من الطويل": 616- إذا شق برد شق بالبرد مثله ... دواليك حتى كلنا غير لابس

_ = خبر "إن". وجملة "ودوني زوراء" حالية. وجملة: "لقلت" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "لبيك" في محل نصب مفعول به، وجملة "يدعوني" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لبيه" حيث أضاف "لبى" إلى ضمير الغائب، وهذا شاذ؛ والقياس إضافته إلى ضمير المخاطب. 615- التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 140؛ وجمهرة اللغة ص615؛ وخزانة الأدب 2/ 106؛ والدرر 3/ 66؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 315؛ وشرح التصريح 2/ 37؛ وشرح المفصل 1/ 119؛ والمحتسب 2/ 379؛ والمقاصد النحوية 3/ 399؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص158؛ والكتاب 1/ 350؛ ولسان العرب 3/ 517 "هذذ"؛ ومجالس ثعلب 1/ 157؛ وهمع الهوامع 1/ 189. شرح المفردات: هذاذيك: إسراعًا بعد إسراع. طعنا وخضا: اي طعنًا يصل إلى الجوف. يمضي: يوصل. عاصي العروق: هو الذي لا ينقطع دمه. النحض: اللحم المكتنز. المعنى: يقول: اضرب ضربًا بعد ضرب بلا هوادة، واطعن طعنًا يصل إلى الجوف، ويوصل اللحم بالعروق التي يسيل دمها بلا انقطاع. الإعراب: "ضربًا": مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره: "اضرب ضربًا"، "هذاذيك": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "وطعنًا": الواو حرف عطف، "طعنًا": مفعول مطلق منصوب. "وخضا": نعت "طعنًا": منصوب. "يمضي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "إلى عاصي": جار ومجرور متعلقان بـ"يمضي"، وهو مضاف. "العروق": مضاف إليه مجرور. "النحضا": مفعول به منصوب، والألف للإطلاق. وجملة: "اضرب" المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أسرع هذاذيك" المحذوفة استئنافية لا محل لها من الإعراب,. وجملة: "اطعن" المحذوفة معطوفة على جملة: "اضرب". وجملة: "يمضي" في محل نصب نعت "طعنًا". الشاهد فيه قوله: "هذاذيك" حيث أضاف هذا اللفظ إلى ضمير المخاطب، وهو مفعول مطلق لفعل من معناه، أي: "أسرع هذاذيك". 616- التخريج: البيت لسحيم عبد بني الحسحاس في ديوانه ص16؛ وجمهرة اللغة ص438؛ والدرر 3/ 65؛ وشرح التصريح 2/ 37؛ وشرح المفصل 1/ 119؛ والكتاب 1/ 350؛ ولسان العرب 3/ 517 "هذذ"، 11/ 253 "دول"؛ والمقاصد النحوية 3/ 401؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص1272؛ =

الحالية بتقدير: نفعله مداولين وهاذين، أي: مسرعين، وهو ضعيف؛ للتعريف، ولأن المصدر الموضوع للتكثير لم يثبت فيه غير كونه مفعولًا مطلقًا. وجوز الأعلم في "هذاذيك" في البيت الوصفية، وهو مردود بما ذكر، ولأنه معرفة و"ضربًا" نكرة، وذهب يونس إلى أن "لبيك" اسم مفرد مقصور أصله: "لبى" قلبت ألفه ياء للإضافة إلى الضمير كما في "على" و"إلى" و "لدى"، ورد عليه سيبويه بأنه لو كان كذلك لما قلبت مع الظاهر في قوله: قلبي يدي مسور1 وقول ابن الناظم: إن خلاف يونس في "لبيك" وأخواته وهم، وزعم الأعلم أن الكاف

_ = والخصائص 3/ 45؛ ورصف المباني ص181؛ ومجالس ثعلب 1/ 157؛ والمحتسب 2/ 279؛ وهمع الهوامع 1/ 189. شرح المفردات: البرد: الثوب المخطط. دواليك: تداولًا بعد تداول. المعنى: يقول: إنهم يشقون الأبراد تأكيدًا على دوام المودة. وكان العرب يزعمون أن المتحابين إذا شق كل واحد منهما ثوب صاحبه دامت مودتهما ولم تفسد. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "شق": فعل ماض للمجهول. "برد": نائب فاعل مرفوع. "شق": فعل ماضٍ للمجهول. "بالبرد": جار ومجرور متعلقان بـ"شق". "مثله": نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "دواليك": مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "حتى": حرف ابتداء. "كلنا": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "غير": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف "لابس": مضاف إليه مجرور. وجملة: "إذا شق". الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شق" في محل جر بالإضافة. وجملة "شق مثله" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دواليك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "كلنا غير لابس" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "دواليك" حيث أضيف إلى ضمير المخاطب "الكاف" وهو مفعول مطلق لفعل من معناه. ملاحظة: رُوي عجز البيت: دواليك حتى ليس للبرد لابس والبيت من مقطوعة مكسورة الروي، وقبله: فكم قد شفقنا من رداء منير ... ومن برقع عن طفلة غير عانس 1 تقدم بالرقم 613.

حرف خطاب لا موضع له من الإعراب مثلها في "ذلك". ورد عليه بقولهم: "لبيه"، و"لبي يدي مسور"، ويحذفهم النون لأجلها ولم يحذفوها في "ذانك"، وبأنها لا تلحق الأسماء التي لا تشبه الحرف. ا. هـ. النوع الثاني من الملازم للإضافة -وهو ما يختص بالجمل- على قسمين: ما يختص بنوع من الجمل، وسيأتي، وما لا يختص، وإليه الإشارة بقوله: 399- وألزموا إضافة إلى الجمل ... "حيث" و"إذ" وإن ينون يحتمل 400- إفراد إذ، وما كإذ معنى كإذ ... أضف جوازًا نخو "حين جا نبذ" "وألزموا إضافة إلى الجمل حيث وإذ" فشمل إطلاقه الجمل الجملة الاسمية والفعلية؛ فالاسمية نحو: "جلست حيث زيد جالس"، {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ} 1، والفعلية نحو: "جلستُ حيث جلستَ"، و"اجلسْ حيث أجلسُ"، {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ} 2 {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} 3، ومعنى هذا المضارع المضي حينئذ، وأما نحو قوله "من الرجز": 617- أما ترى حيث سهيل طالعًا ... "نجما يضيء كالشهاب ساطعًا"

_ 1 الأنفال: 26. 2 الأعراف: 86. 3 الأنفال: 30. 617- التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 3؛ والدرر 2/ 124؛ وشرح شواهد المغني 1/ 360؛ وشرح المفصل 4/ 90؛ وشرح ابن عقيل ص385؛ ومغني اللبيب 1/ 133؛ والمقاصد النحوية 3/ 384؛ وهمع الهوامع 1/ 212. اللغة والمعنى: سهيل: نجم. الشهاب: شعلة نار ساطعة. الإعراب: أما: حرف استفتاح. ترى: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنت. حيث: ظرف مبني على الضم في محل نصب، متعلق بـ"ترى"، وهو مضاف. سهيل: مضاف إليه مجرور. طالعًا: حال منصوب. نجمًا: اسم منصوب على المدح تقديره: "امدح". يضيء: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. كالشهاب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في قوله "يضيء" أو متعلق بـ"يضيء". لامعًا: حال ثان منصوب. وجملة "أما ترى" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يضيء" الفعلية في محل نصب نعت "نجمًا". والشاهد فيه قوله: "حيث سهيل" فقد أضاف الظرف "حيث" إلى مفرد، وهذا نادر.

وقوله "من الطويل": 618- "ونطعنهم حيث الكلى بعد ضربهم ... ببيض المواضي" حيث لي العمائم فشاد لا يقاس عليه، خلافًا للكسائي. تنبيه: قولهم: "إذ ذاك" ليس من الإضافة إلى المفرد، بل إلى الجملة الاسمية، والتقدير: إذ ذاك كذلك، أو إذ كان ذاك. "وإن ينون يحتمل إفراد إذ" أي: وإن ينون إذ يحتمل إفرادها لفظًا، وأكثر ما يكون ذلك مع إضافة اسم الزمان إليها، كما في نحو: "يومئذ"، و"حيئنذ"، ويكون التنون عوضًا من لفظ الجملة المضاف إليها، كما تقدم بيانه في أول الكتاب، وأما نحو: وأنت إذ صحيح1 فنادر "وما كإذ معنى" في كونه ظرفًا مبهمًا ماضيًا، نحو: حين، ووقت، وزمان، ويوم، إذا أريد بها الماضي "كإذ" في الإضافة إلى ما تضاف إليه "إذ"، لكن "أضف" هذه "جوازًا" لما سبق أن إذ تضاف إليه وجوبًا "نحو حين جانبذ"، و"جاء زيد يوم الحجاج أمير"، ونحو: "حين مجيئك نبذ"، و"جاء زيد يوم إمرة الحجاج"، فتضاف للمفرد، فإن كان الظرف المبهم مستقبل المعنى لم يعامل معاملة "إذ"، بل يعامل معاملة "إذا"، فلا يضاف إلى الجملة الاسمية، بل إلى الفعلة كما سيأتي، وأما: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُون} 2، وقوله: فكم لي شفيعًا يوم لأذو شفاعة ... بمغن فتيلًا عن سواد بن قارب3

_ 1 تقدم بالرقم 9. 2 الذاريات: 13. 3 تقدم بالرقم 216. 618- التخريج: البيت للفرزدق في شرح شواهد المغني 1/ 389؛ والمقاصد النحوية 3/ 387؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 6/ 553، 557، 7/ 4؛ والدرر 3/ 123؛ وشرح التصريح 2/ 39؛ وشرح المفصل 4/ 92؛ ومغني اللبيب 1/ 132؛ وهمع الهوامع 1/ 212. شرح المفردات: نطعنهم: نضربهم. حيث الكلى: أي في أجوافهم. المواضي البيض: السيوف القاطعة: حيث لي العمائم: أي الرءوس. المعنى: يقول: إنهم يطعنون الأعداء بالرماح بعد أن يضربوا رءوسهم بالسيوف القاطعة. الإعراب: "ونطعنهم": الواو بحسب ما قبلها، "نطعنهم": فعل مضارع مرفوع، و"هم": ضمير في =

فمما نزل المستقبل فيه منزلة الماضي لتحقق وقوعه. هذا مذهب سيبويه، وأجاز ذلك الناظم على قلة؛ تمسكًا بظاهر ما سبق. وأما غير المبهم -وهو المحدود- فلا يضاف إلى جملة، وذلك نحو: "شهر"، و"حول"، بل لا يضاف إلا إلى المفرد، نحو: "شهر كذا". 401- وابن أو أعرب ما كإذ قد أجريا ... واختر بنا متلو فعل بنيا 402- وقبل فعل معرب أو مبتدا ... أعرب، ومن بنى فلن يفندا "وابن أو أعرب ما كإذ قد أجريا" مما سبق أنه يضاف إلى الجملة جوازًا؛ أما الإعراب فعلى الأصل، وأما البناء فحملًا على "إذ" "واختر بنا متلو فعل بنيا"، أي: أن الأرجح والمختار فيما تلاه فعل مبني، البناء للتناسب كقوله "من الطويل": 619- على حين عاتبت المشيب على الصبا ... "وقلت ألما أصح والشيب وازع"

_ = محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن". "حيث": ظرف مكان مبني في محل نصب، متعلق بـ"نطعن"، وهو مضاف. "الكلى": مضاف إليه مجرور، أو مبتدأ خبره محذوف تقديره "موجودة". "بعد": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"نطعن". وهو مضاف. "ضربهم": مضاف إليه مجرور. وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة "ببيض": جار ومجرور متعلقان بـ"ضرب" وهو مضاف. "المواضي": مضاف إليه مجرور. "حيث": ظرف مكان مبني في محل نصب، متعلق بـ"ضرب"، وهو مضاف. "لي": مضاف إليه مجرور. وهو مضاف. "العمائم": مضاف إليه مجرور. وجملة "نطعنهم" بحسب ما قبلها. وجملة "الكلى موجودة" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "حيث لي العمائم" حيث أضاف "حيث" إلى المفرد، وهذا نادر، وكان الكسائي يجعله قياسيًّا. 619- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص32؛ والأضداد ص151؛ وجمهرة اللغة ص315؛ وخزانة الأدب 2/ 456، 3/ 407، 6/ 550؛ والدرر 3/ 144؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 506؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 53؛ وشرح التصريح 2/ 42؛ وشرح شواهد المغني 2/ 816، 883؛ والكتاب 2/ 330، ولسان العرب 8/ 390 "وزع"، 9/ 70 "خشف"؛ والمقاصد النحوية 3/ 406، 4/ 357؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 111؛ وشرح ابن عقيل ص387؛ وشرح المفصل 3/ 16، 4/ 591، 8/ 137؛ ومغني اللبيب ص571؛ والمقرب 1/ 290، 2/ 516؛ والمنصف 1/ 58؛ وهمع الهوامع 1/ 218. اللغة والمعنى: على حين: أي في حين. المشيب: الشيب. الصبا: الميل إلى الهوى. أصحو: أفيق. الوازع: الرادع. يقول: لما حل المشيب وارتحل الصبا عاتبت نفسي قائلًا: أما تصحين من سكرك، أي تماديك في المعاصي، ويمنعك الشيب؟ الإعراب: على حين: جار ومجرور متعلقان بـ"كفكفت" في بيت سابق. عاتبت: فعل ماضٍ مبني =

وقوله "من الطويل": 620- "لأجتذبن منهن قلبي تحلما" ... على حين يستصبين كل حليم "وقبل فعل معرب أو مبتدا أعرب" نحو: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} 1، وكقوله "من الطويل": 621- ألم تعلمي يا عمرك الله أنني ... كريم على حين الكرام قليل

_ = على السكون، والتاء: فاعل. المشيب: مفعول به منصوب. على الصبا: جار ومجرور متعلقان بـ"عاتبت" وقلت: الواو: حرف عطف، قلت: فعل ماضٍ مبني على السكون. والتاء: فاعل. ألما: الهمزة للاستفهام الإنكاري لما: حرف جزم ونفي وقلب أصح: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والفاعل: "أنا" والشيب: الواو: حالية، الشيب: مبتدأ مرفوع. وازع: خبر مرفوع. وجملة "عاتبت" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "قلت" معطوفة على الجملة السابقة وجملة "ألما أصح" الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "الشيب وازع" الاسمية في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "على حين"، حيث يجوز في "حين" الإعراب وهو الأصل، والبناء لأنه أضيف غلى مبني، وهو الفعل الماضي "عاتب". 620- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 3/ 307؛ والدرر 3/ 145؛ وشرح التصريح 2/ 42؛ وشرح شواهد المغني 2/ 722؛ ومغني اللبيب 2/ 518؛ والمقاصد النحوية 3/ 410؛ وهمع الهوامع 1/ 218. شرح المفردات: التحلم: تكلف الحلم، أي الرزانة والابتعاد عن الطيش. يستصبين: يقعن في الصبوة، وهي الميل إلى اللهو والطيش. الحليم: العاقل. المعنى: يقول: إنه سيجتذب قلبه من هؤلاء الحسان، ويبتعد عن اللهو والطيش تكلفا، في حين أن لهن قوة تغلب كل عقل، وتستميل كل عاقل. الإعراب: "لأجتذبن": الام واقعة في جواب قسم مقدر، "أجتذين": فعل مضارع مبني على الفتح والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". "منهن": جار ومجرور متعلقان بـ"أجتذب" "قلبي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "تحلما": مفعول لأجله منصوب. "على حين": جار ومجرور متعلقان بـ"أجتذب". "يستصبين": فعل مضارع مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "كل": مفعول به، وهو مضاف. "حليم": مضاف إليه مجرور. وجملة القسم المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لأجتذبن": جواب القسم لا محل لها من الإعراب لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يستصبين" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "على حين يستصبين" حيث بنى "حين" على الفتح لإضافته إلى الفعل المضارع المبني لاتصاله بنون النسوة. 1 المائدة: 119. 621- التخريج: البيت لمبشر بن هذيل في ديوان المعاني 1/ 89؛ ولموبال بن جهم المذحجي في =

ولم يجز البصريون حينئذ غير الإعراب، وأجاز الكوفيون البناء، وإليه مال الفارسي والناظم، ولذلك قال: "ومن بنى فلن يفندا"، أي: لن يغلط، واحتجوا لذلك بقراءة نافع: "هذا يومَ ينفعُ"1 بالفتح، وقد روي بهما قوله: على حينَ الكرامُ قليل2 وقوله "من الوافر": 622- تذكر ما تذكر من سليمي ... على حين الواصل غير دان 403- وألزموا "إذا" إضافة إلى ... جمل الأفعال، كـ"هن إذا اعتلى"

_ = شرح شواهد المغني 2/ 884؛ ولمبشر بن هذيل أو لموبال بن جهم في المقاصد النحوية 3/ 412؛ وبلا نسبة في الدرر 3/ 147؛ وهمع الهوامع 1/ 218. المعنى: ألم تعلمي: أطال الله عمرك أني سخي من أسخياء العرب في الزمن الذي قل فيه السخاة. الإعراب: ألم: "الهمزة": حرف استفهام، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. تعلمي: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الياء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. يا عمرك: "يا" حرف تنبيه، "عمرك" مفعول مطلق منصوب وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الله: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة للمصدر "عمرك" أو لعامله. أنني: "أن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها، و"النون": للوقاية. كريم: خبرها مرفوع بالضمة الظاهرة. على حين: "على": حرف جر، "حين": ظرف زمان مبني على الفتحة في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالخبر كريم. الكرام: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. قليل: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "ألم تعلمي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يا عمرك الله": اعتراضية لا محل لها. وجملة "الكرام قليل": في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل نصب مفعول به للفعل تعلمي. والشاهد فيه قوله: "على حين" إذ بناها رغم إضافتها إلى جملة معربة ورغم جرها بحرف الجر الأصلي على. 1 المائدة: 119. 2 تقدم بالرقم 621. 622- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 136؛ والدرر 3/ 147؛ وشرح التصريح 2/ 42؛ والمقاصد النحوية 3/ 411؛ وهمع الهوامع 1/ 218. اللغة والمعنى: التواصل: التقارب والتحابب. دان: قريب. يقول: إنه تذكر أيام وصاله مع حبيبته سليمى، وهي اليوم تقاطعه ولا تواصله. =

"وألزموا إذا" الظرفية "إضافة إلى جمل الأفعال" خاصة، نظرًا إلى ما تضمنته من معنى الشرط غالبًا "كهن إذا اعتلى" {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّه} 1، فـ"إذا" ظرف فيه معنى الشرط مضاف إلى الجملة بعده، والعامل فيه جوابه على المشهور. وأما نحو: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّت} 2، فمثل {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} 3، وقوله "من الطويل": 623- إذا باهلي تحته حنظلية ... له ولد منها فذاك المذرع

_ = الإعراب: تذكر: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره، هو، وجملة "تذكر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تذكر: تعرب إعراب سابقتها. من سليمى: جار ومجرور متعلقان بـ"تذكر". وجملة "تذكر" الثانية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. على: حرف جر. حين "بالفتح": ظرف مبني في محل نصب. "وبالكسر": اسم مجرور، متعلق بـ"تذكر" الأولى. التواصل: مبتدأ مرفوع. غير: خبر مرفوع، وهو مضاف. دان: مضاف إليه مجرور. وجملة المبتدأ والخبر في محل جر مضاف إليه. والشاهد فيه قوله: "على حين التواصل غير دان" حيث أضيفت "حين" إلى جملة اسمية، فجار فيها البناء على الفتح، والجر بـ"على" وقال البصريون: إن الإعراب "أي: الجر هنا" يتعين في مثل هذا الحال لأن اسم الزمان المبهم لا يبنى إلا إذا اكتسب بناءه من مبنى، أي: إلا إذا أضيف إلى مبني: أما الكوفيون فأجازوا البناء والإعراب. 1 النصر: 1. 2 الانشقاق: 1. 3 التوبة: 6. 623- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 416؛ والدرر 3/ 103؛ وشرح التصريح 2/ 40؛ وشرح شواهد المغني ص270؛ والمقاصد النحوية 3/ 414؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص368؛ ولسان العرب 8/ 93 "ذرع"؛ ومغني اللبيب ص97؛ وهمع الهوامع 1/ 207. شرح المفردات: الباهلي: نسبة إلى قبيلة باهلة، وهي قبيلة توصف بالخساسة. حنظلية: امرأة منسوبة إلى حنظلة، وهي قبيلة من تميم، وتعد من أكرم القبائل. المذرع: من كانت أمه أشرف من أبيه. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه "باهلي": اسم "كان" المحذوفة "تحته": ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "حنظلية": مبتدأ مؤخر. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم للمبتدأ. "ولد": مبتدأ مؤخر. "منها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ولد". "فذاك": الفاء رابطة جواب الشرط، "ذاك": مبتدأ مرفوع. "المذرع": خبر المبتدأ مرفوع. ويجوز أن تكون "باهلي" مبتدأ إذا قدرت المحذوف "كان" واسمها، فتكون جملة "تحته حنظلية" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة المبتدأ الأول وخبره: "تحته حنظلية" في محل نصب خبر "كان" المحذوفة مع اسمها. وجملة "كان" المحذوفة مع اسمها في محل جر بالإضافة. وجملة "له ولد" في محل رفع نعت باهلي. وجملة "ذاك المذرع" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إذا باهلي" الشرطية ابتدائية. =

فعلى إضمار "كان" الشأنية كما أُضمرت هي واسمها ضمير الشأن في قوله "من الطويل": 624- "ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة ... إليَّ" فهلا نفس ليلى شفيعها هذا مذهب سيبويه، وأجاز الأخفش إضافتها إلى الجمل الاسمية، تمسكًا بظاهر ما سبق، واختاره في شرح التسهيل، والاحتراز بقولي "غالبًا" عن نحو: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} 1، {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} 2 فـ"إذا" فيه ظرف لخبر المبتدأ بعدها، ولا شرطية فيها، وإلا لكان يجب اقتران الجملة الاسمية بالفاء.

_ = الشاهد فيه قوله: "إذا باهلي تحته حنظلية" حيث أضيفت "إذا" إلى الجملة الاسمية المركبة من مبتدأ وخبر من غير تقدير فعل. وقالت جماعة من النحاة، وابن هشام منها: "باهلي" اسم لـ"كان" المحذوفة وجملة "تحته حنظلية" خبرها ولا شاهد فيه. 624- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص154؛ ولإبراهيم الصولي في ديوانه ص185؛ ولابن الدمينة في ملحق ديوانه ص206؛ وللمجنون أو لابن الدمينة أو للصمة بن عبد الله القشيري في شرح شواهد المغني 1/ 221؛ والمقاصد النحوية 3/ 416؛ ولأحد هؤلاء أو لإبراهيم الصولي في خزانة الأدب 3/ 60؛ وللمجنون أو للصمة القشيري في الدرر 5/ 106؛ وللمجنون أو لغيره في المقاصد النحوية 4/ 457؛ وبلا نسبة في الأغاني 11/ 314؛ وتخليص الشواهد ص320؛ وجواهر الأدب ص394؛ والجني الداني ص509، 613؛ وخزانة الأدب 8/ 513، 10/ 229، 11/ 245، 313؛ ورصف المباني ص408؛ والزهرة ص193؛ وشرح التصريح 2/ 41؛ وشرح ابن عقيل ص322؛ ومغني اللبيب 1/ 74؛ وهمع الهوامع 2/ 62. المعنى: يقول: نبئت أن ليلى أفسحت مجال الشفاعة، فهلا كانت نفس ليلى شفيعة. الإعراب: "ونبئت": الواو بحسب ما قبلها، "نبئت": فعل ماضٍ للمجهول، والتاء ضمير في محل رفع نائب فاعل. "ليلى": مفعول به ثان منصوب. "أرسلت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي" "بشفاعة": جار ومجرور متعلقان بـ"أرسلت". "إليَّ": جار ومجرور متعلقان بـ"أرسلت". "فهلا": الفاء حرف استئناف، "هلا" حرف تحضيض. "نفس": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "ليلى": مضاف إليه مجرور. "شفيعها": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "نبئت ... " بحسب ما قبلها. وجملة "أرسلت" في محل نصب مفعول به ثالث. وجملة: "هلا نفس ليلى شفيعها" في محل نصب خبر "كان" المحذوفة مع اسمها. وجملة: "كان ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "فهلا نفس ليلى" حيث أضمر فيه ضمير "كان" الشأنية، والتقدير: "فهلا كان نفس ليلى شفيعها"، فاسم "كان" ضمير الشأن المحذوف، وخبرها الجملة الاسمية "نفس ليلى شفيعها" والذي ألجأنا إلى هذا التقدير هو أن "هلا" تختص بالجملة الفعلية الخبرية. 1 الشورى: 37. 2 الشورى: 39.

تنبيه: مثل "إذا" هذه "لما" الظرفية؛ فلا تضاف إلى جملة اسمية، وتلزم الإضافة إلى الفعلية، نحو: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّه} 1؛ وأما قوله "من الطويل": 625- أقول لعبد الله لما سقاؤنا ... ونحن بوادي عبد شمس وهاشم فمثل: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَك} 2 لأن "وها" في البيت فعل بمعنى: سقط، "شم" أمر من قولك: شمته، إذا نظرت إليه، والمعنى: لما سقط سقاؤنا قلت لعبد الله: شمه. 404- لمفهم اثنين معرف -بلا ... تفرق- أضيف "كلنا"، و"كلا"

_ 1 البقرة: 89. 625- التخريج: البيت لتميم بن رافع المخزومي في شرح أبيات المغني 5/ 153؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 682. اللغة: السقاء: وعاء من جلد الماعز يملأ ماء أو لبنًا. وهي: سقط، أو بلي، شم: انظر، أو ترقب. المعنى: أقول لعبد الله لما سقط وعاء منا، ونحن بوادي عبد شمس، أو جده وارفعه. الإعراب: أقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا لعبد الله: جار ومجرور متعلقان بالفعل أقول. لما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، متعلق بالفعل أقول. سقاؤنا: فاعل لفعل محذوف مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و"أنا" ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ونحن: "الواو": حالية، و"نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بوادي "الباء": حرف جر، و"وادي": اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف، و"وادي": مضاف. عبد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف. شمس: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وهي: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. شم: فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لضرورة الشعل و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. وجملة "أقول": ابتدائية لا محل لها. وجملة "سقاؤنا": مع الفعل المحذوف: في محل جر بالإضافة. وجملة "ونحن بوادي عبد شمس": حالية محلها النصب. وجملة "وهي": تفسيرة لا محل لها. وجملة "شم": مقول القول في محل نصب مفعول به. والشاهد فيه قوله: "وهاشم" وهي لفظة غير دالة على اسم علم وإنما هي مركبة من فعلين، "وهي" و"شم" وكتب وهب بالألف الممدودة للإلغاز. 2 التوبة: 6.

"لمفهم اثنين معرف بلا تفرق أضيف كلتا وكلا" أي: مما يلزم الإضافة "كلا"، و"كلتا"، ولا يضافان إلا لما استكمل ثلاثة شروط: أحدها التعريف؛ فلا يجوز "كلا رجلين"، ولا "كلتا امرأتين"، خلافًا للكوفيين في إجازتهم إضافتهما إلى النكرة المختصة، نحو: "كلا رجلين عندك قائمان،"، وحُكي "كلتا جاريتين عندك مقطوعة يدها"، أي: تاركة للعزل. الثاني: الدلالة على اثنين: إما بالنص، نحو: "كلاهما"، و {كِلْتَا الْجَنَّتَيْن} 1، أو بالاشتراك، كقوله "من الطويل": 626- كلانا غني عن أخيه حياته ... "ونحن إذا متنا أشد تغانيا" فإن كلمة "نا" مشتركة بين الاثنين والجمع، وإنما صح قول "من الرمل": 627- إن للخير وللشر مدى ... وكلا ذلك وجه وقبل

_ 1 الكهف: 33. 262- التخريج: البيت للأبيرد الرباحي في الأغاني 13/ 127؛ ولعبد الله بن معاوية بن جعفر في الحماسة الشجرية 1/ 253؛ وللمغيرة بن حبناء التيم في الدرر 5/ 24؛ ولسان العرب 15/137 "غنا"؛ ولعبد الله بن معاوية أو للأبيرد الرباحي في شرح شواهد المغني 2/ 555؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى 1/ 31؛ وتخليص الشواهد ص65؛ ومغني اللبيب 1/ 204 وهمع الهوامع 2/ 50. الإعراب: "كلانا": مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "غني": خبر المبتدأ مرفوع. "عن أخيه": جار ومجرور متعلقان بـ"غني" وهو مضاف، والهاء، ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "حياته": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"غني"، وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "ونحن": الواو حرف عطف، "نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "إذا": ظرف زمان متعلق بجوابه. "متنا": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. "أشد": خبر المبتدأ مرفوع. "تغانيا": تمييز منصوب. وجملة: "كلانا غني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نحن أشد تغانيا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة:"متنا" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "كلانا" حيث أضيف لفظ "كلا" إلى الضمير "نا"، وهذا الضمير موضوع للدلالة على ما فوق الواحد، فتكون دلالته على الاثنين من باب دلالة المشترك على أحد معانيه. 627- التخريج: البيت لعبد الله بن الزبعرى في ديوانه ص41؛ والأغاني 15/ 136؛ والدرر 5/ 25؛ وشرح التصريح 2/ 43؛ وشرح شواهد المغني 2/ 549؛ وشرح المفصل 3/ 2، 3؛ والمقاصد النحوية 3/ 418؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص389؛ ومغني البيب 1/ 203؛ والمقرب 1/ 211؛ وهمع الهوامع 2/ 50. =

لأن "ذا" مثناة في المعنى مثلها في قوله تعالى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} 1، أي: وكلا ما ذكر، وبين ما ذكر. الثالث: أن يكون كلمة واحدة كما أشار إليه بقوله "بلا تفرق"؛ فلا يجوز: "كلا زيد وعمرو"، وأما قوله "من البسيط": 628- كلا أخي وخليلي واجدي عضدا ... في النائيات وإلمام الملمات

_ = شرح المفردات: المدى: النهاية. القبل: الطريق الواضح. الوجه: الجهة. المعنى: يقول: إن للخير والشر نهاية يصلان إليها، وجهة يتوجهان إليها، وذلك أمر واضح لا يجهله أحد. الإعراب: "إن" حرف مشبه بالفعل. "للخير": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "إن". "وللشر": الواو حرف عطف. "للشر": معطوف على "للخير" مجرور. "مدى": اسم "إن" منصوب. "وكلا": الواو حرف عطف، "كلا": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف، "ذلك": اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. "وجه": خبر المبتدأ. "وقيل": الواو حرف عطف، "قبل": معطوف على "وجه" مرفوع وسكن للضرورة الشعرية. وجملة: "إن للخير ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كلا ذلك وجه" معطوفة على الجملة السابقة. 1 البقرة: 68. 628- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 112؛ وشرح التصريح 2/ 43؛ وشرح شواهد المغني ص552؛ وشرح ابن عقيل ص390؛ ومغني اللبيب ص203؛ والمقاصد النحوية 3/ 419؛ وهمع الهوامع 2/ 50. شرح المفردات: الخليل: الصديق الصادق. العضد: المساعد. التائبات: المصائب. الإلمام: الحلول. الملمات: النكبات. المعنى: يقول مادحا نفسه بالوفاء: إن أخي وصديقي ليجداني مساعدا لهما إذا ما أصابتهما مصيبة، أو حلت بهما النكبات. الإعراب: "كلا": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، وهو مضاف. "أخي": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "وخليلي": الواو حرف عطف، "خليلي": معطوف على "أخي"، وتعرب إعرابها. "واجدي": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "عضدًا": مفعول به لـ"واجدي"، أو حال من الياء في "واجدي". في "النائبات": جار ومجرور متعلقان بـ"واجد". "وإلمام": الواو حرف عطف، "إلمام": معطوف على "النائبات" مجرور، وهو مضاف "الملمات": مضاف إليه مجرور. الشاهد فيه قوله: "كلا أخي وخليلي" حيث أضيفت "كلا" إلى كلمتين، وهذا ضرورة نادرة. وأجاز ابن الأنباري إضافتها إلى المفرد بشرط تكررها.

156- وقوله "من الطويل": 629- كلا الضيفن المشنوء والضيف نائل ... لدي المنى والأمن في العسر واليسر فمن الضرورات النادرة 405- ولا تضف لمفرد معرف ... "أيا"، وإن كررتها فأضف 406- أو تنو الأجزا، وأخصصن بالمعرفة ... موصولة أيا، وبالعكس الصفة 407- وإن تكن شرطًا أو استفهامًا ... فمطلقًا كمل بها الكلاما "ولا تضف لمفرد معرف أيا" المفردة، مطلقًا؛ لأنها بمعنى "بعض" "وإن كررتها"

_ 629- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 421. اللغة: الضيفن: الذي يتبع الضيف، الطفيلي. المشنوء: المكروه، نائل: حاصل. المنى: ما يتمناه المرء. العسر: وقت الشدة واليسر: ضد العسر. المعنى: يصف الشاعر نفسه بكرم النفس وسماحتها فيقول: إن الطفيلي الذي يكرهه الناس ويستثقلون طباعه ليجد عنده ما يجده الضيف من المساعدة والإكرام إن في العسر أو في اليسر. الإعراب: كلا: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. الضيفن: مضاف إليه مجرور. المشنوء: نعت "الضيفن" مجرور بالكسرة. والضيف: "الواو": حرف عطف، "الضيف": معطوف على "الضيفن" مجرور بالكسرة. نائل: خبر المبتدأ مرفوع. لدي: ظرف مكان متعلق. بـ"نائل"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. المنى: مفعول به لـ"نائل" منصوب. والأمن: "الواو": حرف عطف، و"الأمن": معطوف على "المنى" منصوب. في العسر: جار ومجرور متعلقان بـ"نائل": أو بمحذوف حال. واليسر: "الواو": حرف عطف، "اليسر": معطوف على "العسر" مجرور. وجملة "كلا الضيفن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "كلا" الضيفن المشنوء والضيف نائل" حيث أضاف "كلا" إلى متعدد مع التفريق، هو المعطوف والمعطوف عليه، وهذا ضرورة نادرة، وفيه أيضًا إضافة "كلا" إلى اسم معرف، وهو ضرورة نادرة أيضًا. وفي البيت شاهد آخر هو قوله: "نائل" حيث أخبر باسم مفرد لفظًا ومعنى عن "كلا" المثنى معنى، وإن كان اللفظ مفردًا. والذي سوغ هذا الأمر هو أن "كلا" لفظ مفرد، فأفرد الخبر مراعاة للفظ المبتدأ، وهذا جائز عند البصريين.

بالعطف "فأضف" إليه، كقوله "من الكامل": 630- فلئن لقيتك خاليين لتعلمن ... أيي وأيك فارس الأحزاب وقوله "من الطويل": 631- ألا تسألون الناس أيي وأيكم ... غداة التقينا كان خيرًا وأكرما

_ 630- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 32؛ وشرح التصريح 2/ 44، 138؛ والمحتسب 1/ 254؛ ومغني اللبيب ص141؛ والمقاصد النحوية 3/ 422؛ وهمع الهوامع 2/ 51. شرح المفردات: خاليان: أي ليس معنا أحد. الحزب: الجماعة من الناس. المعنى: يقول متوعدًا مخاطبه: لئن التقينا منفردين في مكان ما لا يرانا فيه أحد، فإنك سوف ترى أينا الفارس المغوار الذي تهابه الشجعان. الإعراب: "فلئن": الفاء بحسب ما قبلها، "لئن": اللام موطئة للقسم، "إن": حرف شرط جازم. "لقيتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل؛ والكاف في محل نصب مفعول به "خاليين": حال منصوب بالياء لأنه مثنى. "لتعلمن": اللام رابطة جواب القسم "تعلمن": فعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت". "أيي" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "وأيك": الواو حرف عطف، "أيك" معطوف عن "أيي" مرفوع، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة "فارس": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الأحزاب" مضاف إليه مجرور. وجملة القسم المحذوفة بحسب ما قبلها. وجملة: "إن لقيتك ... " الشرطية اعتراضية. وجملة جواب الشرط محذوفة دل عليها جواب القسم. وجملة: "تعلمن ... " جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "أيي وأيك فارس ... " سدت مسد مفعولي "تعلم". الشاهد فيه قوله: "أيي وأيك" حيث أضاف "أي" إلى مفرد معرفة لأنه تكرر، ولولا هذا التكريم لم تجز إضافته للمعرفة المفردة. 631- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 423. الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، "لا": نافية. "تسألون": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "الناس": مفعول به منصوب. "أيي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "وأيكم": الواو حرف عطف، "أيكم": معطوف على "أي" مرفوع، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "غداة": ظرف زمان متعلق بـ"كان" "التقينا": فعل ماض، و"نا" ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "خيرًا": خبر "كان" منصوب. "وأكرما": الواو حرف عطف، و"أكرما": معطوف على "خيرًا" منصوب. وجملة: "تسألون" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "التقينا" في محل جر بالإضافة وجملة: "كان خيرًا" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "أيي وأيكم ... " في محل نصب مفعول به ثان لـ"تسألون". الشاهد: قوله: "أيي وأيكم" حيث أضاف "أي" إلى مفرد معرفة، وذلك جائز لتكرارها.

لأن المعنى حينئذ أتنا "أو تنو" بالمفرد المعرف الجمع: بأن تنوي "الأجزا" نحو: "أي زيد أحسن"، يعني: أي أجزائه أحسن "واخصصن بالمعرفة موصولة أيا" "أيا": مفعول بـ"أخصص"، وبالمعرفة: متعلق به، و"موصولة": حال من أي متقدم عليها، أي: تختص أي الموصولة بأنها لا تضاف إلا إلى معرفة غير ما سبق منعه، وهو المفرد، نحو: "امرر بأي الرجلين هو أكرم وأي الرجال هو أفضل"، و {أَيُّهُمْ أَشَد} 1، ولا تضاف لنكرة خلافًا لابن عصفور "وبالعكس" من الموصولة "الصفة" وهي المنعوت بها، والواقعة حالًا؛ فلا تضاف إلا إلى نكرة كـ"مررت بفارس أي فارس"، و"بزيد أي فتى"، ومنه قوله "من الطويل": فلله عينا حبتر أيما فتى2 "وإن تكن" أي "شرطًا أو استفهامًا فمطلقًا كمل بها الكلاما" أي: لا تضاف إلى النكرة والمعرفة مطلقًا سوى ما سبق منعه، وهو المفرد المعرفة، نحو: "أي رجل يأتني فله درهم"، {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْت} 3، {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} 4، {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ} 5، فظهر أن لـ"أي" ثلاثة أحوال. تنبيه: إذا كانت "أي" نعتًا أو حالًا، وهي المراد بالصفة في كلامه، فهي ملازمة للإضافة لفظًا ومعنى، وإن كانت موصولة أو شرطًا أو استفهامًا فهي ملازمة لها معنى لا لفظًا، وهو ظاهر. 408- وألزموا إضافة "لدن" فجر ... ونصب "غدوة" بها عنهم ندر

_ 1 مريم: 69. 2 تقدم بالرقم 111. 3 القصص: 28. 4 النمل: 38. 5 الأعراف: 185.

409- ومَعَ مَعْ فيها قليل، ونقل ... فتح وكثر لسكون يتصل "وألزموا إضافة لدن فجر" ما بعده بالإضافة: لفظًا إن كان معربًا، ومحلًّا إن كان مبنيًّا أو جملة؛ فالأول نحو: {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} 1، وقوله "من الرجز": 632- تنتهض الرعدة في ظهيري ... من لدنِ الظهر إلى العصير والثاني نحو: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} 2، {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ} 3، والثالث كقوله "من الطويل": 633- وتذكر نعماه لدن أنت يافع ... "إلى أنت ذو فودين أبيض كالنسر"

_ 1 النمل: 6. 632- التخريج: الرجز لرجل من طيئ في المقاصد النحوية 3/ 429؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 235؛ والدرر 3/ 136، 6/ 288؛ ولسان العرب 7/ 245 "نهض". الإعراب: "تنهض": فعل مضارع مرفوع. "الرعدة": فاعل مرفوع. "في ظهيري": جار ومجرور متعلقان بـ"تنتهض"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل بالإضافة. "من لدن": جار ومجرور متعلقان بـ"تنتهض"، وهو مضاف. "الظهر": مضاف إليه مجرور. "إلى": حرف جر. "العصير": اسم مجرورة بالكسرة. الشاهد فيه قوله: "من لدن" حيث كسرت نون "لدن" لوقوعها بعد حرف جر، وذلك على بعض لغات العرب، ويجوز فيها البناء على السكون وحركت بالكسر منعًا من التقاء الساكنين. 2 الكهف: 65 3 الكهف: 3. 633- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 111؛ والدرر 3/ 136؛ وهمع الهوامع 1/ 215. اللغة: نعماه: كثرة نعمه وعطاياه. اليافع: الشاب. الفودان: ج الفود، وهو الشعر مما يلي الأذن، أو جانب الرأس. المعنى: يقول: تذكر نعمه وعطاياه منذ كنت يافعًا إلى أن كبرت وشاب شعر رأسك. الإعراب: وتذكر: "الواو": بحسب ما قبلها، "تذكر": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". نعماه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لون: ظرف زمان متعلق بـ"تذكر"، أو بمحذوف حال من "نعماه" أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. يافع: خبر المبتدأ مرفوع. إلى: حرف جر، والمجرور محذوف تقديره: "إلى زمن. أنت: ضمير متصل مبني =

وقوله "من الطويل": 634- صريع غوان راقهن ورقنه ... لدن شب حتى شاب سود الذوائب ولم يصف من ظروف المكان إلى الجملة إلا "لدن" و"حيث"، وقال ابن برهان: "حيث" قط، هذا هو الأصل الشائع في لسان العرب "ونصب غدوة بها عنهم ندر"، كما في

_ = في محل رفع مبتدأ. ذو: خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. فودين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. أبيض: خبر ثان مرفوع. كالنسر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر ثالث للمبتدأ. وجملة "تذكر": بحسب ما قبلها. وجملة "أنت يافع": في محل جر بالإضافة. وجملة "أنت ذو فودين": في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "لدن أنت يافع" حيث أضيفت "لدن" إلى جملة اسمية "أنت يافع"، وجملتها في محل جر بالإضافة. 634- التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص44؛ وخزانة الأدب 7/ 86؛ والدرر 3/ 137؛ وسمط الآلي ص132؛ وشرح التصريح 2/ 46؛ وشرح شواهد المغني ص455؛ ومعاهد التنصيص 1/ 181؛ والمقاصد النحوية 3/ 427؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 47؛ وتخليص الشواهد ص263؛ ومغني اللبيب ص157؛ وهمع الهوامع 1/ 215. شرح المفردات: الصريع: المصروع، وهنا من غلب عليه الحب. الغواني: ج الغانية، وهي الفتاة الحسناء التي استغنت بجمالها عن الزينة. شاقه: تشوق إليه. لدن: لدى. الذوائب: ج الذؤابة، وهي شعر في مقدم الرأس. المعنى: يقول: لقد أصبحت قتيل الحسان، أتشوق إليهن، ويتشوقن إلي منذ أن بلغت سن الشباب إلى أن شاب شعري، وأصبحت كهلًا. الإعراب: "صريع": خبر لمبتدأ محذوف مرفوع، وهو مضاف. "غوان": مضاف إليه مجرور. "راقهن": فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"هن": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "ورقنه": الواو حرف عطف، "رقنه": فعل ماضٍ، والنون فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "لدن": ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، متعلق بـ"راقهن" أو "رقنه". "شب": فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "حتى": حرف جر وغاية. "شاب": فعل ماضٍ. "سود": فاعل، وهو مضاف. "الذوائب": مضاف إليه. وجملة: "هو صريع غوان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "راقهن" في محل رفع خبر ثان للمبتدأ المحذوف. وجملة: "رقنه" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "شب" في محل جر بالإضافة وجملة: "شاب ... " صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "لدن شب" حيث أضاف "لدن" إلى جملة "شب" والفاعل مستتر.

قوله "من الطويل": 635- فما زال مهري مزجر الكلب منهم ... لدن غدوةً حتى دنت لغروب فـ"لدن" حينئذ منقطعة عن الإضافة لفظًا ومعنى، و"غدوة" بعدها نصب على التمييز، أو على التشبيه بالمفعول، لشبه "لدن" باسم الفاعل في ثبوت نونها تارة وحذفها أخرى، لكن يضعفه سماع النصب بها محذوفة النون، أو خبرًا لـ"كان" محذوفة مع اسمها: أي لدن كانت الساعة غدوة، ويجوز جر "غدوة" بالإضافة على الأصل، فلو عطفت على "غدوة" المنصوبة جاز جر المعطوف مراعاة للأصل، وجاز نصبه مراعاة اللفظ، ذكر ذلك الأخفش، واستبعد الناظم نصب المعطوف، وقال: إنه بعيد عن القياس، وحكى الكوفيون رفع "غدوة" بعد "لدن". فقيل: هو بكان تامة محذوفة. والتقدير: "لدن كانت غدوة"، وقيل: خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: لدن وقت هو غدوة. وقيل: على التشبيه بالفاعل قال سيبويه: ولا ينتصب بعد "لدن" من الأسماء غير غدوة. تنبيه: "لدن" بمعنى "عند"، إلا أنها تختص بستة أمور: أحدها: أنها ملازمة لمبدأ الغايات، ومن ثم يتعاقبان في نحو: "جئت من عنده، ومن لدنه"، وفي التنزيل: {آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} 1 بخلاف: "جلست

_ 635- التخريج: البيت لأبي سفيان بن حرب في الحيوان 1/ 318؛ والدرر 3/ 138؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص128؛ وشرح التصريح 2/ 46؛ ولسان العرب 13/ 384 "لدن"؛ والمقاصد النحوية 3/ 429؛ وهمع الهوامع 1/ 215. اللغة: المهر: ابن الفرس. مزجر الكلب: كناية عن البعد. الإعراب: "فما": الفاء بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي "زال": فعل ماضٍ "مهري": اسم "ما زال" مرفوع، وهو مضاف. والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "مزجر": ظرف مكان منصوب متعلق بخبر "ما زال" المحذوف، وهو مضاف. "الكلب": مضاف إليه مجرور. "منهم": جار ومجرور متعلقان بخبر "ما زال" المحذوف. "لدن": ظرف متعلق بخبر "ما زال" المحذوف. "غدوة": تمييز منصوب. "حتى": ابتدائية. "دنت": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "لغروب": جار ومجرور متعلقان بـ" دنت". وجملة: "ما زال ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "دنت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لدن غدوة" حيث نصب غدوة على التمييز. 1 الكهف: 65.

عنده"، فلا يجوز: "جلست لدنه"؛ لعدم معنى الابتداء هنا. ثانيها: أن الغالب استعمالها مجرورة بـ"من". ثالثها: أنها مبنية، إلا في لغة قيس، وبلغتهم قرئ {من لدنِهِ} 1. رابعها: أنه يجوز إضافتها إلى الجمل، كما سبق. خامسها: جواز إفرادها قبل "غدوة" على ما مر. سادسها: أنها لا تقع إلا فضلة، تقول: "السفر من عند البصرة"، ولا تقول: "من لدن البصرة". وأما "لدى" فهي مثل عند ملطقًا، إلا أن جرها ممتنع، بخلاف جر "عند"، وأيضًا "عند" أمكن منها من وجهين. الأول: أنها تكون ظرفا للأعيان والمعاني، تقول: "هذا القول عندي صواب"، و"عند فلان علم به"، ويمتنع ذلك من "لدى". قاله ابن الشجري في أماليه. الثاني: أنك تقول: "عندي مال"، وإن كان غائبًا عنك، ولا تقول: "لدي مال"، إلا إذا كان حاضرًا، قاله الحريري وأبو هلال العسكري وابن الشجري. وزعم المعري أنه لا فرق بين "لدى" و"عند"، وقول غيره أولى. "و" ألزموا إضافة أيضًا "مع" وهي اسم لمكان الاصطحاب، أو وقته، والمشهور فيها فتح العين، وهو فتح إعراب، و"مَعْ" بالبناء على السكون "فيها قليل"، كقوله "من الوافر": 636- قريشي منكم وهواي مَعْكم ... وإن كانت زيارتكم لماما

_ 1 الكهف: 2. 636- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص225؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 291؛ والمقاصد النحوية 3/ 432؛ وللراعي النميري في ملحق ديوانه ص331؛ والكتاب 2/ 287؛ ولأحدهما في شرح التصريح 2/ 48؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص306؛ ورصف المباني ص329؛ وشرح ابن عقيل ص395؛ ولسان العرب 8/ 341 "معع". شرح المفردات: الريش: اللباس الفاخر. الهوى: الميل. اللمام: الغب، أي الحين بعد الحين. المعنى: يقول: إن كل ما عندي من لباس ومال هو من خيركم وفضلكم، لذا فإن هواي منصرف إليكم وإن كانت مودتكم لنا غير مستقرة. =

وزعم سيبويه أن تسكين العين ضرورة، وليس كذلك، بل هي لغة ربيعة وغنم؛ فإنها مبنية عندهم على السكون، وزعم بعضهم أن الساكنة العين حرف، وادعى النحاس الإجماع عليه، وهو فاسد، والصحيح أنها باقية على اسميتها كما أشعر به كلام الناظم. هذا حكمها إذا اتصل بها متحرك "ونقل" فيها "فتح وكسر لسكون يتصل" بها، نحو: "مَعَِ القوم"؛ فالفتح طلبًا للخفة، والكسر على الأصل في التقاء الساكنين. تنبيه: تفرد "مع" مردودة اللام، فتخرج عن الظرفية وتنصب على الحال بمعنى: جميعًا، نحو: "جاء الزيدان معًا"، وتستعمل للجمع كما تستعمل للاثنين، كقوله "من المتقارب": 637- وأفنى رجالي فبادوا معًا ... "فأصبح قلبي بهم مستفزًّا"

_ = الإعراب: "فريشي" الفاء بحسب ما قبلها، "ريشي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "منكم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "وهواي": الواو حرف عطف، "هواي": معطوف على "ريشي" مرفوع، وهو مضاف. والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "معكم": ظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "وإن": الواو حالية، "إن": وصلية زائدة. "كانت": فعل ماض ناقص والتاء للتأنيث. "زيارتكم": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "لماما" خبر "كان" منصوب. وجملة: "ريشي معكم" بحسب ما قبلها. وجملة: "هواي معكم" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "وإن كانت زيارتكم لماما" في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "هواي معكم" حيث وردت "مع" مبينة على السكون. 637- التخريج: البيت للخنساء في ديوانها ص274؛ وشرح التصريح 2/ 48؛ وشرح شواهد المغني 1/ 252، 2/ 748. اللغة: أفنى: أهلك. بادوا: هلكوا. مستفزًّا: مستخفًّا. المعنى: لقد هلك رجالي جميعًا. فبت مضطربة القلب حزينة. الإعراب: وأفنى: "الواو": حسب ما قبلها، و"أفنى": فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره هو. رجالي: مفعول به منصوب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فبادوا: "الفاء": عاطفة، "بادوا": فعل ماضٍ مبني على الضمة الظاهرة لاتصاله بواو الجماعة، و"الواو" ضمير متصل في محل رفع فاعل و"الألف": للتفريق. معًا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة. فأصبح: "الفاء": عاطفة، و"أصبح": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. قلبي: اسمها مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف و"الياء": ضمير متصل في محل جر =

وقوله "من الطويل": 638- "يذكرن ذا البث الحزين ببثه" ... إذا حنت الأولى سجعن لها معا وقد ترادف "عند" فتجر بـ"من"، حكى سيبويه: "ذهبت من معه"، ومنه قراءة بعضهم: "هذا ذكرٌ من مَعِي"1. 410- واضمم -بناء- "غيرًا" إن عدمت ما ... له أضيف، ناويًا ما عدما 411- قبل كغير، بعد، حشب، أول، ... ودون، والجهات أيضًا، وعل 412- وأعربوا نصبًا إذا ما نكرا ... "قبلًا" وما من بعده قد ذكرا

_ = بالإضافة. بهم: جار ومجرور متعلقان بالخبر واسم المفعول مستفزًّا. مستفزًّا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "أفنى رجالي" ابتدائية لا محل لها. وجملة. "بادوا": معطوفة على ابتدائية لا محل لها. وجملة "فأصبح قلبي مستفزًّا": معطوفة على جملة "بادوا" لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "بادوا معًا" فقد عبر بـ"معًا" عن جماعة الذكور كما يعبر بها عن الاثنين. 638- التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص117؛ وشرح التصريح 2/ 48؛ وشرح شواهد المغني 2/ 567، 747؛ والشعر والشعراء 1/ 345؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص74؛ 75؛ والمحتسب 1/ 151. اللغة: الحنين: صوت الناقة إذا اشتاقت إلى ولدها. سجعن معًا: التقت أصواتهن معًا على طريقة واحدة. المعنى: إن النوق الثلاث يذكرن صاحب الحزن الشديد فإذا صوتت إحداها، قابلتها الأخريات بمثله. الإعراب: يذكرون: فعل مضارع مبني على السكون و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ذا: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. البث: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. الحزين: صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة. ببثه: جار ومجرور متعلقان بالفعل يذكرن. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لفعله متعلق بجوابه منبي على السكون في محل نصب. حنت: فعل ماضٍ مبني على الفتحة و"التاء": للتأنيث وحركت بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين. الأولى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. سجعن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لها: جار ومجرور متعلقان بالفعل سجعن. معًا: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة. وجملة "يذكرن": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إذا حنت سجعن": استئنافية لا محل لها. وجملة "سجعن معًا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "حنت" في محل جر بالإضافة. والشاهد فيه قوله: "سجعن لها معًا" استعمل معًا لجماعة الإناث كما تستعمل للاثنين. 1 الأنبياء: 24.

أي: من الكلمات الملازمة للإضافة "غير"، وهو اسم دال على مخالفة ما قبله لحقيقة ما بعده، وإذا وقع بعد "ليس" وعُلم المضاف إليه -كـ"قبضت عشرة ليس غيرها"- جاز حذفه لفظًا فيضم "غير" بغير تنوين، ثم اختلف حينئذ: فقال المبرد: ضمة بناء؛ لأنها كـ"قبل" في الإبهام، فهي اسم أو خبر، وهذا ما اختاره الناظم، على ما أفهمه كلامه. وقال الأخفش: إعراب؛ لأنها اسم كـ"كل" و"بعض"، لا ظرف كـ"قبل" و"بعد"؛ فهي اسم لا خبر، وجوزهما ابن خروف، ويجوز قليلًا الفتح مع تنوين ودونه، فهي خبر، والحركة إعراب باتفاق، كالضم مع التنوين. تنبيهان: الأول: يجوز أيضًا على قلة الفتح بلا تنوين على نية ثبوت لفظ المضاف إليه. قال في التوضيح: فهي خبر، والحركة إعراب باتفاق. وفيما قاله نظر؛ لأن المضافة لفظًا تضم وتفتح، فإن ضمت تعينت لاسمية، وإن فتحت لا تتعين للخبرية؛ لاحتمال أن تكون الفتحة بناء لإضافتها إلى المبني. الثاني: قالت طائفة كثيرة: لا يجوز الحذف بعد غير "ليس" من ألفاظ الجحد؛ فلا يقال: "قبضت عشرة لا غير"، وهم محجوجون، قال في القاموس: وقولهم: "لا غير لحن" غير جيد؛ لأن "لا غير" مسموع في قول الشاعر "من الطويل": 639- جوابًا به تنجوا اعتمد فوربنا ... لعن عمل أسلفت لا غير تسأل

_ 639- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 116؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ وهمع الهوامع 1/ 210. اللغة: جوابًا: أي هو الجواب الذي يكون عند السؤال بعد الموت. تنجو: تتخلص. أسلفت: سبق وقدمت. الإعراب: جوابًا: مفعول به لـ"اعتمد" منصوب. به: جار ومجرور متعلقان بـ"تنجو". تنجو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". اعتمد: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". فوربنا: "الفاء": تعليلية، و"الواو": حرف جر وقسم، "ربنا": مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. لعن: اللام رابطة جواب القسم، و"عن عمل" جار ومجرور متعلقان بـ"تسأل". أسلفت: فعل ماضٍ، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لا: نافية تعمل عمل "ليس". غير: اسم "لا" في محل رفع، والخبر محذوف. تسأل: فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". وجملة "اعتمد جوابًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تنجو": في محل نصب نعت "جوابًا". وجملة "أسلفت": في محل جر نعت "عمل". وجملة "نسأل": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. الشاهد في قوله: "لا غير تسأل" حيث وقعت "غير" منقطعة عن الإضافة لفظًا بعد "لا" النافية، وهذا جائز عند ابن الحاجب والفيروزبادي، وغير جائز عند السيرافي وابن هشام.

وقد احتج ابن مالك في باب القسم من شرح التسهيل بهذا البيت، وكأن قولهم: "لحن" مأخوذ من قول السيرافي: الحذف إنما يستعمل إذا كانت غير بعد "ليس"، ولو كان مكان "ليس" غيرها من ألفاظ الجحد لم يجز الحذف، ولا يتجاوز بذلك مورد السماع. انتهى كلامه، وقد سمع. انتهى كلام صاحب القاموس. والفتحة في "لا غيرَ" فتحة بناء، كالفتحة في "لا رجلَ"، نقله في شرح اللباب عن الكوفيين. و"بناء": مصدر نصب على الحال، أي: بانيًا، و "غيرًا": مفعول باضمم. "قبل كغير" و"بعد" و"حسب" و"أول ودون، والجهات" الست "أيضًا وعل" في أنها ملازمة للإضافة، وتقطع عنها لفظا دون معنى؛ فتبنى على الضم؛ لشبهها حينئذ بحروف الجواب: في الاستغناء بها عما بعدها، مع ما فيها من شبه الحرف في الجمود والافتقار، نحو: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} 1 في قراءة الجماعة، ونحو: "قبضت عشرة فحسب"، أي: فحسبي ذلك، وحكى أبو علي الفارسي: "ابدأ بذا من أَوَّلُ"، بالضم. ومنه قوله "من الطويل": 640- "لعمرك ما أدري وإني لأوجل" ... على أينا تعدو المنية أَوَّلُ

_ 1 الروم: 4. 640- التخريج: البيت لمعن بن أوس في ديوانه ص39؛ وخزانة الأدب 8/ 244، 245، 289، 294؛ وشرح التصريح 2/ 51؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1126؛ ولسان العرب 5/ 127 "كبر"، 11/ 772 "وجل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 493؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 140؛ وأوضح المسالك 3/ 161؛ وجمهرة اللغة ص493؛ وخزانة الأدب 6/ 505؛ وشرح قطر الندى ص23؛ وشرح المفصل 4/ 87، 6/ 98؛ ولسان العرب 9/ 261 "عنف"، 13/ 438 "هون"؛ والمقتضب 3/ 246؛ والمنصف 3/ 35. اللغة والمعنى: لعمرك: وحياتك. أوجل: يحتمل أن تكون فعلًا مضارعًا بمعنى أخاف، أو أفعل تفضيل بمعنى: أشد خوفًا. تعدو: تركض، تسرع. المنية: الموت. يقول: أقسم أني لا أدري على أي منا يأتي الموت أولًا، لذلك فأنا خائف من هذا المصير. =

وتقول: "سرت مع القوم ودون"، أي: ودونهم، و"جاء القوم وزيد خلف -أو أمام"، أي: خلفهم أو أمامهم. ومنه قوله "من الكامل": 641- لعن الإله تعلة بن مسافر ... لعنًا يشن عليه من قدامُ وقوله "من الرجز": 642- أقب من تحتُ عريض من عل

_ = الإعراب: لعمرك: اللام: حرف ابتداء، عمر: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. وخبر المبتدأ محذوف تقديره "قسمي" ما: حرف نفي. أدري: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. وإني: الواو: حالية، إني: حرف مشبه بالفعل، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". لأوجل اللام: المزحلقة، أوجل: خبر "إن" مرفوع، أو فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. على أينا: جار ومجرور متعلقان بـ"تعدو"، وهو مضاف، "نا" ضمير في محل جر بالإضافة. تعدو: فعل مضارع مرفوع. المنية: فاعل مرفوع. أول: ظرف مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"تعدو". وجملة "لعمرك ما أدري" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ما أدري" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "إني لأوجل" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "أوجل" -باعتبار "أوجل" فعلًا مضارعًا- الفعلية في محل رفع خبر "إن". وجملة "على أينا تعدو" الفعلية في محل نصب مفعول به لـ"أدري". والشاهد فيه قوله: "أول" حيث بنى هذه الكلمة على الضم؛ إذ لو أعربها لجاء بها منصوبة، وحذف لفظ المضاف إليه، ونية معناها سبب بنائها. 641- التخريج: البيت لرجل من بني تميم في الدرر 3/ 114؛ وشرح التصريح 2/ 51؛ والمقاصد النحوية 3/ 437؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص279؛ وهمع الهوامع 1/ 210. شرح المفردات: تعلة: اسم رجل. يشن: يصب. الإعراب: "لعن": فعل ماضٍ "الإله": فاعل مرفوع. "تعلة": مفعول به منصوب. "بن": نعت "تعلة" منصوب. وهو مضاف "مسافر": مضاف إليه مجرور. "لعنًا": مفعول مطلق منصوب. "يشن": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير تقديره: "هو". "عليه": جار ومجرور متعلقان بـ"يشن". "من" قدام": جار ومجرور متعلقان بـ"يشن". وجملة: "لعن الإله تعلة" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يشن عليه" في محل نصب نعت "لعنا". الشاهد فيه قوله: "من قدام" حيث بنى الظرف على الضم؛ لأنه حذف المضاف إليه، ولم ينو لفظه، بل نوى معناه. 642- التخريج: الرجز لأبي النجم في الأزهية ص22؛ وخزانة الأدب 2/ 397؛ والخصائص 2/ 363؛ وشرح شواهد المغني 1/ 449؛ والطرائف الأدبية ص68؛ والكتاب 2/ 290؛ والمقاصد النحوية =

أما إذا نوي ثبوت لفظ المضاف إليه فإنها تعرب من غير تنوين، كما لو تلفظ به، كقوله "من الطويل": 643- ومن قبل نادى كل مولى قرابة ... "فما عطفت مولى عليه العواطف" أي: ومن قبل ذلك، وقرئ: "لله الأمر من قبلِ ومن بعدِ"1 بالجر من غير تنوين، أي: من قبل الغلب ومن بعده. وحكى أبو علي: "ابدأ بذا من أول"، بالجر من غير تنوين أيضًا.

_ = 3/ 448؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 89؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص92؛ ومغني اللبيب 1/ 154. اللغة: الأقب: من القبب دقة الخصر وضمور البطن. الإعراب: "أقب": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "من": حرف جر. "تحت": ظرف مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أقب". "عريض": خبر ثان للمبتدأ. "من عل": جار ومجرور متعلقان بـ"عريض". الشاهد فيه قوله: "من تحتُ" و "من علِ" حيث بنى "تحت" على الضم، فحذف المضاف ونوى معناه. وقوله: "من عل" فقد حذف المضاف ونوى لفظه، فجر "عل" بحرف الجر. 643- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 154؛ والدرر 3/ 111؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ والمقاصد النحوية 3/ 434؛ وهمع الهوامع 1/ 210. اللغة وشرح المفردات: مولى قرابة: صاحب نسب أو قربى. عطفت: مالت. المعنى: من شدة المصيبة أذهل كل واحد عن نصرة قريبه. الإعراب: ومن: الواو بحسب ما قبلها. "من" حرف جر. قبل: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نادى". نادى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. كل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. مولى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. قرابة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وقد تكون مفعولًا به للفعل "نادى" منصوبًا بالفتحة. فما: الفاء حرف استئناف، "ما" حرف نفي. عطفت: فعل ماضٍ مبني مبني على الفتحة. والتاء للتأنيث. مولى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. عليه: "على" حرف جر، والهاء ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "عطفت". العواطف: فاعل "عطفت" مرفوع بالضمة. وجملة "نادى ... " بحسب ما قبلها. وجملة "عطفت ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ومن قبل" يريد "ومن قبل ذلك"، فجر كلمة "قبل" من دون تنوين على نية ثبوت لفظ المضاف إليه. 1 الروم: 4.

فإن قطعت عن الإضافة لفظًا ومعنى -أي: لم يُنْوَ لفظ المضاف إليه ولا معناه- أُعربت منونة ونصبت، ما لم يدخل عليها جار، كما أشار إليه بقوله: "وأعربوا نصبًا إذا ما نكرا ... قبلًا وما من بعده قد ذكرا" كقوله "من الوافر": 644- فساغ لي الشراب وكنت قبلًا ... أكاد أغص بالماء الفرات وكقوله "من الطويل": 645- "ونحن قتلنا الأسد أسد خفية" ... فما شربوا بعدًا على لذة خمرا

_ 644- التخريج: البيت ليزيد بن الصعق في خزانة الأدب 1/ 426، 429؛ ولعبد الله بن يعرب في الدرر 3/ 112؛ والمقاصد النحوية 3/ 435؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 156؛ وتذكرة النحاة ص527؛ وخزانة الأدب 6/ 505، 510؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ وشرح ابن عقيل ص397؛ وشرح المفصل 4/ 88؛ ولسان العرب 12/ 154 "حمم"؛ وتاج العروس "حمم"؛ وهمع الهوامع 1/ 210. ويروى "الحميم" مكان "الفرات". اللغة وشرح المفردات: ساغ الشراب: سهل مروره في الحلق. غص بالطعام أو الشراب: تعذر بلعه فمنعه عن التنفس. الماء الفرات: الماء العذب. المعنى: يقول: هنؤ عيشه، وطاب شرابه بعد أن أدرك هدفه، ونال مبتغاه، وقد كان من قبل لا يستسيغ الماء العذب. الإعراب: فساغ: الفاء: بحسب ما قبلها. "ساغ": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة. لي: اللام: حرف جر. والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ساغ". الشراب: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وكنت: الواو: واو الحال. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". قبلًا: ظرف زمان منصوب متعلق بـ"أغص". أكاد: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". أغص: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". بالماء: الباء: حرف جر، "الماء": اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أغص". الفرات: نعت "الماء" مجرور بالكسرة. وجملة "ساغ الشراب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كنت قبلًا ... " في محل نصب حال. وجملة: "أكاد أغص" الفعلية في محل نصب خبر "كنت". وجملة "أغص ... " الفعلية في محل نصب خبر "أكاد". الشاهد فيه قوله: "قبلًا" حيث نونها الشاعر ليقطعها عن الإضافة لفظًا ومعنى. 645- التخريج: البيت بلا نسبة في إصلاح المنطق ص146؛ وأوضح المسالك 3/ 158؛ وخزانة الأدب 6/ 501؛ والدرر 3/ 109؛ وشرح التصريح 2/ 50؛ ولسان العرب 3/ 93 "بعد"، 14/ 237 "خفا"؛ =

وكقوله "من الطويل": 646- "مكر مفر مقبل مذبر معًا" ... كجلمود صخر حطه السيل من علِ وكقراءة بعضهم: "من قبلٍ ومن بعدٍ"1 بالجر والتنوين. وحكى أبو علي: "ابدًا بذا من أول"، بالنصب ممنوعًا من الصرف للوزن والوصف. تنبيهات: الأول: اقتضى كلامه أن "حسب" مع الإضافة: أي لفظًا، أو نوى معناها،

_ = والمقاصد النحوية 3/ 436؛ وهمع الهوامع 1/ 209، 210. اللغة والمعنى: خفية: أسم أجمة في سواد الكوفة. يقول: إننا أنزلنا البلاء بأعدائنا الشجعان، وحملناهم على أن يهجروا اللذات حتى إنهم لو شربوا خمرًا لما عرفوا له طعمًا، ولا تلذذوا به من سوء ما أصابهم. الإعراب: ونحن: الواو: حسب ما قبلها، نحن: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. قتلنا: فعل ماض، و"نا": فاعل. الأسد: مفعول به. أسد: بدل من "الأسد". وهو مضاف. خفية: مضاف إليه. فما: الفاء: حرف عطف، ما: نافية. شربوا: فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف: للتفريق بعدًا: ظرف متعلق بـ"شرب". على لذة: جار ومجرور متعلقان بـ"شرب" خمرًا: مفعول به. وجملة "نحن قتلنا ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "قتلنا" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ "نحن". وجملة "ما شربوا" الفعلية معطوفة على جملة "قتلنا". والشاهد فيه قوله: "بعدًا" حيث وردت هذه الكلمة منونة منصوبة على الظرفية لانقطاعها عن الإضافة لفظًا وتقديرًا. ويروى "بعدُ" بالبناء على الضم. 1 الروم: 4. 646- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص19؛ وإصلاح المنطق ص25؛ وجمهرة اللغة ص126؛ وخزانة الأدب 2/ 397، 3/ 242، 243؛ والدرر 3/ 115؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 339؛ وشرح التصريح 2/ 54؛ وشرح شواهد المغني 1/ 451؛ والشعر والشعراء 1/ 116؛ والكتاب 4/ 228؛ والمقاصد النحوية 3/ 449، وبلا نسبة في لسان العرب 7/ 274 "حطط"؛ وأوضح المسالك 3/ 165؛ ورصف المباني ص328؛ ومغني اللبيب 1/ 154؛ والمقرب 1/ 215؛ وهمع الهوامع 1/ 210. اللغة والمعنى: مكر: كثير العطف أي العودة مرة بعد أخرى: مفر: كثير الفرار. الجلمود: الحجر العظيم الصلب. حطه: حدره. يقول: إن فرسه سريع الجري، شديد الإقدام والإدبار معًا، وشبيه بحجر عظيم ألقاء السيل من مكان عالٍ إلى الحضيض. الإعراب: مكر: نعت لـ"منجرد" في البيت السابق، مجرور. مفر: نعت لـ"منجرد" أيضًا. مقبل: نعت لـ"منجرد" مدبر: نعت لـ"منجرد". معًا: حال منصوب. كجلمود: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ المحذوف تقديره: "هو كائن كجلمود"، وهو مضاف. صخر: مضاف إليه مجرور. حطه: فعل ماضٍ، والهاء: ضميرفي محل نصب مفعول به. السيل: فاعل مرفوع. من عل: جار ومجرور متعلقان بـ"حط". وجملة "هو كائن كجلمود" الاسمية في محل نعت لـ"منجرد" وجملة "حطه السيل" الفعلية في محل نعت لـ"جلمود". والشاهد فيه قوله: "من عل" حيث وردت لفظه "عل" معربة مجرورة بـ"من"، وسبب إعرابها أنه لم يقصد بالعلو معينًا، وإنما قصد علوًّا ما.

أو لفظها معرفة، ونكرة إذا قطعت عن الإضافة: أي لفظًا ومعنى؛ إذ هي بمعنى: "كافيك" اسم فاعل مرادًا به الحال؛ فتستعمل استعمال الصفات النكرة؛ فتكون نعتًا لنكرة: كـ"مررت برجل حسبك من رجل"، وحالًا لمعرفة، كـ"هذا عبد الله حسبك من رجل". وتستعمل استعمال الأسماء الجامدة، نحو: {حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ} 1، {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّه} 2، "بحسبك درهم"، وهذا يرد على من زعم أنها اسم فعل؛ فإن العوامل اللفظية لا تدخل على أسماء الأفعال. وتقطع عن الإضافة فيتجدد لها إشرابها معنى دالًّا على النفي، ويتجدد لها ملازمتها للوصفية أو الحالية أو الابتداء والبناء على الضم، تقول: "رأيت رجلًا حسب"، و"رأيت زيدًا حسب". قال الجوهري: كأنك قلت: حسبي أو حسبك، فأضمرت ذلك ولم تنون. ا. هـ. وتقول في الابتداء: "قبضت عشرة فحسب": أي: فحسبي ذلك. الثاني: اقتضي كلامه أيضا أن "عل" تجوز إضافتها، وأنه يجوز أن تنصب على الظرفية أو الحالية. وتوافق "فوق" في معناها، وتخالفها في أمرين: أنها لا تستعمل إلا مجرورة بـ"من"، وأنها لا تستعمل مضافة، فلا يقال: "أخذته من عل السطح"، كما يقال: من علوه، ومن فوقه، وقد وهم في هذه جماعة منهم الجوهري وابن مالك. وأما قوله "من الرجز": 647- يا رب يوم لي لا أظلله ... أرمض من تحت وأضحى من عله

_ 1 المجادلة: 8. 2 الأنفال: 62. 647- التخريج: الرجز لأبي مروان في شرح التصريح 2/ 346؛ ولأبي الهجنجل في شرح شواهد المغني 1/ 448؛ ومجالس ثعلب ص489؛ ولأبي ثروان في المقاصد النحوية 4/ 545؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص1318؛ وخزانة الأدب 2/ 397؛ والدرر 3/ 97، 6/ 305؛ وشرح عمدة الحافظ ص981؛ وشرح المفصل 4/ 87؛ ومغني اللبيب 1/ 154؛ وهمع الهوامع 1/ 203، 2/ 210. شرح المفردات: أظلله: أي أظلل فيه. أرمض: أشعر بشدة الحر. أضحى: أصاب الشمس. =

فالهاء فيه للسكت؛ بدليل أنه مبني، ولا وجه لبنائه لو كان مضافًا. ا. هـ. الثالث: قال في شرح الكافية: وقد ذهب بعض العلماء إلى أن "قبلًا" -في قوله "وكنت قبلًا"-1 معرفة بنية الإضافة، إلا أنه أعرب لأنه جعل ما لحقه من التنوين عوضا من اللفظ بالمضاف إليه، فعومل "قبل" مع التنوين -لكونه عوضًا من المضاف إليه- بما يُعامل به مع المضاف إليه، كما فعل بـ"كل" حين قطع عن الإضافة لحقه التنوين عوضًا، وهذا القول عندي حسن. "إقامة المضاف إليه مكان المضاف": 413- وما يلي المضاف يأتي خلفا ... عنه في الإعراب إذا ما حذفا "وما يلي المضاف" وهو المضاف إليه "يأتي خلفا عنه في الإعراب" غالبًا "إذا ما حذفا" لقيام قرينة تدل عليه، نحو: {وَجَاءَ رَبُّكْ} 2، أي: أمر ربك، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَة} 3، أي: أهل القرية. تنبيهان: الأول: كما قام المضاف إليه مقام المضاف في الإعراب يقوم مقامه في

_ = المعنى: يصور الشاعر يومًا شديد الحر فيقول: إنه لم يجد شيئًا يتظلل فيه، فكانت قدماه تحترقان من تحت، وجسمه يحترق من تعرضه للشمس من فوق. الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "يوم": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. "لي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"يوم". "لا": حرف نفي. "أظلله": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا"، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "أرض": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "من تحت": جار ومجرور متعلقان بـ"أرمض". "وأضحى": الواو حرف عطف، "أضحى" فعل مضارع تام مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "من علة": جار ومجرور متعلقان بـ"أضحى"، والهاء للسكت. وجملة: "رب يوم ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أظلله" في محل رفع خبر المبتدأ وجملة: "أرمض" في محل رفع خبر ثان. وجملة: "أضحى" معطوفة على جملة "أرمض". الشاهد: قوله: "من عله" حيث ألحق هاء السكت بـ"عل"، وهي لفظة مبنية بناء عارضًا، وهذا شاذ وإنما تلحق ما كان مبنيًّا بناء دائمًا. 1 من الشاهد رقم 644. 2 الفجر: 22. 3 يوسف: 82.

التذكير كقوله "من الكامل": 648- يسقون من ورد البريص عليهم ... بردى يصفق بالرحيق السلسل بردى: مؤنث، فكان حقه أن يقول "تصفق" بالتاء، لكنه أراد: ماء بردى؛ وفي التأنيث كقوله "من السريع": 649- مرت بنا في نسوة خولة ... والمسك من أردانها نافحه

_ 648- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص122؛ وجمهرة اللغة ص312؛ وخزانة الأدب 4/ 381، 382، 384، 11/ 188؛ والدرر 5/ 38؛ وشرح المفصل 3/ 25؛ ولسان العرب 3/ 88 "برد"، 7/ 6 "برص"، 10/ 202، "صفق"؛ معجم ما استعجم ص240؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 451؛ وشرح المفصل 6/ 133؛ ولسان العرب 11/ 345 "سلسل"، 14/ 478 "ضحا"؛ وهمع الهوامع 2/ 51. اللغة: ورد: هنا جاء. البريص: اسم موضع، وقيل: اسم نهر. بردى: اسم نهر. يصفق: يخلط الرحيق: الخمر البيضاء، وقيل: هي أجود أنواع الخمر. السلسل: السائغ الشراب. المعنى: يقول: إنهم كرام يقدمون للوافدين عليهم أجود أنواع الخمر أو الشارب الممزوج بالماء العذب. الإعراب: يسقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. من: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به أول. ورد: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". البريص: مفعول به منصوب. عليهم: جار ومجرور متعلقان بـ"ورد". بردى: مفعول به ثان منصوب. يصفق: فعل مضارع للمجهول مرفوع. ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". بالرحيق: جار ومجرور متعلقان بـ"يصفق". السلسل: نعت "الرحيق" مجرور. وجملة "يسقون ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ورد ... ": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وجملة "يصفق": في محل نصب حال من "ماء بردى". الشاهد فيه قوله: "بردى يصفق" حيث حذف المضاف، وهو "ماء بردى" وأبقى المضاف إليه "بردى" وأقامه مكانه من حيث الإعراب، فأصبح مفعولًا به، والدليل على ذلك هو أن "بردى" اسم مؤنث لفظي، ومن حق الضمير العائد إليه أن يكون مؤنثًا، ولكنه عاد إليه مذكرًا لقوله: "يصفق"، ولو أراد التأنيث لقال: "تصفق". فنائب الفاعل لـ"يصفق عائد إلى "ماء بردى" والتقدير: "يسقون ماء بردى". 649- التخريج: لم أقع عليه فميا عدت إليه من مصادر. اللغة: خولة: اسم امرأة. المسك: نوع من الطيب. الأردان: ج الردن، وهو الكم الواسع، وهنا الثياب. نافحة: فائحة. المعنى: يصف الشاعر خولة بأنها طيبة الرائحة، تنبعث من أثوابها ريح المسك إذا ما مرت بصحبة نسوة بنا. =

أي: رائحة المسك؛ وفي حكمه، نحو: "إن هذين حرام على ذكور أمتي"، أي: استعمال هذين {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ} 1، أي: أهل القرى، وفي الحالية، نحو: "تفرقوا أيادي سبا": أي مثل أيادي سبا؛ لأن الحال لا تكون معرفة. الثاني: قد يكون الأول مضافًا إلى مضاف فيحذف الأول والثاني، ويقام الثالث مقام الأول في الإعراب، نحو: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} 2، أي: وتجعلون بدل شكر رزقكم تكذيبكم، {تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} 3، أي: كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت. ومنه قوله "من الطويل": 650- فأدرك إرقال العرادة ظلعها ... وقد جعلتني من حزيمة إصبعا أي: ذا مسافة أصبع

_ = الإعراب: مرت: فعل ماضٍ، و"التاء": للتأنيث. بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"مر". في نسوة: جار ومجرور متعلقان بـ"مر" أو بمحذوف حال من "خولة". خولة: فاعل مرفوع بالضمة. والمسك: "الواو": حالية، و"المسك": مبتدأ مرفوع بالضمة. من أردانهها: جار ومجرور متعلقان بـ"نافحة"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. نافحة: خبر المبتدأ مرفوع، وسكن للوقوف. وجملة "مررت بنا خولة": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "المسك نافحة": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "والمسك نافحة" حيث أخبر عن المبتدأ المذكر "المسك" بمؤنث "نافحة" والمفروض أن يتطابق المبتدأ والخبر تذكيرًا أو تأنيثًا أو إفرادا أو تثنية أو جمعًا. ولكن المقصود من هذا الكلام هو: "ريح المسك نافحة" فحذف المضاف "ربح" وأقيم المضاف إليه "المسك" مكانه في الإعراب. فصار مرفوعًا على أنه مبتدأ بعد أن كان مجرورًا بالإضافة، وفي التأنيث الذي كان للمضاف المحذوف، فلذلك أخبر عنه بالمؤنث. 1 الكهف: 59. 2 الواقعة: 82. 3 الأحزاب: 19. 650- التخريج: البيت للكلحبة اليربوعي في خزانة الأدب 4/ 401؛ وشرح اختيارات المفضل ص146؛ ولسان العرب 12/ 127 "حرم" 14/ 81 "بقي؛ وللأسود بن يعفر في شرح المفصل 3/ 31؛ وللأسود أو للكحبة في المقاصد النحوية 3/ 42. اللغة: إرقال: نوع من السير، أو هو ما تدخره الخيل من النشاط. العرادة: اسم فرسه. الظلع: العرج الخفيف. حزيمة: اسم علم. المعنى: إن فرسي أصيبت بالعرج فلم أستطع أسر حزيمة فقد بقي بيني وبينه مسافة إصبع، وإلا كنت أسرته. =

414- وربما جروا الذي أبقوا كما ... قد كان قبل حذف ما تقدما 415- لكن بشرط أن يكون ما حذف ... مماثلًا لما عليه قد عطف "وربما جروا الذي أبقوا" وهو المضاف إليه "كما قد كان قبل حذف ما تقدما" وهو المضاف "لكن بشرط أن يكون ما حذف مماثلًا لما عليه قد عطف" سواء اتصل العاطف بالمعطوف أو انفصل عنه بـ"لا"، كقوله "من المتقارب": 651- أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونار توقد بالليل نارا

_ = الإعراب: فأدرك: "الفاء": حسب ما قبلها، "أدرك": فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. إرقال: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. العرادة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره ظلمها: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإَضافة. وقد: "الواو" حالية، "قد": حرف تحقيق. جعلتني: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة و"التاء" للتأنيث، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. من حزيمة: "من": حرف جر، "حزيمة": اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث المجازي، والجار والمجرور متعلقان بالفعل جعلتني. إصبعًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة والألف للإطلاق. وجملة "فأدرك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جعلتني": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: إصبعًا، فقد حذف المفعول الثاني وهو مضاف وحل إصبعًا محله، والتقدير "ذا مسافة إصبع". 651- التخريج: البيت لأبي دؤاد في ديوانه ص353؛ والأصمعيات ص191؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 134، 297؛ وخزانة الأدب 9/ 592، 10/ 481؛ والدرر 5/ 39؛ وشرح التصريح 2/ 56؛ وشرح شواهد الإيضاح ص299؛ وشرح شواهد المغني 2/ 700؛ وشرح عمدة الحافظ ص500؛ وشرح المفصل 3/ 26؛ والكتاب 1/ 66؛ والمقاصد النحوية 3/ 445؛ ولعدي بن زيد في ملحق ديوانه ص199؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 49؛ والإنصاف 2/ 473؛ وخزانة الأدب 4/ 417، 7/ 180؛ ورصف المباني ص348؛ وشرح ابن عقيل ص399؛ وشرح المفصل 3/ 79، 142، 8/ 52، 9/ 105؛ والمحتسب 1/ 281؛ ومغني الليب 1/ 290؛ والمقرب 1/ 237؛ وهمع الهوامع 2/ 52. شرح المفردات: تحسبين: تظنين: توقد: أي تتوقد: أي تشتعل. المعنى: يقول: لا تحسبي أن كل من كان على هيئة رجل هو رجل، ولا كل نار هي نار، وإنما الرجل هو من تحلى بالصفات الحقيقية للرجل، والنار هي التي توقد للقرى. الإعراب: "أكل": الهمزة: للاستفهام، "كل": مفعول به مقدم، وهو مضاف. "امرئ": مضاف إليه "تحسبين": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والياء في محل رفع فاعل. "امرأ": مفعول به منصوب. "ونار": الواو حرف عطف، "نار": معطوف على "امرئ" مجرور. "توقد": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "بالليل": جار ومجرور متعلقان بـ"توقد" "نارًا": مفعول به منصوب. وجملة: "تحسبين" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ترقد" في محل جر نعت "نار". الشاهد فيه قوله: "ونار" حيث حذف المضاف "كل" وأبقى المضاف إليه مجرورًا كما كان قبل الحذف، وذلك لأنه المضاف المحذوف معطوف على مماثل له، وهو: "كل امرئ".

أي: وكل نار، وقوله "من الطويل": 652- ولم أر مثل الخير يتركه الفتى ... ولا الشر يأتيه امرؤ وهو طائع أي: ولا مثل الشر؛ لئلا يلزم العطف على معمولي عاملين مختلفين: بأن تجعل قوله "نار" بالجر معطوفًا على "امرئ" والعامل فيه "كل"، و"نارًا" الثاني معطوفًا على "امرأ" والعامل فيه "تحسبين". تنبيه: الجر والحالة هذه مقيس، وليس ذلك مشروطًا بتقدم نفي أو استفهام كما ظن بعضهم، والجر فيما خلا من الشروط محفوظ لا يقاس عليه، كالجر بدون عطف في قوله: "رأيت التيمي تيم عدي" أي: أحد تيم عدي، ومع العاطف المفصول بغير "لا"، كقراءة ابن جماز "تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرةِ"1، أي: عرض الآخرة، كذا قدره الناظم وجماعة. وقيل: التقدير: ثواب الآخرة، أو عمل الآخرة، وبه قدره ابن أبي الربيع في شرحه للإيضاح، وعلى هذا فالمحذوف ليس مماثلًا لما عليه قد عطف، بل مقابلًا له. ا. هـ.

_ 1 الأنفال: 67. 652- التخريج: البيت لبشر القشيري في شرح عمدة الحافظ ص501؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 40؛ وهمع الهوامع 2/ 52. المعنى: يقول: لا أرى شيئًا يتركه الإنسان في هذه الحياة الدنيا مثل الخير، كما أنني لا أعلم شيئًا أضر له مثل الشر الذي يقول به وهو طائع. وفي هذا الكلام تحريض على فعل الخير، وتنفير من فعل الشر. الإعراب: ولم: "الواو": بحسب ما قبلها، و"لم": حرف نفي وجزم وقلب. أر: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". مثل: مفعول به أول منصوب، وهو مضاف. الخير: مضاف إليه مجرور. يتركه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الفتى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. الشر: مضاف إليه لاسم محذوف تقديره، "ولا مثل الشر". يأتيه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. امرؤ: فاعل مرفوع بالضمة. وهو: "الواو": حالية، =

"حذف المضاف إليه مع نية ثبوت لفظه": 416- ويحذف الثاني فيبقى الأول ... كحاله، إذا به يتصل 417- بشرط عطف وإضافة إلى ... مثل الذي له أضفت الأولا "ويحذف الثاني" وهو المضاف إليه، ويُنوى ثبوت لفظه "فيبقى الأول" وهو المضاف "كحاله إذا به يتصل" فلا ينون، ولا ترد إليه النون إن كان مثنى أو مجموعًا، لكن لا يكون ذلك في الغالب إلا "بشرط عطف وإضافة إلى مثل الذي له أضفت الأولا"؛ لأن بذلك يصير المحذوف في قوة المنطوق به، وذلك كقولهم: "قطع الله يد ورجل من قالها"، الأصل: قطع الله يد من قالها ورجل من قالها، فحذف ما أضيف إليه "يد" وهو "من قالها"؛ لدلالة ما أضيف إليه "رجل" عليه. وكقوله "من المنسرح": 653- يا من رأى عارضًا أسر به ... بين ذراعي وجبهة الأسد

_ = "هو": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. طائع: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. وجملة "لم أر ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "يتركه الفتى": في محل نصب مفعول به ثان لـ"أرى". وجملة "يأتيه": معطوفة على جملة "يتركه". وجملة "هو طائع" في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "ولا الشر" حيث وردت لفظه "الشر" مجرورة وقد خرجها العلماء على أنها مضاف إليه لاسم محذوف تقديره: "ولا مثل الشر"، والمسوغ لذلك أن المحذوف اسم معطوف على مثله. 653- التخريج: البيت للفرزدق في خزانة الأدب 2/ 319، 4/ 404، 5/ 289، وشرح شواهد المغني 2/ 799؛ وشرح المفصل 3/ 21؛ والكتاب 1/ 180؛ والمقاصد النحوية 3/ 451؛ والمقتضب 4/ 229؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 100، 2/ 264، 390؛ وتخليص الشواهد ص87؛ وخزانة الأدب 10/ 187؛ والخصائص 2/ 407؛ ورصف المباني ص341؛ وسر صناعة الإعراب ص297؛ وشرح عمدة الحافظ ص502؛ ولسان العرب 3/ 92 "بعد"، 15/ 492 "يا". اللغة: العارض: السحاب يعترض الأفق. ذراعا الأسد: كوكبان يدل ظهورهما على نزول المطر. جبهة الأسد كواكب سميت كذلك لموقعها من برج الأسد. فهي له بموقع الجبهة من الرأس. المعنى: أيها القوم، من يبشرني برؤية الغمام بين موقعي ذراعي، وجبهة الأسد في السماء، فأفرح، وتفرحون لأن هذا يعني المطر والخصب. الإعراب: يا من: "يا": حرف نداء، "من": اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب على النداء. رأى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. عارضا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. أسر به: "أسر" فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا، "به": جار ومجرور متعلقان بالفعل أسر. بين: مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق =

أي: بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. وقوله "من الطويل": 654- سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها ... "فنيطت عرى الآمال بالزرع والضرع" أي: سهلها وحزنها، وقد يكون ذلك بدون الشرط المذكور، كما مر من نحو قوله: ومن قبل نادى كل مولى قرابة1 وقد قرئ شذوذًا "فلا خوفَ عليهم"2 أي فلا خوف شيء عليهم. تنبيهان: الأول: ما ذكره الناظم هو مذهب المبرد، وذهب سيبويه إلى أن الأصل في

_ = بالفعل رأى وهو مضاف. ذراعي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. وجبهة الأسد: "الواو": عاطفة، "جبهة": اسم معطوف على ذراعي مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، "الأسد": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة "يا من رأى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "رأى": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "أسر به": في محل نصب صفة لـ"عارضا". والشاهد فيه قوله: "بين ذراعي وجبهة الأسد" حيث فصل بين المضاف والمضاف إليه بما ليس ظرفا والتقدير بين ذراعي الأسد وجبهته. 654- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 483. اللغة: الأرضين: ج الأرض. الغيث: المطر. السهل: المنبسط من الأرض. الحزن: الأرض الغليظة. نيطت: علقت. عرى: ج عروة. الضرع: هنا كناية عن اللبن. المعنى: يقول: سقى المطر الأرض سهلها وحزنها، فعلقت الآمال على الزرع والضرع. الإعراب: سقى: فعل ماض، الأرضين: مفعول به منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم الغيث: فاعل مرفوع بالضمة. سهل: بدل من "الأرضين" منصوب. وحزنها: "الواو" حرف عطف، و"حزن": معطوف على "سهل منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فنيطت: "الفاء": حرف عطف، و"نيطت": فعل ماض للمجهول، و"التاء": للتأنيث. عرى: نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف. الآمال: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بالزرع: جار ومجرور متعلقان بـ"نيط". والضرع: "الواو": حرف عطف، "الضرع" معطوف على "الزرع" مجرور بالكسرة. وجملة "سقى ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نيطت ... ": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "سهل وحزنها" حيث حذف المضاف إليه وهو الضمير "ها" "إذ التقدير "سهلها" ناويًا ثبوته بدليل أنه لم ينون المضاف "سهل". 1 تقدم بالرقم 643. 2 المائدة: 69، وغيرها.

"قطع الله يدَ ورِجلَ من قالها": قطع الله يدَ من قالها ورجلَ من قالها، فحذف ما أضيف إليه "رجل"، فصار: قطع الله يد من قالها ورجل، ثم أفحم "رجل" بين المضاف الذي هو "يد" والمضاف إليه الذي هو "من قالها". قال بعض شراح الكتاب: وعند الفراء الاسمان مضافان إلى "من قالها" ولا حذف في الكلام. الثاني: قد يفعل ما ذكر من الحذف مع مضاف معطوف على مضاف إلى مثل المحذوف، وهو عكس الأول، كقوله أبي برزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه: "غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، وثمانيَ" -بفتح الياء دون تنوين- والأصل: وثماني غزوات، هكذا ضبطه الحافظ في صحيح البخاري. "الفصل بين المضاف والمضاف إليه": 418- فصل مضاف شبه فعل ما نصب ... مفعولًا أو ظرفًا أجز، ولم يعب 419- فصل يمين، واضطرارًا وجدا ... بأجنبي، أو بنعت، أو ندا "فصل مضاف شبه فعل ما نصب مفعولًا أو ظرفًا أجز" فصل: مفعول بـ"أجز" مقدم، وهو مصدر مضاف إلى مفعوله. وشبه فعل: نعت لمضاف، وما نصب: موصول وصلته، في موضع رفع بالفاعلية، وعائد الموصول محذوف: أي نصبه، ومفعولًا أو ظرفًا: حالان من "ما" أو من الضمير المحذوف، وتقدير البيت: أجز أن يفصل المضاف منصوبه حال كونه مفعولًا أو ظرفًا. والإشارة بذلك إلى أن من الفصل بين المتضايفين ما هو جائز في السعة، خلافًا للبصريين في تخصيصهم ذلك بالشعر مطلقًا؛ فالجائز في السعة ثلاث مسائل: الأولى: أن يكون المضاف مصدرًا والمضاف إليه فاعله، والفاصل: إما مفعوله، كقراءة ابن عارم "قتلُ أولادَهم شركائِهم"1، وقول الشاعر "من الطويل": 655- "عتوا إذا أجبناهم إلى السلم رأفة" ... فسقناهم سوقَ البغاثَ الأجادلِ

_ 1 الأنعام: 137. 655- التخريج: البيت لبعض الطائيين في شرح عمدة الحافظ ص491؛ وبلا نسبة في شرح =

وقوله "من مشطور الرجز": 656- فداسهم دوسَ الحصيدَ الدائسِ وقوله "من الكامل": 657- فزججتها بمزجة ... زجَّ القلوصَ أبي مزاده

_ = التصريح 2/ 57؛ والمقاصد النحوية 3/ 465. شرح المفردات: عتوا: تجبروا. البغاث: من صغار الطير. الأجادل: ج الأجدل، وهو الصقر. المعنى: يقول: إنهم تجبروا واستكبروا حين استجبنا إلى مسالمتهم رأفة بهم وشقة، ولما تجاوزوا الحد سقناهم أمامنا كما تسوق الصقور ضعاف الطيور. الإعراب: "عتوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "إذ": ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق بـ"عتوا". "أجبناهم": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. "إلى السلم": جار ومجرور متعلقان بـ"أجبنا". "رأفة": مفعول لأجله منصوب. "فسقناهم": الفاء حرف عطف، "سقناهم": فعل ماض، و"نا" ضمير في محل رفع فاعل، و"هم" في محل نصب مفعول به. "سوق": مفعول مطلق منصوب وهو مضاف. "البغاث": مفعول به لـ"سوق" منصوب. "الأجادل": مضاف إليه مجرور. وجملة: "عتوا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أجبناهم" في محل جر بالإضافة وجملة: "سقناهم" معطوفة على جملة "عتوا". الشاهد: قوله: "سوق البغاث الأجادل" حيث فصل المفعول به "البغاث" بين المضاف "سوق" والمضاف إليه "الأجادل". 656- التخريج: الرجز لعمرو بن كلثوم في المقاصد النحوية 3/ 461؛ وليس في ديوانه. اللغة: داس: وطئ. الحصيد: القمح في سنبله بعد الحصاد. المعنى: يصف الشاعر قومًا كانوا قد انتصروا على قوم آخرين، وهزموهم شر هزيمة، فصورهم يدوسون أعداءهم كما يدوس الدائس القمح ليخرج الحب من سنابله. الإعراب: فداسهم: "الفاء": حرف عطف، و"داسهم": فعل ماض، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". دوس: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. الحصيد: مفعول به منصوب لـ"دوس". الدائس: مضاف إليه مجرورِ. الشاهد فيه قوله: "دوسَ الحصيدَ الدائسِ" حيث فصل بين المضاف "دوس" والمضاف إليه "الدائس" بمفعول المضاف "الحصيد"، وأصله: "دوسَ الدائسِ الحصيدَ". 657- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص82؛ وخزانة الأدب 4/ 415، 416، 418، 421، 422، 423؛ والخصائص 2/ 406؛ وشرح المفصل 3/ 189؛ والكتاب 1/ 176؛ ومجالس =

وإما ظرفه، كقوله بعضهم: "تركُ يومًا نفسِكَ وهواها سعي لها في رداها". الثانية: أن يكون المضاف وصفًا والمضاف إليه: إما مفعوله الأول والفاصل مفعوله الثاني: كقراءة بعضهم: "فلا تحسبن الله مخلفَ وعدَهُ رسلِهِ"1، وقول الشاعر "من الكامل": 658- "ما زال يوقن من يؤمك بالغني" ... وسواك مانعُ فضلَهُ المحتاجِ

_ = ثعلب ص152؛ والمقاصد النحوية 3/ 468؛ والمقرب 1/ 54. اللغة: زججتها: طعنتها بالزج، والزج: الحديدة التي تركب في أسفل الرمح. المزجة: الرمح القصير. القلوص. الناقة الشابة. أبو مزادة: كنية رجل. المعنى: فطعنتها بأسفل الرمح مثلما يطعن أبو مزادة القلوص. الإعراب: "فزججتها": "الفاء": بحسب ما قبلها، "زججتها": فعل ماضٍ مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، "ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "بمزجة": جار ومجرور متعلقان بالفعل "زجج". "زج": مفعول مطلق إليه منصوب بالفتحة. "القلوص: مفعول به للمصدر "زج" المضاف إلى "أبي" منصوب بالفتحة. "أبي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة. "مزادة": مضاف إليه مجرور بالفتحة "ممنوع من الصرف"، ووقف عليه بالسكون لضرورة الشعر. وجملة "زججتها" بحسب ما قبلها. الشاهد فيه قوله: "زج القلوص أبي مزادة" حيث فصل بين المضاف الذي هو قوله: "زج"، والمضاف إليه الذي هو قوله "أبي مزادة" بمفعول المضاف الذي هو قوله: "القلوص". 1 إبراهيم: 47. 658- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 58؛ وشرح عمدة الحافظ ص493؛ والمقاصد النحوية 3/ 469. شرح المفردات: أيقن: أزال الشك، تحقق. أم: قصد. المعنى: يقول: إن من يقصدك فهو على يقين من أنه سوف ينال منك الغنى، في حين أن سواك يمنع فضله عن المحتاج والمعوز. الإعراب: "ما": حرف نفي. "زال": فعل ماضٍ ناقص. "يوقن": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "من": اسم موصول مبني في محل رفع اسم "ما زال". "يؤمك": فعل مضارع مرفوع، والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو، والكاف: في محل نصب مفعول به. "بالغنى": جار ومجرور متعلقان بالفعل يوقن "وسواك": الواو للعطف، "سوا": مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "مانع": خبر المبتدأ مرفوع. "فضله": مفعول به لـ"مانع" منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "المحتاج": مضاف إليه. وجملة: "ما زال" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يوقن" في محل نصب خبر "ما زال". وجملة: "يؤمك" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "سواك ... " في محل نصب حال. =

أو ظرفه، كقوله عليه الصلاة والسلام: "هل أنتم تاركو لي صاحبي"، وقوله "من الطويل": 659- "فرشني بخير لا أكونن ومدحتي" ... كناحت يومًا صخرةٍ بعسيل وقد شمل كلامه في البيت جميع ذلك. الثالثة: أن يكون الفاصل القسم، وقد أشار إليه بقوله: "ولم يعب فصل يمين" نحو: "هذا غلامُ واللهِ زيدٍ"، حكى ذلك الكسائي، وحكى أبو عبيدة: "إن الشاة لتجتر فتسمع صوتَ واللهِ ربِّها". تنبيه: زاد في الكافية الفصل بـ"إما" كقوله "من الطويل": 660- هما خطتا إما إسارٍ ومنةٍ ... وإما دمٍ والقتل بالحر أجدر ا. هـ.

_ = الشاهد: قوله: "مانع فضله المحتاج" حيث نصب "فضله" على المفعولية من اسم الفاعل "مانع" والفعل "منع" يتعدى إلى مفعولين، وقد أضاف الشاعر "مانع" إلى مفعوله الأول "المحتاج" وفصل بينهما بالمفعول الثاني "فضله". 659- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 43؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ وشرح عمدة الحافظ ص328؛ ولسان العرب 11/ 447 "عسل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 481؛ وهمع الهوامع 2/ 52. شرح المفردات: راش السهم. ألصق عليه الريش. العسيل: مكنسة العطار. المعنى: يقول: أجزني على مدحي إياك، ولا تجعلني كمن ينحت صخرة بمكنسة العطار التي يجمع بها طيبه. أي: لا تردني خائبًا. الإعراب: "فرشني": الفاء بحسب ما قبلها، "رشني": فعل أمر مبني، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "بخير": جار ومجرور متعلقان بـ"رشني". "لا: حرف نفي. "أكونن": فعل مضارع ناقص، والنون للتوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره: "أنا". "ومدحتي": الواو للمعية، "مدحتي": مفعول معه منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "كناحت": جار ومجرور متعلقان بخبر "أكون" المحذوف. "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"ناحت". "صخرة": مضاف إليه مجرور. "بعسيل": جار ومجرور متعلقان بـ"ناحت". وجملة: "رشني" بحسب ما قبلها. وجملة: "لا أكونن" جواب الطلب لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "كناحت يومًا صخرة" حيث فصل الظرف "يومًا" بين اسم الفاعل "ناحت" المضاف وبين مفعوله "صخرة" المضاف إليه. 660- التخريج: البيت لتأبط شرًّا في ديوانه ص89؛ وجواهر الأدب ص154؛ وخزانة الأدب =

وما سوى ذلك فمختص بالشعر. وقد أشار إلى ثلاث مسائل من ذلك بقوله: "واضطرارًا وجدا" أي: الفصل، والألف للإطلاق "بأجنبي أو بنعت أو ندا"، أي: الأولى من هذه الثلاث الفصل بأجنبي، والمراد به معمول غير المضاف: فاعلًا كان كقوله "من المنسرح": 661- أنجب أيام والده به ... إذ نجلاه فنعم ما نجلا

_ = 7/ 499، 500، 503؛ والدرر 1/ 143؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص79؛ وشرح شواهد المغني 2/ 975؛ ولسان العرب 7/ 289؛ والمقاصد النحوية 3/ 486؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 405؛ ورصف المباني ص342؛ والممتع في التصريف 2/ 526؛ وهمع الهوامع 1/ 49، 2/ 52. اللغة: الإسار: الأسر. ومنه: إطلاق من الأسر من غير فدية. الدم: كناية عن القتل. المعنى: يقول للهذليين: إن سلمت نفسي إليكم فأنا بين أمرين إما الأسر، وتفضلكم علي بالإطلاق من غير فداء، وإما القتل، والقتل خير للحل من أسره وتفضل الناس عليه بالإطلاق. الإعراب: هما: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. خطتا: خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. إما: أداة تفصيل وتقسيم. إسار: مضاف إلى "خطتا" مجرور. ومنة: "الواو": عاطفة و"منة": معطوف على "إسار". وإما: "الواو": عاطفة، "إما": حرف تفصيل وتقسيم. دم: اسم معطوف على إسار مجرور بالكسرة الظاهرة. والقتل: "الواو": حالية، "القتل": مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. بالحر: جار ومجرور متعلقان بالخبر أجدر. أجدر: خير مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "هما خطتا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "والقتل أجدر": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "خطتا إسار" فقد حذفت النون للإضافة. وفصل بين المضاف والمضاف إليه بإما التفصيلية. وعلى رواية الرفع تكون النون محذوفة لضرورة الشعر. 661- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص285؛ والدرر 5/ 49؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ ولسان العرب 11/ 646 "نجل"؛ والمحتسب 1/ 152؛ والمقاصد النحوية 3/ 477؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص494؛ ولسان العرب 1/ 748 "نحب"؛ ومجالس ثعلب ص96؛ وهمع الهوامع 2/ 53. شرح المفردات: أنجب: ولد ولدًا نجيبًا. النجلان: مثنى النجل، وهو الولد. المعنى: يقول: لقد أنجب والده إذ ولداه فتى كريمًا، فنعم الإنجاب هذا. الإعراب: "أنجب": فعل ماض. "أيام": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"أنجب". "والداه": فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "به": جار ومجرور متعلقان بـ"أنحب". "إذا": ظرف للزمان مبني في محل جر بالإضافة. بإضافة "أيام" إليه. "نجلاه": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "فنعم": الفاء حرف استئناف، "نعم": فعل ماض لإنشاء المدح. "ما": اسم موصول مبني في محل رفع فاعل "نعم". "نجلا": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل. =

أي: أنجب والداه به أيام إذ نجلاه، أو مفعولًا، كقوله "من البسيط": 662- تسقي امتياحًا ندى المسواك ريقتها ... "كما تضمن ماء المزنة الرصف" أي: تسقي ندى ريقتها المسواك، أو ظرفا، كقوله "من الوافر": 663- كما خط الكتاب بكفِّ يومًا ... يهوديٍّ يقارب أو يزيل

_ = وجملة: "أنجب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نجلاه" في محل جر بالإضافة. وجملة: "نعم ما نجلا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نجلا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أنجب أيام والداه به إذ نجلاه" حيث يريد: "أنجب والداه به أيام إذ نجلاه" ففصل بين المضاف "أيام"، والمضاف إليه "إذ" بـ"والداه به" وهو فاعل أنجب، ولا علاقة له بالمضاف. 662- التخريج: البيت لجرير في ديوانه 1/ 171؛ والدرر 5/ 44؛ وشرح التصريح 2/ 58؛ والمقاصد النحوية 3/ 474؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 52. شرح المفردات: امتاح الماء: غرفه، استخرجه. الندى: البلل. المسواك: العود الذي تنظف به الأسنان. الريق: اللعاب، الرضاب. المزنة: السحابة ذات الماء. الرصف: ج الرصفة، وهي الحجارة المرصوف بعضها إلى بعض في مسيل الماء. المعنى: يقول: إن رضابها الذي يسقي المسواك شبيه بماء السحاب الذي يسقي الحجارة المرصوفة في مسيل الماء. الإعراب: "تسقي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". "امتياحًا": حال منصوب إذا أولت بمشنق "ممتاحة"؛ أو مصدر ناب عن اسم الزمان منصوب على الظرفية، تقديره: "تسقي وقت امتياحها". "ندى": مفعول به ثان لـ"تسقي" منصوب. "المسواك": مفعول به أول لـ"تسقي" منصوب. "ريقتها": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، و"ما": مصدرية. "تضمن": فعل ماض. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "ماء": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "المزنة": مضاف إليه مجرور. "الرصف: فاعل مرفوع. وجملة "تسقي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تضمن" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "تسقي امتياحًا ندى المسواك ريقتها" حيث فصل بين المضاف "ندى" والمضاف إليه "ريقتها" بأجنبي "المسواك" الذي هو المفعول الثاني لـ"تسقي"، وهذا الفصل للضرورة الشعرية. 663- التخريج: البيت لأبي حية النميري في الإنصاف 2/ 432؛ وخزانة الأدب 4/ 219؛ والدرر 5/ 45؛ وشرح التصريح 2/ 59؛ والكتاب 1/ 179؛ ولسان العرب 12/ 390 "عجم"؛ والمقاصد النحوية 3/ 470؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 405؛ ورصف المباني ص65؛ وشرح ابن عقيل ص403؛ وشرح =

الثانية: الفصل بنعت المضاف، كقوله "من الكامل": 664- ولئن خلفت على يديك لأخلفن ... بيمينِ أصدق من يمينك مقسمِ أي: بيمينِ مقسمٍ أصدق من يمينك، وقوله: من ابن أبي شيخ الأباطح طالب1 أي: من ابن أبي طالب شيخ الأباطح

_ = عمدة الحافظ 495؛ وشرح المفصل 1/ 103؛ ولسان العرب 4/ 158 "حبر"؛ والمقتضب 4/ 377؛ وهمع الهوامع 2/ 52. شرح المفردات: يقارب: يجعل بعض الكتابة قريبة من بعض. يزيل: يباعد الكتابة. المعنى: يقول: إن ما بقي من آثار الدار شبيه بكتابة اليهودي الذي يقرب بين السطور مرة، وأخرى يباعد. الإعراب: "كما" الكاف حرف جر، و"ما": مصدرية. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بحرف الجر "الكاف"، والجار والمجرور متعلقان بلفظ من بيت سابق. "خط": فعل ماض للمجهول. "الكتاب": نائب فاعل مرفوع. "بكف": جار ومجرور متعلقان بـ"خط". "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"خط". "يهودي": مضاف إليه مجرور. "يقارب": فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أو": حرف عطف. "يزيل": معطوف على "يقارب" مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة: "خط الكتاب" صلة الموصول الحر لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يقارب" في محل جر نعت "يهودي". وجملة "يزيل" معطوفة على جملة: "يقارب". الشاهد فيه قوله: "بكف يومًا يهودي" حيث فصل بين المضاف "كف" والمضاف إليه "يهودي" بأجنبي هو "يومًا". وأصل الكلام: "كما خط الكتاب يومًا بكف يهودي". 1 تقدم بالرقم 503. 664- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 226؛ والمقاصد النحوية 3/ 484. المعنى: يقول: إنه يقسم بدوره يمين صدق بأنه باق على وفائه مدى الحياة. الإعراب: "ولئن": الواو بحسب ما قبلها، واللام موطئة للقسم، و"إن": شرطية جازمة. "حلفت" فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط. "على يديك": جار ومجرور متعلقان بـ"حلفت"، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "لأحلفن": اللام رابطة لجواب القسم، "أحلفن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا" "بيمين": جار ومجرور متعلقان بـ"أحلف". "أصدق": نعت "يمين" مجرور. "من يمينك": جار ومجرور متعلقان بـ"أصدق"، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة "مقسم": مضاف إليه مجرور. وجملة القسم: "أقسم والله" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن حلفت ... " الشرطية مع =

الثالثة: الفصل بالنداء، كقوله "من الرجز": 665- كأن برذون أبا عصام ... زيد حمار دق باللجام أي: كأن برذون زيد يا أبا عصام. وقوله "من البسيط": 666- وفاق كعب بجير منقذ لك من ... تعجيل تهلكة والخلد في سقرا

_ = جوابها المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لأحلفن" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. الشاهد فيه قوله: "بيمين أصدق من يمينك مقسم" حيث فصل بين المضاف "يمين" والمضاف إليه "مقسم" بـ"أصدق" الواقعة نعتًا للمضاف. وأصل الكلام: "يمين مقسم أصدق من يمينك". 665- التخريج: الرجز بلا نسبة في الخصائص 2/ 404؛ والدرر 5/ 47؛ وشرح التصريح 2/ 60؛ وشرح عمدة الحافظ ص495؛ والمقاصد النحوية 3/ 480؛ وهمع الهوامع 2/ 53. اللغة: البرذون: من الخيل ما ليس بعربي. الإعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "برذون": اسم "كأن" منصوب. "أبا": منادي مضاف منصوب. "عصام": مضاف إليه مجرور. "زيد": مضاف إليه مجرور. "حمار": خبر "كأن" مرفوع. "دق": فعل ماض للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتتر تقديره: "هو". "باللجام" جار ومجرور متعلقان بـ"دق". وجملة: "كأن برذون ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: "أبا عصام" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دق باللجام" في محل رفع نعت "حمار". الشاهد فيه قوله: "كأن برذون أبا عصام زيد" حيث فصل بين المضاف "برذون" والمضاف إليه "زيد" بـ"أبا عصام" الواقعة منادى، وأصل الكلام: "كأن برذون زيد يا أبا عصام". 666- التخريج: البيت لبجير بن زهير في الدرر 5/ 48؛ والمقاصد النحوية 3/ 489؛ وهمع الهوامع 2/ 53. اللغة: التهلكة: الموت والهلاك. الإعراب: "وفاق": مبتدأ مرفوع. "كعب": منادى مبني في محل نصب، ووفاق مضاف. "بجير" مضاف إليه مجرور. "منقذ": خبر المبتدأ مرفوع. "لك": جار ومجرور متعلقان بـ"منقذ". "من تعجيل": جار ومجرور متعلقان بـ"منقذ"، وهو مضاف. "تهلكة": مضاف إليه مجرور. "والخلد" الواو حرف عطف، "الخلد": معطوف على "تعجيل" مجرور. "في سقر": جار ومجرور متعلقان بـ"الخلد". وجملة: "وفاق كعب منقذ" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء: "يا كعب" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "وفاق كعب بجير" حيث فصل المضاف "وفاق" والمضاف إليه "بجير" بـ"كعب" الواقعة منادى. وأصل الكلام: "وفاق بجير يا كعب منقذ لك".

أي: وفاق بجير يا كعب. تنبيه: من المختص بالضرورة أيضًا الفصل بفاعل المضاف، كقوله "من الطويل": 667- نرى أسهمًا للموت تصمي ولا تنمي ... ولا نرعوي عن نقضِ أهواؤنا العزمِ وقوله "من الرجز": 668- ما إن وجدنا للهوى من طب ... ولا عدمنا قهرَ وجدٌ صبِّ

_ 667- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 488. اللغة: تصمي: تقتل. تنمي: تصيب ولا تقتل. نرعوي: نكف عما نحن عليه. نقض: حل وفك. الأهواء: ج الهوى، وهو الميل. المعنى: يقول: إن بعض سهام الموت تردي المرء في الحال، وبعضها تصيبه من غير مقتل، ورغم ذلك فإننا لا نكف عما نحن عليه من ضلال باتباع رغبات النفس وميولها. الإعراب: نرى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "نحن". أسهمًا: مفعول به منصوب. للموت: جار ومجرور متعلقان بـ"نرى" أو بمحذوف نعت "أسهم". تصمي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. تنمي: فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": حرف نفي. نرعوي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن". عن نقض: جار ومجرور متعلقان بـ"نرعوي"، وهو مضاف. أهواؤنا: فاعل لـ"نقض" مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. العزم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "نرى أسهمًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تصمي": في محل نصب نعت اسهمًا باعتبار "نرى" بصرية أو مفعول به ثان باعتبار "نرى" علمية وجملة "لا تنمي": معطوفة على جملة "تصمي". وجملة "لا نرعوي": معطوفة على جملة "نرى". الشاهد فيه قوله: "نقض أهواؤنا العزم" حيث فصل بين المضاف "نقض" والمضاف إليه "العزم" بفاصل هو فاعل للمصدر المضاف "أهواؤنا"، وأصل الكلام: "ولا نرعوي عن نقض العزم أهواؤنا"، والتقدير: لا نرعوي عن أن تنقض عزائمنا أهواؤنا، وهذا ضرورة. 668- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 5/ 49؛ وشرح التصريح 2/ 67؛ وشرح عمدة الحافظ ص493؛ والمقاصد النحوية 3/ 483؛ وهمع الهوامع 2/ 53. شرح المفردات: الهوى: العشق. الطب: العلاج. عدمنا: فقدنا. القهر: الغلبة. الوجد: شدة الحب. الصب: العاشق. المعنى: يقول: لم نجد للهوى علاجًا نافعًا، وكثيرًا ما نجد العشق يقهر العاشق ويمتلك قلبه. الإعراب: "ما": حرف نفي. "إن": زائدة. "رأينا": فعل ماض، و"نا": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "اللهوى": جار ومجرور متعلقان بـ"رأينا" أو بمفعول محذوف لـ"رأينا" تقديره: "رأينا علاجًا =

والأمر في هذا أسهل منه في الفاعل الأجنبي، كما في قوله: أنجب أيام والداه به ... البيت1 ويحتمل أن يكون منه وأن يكون من الفصل بالمفعول قوله "من الوافر": 669- "فإن يكن النكاح أحل شيء" ... فإن نكاحها مطرٌٍ حرام

_ = نافعًا للهوى". "من": حرف جر زائد. "طب": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه مفعول به لـ"رأينا". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "عدمنا": فعل ماضٍ، و"نا" ضمير متصل في محل رفع فاعل. "قهر": مفعول به منصوب. "وجد": فاعل للمصدر "قهر" مرفوع. "صب": مضاف إليه. وجملة: "رأينا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "عدمنا ... " معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد فيه قوله: "قهر وجد صب" حيث فصل بين المضاف. "قهر" والمضاف إليه "صب" بفاعل المضاف "وجد". أي لم نعدم أن يقهر الوجد الصب. 1 تقدم بالرقم 661. 669- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص189؛ والأغاني 15/ 234؛ وأمالي الزجاجي ص81؛ وخزانة الأدب 2/ 151؛ وشرح شواهد المغني 2/ 767، 952؛ وشرح التصريح 2/ 59؛ والعقد الفريد 6/ 81؛ والمقاصد النحوية 1/ 109؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 672. شرح المفردات: النكاح: الزواج. مطر: اسم رجل نافس الشاعر في حب امرأة وظفر بها. المعنى: يقول: إذا كان الزواج من أفضل الأمور المحللة عند الإنسان فإن زواج مطر من هذه المرأة حرام؛ لأنه دونها منزلة. الإعراب: "فإن": الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم "يكن": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط. "النكاح": اسم "يكن" مرفوع. "أحل": خبر "يكن" منصوب، وهو مضاف. "شيء": مضاف إليه مجرور. "فإن": الفاء رابطة جواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل. "نكاحها": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة، بإضافة المصدر إلى فاعله، ويجوز أن تكون مفعوله، فإذا كان فاعله كان: "مطر": المجرورة مفعوله، وإن كان مفعوله كان "مطر" فاعله. "حرام": خبر "إن" مرفوع. وجملة: "إن يكن النكاح ... " بحسب ما قبلها. وجملة "إن نكاحها مطر حرام" في محل جزم جواب الشرط. الشاهد فيه قوله: "نكاحها مطر" حيث يروى برفع "مطر" ونصبه وجره. أما الرفع فعلى أن "نكاحها" مصدر أضيف إلى مفعوله، و"مطر" فاعله، والتقدير: "فإن نكاح مطر إياها". وأما النصب فتأويله أن "نكاحها" مصدر مضاف إلى فاعله، و"مطر" مفعوله. والتقدير: "فإن نكاح مطر هي". وأما رواية الجر، وهي المراد هنا، فعلى أن "النكاح" مصدر مضاف إلى "مطر"، ويحتمل أن يكون "مطر" حينئذ مفعولًا، فيكون قد فصل بين المضاف والمضاف إليه بفاعل المضاف فتطابق رواية نصب "مطر". ويحتمل أن يكون "مطر" في هذه الرواية فاعلًا. فيكون قد فصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، فتطابق رواية رفع "مطر".

بدليل أنه يروى أيضًا بنصب مطر ورفعه، والتقدير: فإن نكاح مطر إياها، أو هي. ومه الفصل بالفعل الملغى، كقوله "من الوافر": 670- بأي تراهم الأرضين حلوا ... "أألدبران أم عسفوا الكفارا" أي: بأي الأرضين، زاده في التسهيل؛ وزاد غيره الفصل بالمفعول لأجله، كقوله "من الوافر": 671- معاود جرأة وقت الهوادي ... أشم كأنه رجل عبوس

_ 670- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 50؛ وشرح التصريح 2/ 60؛ والمقاصد النحوية 3/ 490؛ وهمع الهوامع 2/ 53. اللغة: الدبران: اسم مكان. عسفوا: ركبوا المفازة واجتازوها على غير هدى. الكفارا: اسم مكان. المعنى: يتساءل الشاعر عن أحبائه فيقول: في أي من الأرض حلوا أفي الدبران أم اجتازوا الكفار على غير هدى؟ الإعراب: بأي: جار ومجرور متعلقان بـ"حلوا". تراهم: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت"، و"هم": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. الأرضين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. حلوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أألدبران: "الهمزة": للاستفهام، و"الدبران": مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أحلوا الدبران". أم: حرف عطف. عسفوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكفار: مفعول به منصوب. و"الألف": للإطلاق. وجملة "تراهم ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حلوا": في محل نصب مفعول به لـ"ترى". وجملة "عسفوا": معطوفة على جملة "حلوا". الشاهد فيه قوله: "بأي تراهم الأرضين" حيث فصل بين المضاف "أي" والمضاف إليه "الأرضين" بفاصل "تراهم". وأصل الكلام: "بأي الأرضين حلوا ... " وهذا ضرورة. 671- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 492؛ والمقتضب 4/ 377؛ وهمع الهوامع 2/ 53. ويروى: معاود جرأة وقف الهوادي ... أشم كأنه رجل عبوس وهو بهذه الرواية لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص98؛ والدرر 5/ 50؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 60. اللغة: المعاود: المواظب، أو الذي يعاود الأمر مرة بعد أخرى، وقيل: هنا بمعنى الأسد. الجرأة: الشجاعة. ووقت الهوادي: أي وقت الهدوء عند المهاجرة أو الليل مثلًا؛ الأشم: ارتفاع قصبة الأنف. عبوس: مقطب الجبين. =

أراد: معاود وقت الهوادي جرأة. وحكى ابن الأنباري: "هذا غلامُ إن شاء الله أخيك"، ففصل: بإن شاء الله. ا. هـ. خاتمة: قال في شرح الكافية: المضاف إلى الشيء يتكمل بما أضيف إليه تكمل الموصول بصلته، والصلة لا تعمل في الموصول، ولا فيما قبله؛ فلا يجوز في نحو "أنا مثل ضارب زيدًا" أن يتقدم "زيدًا" على "مثل"، وإن كان المضاف "غيرًا" وقصد بها النفي جاز أن يتقدم عليها معمول ما أضيفت إليه، كما يتقدم معمول المنفي بـ"لا"، فأجازوا: "أنا زيدًا غيرُ ضاربٍ"، كما يقال: أنا زيدًا لا أضرب، ومنه قوله "من البسيط": 672- إن امرأ خصني عمدًا مودته ... على التنائي لعندي غيرُ مكفورِ

_ = المعنى: يقول: "وكأن ذلك الرجل الأشم" الذي يعكر صفو الناس، من أجل جرأته، ويمنع عنهم الاطمئنان في الوقت الذي اعتادوا الهدوء فيه، رجل عبوس الوجه. الإعراب: معاود: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". جرأة: مفعول لأجله منصوب. وقت: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الهوادي. مضاف إليه مجرور. أشم: نعت "معاود" مرفوع. كأنه: حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". رجل: خبر "كأن" مرفوع. عبوس: نعت "رجل" مرفوع بالضمة. وجملة "كأنه رجل عبوس": في محل رفع نعت "أشم". الشاهد فيه قوله: "معاود جرأة وقت" حيث فصل بين المضاف "معاود" والمضاف إليه "وقت" بالمفعول لأجله "جرأة"، وأصل الكلام: "معاود وقت الهوادي جرأة". 672- التخريج: البيت لأبي زبيد الطائي في الدرر 2/ 183، 5/ 18؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 375؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 432؛ وشرح شواهد المغني 2/ 953؛ والكتاب 2/ 134؛ ولسان العرب 7/ "خصص"؛ ورصف المباني ص121، 234؛ وشرح عمدة الحافظ ص223؛ وشرح المفصل 8/ 65؛ ومغني اللبيب 2/ 676. اللغة: خصني عمدًا: فضلني قصدًا. التنائي: البعد والفرقة. مكفور: مغطى ومجحود. المعنى: لست من يجحد مودة رجل خصني بها قصدًا رغم بُعد ما بيننا. الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "امرأ": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "خصني": فعل ماض مبني على الفتح، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". "عمدًا": مفعول مطلق نائب عن المصدر أو حال مؤول بمشتق، بتقدير: "عامدًا" منصوب بالفتحة. "مودته": مفعول به منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة "على التنائي": جار ومجرور بكسرة مقدرة على الياء، متعلقان بـ"خصني". "لعندي": "اللام": لام =

فقدم "عندي" وهو معمول "مكفور" مع إضافة "غير" إليه؛ لأنها دالة على نفي، فكأنه قال: لعندي لا يكفر، ومنه قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} 1 فإن لم يقصد بغير نفي لم يتقدم عليها معمول ما أضيفت إليه؛ فلا يجوز في قولك: "قاموا غيرَ ضاربٍ زيدًا": "قاموا زيدًا غيرَ ضاربٍ"؛ لعدم قصد النفي بغير. هذا كلامه. والله أعلم.

_ = الابتداء، "عند": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، متعلق بـ"مكفور"، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "غير": خبر "إن" مرفوع بالضمة. "مكفور": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "إن امرأ ... ": ابتدائية لا محل لها. وجملة "خصني": في محل نصب صفة لـ"امرأ". والشاهد فيه قوله: "لعندي غير مكفور" حيث تقدم معمول المضاف إليه "مكفور" على المضاف "غير". 1 المدثر: 10.

المضاف إلى ياء المتكلم

المضاف إلى ياء المتكلم: إنما أفرده بالذكر لأن فيه أحكامًا ليست في الباب الذي قبله، أشار إلى ذلك بقوله: 420- آخر ما أضيف لليا اكسر، إذا ... لم يك معتلًّا: كرامٍ، وقذى 421- أو يك كابنين وزيدين؛ فذي ... جميعها اليا بعد فتحها احتذي 422- وتدعم اليا فيه والواو، وإن ... ما قبل واو ضم فاكسره يهن 423- وألفًا سلم، وفي المقصور -عن ... هذيل- انقلابها ياء حسن "آخر ما أضيف لليا اكسر" أي: وجوبا "إذا لم يك معتلًّا": منقوصًا، أو مقصورًا "كرام وقذي أو يك" مثنى أو مجموعًا على حده "كابنين وزيدين؛ فذي" الأربعة "جميعها" آخرها واجب السكون، و"اليا بعد" أي: بعدها "فتحها احتذي" أي: اتبع."وتدغم اليا" من المنقوص والمثنى والمجموع على حده في حالتي جرهما ونصبهما "فيه" أي: في الياء المذكورة، يعني ياء المتكلم "و" كذا "الواو" من المجموع حال رفعه: فتقول: "هذا رامي"، و"رأيت رامي"، و"مررت برامي"، و"رأيت ابني وزيدي"، و"مررت بابني وزيدي"، و"هؤلاء زيدي". والأصل في المثنى والمجموع المنصوبين أو المجرورين: ابنين لي، وزيدين لي، فحذفت النون واللام للإضافة، ثم أدغمت الياء ثم الياء، والأصل في الجمع المرفوع: زيدوي، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء، ثم قلبت الضمة كسرة لتصح الياء، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "أو مخرجي هم"، وقول

الشاعر "من الكامل": 673- أودى بني وأعقبوني حسرة ... عند الرقاد وعبرة لا تقلع هذا إذا كان ما قبل الواو مضمومًا كما رأيت، وإليه أشار بقوله: "وإن ما قبل واو ضم فاكسره يهن" فإن لم ينضم بل انفتح بقي على فتحه، نحو: "مصطفون"، فتقول: "جاء مصطفيَّ"، "وألفًا سلم" من الانقلاب، سواء كانت للتثنية نحو: "يداي"، أو للمحمول على التثنية، نحو: "ثنتاي"، بالاتفاق، أو آخر المقصور، نحو: "عصاي"، على المشهور "وفي المقصور عن هذيل انقلابها ياء حسن" نحو: "عصي"، ومنه قوله "من الكامل": 674- سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم ... فتخرموا ولكل جنب مصرع

_ 673- التخريج: البيت لأبي ذؤيب في شرح أشعار الهذليين ص6؛ وخزانة الأدب 1/ 420؛ وشرح التصريح 2/ 61؛ وشرح شواهد المغني 1/ 262؛ ولسان العرب 1/ 613 "عقب"؛ والمقاصد النحوية 3/ 498. شرح المفردات: أودى: هلك. أعقبوني: أورثوني. الحسرة: الحزن. الرقاد: النوم. لا تقلع: لا تفارق. العبرة: الدمعة. المعنى: يقول: هلك بني مخلفين لي، عندما أخلو إلى نفسي، الحزن والأسى والدموع التي لا تنقطع. الإعراب: "أودى": فعل ماض. "بني": فاعل مرفوع بالواو المنقلبة ياء والمدغمة مع ياء المتكلم لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "وأعقبوني". الواو حرف عطف، "أعقبوني": فعل ماض والواو ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول. "حسرة": مفعول به ثان منصوب. "عند": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"أعقب"، وهو مضاف، "الرقاد": مضاف إليه مجرور. "وعبرة": الواو حرف عطف، "عبرة": معطوف على "حسرة" منصوب. "لا": حرف نفي. "تقلع": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". وجملة: "أودى بني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أعقبوني" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تقلع" في محل نصب نعت "عبرة". الشاهد فيه قوله: "بني" حيث قلبت واو الجمع ياء عند إضافتها إلى ياء المتكلم. 674- التخريج: البيت لأبي ذؤيب في إنباه الرواة 1/ 52؛ والدرر 5/ 51؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 700؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 7؛ وشرح شواهد المغني 1/ 262؛ وشرح المفصل 3/ 33؛ وكتاب اللامات ص98؛ ولسان العرب 15/ 372 "هوا"؛ والمحتسب 1/ 76؛ والمقاصد النحوية 3/ 493؛ وهمع الهوامع 2/ 53؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 199؛ وجواهر الأدب ص177؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص52؛ وشرح ابن عقيل ص408؛ والمقرب 1/ 217. =

وحكى هذه اللغة عيسى بن عمر عن قريش، وقرأ الحسن: "يا بشريَّ". تنبيهان: الأول: يستثنى مما تقدم ألف "لدى" وعلى الاسمية، فإن الجميع اتفقوا على قلبها ياء1، ولا يختص بياء المتكلم، بل هو عام في كل ضمير، نحو: "لديه"، و"عليه"، ولدينا وعلينا. الثاني: يجوز إسكان الياء وفتحها مع المضاف الواجب كسر آخره، وهو ما سوى الأربع المستثنيات، وذلك أربعة أشياء: المفرد الصحيح، نحو: "غلامي" و"فرسي"، والمعل الجاري مجراه نحو: "ظبيي"، و"دلوي"، وجمع التكسير نحو: "رجالي"، و"هنودي" وجمع السلامة لمؤنث نحو: "مسلماتي". واختلف في الأصل منهما: فقيل

_ = اللغة: شرح المفردات: هوي: أصلها "هواي" قلب الألف ياء، على لغة هذيل، وأدغمها في الياء الثانية وهي بمعنى: ما تهواه النفس. أعنقوا: أسرعوا. تخرموا: أخذهم الموت. لكل جنب مصرع: أي: لكل إنسان مكان يموت فيه. المعنى: يقول: إنهم سبقوني مسرعين إلى ما كنت أرغب فيه، أي الموت، ثم عزى نفسه بقوله: إن كل نفس ذائقة الموت، ولكل إنسان مكان يموت فيه لا يستطيع أن يفر منه. الإعراب: سبقوا: فعل ماض مبني على الضمة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل هوي: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف المقلوبة ياء للتعذر، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وأعنقوا: الواو حرف عطف، "أعنقوا" فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. لهواهم: اللام حرف جر، "هواهم": اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. وهو مضاف. و"هم" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل:أعتقوا" فتخرموا: الفاء حرف عطف، "تخرموا": فعل ماضٍ للمجهول مبني على الضم، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. ولكل: الواو حالية، "لكل": اللام حرف جر. "كل" اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ. وهو مضاف. جنب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. مصرع: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة: "سبقوا هوي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أعنقوا" معطوفة على جملة "سبقوا". وجملة: "تخرموا" معطوفة على جملة "أعنقوا" وجملة: "أعنقوا" وجملة: "لكل جنب مصرع" في محل نصب على الحال. الشاهد فيه قوله: "هوي"، وأصله "هواي"، فقلب الألف ياء على لغة هذيل، وأدغمها بالياء الثانية، وهي ياء المتكلم، وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "تخروا" فهو فعل ماضٍ مبدوء بتاء زائدة، فلما بناه للمجهول، وضم أوله أتبع ثانيه لأوله، فضم التاء والخاء معًا، وهذا حكم كل فعل مبدوء بتاء زائدة عندما يبنى للمجهول. 1 ومن العرب من يقول "لداي"، و"لواي".

الإسكان، وقيل: الفتح. وجمع بينهما بأن الإسكان أصل أول؛ إذ هو الأصل في كل مبني، والفتح أصل ثان؛ إذ هو الأصل فيما هو على حرف واحد. وقد تحذف هذه الياء وتبقى الكسرة دليلًا عليها، وقد يفتح ما وليته فتقلب ألفًا، وربما حذفت الألف وبقيت الفتحة دليلًا عليها: فالأول كقوله "من البسيط": 675- خليل أملك مني للذي كسبت ... يدي وما لي فيما يقتني طمع والثاني كقوله "من الوافر": 676- أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى أما ويرويني النقيع

_ 675- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: الخليل: الصديق الوفي. أملك: أفعل تفضيل من ملك، أي: أشد قدرة على الامتلاك. كسبت يدي: جمعت، ربحت. اقتنى: ملك. المعنى: يقول: إنه إذا ملك شيئًا من المال أو نحوه لم يكن له وحده الحق في التصرف فيه كما يشاء، وإنما يجعل لصديقه منه أكثر مما يجعله لنفسه، وإذا ملك صديقه شيئًا من ذلك فإنه لا يطمع فيه. الإعراب: خليل: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، و"الياء": المحذوفة ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أملك: خبر المبتدأ مرفوع. مني: جار ومجرور متعلقان بـ"أملك". للذي: جار ومجرور متعلقان بـ"أملك". كسبت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. يدي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وما: "الواو": حرف عطف، و"ما": حرف نفي. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. فيما: جار ومجرورمتعلقان بـ"طمع". يقتني: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". طمع: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. وجملة "خليل أملك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كسبت يدي": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما لي طمع": معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "يقتني": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "خليل" حيث حذف ياء المتكلم مكتفيا بكسر ما قبلها للدلالة عليها. 676- التخريج: البيت لنقيع أو لنفيع بن جرموز في المؤتلف والمختلف ص195؛ ونوادر أبي زيد ص19؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 54؛ وشرح عمدة الحافظ ص512؛ ولسان العرب 8/ 360 "نقع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 247؛ والمقرب 1/ 217، 2/ 206؛ وهمع الهوامع 2/ 53. اللغة: أطوف: أتجول، النقيع: المحض من اللبن. آوى: ألجأ. الإعراب: أطوف: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا" ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به، أو نعت لمصدر محذوف يقع مفعولًا مطلقًا. أطوف: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". ثم: حرف عطف. آوى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير =

أراد: إلى أمي، والثالث كقوله "من الوافر": 677- ولست بمدرك ما فات مني ... بلهف ولا بليت ولا لو أني

_ = مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". إلى: حرف جر. أما: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة المنقلبة ألفًا، وهو مضاف، و"الياء": المنقلبة ألفًا في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بـ"آوي". ويرويني: "الواو": حرف عطف، "يرويني": فاعل مضارع مرفوع، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. النقيع: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "أطوف ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أطوف": الثانية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "آوي": معطوفة على الجملة الأولى. وجملة "يرويني": معطوفة على جملة "آوي". الشاهد فيه قوله: "أما" حيث قلبت ياء المتكلم إلى ألف، والأصل "أمي" بعد أن قلبت الكسرة التي قبل الياء إلى فتحة. 677- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 63، 179؛ والإنصاف 1/ 390؛ وأوضح المسالك 4/ 37؛ وخزانة الأدب 1/ 131؛ والخصائص 3/ 135؛ ورصف المباني ص288؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 521، 2/ 728؛ وشرح عمدة الحافظ ص512؛ ولسان العرب 9/ 321 "لهف"؛ والمحتسب 1/ 277؛ والمقاصد النحوية 4/ 248؛ والمقرب 1/ 181، 2/ 201؛ والممتع في التصريف 2/ 622. اللغة: شرح المفردات: أدرك الشيء: ناله. فات: انقضى. اللهف: التحسر، ويلهف: أي أن يقول "يا لهف". بليت: أي يا ليت. المعنى: يقول: ليس باستطاعته أن يعيد ما مضى بالتلهف أو بقوله: "يا ليت". الإعراب: ولست: الواو بحسب ما قبلها، "لست" فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ليس". بمدرك: الباء حرف جر زائدة، "مدرك": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس". وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ"مدرك". فات: فعل ماضٍ مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". مني: حرف جر، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "فات" بلهف: الباء حرف جر، والمجرور محذوف تقديره: "قولي": يا لهفا"، والجار والمجرور متعلقان بـ"مدرك"، و"لهف": منادى منصوب لأنه أضيف إلى ياء المتكلم المحذوفة، وعوض عنها بالألف التي حذفت أيضًا، وبقيت الفتحة للدلالة عليها. ولا: الواو: حرف عطف، و"لا": حرف نفي. بليت: الباء حرف جر والمجرور محذوف تقديره: "قولي": يا ليتني"، والجار والمجرور متعلقان بـ"مدرك"، و"يا": حرف نداء، والمنادى محذوف ليت، حرف مشبه بالفعل، واسم "ليت، وخبرها محذوف تقديره: "ليتني فعلت ... "، ولا: الواو حرف عطف، و"لا": حرف نفي. لو: حرف امتناع لامتناع. أني: حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل في محل نصب اسم "إن"، وخبرها محذوف. وجملة: "لست بمدرك ... " معطوفة على جملة سابقة. وجملة "فات" صلة الموصول لا محل لها من =

وأما ياء المتكلم المدغم فيها بالفصيح الشائع فيها الفتح كما مر، وكسرها لغة قليلة حكاها أبو عمرو بن العلاء والفراء وقطرب وبها قرأ حمزة: "ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيِّ"1. وكسر ياء "عصاي" الحسن وأبو عمرو في شاذه، وهو أضعف من الكسر مع التشديد. خاتمة: في المضاف إلى ياء المتكلم أربعة مذاهب: أحدها: أنه معرب بحركات مقدرة في الأحوال الثلاثة، وهو مذهب الجمهور. والثاني: أنه معرب في الرفع والنصب بحركة مقدرة، وفي الجر بكسرة ظاهرة، واختاره في التسهيل. والثالث: أنه مبني، وإليه ذهب الجرجاني وابن الخشاب. والرابع: أنه لا معرب ولا مبني، وإليه ذهب ابن جني. وكلا هذين المذهبين بَيِّنُ الضعف. والله أعلم.

_ = الإعراب. وجملة "يا لهفا" في محل نصب مفعول به. وجملة "يا ليت" في محل نصب مفعول به. وجملة "أن" وما بعدها المؤولة بمصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف هو شرط "لو" تقديره: "لو ثبت فعلي كذا ... ", وجوابها محذوف. الشاهد فيه قوله: "بلهف" و"بليت" فإن كلا منهما منادى بحرف نداء محذوف، وأصل كل منهما مضاف إلى ياء المتكلم، ثم قلبت ياء المتكلم في كل منهما ألفًا بعد أن قلبت الكسرة التي قبلها فتحة، ثم حذفت من كل منهما الألف المنقلبة عن ياء المتكلم، واكتفي بالفتحة التي قبلها. وهذا مما أجزاه الأخفش مستدلًا بهذا البيت على ما ذهب إليه من الجواز. 1 إبراهيم: 22.

إعمال المصدر

إعمال المصدر: "إعمال المصدر عمل فعله": 424- بفعله المصدر ألحق في العمل ... مضافًا، أو مجردًا، أو مع أل 425- إن كان فعل مع "أن" أو "ما" يحل ... محله، ولا سم مصدر عمل "يفعله المصدر ألحق في العمل" تعديًا ولزومًا، فإن كان فعله المشتق منه لازمًا فهو لازم، وإن كان متعديًا فهو متعدٍّ إلى ما يتعدى إليه: بنفسه، أو بحرف جر. "الفرق بين المصدر والفعل": تنبيه: يخالف المصدر فعله في أمرين: الأول: أن في رفعه النائب عن الفاعل خلافًا، ومذهب البصريين جوازه، وإليه ذهب في التسهيل. الثاني: أن فاعل المصدر يجوز حذفه بخلاف فاعل الفعل، وإذا حذف لا يتحمل ضميره، خلافًا لبعضهم. واعلم أنه لا فرق في إعمال المصدر عمل فعله بين كونه "مضافًا أو مجردًا أو مع أل"، لكن إعمال الأول أكثر، نحو: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} 1، والثاني أقيس، نحو: {أَوْ

_ 1 البقرة: 251؛ والحج: 40.

إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا} 1، وقوله "من الوافر": 678- بضربٍ بالسيوفِ رءوسَ قوم ... "أزلنا هامهن عن المقيل" وإعمال الثالث قليل، كقوله "من المتقارب": 679- ضعيفُ النكايةِ أعداءَهُ ... "يخال الفرار يراخي الأجل"

_ 1 البلد: 14، 15. 678- التخريج: البيت للمرار بن منقذ التميمي في المقاصد النحوية 3/ 499؛ وبلا نسبة في شرح أبيات سيبويه 1/ 393؛ وشرح المفصل 6/ 61؛ واللمع ص270؛ والمحتسب 1/ 219؛ والكتاب 1/ 190. اللغة: الهام: ج الهامة، الرأس. الإعراب: "بضرب": جار ومجرور متعلقان بـ"أزلنا". "بالسيوف": جار ومجرور متعلقان بـ"ضرب". "رءوس": مفعول به للمصدر "ضرب"، وهو مضاف. "قوم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أزلنا": فعل ماض، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "هامهن": مفعول به منصوب، وهو مضاف، "هن" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "عن المقبل": جار ومجرور متعلقان بـ"أزلنا". الشاهد فيه قوله: "بضرب ... رءوس" حيث عمل المصدر المنون عمل فعله، فنصب مفعولًا به. 679- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 208؛ وخزانة الأدب 8/ 127؛ والدرر 5/ 252؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 394؛ وشرح التصريح 2/ 63؛ وشرح شواهد الإيضاح ص136؛ وشرح ابن عقيل ص411؛ وشرح المفصل 6/ 59، 64؛ والكتاب 1/ 192؛ والمقرب 1/ 131؛ والمنصف 3/ 71؛ وهمع الهوامع 2/ 93. اللغة والمعنى: النكاية: إغضاب الغير وقهره. القرار: الهرب. يراخي الأجل: يبعد الموت. يقول: إنه جبان، لا يقهر الأعداء، ويعتمد على الهرب ظنا منه بأنه يبعد الموت. الإعراب: ضعيف: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو"، وهو مضاف. النكاية: مضاف إليه مجرور أعداءه: مفعول به للمصدر "النكاية" منصوب، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. يخال: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: هو. الفرار: مفعول به منصوب. يراخي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: هو. الأجل: مفعول به منصوب، وسكن للضرورة الشعرية. وجملة "ضعيف النكاية" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يخال الفرار" الفعلية في محل رفع خبر ثان. وجملة "يراخي الأجل" الفعلية في محل نصب حال أو مفعول به ثان لـ"يخال". والشاهد فيه قوله: "النكاية أعداءه" حيث نصب بالمصدر المقترن بـ"أل"، وهو قوله: "النكاية"، مفعولًا به، وهو قوله: "أعداء".

وقوله "من الطويل": لقد علمت أولى المغيرة أنني ... كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا1 وقوله "من الطويل": 680- فإنك والتأبين عروةَ بعدما ... دعاك وأيدينا إليه شوارع وقد أشار إلى ذلك في النظم بالترتيب. تنبيه: لا خلاف في إعمال المضاف، وفي كلام بعضهم ما يشعر بالخلاف، والثاني أجازه البصريون ومنعه الكوفيون، فإن وقع بعده مرفوع أو منصوب فهو عندهم بفعل مضمر. وأما الثالث فأجازه سيبويه ومن وافقه، ومنعه الكوفيون وبعض البصريين. "إن كان فعل مع "أن" أو "ما" يحل محله" أي: المصدر إنما يعمل في موضعين: الأول: أن يكون بدلًا من اللفظ بفعله، نحو: "ضربًا زيدًا" وقوله: فندلًا زريقُ المالَ ندلَ الثعالبِ2 وقوله "من البسيط": 681- يا قابل الثوب غفرانًا مآثمَ قد ... أسلفتها أنا منها خائف وجل

_ 1 تقدم بالرقم 409. 680- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص697؛ ولسان العرب 8/ 404 "وقع"؛ والمقاصد النحوية 3/ 524. الإعراب: "فإنك": الفاء بحسب ما قبلها، "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن" و"التأبين": الواو حرف عطف، "التأبيين": معطوف على الكاف منصوب. "عروة": مفعول به للمصدر "التأبين". "بعدما": ظرف زمان متعلق بـ"التأبين"، "ما": مصدرية. "دعاك": فعل ماض، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "وأيدينا": الواو حالية، "أيدينا": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "إليه": جار ومجرور متعلقان بـ"شوارع". "شوارع": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "إنك ... " بحسب ما قبلها. وجملة "دعاك" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وأيدينا ... " في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "والتأبين عروة" حيث نصب المصدر المقترن بـ"أل" مفعولًا به. 2 تقدم بالرقم 14. 681- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.

فـ"زيدًا" و"المال"، و"مآثم": نصب بالمصدر لا بالفعل المحذوف على الأصح. والثاني: أن يصح تقديره بالفعل مع الحرف المصدري: بأن يكون مقدرًا بـ"أن" والفعل" أو بـ"ما" والفعل، وهو المراد هنا، فيقدر بـ"أن" إذا أريد المضي أو الاستقبال، نحو: "عجبت من ضربك زيدًا -أمس، أو غدًا"، والتقدير: من أن ضربت زيدًا أمس، أو من أن تضربه غدًا، ويُقدر بـ"ما" إذا أريد الحال، نحو: "عجبت من ضربك زيدًا الآن"، أي: مما تضربه. تنبيهات: الأول: ذكر في التسهيل مع هذين الحرفين "أن" المخففة نحو: "علمت ضربك زيدًا"، فالتقدير: علمت أن قد ضربت زيدًا، فـ"أنْ" مخففة لأنها واقعة بعد علم، والموضع غير صالح للمصدرية. الثاني: ظاهر قوله: "إن كان" أن ذلك شرط لازم، وقد جعله في التسهيل غالبًا. وقال في شرحه: وليس تقديره بأحد الثلاثة شرطًا في عمله، ولكن الغالب أن يكون كذلك، ومن وقوعه غير مقدر بأحدها قول العرب: "سمع أذنى أخاك يقول ذلك".

_ = اللغة: التوب: التوبة، الرجوع إلى الرب: الغفران: الصفح. المآثم: ج المأثم، وهو الذنب. أسلفتها: قدمتها. الوجل: شديد الخوف. المعنى: يضرع الشاعر إلى ربه، ويقول: يا من يقبل التوبة من عباده، اغفر لي الذنوب التي اقترفتها؛ لأنني شديد الخوف من عقابك. الإعراب: يا: حرف نداء. قابل: منادى منصوب، وهو مضاف. التوب: مضاف إليه مجرور غفرانًا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "اغفر غفرانًا" مآثم: مفعول به لـ"غفرانًا" منصوب. قد حرف تحقيق. أسلفتها: فعل ماضٍ، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها" ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. منها: جار ومجرور متعلقان بـ"خائف". خائف: خبر المبتدأ مرفوع. وجل: خبر ثان مرفوع. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أسلفتها": في محل نصب نعت "مآثم". وجملة "أنا خائف": استئنافية لا محل لها من الإعراب، أو في محل نصب نعت "مآثم". الشاهد فيه قوله: "غفرانًا مآثم" حيث ناب المصدر "غفرانًا" مناب فعل الدعاء فنصب مفعولًا به "مآثم"، والتقدير: "اغفر غفرانًا".

"شروط إعمال المصدر": الثالث: لإعمال المصدر شروط ذكرها في غير هذا الكتاب: أحدها: أن يكون مظهرا، فلو أضمر لم يعمل خلافًا للكوفيين، وأجاز ابن جني في الخصائص والرماني إعماله في المجرور وقياسه في الظرف. ثانيها: أن يكون مكبرًا، فلو صغر لم يعمل. ثالثها: أن يكون غير محدود، فلو حد بالتاء لم يعمل، وأما قوله "من الطويل": 682- يحايي به الجلد الذي هو حازم ... بضربه كفيه الملا نفس راكب فشاذ. رابعها: أن يكون غير منعوب قبل تمام عمله، فلا يجوز: "أعجبني ضربك المبرح زيدًا"؛ لأن معمول المصدر بمنزولة الصلة من الموصول فلا يفصل، بينهما. فإن ورد ما يوهم.

_ 682- التخريج: البيت بلا نسبة في حاشية يس 2/ 62؛ والدرر 5/ 243؛ والمقاصد النحوية 3/ 527. اللغة: شرح المفردات: يحايي: أي يحيى، ينعش. الجلد: القادر على تحمل المصاعب. الحازم: الضابط لأموره. الملا: التراب. المعنى: كثرت شروحات هذا البيت، وخلاصتها أن الشاعر يصف رجلًا كان معه ماء، فجاء به إلى آخر عطشان، وتيمم بدلًا من أن يتوضأ، وبذلك أحيا الرجل العطش الذي كان بحاجة إلى ذلك الماء. وهكذا يكون الرجل الجلد والحازم يحيي نفس الراكب بالماء الذي كان معه. الإعراب: يحايي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. به: الباء حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "يحايي". الجلد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. الذي: اسم موصول مبني في محل رفع نعت "الجلد". هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. حازم: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. بضربة: الباء حرف جر، "ضربة": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "يحايي"، وهو مضاف. كفيه: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الملا: مفعول به لـ"ضربة" منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. نفس: مفعول به لـ"يحايي" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. راكب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "هو حازم" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بضربة كفيه الملا"، فإن "ضربة" مصدر محدود أضيف إلى فاعله، ونصب "الملا" وهو مفعوله، وهذا النصب شاذ؛ لأن المصدر المحدود لا يعمل، فإذا ورد حكم بشذوذه.

ذلك قدر فعل بعد النعت يتعلق به المعمول المتأخر، فلو نعت بعد تمامه لم يمنع، والأولى أن يُقال "غير متبوع" بدل "غير منعوت"؛ لأن حكم سائر التوابع حكم النعت في ذلك. خامسها: أن يكون مفردًا. وأما قوله "من البسيط": 683- قد جربوه فما زادت تجاربهم ... أبا قدامةَ إلا المجدَ والفنعا فشاذ. وليس من الشروط كونه بمعنى الحال أو الاستقبال؛ لأنه يعمل لا لشبهة بالفعل بل لأنه أصل الفعل، بخلاف اسم الفاعل فإنه يعمل لشبهه بالمضارع، فاشترط كونه حالًا أو مستقبلًا؛ لأنهما مدلولا المضارع.

_ 683- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص159؛ وتذكرة النحاة ص463؛ وشرح عمدة الحافظ ص694؛ ولسان العرب 1/ 261 "جرب"، 8/ 257 "فنع"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 394؛ والخصائص 2/ 208. اللغة: جربوه: اختبروه. أبو قدامة: هو الممدوح هوذة بن علي الحنفي. الحزم: ضبط الأمور. الفنع: الفضل والكرم. المعنى: يقول: لقد اختبروه في المواقف الصعبة، فوجدوه سديد الرأي شديد البأس. الإعراب: قد: حرف تحقيق. جربوه، فعل ماض، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. فما: "الفاء": حرف عطف، و"ما": نافية. زادت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. تجاربهم: فاعل مرفوع. وهو مضاف و"هم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أبا: مفعول به، وهو مضاف. قدامة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. إلا: حرف استثناء. المجد: مفعول به منصوب والقنعا: "الواو": حرف عطف، و"الفنعا": معطوف على "المجد" منصوب، و"الألف" للإطلاق. وجملة "قد جربوه": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما زادت تجاربهم": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "ما زادت تجاربهم أبا قدامة إلا المجد والقنعا" حيث اجتمع عاملان، أحدهما الفعل "زادت" والآخر اسم المصدر "تجاربهم"، وتأخر عنهما معمولان "أبا قدامة" و"المجد" فالأول مطلوب لكل منهما، والآخر مطلوب لواحد منهما. فالأول -في نظر النحاة- يدخل في باب التنازع، وعامله الثاني مع حذف ما يقتضيه العامل الأول لكونه فضله، ولم يجوزوا أن يكون عامله الأول لأنه لو أعمل الأول لكان يجب أن يعمل العامل الثاني في ضمير المعمول.

"إعمال اسم المصدر": "ولاسم مصدر عمل" واسم المصدر هو: ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه وخالفه بخلوه -لفظًا وتقديرًا دون عوض- من بعض ما في فعله، كذا عرفه في التسهيل فخرج، نحو: "قتال" فإنه خلا من ألف "قاتل" لفظًا لا تقديرًا، ولذلك نُطق بها في بضع المواضع، نحو: قائل قيتالًا، وضارب ضيرابًا، لكنها انقلبت ياء لانكسار ما قبلها، ونحو: "عدة" فإنه خلا من واو وعد لفظًا وتقديرًا، ولكن عوض منها التاء؛ فهما مصدران لا اسما مصدر، بخلاف الوضوء والكلام من قولك توضأ وضوءًا وتكلم كلامًا فإنهما اسما مصدر، لا مصدران، لخلوهما لفظًا وتقديرًا من بعض ما في فعلهما، وحق المصدر أن يتضمن حروف فعله بمساواة، نحو: "توضأ توضؤا"، وبزيادة، نحو: "أعلم إعلامًا". "أنواع اسم المصدر": ثم اعلم أن اسم المصدر على ثلاثة أنواع: علم، نحو: "يسار"، و"فجار"، و"برة"، وهذا لا يعمل اتفاقًا. وذي ميم مزيدة لغير مفاعلة كالمضرب والمحمدة، وهذا كالمصدر اتفاقًا. ومنه قوله "من الكامل": 684- أظلوم إن مصابَكم رجلًا ... أهدى السلام تحية ظلم

_ 684- التخريج: البيت للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه ص91؛ والاشتقاق ص99، 151؛ والأغاني 9/ 225؛ وخزانة الأدب 1/ 454؛ والدرر 5/ 258؛ ومعجم ما استعجم ص504؛ وللعرجي في ديوانه ص193؛ ودرة الغواص ص96؛ ومغني اللبيب 2/ 538؛ وللحارث أو للعرجي في إنباه الرواة 1/ 248؛ وشرح التصريح 2/ 64؛ وشرح شواهد المغني 2/ 892؛ والمقاصد النحوية 3/ 502؛ ولأبي دهبل الجمحي في ديوانه ص66؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 226؛ وأوضح المسالك 3/ 210؛ وشرح عمدة الحافظ ص731؛ ومجالس ثعلب ص270؛ ومراتب النحويين ص127؛ وهمع الهوامع 2/ 94. اللغة والمعنى: ظلوم: اسم امرأة. مصابكم: أي إصابتكم. يقول: يا ظلوم، إن مقابلة تحية إنسان بالجفاء والأذى تجن وظلم. الإعراب: أظلوم: الهمزة: للنداء، ظلوم: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء. إن: حرف مشبه بالفعل. مصابكم: اسم "إن" منصوب، وهو مضاف، و"كم": في محل جر بالإضافة. =

والاحتراز بغير مفاعلة، من نحو: "مضاربة" من قولك: "ضارب مضاربة" فإنها مصدر. وغير هذين -وهو مراد الناظم- فيه خلاف، فمنعه البصريون، وأجازه الكوفيون والبغداديون، ومنه قوله "من الوافر": 685- أكفرًا بعد رد الموت عني ... وبعد عطائك المائةَ الرتاعا

_ = رجلًا: مفعول به للمصدر الميمي "مصابكم" منصوب. أهدى: فعل ماض، والفاعل: هو. السلام: مفعول به منصوب. تحية: مفعول لأجله منصوب، أو مفعول مطلق. ظلم: خبر "إن" مرفوع. وجملة "أظلوم" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "إن مصابكم رجلًا ظلم" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "أهدى السلام" الفعلية في محل نصب نعت "رجلًا". والشاهد فيه قوله: "مصابكم رجلًا" حيث أعمل الاسم الدال على المصدر عمل المصدر لكونه ميميًَّا، فقد أضاف "مصاب" إلى فاعله. وهو كاف الخطاب، ثم نصب به مفعوله، وهو قوله: "رجلًا"، وكأنه قد قال: إن إصابتكم رجلًا. 685- التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص37؛ وتذكرة النحاة ص456؛ وخزانة الأدب 8/ 136، 137؛ والدرر 3/ 62؛ وشرح التصريح 2/ 64؛ وشرح شواهد المغني 2/ 489؛ وشرح عمدة الحافظ ص695؛ ولسان العرب 9/ 141 "رهف"، 15/ 69 "عطا"؛ ومعاهد التنصيص 1/ 179؛ والمقاصد النحوية 3/ 505؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 411؛ وأوضح المسالك 3/ 211؛ والدرر 5/ 262؛ وشرح ابن عقيل ص414؛ ولسان العرب 8/ 163 "سمع"، 15/ 138 "غنا"؛ وهمع الهوامع 1/ 188، 2/ 95. اللغة والمعنى: الكفر: جحود النعمة. الرتاع: ج الراتعة، وهي الإبل السمينة التي ترتع في خصب وسعة. يقول: أمن المعقول أن أجحد نعمتك بعد أن دفعت عني الموت "أي أطلقتني من الأسر" وأعطيتني مائة من الإبل السمينة؟! الإعراب: أكفرًا: الهمزة: للاستفهام، كفرًا: مفعول مطلق منصوب. بعد: ظرف متعلق بـ"كفرًا"، وهو مضاف. رد: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور. عني: جار ومجرور متعلقان بـ"رد". وبعد: الواو: حرف عطف. بعد: معطوف على "بعد" السابقة، وهو مضاف. عطائك: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والكاف: في محل جر بالإضافة. المائة: مفعول به لاسم المصدر "عطاء" منصوب. الرتاعا: نعت "المائة" منصوب، والألف: للإطلاق. وجملة " ... كفرًا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية تقديرها "أكفر كفرًا" أو "أضمر كفرًا". والشاهد فيه قولك: "عطائك المائة" فقد عمل اسم المصدر الذي هو "عطاء" عمل الفعل، فنصب المفعول الذي هو قوله "المائة" بعد إضافته لفاعله، وهو ضمير المخاطب.

وقوله "من الوافر": 686- بعشرتك الكرامَ تعد منهم ... "فلا ترين لغيرهم الوفاء" وقوله "من البسيط": 687- قالوا: كلامك هندًا وهي مصغية ... يشفيك؟ قلت: صحيح ذاك لو كانا

_ 686- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 527. اللغة: العشرة: المخالطة. الألوف: الكثير المؤانسة. الإعراب: "بعشرتك": جار ومجرور متعلقان بـ"تعد"، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الكرام": مفعول به. "تعد": فعل مضارع للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: "أنت". "منهم": جار ومجرور متعلقان بـ"تعد". "فلا": الفاء استئنافية، "لا": ناهية. "ترين": فعل مضارع للمجهول مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت" لغيرهم": جار ومجرور متعلقان بـ"ألوفا"، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة "الوفاء": مفعول به ثان لـ"ترى". وجملة: "تعد" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا ترين" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بعشرتك الكرام" حيث عمل اسم المصدر "عشرة" المضاف إلى فاعله "الكاف"، عمل فعله، فنصب مفعولًا به "الكرام". 687- التخريج: لم أقع عليه في ما عدت إليه من مصادر. اللغة والمعنى: كلامك: أي تكليمك. مصغية: مستمعة إلى الكلام. يشفيك: يزيل عنك الهم. كان: حصل. يجيب الشاعر الذين سألوه عما إذا أصغت هند لكلامه هل يُشفى من تباريح الوجد، فيقول: صحيح ذاك لو حصل. الإعراب: قالوا: فعل ماضٍ مبني على الضم، والواو: فاعل. كلامك: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. والكاف: مضاف إليه. هندًا: مفعول به لاسم المصدر. وهي: الواو حالية، هي: ضمير منفصل ... مبتدأ. مصغية: خبر للمبتدأ. يشفيك: فعل مضارع مرفوع. والفاعل ... هو، والكاف: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. قلت: فعل ماضٍ مبني على السكون. والتاء: فاعل. صحيح: خبر مقدم للمبتدأ. ذاك: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ مؤخر. لو: حرف امتناع لامتناع. كانا: فعل ماضٍ تام، والفاعل: هو، والألف: للإطلاق. وجملة "قالوا ... " الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كلامك هندًا ... " الاسمية في محل نصب مفعول به. وجملة "هي مصغية" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "يشفيك" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ "كلام". و"قلت ... " الفعلية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "صحيح ذاك". =

وقوله "من الطويل": 688- لأن ثوابَ الله كلَّ موحد ... جنان من الفردوس فيها يخلد وقول عائشة رضي الله عنها: "من قبلةِ الرجلِ زوجتَهُ الوضوءُ". تنبيه: إعمال اسم المصدر قليل، وقال الصيمري: إعماله شاذ، وقد أشار الناظم إلى قلته بتنكير "عمل".

_ = الاسمية في محل نصب مفعول به. وجملة "كانا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها فعل شرط غير جازم. وجملة جواب الشرط غير الجازم محذوفة تقديرها: لو حصل ذلك لكان صحيحًا. والشاهد فيه قوله: "كلامك هندًا" فإن "كلام"، هنا، اسم مصدر عمل عمل المصدر، فرفع فاعلًا، وهو الكاف في "كلامك"، ونصب مفعولًا به هو قوله: "هندًا". 688- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص339؛ والدرر 5/ 263؛ وشرح عمدة الحافظ ص694؛ ولسان العرب 6/ 164 "فردوس"؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 95. اللغة والمعنى: الثواب: الجزاء. الموحد: المؤمن بإله واحد. الفردوس: الجنة. يقول: إن الله قد جعل جنته ثوابًا للموحدين خالدين فيها. الإعراب: لأن: اللام: حرف جر، أن: حرف مشبه بالفعل. ثواب: اسم "أن" منصوب، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. كل: مفعول به لـ"ثواب"، وهو مضاف. موحد: مضاف إليه مجرور. جنان: خبر "أن" مرفوع. والمصدر المؤول من "أن" واسمها وخبرها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نعبد" الوارد في البيت قبل هذا البيت الشاهد. من الفردوس: جار ومجرور متعلقان بنعت لـ"جنان". فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"يخلد". يخلد: فعل مضارع للمجهول مرفوع. ونائب الفاعل: هو. وجملة "يخلد" في محل رفع نعت "جنان". والشاهد فيه قوله: "ثواب الله كل موحد" حيث أعمل اسم المصدر، وهو قوله: "ثواب"، عمل الفعل، فنصب المفعول به، وهو "كل".

"أحوال المصدر المضاف": 426- وبعد جره الذي أضيف له ... كمل بنصب أو برفع عمله اعلم أن للمصدر المضاف خمسة أحوال: الأول: أن يضاف إلى فاعله ثم يأتي مفعوله: نحو: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} 1. الثاني: عكسه، نحو: "أعجبني شربُ العسلِ زيدٌ". ومنه قوله "من البسيط": 689- "أفنى تلادي وما جمعت من نشب" ... قرعُ القواقيزِ أفواه الأباريق

_ 1 البقرة: 251؛ والحج: 40. 689- التخريج: البيت للأقيشر الأسدي في ديوانه ص60؛ والأغاني 11/ 259؛ وخزانة الأدب 4/ 491؛ والدرر 5/ 256؛ وشرح التصريح 2/ 64؛ وشرح شواهد المغني 2/ 891؛ والشعر والشعراء ص565؛ ولسان العرب 5/ 396 "قفز"؛ والمؤتلف والمختلف ص56؛ والمقاصد النحوية 3/ 508؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص338؛ والإنصاف 1/ 233؛ وأوضح المسالك 3/ 212؛ واللمع ص271؛ ومغني اللبيب 2/ 536؛ والمقتضب 1/ 21؛ والمقرب 1/ 130؛ وهمع الهوامع 2/ 94. اللغة والمعنى: التلاد: الأصلي القدم من المال والمواشي ونحوها. النشب؛ الثابت من الأموال كالدور والأراضي. القواقيز: ج القاقوزة. وهي القدح. يقول: إن إدماني على شرب الخمر من أفواه الأباريق أدى إلى إتلاف ما جمعت من أموال وعقارات. الإعراب: أفنى: فعل ماض. تلادي: مفعول به منصوب، وهو مضاف والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. وما: الواو: حرف عطف، ما: اسم موصول معطوف على "تلادي" في محل نصب مفعول به. جمعت: فعل ماض، والتاء، فاعل. من نشب: جار ومجرور متعلقان بـ"جمعت". قرع: فاعل مرفوع، وهو مضاف. القواقيز: مضاف إليه مجرور. أفواه: فاعل مرفوع، وهو مضاف. الأباريق: مضاف إليه مجرور. وجملة "أفنى تلادي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "جمعت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الأسمي. والشاهد فيه قوله: "قرع القوافيز أفواه"، فقد أضاف المصدر، وهو قوله "فرع" إلى مفعوله، وهو قوله "القواقيز"، ثم أتى، بعد ذلك، بفاعله، وهو قوله: "أفواه"، ويروى بنصب "أفواه"، وعلى هذه الرواية تكون الإضافة إلى الفاعل، والمذكور، بعد ذلك، هو المفعول، على عكس الأول.

وقوله "من البسيط": 690- "تنفي يداها الحصى في كل هاجرة" ... نفي الدراهم تنقاد الصياريف وليس مخصوصًا بالضرورة، خلافًا لبعضهم، ففي الحديث: "وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا" أي: وأن يحج البيت المستطيع، لكنه قليل. الثالث: أن يضاف إلى الفاعل ثم لا يذكر المفعول، نحو: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ} 1، {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} 2. الرابع: عكسه، نحو: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} 3.

_ 690- التخريج: البيت للفرزدق في الإنصاف 1/ 27؛ وخزانة الأدب 4/ 424، 426؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 25؛ وشرح التصريح 2/ 371؛ والكتاب 2/ 28؛ ولسان العرب 9/ 190 "صرف"؛ والمقاصد النحوية 3/ 521؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص45، والأشباه والنظائر 2/ 29؛ وأوضح المسالك 4/ 376؛ وتخليص الشواهد ص169؛ وجمهرة اللغة ص741؛ ورصف المباني 12، 446؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 769؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1477؛ وشرح ابن عقيل ص416؛ ولسان العرب 1/ 683 "قطرب"، 2/ 295 "سحج"، 3/ 425 "نقد"، 8/ 211 "صنع"، 12/ 199 "درهم"، 15/ 338 "نفي"؛ والمقتضب 2/ 258، والممتع في التصريف 1/ 205. اللغة: شرح المفردات: تنفي: تفرق، تدفع. الحصى: الحجارة الصغيرة. الهاجرة: اشتداد الحر عند الظهيرة. تنقاد: من نقد الدنانير أي نظر فيها ليميز جيدها من رديئها. الصياريف: ج صيرفي. المعنى: يقول الشاعر واصفًا ناقته بأنها تفرق الحصى بيديها عند الظهيرة، وقت اشتداد الحر، كما يفرق الصيرفي الدنانير. الإعراب: تنفي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. يداها: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الحصى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. في: حرف جر. كل: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تنفي"، وهو مضاف. هاجرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. نفي: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف. الدراهم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تنقاد: فاعل "نفي" مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. الصياريف: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشاهد فيه قوله: "نفي الدراهيم تنقاد" حيث أضاف المصدر "نفي" إلى مفعوله "الدراهيم"، ثم أتى بعد ذلك بفاعله "تنقاد". وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "الدراهيم" و"الصياريف" حيث مطل كسرة الراء، فتولدت الياء، وذلك للضرورة الشعرية. 1التوبة: 114. 2 إبراهيم: 40. 3 فصلت: 49.

الخامس: أن يضاف إلى الظرف فيرفع وينصب كالمنون، نحو: "أعجبني انتظارُ يومِ الجمعة زيدٌ عمرًا". تنبيه: قوله: "كمل بنصب إلى آخره"، يعني إن أردت، لما عرفت من أنه غير لازم. 427- وجر ما يتبع ما جر، ومن ... راعى في الإتباع المحل فحسن "وجر ما يتبع ما جر" مراعاة للفظه وهو الأحسن "ومن راعى في الإتباع المحل فحسن" فالمضاف إليه المصدر إن كان فاعلًا فمحله رفع، وإن كان مفعولًا فمحله نصب إن قدر بـ"أن" وفعل الفاعل، ورفع إن قدر بـ"أن" وفعل المفعول، فتقول: "عجبت من ضربِ زيدٍ الظريفِ"، بالجر، وإن شئت قلت "الظر يفُ" بالرفع، ومنه قوله "من الطويل": 691- حتى تهجر في الرواح وهاجها ... طلب المعقبِ حقَّهُ المظلومُ

_ 691- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص128؛ والإنصاف 1/ 232؛ وخزانة الأدب 2/ 242، 245، 8/ 134؛ والدرر 6/ 118؛ وشرح التصريح 2/ 65؛ وشرح شواهد الإيضاح ص133؛ وشرح المفصل 6/ 66؛ ولسان العرب 1/ 614؛ والمقاصد النحوية 3/ 512؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص364؛ وخزانة الأدب 8/ 134؛ وشرح ابن عقيل ص417؛ وشرح المفصل 2/ 42، 46؛ وهمع الهوامع 2/ 145. شرح المفردات: تهجر: سار عند اشتداد الحر. الرواح: وقت مغيب الشمس. هاجها: أزعجها وأثارها. المعقب: المجد في طلب الشيء. المعنى: يقول: إن هذا الحمار الوحشي هاج أتانه في الهاجرة لطلب الماء حثيثًا كطلب المعقب المظلوم لحقه. الإعراب: "حتى": حرف جر وغاية. "تهجر": فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو" والمصدر المؤول من "أن" المضمرة بعد حتى وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "في الرواح": جار ومجررو متعلقان بـ"تهجر". "وهاجها": الواو حرف عطف، "هاجها": فعل ماض، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "طلب": مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. "المعقب": مضاف إليه مجرور. "حقه": مفعول به لـ"طلب" منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "المظلوم": نعت المعقب، تبعه في المحل لأنه فاعل للمصدر "طلب" مرفوع بالضمة. وجملة "تهجر ... " صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "هاجها" معطوفة على جملة "تهجر". =

فرفع "المظلوم" على الإتباع لمحل المعقب. وقوله "من البسيط": 692- السالك الثغرة اليقظان سالكها ... مشي الهلوكِ عليها الخيعل الفضلُ الفضل: اللابسة ثوب الخلوة، وهو نعت لـ"الهلوك: على الموضع لأنها فاعل "المشي"، وتقول: "عجبت من أكل الخبز واللحم واللحم"، فالجر على اللفظ والنصب على المحل، كقوله "من الرجز": 693- قد كنت داينت بها حسانا ... مخافةَ الإفلاسِ والليانَا "يحسن بيعَ الأصلِ والقيانَا"

_ = الشاهد فيه قوله: "المظلوم" بالرفع، وهو نعت لـ"المعقب" المجرور لفظًا والمرفوع محلًّا على أنه فاعل المصدر "طلب"، فيكون الشاعر قد أتبع النعت لمنعوته على المحل. 692- التخريج: البيت للمتنخل الهذلي في تذكرة النحاة ص346؛ وخزانة الأدب 5/ 11؛ وشرح أشعار الهذليين ص2181؛ والشعر والشعراء 2/ 665؛ ولسان العرب 11/ 210 "حفل"، 526 "فضل"؛ والمعاني الكبير ص543؛ والمقاصد النحوية 3/ 516؛ وللهذلي في الخصائص 2/ 167؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 611؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 101، 103؛ والدرر 3/ 60، 6/ 189؛ وشرح عمدة الحافظ ص701؛ وهمع الهوامع 1/ 187، 2/ 145. اللغة: السالك الثغرة: كناية عن الشجاعة وعدم المبالاة بالشدائد. الهلوك: المرأة المتكسرة لينًا. الخيعل: الدرع. الفضل: الذي يبقى في ثوب واحد. المعنى: يقول: إنه يسلك الطرق الحافلة بالشدائد، والتي امتلأت بالحراس اليقظين الذين يرصدون من يسلكها للإيقاع به، سائرا سير المرأة المتكسرة لينًا. الإعراب: السالك: خبر مبتدأ محذوف تقديره: "هو"، وهو مضاف. الثغرة: مضاف إليه مجرور، أو مفعول به لـ"السالك" اليقظان: نعت "الثغرة" مجرور أو منصوب. سالكها: فاعل لـ"اليقظان"، وهو مضاف، و"هما": ضمير في محل جر بالإضافة. مشي: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. الهلوك: مضاف إليه مجرور. عليها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. الخيعل: مبتدأ مؤخر. الفضل: نعت الهلوك مرفوع بالضمة. وجملة "هو السالك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عليها الخيعل": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "الفضل" حيث جعله مرفوعًا لمنعوته "الهلوك" باعتبار محله لأنه فاعل بالمصدر. 693- التخريج: الرجز لرؤية في ملحق ديوانه ص187؛ والكتاب 1/ 191، 192؛ ولزياد العنبري في شرح التصريح 2/ 65؛ وشرح المفصل 6/ 56؛ وله أو لرؤبة في الدرر 6/ 190؛ وشرح شواهد الإيضاح ص131؛ وشرح شواهد المغني 2/ 869؛ والمقاصد النحوية 3/ 520؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب =

ولو قلت "واللحم" بالرفع جاز على معنى: من أن أكل الخبز واللحم. تنبيه: ظاهر كلامه جواز الإتباع على المحل في جميع التوابع، وهو مذهب الكوفيين وطائفة من البصريين، وذهب سيبويه ومن وافقه من أهل البصرة إلى أنه لا يجوز الإتباع على المحل، وفصل أبو عمرو فأجاز في العطف والبدل ومنع في التوكيد والنعت، والظاهر الجواز: لورود السماع، والتأويل خلاف الظاهر. خاتمة: قد تقدمت الإشارة إلى أن المصدر المقدر بالحرف المصدري والفعل مع معموله كالموصول مع صلته، فلا يتقدم ما يتعلق به عليه كما لا يتقدم شيء من الصلة على الموصول، ولا يفصل بينهما بأجنبي كما لا يفصل بين الموصول وصلته، وأنه إن ورد ما يوهم ذلك أُوِّل، فمما يوهم التقدم قوله "من الهزج": 694- وبعض الحلم عند الجهـ ... ـل للذلةِ إذعانُ

_ = 5/ 102؛ وشرح ابن عقيل ص418؛ وشرح المفصل 6/ 69؛ ومغني اللبيب 2/ 476؛ وهمع الهوامع 2/ 145. شرح المفردات: داينت بها: أخذتها بدلًا من دين لي عنده. الليان: المطل. القيان: ج القينة، وهي الجارية. المعنى: يقول: إنه قد أخذ قينة بدلًا من دين له عند حسان خوفًا من إفلاسه ومماطلته. الإعراب: "قد": حرف تحقيق: "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان" "داينت": فعل ماض، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"داينت". "حسانًا": مفعول به. "مخافة": مفعول لأجله، وهو مضاف. "الإفلاس": مضاف إليه مجرور. "والليانا": الواو حرف عطف، "الليانا": معطوف على "الإفلاس" تبعه في المحل على أنه مفعول به لـ"مخافة" منصوب، والألف للإطلاق. "يحسن": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "بيع": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "الأصل": مضاف إليه مجرور. "والقيانا": الواو حرف عطف، "القيانا": معطوف على "بيع" منصوب، والألف للإطلاق. وجملة: "قد كنت داينت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "داينت" في محل نصب خبر "كان". وجملة: "يحسن ... " في محل نصب نعت "حسانًا". الشاهد فيه قوله: "والليانا" حيث عطف "الليان" على "الإفلاس" فتبعه في المحل دون اللفظ، ونصبه على أنه مفعول به للمصدر "مخافة". وقيل: "الليان" مفعول به لفعل محذوف تقديره: "خفت"، وقيل: يجوز أن يكون معطوفًا على "مخافة"، والتقدير: مخافة الإفلاس ومخافة الليان، ثم حذف المضاف، وهو قوله: "مخافة" وأقام المضاف إليه مقامه، فانتصب انتصابه. 694- التخريج: البيت للقند الزماني "شهل بن شيبان" في أمالي القالي 1/ 260؛ وحماسة البحتري ص56؛ وخزانة الأدب 3/ 431؛ والدرر 5/ 250؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص38؛ وشرح =

فليست اللام من قوله "للذلة" متعلقة بـ"إذعان" المذكور، بل بمحذوف قبلها يدل عليه المذكور، والتقدير: وبعض الحلم عند الجهل إذعان للذلة إذعان. وهذا التقدير نظير ما في نحو: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِين} 1. ومما يوهم الفصل بأجنبي قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ، يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} 2، فليس "يوم" منصوبًا بـ"رجعه" كما زعم الزمخشري، وإلا لزم الفصل بأجنبي بين مصدر ومعموله، والإخبار عن موصول قبل تمام صلته. والوجه الجيد أن يقدر لـ"يوم" ناصب، والتقدير: يرجعه يوم تبلى السرائر، ومنه أيضًا قوله "من البسيط": 695- المنُّ للذمِّ داعٍ بالعطاء فلا ... تمنن فتلقى بلا حمد ولا مال

_ = شواهد المغني ص944؛ والمقاصد النحوية 3/ 122؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 147؛ وهمع الهوامع 2/ 93. اللغة: الحلم: الروية والعقل. الجهل: الطيش. الإذعان: الانقياد. المعنى: يقول: إذا حلمت عن الجهل لحقتك المذلة. الإعراب: وبعض: "الواو": بحسب ما قبلها، و"بعض": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الحلم: مضاف إليه مجرور. عند: ظرف متعلق بـ"الحلم"، وهو مضاف. الجهل: مضاف إليه مجرور. للذلة: جار ومجرور متعلقان بـ"إذعان". إذعان: خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "للذلة إذعان"، وظاهره أن الجار والمجرور "للذلة" متعلق بالمصدر "إذعان"، ويلزم على هذا الظاهر تقدم معمول المصدر عليه، وهذا غير جائز عند جمهور النحاة، فأولوا البيت بأن الجار والمجرور متعلقان بمصدر محذوف هو الذي يكون خبر المبتدأ، والمصدر المذكور مفسر ودليل على ذلك المحذوف، والتقدير: وبعض الحلم عند الجهل إذعان للذلة إذعان. 1 يوسف: 20. 2 الطارق: 8، 9. 695- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: المن: تعداد المآثر على ما أنعمت عليه. الذم: ذكر المعايب، أو الانتقاد. داع: جالب. تلغى: توجد. الحمد: الذكر بالحسن. المعنى: يقول: إن تعداد الإنسان للمآثر التي يقدمها إلى إنسان آخر مجلبة للذم والانتقاد، ومن يمنن يصبح بلا حمد؛ لأنه يكون دق أفسد صنيعه بالمن، وبلا مال لأنه قد صرفه في المعروف. الإعراب: المن: مبتدأ مرفوع. للذم: جار ومجرور متعلقان بـ"داع". داع: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. بالعطاء: جار ومجرور متعلقان بمحذوف يقع بدلًا من "المن" تقديره: "المن داع للذم، المن بالعطاء". فلا: "الفاء" الفصيحة، و"لا": ناهية. تمنن: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". فتلقى: "الفاء": السببية، و"تلفى": فعل =

فليست الباء الجارة للعطاء متعلقة بالمن ليكون التقدير: "المن بالعطاء داع للذم -وإن كان المعنى عليه- لفساد الإعراب؛ لأنه يستلزم المحذورين المذكورين، فالمخلص من ذلك تعلق الباء بمحذوف، وكأنه قيل: المن للذم داع المن بالعطاء، فالمن الثاني بدل من المن الأول، فحذف وأبقى ما يتعلق به دليلًا عليه. أما المصدر الآتي بدلًا من اللفظ بفعله فالأصح أنه مساوٍ لاسم الفاعل في تحمل الضمير وجواز تقديم المنصوب به والمجرور بحرف يتعلق به عليه؛ لأنه ليس بمنزلة موصول ولا معموله بمنزلة صلته، والله أعلم.

_ = مضارع للمجهول منصوب بـ"أن" مضمرة، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". بلا: "الباء": حرف جر، و"لا": نافية. حمد: اسم مجرور بالباء والجار والمجرور متعلقان بـ"تلفى". ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. مال معطوف على "حمد" مجرور بالكسرة. وجملة "المن للذم داع": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تمنن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "المن للذم داع بالعطاء" حيث يوئم ظاهر الكلام أن الجار والمجرور "بالعطاء" متعلقان بالمصدر المذكور "المن"، فيلزم على ذلك محذوران: أحدهما الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي، وهو قوله: "للذم داع". وثانيهما: أن يخبر عما هو بمنزلة الموصول قبل استكمال ما هو بمنزلة الصلة، فالمصدر بمنزلة حرف مصدري وصلته، ومعمول المصدر بمنزلة معمول الصلة، ومعمولات الصلة من تمام الصلة، فإذا أخبر بـ"داع" عن المصدر، وجعل قوله: "بالعطاء" متعلقًا بالمصدر المذكور ترتب على ذلك ذكر ما أخبر به قبل ذكر معمولاته، وهذا هو الإخبار عما هو كالموصول قبل استكمال ما هو بمنزلة الصلة، وجمهور النحاة لا يجيزون ذلك، فلما لزم هذان المحظوران على جعل الجار والمجرور متعلقين بالمصدر المذكور في الكلام، قدر النحاة للجار والمجرور متعلقًا، وهو فعل أو مصدر آخر يأتي قبل الجار والمجرور وبعد الخبر، فلا يكون لهذا المصدر المذكور في الكلام متعلق، وحينئذ لا يقال إن خبره قد وقع قبل استيفاء معمولاته.

إعمال اسم الفاعل

إعمال اسم الفاعل: "تعريف اسم الفاعل": 428- كفعله اسم فاعل في العمل ... إن كان عن مضيه بمعزل "كفعله اسم فاعل في العمل" واسم الفاعل هو: الصفة الدالة على فاعل جارية في التذكير والتأنيث على المضارع من أفعالها لمعناه أو معنى الماضي، كذا عرفه في التسهيل. فالصفة: جنس، والدالة على فاعل، لإخراج اسم المفعول وما بمعناه، وجارية في التذكير والتأنيث على المضارع من أفعالها: لإخراج الجارية على الماضي، نحو: "فرح"، وغير الجارية، نحو: "كريم"، وفي التذكير والتأنيث: لإخراج، نحو: "أهيف" فإنه لا يجري على المضارع إلا في التذكير، ولمعناه أو معنى الماضي: لإخراج، نحو: "ضامر الكشح" من الصفة المشبهة. "شروط عمل اسم الفاعل": ويعمل اسم الفاعل عمل فعله في التعدي واللزوم "إن كان عن مضيه بمعزل" بأن كان بمعنى الحال أو الاستقبال؛ لأنه إنما عمل حملًا على المضارع. وهو كذلك.

429- وولي استفهامًا، أو حرف ندا ... أو نفيًا، أو جا صفة، أو مسندا "وولي" ما يقربه من الفعلية: بأن ولي "استفهامًا" ملفوظًا به نحو: "أضاربٌ زيدٌ عمرًا"؟ وقوله: أمنجز أنتم وعدا وثقت به1 أو مقدرا نحو: "مهين زيدٌ عمرًا أم مكرمه"؟ "أوحرف ندا" نحو: "يا طالعًا جبلًا"، والصواب أن النداء ليس من ذلك، والمسوغ إنما هو الاعتماد على الموصوف المقدر، والتقدير: "يا رجلًا طالعًا جبلًا "أو نفيًا"، نحو: "ما ضاربٌ زيدٌ عمرًا" "أو جا صفة" إما لمذكور، نحو: "مررت برجلٍ قائدٍ بعيرًا"، ومنه الحال، نحو: "جاء زيد راكبًا فرسًا"، أو محذوف، وسيأتي. "أو مسندا" لمبتدأ أو لما أصله المبتدأ، نحو: "زيد مُكرِمٌ عمرًا"، و "إن زيدًا مُكرِمٌ عمرًا". فإن تخلف شرط من هذين لم يعمل، بأن كان بمعنى الماضي خلافًا للكسائي، ولا حجة له في {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْه} 2، فإنه على حكاية الحال، والمعنى يبسط ذراعيه، بدليل ما قبله وهو {وَنُقَلِّبُهُمْ} 3 ولم يقل وقلبناهم، أو لم يعتمد على شيء مما سبق خلافًا للكوفيين والأخفش؛ فلا يجوز: ضاربٌ زيدًا أمسِ. تنبيهان: الأول: هذا الخلاف في عمل الماضي دون "أل" بالنسبة إلى المفعول به، وأما رفعه الفاعل فذهب بعضهم إلى أنه لا يرفع الظاهر، وبه قال ابن جني والشلوبين، وذهب قوم إلى أنه يرفعه، وهو ظاهر كلام سيبويه واختاره ابن عصفور، وأما المضمر فحكى ابن عصفور الاتفاق على أنه يرفعه، وحكى غيره عن ابن طاهر وابن خروف المنع، وهو بعيد. الثاني: من شروط إعمال اسم الفاعل المجرد أيضًا: أن لا يكون مصغرًا، ولا موصوفًا، خلافًا للكسائي فيهما؛ لأنهما يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الفعلية، ولا حجة له في قول بعضهم: "أظني مرتحلًا وسويرًا فرسخًا"؛ لأن "فرسخًا" ظرف يكتفي

_ 1 تقدم بالرقم 135. 2 الكهف: 18. 3 الكهف: 18.

برائحة الفعل. وقال بعض المتأخرين: إن لم يحفظ له مكبر جاز كما في قوله "من الطويل": 696- "فما طعم راح في الزجاج مدامة" ... ترقرق في الأيدي كميت عصيرُها حيث رفع "عصيرها" بـ"كميت"، ولا حجة له أيضًا على إعمال الموصوف في قوله "من الطويل": 697- إذا فاقد خطباء فرخين رجعت ... ذكرت سليمى في الخليط المزايل إذ "فرخين" نصب بفعل مضمر يفسره فاقد، والتقدير: فقدت فرخين؛ لأن فاقد ليس جاريا على فعله في التأنيث فلا يعمل؛ إذ لا يقال: "هذه امرأة مرضعٌ ولدَها"؛ لأنه بمعنى النسب، قال في شرح التسهيل: ووافق بعض أصحابنا الكسائي في إعمال الموصوف قبل الصفة؛ لأن ضعفه يحصل بعدها لا قبلها، ونقل غيره أن مذهب البصريين والفراء هو هذا التفصيل، وأن مذهب الكسائي وباقي الكوفيين إجازة ذلك مطلقًا.

_ 696- التخريج: البيت لمضرس بن ربعي في الدرر 5/ 266؛ والمقاصد النحوية 3/ 567؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 95. اللغة: الراح: الخمر. الزجاج: ج الزجاجة، وهي القدح. المدامة: الخمر. ترقرق في الأيدي: تمزج بالماء. كميت: ما كان لونه بين السواد والحمرة. المعنى: يصف الشاعر رضاب أحبته بأنه أفضل من ماء المزن أو الخمرة المعتقة. الإعراب: فما: "الفاء": بسحب ما قبلها، و"ما": نافية. طعم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. راح: مضاف إليه مجرور. في الزجاج: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"راح". مدامة: نعت "راح" مجرور. ترقرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". في الأيدي: جار ومجرور متعلقان بـ"ترقرق". كميت: نعت "راح" مجرور. عصيرها: فاعل "كميت" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "ما طعم ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "ترقرق": في محل جر نعت "راح". الشاهد فيه قوله: "كميت عصيرها" حيث رفع اسم الفاعل المصغر "كميت" والذي لم يسمع له مكبر، فاعلًا "عصيرها". وهناك رواية أخرى برفع "كميت" على أنها خبر مقدم لـ"عصيرها". وعلى هذه الرواية لا شاهد عليه. 697- التخريج: البيت لبشر بن أبي خازم في المقاصد النحوية 3/ 560؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في لسان العرب 3/ 337 "فقد" "وفيه "المباين" مكان "المزايل". اللغة: فاقد: أي حمامة فقدت فراخها. الخطباء: ذات اللون الضارب إلى الكدرة. الفرخان: ولدا =

430- وقد يكون نعت محذوف عرف ... فيستحق العمل الذي وصف "وقد يكون" اسم الفاعل "نعت محذوف عرف فيستحق العمل الذي وصف" مع المنعوت الملفوظ به، نحو: {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُه} 1، أي: صنف مختلف ألوانه، وقوله "من البسيط": 698- كناطحٍ صخرةً يومًا ليوهنها ... "فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل" أي: كوعل ناطح، ومنه "يا طالعًا جبلًا"، أي: يا رجلًا طالعًا جبلًا. تنبيه: الاستفهام المقدر أيضًا كالملفوظ، نحو: "مهينٌ زيدٌ عمرًا أم مكرمه"؟ أي: أمهين.

_ = الطائر. رجعت: صوتت. سليمى: اسم امرأة. الخليط: القوم. المزايل: المفارق. المعنى: يقول: عندما يسمع صوت حمامة تبكي على فرخين فقدتهما يتذكر حبيبته التي فارقته في قوم كانوا في عشرائه. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. فاقد: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "إذا رجعت فاقد خطباء ... " خطباء: نعت "فاقد" مرفوع. فرخين: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى، رجعت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". ذكرت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. سليمى: مفعول به منصوب. في الخليط، جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "سليمى". المزايل: نعت "الخليط" مجرور بالكسرة. وجملة "إذا فاقد ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "رجعت فاقد": في محل جر بالإضافة. وجملة "رجعت": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ذكرت" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد فيه قوله: "فاقد خطباء فرخين" حيث نصب اسم الفاعل "فاقد" مفعولًا به "فرخين" مع كون اسم الفاعل موصوفًا وهذا جائز عند الكسائي وغيره. 1 النحل: 69. 698- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص111؛ وشرح التصريح 2/ 66؛ والمقاصد النحوية 3/ 529؛ وبلا نسبة في الأغاني 9/ 149؛ وأوضح المسالك 3/ 218؛ والرد على النحاة ص74؛ وشرح ابن عقيل ص421. اللغة والمعنى: يوهنها: يضعفها. لم يضرها: لم يضر بها. أوهى: أضعف. وأوهى قرنه: أي كسره. الوعل: تيس الجبل. =

"اسم الفاعل الواقع صلة لـ"أل": 431- وإن يكن صلة أل ففي المضي ... وغيره إعماله قد ارتضي "وإن يكن" اسم الفاعل "صلة أل ففي المضي وغيره إعماله قد ارتضي" قال في شرح الكافية: بلا خلاف، وتبعه ولده، لكنه حكى الخلاف في التسهيل، فقال: وليس نصب ما بعد المقرون بـ"أل" مخصوصًا بالمضي خلافًا للمازني ومن وافقه، ولا على التشبيه بالمفعول به خلافًا للأخفش، ولا بفعل مضمر خلافًا لقوم، على أن قوله "قد ارتضي" يشعر بذلك. والحاصل أربعة مذاهب، المشهور أنه يعمل مطلقًا لوقوعه موقعًا يجب تاويله بالفعل. 432- فعال أو مفعال أو فعول ... -في كثرة- عن فاعل بديل 433- فيستحق ما له من عمل ... وفي فعيل قل ذا وفعل "فعال أو مفعال أو فعول ... في كثرة عن فاعل بديل" أي: كثيرا ما يحول اسم الفاعل إلى هذه الأمثلة لقصد المبالغة والتكثير "فيستحق ما"

_ = يشبه الرجل بتيس الجبل الذي ينطح صخرة ليفلقها، فلا يضيرها وإنما يكسر قرنه. الإعراب: كناطح: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره: "هو كائن". صخرة: مفعول به لاسم الفاعل "ناطح" منصوب. يومًا: ظرف متعلق بـ"ناطح". ليوهنها: اللام للتعليل، يوهن: فعل مضارع منصوب بالفتحة، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل: هو. فلم: الفاء: الفصيحة، أو حرف عطف، لم: حرف نفي وقلب وجزم. يضرها: فعل مضارع مجزوم، و"ها": في محل نصب مفعول به، والفاعل: هو. وأوهى: الواو: حرف عطف، أوهى: فعل ماض. قرنه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء: ضمير في محل جر بالإضافة. الوعل: فاعل مرفوع. وجملة "كناطح صخرة" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية وجملة "يوهنها" المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر. وجملة "لم يضرها" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "أو هي قرنه الوعل" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "كناطح صخرة" حيث أعمل اسم الفاعل المنون، وهو قوله: "ناطح" عمل فعله، فنصب به "صخرة" اعتمادًا على الموصوف المقدر، والتقدير: كوعل ناطح صخرة.

كان "له من عمل" قبل التحويل: بالشروط المذكورة، كقوله "من الطويل": 699- أخا الحرب لباسًا إليها جلالَهَا ... "وليس بولاج الخوالف أعقلا" وحكى سيبويه: "أما العسلَ فأنا شرابٌ" وكقول بعض العرب: "إنه لمنحارٌ بوائِكَها"، حكاه أيضًا سيبويه، وكقوله "من الطويل": 700- ضروبٌ بنصلِ السيفِ سوقَ سمانِها ... "إذا عدموا زادًا فإنك عاقر"

_ 699- التخريج: البيت للقلاخ بن حزن في خزانة الأدب 8/ 157؛ والدرر 5/ 270؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 363؛ وشرح التصريح 2/ 68؛ وشرح المفصل 6/ 79، 80؛ والكتاب 1/ 111؛ ولسان العرب 11/ 83 "ثعل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 535؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 319؛ وأوضح المسالك 3/ 220؛ وشرح ابن عقيل ص423؛ والمقتضب 2/ 113؛ وهمع الهوامع 2/ 96. اللغة والمعنى: أخو الحرب: خائض غمارها. اللباس: كثير اللبس. الجلال: هو ما يوضع على ظهر الدابة، وهنا بمعنى الدروع. ولاج: كثير الولوج، أي الدخول. الخوالف: ج الخالفة، وهي عماد البيت، أو البيت مجازًا، أو النساء. الأعقل: الكثير الخوف. يقول: إنه رجل حرب، ويلبس لبوسها، ويخوض غمارها، وليس بضعيف أو جبان يختبئ في البيوت بين النساء تلافيًا لمقارعة الأبطال. الإعراب: أخا: حال من "الياء" في "إنني" في البيت السابق، منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. الحرب: مضاف إليه مجرور. لباسًا: حال ثانية. إليها: جار ومجرور متعلقان بـ"لباس". جلالها: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وليس الواو: حرف عطف أو استئناف، ليس: فعل ماض ناقص، واسمه: هو بولاج: الباء: حرف جر زائد، ولاج: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس، وهو مضاف. الخوالف: مضاف إليه مجرور أعقلًا: خبر ثان لـ"ليس" منصوب. وجملة "ليس بولاج الخوالف" الفعلية معطوفة على جملة سابقة. والشاهد فيه قوله: "لباسًا إليها جلالها" حيث أعمل صيغة المبالغة "لباسًا" عمل الفعل، فنصب بها المفعول به "جلالها" لاعتماده على موصوف مذكور، وهو قوله: "أخا الحرب". 700- التخريج: البيت لأبي طالب بن عبد المطلب في خزانة الأدب 4/ 242، 258، 8/ 146، 147، 157؛ والدرر 5/ 271؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 70؛ وشرح التصريح 2/ 68؛ وشرح المفصل 6/ 70؛ والكتاب 1/ 111؛ والمقاصد النحوية 3/ 539؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 221؛ وشرح قطر الندى ص275؛ والمقتضب 2/ 114؛ وهمع الهوامع 2/ 97. اللغة والمعنى: ضروب: كثير الضرب. نصل السيف: حديدته. السوق: الساق. سمانها: سمينها. عدموا: فقدوا. يقول: إنه كريم ينحر للأضياف سمين النوق. =

وكقوله "من الطويل": 701- عشية سعدى لو تراءت لراهب ... بدومة تجر دونه وحجيج

_ = الإعراب: ضروب: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". بنصل: جار ومجرور متعلقان بـ"ضروب"، وهو مضاف. السيف: مضاف إليه مجرور. سوق: مفعول به لصيغة المبالغة "ضروب"، وهو مضاف. سمانها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. عدموا: فعل ماض، والواو: فاعل. زادًا: مفعول به منصوب. فإنك: الفاء: واقعة في جواب الشرط، إن: حرف مشبه بالفعل، والكاف: في محل نصب اسم "إن". عاقر: خبر "إن" مرفوع. وجملة "ضروب" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية. وجملة "عدموا ... " الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "إنك عاقر" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. والشاهد فيه قوله: "ضروب بنصل السيف سوق سمانها" حيث عملت صيغة المبالغة، وهي قوله "ضروب" عمل الفعل، فرفعت الفاعل، وهو الضمير المستتر فيه، ونصبت المفعول، وهو قوله: "سوق". 701- التخريج: البيتان للراعي النميري في ديوانه ص24؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 15، 16؛ ولأبي ذؤيب أو للراعي في المقاصد النحوية 3/ 536؛ والبيت الثاني لأبي ذؤيب الهذلي في زيادات شرح أشعار الهذليين ص1307؛ والكتاب 1/ 111؛ وللراعي في لسان العرب 2/ 359 "هيج" 14/ 20 "أخا". اللغة: دومة: اسم موضع. تجر: ج تاجر. الحجيج: ج الحاج. قلى: بغض إخوان العزاء: الذين يصيرون فلا يجزعون ولا يخشعون. المعنى: يضف الشاعر امرأة بأنها لو نظر إليها راهب، لاهتاج وترك دينه شوقًا إليها لفرط حسنها وجمالها، وأنها تسلب عقول أصحاب العزاء وتحملهم على الصبا. الإعراب: "عشية": ظرف زمان في محل نصب مفعول به. "سعدى": مبتدأ مرفوع. "لو": شرطية غير جازمة. "تراءت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "لراهب": جار ومجرور متعلقان بـ"تراءت" "بدومة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "راهب". "تجر": مبتدأ مرفوع. "دونه": ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وحجيج": الواو حرف عطف، "حجيج": معطوف على "تجر" مرفوع "قلى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو" "دينه": مفعول به، وهو مضاف، والهاء ضمير في مجل جر بالإضافة "واهتاج": الواو حرف عطف، "اهتاج": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "للشوق": جار ومجرور متعلقان بـ"اهتاج". "إنها": حرف مشبه بالفعل، و"ها" ضمير في محل نصب اسم "إن". "على الشوق": جار ومجرور متعلقان بـ"هيوج". "إخوان": مفعول به لـ"هيوج"، وهو مضاف. "العزاء": مضاف إليه مجرور. "هيوج" خبر "إن" مرفوع. وجملة: "سعدى ... " في محل جر بالإضافة وجملة: "لو تراءت لراهب ... قلى" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "تجر دونه" في محل جر نعت "راهب" وجملة: "قلى ... " لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة: "اهتاج" معطوفة على "قلى". وجملة: "إنها هيوج" استئنافية لا محل لها من الإعراب. =

قلى دينه واهتاج للشوق إنها ... على الشوق إخوان العزاء هيوج "وفي فعيل قل ذا وفعل" كقوله "من الطويل": 702- فتاتان أما منهما فشبيهة ... هلالا وأخرى منهما تشبه البدرا وكقوله "من الوافر": 703- أتاني أنهم مزقون عرضي ... "جحاش الكرملين لها فديد"

_ = الشاهد فيه قوله: "إخوان العزاء هيوج" حيث عملت صيغة المبالغة "هيوج" عمل الفعل، فنصبت مفعولًا به "إخوان". 703- التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في المقاصد النحوية 3/ 542، ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص680. الإعراب: "فتاتان": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هما فتاتان" مرفوع باللألف لأنه مثنى. "أما": حرف تفصيل وشرط "منهما": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لمبتدأ محذوف تقديره: "أما واحدة كائنة منهما" مثلًا. "فتشبيهة": الفاء: واقعة في جواب "أما"، "شبيهة": خبر المبتدأ مرفوع. "هلالًا": مفعول به لـ"شبيهة" منصوب. "وأخرى": الواو حرف عطف، "أخرى": معطوف على مبتدأ محذوف، أو نعت لمبتدأ محذوف. "منهما": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"أخرى". "تشبه": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". "البدرا": مفعول به منصوب، والألف للإطلاق. وجملة: "فتاتان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة: "شبيهة" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تشبه البدرا" في محل رفع خبر المبتدأ "أخرى". الشاهد فيه قوله: "فشبيهة هلالًا" حيث نصبت الصفة المشبهة "شبهة" "هلالًا" لأنها أعملت عمل فعلها، وهذا جائز خلافًا لجماعة من البصريين. 703- التخريج: البيت لزيد الخيل في ديوانه ص176؛ وخزانة الأدب 8/ 169؛ والدرر 5/ 272؛ وشرح التصريح 2/ 68؛ وشرح عمدة الحافظ ص680؛ وشرح المفصل 6/ 73؛ والمقاصد النحوية 3/ 545؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 224؛ وشرح ابن عقيل ص425؛ وشرح قطر الندى ص275؛ والمقرب 1/ 128. اللغة والمعنى: أتاني: بلغني مزقون: ج المزق، وهو صيغة مبالغة من مزق، تعني: كثير الهتك. العرض: موضع المدح والذم. جحاش: ج جحش، وهو صغير الحمار. الكرملين: اسم ماء في جبل طيئ. فديد: صوت الماشية. يقول: بلغني أن هؤلاء الناس قد هتكوا عرضي، فلم أهتم لأقوالهم لأنهم بمثابة أصوات الجحاش التي ترد ماء الكرملين للشرب. =

وقوله "من الكامل": 704- حذرٌ أمورًا لا تضير وآمن ... ما ليس منجيه من الأقدار أنشده سيبويه، والقدح فيه من وضع الحاسدين، ومما استدل به سيبويه أيضًا على

_ = الإعراب: أتاني: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به. أنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير في محل نصب اسم "أن" مزقون: خبر "أن" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. عرضي: مفعول به لاسم المبالغة "مزقون"، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. "جحاش": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الكرملين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. لها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. فديد: مبتدأ مرفوع. ويجوز اعتبار "جحاش" خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره: "هم". وجملة "أتاني أنهم ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية وجملة "أنهم ... " المؤولة بمصدر في محل رفع فاعل لـ"أتاني". وجملة "جحاش ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية وجملة "لها فديد" الاسمية في محل نصب حال، أو في محل رفع خبر المبتدأ. والشاهد فيه قوله: "مزقون عرضي" حيث أعمل جمع صبغة المبالغة، فنصب به المفعول به، وهو قوله: "عرضي". 704- التخريج: البيت لأبان اللاحقي في خزانة الأدب 8/ 169؛ والمقاصد النحوية 3/ 543؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 157؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 409؛ وشرح المفصل 6/ 71، 73؛ والكتاب 1/ 113؛ ولسان العرب 4/ 176 "حذر"؛ والمقتضب 2/ 116. اللغة: لا تضير: أي لا تضر. المعنى: يصف الشاعر إنسانًا جاهلًا بقوله إنه يحذر ما لا ينبغي الحذر منه، ويأمن ما لا ينبغي أن يؤمن. الإعراب: "حذر": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "أمور": مفعول به. "لا": نافية. "تضير": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "وآمن": الواو حرف عطف، "آمن": معطوف على "حذر" مرفوع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به لـ"آمن". "ليس": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "منجيه": خبر "ليس" منصوب بالياء، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "من الأقدار": جار مجرور متعلقان بـ"منجيه". وجملة: "حذر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تضير" في محل نصب نعت "أمورًا". وجملة: "ليس منجيه"؛ صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "حذر أمورًا" حيث عملت صيغة المبالغة "حذر" عمل فعلها، فنصبت مفعولًا به "أمورًا".

إعمال "فَعِلٍ" قول لبيد "من الكامل": 705- أو مسحل شنجٌ عضادةَ سمحج ... بسراته ندب لها وكلوم تنبيه: أفهم قوله "عن فاعل بديل" أن هذه الأمثلة لا تُبنى من غير الثلاثي، وهو كذلك إلا ما ندر، وقال في التسهيل: وربما بُني "فعال"، و"مفعال"، و"فعيل"، و"فعول" من "أفعل"، يشير إلى قوله: "دراك" و"سأار" من "أدرك" و"أسأر" إذا أبقى في الكأس بقية، و"معطاء" و"مهوان" من "أعطي" و"أهان"، و"سميع" و"نذير" من أسمع" و"أنذر"، و"زهوق" من "أزهق". ا. هـ. "اسم الفاعل المثنى والمجموع": 434- وما سوى المفرد مثله جعل ... في الحكم والشروط حيثما عمل "وما سوى المفرد" وهو المثنى والمجموع "مثله جعل" أي: جعل مثل المفرد "في

_ 705- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص125؛ وخزانة الأدب 8/ 169؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 24؛ وشرح المفصل 6/ 72؛ ولسان العرب 3/ 293 "عضد"، 11/ 475 "عمل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 513؛ ولعمرو بن أحمر في الكتاب 1/ 112؛ وليس في ديوانه. اللغة: المسحل: الحمار الوحشي. الشنج: الملازم. العضادة: الجنب. السمحج: أتان الوحش. السراة: أعلى الظهر. الندب: آثار الجروح الكلوم: الجروح. المعنى: يصف الشاعر ناقته التي شبهها بحمار الوحش الملازم لأتانه التي ترمحه على ظهره فتحدث فيه خدوشًا وكلومًا الإعراب: أو: حرف عطف. مسحل: معطوف على "مسدم" في البيت السابق مرفوع. شنج: نعت "مسحل" مرفوع. عضادة: مفعول به لـ"شنج" منصوب، وهو مضاف. سمحج: مضاف إليه مجرور. بسراته: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. ندب: مبتدأ مؤخر مرفوع. لها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ندب". وكلوم: "الواو": حرف عطف و"كلوم": معطوف على "ندب" مرفوع. وجملة "بسراته ندب ... ": في محل رفع نعت "مسحل". الشاهد فيه قوله: "شنج عضادة سمحج" حيث عملت صيغة المبالغة "شنج" عمل اسم الفاعل فرفعت فاعلًا هو الضمير المستتر، ونصبت مفعولًا به "عضادة".

الحكم والشروط حينما عمل" فمن إعمال المثنى قوله "من الكامل": والشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لم ألقهما دمي1 ومن إعمال المجموع قوله "من الرمل": 706- ثم زادوا أنهم في قومهم ... غفرٌ ذنْبَهم غير فخر وقوله "من الرجز": 707- أوالفًا مكةَ من ورق الحمي

_ 1 تقدم بالرقم 603. 706- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ديوانه ص55؛ وخزانة الأدب 8/ 188؛ والدرر 5/ 274؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 68؛ وشرح التصريح 2/ 69؛ وشرح عمدة الحافظ ص682؛ وشرح المفصل 6/ 74، 75؛ والكتاب 1/ 113؛ والمقاصد النحوية 3/ 548؛ ونوادر أبي زيد ص10؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص357؛ وشرح ابن عقيل ص426؛ وهمع الهوامع 2/ 97. شرح المفردات: الغفر: جر الغفور، وهو الذي يتغاضى عن الذنب، ويعفو عنه. الفخر: ج الفخور، وهو المعتد بنفسه، المتباهي. المعنى: يقول: إنهم فضلًا عن فوتهم وقدرتهم يغفرون ذنوب المسيئين دون أن يتملكهم الغرور، ويصعف بهم التكبر. الإعراب: "ثم": حرف عطف. "زادوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "أنهم" حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير في محل نصب اسم "إن" "في قومهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من اسم "أن"، وهو مضاف، و"هم" ضمير في محل جر بالإضافة. "غفر": خبر "أن" مرفوع. "ذنبهم": مفعول به لـ"غفر"، وهو مضاف، و"هم" ضمير في محل جر بالإضافة. "غير" خبر ثان لـ"أن" مرفوع، وهو مضاف. "فخر": مضاف إليه مجرور، وسكن للضرورة الشعرية. وجملة: "زادوا" معطوفة على جملة سابقة. وجملة "أنهم غفر" في محل نصب مفعول به. الشاهد فيه قوله: "غفر ذنبهم" حيث أعمل صيغة المبالغة "غفر" إعمال مفرده "غفور" الذي يعمل عمل فعله، فنصب المفعول "ذنب"، وقد اعتمدت صيغة المبالغة على مخبر عنه مذكور، وهو اسم "أن". 707- التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 453؛ والدرر 3/ 49؛ والكتاب 1/ 26، 110؛ ولسان العرب 15/ 293 "منى"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص51؛ والمحتسب 1/ 78؛ والمقاصد النحوية 3/ 554، 4/ 285؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 294؛ والإنصاف 2/ 519؛ والخصائص 3/ 153؛ والدرر 6/ 244؛ ورصف المباني ص178؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 721؛ وشرح التصريح 2/ 189؛ وشرح المفصل 6/ 75؛ وهمع الهوامع 1/ 181، 2/ 157. وقبله: والقاطنات البيت غير الريم اللغة: أوالفًا: أي التي تألف المكان وترضى العيش فيه. الورق: ج الورقاء، وهي الحمامة البيضاء. الحمى: الحمام. =

وقوله: "من الكامل": 708- ممن حملن به وهن عواقد ... حُبُكَ النطاق فشب غير مهبل ومنه {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} 1، "هل هن كاشفاتٌ ضرَّهُ"2.

_ = الإعراب: "أوالفًا": حال من "القاطنات" في البيت السابق. "مكة": مفعول به لـ"أوالفًا". "من ورق" جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "أوالفًا"، وهو مضاف. "الحمى": مضاف إليه. الشاهد: قوله: "أوالفًا مكة" حيث عمل اسم الفاعل "أوالفًا" عمل فعله، فنصب مفعولًا به "مكة". 708- التخريج: البيت لأبي كبير الهذلي في خزانة الأدب 8/ 192، 193، 194؛ وشرح أشعار الهذليين ص1072؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص85؛ وشرح شواهد المغني 1/ 227، 2/ 963؛ وشرح المفصل 6/ 74؛ والشعر والشعراء 2/ 675؛ والكتاب 1/ 109؛ ولسان العرب 11/ 688 "هبل"؛ والمقاصد النحوية 3/ 558؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص356؛ ومغني اللبيب 2/ 686. اللغة: حملن: الضمير يعود إلى النساء وإن لم يجر لهن ذكر. الحبك: الطرائق. النطاق: الإزار، ما تشده المرأة في حقوها. شب: قوي وترعرع. المهبل: المدعو عليه بالهبل وهو الثكل، وقيل: هو المعتوه الذي لا يتماسك. المعنى: إن هذا الفتى من الفتيان الذين حملت أمهاتهم بهم وهن غير مستعدات للفراش فنشأ محمودًا مرضيًا. الإعراب: "ممن": "من": حرف جر، "من": اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "حملن": فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل. "به": جار ومجرور متعلقان بالفعل "حملن". "وهن": "الواو": حالية، "هن": ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ "عواقد": خبر مرفوع الضمة الظاهرة. "حبك": مفعول به لاسم الفاعل عواقد منصوب بالفتحة "النطاق": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. "فشب": "الفاء": عاطفة، "شب": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، والفاعل "هو". "غير": حال منصوب بالفتحة. "مهبل": مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة "حملن": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "شب": معطوفة على السابقة لا محل لها من الإعراب. وجملة "هن عواقد": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "عواقد حبك" حيث نصب "حبك" على أنها مفعول به لجمع اسم الفاعل "عاقدة" التي تعمل عمل الفعل المضارع لأنها في معناه. 1 الأحزاب: 35. 2 الزمر: 38.

435- وانصب بذي الإعمال تلوا، واخفض ... وهو لنصب ما سواه مقتضي "وانصب بذي الإعمال تلوا واخفض" بالإضافة، وقد قرئ بالوجهين {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِه} 1، {هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّه} 2 "وهو لنصب ما سواه" أي ما سوى التلو "مقتضي"، نحو: "وجاعلُ الليلِ سكنًا"3 على تقدير حكاية الحال {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} 4 و"هذا معطي زيدٍ درهمًا، ومعلمُ بكرٍ عمرًا قائمًا". تنبيهات: الأول: يتعين في تلو غير العامل الجر بالإضافة، كما أفهمه كلامه، وأما غير التلو فلا بد من نصبه مطلقًا، نحو: "هذا معطي زيدٍ أمس درهمًا، ومعلمُ بكرٍ أمس خالدًا قائمًا"، والناصب لغير التلو في هذين المثالين ونحوهما فعل مضمر. وأجار السيرافي النصب باسم الفاعل لأنه اكتسب بالإضافة إلى الأول شبهًا بمصحوب الألف واللام وبالمنون، ويقوي ما ذهب إليه قولهم: "هو ظانُّ زيدٍ أمس قائمًا"، فـ"قائمًا" يتعين نصبه بـ"ظان"؛ لأن ذلك لو أضمر له ناصب لزم حذف أول مفعوليه وثاني مفعولي "ظان"، وذلك ممتنع؛ إذ لا يجوز الاقتصار على أحد مفعولي "ظن"، وأيضًا فهو مقتض له فلا بد من عمله فيه قياسًا على غيره من المقتضيات، ولا يجوز أن يعمل فيه الجر؛ لأن الإضافة إلى الأول منعت الإضافة إلى الثاني، فتعين النصب للضرورة. الثاني: ما ذكره من جواز الوجهين هو في الظاهر، أما المضمر المتصل فيتعين جره بالإضافة، نحو: "هذا مكرمك"، وذهب الأخفش وهشام إلى أنه في محل نصب كالهاء من نحو: "الدرهمُ زيدٌ معطيكه"، وقد سبق بيانه في باب الإضافة. الثالث: فهم من تقديمه النصب أنه أولى، وهو ظاهر كلام سيبويه لأنه الأصل، وقال الكسائي: هما سواء، وقيل: الإضافة أولى للخفة.

_ 1 الطلاق: 3. 2 الزمر: 38. 3 الأنعام: 96. 4 البقرة: 30.

436- واجرر أو انصب تابع الذي انخفض ... كـ"مبتغي جاء ومالًا من نهض" "واجرر أو انصب تابع الذي انخفض" بإضافة الوصف العامل إليه "كمبتغي جاه ومالًا" ومال "من نهض" فالجر مراعاة للفظ جاه والنصب مراعاة لمحله، ومنه قوله "من البسيط": 709- هل أنت باعثُ دينارٍ لحاجتنا ... أو عبدَ ربٍّ أخا عون بن مخراق فـ"عبد": نصب عطفًا على محل "دينار" وهو اسم رجل. قال الناظم: ولا حاجة إلى تقدير ناصب غير ناصب المعطوف عليه، وإن كان التقدير قول سيبويه، وعلى قوله: فهل يقدر فعل لأنه الأصل في العمل أو وصف منون لأجل المطابقة؟ قولان، ولو جر "عبد رب" لجاز. فإن كان الوصف غير عامل تعين إضمار فعل للمنصوب، نحو: "وجاعلُ الليلِ سكنًا والشمسَ والقمرَ حسبانًا"1 إذا لم يرد حكاية الحال، أي: وجعل الشمس والقمر حسبانًا.

_ 709- التخريج: البيت لجابر بن رألان أو لجرير أو لتأبط شرًّا، أو هو مصنوع في خزانة الأدب 8/ 215؛ ولجرير بن الخطفي، أو لمجهول، أو هو مصنوع في المقاصد النحوية 3/ 513؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 256؛ والدرر 6/ 192؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 395؛ والكتاب 1/ 171؛ والمقتضب 4/ 151؛ وهمع الهوامع 2/ 145. اللغة: ديار وعبد رب: رجلان. الإعراب: "هل": حرف استفهام "أنت": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "باعث": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "دينار": مضاف إليه مجرور. "لحاجتنا": جار ومجرور متعلقان بـ"باعث"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "أو": حرف عطف. "عبد": معطوف على محل "دينار"، أو على إضمار فعل تقديره: "تبعث عبد"، وهو مضاف. "رب": مضاف إليه مجرور. "أخا": نعت "عبد"، أو عطف بيان، وهو مضاف. "عون": مضاف إليه مجرور. "بن": نعت "عون"، وهو مضاف "مخراق" مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشاهد: قوله: "عبد رب" حيث نصب "عبد" حملًا على موضع "دينار". 1 الأنعام: 96.

إعمال اسم المفعول

"إعمال اسم المفعول": 437- وكل ما قرر لاسم فاعل ... يُعطى اسم مفعول بلا تفاضل 438- فهو كفعل صيغ للمفعول في ... معناه كـ"المعطى كفافًا يكتفي" "وكل ما قرر لاسم فاعل" من الشروط "يُعطى اسم مفعول" وهو: ما دل على الحدث ومفعوله "بلا تفاضل" فإن كان بـ"أل" عمل مطلقًا، وإلا اشترط الاعتماد، وأن يكون للحال أو الاستقبال، فإذا استوفى ذلك "فهو كفعل صيغ للمفعول في معناه" وعمله: فإن كان متعديًا لواحد رفعه بالنيابة، وإن كان متعديًا لاثنين أو ثلاثة رفع واحدًا بالنيابة ونصب ما سواه؛ فالأول نحو: "زيد مضروبٌ أبوه"، فـ"زيد": مبتدأ، و"مضروب": خبره، وأبوه: رفع بالنيابة. والثاني "كالمعطى كفافًا يكتفي" فالمعطى: مبتدأ، و"أل" فيه موصول صلته "معطى، وفيه ضمير يعود إلى "أل" مرفوع المحل بالنيابة وهو المفعول الأول، و"كفافًا": المفعول الثاني، و"يكتفي": خبر المبتدأ. والثالث، نحو: "زيد معلمٌ أبوه عمرًا قائمًا"، فـ"زيد": مبتدأ، و"معلم": خبره، و"أبوه": رفع بالنيابة وهو المفعول الأول، و"عمرًا" المفعول الثاني، و"قائمًا" الثالث. "إضافة اسم المفعول": 439- وقد يضاف ذا إلى اسم مرتفع ... معنى، كـ"محمودُ المقاصدِ الورع" "وقد يضاف ذا" أي اسم المفعول "إلى اسم مرتفع"به "معنى بعد تحويل الإسناد عنه

إلى ضمير الموصوف ونصبه على التشبيه بالمفعول به "كمحمودُ المقاصدِ الورع" أصله: الورعُ محمودةٌ مقاصدُهُ، فـ"مقاصده": رفع بـ"محمودة" على النيابة، فحول إلى "الورع محمود المقاصد" بالنصب على ما ذكر، ثم حول إلى "محمود المقاصد" بالجر. "الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول": تنبيه: اقتضى كلامه شيئين: الأول: انفراد اسم المفعول عن اسم الفاعل بجواز الإضافة إلى مرفوعه، كما أشار إليه بقوله: "وقد يضاف ذا"، وفي ذلك تفصيل؛ وهو أنه إذا كان اسم الفاعل غير متعد، وقصد ثبوت معناه عومل معاملة الصفة المشبهة، وساغت إضافته إلى مرفوعه؛ فتقول: "زيدٌ قائمُ الأب" -برفع "الأب" ونصبه وجره- على حد "حسن الوجه"، وإن كان متعديًا لواحد فكذلك عند الناظم بشرط أمن اللبس وفاقًا للفارسي، والجمهور على المنع، وفصل قوم فقالوا: إن حذف مفعوله اقتصارًا جاز وإلا فلا؛ وهو اختيار ابن عصفور وابن أبي الربيع، والسماع يوافقه، كقوله "من البسيط": 710- ما الراحمُ القلبِ ظلامًا وإن ظلما ... ولا الكريم بمناع وإن حرما

_ 710- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 294؛ والمقاصد النحوية 3/ 618؛ وهمع الهوامع 2/ 101. اللغة: الراحم: العطوف والرءوف. الكريم: السخي. مناع: الذي يحرم. المعنى: يقول: إن من كانت شيمته الرحمة والرأفة بالناس لا يظلمهم وإن ظلموه، أو أساءوا إليه، وكذلك من كان سيخًا، لا يمنع عطاءه عن الناس، أو يحرمهم وإن هم حرموه. الإعراب: ما: نافية تعمل عمل "ليس". الراحم: اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف. "القلب": مضاف إليه مجرور. ظلامًا: خبر "ما" منصوب. وإن "الواو": حرف عطف، "إن": حرف شرط جازم. ظلما: فعل ماضٍ للمجهول، وهو فعل الشرط، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو"، وجواب الشرط محذوف. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. الكريم: معطوف على "الراحم" مرفوع على أنه اسم "ما". بمناع: "الباء": حرف جر زائد، و"مناع": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ما". وإن: "الواو": حرف عطف، و"إن": حرف شرط جازم. حرما: فعل ماض للمجهول، وهو فعل الشرط، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "ما الراحم ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ظلمًا": في محل جزم فعل الشرط، وجملة "حرما" في محل جزم فعل الشرط. الشاهد فيه قوله: "الراحم القلب" حيث أضاف اسم الفاعل "الراحم" إلى فاعله "القلب"، وأصل الكلام: "ما الراحم قلبُهُ"، وحذف المفعول رغم كونه مأخوذ من فعل متعد، لكنه حذف المفعول اقتصارا لعدم تعلق غرض المتكلم ببيان من وقعت عليه الرحمة، وفي هذا الحال يكون اسم الفاعل بمثابة ما أخذ من فعل لازم، فأشبه الصفة المشبهة، وأخذ حكمها فأضيف إلى فاعله.

وإن كان متعديًا لأكثر لم يجز إلحاقه بالصفة المشبهة. قال بعضهم: بلا خلاف. الثاني: اختصاص ذلك باسم المفعول القاصر، وهو المصوغ من المتعدي لواحد كما أشار إليه تمثيله وصرح به في غير هذا الكتاب، وفي المتعدي ما سبق في اسم الفاعل المتعدي. "إلحاق اسم الفاعل بالصفة المشبهة": خاتمة: إنما يجوز إلحاق اسم المفعول بالصفة المشبهة إذا كان على وزنه الأصلي، وهو أن يكون من الثلاثي على وزن "مفعول"، ومن غيره على وزن المضارع المبني للمفعول، فإن حول عن ذلك إلى "فعيل" ونحوه مما سيأتي بيانه لم يجز، فلا يقال: "مررت برجل كحيل عينه"، ولا "قتيل أبيه"، وقد أجازه ابن عصفور، ويحتاج إلى السماع، والله أعلم.

أبنية المصادر

أبنية المصادر: 440- فعل قياس مصدر المعدى ... من ذي ثلاثة، كـ"رد ردا" "فعل" بفتح الفاء وإسكان العين "قيام مصدر المعدي من ذي ثلاثة" سواء كان مفتوح العين "كرد ردا" و"أكل أكلًا"، و"ضرب ضربًا"، أو مكسورها كـ"فهم فهمًا"، و"أمن أمنًا"، و"شرب شربًا" و"لقم لقمًا". والمراد بالقياس هنا أنه إذا ورد شيء ولم يعلم كيف تكلموا بمصدره فإنك تقيسه على هذا، لا أنك تقيس مع وجود السماع، قال ذلك سيبويه والأخفش. تنبيه: اشترط في التسهيل لكون فعل قياسًا في مصدر "فَعِلَ" المكسور العين أن يفهم عملًا بالفم كالمثالين الأخيرين، ولم يشترط ذلك سيبويه والأخفش، بل أطلقا كما هنا. 441- وفعل اللازم بابه فعل ... كفرحٍ، وكجوًى، وكشلل "وفَعِلَ" المكسور العين "اللازم بابه فعل" بفتح الفاء والعين -قياسًا، سواء كان صحيحًا أو معتلًّا أو مضاعفًا "كفَرَحِ وكجوًى وكشَلَل" مصادر "فَرِحَ زيدٌ"، و"جَوِيَ عمرٌو"، و"شَلَّت يدُه"، والأصل: شَلِلَتْ. ويستثنى من ذلك ما دل على لون فإن الغالب على مصدره الفعلة، نحو: "سَمِرَ سُمْرَة" و"شهب شهبة"، و"كهب كهبة"، والكهبة: لون بين الزرقة والحمرة. واستثنى في التوضيح ما دل على حرفه أو ولاية قال: فقياسه "الفِعَالة"، ومثل للثاني فقال: كوَلِيَ عليهم وِلاية. ولم يمثل للأول، وفيما قاله نظر؛ فإن ذلك إنما هو معروف في

"فَعَلَ" المفتوح العين، وأما ولي عليهم ولاية فنادر. 442- وفَعَلَ اللازم مثل قعدا ... له فُعُول باطراد، كغدا 443- ما لم يكن مستوجبا: فِعالا ... أو فَعَلانًا -فادر- أو فُعَالًا 444- فأول لذي امتناع كأبي، ... والثان للذي اقتضى تقلبا 445- للدا فُعَال أو لصوت، وشمل ... سيرا وصوتًا الفَعِيل كصهل "وفَعَل" المفتوح العين "اللازم مثل قعدا له فعول باطراد" معتلًّا كان "كغدا" غدوًّا، وسما سموًّا، أو صحيحًا كـ"قعد قعودًا"، و"جلس جلوسًا" "ما لم يكن مستوجبًا فِعالًا" بكسر الفاء "أو فَعَلانًا" بفتح الفاء والعين "فادر أو فُعَالًا" بضم الفاء، أو "فَعِيلًا". "فأول" من هذه الأربعة -وهو "فِعال" بكسر الفاء- لذي امتناع: أي: مقيس فيما دل على امتناع "كأبى" إباء، و"نفر نفارًا"، و"جمح جماحًا"، و"شرد شرادًا"، و"أبق إباقًا". "والثان" منها -وهو "فَعَلان"، بتحريك العين- "للذي اقتضى تقلبًا" نحو: "جال جولانا"، و"طاف طوفانًا" و"غلت القدر غليانًا". "للدا فعال أو لصوت" أي: يطرد الثالث -وهو "فُعَال"، بضم الفاء- في نوعين: الأول: ما دل على داء أي مرض، نحو: "سَعَلَ سُعَالًا"، و"زُكِمَ زكامًا"، و"مَشَى بطنه مشاء"، والثاني: ما دل على صوت، نحو: "صَرَخ صراخًا"، و"نَبَح نباحًا" و"عَوَى عواء". "وشمل سيرًا وصوتًا" الوزن الرابع وهو "الفعيل كصَهَل" صَهِيلًا، و"نهق نهيقًا"، و"رحل رحيلًا"، و"ذمل ذميلًا". تنبيهان: الأول: قد يجتمع "فَعِيل" و"فُعال"، نحو: "نعب الغراب نَعيبًا ونُعابًا"، و"نعق الراعي نعيقًا ونعاقًا" و"أزت القدر أزيزًا وأزازًا". وقد ينفرد "فَعِيل"، نحو: "صهل الفرس صهيلًا"، و"صخد الصرد صخيدًا". وقد ينفرد "فُعَال"، نحو: "بغم الظبي بغامًا"، و"ضبح الثعلب ضباحًا"، كما انفرد الأول في السير والثاني في الداء. الثاني: يستثنى أيضًا منه ما دل على حرفة أو ولاية فإن الغالب في مصدره "فِعَالة"،

نحو: "تجر تجارة"، و"خاط خياطة"، و"سفر بينهم سفارة"، و "أمر إمارة". وذكر ابن عصفور أنه مقيس في الولايات والصنائع. 446- فُعُولة فَعَالة لفَعُلا ... كسهل الأمر، وزيد جزلا "فعولة فعالة لفعلا" بضم العين قياسًا "كسَهُل الأمر" سُهُولة، و"عذب الشيء عذوبة"، و"ملح ملوحة" "وزيد جزلًا" جزوالة، و"فصح فصاحة", و"ظرف ظرافة". 447- وما أتى مخالفًا لما مضى ... فبابه النقل، كسخط ورضى "وما أتى" من أبنية مصادر الثلاثي "مخالفًا لما مضى فبابه النقل" لا القياس "كسُخط ورِضى" بضم السين وكر الراء، وحُزن وبُخل -بضم أولهما- مما قياسه فَعَل بفتحتين، وكجحود وشكور وركوب -بضمتين- مما قياسه فعل بفتح الفاء وسكون العين، وكموت وفوز ومشي -بفتح الفاء وسكون العين- مما قياسه "فُعُول" بضمتين، وكعظم وكبر مما قياسه فُعُولة، وكـ"حُسن وقُبح مما قياسه "فَعَالة". تنبيه: ذكر الزجاج وابن عصفور أن الفعل كالحسن قياس في مصدر "فعل" بضم العين كـ"حَسُن"، وهو خلاف ما قاله سيبويه. 448- وغير ذي ثلاثة مقيس ... مصدره كقدس التقديس 449- وزكه تزكية، وأجملا ... إجمال من تجملا تجملا 450- واستعذ استعاذة، ثم أقم ... إقامة، وغالبًا ذا التا لزم 451- وما يلي الآخر مد وافتحا ... مع كسر تلو الثان مما افتتحا 452- بهمز وصل: كاصطفى، وضم ما ... يربع في أمثال قد تلملما "وغير ذي ثلاثة مقيس مصدره" أي: لا بد لكل فعل غير ثلاثي من مصدر مقيس، فقياس فعل بالتشديد إذا كان صحيح اللام التفعيل "كقدس التقديس"، وتحذف ياؤه ويعوض عنها التاء فيصير وزنه "تفعلة": قليلًا في نحو: "جرب تجربة"، وغالبًا في ما لامه همزة

نحو: "جزأ تجزئة"، و"وطأ توطئة"، و"نبأ تنبئه"، وجاء أيضًا على الأصل، ووجوبًا في المعتل، نحو: غطه تغطية "وزكه تزكية" وهي تنزي دلوها تنزيه. وأما قوله "من الرجز": 711- باتت تنزي دلوها تنزيا ... "كما تنزي شهلة صبيا" فضرورة. وأشار بقوله: .............."وأجملا ... إجمال من تجملا تجملًا" "واستعذ استعاذة ثم أقم ... إقامة وغالبًا ذا التا لزم" "وما يلي الآخر مد وافتحا ... مع كسر تلو الثان مما افتتحا" "بهمز وصل كاصطفى" إلى أن قياس "أفعل" إذا كان صحيح العين "الإفعال" نحو: "أجمل إجمالًا"، و"أكرم إكرامًا"، و"أحسن إحسانًا"، وإن كان معتلها فكذلك ولكن تنقل حركتها إلى الفاء فتقلب ألفًا ثم تحذف الألف الثانية ويعوض عنها التاء، كما في "أقام إقامة"، و"أعان إعانة"،

_ 711- التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 288؛ والخصائص 2/ 302؛ وشرح التصريح 2/ 76؛ وشرح شواهد الشافية ص67؛ وشرح ابن عقيل ص433؛ 435؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 165؛ وشرح المفصل 6/ 58؛ ولسان العرب 11/ 373 "شهل"، 15/ 320 "نزا"؛ والمقاصد النحوية 3/ 571؛ والمقرب 2/ 134؛ والمنصف 2/ 195. شرح المفردات: تنزي: توثب، تحرك. الشهلة: العجوز. المعنى: يقول: إنها تحرك دلوها لاستخراج الماء تحريكًا ضعيفًا شبيهًا بتحريم المرأة العجوز لصبي ترقصه. الإعراب: "باتت": فعل ماض ناقص، و"التاء":ضمير متصل في محل رفع اسمه. "تنزي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". "دلوها": مفعول به، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "تنزيا": مفعول مطلق منصوب. "كما": اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق، و"ما": مصدرية. "تنزي": فعل مضارع مرفوع. "شهلة": فاعل مرفوع "صبيا": مفعول به منصوب. وجملة: "باتت تنزي ... " بحسب ما قبلها. وجملة "تنزي دلوها" في محل نصب خبر "باتت" وجملة: "تنزي شهلة" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "تنزيًا" حيث ورد مصدر الفعل الذي على وزن "فعّل" المعتل اللام على "تفعيل" كما يجيء في الصحيح اللام، وهذا شاذ، وقياسه: "تفعلة"، نحو: "تسمية"، و"ترضية".

و"أبان إبانة"، والغالب لزوم هذه التاء كما أشار إليه بقوله: "وغالبًا ذا التا لزم" وقد تحذف، نحو: {وَإِقَامَ الصَّلاة} 1 ومنه ما حكاه الأخفش من قولهم: "أراه إراء"، و"أجاب إجابًا". وقياس ما أوله همزة وصل أن يكسر تلو ثانيه: أي ثالثه، وأن يمد مفتوحًا ما يليه الآخر. أي: ما قبل آخره، كما أشار إليه بقوله: "وما يلي الآخر إلخ" أي: وما يليه الآخر، نحو: "اصطفى اصطفاء"، و"انطلق انطلاقًا"، و"استخرج استخراجًا". فإن كان "استفعل" معتل العين فعل به ما فعل بمصدر "أفعل" المعتل العين، نحو: "استعاذ استعاذة"، و"استقام استقامة". ويستثنى من المبدوء بهمزة الوصل ما كان أصله "تفاعل" أو "تفعل"، نحو: "أطاير"، و"اطير" أصلهما: "تطاير"، و"تطير" فإن مصدرهما لا يكسر ثالثه ولا يزاد قبل آخره ألف. وقياس ما كان على "تفعل": "التفعل"، نحو: "تجمل تجملًا"، و"تعلم تعلمًا"، و"تكرم تكرمًا"، "وضم ما يربع" أي: يقع رابعًا "في أمثال قد تلملما" صحيح اللام مما في أوله تاء المطاوعة وشبهها، سواء كان من باب "تفعل" كما مر، أو من باب "تفاعل"، نحو: "تقاتل تقاتلًا"، و"تخاصم تخاصمًا"، أو من باب "تفعلل"، نحو: "تلملم تلملمًا"، و"تدحرج تدحرجًا"، أو ملحقًا به، نحو: "تبيطر تبيطرًا" و"تجلبب تجلببًا". فإن لم يكن صحيح اللام وجب إبدال الضمة كسرة إذا كانت اللام ياء، نحو: "تدلى تدليًا"، و"تدانى تدانيًا" و"تسلقى تسلقيًا". 453- فعلال أو فعللة لفعللا، ... واجعل مقيسًا ثانيًا لا أولا "فعلال أو فعللة لفعللا" وما ألحق به، نحو: "دحرج دحراجًا ودحرجة"، و"حوقل حيقالًا وحوقلة"، ومعنى حوقل: كبر وضعف عن الجماع "واجعل مقيسًا" من "فعلال" و"فعلله"، "ثانيًا لا أولًا" وكلاهما عند بعضهم مقيس وهو ظاهر كلام التسهيل. تنبيه: يجوز في المضاعف من "فعلال"، نحو: "الزلزال"، و"القلقال" فتح أوله

_ 1 البقرة: 177.

وكسره، وليس في العربية "فعلال" بالفتح إلا في المضاعف والكسر هو الأصل، وإنما فتح تشبيهًا بالتفعال كما جاء في التفعال التبيان والتلقاء بالكسر. والتفعال كله بالفتح إلا هذين، على أنهما عند سيبويه اسمان وضع كل منهما. موضع المصدر. وذهب الكسائي والفراء وصاحب الكشاف إلى أن "الزلزال" بالكسر المصدر وبالفتح الاسم، وكذلك "القعقاع" بالفتح الذي يتقعقع وبالكسر المصدر، و"الوسواس" بالفتح اسم لما وسوس به الشيطان وبالكسر المصدر، وأجاز قوم أن يكونا مصدرين. 454- لفَاعَلَ: الفِعال، والمُفَاعلة، ... وغير ما مر السماع عادله "لفاعل الفعال والمفاعلة"، نحو: "خاصم خصامًا ومخاصمة"، و"عاقب عقابًا ومعاقبة"، لكن يمتنع الفعال ويتعين المفاعلة فيما فاؤه ياء، نحو: "ياسر مياسرة"، و"يامن ميامنة"، وشد "ياومه يوامًا" لا مياومة. شرح الأشموني "وغير ما مر السماع عادله" أي: كان له عديلًا، فلا يقدم عليه إلا بسماع، نحو: "كذب كذابًا"، وهي "تنزي دلوها تنزيًا"، و"أجاب إجابًا"، و"تحمل تحمالًا"، و"اطمأن طمأنينة"، و"تراموا رميًا"، و"قهقر قهقرى"، و"قرفص قرفصاء"، و"قاتل قيتالًا". تنبيه: يجيء المصدر على زنة اسم المفعول: في الثلاثي قليلًا، نحو: "جلد جلدًا ومجلودًا" وقوله "من الكامل": 712- "حتى إذا" لم يتركوا لعظامه ... لحمًا ولا لفؤاده معقولًا

_ 712- التخريج: البيت للراعي النميري في ديوانه ص236؛ وسمط اللآلي ص266. المعنى: يقول: إنهم لظلمهم وقسوة قلوبهم راحوا يضربونه ضربًا مبرحًا حتى أزالوا لحمه عن عظمه وتركوه فؤادًا بلا عقل. الإعراب: حتى: ابتدائية. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يتركوا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. لعظامه: جار ومجرور متعلقان بـ"يتركوا"، وهو مضاف، "والهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لحمًا: مفعول به منصوب. ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا": زوائدة لتأكيد النفي. لفؤاده: جار ومجرور معطوف على "لعظامه". معقولًا: معطوف على "لحمًا" منصوب. =

وفي غيره كثيرًا. ومنه قوله "من الطويل": 713- "وقد ذقتمونا مرة بعد مرة" ... وعلم بيان المرء عند المجرب أي عند التجربة، وقوله "من الطويل": 714- أقاتل حتى لا أرى لي مقاتلًا ... "وأنجو إذا عم الجبان من الكرب"

_ = وجملة "حتى إذا لم يتركوا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم يتركوا": في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "معقولًا" حيث جاء على وزن "مفعول"، وقد أنكر سيبويه أن يأتي المصدر من الفعل الثلاثي على زنة اسم المفعول في حين أن غيره أثبت ذلك، وأعطوا أمثلة منها: "المجلود بمعنى "الجلد"، و"الميسور" بمعنى "اليسر" فـ"المعقول" مصدر "عقل يعقل عقلًا ومعقولًا" كما قال ابن منظور. أما سيبويه فقال: هو صفة، والمصدر لا يأتي على وزن "مفعول" ألبتة، ويتأول "المعقول" فيقول: كأنه عقل له شيء. 713- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح المفصل 6/ 50. اللغة: ذقتمونا: أي رأيتم بأسنا وقوتنا. البيان: الكشف. المعنى: يقول: لقد رأيتم بأسنا وقوتنا مرارًا، وبالتجربة والاختبار يقف الإنسان على حقيقة الأمور، ويكشف مكنوناتها. الإعراب: وقد: "الواو": بحسب ما قبلها، و"قد": حرف تحقيق. ذقتمونا: فعل ماض، و"التاء" ضمير في محل رفع فاعل، و"الميم": لجمع الذكور، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. مرة: ظرف زمان متعلق بـ"ذقتم" بعد: ظرف زمان متعلق بـ"ذقتم"، وهو مضاف. مرة: مضاف إليه مجرور. وعلم: "الواو": استئنافية، "علم": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. بيان: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. المرء: مضاف إليه مجرور. عند: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف. المجرب: مضاف إليه مجرور. وجملة "قد ذقتمونا": بحسب ما قبلها. وجملة "علم بيان المرء ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "المجرب" حيث ورد على زنة اسم المفعول، والمراد به المصدر، أي "التجربة"، وهذا جائز. 714- التخريج: البيت لكعب بن مالك في ديوانه ص184؛ ولسان العرب 11/ 549 "قتل"؛ ولوالده مالك بن أبي كعب في حماسة البحتري ص42؛ وشرح المفصل 6/ 55؛ والكتاب 4/ 96؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 291؛ وأمالي ابن الحاجب ص375؛ والخصائص 1/ 367، 2/ 304؛ والمحتسب 2/ 64؛ والمقتضب 1/ 75. اللغة: أقاتل: أحارب. المقاتَل: القتال. غم: حزن. الكرب: الحزن. المعنى: يصف الشاعر حسن تصرفه في المعارك، فإنه يخوضها بشجاعة، مغالبًا الأقران، حتى إذا ما =

أي: قتالًا، وقوله "من الكامل": أظلوم إن مصابكم رجلًا ... أهدى السلام تحية ظلم1 أي: إصابتكم، وربما جاء في الثلاثي بلفظ اسم الفاعل نحو: "فلج فالجًا"، وقوله "من الوافر": 715- كفى بالنأي من أسماء كاف ... "وليس لحبها إذ طال شاف"

_ = رأي أن ترك المعركة أحزم والفرار أحكم نفض يده منها غير خوار العزيمة، وهذا وقت يأخذ الخوف فيه الجبان، فلا يتمكن من الفرار فيقع في قبضة عدوه. الإعراب: أقاتل: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". حتى: حرف غاية وجر. لا: حرف نفي. أرى: فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". لي: جار ومجرور متعلقان بـ"أرى". مقاتلًا: مفعول به منصوب. وأنجو: "الواو": حرف عطف، "أنجو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. غم: فعل ماضٍ للمجهول. الجبان: نائب فاعل مرفوع. من الكرب: جار ومجرور متعلقان بـ"غم". وجملة "أقاتل": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر، والجار، والمجرور متعلقان بـ"أقاتل". وجملة "أنجو ... ": معطوفة على جملة "أقاتل". وجملة "غم الجبان": في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "مقاتلًا" حيث جاء على زنة اسم المفعول من "قاتل"، وهو مصدر معناه: "القتال"، وهذا جائز. 1 تقدم بالرقم 684. 715- التخريج: البيت لبشر بن أبي خازم في ديوانه ص142؛ وخزانة الأدب 4/ 439؛ 10/ 477، 482؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص294؛ ولأبي حية النميري في لسان العرب 15/ 295 "قفا"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 48، 112؛ وتخليص الشواهد ص299؛ وخزانة الأدب 3/ 443، 6/ 397؛ والخصائص 2/ 268؛ وشرح ديوان الخماسة للمرزوقي ص970؛ وشرح المفصل 6/ 51، 10/ 103؛ والصاحبي في فقه اللغة ص35؛ والمقتضب 4/ 22؛ والمنصف 2/ 115. اللغة: النأي: البعد. أسماء: اسم امرأة. المعنى: يقول: إن بعدها يكفيه كل بلاء، ولا يستطيع أن يجد لنفسه شفاء. الإعراب: كفى: فعل ماض. بالنأي: "الباء": حرف جر زائد، و"النأي": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه فاعل "كفى". من أسماء: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "النأي". كاف: مفعول مطلق. وليس: "الواو": استئنافية، "ليس": فعل ماض ناقص. لحبها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. إذ: ظرف في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"شاف". طال: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". شاف: اسم "ليس" مرفوع. وجملة "كفى ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليس لحبها": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "طال" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "كاف" حيث وردت مصدرًا على زنة اسم الفاعل من الثلاثي.

أي: كفاية. ونحو: {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَة} 1، أي: بالطغيان {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة} 2، أي: بقاء. 455- وفَعْلَة لمرة كجَلْسَه ... وفِعْلَة لهيئة كجِلْسَه "وفَعلة" بالفتح "لمرة كجَلْسَه" ومشية وضربه "وفِعلة" بالكسر "لهيئة كجِلْسَة" ومشية وضربة. تنبيه: محل ما ذكر إذا لم يكن المصدر العام على "فَعله" بالفتح، نحو: "رحمة"، أو "فِعلة" بالكسر، نحو: "ذربة"، فإن كان كذلك فلا يدل على المرة أو الهيئة إلا بقرينة أو بوصف، نحو: "رَحمة واحدة"، و "ذِربة عظيمة". 456- في غير ذي الثلاث بالتا المره ... وشذ فيه هيئة كالخمره "في غير ذي الثلاث بالتا المره"، نحو: "انطلق انطلاقه"، و"استخرج استخراجة" فإن كان بناء مصدره العام على التاء دل على المرة منه بالوصف كـ"إقامة واحدة"، و"استقامة واحدة، "وشذ فيه هيئة كالخمره" من اختمر، والعمة من تعمم، والنقبة من انتقب. خاتمة: يصاغ من الثلاثي "مفعل"؛ فتفتح عينه مرادًا به المصدر أو الزمان أو المكان: إن اعتلت لامه مطلقًا، نحو: "مرمى ومغزى وموقى"، أو صحت ولم تكسر عين مضارعه، نحو: "مقتل ومذهب"، فإن كسرت فتحت في المراد به المصدر، نحو: مضرب، وكسرت في المراد به الزمان أو المكان، نحو: مضرب، وتكسر مطلقًا عند غير طيئ فيما صحت

_ 1 الحاقة: 5. 2 الحاقة: 8.

لامه وفاؤه واو، نحو: مورد وموقف وموئل، وشذ من جميع ذلك ألفاظ معروفة ذكرها في التسهيل. ويعامل غيرالثلاثي معاملة الثلاثي في ذلك، فمن أراد ذلك بنى منه اسم مفعول وجعله بإزاء ما يقصده من المصدر كما مر أو الزمان أو المكان، ومنه: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} 1، {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّق} 2، وقوله "من البسيط": 716- الحمد لله ممسانا ومصبحنا ... "بالخير صبحنا ربي ومسانا"

_ 1 هود: 41. 2 سبأ: 19. 716- التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص62؛ وإصلاح المنطق ص166؛ والأغاني 4/ 132؛ وخزانة الأدب 1/ 248، 249؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 392؛ وشرح المفصل 6/ 53؛ والكتاب 4/ 95؛ ولسان العرب 15/ 280 "مسا"؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 6/ 50. اللغة: الممسى: الإمساء، أي الدخول في المساء. والمصبح: الإصباح، أي وقت الصباح. الإعراب: الحمد: مبتدأ مرفوع. لله: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. ممسانا: ظرف زمان منصوب متعلق بـ"الحمد" أو بالخبر المحذوف، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ومصبحنا: "الواو": حرف عطف، و"مصبحنا": معطوف على "ممسانا"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. بالخير: جار ومجرور متعلقان بـ"صبح". صبحنا: فعل ماض، و"نا": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. ربي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ومسانا: "الواو": حرف عطف، و"مسانا": فعل ماض، و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "الحمد لله": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الخير صبحنا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مسانا": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "ممسانا ومصبحنا" حيث ورد الاسمان دالين على زمان الحدث بمعنى الإمساء والإصباح، وهما على وزن اسم المفعول من الفعل الثلاثي المزيد. وقد يكونان دالين على مصدرين أو موضعين للإمساء والإصباح، فيكونان اسمين للمكان.

أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها

أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها: "صيغ الثلاثي اللازم": 457- كفاعل صغ اسم فاعل: إذا ... من ذي ثلاثة يكون، كغذا "كفاعل صغ اسم فاعل إذا ... من ذي ثلاثة يكون" لازمًا "كغذا" الوادي -بمعجمتين مفتوح العين- بمعنى: سال، فيقال: غذا الماء فهو غاذ، وذهب زيد فهو ذاهب، وسلم فهو سالم، وفره الفرس فهو فاره، أو متعديًا، نحو: ضرب فهو ضارب، وركب فهو راكب. 458- وهو قليل في فَعُلْتُ وفَعِل ... غير معدي، بل قياسه فَعِل 459- وأَفْعَل، فَعْلان، نحو أشر، ... ونحو صديان، ونحو الأجهر "وهو قليل في فعلت" بضم العين كطهر فهو طاهر، ونعم فهو ناعم، وفره فهو فاره "و" في "فَعِل" بكسرها "غير معدى"، نحو: سلم فهو سالم "بل قياسه" أي: قياس فعل اللازم المكسور العين "فَعِل" بفتح الفاء وكسر العين في الأعراض "وأفْعَل" في الألوان والخلق، و"فَعْلان" فيما دل على الامتلاء وحرارة الباطن، "نحو أشر" وبطر وفرح "ونحو صديان" وريان وعطشان "ونحو الأجهر" والأحمر، ومما شذ فيه مريض وكهل.

460- وفَعْل أولى، وفَعِيل بفَعُل ... كالضخم والجميل والفِعْل جميل 461- وأَفْعَل فيه قليل وفَعَل، ... وبسوى الفاعل قد يغنى فَعَل "وفَعْل" بفتح الفاء وسكون العين "أولى وفَعِيل بفَعُل" مضموم العين "كالضخم" والسهم "والجميل" والظريف "والفعل" لهذه ضخم وشهم و"جمل" وظرف "وأفعل فيه قليل وفَعَل" بفتحتين، وفَعَال بالفتح، وفُعَال بالضم، وفُِعْل بضمتين، وفعل بكسر الفاء أو ضمها، وفُعَّال، فَعُول، وفِعِل بكسرتين: كحرش فهو أحرش1؛ وخطب فهو أخطب إذا أحمر إلى الكدرة2، ونحو: بَطُلَ فهو بَطَل، وحَسُن فهو حَسَن، ونحو: جَبُن فهو جبان، وشجع فهو شجاع، ونحو: جَنُب فهو جُنُب، ونحو: عَفُر فهو عِفْر، أي: شجاع ماكر، ونحو: غَمُر فهو غُمْر: أي لم يجرب الأمور، ونحو: وضوء فهو وضاء أي وضيء، ونحو، حصرت فهي حصور: أي ضاق مجرى لبنها، ونحو: خَشُن فهو خِشن. تنبيه: جميع هذه صفات مشبهة، إلا فاعلًا كضارب وقائم فإنه اسم فاعل إلا إذا أضيف إلى مرفوعه، وذلك فيما إذا دل على الثبوت كـ"طاهر القلب"، و"شاحط الدار"، أي: بعيدها، فهو صفة مشبهة أيضًا. "وبسوى الفاعل قد يغنى فعل" أي: وقد يستغنى عن وزن "فاعل" من "فعل" بالفتح بغيره: كشيخ وأشيب وطيب وعفيف. صيغ غير الثلاثي": 462- وزنة المضارع اسم فاعل ... من غير ذي الثلاث كالمواصل 463- مع كسر متلو الأخير مطلقًا ... وضم ميم زائد قد سبقا 464- وإن فتحت منه ما كان انكسر ... صار اسم مفعول كمثل المنتظر

_ 1 الأحرش: الخشن. 2 الكدرة: أحمرار ضارب إلى السواد.

أي: يأتي اسم الفاعل من غير الثلاثي المجرد على زنة مضارعه، بشرط الإتيان بميم مضمومة مكان حرف المضارعة، وكسر ما قبل الأخير مطلقًا، أي: سواء كان مكسورًا في المضارع كمنطلق ومستخرج، أو مفتوحًا كمتعلم ومتدحرج. "وإن فتحت منه" أي من هذا "ما كان انكسر" وهو ما قبل الأخير "صار اسم مفعول كمثل المنتظر" والمستخرج. 465- وفي اسم مفعول الثلاثي أطرد ... زنة مفعول كآت من قصد يقصد، فإنه مقصود، وآت من ضرب مضروب، ومن مر ممرور به، ومنه مبيع ومقول ومرمي، إلا أنها غيرت. تنبيه: مراده بالثلاثي المتصرف. "نيابة "فعيل" عن "مفعول": 466- وناب نقلًا عنه ذو فعيل ... نحو فتاة أو فتى كحيل "وتاب نقلًا عنه" أي عن مفعول "ذو فعيل" مستويًا فيه المذكر والمؤنث "نحو فتاة أو فتى كحيل" أو جريح أو قتيل. تنبيه: مراده أنه ينوب عنه في الدلالة على معناه فقط. قال في التسهيل: وينوب في الدلالة لا العمل عن مفعول بقلة: فِعْل كذِبْح1، وفَعَل كقَنَص2، وفُعْله كغُرفة3، وبكثرة فَعِيل. ا. هـ.

_ 1 الذِّبح: اسم لما ذبح من الحيوان أو أعد للذبح. 2 القنص: الذي يقتنص. 3 الغرفة: ما يغترف باليد أو نحوها.

"مجيء "فعيل" بمعنى "مفعول": خاتمة: قال الشارح: ومجيء "فعيل" بمعنى "مفعول" كثير في لسان العرب، وعلى كثرته لم يقس عليه بإجماع، وفي التسهيل: ليس مقيسًا خلافًا لبعضهم، فنص على الخلاف، وفي شرحه: "وجعله بعضهم مقيسًا فيما ليس له "فعيل" بمعى "فاعل"، نحو: "قَدَر" و"رَحِم"، لقولهم: قدير، ورحيم. والله أعلم.

الصفة المشبهة باسم الفاعل

الصفة المشبهة باسم الفاعل: 467- "صفة استحسن جر فاعل ... معنى بها المشبهة اسم الفاعل" أي: تتميز الصفة المشبهة عن اسم الفاعل باستحسان جر فاعلها بإضافتها إليه، فإن اسم الفاعل لا يحسن فيه ذلك؛ لأنه إن كان لازمًا وقصد ثبوت معناه صار منها، وانطلق عليه اسمها، وإن كان متعديًا فقد سبق أن الجمهور على منع ذلك فيه، فلا استحسان. تنبيهان: الأول: إنما قيد الفاعل بالمعنى لأنه لا تضاف الصفة إليه إلا بعد تحويل الإسناد عنه إلى ضمير الموصول، فلم يبق فاعلًا إلا من جهة المعنى. الثاني: وجه الشبه بينها وبين اسم الفاعل: أنها تدل على حدث ومن قام به، وأنها تؤنث وتثنى وتجمع، ولذلك حملت عليه في العمل. وعاب الشارح التعريف المذكور بأن استحسان الإضافة إلى الفاعل لا يصلح لتعريفها وتمييزها عما عداها؛ لأن العلم به موقوف على العلم بكونها صفة مشبهة، وعرفها بقوله: "ما صيغ لغير تفضيل من فعل لازم لقصد نسبة الحدث إلى الموصوف به دون إفادة معنى الحدوث". وقد يقال: إن العلم باستحسان الإضافة موقوف على المعنى، لا على العلم بكونها صفة مشبهة، فلا دور، أو أن قوله: "المشبهة اسم الفاعل" مبتدأ، وقوله: "صفة استحسن إلى آخره" خبر، وقوله:

468- وصوغها من لازم لحاضر ... كطاهر القلب جميل الظاهر "وصوغها من لازم لحاضر" إلى آخره: عطف عليه لتمام التعريف: أي: ومما تتميز به الصفة المشبهة أيضا عن اسم الفاعل أنها لا تصاغ قياسًا إلا من فعل لازم كطاهر من طهر، وجميل من جمل، وحَسَن من حَسُن، وأما رحيم وعليم ونحوهما فمقصور على السماع، بخلافه فإنه يصاغ من اللازم كقائم، ومن المتعدي كضارب، وأنها لا تكون إلا للمعنى الحاضر الدائم دون الماضي المنقطع والمستقبل، بخلافه كما عرفت، وأنها لا تلزم الجري على المضارع، بخلافه، بل قد تكون جارية عليه "كطاهر القلب" وضامر البطن، ومستقيم الحال، ومعتدل القامة، وقد لا تكون، وهو الغالب في المبنية من الثلاثي، كحسن الوجه، و"جميل الظاهر" وسبط العظام، وأسود الشعر. 469- وعمل اسم فاعل المعدى ... لها، على الحد الذي قد حدا "وعمل اسم فاعل المعدى" لواحد "لها" أي ثابت لها "على الحد الذي قد حدا" له في بابه: من وجوب الاعتماد على ما ذكر. تنبيه: ليس كونها بمعنى الحال شرطًا في عملها؛ لأن ذلك من ضرورة وضعها لكونها وضعت للدلالة على الثبوت، والثبوت من ضرورته الحال، فعبارته هنا أجود من قوله في الكافية: والاعتماد واقتضاء الحال ... شرطان في تصحيح ذا الإعمال ا. هـ. 470- وسبق ما تعمل فيه مجتنب ... وكونه ذا سببية وجب "وسبق ما تعمل فيه مجتنب" بخلاف اسم الفاعل أيضًا، ومن ثم صح النصب، في

نحو: "زيدًا أنا ضاربه"، وامتنع في نحو: "وجه الأب زيد حسنه" "وكونه ذا سببية وجب"، أي: ويجب في معمولها أن يكون سببًا، أي: متصلًا بضمير الموصوف لفظًا، نحو: "حسن وجهه"، أو معنى نحو: "حسن الوجه" أي: منه. وقيل: أل خلف عن المضاف إليه، ولا يجب ذلك في معمول اسم الفاعل كما عرفت. تنبيهات: الأول: قول الشارح إن جواز نحو: "زيد بك فرح" مبطل لعموم قوله: "إن المعمول لا يكون إلا سببًا مؤخرًا" مردود؛ لأن المراد بالمعمول ما عملها فيه بحق الشبه، وعملها في الظرف ونحوه إنما هو لما فيها من معنى الفعل. الثاني: ذكر في التسهيل أن معمول الصفة المشبهة يكون ضميرًا بارزًا متصلًا، كقوله "من الخفيف": 717- حسن الوجه طلقه أنت في السلـ ... ـم وفي الحرب كالح مكفهر فعلم أن مراده بالسببي ما عدا الأجنبي؛ فإنها لا تعمل فيه. الثالث: يتنوع السببي إلى اثني عشر نوعًا: فيكون موصولًا، كقوله "من الطويل": 718- أسيلات أبدان دقاق خصورها ... وثيرات ما التفت عليه المآزر

_ 717- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 633. اللغة: طلق الوجه: سمح الوجه، ضاحكه ومنبسطه. السلم: ضد الحرب. كالح: عابس. مكفهر: عابس. المعنى: يقول: إن ممدوحه مشرق الوجه كريم وقت السلم، ومقطب الجبين عابسه في أيام الحرب. الإعراب: حسن: خبر مقدم للمبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الوجه: مضاف إليه مجرور. طلقه: خبر ثان للمبتدأ، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. أنت: مبتدأ مؤخر. في السلم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال صاحبه "أنت". وفي الحرب: جار ومجرور معطوف على "في السلم" كالح: معطوف على "حسن" مرفوع. مكفهر: معطوف على "كالح" بحرف عطف مقدر، أو توكيد لفظي لـ"مكفهر" مرفوع. الشاهد فيه قوله: "طلقه" حيث عملت الصفة المشبهة "طلق" في الضمير البارز المتصل الواقع مضافًا إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها. 718- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في المقاصد النحوية 3/ 629؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 86. =

وموصوفًا يشبهه، كقوله "من الطويل": 719- أزور امرأ جمًّا نوالٌ أعدَّه ... لمن أمه مستكفيًا أزمة الدهر والشاهد في "جما نوال"، ومضافًا إلى أحدهما، كقوله "من البسيط": 720- فعجتها قبل الأخيار منزلة ... والطيبي كلِّ ما التاثَتْ به الأزرُ

_ = اللغة: بدن أسيل: بدن طويل. دقيق الخصر: نحيفه. الوثيرة: اللينة. الإعراب: أسيلات: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هن"، وهو مضاف. أبدان: مضاف إليه مجرور. دقاق: خبر للمبتدأ مرفوع. خصورها: فاعل "دقاق" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، ويجوز أن تكون "دقاق" خبر مقدم للمبتدأ "خصورها" و"خصورها" مبتدأ مؤخر. وثيرات: خبر للمبتدأ، وهو مضاف. ما: اسم موصول في محل جر بالإضافة. التفت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"التفت" المآزر: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "هن أسيلات ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "التفت ... ": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "وثيرات ما التفت" حيث عملت الصفة المشبهة "وثيرات" في الاسم الموصول "ما" فجعلته مضافًا إليه من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها. 719- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 86؛ والمقاصد النحوية 3/ 631. اللغة: الجم: الكثير. النوال: العطاء. أعده: هيأه. أمه: قصده. المعنى: يقول إن ممدوحه رجل كريم كثير العطاء لمن يقصده، منتشلًا إياء من براثن الدهر. الإعراب: أزور: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". امرأ: مفعول به منصوب. جمًّا: نعت "امرأ" منصوب. نوال: فاعل "جم" مرفوع. أعده: فعل ماض، و"الهاء" ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". لمن: جار ومجرور متعلقان بـ"أعد". أمه: فعل ماض، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". مستكفيًا: حال منصوب بالفتحة. أزمة: مفعول به لـ"مستكفيًا"، وهو مضاف الدهر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "أزور": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أعده": في محل رفع نعت "نوال". وجملة "أمه": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "جما نوال أعده" حيث أعملت الصفة المشبهة "جما" في معمول نكرة "نوال"، موصوفة بجملة هي جملة "أعده". وهذه النكرة تشبه الموصول؛ لأن كلا منهما متصل بجملة خبرية تتمم معناه. 720- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 183؛ والمقاصد النحوية 3/ 625؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 85. =

ونحو: "رأيت رجلًا دقيقًا سنانُ رمحٍ يطعن به"، ومقرونًا بأل، نحو: "حسن الوجه"، ومجردًا، نحو: "حسن وجه"، ومضافًا إلى أحدهما، نحو: "حسن وجه الأب"، و"حسن وجه أب"، ومضافًا إلى ضمير الموصوف، نحو: "حسن وجهه"، ومضافًا إلى مضاف إلى ضميره، نحو: "حسن وجه أبيه"، ومضافًا إلى ضمير مضاف إلى مضاف إلى ضمير الموصوف، نحو: "مررت بامرأةٍ حسنٍ وجهُ جاريتِها جميلةٍ أنفُه" ذكره في التسهيل، ومضافًا إلى ضمير معمول صفة أخرى، نحو: "مررت برجلٍ حسنٍ الوجنةُ جميلٍ خالُها" ذكره في شرح التسهيل، وجعل منه قوله "من الطويل": 721- سبتني الفتاةُ البضةُ المتجردُ الـ ... ـلطيفة كشحُه، وما خلت أن أسبى.

_ = اللغة: عجتها، عطفت رأسها بالزمام، و"الهاء": عائدة إلى الناقة التي يرتحل عليها. الأخيار: أصحاب المنزلة الرفيعة. الطيبون: الأطهار. التاث: التف. الإزار: ثوب تشده المرأة على وسطها. المعنى: يقول: إنه مال بمطيته نحو الأخيار والطيبين في ديارهم، والمحافظين على عفتهم وكرامتهم. الإعراب: فعجتها: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"عجتها": فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. قبل: ظرف مكان متعلق بـ"عجتها"، وهو مضاف. الأخيار: مضاف إليه مجرور. منزلة: تمييز منصوب. والطيبي: "الواو": جرف عطف، و"الطيبي": معطوف على "الأخيار" مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. كل: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف ما: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. التاثت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. به: جار ومجرور متعلقان بـ"التاث". الأزر: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "عجتها ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "التاثت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "والطيبي كل ما التاثت به الأزر" حيث أعملت الصفة المشبهة "الطيبي" في الاسم "كل" المضاف إلى اسم الموصول "ما". 721- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 3/ 623. اللغة: سبتني: تملكت قلبي. البضة: الرقيقة الجلد. المتجرد: العرية. الكشح: ما بين الحاضرة والسرة ووسط الظهر من الجسم. ما خلت: ما ظننت. المعنى: يقول: إن تلك الفتاة الناعمة الجسم، والجميلة المتعرى قد أسرت فؤاده بحبها، وتملكته بمحاسنها، وكان يظن أن ذلك لن يحدث. الإعراب: سبتني: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الفتاة: فاعل مرفوع بالضمة. "البضة: نعت "الفتاة" مرفوع بالضمة المتجرد: =

471- فارفع بها، وانصب، وجر -مع أل ... ودون أل- مصحوب أل، وما اتصل 472- بها: مضافًا، أو مجردًا، ولا ... تجرر بها -مع أل- سما من أل خلا 473- ومن إضافة لتاليها، وما ... لم يخل فهو بالجواز وسمًا "فارفع بها" أي: بالصفة المشبهة "وانصب وجر مع أل ودون أل مصحوب أل وما اتصل بها"، أي: بالصفة المشبهة مضافًا أو مجردًا ولا تجرر بها مع أل سما، أي: اسمًا. "من أل خلا، ومن إضافة لتاليها، وما ... لم يخل فهو بالجواز وسما" أي لمعمول هذه الصفة ثلاث حالات: الرفع على الفاعلية، قال الفارسي: أو على الإبدال من ضمير مستتر في الصفة، والنصب: على التشبيه بالمفعول به إن كان معرفة، وعلى التمييز إن كان نكرة، والخفض بالإضافة، والصفة مع كل من الثلاثة إما نكرة أو معرفة، وهذه الستة في أحوال السببي المذكورة في التنبيه الثالث، فتلك اثنان وسبعون صورة. الممتنع منها ما لزم إضافة ما فيه "أل" إلى الخالي منها ومن الإضافة لتاليها أو لمضير تاليها كما صرح بهذا في التسهيل، وذلك تسع صور وهي: الحسنُ وجهٍ، الحسنُ وجهِ أبٍ، الحسنُ وجهِهِ، الحسنُ وجهِ أبيه، الحسنُ ما تحت نقابِهِ، الحسنُ كلِّ ما تحت نقابه، الحسنُ نوالٍ أعده، الحسنُ سنانِ رمحٍ يطعن به، الحسنُ وجهِ جاريتها الجميلُ أنفِهِ. وليس منه "الحسنُ الوجنةِ الجميلُ خالِها" بجر "خالها" لإضافته إلى ضمير ما فيه "أل" وهو "الوجنة". نعم هو ضعيف؛ لأن المبرد يمنعه كما عرفت في باب الإضافة.

_ = فاعل "البضة". اللطيفة: نعت "الفتاة" مرفوع. كشحة: فاعل "اللطيفة" مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وما: "الواو": حالية، و"ما": نافية. خلت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. أن: حرف مخفف من "أن" واسمه محذوف. أسبى: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". وجملة "سبتني": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما خلت أن أسبى": في محل نصب حال. وجملة "أسبى": في محل رفع خبر "أن". الشاهد فيه قوله: "سبتني الفتاة البضة المتجرد اللطيفة كشحه" حيث جاء معمول الصفة المشبهة التي هي "اللطيفة" اسمًا مضافًا إلى ضمير عائد على معمول صفة أخرى "كشحه" فإنه مضاف إلى ضمير عائد إلى "المتجرد" الذي هو معمول "البضة"، وهي صفة مشبهة أخرى. وهذا نادر.

وما سوى ذلك فجائز، كما أشار إليه بقوله: "وما لم يخل فهو بالجواز وسما"، أي: علم. لكنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قبيح، وضعيف، وحسن. فالقبيح: رفع الصفة -مجردة كانت أو مع "أل"- المجرد من الضمير والمضاف إلى المجرد منه، وذلك ثمان صور هي: الحسنُ وجهٌ، الحسنُ وجهُ أبٍ، حسنٌ وجهٌ، حسنٌ وجهُ أبٍ، الحسنُ وجهُ الأبِ، حسنٌ الوجهُ، حسنٌ وجهُ الأبِ، والأربع الأولى أقبح من الثانية لما يرى من أن "أل" خلف عن الضمير، وإنما جاز ذلك -على قبحه- لقيام السببية في المعنى مقام وجودها في اللفظ؛ لأن معنى "حسن وجه": حسن وجه له أو منه، ودليل الجواز قوله "من الرجز": 722- ببهمة منيت شهمٍ قلبُ ... منجذ لاذي كهام ينبو فهو نظير: حسن وجه. والمجوز لهذه الصورة مجوز لنظائرها؛ إذ لا فرق. والضعيف: نصب الصفة المنكرة المعارف مطلقًا، وجرها إياها سوى المعرف بـ"أل" والمضاف إلى المعرف بها، وجر المقرونة بـ"أل" المضاف إلى ضمير المقرون بها، وذلك خمس عشرة صورة، هي: حسنٌ الوجهَ، حسنٌ وجهَ الأبِ، حسنٌ وجهَهُ، حسنٌ وجهَ أبيه، حسنٌ ما تحت نقابه، حسنٌ كلَّ ما تحت نقابه، حسنٌ وجه جاريتها جميلة أنفَه، حسن

_ 722- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 5/ 284؛ والمقاصد النحوية 3/ 577؛ وهمع الهوامع 2/ 99. اللغة: رجل بهمة: أي شجاع لا يستطاع التغلب عليه. شهم: قوي القلب. منيب به: ابتليت به. منجذ: مجرب. سيف كهام: غير قاطع. ينبو: لا يؤثر. المعنى: يقول: إنه ابتلي بشجاع يصعب النيل منه، ولم يبتل بخوار العزيمة، ضعيف القلب، صاحب سيف كليل لا يقطع، ولا تؤثر ضربته. الإعراب: ببهمة: جار ومجرور متعلقان بـ"منيت". منيت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. شهم: نعت "بهمة" مجرور. قلب: فاعل "شهم" مرفوع. منجذ: نعت "بهمة" مجرور. لا: حرف عطف. ذي: معطوف على "بهمة" مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. كهام: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ينبو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "منيت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينبو": في محل جر نعت "كهام". الشاهد فيه قوله: "شهم قلب" حيث جاء معمول الصفة المشبهة التي هي "شهم" اسمًا مرفوعًا من غير رابط في اللفظ بينه وبين الصفة، فلا هو مضاف إلى ضمير، ولا مقترن بـ"أل"، وهذا جائز.

الوجنة جميل خالها، وحسنُ وجهِهِ، حسنُ وجهِ أبيه، حسن ما تحت نقابه، حسنُ كلِّ ما تحت نقابه، حسن وجه جاريتها جميلة أنفِهِ، حسن الوجنة جميل خالِها، والحسن الوجنة الجميل خالِها. ويدل للجواز في الأول والثاني قوله "من الوافر": 723- فإن يهلك أبو قابوس يهلك ... ربيع الناس والشهر الحرام ونأخذ بعده بدناب عيش ... أجبَّ الظهرَ ليس له سنام في رواية نصب "الظهر". وفي بقية المنصوبات قوله "من الرجز": 724- أنعتها إني من نعاتها ... كوم الذرا وادقةً سراتِهَا

_ 723- التخريج: البيتان للنابغة الذبياني في ديوانه ص106؛ والأغاني 11/ 26؛ وخزانة الأدب 7/ 511، 9/ 363؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 28؛ وشرح المفصل 6/ 83، 85؛ والكتاب 1/ 196؛ والمقاصد النحوية 3/ 579، 4/ 434، وبلا نسبة في أسرار العربية ص200؛ والأشباه والنظائر 6/ 11؛ والاشتقاق ص105؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 458؛ والإنصاف 1/ 134؛ وشرح عمدة الحافظ ص358؛ ولسان العرب 1/ 249 "حبب"، 390 "ذنب"؛ والمقتضب 2/ 179. اللغة: ربيع الناس: شبه ممدوحه بالربيع للدلالة على ما يحمله من نعم وخير للناس. الذناب: الأطراف. أجب الظهر: بدون سنام، كناية عن الحاجة التي تعقب موته. المعنى: يقول: غن هلك أبو قابوس أجدب الخير وانقطع الرخاء عن الناس، وغدوا في عسرة من أمرهم وكدر في عيشهم. الإعراب: "فإن" الفاء بحسب ما قبلها، "إن": حرف شرط جازم. "يهلك": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط. "أبو": فاعل مرفوع بالواو، وهو مضاف. "قابوس": مضاف إليه. "يهلك": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط. "ربيع": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الناس": مضاف إليه. "والشهر": الواو: حرف عطف، "الشهر": معطوف على "ربيع" مرفوع. "الحرام": نعت "الشهر" مرفوع. "ونأخذ": الواو حرف عطف، "نأخذ": معطوف على جواب الشرط مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "نحن". ويجوز أن يكون مرفوعًا فتكون الواو استئنافية، و"نأخذ": فعل مضارع مرفوع، أو منصوبًا، فتكون الواو للمعية، و"نأخذ": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. "بعده": ظرف زمان متعلق بـ"نأخذ"، وهو مضاف و"الهاء" ضمير في محل جر بالإضافة "بذناب": جار ومجرور متعلقان بـ"نأخذ"، وهو مضاف. "عيش": مضاف إليه. "أجب": نعت "عيش"، مجرور، وهو مضاف. "الظهر": منصوب على التشبيه بالمفعول به. "ليس": فعل ماض ناقص. "له": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس". "سنام": اسم "ليس" مرفوع. وجملة: "إن يهلك ... " الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة: "يهلك": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" وجملة: "نأخذ" معطوفة على "يهلك"، أو استئنافية. وجملة: "ليس له سنام" في محل جر نعت ثان لـ"عيش". الشاهد فيه قوله: "أجب الظهر" حيث نصبت الصفة المشبهة باسم الفاعل مجردة من "أل" معمولها. 724- التخريج: الرجز لعمر بن لجأ التيمي في الأصمعيات ص34؛ وخزانة الأدب 8/ 221؛ =

إذ لا فرق، وفي المجرورات سوى الأخير قوله "من الطويل": 725- أقامت على ربعيهما جارتا صفًا ... كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما والجر عند سيبويه في هذا النوع من الضرورات، ومنعه المبرد مطلقًا؛ لأنه يشبه إضافة الشيء إلى نفسه، وأجازه الكوفيون في السعة، وهو الصحيح، ففي حديث أم زرع "صفر

_ = والدرر 5/ 289؛ والمقاصد النحوية 3/ 583 "وفيه "عمر بن لحا"؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 6/ 38؛ 88. اللغة: أنعتها: أصفها، والهاء عائدة إلى الإبل. كوم الذرا: أي أعلى السنام. الوادقة: السمينة. سراتها: ج السرة، وهي الموضع الذي تقطعه القابلة من الولد. الإعراب: أنعتها: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "إن". من نعاتها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "إن"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. كوم: مفعول به لفعل محذوف، وهو مضاف. الذرا: مضاف إليه مجرور. وادقة: مفعول به لفعل محذوف، أو معطوف على كرم بحرف عطف مقدر. سراتها: مفعول به لـ"وادقة"، منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "وادقة سراتها" حيث ورد معمول الصفة المشبهة المجردة من "أل"، التي هي "وادقة" اسمًا مضافًا إلى الضمير "سراتها" ومنصوبا بها، وهذا جائز. 725- التخريج: البيت للشماخ في ديوانه ص308؛ وخزانة الأدب 4/ 293؛ والدرر 5/ 281؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 7؛ وشرح المفصل 6/ 83، 86؛ والصاحبي في فقه اللغة ص210؛ والكتاب 1/ 199؛ والمقاصد النحوية 3/ 587؛ وهمع الهوامع 2/ 99؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 8/ 220، 222؛ والمقرب 1/ 141. اللغة: الربعان: الدار والمنزل. الصفا: الصخر الأملس، والجارتان هما الاثفيتان. الكميت: اللون بين الأسود والأحمر. الجونة: السواد. المصطلى: موضع احتراق النار. الإعراب: أقامت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. على ربعيهما: جار ومجرور متعلقان بـ"أقامت"، وهو مضاف، و"هما": ضمير في محل جر بالإضافة. جارتا: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. صفا: مضاف إليه مجرور. كميتا: نعت "جارتا" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. الأعالي: مضاف إليه مجرور. جونتا: نعت "جارتا" مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. مصطلاهما: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "جونتا مصطلاهما" حيث ذهب سيبويه إلى أن ضمير المثنى "هما" في "مصطلاهما" راجع إلى قوله: "جارتا صفا" الموصوف بـ"جونتا" وجعل الصفة مضافة إلى معمولها بدليل حذف النون التي تنوب في المثنى عن تنوين الاسم المفرد، وكأنه قد قال: "هاتان جارتا صفا جونتا مصطلى الجارتين" بإضافة الصفة إلى معمولها، فالصفة المجردة من "أل" قد أضيفت إلى معمولها المضاف إلى ضمير عائد على الموصوف.

وشاحِها" وفي حديث الدجال "أعور عينِهِ اليمنى" وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم "شثن أصابعِهِ" ويدل للأخير قوله: سبتني الفتاتُ البضةُ ... البيت1 في رواية جر "كشحه". وأما الحسن فهو ما عدا ذلك. وجملته أربعون صورة، وهي تنقسم إلى حسن وأحسن، فما كان فيه ضمير واحد أحسن مما فيه ضميران. وقد وضعت لذلك جدولًا2 تتعرف منه أمثلته وأحكامه على التفصيل المذكور بسهولة، مشيرًا إلى ما لبعضها من دليل بإشارة هندية، وإن كان كثيرًا أشرت إلى كثرته بكاف عربية، جامعًا في ذلك بين كل متناسبين بإشارة واحدة، وهو هذا: 1- لاحق بطن يقرأ سمين ... لا خطل الرجع ولا قرون 2- أجب الظهر ليس له سنام 3- هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... ممخوطة جدلت شنباء أنيابا 4- ببهمة منيت شهم قلب 5- تعيرنا أنا قليل عدادنا ... فقلت لها إن الكرام قليل 6- أزور امرأ جما نوال أعده 7- سبتني الفتاة البصة المتجرد الـ ... ـلطيفة كشحه................... 8- فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة الشعر الرقابا 9- الحزن بابًا والعقور كلبا 10- فاقصد يزيد العزيز من قصده وطريفة معرفة هذا الجدول: أن تضع الورقة التي هو مرسوم فيها بين يديك بحيث تكون أبيات الصفة المعرفة بـ"أل" مما يليك، ثم ترفع بصرك إلى أبيات الصفة المنكرة، فإذا فرغت منها تنظر إلى أبيات الصفة المعرفة بـ"أل"، وقد جعل في رأس أبيات النوعين خمس

_ 1 تقدم بالرقم 721. 2 انظر هذا الجدول في آخر هذه الجزء ص409.

بيوت مكتوب في أول بيت منها الجر، وفي الثاني النصب، وفي الثالث الرفع، وفي الرابع السببي، وفي الخامس الصفة، ووصل كل بيت من هذه الأبيات باثني عشر مربعًا: فالمربعات الموصولة بالأخيرين منها الصفة ومعمولها السببي المنقسم إلى اثني عشر قسمًا كما تقدم، والمربعات الموصولة بين الجر مكتوب فيها حكم المعمول السببي الذي في مربعاته كلها، وكذلك في بيت النصب وبيت الرفع، فما قابله منها "ممتنع" فهو ممتنع، وما قابله "حسن" فهو حسن، وهكذا. ثم ما يحرس هذه الأحكام إشارة هندية، فانظر في الشواهد المكتوبة حول الجدول فما وجدت عليه تلك الإشارة فهو شاهد ذلك الحكم. وقوله: "جامعًا بين كل متناسبين"، إلخ أي كما جمع بين "حسن الوجه" و"حسن وجه الأب" بصورة ستة في الجر وخمسة في النصب وأربعة في الرفع. 726- لاحق بطن بقرا سمين ... لأخطل الرجع ولا قرون 727- ولا سيئي زيٍّ إذا ما تلبسوا ... إلى حاجة يومًا مخيسة بزلا

_ 726- التخريج: الرجز لحميد الأرقط في شرح أبيات سيبويه 1/ 174؛ وشرح المفصل 6/ 85؛ والكتاب 1/ 197؛ ولسان العرب 13/ 179 "رزن"، 15/ 400 "وقى"؛ وتاج العروس "سمن". اللغة: لاحق: ضامر. القرا: الظهر. سمين: ممتلئ. خطل. مضطرب. الرجع: الخطو. القرون: وضع حوافر الرجلين مكان حوافر اليدين عند السير. الإعراب: لاحق: "بالجر" نعت "فرس" وردت سابقًا، وهو مضاف، بطن: مضاف إليه مجرور. يقرأ: جار ومجرور متعلقان بـ"لاحق". سمين: نعت "قرأ" مجرور بالكسرة. لا: حرف عطف. خطل: معطوف على "لاحق" وهو مضاف. الرجع: مضاف إليه مجرور ولا: "الواو": حرف عطف، و"لا ": زائدة لتأكيد النفي. قرون: معطوف على "خطل" لاحق: "بالرفع" خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". الشاهد فيه قوله: "لاحق بطن" و"لا خطل الرجع" حيث أضاف الصفة المشبهة المجردة من "أل" "لاحق" إلى معمولها المجرد من "أل" أيضًا "بطن" كما أضاف الصفة المشبهة المجردة من "أل" "خطل" إلى معمولها المقترن بـ"أل" "الرجع". وهذا جائز. 727- التخريج: البيت لعمرو بن شأس في الدرر 5/ 36؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 79؛ وشرح شواهد المغني 2/ 835؛ والكتاب 1/ 197؛ والمقاصد النحوية 3/ 596؛ وبلا نسبة في المنصف 2/ 103؛ والمقتضب 2/ 103. اللغة: السيئ: القبيح. الزي: الهيئة. تلبسوا: ركبوا. المخيسة: الإبل المذللة للركوب. البزل: ج البازل، وهو من الإبل الذي دخل في السنة التاسعة. المعنى: قيل إنه ابتعد عن قومه، فحمل رجلًا إليهم السلام، مدللًا على أنه منهم بآية أنهم أشداء على الأعداء، ويفدون على الملوك بأحسن زي. الإعراب: ولا: "الواو": بحسب ما قبلها، و"لا": زائدة لتأكيد النفي. سيئ: معطوف على =

"ونأخذ بعده بذناب عيش" ... أجب الظهر ليس له سنام1 728- هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... مخطوطة جدلت، شنباءُ أنيابا ببهمة منيت شهم قلب ... "منجذ لا ذي كهام ينبو"2 729- تعيرنا أنا قليلٌ عدادُنَا ... فقلت لها: إن الكرام قليل

_ = "ضعافًا" في البيت السابق منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وهو مضاف. زي: مضاف إليه مجرور. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. ما: زائدة. تلبسوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. إلى حاجة: جار ومجرور متعلقان بـ"تلبسوا". يومًا: ظرف زمان متعلق بـ"تلبسوا". مخيسة: مفعول به منصوب. بزلًا: نعت "مخيسة" منصوب. وجملة: "تلبسوا": في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "سيئي زي" حيث أضاف الصفة المشبهة المجردة من "أل" "سيئي" إلى معمولها المجرد أيضًا من "أل" "زي" بالرغم من كونها جمع مذكر سالم، وهذا جائز، فإن جمع الصفة المشبهة بمنزلة مفردها. 1 تقدم بالرقم 723. 728- التخريج: البيت لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص36؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 4؛ وشرح المفصل 6/ 83، 84؛ والكتاب 1/ 198؛ ولسان العرب 1/ 787 "هلب"؛ والمقاصد النحوية 3/ 593. اللغة: الهيفاء: الضامرة., عجزاء: ضخمة العجيزة أي المؤخرة. مدبرة: ضد مقبلة. محطوطة: ملساء الظهر. جدلت: أحكم خلقها. شنباء: عذبة الفم. المعنى: يقول في وصف امرأة إذا أقبلت بدت لك هيفاء، وإذا أدبرت بدت عجيزة مشرفة، منعمة الحال، أحكم خلقها، ذات فم ناعم. الإعراب: هيفاء: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هي". مقبلة: حال منصوب. عجزاء: خبر ثان للمبتدأ. مدبرة: حال منصوب. محطوطة: خبر ثالث للمبتدأ. جدلت: فعل ماض للمجهول، و"التاء" للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". شنباء: خبر رابع للمبتدأ. أنيابًا: تمييز منصوب. وجملة "جدلت" في محل رفع خبر للمبتدأ. الشاهد فيه قوله: "شنباه أنيابا" حيث وردت الصفة المشبهة مجردة من "أل" "شنباء" وكذلك معمولها "أنيابا" فنصبه على التمييز. وهذا جائز. 2 تقدم بالرقم 722. 729- التخريج: البيت للسموءل في ديوانه ص67.

أزور امرأ جما نوال أعده ... "لمن أمه مستكفيًا أزمة الدهر"1 سبتني الفتاة البضة المتجرد الـ ... ـلطيفة كشحه، وما خلت أن أسبى2 وقوله "من الوافر": 730- فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة الشعر الرقابا

_ = اللغة: تعيرنا أنا قليل عدادنا: أي تجعل من قلة عددنا عارًا علينا. المعنى: يقول: إن صاحبته قد عيرته بقلة عدد قومه، ظأنة أن كثرة العدد هو سبب للافتخار، فأجابها بفخر: إن سبب هذه القلة هو أننا كرام، والكرام دائمًا قليلو العدد بين الناس. الإعراب: تعيرنا: فعل مضارع مرفوع. و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي" أنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب اسم "أن". قليل: خبر "أن" مرفوع. عدادنا: فاعل "قليل" مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فقلت: "الفاء": حرف عطف، و"قلت": فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لها: جار ومجرور متعلقان بـ"قلت". إن: حرف مشبه بالفعل. الكرام: اسم "إن" منصوب. قليل. خبر "إن" مرفوع. وجملة "تعيرنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما دخلت عليه في محل نصب مفعول به ثان لـ"تعيرنا". وجملة "قلت لها": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن الكرام قليل": في محل نصب مقول القول. الشاهد فيه قوله: "قليل عدادنا" حيث وردت "قليل" صفة مشبهة معتمدة على مخبر عنه هو اسم "أن" ورفعت لها فاعلًا "عدادنا" مضافًا إلى ضمير الموصوف في المعنى، وهذا جائز. 1 تقدم بالرقم 719. 2 تقدم بالرقم 721. 730- التخريج: البيت لحارث بن ظالم في الأغاني 11/ 119؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 258؛ وشرح اختيارات المفضل 3/ 1335؛ والكتاب 1/ 201؛ والمقاصد النحوية 3/ 609؛ والمقتضب 4/ 161؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 492؛ وشرح المفصل 6/ 79. اللغة: فزارة: هو فزارة بن ذبيان. الشعر: جمع أشعر وهو الكثير الشعر. المعنى: يتنصل الشاعر من أن يكون قومه من نسب سعد بن ذبيان، فهم ليسوا من بني ثعلبة بن سعد، ولا من بني فزارة بن سعد، ويصف بني فزارة بغزارة الشعر في رقابهم وهذا دليل غباء، كما كانوا يعتقدون. الإعراب: "فما": "الفاء": بحسب ما قبلها، "ما": نافية تعمل عمل "ليس". "قومي": اسم "ليس": =

"من الرجز": 731- "فذاك وخم لا يبالي السبا" ... الحزنُ بابًا والعقورُ كلبا "من المنسرح": 732- فاقصد يزيدَ العزيزَ من قصده

_ = مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "بثعلبة": "الباء": حرف جر زائد، "ثعلبة": اسم مجرور لفظًا بالفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، منصوب محلًّا على أنه خبر "ما". "بن": صفة مجرورة بالكسرة. "سعد": مضاف إليه مجرور بالكسرة "ولا": "الواو": حرف عطف، "لا": حرف نفي "بفزارة": "الباء": حرف جر زائد، "فزارة" اسم مجرور لفظًا بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، منصوب محلًّا لأنه معطوف على "ثعلبة". "الشعر": صفة مجرورة بالكسرة. "الرقابا": مفعول به منصوب بالفتحة للصفة المشبهة بالفعل "الشعر"، ويمكن إعرابه تمييزًا على رأي من يجيز أن يكون التمييز معرفة. والشاهد فيه قوله: "الشعر الرقابا" حيث نصب بجمع "أفعل" التفصيل مفعولًا به، مستدلًّا على أنه إذا كان الجمع "الشعر" قد نصب، فالمفرد "الأشعر" أولى بالعمل لأن الجمع يباعده عن مشابهة الفعل. 731- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص15؛ وخزانة الأدب 8/ 227؛ والكتاب 1/ 200؛ والمقاصد النحوية 3/ 617؛ والمقتضب 4/ 162؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 180؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 304. اللغة: الوخم: الثقيل. لا يبالي: لا يهتم. السب: الشتم. الحزن: الأرض الغليظة والصعبة. الكلب العقور: الكلب الجريح. المعنى: يقول: إنه ثقيل وبخيل لا يهتم بالهجاء والشتم، مناع للضيف، وكلبه عقور لمن يحاول أن يطلب معروفه. الإعراب: فذاك: "الفاء": بحسب ما قبلها، "ذاك": اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. وخم: خبر المبتدأ مرفوع. لا: حرف نفي. يبالي: فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". السبا: مفعول به منصوب، والألف للإطلاق. الحزن: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". بابًا: تمييز منصوب. والعقور: "الواو": حرف عطف، و"العقور": معطوف على "الحزن". كلبا: تمييز منصوب. الشاهد فيه قوله: "الحزن بابًا" و"العقور كلبا" حيث وردت الصفة المشبهة "الحزن" في الجملة الأولى و"العقور" في الجملة الثانية، ولكل منهما معمول منكر منصوب "بابًا" للأولى، و"كلبا" للثانية على أنهما تمييز. 732- التخريج: هذا شطر ولم أقع على تتمته فيما عدت إليه من مصادر. الإعراب: فاقصد: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"اقصد": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". يزيد: مفعول به منصوب. العزيز: نعت "يزيد" منصوب. من: اسم موصول مبني في محل رفع فاعل لـ"العزيز" قصده: فعل ماض، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". =

تنبيهان: الأول: تقدم أن معمول الصفة يكون ضميرًا، وعملها فيه جر بالإضافة إن باشرته وخلت من "أل"، نحو: "مررت برجلٍ حسن الوجهِ جميلِهِ"، ونصب إن فصلت أو قرنت بـ"أل"، فالأول نحو: "هم أحسنُ وجوهًا وأنضرُ هموها"، والثاني نحو: "الحسنُ الوجهِ الجميله". الثاني: إنما تأتي مسائل امتناع الإضافة مع الصفة المفردة كما رأيت، فإن كانت الصفة مثناة أو مجموعة على حد المثنى جازت إضافتها مطلقًا كما سبق في باب الإضافة. ا. هـ. خاتمة: قال في الكافية: وضمن الجامد معنى الوصف ... واستعمل استعماله بضعف كأنت غربال الإهاب وكذا ... فراشة الحلم، فراع المأخذا أي: من تضمين الجامد معنى المشتق وإعطاله حكم الصفة المشبهة قوله "من البسيط": 733- فراشةُ الحلمِ فرعونُ العذابِ وإن ... تطلب نداه فكلب دونه كلب

_ = وجملة "قصد": بحسب ما قبلها، وجملة "قصده" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "العزيز من قصده" حيث وردت الصفة المشبهة "العزيز" مقترنة بـ"أل": ورفعت معمولها "من" على أنه فاعل. وهذا دليل على أن معمول الصفة المشبهة المقترنة بـ"أل" قد يكون اسمًا موصولًا، أو مضافًا إلى اسم الموصول. 733- التخريج: البيت للضحاك بن سعد في الحيوان 1/ 257؛ ولسعيد بن العاصي في ديوانه المعاني 1/ 196؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 293؛ وهمع الهوامع 2/ 101. اللغة: الحلم: العقل والروية. وفراشة: كناية عن الطيش. وفراشة الحلم: كناية عن ضعيف العقل. فرعون العذاب: لقب لحكام مصر في العصور الأولى. الندى: الجود والعطاء. الكلب: كناية عن الخسة والحقارة. الكلب: جاء يصيب الإنسان من جراء عضة الكلب. المعنى: يصف الشاعر رجلًا فيقول: إنه ضعيف العقل، متجبر عنيد، قاسي القلب بخيل وحقير، يحول بينه وبين عطائه حرص شديد ودناءة مفرطة. الإعراب: فراشة: خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هو"، وهو مضاف. الحلم: مضاف إليه مجرور. فرعون: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو"، وهو مضاف. العذاب: مضاف إليه مجرور. وإن: "الواو" حرف عطف، و"إن": حرف شرط جازم. تطلب: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا =

وقوله "من الوافر": 734- فلولا الله والمهر المفدى ... لأبت وأنت غربال الإهاب ضمن "فراشة الحلم" معنى: طائش، و"فرعون" معنى: أليم، و"غربال" معنى: مثقب، فأجريت مجراها في الإضافة إلى ما هو فاعل في المعنى، ولو رفع بها أو نصب جاز. والله أعلم.

_ = تقديره: "أنت". نداه: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. فكلب: "الفاء": رابطة جواب الشرط، "كلب": خبر مبتدأ محذوف تقديره: "هو". دونه: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كلب: مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة "هو فراشه الحلم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن تطلب": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هو كلب": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "دونه كلب": في محل رفع نعت "كلب". الشاهد فيه قوله: "فراشة الحلم فرعون العذاب" حيث أجرى الاسم الجامد "فراشه" و"فرعون" مجرى المشتق، فجاءت الأولى بمعنى "الطائش" والثانية بمعنى "الشديد" ولما أراد من هاتين اللفظتين معناهما أضاف إلى كل منهما فاعله، وكأنه قال: "ضعيف الحلم" و"شديد العذاب". 734- التخريج: البيت لمنذر بن حسان في المقاصد النحوية 3/ 140؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 411؛ والخصائص 2/ 221؛ 3/ 195؛ وديوان المعاني 2/ 249؛ والدرر 5/ 291؛ ولسان العرب 1/ 632 "عنكب"، 3/ 372 "قيد"، 11/ 491 "غربل"؛ والممتع في التصريف ص74. اللغة: المهر: الحصان الفتي. الإهاب: الجلد؛ وغربال الإهاب: كناية عن تمزق الجلد. أبت: عدت. المعنى: يصف الشاعر رجلًا فر من المعركة بقوله: لولا أن الله قد خلصك من الهلاك بأن وهبك مهرًا سريعًا تفديه بكل نفيس لما نجوت من الموت في هذه المعركة وبقيت حيًّا، وإلا لكنت عدت ممزق الجلد كالغربال. الإعراب: فلولا: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"لولا": حرف امتناع لوجود. الله: اسم الجلالة مبتدأ مرفوع. والمهر: "الواو": حرف عطف، و"المهر": معطوف على "الله" مرفوع. المفدي: نعت "المهر" مرفوع وخبر المبتدأ محذوف وجوبًا. لأبت: "اللام": واقعة في جواب "لولا"، "أبت" فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. وأنت: "الواو": حالية، و"أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. غربال: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الإهاب: مضاف إليه مجرور. وجملة "لولا الله ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "أبت": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنت غربال الإهاب": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "غربال الإهاب" حيث أجرى فيه الاسم الجامد "غربال" مجرى الاسم المشتق وتضمينه معناه، أي "ممزق" لذلك أضافه إلى "الإهاب" الذي يكون نائب فاعل لو قال "ممزق الإهاب"، فتكون هذه الإضافة من إضافة الاسم الجامد المنزل منزلة اسم المفعول إلى ما هو بمنزلة المرفوع بالمشتق.

التعجب

التعجب: 474- "بأَفْعَل انطق بعد "ما" تعجبا ... أو جيء بـ"أَفْعِل" قبل مجرور ببا" 475- وتلو أَفْعَل انصبنه: كـ"ما ... أوفى خليلينا، وأصدق بهما" "بأَفْعَل انطق بعد ما تعجبا ... أو جيء بأَفْعَل قبل مجرور ببا" أي: يدل على التعجب -وهو: استعظام فعل فاعل ظاهر المزية- بألفاظ كثيرة، نحو: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} 1، "سبحان الله المؤمن لا ينجس"، "لله دره فارسًا! "، "لله أنت! ". "من الكامل": يا جارتا ما أنت جاره2 وقوله "من الرجز": 735- واهًا لسلمى ثم واهًا واها

_ 1 البقرة: 28. 2 تقدم بالرقم 486. 735- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص198؛ وله أو لأبي النجم في المقاصد النحوية 1/ 123، 3/ 636؛ ولأبي النجم في شرح التصريح 2/ 97؛ وشرح شواهد المغني 1/ 129؛ وشرح المفصل 4/ 72؛ ولسان العرب 3/ 563 "ويه"، 14/ 345 "روى"؛ وله أو لرجل من بني الحارث في خزانة الأدب

"صيغة "ما أَفْعَلَهُ": والمبوب له في كتب العربية صيغتان: "ما أَفْعَلَه"، و"أَفْعِل به" لاطرادهما فيه. فأما الصيغة الأولى فـ"ما" فيها اسم إجماعًا؛ لأن في "أفعل" ضميرًا يعود عليها، وأجمعوا على أنها مبتدأ؛ لأنها مجردة للإسناد إليها، ثم اختلفوا: فقال سيبويه: هي نكرة تامة بمعنى شيء، وابتدئ بها لتضمنها معنى التعجب، وما بعدها خبر فموضعه رفع، وقال الفراء وابن درستويه: هي استفهامية، ونقله في شرح التسهيل عن الكوفيين، وقال الأخفش: هي معرفة ناقصة بمعنى "الذي"، ومابعدها صلة فلا موضع له، أو نكرة ناقصة، وما بعدها صفة فمحله رفع، وعلى هذين فالخبر محذوف وجوبًا: أي شيء عظيم. واختلفوا في "أفعل" فقال البصريون والكسائي: فعل للزومه مع ياء المتكلم نون الوقاية، نحو: "ما أفقرني إلى رحمة الله"، ففتحته بناء كالفتحة في "زيد ضرب عمرًا"، وما بعده مفعول به. وقال بقية الكوفيين1: اسم لمجيئه مصغرًا في قوله "من البسيط": 736- ياما أُمَيْلِح غزلانًا شدن لنا ... "من هوليائكن الضال والسمر"

_ = 7/ 455؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 786؛ وشرح عمدة الحافظ ص967؛ واللامات ص125؛ ومجالس ثعلب ص275؛ ومغني اللبيب 2/ 369؛ والمقاصد النحوية 4/ 311.. اللغة: شرح المفردات: واهًا: أعجب. الإعراب: واهًا: اسم فعل مضارع بمعنى "أعجب" وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". لسلمى: اللام حرف جر، "سلمى": اسم مجرور بالفتحة المقدرة على الألف بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. والجار والمجرور متعلقان باسم الفعل "واهًا". ثم: حرف عطف. واها: معطوف على "واها" السابقة. واها: توكيد لفظي لاسم الفعل الذي سبقه مباشرة. الشاهد فيه قوله: "واهًا" حيث وقع اسم فعل مضارع بمعنى "أعجب". 1 انظر المسألة الخامسة عشرة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص126-148. 736- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص130؛ وله أو للعرجي أو لبدوي اسمه كامل الثقفي أو لذي الرمة أو للحسين بن عبد الله في خزانة الأدب 1/ 93، 96، 97؛ والدرر 1/ 234؛ ولكامل الثقفي أو للعرجي في شرح شواهد المغني 2/ 962؛ وللعرجي في المقاصد النحوية 1/ 416، 3/ 643؛ وصدره لعلي بن أحمد العريتي في لسان العرب 13/ 235 "شدن"؛ ولعلي بن محمد العريني في خزانة الأدب =

ففتحته إعراب كالفتحة في "زيد عندك"، وذلك لأن مخالفة الخبر للمبتدأ تقتضي عندهم نصبه، و"أحسن" إنما هو في المعنى وصف لـ"زيد" لا لضمير ما، و"زيد" عندهم مشبه بالمفعول به. "صيغة أَفْعِلْ به": وأما الصيغة الثانية فأجمعوا على فعلية "أفعل"، ثم اختلفوا: فقال البصريون: لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر. وهو في الأصل ماض على صيغة "أَفْعَلَ" بمعنى: صار ذا كذا، كـ"أغد البعير" إذا صار ذا غدة1، ثم غيرت الصيغة فقبح إسناد صيغة الأمر إلى الاسم الظاهر، فزيدت الباء في الفاعل ليصير على صورة المفعول به كامرر بزيد، ولذلك التزمت،

_ = 1/ 98؛ ولعلي بن محمد المغربي في خزانة الأدب 9/ 363؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص115؛ وخزانة الأدب 1/ 237، 532، 5/ 223؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 190؛ وشرح المفصل 5/ 135؛ ومغني اللبيب 2/ 682؛ وهمع الهوامع 1/ 76، 2/ 191. اللغة: أميلح: تصغير تحبب، وملح: حسن. شدن: قوين وترعرعن، واستغنين عن أمهاتهن. هؤلياء: تصغير هؤلاء. الضال والسمر: نوعان من النبات. المعنى: يتعجب من حسن النسوة الصغار مشبهًا إياهن بالغزلان الصغار وقد استغنت عن أمهاتها بأكل الضال والسمر. الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "ما": نكرة تامة بمعنى شيء مبنية في محل مبتدأ. "أميلح": فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هن". "غزلانًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "شدن": فعل ماض مبني على السكون الظاهر على النون الأولى، و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "لنا": "اللام": حرف جر، "نا": ضمير متصل في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"شدن". "من هؤليائكن": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"غزلانًا"، و"كن": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "الضال": صفة مجرور بالكسرة. "والسمر": "الواو": حرف عطف، "السمر": اسم معطوف على مجرور، مجرور مثله بالكسرة. وجملة "يا ما أميلح": ابتدائية لا محل لها. وجملة "شدن": في محل نصب صفة لـ"غزلانًا". والشاهد فيه قوله: "أميلح" حيث صغر "أملح" وهو فعل التعجب، مما يستدل على اسمية "أفعل" في التعجب، فالتصغير من خصائص الأسماء، والشاعر قد صغر "هؤلاء" فقال "هؤلياء". 1 الغدة: طاعون يصيب البعير فتنشأ عنه ثآليل.

بخلافها في نحو: "كفى بالله شهيدًا" فيجوز تركها كقوله "من الطويل": 737- عميرة ودع إن تجهزت غاديًا ... كفى الشيبُ والإسلام للمرء ناهيا وإنما تحذف مع "أنْ" و"أنّ"، كقوله "من الطويل": 738- "وقال نبي المسلمين تقدموا" ... وأحبب إلينا أن تكون المقدما

_ 737- التخريج: البيت لسحيم عبد بني الحسحاس في ديوانه ص16؛ والإنصاف 1/ 168؛ وخزانة الأدب 1/ 267، 2/ 102، 103؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 141؛ وشرح التصريح 2/ 88؛ وشرح شواهد المغني 1/ 325؛ والكتاب 2/ 26، 4/ 225؛ ولسان العرب 15/ 226 "كفى"؛ ومغني اللبيب 1/ 106؛ والمقاصد النحوية 3/ 665؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص144؛ وأوضح المسالك 3/ 253؛ وشرح عمدة الحافظ ص425؛ وشرح المفصل 2/ 115، 7/ 84، 148، 8/ 24، 93، 138، ولسان العرب 15/ 344 "نهى". اللغة: شرح المفردات: عميرة: اسم امرأة. تجهز: تهيأ. ناهيًا: مانعًا. المعنى: يدعو الشاعر إلى ترك مواصلة الغواني، والتخلي عن اللهو؛ لأن الشيخوخة والإسلام يردعان عن ذلك. الإعراب: عميرة: مفعول به مقدم منصوب بالفتحة. ودع: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنت". إن: حرف شرط جازم: تجهزت: فعل ماضٍ مبني في محل جزم, والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل وهو فعل الشرط. غاديًا: حال من الفاعل منصوب بالفتحة. كفى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. الشيب: فاعل مرفوع بالضمة. والإسلام: الواو حرف عطف، "الإسلام": معطوف على "الشيب" مرفوع بالضمة. للمرء: اللام حرف جر، "المرء": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"ناهيا". ناهيًا: حال من الشيب منصوب أو تمييز منصوب بالفتحة. الشاهد فيه قوله: "كفى الشيب" حيث أسقط الباء من فاعل "كفى"، فدل على أن هذه الباء ليست واجبة الدخول على فاعل هذا الفعل. 738- التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه ص102؛ والدرر 5/ 134؛ والمقاصد النحوية 3/ 656؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص49؛ والدرر 5/ 242، 6/ 321؛ وشرح التصريح 2/ 89؛ ولسان العرب 1/ 292 "حبب"؛ والمقاصد النحوية 4/ 593؛ وهمع الهوامع 2/ 90، 91، 227. الإعراب: "وقال": الواو بحسب ما قبلها، "قال": فعل ماض. "نبي" فاعل مرفوع، وهو مضاف. "المسلمين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. "تقدموا" فعل أمر مبني على حذف النون, والواو ضمير في محل رفع فاعل. "وأحبب": الواو: حرف استئناف، "أحبب": فعل ماض أتى على صيغة الأمر للتعجب "إلينا": جار ومجرور متعلقان بـ"أحبب". "أن": حرف نصب ومصدري. "نكون": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "نحن" "المقدما": خبر "تكون" منصوب، والألف للإطلاق والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لـ"أحبب". =

لا طراد حذف الجار معهما كما عرف. وقال الفراء والزجاج والزمخشري وابنا كيسان وخروف: لفظه ومعناه الأمر، وفيه ضمير، والباء للتعدية، ثم قال ابن كيسان: الضمير للحسن. وقال غيره: للمخاطب. وإنما التزم إفراده لأنه كلام جرى مجرى المثل. "وتلو أفعل انصبنه" أي حتمًا لما عرفت "كما أوفى خليلينا وأصدق بهما". تنبيه: شرط المنصوب بعد "أَفَعَلَ" والمجرور بعد "أَفْعِلْ" أن يكون مختصًّا لتحصل به الفائدة كما أرشد إليه تمثيله، فلا يجوز "ما أحسن رجلًا"، ولا "أحسن برجل". ا. هـ. 476- وحذف ما منه تعجبت استبح ... إن كان عند الحذف معناه يضح "وحذف ما منه تعجبت استبح" منصوبًا كان أو مجرورًا "إن كان عند الحذف معناه يضح" أي: يتضح، فالأول كقوله "من الطويل": 739- جزى الله عنا والجزاء بفضله ... ربيعة خيرًا، ما أعف وأكرما!

_ = وجملة: "قال ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "تقدموا" في محل نصب مفعول به. وجملة: "أحبب ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تكون المقدما" صل الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "وأحبب إلينا أن نكون المقدما" حيث فصل بين فعل التعجب "أحبب" وفاعله الذي هو المصدر المؤول من "أن نكون المقدما" بجار ومجرور "إلينا" معمول لفعل التعجب، وهذا جائز. 739- التخريج: البيت للإمام علي بن أبي طالب في ديوانه ص171؛ وتخليص الشواهد ص491؛ والدرر 5/ 240؛ وشرح التصريح 2/ 89؛ والعقد الفريد 5/ 283؛ والمقاصد النحوية 3/ 649؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 91. شرح المفردات: جزى: أثاب. الفضل: الإحسان. ربيعة: قبيلة وقفت إلى جانب علي بن أبي طالب "ض" في يوم صفين. المعنى: يقول: ألا أثاب الله، وهو ذو الفضل والكرم، ربيعة التي تستحق كل خبر لشدة عفتها وكرم أخلاقها. الإعراب: "جزى": فعل ماض. "الله" اسم الجلالة فاعل مرفوع. "عنا": جار ومجرور متعلقان بـ"جزى". "والجزاء": الواو حالية، "الجزاء": مبتدأ مرفوع. "بفضله": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة "ربيعة": مفعول به أول منصوب. "خيرًا": مفعول به ثان منصوب. "ما": نكرة تامة في محل رفع مبتدأ. "أعف": فعل ماض للتعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره "هو". "وأكرما": الواو حرف عطف، "أكرما": معطوف =

أي: ما أعفهم وأكرمهم، والثاني -وشرطه أن يكون "أَفْعِلْ" معطوفًا على آخر مذكور معه مثل ذلك المحذوف، ذكره في شرح الكافية- نحو: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِر} 1، أي: بهم. وأما قوله "من الطويل": 740- فذلك إن يلق المنية يلقها ... حميدًا، وإن يستغن يومًا فأجدر

_ = على "أعف"، والألف للإطلاق. وجملة: "جزى ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "والجزاء بفضله" في محل نصب حال. وجملة: "ما أعف" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أعف" في محل رفع خبر المبتدأ "ما". وجملة "أكرما" معطوفة على جملة "أعف". الشاهد فيه قوله: "ما أعف وأكرما" حيث حذف معمول فعل التعجب لأنه ضمير يدل عليه سياق الكلام والتقدير: "ما أعفها وأكرمها". 1 مريم: 38. 740- التخريج: البيت لعروة بن الورد في ديوانه ص15؛ والأصمعيات ص46؛ وشرح التصريح 2/ 90؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص424؛ وشرح عمدة الحافظ ص755؛ والمقاصد النحوية 3/ 650؛ وله أو لحاتم الطائي في الأغاني 6/ 303؛ وخزانة الأدب 10/ 9؛ 10، 13؛ ولحاتم الطائي في الدرر 4/ 207؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الأغاني 6/ 296؛ وشرح ابن عقيل ص448؛ وهمع الهوامع 2/ 38. شرح المفردات: المنية: الموت. حميدًا: أي محمودًا. يستغني: يصيب الغنى. أجدر: أي جدير بذلك. المعنى: يقول: إن هذا الصعلوك إن مات فإنه يموت شريفًا محمود السيرة، وإلا فهو جدير أن يصيب الغنى. الإعراب: "فذلك": الفاء بحسب ما قبلها، "ذلك": اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. "إن" حرف شرط جازم. "يلق": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "المنية": مفعول به منصوب. "يلقها": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "حميدًا": حال منصوب. "وإن": الواو حرف عطف، "إن": حرف شرط جازم. "يستغن": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"يستغن". "فأجدر": الفاء رابطة جواب الشرط، "أجدر": فعل ماض أتى على صيغة الأمر وفاعله محذوف تقديره: "أجدر به". "وجملة: "وذلك إن يلق ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "إن يلق ... يلقها" الشرطية في محل رفع خبر المبتدأ "ذلك". وجملة: "يلقها" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". وجملة: "إن يستغن ... " معطوفة على الجملة الشرطية السابقة. وجملة "فأجدر" في محل جزم جواب الشرط. الشاهد فيه قوله: "فأجدر" حيث حذف المتعجب منه مع حرف الجر من غير مسوغ من عطف على صيغة أخرى معها معمولها، وهذا شاذ.

أي به -فشاذ. تنبيه: إنما جاز حذف المجرور بعد "أفعل" -مع كونه فاعلًا- لأن لزومه للجر كساه صورة الفضلة، فجاز فيه ما يجوز فيها. وذهب قوم -منهم الفارسي- إلى أنه لم يحذف، وأنه استتر في الفعل حين حذفت الباء. ورد بوجهين: أحدهما: لزوم إبرازه حينئذ في التثنية والجمع، والآخر: أن من الضمائر ما لا يقبل الاستتار كنا من "أكرم بنا". 477- وفي كلا الفعلين قدمًا لزما ... منع تصرف بحكم حتما "وفي كلا الفعلين" المذكورين "قدمًا لزما ... ممنع تصرف بحكم حتمًا" ليكون مجيئه على طريقة واحدة أدل على ما يراد به، فالأول في الماضي كـ"تبارك" و"عسى"، والثاني في الأمر كـ"تعلم" بمعنى: اعلم. وقيل: إن علة جمودهما تضمنهما معنى الحرف الذي كان حقه أن يوضع للتعجب فلم يوضع. 478- "وصغهما من ذي ثلاث، صرفا ... قابل فضل، تم، غير ذي انتفا" 479- "وغير ذي وصف يضاهي أشهلا، ... وغير سالك سبيل فعلا" أي: لا يُبنى هذان الفعلان إلا مما استكمل ثمانية شروط: الأول: أن يكون فعلًا: فلا يبنيان من "الجلف" و"الحمار"، فلا يقال: "ما أجلفه وما أحمره"، وشذ: "ما أذرعها" أي: ما أخف يدها في الغزل، بنوه من قولهم: "امراة ذراع".

نعم أدعي ابن القطاع أنه سمع: ذرعت المرأة: خفت يدها في الغزل، وعلى هذا يكون الذوذ من حيث البناء من فعل المفعول. الثاني: أن يكون ثلاثيًّا؛ فلا يبنيان من "دحرج"، و"ضارب"، و"استخرج"، إلا أفعل فقيل: يجوز مطلقًا، وقيل: يمتنع مطلقًا، وقيل: يجوز إن كانت الهمزة لغير النقل، نحو: "ما أظلم هذا الليل"، و"ما أفقر لهذا المكان"، وشذ على هذين القولين: "ما أعطاه للدراهم"، وما "أولاه للمعروف"، وعلى الثلاثة: ما أتقاه، وما أملأه للقربة؛ لأنهما من "اتقى" و"امتلأت"، و"ما أخصره"؛ لأن من "اختصر"؛ وفيه شذوذ آخر سيأتي. الثالث: أن يكون متصرفًا؛ فلا يبنيان من "نعم" و"بئس"، وشذ: "ما أعساه"، و"أعس به". الرابع: أن يكون معناه قابلًا للتفاضل؛ فلا يبنيان من "فني" و"مات". الخامس: أن يكون تامًّا؛ فلا يبنيان من نحو: "كان"، و"ظل"، و"بات"، و"صار"، و"كاد"، وأما قولهم: "ما أصبح أبردها"، و"ما أمسى أدفاها" فإن التعجب فيه داخل على "أبرد"، و"أدفأ"، و"أصبح"، و"أمسى" زائدتان. السادس: أن يكون مثبتًا؛ فلا يبنيان من منفي، سواء أكان ملازمًا للنفي، نحو: "ما عاج بالدواء" أي: ما انتفع به، أم غير ملازم كـ"ما قام". السابع: أن لا يكون اسم فاعله على "أفعل فعلاء"؛ فلا يبنيان من عرج وشهل وخضر الزرع. الثامن: أن لا يكون مبنيًّا للمفعول، فلا يبنيان من نحو: "ضُرِب"، وشذ "ما أخصره" من وجهين، وبعضهم يستثني ما كان ملازمًا لصيغة "فُعِلَ"، نحو: "عُنيت بحاجتك"، و"زُهي علينا"، فيجيز "ما أعناه بحاجتك"، و"ما أزهاه علينا". قال في التسهيل: وقد يُبنيان من فعل المفعول إن أمن اللبس. تنبيهان: الأول: بقي شرط تاسع لم يذكره هنا، وهو: أن لا يُستغنى عنه بالمصوغ من غيره، نحو: "قال" من "القائلة" فإنهم لا يقولون: "ما أقيله"، استغناء بما أكثر قائلته. قال في التسهيل: وقد يغني في التعجب فعل عن فعل مستوفٍ للشروط، كما يغني في غيره، أي نحو: "ترك" فإنه أغنى عن "ودع"، وعد في شرحه من ذلك "سكر"، و"قعد" و"جلس"

ضدي "قام"، و"قال" من "القائلة"، وزاد غيره "قام"، و"غضب"، و"نام"، وممن ذكر السبعة ابن عصفور، وعد "نام" فيها غير صحيح؛ لأن سيبويه حكى: "ما أنومه". الثاني: عد بعضهم من الشروط أن يكون على "فَعُلَ" بالضم أصلًا أو تحويلًا، أي: يقدر رده إلى ذلك لأنه فعل غريزة فيصير لازمًا ثم تلحقه همزة النقل، وبعضهم أن يكون واقعًا، وبعضهم أن يكون دائمًا، والصحيح عدم اشتراط ذلك. 480- "وأشدد أو أشد أو شبههما ... يخلف ما بعض الشروط عدما" 481- ومصدر العادم -بعد- ينتصب ... وبعد أفعل جره بالبا يجب من الأفعال "ومصدر" الفعل "العادم" بعض الشروط صريحًا كان أو مؤولًا "بعد" أي: بعد ما أفعل "ينتصب وبعد أفعل جره بالبا يجب" فتقول في التعجب من الزائد على ثلاثة ومما الوصف منه على "أفعل": "ما أشد أو أعظم دحرجته أو انطلاقه أو حمرته"، أو "أشدد أو أعظم بها"، وكذا المنفي والمبني للمفعول، إلا أن مصدرهما يكون مؤولًا لا صريحًا، نحو: "ما أكثر أن لا يقوم"، و"ما أعظم ما ضرب"، و"أشدد بهما". وأما الفعل الناقص فإن قلنا له مصدر فمن النوع الأول، وإلا فمن الثاني، تقول: "ما أشد كونه جميلا"، أو "ما أكثر ما كان محسنًا"، أو "أشدد أو أكثر بذلك". وأما الجامد والذي لا يتفاوت معناه، فلا يتعجب منهما ألبتة. 482- "وبالنذور أحكم لغير ما ذكر ... ولا تقس على الذي منه أثر" أي: حق ما جاء عن العرب من فعلي التعجب مبنيًّا مما لم يستكمل الشروط أن يحفظ ولا يقاس عليه لندوره: من ذلك قولهم "ما أخصره" من "اختصر"، وهو خماسي مبني للمفعول، وقولهم: "ما أهوجه"، و"ما أحمقه" و"ما أرعنه"، وهي من "فعل" فهو "أفعل"، كأنهم حملوها على "ما أجهله"، وقولهم: "ما أعساه" و"أعس به"، وقولهم: "أقمن به"، أي: أحقق به، بنوه من قولهم: هو قمن بكذا: أي: حقيق به، ولا فعل له.

وقالوا: "ما أجنه"، و"ما أولعه"، من "جن" و"ولع"، وهما مبنيان للمفعول، وغير ذلك. "الفصل والوصل بين فعلي التعجب": 483- وفعل هذا الباب لن يقدما ... معموله، ووصله بما الزما 484- وفصله بظرف، أو بحرف جر ... مستعمل، والخلف في ذاك استقر "وفعل هذا الباب لن يقدما معمولة" عليه "ووصلة به الزما وفضله" منه "بظرف أو بحرف جر" متعلقين بفعل التعجب "مستعمل والخلف في ذاك استقر" فلا تقول: "ما زيدًا أحسن"، ولا "بزيد أحسن" وإن قيل إن "بزيد" مفعول به، وكذلك لا تقول: "ما أحسن يا عبد الله زيدًا"، و "لا أحسن لولا بخله بزيد"، واختلفوا في الفصل بالظرف والمجرور المتعلقين بالفعل، والصحيح الجواز؛ كقولهم: "ما أحسن بالرجل أن يصدق"، و"ما أقبح به أن يكذب". وقوله "من الطويل": 741- خليلي ما أحرى بذي اللب أن يرى ... صبورًا ولكن لا سبيل إلى الصبر

_ 741- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 242؛ والمقاصد النحوية 3/ 662؛ وهمع الهوامع 2/ 91. الإعراب: "خليلي": منادي منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "ما": نكرة تامة في محل رفع مبتدأ. "أحرى": فعل ماض للتعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: "هو". "بذي": جار ومجرور متعلقان بـ"أحرى"، وهو مضاف. "اللب": مضاف إليه مجرور. "أن": حرف نصب ومصدرية. "يرى": فعل مضارع للمجهول منصوب، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو" والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب مفعول به. "صبورًا": مفعول به ثان منصوب. "ولكن": الواو حرف عطف، "لكن": حرف استدراك. "لا": النافية للجنس. "سبيل": اسم "لا". "إلى الصبر": جار ومجرور في محل رفع خبر "لا". وجملة: "خليلي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب وجملة: "ما أحرى ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أحرى" في محل رفع خبر. وجملة: "يرى" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ما أحرى بذي اللب أن يرى" حيث فصل بين فعل التعجب "أحرى" وبين مفعوله "أن يرى" بجار ومجرور هو "بذي اللب" متعلق بفعل التعجب. وهذا جائز.

وقوله "من الطويل": 742- "أقيم بدار الحزم ما دام حزمها" ... وأحر إذا حالت بأن أتحولا فإن كان الظرف والمجرور غير متعلقين بفعل التعجب امتنع الفصل بهما. قال في شرح التسهيل: بلا خلاف، فلا يجوز "ما أحسن بمعروف آمرًا"، ولا "ما أحسن عندك جالسا"، ولا "أحسن في الدار عندك بجالس". تنبيهات: الأول: قال في شرح الكافية: لا خلاف في منع تقديم المتعجب منه على فعل التعجب، ولا من منع الفصل بينهما بغير ظرف وجار ومجرور، وتبعه الشارح في نفي أصل الخلاف عن غير الظرف والمجرور، قال: كالحال والمنادى، لكن قد أجاز الجرمي من البصريين وهشام من الكوفيين الفصل بالحال، نحو: "ما أحسن مجردةً هندًا"، وقد ورد

_ 742- التخريج: البيت لأوس بن حجر في ديوانه ص83؛ وتذكرة النحاة ص292؛ وحماسة البحتري ص120؛ وشرح التصريح 2/ 90؛ وشرح عمدة الحافظ ص748؛ والمقاصد النحوية 3/ 659؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني 2/ 369. شرح المفردات: دار الجزم: المكان الذي فيه ضبط للأمور. ما دام حزمها: ما استمر ذلك الحزم. أحر: أخلق. حالت: تغيرت. المعنى: يقول: إني أقيم في أرض تضبط فيها الأمور، وأبقى فيها ما دامت على هذه الحال، وإذا تغيرت فإنه لجدير بي أن أتحول عنها، وأنتقل إلى غيرها. الإعراب: "أقيم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "بدار": جار ومجرور متعلقان بـ"أقيم"، وهو مضاف. "الحزم": مضاف إليه مجرور. "ما": حرف مصدري. "دام": فعل ماض تام. "حزمها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل "أقيم". "وأحر": الواو حرف عطف، "أحر" فعل ماض أتى على صيغة الأمر. "إذا": ظرف زمان متعلق بـ"أحر". "حالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "بأن": الباء حرف جر، "أن": حرف مصدري ونصب. "أتحولا": فعل مضارع منصوب، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه فاعل "أحر". وجملة: "أقيم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "دام أهلها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أحر" معطوفة على جملة: "أقيم". وجملة: "حالت" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "وأحر إذا حالت بأن أتحولا" حيث فصل بالظرف "إذا حالت" بين فعل التعجب "أحر" وبين معموله "بأن أتحولا".

في الكلام الفصيح ما يدل على جواز الفصل بالنداء، وذلك كقول علي كرم الله وجهه: "أعزز علي أبا اليقظان أن أراك صريعًا مجدلًا". قال في شرح التسهيل: وهذا مصحح للفصل بالنداء، وأجاز الجرمي الفصل بالمصدر، نحو: "ما أحسن إحسانًا زيدًا"، ومنعه الجمهور؛ لمنعهم أن يكون له مصدر، وأجاز ابن كيسان الفصل بـ"لولا" ومصحوبها، نحو: "ما أحسن لولا بخلُه زيدًا"، ولا حجة له على ذلك. "زيادة "كان" بين "ما" وفعل التعجب": الثاني: قد سبق في باب "كان" أنها تزاد كثيرًا بين "ما" وفعل التعجب، نحو: "ما كان أحسن زيدًا"، ومنه قوله "من الكامل": 743- ما كان أسعد من أجابك آخذًا ... بهداك مجتنبًا هوى عنادا ونظيره في الكثرة وقوع "ما كان" بعد فعل التعجب، نحو: "ما أحسن ما كان زيد"،

_ 743- التخريج: البيت لعبد الله بن رواحة في المقاصد النحوية 3/ 663؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص211، 752. اللغة: أجابك: صدقك في دعواك، واتبع طريقك. الهدى: ضد الضلال. مجتنبًا: مبتعدًا. الهوى: ميل النفس. العناد: إنكار الحق قصدًا وتعمدًا. المعنى: يقول مخاطبًا الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الإنسان الذي يصدقك في دعواك، ويسير على هديك، مبتعدًا عن ميول النفس والعناد يكون في غاية السعادة. الإعراب: ما: نكرة تعجبية في محل رفع مبتدأ. كان: زائدة. أسعد: فعل ماض جامد للتعجب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: "هو". من: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أجابك: فعل ماض، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". آخذًا: حال منصوب. بهداك: جار ومجرور متعلقان بـ"آخذًا" وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. مجتنبًا: حال منصوب. هوى: مفعول به لـ"مجتنبًا" منصوب وعنادًا: "الواو": حرف عطف، و"عنادًا": معطوف على "هوى" منصوب. وجملة "ما كان أسعد": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أسعد": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "أجابك": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ما كان أسعد" حيث وقعت "كان" زائدة بين شيئين متلازمين: "ما" التعجبية وفعل التعجب "أسعد" وهذا شائع في كلام العرب، وهذا ما اختصت به "كان" من بين سائر أخواتها

فـ"ما: مصدرية، و"كان": تامة رافعة ما بعدها بالفاعلية، فإن قصد الاستقبال جيء بـ"يكون". الثالث: يجر ما تعلق بفعلي التعجب، من غير ما ذكر، بـ"إلى" إن كان فاعلًا، نحو: "ما أحب زيدًا إلى عمرو"، وإلا فبالباء إن كانا من مفهم علمًا أو جهلًا، نحو: "ما أعرف زيدًا بعمرو"، و"ما أجهل خالدًا ببكر"، وباللام إن كان من متعد غيره، نحو: "ما أضرب زيدًا لعمرو" وإن كانا من متعد بحرف جر فيما كان يتعدى به، نحو: "ما أغضبني على زيد" ويقال في التعجب من "كسا زيدٌ الفقراءَ الثيابَ"، و"ظن عمرٌو بشرًا صديقًا": "ما أكسى زيدًا للفقراءِ الثيابَ"، و"ما أظن عمرًا لبشر صديقًا". وانتصاب الآخر بمدلول عليه بـ"أفعل"، لا به، خلافًا للكوفيين. خاتمة: همزة "أفعل" في التعجب لتعدية ما عدم التعدي في الأصل، نحو: "ما أظرف زيدًا"، أو الحال، نحو: "ما أضرب زيدًا"، وهمزة "أفعل" للصيرورة، ويجب تصحيح عينهما إن كانا معتليها، نحو: "ما أطول زيدًا، وأطول به" ويجب فك "أفعل" المضعف، نحو: "أشدد بحمرة زيد"، وشد تصغير "أفعل" مقصورًا على السماع، كقوله: ياما أميلح غزلانًا شدن لنا ... من هوليائكن الضال والسمر1 وطرده ابن كيسان، وقاس عليه "أفعل"، نحو: "أُحَيْسن بزيد". والله أعلم.

_ 1 تقدم بالرقم 736.

"نعم" و"بئس" وما جرى مجراهما

"نعم" و"بئس" وما جرى مجراهما: 485- فعلان غير متصرفين ... نعم وبئس، رافعان اسمين 486- مقارني "أل" أو مضافين لما ... قارنها: كـ"نعم عقبى الكرما" 487- ويرفعان مضمرًا يفسره ... مميز: كـ"نعم قومًا معشره" "فعلان غير متصرفين نعم وبئس" عند البصريين والكسائي، بدليل "فبها ونعمت"1؛ واسمان عند الكوفيين2؛ بدليل "ما هي بنعم الولد"3؛ و "نعم السيرُ على بئس العير"، وقوله "من الرجز": 744- صبحك الله بخير باكر ... بنعم طير وشباب فاخر

_ 1 هذا جزء من حديث شريف رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد، وهو بتمامه $"من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل". 2 انظر المسألة الرابعة عشرة من الإنصاف في مسائل الخلاف ص97-126. 3 هذا القول لأعرابي قاله بعد أن أُخبر بأن امرأته ولدت له بنتًا. 744- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 5/ 195؛ ولسان العرب 12/ 582 "نعم"؛ والمقاصد النحوية 4/ 2؛ وهمع الهوامع 2/ 84. اللغة: باكر: سريع. نعم طير: خير طير. المعنى: صبحك الله بكلمة "نعم" منسوبة إلى الطائر الميمون. الإعراب: صبحك: فعل ماضٍ مبني على الفتح، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. بخير: جار ومجرور متعلقان بـ"صبحك". باكرًا: نعت "خير" مجرور بالكسرة. بنعم: "الباء": حرف جر، و"نعم": اسم مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها =

وقال الأولون: هو مثل قوله "من الرجز": 745- عمرك ما ليلى بنام صاحبه ... "ولا مخالط الليان جانبه" وسبب عدم تصرفهما لزومهما إن شاء المدح والذم على سبيل المبالغة، وأصلهما

_ = اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي، وهو مضاف، والجار والمجرور متعلقان بـ"صبحك". طير: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وشباب: حرف عطف ومعطوف مجرور. فاخر: نعت "شباب" مجرور بالكسرة. وجملة "صبحك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بنعم طير" حيث جاءت "نعم" اسمًا بدليل دخول حرف الجر عليها، وحرف الجر لا يدخل إلا على الاسم، وإضافتها لأن الإضافة خاصة بالأسماء. هذا على الرأي الكوفي. وانظر الرأي البصري في المسألة الرابعة عشرة من الإنصاف من مسائل الخلاف ص97-126. 745- التخريج: الرجز للقناني "أبي خالد" في شرح أبيات سيبويه 2/ 416؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص99، 100؛ والإنصاف 1/ 112؛ وخزانة الأدب 9/ 388؛ 389؛ والخصائص 2/ 366؛ والدرر 1/ 76، 6/ 24؛ وشرح عمدة الحافظ ص549؛ وشرح المفصل 3/ 62؛ ولسان العرب 12/ 595 "نوم"؛ والمقاصد النحوية 4/ 3؛ وهمع الهوامع 1/ 6، 2/ 120. اللغة وشرح المفردات: المخالط: المعاشر. الليان: ضد الخشونة. المعنى: يقسم بأنه لم يعرف النوم في هذه الليلة. وجانبه لم يعرف اللين أيضًا. الإعراب: "عمرك": "عمر": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، "والكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والخبر محذوف وجوبًا تقديره: "قسمي". ما: حرف نفي. "ليلي: مبتدأ مرفوع بالضمة القدرة على ما قبل الياء لانشغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وقد تكون "ليلي" اسم "ما" العاملة عمل "ليس" على رأي الحجازيين مرفوعًا. بنام: الباء: حرف جر زائد، مجروره محذوف تقديره: "ما ليلي بليل مقول فيه نام صاحبه". نام: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. صاحبه: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ولا: الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. مخالط: معطوف على "ليلي" مرفوع بالضمة الظاهرة، وقد تكون نعتًا لـ"الليل" المحذوف تبعًا للفظه، وهو مضاف. الليان: مضاف إليه مجرور بالكسرة. جانبه: فاعل "مخالط" مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة القسم ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما ليلي بليل" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "نام صاحبه" الفعلية في محل رفع أو نصب صفة "ليل" المحذوف. وقيل: في محل نصب مقول القول محذوف تقديره: "والله ما ليلي بليل مقول فيه نام صاحبه". الشاهد فيه: أن حرف الجر داخل على محذوف، والتقدير بمقول فيه: "نام صاحبه"، فحذف القول وبقي المحكي به. وقيل إنه من باب حذف الموصوف غير القول، والتقدير: "بليل نام صاحبه فيه"، فالجر دخل في الحقيقة على الموصوف المقدر لا على الصفة.

"فعل"، وقد يردان كذلك، أو بسكون العين وفتح الفاء وكسرها، أو بكسرهما. وكذلك كل ذي عين حلقية من "فعل"، فعلا كان كـ"شهد" أو اسمًا كـ"فخذ". وقد يقال في "بئس": "بِيس" "رافعان اسمين" على الفاعلية "مقارني أل"، نحو: {نِعْمَ الْعَبْد} 1 و {بِئْسَ الشَّرَابُ} 2، "أو مضافين لما قارنها كنعم عقبى الكراما"، {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين} 3، {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِين} 4، أو مضافين لمضاف لما قارنها كقوله "من الطويل": 746- فنعم ابنُ أختِ القومِ غير مكذب ... "زهير حسامًا مفردًا من حمائل" وإنما لم يُنبه على هذا الثالث لكونه بمنزلة الثاني، وقد نبه عليه في التسهيل. تنبيهات: الأول: اشتراط كون الظاهر معرفًا بـ"أل"، أو مضافًا إلى المعرف بها، أو إلى المضاف إلى المعرف بها -هو الغالب، وأجاز بعضهم أن يكون مضافًا إلى ضمير ما فيه "أل"، كقوله "من الطويل": 747- فنعم أخو الهيجا ونعم شبابُها

_ 1 ص: 30. 2 الكهف: 29. 3 النحل: 30. 4 النحل: 29. 746- التخريج: البيت لأبي طالب في خزانة الأدب 2/ 72؛ والدرر 5/ 200؛ وشرح التصريح 2/ 95؛ والمقاصد النحوية 4/ 5؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 85. شرح المفردات: الحسام: السيف. الحمائل: ج الحمالة، وهي علاقة السيف. المعنى: يقول: نعم رجلًا زهير، فهو صادق وسيف مجرد من غمده. الإعراب: "فنعم": الفاء بحسب ما قبلها، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. "ابن": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "أخت": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "القوم": مضاف إليه مجرور. "غير": حال منصوب، وهو مضاف. "مكذب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "زهير": مبتدأ مؤخر مرفوع أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو زهير". "حسامًا": حال منصوب. "مفردًا": نعت "حسامًا" منصوب "من حمائل": جار ومجرور متعلقان بـ"مفردًا". وجملة: "نعم ابن أخت القوم" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ "زهير". وجملة: "زهير نعم ... " بحسب ما قبلها. الشاهد فيه قوله: "نعم ابن أخت القوم" حيث أتى بفاعل "نعم" اسمًا مضافًا إلى اسم مضاف إلى مقترن بـ"أل". 747- التخريج: الشطر بلا نسبة في الدرر 5/ 202؛ والمقاصد النحوية 4/ 11؛ وهمع الهوامع 2/ 85. اللغة: الهيجا: الحرب. وأخو الهيجا: هو الذي يلازم الحرب. =

والصحيح أنه لا يقاس عليه لقلته. وأجاز الفراء أن يكون مضافًا إلى نكرة، كقوله "من البسيط": 748- فنعم صاحبُ قومٍ لا سلاح لهم ... وصاحب الركب عثمان بن عفانا ونقل إجازته عن الكوفيين وابن السراج، وخصه عامة الناس بالضرورة، وزعم صاحب البسيط أنه لم يرد بنكرة غير مضافة، وليس كذلك، بل ورد لكنه أقل من المضاف، نحو: "نعم غلامٌ أنت"، و"من الوافر": 749- "نياف القرط غراء الثنايا ... وريد للنساء" ونعم نيمُ

_ = الإعراب: فنعم: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. أخو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. الهيجا: مضاف إليه مجرور. ونعم: "الواو": حرف عطف، و"نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. شبابها: فاعل مرفوع بالضمة. وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "نعم أخو الهيجا، ونعم شبابها" حيث ورد فاعل "نعم" اسمًا مضافًا إلى معرفة "الهيجا" في الجملة الأولى، وفي الجملة الثانية ورد فاعل "نعم" اسمًا مضافًا إلى ضمير يعود إلى معرفة، وهذا جائز عند بعض النحاة. 748- التخريج: البيت لكثير بن عبد الله النهشلي في الدرر 5/ 213؛ وشرح شواهد الإيضاح ص100؛ والمقاصد النحوية 4/ 17؛ وله أو لأوس بن مغراء أو لحسان في خزانة الأدب 9/ 415، 417؛ وشرح المفصل 7/ 131؛ وليس في ديوان حسان؛ وبلا نسبة في المقرب 1/ 66؛ وهمع الهوامع 2/ 86. الإعراب: فنعم: "الفاء": بحسب ما قبلها، و"نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. صاحب: فاعل مرفوع، وهو مضاف. قوم: مضاف إليه مجرور. لا: نافية للجنس. سلاح: اسم "لا" مبني في محل نصب. لهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". وصاحب: "الواو" حرف عطف، و"صاحب": معطوف على "صاحب" الأولى، مرفوع، وهو مضاف. الركب: مضاف إليه مجرور. عثمان: مبتدأ مؤخر، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". بن: نعت "عثمان" مرفوع، وهو مضاف. عفان: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف، و"الألف": للإطلاق. وجملة "نعم صاحب قوم": بحسب ما قبلها. وجملة "لا سلاح لهم": في محل جر نعت قوم. وجملة "نعم صاحب الركب": معطوفة على الجملة الأولى. الشاهد فيه قوله: "نعم صاحب قوم" حيث ورد فاعل "نعم"، وهو قوله: "صاحب" نكرة مضافة إلى نكرة، وهذا جائز عند الفراء والكوفيين في سعة الكلام، ومنع ذلك عامة النحويين إلا في الضرورة. 749- التخريج: البيت لتأبط شرًّا في ديوانه ص202 "وفيه "خيم" مكان "نيم"؛ ولسان العرب 12/ 598 "نوم"؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص993؛ وخزانة الأدب 9/ 416؛ والدرر 5/ 214؛ وشرح عمدة الحافظ ص789.

وقد جاء ما ظاهره أن الفاعل علم أو مضاف إلى علم، كقول بعض العيادلة: "بئس عبدُ الله أنا إن كان كذا"، وقوله عليه الصلاة والسلام: $"نعم عبدُ الله هذا"، وقوله: "من الرمل": 750- بئس قومُ الله قومٌ طرقوا ... فقروا جارهم لحمًا وحر وكأن الذي سهل ذلك كونه مضافًا في اللفظ إلى ما فيه "أل"، وإن لم تكن معرفة،

_ = اللغة: القرط: ما يعلق في شحمة الأذن من الحلي. ونياف القرط: كناية من طول العنق. الثنايا: الأسنان الأمامية. وغراء الثنايا: كناية عن لمعانها. الريد: الترب، وهو من كان في سنه، أو كناية عن تمام خلقها. النيم: الضجيع. الإعراب: نياف: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي"، وهو مضاف. القرط: مضاف إليه مجرور. غراء: معطوف على "نياف" بحرف عطف مقدر، وهو مضاف. الثنايا: مضاف إليه مجرور. وريد: "الواو": حرف عطف، و"ريد": معطوف على "نياف". للنساء: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ريد". ونعم: "الواو": حرف عطف، و"نعم": فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح. نيم: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "نياف الفرط": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هي غراء الثنايا": معطوفة على سابقتها. وجملة "هي ريد للنساء": معطوفة أيضًا. وجملة "نعم نيم": في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي". وجملة "هي نعم نيم": معطوفة على جملة "هي نياف القرط". الشاهد فيه قوله: "ونعم نيم" حيث ورد فاعل "نعم" اسمًا نكرة غير مضاف، لا إلى نكرة ولا إلى معرف بـ"أل"، وهذا للضرورة. 750- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 206، 217؛ والمقاصد النحوية 4/ 19؛ وهمع الهوامع 2/ 85. اللغة: الطروق: أن يأتي المرء ليلا. قروا: أطعموا. الجار: هنا الملتجئ أو المستجير. اللحم الوحر: هو الذي دبت عليه الوحرة، وهي عظاءة صغيرة حمراء خبيثة إذا دبت على طعام أو شمته امتنع أكله. المعنى: يهجو الشاعر قومًا يقرون ضيفهم من اللحم الوحر. الإعراب: بئس: فعل ماض جامد لإنشاء الذم. قوم: فاعل مرفوع، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مجرور بالإضافة. قوم: مبتدأ مؤخر، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم". طرقوا: فعل ماض للمجهول و"الواو": ضمير في محل رفع نائب فاعل. فقروا: "الفاء": حرف عطف، و"قروا": فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. جارهم: مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. لحمًا: مفعول به ثان. وحر: نعت "لحمًا" منصوب وسكن للوقف. وجملة "بئس قوم الله": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "طرقوا": في محل رفع نعت "قوم" وجملة "قروا ... ": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "بئس قوم الله" حيث ورد فيه فاعل "بئس" اسمًا مضافًا إلى علم وهو قوله "الله".

وأجاز المبرد والفارسي إسناد "نعم"، و"بئس" إلى "الذي"، نحو:"نعم الذي آمن زيدٌ"، كما يُسندان إلى ما فيه "أل" الجنسية. ومنع ذلك الكوفيون وجماعة من البصريين وهو القياس؛ لأن كل ما كان فاعلًا لـ"نعم"، و"بئس" وكان فيه "أل" كان مفسرًا للضمير المستتر فيهما إذا نزعت منه، و"الذي" ليس كذلك. قال في شرح التسهيل: ولا ينبغي أن يمنع؛ لأن "الذي" جعل بمنزلة الفاعل، ولذلك اطرد الوصف به. الثاني: ذهب الأكثرون إلى أن "أل" في فاعل "نعم" و"بئس" جنسية، ثم اختلفوا فقيل: حقيقة، فإذا قلت: "نعم الرجل زيد" فالجنس كله ممدوح، و"زيد" مندرج تحت الجنس لأنه فرد من أفراده، ولهؤلاء في تقريره قولان: أحدهما: أنه لما كان الغرض المبالغة في إثبات المدح للممدوح جعل المدح للجنس الذي هو منهم؛ إذ الأبلغ في إثبات الشيء جعله للجنس حتى لا يتوهم كونه طارئًا على المخصوص. والثاني: أنه لما قصدوا المبالغة عدوا المدح إلى الجنس مبالغة ولم يقصدوا غير مدح "زيد"، فكأنه قيل: ممدوح جنسه لأجله. وقيل: مجازًا، فإذا قلت: "نعم الرجل زيد" جعلت "زيدًا" جميع الجنس مبالغة، ولم تقصد غير مدح "زيد"، وذهب قوم إلى أنها عهدية، ثم اختلفوا فقيل: المعهود ذهني كما إذا قيل: "اشترِ اللحمَ"، ولا تريد الجنس ولا معهودًا تقدم، وأراد بذلك أن يقع إبهام ثم يأتي التفسير بعده تفخيمًا للأمر. وقيل: المعهود: هو الشخص الممدوح، فإذا قلت: "زيد نعم الرجل"، فكأنك قلت: "زيد نعم هو"، واستدل هؤلاء بتثنيته وجمعه، ولو كان عبارة عن الجنس لم يسغ فيه ذلك، وقد أجيب عن ذلك -على القول بأنها للاستغراق- بأن المعنى أن هذا المخصوص يفضل أفراد هذا الجنس إذا ميزوا رجلين رجلين أو رجالًا رجالًا، وعلى القول بأنها للجنس مجازًا بأن كل واحد من الشخصين كأنه على حدته جنس، فاجتمع جنسان فثنيا. الثالث: لا يجوز إتباع فاعل "نعم" و"بئس" بتوكيد معنوي. قال في شرح التسهيل: باتفاق، وأما التوكيد اللفظي فلا يمتنع، وأما النعت فمنعه الجمهور، وأجازه أبو الفتح في قوله "من الطويل": 751- لعمري وما عمري علي بهين ... لبئس الفتى المدعوُّ بالليل حاتمُ

_ 751- التخريج: البيت ليزيد بن قنافة في خزانة الأدب 9/ 405، 407؛ والدرر 5/ 203؛ وشرح =

قال في شرح التسهيل: وأما النعت فلا ينبغي أن يُمنع على الإطلاق، بل يمنع إذا قصد به التخصيص مع إقامة الفاعل مقام الجنس؛ لأن تخصيصه حينئذ منافٍ لذلك القصد. وأما إذا تؤول بالجامع لأكمل الفضائل فلا مانع من نعته حينئذ؛ لإمكان أن يراد بالنعت ما أريد بالمنعوت، وعلى هذا يحمل قول الشاعر "من الكامل": 752- نعم الفتى المري أنت إذا هم ... "حضروا لدى الحجرات نار الموقد" وحمل أبو علي وابن السراج مثل هذا على البدل، وأبيا النعت، ولا حجة لهما. ا. هـ. وأما البدل والعطف فظاهر سكوته في شرح التسهيل عنهما جوازهما، وينبغي أن لا يجوز منهما إلا ما تباشره "نعم".

_ = ديوان الحماسة للمرزوقي ص1464؛ والمقاصد النحوية 4/ 9؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 85. اللغة: لعمري: قسم بحياته. وما عمري علي بهين: كناية عن تأكيد القسم وتقويته. المدعو بالليل: الذي تستغيث به. الإعراب: لعمري: "اللام": للابتداء، و"عمري": مبتدا مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره: "قسمي". وما: "الواو": اعتراضية أو حالية، و"ما": حرف نفي. عمري: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. أو اسم "ما". علي: جار ومجرور متعلقان بـ"هين". بهين: "الباء": حرف جر زائد، و"هين": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه خبر المبتدأ، أو منصوب محلًّا على أنه خبر "ما". لبئس: "اللام": واقعة في جواب القسم، و"بئس": فعل ماض جامد لإنشاء الذم. الفتى: فاعل مرفوع. المدعو: نعت "الفتى" مرفوع. بالليل: جار ومجرور متعلقان بـ"المدعو". حاتم: مبتدأ مؤخر أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". وجملة "لعمري ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما عمري علي بهين": اعتراضية لا محل لها من الإعراب أو في محل نصب حال. وجملة "بئس الفتى": في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "بئس الفتى المدعو بالليل حاتم" حيث ورد فاعل "بئس" منعوتًا وهو "المدعو بالليل" وهذا جائز. 752- التخريج: البيت لزهير في ديوانه ص275؛ وخزانة الأدب 9/ 404، 407، 408؛ وشرح شواهد المغني 2/ 915؛ والمقاصد النحوية 4/ 21؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 71. اللغة: المري: نسبة إلى بني مرة. الحجرات: الغرف أو الجهات. المعنى: نعم الكريم أنت، يا مطعم الجياع المجدبين القادمين من أصقاع الأرض، فأنت خير مرة على كرمها. الإعراب: نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتحة الظاهرة. الفتى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. المري: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. أنت: ضمير رفع منفصل في =

"وبرفعان" أيضًا على الفاعلية "مضمرًا" مبهمًا "يفسره مميز كنعم قومًا معشره" وقوله "من البسيط": 753- نعم امرأً هرمٌ لم تعر نائبة ... إلا وكان لمرتاع بها وزرا وقوله "من البسيط": 754- لنعم موئلًا المولى إذا حذرت ... بأساء ذي البغي واستيلاء ذي الإحن

_ = محل رفع مبتدأ. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل "نعم". هم: ضمير رفع منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف من نوع الفعل الظاهر. حضروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل و"الألف": فارقة. لدى: ظرف مكان منصوب بالفتحة وهو مضاف متعلق بالفعل حضروا. الحجرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. نار: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الموقد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة "نعم الفتى": في محل رفع خبر مقدم. وجملة "هم": مع الفعل المحذوف في محل جر بالإضافة. وجملة "حضروا": تفسيرية لا محل لها. وجملة "أنت نعم الفتى": ابتدائية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "نعم الفتى المري" فقد وصف فاعل الفعل نعم. 753- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في شرح التصريح 2/ 95؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 275؛ وشرح التصريح 1/ 392. اللغة والمعنى: لم تعر: لم تنزل، النائبة: المصيبة. المرتاع، الخائف. الوزر: الملجأ. يمدح الشاعر هرمًا بقوله: إنه نعم الرجل، وليس لمن يصاب بنائبة من ملجأ إلاه، فإنه يدفع المصيبة عنه بجليل إحسانه. الإعراب: نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح، والفاعل: هو. امرأ: تمييز منصوب. هرم: مبتدأ مؤخر مرفوع. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تعر: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. نائبة: فاعل مرفوع. إلا: حرف حصر. وكان: الواو: حالية، كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". لمرتاع: جار ومجرور متعلقان بـ"وزرًا". بها: جار ومجرور متعلقان بـ"مرتاع". وزرًا: خبر كان منصوب. وجملة "نعم امرأ ... " الفعلية في محل رفع خبر مقدم. وجملة "هرم نعم امرأ" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لم تعر نائبة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "كان لمرتاع ... " في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "نعم امرأ هرم"، فإن "نعم" فعل ماض فيه ضمير مستتر يعود على "امرأ"، وهو متأخر لفظًا ورتبة، و"امرأ" تمييز مفسر للضمير المبهم العائد إليه. 754- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص782؛ والمقاصد النحوية 4/ 6. =

وقوله "من الرجز": 755- نعم امرأين حاتم وكعب ... كلاهما غيث وسيف عضب ونحو: {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} 1، وقوله "من الرجز": 756- تقول عرسي وهي لي في عومره ... بئس امرأ وإنني بئس المره

_ = اللغة: الموئل: الملجأ. المولى: السيد. البأساء: الشدة والضيق. البغي: الجور والظلم. الإحن. ج الإحنة، وهي الحقد والضغينة. الإعراب: "لنعم": اللام للابتداء، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: "هو". "موئلًا": تمييز منصوب. "المولى": مبتدأ مؤخر، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "إذا": ظرف زمان متعلق بـ"نعم". "حذرت": فعل ماض للمجهول، والتاء للتأنيث. "بأساء": نائب فاعل مرفوع. وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "البغي": مضاف إليه مجرور. "واستيلاء": الواو حرف عطف، "استيلاء": معطوف على "بأساء" مرفوع، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء، وهو مضاف. "الأحن": مضاف إليه مجرور. وجملة: "نعم" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ. وجملة: "حذرت" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "لنعم موئلًا" حيث رفع الفعل "نعم" ضميرًا مستترًا فسر التمييز الذي بعده "موئلًا". 755- التخريج: الرجز بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص782. اللغة: حاتم وكعب: اسمان اشتهرا بالجود والكرم. الغيث: المطر، وهنا الجود. العضب: القاطع. المعنى: يمدح الشاعر رجلين اشتهرا بالجود والكرم كما وصفهما بالشجاعة وتبديد شمل الأعداء. الإعراب: نعم: فعل ماض لإنشاء المدح، وفاعله ضمير مستتر. فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: "هما". امرأين: تمييز منصوب بالياء لأنه مثنى. حاتم: مبتدأ مؤخر أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". وكعب: "الواو":حرف عطف، و"كعب": معطوف على "حاتم". كلاهما: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، و"هما": ضمير في محل جر بالإضافة. غيث: خبر المبتدأ مرفوع. وسيف: "الواو": حرف عطف، و"سيف": معطوف على "غيث" مرفوع. عضب: نعت "غيث" مرفوع بالضمة. وجملة "نعم امرأين": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "كلاهما غيث": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "نعم امرأين" حيث رفع بفعل المدح ضميرًا مستترًا، وجاء بعده تمييز مطابق لهذا الضمير يفسره به. 1 الكهف: 50. 756- التخريج: الرجز بلا نسبة في جمهرة اللغة ص773، 1176؛ وشرح عمدة الحافظ ص785؛ والمقاصد النحوية 4/ 29. اللغة: العرس: الزوجة. العومرة: الضجة.

ففي كل من "نعم" و"بئس" ضمير هو الفاعل1. ولهذا الضمير أحكام: الأول: أنه لا يبرز في تثنية ولا جمع، استغناء بتثنية تمييزه وجمعه، وأجار ذلك قوم من الكوفيين، وحكاه الكسائي عن العرب، ومنه قوله بعهضم: "مررت بقوم نعموا قومًا"، وهذا نادر. الثاني: أنه لا يتبع، وأما نحو: "نعم هم قومًا أنتم"2 فشاذ. الثالث: أنه إذا فسر بمؤنث لحقته تاء التأنيث، نحو: "نعمت امرأةً هندٌ"، هكذا مثله في شرح التسهيل، وقال ابن أبي الربيع: لا تلحق، وإنما يقال: "نعم امرأةً هندٌ"، واستغناء بتأنيث المفسر، ونص خطاب على جواز الأمرين، ويؤيد الأول قوله: "فبها ونعمت". الرابع: ذهب القائلون بأن فاعل "نعم" الظاهر يراد به الشخص إلى أن المضمر كذلك وأما القائلون بأن الظاهر يراد به الجنس فذهب أكثرهم إلى أن المضمر كذلك، وذهب بعضهم إلى أن المضمر للشخص، قال: لأن المضمر على التفسير لا يكون في كلام العرب إلا شخصًا. ولمفسر هذا الضمير شروط: الأول: أن يكون مؤخرًا عنه، فلا يجوز تقديمه على "نعم" و"بئس".

_ = الإعراب: "تقول": فعل مضارع مرفوع. "عرسي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "وهي": الواو: حالية، "هي": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"تقول". "في عومرة": جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ "بئس": فعل ماض جامد لإنشاء الذم، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا على خلاف الأصل تقديره: "هو". "امرأ": تمييز "وإنني": الواو حرف عطف، "إن": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". "بئس": فعل ماض جامد لإنشاء الذم. "المرة": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "تقول عرسي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وهي لي في عومرة" في محل نصب حال. وجملة: "بئس امرأً" في محل نصب مفعول به. وجملة: "بئس المرة" في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "بئس امرأ" حيث رفع الفعل "بئس" ضميرًا مستترًا فسر التمييز الذي بعده "امرأ". 1 أي أن في "نعم" في الشواهد السابقة، و"بئس" في الآية المتقدمة، والشاهد الأخير ضميرًا مستترًا هو الفاعل. 2 "هم": توكيد للضمير المستتر في "نعم"، و"أنتم" هو الخصوص بالمدح.

الثاني: أن يتقدم على المخصوص، فلا يجوز تأخيره عنه عند جميع البصريين؛ وأما قولهم: "نعم زيدٌ رجلًا" فنادر. الثالث: أن يكون مطابقًا للمخصوص في الإفراد وضديه، والتذكير وضده. الرابع: أن يكون قابلًا لـ"أل"، فلا يفسر بـ"مثل" و"غير" و"أي" وأفعل التفضيل؛ لأنه خلف من فاعل مقرون بـ"أل" فاشترط صلاحيته لها. الخامس: أن يكون نكرة عامة، فلو قلت: "نعم شمسًا هذا الشمسُ" لم يجز؛ لأن الشمس مفرد في الوجود، فلو قلت: "نعم شمسًا شمسُ هذا اليوم" لجاز، ذكره ابن عصفور، وفيه نظر. السادس: لزوم ذكره كما نص عليه سيبويه، وصحح بعضهم أنه لا يجوز حذفه وإن فهم المعنى، ونص بعض المغاربة على شذوذ "فبها ونعمت"، وقال في التسهيل: لازم غالبًا؛ استظهارًا على نحو: "فبها ونعمت"، وممن أجاز حذفه ابن عصفور. تنبيه: ما ذكر من أن فاعل "نعم" يكون ضميرًا مستترًا فيها هو مذهب الجمهور، وذهب الكسائي إلى أن الاسم المرفوع بعد النكرة المنصوبة فاعل: "نعم"، والنكرة عنده منصوبة على الحال، ويجوز عنده أن تتأخر فيقال: "نعم زيدٌ رجلًا"، وذهب الفراء إلى أن الاسم المرفوع فاعل كقول الكسائي، إلا أنه جعل النكرة المنصوبة تمييزًا منقولًا، والأصل في قولك: "نعم رجلًا زيدٌ": نعم الرجلُ زيدٌ، ثم نقل الفعل إلى الاسم الممدوح، فقيل: "نعم رجلًا زيدٌ"، ويقبح عنده تأخيره لأنه وقع موقع الرجل المرفوع وأفاد إفادته. والصحيح ما ذهب إليه الجمهور لوجهين: أحدهما: قولهم: "نعم رجلًا أنت"، و"بئس رجلًا هو"، فلو كان فاعلًا لاتصل بالفعل. الثاني: قولهم: "نعم رجلًا كان زيدًا"، فأعملوا فيه الناسخ. 488- وجمع تمييز وفاعل ظهر ... فيه خلاف عنهم قد اشتهر "وجمع تمييز وفاعل ظهر فيه خلاف عنهم" أي عن النحاة "قد اشتهر" فأجازه المبرد

وابن السراج والفارسي والناظم وولده، وهو الصحيح لوروده نظمًا ونثرًا، فمن النظم قوله "من البسيط": نعم الفتاةُ فتاةً هندُ لو بذلت ... رد اللحية نطقًا أو بإيماء1 وقوله "من البسيط": 757- والتغلبيون بئس الفحلُ فحلُهم ... فحلًا وأمهم زلاء منطيق وقوله: فنعم الزادُ زادُ أبيك زادا1 ومن النثر ما حكي من كلامهم: "نعم القتيلُ قتيلًا أصلح بين بكر وتغلب"2، وقد

_ 1 تقدم بالرقم 520. 757- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص192؛ والدرر 5/ 208؛ وشرح التصريح 2/ 96؛ وشرح عمدة الحافظ ص787؛ ولسان العرب 10/ 355 "نطق"؛ والمقاصد النحوية 4/ 7؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 86. اللغة: الزلاء: التي لا عجيزة لها. المنطبق: التي تعظم عجيزتها بحشية. الإعراب: يقول: إن التغلبيين ينتسبون إلى أسوأ أبوين، فبئس الرجال فحولة رجال تغلب، والمرأة التغلبية لا عجيزة لها بل تعظمها بحشية. الإعراب: "والتغلبيون": الواو بحسب ما قبلها، "التغلبيون": مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "بئس": فعل ماض جامد لإنشاء الذم. "الفحل": فاعل مرفوع. "فحلهم": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو"، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "فحلًا": تمييز منصوب. "أمهم": الواو استئنافية، "أمهم": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة "زلاء": خبر المبتدأ مرفوع. "منطبق": خبر ثان للمبتدأ. وجملة: "التغلبيون بئس ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بئس الفحل ... " في محل رفع خبر المبتدأ وجملة: " ... فحلهم" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أمهم زلاء": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بئس الفحل فحلهم فحلًا" حيث جمع بين فاعل "بئس" وهو "الفحل" والتمييز وهو "فحلًا" في كلام واحد. 1 تقدم بالرقم 519. 2 هذا قول الحارث بن عباد "في حرب البسوس" حين جاءه قتل المهلهل لابنه بجير في خبر تذكره كتب الأدب.

جاء التمييز حيث لا إبهام برفعه لمجرد التوكيد كقوله "من الكامل": 758- ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديانِ البرية دينَا ومنعه سيبويه والسيرافي مطلقًا، وتأولا ما سُمع، وقيل: إن أفاد معنى زائدًا جاز، وإلا فلا، كقوله: فنعم المرءُ من رجل تهامي1 وقوله: "من الطويل": 759- وقائلة نعم الفتى أنت من فتى ... "إذا المرضع العوجاء جال بريمها"

_ 758- التخريج: البيت لأبي طالب في خزانة الأدب 2/ 76، 9/ 397؛ وشرح التصريح 2/ 96؛ وشرح شواهد المغني 2/ 687؛ وشرح عمدة الحافظ ص788؛ ولسان العرب 5/ 144 "كفر" والمقاصد النحوية 4/ 18. الإعراب: ولقد: الواو بحسب ما قبلها. واللام: موطئة للقسم، "قد": حرف تحقيق. علمت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بأن: الباء حرف جر، "أن": حرف مشبه بالفعل. "دين": اسم "أن" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. محمد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر. خير: اسم مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "أن"، وهو مضاف. أديان: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. البرية: مضاف إليه مجرور بالكسرة. دينا: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة: "علمت" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة: "أن دين محمد ... " المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر. الشاهد فيه قوله: "دينا" حيث جاء تمييزًا مؤكدًا لما سبقه. 1 تقدم بالرقم 511. 759- التخريج: البيت لكروس بن حصن في لسان العرب 12/ 44 "برم"؛ والمقاصد النحوية 4/ 32. اللغة: العوجاء: التي اعوجت جوعًا وهزالًا. جال: تحرك. البريم: خيط يفتل على طاقين. المعنى: يمدح الشاعر نفسه بأنه كريم يجود على المحتاجين في أوقات الشدة. الإعراب: وقائلة: "الواو": واو رب، "قائلة": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح. الفتى: فاعل مرفوع. أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر. من: حرف جر زائد. فتى: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه تمييز. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. المرضع: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. العوجاء: نعت "المرضع" مرفوع. جال: فعل ماض. بريمها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. =

أي: من متفت: أي كريم، وفي الأثر "نعم المرءُ من رجل لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفًا منذ أتانا". وصححه ابن عصفور. 489- و"ما" مميز، وقيل: فاعل، ... في نحو: "نعم ما يقول الفاضل" "وما" في موضع النصب "مميز، وقيل فاعل" فهي في موضع رفع، وقيل: إنها المخصوص، وقيل: كافة "في نحو: نعم ما يقول الفاضل"، {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} 1. فأما القائلون بأنها في موضع نصب على التمييز فاختلفوا على ثلاثة أقوال: الأول: أنها نكرة موصوفة بالفعل بعدها، والمخصوص محذوف، وهو مذهب الأخفش والزجاجي والفارسي في أحد قوليه والزمخشري وكثير من المتأخرين. والثاني: أنها نكرة غير موصوفة والفعل بعدها صفة لمخصوص محذوف: أي شيء. والثالث: أنها تمييز والمخصوص ما أخرى موصولة محذوفة، والفعل صلة لما الموصولة المحذوفة، ونقل عن الكسائي. وأما القائلون بأنها الفاعل فاختلفوا على خمسة أقوال: الأول: أنها اسم معرفة تام أي غير مفتقر إلى صلة، والفعل صفة لمخصوص محذوف، والتقدير: نعم الشيء شيء فعلت، وقال: به قوم منهم ابن خروف، ونقله في التسهيل عن سيبويه والكسائي. والثاني: أنها موصولة والفعل صلتها والمخصوص محذوف، ونقل عن الفارسي. والثالث: أنها موصولة والفعل صلتها وهي فاعل يكتفى بها وبصلتها عن المخصوص، ونقله في شرح التسهيل عن الفراء والكسائي.

_ = وجملة "وقائلة": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنت نعم الفتى": في محل نصب مقول القول. وجملة "نعم الفتى": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة الفعل المحذوف في محل جر بالإضافة وجملة "جال بريمها": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "نعم الفتى أنت من فتى" حيث جمع بين فاعل "نعم" "الفتى" وبين التمييز "فتى"، وهذا جائز عند بعضهم. 1 البقرة: 90.

والرابع: أنها مصدرية ولا حذف، والتقدير: نعم فعلك، وإن كان لا يحسن في الكلام: "نعم فعلك" حتى يقال: "نعم الفعل فعلك"، كما تقول: "أظن أن تقوم"، ولا تقول: أظن قيامك. والخامس: أنها نكرة موصوفة في موضع رفع والمخصوص محذوف. وأما القائلون بأنها المخصوص فقالوا: إنها موصولة والفاعل مستتر، و"ما" أخرى محذوفة هي التمييز، والأصل: نعم ما ما صنعت، والتقدير: نعم شيئًا الذي صنعته، هذا قول الفراء. وأما القائلون بأنها كافة فقالوا: إنها كفت "نعم" كما كفت "قل" و"طال" فتصير تدخل على الجملة الفعلية. تنبيهات: الأول في "ما" إذا وليها اسم -نحو: "فنعما هي"- ثلاثة أقوال: أحدها: أنها نكرة تامة في موضع نصب على التمييز، والفاعل مضمر، والمرفوع بعدها هو المخصوص. وثانيها: أنها معرفة تامة وهي الفاعل، وهو ظاهر مذهب سيبويه ونقل عن المبرد وابن السراج والفارسي، وهو قول الفراء. وثالثها: أن "ما" مركبة مع الفعل ولا موضع لها من الإعراب، والمرفوع بعدها هو الفاعل، وقال به قوم وأجازه الفراء. الثاني: الظاهر أنه إنما أراد الأول من الثلاثة، والأول من الخمسة لاقتصاره عليهما في شرح الكافية. الثالث: ظاهر عبارته هنا يشير إلى ترجيح القول الذي بدأ به، وهو أن "ما" مميز، وكذا عبارته في الكافية، وذهب في التسهيل إلى أنها معرفة تامة وأنها الفاعل، ونقله عن سيبويه والكسائي. 490- ويذكر المخصوص بعد مبتدا ... أو خبر اسم ليس يبدو أبدا "ويذكر المخصوص" بالمدح أو الذم "بعد" أي: بعد فاعل "نعم" و"بئس"، نحو: "نعم الرجلُ أبو بكر"، و"بئس الرجلُ أبو لهب"، وفي إعرابه حينئذ ثلاثة أوجه: أن يكون "مبتدا" والجملة قبله خبر "أو" يكون "خبر اسم" مبتدأ محذوف "ليس يبدو أبدًا" أو مبتدأ خبره محذوف وجوبًا. والأول هو الصحيح ومذهب سيبويه. قال ابن الباذش: لا يُجيز سيبويه أن يكون المختص بالمدح أو الذم إلا مبتدأ، وأجاز الثاني جماعة منهم السيرافي وأبو

علي والصيمري، وذكر في شرح التسهيل أن سيبويه أجازه، وأجاز الثالث قوم منهم ابن عصفور. قال في شرح التسهيل: وهو غير صحيح؛ لأن هذا الحذف لازم، ولم نجد خبرًا يلزم حذفه إلا ومحله مشغول بشيء يسد مسده. وذهب ابن كيسان إلى أن المخصوص بدل من الفاعل، ورد بأنه لازم، وليس البدل بلازم، ولأنه لا يصلح لمباشرة نعم. 491- وإن يقدم مشعر به كفى ... كـ"العلم نعم المقتنى والمقتف" "وإن يقدم مشعر به" أي بالمخصوص "كفى" عن ذكره "كالعلم نعم المقتنى" والمقتفى" فالعلم: مبتدأ قولًا واحدًا، والجملة بعده خبره، ويجوز دخول الناسخ عليه، نحو: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ} 1 وقوله "من مجزوء الكامل": 760- إن ابنَ عبدِ الله نعـ ... ـم أخو الندى وابنُ العشيرة وقوله "من الطويل": 761- إذا أرسلوني عند تعذير حاجة ... أمارس فيها كنت نعم الممارسُ

_ 1 ص: 44. 760- التخريج: البيت لأبي دهبل الجمحي في ديوانه ص96؛ والدرر 5/ 217؛ والمقاصد النحوية 4/ 35؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 209؛ وخزانة الأدب 9/ 388؛ وشرح عمدة الحافظ ص793؛ وهمع الهوامع 2/ 87. اللغة: الندى: العطاء. وأخو الندى: كناية عن ملازمته له. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. ابن: اسم "إن" منصوب، وهو مضاف. عبد: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مجرور بالإضافة. نعم: فعل ماض لإنشاء المدح. أخو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. الندى: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وابن: "الواو": حرف عطف، و"ابن": معطوف على "أخو" مرفوع, وهو مضاف. العشيرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن للوقف. وجملة "إن ابن عبد الله":ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نعم أخو الندى": في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "إن ابن عبد الله نعم أخو الندى" حيث تقدم ما هو مشعر بالمخصوص بالمدح "إن عبد الله" على فعل المدح وفاعله مكتفيا به من دون ذكر المخصوص بالمدح. وهذا جائز. 761- التخريج: البيت ليزيد بن الطثرية في ديوانه ص84؛ والدرر 5/ 218؛ والمقاصد النحوية =

تنبيهان: الأول: توهم عبارته هنا وفي الكافية أنه لا يجوز تقديم المخصوص، وأن المتقدم ليس هو المخصوص، بل مشعر به، وهو خلاف ما صرح به في التسهيل. الثاني: حق المخصوص أمران: أن يكون مختصًّا، وأن يصلح للإخبار به عن الفاعل موصوفًا بالمدح بعد "نعم" وبالذم بعد "بئس"، فإن باينه أُوِّلَ، نحو: {بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا} 1 أي: مثل الذين كذبوا. ا. هـ. 492- واجعل كبئس "ساء" واجعل فعلا ... من ذي ثلاثة كنعم مسجلا "واجعل كبئس" معنى وحكمًا "ساء" تقول: ساء الرجلُ أبو جهل، وساء حطبُ النار أبو لهب، وفي التنزيل: {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} 2، و {سَاءَ مَا يَحْكُمُون} 3، "واجعل فَعُلا" بضم العين "من ذي ثلاثة كنعم" وبئس "مسجلا" أي: مطلقًا، يقال: أسجلت الشيء، إذا أمكنت من الانتفاع به مطلقًا: أي يكون له ما لهما: من عدم التصرف، وإفادة المدح أو الذم، واقتضاء فاعل كفاعلهما، فيكون ظاهرًا مصاحبًا لـ"أل"، أو مضافًا إلى مصاحبها، أو

_ = 4/ 34؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 388؛ والأشباه والنظائر 8/ 209؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 379. اللغة: التعذير: العسرة. الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أرسلوني: فعل ماض، و"الواو" ضمير في محل رفع فاعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. عند: ظرف متعلق بـ"أرسل"، وهو مضاف. تعذير: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. حاجة: مضاف إليه مجرور. أمارس: فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"أمارس". كنت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كان". نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح. الممارس: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "إذا أرسلوني": ابتدائي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أرسلوني": في محل جر بالإضافة. وجملة "أمارس": في محل جر نعت حاجة. وجملة "كنت نعم الممارس": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "نعم الممارس": في محل نصب خبر "كان". الشاهد فيه قوله: "كنت نعم الممارس" حيث تقدم ما هو مشعر بالمخصوص بالمدح "كنت" على فعل المدح وفاعله، مكتفيًا به من دون ذكر المخصوص بالمدح. وهذا جائز. 1 الجمعة: 5. 2 الكهف: 29. 3 العنكبوت: 4.

ضميرًا مفسرًا بتمييز، وسواء في ذلك ما هو على "فعل" أصالة، نحو: "ظَرُفَ الرجلُ زيدٌ"، و"خَبُثَ غلامُ القومِ عمرٌو"، وما حول إليه، نحو: "ضَرُبَ رجلًا زيدٌ"، و"فَهُمَ رجلًا خالدٌ". تنبيهات: الأول: من هذا النوع "ساء" فإن أصله "سوأ" بالفتح فحول إلى "فَعُلَ" بالضم فصار قاصرًا، ثم ضمن معنى "بئس"؛ فصار جامدًا قاصرًا محكومًا له بما ذكرناه، وإنما أفرده بالذكر لخفاء التحويل فيه. الثاني: إنما يُصاغ "فَعُلَ" من الثلاثي لقصد المدح أو الذم بشرط أن يكون صالحًا للتعجب منه مضمنًا معناه، نص على ذلك ابن عصفور، وحكاه عن الأخفش. الثالث: يجوز في فاعل "فَعُلَ" المذكور الجر بالباء، والاستغناء عن "أل"، وإضماره على وفق ما قبله، نحو "من المديد": 762- حب بالزور الذي لا يرى ... منه إلا صفحة أو لمام

_ 762- التخريج: البيت للطرماح بن حكيم في ديوانه ص393؛ والدرر 5/ 232؛ وشرح التصريح 2/ 99؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص54؛ ولسان العرب 4/ 335 "زور"؛ والمقرب 1/ 78؛ وهمع الهوامع 2/ 89. شرح المفردات: الزور: الزائر. الصفحة: هنا جانب الوجه. اللمام: ج اللمة، وهي الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن. المعنى: يقول: أحبب بالزائر الذي لا يرى منه إلا جانب وجهه أو بعض شعر وجهه، أي بالزائر الخفيف الظل. الإعراب: "حب": فعل ماض لإنشاء المدح. "بالزور": الباء حرف جر زائد، "الزور": اسم مجرور لفظ مرفوع محلًّا على أنه فاعل "حب". "الذي": اسم موصول مبني في محل رفع نعت "الزور". "لا": حرف نفي. "يرى": فعل مضارع للمجهول. "منه": جار ومجرور متعلقان بـ"يرى". "إلا": حرف حصر. "صفحة": نائب فاعل مرفوع. "أو": حرف عطف. "لمام": معطوف على "صفحة" مرفوع، وسكن للضرورة الشعرية. وجملة: "حب بالزور" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا يرى ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "حب بالزور" حيث جاء بفاعل "حب" التي تفيد معنى "نعم" مقترنًا بالباء الزائدة وذلك من قبل أن المعنى قريب من معنى صيغة التعجب.

و"فَهُمَ زيدٌ" و"الزيدون كرموا رجالًا"، نظرًا لما فيه من معنى التعجب. الرابع: مثل في شرح الكافية. وشرح التسهيل. وتبعه ولده في شرحه بـ"علم الرجل"، وذكر ابن عصفور أن العرب شذت في ثلاثة ألفاظ فلم تحولها إلى "فَعُلَ"، بل استعملتها استعمال "نعم" و"بئس" من غير تحويل، وهي: عَلِم، وجَهِل، وسَمِع. ا. هـ. 493- ومثل نعم "حبذا"، الفاعل "ذا"، ... وإن ترد ذمًّا فقل: "لا حبذا" "ومثل نعم" في المعنى حب من "حبذا" وتزيد عليها بأنها تشعر بأن الممدوح محبوب وقريب من النفس. قال في شرح التسهيل: والصحيح أن "حب" فعل يقصد به المحبة والمدح، وجعل فاعله "ذا" ليدل على الحضور في القلب، وقد أشار إلى ذلك بقوله "الفاعل ذا" أي: فاعل "حب" هو لفظ "ذا" على المختار وظاهر مذهب سيبويه. قال ابن خروف -بعد أن مثل بـ"حبذا زيد"- "حب" فعل و"ذا" فاعلها، و"زيد" مبتدأ وخبره حبذا، هذا قول سيبويه، وأخطأ عليه من زعم غير ذلك. تنبيه: في قوله: "الفاعل ذا" تعريض بالرد على القائلين بتركيب "حب" مع "ذا"، ولهم فيه مذهبان: قيل: غُلِّبت الفعلية لتقدم الفعل فصار الجمع فعلًا، وما بعده فاعل، وقيل: غُلِّبت الاسمية لشرف الاسم فصار الجميع اسمًا مبتدأ وما بعده خبر، وهو مذهب المبرد وابن السراج، ووافقهما ابن عصفور ونسبه إلى سيبويه، وأجاز بعضهم كون "حبذا" خبرًا مقدمًا. "وإن ترد ذمًّا فقل لا حبذا" زيد، فهي بمعنى "بئس"، ومنه قوله "من الطويل": 763- ألا حبذا أهلُ الملا غير أنه ... إذا ذكرت مي فلا حبذا هيا

_ 763- التخريج: البيت لذي الرمة في ملحق ديوانه ص192؛ والدرر 5/ 228؛ ولكنزة أم شملة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1542؛ ولذي الرمة أو لكنزة أم شملة في المقاصد النحوية 4/ 12؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 99؛ وهمع الهوامع 2/ 69. اللغة: الملا: الأرض. مي: حبيبة الشاعر، وهي مية. المعنى: يقول: أحبب بأهل الأرض غير أن مية إذا ذكرت فإنها لا تستحق المدح والثناء. =

494- وأول "ذا" المخصوص، أيا كان، لا ... تعدل بذا؛ فهو يضاهي المثلا "وأول ذا المخصوص" أي: اجعل المخصوص بالمدح أو الذم تابعًا لـ"ذا" لا يتقدم بحال. قال في شرح التسهيل: أغفل كثير من النحويين التنبيه على امتناع تقديم المخصوص في هذا الباب، قال ابن بابشاذ: وسبب ذلك توهم كون المراد من "زيد حبذا" زيد حب هذا، قال في شرح التسهيل: وتوهم هذا بعيد فلا ينبغي أن يكون المنع من أجله، بل المنع من أجل إجراء "حبذا" مجرى المثل. ويجب في "ذا" أن يكون بلفظ الإفراد والتذكير "أيا كان" المخصوص: أي أي شيء كان، مذكرًا أو مؤنثًا، مفردًا أو مثنى أو مجموعًا "لا تعدل بذا" عن الإفراد والتذكير "فهو يضاهي المثلا" والأمثال لا تغير، فتقول: "حبذا زيدٌ"، و"حبذا الزيدان"، و"حبذا الزيدون"، و"حبذا هندٌ"، و"حبذا الهندان"، و"حبذا الهنداتُ"، ولا يجوز: حب ذان الزيدان، ولا حب هؤلاء الزيدون، ولا حب ذي هند، ولا حب تان الهندان، ولا حب أولاء الهندات. قال ابن كيسان: إنما لم يختلف "ذا" لأنه إشارة أبدًا إلى مذكر محذوف والتقدير في "حبذا هندٌ": حبذا حسنُ هندٍ، وكذا باقي الأمثلة، ورد بأنه دعوى بلا بينة. تنبيهات: الأول إنما يحتاج إلى الاعتذار عن عدم المطابقة على قول من جعل "ذا" فاعلًا، وأما على القول بالتركيب فلا. الثاني: لم يذكر هنا إعراب المخصوص بعد "حبذا"، وأجاز في التسهيل أن يكون مبتدأ والجملة قبله خبره، وأن يكون خبر مبتدأ واجب الحذف، وإنما لم يذكر ذلك هنا

_ = الإعراب: ألا: حرف استفتاح. حبذا: فعل ماض لإنشاء المدح، و"ذا": اسم إشارة في محل رفع فاعل. أهل: مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف. الملا: مضاف إليه مجرور. غير: حال منصوب. أنه: حرف مشبه بالفعل، و"الهاء": ضمير في محل نصب اسم "أن". إذا: ظرف زمان متعلق بجوابه. ذكرت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": للتأنيث. مي: نائب فاعل مرفوع. فلا: "الفاء": رابطة لجواب "إذا"، لا: حرف نفي. حبذا: فعل ماض جامد، و"ذا": اسم إشارة في محل رفع فاعل. هيا: مبتدأ مؤخر. وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر "أن". وجملة "ألا حبذا ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ذكرت": في محل جر بالإضافة. وجملة "لا حبذا": في محل رفع خبر مقدم. وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "أن": وما دخلت عليه في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "حبذا أهل الملا" و"لا حبذا هي" حيث نرى أنه إذا أراد المتكلم المدح أو الذم استعمل لفظة "حب" بعدها "ذا" أو "لا حبذا".

اكتفاء بتقديم الوجهين في مخصوص "نعم"، هذا على القول بأن "ذا" فاعل، وأما على القول بالتركيب فقد تقدم إعرابه. الثالث: يحذف المخصوص في هذا الباب للعلم به كما في باب "نعم"، كقوله "من الطويل": 764- ألا حبذا لولا الحياء وربما ... منحت الهوى ما ليس بالمتقارب أي: ألا حبذا ذكر هذه النساء لولا الحياء، وسأذكر ما يفارق فيه مخصوص "حبذا" مخصوص "نعم" آخرًا. ا. هـ. 495- وما سوى "ذا" أرفع بحب، أو فجر ... بالبا، ودون "ذا" انضمام الحا كثر "وما سوى ذا أرفع بحب أو فجر بالبا" نحو: "حب زيد رجلًا"، و"حب به رجلًا"

_ 764- التخريج: البيت لمرار "أو لمرداس" بن هماس في الدرر 5/ 223؛ وشرح شواهد المغني ص898؛ والمقاصد النحوية 4/ 24؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 98. المعنى: ليتني أستطيع ذكر الحبيبة، فحيائي يمنعني من ذلك، وقد أكون منحت حبي من لا يقربه مني. الإعراب: ألا: استفتاحية. حبذا: "حب": فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتحة الظاهرة، و"ذا": اسم إشارة في محل رفع فاعل والمخصوص بالمدح محذوف. لولا: حرف امتناع لوجود. الحياء: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وخبره محذوف. وربما: "الواو": حالية، "ربما": كافة ومكفوفة لا عمل لها. منحت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. الهوى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان. ليس: فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. بالمتقارب: "الباء": حرف جر زائد، "متقارب": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خير ليس. وجملة "ألا حبذا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "حبذا": في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ المخصوص بالمدح المحذوف. وجملة "لولا الحياء مع الجواب المحذوف": اعتراضية اعترضت بين صاحب الحال المخصوص بالمدح وجملة الحال "ربما منحت" وجملة "منحت": في محل نصب حال. وجملة "ليس بالمتقارب": صلة الموصول لا محل لها. "وجملة "الحياء": مع خبره المحذوف لا محل لها لأنها جملة الشرط غير الظرفي. والشاهد فيه: حذف المخصوص بالمدح بعد حبذا كما مر في الإعراب.

"ودون ذا انضمام الحا" من حب بالنقل من حركة العين "كثر" وينشد بالوجهين قوله "من الطويل": 765- "فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها" ... وحب بها مقتولة حين تقتل أما مع "ذا" فيجب فتح الحاء. تنبيهان: الأول: قال في شرح الكافية: وهذا التحويل مطرد في كل فعل مقصود به المدح. وقال في التسهيل: وكذا في كل فعل حلقي الفاء مرادًا به مدح وتعجب. الثاني: قوله: "كثر" لا يدل على أنه أكثر من الفتح. قال الشارح: وأكثر ما تجيء "حب" مع غير "ذا" مضمومة الحاء، وقد لا تضم حاؤها، كقوله "من الرجز": 766- فحبذا ربا وحب دينا ا. هـ.

_ 765- التخريج: البيت للأخطل في ديوانه ص263؛ وإصلاح المنطق ص35؛ وخزانة الأدب 9/ 427، 430، 431؛ والدرر 5/ 229؛ وشرح شواهد الشافية ص14؛ ولسان العرب 11/ 551 "قتل"، 15/ 227 "كفى"؛ والمقاصد النحوية 4/ 26؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص108؛ وسر صناعة الإعراب ص143؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 43، 77؛ وشرح عمدة الحافظ ص806؛ وشرح المفصل 7/ 129، 141، وهمع الهوامع 2/ 89. اللغة: اقتلوها: أي امزجوها بالماء لتضعف حدتها. المعنى: يدعو الشاعر السقاة بأن يضعفوا حدتها بمزجها بالماء لتطيب ويعذب طعمها. الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "اقتلوها": فعل أمر، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. "عنكم": جار ومجرور متعلقان بـ"أقتلوها". "بمزاجها": جار ومجرور متعلقان بـ"اقتلوها"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "وحب" الواو حرف عطف، "حب": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. "بها": الباء حرف جر زائد. و"ها": ضمير في محل رفع فاعل. "مقتولة": حال منصوب "حين" ظرف زمان منصوب متعلق بـ"حب". "تقتل": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". وجملة: "قلت" بحسب ما قبلها. وجملة "اقتلوها" في محل نصب مفعول به. وجملة "حب" معطوفة على سابقتها. وجملة: "تقتل" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "حب بها" حيث ورد فاعل "حب" غير "ذا". 766- التخريج: الرجز لعبد الله بن رواحة في ديوانه ص107؛ والدرر 5/ 221؛ ولسان العرب 14/ 67 "بدا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 28؛ ولبعض الأنصار في شرح عمدة الحافظ ص802؛ وهمع الهوامع 2/ 88، 89. =

خاتمة: يفارق مخصوص "حبذا" مخصوص "نعم" من أوجه: الأول: أن مخصوص "حبذا" لا يتقدم، بخلاف مخصوص "نعم"، وقد سبق بيانه. الثاني: أنه لا تعمل فيه النواسخ، بخلاف مخصوص "نعم". الثالث: أن إعرابه خبر مبتدأ محذوف أسهل منه في باب "نعم"؛ لأن ضعفه هناك نشأ من دخول نواسخ الابتداء عليه، وهي لا تدخل عليه هنا، قاله في شرح التسهيل. الرابع: أنه يجوز ذكر التمييز قبله وبعده، نحو: "حبذا رجلًا زيدٌ"، و"حبذا زيد رجلًا"، قال في شرح التسهيل: وكلاهما سهل يسير، واستعماله كثير، إلا أن تقديم التمييز أولى وأكثر، وذلك بخلاف المخصوص بـ"نعم"، فإن تأخير التمييز عنه نادر كما سبق. والله أعلم.

_ = الإعراب: فحبذا: "الفاء": بحسب ما قبلها، "حبذا": فعل ماض لإنشاء المدح، و"ذا": اسم إشارة في محل رفع فاعل. ربا: تمييز منصوب. وحب. "الواو": حرف عطف، و"حب": الواو: حرف عطف، و"حب": فعل ماض لإنشاء المدح، وفاعله ضمير مستتر عائد إلى "ذا" الإشارية المحذوفة. دينا: تمييز منصوب. الشاهد فيه قوله: "حبذا ربًّا" "حب دينا" حيث أتى بـ"ذا" فاعلًا لـ"حب" وقوله: "حب دينا" حيث حذفت "ذا" من الفعل "حب"، وفي هذه الحال يجوز فتح حاء "حب" أو ضمها. والضم أكثر شيوعًا.

أفعل التفضيل

أفعل التفضيل: وهو اسم، لدخول علامات الأسماء عليه، وهو ممتنع من الصرف، للزوم الوصفية ووزن الفعل، ولا ينصرف عن صيغة "أفعل"، إلا أن الهمزة حذفت في الأكثر من "خير" و"شر" لكثرة الاستعمال، وقد يعامل معاملتهما في ذلك "أحب"، كقوله "من البسيط": 767- "وزادني كلفًا بالحب أن منعت" ... وحب شيء إلى الإنسان ما منعا

_ 767- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص153؛ والأغاني 4/ 301؛ وتذكرة النحاة ص48؛ 604؛ والحماسة الشجرية 1/ 521؛ وشرح عمدة الحافظ ص770؛ والعقد الفريد 3/ 306؛ ولمجنون ليلى في ديوانه ص158؛ وبلا نسبة في الدرر 6/ 266؛ وعيون الأخبار 2/ 5؛ ولسان العرب 1/ 292 "حبب"؛ ونوادر أبي زيد ص27؛ وهمع الهوامع 2/ 166. اللغة: الكلف: الولوع. حب: أحب. المعنى: يقول: لقد منعتني وصالها فزادتني بذلك ولعًا. وإن أحب الأشياء إلى الإنسان ما منعه. الإعراب: وزادني: "الواو": بحسب ما قبلها، "زادني": فعل ماض، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. كلفًا: مفعول به ثان. بالحب: جار ومجرور متعلقان بـ"كلفًا". أن: حرف نصب ومصدري. منعت: فعل ماض، و"التاء" للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". وحب: "الواو": استئنافية، و"حب" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. شيء: مضاف إليه مجرور. إلى الإنسان: جار ومجرور متعلقان بـ"حب". ما: اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. منعًا: فعل ماض للمجهول ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو"، و"الألف": للإطلاق. وجملة "زادني": بحسب ما قبلها. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لـ"زادني". وجملة "حب شيء ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "منعًا": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "حب شيء" فأصله "أحبب" على وزن "أفعل" ولما اجتمع مثلان أولهما متحرك والثاني ساكن أدغم أحدهما بالآخر فصار "أحب". ولما كثر استعمال "أحب" خففوه بحذف الهمزة الأولى فصار "حب".

وقد يستعمل "خير" و"شر" على الأصل كقراءة بعضهم "من الكذابُ الأشرُّ"1، ونحو "من الرجز": 768- بلال خيرُ الناسِ وابن الأخير "شروط صوغه": 496- صغ من مصوغ منه للتعجب ... "أفعل" للتفضيل، وأب اللذ أبي "صغ من" كل "مصوغ منه للتعجب" اسمًا موازنًا "أفعل للتفضيل" قياسًا مطردًا، نحو: "هو أضرب، وأعلم، وأفضل"، كما يقال: ما أضربه وأعلمه وأفضله. "وأب" هنا "اللذأبي" هناك، لكونه لم يستكمل الشروط المذكورة ثمة. وشد بناؤه من وصف لا فعل له: كـ"هو أقمن به"، أي: أحق، و"ألص من شظاظ"2. هكذا قال الناظم وابن السراج، لكن حكى ابن القطاع: لصص بالفتح إذا استتر،

_ 1 القمر: 26. 768- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 265؛ وشرح التصريح 2/ 101؛ وشرح عمدة الحافظ ص770؛ وهمع الهوامع 2/ 166. الإعراب: بلال: مبتدأ مرفوع. خير: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الناس: مضاف إليه مجرور. وابن: "الواو": حرف عطف، و"ابن": معطوف على "خير" مرفوع، وهو مضاف. الأخير: مضاف إليه مجرور. الشاهد فيه قوله: "خير الناس" حيث جاء أفعل التفضيل على غير الوجه الي يأتي عليه نظراؤه، فالقياس هو "أفعل" إذ يجب أن يقال "أخير" غير أنه لكثرة استعماله خفف بحذف همزته الأولى فصار "خير". فهو شاذ في القياس، فصيح في الاستعمال. وقوله: "ابن الأخير" حيث جاء أفعل التفضيل على الوزن القياسي وهو "الأخير" غير أن شيوع استعماله بخلاف ذلك، فاعتبر استعماله القياسي شاذًّا. 2 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 180؛ وخزانة الأدب 2/ 210؛ والدرة الفاخرة 2/ 369؛ وكتاب الأمثال ص366؛ والمستقصى 1/ 328؛ ومجمع الأمثال 2/ 257 ويقال: "أسرق من شظاظ".

ومنه اللص، بتثليث اللام، وحكى غيره: لصصه "إذا أخذه بخفية، وما زاد على ثلاثة: كـ"هذا الكلام أخصر من غيره" وفي "أفعل" المذاهب الثلاثة، وسمع "هو أعطاهم للدراهم وأولاهم للمعروف"، و"هذا المكان أفقر من غيره"، ومن فعل المفعول كـ"هو أزهى من ديك"1، و"أشغل من ذات النحيين"2، و"أغنى بحاجتك"، وفيه ما تقدم عن التسهيل في فعلى التعجب. "وصل أفعل التفضيل بـ"من": 497- وما به إلى تعجب وصل ... لمانع، به إلى التفضيل صل "وما به إلى تعجب وصل لمانع" من "أشد" وما جرى مجراه "به إلى التفضيل صل" عند مانع صوغه من الفعل، لكن "أشد" ونحوه في التعجب فعل، وهنا اسم. ويُنصب هنا مصدر الفعل المتوصل إليه تمييزًا فتقول: "زيد أشد استخراجًا من عمرو، وأقوى بياضًا، وأفجع موتًا". 498- "وأفعل التفضيل صله أبدا ... -تقدير، أو لفظًا- بمن إن جردا" من "أل" والإضافة، جارة للمفضول، وقد اجتمعا في {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ

_ 1 هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في الألفاظ الكتابية ص135والدرة الفاخرة 1/ 213؛ وزهر الأكم 3/ 146؛ ومجمع الأمثال 1/ 327؛ والمستقصى 1/ 151. 2 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في ثمار القلوب ص235، 293؛ وجمهرة الأمثال 1/ 564؛ 2/ 322؛ والدرة الفاخرة 1/ 260؛ 2/ 405؛ وزهر الأكم 3/ 232؛ والفاخر ص86؛ وكتاب الأمثال ص374؛ ولسان العرب 15/ 312 "نحا"؛ والمرصع ص298؛ والمستقصى 1/ 196؛ ومحمع الأمثال 1/ 258، 376، 388؛ والوسيط في الأمثال ص44. وذات النحيين امرأة من بني تيم الله بن ثعلبة، كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خوات بن جبير الأنصاري، وساومها فحلت نحيا "زقا"، فنظر إليه ثم قال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره. فقالت: حل نحيا آخر، ففعل، فنظر إليه فقال: أريد غير هذا فأمسكيه، ففعلت، فلما شغل يديها ساورها، فلم تقدر على دفعه لأنها كانت ممسكة بفم النحيين، ولما قضى ما أراد هرب.

نَفَرًا} 1، أي: منك، أما المضاف والمقرون بـ"أل" فيمتنع وصلهما بـ"من". تنبيهات: الأول: اختلف في معنى "من" هذه: فذهب المبرد ومن وافقه إلى أنها لابتداء الغاية، وإليه ذهب سيبويه، لكن أشار إلى أنها تفيد مع ذلك معنى التبعيض فقال في "هو أفضل من زيد": فضله على بعض ولم يعم، وذهب في شرح التسهيل إلى أنها بمعنى المجاوزة، وكأن القائل: "زيد أفضل من عمرو" قال: جاوز زيد عمرًا في الفضل، قال: ولو كان الابتداء مقصودًا لجاز أن يقع بعدها "إلى"، قال: ويبطل كونها للتبعيض أمران: أحدهما: عدم صلاحية "بعض" موضعها، والآخر: كون المجرور بها عامًّا، نحو: الله أعظم من كل عظيم. والظاهر -كما قال المرادي- ما ذهب إليه المبرد، وما رد به الناظم ليس بلازم؛ لأن الانتهاء قد يترك الإخبار به، لكونه لا يعلم، أو لكونه لا يُقصد الإخبار به، ويكون ذلك أبلغ في التفضيل؛ إذ لا يقف السامع على محل الانتهاء. الثاني: أكثر ما تحذف "من" ومجرورها إذا كان "أفعل" خبرًا كالآية، ويقل إذا كان حالًا، كقوله "من الطويل": 769- دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا ... "فظل فؤادي من هواك مضللا"

_ 1 الكهف: 34. 769- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 103؛ وشرح ابن عقيل ص436؛ والمقاصد النحوية 4/ 50. شرح المفردات: دنوت: اقتربت. خلناك: حسبناك. المضلل: الضائع. المعنى: يقول: لقد اقتربت، وكنت في ظني بدرًا، فإذا بك أجمل منه، فسيطر هواك على فؤادي، ولم يعد يهتدي إلى صوابه. الإعراب: "دنوت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "وقد": الواو حالية، و"قد": حرف تحقيق. "خلناك" فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به "كالبدر": جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول ثان لـ"خال". "أجملا" حال منصوب، والألف للإطلاق. "فظل": الفاء حرف عطف، "ظل": فعل ماض ناقص. "فؤادي": اسم "ظل" مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "في هواك": جار ومجرور متعلقان بـ"مضلل"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "مضللًا": خبر "ظل" منصوب. =

أي دنوت أجمل من البدر. أو صفة، كقوله "من الرجز": 770- تروحي أجدر أن تقيلي ... غدًا بجنبي بارد ظليل أي: تروحي وأتى مكانًا أجدر من غيره بأن تقيلي فيه. الثالث: قوله "صله" يقتضي أنه لا يفصل بين "أفعل" وبين "من"، وليس على إطلاقه، بل يجوز الفصل بينهما بمعمول "أفعل"؛ وقد فصل بينهما بـ"لو" وما اتصل بها، كقوله "من الكامل": 771- ولفوك أطيب لو بذلت لنا ... من ماء موهبة على خمر

_ = وجملة: "دنوت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وقد خلناك" في محل نصب حال. وجملة "ظل هواك" معطوفة على جملة "دنوت" فهي مثلها. الشاهد فيه قوله: "أجملا" يريد: أجمل فيه فحذف "من" من المفعول عليه. 770- التخريج: الرجز لأحيحة بن الجلاح في شرح التصريح 2/ 103؛ والمقاصد النحوية 4/ 36؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 57. شرح المفردات: تروحي: ارتفعي. أجدر: أحق. أن تقيلي: أن تنامي في القيلولة. المعنى: يخاطب الشاعر النخيل بقوله: تطاولي وارتفعي في العلاء، في مكان أجدر من غيره بأن تقيلي فيه لأنه مكان لائق بك، ذو ماء وظل. الإعراب: "تروحي": فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. "أجدر" نعت لمحذوف تقديره: "واتخذي مكانًا أجدر" مثلًا. "أن": حرف مصدرية ونصب. "تقيلي": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف جر محذوف، والتقدير: "أجدر بقيلولتك" والجار والمجرور متعلقان باسم التفضيل "أجدر". "غدًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"تقيلي". "بجنبي": جار ومجرور متعلقان بـ"تقيلي" وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة، وهو مضاف. "بارد": مضاف إليه مجرور. "ظليل": نعت "بارد" مجرور. وجملة: "تروحي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تقيلي" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن تقيلي" في تأويل مصدر مجرور بحرف الجر المحذوف. الشاهد فيه قوله: "أجدر أن تقيلي" حيث حذف "من" الجارة للمفضول عليه مع مجرورها، وأصل الكلام: "تروحي واتخذ مكانًا أجدر من غيره بأن تقيلي فيه". 771- التخريج: البيت بلا نسبة في الاشتقاق ص374؛ وجمهرة اللغة ص383؛ والدرر 5/ 297؛ =

ولا يجوز بغير ذلك. الرابع: إذا بُني أفعل التفضيل مما يتعدى بـ"من" جاز الجمع بينها وبين "من" الداخلة على المفضول؛ مقدمة أو مؤخرة، نحو: "زيد أقرب من عمرو من كل خير"؛ و"أقرب من كل خير من عمرو". الخامس: قد تقدم أن المضاف والمقرون بـ"أل" يمتنع اقترانهما بـ"من" المذكورة، فأما قوله "من المنسرح": 772- نحن بغرس الودي أعلمنا ... منا بركض الجياد في السدف

_ = وشرح عمدة الحافظ ص764؛ ولسان العرب 1/ 804 "وهب"؛ والمقاصد النحوية 4/ 54؛ وهمع الهوامع 4/ 54. اللغة: فوك: فمك. أطيب: أعذب. بذلت: قدمت. الموهبة: غدير فيه ماء، أو النقرة في الصخرة. المعنى: يقول: إن ماء فمها لأطيب وأشهى من ماء نقرة في جبل، وقد مزج بالخمر، لو بذلته لنا لشفتنا من سقام الحب وآلامه. الإعراب: ولفوك: "الواو": حرف جر وقسم؛ والمقسم به محذوف تقديره: "والله"، والجار والمجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف، و"اللام": واقعة في جواب القسم، و"فوك": مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أطيب: خبر المبتدأ مرفوع. لو: شرطية غير جازمة. بذلت فعل ماض، و"التاء" ضمير في محل رفع فاعل. لنا: جار ومجرور متعلقان بـ"أطيب"، وهو مضاف. موهبة: مضاف إليه مجرور. على خمر: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "ماء". وجملة القسم ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لفوك": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وجملة "لو بذلت لنا": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أطيب من ماء موهبة" حيث فصل بين أفعل التفضيل "أطيب" ومفضوله "من" الجارة بـ"لو" الشرطية وفعلها وجوابها، وذلك للضرورة عند بعضهم، وجائز عند بعضهم الآخر. 772- التخريج: البيت لقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص236؛ ولسعد القرقرة في فصل المقال ص210، 211؛ ولسان العرب 9/ 147 "سدف"؛ ولسعد أو لقيس بن الخطيم في شرح شواهد المغني 2/ 845؛ والمقاصد النحوية 4/ 55؛ وللأنصاري في لسان العرب 15/ 386 "ودي"؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 219. اللغة: الودي: صغار النخل. السدف: اختلاط الضوء بالظلمة. المعنى: يقول: نحن بغرس الودي أعلم من ركض الجياد وقت اختلاط الظلمة بالنور. الإعراب: نحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بغرس: جار ومجرور متعلقان بـ"أعلمنا"، وهو =

وقوله "من السريع": 773- ولست بالأكثر منهم حصى ... "وإنما العزة للكاثر" فمؤولان. 499- وإن لمنكور يضف، أو جردا ... ألزم تذكيرًا، وأن يوحدا "وإن لمنكور يضف" أفعل التفضيل "أو جردا" من "أل" والإضافة "ألزم تذكيرًا وأن

_ = مضاف. الودي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أعلمنا: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. منا: جار ومجرور متعلقان بـ"أعلمنا" بركض: جار ومجرور متعلقان بـ"أعلمنا"، وهو مضاف. الجياد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. في السدف: جار ومجرور متعلقان بـ"ركض". وجملة "نحن بغرس ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أعلمنا منا" حيث أضيف أفعل التفضيل إلى ضمير المتكلم، وجاءت بعده "من" الجارة للمفضول المتعلقة بأفعل التفضيل، وهذا شاذ. 773- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص193؛ والاشتقاق ص65؛ وأوضح المسالك 3/ 295؛ وخزانة الأدب 1/ 185، 3/ 400؛ والخصائص 1/ 185، 3/ 236؛ وشرح التصريح 2/ 104؛ وشرح المفصل 6/ 100، 103؛ ومغني اللبيب 2/ 572؛ والمقاصد النحوية 4/ 38. شرح المفردات: الحصى: هنا العدد والأنصار. العزة: الغلبة. الكاثر: الكثير العدد. المعنى: يقول هاجيًا علقمة بن علاثة: فيم تزعم أنك أعز من عامر، ولست بأكثر منهم عددًا، وإنما العزة لصاحب الكثرة؛ لأن الجاهليين كانوا يعتبرون أن الكثرة العددية هي مقياس للتفاخر لما تثير في نفوس الأعداء من خوف ورعب، وفي نفوس أصحابها الشعور بالقوة والمنعة. الإعراب: "ولست": الواو بحسب ما قبلها: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ليس". "بالأكثر": الباء حرف جر زائدة، "الأكثر": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس". "منهم": جار ومجرور متعلقان بـ"الأكثر". "حصى": تمييز منصوب. "وإنما": الواو حرف عطف، "إنما": أداة حصر. "العزة": مبتدأ مرفوع. "للكاثر": جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. وجملة: "لست بالأكثر ... " بحسب ما قبلها وجملة" إنما العزة للكاثر" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بالأكثر منهم" حيث جمع بين "أل" الداخلة على أفعل التفضيل "الأكثر" و"من" الداخلة على المفضول عليه فغاير بذلك القاعدة التي تقضي بأن تأتي "من" مع أفعل تفضيل نكرة، لذلك قيل: إن "من" متعلقة بأفعل تفضيل نكرة محذوف تقديره: "ولست بالأكثر أكثر منهم"، أو يجب اعتبار "أل" زائدة.

يوحدا" فتقول: "زيد أفضلُ رجلٍ، وأفضلُ من عمرو" و"هندٌ أفضلُ امرأةٍ"، وأفضلُ من دعدٍ"، و"الزيدان أفضلُ رجلين، وأفضلُ من بكر" و"الزيدون أفضلُ رجالٍ، وأفضلُ من خالدٍ"، و"الهندان أفضلُ امرأتين، وأفضلُ من دعدٍ"، و"الهنداتُ أفضلُ نسوةٍ، وأفضلُ من دعدٍ" ولا تجوز المطابقة، ومن ثم قيل في "أُخَر": إنه معدول عن "آخر" وفي قول ابن هاني "من البسيط": 774- كأن صغرى وكبرى من فقاقعها ... "حصباء در على أرض من الذهب" إنه لحن. تنبيه: يجب في هذا النوع مطابقة المضاف إليه الموصوف، كما رأيت، وأما {وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} 1 فتقديره: أول فريق كافر به. 500- وتلو "أل" طبق، وما لمعرفة ... أضيف ذو وجهين عن ذي معرفة 501- لهذا إذا نويت معنى "من"، وإن ... لم تنو فهو طبق ما به قرن

_ 774- التخريج: البيت لأبي نواس في ديوانه ص34؛ وخزانة الأدب 8/ 277؛ 315، 318؛ وشرح المفصل 6/ 102؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 380. اللغة: شرح المفردات: فقاقعها: ما يعلو الماء أو غيره من النفاخات، ويروى: "فواقعها". الحصباء: الحجارة الصغيرة. المعنى: يقول: إن الفقاقيع التي علت الكأس شبيهة بالحجارة الصغيرة من الدر منثورة على أرض ذهبية اللون. الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. صغرى: اسم "كأن" منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وكبرى: الواو: حرف عطف، "كبرى": معطوف على "صغرى" منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. من: حرف جر. فقاقعها: اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. حصباء: خبر "كأن" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. در: مضاف إليه مجرور بالكسرة. على: حرف جر. أرض: اسم مجرور بالكسرة؛ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من خبر "كأن". من: حرف جر. الذهب: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"أرض". التمثيل به في قوله: "صغرى وكبرى" حيث جاء أفعل التفضيل مجردًا من "أل"، والإضافة ومؤنثًا، وكان حقه أن يأتي مذكرًا مفردًا مهما كان أمر الموصوف به، لذلك لحن النحاة أبا نواس في هذا القول، وقيل: إن الشاعر لم يرد معنى التفضيل، وإنما أراد معنى الصفة المشبهة. 1 البقرة: 41.

"وتلو أل طبق" لما قبله من مبتدأ أو موصوف، نحو: "زيد الأفضل"، و"هند الفضلي"، و"الزيدان الأفضلان"، و"الزيدون الأفضلون"، و"الهندان الفضليان"؛ و"الهندات الفضليات، أو الفُضل"، وكذلك "مرت بزيد الأفضل، وبهند الفضلى"، إلى آخره. ولا يؤتى معه بـ"من" كما سبق. "وما لمعرفة أضيف ذو وجهين" منقولين "عن ذي معرفة" هما المطابقة وعدمها "هذا إذا نويت" بأفعل "معنى من" أي: التفضيل على ما أضيف إليه وحده، فتقول على المطابقة: "الزيدان أفضلا القوم"، و"الزيدون أفضلو القوم وأفاضل القوم"، و"هند فضلى النساء"، و"الهندان فضليا النساء"، و"الهندات فُضَّل النساء وفضليات النساء". ومنه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا} 1 وعلى عدم المطابقة: "الزيدان أفضل القوم"، و"الزيدون أفضل القوم"، وهكذا إلى آخره. ومنه: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاس} 2 وهذا هو الغالب، وابن السراج يوجبه، فإن قدر "أكابر" مفعولًا ثانيًا، و"مجرميها" مفعولًا أول لزمه المطابقة في المجرد، وقد اجتمع الاستعمالان في قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا اخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني منازل يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقًا". "وإن لم تنوِ" بأفعل معنى من، بأن لم تنوِ به المفاضلة أصلًا، أو تنويها لا على المضاف إليه وحده، بل عليه وعلى كل ما سواه "فهو طبق ما به قرن" وجهًا واحدًا، كقولهم: "الناقص والأشج3 أعدلًا بني مروان" أي: عادلاهم، ونحو: "محمد صلى الله عليه وسلم أفضل قريش"، أي: أفضل الناس من بين قريش. وإضافة هذين النوعين لمجرد التخصيص، ولذلك جازت إضافة أفعل فيهما إلى ما ليس هو بعضه، بخلاف المنوي فيه معنى "من"، فإنه لا يكون إلا بعض ما أضيف إليه، فلذلك يجوز "يوسف أحسن إخوته" إن قصد الأحسن من بينهم، أو قصد حسنهم، ويمتنع إن قصد أحسن منهم.

_ 1 الأنعام: 123. 2 البقرة: 96. 3 الناقص والأشج: عبد الملك بن مروان؛ وعمر بن عبد العزيز.

"ورود أفعل التفضيل عاريًا من معنى التفضيل": تنبيه: يرد أفعل التفضيل عاريًا عن معنى التفضيل نحو: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُم} 1، {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه} 2، وقوله "من الطويل": وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم، إذا أجشع القوم أعجل3 وقوله: "من الطويل": 775- إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتًا دعائمه أعز وأطول وقوله "من الوافر": 776- "أتهجوه ولست له بكفء" ... فشركما لخيركما الفداء

_ 1 الإسراء:54. 2 الروم: 27. 3 تقدم بالرقم 217. 775- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 20/ 155؛ والأشباه والنظائر 6/ 50؛ وخزانة الأدب 6/ 539، 8/ 242، 243، 276، 278؛ وشرح المفصل 6/ 97، 99؛ والصاحبي في فقه اللغة ص257؛ ولسان العرب 5/ 127 "كبر"، 5 374 "عزز"؛ والمقاصد النحوية 4/ 42. اللغة: سمك. المعنى: يقول: إن الله بنى لهم بيتًا عزيزًا طويل الدعائم. الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "الذي": اسم موصول في محل نصب اسم "إن". "سمك" فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "السماء": مفعول به منصوب. "بنى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "لنا": جار ومجرور متعلقان بـ"بنى". "بيتًا": مفعول به. "دعائمه": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "أعز": خبر المبتدأ مرفوع. "وأطول": الواو حرف عطف، "أطول": معطوف على "أعز" مرفوع. وجملة: "إن الذي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سمك" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بنى" في محل رفع خبر "إن" وجملة: "دعائمه أعز" في محل نصب نعت "بيتًا". الشاهد فيه قوله: "أعز وأطول" حيث استخدم الشاعر صيغتي التفضيل من غير التفضيل، ولو فعل لاعترف بأن لمهجوه بيتًا عزيز الجانب، وهذا ما لا يريده. 776- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص76؛ وخزانة الأدب 9/ 232، 236، 237؛ ولسان العرب 3/ 420 "ندد"، 6/ 316 "عرش". =

وقاسه المبرد، وقال في التسهيل: والأصح قصره على السماع، وحكى ابن الأنباري عن أبي عبيدة القول بورود أفعل التفضيل مؤولًا بما لا تفضيل فيه، قال: ولم يسلم له النحويون هذا الاختيار، وقالوا: لا يخلو أفعل التفضيل من التفضيل، وتأولوا من استدل به. قال في شرح التسهيل: والذي سمع منه، فالمشهور فيه التزام الإفراد والتذكير، وقد يجمع إذا كان ما هو له جمعًا، كقوله "من الطويل": 777- إذا غاب عنكم أسود العين كنتم ... كرامًا وأنتم ما أقام ألائم

_ = المعنى: يقول مخاطبًا أبا سفيان بن الحارث: أتهجو الرسول "صلى الله عليه وسلم" وما أنت بكفء له، ويدعو عليه بأن يجعل الذي هو شر منهما فداء للذي هو خير منهما "أي فداء للرسول "صلى الله عليه وسلم". الإعراب: أتهجوه: "الهمزة": للاستفهام، "تهجوه": فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". ولست: "الواو": حالية، و"لست": فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "ليس" له: جار ومجرور متعلقان بـ"كفء". بكفء: "الباء" حرف جر زائد، و"كفء": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر "ليس". فشركما: "الفاء": حرف استئناف، و"شركما": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"كما": ضمير في محل جر بالإضافة. لخيركما: جار ومجرور متعلقان بـ"فداء" وهو مضاف، و"كما": ضمير في محل جر بالإضافة. الفداء: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "أتهجوه": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لست له بكفء": في محل نصب حال. وجملة "شركما لخيركما الفداء": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "شركما لخيركما" فإن كلا منهما أفعل تفضيل، وقد جاء عاريًا من معنى التفضيل، وهذا جائز. وقيل إنهما ليسا أفعل تفضيل، بل هما على وزن "فَعْل". 777- التخريج: البيت للفرزدق في شرح التصريح 2/ 102؛ وشرح شواهد المغني 2/ 799؛ والمقاصد النحوية 4/ 57، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أمالي القالي 1/ 171، 2/ 47؛ وجمهرة اللغة ص650؛ وخزانة الأدب 8/ 277؛ وسمط الآلي ص430؛ ولسان العرب 12/ 381 "عتم"؛ ومعجم البلدان 1/ 193 "أسود العين". اللغة: أسود العين: اسم جبل. ألائم: ج ألأم بمعنى لئيم، وهو الدنيء الأصل الشحيح. المعنى: لا يمكن أن تكونوا بين الكرام حتى يزول هذا الجبل من مكانه، فأنتم والبخل صنوان على مر الزمان. الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب. غاب: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. عنكم: جار ومجرور متعلقان بالفعل غاب. أسود: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. العين: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. كنتم: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها، والميم علامة =

قال: وإذا صح جمعه لتجرده من معنى التفضيل جاز أن يؤنث، فيكون قول ابن هانئ: كأن صغرى وكبرى من فقاقعها1 صحيحًا. ا. هـ. 502- وإن تكن بتلو "من" مسفهمًا ... فلهما كن أبدًا مقدما 503- كمثل "ممن أنت خير؟ " ولدى ... إخبار التقديم نزرًا وردا "وإن تكن بتلو من" الجارة "مستفهمًا فلهما" أي: لمن ومجرورها المستفهم به "كن أبدًا مقدما على أفعل التفضيل، لا على جملة الكلام كما فعل المصنف؛ إذ يلزم على تمثيله الفصل بين العامل ومعموله بأجنبي، ولا قائل به "كمثل: ممن أنت خير؟ " و"من أيهم أنت أفضل؟ " و"من كم دراهمك أكثر؟ " و"من غلام أيهم أنت أفضل؟ " لأن الاستفهام له الصدر. "ولدى إخبار" أي: وعند عدم الاستفهام "التقديم نزرًا وجدا" كقوله "من الطويل": 778- فقالت لنا: أهلًا وسهلًا، وزودت ... جنى النخل، بل ما زودت منه أطيب

_ = جمع الذكور. كرامًا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. وأنتم: "الواو": استئنافية، "أنتم": ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. ما أقام: "ما" مصدرية زمانية، "أقام": فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. ألاثم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "غاب": في محل جر بالإضافة. وجملة "كنتم كرامًا": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "أنتم ألائم": استئنافية لا محل لها. وجملة "أقام": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. والمصدر المؤول من "ما أقام" في محل نصب على الظرفية الزمانية، متعلق بـ"ألائم". والشاهد فيه قوله أن: "ألائم" لم يقصد به المفاضلة، بل الصفة المشبهة. 1 تقديم بالرقم 774. 778- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ص32 "طبعة الصاوي"؛ وخزانة الأدب 8/ 269؛ والدرر 5/ 296؛ وشرح المفصل 2/ 60؛ والمقاصد النحوية 4/ 43؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 294، 295؛ وتذكرة النحاة ص47؛ وشرح عمدة الحافظ ص766؛ وهمع الهوامع 2/ 104. الإعراب: "فقالت": الفاء بحسب ما قبلها، "قالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير =

وقوله "من الكامل": 779- ولا عيب فيها غير أن سريعها ... قطوف، وأن لا شيء منهن أكسل وقوله "من الطويل": 780- إذا سايرت اسماء يومًا ظعينة ... فاسماء من تلك الظعينة أملح

_ = مستتر تقديره: "هي". "لنا": جار ومجرور متعلقان بـ"قالت" "أهلًا": مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أتيتم". "وسهلًا": الواو حرف عطف، "سهلًا": مفعول به لفعل محذوف تقديره: "نزلتم". "وزودت": الواو حرف عطف، "زودت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "جنى": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "النحل": مضاف إليه مجرور. "بل": حرف استئناف وإضراب. "ما": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. "زودت" فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "منه": جار ومجرور متعلقان بـ"أطيب". "أطيب": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "قالت" بحسب ما قبلها. وجملة "أتيتم أهلًا" في محل نصب مفعول به. وجملة: "نزلتم سهلًا" معطوفة على سابقتها. وجملة: "زودت" الأولى معطوفة على "قالت". وجملة: "زودت" الثانية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما زودت أطيب" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "منه أطيب" حيث قدم الجار والمجرور "منه" على أفعل التفضيل المتعلق به، وهذا شاذ لأن المجرور ليس اسم استفهام ولا مضافًا إلى اسم استفهام. 779- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1600؛ وتذكرة النحاة ص47؛ وشرح عمدة الحافظ ص765؛ والمقاصد النحوية 4/ 44. اللغة: القطوف: البطيئة. الإعراب: "ولا": الواو بحسب ما قبلها، "لا": النافية للجنس. "عيب": اسم "لا". "فيها": جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. "غير": مستثنى منصوب. "أن": حرف مشبه بالفعل. "سريعها": اسم "أن" منصوب، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "قطوف": خبر "أن" مرفوع. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "وأن": للواو حرف عطف، "أن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. "لا": النافية للجنس. "شيء": اسم "لا". "منهن": جار ومجرور متعلقان بـ"أكسل". "أكسل": خبر "لا" مرفوع. وجملة: "لا عيب فيها" بحسب ما قبلها. وجملة: "لا شيء أكسل" في محل رفع خبر "أن" المخففة. الشاهد فيه قوله: "منهن أكسل" حيث قدم الجار والمجرور على أفعل التفضيل المتعلق به وهذا شاذ لأن المجرور ليس استفهامًا أو مضافًا إلى استفهام. 780- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص835؛ وتذكرة النحاة ص47؛ وشرح التصريح 2/ 103؛ وشرح عمدة الحافظ ص766؛ والمقاصد النحوية 4/ 52؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص469. =

"مسألة الكحل": 504- ورفعه الظاهر نزر، ومتى ... عاقب فعلًا فكثيرًا ثبتا 505- كلن ترى في الناس من رفيق ... أولى به الفضل من الصديق "ورفعه الظاهر نزر" أي: أفعل التفضيل يرفع الضمير المستتر في كل لغة، ولا يرفع اسمًا ظاهرًا ولا ضميرًا بارزًا إلا قليلًا، حكى سيبويه: "مررت برجل أكرم منه أبوه"، وذلك لأنه ضعيف الشبه باسم الفاعل، من قبل أنه في حال تجريده لا يؤنث ولا يُثنى ولا يُجمع، وهذا إذا لم يعاقب فعلًا، أي: لم يحسن أن يقع موقعه فعل بمعناه "ومتى عاقب فعلًا فكثيرًا" رفعه الظاهر "ثبتًا" وذلك إذا سبقه نفي، وكان مرفوعه أجنبيًّا، مفصلًا على نفسه باعتبارين نحو: "ما رأيت رجلًا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد"، فإنه يجوز أن يقال: ما رأيت رجلًا يحسن في عينه الكحل كحسنه في عين زيد؛ لأن أفعل التفضيل إنما قصر عن رفع الظاهر لأنه ليس له فعل بمعناه، وفي هذا المثال يصح أن يقع موقعه فعل بمعناه، كما رأيت، وأيضًا فلو لم يجعل المرفوع فاعلًا لوجب كونه مبتدأ، فيلزم الفصل بين أفعل و"من" بأجنبي. والأصل أن يقع هذا الظاهر بين ضميرين: أولهما للموصوف، وثانيهما للظاهر، كما رأيت، وقد يحذف الضمير الثاني وتدخل "من": إما على الاسم الظاهر، أو على محله، أو على ذي المحل، فتقول: "من كحل عين زيد" أو "من عين زيد"، أو "من زيد" فتحذف

_ = شرح المفردات: سايرت: رافقت. الظعينة: المرأة المرتحلة في الهودج. المعنى: يقول: إذا رافقت أسماء يومًا صاحباتها في الهوادج ظهرحسنها وتفوقها عليهن في الملاحة. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "سايرت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "أسماء": فاعل مرفوع. "يومًا": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"سايرت". "ظعينة": مفعول به. "فأسماء": الفاء رابطة جواب الشرط، "أسماء": مبتدأ مرفوع. "من تلك": جار ومجرور متعلقان بـ"أملح". "الظعينة": بدل من "تلك" مجرور. "أملح": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "إذا سايرت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "سايرت ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "أسماء أملح" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد فيه قوله: "من تلك الظعينة أملح" حيث قدم الجار والمجرور "من تلك" على أفعل التفضيل "أملح" في غير الاستفهام، وهذا شاذ.

مضافًا أو مضافين، وقد لا يؤتى بعد المرفوع بشيء، نحو: "ما رأيت كعين زيد أحسن فيها الكحل"، وقالوا: "ما أحد أحسن به الجميل من زيد" والأصل: ما أحد أحسن به الجميل من حسن الجميل بزيد، ثم أضيف "الجميل" إلى "زيد" لملابسته إياه، ثم حذف المضاف الأول، ثم الثاني، ومثله قوله عليه الصلاة والسلام: "ما من أيام أحب إلى الله فيها الصوم من أيام العشر"، والأصل: من محبة الصوم في أيام العشر، ثم من محبة صوم أيام العشر، ثم من صوم أيام العشر، ثم من أيام العشر، وقول الناظم: "كلن ترى في الناس من رفيق ... أولى به الفضل من الصديق" والأصل: من ولاية الفضل بالصديق، ففعل به ما ذكر. تنبيهات: الأول: إنما امتنع نحو: "رأيت رجلًا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد"، ونحو: "ما رأيت رجلًا أحسن منه أبوه"، وإن كان أفعل فيهما يصح وقوع الفعل موقعه لأن المعتبر في اطراد رفع أفعل التفضيل الظاهر جواز أن يقع موقعه الفعل الذي بُني منه مفيدًا فائدته، وهو في هذين المثالين ليس كذلك، ألا ترى أنك لو قلت: "رأيت رجلًا يحسن في عينه الكحل كحسنه في عين زيد"، أو "يحسن في عينه الكحل كحلًا في عين زيد" بمعنى يفوقه في الحسن، فاتت الدلالة على التفضيل في الأول وعلى الغريزة في الثاني، وكذا القول في "ما رأيت رجلًا يحسن أبوه كحسنه" إذا أتيت في موضع أحسن بمضارع حسن حيث تفوت الدلالة على التفضيل، أو قلت: "ما رأيت رجلًا يحسنه أبوه"، فأتيت موضع أحسن بمضارع حسنه إذا فاقه في الحسن حيث تغير الفعل الذي بُني منه أحسن، ففاتت الدلالة على الغريزة المستفادة من أفعل التفضيل، ولو رُمْت أن توقع الفعل موقع أحسن على غير هذين الوجهين لم تستطع. الثاني: قال في شرح التسهيل: لم يرد هذا الكلام المتضمن ارتفاع الظاهر بأفعل إلا بعد نفي، ولا بأس باستعماله بعد نهي أو استفهام فيه معنى النفي، كقوله: لا يكن غيرك أحب إليه الخير منه إليك، وهل في الناس رجل أحق به الحمد منه بمحسن لا يمن. الثالث: قال في شرح الكافية: أجمعوا على أنه لا ينصب المفعول به، فإن وجد ما يوهم جواز ذلك جعل نصبه بفعل مقدر يفسره أفعل، نحو: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} 1 فحيث هنا مفعول به لا مفعول فيه، وهو في موضع نصب بفعل مقدر يدل عليه

_ 1 الأنعام: 124.

أعلم، ومنه قوله "من الطويل": 781- "أكر وأحمى للحقيقة منهم" ... وأضرب منا بالسيوفِ القوانسَا وأجاز بعضهم أن يكون أفعل هو العامل لتجرده عن معنى التفضيل. ا. هـ. "خاتمة في تعدية أفعل التفضيل بحروف الجر": قال في شرح الكافية: وجملة القول في ذلك أن أفعل التفضيل إذا كان من متعد بنفسه دال على حب أو بغض عدي بالام إلى ما هو مفعول في المعنى، وبـ"إلى" إلى ما هو فاعل في المعنى، نحو: "المؤمن أحب لله من نفسه، وهو أحب إلى الله من غيره"، وإن كان من متعد بنفسه دال على علم عدي بالباء، نحو: "زيد أعرف بي، وأنا أدرى به"، وإن كان من متعد بنفسه غير ما تقدم عدي باللام؛ نحو: "هو أطلب للثأر، وأنفع للجار"، وإن كان من متعد بحرف جر عدي به، لا بغيره، نحو: "هو أزهد في الدنيا، وأسرع إلى الخير، وأبعد من الإثم، وأحرص على الحمد، وأجدر بالحلم، وأحيد عن الخنا".

_ 781- التخريج: البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص69؛ والأصمعيات ص205؛ وحماسة البحتري ص48؛ وخزانة الأدب 8/ 319، 321؛ وشرح التصريح 1/ 339؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص441، 1700؛ ولسان العرب 6/ 184 "قنس"؛ ونوادر أبي زيد ص59؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 344، 4/ 79؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 460. اللغة: قوانس: ج قونس، مقدمة الرأس. المعنى: لم أر أكثر منهم حماية للحقيقة، ولم أر مثل كرمهم ولكن كنا أفضل منهم بضربنا مقدمات الرءوس بسيوفنا. الإعراب: أكر: صفة لـ"حيا" من البيت السابق في القصيدة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة. وأحمى: "الواو": عاطفة، "أحمى": اسم معطوف على أكر منصوب مثله بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. للحقيقة: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أحمى. منهم: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أحمى و"الواو": للإشباع، و"الميم": للجماعة. وأضرب: "الواو": عاطفة، "أضرب": مفعول به لفعل محذوف. منا: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أضرب. بالسيوف: جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل أضرب. القوانسا: مفعول به لفعل محذوف منصوب بالفتحة الظاهرة والألف للإطلاق. وجملة "لم أر أضرب": معطوفة على جملة سابقة. وجملة "القوانسا": مع الفعل المحذوف في محل نصب حال من "نا" في "منا". والشاهد فيه قوله: القوانسا فقد نصبه بفعل محذوف مقدر، لا باسم التفضيل "أضرب".

ولفعل التعجب من هذا الاستعمال ما لأفعل، نحو: "ما أحب المؤمن لله، وما أحبه إلى الله، وما أعرفه بنفسه، وأقطعه للعوائق، وأغضه لطرفه، وأزهده في الدنيا، وأسرعه إلى الخير، وأحرصه عليه، وأجدره به". ا. هـ. وقد سبق بعض ذلك في بابه، والله تعالى أعلم.

النعت

النعت: 506- "يتبع في الإعراب الأسماء الأُوَل ... نعت وتوكيد وعطف وبدل" وتسمى لأجل ذلك التوابع. فالتابع هو: المشارك لما قبله في إعرابه الحاصل والمتجدد غير خبر. فخرج بالحاصل والمتجدد خبر المبتدأ، والمفعول الثاني، وحال المنصوب، وبغير خبر "حامض" من قولك: "هذا حلو حامض". تنبيهات: الأول: سيأتي أن التوكيد والبدل وعطف النسق تتبع غير الاسم، وإنما خص الأسماء بالذكر لكونها الأصل في ذلك. الثاني: في قوله: "الأُوَل" إشارة إلى منع تقديم التابع على متبوعه، وأجاز صاحب البديع تقديم الصفة على الموصوف إذا كان لاثنين أو جماعة، وقد تقدم أحد الموصفين، فتقول: "قام زيد العاقلان وعمرو"؛ ومنه قوله "من الطويل": 782- ولست مقرًّا للرجال ظلامةً ... أبى ذاك عمي الأكرمان وخاليا

_ 782- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 17؛ والمقاصد النحوية 4/ 73؛ وهمع الهوامع 2/ 12. اللغة: ظلامة: المبالغة في الظلم. أبى: رفض عن عزة وكبرياء. =

وأجاز الكوفيون تقديم المعطوف بشروط تذكر في موضعها. الثالث: اختُلف في العامل في التابع فذهب الجمهور إلى أن العامل فيه هو العامل في المتبوع، واختاره الناظم، وهو ظاهر مذهب سيبويه. الرابع: لم يتعرض هنا لبيان رتبة التابع، قال في التسهيل: ويُبدأ عند اجتماع التوابع بالنعت، ثم بعطف البيان، ثم بالتوكيد، ثم بالبدل، ثم بالنسق، أي فيقال: "جاء الرجل الفاضلُ أبو بكر نفسُه أخوك وزيدٌ". الخامس: قدم في التسهيل باب التوكيد على باب النعت، وكذا فعل ابن السراج وأبو علي والزمخشري، وهو حسن؛ لأن التوكيد بمعنى الأول، والنعت على خلاف معناه؛ لأنه يتضمن حقيقة الأول وحالًا من أحواله، والتوكيد يتضمن حقيقة الأول فقط، وقدم في الكافية النعت كما هنا، وكذا فعل أبو الفتح والزجاجي والجزولي، نظرًا لما سبق في التنبيه الرابع. "تعريف النعت": 507- فالنعت تابع متم ما سبق ... بوسمه أو وسم ما به اعتلق "فالنعت" في عرف النحاة "تابع متم ما سبق" أي: مكمل المتبوع "بوسمه"، أي:

_ = المعنى: إني كريم شهم أمًّا وأبًا، فلا أرضى الظلم للآخرين ولا أرضاه منهم. الإعراب: ولست: "الواو": حسب ما قبلها، "لست": فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. مقرًّا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة. للرجال: جار ومجرور متعلقان بالخبر مقرًّا. ظلامة: مفعول به لاسم الفاعل مقرًّا، منصوب بالفتحة الظاهرة. أبى فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. ذاك: اسم إشارة في محل نصب مفعول به و"الكاف": للخطاب. عمي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسب وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الأكرمان: صفة مرفوعة بالألف لأنها مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وخاليا: "الواو": عاطفة، "خاليا": اسم معطوف على عمي مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"الألف": للإطلاق. وجملة "فلست": بحسب الفاء. وجملة "أبى ذاك": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "على الأكرمان وخاليا" فقد قدم الصفة المثناة "أكرمان" على أحد موصوفيها وهو خاليا.

بوسم المتبوع: أي علامته "أو وسم ما به اعتلق". فالتابع: جنس يشمل جميع التوابع المذكورة. وميم ما سبق: مخرج للبدل والنسق. وبوسمه أو وسم ما به اعتلق: مخرج لعطف البيان والتوكيد؛ لأنهما شاركا النعت في إتمام ما سبق؛ لأن الثلاثة تكمل دلالته وترفع اشتراكه واحتماله، إلا أن النعت يوصل إلى ذلك بدلالته على معنى في المنعوت أو في متعلقه، والتوكيد والبيان ليسا كذلك. والمراد بالمتم المفيد ما يطلبه المتبوع بحسب المقام: من توضيح، نحو: "جاءني زيد التاجر"، أو "التاجر أبوه"، أو تخصيص، نحو: "جاءني رجل تاجر"، أو تاجر أبوه"، أو تعميم، نحو: "يرزق الله عباده الطائعين والعاصين الساعية أقدامهم والساكنة أجسامهم"، أو مدح، نحو: "الحمد لله ربِّ العالمين الجزيل عطاؤه"، أو ذم، نحو: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، "ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلُها" أو ترخم، نحو: "اللهم أنا عبدك المسكين المنكسر قلبه" أو توكيد، نحو: "أمس الدابر المنقضي أمده لا يعود" أو إيهام، نحو: "تصدقت بصدقةٍ كثيرةٍ، أو قليلة نافعٍ ثوابُها أو شائع احتسابُها"، أو تفصيل، نحو: "مررت برجلين عربي وعجمي كريمٍ أبواهُما لئيمٍ أحدهما". ويسمى الأول من هذه الأمثلة نعتًا حقيقيًّا، والثاني سببيًّا. 508- وليعط في التعريف والتنكير ما ... لما تلا، كـ"امرر بقوم كرما" "وليعط" النعت مطلقًا "في التعريف والتنكير ما" أي: الذي "لما تلا" وهو المنعوت "كامرر بقوم كرما" وبقوم كرماء آباؤُهم، وبالقوم الكرماء، وبالقوم الكرماءِ آباؤُهم. تنبيهات: الأول: ما ذكره من وجوب التبعية في التعريف التنكير هو مذهب الجمهور، وأجاز الأخفش نعت النكرة إذا خصصت بالمعرفة، وجعل "الأوليان" صفة لـ"آخران" في قوله تعالى: {فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} 1،

_ 1 المائدة: 107.

وأجاز بعضهم وصف المعرفة بالنكرة، وأجازه ابن الطراوة بشرط كون الوصف خاصًّا بذلك الموصوف خاصًّا بذلك الموصوف، كقوله "من الطويل": 783- أبيت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرفش في أنيابها السمُّ ناقعُ والصحيح مذهب الجمهور، وما أوهم خلاف ذلك مؤول. الثاني: استثنى بالشارح من المعارف المعرفة بلام الجنس، قال: فإنه لقرب مسافته من النكرة يجوز نعته بالنكرة المخصوصة، ولذلك تسمع النحويين يقولون في قوله "من الكامل": ولقد أمر على اللئيم يسبني ... فأعف ثم أقول لا يعنيني1 إن جملة "يسبني" صفة لا حال؛ لأن المعنى ولقد أمر على لئيم من اللئام، ومنه قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} 2، وقولهم: "ما ينبغي للرجل مثلك -أو خير منك- أن يفعل كذا".

_ 1 تقدم بالرقم 126. 783- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص23؛ وخزانة الأدب 2/ 457؛ والحيوان 4/ 248؛ والدرر 6/ 9؛ وسمط اللآلي ص489؛ وشرح شواهد المغني 2/ 902؛ والكتاب 2/ 89؛ ولسان العرب 4/ 507 "طور"، 5/ 202 "نذر"، 8/ 360 "نفع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 73؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 117. اللغة: ساورتني: وثبت علي. رقشاء: أفعى. ضئيلة: حية صغيرة شديدة السم. المعنى: فبت خائفًا لا أستطيع النوم، كمن خاف أفعى خفية شديدة السم، تثب عليه في أي لحظة. الإعراب: "أبيت": فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنا". كأني: "كأن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. ساورتني: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به و"التاء": للتأنيث. ضئيلة: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. من الرقش: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة للفاعل. في أنيابها: جار ومجرور متعلقان بناقع، و"أنياب" مضاف، و"الهاء" ضميرمتصل في محل جر بالإضافة. السم: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. نافع: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة: "أبيت": بحسب ما قبلها. وجملة "كأني ساورتني": في محل نصب حال. وجملة "ساورتني": في محل رفع خبر. وجملة "السم نافع": في محل رفع صفة لـ"ضئيلة". الشاهد في قوله: "السم ناقع" فقد رفع ناقع على أنه خبر السم، ويجوز فيه النصب على الحال، كما يجوز فيه الرفع على الصفة لجهة أن اللام للجنس فهو بحكم النكرة. 1 تقدم بالرقم 126. 2 يس: 37.

الثالث: لا يمتنع النعت في النكرات بالأخص، نحو: "رجل فصيح"، و "غلام يافع"، وأما في المعارف فلا يكون النعت أخص عند البصريين، بل مساويًا، أو أعم. وقال الشلوبين والفراء: ينعت الأعم بالأخص، قال المصنف: وهو الصحيح, وقال بعض المتأخرين: توصف كل معرفة بكل معرفة، كما توصف كل نكرة بكل نكرة. ا. هـ. 509- وهو -لدى التوحيد، والتذكير أو ... سواهما- كالفعل، فاقف ما قفوا "وهو لدى التوحيد والتذكير أو سواهما" وهو التثنية والجمع والتأنيث "كالفعل فاقف ما قفوا" أي: يجري النعت في مطابقة المنعوت وعدمها مجرى الفعل الواقع موقعه، فإن كان جاريًا على الذي هو له رفع ضمير المنعوت وطابقه في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، تقول: "مررت برجلين حسنين، وامرأة حسنة"، كما تقول: "مررت برجلين حسنًا وامرأة حسنت". وإن كان جاريًا على ما هو لشيء من سببه فإن لم يرفع السببي فهو كالجاري على ما هو له في مطابقته للمنعوت؛ لأنه مثله في رفعه ضمير المنعوت، نحو: "مررت بامرأةٍ حسنةِ الوجهِ أو حسنةٍ وجهًا، وبرجلين كريمي الأب، أو كريمين أبًا، وبرجال حسانِ الوجوهِ أو حسانٍ وجوهًا"، وإن رفع السببي كان بحسبه في التذكير والتأنيث كما هو في الفعل، فيقال: "مررت برجالٍ حسنةٍِ وجوهُهُم، وبامرأةٍ حسنٍ وجهُها"، كما يقال: "حسنت وجوهُهُم، وحسن وجهُهَا". تنبيهات: الأول: يجوز في الوصف المسند إلى السببي المجموع الإفراد والتكسير، فيقال: "مررت برجلٍ كريمٍ آباؤُه، وكرامٍ آباؤه". الثاني: قد يُعامل الوصف الرافع ضمير المنعوت معاملة رافع السببي، إذا كان معناه له، فيقال: "مررت برجلٍ حسنةِ العينِ"، كما يقال: "حسنت عينُه"، حكى ذلك الفراء، وهو ضعيف، وذهب كثير منهم الجرمي إلى منعه. الثالث: أفهم قوله: "كالفعل" جواز تثنية الوصف الرافع للسببي وجمعه الجمع المذكر السالم على لغة "أكلوني البراغيث"، فيقال: "مررت برجلٍ كريمين أبواه"، و"جاءني رجل حسنون غلمانُه".

الرابع: ما ذكره من مطابقة النعت للمنعوت مشروط بأن لا يمنع منها مانع، كما في "صبور"، و"جريح"، و"أفعل من". ا. هـ. 510- وانعت بمشتق كصعب وذرب ... وشبهه، كذا، وذي، والمنتسب "وانعت بمشتق" والمراد به: ما دل على حدث وصاحبه، وذلك اسم الفاعل كضارب وقائم، واسم المفعول كمضروب ومهان، والصفة المشبهة "كصعب وذرب" وأفعل التفضيل كأقوى وأكرم، ولا يرد اسم الزمان والمكان والآلة؛ لأنها ليست مشتقة بالمعنى المذكور، وهو اصطلاح. "وشبهه" أي: شبه المشتق، والمراد به: ما أقيم مقام المشتق في المعنى من الجوامد "كذا" وفروعه من أسماء الإشارة غير المكانية "وذي" بمعنى: صاحب، والموصولة، وفروعهما "والمنتسب" تقول: "مررت بزيد هذا، وذي المال، وذو قام، والقريشي"، فمعناها: الحاضر، وصاحب المال، والقائم، والمنسوب إلى قريش. 511- ونعتوا بجملة منكرا ... فأعطيت ما أعطيته خبرا "ونعتوا بجملة" بثلاثة شروط: شرط في المنعوت، وهو أن يكون "منكرًا" إما لفظًا ومعنى، نحو: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه} 1، أو معنى لا لفظًا، وهو المعرف بـ"أل" الجنسية، كقول "من الكامل": ولقد أمر على اللئيم يسبني2 وشرطان في الجملة: أحدهما: أن تكون مشتملة على ضمير يربطها بالموصوف: إما ملفوظ كما تقدم، أو مقدر كقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} 3،

_ 1 البقرة: 281. 2 تقدم بالرقم 126. 3 البقرة: 48.

أي: لا تجزي فيه، أو بدل منه كقوله "من الطويل": 784- كأن خفيف النبل من فوق عجسها ... عوازب نحلٍ أخطأ الغار مطنف أي: أخطأ غارها، فـ"أل" بدل من الضمير، وإلى هذا الشرط الإشارة بقوله: "فأعطيت ما أعطيته خبرًا". والثاني: أن تكون خبرية، أي: محتملة للصدق والكذب، وإليه الإشارة بقوله: 512- وامنع هنا إيقاع ذات الطلب ... وإن أتت فالقول أضمر تصب "وامنع هنا إيقاع ذات الطلب" فلا يجوز: "مررت برجلٍ اضربه، أو لا تهنه"، ولا "بعبد بعتكه"، قاصدًا إنشاء البيع.

_ 784- التخريج: البيت للشنفرى في ديوانه ص54؛ والأغاني 21/ 213؛ ولسان العرب 9/ 224 "طنف"؛ والمقاصد النحوية 4/ 85. اللغة: الحفيف: الصوت الخفيف. النبل: السهام. العجس: مقبض القوس. العوازب: ج العازب، وهو المبتعد. أخطأ الغار: ضل بيته. المطنف: هنا: رئيس النحل الذي يرشد النحل الضال إلى بيته. المعنى: يصف الشاعر قوسًا بأنها محكمة الصنع شديدة الوتر، يسمع لها صوت كدوي النحل الذي ضل بيته. الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. خفيف: اسم "كأن" منصوب، وهو مضاف. النبل: مضاف إليه مجرور. من فوق: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "خفيف"، وهو مضاف. عجسها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. عوازب: خبر "كأن" مرفوع، وهو مضاف. نحل: مضاف إليه مجرور. أخطأ: فعل ماض. الغار: مفعول به منصوب. مطنف: فاعل "أخطأ" مرفوع بالضمة. وجملة "كأن خفيف ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخطأ الغار مطنف": في محل رفع نعت "عوازب"، أو جر نعت "نحل". الشاهد فيه قوله: "عوازب نحل أخطأ الغار مطنف" حيث وقعت الجملة الفعلية "أخطأ الغار مطنف" نعتًا لـ"عوازب" أو لـ"نحل" دون أن تشتمل على رابط يربطها بالموصوف، وهذا الرابط قد يكون ضميرًا مذكورًا أو مقدرًا، ولما لم يجد النحاة هذا الرابط قالوا: إن "أل" الموجودة في "الغار" هي عوض عن الضمير. والأصل أن يقال: "عوازب نحل أخطأ غارها مطنف". وعندي أن أصل الكلام هو "عوازب نحل أخطأ الغار مطنفها" فحذف المضاف إليه مع أنه ينويه.

"وإن أتت" الجملة الطلبية في كلامهم "فالقول أضمر نصب"، كقوله "من الرجز": 785- "حتى إذا جن الظلام واختلط" ... جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط أي: جاءوا بلبن مخلوط بالماء مقول فيه عند رؤيته هذا الكلام. تنبيهان: الأول: ذكر في البديع أن الوصف بالجملة الفعلية أقوى منه بالجملة الاسمية. الثاني: فهم من قوله: "فأعطيت ما أعطيته خبرًا"، أنها لا تقترن بالواو، بخلاف الحالية، فلذلك لم يقل: ما أعطيته حالًا. 513- ونعتوا بمصدر كثيرا ... فالتزموا الإفراد والتذكيرا

_ 785- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 304؛ وخزانة الأدب 2/ 109؛ والدرر 6/ 10؛ وشرح التصريح 2/ 112؛ والمقاصد النحوية 4/ 61؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 115؛ وخزانة الأدب 3/ 30، 5/ 24، 468، 6/ 138؛ وشرح ابن عقيل ص477؛ وشرح عمدة الحافظ ص541؛ وشرح المفصل 3/ 52، 53؛ ولسان العرب 4/ 248 "خضر"، 10/ 340 "مذق"؛ والمحتسب 2/ 165؛ ومغني اللبيب 1/ 246، 2/ 585؛ وهمع الهوامع 2/ 117. شرح المفردات: جن الظلام: اشتد سواده. اختلط: اعتكر. المذق: اللبن المخلوط بالماء. المعنى: يقول هاجيًا قومًا بخلاء: لما حل الظلام قدموا لنا لبنًا ممزوجًا بالماء فصار شبيهًا بلون الذئب في كدرته. الإعراب: "حتى": حرف جر وغاية. "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "جن": فعل ماض. "الظلام": فاعل مرفوع. "واختلط": الواو حرف عطف؛ "اختلط" فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "جاءوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "بمذق": جار ومجرور متعلقان بـ"جاءوا". "هل": حرف استفهام. "رأيت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "الذئب": مفعول به منصوب. "قط": ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق بـ"رأيت". وجملة: "إذا جن ... جاءوا" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "جن الظلام" في محل جر بالإضافة. وجملة: "اختلط" معطوفة على جملة "جن". وجملة: "جاءوا ... " لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "هل رأيت" في محل نصب مفعول به لفعل القول المحذوف الذي هو نعت لـ"مذق" تقديره: "بمذق مقول فيه هل رأيت ... ". الشاهد فيه قوله: "بمذق هل رأيت الذئب" حيث جاء ظاهر الجملة الاستفهامية وكأنه نعت للنكرة "مذق"، والحقيقة هي مقول قول محذوف تقديره: "جاءوا بمذق مقول فيه: هل رأيت الذئب قط".

"ونعتوا بمصدر كثيرًا" وكان حقه أن لا ينعت به، لجموده، ولكنهم فعلوا ذلك قصدًا للمبالغة، أو توسعًا بحذف مضاف "فالتزموا الإفراد والتذكيرا" تنبيهًا على ذلك، فقالوا: رجل عدل، ورضا، وزور، وامرأة عدل ورضا وزور، ورجلان عدلٌ ورضًا وزورٌ، وكذا في الجمع: أي: هو نفس العدل، أو ذو عدل، وهو عند الكوفيين على التأويل بالمشتق: أي: عادل ومرضي وزائر. تنبيهان: الأول: وقوع المصدر نعتًا -وإن كان كثيرًا- لا يطرد، كما لا يطرد وقوعه حالًا، وإن كان أكثر من وقوعه نعتًا. الثاني: أطلق المصدر، وهو مقيد بأن لا يكون في أوله ميم زائدة كـ"مزار" و"مسير"، فإنه لا يُنعت به، لا بإطراد ولا بغيره. 514- "ونعت غير واحد: إذا اختلف ... فعاطفًا فرقه، لا إذا ائتلف" مثال المختلف: "مررت برجلين كريم وبخيل"، ومثال المؤتلف: "مررت برجلين كريمين" أو "بخيلين". ويستثنى من الأول اسم الإشارة، فلا يجوز تفريق نعته، فلا يقال: "مررت بهذين الطويل والقصير"، نص على ذلك سيبويه وغيره: كالزيادي والزجاج والمبرد، قال الزيادي: وقد يجوز ذلك على البدل أو عطف البيان. تنبيهات: الأول قيل: يندرج في غير الواحد ما هو مفرد لفطًا مجموع معنى، كقوله "من الوافر": 786- فوافيناهم منا بجمعٍ ... كأسد الغاب مردانٍ وشيبِ

_ 786- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص135؛ والمقاصد النحوية 4/ 77؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص544. اللغة: وافيناهم: جئناهم. المردان: ج الأمرد، وهو الغلام الذي لم ينبت شعر لحيته. الشيب: الذين ابيضَّ شعر رءوسهم. الإعراب: فوافيناهم: "الفاء": بحسب ما قبلها، "وافيناهم": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. منا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "جمع" أصله نعت ولما تقدم عليه أصبح حالًا. بجمع: جار ومجرور متعلقان بـ"وافيناهم". كأسد: جار ومجرور =

وفيه نظر. الثاني: قال في الارتشاف: والاختيار في "مررت برجلين كريم وبخيل" القطع. الثالث: قال في التسهيل: يغلب التذكير والعقل عند الشمول وجوبًا، وعند التفصيل اختيارًا. 515- ونعت معمولي وحيدي معنى ... وعمل، أتبع بغير استثنا "ونعت معمولي" عاملين "وحيدي معنى وعمل أتبع بغير استثنا" أي: أتبع مطلقًا، نحو: "جاء زيد وأتى عمرو العاقلان"، و"هذا زيد وذاك خالد الكريمان"، و"رأيت زيدًا وأبصرت عمرًا الظريفين" وخصص بعضهم جواز الإتباع يكون المتبوعين فاعلي فعلين أو خبري مبتدأين، فإن اختلف العاملان في المعنى والعمل، أو في أحدهما وجب القطع بالرفع على إضمار مبتدأ، أو بالنصب على إضمار فعل، نحو: "جاء زيدٌ ورأيت عمرًا الفاضلان" أو "الفاضلين"، ونحو: "جاء زيد ومضى بكر الكريمان" أو "الكريمين"، ونحو: "هذا مؤلم زيدٍ وموجع عمرًا الظريفان" أو "الظريفين"، ولا يجوز الإتباع في ذلك؛ لأن العمل الواحد لا يمكن نسبته لعاملين من شأن كل واحد منهما أن يستقل. تنبيهان: الأول: إذا كان عامل المعمولين واحدًا ففيه ثلاث صور: الأولى: أن يتحد العمل والنسبة، نحو: "قام زيد وعمرو العاقلان"، وهذه يجوز فيها الإتباع والقطع في أماكنه من غير إشكال. الثانية: أن يختلف العمل وتختلف نسبة العامل إلى المعمولين من جهة المعنى، نحو: "ضرب زيدٌ عمرًا الكريمان"، ويجب في هذه القطع قطعًا. الثالثة: أن يختلف العمل وتتحد النسبة من جهة المعنى، نحو: "خاصم زيد عمرًا الكريمان"، فالقطع في هذه واجب عند البصريين، وأجاز الفراء وابن سعدان الإتباع، والنص عن الفراء أنه إذا اتبع غلب المرفوع، فتقول: "خاصم زيد عمرًا الكريمان"، ونص

_ = متعلقان بمحذوف نعت لـ"جمع"، وهو مضاف. الغاب: مضاف إليه مجرور. مردان: نعت "جمع" مجرور. وشيب: "الواو": حرف عطف، و"شيب": معطوف على "مردان" مجرور بالكسرة. وجملة "وافيناهم": بحسب ما قبلها. الشاهد فيه قوله: "بجمع ... مردان وشيب" حيث ورد كل من "مردان" و"شيب" نعتًا لـ"جمع"، ولما كانا مختلفين بالمعنى فصل بينهما بحرف عطف، فعطف الثاني على الأول.

ابن سعدان على جواز إتباع أي شئت لأن كل منهما مُخاصِم ومُخاصَم، والصحيح مذهب البصريين، قيل: بدليل أنه لا يجوز "ضارب زيد هندًا العاقلة" برفع "العاقلة" نعتا لـ"هند"، لكن ذكر الناظم في باب أبنية الفعل من شرح التسهيل أن الاسمين من نحو: "ضارب زيد عمرًا"، ليس أحدهما أولى من الآخر بالرفع ولا بالنصب، قال: ولو أتبع منصوبهما بمرفوع أو مرفوعهما بمنصوب لجاز، ومنه قول الراجز: 787- قد سالم الحياتُ منه القدمَا ... الأفعوان والشجاع الشجعما فنصب "الأفعوان" وهو بدل من "الحيات" وهو مرفوع لفظًا؛ لأن كل شيئين تسالما فهما فاعلان مفعولان، وهذا التوجيه أسهل من أن يكون التقدير قد سالم الحيات منه القدم وسالمت القدم الأفعوان. الثاني: قوله "أتبع" يوهم وجوب الإتباع، وليس كذلك؛ لأن القطع في ذلك منصوص على جوازه.

_ 391- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 333؛ وجمهرة اللغة ص1139؛ وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي أو للدبيري، أو لعبد بني عبس في خزانة الأدب 11/ 411، 415، 416؛ والمقاصد النحوية 4/ 81؛ وللعجاج أو لأبي حبان الفقعسي أو لمساور العبسي أو للتدمري أو لعبد بني الحسحاس في الدرر 3/ 6؛ وللعجاج أو لأبي حبان الفقعسي أو لمساور العبسي، أو للتدمري، أو لعبد بني عبس في شرح شواهد المغني 2/ 973؛ ولمساور العبسي في لسان العرب 12/ 366 "ضمر"؛ ولعبد بني عبس في الكتاب 1/ 287؛ وللدبيري في شرح أبيات سيبويه 1/ 201؛ ولأبي حناء في خزانة الأدب 10/ 240. اللغة: الأفعوان والشجاع: ذكر الأفعى. الشجعم: الجريء. المعنى: لقد تصالحت قدماه مع الأفاعي لأنهما أضحتا غليظتين صلبتين لطول ما سار حافيًا. الإعراب: قد: حرف تحقيق. سالم: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. الحيات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. منه: جار ومجرور متعلقان بحال مقدم محذوف للقدم. القدما: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون لضرورة الشعر. الأفعوان: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة لفعل محذوف تقديره أعني. والشجاع: "الواو": عاطفة و"الشجاع": اسم معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة. والشجعما: "الواو": حرف عطف، "الشجعما": صفة الشجاع منصوبة بالفتحة الظاهرة والألف للإطلاق. وجملة "قد سالم القدما": ابتدائية لا محل لها. وجملة "الشجاع" مع فعله المحذوف تفسيرية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "قد سالم الحيات منه القدما" وفيه قولان: 1- نصب الفاعل "قدم". 2- هو فاعل مثنى وحذفت النون للضرورة ومنهم من قال إن الحيات فاعل والمفعول قدما.

"تعدد النعوت وتتاليها": 516- وإن نعوت كثرت وقد تَلَتْ ... مفتقرًا لذكرهن أُتْبِعَتْ "وإن نعوت كثرت وقد تلت" أي: تبعت منعوتًا "مفتقرًا لذكرهن" بأن كان لا يعرف إلا بذكر جميعها "أتبعت" كلها لتنزيلها منه حينئذ منزلة الشيء الواحد، وذلك كقولك: "مررت بزيد التاجر الفقيه الكاتب" إذا كان هذا الموصوف يشاركه في اسمه ثلاثة: أحدهم تاجر كاتب، والآخر تاجر فقيه، والآخر فقيه كاتب. 517- واقطع أو اتبع إن يكن معينا ... بدونها، أو بعضها اقطع معلنا "واقطع" الجميع "أو اتبع" الجميع، أو اقطع البعض وأتبع البعض "إن يكن" المنعوت "معينًا بدونها" كلها، كما في قول خرنق "من الكامل": 788- لا يبعدن قومي الذين هم ... سمُّ العداة وآفةُ الجزر

_ 778- التخريج: البيتان للخرنق بنت هفان في ديوانها ص43؛ والأشباه والنظائر 6/ 231؛ وأمالي المرتضى 1/ 205؛ والإنصاف 2/ 468؛ وأوضح المسالك 3/ 314؛ والحماسة البصرية 1/ 227؛ وخزانة الأدب 5/ 41، 42، 44؛ والدرر 6/ 14؛ وسمط اللآلي ص548؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 16؛ وشرح التصريح 2/ 116؛ والكتاب 1/ 202، 2/ 57، 58، 64؛ ولسان العرب 5/ 214 "نضر"؛ والمحتسب 2/ 198؛ والمقاصد النحوية 3/ 602؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص416. شرح المفردات: يبعدن: يهلكن. سم العداة: أي قاهر الأعداء. الآفة: العاهة المهلكة. الجزر: ج الجزور، وهو من الإبل ما عد للذبح للضيفان. المعترك: موضع الاقتتال. معاقد الأزر: كناية عن العفة. المعنى: تفخر الشاعرة بقومها فتدعو لهم بأل يهلكوا، فهم الأبطال الشجعان الذين يفتكون بالأعداء وينحرون الجزر للضيفان، لا يهابون نار الوغى، ويتصفون بالطهارة والعفة. الإعراب: "لا": ناهية جازمة للدعاء. "يبعدن": فعل مضارع مبني لاتصاله بنون التوكيد، في محل جزم بـ"لا"، والنون للتوكيد. "قومي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "الذين": اسم موصول في محل رفع نعت "قومي". "هم": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "سم": خبر المبتدأ وهو مضاف. "العداة": مضاف إليه. "وآفة الجزر": معطوفة على "سم العداة". "النازلون": نعت ثان لـ"قومي"، أو خبر المبتدأ المحذوف تقديره "هم". "بكل": جار ومجرور متعلقان بـ"النازلون". وهو مضاف. "معترك": مضاف إليه. "والطيبون": حرف عطف، "الطيبون": معطوف على "النازلون" مرفوع بالواو. "معاقد": منصوب على أنه مشبه بالمفعول به، وهو مضاف. "الأزر": مضاف إليه مجرور. وجملة: "لا يبعدن ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هم سم العداة" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. =

النازلون بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر فيجوز رفع "النازلون" و "الطيبون" على الإتباع لـ"قومي"، أو على القطع بإضمار: هم، ونصبهما بإضمار: أمدح أو أذكر، ورفع الأول ونصب الثاني على ما ذكرنا، وعكسه على القطع فيهما. "أو بعضها اقطع معلنا"، أي: إذا كان المنعوت مفتقرًا إلى بعض النعوت دون بعض وجب إتباع المفتقر إليه، وجاز فيما سواه القطع والإتباع، هكذا في شرح الكافية. تنبيهات: الأول: إذا قطع بعض النعوت دون بعض قُدِّم المتبع على المقطوع، ولا يعكس، وفيه خلاف، قال ابن أبي الربيع: الصحيح المنع. وقال صاحب البسيط: الصحيح الجواز. ولو فرق بين الحالة الثانية -وهي الاستغناء عن الجميع- فيجوز، والحالة الثالثة -وهي الافتقار إلى البعض دون البعض- فلا يجوز؛ لكان مذهبًا. الثاني: إذا كان المنعوت نكرة تعين في الأول من نعوته الإتباع، وجاز في الباقي القطع، كقوله "من المتقارب": 789- ويأوي إلى نسوةٍ عطلٍ ... وشعثًا مراضيعَ مثل السعالي

_ = الشاهد: قولها: "النازلون" و"الطيبون" حيث يجوز فيهما الرفع على الإتباع لـ"قومي" أو على القطع بإضمار "هم". ويجوز نصبهما بإضمار "أمدح" أو "أذكر". 789- التخريج: البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في خزانة الأدب 2/ 42، 432، 5/ 40؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 146؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 507؛ وشرح التصريح 2/ 87؛ والكتاب 1/ 399، 2/ 66؛ ولأبي أمية في المقاصد النحوية 4/ 63؛ وللهذلي في شرح المفصل 2/ 18؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 322؛ ورصف المباني ص416؛ والمقرب 1/ 225. شرح المفردات: يأوي: ينزل، يلجأ. العطل: ج العاطل، وهي من النساء من لا حلي عليها. الشعث: ج الأشعث مؤنثها الشعثاء، وهي المرأة السيئة الحال، والمتلبدة الشعر لعدم اعتنائها به. السعالي: ج السعلاة، وهي أنثى الغول. المعنى: يقول: إنه يأوي إلى نسوة مهملات، سيئات الحال، متلبدات الشعر، يرضعن أطفالًا لهن، ويشبهن السعالي لقبح منظرهن. الإعراب: "ويأوي": الواو بحسب ما قبلها، "يأوي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "إلى نسوة": جار ومجرور متعلقان بـ"يأوي". "عطل": نعت "نسوة" مجرور. "وشعثًا" الواو حرف عطف. "شعثًا": مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أعني" مثلًا. "مراضيع": نعت "شعثًا" منصوب. "مثل": نعت ثان لـ"شعثًا" منصوب، وهو مضاف. السعالي": مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشاهد: قوله: "نسوة عطل وشعثًا" حيث وردت الرواية فيه بحر "عطل" ونصب "شعثًا". أما الأول فلم يرو فيه إلا الجر، وأما الثاني "شعثًا" فقد روي مجرورًا ومنصوبًا مما يدل على أن نعوت النكرة يجب في أولها الإتباع، ويجوز فيما عداه الإتباع والقطع.

الثالث: يستثنى من إطلاقه النعت المؤكد، نحو: {إِلَهَيْنِ اثْنَيْن} 1 والملتزم، نحو: "الشعرى العبور"، والجاري على مُشَارٍ به، نحو: "هذا العالم" فلا يجوز القطع في هذا. 518- وارفع أو انصب إن قطعت مضمرًا ... مبتدأً، أو ناصبًا، لن يظهرا "وارفع أو انصب إن قطعت" النعت عن التبعية "مضمرًا مبتدأ أو ناصبًا لن يظهرا" أي لا يجوز إظهارهما. وهذا إذا كان النعت لمجرد مدح أو ذم أو ترحم، نحو: "الحمد للهِ الحميدُ" بالرفع بإضمار "هو"، ونحو: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} 2 بالنصب بإضمار "أذم"، أما إذا كان للتوضيح أو للتخصيص فإنه يجوز إظهارهما، فتقول: "مررت بزيدٍ التاجر"، بالأوجه الثلاثة، ولك أن تقول: هو التاجرُ، وأعني التاجرَ. "حذف النعت أو المنعوت للعلم به": 519- وما من المنعوت والنعت عقل ... يجوز حذفه، وفي النعت يقل "وما من المنعوت والنعت عقل" أي: علم "يجوز حذفه"، ويكثر ذلك في المنعوت "وفي النعت يقل" فالأول شرطه إما كون النعت صالحًا لمباشرة العامل، نحو: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} 3 أي: دروعًا سابغات، أو كون المنعوت بعض اسم مخفوض بـ"من" أو "في"، كقولهم: "منا ظعن ومنا أقام"، أي: منا فريق ظعن ومنا فريق أقام، وكقوله "من الرجز": 790- لو قلت ما في قومها لم تيثم ... يفضلها في حسب وميسم

_ 1 النحل: 51. 2 المسد: 4. 3 سبأ: 11. 790- التخريج: الرجز لحكيم بن معية في خزانة الأدب 5/ 62، 63؛ وله أو لحميد الأرقط في الدرر 6/ 19؛ ولأبي الأسود الحماني في شرح المفصل 3/ 59، 61؛ والمقاصد النحوية 4/ 71؛ ولأبي =

أصله: لو قلت ما في قومها أحد يفضلها لم تأثم، فحذف الموصوف وهو "أحد"، وكسر حرف المضارعة من "تأثم"، وأبدل الهمزة ياء، وقدم جواب "لو" فاصلًا بين الخبر المقدم -وهو الجار والجرور- والمبتدأ المؤخر، وهو "أحد" المحذوف. فإن لم يصلح، ولم يكن المنعوت بعض ما قبله من مجرور بـ"من" أو "في"؛ امتنع ذلك: أي إقامة الجملة وشبهها مقامه، إلا في الضرورة كقوله "من الطويل": 791- "لكم مسجدا الله المزوران والحصى" ... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا

_ = الأسود الجمالي "وهذا تصحيف" في شرح التصريح 2/ 118؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 370؛ وشرح عمدة الحافظ ص547؛ والكتاب 2/ 345؛ وهمع الهوامع 2/ 120. شرح المفردات: لم تيثم: أي لم تقع في الإثم أي الخطأ والكذب. يفضلها: يزيدها بالفضل. الحسب: الشرف. الميسم: الجمال. المعنى: يقول: لو قلت إنها تفوق بنات قومها في الحسن والجمال لم تخطئ، فهي في الحقيقة تفوقهن حسبًا وجمالًا. الإعراب: "لو": حرف شرط غير جازم. "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ما": حرف نفي. "في قومها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "ما في قومها أحد ... "، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "لم": حرف جزم "تيثم": فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر للضرورة الشعرية. "يفضلها": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". "في حسب": جار ومجرور متعلقان بـ"يفضلها". "وميسم": الواو حرف عطف. "ميسم": معطوف على "حسب" مجرور بالكسرة. وجملة: "لو قلت ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما من قومها" في محل نصب مقول القول. وجملة: "يفضلها" في محل رفع نعت المبتدأ المحذوف. وجملة "لم تيثم" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ما في قومها يفضلها" حيث حذف المنعوت، وأبقى النعت وهو جملة "يفضلها"، وأصل الكلام: "لو قلت ما في قومها أحد يفضلها". 791- التخريج: البيت للكميت بن زيد في لسان العرب 3/ 205 "سجد"، 7/ 68 "قبض" 14/ 111 "ثرا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 84؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص397؛ وشرح عمدة الحافظ ص548؛ ولسان العرب 5/ 71 "قتر". اللغة: مسجدا الله: أراد بهما مسجد مكة ومسجد المدينة، زادهما الله تعالى شرفًا. الحصى: أراد به العدد العديد من البشر. القبص: أصله مجتمع النمل الكبير الكثير، ثم أطلق على العدد الكثير من الناس. أثرى: اغتنى، أقتر: صار فقيرًا. المعنى: ترعون هذين المسجدين مسجد مكة والمسجد النبوي، وهؤلاء الناس الذين يأتون من كل فج عميق، على اختلاف طبقاتهم "من بين من أثرى ومن أقتر" فقيرهم وغنيهم هو جنودكم ورعيتكم. =

وقوله "من الرجز": 792- "مالك عندي غير سهم وحجر ... وغير كبداء شديدة الوتر" ترمي بكفي كان من أرمى البشر

_ = الإعراب: "لكم": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف "مسجدا": مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة "الله" لفظ جلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. "المزوران": صفة "مسجدا" مرفوعة بالألف لأنها مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. "والحصى": "الواو" عاطفة، "الحصى": مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة. "لكم": جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم. "قبصه": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "من بين": جار ومجرور متعلقان بالخبر المقدم. "أثرى": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو" "وأقترا": "الواو": عاطفة، "أقترا": معطوف على أثرى، وله إعرابه نفسه، والألف للإطلاق. وجملة "لكم مسجدا الله": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الحصى لكم قبصه": معطوفة على سابقتها لا محل لها من الإعراب. وجملة "لكم قبصه": في محل رفع خبر الحصى. وجملة "أثرى": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "أقتر": صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "من بين أثرى وأقترا" فإن هذا الكلام على تقدير من بين من أثرى ومن أقتر، فحذف الموصولين وأبقى صلتيهما، ولا يكون الكلام على تقدير موصول واحد؛ لأنه يلزم عليه أن يكون الذي أثرى هو نفس الذي أقتر، أي افتقر، وهو لا يريد ذلك، وإنما يريد من بين جميع الناس مثريهم وفقيرهم. 792- التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 65؛ والخصائص 2/ 367؛ والدرر 6/ 22؛ وشرح التصريح 2/ 119؛ وشرح شواهد المغني 1/ 461؛ وشرح عمدة الحافظ ص550؛ وشرح المفصل 3/ 62؛ ولسان العرب 13/ 370 "كون"، 421 "منن"؛ ومجالس ثعلب 2/ 513؛ والمحتسب 2/ 227؛ ومغني اللبيب 1/ 160؛ والمقاصد النحوية 4/ 66؛ والمقتضب 2/ 139؛ والمقرب 1/ 227؛ وهمع الهوامع 2/ 120. اللغة: الكبداء: القوس الواسعة المقبض. الوتر: مجرى السهم من القوس. أرمى: فعل تفضيل من رمى يرمي، أي الأشد رماية وإصابة. المعنى: يهدد أحدهم بقوله: ليس لك عندي خير، بل سهم مصيب، وحجر قاتل، وقوس شديدة، تعطي أفضل ما لديها عندما يستخدمها من كان أفضل الرماة. الإعراب: "ما": نافية لا عمل لها. "لك" جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. "عندي": "عند" مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قيل ياء المتكلم، متعلق بمحذوف خبر مقدم، و"الباء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "غير": مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. "سهم": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "وحجر": "الواو": حرف عطف، "حجر": اسم معطوف على مجرور، مجرور مثله بالكسرة، وسكن لضرورة الشعر. "وغير": "الواو": حرف عطف، "غير": اسم معطوف على مرفوع، مرفوع =

وقوله "من الوافر": 793- كأنك من جمال بني أفيش ... يقعقع بين رجليه بشن والثاني: كقوله تعالى: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} 1، أي: كل سفينة صالحة.

_ = مثله بالضمة. "كبداء" مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. "شديدة" صفة "كبداء" مجرورة بالكسرة. "الوتر": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن لضرورة الشعر. "ترمي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي" "يكفي": جار ومجرور بالياء لأنه مثنى. متعلقان بـ"ترمي". "كان": فعل ماض ناقص. "من أرمى": جار ومجرور بالكسرة المقدرة على الألف، متعلقان بخبر "كان" المحذوف. "البشر": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وسكن لضرورة الشعر. وجملة "ما لك عندي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ترمي": في محل جر صفة لـ"كبداء" وجملة "كان": في محل جر صفة للمضاف إليه المحذوف "بكفي رجل كان". والشاهد فيه قوله: "بكفي كان" حيث حذف الموصوف "رجل" وأبقى صفته، وهي جملة: "كان من أرمى البشر"، والتقدير: "بكفي رجل كان من أرمى البشر". 793- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص126؛ وخزانة الأدب 5/ 67؛ 69؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 58؛ وشرح المفصل 3/ 59؛ والكتاب 21/ 345؛ ولسان العرب 6/ 373 "وقش"، 8/ 286، 287 "قعع"، 13/ 241 "شنن"؛ والمقاصد النحوية 4/ 67؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 248؛ وشرح المفصل 1/ 61؛ ولسان العرب 4/ 231 "خدر"، 6/ 264 "أفش"، 14/ 272 "دنا"؛ والمقتضب 2/ 138. اللغة: قعقع: صات. الشن: القربة اليابسة. المعنى: يقول: إنك جبان وضعيف تنفر كما تنفر جمال بني أفيش إذا ما سمعت صوت الشن وقعقعته. الإعراب: كأنك: حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن"، وخبرها محذوف. من: حرف جر. جمال: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت خبر "كأن"، وهو مضاف. بني: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. أقيش: مضاف إليه مجرور. يقعقع: فعل مضارع للمجهول. بين: ظرف مكان متعلق بـ"يقعقع"، وهو مضاف. رجليه: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. بشن: جار ومجرور متعلقان بـ"يقعقع". وجملة "كأنك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يقعقع": في محل رفع نعت خبر كأن المحذوف. الشاهد فيه قوله: "كأنك من جمال بني أفيش" حيث حذف المنعوت "جمل" وأبقى النعت، والتقدير: "كأنك جمل من جمال بني أقيش"، وهذا للضرورة. 1 الكهف: 79.

وقوله "من المتقارب": 794- "وقد كنت في الحرب ذا تُدرإ" ... فلم أُعط شيئًا ولم أُمنع أي: شيئًا طائلًا. وقوله "من الوافر": 795- ورب أسيلة الخدين بكر ... مهفهفة لها فرع وجيد

_ 794- التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه ص84؛ والدرر 6/ 25؛ وشرح التصريح 2/ 119؛ وشرح شواهد المغني 2/ 925؛ وشرح عمدة الحافظ ص551؛ والشعر والشعراء 2/ 752؛ ولسان العرب 1/ 72 "درأ"؛ والمقاصد النحوية 4/ 69؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 627؛ وهمع الهوامع 2/ 120. شرح المفردات: ذو تدرإ: أي ذو قوة ومنعة. المعنى: يقول: لقد كنت في الحرب ذا منعة وقوة، ولي فضل كبير في الغنائم فكيف لم أعط شيئًا جزيلًا ولم أمنع؟ الإعراب: "وقد": الواو بحسب ما قبلها، و"قد": حرف تحقيق. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان". "في الحرب": جار ومجرور متعلقان بـ"كان". "ذا": خبر "كان" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "تدرإ": مضاف إليه مجرور. "فلم": الفاء حرف عطف، "لم": حرف جزم. "أعط": فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "شيئًا": مفعول به ثان. "ولم": الواو حرف عطف، "لم": حرف جزم. "أمنع" فعل مضارع للمجهول مجزوم، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره "أنا". وجملة: "قد كنت ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "لم أعط" استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة: "لم أمنع" معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد فيه قوله: "فلم أعط شيئًا" حيث يريد: "فلم أعط شيئًا طائلًا" فحذف النعت "طائلًا" مثلًا، وأثبت المنعوت "شيئًا" وهذا جائز إذا علم. 795- التخريج: البيت للمرقش الأكبر في شرح التصريح 2/ 119؛ وشرح اختيارات المفضل ص998؛ وشرح عمدة الحافظ ص552؛ والمقاصد النحوية 4/ 72. شرح المفردات: خد أسيل: لين أملس. البكر: العذراء. المهفهفة: الضامرة البطن. الفرع: الشعر. الجيد: العنق. المعنى: يقول: رب فتاة عذراء ناعمة الخدين أحببتها، ضامرة البطن، مكتنزة اللحم، يزيتها شعر أسود، وعنق طويل. الإعراب: "ورب": الواو بحسب ما قبلها، "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "أسيلة": اسم مجرور لفظ مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وهو مضاف. "الخدين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. "بكر": نعت "أسيلة" مجرور. "مهفهفة": نعت ثان لـ"أسيلة". "لها": جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف للمبتدأ. "فرع": مبتدأ مؤخر مرفوع. "وجيد": الواو حرف عطف، "جيد": معطوف على "فرع" مرفوع. الشاهد فيه قوله: "لها فرع وجيد" حيث حذف الصفة، والتقدير: "لها فرع فاحم وجيد طويل" وهذا جائز إذا علم.

أي: فرع فاحم وجيد طويل. تنبيهات: الأول: قد يلي النعت "لا" أو "إما" فيجب تكررها مقرونين بالواو، نحو: "مررت برجل لا كريمٍ ولا شجاعٍ"، ونحو: "ائتني برجلٍ إما كريمٍ وإما شجاعٍ". الثاني: يجوز عطف بعض النعوت المختلفة المعاني على بعض، نحو: "مررت بزيد العالم والشجاع والكريم". الثالث: إذا صلح النعت لمباشرة العامل جاز تقديمه مبدلًا منه المنعوت. نحو: {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اللَّهِ} 1 الرابع: إذا نعت بمفرد وظرف وجملة قدم المفرد، وأخرت الجملة، غالبًا، نحو: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} 2، وقد تقدم الجملة، نحو: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} 3، {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} الآية4. خاتمة: من الأسماء ما ينعت وينعت به كاسم الإشارة، نحو: "مررت بزيد هذا" وبهذا العالم"، ونعته مصحوب "أل" خاصة؛ فإن كان جامدًا محضًا -نحو: "بهذا الرجل"- فهو عطف بيان على الأصح، ومنها ما لا ينعت ولا ينعت به، كالمضمر مطلقًا، خلافًا للكسائي في نعت ذي الغيبة تمسكًا بما سمع، من نحو: "صلى الله عليه الرءوف الرحيم"، وغيره يجعله بدلًا، ومنها ما ينعت ولا ينعت به، كالعلم، ومنها ما ينعت به ولا ينعت، كـ"أي"، نحو: "مررت بفارسٍ أيِّ فارسٍ"، ولا يقال: جاءني أيُّ فارس، والله أعلم.

_ 1 إبراهيم: 1، 2. 2 غافر: 28. 3 الأنعام: 92. 4 المائدة: 54.

التوكيد

التوكيد: هو في الأصل مصدر، ويسمى به التابع المخصوص، ويقال: أكد تأكيدًا، ووكد توكيدًا، وهو بالواو أكثر. "نوعا التوكيد": وهو على نوعين: لفظي وسيأتي، ومعنوي، وهو: التابع الرافع احتمال إرادة غير الظاهر، وله ألفاظ أشار إليها بقوله: "التوكيد بالنفس أو بالعين": 520- بالنفس أو بالعين الاسم أكدا ... مع ضمير طابق المؤكدا 521- وأجمعهما بأفعل إن تبعا ... ما ليس واحدًا تكن متبعا "بالنفس أو بالعين الاسم أكدا ... مع ضمير طابق المؤكدا" أي في الإفراد والتذكير وفروعهما، فتقول: "جاء زيد نفسه، أو عينه، أو نفسه عينه" فتجمع بينهما، والمراد حقيقته، وتقول: "جاءت هند نفسها أو عينها" وهكذا، ويجوز جرهما بباء زائدة فتقول: "جاء زيد بنفسه وهند بعينها". "واجمعهما" أي النفس والعين "بأفعل إن تبعا ما ليس واحدًا تكن متبعًا" فتقول: "قام الزيدان أو الهندان أنفسُهما أو أعينُهما، وقام الزيدون أنفسُهم أو أعينُهم، والهندات

أنفسُهن أو أعينُهن" ولا يجوز أن يؤكد بهما مجموعين على "نفوس" و"عيون"، ولا على "أعيان"، فعبارته هنا أحسن من قوله في التسهيل: "جمع قلة" فإن "عينًا" تجمع جمع قلة على "أعيان"، ولا يؤكد به. تنبيه: ما أفهمه كلامه من منع مجيء "النفس" و"العين" مؤكدًا بهما غير الواحد -وهو المثنى والمجموع- غير مجموعين على "أفعل" هو كذلك في المجموع. وأما المثنى فقال الشارح -بعد ذكره أن الجمع فيه هو المختار- ويجوز فيه أيضًا الإفراد، والتثنية. قال أبو حيان: ووهم في ذلك؛ إذا لم يقل أحد من النحويين به. وفيما قاله أبو حيان نظر، فقد قال ابن إياز في شرح الفصول، ولو قلت: "نفساهما" لجاز، فصرح بجواز التثنية. وقد صرح النحاة بأن كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه يجوز فيه الجمع، والإفراد، والتثنية، والمختار الجمع، نحو: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} 1 ويترجح الإفراد على التثنية عند الناظم، وعند غيره بالعكس، وكلاهما مسموع كقوله "من الطويل": 796- حمامة بطن الواديين ترنمي ... "سقاك من الغر الغوادي مطيرها"

_ 1 التحريم: 4. 796- التخريج: البيت للشماخ في ملحق ديوانه ص438، 440؛ والمقاصد النحوية 4/ 86؛ وللمجنون في ديوانه ص113؛ ولتوبة بن الحمير في الأغاني 11/ 98؛ والدرر 1/ 154؛ والشعر والشعراء 1/ 453؛ وبلا نسبة في المقرب 2/ 129؛ وهمع الهوامع 1/ 51. اللغة: الترنم: مد الصوت للتطريب. الغوادي: ج الغادية، وهي التي تجيء عند الغداة. المطير: الماء. الإعراب: حمامة: منادي منصوب، وهو مضاف. بطن: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الواديين. مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. ترنمي: فعل أمر مبني على حذف النون، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. سقاك: فعل ماض، و"الكاف": ضمير متصل فيمحل نصب مفعول به. من الغر: جار ومجرور متعلقان بـ"سقاك". الغوادي. نعت "الغر" مجرور. مطيرها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ترنمي": استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة "سقاط: لا محل لها من الإعراب لأنها دعائية. الشاهد فيه قوله: "بطن الواديين" حيث ورد المضاف "بطن" مفردًا باللفظ، ومثنى بالمعنى لأن المضاف إليه مثنى "الواديين"، ولكل واد بطن. وذلك منعًا لاستثقال اللفظ، والأصل أن يقال: "حمامة بطني الواديين" كما أن المقصود من المعنى مفهوم لدى السامع.

وكقوله "من الرجز": 797- ومهمهين قذفين مرتين ... ظهراهما مثل ظهور الترسين "التوكيد بكل وجميع وكلا وكلتا": 522- وكلًّا اذكر في الشمول، وكلا ... كلتا، جميعًا بالضمير موصلا "وكلًّا اذكر في" التوكيد المسوق لقصد "الشمول" والإحاطة بأبعاض المتبوع، "وكلا" و"كلتا" و"جميعًا"، فلا يؤكد بهن إلا ما له أجزاء يصح وقوع بعضها موقعه، لرفع احتمال تقدير بعض مضاف إلى متبوعهن، نحو: "جاء الجيشُ كلُّه، أو جميعُه، والقبيلةُ كلُّها، أو جميعُها، والرجالُ كلُّهم، أو جميعُّهم، والهنداتُ كلُّهن، أو جميعُهن، والزيدان كلاهما، والهندان كلتاهما"؛ لجواز أن يكون الأصل: "جاء بعض الجيش، أو القبيلة، أو الرجال، أو الهندات، أو أحد الزيدين، أو إحدى الهندين". ولا يجوز "جاءني زيدٌ كلُّه" ولا "جميعُه" وكذا لا يجوز "اختصم الزيدان كلاهما"، ولا "الهندان كلتاهما" لامتناع التقدير المذكور.

_ 797- التخريج: الرجز لخطام المجاشعي في خزانة الأدب 2/ 314؛ والدرر 1/ 116، 118، 166؛ وشرح المفصل 4/ 156؛ والكتاب 2/ 48؛ ولسان العرب 2/ 89؛ "كرت"؛ وله أو لهميان بن قحافة في خزانة الأدب 7/ 544، 547؛ والمقاصد النحوية 4/ 89؛ ولهميان في الكتاب 3/ 622؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 302، 7/ 539، 572؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 194؛ وهمع الهوامع 1/ 40، 51. اللغة: المهمان: مثنى المهمه، وهو الصحراء المقفرة. القذف: بعيدة الأرجاء، واسعة. رجل مرت: ليس له شعر بحاجبيه. الترسين: مثنى الترس، وهو ما يتقى به ضربات السيف مثلًا. الإعراب: ومهمهين: "الواو": واو رب حرف جر زائد، و"مهمهين": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ. قذفين: نعت "مهمهين" مجرور باعتبار اللفظ. مرتين: نعت ثان لـ"مهمهين". ظهراهما: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مثل: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. ظهور: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الترسين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. وجملة المبتدأ في محل جر نعت لـ"مهمهين". الشاهد فيه قوله: "ظهراهما مثل ظهور الترسين" حيث ورد المضاف مثنى، والمضاف إليه مثنى أيضًا في قوله: "ظهراهما". وورد المضاف في "ظهور الترسين" جمعًا، والمضاف إليه مثنى، وهذا جائز لأن العرب تنزل المثنى منزلة الجمع، نحو قول الاثنين: "نحن فعلنا".

وأشار بقوله: "بالضمير موصلا" إلى أنه لا بد من اتصال ضمير المتبوع بهذه الألفاظ، ليحصل الربط بين التابع ومتبوعه كما رأيت، ولا يجوز حذف الضمير استغناء بنية الإضافة، خلافًا للفراء والزمخشري، ولا حجة في {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} 1 ولا قراءة بعضهم: "إنًّا كلًّا فيها" على أن المعنى: جميعه وكلنا، بل "جميعًا" حال "وكلًّا" بدل من اسم "إن" أو حال من الضمير المرفوع من "فيها". وذكر في التسهيل أنه قد يُستغنى عن الإضافة إلى الضمير بالإضافة إلى مثل الظاهر المؤكد بـ"كل"، وجعل منه قول كثير "من البسيط": 798- "كم قد ذكرتك لو أُجزى بذكركم" ... يا أشبه الناسِ كلِّ الناسِ بالقمرِ "التوكيد بعامة": 523- واستعملوا أيضًا ككل فاعله ... من عم في التوكيد مثل النافلة

_ 1 البقرة: 29. 798- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص145؛ وخزانة الأدب 9/ 35؛ وسمط اللآلي ص469؛ وشرح شواهد المغني 2/ 518؛ وشرح عمدة الحافظ ص557؛ ولكثير عزة في الدرر 6/ 33؛ والمقاصد النحوية 4/ 88؛ ولم أقع عليه في ديوان كثير. اللغة: أجزى: أثاب. المعنى: يا من هي أكثر الناس شبهًا بالقمر، لقد ذكرتك كثيرًا جدًّا، ولو كافأني ربي على كثرة ذكركم لأدخلني جنته، أو لو كافأتني عليه لواصلتني. الإعراب: كم: خبرية، في محل نصب على المفعولية المطلقة. قد: حرف تحقيق وتقريب. ذكرتك: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لو: حرف للتمني. أجزى: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". بذكركم: جار ومجرور متعلقان بـ"أجزى"، و"كم": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، يا أشبه: "يا": حرف نداء، "أشبه": منادى مضاف منصوب بالفتحة. الناس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. كل: توكيد لـ"الناس" مجرورة مثله بالكسرة. الناس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. بالقمر: جار ومجرور متعلقان بـ"أشبه". وجملة "كم قد ذكرتك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أجزى بذكركم": اعتراضية، أو استئنافية لا محل لها، فعل شرط جوابه محذوف. وجملة "النداء": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "يا أشبه الناس كل الناس" حيث أضاف "كل" المؤكدة إلى اسم ظاهر.

"واستعملوا أيضًا ككل" في الدلالة على الشمول اسمًا موازنًا "فاعله من عم في التوكيد" فقالوا: "جاء الجيش عامَّتُهُ، والقبيلة عامَّتُهَا، والزيدون عامَّتُهُم، والهندات عامَّتُهُن"، وعد هذا اللفظ "مثل النافلة" أي: الزائد على ما ذكره النحويون في هذا الباب، فإن أكثرهم أغفله، لكن ذكره سيبويه، وهو من أجلهم، فلا يكون حينئذ نافلة على ما ذكروه، فلعله إنما أراد أن التاء فيه مثلها في "النافلة" أي: تصلح مع المؤنث والمذكر، فتقول: "اشتريت العبد عامَّتَهُ" كما قال تعالى: {وَيَعْقُوبَ نَافِلَة} 1. تنبيه: خالف في "عامة" المبرد، وقال: إنما هي بمعنى "أكثرهم". "التوكيد بأجمع وأخواته": 524- وبعد كل أكدوا بأجمعا ... جمعا، أجمعين، ثم جُمَعَا فقالوا: "جاء الجيشُ كلُّه أجمعُ، والقبيلةُ كلُّها جمعاءُ، والزيدون كلُّهم أجمعون، والهندات كلُّهن جُمَعُ". 525- "ودون كل قد يجيء أجمع ... جمعاء أجمعون ثم جمع" المذكورات، نحو: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين} 2، {لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِين} 3 وهو قليل بالنسبة لما سبق. "التوكيد بأكثر وأخواته": وقد يتبع أجمع وأخواته، بأكْتَع وكَتْعاء وأَكْتَعين وكُتَع، وقد يتبع أكتع وأخواته، بأَبْصَع

_ 1 الأنبياء: 72. 2 الحجر: 39. 3 الحجر: 43.

وبَصْعاء وأَبْصَعين وبُصَع، فيقال: "جاء الجيشُ كلُّه أجمعُ أكتعُ أبصعُ، والقبيلةُ كلُّها جمعاءُ كتعاءُ بصعاءُ، والقومُ كلُّهم أجمعون أكتعون أبصعون، والهنداتُ كلُّهن جُمَعُ كُتَعُ بُصَعُ". وزاد الكوفيون بعد أبصع وأخواته أَبْتَع وبَتْعاء وأَبْتَعين وبُتَع. قال الشارح: ولا يجوز أن يُتعدى هذا الترتيب، وشذ قول بعضهم: "أجمع أبصع"، وأشذ منه قول الآخر "جمع بتع"، وربما أكد بأكتع وأكتعين غير مسبوقين بأجمع وأجمعين، ومنه قول الراجز: 799- يا ليتني كنت صبيًّا مرضعًا ... يحملني الذلفاء حولًا أكتعا إذا بكيت قبلتني أربعا ... إذًا ظللت الدهرَ أبكي أجمعَا

_ 799- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 35، 41، وخزانة الأدب 5/ 169؛ وشرح عمدة الحافظ ص562، 565؛ ولسان العرب 8/ 305 "كتع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 93؛ والمقرب 1/ 240؛ وهمع الهوامع 2/ 123، 124. اللغة: الذلفاء: اسم امرأة. الحول: العام. أكتعًا: كاملًا. الإعراب: "يا": حرف نداء، والمنادى محذوف. "ليتني": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم "ليت". "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان". "صبيًّا": خبر "كان" منصوب. "مرضعًا": نعت "صبيًّا" منصوب. "تحملني": فعل مضارع مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "الذلفاء" فاعل مرفوع. "حولًا": ظرف زمان متعلق بـ"تحمل". "أكتعًا": توكيد معنوي لـ"حولًا". "إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. "بكيت": فعل ماض، وهو فعل الشرط، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. "قبلتني": فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وهو جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي" "أربعًا": مفعول به ثان لـ"قبل"، أو نائب مفعول مطلق تقديره: "أربع" قبلات". "إذًا": حرف جواب. "ظللت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ظل". "الدهر": ظرف زمان متعلق بـ"أبكي". "أبكي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا" "أجمعا": توكيد معنوي لـ"الدهر". وجملة: "كنت صبيًّا ... " في محل رفع خبر "ليت". وجملة: "تحملني ... " في محل نصب نعت "صبيًّا". وجملة: "بكيت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "قبلتني" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة: "أبكي في محل نصب خبر "ظل". الشاهد فيه قوله: "الدهر ... أجمعا" حيث أكد "الدهر" بـ"أجمع" من غير أن يؤكده أولًا بـ"كل". وفي البيت شاهدان آخران: أولهما قوله: "حولًا أكتعا" حيث أكد النكرة المحدودة بـ"أكتعا" على المذهب الكوفي. والبصريون لا يجيزون تأكيد النكرة محدودة كانت أو غير محدودة. وثانيهما قوله: "الدهر أبكي أجمعًا" حيث فصل بين التوكيد والمؤكد بأجنبي.

وفي هذا الرجز أمور: إفراد "أكتع" عن "أجمع"، وتوكيد النكرة المحدودة، والتوكيد بـ"أجمع" غير مسبوق بـ"كل"، والفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد، ومثله في التنزيل: {وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} 1. تنبيهات: الأول: زعم الفراء أن "أجمعين" تفيد اتحاد الوقت، والصحيح أنها كـ"كل" في إفادة العموم مطلقًا، بدليل قوله تعالى: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين} 2. الثاني: إذا تكررت ألفاظ التوكيد فهي للمتبوع، وليس الثاني تأكيدًا للتأكيد. الثالث: لا يجوز في ألفاظ التوكيد القطع إلى الرفع، ولا إلى النصب. الرابع: لا يجوز عطف بعضها على بعض، فلا يقال: قام زيد نفسه وعينه"، ولا "جاء القوم كلهم وأجمعون" وأجازه بعضهم، وهو قول ابن الطراوة. الخامس: قال في التسهيل: وأجرى في التوكيد مجرى "كل" ما أفاد معناه من الضرع والزرع، والسهل والجبل، واليد والرجل، والبطن والظهر، يشير إلى قولهم: "مطرنا الضرعَ والزرعَ"، و"مطرنا السهلَ والجبلَ"، و"ضربت زيدًا اليدَ والرجلَ"، و"ضربته البطنَ والظهرَ". السادس: ألفاظ التوكيد معارف، أما ما أُضيف إلى الضمير فظاهر، وأما "أجمع" وتوابعه ففي تعريفه قولان: أحدهما: أنه بنية الإضافة، ونُسب لسيبويه، والآخر بالعلمية علق على معنى الإحاطة. 526- وإن يفد توكيد منكور قبل ... وعن نحاة البصرة المنع شمل "وإن يفد توكيد منكور" بواسطة كونه محدودًا، وكون التوكيد من ألفاظ الإحاطة

_ 1 الأحزاب: 51. 2 الحجر: 39.

"قبل" وفاقًا" للكوفيين والأخفش؛ تقول: "اعتكفت شهرًا كله"، ومنه قوله "من البسيط": 800- "لكنه شاقه أن قيل ذا رجب" ... يا ليت عدة حولٍ كلِّه رجبُ وقوله: "من الرجز": تحملني الذلفاء حولًا أكتعا1 وقوله "من الرجز": 801- قد صرت البكرة يومًا أجمعا

_ 800- التخريج: البيت لعبد الله بن مسلم الهذلي في شرح أشعار الهذليين 2/ 910؛ ومجالس ثعلب 2/ 407؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص190؛ والإنصاف ص450؛ وأوضح المسالك 2/ 332؛ وتذكرة النحاة ص640؛ وجمهرة اللغة ص525؛ وخزانة الأدب 5/ 170؛ وشرح التصريح 2/ 125؛ وشرح قطر الندى ص296؛ والمقاصد النحوية 4/ 96. اللغة والمعنى: شاقه: هيج شوقه. الحول: السنة. يقول: إنه في شهر رجب قد اشتد شوقه وهاج، فيا ليت جميع أشهر السنة رجب. الإعراب: لكنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير في محل نصب اسم "لكن". شاقه: فعل ماض، والهاء: في محل نصب مفعول به. أن: حرف مصدري. قيل: فعل ماض للمجهول. ذا: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ. رجب: خبر المبتدأ مرفوع. يا: حرف تنبيه. ليت: حرف مشبه بالفعل. ويجوز أن تكون "يا" حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره: "يا قوم". عدة: اسم "ليت" منصوب، وهو مضاف. حول: مضاف إليه مجرور. كله: توكيد معنوي لـ"حول" مجرور، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. رجب: خبر "ليت" مرفوع. وجملة "لكنه شاقه" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "شاقه" الفعلية في محل رفع خبر "لكن". وجملة "أن قيل" المؤولة بمصدر في محل رفع فاعل لـ"شاقه" تقديره: "شاقه قول الناس: هذا رجب". وجملة "ذا رجب" الاسمية في محل رفع نائب فاعل. وجملة "يا ليت" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "ليت عدة ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استثنافية. والشاهد فيه قوله: "حول كله" حيث أكد النكرة التي هي قوله: "حول" لما كانت النكرة محدودة؛ لأن "العام" معلوم الأول والآخر، وكان لفظ التوكيد من الألفاظ الدالة على الإحاطة، وهو قوله: "كله"، وتجويز ذلك هو مذهب الكوفيين. 1 تقدم بالرقم 799. 801- التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص291؛ والإنصاف 2/ 455؛ وخزانة الأدب 1/ 181، 5/ 169؛ والدرر 6/ 39؛ وشرح عمدة الحافظ ص565؛ وشرح المفصل 3/ 44، 45؛ =

"وعن نحاة البصرة المنع شمل"، أي: عم المفيد وغير المفيد، ولا يجوز: "صمت زمنًا كله"، ولا "شهرًا نفسه". "التوكيد بكلا وكلتا": 527- واغن بكلتا في مثنى وكلا ... عن وزن فعلاء ووزن أفعلا "واغن بكلتا في مثنى وكلا عن" تثنية "وزن فعلاء ووزن أفعلا" كما استغنى بتثنية "سي" عن تثنية "سواء"، فلا يجوز "جاء الزيدان أجمعان"، ولا "الهندان جمعاوان"، وأجاز ذلك الكوفيون والأخفش قياسًا معترفين بعدم السماع. تنبيهان: الأول: المشهور أن "كلا" للمذكر "وكلتا" للمؤنث، قال في التسهيل: وقد يُستغنى بـ"كليهما" عن "كلتيهما"، أشار بذلك إلى قوله "من الطويل": 802- يمت بقربى الزينبين كليهما ... "إليك، وقربى خالد وحبيب"

_ = والمقاصد النحوية 4/ 95؛ والمقرب 1/ 240؛ وهمع الهوامع 2/ 124. اللغة: صرت: صوتت. البكرة: ما يستقى عليها من البئر. الإعراب: "قد": حرف تحقيق "صرت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "البكرة": فاعل مرفوع. "يومًا": ظرف زمان متعلق بـ"صر" "أجمعا": توكيد معنوي لـ"يومًا". الشاهد فيه قوله: "يومًا أجمعا" حيث أكد النكرة المحدودة "أجمعا"، وهذا هو مذهب المدرسة الكوفية، والمدرسة البصرية تأباه. 802- التخريج: البيت لهشام بن معاوية في المقاصد النحوية 4/ 106؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص559؛ والمقرب 1/ 239. اللغة: يمت: يتقرب، يتوسل. الزينبين: مثنى "زينب"، وهي اسم امرأة. الإعراب: يمت: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". بقربى: جار ومجرور متعلقان بـ"يمت"، وهو مضاف. الزينبين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى. كليهما: توكيد لـ"الزينبين" مجرور بالياء لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. إليك: جار ومجرور متعلقان بـ"يمت". وقربى: "الواو": حرف عطف، و"قربى": معطوف على "قربى" الأولى مجرور، وهو مضاف. خالد: مضاف إليه مجرور. وحبيب: "الواو": حرف عطف، و"حبيب": معطوف على "خالد" مجرور بالكسرة. وجملة "يمت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "الزينبين كليهما" حيث أكد المثنى المؤنث "الزينبين" بمثنى مذكر، وذلك لأن المعنى مفهوم، أو التقدير أن "الزينبين" شخصان أو نحوهما مما هو مذكر.

وقال ابن عصفور: هو من تذكير المؤنث حملًا على المعنى للضرورة. كأنه قال: بقربى الشخصين. الثاني: ذكر في التسهيل أيضًا أنه قد يُستغنى عن "كليهما" و"كلتيهما" بـ"كلهما"؛ فيقال على هذا: "جاء الزيدان كلُّهما" و"الهندان كلُّهما". 528- وإن تؤكد الضمير المتصل ... بالنفس والعين فبعد المنفصل 529- عنيت ذا الرفع، وأكدوا بما ... سواهما، والقيد لن يلتزما "وإن تؤكد الضمير المتصل" مستترًا كان أو بارزًا "بالنفس والعين فبعد" الضمير "المنفصل" حتمًا "عنيت" المتصل "ذا الرفع"، نحو: "قم أنت نفسُك، أو عينُك، وقوموا أنتم أنفسُكم، أو أعينُكم"؛ فلا يجوز: قم نفسك، ولا قوموا أعينكم، بخلاف "قام الزيدون أنفسُهم" فيمتنع الضمير، وبخلاف "ضربتهم أنفسَهم، ومررت بهم أعينِهم" فالضمير جائز لا واجب. تنبيه: ما اقتضاه كلامه هنا من وجوب الفصل بالضمير المنفصل هو ما صرح به في شرح الكافية، ونص عليه غيره، وعبارة التسهيل تقتضي عدم الوجوب. ا. هـ. "التوكيد بغير النفس والعين": "وأكدوا بما سواهما" أي بما سوى " النفس" و"العين" "والقيد" المذكور "لن يلتزما" فالوا: "قوموا كلُّكم، وجاءوا كلُّهم" من غير فصل بالضمير المنفصل، ولو قلت: "قوموا أنتم كلكم، وجاءوا كلهم" لكان حسنًا. "التوكيد اللفظي": 530- وما من التوكيد لفظي يجي ... مكررًا كقولك: "ادرجي ادرجي"

"وما من التوكيد لفظي يجي مكررًا" "ما": مبتدأ موصول، و"لفظي": خبر مبتدأ محذوف هو العائد، والمبتدأ مع خبره صلة "ما"، وجاز حذف صدر الصلة -وهو العائد- للطول بالجار والمجرور، وهو متعلق باستقرار على أنه حال من الضمير المستتر في الخبر؛ إذ هو في تأويل المشتق، و"مكررًا": حال من فاعل "يجي" المستتر، وجملة "يجي" خبر الموصول: أي النوع الثاني من نوعي التوكيد، وهو التوكيد اللفظي، هو: إعادة اللفظ أو تقويته بموافقه معنى، كذا عرفه في التسهيل، فالأول يكون في الاسم، والفعل، والحرف، والمركب غير الجملة، والجملة، نحو: "جاء زيد زيد"، "ونكاحها باطل باطل باطل"، وقوله "من الطويل": 803- فإياك إياك المراءَ؛ فإنه ... إلى الشر دعاء وللشر جالب ونحو: "قام قام زيد"، ونحو: "نعم نعم"، وكقوله "من الطويل": 804- "فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم" ... فحتام حتام العناء المطول؟

_ 803- التخريج: البيت للفضل بن عبد الرحمن في إنباه الرواة 4/ 76؛ وخزانة الأدب 3/ 63؛ ومعجم الشعراء ص310؛ وله أو للعرزمي في حماسة البحتري ص253؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص686؛ والخصائص 3/ 102؛ ورصف المباني ص137 وشرح التصريح 2/ 128؛ وشرح المفصل 2/ 25؛ والكتاب 1/ 279؛ وكتاب اللامات ص70؛ ولسان العرب 15/ 441 "أيا"؛ ومغني اللبيب ص679؛ والمقاصد النحوية 4/ 113، 308؛ والمقتضب 3/ 213. شرح المفردات: المراء: الجدال والمنازعة. جالب: مسبب. المعنى: ينصح الشاعر بعدم المراء لأنه مسبب للشر. الإعراب: "فإياك": الفاء بحسب ما قبلها، "إياك": ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به لفعل التحذير المحذوف. "إياك": توكيد لفظي للسابق. "المراء": مفعول به ثان تقديره "جنب نفسك المراء"، أو اسم منصوب على نزع الخافض تقديره: "باعد نفسك عن المراء". "فإنه": الفاء استئنافية، "إنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم "إن" "إلى الشر": جار ومجرور متعلقان بـ"دعاء". "دعاء": خبر "إن" مرفوع. "وللشر": الواو حرف عطف، "للشر" جار ومجرور متعلقان بـ"جالب". "جالب": معطوف على "دعاء" مرفوع. وجملة: " ... إياك" بحسب ما قبلها. وجملة "إنه دعاء" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "إياك إياك" حيث كرر الضمير المنفصل جاعلًا من الثاني توكيدًا لفظيًّا للأول. 804- التخريج: البيت للكميت في الدرر 6/ 46؛ وشرح شواهد المغني 2/ 709؛ وشرح عمدة الحافظ ص571؛ والمقاصد النحوية 4/ 111؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 73؛ ولسان العرب 12/ 563 "لوم"؛ وهمع الهوامع 2/ 125. =

والجملة "كقولك أدرجي أدرجي" وقوله "من الهزج": 805- "لك الله على ذاك" ... لك الله لك الله والثاني كقوله "من الرمل": 806- أنت بالخير حقيق قمن

_ = اللغة: الوالي: الحاكم. المكث: طول الإقامة. العناء: التعب. المعنى: لقد حكموا بالشر، وطال حكمهم، وإقامتهم على الرقاب، فإلى متى نعاني من ظلمهم وشرهم. الإعراب: فتلك: "الفاء": حسب ما قبلها، و"التاء": اسم إشارة في محل رفع مبتدأ، و"اللام" للعبد، و"الكاف": للخطاب. ولاة: بدل من "تلك" مرفوع بالضمة وهو مضاف. السوء: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. قد طال: "قد": حرف تحقيق، و"طال": فعل ماض مبني على الفتح. مكثهم: فاعل مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"مكث": مضاف، و"الميم": للجماعة. فحتام: "الفاء": استئنافية، "حتام"، "حتى": حرف جر "م": اسم استفهام مبني على السكون المقدرة على الألف المحذوفة في محل جر بـ"حتى"، والجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. حتام: توكيد لفظي لما قبلهما. العناء: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. المطول: صفة مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة: "تلك ولاة السوء قد طال مكثهم": ابتدائية لا محل لها. وجملة "قد طال مكثهم": خبرية محلها الرفع. وجملة "حتام العناء المطول": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "حتام" فقد حذف ألف "ما" الاستفهامية بعد الجر وهذا واجب للتمييز بينها وبين ما الخبرية الموصولية. 805- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 48؛ وشرح عمدة الحافظ 573؛ والمقاصد النحوية 4/ 97؛ وهمع الهوامع 2/ 125. اللغة: لك الله: دعاء بالمساعدة والعون. الإعراب: لك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف للمبتدأ. الله: مبتدأ مؤخر مرفوع. على ذاك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. لك الله: توكيد للأولى. ولك الله: تأكيد للأولى. الشاهد: قوله: "لك الله لك الله" حيث جاءت الجملة الثانية تأكيدًا للأولى. 806- التخريج: الشطر بلا نسبة في الدرر 6/ 42؛ وهمع الهوامع 2/ 125. الغلة: قمن: جدير. الإعراب: أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بالخير: جار ومجرور متعلقان بـ"حقيق". حقيق: خبر المبتدأ مرفوع. قمن: توكيد لـ"حقيق" مرفوع. الشاهد فيه قوله: "حقيق قمن" حيث أكد "حقيق" بمرادف له وهو "قمن".

وقوله "من الطويل": 807- وقلن على الفردوس أول مشرب ... أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره وقوله "من الكامل": 808- "فرت يهود وأسلمت جيرانها" ... صمي لما فعلت يهود صمام

_ 807- التخريج: البيت لمضرس بن ربعي في ديوانه ص76؛ وخزانة الأدب 10/ 103، 106، 107؛ وشرح شواهد المغني 1/ 362؛ والمقاصد النحوية 4/ 98؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص360؛ وجواهر الأدب ص373؛ والدرر 6/ 43؛ وشرح المفصل 8/ 122، 124، ولسان العرب 4/ 156 "جير"، 4/ 287 "دعثر". اللغة: الفردوس: ما لبني تميم، وهو اسم لأعلى مكان في الجنة. المشرب: اسم مكان من الشرب. أجل وجبر ونعم: حروف جواب. أبيحت: حللت، سمح بها. الدعائر: تجمع دعثور وهو الحوض المتهدم. المعنى: قالت النسوة سنرد على ماء بني تميم لنشرب أولًا، فقلت لهن: إن سمح لكن بالاقتراب من أحواضها المتهدمة بعد القتال. الإعراب: وقلن: "الواو": بحسب ما قبلها، "قلن": فعل ماض مبني على السكون و"النون" ضمير متصل في محل رفع فاعل. على الفردوس: جار ومجرور متعلقان بخبر "أول" المحذوف بتقدير "أول مشرب هو على الفردوس" أول: مبتدأ مرفوع بالضمة. مشرب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. أجل: حرف جواب. جير: حرف جواب في محل توكيد لـ"أجل". إن: حرف شرط جازم. كانت: فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، و"التاء": للتأنيث، واسمها ضمير مستتر تقديره "هي" أبيحت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. دعاثره: نائب فاعل مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، أو اسم لـ"كان" على ما يعرف بالتنازع. وجملة "وقلت": بحسب ما قبلها، أو ابتدائية لا محل لها. وجملة "أول مشرب هو على الفردوس": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "فقلت: أجل": استئنافية لا محل لها. وجملة "أبيحت دعاثره": في محل نصب خبر "كانت". وجملة "إن كانت ... " حالية محلها النصب. وجملة "كانت ... " جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "أجل جير" حيث أكد "أجل" بـ"جير"، وهذا رده على من زعم أن "جير" بمعنى حقًّا، فهي حرف جواب بمعنى "نعم". 808- التخريج: البيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص61؛ وشرح شواهد الإيضاح ص437؛ ولسان العرب 3/ 439 "هود"، 12/ 345 "صمم"؛ ومجالس ثعلب ص589؛ والمقاصد النحوية 4/ 112. اللغة: صمي صمام: أخرسي يا داهية. الإعراب: فرت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. يهود: فاعل مرفوع. وأسلمت: "الواو": حرف عطف، "أسلمت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. جيرانها: =

ومنه توكيد الضمير المتصل بالمنفصل. تنبيه: الأكثر في التوكيد اللفظي أن يكون في الجمل، وكثيرًا ما يقترن بعاطف، نحو: {كَلَّا سَيَعْلَمُون} 1 الآية، ونحو: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} 2، ونحو: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ، ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} 3 الآية، ويأتي بدونه، نحو قوله عليه الصلاة والسلام: "والله لأغزون قريشًا" ثلاث مرات، ويجب الترك عند إيهام التعدد، نحو: "ضربت زيدًا، ضربت زيدًا"، ولو قيل: "ثم ضربت زيدًا" لتوهم أن الضرب تكرر منك مرتين تراخت إحداهما عن الأخرى، والغرض أنه لم يقع منك إلا مرة واحدة. ا. هـ. 531- "ولا تعد لفظ ضمير متصل ... إلا مع اللفظ الذي به وصل" فتقول: "قمت قمت"، و"عجبت منك منك"؛ لأن إعادته مجردًا تخرجه عن الاتصال. 532- "كذا الحروف غير ما تحصلا ... به جواب كنعم وكبلى" و"أجل"، و"جير"، و"إي"، و"لا"؛ لكونها كالجزء من مصحوبها. فيعاد مع المؤكد ما اتصل بالمؤكد إن كان مضمرًا، نحو: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} 4 ويعاد هو أو ضميره إن كان ظاهرًا، نحو: "إن زيدًا

_ = مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. صمي: فعل أمر، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. لما: جار ومجرور متعلقان بـ"صمي". فعلت: فعل ماض، و"التاء" للتأنيث. يهود: فاعل مرفوع بالضمة. صمام: اسم فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". وجملة "فرت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أسلمت": معطوفة على سابقتها. وجملة "صمي": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فعلت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "صمام": توكيد لـ"صمي". الشاهد: قوله: "صمي صمام" حيث وردت جملة "صمام" توكيدًا لجملة "صمي". 1 النبأ: 4. 2 القيامة: 34. 3 الانفطار: 17، 18. 4 المؤمنون: 35.

إن زيدًا فاضل" أو "إن زيدًا إنه فاضل" وهو الأولى، ولا بد من الفصل بين الحرفين كما رأيت. وشذ اتصالهما، كقوله "من الخفيف": 809- إن إن الكريم يحلم ما لم ... يرين من أجاره قد ضيما وأسهل منه قوله "من الرجز": 810- حتى تراها وكأن وكأن ... أعناقها مشددات بقرن

_ 809- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 54؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية 4/ 107؛ وهمع الهوامع 2/ 125. شرح المفردات: الكريم: هنا الذي يأبى الضيم. بحلم: يتعقل أجار: أغاث. ضيم: ظلم. المعنى: يقول: إن الرجل الأبي يستعمل العقل والأناة في أموره إلا إذا ظُلم من استجاره، أي لا يتخلى عن رزانته إلا إذا بُخس حق من استجار به. الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "إن": توكيد لفظي للأولى. "الكريم": اسم "إن" منصوب "بحلم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "ما": حرف مصدري. "لم": حرف نفي. "يرين": فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم بـ"لم"، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو". "من": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "أجاره": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو"، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "قد": حرف تحقيق. "ضيما": فعل ماض للمجهول والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". وجملة: "إن الكريم يحلم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يحلم" في محل رفع خبر "إن". والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل "يحلم". وجملة: "لم يرين" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أجاره" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب، وجملة "ضيما" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "إن إن" حيث أكد "إن" الأولى توكيدًا لفظيًّا بتكرير لفظها من غير أن يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد مع أن "إن" ليست من حروف الجواب، والتوكيد على هذا الوجه شاذ. 810- التخريج: الرجز لخطام المجاشعي أو للأغلب العجلي في الدرر 6/ 50؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية 4/ 100؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 342؛ وشرح التصريح 1/ 371؛ وهمع الهوامع 2/ 125. شرح المفردات: القرن: الحبل. المعنى: يصف الراجز سير إبل تُستحث للإسراع فرفعت أعناقها متساوية في سيرها وكأنها شدب أعناقها بحبل. =

وقوله "من الخفيف": 811- ليت شعري هل ثم هل آتينهم ... "أم يحولن دون ذاك الحمام"

_ = الإعراب: "حتى": حرف جر وغاية. "تراها": فعل ماض مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت"، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "وكأن": الواو حالية، "كأن": حرف مشبه بالفعل. "وكأن": توكيد لفظي للأولى. "أعناقها": اسم "كأن" منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "مشددات": خبر "كأن" مرفوع. "بقرن": جار ومجرور متعلقان بـ"مشددات". وجملة: "تراها" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "وكأن أعتاقها ... " في محل نصب حال. الشاهد قوله: "وكأن وكأن" حيث أكد "كأن" التي هي حرف تشبيه توكيدًا لفظيًّا بتكرير لفظها "مخففة" من غير أن يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد. 811- التخريج: البيت للكميت بن معروف في الدرر 6/ 52؛ وشرح شواهد المغني 2/ 771؛ والمقاصد النحوية 4/ 109؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص334، 406؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 684، وهمع الهوامع 2/ 125. ويروى "الردى" مكان "الحمام". اللغة: الحِمام: بكسر الحاء الموت وانتهاء الأجل. المعنى: ليتني أعرف وأعلم هل يقدر لي الوصول إلى أحبتي والاجتماع بهم أو يحول الموت دون ذلك، ويمنع من ملاقاتهم. الإعراب: ليت: حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وخبر ليت محذوف تقديره: حاصل أو موجود. هل: حرف استفهام. ثم: حرف عطف. هل: حرف استفهام معطوف على ما قبله. آتينهم: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الميم": للجمع والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنا. أو: حرف عطف. يحولن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة. دون: مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل يحولن. ذاك: "ذا": اسم إشارة في محل جر بالإضافة، و"الكاف": للخطاب. الحمام: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وجملة "ليت شعري مع خبرها المحذوف": ابتدائية لا محل لها. والجملة: المحذوفة بعد هل الأولى في مح نصب مفعول به. وجملة "آتينهم" معطوفة على سابقتها في محل نصب. وجملة "يحولن الحمام": معطوفة على سابقتها في محل نصب. الشاهد فيه قوله: "هل ثم هل آتينهم" حيث أكد الحرف غير الجوابي "هل" توكيدًا لفظيًّا، وفصل بين المؤكَّد والمؤكِّد بـ"ثمَّ" ويبقى هذا من الشاذ لأنه لم يأت بمدخول المؤكَّد والقياس أن يقول "هل آتينهم ثم هل آتينهم".

وقوله "من الرجز": 812- لا ينسك الأسى تأسيًا فما ... ما من حمام أحد معتصما للفصل في الأولين بالعاطف، وفي الثالث بالوقف. وأشذ منه قوله "من الوافر": 813- فلا والله لا يلفى لما بي ... ولا للما بهم أبدًا دواء

_ 812- التخريج: الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص278؛ وحاشية يس 2/ 130؛ وخزانة الأدب 4/ 120؛ والجني الداني ص328؛ والدرر 2/ 102، 103، 6/ 52؛ والمقاصد النحوية 4/ 110؛ وهمع الهوامع 1/ 124، 2/ 125. اللغة: الأسى: الحزن. التاسي: التصبر. الحمام: الموت. المعتصم: الممتنع. المعنى: يوصي الشاعر مخاطبه بقوله: لا تنس بأن تكون صبورًا على مصائب الدهر، وأن ليس لأحد ملجأ يمنع عنه الموت. الإعراب: لا: ناهية جازمة. ينسك: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به. الأسى: فاعل مرفوع. تأسيًا: مفعول به ثان منصوب. فما: "الفاء": تعليلية، و"ما": من أخوات "ليس". ما: توكيد للأولى. من حمام: جار ومجرور متعلقان بـ"معتصما". أحد: اسم "ما" مرفوع. معتصما: خبر "ما" منصوب. وجملة "لا ينسك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما ما من حمام ... ": تعليلية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "فما ما من حمام" حيث أكد الشاعر "ما" الحجازية بـ"ما" توكيدًا لفظيًّا من غير فاصل. 813- التخريج: البيت لمسلم بن معبد الوالبي في خزانة الأدب 2/ 308، 312، 5/ 157، 9/ 528، 534، 10/ 191، 11/ 267، 287، 330؛ والدرر 5/ 147، 6/ 53، 256؛ وشرح شواهد المغني ص773؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص571؛ والجني الداني ص80، 345؛ والخصائص 2/ 282؛ ورصف المباني ص202، 248، 255، 259؛ وسر صناعة الإعراب ص282، 332؛ وشرح التصريح 2/ 130، 230؛ والصاحبي في فقه اللغة ص56؛ والمحتسب 2/ 256؛ ومغني اللبيب ص181؛ والمقاصد النحوية 4/ 102؛ والمقرب 1/ 338؛ وهمع الهوامع 2/ 125، 158. شرح المفردات: أُلفي: وجد. لما بي: أي للذي عندي من الحقد عليهم. لما بهم: أي للذي عندهم من الحقد أيضًا. دواء: علاج. المعنى: يقول: ليس هناك من علاج لما ملأ قلبي وقلوبهم من حقد وضغينة. الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": حرف نفي. "والله": جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. "لا": حرف نفي. "يلفى": فعل مضارع للمجهول. "لما": جار ومجرور متعلقان =

لكون الحرف المؤكد، وهو اللام، موضوعًا على حرف واحد. وأسهل من هذا قوله "من الطويل": 814- فأصبحن لا يسألنه عن بما به ... "أصعد في علو الهوى أم تصوبا؟ " لأن المؤكَّد على حرفين، ولاختلاف اللفظين.

_ = بـ"يلفى". "بي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول المقدر بـ"استقر". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "للما": اللام الأولى حرف جر، واللام الثانية توكيد لفظي للأولى. "ما": اسم موصول مبني في محل جر بحرف الجر. "بهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول المقدر بـ"استقر". "أبدًا": ظرف زمان منصوب. متعلق بـ"يلفى". "دواء": نائب فاعل مرفوع. وجملة: "والله" ابتدائية. وجملة: "لا يلفى" جواب القسم. وجملة "استقر بي" المحذوفة صلة الموصول. وجملة: "استقر بهم" مثلها. الشاهد قوله: "للما بي" حيث أكد الشاعر اللام الجار، وهي حرف غير جوابي، توكيدًا لفظيًّا، فأعادها بنفس لفظها الأول من غير أن يفصل بين المؤكد والتوكيد. والتوكيد على هذا الشكل شاذ. 814- التخريج: البيت للأسود بن البيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص21؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية 4/ 103؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 527، 529، 11/ 142؛ والدرر 4/ 105، 147، وسر صناعة الإعراب ص136؛ وشرح شواهد المغني ص774؛ ولسان العرب 3/ 251 "صعد"؛ ومغني اللبيب ص354؛ وهمع الهوامع 2/ 22، 30، 78، 158. شرح المفردات: صعد: ارتفع. تصوب: انحدر. المعنى: يصف الشاعر نفسه بعد أن ضعفت همته ووخطه الشيب بأن النساء لم يعدن يكترثن به، ولا يسألنه عما حل به سواء أشتد به الهوى أم خفت صوته. الإعراب: "فأصبح": الفاء بحسب ما قبلها، "أصبح": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "لا": حرف نفي. "يسألنه": فعل مضارع مبني على السكون، والنون ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به. "عن": حرف جر. "بما": الباء حرف جر توكيد لفظي لـ"عن". "ما": اسم موصول مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"يسأل". "به": جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول تقديره: استقر. "أصعد": الهمزة للاستفهام، "صعد": فعل ماض، وفاعله "هو". "في علو": جار ومجرور متعلقان بـ"صعد"، وهو مضاف. "الهوى": مضاف إليه. "أم": حرف عطف. "تصوبا": كإعراب "صعد"، والألف للإطلاق. وجملة: "أصبح ... " بحسب ما قبلها. وجملة "لا يسألنه" في محل نصب خبر "أصبح". وجملة: "استقر به" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أصعد" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تصوب" معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد: قوله: "عن بما" حيث أكد حرف الجر "عن" توكيدًا لفظيًّا بإعادة لفظ مرادف له، وهو الباء التي هي بمعنى "عن" والمتصلة بـ"ما" الموصولية. والتوكيد على هذا النحو شاذ عند ابن مالك، وابن عصفور؛ لأنه لم يفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد، مع أن الحرف المؤكّد ليس من أحرف الجواب، والقياس القول: "عما بما".

أما الحروف الجوابية فيجوز أن تؤكد بإعادة اللفظ من غير اتصالها بشيء؛ لأنها لصحة الاستغناء بها عن ذكر المجاب به هي كالمستقل بالدلالة على معناه، فتقول: نعم نعم، وبلى بلى، ولا لا، ومنه قوله "من الكامل": 815- لا لا أبوح بحب بثنة؛ إنها ... أخذت عليَّ مواثقًا وعهودا 533- "ومضمر الرفع الذي قد انفصل ... أكِّد به كل ضمير اتصل" نحو: قم أنت، ورأيتك أنت، ومررت بك أنت، وزيد جاء هو، ورأيتني أنا. تنبيه: إذا أتبعت المتصل المنصوب بمنفصل منصوب، نحو "رأيتك إياك"، فمذهب

_ 815- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص58؛ وخزانة الأدب 5/ 159؛ والدرر 6/ 47؛ وشرح التصريح 2/ 129؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 338؛ والمقاصد النحوية 4/ 114؛ وهمع الهوامع 2/ 125. اللغة: شرح المفردات: باح بالحب: أظهره. بثنة: تصغرها بثينة، وهي حبيبة جميل بن معمر. المواثق: ج الموثق، وهو العهد الذي توثق به كلامك، وتلتزم به. المعنى: يقول: إنه لن يظهر محبته لبثينة أمام الناس، وقد تعهد ذلك صوتًا لكرامتها. الإعراب: لا: حرف نفي. لا: توكيد لفظي لسابقتها، أبوح: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". بحب: الباء حرف جر، "حب": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أبوح"، وهو مضاف. بثنة: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعملية والتأنيث. إنها: حرف مشبه بالفعل، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". أخذت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". عليّ: حرف جر، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أخذت". مواثقًا: مفعول به منصوب بالفتحة، ومن حقه المنع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع وقد صرفه الشاعر للضرورة الشعرية. وعهودًا: الواو حرف عطف، "عهودًا" معطوف على "مواثقًا" منصوب بالفتحة. وجملة: "لا لا أبوح ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "إنها أخذت ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخذت" في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "لا لا" حيث أكد الحرف "لا" توكيدًا لفظيًّا.

البصريين أنه بدل، ومذهب الكوفيين أنه توكيد. قال المصنف: وقولهم عندي أصح؛ لأن نسبة المنصوب المنفصل من المنصوب المتصل كنسبة المرفوع المنفصل من المرفوع المتصل في نحو: "فعلت أنت" والمرفوع تأكيد بإجماع. خاتمة: في مسائل منثورة: الأولى: لا يُحذف المؤكَّد ويقام المؤكِّد مقامه، على الأصح، وأجاز الخليل، نحو: "مررت بزيد، وأتاني أخوه أنفسُهما" وقدره: هما صاحباي أنفسهما. الثانية: لا يُفصل بين المؤكَّد والمؤكِّد بـ"إما"، على الأصح، وأجاز الفراء: "مررت بالقوم إما أجمعين وإما بعضهم". الثالثة: لا يلي العامل شيء من ألفاظ التوكيد، وهو على حاله في التوكيد، إلا "جميعًا" و"عامة" مطلقًا، فتقول: "القوم قام جميعُهم وعامتُهم"، و"رأيت جميعَهم وعامتَهم"، و"مررت بجميعِهم وعامتِهم"، وإلا "كُلًّا"، و"كِلَا"، و"كِلْتَا": مع الابتداء بكثرة، ومع غيره بقلة، فالأول، نحو: "القوم كلُّهم قائم"، و"الرجلان كلاهما قائم"، و"المرأتان كلتاهما قائمة"، والثاني كقوله "من الطويل": 816- يميد إذا والت عليه دلاؤهم ... فيصدر عنه كلها وهو ناهل

_ 816- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص506؛ وشرح عمدة الحافظ ص575؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 132؛ وشرح شواهد المغني 2/ 512؛ وهمع الهوامع 2/ 73. اللغة: يميد: يضطرب ويتحرك. الدلاء: جمع دلو وهو الوعاء الذي كانوا يستخرجون به الماء من الآبار. يصدر: يبتعد عن الماء. ناهل: عطشان وريان "من الأضداد". المعنى: يصف ماء بئر بأنها تتحرك عندما تتحرك الدلاء نزولًا وصعودًا، ويملؤها جميعها فكأنها ريانة منه. الإعراب: يميد: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". إذ: ظرف زمان في محل نصب مفعول فيه متعلق بالفعل "يميد". مادت: فعل ماض مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. عليه: جار ومجرور متعلقان بـ"مادت". دلاؤهم: فاعل مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فيصدر: "الفاء": للعطف، "يصدر": فعل مضارع مرفوع بالضمة. عنه: جار ومجرو متعلقان بـ"يصدر". كلها: "كل": فاعل "يصدر" مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. وهو: "الواو": حالية، "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ناهل: خبر مرفوع بالضمة. وجملة "يميد": صفة لماء البئر المذكور قبلًا. وجملة "مادت": في محل جر بالإضافة. وجملة "فيصدر": معطوفة على جملة "يميد". وجملة "وهو ناهل": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "فيصدر كلها" حيث جاءت "كل" المضافة إلى ضمير، والتي أصلها أن تستعمل كتوكيد لما قبلها، جاءت في غير توكيد، بل جاءت فاعلًا، وهذا الاستعمال قليل.

وقولهم: "كليهما وتمرًا"1، أي: أعطني كليهما، وأما قوله "من الطويل": 817- فلما تبينا الهدى كان كلنا ... على طاعة الرحمن والحق والثقى فاسم "كان" ضمير الشأن لا "كلنا". الرابعة: يلزم تابعية "كل" بمعنى كامل، وإضافته إلى مثل متبوعه مطلقًا نعتًا لا توكيدًا، نحو: "رأيت الرجل كلَّ الرجلِ"، و"أكلت شاة كلَّ شاة". الخامسة: يلزم اعتبار المعنى في خبر "كل" مضافًا إلى نكرة، نحو: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَة

_ 1 هذا مثل وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 147؛ والفاخر ص149؛ وفصل المقال ص110؛ وكتاب الأمثال ص200؛ والمستقصى 2/ 231؛ ومجمع الأمثال 2/ 151، 287. ويروى: "كلاهما "أو: كلتاهما" وتمرًا". قال ذلك رجل مر بإنسان وبين يديه زيد وسنام وتمر، فقال له الرجل: أنلني مما بين يديك. قال: أيهما أحب إليك؛ زبد أم سنام؟ فقال الرجل: كلاهما وتمرًا، أي: كلاهما أريد، وأريد تمرًا. يضرب في كل موضع خير فيه الرجل بين شيئين، وهو يريدهما معًا. 817- التخريج: البيت للإمام علي بن أبي طالب في ديوانه ص11؛ وشرح شواهد المغني 2/ 521. اللغة: الهدى: الحق والرشاد. المعنى: فعندما عرفنا الحق والصواب اتبعناه، وكنا جميعًا خاضعين لرب العالمين الرحمن الرحيم، متبعين لدينه القويم، متقين من عذابه العظيم. الإعراب: فلما: "الفاء": بحسب ما قبلها، "لما": مفعول فيه ظرف زمان محله النصب يتضمن معنى الشرط عند بعضهم، ويتعلق بجوابه. تبينا: فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل. الهدى: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف. كان: فعل ماض ناقص. كلنا: "كل": اسم كان مرفوع بالضمة، و"نا": ضميرمتصل في محل جر مضاف إليه، وخبرها محذوف بتقدير "كان كلنا مقبلًا على طاعة الرحمن". على طاعة: جار ومجرور متعلقان بخبر "كان" المحذوف. الرحمن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والحق: "الواو": للعطف، "الحق": معطوف على "الرحمن" مجرور بالكسرة. والتقى: حرف عطف ومعطوف مجرور بالكسرة. وجملة "فلما تبينا كان محلنا" بحسب ما قبلها. وجملة "تبينا" مضاف إليه محلها الجر. وجملة "كان كلنا ... ": جواب شرط غير جازم لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "كان كلنا": حيث جاءت "كل" اسمًا لـ"كان" الناقصة، كما جاءت فاعلًا لـ"يصدر" في البيت السابق، وهو قليل، وهذا برأيي أفضل وأقرب منطقًا من تقدير ضمير شأن محذوف اسمًا لـ"كان" وجعل "كل" مبتدأ خبره محذوف، والجملة الاسمية في محل نصب خبر لـ"كان".

الْمَوْتِ} 1، {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون} 2 ولا يلزم مضافًا إلى معرفة، فتقول: "كلهم ذاهب، وذاهبون" والله أعلم.

_ 1 آل عمران: 185. 2 الروم: 32.

العطف

العطف: "تعريف عطف البيان": 534- العطف: إما ذو بيان، أو نسق ... والغرض الآن بيان ما سبق 535- فذو البيان: تابع، شبه الصفه ... حقيقة القصد به منكشفه "العطف إما ذو بيان أو نسق ... والغرض الآن بيان ما سبق" وهو عطف البيان. "فذو البيان تابع شبه الصفة ... حقيقة القصد به منكشفه" فتابع: جنس يشمل جمع التوابع، وشبه الصفة: مخرج لعطف النسق والبدل والتوكيد، وحقيقة القصد إلى آخره: لإخراج النعت، أي: إنه فارق النعت من حيث إنه يكشف المتبوع بنفسه لا بمعنى في المتبوع ولا في سببيه. 536- فأولينه من وفاق الأول ... ما من وفاق الأول النعت ولي "فأولينه من وفاق الأول" وهو المتبوع "ما من وفاق الأول النعت ولي" وذلك أربعة من عشرة: أوجه الإعراب الثلاثة والإفراد، والتذكير، والتنكير، وفروعهن. وأما قول الزمخشري: "إن {مَقَامِ إِبْرَاهِيم} 1 عطف بيان على {آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} 2 فمخالف لإجماعهم.

_ 1 آل عمران: 97. 2 آل عمران: 97.

وقوله وقول الجرجاني: يشترط كونه أوضح من متبوعه فمخالف لقول سيبويه في "يا هذا ذا الجمة": إن "ذا الجمة" عطف بيان، مع أن الإشارة أوضح من المضاف إلى ذي الأداة. وإذا كان له مع متبوعه ما للنعت مع منعوته. 537- فقد يكونان منكرين ... كما يكونان معرفين "فقد يكونان منكرين، كما يكونان معرفين"؛ لأن النكرة تقبل التخصيص بالجامد، كما تقبل المعرفة التوضيح به، نحو: "لبست ثوبًا جبة". هذا مذهب الكوفيين والفارسي وابن جني والزمخشري وابن عصفور، وجوزوا أن يكون منه: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِين} 1 فيمن نون "كفارة"، ونحو: {مِنْ مَاءٍ صَدِيد} 2. وذهب غير هؤلاء إلى المنع، وأوجبوا فيما سبق البدلية، ويخصون عطف البيان بالمعارف. قال ابن عصفور: وإليه ذهب أكثر النحويين، وزعم الشلوبين أنه مذهب البصريين. قال الناظم: ولم أجد هذا النقل من غير جهته. وقال الشارح: ليس قول من منع بشيء. وقيل: يختص عطف البيان بالعلم اسمًا أو كنية أو لقبًا. 538- وصالحًا لبدلية يرى ... في غير نحو "يا غلام يعمرا" 539- ونحو "بشر" تابع "البكري" ... وليس أن يبدل بالمرضي "وصالحًا لبدلية يرى في غير" ما يمتنع فيه إحلاله محل الأول، كما في نحو: "يا غلام يعمرا" وقوله "من الطويل": 818- أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا ... "أعيذكما بالله أن تحدثا حربا"

_ 1 المائدة: 95. 2 إبراهيم: 16. 818- التخريج: البيت لطالب بن أبي طالب في الحماسة الشجرية 1/ 61؛ والدرر 6/ 26؛ وشرح =

"ونحو بشر تابع البكري" في قوله "من الوافر": 819- أنا ابن التارك البكري بشر ... عليه الطير ترقبه وقوعا

_ = التصريح 1/ 132؛ والمقاصد النحوية 4/ 119؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 350؛ وهمع الهوامع 2/ 121. المعنى: يمدح الشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم ويبكي من قتل من القرشيين في موقعة بدر. الإعراب: أيا: حرف نداء. أخوينا: منادى منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. عبد: عطف بيان على "أخوينا"، وهو مضاف. شمس: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ونوفلا: الواو حرف عطف، "نوفلا": معطوف على "عبد" منصوب بالفتحة الظاهرة. أعيذكما: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"كما": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". بالله: الباء حرف جر، "الله": اسم الجلالة مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أعيذ". أن: حرف نصب. تحدثا: فعل مضارع منصوب بحذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. حربًا: مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة "أيا أخوينا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن تحدثا حربا" المؤولة بمصدر في محل جر بحرف الجر المحذوف تقديره: "من إحداث حرب" والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أعيذ". وجملة "أعيذكما" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "يا أخوينا عبد شمس ونوفلا" فإن قوله: "عبد شمس" عطف بيان على قوله: "أخوينا"، ولا يجوز أن يكون بدلًا منه؛ لأنه لو كان بدلًا لكان حكمه وحكم المعطوف عليه بالواو واحدًا. واستلزم ذلك أن يكون كل واحد منهما كالمنادى المستقل؛ لأن البدل من المنادى يعامل معاملة نداء مستقل لكونه على نية تكرار العامل الذي هو هنا حرف نداء، وهو يستدعي أن يكون قوله: "نوفلًا" مبنيًّا على الضم لكونه علمًا مفردًا، لكن الرواية وردت بنصبه، فدلت على أنه لا يكون حينئذ بدلًا. 819- التخريج: البيت للمرار الأسدي في ديوانه ص465؛ وخزانة الأدب 4/ 284، 5/ 183، 225؛ والدرر 6/ 27؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 6، وشرح التصريح 2/ 133؛ وشرح المفصل 3/ 72، 73؛ والكتاب 1/ 182؛ والمقاصد النحوية 4/ 121؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 441؛ وأوضح المسالك 3/ 351؛ وشرح ابن عقيل ص491؛ وشرح عمدة الحافظ ص554، 597؛ وشرح قطر الندى ص299؛ والمقرب 1/ 248؛ وهمع الهوامع 2/ 122. اللغة والمعنى: بشر: هو بشر بن عمرو بن مرثد. البكري: نسبة إلى بكر بن وائل. ترقبه: تنتظر خروج الروح لتقع عليه؛ لأن الطيور لا تقع إلا على الموتى. يقول: أنا ابن ذلك الفارس المغوار الذي ترك بشرًا جريحًا ترقبه الطيور ليلفظ أنفاسه كي تقع عليه وتنهشه. الإعراب: أنا ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. التارك: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. البكري: مضاف إليه مجرور. بشر: عطف بيان على "البكري" مجرور. عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ "الطير". الطير: مبتدأ مؤخر مرفوع. ترقبه: فعل مضارع =

فبشر: عطف بيان من البكري. "وليس أن يبدل" منه "بالمرضي" لامتناع "أنا الضارب زيد". نعم، الفراء يُجيزه، فيُجيز الإبدال. تنبيه: يتعين أيضًا العطف، ويمتنع الإبدال، في نحو: "هند ضربت زيدًا أخاها"، و"زيد جاء الرجل أخوه" لأن البدل في التقدير من جملة أخرى فيفوت الربط من الأولى، بخلاف العطف. "الفرق بين عطف البيان والبدل": خاتمة: يفارق عطف البيان البدل في ثماني مسائل: الأولى: أن العطف لا يكون مضمرًا ولا تابعًا لمضمر؛ لأنه في الجوامد نظير النعت في المشتق، وأما قول الزمخشري: إن {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّه} 1 بيان للهاء في {إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِه} 2 فمردود. الثانية: أن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره كما مر. الثالثة: أنه لا يكون جملة، بخلاف البدل، فإنه يجوز فيه ذلك، كما سيأتي. الرابعة: أنه لا يكون تابعًا لجملة، بخلاف البدل. الخامسة: أنه لا يكون فعلًا تابعًا لفعل، بخلاف البدل. السادس: أنه لا يكون بلفظ الأول، بخلاف البدل؛ فإنه يجوز فيه ذلك بشرطه الذي ستعرفه في موضعه، هكذا قال الناظم وابنه، وفيه نظر.

_ = مرفوع. والفاعل: هي، والهاء: ضمير في محل نصب مفعول به. وقوعًا: حال منصوب. وجملة "أنا ابن ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "عليه الطير" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "ترقبه وقوعًا" الفعلية في محل نصب حال. وفي البيت شاهدان أولهما قوله: "التارك البكري" حيث أضاف معرفًا بـ"أل" إلى معرف بـ"أل" تشبيهًا بـ"الحسن الوجه"؛ لأنه مثله في الاقتران بـ"أل". وثانيهما قوله: "التارك البكري بشر"، فإن قوله: "بشر" عطف بيان على قوله: "البكري"، ولا يجوز أن يكون بدلًا؛ لأن البدل على نية تكرار العامل، فكان ينبغي لكي يصح أن يكون بدلًا أن يحذف المبدل منه ويوضع البدل مكانه، فتقول: "التارك بشر"، ويلزم على هذا إضافة اسم مقترن بـ"أل" إلى اسم خال منها، وذلك غير جائز. 1 المائدة: 117. 2 المائدة: 117.

السابعة: أنه ليس في نية إحلاله محل الأول، بخلاف البدل. الثامنة: أنه ليس في التقدير من جملة أخرى، بخلاف البدل. وقد مر قريبًا ما ينبني على هاتين، وسيأتي بيان ما يختص بالبدل في بابه إن شاء الله تعالى، والله أعلم.

عطف النسق

عطف النسق: "حروف العطف": 540- تال بحرف متبع عطف النسق ... كاخصص بوذ وثناء من صدق "تال بحرف متبع عطف النسق" فتال -أي تابع- جنس يشمل جميع التوابع، و"بحرف" يُخرج ما عدا عطف النسق منها، و"متبع" يخرج نحو: "مررت بغضنفر أي أسد"، فإن "أسدًا" تابع بحرف، وليس معطوفًا عطف نسق، بل بيان؛ لأن "أي" ليست بحرف متبع على الصحيح، بل حرف تفسير، وخلص التعريف للعطف بالحروف الآتي ذكرها "كاخصص بود وثناء من صدق" فـ"ثناء": تابع لـ"ود" بالواو، وهي حرف متبع. 541- فالعطف مطلقًا: بواو، ثم، فا ... حتى، أم، أو، كـ"فيك صدق ووفا" "فالعطف مطلقًا بواو" و"ثم" و"فا" و"حتى" و"أم" و"أو" فهذه الستة تشرك بين التابع والمتبوع لفظًا ومعنى، وهذا معنى قوله: مطلقًا "كفيك صدق ووفا" وهذا ظاهر في الأربعة الأول، وأما "أم" و"أو" فقال المصنف: أكثر النحويين على أنهما يشركان في اللفظ، لا في المعنى، والصحيح أنهما يشركان لفظًا ومعنى، ما لم يقتضيا إضرابًا؛ لأن القائل "أزيد في الدار أم عمرو" عالم بأن الذي في الدار أحد المذكورين، وغير عالم بتعيينه، فالذي بعد "أم" مساوٍ للذي قبلها في الصلاحية لثبوت الاستقرار في الدار وانتفائه وحصول المساواة إنما هو بـ"أم"، وكذلك "أو" مشركة لما قبلها وما بعدها فيما يجاء بها لأجله، من

شك أو غيره، أما إذا اقتضيا إضرابًا فإنهما يشركان في اللفظ فقط، وإنما لم ينبه عليه لأنه قليل. 542- وأتبعت لفظًا فحسب: بل، ولا ... لكن، كـ"لم يبد امرؤ لكن طلا" "وأتبعت لفظًا فحسب" أي فقط بقية حروف العطف، وهي: "بل ولا" و"لكن، كلم بيد امرؤ لكن طلا"، و"قام زيد لا عمرو"، و"ما جاء زيد بل عمرو"، والطلا: الولد من ذوات الظلف. تنبيه: اختلف في ثلاثة أحرف مما ذكره هنا، وهي: حتى، وأم، ولكن. أما "حتى" فمذهب الكوفيين أنها ليست بحرف عطف، وإنما يعربون ما بعدها بإضمار. وأما "أم" فذكر النحاس فيها خلافًا، وأن أبا عبيدة ذهب إلى أنها بمعنى الهمزة، فإذا قلت: "أقائم زيد أم عمرو" فالمعنى: أعمرو قائم؟ فتصير على مذهبه استفهامية. وأما "لكن" فذهب أكثر النحويين إلى أنها من حروف العطف، ثم اختلفوا على ثلاثة أقوال: أحدها: أنها لا تكون عاطفة إلا إذا لم تدخل عليها الواو، وهو مذهب الفارسي وأكثر النحويين. والثاني: أنها عاطفة ولا تستعمل إلا بالواو، والواو مع ذلك زائدة، وصححه ابن عصفور، قال: وعليه ينبغي أن يحمل مذهب سيبويه والأخفش؛ لأنهما قالا: إنها عاطفة، ولما مثلا للعطف بها مثلاه بالواو. والثالث: أن العطف بها، وأنت مخير في الإتيان بالواو، وهو مذهب ابن كيسان. وذهب يونس إلى أنها حرف استدراك، وليست بعاطفة، والواو قبلها عاطفة لما بعدها على ما قبلها عطف مفرد على مفرد. ووافق الناظم هنا الأكثرين، ووافق في التسهيل يونس، فقال فيه: وليس منها "لكن"، وفاقًا ليونس. ا. هـ.

"العطف بالواو": 543- "فاعطف بواو لاحقًا أوسابقًا ... في الحكم أو مصاحبًا موافقًا" فالأول نحو: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيم} 1، والثاني نحو: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} 2، والثالث نحو: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَة} 3، وهذا معنى قولهم: واو لمطلق الجمع. وذهب بعض الكوفيين إلى أنها تُرتب، وحُكي عن قطرب وثعلب والربعي، وبذلك يعلم أن ما ذكره السيرافي والسهيلي من إجماع النحاة بصريهم وكوفيهم على أن الواو لا تُرتب غير صحيح. تنبيه: قال في التسهيل: وتنفرد الواو بكون متبعها في الحكم محتملًا للمعية برجحان، وللتأخر بكثرة، وللتقديم بقلة. 544- واخصص بها عطف الذي لا يُغني ... متبوعه، كـ"اصطف هذا وابني" "واخصص بها" أي بالواو "عطف الذي لا يُغني متبوعه" أي: لا يكتفي الكلام به "كاصطف هذا وابني" و"تخاصم زيد وعمرو"، و"جلست بين زيد وعمرو"، ولا يجوز فيها غير الواو. وأما قوله "من الطويل": 820- "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى" بين الدخول فحومل فالتقدير: بين أماكن الدخول فأماكن حومل، فهو بمثابة، "اختصم الزيدون فالعمرون".

_ 1 الحديد: 26. 2 الشورى: 3. 3 العنكبوت: 15. 820- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص8؛ والأزهية ص244، 245؛ وجمهرة اللغة ص567؛ والجني الداني ص63، 64؛ وخزانة الأدب 1/ 332، 3/ 334؛ والدرر 6/ 71؛ وسر صناعة =

"العطف بالفاء": 545- والفاء للترتيب باتصال ... و"ثم" للترتيب بانفصال "والفاء للترتيب باتصال" أي: بلا مهلة، وهو المعتبر عنه بالتعقيب، نحو: {أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَه} 1 وكثيرًا ما تقتضي أيضًا التسبب إن كان المعطوف جملة، نحو: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْه} 2. وأما نحو: {أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا} 3، نحو: "توضأ فغسل وجهه ويديه"

_ = الإعراب 2/ 501؛ وشرح شواهد الشافية ص242؛ وشرح شواهد المغني 1/ 463؛ والكتاب 4/ 205؛ ولسان العرب 428 "آ"؛ ومجالس ثعلب ص127؛ وهمع الهوامع 2/ 129؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 656؛ وجمهرة اللغة ص580؛ وخزانة الأدب 11/ 6؛ والدرر 6/ 82؛ ورصف المباني ص353؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 316؛ والصاحبي في فقه اللغة ص110؛ ومغني اللبيب 1/ 161، 266؛ والمنصف 1/ 224؛ وهمع الهوامع 2/ 131. اللغة وشرح المفردات: المنزل: المكان الذي ينزل فيه الأحباب. السقط: منقطع الرمل. اللوى: ما التوى من الرمل واسترق منه. الدخول وحومل: مكانان. المعنى: يخاطب الشاعر صاحبيه على عادة الجاهليين بأن يقفا ليساعداه على البكاء عند منزل حبيبته حيث كان يلقاها بين الدخول وحومل. الإعراب: قفا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. نبك: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "نحن". من: حرف جر. ذكرى: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نبك"، وهو مضاف. حبيب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ومنزل: الواو: حرف عطف. منزل: معطوف على "حبيب" مجرور بالكسرة. بسقط: الباء: حرف جر، "سقط": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "قفا"، وهو مضاف. اللوى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. بين: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال من "سقط اللوى"، وهو مضاف. الدخول: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فحومل: الفاء: حرف عطف، "حومل": معطوف على "الدخول" مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة: "قفا نبك ... " فعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "فحومل" حيث الفاء بمعنى الواو غير مفيدة للترتيب. وقيل: هي على أصلها، والمعنى: بين أماكن الدخول، فأماكن حومل. 1 عبس: 21. 2 القصص: 15. 3 الأعراف: 4.

الحديث؛ فالمعنى: أردنا إهلاكها، وأراد الوضوء. وأما نحو: {فَجَعَلَهُ غُثَاء} 1 أي جافًّا هشيمًا {أَحْوَى} 2 أي أسود، فالتقدير: فمضت مدة فجعله غثاء، أو أن الفاء نابت عن "ثم"، كما جاء عكسه وسيأتي. "العطف بـ"ثم": "وثم للترتيب بانفصال": أي بمهلة وتراخ، نحو: {فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} 3، وقد توضع موضع الفاء كقوله "من المتقارب": 821- كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب وأما نحو: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} 4، {ذَلِكُم

_ 1، 2 الأعلى: 5. 3 عبس: 21، 22. 821- التخريج: البيت لأبي دؤاد الإيادي في ديوانه ص292؛ والدرر 6/ 96؛ وشرح التصريح 2/ 140؛ وشرح شواهد المغني ص358؛ والمعاني الكبير 1/ 58؛ والمقاصد النحوية 4/ 131؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص427؛ وشرح عمدة الحافظ ص612؛ ومغني اللبيب ص119؛ وهمع الهوامع 2/ 131. شرح المفردات: الرديني: الرمح المنسوب إلى ردينة، وهي امرأة عملت مع زوجها في تقويم الرماح. العجاج: الغبار. الأنابيب: ج الأنبوية وهي ما بين عقدي القصبة. المعنى: يصف الشاعر فرسه فيقول: إنه سريع الحركة، وعدوه كاهتزاز الرمح. الإعراب: "كهز": جار ومجرور متعلقان ببيت سابق، وهو مضاف. "الرديني": مضاف إليه مجرور. "تحت": ظرف مكان منصوب، متعلق بـ"هز"، وهو مضاف. "العجاج": مضاف إليه مجرور. "جرى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". "في الأنابيب": جار ومجرور متعلقان بـ"جرى". "ثم": حرف عطف. "اضطرب": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "جرى في الأنابيب" في محل نصب حال من "الرديني"، وجملة "اضطرب" معطوفة على السابقة في محل نصب. الشاهد: قوله: "ثم اضطرب" حيث جاءت "ثم" بمعنى الفاء، فأفادت الترتيب والتعقيب دون التراخي؛ لأن اضطراب الرمح يحدث عقب اهتزاز أنابيبه من غير مهلة بين الفعلين. 4 الأعراف: 189.

وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا} 1 وقوله "من الخفيف": 822- إن من ساد ثم ساد أبوه ... ثم قد ساد قبل ذلك جده فقيل: ثم فيه لترتيب الإخبار، لا لترتيب الحكم، وأنه يقال: "بلغني ما صنعت اليوم ثم ما صنعت أمس أعجب"، أي: ثم أخبرك أن الذي صنعته أمس أعجب، وقيل: إن" ثم" بمعنى الواو، وقيل غير ذلك، وأجاب ابن عصفور عن البيت بأن المراد أن الجد أتاه السؤدد من قبل الأب، والأب من قبل الابن. تنبيه: زعم الأخفش والكوفيون أن "ثم" تقع زائدة؛ فلا تكون عاطفة ألبتة، وحملوا على ذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} 2.

_ 1 الأنعام: 153، 154. 822- التخريج: البيت لأبي نواس في ديوانه 1/ 355؛ وخزانة الأدب 11/ 37، 40، 41؛ والدرر 6/ 93؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص428؛ وجواهر الأدب ص364؛ ورصف المباني ص174. اللغة: ساد الرجل: إذا صار صاحب سيادة ومجد ورياسة. المعنى: إن السيد الحقيقي من كان رئيسًا، وكان قبله أبوه وجده كذلك. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. من: اسم موصول في محل نصب اسم "إن". ساد: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". ثم: حرف عطف. ساد: فعل ماض مبني على الفتح. أبوه: فاعل مرفوع بالواو، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ثم قد: "ثم": حرف عطف، "قد": حرف تحقيق. ساد: فعل ماض مبني على الفتح. قبل: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "ساد". ذلك: "ذا": اسم إشارة في محل جر مضاف إليه، و"اللام": للبعد، و"الكاف": حرف خطاب لا محل له. جده: فاعل مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. وجملة "إن من ساد": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ساد": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "ثم ساد أبوه": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "ثم ساد جده": معطوفة عليها لا محل لها. وخبر "إن" محذوف على هذه الرواية. والشاهد فيه قوله: "ثم ساد أبوه ثم ساد جده" حيث لم تفد "ثم" الترتيب، وقيل: إن "ثم" تفيد الترتيب في الإخبار لا في الحكم. 2 التوبة: 118.

جعلوا: {تَابَ عَلَيْهِم} 1 هو الجواب، و"ثم" زائدة، وقول زهير "من الطويل": 823- أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى ... فثم إذا أمسيت أمسيت غاديا وخرجت الآية على تقدير الجواب، والبيت على زيادة الفاء. 546- واخصص بفاء عطف ما ليس صلة ... على الذي استقر أنه الصله "وأخصص بفاء عطف ما ليس" صالحًا لجعله "صله" لخلوه من العائد "على الذي استقر أنه الصله"، نحو: "اللذان يقومان فيغضب زيد أخواك" وعكسه، نحو: "الذي يقوم

_ 1 التوبة: 118. 823- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في الأشباه والنظائر 1/ 111؛ وخزانة الأدب 8/ 490، 492؛ والدرر 6/ 89؛ ورصف المباني ص275؛ وشرح شواهد المغني 1/ 282، 284؛ وشرح عمدة الحافظ ص654؛ وشرح المفصل 8/ 96؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 264؛ وشرح شواهد المغني 1/ 358؛ وهمع الهوامع 2/ 131. اللغة: ذو هوى: صاحب عشق، عاشق. الغادي: السائر في الصباح. المعنى: تتجدد أشواقي وميولي في كل يوم، فأصبح لأكون صاحب ود، فإذا أمسيت أغادر إلى مكان آخر، وهكذا. الإعراب: أراني: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أصبحت: فعل ماض تام مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "أصبحت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. ذا: خبر "أصبح" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. هوى: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف. فثم: "الفاء": للعطف، "ثم": زائدة. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. أمسيت: فعل ماض تام مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. أمسيت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. غاديا: خبر "أمسى" منصوب بالفتحة. وجملة "أراني": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إذا أصبحت ... ": في محل نصب مفعول به ثان لـ"أراني". وجملة "أصبحت" "الأولى": في محل جر بالإضافة. وجملة "أصبحت" "الثانية": لا محل لها "جواب شرط غير جازم". وجملة "فإذا أمسيت": معطوفة على جملة "إذا أصبحت" في محل نصب. وجملة "أمسيت" "ألأولى": في محل جر بالإضافة. وجملة "أمسيت" "الثانية": لا محل لها "جواب شرط غير جازم". وجملة "إذا أمسيت أمست": معطوفة على جملة "إذا أصحبت أصبحت". والشاهد فيه قوله: "فثم" حيث جاءت "ثم" زيادة بعد فاء العطف، وقيل إن "الفاء" هي الزائدة و"ثم" عاطفة تفيد التشريك في الحكم.

أخواك فيغضب هو زيد"، فكان الأولى أن يقول كما في التسهيل: وتنفرد الفاء بتسويغ الاكتفاء بضمير واحد فيما تضمن جملتين، من صلة أو صفة أو خبر، ليشمل مسألتي الصلة المذكورتين، والصفة نحو: "مررت بامرأة تضحك فيبكي زيد"، و "بامرأة يضحك زيد فتبكي"، والخبر نحو: "زيد يقوم فتقعد هند"، و"زيد تقعد هند فيقوم"، ومن هذا قوله "من الطويل": وإنسان عيني يحسر الماء تارة ... فيبدو، وتارات يجم فيغرق1 ويشمل أيضًا مسألتي الحال ولم يذكره، نحو: "جاء زيد يضحك فتبكي هند"، و"جاء زيد تبكي هند فيضحك"، فهذه ثماني مسائل يختص العطف فيها بالفاء دون غيرها، وذلك لما فيها من معنى السببية. 547- "بعضًا بحتى اعطف على كل، ولا ... يكون إلا غاية الذي تلا" "شرطا العطف بـ"حتى": أي: للعطف بـ"حتى" شرطان: الأول: أن يكون المعطوف بعضًا من المعطوف عليه، أو كبعضه، كما قاله في التسهيل، نحو: "أكلت السمكةَ حتى رأسَها"، و"أعجبتني الجاريةُ حتى حديثُها"، ولا يجوز: حتى ولدها، وأما قوله: ألقى الصحيفة كي يخفف رحله ... والزاد حتى نعله ألقاها2 فعلى تأويل: ألقى ما يثقله حتى نعله. والثاني: أن يكون غاية في زيادة أو نقص، نحو: "مات الناس حتى الأنبياء"، و"قدم

_ 1 تقدم بالرقم 142. 2 تقدم بالرقم 538.

الحجاجُ حتى المشاةُ"، وقد اجتمعا في قوله "من الطويل": 824- قهرناكم حتى الكماةَ فأنتم ... تهابوننا حتى بنينا الأصاغرا تنبيهات: الأول: بقي شرطان آخران: أحدهما أن يكون المعطوف ظاهرًا، لا مضمرًا، كما هو شرط في مجرورها إذا كانت جارة، فلا يجوز: قام الناس حتى أنا، ذكره ابن هشام الخضراوي، قال في المغني: ولم أقف عليه لغيره. ثانيهما: أن يكون مفردًا، لا جملة، وهذا يؤخذ من كلامه؛ لأنه لا بد أن يكون جزءًا مما قبلها أو كجزء منه، كما تقدم، ولا يتأتى ذلك إلا في المفردات، هذا هو الصحيح. وزعم ابن السيد في قول امرئ القيس "من الطويل": 825- سريت بهم حتى تكل مطيهم ... وحتى الجيادُ ما يقدن بأرسان

_ 824- التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص549؛ والدرر 6/ 139؛ وشرح شواهد المغني 1/ 373؛ وشرح عمدة الحافظ ص615؛ وهمع الهوامع 2/ 136. اللغة: قهرناكم: أذللناكم بعدما غلبناكم. الكماة: الفرسان المدحجون بالسلاح. تهابوننا، تخافوننا. الأصاغر: الصغار. المعنى: لقد غلبناكم وأذللناكم جميعًا، وكسرنا شوكة فرسانكم الأشداء، لذا فأنتم تخافوننا وصرتم تخافون حتى أولادنا الصغار. الإعراب: قهرناكم: فعل ماض مبني على السكون، و"نا": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور العقلاء. حتى: حرف عطف. الكماة: معطوف على الضمير المتصل "كم" منصوب بالفتحة. فأنتم: "الفاء": استئنافية، "أنتم": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. تهابوننا: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون في آخره لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. و"نا": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حتى: حرف عطف. بنينا: معطوف على الضمير المتصل "نا" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الأصاغرا: صفة "بني" منصوبة بالفتحة، و"الألف": للإطلاق. وجملة "قهرناكم": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فأنتم تهابوننا": استئنافية لا محل لها. وجملة "تهابوننا": في محل رفع خبر "أنتم". والشاهد فيه قوله: "حتى الكماة" و"حتى بنينا" حيث عطفت "حتى" في المرتين ما بعدها على ما قبلها، وما بعدها جزء مما قبلها. وأن "حتى" جاء ما بعدها غاية لما قبلها في الزيادة والنقصان. 825- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص93؛ والدرر 6/ 141؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 420؛ وشرح شواهد الإيضاح ص228، 225؛ وشرح شواهد المغني 1/ 374؛ وشرح المفصل 5/ 79؛ والكتاب 3/ 27، 626؛ ولسان العرب 15/ 284 "مطا"؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص267؛ وجواهر =

فيمن رفع "تكل": إن جملة "تكل مطيهم" معطوفة بـ"حتى" على "سريت بهم". والثاني: "حتى" بالنسبة إلى الترتيب كالواو، خلافًا لمن زعم أنها للترتيب كالزمخشري، قال الشاعر "من الطويل": 826- رجالي حتى الأقدمون تمالئوا ... على كل أمر يورث المجد والحمدا

_ = الأدب ص404؛ ورصف المباني 5/ 181؛ وشرح المفصل 8/ 19؛ ولسان العرب 15/ 124 "غزا"؛ والمقتضب 2/ 72؛ وهمع الهوامع 2/ 136. اللغة: سريت: سرت ليلًا. تكل: تتعب. المطي: الدواب الصالحة للركوب عليها. الجياد: جمع جواد وهو الحصان العتيق الكريم الأصل. الأرسان: جمع رسن وهو حبل يقاد الحصان به. المعنى: بقيت أسير بهم كل الليل، حتى تعبت مطيهم، وصارت جيادهم تمشي كما شاء لها فرسانها بدون أرسان، لشدة تعبها. الإعراب: سريت: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بهم: جار ومجرور متعلقان بـ"سريت" حتى تكل: "حتى": حرف غاية وابتداء، "تكل": فعل مضارع مرفوع بالضمة. مطيهم: فاعل مرفوع بالضمة، و"هم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وحتى: "الواو": حرف عطف، و"حتى": حرف ابتداء. الجياد: مبتدأ مرفوع بالضمة. ما يقدن: "ما": حرف نفي، "يقدن": فعل مضارع مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة و"النون": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. بأرسان: جار ومجرور متعلقان بـ"يقدن". وجملة "سريت بهم": في محل رفع خبر للمبتدأ "مجر" في البيت السابق. وجملة "تكل مطيهم": استئنافية لا محل لها. وجملة "الجياد ما يقدن": معطوفة على جملة "تكل". وجملة "ما يقدن": في محل رفع خبر "الجياد". والشاهد فيه قوله: "حتى تكل" حيث عطف بـ"حتى" جملة "تكل" على جملة "سريت"، في قول من رفع "تكل"، و"حتى" لا تعطف إلا المفردات بشرط أن يكون ما بعدها جزءًا مما قبلها، وهذا لا يصح في الجمل، والصواب في جملة "تكل" ما ذكر في إعراب الجمل. 826- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 139؛ وشرح عمدة الحافظ ص616؛ وهمع الهوامع 2/ 136. اللغة: الأقدمون: الطاعنون في السن. تمالئوا: اجتمعوا وتعاونوا. يورث: يكسب. المجد: الرفعة. الحمد: الثناء والشكر. المعنى: يقول: إن قومه كبارًا وصغارًا شيوخًا وشبانًا قد اتفقوا على كل أمر يكسبهم المجد والرفعة وثناء الناس عليهم. الإعراب: رجالي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. حتى: حرف عطف. الأقدمون: معطوف على "رجالي" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. تمالئوا: فعل ماض، =

الثالث: إذا عطف بـ"حتى" على مجرور، قال ابن عصفور: الأحسن إعادة الجار؛ ليقع الفرق بين العاطفة والجارة، وقال ابن الخباز: تلزم إعادته للفرق، وقيده الناظم بأن لا يتعين كونها للعطف، نحو: "اعتكفت في الشهر حتى في آخره"، فإن تعين العطف لم تلزم الإعادة، نحو: "عجبت من القوم حتى بَنِيهم"، وقوله "من الخفيف": 827- جود يمناك فاض في الخلقِ حتى ... بائسٍ دان بالإساءة دينا الرابع: حيث جاز الجر والعطف فالجر أحسن، إلا في باب: "ضربت القوم حتى زيدًا

_ = و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. على كل: جار ومجرور متعلقان بـ"تمالئوا" وهو مضاف. أمر: مضاف إليه مجرور. يورث: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". المجد: مفعول به منصوب. والحمدا: "الواو": حرف عطف، و"الحمدا": معطوف على "المجد" منصوب؛ و"الألف": للإطلاق. وجملة "رجالي ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الأقدمون تمالئوا": معطوفة على سابقتها. وجملة "تمالئوا": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "يورث": في محل جر نعت "أمر". الشاهد: قوله: "حتى الأقدمون" حيث وردت "حتى" حرف عطف، عطفت "الأقدمون" على "رجالي"، دون اعتبار الترتيب الخارجي، فهي مثل الواو، تعطف المتقدم في الوجود الخارجي والمتأخر فيه، والمصاحب لما قبله. أما الترتيب الذهني فلا بد منه. 827- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 142؛ وشرح شواهد المغني 1/ 377؛ وهمع الهوامع 2/ 137. اللغة: جود يمناك: كرمك، وخص اليمين لأنهم عادة ما يعطون بها. فاض: زاد وكثر. البائس: ضد السعيد، فاقد الرحمة. دان دينًا: تعود عادة. الإساءة: الشر والضرر. المعنى: لقد شمل كرمك الخلق كلهم، وزاد عن احتياجاتهم، حتى التعيس الذي فقد رحمة ربه، واعتاد على إلحاق الضرر بالناس شمله كرمك أيضًا. الإعراب: جود: مبتدأ مرفوع بالضمة. يمناك: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف، و"الكاف": ضمير الخطاب في محل جر مضاف إليه. فاض: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". في الخلق: جار ومجرور متعلقان بـ"فاض". حتى بائس: "حتى": حرف عطف، "بائس": معطوف على "الخلق" مجرور مثله بالكسرة. دان: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". بالإساءة: جار ومجرور متعلقان بـ"دان". دينا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة. وجملة "جود يمناك فاض": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فاض": في محل رفع خبر لـ"جود". وجملة "دان": في محل جر صفة لـ"بائس". والشاهد فيه قوله: "حتى بائس" حيث عطفت "حتى" اسمًا مجرورًا بعدها دون إعادة خافضه "حرف الجر"، والرأي أنها إذا عطفت على مجرور أعيد الخافض، فتقول "قدمت إلى الأهل حتى إلى صغارهم".

ضربته" فالنصب أحسن على تقدير كونها عاطفة و"ضربته" توكيدًا، أو ابتدائية، و"ضربته" تفسير. وقد رُوي بهما قوله: حتى نعلُه ألقاها1 وبالرفع أيضًا على أن حتى ابتدائية و"نعله" مبتدأ و"ألقاها" خبره. ا. هـ. 548- و"أم" بها اعطف إثر همز التسوية ... أو همزة عن لفظ "أي" مغنيه "وأم بها اعطف إثر همز التسوية" وهي الهمزة الداخلة على جملة في محل المصدر، وتكون هي والمعطوفة عليها فعليتين، وهو الأكثر، نحو: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُم} 2 الآية واسميتين كقوله "من الطويل": 828- ولست أبالي بعد فقدي مالكًا ... أموتي ناء أم هو الآن واقع؟

_ 1 تقدم بالرقم 538. 2 البقرة: 6. 828- التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في ديوانه ص105؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 51؛ وجواهر الأدب ص187؛ والدرر 6/ 97؛ وشرح التصريح 2/ 142؛ وشرح شواهد المغني 1/ 134؛ ومغني اللبيب 1/ 41؛ والمقاصد النحوية 4/ 136؛ وهمع الهوامع 2/ 132. شرح المفردات: أبالي: أهتم. ناء: بعيد. واقع: حاصل. الإعراب: "ولست": الواو بحسب ما قبلها، "لست": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "ليس". "أبالي": فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". "بعد" ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"أبالي"، وهو مضاف. "فقدي": مضاف إليه، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "مالكًا": مفعول به لـ"فقدي". "أموتي": الهمزة للاستفهام، "موتي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "ناء": خبر المبتدأ. "أم": حرف عطف. "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "الآن": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"واقع". "واقع": خبر المبتدأ "هو". وجملة: "لست أبالي" بحسب ما قبلها. وجملة: "أبالي" في محل نصب خبر "ليس". وجملة: "موتي ناء" في محل نصب مفعول به. وجملة "هو واقع" معطوفة على جملة "موتي ناء". الشاهد: قوله: "أموتي ناء أم هو واقع" حيث وقعت "أم" بعد همزة التسوية، عاطفة جملة اسمية على جملة اسمية.

ومختلفتين، نحو: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُم} 1 الآية. وإذا عادلت بين جملتين في التسوية فقيل: لا يجوز أن يُذكر بعدها إلا الفعلية، ولا يجوز "سواء علي أزيد قائم أم عمرو منطلق" فهذا لا يقوله العرب، وأجازه الأخفش قياسًا على الفعلية، وقد عادلت بين مفرد وجملة في قوله "من الطويل": 829- سواء عليك النفر أم بث ليلة ... بأهل القباب من عمير بن عامر "أو" بعد "همزة عن لفظ أي مغنيه" وهي الهمزة التي يُطلب بها وبـ"أم" التعيين، وتقع بين مفردين غالبًا، ويتوسط بينهما، ما لا يسأل عنه، نحو: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} 2 أو يتأخر عنهما، نحو: {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُون} 3 وبين فعليتين، كقوله "من البسيط": 830- "وقمت للطيف مرتاعًا فأرقني" ... فقلت أهي سرت أم عادني حلم؟

_ 1 الأعراف: 193. 829- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 179. اللغة: النفر: التفرق. القباب: ج القبة، وهنا اسم موضع. المعنى: يقول: سواء عليك التفرق في الأرض غير مبال بشيء، أو المبيت في مكان ما، فلن ينجيك شيء مما تحذر. الإعراب: سواء: خبر مقدم للمبتدأ. عليك: جار ومجرور متعلقان بـ"سواء". النفر: مبتدأ مؤخر مرفوع، أم: حرف عطف. بث: فعل ماض تام و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. ليلة: ظرف زمان، متعلق بـ"بت". بأهل: جار ومجرور متعلقان بـ"بت" وهو مضاف. القباب: مضاف إليه مجرور. من عمير: جار ومجرور متعلقان بـ"النفر" أو بمحذوف حال من "أهل". ابن: نعت "عمير" مجرور، وهو مضاف. عامر: مضاف إليه مجرور. وجملة "سواء عليك ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بت ... ": معطوفة على سابقتها. الشاهد: قوله: "النفر أم بت ليلة" حيث جاء بعد همزة التسوية الواقعة بعد "سواء" اسم مفرد، ثم عادله بجملة فعلية، ومن حقها أن تقع بين جملتين تكونان في تأويل مفردين. ولما كان هذا الاسم ينبئ عن جملة لكونه مصدرًا أقامه الشاعر مقام الجملة. 2 النازعات: 27. 3 الأنبياء: 109. 830- التخريج: البيت لزياد بن منفذ في خزانة الأدب 5/ 244، 245؛ والدرر 1/ 190؛ وشرح التصريح 2/ 143؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1396، 1402؛ وشرح شواهد الشافية ص190؛ =

إذ الأرجح أن "هي" فاعل بفعل محذوف، واسميتين، كقوله "من الطويل": 831- لعمرك ما أدري، وإن كنت داريًا ... شعيث بن سهم، أم شعيث بن منقر؟ الأصل: أشعيث، فحذفت الهمزة والتنوين منهما.

_ = وشرح شواهد المغني 1/ 134؛ ومعجم البلدان 1/ 256 "أميلح"؛ والمقاصد النحوية 1/ 259، 4/ 137، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 127؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 456؛ والخصائص 1/ 305، 2/ 330؛ والدرر 6/ 97؛ وشرح شواهد المغني 2/ 798؛ وشرح المفصل 9/ 139؛ ولسان العرب 15/ 376 "هيا"؛ ومغني اللبيب 1/ 41؛ وهمع الهوامع 2/ 132. شرح المفردات: الطيف: الخيال. المرتاع: الخائف. أرقني: أسهرني. عاد: زار. المعنى: يقول: لقد نهض يطلب الطيف الذي جاءه زائرًا، والخوف يستبد به، ويسأل نفسه: أهي حقيقة التي زارت أم كان ذلك حلمًا؟! الإعراب: "وقعت": الواو بحسب ما قبلها، "قمت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "للطيف": جار ومجرور متعلقان بـ"قمت". "مرتاعًا": حال منصوب. "فأرقني": الفاء حرف عطف، "أرقني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "فقلت": الفاء حرف عطف، "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "أهي": الهمزة للاستفهام، "هي": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، ولكن استشهاد المصنف بالبيت يستلزم أن تكون فاعلًا لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده. "سرت": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتتر تقديره "هي"، والتاء للتأنيث. "أم":حرف عطف. "عادني": فعل ماض، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "حلم": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة: "قمت" بحسب ما قبلها. وجملة: "أرقني" معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "قلت" معطوفة. وجملة "هي سرت" في محل نصب مفعول به. وجملة "سرت" فيمحل رفع خبر المبتدأ، أو تفسيرية. وجملة "عادني حلم" معطوفة على جملة "هي سرت". الشاهد: قوله: "أهي سرت أم عادني حلم" حيث وقعت "أم" معادلة لهمزة الاستفهام بين جملتين فعليتين، وذلك بسبب أن قوله: "هي" فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: "أسرت هي سرت أم عادني حلم". وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "أهي" حيث سكن الهاء من "هي" مع همزة الاستفهام، وهذا التسكين قليل، وقيل: ضعيف. 831- التخريج: البيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص37؛ وخزانة الأدب 11/ 122؛ وشرح التصريح 2/ 113؛ وشرح شواهد المغني ص138؛ والكتاب 3/ 175؛ والمقاصد النحوية 4/ 138؛ ولأوس بن حجر في ديوانه ص49؛ وخزانة الأدب 11/ 128؛ وللأسود أو للعين المنقري في الدرر 6/ 98؛ وبلا نسبة في لسان العرب 2/ 162؛ "شعث"؛ والمحتسب 1/ 50؛ ومغني اللبيب 1/ 42؛ والمقتضب 3/ 294؛ وهمع الهوامع 2/ 132. =

"أم المتصلة": تنبيهان: الأول: تسمى "أم" في هذين الحالين متصلة؛ لأن ما قبلها وما بعدها لا يُستغنى بأحدهما عن الآخر، وتسمى أيضًا معادلة؛ لمعادلتها للهمزة في إفادة التسوية في النوع الأول، والاستفهام في النوع الثاني. ويفترق النوعان من أربعة أوجه: أولها وثانيها: أن الواقعة بعد همزة التسوية لا تستحق جوابًا؛ لأن المعنى معها ليس على الاستفهام، وأن الكلام معها قابل للتصديق والتكذيب؛ لأنه خبر، وليست تلك كذلك؛ لأن الاستفهام معها على حقيقته. والثالث والرابع: أن أم الواقعة بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين، ولا تكون الجملتان معها إلا في تأويل المفردين. الثاني: قد بان لك أن همزة التسوية لا يلزم أن تكون واقعة بعد لفظة سواء، بل كما تقع بعدها تقع بعد: "ما أبالي"، و"ما أدري"، و"ليت شعري"، ونحوهن. 549- وربما أسقطت الهمزة، إن ... كان خفا المعنى بحذفها أمن "وربما حذفت الهمزة" المذكورة "إن كان خفا المعنى بحذفها أمن" كقراءة ابن

_ = الإعراب: "لعمرك": اللام لام القسم، "عمرك": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. وخبره محذوف تقديره: "قسمي". "ما": حرف نفي. "أدري": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "وإن": الواو حالية أو اعتراضية. "إن": حرف شرط جازم. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان". "داريًا": خبر "كان": منصوب. "شعيث": مبتدأ مرفوع. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "سهم": مضاف إليه. "أم": حرف عطف. "شعيث": مبتدأ مرفوع. "ابن": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "منقر": مضاف إليه مجرور. وجملة: "لعمرك" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما أدري" جواب القسم. وجملة: "وإن كنت داريًا" في محل نصب حال. وجملة "شعيث" في محل نصب مفعول به. وجملة: "شعيث بن منقر" معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد: قوله: "شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر" حيث وقعت "أم" بين جملتين اسميتين حذفت قبلهما همزة الاستفهام لدلالة "أم" عليها. وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو حذف التنوين من "شعيث" إما للضرورة الشعرية، وإما لأنه اسم قبيلة فلا يُصرف.

محيصن {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ} 1 وكما مر من قوله: شعيث بن سهم أم شعيث بن منقر2 وهو في الشعر كثير، ومال في شرح الكافية إلى كونه مطردًا. "أم المنقطعة": 550- وبانقطاع وبمعنى "بل" وقت ... إن تك مما قيدت به خلت "وبانقطاع وبمعنى بل وقت" أي: تأتي "أم" منقطعة بمعنى "بل" "إن تك مما قيدت به" وهو: أن تكون مسبوقة بإحدى الهمزتين لفظًا أو تقديرًا "خلت" ولا يفارقها حينئذ معنى الإضراب، وكثيرًا ما تقتضي مع ذلك استفهامًا: إما حقيقيًّا، نحو؛ "إنها لإبلٌ أم شاءٌ" أي: بل أهي شاء؟ وإنما قدرنا بعدها مبتدأ محذوفًا لكونها لا تدخل على المفرد، أو إنكاريًا، نحو: {أَمْ لَهُ الْبَنَات} 3 أي: بل: أله البنات، وقد لا تقتضيه ألبتة، نحو: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّور} 4 أي: بل هي تستوي؛ إذ لا يدخل استفهام على استفهام، ونحو: {لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين} 5، {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاه} 6، وقوله: "من الطويل": 832- فليت سليمي في المنام ضجيعتي ... هنالك أم في جنة أم جهنم

_ 1 البقرة: 6. 2 تقدم بالرقم 831. 3 الطور: 39. 4 الرعد: 16. 5 السجدة: 2. 6 السجدة: 3. 832- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ملحق ديوانه ص501؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 144؛ وشرح عمدة الحافظ ص620؛ والمقاصد النحوية 4/ 143. شرح المفردات: ضجيعتي: مشاركتي في النوم. الإعراب: "فليت": الفاء بحسب ما قبلها، "ليت": حرف مشبه بالفعل. "سليمى": اسم "ليت" منصوب. "في المنام": جار ومجرور متعلقان بـ"ضجيعتي". "ضجيعتي": خبر "ليت مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "هنالك": اسم إشارة مبني في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"ضجيعتي". "أم": حرف عطف. "في جنة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" المحذوفة مع اسمها تقديره: "ليت سليمي ضجيعتي في جنة" "أم": حرف عطف. "جهنم": معطوف على "جنة". وجملة: "ليت سليمي ضجيعتي" بحسب ما قبلها. وجملة: "ليت سليمي" المحذوفة معطوفة على الجملة السابقة. =

وسميت منقطعة لوقوعها بين جملتين مستقلتين. "أم الزائدة": تنبيه: حصر "أم" في المتصلة والمنقطعة هو مذهب الجمهور، وذهب بعضهم إلى أنها تكون زائدة. وقال في قوله تعالى: {أَفَلَا تُبْصِرُونَ، أَمْ أَنَا خَيْرٌ} 1: إن التقدير: "أفلا تبصرون أنا خير" والزيادة ظاهرة في قول ساعدة بن جؤية "من البسيط": 833- يا ليت شعري ولا منجي من الهرم ... أم هل على العيش بعد الشيب من ندم؟

_ = الشاهد: قوله: "أم" حيث جاءت منقطعة بعد الخبر، متجردة عن الاستفهام لأن المعنى: "بل في جهنم". 1 الزخرف: 51، 52. 833- التخريج: البيت لساعدة بن جؤية في الأزهية ص131؛ وخزانة الأدب 8/ 161، 162، 11/ 162؛ والدرر 6/ 115؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1122؛ وشرح شواهد المغني 1/ 151؛ وهمع الهوامع 2/ 134؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص319؛ ولسان العرب 12/ 36 "أمم". اللغة: المنجى: الخلاص. الهرم: الشيخوخة. المعنى: هل يندم المرء على حياته بعد أن يشيب ويهرم؟ لا أعتقد أحدًا يحب حياته بعدها، بالرغم أنه لا خلاص ولا مهرب منهما. الإعراب: يا ليت: "يا" حرف تنبيه، "ليت": حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم "ليت" منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وخبر "ليت" محذوف تقديره: حاصل. ولا: "الواو": حرف اعتراض لا محل له، "لا": نافية للجنس. منجى: اسم "لا" منصوب بفتحة مقدرة. من الهرم: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "منجى" وخبر "لا" محذوف. أم هل: "أم": زائدة، "هل": حرف استفهام لا محل له. على العيش: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "ندم"، بتقدير "هل من ندم موجود". بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. الشيب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من ندم: "من": حرف جر زائد، "ندم" مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر. وجملة "يا ليت شعري": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ولا منجى": اعتراضية لا محل لها. وجملة "هل من ندم على العيش": سدت مسد مفعولي "شعري"، في محل نصب. والتقدير "ليت علمي ... ". والشاهد فيه قوله: "أم هل" حيث جاءت "أم" زائدة لدخولها على حرف الاستفهام.

"معاني أو": 551- خير، أبح، قسم بأو وأبهم، ... واشكك، وإضراب بها أيضًا نمي "خير" و"أبخ" و"قسم بأو وأبهم واشكك" فالتخيير والإباحة يكونان بعد الطلب ملفوظًا أو مقدرًا، وما سواهما فبعد الخبر؛ فالتخيير نحو: "تزوج زينب أو أختها"؛ والإباحة نحو: "جالس العلماء أو الزهاد"، والفرق بينهما امتناع الجمع في التخيير، وجوازه في الإباحة؛ والتقسيم نحو: الكلمة اسم أو فعل أو حرف؛ والإبهام نحو: {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا} 1 وجعل منه نحو: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} 2، والشك نحو: {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} 3 "وإضراب بها أيضًا نمي" أي: نسب إلى العرب في قول الكوفيين وأبي علي وابن برهان وابن جني مطلقًا، تمسكًا بقوله "من البسيط": 834- "ماذا ترى في عيال قد برمت بهم ... لم أحص عدتهم إلا بعداد" كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ... لولا رجاؤك قد قتلت أولادي

_ 1 يونس: 24. 2 سبأ: 24. 3 الكهف: 19. 834- التخريج: البيتان لجرير في ديوانه ص745؛ وجواهر الأدب ص217؛ والدرر 6/ 116؛ وشرح شواهد المغني 1/ 201؛ وشرح عمدة الحافظ ص627؛ والمقاصد النحوية 4/ 144؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص121؛ وهمع الهوامع 2/ 134. اللغة: برمت: ضقت واستأت. العيال: أهل البيت ممن تنفق عليهم. المعنى: ليتك ترى أهلي الذين أتضايق من وجودهم، ولا أعرف عددهم، بل أحتاج إلى عداد لإحصائهم، فهم ربما كانوا ثمانين أو ثمانية وثمانين، وقد كدت أقتلهم لولا أملي في عطائك وكرمك. الإعراب: ماذا: اسم استفهام في محل نصب مفعول به لـ"ترى". ترى: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". في عيال: جار ومجرور متعلقان بـ"ترى". قد برمت: "قد": حرف تحقيق. "برمت": فعل ماض مبني على السكون و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. بهم: جار ومجرور متعلقان بـ"برمت". لم أحص: "لم": حرف نفي وجزم وقلب، "أحص": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة من آخره، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". عدتهم: مفعول به منصوب بالفتحة، و"هم": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. إلا: حرف حصر. بعداد: جار ومجرور متعلقان بـ"أحصي". كانوا: فعل ماض ناقص، و"الواو" ضمير متصل في محل رفع اسمها. ثمانين: خبر "كانوا" منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. أو زادوا: "أو": حرف استئناف وإضراب، "زادوا": فعل ماض مبني على الضم، و"الواو" ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الألف": للتفريق. ثمانية: تمييز منصوب بالفتحة. لولا: حرف امتناع لوجود. رجاؤك: مبتدأ مرفوع بالضمة، =

وقراءة أبي الشمال {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا} 1 بسكون الواو، ونسبه ابن عصفور لسيبويه، لكن بشرطين: تقدم نفي أو نهي، وإعادة العامل، نحو: "ما قام زيد أو ما قام عمرو"، و"لا يقم زيد أو لا يقم عمرو"، ويؤيده أنه قال في: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} 2: ولو قلت: أو لا تطع كفورًا، انقلب المعنى، يعني أنه يصير إضرابًا عن النهي الأول، ونهيًا عن الثاني فقط. "معاقبة أو للواو": 552- وربما عاقبت الواو، إذا ... لم يلف ذو النطق للبس منفذا "وربما عاقبت" أو "الواو" أي: جاءت بمعناها "إذا لم يلف ذو النطق للبس منفذًا" أي: إذا أمن اللبس، كقوله "من الكامل": 835- قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ... ما بين ملجم مهره أو سافع

_ = و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وخبر المبتدأ محذوف وجوبًا تقديره "لولا رجاؤك موجود". قد قتلت: "قد": حرف تحقيق. "قتلت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. أولادي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "ترى": ابتدائية لا محل لها. وجملة "برمت": في محل جر صفة لـ"عيال". وجملة "لم أحص": في محل جر صفة ثانية لـ"عيال". وجملة "كانوا ثمانين": صفة ثالثة لـ"عيال". وجملة "زادوا ثمانية": استئنافية لا محل لها. وجملة "لولا رجاؤك قد قتلت": استئنافية لا محل لها. وجملة "رجاؤك موجود" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "قد قتلت": جواب شرط غير جازم لا محل لها. والشاهد فيهما قوله: "ثمانين أو زادوا" حيث جاءت "أو" بمعنى "بل" للإضراب. 1 البقرة: 100. 2 الإنسان: 24. 835- التخريج: البيت لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص145؛ ولحميد بن ثور في ديوانه ص111؛ وشرح التصريح 2/ 146 وشرح شواهد المغني 1/ 200؛ والمقاصد النحوية 4/ 146؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 218؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص29؛ وشرح عمدة الحافظ ص628؛ ولسان العرب 8/ 158 "سفع"؛ ومغني اللبيب 1/ 63. شرح المفردات: الملجم: الذي يجعل اللجام في فم الفرس. السافع: القابض بناصية المهر، وهي كناية عن الاستعداد والاستجابة. =

وقوله "من الطويل": 836- فظل طهاه اللحم ما بين منضج ... صفيف شواء أو قدير معجل

_ = المعنى: يقول: إنهم سريعو الاستجابة إلى من يستغيث بهم، فتراهم بين ملجم فرسه، وآخذ بناصية المهر منتظرًا أن يؤتى باللجام. الإعراب: "قوم": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم". "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "سمعوا": فعل ماض، والواو في محل رفع فاعل. "الصريخ": مفعول به. "رأيتهم": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. "ما": زائدة. "بين": ظرف مكان متعلق بـ"أرى"، وهو مضاف. "ملجم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "مهره": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. "أو": حرف عطف. "سافع": معطوف على "ملجم". وجملة: "هم قوم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سمعوا ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "رأيتهم" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إذا سمعوا ... رأيتهم" الشرطية في محل رفع صفة. الشاهد: قوله: "أو سافع" حيث جاءت "أو" بمعنى الواو. 836- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص22؛ وجمهرة اللغة ص929؛ وجواهر الأدب ص211؛ وخزانة الأدب 11/ 47، 240؛ والدرر 6/ 161؛ وشرح شواهد المغني 2/ 857؛ وشرح عمدة الحافظ ص628؛ ولسان العرب 9/ 195 "صفف"، 15/ 16 "طها"؛ والمقاصد النحوية 4/ 146؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص233؛ وهمع الهوامع 2/ 141. اللغة: الصفيف: المصفوف لشيه. القدير: ما طبخ بقدر. المعنى: كان الخصب كثيرًا، والصيد وافرًا، فكثر الطهي وانقسم الطباخون بين شاوٍ، وطاه بالقدر. الإعراب: فظل: "الفاء": حسب ما قبلها، "ظل": فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظاهرة. طهاة: اسمها مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. اللحم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ما بين: "ما": زائدة، "بين": مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بخبر محذوف وهو مضاف. منضج: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. صفيف: مفعول به لاسم الفاعل منضج منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. شواء: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. أو قدير: "أو": عاطفة، "قدير": اسم معطوف على "صفيف" المنصوب على توهم جره على الإضافة، معجل: صفة قدير مجرورة مثله بالكسرة الظاهرة. والشاهد فيه قوله: "أو قدير" حيث جاءت "أو" بمعنى الواو.

وقوله الراجز: 837- إن بها أكتل أو رزاما ... حويربين ينفقان الهاما وقوله "من الطويل": 838- وقالوا لنا ثنتان لا بد منهما ... صدور رماح أُشرعت أو سلاسل

_ 837- التخريج: الرجز للأسدي في الأزهية ص116؛ وشرح شواهد المغني 1/ 199؛ ولرجل من بني أسد في الكتاب 2/ 149؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص288؛ ولسان العرب 1/ 349 "حزب"، 11/ 582 "كتل"، 14/ 55 "أوا". اللغة: الأكتل: اللص. الرزام: الشديد الصعب؛ ويجوز أن يكون "أكتل" و"رزام" اسمين لشخصين معروفين. خويربين: مثنى خويرب الذي هو مصغر خارب وهو سارق الإبل. ينفقان: يكسران الرأس حتى يظهر الدماغ. المعنى: إن في الطريق لصين معروفين هما أكتل ورزام، أو إن فيها لصًّا ورجلًا شديدًا صعبًا، يسرقان الإبل، ويكسران رءوس المسافرين. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. بها: جار ومجرور متعلقان بخبر "إن" المحذوف بتقدير "إن اللصين موجودان بها" أكتل: اسم "إن" منصوب بالفتحة. أو رزاما: "أو": للعطف، "رزاما": معطوف على "أكتل" منصوب مثله بالفتحة. خويربين: حال منصوب بالياء لأنه مثنى. ينفقان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الألف": ضمير متصل في محل رفع فاعل. إلهاما: مفعول به منصوب بالفتحة، و"الألف": للإطلاق. وجملة "إن بها أكتل": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ينفقان": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "أكتل أو رزاما" حيث جاء بـ"أو" بمعنى واو العطف، فلا تخيير فيها، ولو كان عنى واحدًا منهما لقال "خويربًا". 838- التخريج: البيت لجعفر بن غلبة الحارثي في الدرر 6/ 119؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص45؛ وشرح شواهد المغني 1/ 203؛ وبلا نسبة وهمع الهوامع 2/ 134. المعنى: خيرونا: واحدة من خصلتين مقيتتين، إما الموت طعنًا برماح مرفوعة مشرعة، وإما الأسر والتقييد بالسلاسل المهينة. الإعراب: وقالوا: "الواو": استئنافية، "قالوا": فعل ماض مبني على الضم، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لنا: جار ومجرور متعلقان بخبر "ثنتان" المحذوف، ثنتان: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى. لا بد: "لا": نافية تعمل عمل "إن"، "بد": اسمها مبني على الفتحة في محل نصب. منهما: جار ومجرور متعلقان بخبر "لا" المحذوف. صدور: بدل من "ثنتان". رماح: مضاف إليه مجرور بالكسرة. =

وجعل منه {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} 1 أي: ويزيدون، هذا مذهب الأخفش والجرمي وجماعة من الكوفيين. تنبيهات: الأول: أفهم قوله: "وربما" أن ذلك قليل مطلقًا، وذكر في التسهيل أن "أو" تعاقب الواو في الإباحة كثيرًا، وفي عطف المصاحب والمؤكد قليلًا، فالإباحة كما تقدم، والمصاحب نحو قوله عليه الصلاة والسلام: "فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد"، والمؤكد نحو: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا} 2. الثاني: التحقيق أن "أو" موضوعة لأحد الشيئين أو الأشياء، وهو الذي يقوله المتقدمون، وقد تخرج إلى معنى "بل" و"الواو"، وأما بقية المعاني فمستفادة من غيرها. الثالث: زعم قوم أن الواو تستعمل بمعنى "أو" في ثلاثة مواضع: أحدها: في التقسيم، كقولك: الكلمة اسم، وفعل، وحرف. وقوله: "وننصر مولانا ونعلم أنه" ... كما الناس مجروم عليه وجارم3 وممن ذكر ذلك الناظم في التحفة وشرح الكافية. قال في المغني: والصواب أنها في ذلك على معناها الأصلي؛ إذ الأنواع مجتمعة في الدخول تحت الجنس. ثانيها: الإباحة؛ قاله الزمخشري، وزعم أنه يقال: "جالس الحسن وابن سيرين" أي أحدهما، وأنه لهذا قيل: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة} 4 بعد ذكر "ثلاثة" و"سبعة"؛ لئلًا يتوهم إرادة الإباحة، قال في المغني أيضًا: والمعروف من كلام النحويين أن هذا أمر بمجالسة كل منهما، وجعلوا ذلك فرقًا بين العطف بالواو والعطف بـ"أو".

_ = أشرعت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". أو سلاسل: "أو": للعطف، "سلاسل": معطوف على "صدور": مرفوع مثلها بالضمة. وجملة "فقالوا": استئنافية لا محل لها. وجملة "ثنتان موجودتان لنا": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "لا بد منهما": في محل رفع صفة لـ"ثنتان". وجملة "أشرعت": في محل رفع صفة لـ"صدور". والشاهد فيه قوله: "صدور ... أو سلاسل" حيث جاءت "أو" للتقسيم، وهذا قليل. أو كما أوردها المصنف أي بمعنى الواو. 1 الصافات: 147. 2 النساء: 112. 3 تقدم بالرقم 573. 4 البقرة: 196.

ثالثها: التخيير، قاله بعضهم في قوله "من الطويل": 839- وقالوا نأت فاختر لها الصبر والبكى ... فقلت البكى أشفى إذًا لغليلي أي: أو البكى؛ إذ لا يجمع بين الصبر والبكى، ويحتمل أن يكون الأصل "من الصبر والبكى" أي: أحدهما، ثم حذف من، كما في قوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَه} 1، ويؤيده أن أبا علي الفارسي رواه بـ"من". ا. هـ. "معاني إما": 553- ومثل "أو" في القصد "إما" الثانية ... في نحو: "إما ذي وإما النائية" "ومثل أو في القصد إما الثانية في نحو" تزوج "إما ذي وإما النائية"، و"جاءني إما زيدٌ وإما عمرٌو".

_ 839- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص114؛ وأمالي القالي 2/ 64؛ وشرح شواهد المغني 2/ 581؛ والمقاصد النحوية 3/ 404؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 308. اللغة والمعنى: نأت: ارتحلت وبعدت. الغليل: شدة العطش، وهنا، حرقة الفؤاد. يقول: قالوا لي إنها ارتحلت وبعدت عنك، فاختر ما بين الصبر على الفراق والبكاء، فقلت لهم: إن البكاء أجدى لحرقة الفؤاد. الإعراب: وقالوا: الواو: بحسب ما قبلها، قالوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو: فاعل. نأت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. فاختر: الفاء: حرف عطف، اختر: فعل أمر، والفاعل: أنت. لها: جار ومجرور متعلقان بالفعل "اختر" الصبر: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. والبكى: الواو: حرف عطف، والبكى: معطوف على "الصبر". فقلت: الفاء: حرف عطف، قلت: فعل ماض، والتاء: فاعل. البكى: مبتدأ مرفوع بالضم المقدر على الألف للتعذر. أشفي: خبر المبتدأ مرفوع بالضم المقدر على الألف للتعذر. إذًا: حرف جواب. لغليلي: جار ومجرور متعلقان بـ"أشفى"، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. وجملة "قالوا ... " الفعلية بحسب ما قبلها وجملة "نأت فاختر ... " الفعلية في محل نصب مفعول به. وجملة "فاختر ... " الفعلية معطوفة على ما قبلها. وجملة "قلت ... " الفعلية معطوفة على جملة "قالوا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "البكى أشفى ... " الاسمية في محل نصب مفعول به. والشاهد فيه قوله: "الصبر والبكى": حيث جاءت الواو للتخيير. 1 الأعراف: 155.

تنبيهات: الأول: ظاهر كلامه أنها تأتي للمعاني السبعة المذكورة في "أو"، وليس كذلك؛ فإنها لا تأتي بمعنى الواو، ولا بمعنى "بل"، والعذر له أن ورود "أو" لهذين المعنيين قليل ومختلف فيه، فالإحالة إنما هي على المعاني المتفق عليها، ولم يذكر الإباحة في التسهيل، لكنها بمقتضى القياس جائزة. الثاني: ظاهره أيضًا أنها مثل "أو" في العطف والمعنى، وهو ما ذهب إليه أكثر النحويين، وقال أبو علي وابنا كيسان وبرهان: هي مثلها في المعنى فقط، ووافقهم الناظم، وهو الصحيح، ويؤيده قولهم: إنها مجامعة للواو لزومًا، والعاطف لا يدخل على العاطف، وأما قوله "من البسيط": 840- يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار فشاذ. وكذلك فتح همزتها وإبدال ميمها الأولى ياء، وفتح همزتها لغة تميم، وبها روي البيت المذكور.

_ 840- التخريج: البيت للأحوص في ملحق ديوانه ص221؛ ولسان العرب 14/ 46 "أما"، ولسعد بن قرط في خزانة الأدب 11/ 86؛ 87، 88، 90، 92؛ والدرر 6/ 122؛ وشرح التصريح 2/ 146؛ وشرح شواهد المغني 1/ 186؛ وشرح عمدة الحافظ ص643؛ والمحتسب 1/ 284، 2/ 314؛ والمقاصد النحوية 4/ 153؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص120؛ والجني الداني ص533؛ وجواهر الأدب ص414؛ ورصف المباني ص102؛ وشرح المفصل 6/ 75؛ ومغني اللبيب 1/ 59؛ وهمع الهوامع 2/ 135. شرح المفردات: شالت نعامتها: أي هلكت. وأصل "شالت" بمعنى: رفعت. المعنى: يتمنى الشاعر الموت لأمه غير مهتم بمصيرها، وسواء عنده أذهبت إلى الجنة أو إلى النار. الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "ليتما": حرف مشبه بالفعل بطل عملها، "ما": الكافة. "أمنا": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"نا" في محل جر بالإضافة. "شالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "نعامتها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": في محل جر بالإضافة. ورويت "أمنا" بالنصب، فعليه تكون "ليت" عاملة، و"أمنا" اسمها، وجملة "شالت" في محل رفع خبر "ليت". "أيما": هي "إما" على لغة تميم، وهي حرف تقسيم "إلى جنة": جار ومجرور متعلقان بـ"شالت". "أيما": حرف عطف "إلى نار": جار ومجرور متعلقان بـ"شالت". وجملة: "ليتما أمنا شالت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "شالت نعامتها" في محل رفع خبر المبتدأ "أمنا"، أو خبر "ليت". الشاهد: قوله: "أيما إلى نار" حيث تجرد "أيما" الثانية من الواو، وهذا شاذ، وكذلك فتح همزتها مع قلب ميمها "ياء" كما قاله المؤلف.

وقد يقال: إن قوله: "في القصد" إشارة إلى ذلك: أي أنها مثلها في القصد: أي: المعنى، لا مطلقًا، سيما أنه لم يعدها في الحروف أول الباب. وقد نقل ابن عصفور اتفاق النحويين على أنها ليست عاطفة، وإنما أوردها في حروف العطف لمصاحبتها لها. الثالث: مقتضى كلامه أنه لا بد من تكرارها، وذلك غالب، لا لازم، فقد يستغنى عن الثانية بذكر ما يغني عنها، نحو: "إما أن تتكلم بخير وإلا فاسكت"، وقراءة أبي {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} 1، وقوله "من الوافر": 841- فإما أن تكون أخي بصدق ... فأعرف منك غثي من سميني وإلا فاطر حني واتخذني ... عدوا أتقيك وتتقيني

_ 1 سبأ: 24. 841- التخريج: البيتان للمثقب العبدي في ديوانه ص211، 212؛ والأزهية ص140، 141؛ وخزانة الأدب 7/ 489، 11/ 80؛ والدرر 6/ 129؛ وشرح اختيارات المفصل ص1266، 1267؛ وشرح شواهد المغني 1/ 190، 191؛ وله أو لسحيم بن وثيل في المقاصد النحوية 1/ 192، 4/ 149؛ وبلا نسبة في الجني الداني ص532؛ وجواهر الأدب ص415؛ والمقرب 1/ 232؛ وهمع الهوامع 2/ 135. اللغة: الغث: الرديء من كل شيء؛ والسمين ضده. اطرحني: أبعدني وأتركني. أتقيك: أتجنبك وأحذرك. المعنى: يبين المثقب لنا معنى الأصدقاء الحقيقيين، فإما أن تكون صديقي الحقيقي الذي يعرفني مساوئي وعيوبي فأتركها، ومحاسني ومكارمي فأزيد منها، وإما دعني وشأني، بل كن عدوي الذي أحذره ويحذرني. الإعراب: فإما: "الفاء": استئنافية، "إما": حرف تفصيل. أن: حرف مصدرية ونصب. تكون: فعل مضارع ناقص منصوب بالفتحة. و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "أنت". والمصدر المؤول من "أن" والفعل "تكون" خبر لمبتدأ محذوف تقديره إما شأنك كونك أخًا بحق، وإما كونك عدوًّا، ويجوز أن يكون المصدر مفعولًا به لفعل محذوف والتقدير: اختر إما كونك أخًا، وإما كونك عدوًّا. أخي: خبر "تكون" منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. بصدق: جار ومجرور متعلقان بـ"تكون". فأعرف: "الفاء": للعطف، "أعرف": فعل مضارع منصوب بالفتحة. و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا" منك: جار ومجرور متعلقان بالفعل "أعرف". غثي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من سميني: جار ومجرور بكسرة مقدرة على ما قبل "الياء، متعلقان بمحذوف حال، بتقدير "غثي واضحًا من سميني". وإلا: "الواو": عاطفة، "إلا": "إن" حرف شرط، و"لا": نافية لا عمل لها، وفعل الشرط محذوف بتقدير "وإن لا تفعل =

وقد يستغنى عن الأولى بالثانية كقوله "من الطويل": 842- تلم بدار قد تقادم عهدها ... وإما بأموات ألم خيالها أي: إما بدار، والفراء يقيس هذا، فيجيز "زيد يقوم وإما يقعد" كما يجيز "أو يقعد".

_ = فاطرحني". فاطرحني: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "اطرح": فعل أمر مبني على السكون، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت" واتخذني: "الواو": للعطف، "اتخذني": نفس إعراب "اطرحني". عدوًّا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. أتقيك: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا"، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وتتقيني: "الواو": للعطف، "تتقي": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنت". وجملة "اختر إما كونك أخًا" بحسب ما قبلها. وجملة "تكون": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "فأعرف": معطوفة على جملة "تكون". وجملة "فاطرحني": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "واتخذني": معطوفة على جملة "فاطرحني" في محل جزم مثلها. وجملة "أتقيك": حالية محلها النصب. وجملة "وتتقيني": معطوفة عليها في محل نصب كذلك. وجملة "تفعل" المقدرة لا محل لها لأنها جملة الشرط غير الظرفي. وجملة "إلا تفعل فاطرحني": معطوفة على جملة "إما أن تكون ... ". والشاهد فيهما قوله: "فإما ... وإلا" حيث استغنى عن تكرار "إما" وذكر ما يغني عنها وهو "إلا". 842- التخريج: البيت لذي الرمة في ملحق ديوانه ص1902؛ وشرح شواهد المغني 1/ 193؛ وشرح عمدة الحافظ ص642؛ والمقاصد النحوية 4/ 150؛ وللفرزدق في ديوانه 2/ 71؛ وشرح المفصل 8/ 102؛ والمنصف 3/ 115؛ ولذي الرمة أو للفرزدق في خزانة الأدب 11/ 76، 78؛ والدرر 6/ 124؛ وبلا نسبة في الأزهية ص142؛ والجني الداني ص533؛ ورصف المباني ص102؛ والمقرب 1/ 132؛ وهمع الهوامع 2/ 135. اللغة: تلم بدار: تنزل بها قليلًا. تقادم عهدها: بعد زمن معرفتها أو بنائها. ألم خيالها: طاف. المعنى: فإما أن تنزل نفسي بدار الأحبة التي هجرت منذ زمن بعيد، وإما أن تستعرض أشخاصًا أحبهم قد ماتوا، فتبقى روحي حزينة منكسرة. الإعراب: تلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي" يعود إلى نفس الشاعر التي ذكرها قبلًا. بدار: جار ومجرور متعلقان بـ "تلم". قد تقادم: "قد": حرف تحقيق، "تقادم" فعل ماض مبني على الفتح. عهدها: فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة وإما: "الواو": للعطف، "إما" حرف تفصيل. بأموات: جار ومجرور معطوفان على قوله "بدار". ألم: فعل ماض مبني على الفتح. خياليها: فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة "تلم بدار": في محل جر صفة لـ"نفس" في البيت السابق. وجملة "تقادم": في محل جر صفة لـ"دار". وجملة "ألم": في محل جر صفة لـ"أموات". والشاهد فيه قوله: "تلم بدار ... وإما ... " حيث حذف "إما" الأولى، لدلالة الثانية عليها، والتقدير "إما تلم بدار، وإما تلم بأموات".

الرابع: ليس من أقسام "إما" التي في قوله: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} 1 بل هذه "إن" الشرطية و"ما" الزائدة. "العطف لـ"لكن" وشروطه": 554- وأول "لكن" نفيًا أو نهيًا، و"لا" ... نداء أو أمرًا أو إثباتًا تلا "وأول لكن نفيًا أو نهيًا"، نحو: "ما قام زيد لكن عمرو"، و"لا تضرب زيدًا لكن عمرًا". تنبيه: يشترط لكونها عاطفة مع ذلك: أن يكون معطوفها مفردًا، وأن لا تقترن بالواو، كما مثل، وقد سبق ما في هذا الثاني2. وهي حرف ابتداء إن سبقت بإيجاب، نحو: "قام زيد لكن عمرو لم يقم"، ولا يجوز "لكن عمرو"3 خلافًا للكوفيين، أو تلتها جملة4، كقوله "من البسيط": 843- إن ابن ورقاء لا تُخشى بوادره ... لكن وقائعُهُ في الحرب تنتظر

_ 1 مريم: 26. 2 أي: من الخلاف في شرح قوله: "واتبعت لفظًا فحسب". 3 أي: على أن "عمرو" معطوف؛ أما على أنه مبتدأ فيجوز. 4 أي: أو سبقت بنفي، لكن تلتها جملة، فلا ينافي أن المسبوقة بإيجاب لا يتلوها إلا جملة. 843- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص306؛ والجني الداني ص589؛ والدرر 6/ 144؛ وشرح التصريح 2/ 147؛ وشرح شواهد المغني 2/ 703؛ واللمع ص180؛ ومغني اللبيب 1/ 292؛ والمقاصد النحوية 4/ 178؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 137. شرح المفردات: البوادر: ج "البادرة"، وهي ما يظهر من الإنسان من خطأ أو نحوه في ساعة الغضب. الوقائع: ج الوقيعة، وهي إنزال الشر بالعدو. المعنى: يقول: إن ابن ورقاء رجل يسيطر على نفسه ساعة غضبه، أو لا يخون، ولكن إنزاله الشر بالأعداء أمر مرتقب ومتوقع. الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل "ابن": اسم "إن" منصوب، وهو مضاف. "ورقاء": مضاف إليه مجرور بالفتحة. "لا": حرف نفي. "تخشى": فعل مضارع للمجهول مرفوع. "بوادره": نائب فاعل مرفوع. وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "لكن": حرف ابتداء. "وقائعه": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. "في الحرب": جار ومجرور متعلقان بـ"تنتظر". "تنتظر": فعل =

أو تلت واوًا، نحو: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ} 1: أي ولكن كان رسول الله، وليس المنصوب معطوفًا بالواو؛ لأن متعاطفي الواو المفردين لا يختلفان بالإيجاب والسلب. "العطف بـ"لا" وشروطه": "و"لا" نداءً أو أمرًا أو إثباتًا تلا" "لا": مبتدأ خبره "تلا"، و"نداء" وما بعده مفعول بـ"تلا"، وفي "تلا" ضمير هو فاعله يرجع إلى "لا"، والتقدير: لا تلا نداءً أو أمرًا أو إثباتًا. أي للعطف بـ"لا" شرطان: أحدهما: إفراد معطوفها، والثاني أن تسبق بأمر أو إثبات اتفاقًا، نحو: "اضرب زيدًا لا عمرًا"، و"جاءني زيد لا عمرو"، أو بنداء، خلافًا لابن سعدان، نحو: "يابن أخي لا ابن عمي" قال السهيلي: وأن لا يصدق أحد متعاطفيها على الآخر، فلا يجوز "جاءني زيدٌ لا رجلٌ" وعكسه، ويجوز "جاءني رجلٌ لا امرأةٌ"، وقال الزجاجي: وأن لا يكون المعطوف عليه معمول فعل ماض، فلا يجوز: "جاءني زيدٌ لا عمرٌو"، ويرده قوله "من الطويل": 844- كأن دثارًا حلقت بلبونه ... عقاب تنوفى لا عقاب القواعل

_ = مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". وجملة: "إن ابن ورقاء ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تخشى بوادره" في محل رفع خبر "إن". وجملة: "وقائعه في الحرب تنتظر" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تنتظر" في محل رفع خبر المبتدأ "وقائع". الشاهد: قوله: "لكن وقائعه ... " حيث وردت "لكن" حرف ابتداء لا حرف عطف لكون الواقع بعدها جملة من مبتدأ وخبر. 1 الأحزاب: 40. 844- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص94؛ وجمهرة اللغة ص949؛ والجني الداني ص295؛ وخزانة الأدب 11/ 177، 178، 181، 184؛ والخصائص 3/ 191؛ وشرح التصريح 2/ 150؛ وشرح شواهد المغني 1/ 441؛ 2/ 616؛ ولسان العرب 8/ 342 "ملع"؛ ومغني اللبيب 1/ 242؛ والمقاصد النحوية 4/ 154؛ وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص466؛ والممتع في التصريف 1/ 104. شرح المفردات: دثار: اسم رجل كان يراعى إبل امرئ القيس. اللبونة: ذات اللبن: تنوفى: اسم =

تنبيهات: الأول: في معنى الأمر الدعاء والتحضيض. الثاني: أجاز الفراء العطف بها على اسم لعل كما يُعطف بها على اسم إن، نحو: "لعل زيدًا لا عمرًا قائمٌ". الثالث: فائدة العطف بها قصر الحكم على ما قبلها: إما قصر إفراد1، كقولك: "زيد كاتب لا شاعر" ردًّا على من يعتقد أنه كاتب وشاعر، وإما قصر قلب، كقولك: "زيد عالم لا جاهل" ردًّا على من يعتقد أنه جاهل. الرابع: أنه قد يُحذف المعطفوف عليه بـ"لا"، نحو: "أعطيتك لا لتظلم" أي: لتعدل لا لتظلم.

_ = موضع في جبال طيئ معروف بارتفاعه. القواعل: اسم موضع قليل الارتفاع. المعنى: يصف الشاعر إبله، التي أغار عليها الأعداء فتفرقت، بقوله: كأن عقابًا من عقبان تنوفى قد خطفت تلك الإبل وحلقت بها بعيدًا بحيث يصعب الوصول إليها، وليس عقاب القواعل المعروفة بقلة ارتفاعها. الإعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل. "دثارًا": اسم "كأن" منصوب. "حلقت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "بلبونه": جار ومجرور متعلقان بـ"حلقت". "عقاب": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "تنوفى": مضاف إليه مجرور. "لا": حرف عطف. "عقاب": معطوف على "عقاب" السابقة، وهو مضاف "القواعل": مضاف إليه. وجملة: "كأن دثارًا ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حلقت عقاب ... " في محل رفع خبر "كأن". الشاهد: قوله: "عقاب تنوفى لا عقاب القواعل" حيث عطفت "لا" قوله: "عقاب الفواعل" على "عقاب تنوفى" الواقعة معمولًا للفعل الماضي "حلقت"، وفيه رد على الزجاجي الذي اشترط أن يكون المعطوف عليه بـ"لا" غير معمول للفعل الماضي. 1 لم يذكر الشارح قصد التعيين مع أنها قد تكون له، نحو: "زيد شاعر لا فيلسوف" للمتردد في أي الوصفين ثابت لزيد مع علمه بثبوت أحدهما لا على التعيين.

"العطف بـ"بل": 555- وبل كلكن بعد مصحوبيها ... كلم أكن في مربع بل تيها 556- وانقل بها للثان حكم الأول ... في الخبر المثبت، والأمر الجلي "وبل كلكن" في تقرير حكم ما قبلها وجعل ضده لما بعدها "بعد مصحوبيها" أي: مصحوبي "لكن"، وهما النفي والنهي: "كلم أكن في مربع بل تيها" المربع: منزل الربيع، والتيهاء: الأرض التي لا يُهتدى بها، ونحو: "لا تضرب زيدًا بل عمرًا". "وانقل بها للثان1 حكم الأول" فيصير كالمسكوت عنه. "في الخبر المثبت والأمر الجلي" كـ"قام زيد بل عمرو"، و"ليقم زيد بل عمرو". وأجاز المبرد وعبد الوارث ذلك مع النفي والنهي، فتكون ناقلة لمعناهما إلى ما بعدها، وعلى ذلك فيصح "ما زيد قائمًا بل قاعدًا"، و"بل قاعد" ويختلف المعنى. قال الناظم: وما جوزه مخالف لاستعمال العرب. ومنع الكوفيون أن يعطف بها بعد غير النفي وشبهه، ومنعهم ذلك مع سعة روايتهم دليل على قلته. ولا بد لكونها عاطفة من إفراد معطوفها كما رأيت، فإن تلاها جملة كانت حرف ابتداء لا عاطفة، على الصحيح، وتفيد حينئذ إضرابًا عما قبلها: إما على جهة الإبطال، نحو: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} 2، أي: بل هم عباد، ونحو: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} 3 وإما على جهة الانتقال من غرض إلى آخر، نحو: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى، بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} 4، {كِتَابٌ يَنْطِقُ

_ 1 الأصل: للثاني، وحذفت الياء للضرورة الشعرية. 2 الأنبياء: 26. 3 المؤمنون: 70. 4 الأعلى: 14.

بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ، بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا} 1 وادعى الناظم في شرح الكافية أنها لا تكون في القرآن إلا على هذا الوجه والصواب ما تقدم. "العطف بـ"بل" بعد الاستفهام وزيادة "لا" قبل "بل" لتوكيد الإضراب": تنبيهان: الأول: لا يعطف بـ"بل" بعد الاستفهام، فلا يقال: "أضربت زيدًا بل عمرًا؟، ولا نحوه. الثاني: تزاد قبلها "لا" لتوكيد الإضراب عن جعل الحكم للأول بعد الإيجاب كقوله "من الخفيف": 845- وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يُقض للشمس كسفة أو أقول ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النفي، ومنع ابن درستويه زيادتها بعد النفي، وليس بشيء،

_ 1 المؤمنون: 62، 63. 845- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 135؛ وشرح التصريح 2/ 148؛ وهمع الهوامع 2/ 136. اللغة: يقضى: يقدر. كسفة: المرة من الكسوف، وهو ذهاب ضوء الشمس والقمر في حالات معروفة. الأفول: الغياب. المعنى: قد أشبه وجهك بالشمس أو القمر، لو لم تكن الشمس والقمر يغيبان ويصيبهما الكسوف. الإعراب: وجهك: مبتدأ مرفوع بالضمة. و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. البدر: خبر مرفوع بالضمة. لا بل. "لا": نافية زائدة لتوكيد الإضراب، "بل": حرف عطف يفيد الإضراب الشمس: معطوفة على "البدر" مرفوعة بالضمة. لو: حرف امتناع لامتناع. لم: حرف جزم ونفي وقلب. يقض: فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة، والفتحة دالة عليه. للشمس: جار ومجرور متعلقان بـ"يقضي". كسفة: نائب فاعل مرفوع بالضمة. وأفول: "الواو": للعطف، "أفول": معطوف على "كسفه" مرفوع مثله بالضمة. وجملة "وجهك البدر": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لو لم يقض لكان وجهك شبيهًا بها": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "لا بل": حيث زاد "لا" لتوكيد الإضراب.

كقوله "من البسيط": 846- وما هجرتك لا بل زادني شغفًا ... هجر وبعد تراخي لا إلى أجل "العطف على ضمير الرافع المتصل": 557- وإن على ضمير رفع متصل ... عطفت فافصل بالضمير المنفصل 558- أو فاصل ما، وبلا فصل يرد ... في النظم فاشيًا، وضعفه اعتقد "وإن على ضمير رفع متصل" مستترًا كان أو بارزًا "عطفت فافصل بالضمير المنفصل" نحو: {لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُم} 1 "أو فاصل ما" إما بين العاطف والمعطوف عليه، وإما بين العاطف والمعطوف كالمفعول به، في نحو: {يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَح} 2، و"لا" في نحو: {مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا} 3 وقد اجتمع الفصلان في {مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُم} 4

_ 846- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 138؛ وشرح التصريح 2/ 148؛ وشرح شواهد المغني 1/ 348؛ وهمع الهوامع 2/ 136. اللغة: الشغف: شدة الحب. الهجر: الفراق والمقاطعة. تراخى: استمر. الأجل: الحد. المعنى: لن أبتعد عنك، ومقاطعتك لي، وابتعادك المستمر عني، زادني محبة لك. الإعراب: وما: "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": حرف نفي. هجرتك: فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لا بل: "لا": نافية لتوكيد الإضراب، "بل": حرف إضراب. زادني: فعل ماض مبني على الفتح، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. شغفًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. هجر: فاعل "زادني" مرفوع بالضمة. وبعد: "الواو": للعطف، "بعد": معطوف على "هجر" مرفوع بالضمة. تراخى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". لا: نافية. إلى أجل: جار ومجرور متعلقان بـ"تراخى". وجملة "ما هجرتك": بحسب ما قبلها. وجملة "زادني": استئنافية. وجملة "تراخي": في محل رفع صفة لـ"بعد". والشاهد فيه قوله: "لا بل" حيث زاد "لا" لتوكيد تقرير ما قبلها، أي لتوكيد عدم الهجران. 1 الأنبياء: 54. 2 الرعد: 23. 3 الأنعام: 148. 4 الأنعام: 91.

"وبلا فصل يرد في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد" من ذلك قوله "من الكامل": 847- ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه ... ما لم يكن وأب له لينالا وقوله "من الخفيف": 848- قلت إذا أقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الفلا تعسفن رملا وهو على ضعفه جائز في السعة، نص عليه الناظم؛ لما حكاه سيبويه من قول بعض العرب "مررت برجلٍ سواءٍ والعدمُ" برفع "العدم" عطفًا على الضمير المستتر في "سواء" لأنه مؤول بمشتق: أي "مستوٍ هو والعدم" وليس بينهما فصل.

_ 847- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص57؛ والدرر 6/ 149؛ وشرح التصريح 2/ 51؛ والمقاصد النحوية 4/ 160؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 476؛ والمقرب 1/ 234؛ وهمع الهوامع 2/ 138. شرح المفردات: رأي سفيه: أي رأي فاسد وضعيف. المعنى: يقول: إن سفاهة رأي الأخطل جعلته يطلب ما لم يكن هو ولا أبوه ليحصلا عليه. الإعراب: "ورجا": الواو بحسب ما قبلها، "رجا": فعل ماض. "الأخيطل": فاعل مرفوع. "من سفاهة": جار ومجرور متعلقان بـ"رجا"، وهو مضاف. "رأيه": مضاف إليه، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "لم": حرف جزم. "يكن": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره "هو" يعود على الأخيطل، وخبره محذوف. "وأب": الواو حرف عطف، "أب": معطوف على الضمير المستتر الذي هو اسم "يكن". "له": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"أب". "لينالا": اللام لام الجحود، "ينالا": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وعلامة نصبه حذف النون، والألف ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "أن" المضمرة وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "رجا". وجملة: "رجا الأخيطل" بحسب ما قبلها. وجملة: "لم يكن ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "لينالا" في محل نصب خبر "كان". وجملة "ينالا" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لم يكن وأب" حيث عطف الاسم الظاهر المرفوع "أب" على الضمير المرفوع المستتر في "يكن" والذي هو اسمها من غير أن يؤكد ذلك الضمير بضمير منفصل، أو أن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه، وهذا متفش في الشعر على ضعفه. 848- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ملحق ديوانه ص498؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 101؛ وشرح عمدة الحافظ ص658؛ وشرح المفصل 3/ 76؛ واللمع ص184؛ والمقاصد النحوية 4/ 161؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 79؛ والخصائص 2/ 386؛ والكتاب 2/ 379. اللغة: الزهر: ج الزهراء، وهي البيضاء المشرقة. تهادى: تتهادى، أي تتمشى. النعاج: بقر الوحش. تعسفن: سرن على غير هدى. الفلا: الفلاة، أي الأرض الواسعة. =

"عود الخافض في العطف على الضمير المخفوض": 559- وعود خافض لدى عطف على ... ضمير خفض لازمًا قد جعلا 560- وليس عندي لازمًا، إذ قد أتى ... في النثر والنظم الصحيح مثبتا "وعود خافض لدى عطف على ... ضمير خفض لازمًا قد جعلا" في غير الضرورة، وعليه جمهور البصريين1، نحو: {فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْض} 2، {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْك} 3، {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِك} 4. قال الناظم: "وليس" عود الخافض "عندي لازمًا" وفاقًا ليونس والأخفش والكوفيين "إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتا" فمن النظم قوله "من البسيط": 849- "فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا" ... فاذهب فما بك والأيام من عجب

_ = الإعراب: "قلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "إذ": ظرف زمان متعلق بـ"قلت". "أقبلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "وزهر": الواو حرف عطف، "زهر": معطوف على الضمير المستتر في "أقبلت" مرفوع. "تهادى": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "كنعاج": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير في "أقبلت"، وهو مضاف. "الفلا": مضاف إليه. "تعسفن": فعل ماض، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "رملا": مفعول به. وجملة: "قلت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أقبلت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "تهادى" في محل نصب حال. وجملة: "تعسفن" في محل نصب حال. الشاهد: قوله: "أقبلت وزهر" حيث عطف "زهر" على الضمير المستتر في "أقبلت" من غير فصل، والوجه فيه أن يقال: "أقبلت هي وزهر"، لتأكيد الضمير المستتر. 1 ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز العطف على الضمير المخفوض، وذلك نحو قولك: "مررت بك وزيد"، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز انظر المسألة الخامسة والستين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص463-474. 2 فصلت: 11. 3 المؤمنون: 22. 4 البقرة: 133. 849- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف ص464؛ وخزانة الأدب 5/ 123-126، 128، =

وقوله "من الطويل": 850- "تعلق في مثل السواري سيوفنا" ... وما بينها والكعب غود نفانف

_ = 129، 131، والدرر 2/ 81؛ 6/ 151؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 207؛ وشرح عمدة الحافظ ص662؛ وشرح المفصل 3/ 78؛ 79؛ والكتاب 2/ 382؛ واللمع في العربية ص185؛ والمقاصد النحوية 4/ 163؛ والمقرب 1/ 234؛ وهمع الهوامع 2/ 139. اللغة: قربت: شرعت. شتم: سب. المعنى: يقول: اليوم شرعت في هجائنا وسبنا، وهذا الأمر ليس بعجيب؛ لأن الهجاء من طبعك، كما لا يعجب الناس مما يفعل الدهر. الإعراب: "فاليوم": الفاء بحسب ما قبلها، "اليوم": ظرف زمان متعلق بـ"قربت". "قربت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "قرب". "تهجونا": فعل مضارع مرفوع، و"نا": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "وتشتمنا": الواو حرف عطف، "تشتمنا": فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره: "أنت" و"نا" ضمير مفعول به. "فاذهب": الفاء استئنافية. "اذهب": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "فما": الفاء استئنافية، "ما": حرف نفي. "بك": جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. "والأيام" الواو حرف عطف، "الأيام": معطوف على الكاف في "بك" مجرور. "من": حرف جر زائد. "عجب": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر. وجملة: "قربت تهجونا" بحسب ما قبلها. وجملة: "تهجونا" في محل نصب خبر "قرب". وجملة: "تشتمنا" معطوفة على سابقتها. وجملة: "اذهب" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما بك والأيام من عجب" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "فما بك والأيام" حيث عطف "الأيام" على الكاف في "بك" المجرورة بحرف الجر دون إعادة الخافض. 850- التخريج: البيت لمسكين الدارمي في ديوانه ص53 "وفيه "تنائف" مكان "نفانف"؛ والحيوان 6/ 494؛ والمقاصد النحوية 4/ 164؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص663؛ وشرح المفصل 3/ 79؛ ولسان العرب 7/ 365 "غوط". اللغة: السواري: ج سارية، وهي الأسطوانة "العمود". الغوط: ج غائط: وهو المطمئن من الأرض, ونفانف: ج نفنف وهو الهواء بين الشيئين، وكل شيء بينه وبين الأرض مهوى فهو نفنف، والمعنى هنا: واسعة. المعنى: إن قومي قوم طوال، والسيف على الفارسي منا كأنه على سارية من طوله، وبين السيف وكعب الرجل مسافة طويلة. الإعراب: "تعلق": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. "في مثل": جار ومجرور متعلقان بالفعل تعلق. "السواري": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. "سيوفنا": نائب فاعل مرفوع بالضمة. "وما": "الواو": استئنافية، و"ما": اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ. "بينها": ظرف مكان منصوب بالفتحة، متعلق بفعل الصلة المحذوف المقدر بـ"استقر"، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. =

وهو كثير في الشعر، ومن النثر قراءة ابن عباس والحسن وغيرهما "تساءلون به والأرحامِ"1 وحكاية قطرب "ما فيها غيره وفرسه". قيل: ومنه {وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} 2 إذا ليس العطف على "السبيل" لأنه صلة المصدر وقد عطف عليه "كفر". ولا يعطف على المصدر حتى تكمل معمولاته. تنبيهات: الأول: في المسألة مذهب ثالث، وهو أنه إذا أكد الضمير جاز نحو: "مررت بك أنت وزيدٍ"، وهو مذهب الجرمي والزيادي، وحاصل كلام الفراء، فإنه أجاز "مررت به نفسه وزيدٍ"، و"مررت بهم كلهم وزيدٍ". الثاني: أفهم كلامه جواز العطف على الضمير المتصل مطلقًا، وعلى المتصل المنصوب بلا شرط، نحو: "أنا وزيدٌ قائمان، وإياك والأسدَ"، ونحو: {جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} 3. "حذف الفاء والواو مع المعطوف": 561- والفاء قد تحذف مع ما عطفت ... والواو، إذ لا لبس، وهي انفردت "والفاء قد تُحذف مع ما عطفت ... والواو إذ لا لبس"

_ = "والكعب": "الواو": عاطفة، "الكعب": اسم معطوف على الضمير "ها" مجرور بالكسرة. "غوط: خبر مرفوع بالضمة. "نفانف": صفة لـ"غوط" مرفوع بالضمة. وجملة "تعلق ... سيوفنا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما بينها غوط": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة الصلة المحذوفة: "استقر" صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "فما بينها والكعب" عطف "الكعب" بالواو على الضمير المتصل المخفوض بإضافة الظرف -وهو قوله: بين- إليه، من غير أن يعيد العامل في المعطوف عليه مع المعطوف. 1 النساء: 1. 2 البقرة: 217. 3 المرسلات: 38.

وهو قيد فيهما، أي تختص الفاء والواو بجواز حذفهما مع معطوفهما لدليل، مثاله في الفاء: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ} 1 أي: فضرب فانفجرت، وهذا الفعل معطوف على {فَقُلْنَا} . ومثاله في الواو قوله "من الطويل": 851- فما كان بين الخير لو جاء سالمًا ... أبو حجر إلا ليال قلائل أي: بين الخبر وبيني، وقولهم: "راكب الناقة طليحان" أي والناقة، ومنه {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} 2 أي: والبرد. تنبيهان: الأول: "أم" تشاركهما في ذلك كما ذكره في التسهيل. ومنه قوله "من الطويل": 852- "دعاني القلب إليها إني لأمره" ... سميع فما أدري أرشد طلابها

_ 1 الأعراف: 160. 851- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص120؛ وشرح التصريح 2/ 153؛ وشرح عمدة الحافظ ص648؛ والمقاصد النحوية 4/ 167. شرح المفردات: أبو حجر: كنية النعمان بن الحارث. المعنى: يتحسر الشاعر ويتمنى لو يكون النعمان قد عاد سالمًا ليعم الخير بعودته. الإعراب: "فما": الفاء بحسب ما قبلها، و"ما": حرف نفي. "كان": فعل ماض ناقص. "بين" ظرف زمان منصوب، متعلق بمحذوف خبر "كان"، وهو مضاف. "الخبر": مضاف إليه. "لو": حرف تمن. "جاء": فعل ماض. "سالمًا": حال منصوب. "أبو": فاعل "جاء" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "حجر": مضاف إليه. "إلا": أداة حصر. "ليال": اسم "كان": مرفوع. "قلائل": نعت "ليال" مرفوع. وجملة: "ما كان ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "لو جاء سالمًا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "بين الخير" حيث حذف الواو مع معطوفها بتقدير: "بين الخير وبيني" بدليل أن "بين" لا تضاف إلا إلى متعدد. 2 النحل: 81. 852- التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في تلخيص الشواهد ص140؛ وخزانة الأدب =

أي أم غي، وإنما لم يذكرها هنا لقلته فيها. الثاني: قد يحذف العاطف وحده، ومنه قوله "من الخفيف": 853- كيف أصبحت، كيف أمسيت مما ... يغرس الود في فؤاد الكريم

_ = 11/ 251؛ والدرر 6/ 102؛ وشرح أشعار الهذليين 1/ 43؛ وشرح عمدة الحافظ ص655؛ وشرح شواهد المغني 1/ 26، 142، 2/ 672؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 132. اللغة: دعاني: ناداني: الرشد: الهداية. طلابها: الرغبة فيها. المعنى: ناداني القلب لأتبع خلوتي، وأنا ألبي طلبات قلبي، واستمع لأوامره التي تدعوني للقائها، بالرغم من عدم تأكدي أن في هذا ضلالًا أم هداية واستقامة. الإعراب: دعاني: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. إليها: "إلى": حرف جر، و"ها": ضمير متصل في محل جر بحرف الجر، متعلقان بـ"دعا". القلب: فاعل مرفوع بالضمة. إني: "إن": حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسمها. لأمره: جار ومجرور متعلقان بالخبر "سميع"، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. سميع: خبر "إن" مرفوع بالضمة. فما: "الفاء": استئنافية، "ما": نافية لا عمل لها. أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". أرشد: "الهمزة": حرف استفهام لا محل لها، "رشد": خبر مقدم مرفوع بالضمة. طلابها: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، و"ها":ضميرمتصل في محل جر بالإضافة. وجملة "دعاني": ابتدائية لا محل لها. وجملة "إني سميع": معترضة لا محل لها. وجملة "فما أدري": استئنافية لا محل لها. وجملة "أرشد طلابها": في محل نصب مفعول به، سدت مسد مفعولي الفعل القلبي "أدري". والشاهد فيه قوله: "أرشد طلابها" حيث حذف "أم" والمعطوف بها على أساس وضوح الكلام للسامع، والتقدير: أرشد طلابها أم ضلال. 853- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 134؛ والخصائص 1/ 290، 2/ 280؛ والدرر 6/ 155؛ وديوان المعاني 2/ 225؛ ورصف المباني ص414؛ وشرح عمدة الحافظ ص641؛ وهمع الهوامع 2/ 140. المعنى: يقول: إن التحية والسؤال عن الأحوال مما يغرس المحبة بين الناس. الإعراب: كيف: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. أصبحت: فعل ماض تام، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. كيف أمسيت: معطوفة على "كيف أصبحت" وتعرب إعرابها، وذلك بحرف عطف مقدر. مما: جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره: "قولك". يغرس: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". الود: مفعول به منصوب. في فؤاد: جار ومجرور متعلقان بـ"يغرس"، وهو مضاف. الكريم: مضاف إليه مجرور. وجملة "كيف أصبحت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أصبحت": في محل رفع خبر. =

أراد: كيف أصبحت وكيف أمسيت، وفي الحديث "تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من صاع بره، من صاع تمره". وحكى أبو عثمان عن أبي زيد أنه سمع: "أكلت خبزًا لحمًا تمرًا"، ولا يكون ذلك إلا في الواو و"أو"، "وهي" أي الواو "انفردت" من بين حروف العطف. 562- وحذف متبوع بدا -هنا- استبح ... وعطفك الفعل على الفعل يصح "وحذف متبوع" أي: معطوف عليه "بدا" أي: ظهر "هنا" أي: في هذا الموضع، وهو العطف بالواو والفاء؛ لأن الكلام فيهما "استبح" كقول بعضهم: "وبك. وأهلًا سهلًا" جوابًا لمن قال له: "مرحبًا بك"، والتقدير: ومرحبًا بك وأهلًا. ونحو: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} 1 أي: أنهملكم فنضرب، ونحو: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِم} 2 أي: أعموا، فلم يروا. 563- بعطف عامل مزال قد بقي ... معمولة، دفعًا لوهم اتقي "بعطف عامل مزال" أي: محذوف "قد بقي معموله" مرفوعًا كان نحو: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة} 3 أي: وليسكن زوجك: أو منصوبًا نحو: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} 4 أي: وألفوا الإيمان، أو مجرورًا، نحو: "ما كل بيضاء شحمة، ولا سوداء تمرة" أي: ولا كل سوداء، وإنما لم يجعل العطف فيهن على الموجود "دفعًا لوهم اتقي" أي حذر، وهو أنه يلزم في الأول رفع فعل الأمر الاسم الظاهر، وفي الثاني كون الإيمان متبوأ، وإنما يتبوأ المنزل. وفي الثالث العطف على معمولي عاملين، ولا يجوز في الثاني أن يكون الإيمان مفعولًا معه لعدم الفائدة في تقييد الأنصار بمصاحبة الإيمان إذ هو أمر معلوم.

_ 1 الزخرف: 5. 2 سبأ: 9. 3 البقرة: 35. 4 الحشر: 9.

وأما حذفه مع "أو" في قوله "من الطويل": 854- فهل لك أو من والد لك قبلنا ... "يوشج أولاد العشار ويفضل" أي: فهل لك من أخ أو من والد، فنادر. تنبيهان: الأول: قال في التسهيل: ويغني عن المعطوف عليه المعطوف بالواو كثيرًا وبالفاء قليلًا. الثاني: قال فيه أيضًا: وقد يتقدم المعطوف بالواو للضرورة، وقال في الكافية: ومتبع بالواو قد يقدم ... موسطًا إن يلتزم ما يلزم وظاهره جوازه في الاختيار على قلة، قال في شرحها قد يقع أي المعطوف قبل المعطوف عليه إن لم يخرجه التقديم إلى التصدير أو إلى مباشرة عامل عليه لا يتصرف، أو

_ 854- التخريج: البيت لأمية بن أبي عائذ الهذلي في الدرر 6/ 156؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 537؛ وشرح عمدة الحافظ ص670؛ والمقاصد النحوية 4/ 182؛ وللهذلي في همع الهوامع 2/ 140. اللغة: وشج: أحكم. العشار: من الإبل التي أتى عليها عشرة أشهر. المعنى: يمنن الشاعر مخاطبه بأنه رعاء وحافظ عليه مشبهًا إياه بأولاد العشار التي لا تستطيع أن تحافظ على نفسها. الإعراب: فهل: "الفاء": بحسب ما قبلها، "هل": حرف استفهام. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره: "أخ". أو: حرف عطف من: حرف جر زائد. والد: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه معطوف على "أخ" المحذوفة في محل رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"والد" قبلنا: ظرف متعلق بمحذوف نعت "والد"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. يوشج: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". أولاد: مفعول به منصوب، وهو مضاف. العشار: مضاف إليه مجرور. ويفضل: "الواو" حرف عطف، "يفضل": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "يوشج": في محل نعت "والد". وجملة "يفضل": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "فهل لك أو من والد" حيث حذف فيه المعطوف عليه، وتقدير الكلام: "فهل لك من أخ أو من والد"، و"من" في الموضعين حرف زائد، وهذا نادر، وقد كثر ذلك مع الواو، كقولك: "بلى وزيدًا" لمن قال: "ألم تضرب عمرًا".

تقدم عليه. ولذا قلت: موسطًا إن يلتزم ما يلزم فلا يجوز "وعمرو زيد قائمان" لتصدر المعطوف وفوات توسطه، ولا "ما أحسن وعمرًا زيدًا" ولا "ما وعمرًا أحسن زيدًا" لعدم تصرف العامل. ومثال التقديم الجائز قول ذي الزمة "من الطويل": 855- كأنا على أولاد أحقب لاحها ... ورميُ السفا أنفاسها بسهام جنوبٌ دوت عنها التناهي وأنزلت ... بها يوم رباب السفير صيام

_ 855- التخريج: البيتان لذي الرمة في ديوانه ص1071، 1072؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 483؛ والكتاب 2/ 99، 100؛ ولسان العرب 12/ 310 "سهم" "البيت الأول"؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص862 "البيت الأول". اللغة: الأحقب: حمار الوحش. لاحها: أضمرها. السفا: الشوك الصلب. الجنوب: الريح الجنوبية. التناهي: المكان الذي ينتهي إليه الماء ويجف صيفًا. دوت: علته الريح. يوم رباب السفير: يوم شديد الحر. المعنى: يصف الشاعر رحلته المضنية على مطية ضامرة سريعة، تشبه الحمر الوحشية التي أضمرتها ريح الجنوب القاسية التي جففت المياه في التناهي، وأدمت أنوافها الأشواك الصلبة كالسهام. الإعراب: كأنا: حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير متصل في محل نصب اسم "كأن". على أولاد: جار ومجرور متعلقان بخبر "كأن" وهو مضاف. أحقب: مضاف إليه مجرور بالكسرة عوضًا عن الفتحة لأنه ممنوع من الصرف. لاحها: فعل ماض، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. ورمي: "الواو": حرف عطف، و"رمي": اسم معطوف مرفوع، وهو مضاف. السفا: مضاف إليه مجرور. أنفاسها: مفعول به، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. بسهام: جار ومجرور متعلقان بـ"رمي". جنوب: فاعل "لاحها" مرفوع. دوت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"دوت". التناهي: فاعل مرفوع وأنزلت: "الواو" حرف عطف، "أنزلت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي. بها: جار ومجرور متعلقان بـ"أنزل". يوم: ظرف زمان متعلق بـ"أنزل"، وهو مضاف. رباب: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. السفير: مضاف إليه. صيام: نعت "أولاد" مجرور بالكسرة. وجملة "كأن" ومعموليها ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لاحها": في محل جر نعت "أولاد". وجملة "دونت": في محل رفع نعت "جنوب". وجملة: "وأنزلت": معطوفة في محل رفع. الشاهد: قوله: "لاحها ورمي السفا أنفاسها بسهام جنوب" حيث قدم المعطوف "ورمي" على المعطوف عليه "جنوب" للضرورة الشعرية.

وقول الآخر "من الطويل": 856- وأنت غريم لا أظن قضاءه ... ولا العنزي القارظ الدهر جائيا "عطف الفعل على الفعل": "وعطفك الفعل على الفعل يصيح" بشرط اتحاد زمانيهما سواء اتحد نوعهما، نحو: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَه} 1، {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} 2 أم اختلفا، نحو قوله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ} 3، {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي} 4 الآية.

_ 856- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص307 وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 347. اللغة: الغريم: المغرم. قضاء الدين: تأديته. القارظ العنزي: يضرب مثلًا للمفقود الذي لا رجاء منه. المعنى: يقول الشاعر مخاطبًا محبوبته: إن لي عليك دينًا لا أظنك تقضينه، ولا أمل لي فيه حتى يعود القارظ العنزي، أي هي عودة ميئوس منها. الإعراب: وأنت: "الواو": حالية من قوله في البيت السابق "تطيلين ليني"، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. غريم: خبر المبتدأ مرفوع. لا: حرف نفي. أظن: فعل مضارع. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". قضاءه: مفعول به أول منصوب، وهو مضاف. و"الهاء":ضمير في محل جر بالإضافة. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": حرف زائد لتأكيد النفي. العنزي: معطوف على مفعول أظن الأول منصوب. القارظ: نعت "العنزي" منصوب. الدهر: ظرف زمان متعلق بـ"جائيًا". جائيًا: مفعول به ثان منصوب. وجملة "وأنت الغريم": في محل نصب حال. وجملة "لا أظن قضاءه": في محل رفع نعت "غريم". وجملة "لا العنزي القارظ": معطوف على مفعول "أظن". الشاهد: جواز تقديم المعطوف على المعطوف عليه والتقدير: "لا أظن قضاءه جائيًا ولا العنزي ما بقي الدهر" وهذا للضرورة. الشاهد فيه قوله: "لا أظن قضاءه ولا العنزي القارظ الدهر جائيًا" حيث قدم المعطوف وهو "العنزي" على المعطوف عليه، وتقدير الكلام: لا أظن قضاءه جانبًا هو ولا العنزي ما بقيت أو ما بقي الدهر. 1 الفرقان: 49. 2 محمد: 36. 3 هود: 98. 4 الفرقان: 10.

"عطف الفعل على شبهة والعكس": 564- واعطف على اسم شبه فعل فعلا ... وعكسًا استعمل تجده سهلًا نحو: {صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْن} 1، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا، فَأَثَرْنَ} 2 لاتحاد جنس المتعاطفين في التأويل؛ إذ المعطوف في المثال الأول في تأويل المعطوف عليه وفي الثاني بالعكس. "وعكسًا استعمل نجده سهلًا" كقوله "من الرجز": 857- "يا رب بيضاء من العواهج" ... أم صبي قد حبا أو دارج وقوله "من الرجز": 858- "بات يعشيها بعضب باتر" ... يقصد في أسواقها وجائر

_ 1 الملك: 19. 2 العاديات: 43. 857- التخريج: الرجز لجندب بن عمرو في خزانة الأدب 4/ 238؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 2/ 641؛ وشرح التصريح 2/ 152؛ ولسان العرب 2/ 331 "عهج"؛ والمقاصد النحوية 4/ 173. شرح المفردات: حبا: زحف على يديه ورجليه. الدارج: الذي يمشي قليلًا بخطى متقاربة. الإعراب: "أم": بدل أو عطف بيان على قوله: "ذات خلق بارج" في البيت السابق الذي هو مفعول به للفعل "علقت" منصوب، وهو مضاف. "صبي": مضاف إليه مجرور. "قد": حرف تحقيق. "حبا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أو": حرف عطف. "دارج": معطوف على "حبا" مجرور؛ لأنه جملة "حبا" في محل نعت لـ"صبي" وهو مجرور. الشاهد فيه قوله: "قد حبا أو دارج" حيث عطف الاسم الذي يشبه الفعل، وهو "دارج" على الفعل، وهو "حبا". 858- التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 140، 143؛ ولسان العرب 11/ 600 "كهل"، 15/ 62 "عشا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 174. اللغة: يعشيها: يطعمها العشاء، وهنا أقام السيف لها مقام العشاء. العضب: السيف. الباتر: القاطع. الإعراب: "بات": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "يغشيها": فعل مضارع مرفوع، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "بعضب": جار =

وجعل منه الناظم {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ} 1 وقدر الزمخشري عطف "مخرج" على "فالق"، وجعل ابن الناظم تبعًا لأصله المعطوف في البيتين في تأويل المعطوف عليه، والذي يظهر عكسه لأن المعطوف عليه وقع نعتًا، والأصل فيه أن يكون اسمًا.

_ 1 ومجرور متعلقان بـ"يعشي". "باتر": نعت "عضب" مجرور. "يقصد": فعل مضارع مرفوع. وفاعله ضمير مستر تقديره: "هو" "في أسوقها": جار ومجرور متعلقان بـ"يقصد"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. "وجائر": الواو حرف عطف، "جائر": معطوف على "يقصد" الواقعة نعتًا لـ"عضب". وجملة: "بات يعشيها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يعشيها" في محل نصب خبر "بات". وجملة: "يقصد" في محل جر نعت "عضب". الشاهد فيه قوله: "يقصد في أسوقها وجائر" حيث عطف اسم الفاعل "جائر" على الفعل "يقصد" وذلك لأن اسم الفاعل يشبه الفعل. 1 الأنعام: 95.

خاتمة في مسائل متفرقة: الأولى: يشترط لصحة العطف صلاحية المعطوف، أو ما هو بمعناه لمباشرة العامل، فالأول نحو: "قام زيد وعمرو". والثاني نحو: "قام زيد وأنا" فإنه لا يصلح "قام أنا" ولكن يصلح "قمت" والتاء بمعنى "أنا"، فإن لم يصلح هو أو ما هو بمعناه لمباشرة العامل أخر له عامل يلائمه وجعل من عطف الجمل، وذلك كالمعطوف على الضمير المرفوع بالمضارع ذي الهمزة أو النون وتاء المخاطب أو بفعل الأمر، نحو: "أقوم أنا وزيد"، و"نقوم نحن وزيد"، و"تقوم أنت وزيد"، و {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} 1 أي: وليسكن زوجك. وكذلك باقيها، وكذلك المضارع المفتتح بتاء التأنيث، نحو: {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} 2 قال ذلك الناظم. قال الشيخ أبو حيان وما ذهب إليه مخالف لما تضافرت عليه نصوص النحويين والمعربين من أن "زوجك" معطوف على الضمير المستكن في "اسكن" المؤكد بـ"أنت". الثانية: لا يشترط في صحة العطف صحة وقوع المعطوف موقع المعطوف عليه، لصحة "قام زيد وأنا" وامتناع "قام أنا وزيد". الثالثة: لا يشترط صحة تقدير العامل بعد العاطف، لصحة "اختصم زيد وعمرو" وامتناع "اختصم زيد واختصم عمرو".

_ 1 البقرة: 35؛ والأعراف: 19. 2 البقرة: 233.

"عطف الخبر على الإنشاء وعكسه": الرابعة: في عطف الخبر على الإنشاء وعكسه خلاف منعه البيانيون، والناظم في شرح باب المفعول معه من كتاب التسهيل. وابن عصفور في شرح الإيضاح، ونقله عن الأكثرين وأجازه الصفار تلميذ ابن عصفور وجماعة مستدلين بنحو: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا} 1 في سورة البقرة {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين} 2 في سورة الصف. قال أبو حيان: وأجاز سيبويه "جاءني زيد ومن عمرو العاقلان" على أن يكون "العاقلان" خبرًا لمحذوف، ويؤيده قوله "من الطويل": 859- وإن شفائي عبرة مهراقة ... فهل عند رسم دارس من معول

_ 1 البقرة: 25. 2 الصف: 13. 859- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص9؛ وخزانة الأدب 3/ 448، 5/ 227، 280، 11/ 292؛ والدرر 5/ 139؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 257، 260؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 449؛ وشرح شواهد المغني 2/ 772؛ والكتاب 2/ 142؛ ولسان العرب 11/ 485 "عول"، 709 "هلل"؛ والمنصف 3/ 40؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 274، 11/ 29؛ والدرر 6/؛ وشرح شواهد المغني 2/ 872؛ وهمع الهوامع 2/ 77، 140. اللغة: عبرة: دمعة. مهراقة: مصبوبة مثل مراقة. رسم: آثار الديار أو الأطلال. دارس: اسم فاعل من "درس" ودرس الرسم إذا عفا وانمحى. معول: بكاء أو عويل. المعنى: إن دمعي هو ملجئي الوحيد عندما أرى آثار الديار وأتذكر الأهل والأحبة، وأتذكر أنه لا فائدة من البكاء لأنه لا يرد حبيبًا ولا يشفي قلب المحب. الإعراب: وإن: "الواو" حرف استئناف، "إن": حرف مشبه بالفعل. "شفائي: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. عبرة: خبر إن مرفوع. مهراقة: صفة لعبرة مرفوعة مثلها. فهل: "الفاء": عاطفة، و"هل": حرف استفهام. عند: مفعول فيه ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. رسم: مضاف إليه مجرور. دارس: صفة للرسم مجرورة. من: حرف جر زائد. معول: اسم مجرور لفظًا بحرف الجر الزائد، مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ مؤخر. وجملة "إن شفائي عبرة" استئنافية لا محل لها. وجملة "هل عند ... معول": معطوفة على جملة لا محل لها. والشاهد فيه: وقوع "هل" مفيدة للنفي، ولذا صح العطف على الجملة الخبرية، ولو كان للاستفهام لما صح عطف الإنشاء على الخبر. وفي البيت أيضًا زيادة حرف الجر "من" قبل المبتدأ لما كان معناها النفي.

وقوله "من الطويل": 860- تناغي غزالًا عند دار ابن عامر ... وكحل أماقيك الحسان بإثمد "عطف الجملة الاسمية على الفعلية": الخامسة: في عطف الجملة الاسمية على الفعلية وبالعكس ثلاثة أقوال: "أحدها" الجواز مطلقًا وهو المفهوم من قول النحويين، في نحو: "قام زيد وعمرو أكرمته". إن نصب "عمرو" أرجح× لأن تناسب الجملتين أولى من تخالفهما. و"الثاني" المنع مطلقًا. و"الثالث" لأبي علي يجوز في الواو فقط. السادسة: في العطف على معمولي عاملين أجمعوا على جواز العطف على معمولي

_ 860- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص134؛ وشرح شواهد المغني 2/ 872، 873. اللغة: ناغى: كلم الآخر بما يحب. غزال: صبي جميل. مآقي: ج موق وهي طرف العين الأنسي. إثمد: حجر الكحل. المعنى: كانت المرأة تدلل صبيًّا حسن المنظر أمام منزل ابن عامر وتطلب منه أن يستعمل حجر الإثمد لتكحيل عينيه. الإعراب: تناغي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره "هي". غزالًا: مفعول به منصوب بالفتحة. عند: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل تناغي وهو مضاف. دار: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ابن: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عامر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وكحل: "الواو": عاطفة، "كحل" فعل أمر مبني على السكون، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت". مآقيك: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الياء للضرورة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الحسان: صفة منصوبة بالفتحة. بإثمد: جار ومجرور متعلقان بالفعل "كحل". وجملة "تناغي غزالًا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "كحل مآقيك": معطوفة على ابتدائية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "تناغي غزالًا ... وكحل مآقيك" حيث عطف الجملة الإنشائية "كحل" على الجملة الخبرية "تناغي"، ولم يسلم بذلك ابن هشام.

عامل واحد نحو: "إن زيدًا ذاهب وعمرًا جالس"، وعلى معمولات عامل واحد، نحو "أعلم زيدٌ عمرًا بكرًا جالسًا وأبو بكر خالد سعيدًا منطلقًا" وعلى منع العطف على معمول أكثر من عاملين، نحو: "إن زيدًا ضارب أبوه لعمرو وأخاك غلامه بكر" وأما معمولا عاملين فإن لم يكن أحدهما جارًّا، فقال الناظم هو ممتنع إجماعًا، نحو: "كان آكلًا طعامك عمرو وتمرك بكر"، وليس كذلك، بل نقل الفارسي الجواز مطلقًا عن جماعة، قيل منهم الأخفش، وإن كان أحدهما جارًّا، فإن كان مؤخرًا نحو: "زيد في الدار والحجرة عمرو" أو "وعمرو الحجرة" فنقل المهدوي أنه ممتنع إجماعًا، وليس كذلك، بل هو جائز عند من ذكرنا، وإن كان الجار مقدمًا، نحو: "في الدار زيد والحجرة عمرو" أو "وعمرو الحجرة" فالمشهور عن سيبويه المنع، وبه قال المبرد وابن السراج وهشام، وعن الأخفش الإجازة به قال الكسائي والفراء والزجاج، وفصل قوم منهم الأعلم فقالوا إن ولي المخفوض العاطف جاز وإلا امتنع، والله أعلم.

فهرس المحتويات

فهرس المحتويات: الحال: 3 تعريف الحال 6 الحال الجامد 7 الحال المعرفة لفظًا 10 صاحب الحال المعرفة والنكرة 14 تقدم الحال على صاحبها 27 الحال المؤسسة والحال المؤكدة 29 الحال الجملة ورابطها بصاحبها 43 حذف عامل الحال 44 حذف الحال 44 أنواع الحال التمييز: 46 تعريفه ونوعاه 52 تأخر التمييز عن عامله 56 أوجه اتفاق الحال والتمييز واختلافهما حروف الجر: 59 تعدادها 59 "كي"

61 "لعل" 62 "متى" 65 اختصاص "مذ" و"منذ" بأسماء الزمان 65 اختصاص "رب" بجر النكرات 65 "من" ومعانيها 70 "إلى" ومعانيها 77 اللام الجارة ومعانيها 84 "في" ومعانيها 88 الباء ومعانيها 90 "على" ومعانيها 94 "عن" ومعانيها 97 الكاف ومعانيها 100 استعمالات "مذ" و"منذ" وحكم ما بعدهما 104 "رب" واستخدامها 104 زيادة "ما" بعد بعض أحرف الجر وحكمها 108 حذف "رب" وإبقاء عملها 118 الفصل بين حرف الجر ومجروره للضرورة 119 تعلق الجار والظرف الإضافة: 121 حذف التنوين والنون التالية للإعراب في الإضافة 136 اكتساب المضاف التذكير والتأنيث من المضاف إليه 172 إقامة المضاف إليه مكان المضاف 177 حذف المضاف إليه مع نية ثبوت لفظه 179 الفصل بين المضاف والمضاف إليه المضاف إلى ياء المتكلم: 192 المضاف إلى ياء المتكلم إعمال المصدر: 198 إعمال المصدر عمل فعله 198 الفرق بين المصدر والفعل

202 شروط إعمال المصدر 204 إعمال اسم المصدر 204 أنواع اسم المصدر 208 أحوال المصدر المضاف إعمال اسم الفاعل: 215 تعريف اسم الفاعل 215 شروط عمل اسم الفاعل 219 اسم الفاعل الواقع صلة لـ"أل" 224 اسم الفاعل المثنى والمجموع إعمال اسم المفعول: 229 إعمال اسم المفعول 229 إضافة اسم المفعول 230 الفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول 231 إلحاق اسم الفاعل بالصفة المشبهة أبنية المصادر: 232 أبنية المصادر أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بها: 242 صيغ الثلاثي اللازم 243 صيغ غير الثلاثي 242 نيابة "فعيل" عن "مفعول" 245 مجيء "فعيل" بمعنى "مفعول" الصفة المشبهة باسم الفاعل: 246 الصفة المشبهة باسم الفاعل التعجب: 262 التعجب 263 صيغة "ما أفعله" 264 صيغة "أفعل به 273 زيادة "كان" بين "ما" وفعل التعجب

"نعم" و"بئس" وما جرى مجراهما 275 "نعم" و"بئس" وما جرى مجراهما أفعل التفضيل: 298 أفعل التفضيل 299 شروط صوغه 300 وصل أفعل التفضيل بـ"من" 307 ورود أفعل التفضيل عاريًا من معنى التفضيل 311 مسألة "الكحل" 313 خاتمة في تعدية أفعل التقضيل بحرف الجر النعت: 315 النعت 316 تعريف النعت 326 تعدد النعوت وتتاليها 328 حذف النعت أو المنعوت للعلم به التوكيد: 334 نوعا التوكيد 334 التوكيد بالنفس أو بالعين 336 التوكيد بكل وجميع وكلا وكلتا 337 التوكيد بعامة 338 التوكيد بأجمع وأخواته 338 التوكيد بأكتع وأخواته 342 التوكيد بكلا وكلتا 343 التوكيد بغير النفس والعين 343 التوكيد اللفظي العطف: 356 تعريف عطف البيان 359 الفرق بين عطف البيان والبدل

عطف النسق: 361 حروف العطف 363 العطف بالواو العطف بالفاء 365 العطف بـ"ثم" 368 شرط العطف بـ"حتى" 375 "أم" المتصلة 376 "أم" المنقطعة 377 "أم" الزائدة 378 معاني "أو" 379 معاقبة "أو" للواو 383 معاني "إما" 387 العطف بـ"لكن" وشروطه 388 العطف بـ"لا" وشروطه 390 العطف بـ"بل" 391 العطف بـ"بل" بعد الاستفهام وزيادة "لا" قبل "بل" بتوكيد الإضراب 392 العطف على ضمير الرفع المتصل 394 عود الخافض في العطف على الضمير المخفوض 396 حذف الفاء والواو مع المعطوف 402 عطف الفعل على الفعل 403 عطف الفعل على شبهة والعكس 405 خاتمة في مسائل متفرقة 406 عطف الخبر على الإنشاء وعكسه 407 عطف الجملة الاسمية على الفعلية

المجلد الثالث

المجلد الثالث تابع القسم الثاني: شرح الأشموني على ألفية بن مالك المسمى "منهج المسالك إلى ألفية بن مالك" البدل ... البدل: "تعريفه": 561- التَّابِعُ المَقْصُودُ بِالحُكْمِ بِلاَ ... وَاسِطَةٍ هُوَ المُسَمَّى بدلًا في اصطلاح البصريين "بدلًا" وأما الكوفيون فقال الأخفش: يسمونه بالترجمة والتبيين، وقال ابن كيسان يسمونه بالتكرير. فالتابع: جنس والمقصود بالحكم يخرج النعت والتوكيد وعطف البيان وعطف النسق سوى المعطوف ببل ولكن بعد الإثبات، وبلا واسطة يخرج المعطوف بهما بعده. "أنواع البدل": 566- "مُطَابِقًا أَو بَعْضَاً أَو مَا يَشْتَمِل ... عَلَيهِ يُلفَى أَو كَمَعْطُوفٍ بِبَل" أي يجيء البدل على أربعة أنواع: الأول بدل كل من كل وهو بدل الشيء مما يطابق معناه نحو: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ} 1، وسماه الناظم البدل المطابق؛ لوقوعه في اسم الله تعالى، نحو:

_ 1 الفاتحة: 6 و7.

{إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اللَّهِ} 1 في قراءة الجر، وإنما يطلق "كل" على ذي أجزاء وذلك ممتنع هنا. والثاني: بدل بعض من كل وهو بدل الجزء من كله، قليلاً كان ذلك الجزء أو مساويا أو أكثر نحو أكلت الرغيف ثلثه أو نصفه أو ثلثيه، ولا بد من اتصاله بضمير يرجع للمبدل منه مذكور كالأمثلة المذكورة وكقوله تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُم} 2 أو مقدر نحو: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} 3 أي منهم. والثالث: بدل الاشتمال وهو بدل شيء من شيء يشتمل عامله على معناه بطريق الإجمال كأعجبني زيد علمه أو حسنه أو كلامه، وسرق زيد ثوبه أو فرسه، وأمره في الضمير كأمر بدل البعض فمثال المذكور ما تقدم من الأمثلة، ومثله قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} 4 ومثل المقدر قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ، النَّارِ} 5 أي النار فيه، وقيل الأصل ناره ثم نابت "أل" عن الضمير. والرابع البدل المباين، وهو ثلاثة أقسام أشار إليها بقوله: 567- "وَذَا لِلاِضْرَابِ اعْزُ إِنْ قَصْدًا صَحِبْ ... وَدُونَ قَصْدٍ غَلَطٌ بِهِ سُلِبْ" أي: تنشأ أقسام هذا النوع الأخير من كون المبدل منه قصد أولاً لأن البدل لا بد أن يكون مقصودا كما عرفت في حد البدل، فالمبدل منه إن لم يكن مقصودا ألبتة وإنما سبق اللسان إليه فهو بدل الغلط أي بدل سببه الغلط لأنه بدل عن اللفظ الذي هو غلط لا أنه نفسه غلط، وإن كان مقصودا فإن تبين بعد ذكره فساد قصده فبدل نسيان أي بدل شيء ذكر نسيانا وقد ظهر أن الغلط متعلق باللسان والنسيان متعلق بالجنان، والناظم وكثير من النحويين لم يفرقوا بينهما فسموا النوعين بدل غلط وإن كان قصد كل واحد من المبدل منه والبدل صحيحا فبدل الإضراب ويسمى أيضا بدل البداء.

_ 1 إبراهيم: 1. 2 المائدة: 71. 3 آل عمران: 97. 4 البقرة: 217. 5 البروج: 5، 4.

ثم أشار إلى أمثلة الأنواع الأربعة على الترتيب بقوله: 568- كَزُرْهُ خَالِدَا وَقَبِّلْهُ اليَدَا ... وَاعْرِفْهُ حَقَّهُ وَخُذْ نَبْلاً مُدَى" فخالدا: بدل كل من كل، و"اليد": بدل بعض، و"حقه": بدل اشتمال، و"مدى": يحتمل الأقسام الثلاثة المذكورة، وذلك باختلاف التقادير، فإن "النبل" اسم جمع للسهم، والمدى جمع مدية وهي السكين فإن كان المتكلم إنما أراد الأمر بأخذ المدى فسبق لسانه إلى النبل فبدل غلط، وإن كان أراد الأمر بأخذ النبل ثم بان له فساد تلك الإرادة وأن الصواب الأمر بأخذ المدى فبدل نسيان، وإن كان أراد الأول ثم أضرب عنه إلى الأمر بأخذ المدى وجعل الأول في حكم المسكوت عنه فبدل إضراب وبداء، والأحسن أن يؤتى فيهن بـ"بل". تنبيهات: الأول: زاد بعضهم بدل كل من بعض كقوله "من الطويل": 861- كأنَّي غدَاةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلُوَا ... لَدَى سَمُرَات الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

_ 861- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانة ص9؛ وخزانة الأدب 4/ 376، 377؛ والدرر 6/ 60؛ ولسان العرب 9/ 239 "نقف"؛ والمقاصد النحوية 4/ 201. اللغة: البين: الفراق. تحملوا: ارتحلوا. لدى: عند. السمرات: ج السمرة، وهي شجرة الطلح. ناقف الحنظل: الذي يشق ثمره ليستخرج بزره فتدمع عيناه. والحنظل: نبات مر. المعنى: يصور الشاعر سيلان دمعه من شدة حزنه على فراق أحبته بسيلان دمع من ينقف الحنظل لأنه لا يتمالك احتباس دمعه. الإعراب: كأني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "كأن". غداة: ظرف زمان متعلق بـ"ناقف"؛ وهو مضاف. البين: مضاف إليه مجرور. يوم: ظرف زمان بدل من "غداة"، وهو مضاف. تحملوا: فعل ماض، "الواو": ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. لدى: ظرف مكان متعلق بـ"تحملوا"، وهو مضاف. سمرات: مضاف إليه، وهو مضاف. الحي: مضاف إليه مجرور. ناقف: خبر "كأن" مرفوع وهو مضاف. حنظل: مضاف إليه مجرور. وجملة "كأني ناقف حنظل": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تحملوا": في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "تحملوا" حيث وردت بدلًا من"غداة" لكن الجمهور نفوه وتأولوه.

ونفاه الجمهور وتأولوا البيت1. الثاني: رد السهيلي رحمه الله تعالى، بدل البعض وبدل الاشتمال إلى بدل الكل، فقال: العرب تتكلم بالعام وتريد الخاص، وتحذف المضاف وتنويه فإذا قلت: "أكلت الرغيف ثلثه" إنما تريد أكلت بعض الرغيف ثم بينت ذلك البعض، وبدل المصدر من الاسم إنما هو في الحقيقة من صفة مضافة إلى ذلك الاسم. الثالث: اختلف في المشتمل في بدل الاشتمال؛ فقيل: هو الأول، وقيل: الثاني، وقيل: العامل وكلامه هنا يحتمل الأولين، وذهب في التسهيل إلى الأول. الرابع: رد المبرد وغيره بدل الغلط وقال: لا يوجد في كلام العرب نظمًا ولا نثرًا، وزعم قوم منهم ابن السيد أنه وجد في كلام العرب كقول ذي الرمة "من البسيط": 862- لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ ... "وَفِي اللثاثِ وَفي أَنْيَابها شَنَبُ" فاللعس: بدل غلط لأن الحوة السواد واللعس سواد يشوبه حمرة، وذكر بيتين آخرين، ولا حجة له فيما ذكره لإمكان تأويله. الخامس: قد فهم من كون البدل تابعًا أنه يوافق متبوعه في الإعراب، وأما موافقته إياه في الإفراد والتذكير والتنكير وفروعها فلم يتعرض لها هنا، وفيه تفصيل؛ أما التنكير وفرعه

_ 1 من التأويلات أن "اليوم" يريد به الوقت مطلقًا، وليس الوقت الممتد، من طلوع الفجر إلى غروبها، أو مقدر 24 ساعة، وعلى هذا يكون إبدال "اليوم" من "غداة البين" من نوع بدل الكل من الكل. 862- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص32؛ والخصائص 3/ 291؛ والدرر 6/ 56؛ ولسان العرب 1/ 507 "شنب"، 6/ 207 "لعس"، 14/ 207 "حوا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 203؛ وهمع الهوامع 2/ 126. اللغة: اللمياء: التي في شفتيها سمرة. الحوة: الحمرة المائلة إلى السواد في الشفة. اللعس: السمرة في باطن الشفة. اللثاث: ج اللثة، وهي ما حول الأسنان من اللحم. الشنب: صفاء الأسنان. الإعراب: لمياء: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي". في شفتيها: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. حوة: مبتدأ مؤخر مرفوع. لعس: بدل من "حوة" مرفوع. وفي الثالث: "الواو" حرف عطف، و"في اللثاث": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر. وفي أنيابها: جار ومجرور معطوف على "في اللثاث" وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. شنب: مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة "هي لمياء" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "في شفتيها حوة" في محل رفع نعت "لمياء". وجملة "في أنيابها شنب": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "حوة لعس" حيث وقعت "لعس" بدل غلط من "حوة".

وهو التعريف فلا يلزم موافقته لمتبوعه فيهما، بل تبدل المعرفة من المعرفة نحو: {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} 1 في قراءة الجر، والنكرة من النكرة نحو: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا} 2 والمعرفة من النكرة نحو: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّهِ} 3 والنكرة من المعرفة نحو: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} 4 وأما الإفراد والتذكير وأضدادهما: فإن كان بدل كل وافق متبوعه فيها ما لم يمنع مانع من التثنية والجمع ككون أحدهما مصدرًا نحو: {مَفَازًا، حَدَائِقَ} 5 أو قصد التفصيل كقوله "من الطويل": 863- وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَينِ رِجْلٍ صَحِيحَةٍ ... وَرِجْل رَمَى فِيهَا الزَّمَانُ فَشَلَّتِ وإن كان غيره من أنواع البدل لم يلزم موافقته فيها. 569- وَمِنْ ضَمِيرِ الحَاضِرِ الظاهِرَ لا ... تُبْدِلهُ، إلا ما إحاطة جَلا

_ 1 إبراهيم: 1. 2 النبأ: 32. 3 الشورى: 52. 4 العلق: 15-16. 5 النبأ: 31، 32. 863- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص99؛ وأمالي المرتضى 1/ 46؛ وخزانة الأدب 5/ 211، 218؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 542؛ والكتاب 1/ 433؛ والمقاصد النحوية 4/ 204؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 3/ 68؛ والمقتضب 4/ 290. المعنى: كنت كصاحب رجلين تمنيت لو شلت إحداهما حتى لا أبتعد عنها وأبقى ملازمًا لها. الإعراب: وكنت "الواو": حسب ما قبلها، "كنت": فعل ماض وناقص مبني على السكون، و"التاء" ضمير متصل في محل رفع اسمها. كذي "الكاف": حرف جر، "ذي": اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف. رجلين، مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، و"النون" عوض عن التنوين في الاسم المفرد. رجل: بدل مجرور بالكسرة. صحيحة: صفة مجرورة بالكسرة. ورجل: "الواو" عاطفة، "رجل": بدل اسم معطوف على "رجل مجرور بالكسرة. رمى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف. فيها: جار ومجرور متعلقان بالفعل "رمى". الزمان: فاعل مرفوع بالضمة. فشلت: "الفاء": عاطفة، "شلت": فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتحة الظاهرة، و"التاء" للتأنيث، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هي. وجملة "كنت ... ": بحسب الواو. وجملة "رمى الزمان": في محل جر صفة "رجل". وجملة "فشلت": معطوفة في محل جر. والشاهد فيه قوله: "رجل صحيحة" و"رجل رمى" حيث أبدل المفرد من المثنى "بدل بعض من كل"، على إبدال التفصيل.

"ومن ضمير الحاضر" متكلمًا كان أو مخاطبًا "الظاهر لا تبدله " أي: يجوز إبدال الظاهر من الظاهر، ومن ضمير الغائب كما ذكره في أمثلة، ولا يجوز أن يبدل الظاهر من ضمير المتكلم أو المخاطب "إلاَّ مَا إحَاطَةً جَلاَ" أي إلا إذا كان البدل بدل كل فيه معنى الإحاطة نحو: {تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} 1 وقوله "من الطويل": 864- فَمَا بَرِحَتْ أَقْدَامُنَا فِي مَقَامِنَا ... ثَلاَثَتُنَا حَتَّى أُزِيرُوا المَنَائِيَا فإن لم يكن فيه معنى الإحاطة فمذاهب: أحدها المنع وهو مذهب جمهور البصريين، والثاني الجواز وهو قول الأخفش والكوفيين، والثالث: أنه يجوز في الاستثناء نحو ما ضربتكم إلا زيدًا وهو قول قطرب "أَو اقْتَضَى بَعْضًا" أي كان بدل بعض نحو: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} 2 وقوله "من الرجز": 865- أَوعَدَنِي بِالسِّجْنِ وَالأَدَاهِمِ ... رِجْلِي فَرِجْلِي شَثْنَةُ المَنَاسِمِ

_ 1 المائدة: 114. 864- التخريج: البيت لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب في المقاصد النحوية 4/ 188؛ ولبعض الصحابة في شرح عمدة الحافظ ص588؛ وبلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 188. اللغة: ثلاثتنا: أي الشاعر وعلي بن أبي طالب وحمزة -رضي الله عنهما- أزيروا: المجهول من "أزار" أي قصد في زيارة. المنائيا: الموت. المعنى: يقول: إنهم كانوا ثابتين في الحرب؛ غير هيابين الموت الذي كانوا يسقونه إلى الأعداء. و"التاء": للتأنيث. أقدامنا: اسم "ما برح" مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. في مكاننا: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. ثلاثتنا: بدل من "نا" في "مكاننا" مجرور، وهو مضاف، و"نا" ضمير في محل جر بالإضافة. حتى: حرف ابتداء وغاية. أزيروا: فعل ماض للمجهول، و"الواو": ضمير في محل رفع نائب فاعل، والألف للتفريق. المنائيا: مفعول به ثان، و"الألف" للإطلاق. وجملة "ما برحت ... ": بحسب ما قبلها وجملة "أزيروا": استئنافية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "ثلاثتنا" حيث وقع بدلًا من الضمير "نا" في "مكاننا" وهذا جائز. 3 الممتحنة: 6. 865- التخريج: الرجز للعديل بن الفرخ في خزانة الأدب 5/ 188، 189، 190؛ والدرر 6/ 62؛ والمقاصد النحوية 4/ 190؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص226، 294؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 124؛ وشرح التصريح 2/ 160؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص21؛ وشرح ابن عقيل ص510؛ وشرح =

570- أو اقتضى بعضًا أو اشتمالًا ... كأنك ابتهاجك اشتمالا "أو" اقتضى "اشتمالًا" أي: كان بدل اشتمال "كأنك ابتهاجك اشتمالًا" وقوله "من الطويل": 866- بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرًا

_ المفصل 3/ 70؛ ولسان العرب 3/ 463 "وعد"، 12/ 210 "رهم"؛ ومجالس ثعلب ص274؛ وهمع الهوامع 2/ 127. اللغة والمعني: أوعدني: هددني. الأداهم: ج الأدهم، وهو القيد. الشثنة: الغليظة. المناسم: ج المنسم، وهو خف البعير. يقول: هددني بالسجن والقيود، ولكن رجلي قويتان تشبهان خف البعير "أي أنهما قادرتان على تحمل المكروه". الإعراب: أوعدني: فعل ماض، والفاعل: هو، والنون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. بالسجن: جار ومجرور متعلقان بـ"أوعدني". والأداهم: الواو: حرف عطف، الأداهم: معطوف على السجن: رجلي: بدل من "ياء" المتكلم في "أوعدني". وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. فرجلي: الفاء حرف استئناف، رجلي: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. شثنة: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. المناسم: مضاف إليه مجرور. وجملة "أوعدني" الفعلية لا محل لها من الأعراب لأنها ابتدائية. وجملة "رجلي شثنة المناسم" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. والشاهد فيه قوله: "أوعدني ... رجلي" حيث أبدل الاسم الظاهر "رجلي" من ضمير الحاضر، وهو الياء في "أوعدني " بدل بعض من كل. 866- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص68؛ وخزانة الأدب 3/ 169، 7/ 419؛ وشرح التصريح 2/ 161؛ ولسان العرب 4/ 523، 529 "ظهر"؛ والمقاصد النحوية 4/ 193. شرح المفردات: بلغ: وصل. السناء: المنزلة العالية. المعنى: يقول: إنهم بلغوا بالمجد والشرف أعالي السماء، ويطمحون إلى أن يبلغوا مراتب أعلى. الإعراب: "بلغنا": فعل ماض، و"نا": ضمير في محل رفع فاعل. "السماء": مفعول به منصوب. "مجدنا": بدل من الضمير المتصل في "بلغنا"، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. "وسناؤنا": الواو حرف عطف، "سناؤنا": معطوف على "مجدنا" مرفوع، وهو مضاف، و"نا" ضمير في محل جر بالإضافة. "وإنا": الواو حرف عطف، "إنا" حرف مشبه بالفعل، و"نا": ضمير في محل نصب اسم "إن". "لنرجو": اللام المزحقلة، و"نرجو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "نحن". "فوق": ظرف مكان منصوب، متعلق بـ"نرجو"، وهو مضاف. "ذلك": اسم إشارة في محل جر بالإضافة. "مظهر": مفعول به منصوب. وجملة: "بلغنا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إنا لنرجو" معطوفة على الجملة السابقة. =

تنبيه: قال في التسهيل ولا يبدل مضمر من مضمر ولا من ظاهر وما أوهم ذلك جعل توكيدًا إن لم يفد إضرابًا، اهـ. 571- وَبَدَلُ المُضَمَّنِ الهَمْزَ يَلِي ... هَمْزًا كـ"مَنْ ذَا أَسَعِيدٌ أَمْ عَلِي؟ " "وبدل" المبدل منه "المضمن" معنى "الهمز" المستفهم به "يلي همزا" مستفهما به وجوبًا "كمن ذا أسعيد أم علي؟ " و"كم مالك أعشرون أم ثلاثون؟ " و"ما صنعت أخيرًا أم شرًا؟ " وكيف جئت أراكبًا أم ماشيًا؟ ". تنبيه: نظير هذه المسألة بدل اسم الشرط نحو من يقم إن زيد وإن عمرو أقم معه وما تصنع إن خيرًا أو شرًا تجز به ومتى تسافر إن ليلًا أو نهارًا أسافر معك. 572- وَيُبْدَلُ الفِعْلُ مِنَ الفِعْلِ كـ"من ... يصل إلينا يستعن بنا يعن" "ويبدل الفعل من الفعل" بدل كل من كل، قال في البسيط: باتفاق، كقوله "من الطويل": 867- متى تأتينا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطبًا جزلًا ونارًا تأججا

_ = وجملة: "لنرجو ... " في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "مجدنا وسناؤنا" حيث جاء الاسم الظاهر "مجدنا" بدلًا من الضمير البارز الواقع فاعلًا في "بلغنا" وهو بدل اشتمال. 867- التخريج: البيت لعبيد لله بن الحر في خزانة الأدب 9/ 90-99؛ والدرر 6/ 69؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 66؛ وسر صناعة الإعراب ص678؛ وشرح المفصل 7/ 53؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص32، 335؛ وشرح الأشموني ص440؛ وشرح المفصل 10/ 20؛ والكتاب 3/ 86؛ ولسان العرب 5/ 242 "نور"؛ والمقتضب 2/ 63؛ وهمع الهوامع 2/ 128. الإعراب "متى": اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"تأتنا". "تأتنا": =

وبدل اشتمال على الصحيح "كَمَنْ يَصِل إِلَينَا يَسْتَعِنْ بِنَا يُعَنْ" ومنه: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ} 1 وقوله "من الرجز": 868- إنَّ عَلَيَّ اللَّهَ أَنْ تُبَايِعَا ... تُؤْخَذَ كَرْهًا أَو تَجِيءَ طَائِعَا

_ = فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، و"نا": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. "تلمم": بدل من "تأتنا" مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. "بنا": جار ومجرور متعلقان بـ"تلمم". "في ديارنا": جار ومجرور متعلقان بـ"تأتنا"، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. "تجد": فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت. "حطبا": مفعول به منصوب بالفتحة. "جزلا": نعت منصوب بالفتحة. "ونارا": "الواو": حرف عطف، و"نارا": اسم معطوف منصوب. "تأججا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر يعود إلى الحطب أو إلا النار، و"الألف": للإطلاق، ويجوز أن يكون هذا الفعل مضارعا، وأصله: تتأججن، فحذفت إحدى التاءين، وقلبت النون ألفا. وجملة "متى تأتنا ... تجد": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تأتنا": في محل جر بالإضافة. وجملة "تجد" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا. وجملة "تأججا": في محل نصب نعت لـ"حطبا" أو "نارا". والشاهد فيه قوله: "متى تأتنا تلمم" حيث أبدل الفعل "تأتنا". 1 الفر قان: 68. ش 868- التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 203، 204؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 402؛ وشرح التصريح 1/ 161؛ وشرح عمدة الحافظ ص591؛ والكتاب 1/ 156؛ والمقاصد النحوية 4/ 199؛ والمقتضب 2/ 63. اللغة: علي الله: أي علي والله فحذف واو القسم ونصب "الله" على نزع الخافض. تبايع: من البيعة. المعنى: أقسم بالله إن لم تأت طائعا للمبايعة، لتحضرن مرغما. الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "علي": جار ومجرور في محل رفع خبر "إن". "الله": لفظ الجلالة، اسم منصوب على نزع الخافض. "أن": حرف نصب ومصدرية. "تبايعا": فعل مضارع منصوب، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت": والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب اسم "إن". "تؤخذ": فعل مضارع للمجهول، منصوب لأنه بدل من "تبايع"، ونائب فاعله ضمير مسستر تقديره: "أنت". "كرها": مفعول مطلق لفعل محذوف، أو نعت لمفعول مطلق محذوف. "أو": حرف عطف. "تجيء": فعل مضارع منصوب، لأنه معطوف على "تؤخذ"، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت" "طائعا": حال منصوب. وجملة: "إن علي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تبايع" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "تؤخذ" بدل من "تبايع". وجملة "تجيء" معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "أن تبايعا تؤخذ" حيث أبدل بالنصب الفعل "تؤخذ" من الفعل "تبايع" المنصوب بـ"أن".

ولا يبدل بدل بعض: وأما بدل الغلط فقال في البسيط: جوزه سيبويه وجماعة من النحويين، والقياس يقتضيه. تنبيه: تبدل الجملة من الجملة نحو: {أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} 1، وقوله "من الطويل": 869- أَقُولُ لَهُ ارْحَل لاَ تُقِيمَنَّ عِنْدَنَا ... "وإلا فكن في السر والجهر مسلما" وأجاز ابن جني والزمخشري والناظم إبدالها من المفرد كقوله "من الطويل": 870- إلَى اللَّهِ أَشْكُو بِالمَدِينَةِ حَاجَةً ... وَبِالشَّامِ أُخْرَى كَيفَ يَلتَقِيَانِ

_ 1 الشعراء: 132-133. 869- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 5/ 207، 8/ 463؛ وشرح التصريح 2/ 162؛ وشرح شواهد المعنى 2/ 839؛ ومجالس ثعلب ص96؛ ومعاهد التنصيص 1/ 278؛ والمقاصد النحوية 4/ 200. المعنى: اذهب وانتقل عنا، أو ابق صالحا بإسلامك بيننا قلبا وقالبا، باطنا وظاهرا. الإعراب: أقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. له: جار ومجرور متعلقان بالفعل أقول. ارحل: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنت". لا تقيمن: "لا": ناهية جازمة "تقيمن": فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. عندنا: مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بالفعل "تقيمن" وهو مضاف و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وإلا: "الواو": حرف استئناف، "إن": حرف شرط جازم و"لا": نافية. فكن: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "كن": فعل أمر ناقص مبني على السكون واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. في السر: جار ومجرور متعلقان بالخبر مسلما. والجهر: "الواو": عاطفة، "الجهر": اسم معطوف مجرور. مسلما: خبر كن منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "أقول له": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ارحل": مقول القول في محل نصب مفعول به وجملة "لا تقيمن": بدل من جملة "ارحل". وجملة "فكن مسلما": جواب شرط لا محل له. وجملة "إلا فكن": استئنافية لا محل لها وجملة الشرط المحذوف لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لا تقيمن عندنا" أبدلت بمقول القول وهذا أكثر جلاء وإيضاحا للمعنى المراد. 870- التخريج: البيت للفرزدق في خزانة الأدب 5/ 208؛ وشرح التصريح 2/ 162؛ وشرح شواهد المغني 2/ 557؛ والمقاصد النحوية 4/ 201؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في المحتسب 2/ 165؛ ومغني اللبيب 1/ 27، 426؛ والمقتضب 2/ 329؛ وهمع الهوامع 2/ 128. المعنى: يشكو الشاعر تفرق أغراضه، وتشتت حاجاته، فهو مضطرب البال، موزع الأهواء. =

أبدل كيف يلتقيان" من "حاجة وأخرى" أي: إلى الله أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما، وجعل منه الناظم نحو عرفت زيدًا أبو من هو". خاتمة: في مسائل متفرقة من التسهيل وشرحه. الأولى: قد يتحد البدل والمبدل منه لفظًا إذا كان مع الثاني زيادة بيان كقراءة يعقوب: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} 1 بنصب كل الثانية، فإنها قد اتصل بها ذكر سبب الجثو. الثانية: الكثير كون البدل معتمدًا عليه، وقد يكون في حكم الملغى كقوله "من الكامل": 871- إنَّ السُّيُوفَ غُدُوَّهَا وَرَوَاحَهَا ... تَرَكَتْ هَوَازِنَ مِثْلَ قَرْنِ الأَعْضَبِ

_ = الإعراب: "إلى الله": جار ومجرور متعلقان بـ"أشكو". "أشكو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". "بالمدينة": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "حاجة". "حاجة": مفعول به منصوب. "وبالشام": الواو حرف عطف، "بالشام": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "أخرى". "أخرى": معطوف على "حاجة" منصوب. "كيف" اسم استفهام في محل نصب حال. "يلتقيان": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والألف في محل رفع فاعل. وجملة: "أشكو" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كيف يلتقيان" في محل نصب بدل من "حاجة"، وقيل: استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "كيف يلتقيان" حيث جاءت هذه الجملة بدلا من "حاجة " و"أخرى" فيكون فيه إبدال الجملة من المفرد، والمعنى: "إلى الله أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما". 1 الجاثية: 28. 871- التخريج: البيت للأخطل في ديوانه ص329؛ وخزانة الأدب 5/ 199، 201؛ ولسان العرب 1/ 609 "عضب"؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص354. اللغة: الأغضب: الذي كسر أحد قرنيه. المعنى: يقول: إن سيوفهم فتكت بهوازن شر فتك. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. السيوف: اسم "إن" منصوب. غدوها: بدل من "السيوف" منصوب، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ورواحها: معطوفة على "غدوها" وتعرب إعرابها. تركت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". هوازن: مفعول به. مثل: حال منصوب، وهو مضاف. قرن: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الأعضب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "إن السيوف ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تركت": في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "غدوها ورواحها" حيث وقعت "غدوها" بدلا من "السيوف".

الثالثة: قد يستغنى في الصلة بالبدل عن لفظ المبدل منه، نحو أحسن إلى الذي صحبت زيدًا1" أي صحبته زيدًا. الرابعة: ما فصل به مذكور وكان وافيًا به يجوز فيه البدل والقطع نحو مررت برجال قصير وطويل وربعة، وإن كان غير واف تعين قطعه إن لم ينو معطوف محذوف، نحو مررت برجال طويل وقصير، فإن نوى معطوف محذوف فمن الأول، نحو "اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر" بالنصب، التقدير وأخواتهما لثبوتها في حديث آخر، والله تعالى أعلم.

_ 1 يجوز في "زيد" الرفع على إنه خبر مبتدأ محذوف، والنصب على أنه بدل من الضمير المقدر، والجر على أنه بدل من "الذي".

النداء

النداء: "لغات لفظ النداء": فيه ثلاث لغات، أشهرها كسر النون مع المد، ثم مع القصر، ثم ضمها مع المد، واشتقاقه من ندى الصوت وهو بعده، يقال: فلان أندى صوتًا من فلان، إذا كان أبعد صوتًا منه. "حروف النداء ومواضعها": 573- وَلِلمُنَادَى النَّاءِ" أو كالناء "يا، ... وأي، وآ" كذا "أيا" ثم "هيا" "وللمنادى الناءِ" أي: البعيد "أو" من هو "كالناءِ" لنوم أو سهو أو ارتفاع محل أو انخفاضه، كنداء العبد لربه وعكسه من حروف النداء "يا وأي" بالسكون، وقد تمد همزتها "وآ، كذا أيا ثم هيا" وأعمقها "يا"؛ فإنها تدخل في كل نداء، وتتعين في الله تعالى. 574- والهمز للداني، و"وا" لمن ندب ... أو "يا" وغير "وا" لدى اللبس اجتنب و"الهمز" المقصور "للداني" أي: القريب، نحو: "أزيد أقبل" "ووا لمن ندب" وهو المفتجع عليه أو المتوجع منه، نحو: "وا ولداه"، "وا رأساه" "أو يا" نحو: "يا ولداه"، "يا

رأساه" "وغير وا" وهو "يا" لدى اللبس اجتنب" أي: لا تستعمل "يا" في الندبة إلا عند أن اللبس، كقوله "من البسيط": 872- حَمَلتَ أَمْرًا عَظِيمًا فَاصْطَبَرْتَ لَهُ ... وَقُمْتَ فِيهِ بِأَمْرِ اللَّهِ يَا عُمَرَا فإن خيف اللبس تعينت وا. تنبيهان: الأول: من حروف نداء البعيد "آيْ" بمد الهمزة وسكون الياء، وقد عدها في التسهيل؛ فجملة الحروف حينئذٍ ثمانية. الثاني: ذهب المبرد إلى أن "أيا" و"هيا" للبعيد، و"أي" والهمز للقريب، و"يا" لهما، وذهب ابن برهان إلى أن "أيا" و"هيا" للبعيد والهمزة للقريب و"أي" للمتوسط و"يا" للجميع، وأجمعوا على أن نداء القريب بما للبعيد يجوز توكيدًا وعلى منع العكس. 575- وغَيرُ مَنْدَوبٍ وَمُضْمَرٍ وَمَا ... جَا مَسْتَغَاثًَا قَدْ يُعَرَّى فاعلما

_ 872- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص736؛ والدرر 3/ 42؛ وشرح التصريح 2/ 164، 181؛ وشرح شواهد المغني 2/ 792؛ وشرح عمدة الحافظ ص289؛ والمقاصد النحوية 4/ 229؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 9؛ ومغني اللبيب 2/ 372؛ وهمع الهوامع 1/ 180. اللغة: شرح المفردات: الأمر العظيم: كناية عن الخلافة. اصطبرت: اضطلعت بالأعباء. عمر: هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي الثامن. المعنى: يقول الشاعر مخاطبا عمر بن عبد العزيز: اضطلعت بأعباء الخلافة، فنهضت بها خير نهوض، منفذا أوامر الله. الإعراب: حملت: فعل ماض للمجهول مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. أمرا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. عظيما: نعت "أمرا" منصوب بالفتحة. فاصطبرت: الفاء حرف عطف، "اصطبرت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. له: اللام حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "اصطبر". وقمت: الواو حرف عطف، "قمت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. فيه: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "قمت". بأمر: جار ومجرور متعلقان بـ "قمت"، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. يا: حرف نداء وندبة. عمرا: منادى مندوب مبني على الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للألف، وهو في محل نصب مفعول به. الشاهد فيه قوله: "يا عمرا" على أنه منادى مفتجع عليه، وقد ندب الشاعر بـ "يا" عوضا من "وا" الأصلية في الندبة لأنه أمن اللبس بالمنادى المحض، وهنا جاء المندوب معرى عن الهاء.

"وغير مندوب ومضمر وما ... جا مستغاثا قد يعري" من حروف النداء لفظًا "فَاعْلَمَا" نحو: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} 1، {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} 2، {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ} 3، نحو "خيرًا من زيد أقبل"، ونحو "من لا يزال محسنًا أحسن إلي". أما المندوب والمستغاث والمضمر فلا يجوز ذلك فيها لأن الأولين يطلب فيهما مد الصوت والحذف ينافيه ولتفويت الدلالة على النداء مع المضمر. تنبيهان: الأول عد في التسهيل من هذا النوع لفظ الجلالة والمتعجب منه، ولفظه: ولا يلزم الحرف إلا مع الله والمضمر والمستغاث والمتعجب منه والمندوب، وعد في التوضيح المنادى البعيد وهو ظاهر. الثاني: أفهم كلامه جواز نداء المضمر، والصحيح منعه مطلقًا وشذ نحو: "يا إياك قد كفيتك"، وقوله "من الرجز": 873- يَا أَبْجَرَ ابْنَ أَبْجَرٍ يَا أَنْتَا ... "أنت الذي طلقت عام جعتا"

_ 1 يوسف: 29. 2 الرحمن: 31. 3 الدخان: 18. 873- التخريج: الرجز للأحوص في ملحق ديوانه ص216؛ وشرح التصريح 2/ 164؛ والمقاصد النحوية 4/ 232؛ ولسالم بن دارة في خزانة الأدب 2/ 139-143، 146؛ والدرر 3/ 27؛ ونوادر أبي زيد ص163؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 325؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 359؛ وشرح عمدة الحافظ ص301؛ وشرح المفصل 1/ 127، 130، والمقرب 1/ 76؛ وهمع الهوامع 1/ 174. شرح المفردات: الأبجر: في الأصل، العظيم البطن. الإعراب: "يا": حرف نداء. "أبجر": منادى مبني على الضم في محل نصب. "بن": نعت "أبجر" منصوب، تبعه في المحل، وهو مضاف. "أبجر": مضاف إليه مجرور. "يا": حرف نداء. "أنتا": منادى مبني على الضم في محل نصب، والألف للإطلاق. "أنت": ضمير منفصل في محل رفع فاعل. "عام": اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ. "طلقت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "عام": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ "طلقت". "جعتا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت"، والألف للإطلاق. وجملة النداء: "يا أبجر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء الثانية: "يا أنت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنت الذي ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "طلقت" صلة الموصول لا محل من لها الإعراب. وجملة "جعتا" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "يا أنتا" حيث نادى الضمير الذي يستعمل في مواطن الرفع، وهذا شاذ.

576- وذاك في اسم الجنس والمشار له ... قل ومن يمنعه فانصر عاذله "وذاك" أي: التعري من الحروف "في اسم الجنس والمشار له قل ومن يمنعه" فيهما أصلا ورأسا "فانصر عاذله" بالذال المعجمة أي: لائمه على ذلك، فقد سمع في كل منهما ما لا يمكن رد جميعه؛ فمن ذلك في اسم الجنس قولهم: "أطرق كرا"1، و"افتد مخنوق"2، و"أصبح ليل"، وفي الحديث، "ثوبي حجر" وفي اسم الإشارة قوله "من الطويل": 874- إذا هملت عيني لها قال صاحبي ... بمثلك هذا لوعة وغرام

_ 1 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة اللغة ص757؛ وزهر الأكم 2/ 38؛ ولسان العرب 10/ 47 "خرق"، 10/ 219 "طرق"، 11/ 314 "زول". 2 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في المستقصى 1/ 265؛ ومجمع الأمثال 2/ 28. ويضرب في الحث على تخليص الرجل نفسه من الأذى والشدة. 874- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1952؛ والدر 3/ 24؛ وشرح التصريح 2/ 165؛ وشرح عمدة الحافظ ص297؛ والمقاصد النحوية 4/ 235؛ وهمع الهوامع 1/ 174؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 641. شرح المفردات: هملت عيني: فاض دمعها. اللوعة: حرقة القلب. المعنى: يقول: إذا فاضت عيني بالدموع قال لي صاحبي إن هذا لا يكون إلا نتيجة حرقة فؤاد وغرام شديدين. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "هملت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "عيني": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "لها": جار ومجرور متعلقان بـ "هملت". "قال": فعل ماض. "صاحبي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "بمثلك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "هذا": منادى مبني في محل نصب. "لوعة": مبتدأ مرفوع. "وغرام": الواو حرف عطف، "غرام": معطوف على "لوعة" مرفوع. وجملة: "إذا هملت عيني ... قال صاحبي" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هملت ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "قال صاحبي" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم وجملة "بمثلك لوعة" في محل نصب مفعول به لـ "قال". وجملة النداء: " ... هذا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. =

وقوله "من البسيط": 875- إن الأولى وصفوا قومي لهم فبهم ... هذا اعتصم تلق من عاداك مخذولًا وقوله "من الخفيف": 876- ذا ارعواء فليس بعد اشتعال ... الرأس شيبًا إلى الصبا من سبيل وجعل منه قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} 1 وكلاهما عند الكوفيين

_ = الشاهد: قوله: "هذا" يريد "يا هذا" فحذف حرف النداء قبل اسم الإشارة، وهذا عند الكوفيين، وضرورة عند البصريين. 875- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص298. اللغة: الأولى: الذين، اعتصم: احتمى والتجأ. عاداك: جعلك عدوا. المخذول: الخائب. الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. الأولى: اسم "إن". وصفوا: فعلى ماض للمجهول، و"الواو": ضمير في محل رفع نائب فاعل، والألف للتفريق. قومي: خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة، لهم: جار ومجرور متعلقان بالفعل وصفوا. فبهم:" "الفاء": تعليلة، و"بهم": جار ومجرور متعلقان بـ"اعتصم". هذا: اسم إشارة منادى مبني في محل نصب. اعتصم: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". تلق: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". من: اسم موصول في محل نصب مفعول به. عاداك: فعل ماض، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". مخذولًا: حال منصوب بالفتحة. وجملة "إن الأولى ... لهم قومي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وصفوا": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء "يا هذا" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اعتصم": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تلق": جواب الطلب لا محل لها من الإعراب. وجملة "عاداك": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "هم قومي": خبر "إن" محلها الرفع. الشاهد فيه قوله: "هذا" حيث وقع اسم الإشارة منادى نداء محذوف تقديره: "يا هذا". 1 البقرة: 85. 876- التخريج: البيت بلا نسبة في المقاصد النحوية: 4/ 230. اللغة: الارعواء: الانصراف عن الجهل مثلًا. الصبا: الشباب. الإعراب: "ذا": منادى بحرف نداء محذوف تقديره: "يا ذا". "ارعواء": مفعول لفعل محذوف تقديره: "ارعو". "فليس": الفاء: استئنافية، "ليس": فعل ماض ناقص. "بعد": ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر "ليس"، وهو مضاف، "اشتعال": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "الرأس": مضاف إليه مجرور. "شيبًا": تمييز منصوب. "إلى الصبا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "سبيل". "من": حرف جر زائد. "سبيل": اسم مجرور مرفوع محلًا على أنه اسم "ليس". وجملة النداء: "يا ذا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ارعو ارعواء"، استئنافية لا محل لها =

مقيس مطرد، ومذهب البصريين المنع فيهما وحمل ما ورد، على شذوذ أو ضرورة، ولحنو المتنبي في قوله "من الكامل": 877- هَذِي بَرَزْتِ لَنَا فَهِجْتِ رَسِيسَا ... "ثم انثنيت وما شفيت نسيسا والإنصاف القياس على اسم الجنس لكثرته نظمًا ونثرًا، وقصر اسم الإشارة على السماع إذا لم يرد إلا في الشعر وقد صرح في شرح الكافية بموافقة الكوفيين في اسم الجنس فقال وقولهم في هذا أصح. تنبيه: أطلق هنا اسم الجنس وقيده في التسهيل بالمبني للنداء إذ هو محل الخلاف فأما اسم الجنس المفرد غير المعين كقول الأعمى: "يا رجلًا خذ بيدي" فنص في شرح الكافية على أن الحرف يلزمه. فالحاصل أن الحرف يلزم في سبعة مواضع: المندوب والمستغاث والمتعجب

_ = من الإعراب. وجملة: "ليس بعد ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ذا ارعواء" حيث حذف حرف النداء من قبل "ذا"، وذلك على مذهب الكوفيين. 877- التخريج: البيت للمتنبي في ديوانه 2/ 301؛ وبلا نسبة في المقرب 1/ 177. اللغة: الرسيس: هو ابتداء الحب، اثنى: مقال وعاد. النسيس: هو من تبقى به شيء من الروح والنسيس فضلة الروح وبقيتها. المعنى: يا من ظهرت لنا فسبيتنا بجمالك ثم ابتعدت عنا، فزدتنا بك تعلقًا. الإعراب: هذي: "الهاء": للتنبيه، "ذي": اسم إشارة في محل نصب بحرف النداء المحذوف "يا". برزت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. لنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل برزت فهجت: "الفاء": عاطفة، "هجت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة و"التاء" ضمير متصل في محل رفع فاعل. رسيسًا: مفعول به منصوب بالفتحة لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء"، ضمير متصل في محل رفع فاعل. رسيسًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. ثم انثنيت: "ثم": حرف عطف، "انثنيت": فعل ماض مبني على السكون لاتصال بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. وما: "الواو": حالية، "ما": نافية، شفيت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. نسيسًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "برزت" استئنافية لا محل لها. وجملة "انثنيت" معطوفة على "برزت". وجملة "وما شفيت نسيسًا": في محل نصب حال. وجملة "هذي": ابتدائية لا محل لها. والتمثيل به قوله: "هذي" حذف حرف النداء من اسم الإشارة على عادة الكوفيين.

منه، والمنادى البعيد والمضمر ولفظ الجلالة واسم الجنس غير المعين وفي اسم الإشارة واسم الجنس المعين ما عرفت. 577- "وَابْنِ المُعَرَّفَ المُنَادَى المُفْرَدَا ... عَلَى الَّذِي فِي رَفْعِهِ قَدْ عُهِدَا" أي: إذا اجتمع في المنادى هذان الأمران التعريف والإفراد فإنه يبنى على ما يرفع به لو كان معربًا، وسواء كان ذلك التعريف سابقًا على النداء نحو يا زيد أو عارضًا فيه بسبب القصد والإقبال وهو النكرة المقصودة نحو "يا رجل أقبل"، تريد رجلًا معينًا، والمراد بالمفرد هنا أن لا يكون مضافًا ولا شبيهًا به كما في باب "لا"؛ فيدخل في ذلك المركب المزجي والمثنى والمجموع نحو: "يا معد يكرب" و"يا زيدان" و"يا زيدون" و"يا هندان" و"يا رجلان" و"يا مسلمون"، وفي نحو "يا موسى" و"يا قاضي" ضمة مقدرة. تنبيهات: الأول قال في التسهيل: ويجوز نصب ما وصف من معرف بقصد وإقبال وحكاه في شرحه عن الفراء وأيده بما روي من قوله -صلى الله عليه وسلّم- في سجوده: "يا عظيمًا يرجى لكل عظيم" وجعل منه قوله "من الطويل": 878- أَدَارًا بِحُزْوَى هِجْتِ لِلعَينِ عَبْرَةً ... "فماء الهوى يرفض أو يترقرق"

_ 878- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص161، والأغاني 9/ 12؛ ومعجم البلدان 4/ 316 "قراضم"؛ ولكثير عزة في سر صناعة الإعراب 1/ 202؛ ولسان العرب 10/ 367 "هرق"؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص401. اللغة: حزوى: اسم موضع. العبرة: الدمعة. ارفض: ترشش، سال. ترقرق: سال. الإعراب: أدارا: الهمزة للنداء، "دارا": منادى منصوب. بحزوى: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "دارا". هجت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. للعين: جار ومجرور متعلقان بـ"هجت". عبرة: مفعول به منصوب. فماء: "الفاء": استئنافية، "ماء": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الهوى: مضاف إليه مجرور. يرفض: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". أو: حرف عطف. يترقرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب، وجملة "هجت": استئنافية لا محل لها من الإعراب وجملة "ماء الهوى يرفض": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يرفض": في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة "يترقرق": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "أدارا" حيث نصب المنادى "دارا" لأنه شبيه بالمضاف.

الثاني: ما أطلقه هنا قيده في التسهيل بقوله: غير مجرور باللام؛ للاحتراز من نحو: "يا لزيد لعمرو" ونحو: "يا للماء والعشب"، فإن كلًا منهما مفرد وهو معرب. الثالث: إذا ناديت "اثني عشر" و"اثنتي عشرة" قلت: "يا اثنا عشر" و"يا اثنتا عشرة" بالألف، وإنما بني على الألف لأنه مفرد في هذا الباب كما عرفت، وقال الكوفيون: "يا اثني عشر" و"يا اثنتي عشرة" بالياء إجراء لهما مجرى المضاف. 578- وَانْوِ انْضِمَامَ مَا بَنَوا قَبْلَ النِّدَا ... وليجر مجرى ذي بناء جددا "وانوا انضمام ما بنا قبل الندا" كسيبويه وحذام في لغة الحجاز وخمسة عشر "وَليُجْرَ مُجْرَى ذِي بِنَاءٍ جُدِّدَا" ويظهر أثر ذلك في تابعه فتقول: "يا سيبويه العالم" برفع العالم ونصبه كما تفعل في تابع ما تجدد بناؤه نحو: "يا زيد الفاضل"، والمحكي كالمبني، تقول: "يا تأبط شرًا المقدام والمقدام". "أحوال نصب المنادي": 579- "وَالمُفْرَدَ المَنْكُورَ وَالمُضَافَا ... وَشِبْهَهُ انْصِبْ عَادِمًا خِلاَفَا" أي: يجب نصب المنادى حتمًا في ثلاثة أحوال: الأول النكرة غير المقصودة كقول الواعظ: "يَا غَافِلًا وَالمَوتُ يَطْلُبُهُ"، وقول الأعمى: "يا رجلًا خذ بيدي"، وقوله "من الطويل": 879- أَيَا رَاكِبًا إمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ ... "نداماي من نجران أن لا تلاقيا"

_ 879- التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص في الأشباه والنظائر 6/ 243؛ وخزانة الأدب 2/ 194، 197؛ وشرح اختيارات المفضل ص767؛ وشرح التصريح 2/ 167؛ وشرح المفصل 1/ 128؛ والعقد الفريد 5/ 229؛ والكتاب 2/ 200؛ ولسان العرب 7/ 173 "عرض"؛ والمقاصد النحوية 4/ 206؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 413؛ 9/ 223؛ ورصف المباني ص137؛ وشرح ابن عقيل ص515؛ وشرح قطر الندي ص203، والمقتضب 4/ 204. اللغة والمعنى: عرضت: أتيت العروض، وهي بمكة والمدينة وما حولهما. نداماي: ج ندمان، وهو =

وعن المازني أنه أحال وجود هذا النوع. الثاني: المضاف سواء كانت الإضافة محضة نحو: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} أو غير محضة نحو يا حسن الوجه، وعن ثعلب إجازة الضم في غير المحضة. الثالث: الشبيه بالمضاف وهو ما اتصل به شيء من تمام معناه نحو: "يا حسنًا وجهه" و"يا طالعًا جبلًا" و"يا رفيقًا بالعباد" و"يا ثلاثة وثلاثين" فيمن سميته بذلك، ويمتنع في هذا إدخال "يا" على "ثلاثين" خلافًا لبعضهم وإن ناديت جماعة هذه عدتها، فإن كانت غير معينة نصبتهما أيضًا، وإن كانت معينة ضممت الأول وعرفت الثاني بأل ونصبته أو رفعته، إلا إن أعدت معه "يا" فيجب ضمه وتجريده من "أل". ومنع ابن خروف إعادة "يا" وتخييره في إلحاق "أل" مردود. تنبيه: انتصاب المنادى لفظًا أو محلًا عند سيبويه على أنه مفعول به وناصبه الفعل المقدر، فأصل "يا زيد" عنده: أدعو زيدًا؛ فحذف الفعل حذفًا لازمًا، لكثرة الاستعمال، ولدلالة حرف النداء عليه وإفادته فائدته، وأجاز المبرد نصبه بحرف النداء لسده مسد

_ = النديم، أي الجليس إلى الخمر. نجران: مدينة بالحجاز. يقول الشاعر لراكب: إذا أتيت العروض. فبلغ أصحابي بأنني لن ألتقي بعد اليوم، لأنه سيفارق الحياة. الإعراب: أيا: حرف نداء. راكبًا: منادي منصوب. إما: إن: حرف شرط جازم، ما: زائدة. عرضت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: فاعل. وهو فعل الشرط. فبلغن: الفاء: رابطة لجواب الشرط، بلغن، فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، والفاعل: أنت. والنون: للوقاية. نداماي: مفعول به أول، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. من: حرف جر. نجران: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من "ندامى". أن: مخففة من "أن"، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره: "أنه"، أي الحال والشأن. لا: النافية للجنس. تلاقيًا: اسم مبني على الفتح في محل نصب اسم "لا". والألف: للإطلاق. وخبر "لا" محذوف تقديره: "أن لا تلاقي حاصل لنا". وجملة "أيا راكبًا" الفعلية على تقدير: "أدعو راكبًا" لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "عرضت" في محل جزم فعل الشرط. وجملة "فبلغن" الفعلية في محل جزم جواب الشرط. والجملة المصدرية من "أن وما بعدها" في محل نصب مفعول به ثان. وجملة "لا تلاقيا" الاسمية في محل رفع خبر "إن". الشاهد فيه قوله: "أدارًا" نصب المنادي "دارا" لأنه شبيه بالمضاف.

الفعل، فعلى المذهبين "يا زيد" جملة، وليس المنادى أحد جزأيها؛ فعند سيبويه جزآها؛ أي الفعل والفاعل مقدران، وعند المبرد حرف النداء سد مسد أحد جزأي الجملة أي الفعل، والفاعل مقدر، والمفعول ههنا على المذهبين واجب الذكر لفظًا أو تقديرًا؛ إذ لا نداء بدون المنادى. 580- "وَنَحْوَ زَيدٍ ضُمَّ وَافْتَحَنَّ مِنْ ... نَحْوِ أَزَيدُ بْنَ سَعِيدٍ لاَ تَهِنْ" أي: إذا كان المنادى علمًا مفردًا موصوفًا بابن متصل به مضاف إلى علم نحو: "يا زيد بن سعيد" جاز فيه الضم والفتح، والمختار عند البصريين غير المبرد الفتح، ومنه قوله "من الرجز": 880- يَا حَكَمَ بْنَ المُنْذِرِ بْنِ الجَارُودْ ... سُرَادِقُ المَجْدِ عَلَيكَ مَمْدُودْ تنبيه: شرط جواز الأمرين كون الابن صفة كما هو الظاهر؛ فلو جعل بدلًا أو عطف

_ 880- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص172؛ وللكذاب الحرمازي في شرح أبيات سيبويه 1/ 472؛ والشعر والشعراء 2/ 689؛ والكتاب 2/ 203؛ ولرؤبة أو للكذاب الحرمازي في شرح التصريح 2/ 169؛ ولسان العرب 10/ 158 "سردق"؛ والمقاصد النحوية 4/ 210؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص356؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 562؛ وشرح المفصل 2/ 5؛ والمقتضب 4/ 232. شرح المفردات: حكم بن المنذر: أحد أمراء البصرة في عهد هشام بن عبد الملك. الجارود: من الجرد، لقب به جد الممدوح لإغارته على قوم، فشبهوه بالسيل. السرادق: الخباء. المعنى: يمدح الراجز الحكم بن المنذر بأنه عالي المنزلة، وسامي القدر، وميمون الطلعة. الإعراب: "يا": حرف نداء. "حكم": منادى يجوز بناؤه على الضم أو منصوب. "بن": نعت "حكم" منصوب، تبعه في المحل، وهو مضاف. "المنذر": مضاف إليه مجرور، "بن": نعت "المنذر" مجرور، وهو مضاف. "الجارود" مضاف إليه مجرور، سكن للضرورة الشعرية. "سرادق": مبتدأ, مرفوع، وهو مضاف. "المجد": مضاف إليه مجرور. "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"ممدود". "ممدود": خبر المبتدأ مرفوع وسكن للضرروة الشعرية. وجملة النداء: "يا حكم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سرادق.. ممدود" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله "يا حكم" بجواز البناء على الضم والفتح لاتصاله بـ"ابن" المضافة إلى علم.

بيان أو منادى أو مفعولًا بفعل مقدر تعين الضم، وكلامه لا يوفي بذلك وإن كان مراده. 581- "وَالضَّمُّ إنْ لَمْ يَلِ الابْنُ عَلَمَا ... أو يَلِ الاِبْنَ عَلَمٌ قَد حُتِمَا" "الضم": مبتدأ خبره قد حتما، و"إن لم يل": شرط جوابه محذوف، والتقدير فالضم متحتم أي واجب، ويجوز أن يكون قد حتما جوابه والشرط وجوابه خبر المبتدأ، واستغنى بالضمير الذي في حتم رابطًا؛ لأن جملة الشرط والجواب يستغنى فيهما بضمير واحد لتنزلهما منزلة الجملة الواحدة، وعلى هذا فلا حذف. ومعنى البيت أن الضم متحتم أي واجب إذا فقد شرط من الشروط المذكورة كما في نحو: "يا رجلُ ابنَ عمرو"، و"يا زيدُ الفاضلُ ابن عمرو"، و"يا زيد الفاضل" لانتفاء علمية المنادى في الأولى، واتصال الابن به في الثانية والوصف به في الثالثة، ولم يشترط هذا الكوفيون كقوله "من الوافر": 881- فَمَا كَعْبُ بْنُ مَامَةَ وَابْنُ أَرْوَى ... بِأَجْوَدَ مِنْكَ يَا عُمَرَ الجَوَادَا

_ 881- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص107 "طبعة دار صادر"؛ وخزانة الأدب 4/ 442؛ والدرر 3/ 34؛ وشرح التصريح 2/ 169؛ وشرح شواهد المغني ص56؛ والمقاصد النحوية 4/ 245؛ واللمع ص194؛ والمقتضب 4/ 208؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 23؛ وشرح ابن عقيل ص291؛ ومغني اللبيب ص19 وهمع الهوامع 1/ 176. شرح المفردات: كعب بن مامة: أحد أجواد العرب، قيل إنه سقى صاحبه في ساعة العطش نصيبه من الماء ومات عطشًا. وابن أروى: هو أوس بن حارثة الطائي، أحد أجواد العرب. عمر: هو عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي الثامن. المعني: يمدح الشاعر الخليفة الأموي بالجود والكرم، وأنه فاق بسخائه كعب بن مامة وابن أروى. الإعراب: فما: الفاء: بحسب ما قبلها و"ما": تعمل عمل "ليس". كعب: اسم "ما" مرفوع بالضمة. بن: نعت "كعب" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. مامة: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وابن: الواو حرف عطف "ابن": معطوف على "بن مامة" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الباء حرف جر زائد، "أجود": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ما"، وعلامة جره الفتحة بدلًا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على وزن "أفعل". منك: حرف جر، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أجود". يا: حرف =

بفتح "عمر"، وعلى هذه الثلاثة يصدق صدر البيت. ونحو: "يا زيد ابن أخينا" لعدم إضافة "ابن" إلى "علم"، وهو مراد عجز البيت. تنبيهات: الأول: لا إشكال أن فتحة "ابن" فتحة إعراب إذا ضم موصوفه، وأما إذا فتح فكذلك عند الجمهور، وقال عبد القاهر: هي حركة بناء؛ لأنك ركبته معه. الثاني: حكم "ابنة" فيما تقدم حكم "ابن" فيجوز الوجهان نحو: "يا هند بنة زيد" خلافًا لبعضهم، ولا أثر للوصف بـ"بنت" هنا؛ فنحو: "يا هند بنت عمرو" واجب الضم. الثالث: يلتحق بالعلم "يا فلان بن فلان"، و"يا ضل بن ضل"، و"يا سيد بن سيد" ذكره في التسهيل، وهو مذهب الكوفيين، ومذهب البصريين في مثله مما ليس بعلم التزام الضم. الرابع: قال في التسهيل: وربما ضم "الابن" إتباعًا، يشير إلى ما حكاه الأخفش عن بعض العرب من "يا زيد بن عمرو" بالضم إتباعًا لضمة الدال. الخامس: قال فيه أيضًا: ومجوز فتح ذي الضمة في النداء يوجب في غيره حذف تنوينه لفظًا، وألف "ابن" في الحالتين خطأ، وإن نون فللضرورة. السادس: اشترط في التسهيل لذلك كون المنادى ذا ضمة ظاهرة، وعبارته: ويجوز فتح ذي الضمة الظاهرة إتباعًا، وكلامه هنا يحتمله، فنحو:"يا عيسى ابن مريم"، يتعين فيه تقدير الضم؛ إذ لا فائدة في تقدير الفتح، وفيه خلاف، اهـ. 582- "واضمم أو انصب ما اضطرارا نونا ... مما له استحقاق ضم بينا"

_ = نداء. عمر: منادي مبني في محل نصب. الجوادا: نعت "عمر" منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق. الشاهد فيه قوله: "يا عمر الجواد" والقياس فيه: "يا عمر"، وقد استدل به الكوفيين على أن المنادي الموصوف يجوز فيه الفتح سواء أكان الوصف لفظ "ابن" أو لم يكن. وقال البصريون: إن الأصل: "يا عمر". أي هو كالمندوب، وحذفت الألف. وفي هذا تكلف.

فقد ورد السماع بهما، فمن الضم قوله "من الطويل": 882- سلام الله يا مطر عليها ... "وليس عليك يا مطر السلام" وقوله "من البسيط": 883- ليت التحية كانت لي فأشكرها ... مكان يا جمل حييت يا رجل

_ 882- التخريج: البيت للأحوص في ديوانه ص189؛ والأغاني 15/ 334؛ وخزانة الأدب 2/ 150، 152، 6/ 507؛ والدرر 3/ 21؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 605، 2/ 25؛ وشرح التصريح 2/ 171؛ وشرح شواهد المغني 2/ 766؛ والكتاب 2/ 202؛ وبلا نسبة في الأزهية ص164؛ والأشباه والنظائر 3/ 213؛ والإنصاف 1/ 311؛ وأوضح المسالك 4/ 28؛ والجنى الداني ص149؛ والدرر 5/ 182؛ ورصف المباني ص177، 355؛ وشرح ابن عقيل ص517؛ ومجالس ثعلب ص92، 542؛ والمحتسب 2/ 93. الإعراب: سلام: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. يا: حرف نداء. مطر: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء. عليها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. وليس: الواو: حرف عطف، ليس: فعل ماض ناقص. عليك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليس". يا: حرف نداء. مطر: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء. السلام: اسم "ليس" مرفوع. وجملة "سلام الله ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب. لأنها ابتدائية. وجملة "يا مطر" الفعلية على تقدير: "أدعو مطرًا" لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "ليس عليك ... " الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا مطر" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. والشاهد فيه قوله: "يا مطر"، والقياس: يا مطر بالبناء على الضم، لأنه منادى مفرد علم، ولكن الشاعر نونه اضطرارًا لإقامة الوزن. 883- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص453؛ والدرر 3/ 22؛ والشعر والشعراء 1/518؛ والمقاصد النحوية 4/ 214؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 173. الإعراب: ليت: حرف مشبه بالفعل. التحية: اسم "ليت" منصوب. كانت: فعل ماض ناقص، و"التاء": للتأنيث، واسمه مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان". فأشكرها: "الفاء": للجزاء أو السببية، "أشكرها": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيها وجوبًا تقديره: "أنا". والمصدر المؤول من "أن" المضمرة والفعل "أشكر" معطوف على مصدر منتزع مما تقدم، والتقدير: ليت كون التحية لي فالشكر مني. مكان: ظرف مكان متعلق بحال من خبر "ليت" على الحكاية. يا: حرف نداء. جمل: منادي مبني على الضم في محل نصب. حببت: فعل ماض للمجهول، والتاء": ضمير في محل رفع نائب فاعل. يا: حرف نداء رجل: منادى مبني على الضم في محل نصب. وجملة "ليت التحية ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كانت لي": حال من "التحية" محلها النصب. وجملة "فأشكرها": صلة الموصول الحرفي لا محل لها، وجملة "يا جمل": مضاف إليها =

ومن النصب قوله: أعبدا حل في شعبي غريبا ... "ألؤما لا أبا لك واغترابا"1 وقوله "من الخفيف": 884- ضربت صدرها إلي وقالت ... يا عديا لقد وقتك الأواقي واختار الخليل وسيبويه الضم، وأبو عمرو وعيسى ويونس والجرمي والمبرد النصب، ووافق الناظم والأعلم الأولين في العلم والآخرين في اسم الجنس.

_ = على الحكاية محلها الجر. وجملة "حييت": خبر "ليت" محلها الرفع. وجملة "يا رجل": استئنافية لا محل لها. الشاهد فيه قوله:"يا جمل" نونه مضمومًا. 1 تقدم بالرقم 424. 884- التخريج: البيت للمهلهل بن ربيعة في ديوانة ص59؛ وخزانة الأدب 2/ 165؛ والدرر 3/ 22؛ وسمط اللآلي ص111؛ ولسان العرب 15/ 401 "وقي"؛ والمقاصد النحوية 4/ 211؛ والمقتضب 4/ 214؛ وبلا نسبة في رصف المفصل 10/ 10؛ والمنصف 1/ 218؛ وهمع الهوامع 1/ 173. اللغة والمعني: وقتك: حفظتك. الأواقي: ج الواقية، وهي الحافظة. يقول: لما رأته رفعت رأسها، ودعت له يحفظه الله، ويقيه من نوائب الدهر، لأن مرآه كان خيرًا عليها. الإعراب: رفعت: فعل ماض. والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. رأسها: مفعول به منصوب. وهم مضاف "ها" ضمير في محل جر بالإضافة. إلى: جار ومجرور متعلقان بـ"رفعت". وقالت: الواو: حرف عطف. قالت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. والفاعل: هي. يا: حرف نداء. عديًا: منادى مبني على الضم المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالتنوين المنصوب للضرورة، لقد: اللام: موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. وقتك: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به، الأواقي: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. وجملة "رفعت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أو استئنافية. وجملة "قالت ... " الفعلية معطوفة على جملة "رفعت" لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا عديا" الفعلية على تقدير: "أدعو عديًا" في محل نصب مفعول به. وجملة "وقتك الأواقي" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. والشاهد فيه قوله: "يا عديًا " حيث نصبه للضرورة الشعرية، وحقه لبناء على الضم لأنه علم.

583- وباضطرار خص جمع "يا" و"أل" ... إلا مع "الله" ومحكي الجمل "وباضطرار خص جمع يا وأل" في نحو قوله "من الكامل": 885- عباس يا الملك المتوج والذي ... عرفت له بيت العلا عدنان وقوله "من الرجز": 886- فيا الغلامان اللذان فرا ... إياكما أن تعقبانا شرا

_ 885- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 31؛ وشرح التصريح 2/ 173؛ والمقاصد النحوية 4/ 245؛ وهمع الهوامع 1/ 174. الإعراب: "عباس": منادى مبني على الضم في محل نصب. "يا": حرف نداء. "الملك": منادى مبني على الضم في محل نصب. "المتوج": نعت "الملك" مرفوع، ويجوز فيه "النصب إتباعا للمحل "والذي": الواو عطف، "الذي": اسم موصول معطوف على "المتوج". "عرفت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "له": جار ومجرور متعلقان بـ"عرفت". "بيت": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "العلى": مضاف إليه مجور. "عدنان". فاعل "عرفت" مرفوع بالضمة. وجملة النداء: "عباس" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء الثانية. " ... الملك" بدل من الأولى. وجملة: "عرفت له ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "يا الملك" حيث أدخل "يا" التي للنداء على الاسم المقترن بـ"أل" وذلك ضرورة عند البصريين، وجائز عند الكوفيين. 886- التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص230؛ والإنصاف 1/ 336؛ والدرر 3/ 30؛ وخزانة الأدب 2/ 294؛ وشرح عمدة الحافظ ص229؛ وشرح المفصل 2/ 9؛ واللامات ص53؛ واللمع في العربية ص196؛ والمقاصد النحوية 4/ 215؛ والمقتضب 4/ 234؛ وهمع الهوامع 1/ 174. الإعراب: "فيا": الفاء بحسب ما قبلها، "يا": حرف نداء. "الغلامان": منادى مبني على الألف لأنه مثنى، وهو في محل نصب. "اللذان": اسم موصول في محل نصب نعت "الغلامان". "فرا": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل. "إياكما": مفعول به لفعل التحذير المحذوف تقديره: "أحذر"، وهو مضاف، و"كما". في محل جر بالإضافة. "أن": حرف نصب ومصدرية. "تعقبانا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والألف في محل رفع فاع، و"نا": ضمير في محل نصب مفعول به أول. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف جر محذوف تقديره: "من", والجار والمجرور متلعقان بالفعل المحذوف "أحذر". "شرا": مفعول به ثان لـ"تعقب". وجملة النداء: "يا الغلامان" بحسب ما قبلها. وجملة: "فرا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أحذر إياكما" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تعقبانا" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "فيا الغلامان" حيث جمع حرف "النداء "يا" مع "أل" التعريف في غير لفظ الجلالة"، وهذا غير جائز إلا في الشعر.

ولا يجوز ذلك في الاختيار خلافًا للبغداديين في ذلك "إلاَّ مَعَ اللَّهِ" فيجوز إجماعًا؛ للزوم أل له حتى صارت كالجزء منه فتقول: "يا الله" بإثبات الألفين، و"يا الله" بحذفهما، و"يا الله" بحذف الثانية فقط "وَ" إلا مع "مَحْكِيِّ الجُمَل" نحو: "يا المنطلق زيد" فيمن سمي بذلك، نص على ذلك سيبويه، وزاد عليه المبرد ما سمي به من موصول مبدوء بأل نحو الذي والتي وصوبه الناظم، وزاد في التسهيل اسم الجنس المشبه به نحو: "يا الأسد شدة أقبل"، وهو مذهب ابن سعدان، قال في شرح التسهيل: وهو قياس صحيح لأن تقديره: "يا مثل الأسد أقبل"، ومذهب الجمهور المنع. 584- والأكثر "اللهم" بالتعويض ... وشذ "يا اللهم" في قريض "والأكثر" في نداء اسم الله تعالى أن يحذف حرف النداء ويقال "اللهم بالتعويض" أي: بتعوض الميم المشددة عن حرف النداء "وشذ يا اللهم في قريض"، أي: شذ الجمع بين "يا" و"الميم" في الشعر، كقوله "من الرجز": 887- إني إذا ما حدث ألما ... أقول يا اللهم يا اللهما

_ 887- التخريج: الرجز لأبي خراش في الدرر 3/ 41؛ وشرح أشعار الهذليين 3/ 1346؛ والمقاصد النحوية 4/ 216؛ ولأمية بن أبي الصلت في خزانة الأدب 2/ 295؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص232؛ والإنصاف ص341؛ وجواهر الأدب ص96؛ ورصف المباني ص306؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 419، 2/ 430؛ وشرح ابن عقيل ص519؛ وشرح عمدة الحافظ ص300؛ ولسان العرب 13/ 469، 417 "أله"؛ واللمع في العربية ص197؛ والمحتسب 2/ 238؛ والمقتضب 4/ 242؛ ونوادر أبي زيد ص165؛ وهمع الهوامع 1/ 178. شرح المفردات: الحدث: الحادث. ألم: نزل، حل. الإعراب: "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في حل نصب اسم "إن". "إذا". ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. "ما": زائدة. "حدث": فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده، تقديره: "إذا ألم حدث ألم". "ألما": فعل ماض، والألف للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "يا": حرف نداء. "اللهم": منادى مبني على الضم في محل نصب، والميم للتعظيم يعوض بها عن حرف النداء المحذوف عادة. "يا اللهم": كالسابقة. وجملة: "إني ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إذا ما حدث ... " الشرطية في محل رفع خبر "إن". وجملة: "ألم حدث" في محل جر بالإضافة. وجملة "ألم" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أقول" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة المنادى في محل نصب مفعول به لـ"أقول". =

تنبيهات: الأول مذهب الكوفيين أن الميم في اللهم بقية جملة محذوفة وهي "أمنا بخير"، وليست عوضًا عن حرف النداء ولذلك أجازوا الجمع بينهما في الاختيار. الثاني: قد تحذف "أل" من اللهم كقوله "من الرجز": 888- لاَ هُمَّ إنْ كُنْتَ قَبِلتَ حَجَّتِجْ ... "فلا يزال شاحج يأتيك بج" وهو كثير في الشعر. الثالث: قال في النهاية: تستعمل اللهم على ثلاثة أنحاء: أحدها النداء المحض نحو: "اللهم أثبتنا"، ثانيها: أن يذكرها المجيب تمكينًا للجواب في نفس السامع كأن يقول لك القائل: "أزيد قائم؟ " فتقول له: "اللهم نعم" أو "اللهم لا"، ثالثها: أن تستعمل دليلًا على الندرة وقلة وقوع المذكور نحو قولك: "أنا أزورك اللهم إذا لم تدعني"، ألا ترى أن وقوع الزيارة مقرونًا بعدم الدعاء قليل.

_ = الشاهد: قوله: "يا اللهم" حيث جمع بين "يا" والميم المشددة التي تأتي عوضًا عنها، وذلك ضرورة نادرة. 888- التخريج: الرجز لرجل من اليمانيين في الدرر "3/ 40؛ والمقاصد النحوية 4/ 570؛ وبلا نسبة في الدرر 6/ 229؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 177؛ وشرح التصريح 2/ 367؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 287؛ وشرح شواهد الشافية ص215؛ وشرح المفصل 9/ 75، 10/ 50، ولسان العرب 10/ 103 "دلق"؛ ومجالس ثعلب 1/ 143؛ والمحتسب 1/ 75؛ والمقرب 2/ 166؛ والممتع في التصريف 1/ 355؛ ونوادر أبي زيد ص164؛ وهمع الهوامع 1/ 178، 2/ 175. اللغة: لا هم: أي اللهم. حجيج: أي حجتي. الشاحج: البغل. بج: بي. الإعراب: لا هم: أصلها "اللهم": منادى في محل نصب، و"الميم": للتعظيم. إن: حرف شرط جازم. كنت: فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم، و"التاء" ضمير في محل رفع اسم "كان"، وهو فعل الشرط. قبلت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. حجتج: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والجيم "الياء" في محل جر بالإضافة. فلا: "الفاء": رابطة لجواب الشرط. لا يزال: فعل مضارع ناقص. شاحج: اسم "لا يزال" مرفوع. يأتيك: فعل مضارع مرفوع، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". بج "بي": جار ومجرور متعلقان بـ"يأتي". وجملة "لا هم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن كنت ... فلا يزال" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قبلت": في محل نصب خبر "كان". وجملة "لا يزال ... " في محل جزم جواب الشرط. وجملة "يأتيك" في محل نصب خبر "لا يزال". وجملة "كنت قبلت": فعل الشرط لا محل لها. =

فصل: "تابع المنادى وأحواله" 585- تَابِعَ ذِي الضَّمِّ المُضَافَ دُونَ أَل ... أَلزِمْهُ نَصْبًا، كـ"أزيد ذا الحيل" "تابع" المنادي "ذي الضم المضاف دون أل ألزمة نصبًا" مراعاة لمحل المنادى نعتًا كان "كَأَزَيدُ ذَا الحِيَل" أو بيانًا نحو: "يا زيد عائد الكلب"، أو توكيدًا نحو: "يا زيد نفسه" و"يا تميم كلهم أو كلكم". تنبيهان: الأول أجاز الكسائي والفراء وابن الأنباري الرفع في نحو: "يا زيد صاحبنا"، والصحيح المنع لأن إضافته محضة، وأجازه الفراء في نحو: "يا تميم كلهم" وقد سمع، وهو محمول عند الجمهور على القطع أي كلهم يدعى. الثاني: شمل قوله: "ذي الضم" العلم والنكرة المقصودة والمبني قبل النداء لأنه يقدر ضمه كما مر. 586- وما سواه انصب أو ارفع واجعلا ... كمستقل نسقًا وبدلًا "وَمَا سِوَاهُ" أي: ما سوى التابع المستكمل للشرطين المذكورين وهما الإضافة والخلو من أل، وذلك شيئان: المضاف المقرون بـ"أل"، والمفرد "ارْفَعْ أوِ انْصِبْ" تقول: "يا زيد الحسن الوجه والحسن الوجه"، و"يا زيد الحسن والحسن"، و"يا غلام بشر وبشرًا"، و"يا تميم أجمعون وأجمعين"، فالنصب اتباعًا للمحل، والرفع اتباعًا للفظ لأنه يشبه المرفوع من حيث عروض الحركة. تنبيهان: الأول شمل كلامه أولًا وثانيًا التوابع الخمسة، ومراده النعت والتوكيد وعطف البيان، وسيأتي الكلام على البدل وعطف النسق. الثاني: ظاهر كلامه أن الوجهين على السواء. "وَاجْعَلاَ كَمُسْتَقِل" بالنداء "نَسَقًا" خاليًا عن "أل" "وَبَدَلاَ" تقول: "يا زيد بشر"

_ = الشاهد فيه قوله: "لا هم" حيث حذف "أل" من "اللهم"، وقوله: "حجتج ... بج" حيث أبدل من الياء جيمًا، والأصل "حجتي" و"بي".

بالضم، وكذلك "يا زيد وبشر"، وتقول: "يا زيد أبا عبد الله"، وكذلك "يا زيد وأبا عبد الله"، وهكذا حكمهما مع المنادى المنصوب؛ لأن البدل في نية تكرار العامل، والعاطف كالنائب عن العامل. تنبيه: أجاز المازني والكوفيون "يا زيد وعمرا ويا عبد الله وبكرا". 587- وَإِنْ يَكُنْ مَصْحُوبَ "أَل" مَا نُسِقَا ... ففيه وحهان ورفع ينتقى "وإن يكن مصحوب أل ما نسقا ففيه وجهان" الرفع والنصب "وَرَفْعٌ يُنْتَقَى" أي: يختار وفاقًا للخليل وسيبويه والمازني؛ لما فيه من مشاكلة الحركة، ولحكاية سيبويه أنه أكثر، وأما قراءة السبعة: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} 1، بالنصب فللعطف على فضلًا من: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا} 2، واختار أبو عمرو وعيسى ويونس والجرمي النصب لأن ما فيه "أل" لم يل حرف النداء فلا يجعل كلفظ ما وليه وتمسكًا بظاهر الآية إذ إجماع القراء سوى الأعرج على النصب، وقال المبرد: إن كانت "أل" معرفة فالنصب وإلا فالرفع لأن المعرف يشبه المضاف. تنبيه: هذا الاختلاف إنما هو في الاختيار، والوجهان مجمع على جوازهما إلا فيما عطف على نكرة مقصودة نحو: "يا رجل والغلام" فلا يجوز فيه عند الأخفش ومن تبعه إلا الرفع. 588- "وَأَيُّهَا مَصْحُوبَ أَل بَعْدُ صِفَهْ ... يَلزَمُ بِالرَّفْعِ لَدَى ذِي المَعْرِفَهْ" يجوز في ضبط هذا البيت أن يكون "مصحوب" منصوبًا، فـ"أيها": مبتدأ و"يلزم": خبره، ومصحوب: مفعول مقدم بـ"يلزم" و"صفة": نصب على الحال من مصحوب "أل" وبالرفع في موضع الحال من مصحوب "أل" و"بعد": في موضع الحال، مبني على الضم لحذف المضاف إليه وهو ضمير يعود إلى "أي"، والتقدير: وأيها يلزم مصحوب

_ 1 سبأ: 10. 2 سبأ: 10.

"أل" حال كونه صفة لها مرفوعة واقعة أو واقعًا بعدها، ويجوز أن يكون "مصحوب" مرفوعًا على أنه مبتدأ ويكون خبره "يلزم" والجملة خبر "أيها" والعائد على المبتدأ محذوف أي: يلزمها ويجوز أن يكون "صفة" هو الخبر. والمراد إذا نوديت أي فهي نكرة مقصودة مبنية على الضم وتلزمها "ها" التنبيه مفتوحة، وقد تضم لتكون عوضًا عما فاتها من الإضافة، وتؤنث لتأنيث صفتها نحو: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ} 1 {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ} 2 ويلزم تابعها الرفع، وأجاز المازني نصبه قياسًا على صفة غيره من المناديات المضمومة. قال الزجاج: لم يجز هذا المذهب أحد قبله ولا تابعه أحد بعده، وعلة ذلك أن المقصود بالنداء هو التابع و"أي" وصلة إلى ندائه، وقد اضطرب كلام الناظم في النقل عن الزجاج فنقل في شرح التسهيل عنه هذا الكلام ونسب إليه في شرح الكافية موافقة المازني وتبعه ولده، وإلى التعريض بمذهب المازني الإشارة بقوله: "لدى ذي المعرفة"، وظاهر كلامه أنه صفة مطلقًا وقد قيل: عطف بيان قال ابن السيد: وهو الظاهر، وقيل: إن كان مشتقًا فهو نعت وإن كان جامدًا فهو عطف بيان، وهذا أحسن. تنبيهات: الأول يشترط أن تكون "أل" في تابع أي جنسية كما ذكره في التسهيل فإذا قلت: "يأيها الرجل" فـ"أل" جنسية وصارت بعد للحضور كما صارت كذلك بعد اسم الإشارة، وأجاز الفراء والجرمي إتباع "أي" بمصحوب "أل" التي للمح الصفة نحو: "يا أيها الحارث"، والمنع مذهب الجمهور ويتعين أن يكون ذلك عطف بيان عند من أجازه. الثاني: ذهب الأخفش في أحد قوليه إلى أن المرفوع بعد "أي" خبر لمبتدأ محذوف و"أي" موصولة بالجملة، ورد بأنه لو كان كذلك لجاز ظهور المبتدأ بل كان أولى ولجاز وصلها بالفعلية والظرف. الثالث: ذهب الكوفيون وابن كيسان إلى أن ها دخلت للتنبيه مع اسم الإشارة فإذا قلت: "يا أيها الرجل" تريد يا أيهذا الرجل ثم حذف "ذا" اكتفاء بها.

_ 1 الانشقاق: 6؛ وغيرها. 2 الفجر: 27.

الرابع: يجوز أن توصف صفة "أي" ولا تكون إلا مرفوعة مفردة كانت أو مضافة كقوله "من الرجز": 889- يَا أَيُّهَا الجَاهِلُ ذُو التّنَزِّي ... لاَ تُوعِدَنِّي حَيَّةً بِالنَّكْزِ 589- وأيهذا أيها الذي ورد ... ووصف أي بسوى هذا يرد "وَأَيُّهَذَا أَيُّهَا الَّذِي وَرَدْ" "أيهذا": مبتدأ، و"أيها الذي": عطف عليه، وسقط العاطف للضرورة، و"ورد" جملة خبر، ووحد الفاعل إما لكون الكلام على حذف مضاف والتقدير لفظ أيهذا وأيها الذي ورد أو هو من باب "من الخفيف": 890- نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا وَأَنْتَ بِمَا ... عِنْدَكَ رَاضٍ "والرأي مختلف"

_ 889- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص63؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 417؛ وشرح المفصل 6/ 138؛ والمقاصد النحوية 4/ 219؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 5/ 169؛ وجمهرة اللغة ص825؛ والكتاب 2/ 192؛ والمتقضب 4/ 218. اللغة: التنزي: ميل الإنسان إلى الشر. النكز: الوخز. الإعراب: يا: حرف نداء أيها: منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ها": للتنبيه. الجاهل: نعت "أي" مرفوع. ذو: نعت "الجاهل" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. التنزي: مضاف إليه مجرور. لا: ناهية. توعدني. فعل مضارع مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد. و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به، وهو في محل جزم، وفاعلة ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره. "أنت". حية: مفعول به. بالنكز: جار ومجرور متعلقان بصفة من "حية". وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا توعدني": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "يا أيها الجاهل ذو التنزي" حيث وصف "أي" بمعرفة موصوفة بمضاف إلى معرفة وهي: "ذو التنزي". 890- التخريج: البيت لقيس بن الخطيم في ملحق ديوانه ص239؛ وتخليص الشواهد ص205؛ والدرر 5/ 314؛ والكتاب 1/ 75؛ والمقاصد النحوية 1/ 557؛ ولعمرو بن امرئ القيس الخزرجي في الدرر 1/ 147؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 279؛ وشرح الشواهد الإيضاح ص128؛ وبلا نسبة في الصاحبي في فقة اللغة ص218؛ ومغني اللبيب 2/ 622؛ وهمع الهوامع 2/ 109. اللغة: الرأي: الاعتقاد. الإعراب: "نحن": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وخبره محذوف والتقدير: "نحن راضون". "بما": جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. "عندنا": ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة "ما" المجرورة

أي: ورد أيضًا وصف "أي" في النداء باسم الإشارة وبموصول فيه "أل" كقوله "من الطويل": 891- أَلاَ أَيُّهَذَا البَاخِعُ الوَجْدُ نَفْسَهُ ... لِشَيءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيهِ المَقَادِرُ ونحو: {يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} 1، "وَوَصْفُ أيَ بِسِوَى هَذَا" الذي ذكر "يُرَدْ" فلا يقال: "يا أيها زيد" ولا "يا أيها صاحب عمرو". تنبيهان: الأول يشترط لوصف "أي" باسم الإشارة خلوه من كاف الخطاب كما هو ظاهر كلامه، وفاقًا للسيرافي، وخلافًا لابن كيسان فإنه أجاز "يا أيها ذاك الرجل".

_ = محلا بالباء، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، "وأنت": الواو حرف عطف، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"راض". "عندك": ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة "ما" المجرورة محلًا بالباء، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "راض": خبر المبتدأ "أنت". "والرأي": الواو حرف عطف، "الرأي": مبتدأ مرفوع. "مختلف". خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "نحن راضون" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أنت راض" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة: "الرأي مختلف" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "نحن بما عندنا" حيث حذف الخبر جوازا لوجود دليل عليه. 891- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1037؛ وشرح المفصل 2/ 7؛ ولسان العرب 8/ 5 "بخع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 218، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب 1/ 474؛ ولسان العرب 15/ 312 "نحا"؛ والمقتضب 4/ 259. اللغة: الباخع: الهالك. الوجد: شدة الشوق. نحته: صرفته. الإعراب: ألا: حرف استفتاح وتنبيه. يا: حرف نداء. أيهذا: منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ذا": اسم إشارة في محل رفع نعت "أي". الباخع: من "ذا"، أو نعت "أي" مرفوع. الوجد: فاعل اسم الفاعل "الباخع" مرفوع. نفسه: مفعول به، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. والوجد "بالنصب" مفعول لأجله. لشيء: جار ومجرور متعلقان بـ"الباخع". نحته: فعل ماض، و"التاء" للتأنيث، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. عن يديه: جار ومجرور متعلقان بـ"نحته"، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. المقادر: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نحته": في محل جر نعت "شيء". الشاهد فيه قوله: "ألا أيهذا الباخع" حيث وصف المبهم "أي" باسم الإشارة "ذا"، ووصف اسم الإشارة بمعرفة هي "الباخع". 1 الحجر: 6.

الثاني: لا يشترط في اسم الإشارة المذكور أن يكون منعوتًا بذي "أل" وفاقًا لابن عصفور والناظم كقوله "من الرمل": 892- أَيُّهَذَانِ كُلاَ زَادَكُمَا ... وَدَعَانِي وَاغِلًا فِيمَنْ وَغَل واشترط ذلك غيرهما. 590- وذو إشارة كأي في الصفه ... إن كان تركها يفيت المعرفه "وَذُو إشَارَةٍ كَأَي فِي الصِّفَه" في لزومها، ولزوم رفعها كونها بـ"أل" على ما مر، نحو: "يا ذا الرجل" و"يا ذا الذي قام" هذا "إنْ كَانَ تَرْكُهَا" أي ترك الصفة "يُفِيتُ المَعْرِفَهْ" أي بأن تكون هي مقصودة بالنداء واسم الإشارة قبلها لمجرد الوصلة إلى ندائها كقولك لقائم بين قوم جلوس: "يا هذا القائم"، أما إذا كان اسم الإشارة هو المقصود بالنداء بأن قدرت الوقوف عليه فلا يلزم شيء من ذلك، ويجوز في صفته حينئذٍ ما يجوز في صفة غيره من المناديات المبنيات على الضم.

_ 892- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 33؛ وشرح عمدة الحافظ ص281؛ ومجالس ثعلب ص52؛ والمقاصد النحوية 4/ 239، 240؛ وهمع الهوامع 1/ 175. اللغة: الواغل: الطفيلي الذي يدخل في قوم فيشاركهم شرابهم من دون أن يكون مدعوا إليه. الإعراب: أيهذان: أي: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء، وحرف النداء محذوف، وها: حرف تنبيه، ذان: اسم إشارة، بدل من "أي" على اللفظ، مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى. كلا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. زاديكما: مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى. وهو مضاف، و"كما": ضمير متصل مبني في محل مضاف إليه. ودعاني: الواو حرف عطف، دعا: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون، للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، واغلًا: حال منصوب. فيمن: جار ومجرور متعلقان بـ"واغلًا". وغل: فعل ماض مبني على الفتح، وقد سكن للضرورة الشعرية. وجملة النداء "أيهذان" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كلا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "دعاني" معطوفة لا محل لها من الإعراب. وجملة "وغل" لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "أيهذان كلا" حيث وصف المنادى باسم الإشارة ولم ينعت اسم الإشارة باسم محلى بالألف واللام. ويروى "يغل" مكان "وغل".

"حكم المنادى المكرر المضاف ثاني لفظيه": 591- في نحو "سعدُ سعدَ الأوس" ينتصب ... ثان وضم وافتح أولا نصب "فِي نَحْوِ" يا "سَعْدُ سَعْدَ الاَوسِ"1 وقوله "من البسيط": 893- يَا تَيمُ تَيمَ عَدِي لاَ أَبَا لَكُمُ ... "لا يلقينكم في سوأة عمر" وقوله "من الرجز": 894- يَا زَيدُ زَيدَ اليَعْمُلاَتِ الذُّبَّلِ ... "تطاول الليل عليك فانزل"

_ 1 من قول الشاعر "من الطويل": أيا سعدُ سعدَ الأوس كن أنت ناصرًا ... ويا سعدُ سعدَ الخزرجين الغطارف والمقصود سعد بن معاذ وسعد بن عبادة الأنصاريين. 983- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص212؛ والأزهية ص238؛ والأغاني 21/ 349؛ وخزانة الأدب 2/ 298، 301، 4/ 99، 107؛ والخصائص 1/ 345؛ والدرر 6/ 29؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 142؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 142؛ وشرح شواهد المغني 2/ 855؛ وشرح المفصل 2/ 10؛ والكتاب 1/ 53، 2/ 205، واللامات ص101؛ ولسان العرب 14/ 11 "أبي"؛ والمقاصد النحوية 4/ 240؛ والمقتضب 4/ 229؛ ونوادر أبي زيد ص139؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 204؛ وأمالي ابن الحاجب 2/ 725؛ وجواهر الأدب ص199، 421؛ وخزانة الأدب 8/ 317، 10/ 191؛ ورصف المباني ص245؛ وشرح المفصل 2/ 105، 3/ 21؛ ومغني اللبيب 2/ 475؛ وهمع الهوامع 2/ 122. اللغة: السوأة: الشر والتهلكة. عمر: هو عمر بن لجأ. المعنى: يخاطبهم الشاعر محذرًا من أن يوقعهم عمر في الشر والتهلكة. الإعراب: "يا": حرف نداء. "تيم": منادى مبني على الضم في محل نصب، ويجوز نصبه على الإضافة إلى متلو الثاني كما قال سيبويه. "تيم": منادى بحرف نداء محذوف تقديره: "يا تيم" منصوب، وهو مضاف. "عدي": مضاف إليه مجرور. "لا": النافية للجنس. "أبا": اسم "لا" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، "لكم": اللام مقحمة بين المضاف والمضاف إليه، و"كم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وخبر "لا" محذوف تقديره: موجود". لا": حرف نفي. "يوقعنكم": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقلية. والنون للوقاية، و"كم": ضمير في محل نصب مفعول به "في سوءة": جار ومجرور متعلقان بـ"يوقع". "عمر": فاعل مرفوع. وجملة: "يا تيم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا أبا لكم" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا يوقعنكم ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "يا تيم تيم عدي" حيث أقحم "تيم" الثانية بين المضاف "تيم" الأولى، والمضاف إليه "عدي" فوجب نصب الثانية. وجاز في الأولى النصب والبناء على الضم. 894- التخريج: الرجز لعبد الله بن رواحة في ديوانه ص99؛ وخزانة الأدب 2/ 302، 304.

"يَنْتَصِبْ ثَانٍ" حتمًا "وَضُمَّ وَافْتَحْ أَوَّلًا تُصِبْ" فإن ضممته فلأنه منادى مفرد معرفة، وانتصاب الثاني حينئذٍ لأنه منادى مضاف أو توكيد أو عطف بيان أو بدل أو بإضمار أعني، وأجاز السيرافي أن يكون نعتًا وتأول فيه الاشتقاق، وإن فتحته فثلاثة مذاهب: أحدها -وهو مذهب سيبويه- أنه منادى مضاف إلى ما بعد الثاني، والثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه، وعلى هذا قال بعضهم يكون نصب الثاني على التوكيد. وثانيها -وهو مذهب المبرد- أنه مضاف إلى محذوف دل عليه الآخر، والثاني مضاف إلى الآخر ونصبه على الأوجه الخمسة. وثالثها: أن الاسمين ركبا تركيب خمسة عشر ففتحتهما فتحة بناء لا فتحة إعراب ومجموعهما منادى مضاف وهذا مذهب الأعلم. تنبيهات: الأول صرح في الكافية بأن الضم أمثل الوجهين. الثاني: مذهب البصريين أنه لا يشترط في الاسم المكرر أن يكون علمًا بل اسم الجنس نحو: "يا رجل رجل قوم" والوصف نحو: "يا صاحب صاحب زيد" كالعلم فيما تقدم، وخالف الكوفيون في اسم الجنس فمنعوا نصبه وفي الوصف فذهبوا إلى أنه لا ينصب إلا منونًا نحو: "يا صاحبًا صاحب زيد". الثالث: إذا كان الثاني غير مضاف، نحو: "يا زيد زيد" جاز ضمه بدلًا، ورفعه ونصبه عطف بيان على اللفظ أو المحل.

_ = والدرر 6/ 28؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 27؛ وشرح شواهد المغني 1/ 443، 2/ 855؛ ولبعض بني جرير في شرح المفصل 2/ 10؛ والكتاب 2/ 206؛ والمقاصد النحوية 4/ 221؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 100؛ واللامات ص102؛ ولسان العرب 11/ 476 "عمل"؛ ومغني اللبيب 2/ 457؛ والمقتضب 4/ 230؛ والممتع في التصريف 1/ 95؛ وهمع الهوامع 2/ 122. اللغة: اليعملات: الإبل القوية على العمل. الذبل: الضامرة. الإعراب: "يا": حرف نداء، "زيد": منادى مبني على الضم في محل نصب، أو منادى منصوب لأنه مضاف إلى متلو الثاني كما قال سيبويه. "زيد": منادى منصوب، وهو مضاف، "اليعملات": مضاف إليه."الذبل": نعت "اليعملات" مجرور. "تطاول" فعل ماض. "الليل": فاعل مرفوع. "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"تطاول". "فانزل": الفاء استئنافية، "انزل": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". وجملة النداء "يا زيد": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تطاول ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وكذلك جملة "انزل". الشاهد فيه قوله: "يا زيد زيد اليعملات" حيث أقحم "زيد" الثانية بين المضاف "زيد" الأولى والمضاف إليه "اليعملات" فوجب نصب الثانية، وجاز في الأولى النصب أو البناء على الضم.

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم: 592- واجعل منادى صح إن يضف ليا ... كعبد عبدي عبد عبدا عبديا "وَاجْعَل مُنَادًى صَحَّ" آخره "إنْ يُضَفْ لِيَا" المتكلم "كَعَبْدِ عَبْدِي عَبْدَ عَبْدا عَبْدِيَا" والأفصح والأكثر من هذه الأمثلة الأول وهو حذف الياء والاكتفاء بالكسرة نحو: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُون} 1، ثم الثاني: وهو ثبوتها ساكنة نحو: {يَا عِبَادِي لا خَوْفٌ عَلَيْكُم} 2، والخامس: وهو ثبوتها مفتوحة نحو: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} 3، وهذا هو الأصل، ثم الرابع: وهو قلب الكسرة فتحة والياء ألفًا نحو: {يَا حَسْرَتَا} 4، وأما المثال الثالث وهو حذف الألف والاجتزاء بالفتحة فأجازه الأخفش والمازني والفارسي كقوله "من الوافر": وَلَسْتُ بِرَاجِعٍ مَا فَاتَ مِنِّي ... بِلَهْفَ وَلاَ بِلَيتَ وَلاَ لَو أنِّي5 أصله بقولي: يا لهفا، ونقل عن الأكثرين المنع، قال في شرح الكافية: وذكروا أيضًا وجهًا سادسًا وهو الاكتفاء عن الإضافة بنيتها وجعل الاسم مضمومًا كالمنادى المفرد، ومنه قراءة بعض القراء: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيّ} 6، وحكى يونس عن بعض العرب: "يا أمُّ لا تفعلي" وبعض العرب يقولون: "يا ربُّ اغفر لي" و"يا قومُ لا تفعلوا". أما المعتل آخره ففيه لغة واحدة وهي ثبوت يائه مفتوحة نحو: "يا فتايَ" و"يا قاضيَ".

_ 1 الزمر: 16. 2 الزخرف: 68. 3 الزمر: 53. 4 يس: 30. 5 تقدم بالرقم 677. 6 يوسف: 33.

تنبيهان: الأول: ما سبق من الأوجه هو فيما إضافته للتخصيص كما أشعر به تمثيله، أما الوصف المشبه للفعل فإن ياءه ثابتة لا غير، وهي إما مفتوحة أو ساكنة نحو: "يا مكرمي" و"يا ضاربي". الثاني: قال في شرح الكافية: إذا كان آخر المضاف إلى ياء المتكلم ياء مشددة كـ"بني" قيل: "يا بني" أو "يا بني" لا غير؛ فالكسر على التزام حذف ياء المتكلم فرارًا من توالي الياءات مع أن الثالثة كأن يختار حذفها قبل ثبوت الثنتين وليس بعد اختيار الشيء إلا لزومه، والفتح على وجهين: أحدهما أن تكون ياء المتكلم أبدلت ألفًا ثم التزم حذفها لأنها بدل مستثقل، الثاني: أن ثانية ياءي "بني" حذفت ثم أُدغمت أولاهما في ياء المتكلم ففتحت لأن أصلها الفتح كما فتحت في يدي ونحوه، اهـ. وقد تقدمت بقية الأحكام في باب المضاف إلى ياء المتكلم. 593- وفتح أو كسر وحذف اليا استمر ... في "يابن أم، يابن عم لا مفر" "وَفَتْحٌ أو كَسْرٌ وَحَذْفُ اليَا" والألف تخفيفًا لكثرة الاستعمال "اسْتَمَر فِي" قولهم "يَابْنَ أُمَّ" ويا ابنة أم، و"يَابْنَ عَمَّ" ويا ابنة عم "لاَ مَفَرْ" أما الفتح ففيه قولان: أحدهما أن الأصل أما وعما بقلب الياء ألفًا فحذفت الألف وبقيت الفتحة دليلًا عليها، الثاني أنهما جعلا اسمًا واحدًا مركبًا وبني على الفتح، والأول قول الكسائي والفراء وأبي عبيدة وحكي عن الأخفش، والثاني قيل: هو مذهب سيبويه والبصريين وأما الكسر فظاهر مذهب الزجاج وغيره أنه مما اجتزئ فيه بالكسرة عن الياء المحذوفة من غير تركيب، قال في الارتشاف: وأصحابنا يعتقدون أن "ابن أم" و"ابنة أم" و"ابن عم" و"ابنة عم" حكمت لها العرب بحكم اسم واحد وحذفوا الياء كحذفهم إياها من أحد عشر إذا أضافوه إليها، وأما إثبات الياء والألف في قوله "من الخفيف". 895- يَابْنَ أُمِّي وَيَا شُقَيِّقَ نَفْسِي ... "أنت خلفتني لدهر شديد"

_ 895- التخريج: البيت لأبي زبيد في ديوانه ص48؛ والدرر 5/ 57؛ وشرح التصريح 2/ 179؛ والكتاب 2/ 213؛ ولسان العرب 10/ 182 "شقق"؛ والمقاصد النحوية 4/ 222؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 40؛ وشرح المفصل 2/ 12؛ والمقتضب 4/ 250؛ وهمع الهوامع 2/ 54. اللغة: شرح المفردات: شقيق: تصغير وهو الأخ. خلفتني: تركتني خلفك. الإعراب: يا: حرف نداء ابن: منادي منصوب، وهو مضاف. أمي: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ويا: الواو حرف عطف، "يا": =

وقوله "من الرجز": 896- يَابْنَةَ عَمَّا لاَ تَلُومِي وَاهْجَعِي فضرورة، أما ما لا يكثر استعماله من نظائر ذلك نحو: "يابن أخي" و"يابن خالي" فالياء فيه ثابتة لا غير، ولهذا قال "في يابن أم يابن عم" ولم يقل في نحو: "يابن أم يابن عم". تنبيه: نص بعضهم على أن الكسر أجود من الفتح وقد قرئ: "قال يابن أم" بالوجهين.

_ = حرف نداء. شقيق نفسي: تعرب إعراب "ابن أمي". أنت: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. خلفتني: فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والنون: للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. لدهر: اللام حرف جر، "دهر": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متلعقان بالفعل "خلف": شديد: نعت "دهر" مجرور بالكسرة. وجملة "خلفتني" في محل رفع المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "يابن أمي" حيث أثبت ياء المتكلم في "أمي" وهذا قليل، فالعرب لا تكاد تثبتها إلا في الضرورة. 896- التخريج: الرجز لأبي النجم في خزانة الأدب 1/ 364؛ والدرر 5/ 58؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 440؛ وشرح التصريح 2/ 179؛ وشرح المفصل 2/ 12، والكتاب 2/ 214؛ ولسان العرب 12/ 424 "عمم"؛ والمقاصد النحوية 4/ 224؛ ونوادر أبي زيد ص19، وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 41، ورصف المباني ص159؛ والمقتضب 4/ 252؛ وهمع الهوامع 2/ 54. اللغة: شرح المفردات: يا ابنة عما: أي يا انبة عمي، فقلبت الياء ألفًا. اهجعي: نامي، أو اسكتي. الإعراب: يا: حرف نداء. ابنة: منادى منصوب، وهو مضاف. عما: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الياء المقلوبة ألفًا، وهو مضاف، والياء المقلوبة ألفًا ضمير في محل جر بالإضافة. لا: حرف نهي. تلومي: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والياء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. واهجعي: الواو حرف عطف "اهجعي": فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. الشاهد فيه قوله: "يا ابنة عما" والأصل "يا ابنة عمي" حيث قلب الياء ألفًا كراهة لاجتماع الكسرة والياء.

"لغات نداء أب وأم مضافين للياء": 594- وفي الندا "أبت أمت" عرض ... واكسر أو افتح ومن اليا التا عوض "وَفِي النِّدَا" قولهم: يا "أَبَتِ" ويا "أُمَّتِ" بالتاء "عَرَضْ" والأصل: يا أبي ويا أمي "وَاكْسِرْ أَوِ افْتَحْ وَمِنَ اليَا التَّا عِوَضْ" ومن ثم لا يكادان يجتمعان، ويجوز فتح التاء وهو الأقيس وكسرها وهو الأكثر، وبالفتح قرأ ابن عامر وبالكسر قرأ غيره من السبعة. تنبيهات: الأول فهم من كلامه فوائد؛ الأولى أن تعويض التاء من ياء المتكلم في أب وأم لا يكون إلا في النداء. الثانية أن ذلك مختص بالأب والأم، الثالثة أن التعويض فيهما ليس بلازم فيجوز فيهما ما جاز في غيرهما من الأوجه السابقة فهم ذلك من قوله: "عرض"، الرابعة منع الجمع بين التاء والياء لأنها عوض عنها وبين التاء والألف لأن الألف بدل من الياء، وأما قوله "من الطويل": 897- يَا أَبَتِي لاَ زِلتَ فِينَا فَإِنَّمَا ... لَنَا أَمَلٌ فِي العَيشِ مَا دُمْتَ عَائِشَا فضرورة وكذا قوله "من الرجز": "تقول بنتي قد أني أنا كا" ... يا أبتا علك أو عساكا1 وهو أهون من الجمع بين التاء والياء لذهاب صورة المعوض عنه، وقال في شرح الكافية: الألف فيه هي الألف التي يوصل بها آخر المنادى إذا كان بعيدًا أو مستغاثًا به أو

_ 897- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 178؛ والمقاصد النحوية 4/ 251. الإعراب: يا: حرف نداء. أبتي: منادى منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. لا زلت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "لا زال". فينا: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره "موجودًا". فإنما "الفاء": استئنافية، و"إنما": حرف مشبه بالفعل بطل عمله لدخول "ما" الكافة عليه. لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. أمل: مبتدأ مؤخر مرفوع في العيش: جار ومجرور متعلقان بخبر "أمل". ما: حرف مصدري دال على الزمن. دمت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "ما دام". عائشًا: خبر "ما دام" منصوب. والمصدر المؤول من "ما" والفعل "دام" مفعول فيه ظرف زمان متعلق بخبر المبتدأ "أمل". وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا زلت فينا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لنا أمل": تعليلية لا محل لها من الإعراب. وجملة "دمت": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "يا أبتي" حيث جمع بين العوض التاء والمعوض الياء وذلك للضرورة. 1 تقدم بالرقم 252.

مندوبًا، وليست بدلًا من ياء المتكلم، وجوز الشارح الأمرين. الثاني: اختلف في جواز ضم التاء في "يا أبت" و"يا أمت" فأجازه الفراء وأبو جعفر النحاس، ومنعه الزجاج، ونقل عن الخليل أنه سمع من العرب من يقول: "يا أبت" و"يا أمت" بالضم، وعلى هذا فيكون في ندائهما عشر لغات: الست السابقة في نحو: "يا عبد"، وهذه الأربعة أعني تثليث التاء والجمع بينها وبين الألف في نحو: "يا أبتا" على ما مر. الثالث: يجوز إبدال هذه التاء هاء وهو يدل على أنها تاء التأنيث. قال في التسهيل: وجعلها هاء في الخط والوقف جائز، وقد قرئ بالوجهين في السبع، ورسمت في المصحف بالتاء.

أسماء لازمت النداء

أسماء لازمت النداء: 595- و"فل" بعض ما يخص بالندا ... "لؤمان نومان" كذا واطردا "وَفُلُ بَعْضُ مَا يُخَصُّ بِالنِّدَا" أي: لا يستعمل في غير النداء ويقال للمؤنثة: يا فلة واختلف فيهما؛ فمذهب سيبويه أنهما كنايتان عن نكرتين، فـ"فل" كناية عن رجل و"فلة" كناية عن امرأة، ومذهب الكوفيين أن أصلهما فلان وفلانة فرخما، ورده الناظم بأنه لو كان مرخمًا لقيل فيه: "فلا" ولما قيل في التأنيث: "فلة"، وذهب الشلوبين وابن عصفور وصاحب البسيط إلى أن "فل" و"فلة" كناية عن العلم نحو: "زيد" و"هند" بمعنى فلان وفلانة، وعلى ذلك مشى الناظم وولده، قال الناظم في شرح التسهيل وغيره أن "يا فل" بمعنى "يا فلان" و"يا فلة" بمعنى "يا فلانة"، قال: وهما الأصل فلا يستعملان منقوصين في غير نداء إلا في ضرورة فقد وافق الكوفيين في أنهما كناية عن العلم وأن أصلهما فلان وفلانة، وخالفهم في الترخيم ورده بالوجهين السابقين، و"لُؤْمَانُ" بالهمز وضم اللام، و"ملأم" و"ملأمان" بمعنى عظيم اللؤم و"نَومَانُ" بفتح النون بمعنى كثير النوم "كَذَا" أي مما يختص بالنداء. تنبيهان: الأول الأكثر في بناء "مفعلان" نحو: "ملأمان" أن يأتي في الذم، وقد جاء في المدح نحو: "يا مكرمان"، حكاه سيبويه والأخفش، و"يا مطيبان"، وزعم ابن السيد أنه يختص بالذم وأن "مكرمان" تصحيف "مكذبان"، وليس بشيء. الثاني: قال في شرح الكافية: إن هذه الصفات مقصورة على السماع بإجماع وتبعه ولده، وهو صحيح في غير "مفعلان" فإن فيه خلافًا، أجاز بعضهم القياس عليه فتقول: "يا

مخبثان"، وفي الأنثى "يا مخبثانة". "يا فَعَالِ": 596- في سب الأنثى وزن "يا خَبَاثِ" ... والأمر هكذا من الثلاثي وَاطَّردَا "فِي سَبِّ الأُنْثَى وَزْنُ" "يا فَعَال" نحو: "يَا خَبَاثِ" "يا لكاع" "يا فساق" وأما قوله: "من الوافر": 898- أُطَوِّف مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِي ... إلَى بَيتٍ قَعِيدَتُهُ لَكَاعِ فضرورة "وَالأَمْرُ هَكَذَا" أي: اسم فعل الأمر مطرد "مِنَ الثُّلاَثِي" عند سيبويه نحو نزال وتراك من نزل وترك. تنبيهان: الأول: أهمل الناظم من شروط القياس على هذا النوع أربعة شروط؛ الأول:

_ 898- التخريج: البيت للحطيئة في ملحق ديوانه ص156؛ وجمهرة اللغة ص662؛ وخزانة الأدب 2/ 404، 405؛ والدرر 1/ 254؛ وشرح التصريح 2/ 180؛ وشرح المفصل 4/ 75؛ والمقاصد النحوية 1/ 473، 4/ 229؛ ولأبي الغريب النصري في لسان العرب 8/ 323 "لكع"؛ وبلا نسبة في أوضح 4/ 45؛ والدرر 3/ 39؛ وشرح ابن عقيل ص76؛ والمقتضب 4/ 238؛ وهمع الهوامع 1/ 82، 178. اللغة والمعنى: أطوف: أجول، أتنقل من مكان إلى آخر، آوي: ألجأ. القعيدة: التي تقعد فيه، أي امرأته. لكاع: لئيمة أو حمقاء. يقول: ينتقل كثيرًا من أجل اكتساب الرزق: ثم يعود إلى بيته حيث يجد امرأته اللئيمة الحمقاء. الإعراب: أطوف: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. ما: مصدرية ظرفية. أطوف: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. ثم حرف عطف. آوي: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا. إلى بيت: جار ومجرور متعلقان بـ"آوي". قعيدته: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء في محل جر بالإضافة. لكاع: خبر المبتدأ مبني على الكسر في محل رفع. وجملة "أطوف ما أطوف" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أطوف" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والجملة المصدرية من "ما وما بعدها" في محل نصب مفعول مطلق تقديره: "أطوف تطويفًا ثم ... " وجملة "آوي" الفعلية معطوفة على جملة "أطوف" الأولى. وجملة "قعيدته لكاع" الاسمية في محل نعت لـ"بيت". وفي البيت شاهدان: أولهما قوله: "ما أطوف" حيث وصل "ما" المصدرية والظرفية بمضارع غير منفي. وهو قليل. وثانيهما قوله: "لكاع" حيث جاءت "لكاع" خبرًا، على الشذوذ، لأن الاستعمال الشائع بين العرب أن السب للأنثى بوزن "فعال" لا يكون إلا منادى. وقيل: التقدير: قعيدته يقال لها: لكاع.

أن يكون مجردًا فأما غير المجرد فلا يقال منه إلا ما سمع نحو: "دراك" من "أدرك"، الثاني: أن يكون تامًا فلا يبنى من ناقص، الثالث: أن يكون متصرفًا، الرابع: أن يكون كامل التصرف فلا يبنى من "يدع" و"يذر". الثاني: ادعى سيبويه سماعه من غير الثلاثي شذوذًا كـ"قرقار" من "قرقر" في قوله: "من الرجز": 899- "حتى إذا كان على مطار ... يمناه واليسرى على الثرثار" قَالَتْ لَهُ رِيحُ الصَّبَا قَرْقَار وعرعار من "عرعر" في قوله "من الكامل": 900- "متكنفي جنبي عكاظ كليهما" ... يَدْعُو وَلِيدَهُمْ بِهَا عَرْعَارِ

_ 899- التخريج: الرجز لأبي النجم في خزانة الأدب 6/ 307، 309؛ ولسان العرب 5/ 89 "قرر"؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 51؛ والكتاب 3/ 276؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص77. المعنى: يصف الشاعر سحابًا فيقول: إذا استوى الليل والنهار وهبت ريح الصبا هيجت رعده قائلة: قرقر بالرعد. الإعراب: حتى: حرف ابتداء وغاية: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. كان: فعل ماض ناقص. على مطار: جار ومجرور بمحذوف خبر "كان". يمناه: اسم "كان" مؤخر مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. واليسرى: "الواو": حالية، "اليسرى": مبتدأ مرفوع. على الثرثار: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. قالت: فعل ماض و"التاء": للتأنيث. له: جار ومجرور متعلقان بـ"قالت". ريح: فاعل مرفوع، وهو مضاف، الصبا: مضاف إليه مجرور. قرقار: اسم فعل أمر بمعنى: "قرقر" وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". وجملة "إذا كان على مطار يمناه" ابتدائية لا محل لها. وجملة "كان على مطار يمناه": مضاف إليها محلها الجر. وجملة "قالت": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "قرقار": في محل نصب مقول القول. وجملة "واليسرى على الثرثار": حالية محلها النصب. الشاهد فيه قوله: "قرقار" حيث وقع اسم فعل أمر من الرباعي، وهذا شاذ: 900- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص56؛ وخزانة الأدب 6/ 312؛ وشرح المفصل 4/ 52؛ ولسان العرب 4/ 561 "عرر"؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص197. اللغة: متكنفي: محيطي. الإعراب: متكنفي: حال منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. جنبي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف. عكاظ: مضاف إليه مجرور. كليهما: بدل من "جنبي" مجرور بالياء لأنه ملحق =

وقاس عليه الأخفش، ورد المبرد على سيبويه سماع اسم الفعل من الرباعي، وذهب إلى أن "قرقار" و"عرعار" حكاية صوت، وحكاه عن المازني، وحكى المازني عن الأصمعي عن أبي عمرو مثله، والصحيح ما قاله سيبويه؛ لأنه لو كان حكاية صوت لكان الصوت الثاني مثل الأول نحو: "غاق غاق"، فلما قال: "عرعار" و"قرقار" فخالف لفظ الأول لفظ الثاني علم أنه محمول على "عرعر" و"قرقر". "يا فُعَلُ": 597- وشاع في سب الذكور فعل ... ولا تقس وجر في الشعر "فل" "وَشَاعَ فِي سَبِّ الذُّكُورِ" يا "فُعَلُ" نحو قولهم: "يا فسق"، "يا لكع"، "يا غدر"، "يا خبث"، "وَلاَ تَقِسْ" عليه بل طريقه السماع، واختار ابن عصفور كونه قياسًا ونسب لسيبويه. "وَجُرَّ فِي الشِّعْرِ فُلُ" قال الراجز: 901- فِي لُجَّةٍ أمْسِكْ فُلاَنًا عَنْ فُلِ

_ = بالمثنى، وهو مضاف، و"هما" ضمير في محل جر بالإضافة. يدعو: فعل مضارع مرفوع. وليدهم: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. بها: جار ومجرور متعلقان بـ"يدعو". عرعار: اسم فعل أمر بمعنى "عرعر"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنتم". وجملة "يدعو ... " في محل نصب حال. وجملة "عرعار": في محل نصب مفعول به. الشاهد فيه قوله: "عرعار" حيث وقع اسم فعل من الرباعي، وهذا شاذ. 901- التخريج: الرجز لأبي النجم في جمهرة اللغة ص407؛ وخزانة الأدب 2/ 389؛ والدرر 3/ 37 وسمط اللآلي ص257؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 439؛ وشرح التصريح 2/ 180؛ وشرح المفصل 5/ 119؛ وشرح شواهد المغني 1/ 450، والصاحبي في فقة اللغة 229؛ والطرائف الأدبية ص66؛ والكتاب 2/ 248، 3/ 452؛ ولسان العرب 2/ 355 "لجج"، 13/ 324، 325 "فلن"؛ والمقاصد النحوية 4/ 228؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص527؛ وشرح المفصل 1/ 48؛ والمقتضب 4/ 238؛ والمقرب 1/ 182؛ وهمع الهوامع 1/ 177. شرح المفردات: اللجة: الجلبة واختلاط الأصوات في الحرب. الإعراب: "في لجة": جار ومجرور متعلقان بـ"تضل" في البيت السابق. "أمسك": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "فلانًا": مفعول به منصوب "عن فل": جار ومجرور متعلقان بـ"أمسك" =

كل معرب بالحركات أن يكون رفعه بالضمة ونصبه بالفتحة وجره بالكسرة، وإلى ذلك الإشارة بقوله: "فَارفَعْ بِضَم، وَانْصِبَنْ فَتْحَا، وَجُرْ كَسْرا كَذِكْرُ اللَّهِ عَبْدَهُ يَسُرْ" فـ"ذكر": مبتدأ، وهو مرفوع بالضم، والاسم الكريم مضاف إليه، وهو مجرور بالكسر، و"عبده": مفعول به، وهو منصوب بالفتح. ثم أشار إلى ما بقي وهو الجزم بقوله: "واجزم بتسكين" نحو: لم يقم. تنبيه: لا منافاة بين جعل هذه الأشياء إعرابا وجعلها علامات إعراب؛ إذ هي إعراب من حيث عموم كونها أثرا جلبه العامل، وعلامات إعراب من حيث الخصوص. "وَغَيْرُ مَا ذُكِرْ" من الإعراب بالحركات والسكون مما سيأتي، فرع عما ذكر "يَنُوبُ" عنه، فينوب عن الضمة الواو والألف والنون، وعن الفتحة الألف والياء والكسرة وحذف النون، وَعن الكسرة الفتحة والياء، وعن السكون حذف الحرف: فللرفع أربع علامات، وللنصب خمس علامات، وللجر ثلاث علامات، وللجزم علامتان، فهذه أربع عشرة علامة: منها أربعة أصول، وعشرة فروع لها تنوب عنها. فالإعراب بالفرع النائب "نَحْوَ جَا أخُو بَنِي نَمِرْ" فـ"أخو": فاعل، والواو فيه نائبة عن الضمة، و"بني": مضاف إليه، والياء فيه نائبة عن الكسرة، وعلى هذا الحذو. واعلم أن النائب في الاسم إما حرف وإما حركة، وفي الفعل إما حرف وإما حذف، فنيابة الحرف عن الحركة في الاسم تكون في ثلاثة مواضع: الأسماء الستة، والمثنى، والمجموع على حده، فبدأ بالأسماء الستة لأنها أسماء مفردة، والمفرد سابق المثنى والمجموع، ولأن إعرابها على الأصل في الإعراب بالفرع من كل وجه، فقال: "إعراب الأسماء الستة": 27- وارفع بواو وانصبن بالألف ... واجرر بياء ما من الأسما أصف "وَارْفَعْ بِوَاو وانْصِبَنَّ بِالأَلِف وَاجْرُرْ بِيَاء" أي: نيابة عن الحركات الثلاث "مَا" أي: الذي "مِنَ الأَسْمَا أَصِفْ" لك بعد "مِنْ ذَاكَ" أي: من الذي أصفه لك. 28- من ذاك "ذو" إن صحبة أبانا ... والفم حيث الميم منه بانا

الاستغاثة

الاستغاثة ... "ذُو إنْ صُحْبَةً أَبَانَا" أي: أظهر، لا ذو الموصولة الطائية، فإن الأشهر فيها البناء عند طيئ "وَالْفَمُ حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا" أي: انفصل، فإن لم ينفصل منه أعرب بالحركات الظاهرة عليها. وفيه حينئذٍ عشر لغات: نقصه، وقصره، وتضعيفه -مثلث الفاء فيهن1- والعاشرة إتباع فائه لميمه، وفصحاهن فتح فائه منقوصا. 29- أب أخ حم كذاك وهن ... والنقص في هذا الأخير أحسن 30- وفي أب وتالييه يندر ... وقصرها من نقصهن أشهر و"أَبٌ" و"أَخٌ" و"حَمٌ كَذَاكَ" مما أصفه "وَهَنُ" وهي كلمة يكنى بها عن أسماء الأجناس، وقيل: عما يستقبح ذكره، وقيل: عن الفرج خاصة، فهذه الأسماء الستة تعرب بالواو رفعا، وبالألف نصبا، وبالياء جرا، وهذا الإعراب متعين في الأول منها -وهو ذو- ولهذا بدأ به، وفي الثاني منها -وهو الفم- في حالة عدم الميم، ولهذا ثنى به، وغير متعين في الثلاثة التي تليهما -وهي "أب"، و"أخ", و"حم"- لكنه الأشهر والأحسن فيها "وَالْنَّقْصُ فِي هَذَا الأَخِيرِ" وهو "هن" "أَحْسَنُ" من الإتمام، وهو الإعراب بالأحرف الثلاثة، ولذلك أخره. والنقص: أن تحذف لامه ويعرب بالحركات الظاهرة على العين، وهي النون، وفي الحديث: $"من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا", ولقلة الإتمام في "هن" أنكر الفراء جوازه، وهو محجوج بحكاية سيبويه الإتمام عند العرب، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ "وَفِي أَبٍ وَتَالِيَيْهِ" وهما "أخ" و"حم" "يَنْدُرُ" أي: يقل النقص، ومنه قوله "من الرجز": 15- بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ فِي الكَرَمْ ... ومن يُشَابِهْ أَبَهُ فَمَا ظَلَمْ

_ 1 أي بفتحها وضمها وكسرها. 15- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص182؛ والدرر 1/ 106؛ وشرح التصريح 1/ 64؛ والمقاصد النحوية 1/ 129؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص57؛ وشرح ابن عقيل ص32؛ وهمع الهوامع 1/ 39. =

"يا لي"، وقد أجاز أبو الفتح1 في قوله "من الطويل": 903- فَيَا شَوقُ مَا أَبْقَى وَيَا لِي مِنَ النَّوَى ... وَيَا دَمْعُ مَا أَجْرَى وَيَا قَلْبُ مَا أَصْبَى أن يكون استغاث بنفسه وأن يكون استغاث لنفسه، والصحيح وفاقًا لابن عصفور أن "يا لي" حيث وقع مستغاث له، والمستغاث به محذوف بناء على ما سيأتي من أن العامل في المستغاث فعل النداء المضمر، فيصير التقدير "يا أدعو لي" وذلك غير جائز في غير "ظننت" وما حمل عليها. الثالث: اختلف في اللام الداخلة على المستغاث: فقيل هي بقية "آل" والأصل "يا آل زيد"، فـ"زيد": مخفوض بالإضافة، ونقله المصنف عن الكوفيين، وذهب الجمهور إلى أنها لام الجر، ثم اختلفوا؛ فقيل: زائدة لا تتعلق بشيء وهو اختيار ابن خروف، وقيل: ليست بزائدة فتتعلق، وفيما تتعلق به قولان؛ أحدهما: بالفعل المحذوف وهو مذهب سيبويه واختاره ابن عصفور، والثاني: تتعلق بحرف النداء وهو مذهب ابن جني. الرابع: إذا وصفت المستغاث جررت صفته نحو: "يا لزيد الشجاع للمظلوم"، وفي النهاية لا يبعد نصب الصفة حملًا على الموضع.

_ 1 أبو الفتح هو ابن جني. 903- التخريج: البيت للمتنبي في ديوانه 1/ 185. اللغة: النوي: الفراق. ما أصبى: ما أشد صبوتي، أي ميلي إلى الهوى. المعنى: أيها الشوق المبرح، لم تبق في شيئًا صحيحًا، ويا لخوفي من الفراق، فكم أجرى دموعي، وكم أمال قلبي إلى من أهوى. الإعراب: فيا "الفاء": للاستئناف، "يا": حرف نداء شوق: منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب. ما: نكرة تامة في محل رفع مبتدأ. أبقى: فعل ماض لإنشاء التعجب مبني على الفتح المقدر على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو"، والمتعجب منه محذوف، بتقدير "ما أبقاك" ويا: "الواو": للعطف، "يا": حرف نداء واستغاثة. لي: جار ومجرور متعلقان بفعل النداء "أدعو". من النوى: جار ومجرور متعلقان بـ"أدعو" ويا دمع ما أجرى: "الواو" للعطف، والباقي انظر إعراب "يا شوق ما أبقى". وجملة "يا شوق": بحسب الفاء. وجملة "ما أبقى" اعتراضية. وجملة "أبقى": خبر "ما" محلها الرفع. وجملة "يا لي" معطوفة على جملة "يا شوق"، وكذلك جملة "ما أجرى". وجملة "أجرى" خبر المبتدأ "ما" محلها الرفع. وجملة "يا قلب": معطوفة على جملة "يا شوق". وجملة "ما أصبى": استئنافية لا محل لها. وجملة "أصبى": خبر المبتدأ "ما" محلها الرفع. والتمثيل فيه قوله: "ويا لي من النوى" حيث تحتمل "يا لي" أن يكون مستغاثًا به، وأن يكون مستغاثًا لأجله.

599- وافتح مع المعطوف إن كررت "يا" ... وفي سوى ذلك بالكسر ائتيا "وَافْتَحْ" اللام "مَعَ" المستغاث "المَعْطُوفِ إنْ كَرَّرْتَ يَا" كقوله "من الخفيف": 904- يَا لَقَومِي وَيَا لأَمْثَالِ قَومِي ... لأُنَاسٍ عُتُوُّهُمْ فِي ازْدِيَادِي "وَفِي سِوَى ذَلِكَ" التكرار "بِالكَسْرِ ائْتِيَا" على الأصل لأمن اللبس، نحو "من البسيط": 905- "يبكيك ناء بعيد الدار مغترب" ... يا للكهول وللشبان للعجب

_ 904- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 46؛ وشرح التصريح 12/ 181؛ والمقاصد النحوية 4/ 256. اللغة: شرح المفردات: العتو: التمرد. المعني: يستغيث الشاعر بقومه وبأمثال قومه ليدفعوا عنه ظلم قوم طغيانهم يتفاقم، وشرهم يزداد. الإعراب: يا: حرف نداء واستغاثة. لقومي: اللام: حرف جر زائد، "قومي": مستغاث مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه مفعول به لفعل الاستغاثة المحذوف تقديره "أدعو". ويا: الواو حرف عطف، "يا": مفعول به لفعل محذوف تقديره "أدعو"، وهو مضاف. قومي: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الباء، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لأناس: اللام: حرف جر، "أناس": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "أدعوهم". عتوهم: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، "هم": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. في: حرف جر. ازدياد: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متلعقان بمحذوف خبر المبتدأ تقديره "موجود". وجملة "عتوهم" في ازدياد" في محل جر نعت "أناس". الشاهد فيه قوله: "يا لقومي ويا لأمثال قومي" حيث جر المستغاث "قومي" و"أمثال" بلام واجبة الفتح. 905- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 47؛ وخزانة الأدب 154؛ والدرر 3/ 42؛ ورصف المباني ص220؛ وشرح التصريح 2/ 181؛ وشرح شواهد الإيضاح ص203؛ ولسان العرب 12/ 561، 12/ 563 "لوم"، والمقاصد النحوية 4/ 257؛ والمقتضب 4/ 256؛ والمقرب 1/ 184؛ وهمع الهوامع 1/ 180. اللغة: شرح المفردات: النائي: البعيد. الكهول: ج الكهل، وهو من شاب شعر رأسه، أو من كانت سنه بين الثلاثين والخمسين. المعنى: يقول: إنه يبكيه رغم أنه من ديار بعيدة عن دياره، ويدعو الناس، كهولًا وشبابًا، للعجب من هذا الأمر. =

تنبيهات: الأول: يجوز مع المعطوف المذكور إثبات اللام وحذفها، وقد اجتمعا في قوله "من الخفيف": 906- يَا لَعَطَافِنَا وَيَا لَرباحِ ... وَأَبِي الحَشْرَجِ الفَتَى النَّفَّاحِ الثاني: علم مما ذكر أن كسر اللام مع المستغاث من أجله واجب على الأصل وهو ظاهر في الأسماء الظاهرة، وأما المضمر فتفتح معه إلا مع الياء نحو: "يا لزيد لك"، وإذا قلت: "يا لك" احتمل الأمرين، وقد قيل في قوله "من الطويل": فيا لك من ليل "كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل"1 أن اللام فيه للاستغاثة. الثالث: فيما تتعلق به لام المستغاث من أجله خلاف؛ فقيل: بحرف النداء، وقيل:

_ = الإعراب: يبكيك: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. ناء: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة. بعيد: نعت "ناء" مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. الدار: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. مغترب: نعت ثان لـ"ناء" مرفوع بالضمة الظاهرة. يا: حرف نداء واستغاثة. للكهول: اللام حرف جر زائد، "الكهول": مستغاث مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره "أدعو". وللشبان: الواو حرف عطف، "الشبان":اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره "أدعوكم". للعجب: اللام حرف جر، "العجب": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره. "أدعوكم". الشاهد فيه قوله: "وللشبان" حيث كسرت لام المستغاث المعطوف لأنه لم تعد معه "يا". 906- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 2/ 155؛ والدرر 3/ 43؛ وشرح المفصل 1/ 131؛ والكتاب 2/ 216-217؛ وكتاب اللامات ص89؛ والمقاصد النحوية 4/ 286؛ والمقتضب 2/ 257؛ وهمع الهوامع 1/ 180. اللغة: عطاف ورباح وأبو الحشرج: أسماء رجال. النفاح. الكثير العطاء. الإعراب: يا: حرف نداء واستغاثة. لعطافنا: اللام للاستغاثة حرف جر زائد، "عطافنا": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أدعو"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ويا: "الواو": حرف عطف، "يا": حرف نداء واستغاثة. لرباح: معطوف على "عطاف" مجرور لفظًا منصوب محلًا، وأبي: "الواو": حرف عطف، "أبي": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أدعو"، وهو مضاف. الحشرج: مضاف إليه مجرور. الفتى: بدل من "أبي" مجرور باعتبار اللفظ. النفاح: نعت "الفتى" مجرور. الشاهد فيه قوله: "يا لعطافنا ... وأبي" حيث دخلت اللام مفتوحة على المستغاث في الأول والثاني، وحذفت مع الثالث. 1 تقدم بالرقم 542.

بفعل محذوف، أي: أدعوك لزيد، وقيل: بحال محذوفة، أي: مدعوا لزيد. الرابع: قد يجر المستغاث من أجله بـ"من"، كقوله "من البسيط": 907- يَا للرِّجَالِ ذَوِي الأَلبَابِ مِنْ نَفَرٍ ... لاَ يَبْرَحُ السَّفَهُ المُرْدِي لَهُمْ دِينَا 600- وَلاَمُ مَا اسْتُغِيثَ عَاقَبَتْ أَلِفْ ... ومثله اسم ذو تعجب ألف "ولام ما استغيث عاقبت ألف" فكما تقول: "يا لزيد" تقول أيضًا يا زيدا، ومنه قوله "من الخفيف": 908- يَا يَزِيدَا لآمُلٍ نَيلَ عِز ... وَغِنًى بَعْدَ فَاقَةٍ وَهَوَانِ

_ 907- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 44؛ والمقاصد النحوية 4/ 270؛ وهمع الهوامع 1/ 180. اللغة: الألباب: ج اللب، هو العقل. النفر: الرجال من ثلاثة إلى تسعة: السفه: خفة العقل. المردي: المهلك، أو الدنيء. الإعراب: يا: حرف نداء واستغاثة. للرجال: اللام حرف جر زائد، "الرجال": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه مفعول به لفعل الاستغاثة المحذوف وتقديره: "أدعو". ذوي: نعت الرجال مجرور باعتبار اللفظ، وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف، الألباب: مضاف إليه مجرور، من نفر: جار ومجرور متعلقان بفعل الاستغاثة المحذوف. لا يبرح: فعل مضارع ناقص. السفه: اسم "لا يزال" مرفوع. المردي: نعت "السفه". لهم: جار ومجرور متعلقان بـ"دينا". دينا: خبر "لا يبرح" منصوب بالفتحة. وجملة "يا للرجال ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يبرح ... " في محل جر نعت "نفر". الشاهد فيه قوله: "من نفر" حيث جر المستغاث منه بـ"من". 908- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 49؛ والجنى الداني ص177، والدرر 4/ 126؛ وشرح التصريح 2/ 181؛ وشرح شواهد المغني 2/ 791؛ ومغني اللبيب 2/ 371؛ والمقاصد النحوية 4/ 262. اللغة: شرح المفردات: أمل: اسم فاعل من "أمل يأمل"، والأمل: الرجاء. الفاقة: العوز: الهوان: الذل. المعنى: يستغيث الشاعر بيزيد أن يمنحه العز والغنى، وينتشله من براثن الفاقة والهوان. الإعراب: يا: حرف نداء واستغاثة. يزيدا: مستغاث مبني على الضمة المقدرة لاشتغال المحل =

ولا يجوز الجمع بينهما، فلا تقول يا لزيدًا، وقد يخلو منهما، كقوله "من الوافر": 909- أَلاَ يَا قَومِ لِلعَجَبِ العَجِيبِ ... "وللغفلات تعرض للأريب" "وَمِثْلُهُ" في ذلك "اسْمٌ ذُو تَعَجُّبٍ أُلِفْ" بلا فرق كقولهم: "يا للماء" و"يا للدواهي" إذا تعجبوا من كثرتهما، ويقال: "يا للعجب"، و"يا عجبًا لزيد"، و"يا عجب له". تنبيه: جاء عن العرب في نحو: "يا للعجب" فتح اللام باعتبار استغاثته وكسرها باعتبار الاستغاثة من أجله وكون المستغاث محذوفًا. خاتمة في مسائل متفرقة: الأولى إذا وقف على المستغاث أو المتعجب منه حالة إلحاق الألف جاز الوقف بهاء السكت. الثانية: قد يحذف المستغاث، فيلي "يا" المستغاث من أجله، لكونه غير صالح لأن

_ = بالحركة المناسبة، وهو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أدعو". لآمل: اللام حرف جر، "آمل": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل الاستغاثة المحذوف تقديره "أدعو". نيل: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. عز: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وغني: الواو حرف عطف، "غني": معطوف على "عز" مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. بعد: ظرف زمان منصوب متعلق بـ"آمل"، وهو مضاف، فاقة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وهوان: الواو حرف عطف، "هوان": معطوف "على فاقة" مجرور بالكسرة الظاهرة. الشاهد فيه قوله: "يا يزيدا" حيث جاء بالمستغاث به مختوما بالألف لكونه لم يأت معه باللام المفتوحة التي تدخل على المستغاث به. 909- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 152؛ وشرح التصريح 2/ 181؛ والمقاصد النحوية 4/ 263. اللغة: شرح المفردات: الغفلات: ج الغفلة، وهي السهو أو الإهمال. الأريب: العاقل؟ المعنى: يدعو الشاعر قومه للتنبه إلى صروف الدهر، وأن يتدبروا أمورهم، لأنه الإنسان مهما كان بصيرًا ومجربًا قد تعرض له غفلات تغير له مجرى حياته. الإعراب: ألا: حرف استفتاح: يا: حرف نداء واستغاثة. قوم: مستغاث به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة وتقديره: "يا قومي"، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، ويجوز أن يكون مبنيًا على الضم في محل نصب. للعجب: اللام: حرف جر، "العجب": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "أدعو". العجيب: نعت "العجب": مجرور بالكسرة الظاهرة. وللغفلات: الواو حرف عطف، "للغفلات": معطوف على "للعجب". تعرض: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". للأريب: اللام حرف جر، "الأريب": اسم مجرور =

يكون مستغاثًا، كقوله "من البسيط": 910- يا لأناس أبو إلا مثابرة ... على التوغل في بغي وعدوان أي: يا لقومي لأناس. الثالثة: قد يكون المستغاث مستغاثًا من أجله، نحو: "يا لزيدي لزيد" أي: أدعوك لتنصف من نفسك، والله أعلم.

_ = بالكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تعرض". وجملة: "تعرض" في محل جر نعت "الغفلات". الشاهد فيه قوله: "يا قوم" حيث ترك لام المستغاث والألف جميعًا، وكان القياس أن يقول: "يا لقومي" أو "يا قوما". 910- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 45؛ والمقاصد النحوية 4/ 271؛ وهمع الهوامع 1/ 181. اللغة: أبوا: امتنعوا. المثابرة: المواظبة. التوغل: التعمق. البغي: الظلم والعدوان. الإعراب: يا: حرف نداء واستغاثة. لأناس: جار ومجرور متعلقان بفعل الاستغاثة المحذوف تقديره: "أدعو". والمستغاث به محذوف، تقديره: "يا لقومي". أبوا: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. إلا: أداة حصر. مثابرة: مفعول به. على التوغل: جار ومجرور متعلقان بـ"مثابرة". في بغي: جار ومجرور متعلقان بـ"التوغل" وعدوان: "الواو": حرف عطف، "عدوان": معطوف على "بغي" مجرور بالكسرة. وجملة "يا لأناس": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبوا": في محل جر نعت "أناس". الشاهد فيه قوله: "يا لأناس" حيث حذف المستغاث به، وأبقى المستغاث له، تقديره: "يا لقومي لإناس".

الندبة

الندبة: "حقيقة المندوب وحكمه": 601- ما للمنادى أجعل لمندوب وما ... نكر لم يندب ولا ما أبهما "ما للمنادى" من الأحكام "اجعل لمندوب" وهو المتفجع عليه لفقده حقيقة كقوله: وقمت فيه بأمر الله يا عمرا1 أو لتنزيله منزلة المفقود، كقول عمر وقد أخبر بجدب أصاب بعض العرب: "واعمراه، واعمراه" أو المتوجع له، نحو "من الطويل": 911- فوا كبدا من حب من لا يحبني ... "ومن عبرات ما لهن فناء"

_ 1 تقدم بالرقم 872. 911- التخريج: البيت لمجنون ليلى في ديوانه ص35؛ والأغاني 2/ 37؛ وتزيين الأسواق ص123؛ وشرح عمدة الحافظ ص291؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 181. المعنى: يقول: يا للألم من حب من لا يحبني ومن دموع لا نهاية لها. الإعراب: فوا: "الفاء": بحسب ما قبلها، "وا": حرف نداء وندبة. كبدا: منادي مندوب مبني على الضم المقدر على ما قبل الألف في محل نصب، و"الألف": لتوكيد الندابة. من حب: جار ومجرور متلعقان بفعل الندبة المحذوف تقديره: "أندب" هو مضاف. من: اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. لا: حرف نفي. يحبني: فعل مضارع مرفوع، و"النون": للوقاية: و"الياء": ضمير في محل مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". ومن عبرات معطوف على "من حب". ما: حرف نفي. لهن: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. فناء: مبتداء مؤخر. وجملة "وا كبدا": بحسب ما قبلها. وجملة "لا يحبني": صلى الموصول لا محل لها من الإعراب. =

والمتوجع منه، نحو: "وا مصيبتاه" فيضم في نحو: "وا زيد" وينصب في نحو: "وا أمير المؤمنين"، "وا ضاربًا عمرًا"، وإذا اضطر إلى تنوينه جاز ضمه ونصبه، كقوله "من الرجز": 912- وَا فَقْعَسًا وَأَينَ مِنِّي فَقْعَسُ ... "أإبلي يأخذها كروس" "ما يجوز ندبته وما لا يجوز": ولا يندب إلا العلم ونحوه، كالمضاف إضافة توضح المندوب كما يوضح الاسم العلم مسماه "وَمَا نُكِّرَ لَمْ يُنْدَبْ" فلا يقال: "وا رجلاه" خلافًا للرياشي في إجازته ندبة اسم الجنس المفرد، وندر "وا جبلاه" "وَلاَ" يندب "مَا أُبهِمَا" وذلك اسم الإشارة والموصول بما لا يعينه، فلا يقال: "وا هذاه"، ولا "وا من ذهباه"؛ لأن غرض الندبة -وهو الإعلام بعظمة المصاب- مفقود في هذه الثلاثة.

_ = وجملة "ما لهن فناء": في محل جر نعت "عبرات". الشاهد فيه قوله: "وا كبدا" حيث ورد المندوب "كبدا" مبنيًا على الضم، وهذا جائز. 912- التخريج: الرجز لرجل من بني أسد في الدرر 3/ 17؛ والمقاصد النحوية 4/ 272؛ وبلا نسبة في الدرر 3/ 41؛ ورصف المباني ص27؛ وشرح التصريح 2/ 182؛ ومجالس ثعلب 2/ 542؛ والمقرب 1/ 184؛ وهمع الهوامع 1/ 172، 179. اللغة: فقعس: حي من بني أسد. كروس: الرجل الغليظ، وهنا اسم رجل أغار على إبل الشاعر فنديها. الإعراب: وا: حرف نداء وندبة. فقعسًا: منادى مندوب منصوب. وأين: "الواو": استئنافية، "أين": اسم استفهام في محل رفع خبر مبتدأ مقدم. مني: جار ومجرور متعلقان بحال من "فقعس". فقعس: مبتدأ مؤخر مرفوع. أإبلي: الهمزة للاستفهام، "إبلي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يأخذها: فعل مضارع، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، كروس: فاعل مرفوع بالضمة. وجملة "وا فقعسًا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أين مني فقعس": استئنافية لا محل لها. وجملة "إبلي ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يأخذها": في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "وا فقعسًا" حيث نصب المندوب ونونه للضرورة، ويجوز بناؤه على الضم.

602- ويندب الموصول بالذي اشتهر ... كـ"بئر زمزم" يلي "وا من حفر" "وَيُنْدَبُ المَوصُولُ بِالَّذِي اشْتَهَرْ" اشتهارًا يعينه ويرفع عنه الإبهام "كَبِئْرَ زَمْزَمٍ يَلِي وَا مَنْ حَفَرْ" في قولهم: "وا من حفر بئر زمزماه"، فإنه بمنزلة "وا عبد المطلباه". "ألف الندبة": 603- ومنتهى المندوب صلة بالألف ... متلوها إن كان مثلها حذف "وَمُنْتَهَى المَنْدُوبِ" مطلقًا "صِلهُ" جوازًا لا وجوبًا "بِالأَلِفْ" المسماة ألف الندبة فتقول في المفرد: "وا زيدًا" ومنه قوله: وَقُمْتَ فِيهِ بِأَمْرِ اللَّهِ يَا عُمَرَا1 وفي المضاف "وا غلام زيدًا"، "وا عبد الملكا"، وفي المشبه به "وا ثلاثة وثلاثينا"، وفي الصلة "وا من حفر بئر زمزما"، وفي المركب "وا معديكربا"، وفي المحكي "وا قام زيدًا" فيمن اسمه قام زيد. وأجاز يونس وصل ألف الندبة بآخر الصفة نحو: "وا زيد الظريفا" ويعضده قول بعض العرب: "وا جمجمتي الشاميتينا"، وهذه الألف "مَتْلُوُّهَا" وهو منتهى المندوب "إِنْ كَانَ" ألفًا "مِثْلَهَا حُذِفْ" لأجلها نحو: "وا موسا"، وأجاز الكوفيون قلبه ياء قياسًا فقالوا: "وا موسيا". 604- كذاك تنوين الذي به كمل ... من صلة أو غيرها نلت الأمل "كَذَاكَ" يحذف لأجل ألف الندبة "تَنْوِينُ الَّذِي بِهِ كَمَل" المندوب "مِنْ صِلَةٍ أَو غَيرِهَا" مما مر كما رأيت "نِلتَ الأَمَل" لضرورة أن الألف لا يكون قبلها إلا فتحة على ما رأيت، والتنوين لا حظ له في الحركة، هذا مذهب سيبويه والبصريين، وأجاز الكوفيون فيه مع الحذف وجهين: فتحه فتقول: "وا غلام زيدناه" وكسره مع قلب الألف ياء فتقول: "وا غلام زيدنيه"، قال المصنف: وما رأوه حسن لو عضده سماع، لكن السماع فيه لم يثبت. وقال

_ 1 تقدم بالرقم 872.

ابن عصفور: أهل الكوفة يحركون التنوين فيقولون: "وا غلام زيدناه" وزعموا أنه سمع، انتهى. وأجاز الفراء وجهًا ثالثا، وهو حذفه مع إبقاء الكسرة وقلب الألف ياء؛ فتقول: "وا غلام زيديه". 605- والشكل حتمًا أوله مجانسا ... إن يكن الفتح بوهم لابسا "وَالشَّكْلَ حَتْمًا أَولِهِ" حرفًا "مُجَانِسًا" فأول الكسر ياء والضم واوًا "إِنْ يَكُنِ الفَتْحُ بِوَهْمٍ لاَبِسَا" دفعا للبس؛ فتقول في ندبة "غلام" مضافًا إلى ضمير المخاطبة: "وا غلامكيه" وفي ندبته مضافًا إلى ضمير الغائب "وا غلامهوه" إذ لو قلت: "وا غلامكاه" لالتبس بالمذكر، ولو قلت: "وا غلامهاه" لالتبس بالغائبة، قال في شرح الكافية: وهذا الاتباع يعني والحالة هذه متفق على التزامه فإن كان الفتح لا يلبس عدل بغيره إليه وبقيت ألف الندبة بحالها، فتقول في رقاش: "وا رقشاه"، وفي عبد الملك: "وا عبد الملكاه"، وفيمن اسمه قام الرجل: "وا قام الرجلاه"، هذا مذهب أكثر البصريين، وأجاز الكوفيون الاتباع نحو: "وا رقاشيه"، "وا عبد الملكيه"، "وا قام الرجلوه". تنبيه: أجاز الكوفيون أيضًا الاتباع في المثنى نحو: "وا زيدانيه" واختاره في التسهيل. "زيادة هاء السكت في آخر المندوب": 606- وواقفا زد هاء سكت إن ترد ... وإن تشأ فالمد والها لا تزد "وَوَاقِفا زِدْ" في آخر المندوب "هَاءَ سَكْتٍ" بعد المد "إنْ تُرِدْ وَإِنْ تَشَأْ" عدم الزيادة "فَالمَدَّ وَالهَا لاَ تَزِدْ" بل اجعله كالمنادى الخالي عن الندبة، وقد مر بيان الأوجه الثلاثة، وأفهم قوله: وواقفًا أن هذه الهاء لا تثبت وصلًا وربما ثبتت في الضرورة مضمومة

ومكسورة، وأجاز الفراء إثباتها في الوصل بالوجهين، ومنه قوله "من الهزج": 913- أَلاَ يَا عَمْرُ عَمْرَاهُ ... وَعَمْرُو بْنُ الزُّبَيرَاهُ "ندبة المضافة لياء المتكلم": 607- وقائل وا عبديا وا عبدا ... من في الندا اليا ذا سكون أبدى "وَقَائِلٌ" في ندبة المضاف للياء "وَا عَبْدِيَا وَا عَبْدَا مَنْ فِي النِّدَا اليَا ذَا سُكُونٍ أَبْدَى" فقال: "يا عبدي"، وأما من قال: "يا عبد" بالكسر أو "يا عبد" بالفتح أو "يا عبد" بالضم أو "يا عبدا" بالألف اقتصر على الثاني، ومن قال: "يا عبدي"، بإثبات الياء مفتوحة اقتصر على الأول. تنبيه: فتح الياء في ذي الوجهين المذكورين مذهب سيبويه وحذفها مذهب المبرد. خاتمة: إذا ندب مضاف إلى مضاف إلى الياء لزمت الياء؛ لأن المضاف إليها غير مندوب نحو "وا ولد عبديا" والله أعلم.

_ 913- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 42؛ ورصف المباني ص27؛ والمقاصد النحوية 4/ 273؛ والمقرب 1/ 184. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح. "يا": حرف نداء وندبة. "عمرو": منادى مندوب مبني على الضم في محل نصب. "عمراه": توكيد لفظي لـ"عمرو"، والألف لتوكيد الندبة، والهاء للسكت. "وعمرو": الواو حرف عطف. "عمرو": معطوف على عمرو "الأولى". "بن": نعت "عمرو"، وهو مضاف. "الزبيراه" مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل الألف، والألف لتوكيد الندبة، والهاء للسكت. الشاهد فيه قوله: "عمراه" حيث أضاف هاء السكت على المندوب في حالة الوصل ضرورة.

الترخيم

الترخيم: "حقيقة الترخيم وأنواعه": 608- ترخيمًا احذف آخر المنادى ... كيا سعا فيمن دعا سعادا "ترخيمًا اخذف آخر المنادى" الترخيم في اللغة: ترقيق الصوت وتليينه، يقال: صوت رخيم، أي سهل لين. ومنه قوله: "من الطويل": 914- لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر

_ 914- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص577؛ وجمهرة اللغة ص1106؛ والخصائص 1/ 29، 3/ 302؛ وشرح الشواهد الإيضاح ص333؛ وشرح شواهد الشافية ص491؛ وشرح المفصل 1/ 16؛ ولسان العرب 1/ 18 "هرأ"، 5/ 203، "نزر"؛ والمحتسب 1/ 334؛ والمقاصد النحوية 4/ 285؛ وبلا نسبة في أساس البلاغة "هرأ". اللغة: رخيم الحواشي: رقيق الصوت. الهراء: الكلام الكثير والذي ليس له معنى. النزر: القليل. الإعراب: "لها": جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. "بشر": مبتدأ مؤخر مرفوع. "مثل": نعت "بشر" مرفوع، وهو مضاف. "الحرير": مضاف إليه مجرور. "ومنطق": الواو حرف عطف، "منطق": معطوف على "بشر" مرفوع. "رخيم": نعت "منطق" مرفوع، وهو مضاف. "الحواشي": مضاف إليه. "لا": حرف نفي. "هراء": نعت ثان لـ"منطق". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": زائدة لتأكيد النفي. "نزر": معطوف على "هراء" مرفوع. وجملة: "لها بشر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "رخيم الحواشي" حيث وردت لفظة "رخيم" للدلالة على رقة الصوت ولينه.

أي: رقيق الحواشي، وأما في الاصطلاح فهو: حذف بعض الكلمة على وجه مخصوص. وهو على نوعين: ترخيم التصغير، كقولهم في "أسود": "سويد" وسيأتي في بابه، وترخيم النداء وهو مقصود الباب وهو حذف آخر المنادى "كَيَا سُعَا فِيمَنْ دَعَا سُعَادَا" وإنما توسع في ترخيم المنادى لأنه قد تغير بالنداء، والترخيم تغيير والتغيير يأنس بالتغيير؛ فهو ترقيق. تنبيه: أجاز الشارح في نصب ترخيمًا ثلاثة أوجه: أن يكون مفعولًا له أو مصدرًا في موضع الحال أو ظرفًا على حذف مضاف، وأجاز المرادي وجهًا رابعًا وهو أن يكون مفعولًا مطلقًا وناصبه احذف لأنه يلاقيه في المعنى، وأجاز المكودي وجهًا خامسًا وهو أن يكون مفعولًا مطلقًا لعامل محذوف أي: رخم ترخيمًا. 609- وجوزنه مطلقًا في كل ما ... أنث بالها والذي قد رخما "وَجَوِّزَنْهُ" أي جوز الترخيم "مُطْلَقًا فِي كُلِّ مَا أُنِّثَ بِالهَا" أي سواء كان علمًا أو غير علم ثلاثيًا أو زائدًا على الثلاثي كقوله "من الطويل": 915- أَفَاطِمُ مَهْلًا بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّلِ ... "وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي"

_ 915- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص12؛ والجنى الداني ص35؛ وخزانة الأدب 11/ 222؛ والدرر 3/ 16؛ وشرح شواهد المغني 1/ 20؛ والمقاصد النحوية 4/ 289؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص52؛ ومغني اللبيب 1/ 13؛ وهمع الهوامع 1/ 172. شرح المفردات: أفاطم: مرخم أفاطمة. مهلًا: رفقًا: التدلل: تكلف الغضب. أزمع: وطن النفس. الصرم: القطيعة. أجملي: أحسني. المعنى: يقول مخاطبًا فاطمة. دعي بعض الدلال، وإن كنت قد وطنت نفسك على هجري فأحسني في هجرانك. الإعراب: "أفاطم": الهمزة للنداء، "فاطم": منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب. "مهلًا": مفعول مطلق لفعل محذوف بمعنى: "تمهلي". "بعض": مفعول به لفعل محذوف تقديره: "الزمي"، وهو مضاف. "هذا": اسم إشارة في محل جر بالإضافة. "التدلل": بدل من "هذا" مجرور. "وإن": الواو حرف عطف، "إن" حرف شرط جازم. "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير في محل رفع اسم "كان"، وهو فعل الشرط. "قد": حرف تحقيق: "أزمعت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "صرمي": =

وكقوله "من الرجز": 916- جاري لا تستنكري عذيري ... "سيري وإشفاقي على بعيري" ونحو: "يا شا ادجني" أي: أقيمي بالمكان، يقال: دجن بالمكان يدجن دجونًا، أي: أقام به. تنبيهات: الأول قيد في التسهيل ما أطلقه هنا بالمنادى المبني، لإخراج النكرة غير المقصودة والمضاف فلا يجوز الترخيم في نحو قول الأعمى: "يا جارية خذي بيدي" لغير معينة، ولا في نحو: "يا طلحة الخير"، وأما قوله "من البسيط": 917- يا علقم الخير قد طالت إقامتنا

_ = مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "فأجملي": الفاء رابطة جواب الشرط، "أجملي": فعل أمر مبني على حذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. وجملة: "أفاطم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تمهلي مهلًا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن كنت ... " الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أزمعت" في محل نصب خبر "كان". وجملة "فأجملي" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أفاطم" يريد: "أفاطمة" مرخمة بحذف التاء من آخره، وهذا الترخيم كثير. 916- التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 332؛ وخزانة الأدب 2/ 125؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 461؛ وشرح التصريح 2/ 285؛ وشرح شواهد الإيضاح ص355؛ وشرح المفصل 2/ 16، 20؛ والكتاب 2/ 231؛ 241؛ ولسان العرب 4/ 548 "عذر"؛ والمقاصد النحوية 4/ 277؛ والمقتضب 4/ 260؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص296. شرح المفردات: جاري: أي جارية. استنكر الشيء: وجده غريبًا. العذير: ما يعذر عليه الإنسان إذا فعله. المعنى: يقول مخاطبًا الجارية: لا تعتبري ما أحاوله أمرًا منكرًا، فأنا فيه معذور. الإعراب: "جاري": منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب. "لا": حرف نهي. "تستنكري": فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. "عذيري": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. وجملة النداء: " ... جاري" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا تستنكري" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "جاري" حيث رخم المنادى بحذف التاء من آخره، وأصله "جارية" وحذف حرف النداء. 917- التخريج: الشطر بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 289. =

فنادر. الثاني: شرط المبرد في ترخيم المؤنث بالهاء العلمية؛ فمنع ترخيم النكرة المقصودة، والصحيح جوازه كما تقدم. الثالث: منع ابن عصفور ترخيم "صلعمة بن قلعمة" لأنه كناية عن المجهول الذي لا يعرف وإطلاق النحاة بخلافه، وليس كونه كناية عن المجهول بمانع؛ لأنه علم جنس. الرابع: إذا وقف على المرخم بحذف الهاء فالغالب أن تلحقه هاء ساكنة، فتقول في المرخم "يا طلحة" فقيل: هي هاء السكت وهو ظاهر كلام سيبويه، وقيل: هي التاء المحذوفة أعيدت لبيان الحركة وإليه ذهب المصنف، قال في التسهيل: ولا يستغنى غالبًا في الوقف على المرخم بحذفها عن إعادتها أو تعويض ألف منها، وأشار بالتعويض إلى قوله "من الوافر": 918- قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ضُبَاعَا ... "ولا يك موقف منك الوداعا"

_ = الإعراب: يا حرف نداء. علقم: منادى منصوب، وهو مضاف. الخير: مضاف إليه مجرور. قد: حرف تحقيق: طالت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. إقامتنا: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد طالت إقامتنا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد في قوله: "يا علقم الخير" حيث رخم المنادى المضاف، وهو "علقم"، وهذا نادر. 918- التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص31؛ وخزانة الأدب 2/ 367؛ والدرر 3/ 75؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 444؛ وشرح شواهد المغني 2/ 849؛ والكتاب 2/ 243؛ ولسان العرب 8/ 218 "ضبع"، 8/ 385 "ودع"؛ واللمع ص120؛ والمقاصد النحوية 4/ 295؛ والمقتضب 4/ 94؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 285، 286، 288، 293؛ وشرح المفصل 7/ 91. اللغة: ضباعًا: اسم علم لفتاة. المعنى: تمهلي يا ضباعًا لأملأ نظري منك ولا تجعلي فراقنا هذا آخر عهدي بك. الإعراب: قفي: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و"الياء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. قبل: مفعول فيه ظرف منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بالفعل قفي وهو مضاف. التفرق: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، يا ضباعا: "يا": للنداء، "ضباعًا": منادى مفرد علم مبني على الضم المقدر. ولا يك: "الواو": عاطفة "لا": ناهية جازمة، "يك": فعل مضارع ناقص مجزوم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف. موقف: اسم "يك": مرفوع بالضمة الظاهرة. منك: جار ومجرور بصفة محذوفة، الوداعا: خبر "يك" منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "قفي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لا يك موقف منك الوداعا": معطوفة على ابتدائية لا محل لها. =

فجعل ألف الإطلاق عوضًا عن الهاء ونص سيبويه وابن عصفور على أن ذلك لا يجوز إلا في الضرورة، وأشار بقوله: "غالبًا" إلى أن بعض العرب يقف بلا هاء ولا عوض، حكى سيبويه "يا حرمل" بالوقف بغير هاء، قال أبو حيان أطلقوا في لحاق هذه الهاء، ونقول إن كان الترخيم على لغة من لا ينتظر لم تلحق، هذا كلامه وهو واضح. الخامس: اختلف النحاة في قوله "من الطويل": 919- كِلِينِي لَهُم يَا أُمَيمَةَ نَاصِبِ ... "وليل أقاسيه بطيء الكواكب" بفتح "أميمة" من غير تنوين فقال قوم ليس بمرخم، ثم اختلفوا: فقيل: هو معرب نصب على أصل المنادى ولم ينون لأنه غير منصرف، وقيل: بني على الفتح لأن منهم من يبني المنادى المفرد على الفتح لأنها حركة تشاكل حركة إعرابه لو أعرب، فهو نظير "لا

_ = والشاهد فيه قوله: "يا ضباعا" حيث عوض بالألف، عن "الهاء" المحذوفة للترخيم، في حالة الوقوف عليها. 919- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص40؛ والأزهية ص237؛ وخزانة الأدب 2/ 321، 325، 3/ 272، 4/ 392، 5/ 74، 11/ 22؛ والدرر 3/ 75؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 445؛ والكتاب 2/ 207، 3/ 382؛ وكتاب اللامات ص102؛ ولسان العرب 1/ 721 "كوكب"، 758 "نصب"، 6/6 "أسس"، 8/ 172 "شبع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 3032؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص121؛ وجمهرة اللغة ص350، 982؛ ورصف المباني ص161؛ وشرح المفصل 2/ 107. اللغة: كليني: دعيني. ناصب. متعب. أميمة: اسم امرأة. أقاسيه: أكابده. المعنى: يقول: دعيني يا أميمة لهذا الهم المتعب، ومقاساة الليل الطويل البطيء الكواكب حتى كأن راعيها ليس براجع. الإعراب: كليني: فعل أمر، و"الياء: ضمير في محل رفع فاعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": الثانية في محل نصب مفعول به. لهم: جار ومجرور متعلقان بـ"كليني". يا: حرف نداء. أميمة: منادى منصوب. ناصب: نعت "هم" مجرور. وليل: "الواو": حرف عطف، و"ليل": معطوف على "هم" مجرور. أقاسيه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". بطيء: نعت "ليل" مجرور، وهو مضاف. الكواكب: مضاف إليه مجرور. وجملة "كليني": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب وجملة "أقاسيه": في محل نعت "ليل". الشاهد فيه قوله: "يا أميمة" حيث نصب المنادى على أصله، ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف. وقيل: هو مبني، وقال بعضهم: إنه مرخم ثم أقحمت التاء غير معتد بها.

رجل في الدار"، وأنشد هذا القائل "من الرجز": 920- يَا رِيحَ مِنْ نَحْوِ الشَّمَالِ هُبِّي بالفتح، وذهب أكثرهم إلى أنه مرخم فصار في التقدير: "يا أميم" ثم أقحم التاء غير معتد بها، وفتحها لأنها واقعة موقع ما يستحق الفتح، وهو ما قبل هاء التأنيث المحذوفة المنوية وهو ظاهر كلام سيبويه، وقيل: فتحت إتباعًا لحركة ما قبلها وهو اختيار المصنف. 610- بحذفها وفره بعد واحظلا ... ترخيم ما من هذه الها قد خلا "وَالَّذِي قَدْ رُخِّمَا بِحْذْفِهَا" أي بحذف الهاء "وَفِّرْهُ بَعْدُ" أي لا تحذف منه شيئًا بعد حذف الهاء ولو كان لينًا ساكنًا زائدًا مكملًا أربعة فصاعدًا، فتقول في "عقنباة": "يا عقنبا" بالألف، وأجاز سيبويه أن يرخم ثانيًا على لغة من لا يُراعي المحذوف، ومنه قوله "من الطويل": 921- أَحَارُ بنَ بَدْر قَدْ وَلِيتَ وِلاَيَةً ... "فكن جرذا فيها تخون وتسرق"

_ 920- التخريج: الرجز بلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 294. الإعراب: يا: حرف نداء. ريح: منادى مبني على الفتح. من نحو: جار ومجرور متعلقان بـ"هبي"، وهو مضاف. الشمال: مضاف إليه مجرور. هي: فعل أمر، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. الشاهد في قوله: "يا ريح" حيث بني المنادى على الفتح لأن من العرب من يبني المنادى المفرد على الفتح. 921- التخريج: البيت لأنس بن زنيم في لسان العرب 10/ 157 "سرق"؛ والمقاصد النحوية 4/ 296؛ وله أو لأنس بن أبي أنيس في الدرر 3/ 54؛ ولأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ص177؛ والعقد الفريد 3/ 60؛ ولأنس بن أبي أنيس أو لابن أبي إياس الديلي، أو لأبي الأسود في أمالي المرتضى 1/ 384؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 6/ 44، وهمع الهوامع 1/ 183. الإعراب: أحار: الهمزة للنداء، "حار": منادى مرخم تقديره: "يا حارثة" مبني في محل نصب. بن: "نعت "حارثة" منصوب، وهو مضاف. بدر: مضاف إليه مجرور. قد: حرف تحقيق. وليت: فعل ماض, و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. ولاية: مفعول به منصوب. فكن: "الفاء": استئنافية، و"كن": فعل أمر ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". جرذًا: خبر "كان" منصوب. فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"تخون". تخون: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وتسرق: "الواو": حرف عطف، و"تسرق": معطوف على "تخون". وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قد وليت": استئنافية لا محل لها من =

يريد: أحارثة، وقوله "من الكامل": 922- يا أرط إنك فاعل ما قلته ... "والمرء يستحيي إذا لم يصدق" أراد: "يا أرطاه". "واحظُلا" أي امنع "ترخيم ما من هذه الها خلا إلا الرباعي فما فوق". 611- إلا الرباعي فما فوق العلم ... دون إضافة وإسناد متم أي فأكثر "العَلَمْ دُونَ إضَافَةٍ وَ" دون "إِسِنَادٍ مُتَمْ" فهذه أربعة شروط: الأول أن يكون رباعيًا فصاعدًا، فلا يجوز ترخيم الثلاثي سواء سكن وسطه نحو زيد أو تحرك نحو حكم، هذا مذهب الجمهور، وأجاز الفراء والأخفش ترخيم المحرك الوسط، وأما الساكن الوسط فقال ابن عصفور: لا يجوز ترخيمه قولًا واحدًا، وقال في الكافية: ولم يرخم نحو بكر أحد، والصحيح ثبوت الخلاف فيه، حكي عن الأخفش وبعض الكوفيين إجازة ترخيمه، وممن نقل الخلاف فيه أبو البقاء العكبري وصاحب النهاية وابن الخشاب وابن هشام الخضراوي.

_ = الإعراب: وجملة "كن جرذًا": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تخون": في محل نصب نعت "جرذا". وجملة "تسرق": معطوفة على جملة "تخون". الشاهد فيه قوله: "أحار" حيث رخم المنادى بحذف الهاء والحرف الذي سبقها. والأصل: "يا حارثة". 922- التخريج: البيت لزميل بني الحارث الفزاري في الأغاني 13/ 37؛ والدرر 3/ 55؛ والمقاصد النحوية 4/ 298؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 184. الإعراب: يا: حرف نداء. أرط: منادى مرخم مبني في محل نصب. إنك: حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير في محل نصب اسم "إن". فاعل: خبر "إن" مرفوع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به. قلته: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. والمرء: "الواو": استئنافية، "المرء": مبتدأ مرفوع. "يستحيي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره:" "هو": إذا: ظرف متعلق بالفعل "يستحيي". لم: حرف نفي وجزم وقلب. يصدق: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر مراعاة للروي. وهو فعل الشرط، وجوابه محذوف. وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إنك فاعل": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قلته": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "المرء يستحيي": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يستحيي" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "لم يصدق": في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله:"يا أرط" رخم المنادى بحذف التاء ثم الحرف الذي سبقها، والأصل: "يا أرطاة".

الثاني: أن يكون علمًا، وأجاز بعضهم ترخيم النكرة المقصودة نحو: "يا غضنف" في "غضنفر" قياسًا على قولهم: "أطرق كرا"1، و"يا صاح". الثالث: أن لا يكون ذا إضافة خلافًا للكوفيين في إجازتهم ترخيم المضاف إليه كقوله "من الطويل": 923- خُذُوا حِذْرَكُمْ يَا آلَ عِكْرِم َواذكروا ... "أواصرنا والرحم بالغيب تذكر" وهو عند البصريين نادر وأندر منه حذف المضاف إليه بأسره كقوله "من السريع": 924- يَا عَبْدَ هَل تَذْكُرُنِي سَاعَةً ... "في موكب أو رائدًا للقنيص"

_ 1 هذا القول من أمثال العرب، وقد تقدم تخريجه. 923- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص214؛ وأسرار العربية ص239؛ وخزانة الأدب 2/ 329، 330، والدرر 3/ 51؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 462؛ وشرح المفصل 2/ 20؛ والكتاب 2/ 271؛ ولسان العرب 3/ 333 "فرد"، 4/ 549 "عذر" والمقاصد النحوية 4/ 290؛ وبلا نسبة في لسان العرب 12/ 233 "رحم"، 12/ 416 "عكرم"؛ وهمع الهوامع 1/ 18. اللغة: آل عكرم: بنو عكرمة بن خصفة. الأواصر: جمع آصرة وهي كل ما يعطفك على آخر. الرحم: القرابة. المعنى: نالوا حظكم من مودتنا -يا آل عكرمة- وانتبهوا لما يجمعنا من علاقات، فالقرابة تذكر بالغيب. الإعراب: "خذوا": فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف للتفريق. "حذركم": مفعول به منصوب بالفتحة، و"كم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "يا آل": "يا": حرف نداء، "آل": منادى مضاف منصوب بالفتحة. "عكرم": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على التاء المحذوفة للترخيم، والفتحة عوضًا عنها. "واذكروا": "الواو": للعطف، "اذكروا": فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "أواصرنا": مفعول به منصوب بالفتحة، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "والرحم": "الواو": استئنافية، "الرحم": مبتدأ مرفوع بالضمة. "بالغيب": جار ومجرور متعلقان بـ"تذكر". "تذكر": فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، بالضمة، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". وجملة "خذوا" ابتدائية لا محل لها. وجملة: "يا آل عكرم" اعتراضية لا محل لها. وجملة "اذكروا": معطوفة على "خذوا" لا محل لها. وجملة "الرحم تذكر": استئنافية لا محل لها. وجملة "تذكر": في محل رفع خبر. والشاهد فيه قوله: "آل عكرم" حيث رخم المضاف إليه بحذف آخره، فالأصل "آل عكرمة"، وهو دليل على جواز ترخيم المركب الإضافي المنادى بحذف آخر المضاف إليه، لأن المضاف والمضاف إليه صارا بمنزلة الاسم الواحد. وعد البصريون ذلك شاذا؟ 924- التخريج: "البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص69؛ والمقاصد النحوية 4/ 2987؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 184. =

يريد "يا عبد هند"، يخاطب عبد هند اللخمي وذلك علم له، وتقدم أن ترخيم المضاف نادر أيضًا كما في نحو: "يا علقم الخير". الرابع: أن لا يكون ذا إسناد فلا يجوز ترخيم "برق نحره"، و"تأبط شرا" وسيأتي الكلام عليه. تنبيه: أهمل المصنف من شروط الترخيم مطلقًا ثلاثة: الأول: أن يكون مختصًا بالنداء فلا يرخم نحو "فل" و"فلة"، الثاني: أن لا يكون مندوبًا، الثالث: أن لا يكون مستغاثًا، وأما قوله "من الرمل": 925- كُلَّمَا نَادَى مُنَادٍ مِنْهُمُ ... يَا لِتَيمِ اللَّهِ قُلنَا يَا لِمَالِ

_ = اللغة: الرائد: الطالب. القنيص: الصيد. الإعراب: يا: حرف نداء. عبد: منادى مرخم منصوب. هل: حرف استفهام. تذكرني: فعل مضارع مرفوع، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. ساعة: ظرف زمان متعلق بـ"تذكرني". في موكب: جار ومجرور متعلقان بـ"تذكرني" أو بمحذوف حال من فاعل "تذكرني". أو: حرف عطف. رائدًا: حال منصوب للقنيص: جار ومجرور متعلقان بـ"رائدًا". الشاهد فيه قوله: "يا عبد" حيث رخم المنادى المضاف بحذف المضاف إليه وأصله: "يا عبد هند"، وهو علم. 925- التخريج: البيت لمرة بن الرواغ في المقاصد النحوية 4/ 300؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص164؛ وشرح التصريح 2/ 184. الإعراب: كلما: ظرف زمان متعلق بـ"قلنا" يتضمن معنى الشرط غير الجازم. نادى: فعل ماض. مناد: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص. منهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"مناد". يا: حرف نداء واستغاثة. لتيم: اللام للاستغاثة. "تيم": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه مفعول به لفعل الاستغاثة المحذوف تقديره: "أدعو"، وهو مضاف. الله: مضاف إليه مجرور. قلنا: فعل ماض، "ونا": ضمير في محل رفع فاعل. يا: حرف نداء واستغاثة. لمال: اللام: للاستغاثة حرف جر زائد، "مال": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه مفعول به لفعل الاستغاثة المحذوف تقديره: "أدعو". وجملة "كلما نادى ... قلنا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نادى" في محل جر بالإضافة. وجملة "يا لتيم": في محل نصب مفعول به. وجملة "قلنا": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "يا لمال": في محل نصب مقول القول. الشاهد فيه قوله: "يا لمال": حيث رخم المنادى المستغاث به، وأصله: "يا لمالك" والمستغاث به لا يرخم، وهذا شاذ.

فضرورة أو شاذ، وأجاز ابن خروف ترخيم المستغاث إذا لم يكن فيه اللام كقوله "من الوافر": 926- أَعَام لَكَ ابنُ صَعْصَعَةَ بْنِ سَعْدٍ ... "تمناني ليقتلني لقيط" والصحيح ما مر. 612- ومع الآخر احذف الذي تلا ... إن زيد لينا ساكنا مكملا "وَمَعَ" حذف الحرف "الآخِرِ" في الترخيم "احْذِفِ" الحرف "الَّذِي تَلاَ" أي الذي تلاه الآخر وهو ما قبل الآخر ولكن بشروط أربعة: الأول وإليه أشار بقوله "إنْ زِيدَ" أي إن كان ما قبل الآخر زائدًا، فإن كان أصليا لم يحذف نحو مختار ومنقاد علمين لأن الألف فيهما منقلبة عن عين الكلمة، فتقول: "يا مختا"، و"يا منقا". الثاني: أن يكون "لينًا" أي حرف لين وهو الألف والواو والياء، فإن كان صحيحًا لم يحذف سواء كان متحركًا نحو: "سفرجل" أو ساكنًا نحو: "قمطر" فتقول: "يا سفرج" و"يا قمط" خلافًا للفراء في "قمطر" فإنه يجيز "يا قم" بحذف حرفين. والثالث: أن يكون "سَاكِنًا" فإن كان متحركًا لم يحذف، نحو: "هبيخ" و"قنور" فتقول: "يا هبخ" و"يا قنو".

_ 936- التخريج: البيت للأحوص بن شريح الكلابي في المقاصد النحوية 4/ 300. الإعراب: أعام: الهمزة للنداء، "عام": منادى مرخم مبني في محل نصب. لك: اللام حرف جر زائد، و"الكاف": ضمير في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره: "أنادي". ابن: نعت "عامر" منصوب، وهو مضاف. صعصعة: مضاف إليه مجرور. بن: نعت "صعصعة" مجرور، وهو مضاف. سعد: مضاف إليه مجرور. تمناني: فعل ماض، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، ليقتلني: اللام للتعليل، "يقتلني": فعل مضارع منصوب، والنون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من "أن المضمرة" والفعل "يقتلني" مجرور باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تمناني". لقيط: فاعل مرفوع لأحد الفعلين المتقدمين على التنازع. وجملة "أناديك يا عامر بن صعصعة": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تمناني": استئنافية لا محل لها. وجملة "يقتلني": صفة الموصول الحرفي لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "أعام" حيث حذف لام الاستغاثة من المستغاث به المرخم، وأصله "أعامر"، وهذا شاذ لأنه لا يجوز أن يرخم المستغاث أو المندوب.

والرابع: أن يكون "مُكَمِّلًا أَرْبَعَةً فَصَاعِدًا" فإن كان ثالثًا لم يحذف خلافًا للفراء كما في نحو: "ثمود"، و"عماد"، و"سعيد"؛ فتقول: "يا ثمو"، و"يا عما"، و"يا سعي". فالمستكمل الشروط نحو: "أسماء" و"مروان" و"منصور" و"شملال" و"قنديل" علمًا، فتقول فيها: "يا أسم" و"يا مرو" و"يا منص" و"يا شمل" و"يا قند"، ومنه قوله "من البسيط": 927- يَا أَسْم صَبْرًا عَلَى مَا كَانَ مِنْ حَدَثٍ ... "إن الحوادث ملقي ومنتظر" وقوله "من الكامل": 928- يَا مَرْو إِنَّ مَطِيَّتِي مَحْبُوسَةٌ ... "ترجو الحباء وربها لم ييأس"

_ 927- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ملحق ديوانه ص346؛ والكتاب 2/ 258؛ ولأبي زبيد الطائي في ملحق ديوانه ص151؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 435؛ وللبيد أو لأبي زبيد في شرح التصريح 2/ 186؛ والمقاصد النحوية 4/ 288. شرح المفردات: أسم: مرخم أسماء، وهو اسم امرأة، الملقي: المفاجئ. المنتظر: المرتقب. المعنى: يخاطب الشاعر أسماء بقوله: اصبري على مصائب الأيام ونوازلها، فإن منها ما يفاجئ الإنسان ومنها ما هو مرتقب. الإعراب: "يا": حرف نداء "أسم": منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب. "صبرًا": مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "اصبري". "على ما": جار ومجرور متعلقان بـ"صبرًا". "كان": فعل ماض تام، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو" "من حدث": جار ومجرور متعلقان بالفعل "كان". "إن": حرف مشبه بالفعل "الحوادث": اسم "إن" منصوب. "ملقي": خبر "إن" مرفوع. "ومنتظر": الواو حرف عطف، "منتظر": معطوف على "ملقي" مرفوع. وجملة: "يا أسم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اصبري صبرًا" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان من حدث" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن الحوادث ملقي" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "يا أسم" حيث رخم اسم العلم بحذف آخره، وهو الهمزة مع حرف المد الذي هو الألف، والأصل: "يا أسماء". 928- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 348؛ وخزانة الأدب 6/ 347؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 505؛ وشرح التصريح 2/ 1876؛ والكتاب 2/ 257؛ واللمع ص199؛ والمقاصد النحوية 4/ 292؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 62؛ وشرح المفصل 2/ 22. اللغة: شرح المفردات: يا مرو: أي يا مروان. المطية: الدابة التي تركب. محبوسة: أي واقفة =

613- أربعة فصاعدًا والخلف في ... واو وياء بهما فتح قفي "وَالخُلفُ فِي وَاوٍ وَيَاءٍ" استكملا الشروط المتقدمة لكن "بِهِمَا فَتْحٌ قُفِي" نحو: "فرعون" و"غرنيق" علمًا، فذهب الجرمي والفراء إلى أنه يحذف مع الآخر كالذي قبله حركة مجانسة، فيقال: "يا فرع" و"يا غرن"، قال في شرح الكافية: وغيرهما لا يجيز ذلك، بل يقول: "يا غرني" و"يا فرعو". تنبيه: يقال في ترخيم "مصطفون" و"مصطفين" علمين: "يا مصطف" قولًا واحدًا، كما نبه عليه في شرح الكافية لأن الحركة المجانسة فيهما مقدرة، لأن أصله "مصطفيون" و"مصطفيين"، وإليه أشار في التسهيل بقوله: مسبوق بحركة مجانسة ظاهرة أو مقدرة. "ترخيم الاسم المركب": 614- والعجز احذف من مركب وقل ... ترخيم جملة وذا عمرو نقل "وَالعَجُزَ احْذِفْ مِنْ مُرَكَّبٍ" تركيب مزج نحو: "بعلبك" و"سيبويه"، فتقول: "يا بعل" و"يا سيب"، وكذا تفعل في المركب العددي فتقول في "خمسة عشر" علمًا: "يا

_ = بالباب. الحباء: العطاء. ربها: صاحبها. المعنى: يخاطب الشاعر مروان قائلًا له: إن مطيتي طال وقوفها ببابك يقيدها عطاؤك، وإن صاحبها لا يزال يؤمل العطف عليه. الإعراب: يا: حرف نداء. مرو: منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب بفعل النداء المحذوف. إن: حرف مشبه بالفعل. مطيتي: اسم "إن" منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، محبوسة: خبر "إن" مرفوع بالضمة، ترجو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". الحباء: مفعول به منصوب بالفتحة. وربها: الواو: حالية، و"ربها": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لم: حرف جزم. ييأس: فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرك بالكسر مراعاة للروي. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة: "يا مرو ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ترجو ... " في محل رفع خبر ثان لـ"إن". وجملة: "ربها لم ييأس" حالية. وجملة "لم ييأس" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله:"يا مرو" الذي أصله "يا مروان" حيث رخمه بحذف النون، وحذف الألف قبلها، لأن قبلها ثلاثة أحرف.

خمسة"، ومنع الفراء ترخيم المركب من العدد إذا سمي به، ومنع أكثر الكوفيين ترخيم ما آخره "ويه"، وذهب الفراء إلى أنه لا يحذف منه إلا الهاء؛ فتقول: "يا سيبوي"، وقال ابن كيسان لا يجوز حذف الجزء الثاني من المركب بل إن حذفت الحرف أو الحرفين فقلت: "يا بعلب" و"يا حضرم" لم أرَ به بأسًا، والمنقول أن العرب لم ترخم المركب وإنما أجازه النحويون قياسًا. تنبيه: إذا رخمت "اثنا عشر" و"اثنتا عشرة" علمين حذفت العجز مع الألف قبله، فتقول: "يا اثن" و"يا اثنت" كما تفعل في ترخيمهما لو لم يركبا، نص على ذلك سيبويه، وعلته أن عجزهما بمنزلة النون ولذلك أعربا. "وَقَل تَرْخِيمُ" علم مركب تركيب إسناد، وهو المنقول من "جُمْلَةٍ" نحو: "تأبط شرا" و"برق نحره". "وَذَا عَمْرٌو" وهو سيبويه "نَقَل" أي نقل ذلك عن العرب، قال المصنف أكثر النحويين لا يجيزون ترخيم المركب المضمن إسنادًا كتأبط شرا، وهو جائز لأن سيبويه ذكر ذلك في أبواب النسب فقال: تقول في النسب إلى "تأبط شرا": "تأبطي"، لأن من العرب من يقول: "يا تأبط"، ومنع ترخيمه في باب الترخيم، فعلم بذلك أن منع ترخيمه كثير وجواز ترخيمه قليل، وقال الشارح: فعلم أن جواز ترخيمه على لغة قليلة. تنبيه: عمرو اسم سيبويه، وسيبويه لقبه، وكنيته أبو بشر. [لغة من ينتظر] : 615- وإن نويت بعد حذف ما حذف ... فالباقي استعمل بما فيه ألف "وَإِنْ نَوَيتَ بَعْدَ حَذْفٍ مَا حُذِفْ" ما مفعول نويت: أي إذا نويت ثبوت المحذوف بعد حذفه للترخيم "فَالبَاقِيَ" من المرخم "اسْتَعْمِل بِمَا فِيهِ أُلِفْ" قبل الحذف، وتسمى هذه لغة من ينوي ولغة من ينتظر، فتقول: "يا حار" بالكسر، و"يا جعف" بالفتح، و"يا منص" بالضم، و"يا قمط" بالسكون في ترخيم حارث وجعفر ومنصور وقمطر. تنبيهان: الأول منع الكوفيون ترخيم نحو: "قمطر" مما قبل آخره ساكن على هذه اللغة، وحجتهم ما يلزم عليه من عدم النظير، وقد تقدم مذهب الفراء فيه.

الثاني: يستثنى من قوله بما فيه ألف مسألتان ذكرهما في غير هذا الكتاب: الأولى: ما كان مدغمًا في المحذوف وهو بعد ألف، فإنه إن كان له حركة في الأصل حركته بها نحو: "مضار" و"محاج"، فتقول فيهما: "يا مضار" و"يا محاج" بالكسر إن كانا اسمي فاعل وبالفتح إن كانا اسمي مفعول، ونحو: "تحاج" تقول فيه: "يا تحاج" بالضم لأن أصله "تحاجج"، وإن كان أصلي السكون حركته بالفتح نحو: "أسحار" اسم بقلة، فإن وزنه "أفعال" بمثلين أولهما ساكن لا حظ له في الحركة، فإذا سمي به ورخم على هذه اللغة قيل: "يا أسحار" بالفتح، فتحركه بحركة أقرب الحركات إليه وهو الحاء، وظاهر كلام الناظم في التسهيل والكافية تعين الفتح فيه على هذه اللغة، واختلف النقل عن سيبويه فقال السيرافي: يحتم الفتح، وقال الشلوبين يختاره ويجيز الكسر، ونقل ابن عصفور عن الفراء أنه يكسر على أصل التقاء الساكنين وهو مذهب الزجاج، ونقل بعضهم عنه أيضًا أنه يحذف كل ساكن يبقى بعد الآخر حتى ينتهي إلى متحرك، فعلى هذا يقال: "يا أسح". الثانية: ما حذف لأجل واو الجمع، كما إذا سمي بنحو "قاضون" و"مصطفون" من جموع معتل اللام فإنه يقال في ترخيمه: "يا قاضي" و"يا مصطفى"، برد الياء في الأول والألف في الثاني لزوال سبب الحذف، هذا مذهب الأكثرين وعليه مشى في الكافية وشرحها، لكنه اختار في التسهيل عدم الرد. 616- واجعله إن لم تنو محذوفًا كما ... لو كان بالآخر وضعًا تمما "وَاجْعَلهُ" أي اجعل الباقي في المرخم "إنْ لَمْ تَنْوِ مَحْذُوفًا كَمَا لَو كَانَ بِالآخِرِ وَضْعًا تُمِّمَا" أي كالاسم التام الموضوع على تلك الصيغة فيعطى آخره من البناء على الضم وغير ذلك من الصحة والإعلال ما يستحقه لو كان آخرًا في الوضع، فتقول: "يا حار" و"يا جعف" و"يا منص" و"يا قمط" بالضم في الجميع كما لو كانت أسماء تامة لم يحذف منها شيء. تنبيهان: الأول لو كان ما قبل المحذوف معتلًا قدرت فيه الضمة على هذه اللغة فتقول في "ناجية": "يا ناجي" بالإسكان وهو علامة تقدير الضم ولو كان مضمومًا قدرت

ضما غير ضمه الأول نحو: "تحاج" و"منص". الثاني: يجوز في نحو: "يا حار بن زيد" على هذه اللغة ضم الراء وفتحها كما جاز ذلك في نحو: "يا بكر بن زيد". 617- فقل على الأول في ثمود: "يا ... ثمو" و"يا ثمي" على الثاني بيا "فَقُل عَلَى" الوجه "الأَوَّلِ" وهو مذهب من ينتظر "فِي" ترخيم "ثَمُودَ يا ثَمُو" بإبقاء الواو لأنها محكوم لها بحكم الحشو فلم يلزم مخالفة النظير "وَ" قل "يَا ثَمِي عَلَى" الوجه "الثَّانِي بِيَا" أي بقلب الواو ياء لتطرفها بعد ضمة كما تقول في جمع "جرو" و"دلو": "الأجري" و"الأدلي"، وإلا لزم عدم النظير؛ إذ ليس في العربية اسم معرب آخره واو لازمة قبلها ضمة فخرج بالاسم الفعل نحو: "يدعو"، وبالمعرب المبني، نحو: "هو" و"ذو" الطائية، وبذكر الضم نحو: "دلو" و"غزو"، وباللزوم نحو: "هذا أبوك"، وقل في ترخيم نحو: "صميان" و"كروان" على الأول: "يا صمي" و"يا كرو" بفتح الياء والواو لما سبق، وعلى الثاني: "يا صما" و"يا كرا" بقلبهما ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلهما مع عدم المانع الذي سيأتي بيانه كما فعل بـ"رمى" و"دعا"، وقل في ترخيم "سقاية" و"علاوة" على الأول: "يا سقاي" و"يا علا" وبفتح الياء والواو، وعلى الثاني: "يا سقاء" و"يا علاء" بقلبهما همزة لتطرفهما بعد ألف زائدة كما فعل برشاء وكساء، وقل في ترخيم: "لات" مسمى به على الأول: "يا لا" وعلى الثاني: "يا لاء" بتضعيف الألف؛ لأنه لا يعلم له ثالث يرد إليه، وقل في ترخيم "ذات" على الأولى: "يا ذا" وعلى الثاني: "يا ذوا" برد المحذوف، وقل في ترخيم "سفيرج" تصغير "سفرجل" على الأول: "يا سفير" وعلى الثاني: "يا سفير" عند الأكثرين وقال الأخفش: "يا سفيرل" برد اللام المحذوفة لأجل التصغير، وفروع هذا الباب كثيرة جدًا وفيما ذكرناه كفاية. 618- والتزم الأول في كمسلمه ... وجوز الوجهين في كمسلمه "وَالتَزِمِ الأَوَّلَ فِي" موضعين؛ الأول: ما يوهم تقدير تمامه تذكير مؤنث "كَمُسْلِمَة" وحارثة وحفصة فتقول فيه: "يا مسلم" و"يا حارث" و"يا حفص" بالفتح؛ لئلا يلتبس

بنداء مذكر لا ترخيم فيه، والثاني: ما يلزم بتقدير تمامه عدم النظير كطيلسان في لغة من كسر اللام مسمى به فتقول فيه: "يا طيلس" بالفتح على نية المحذوف ولا يجوز الضم لأنه ليس في الكلام "فيعل" صحيح العين إلا ما ندر من نحو: "صيقل" اسم امرأة و"عذاب بَيئس" في قراءة بعضهم، ولا "فيعل" معتلها بل التزم في الصحيح الفتح كضيغم وفي المعتل الكسر كسيد وصيب وهين وكحبليات وحبلوى وحمراوى فتقول فيها: "يا حبلى" و"يا حبلو" و"يا حمراو" بفتح الياء والواو على نية المحذوف ولا يجوز القلب على نية الاستقلال لما يلزم عليه من عدم النظير وهو كون ألف "فعلى" وهمزة "فعلاء" مبدلتين وهما لا يكونان إلا للتأنيث. تنبيه: ذكر الناظم هذا السبب الثاني في الكافية والتسهيل ولم يذكره هنا لعله لأجل أنه مختلف فيه فاعتبره الأخفش والمازني والمبرد، وذهب السيرافي وغيره إلى عدم اعتباره وجواز الترخيم فيما تقدم والتمام. "وَجَوِّزِ الوَجْهَينِ فِي" ما هو "كَمَسْلَمَهْ" بفتح الأول اسم رجل لعدم المحذورين المذكورين، فتقول: "يا مسلم" بفتح الميم وضمها. تنبيه: الأكثر فيما جاز فيه الوجهان الوجه الأول وهو أن ينوي المحذوف كما نص عليه في التسهيل، وعبارته تقدير ثبوت المحذوف للترخيم أعرف من تقدير التمام بدونه. 619- "ولاضطرار رخموا دون ندا ... "مَا لِلنِّدَا يَصْلُحُ نَحْوُ أَحْمَدَا" أي: يجوز الترخيم في غير النداء بشروط ثلاثة: الأول: الاضطرار إليه فلا يجوز ذلك في السعة. الثاني: أن يصلح الاسم للنداء نحو: "أحمد"؛ فلا يجوز في نحو: "الغلام"، ومن ثم خطئ من جعل من ترخيم الضرورة، قوله "من الرجز": أَوَالفَا مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الحَمِي1

_ 1 تقدم بالرقم 707.

كما ذكره ابن جني في المحتسب والأصل "الحمام" فحذف الألف والميم الأخيرة لا على وجه الترخيم لما ذكرناه، ثم كسر الميم الأولى لأجل القافية. الثالث: أن يكون إما زائدًا على الثلاثة أو بتاء التأنيث، ولا تشترط العلمية ولا التأنيث بالتاء عينًا كما أفهمه كلامه ونص عليه في التسهيل ومنه قوله "من الخفيف": 929- لَيسَ حَيٌّ عَلَى المُنَونِ بِخَالِ أي: بخالد: تنبيه: اقتضى كلامه أن هذا الترخيم جائز على اللغتين وهو على لغة التمام إجماع كقوله "من الطويل": 930- لَنِعْمِ الفَتَى تَعْشُو إلَى ضَوءِ نَارِهِ ... طَرِيفُ بنُ مَالٍ لَيلَةَ الجُوعِ وَالخَصَرْ

_ 929- التخريج: البيت لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص105؛ والدرر 3/ 47؛ والمقاصد النحوية 4/ 261، وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 181. وروايته في الديوان: ليس رسم على الدفين ببالي ... فلوي ذروة فجنبي أثال اللغة: الرسم: ما بقي من آثار الديار. الدفين: واد قريب من مكة. المنون: الموت. اللوي: الموضع الذي يلتوي فيه الرمل أو الوادي. ذروة. من بلاد غطفان. الإعراب: ليس: فعل ماض ناقص. حي: اسم "ليس" مرفوع بالضمة، على المنون: جار ومجرور متعلقان بـ"خال". بخال: "الباء": حرف جر زائد، و"خال": اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه خبر "ليس". وجملة "ليس رسم بخال": ابتدائية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "بخال"، والأصل: بخالد، فرخمه الشاعر في غير النداء للضرورة الشعرية، وهو ليس علمًا، مما يؤيد مذهب الذين لم يشترطوا العلمية في الترخيم. 930- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص142؛ وتذكرة النحاة ص420؛ والدرر 3/ 48؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 451؛ وشرح التصريح 2/ 190؛ والكتاب 2/ 254؛ والمقاصد النحوية 4/ 280؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص239؛ وشرح ابن عقيل ص537؛ وهمع الهوامع 1/ 181. شرح المفردات: تعشو: تنظر إلى ناره ليلًا. ابن مال: أي ابن مالك. الخصر: شدة البرد. المعنى: يمدح الشاعر طريف بن مالك بأنه رجل كريم يستضاء بناره ويقصد إذا نما اشتد الجوع والبرد. الإعراب: "لنعم": اللام موطئة للقسم، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. "الفتى": فاعل مرفوع. "تعشو": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "إلى ضوء": جار ومجرور متعلقان بـ"تعشو"، وهو مضاف. "ناره": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر =

أراد ابن مالك؛ فحذف الكاف وجعل ما بقي من الاسم بمنزلة اسم له لم يحذف منه شيء ولهذا نونه. وأما على لغة من ينتظر فأجازه سيبويه ومنعه المبرد، ويدل للجواز قوله "من الوافر": 931- ألاَ أضْحَتْ حِبَالُكُمُ رِمَامَا ... وَأَضْحَتْ مِنْكَ شَاسِعَةً أُمَامَا هكذا رواه سيبويه، ورواه المبرد: وَمَا عَهْدِي كَعَهْدِكِ يَا أُمَامَا1

_ = بالإضافة. "طريف": مبتدأ مؤخر مرفوع أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". "بن": نعت "طريف" مرفوع، وهو مضاف. "مال": مضاف إليه مرخم مجرور. "ليلة": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"تعشو"، وهو مضاف. "الجوع": مضاف إليه مجرور. "والخصر": الواو حرف عطف، "الخصر": معطوف على "الجوع"، وسكن للضرورة الشعرية. وجملة: "نعم الفتى" في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ. وجملة "تعشو" في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "مال" حيث رخم من غير أن يكون منادى، وذلك للضرورة لأنه صالح للنداء. 931- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص221؛ وخزانة الأدب 2/ 365؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 594؛ وشرح التصريح 2/ 190؛ والكتاب 2/ 270؛ والمقاصد النحوية 4/ 282؛ ونوادر أبي زيد ص31؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص240؛ والإنصاف 1/ 353؛ وأوضح المسالك 4/ 70؛ وشرح عمدة الحافظ ص313. شرح المفردات: الحبال: هنا أواصر الألفة. الرمام: البالية أو المقطعة. الشاسعة: البعيدة. أماما: أي: أمامة. المعنى: يقول: إن أواصر المحبة والألفة قد رمت، وأصبحت أمامة بعيدة عنك بعدًا شاسعًا، لا سبيل إلى عودتها. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح أو تنبيه. "أضحت": فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. "حبالكم": اسم "أضحى" مرفوع، وهو مضاف، "كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "رمامًا": خبر "أضحى" منصوب بالفتحة. "وأضحت":" الواو حرف عطف، "أضحت": فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"شاسعة". "شاسعة": خبر "أضحى" منصوب. "أماما": اسم "أضحى" مرفوع بالضمة على الحرف المحذوف للترخيم. وجملة: "ألا أضحت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. جملة: "أضحت منك ... " معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد فيه قوله: "أماما" حيث رخم في غير النداء للضرورة، وترك الميم على لفظها مفتوحة على لغة من ينتظر، وهي في غير موضع الرفع. 1 تقدم بالرقم 707.

قال في شرح الكافية: والإنصاف يقتضي تقرير الروايتين ولا تدفع إحداهما بالأخرى واستشهد سيبويه أيضًا بقوله "من البسيط": 932- إنَّ ابنَ حَارِثَ إنْ أشْتَقْ لِرُؤْيَتِهِ ... أو أمْتَدِحْهُ فَإنَّ النَّاسَ قَدْ عَلِموا خاتمة: قال في التسهيل: ولا يرخم في غيرها -يعني في غير الضرورة- منادى عار من الشروط إلا ما شذ من "يا صاح"، و"أطرق كرا"1 على الأشهر؛ إذ الأصل: "صاحب" و"كروان"، فرخما مع عدم العلمية شذوذًا، وأشار بالأشهر إلى خلاف المبرّد فإنه زعم أنه ليس مرخمًا، وإن ذكر "الكروان" يقال له "كرًا"، والله أعلم.

_ 932- التخريج: البيت لابن حبناء "أوس بن حبناء أو المغيرة بن حبناء" في الدرر 3/ 48؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 527؛ وشرح التصريح 2/ 190؛ والكتاب 2/ 272؛ والمقاصد النحوية 283؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص241؛ والمقرب 1/ 188: وهمع الهوامع 1/ 181. المعنى: إذا اشتقت لرؤية بن حارثة، وإذا مدحته فإن الناس تعلم بما أفعل. الإعراب: "إن": حرف مشبه بالفعل. "ابن": اسم "إن" منصوب بالفتحة. "حارث": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على التاء المحذوفة للترخيم. "إن": حرف شرط جازم. "أشتق": فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه فعل الشرط، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". "لرؤيته": جار ومجرور متعلقان بـ"أشتق"، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه."أو أمتدحه": "أو: للعطف، "أمتدحه": فعل مضارع مجزوم بالسكون، عطفًا على فعل الشرط، والفاعل: ضمير مستتر تقديره "أنا"، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "فإن": "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل."الناس": اسم إن منصوب بالفتحة. "قد": حرف تحقيق. "علموا": فعل ماض مبني على الضم، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة "إن ابن حارث ... ": ابتدائية لا محل لها. وجملة "فعل الشرط وجوابه": في محل رفع خبر "إن". وجملة "أمتدحه": معطوفة على جملة فعل الشرط. وجملة "فإن الناس ... ": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "علموا": في محل رفع خبر "إن". والشاهد فيه قوله: "ابن حارث" حيث رخم "حارثة" فحذف تاءها، وهو هنا غير منادى، وذلك لضرورة الشعر. 1 هذا القول من أمثال العرب وقد تقدم تخريجه.

الاختصاص

الاِخْتِصَاصُ: "حقيقته والفرق بينه وبين النداء": 620- الاختصاص كنداء دون يا ... كـ"أيها الفتى" بإثر "ارجونيا" "الاِخْتِصَاصُ": قصر الحكم على بعض أفراد المذكور وهو خبر "كَنِدَاءٍ" أي: جاء على صورة النداء لفظًا توسعًا كما جاء الخبر على صورة الأمر والأمر على صورة الخبر والخبر على صورة الاستفهام والاستفهام على صورة الخبر لكنه يفارق النداء في ثمانية أحكام: الأول: أنه يكون "دُونَ يَا" وأخواتها لفظًا ونية. الثاني: أنه لا يقع في أول الكلام بل في أثنائه، وقد أشار إليه بقوله "كَأَيُّهَا الفَتَى بِإِثْرِ ارْجُونيَا". والثالث: أنه يشترط أن يكون المقدم عليه اسمًا بمعناه. الرابع والخامس: أنه يقلّ كونه علمًا وأنه ينصب مع كونه مفردًا. السادس: أنه يكون بأل قياسًا كما سيأتي أمثلة ذلك. السابع: أن "أيا" توصف في النداء باسم الإشارة وهنا لا توصف به. الثامن: أن المازني أجاز نصب تابع "أي" في النداء ولم يحكوا هنا خلافًا في وجوب رفعه، وفي الارتشاف: لا خلاف في تابعها أنه مرفوع.

"أنواع الاسم المخصوص": واعلم أن المخصوص وهو الاسم الظاهر الواقع بعد ضمير يخصه أو يشارك فيه على أربعة أنواع: الأوّل: أن يكون "أيها" و"أيتها"؛ فلهما حكمهما في النداء وهو الضمّ، ويلزمهما الوصف باسم محلى بـ"أل" لازم الرفع، نحو: "أنا أفعل كذا أيها الرجل"، و"اللهم اغفر لنا أيتها العصابة". والثاني أن يكون معرفًا بـ"أل" وإليه الإشارة بقوله: 621- "وَقَدْ يُرَى ذَا دُونَ أيَ تِلوَ أل ... كَمِثْلِ نَحْنُ العُرْبَ أسْخَى مَنْ بَذَل" بالذال المعجمة أي أعطى. والثالث: أن يكون معرفًا بالإضافة كقوله صلى الله عليه وسلّم: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث"، وقوله "من الرجز": 933- نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أصْحَابُ الجَمَل ... "ننعي ابن عفان بأطراف الأسل"

_ 933- التخريج: الرجز للحارث الضبي في الدرر 3/ 13؛ وللأعرج المعني في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص291؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 522؛ ولسان العرب 6/ 229 "ندس"، 11/ 123 "بجل"، 552 "جمل"؛ وهمع الهوامع 1/ 171. اللغة والمعنى: بنو ضبة: قبيلة، أبوهم ضبة بن أد. الجمل: هو الجمل الذي ركبته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق يوم خرجت لقتال علي بن أبي طالب، مطالبة بثأر عثمان بن عفان رضي الله عنه. النعي: الإخبار بالموت. الأسل: الرماح. يقول: إن قومه بني ضبة هم الذين ناصروا عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- مطالبين بثأر عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بحد السيف. الإعراب: نحن: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. بني: مفعول به منصوب على الاختصاص وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. ضبة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. أصحاب: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الجمال: مضاف إليه مجرور وسكن للضرورة. ننعي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: نحن. ابن: مفعول به منصوب، وهو مضاف. عفان: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف =

قال سيبويه: وأكثر الأسماء دخولا في هذا الباب "بنو فلان" و"معشر" مضافا، و"أهل البيت" و"آل فلان". والرابع: أن يكون علمًا، وهو قليل، ومنه قوله "من الرجز": 934- بِنَا تَمِيما يُكْشَفُ الضَّبَابُ ولا يدخل في هذا الباب نكرة ولا اسم إشارة. تنبيه: لا يقع المختص مبنيا على الضم إلا بلفظ "أيها" و"أيتها"، وأما غيرهما فمنصوب وناصبه فعل واجب الحذف تقديره أخص، واختلف في موضع "أيها" و"أيتها": فمذهب الجمهور أنهما في موضع نصب بأخص أيضًا وذهب الأخفش إلى أنه منادى ولا ينكر أن ينادي الإنسان نفسه، ألا ترى إلى قول عمر رضي الله عنه: كل الناس أفقه منك يا عمر، وذهب السيرافي إلى أن أيا في الاختصاص معربة وزعم أنها تحتمل وجهين: أن تكون خبرًا لمبتدأ محذوف والتقدير أنا أفعل كذا، هو أيها الرجل، أي المخصوص به، وأن تكون مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: أيها الرجل المخصوص أنا المذكور. خاتمة: الأكثر في المختص أن يلي ضمير متكلم كما رأيت، وقد يلي ضمير مخاطب كقولهم: "بك الله نرجو الفضل"، و"سبحانك الله العظيم"، ولا يكون بعد ضمير غائب.

_ = والنون. بأطراف: جار ومجرور متعلقان بـ"ننعي"، وهو مضاف. الأسل: مضاف إليه، وسكن للضرورة الشعرية. وجملة "نحن بني ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "بني ضبة" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة:"ننعي ... " الفعلية في محل رفع خبر ثان. والشاهد فيه قوله: "بني ضبة" حيث نصب "بني" على الاختصاص بفعل محذوف للدلالة على المدح. 934- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. الإعراب: بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"يكشف". تميمًا: مفعول به على الاختصاص. يكشف: فعل مضارع للمجهول. الضباب: نائب فاعل مرفوع. وجملة "بنا يكشف الضباب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة الاختصاص اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "تميمًا"حيث نصبه على الاختصاص وهو اسم علم.

التحذير والإغراء

التَّحْذِيرُ وَالإغْرَاءُ: التحذير: تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه. والإغراء تنبيهه على أمر محمود ليفعله. وإنما ذكر ذلك بعد باب النداء لأن الاسم في التحذير والإغراء مفعول به بفعل محذوف ولا يجوز إظهاره كالمنادى على تفصيل يأتي. واعلم أن التحذير على نوعين: الأول أن يكون بإياك ونحوه، والثاني بدونه. فالأول يجب ستر عامله مطلقًا كما أشار إليه بقوله: 622- "إياك والشر" ونحوه نصب ... محذر بما استتاره وجب "إيَّاكَ وَالشَّرَّ وَنَحْوَهُ" أي نحو: إياك، كإياك، وإياكما، وإياكم، وإياكن "نَصَبْ مُحَذِّرٌ بِمَا" أي بعامل "اسْتِتَارُهُ وَجَبْ" لأنه لما كثر التحذير بهذا اللفظ جعلوه بدلًا من اللفظ بالفعل، والأصل: احذر تلاقي نفسك والشر، ثم حذف الفعل وفاعله ثم المضاف الأول وأنيب عنه الثاني فانتصب، ثم الثاني وأنيب عنه الثالث فانتصب وانفصل. 623- ودون عطف ذا لإيا انسب وما ... سواه ستر فعله لن يلزما "وَدُونَ عَطْفٍ ذَا" الحكم أي النصب بعامل مستتر وجوبًا "لإيَّا انْسُبْ" سواء وجد

تكرار، كقوله "من الطويل": فَإِيَّاكَ إيَّاكَ المِرَاءَ فَإِنَّهُ ... إلَى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وَلِلشَّرِّ جَالِبُ1 أم لم يوجد، نحو: "إياك من الأسد"، والأصل: باعد نفسك من الأسد، ثم حذف "باعد" وفاعله والمضاف، وقيل: التقدير: أحذرك من الأسد، فنحو: "إياك الأسد" ممتنع على التقدير الأوّل وهو قول الجمهور، وجائز على الثاني2 وهو رأي الشارح وظاهر كلام التسهيل ويعضده البيت، ولا خلاف في جواز إياك أن تفعل لصلاحيته لتقدير "من"، قال في التسهيل: ولا يحذف يعني العاطف بعد "إيا" إلا والمحذور منصوب بإضمار ناصب آخر أو مجرور بـ"من"، وتقديرها مع أن تفعل كاف. تنبيهان: الأول: ما قدمته من التقدير في "إياك والشر" هو ما اختاره في شرح التسهيل وقال: إنه أقل تكلفًا، وقيل الأصل اتق نفسك أن تدنو من الشر والشر أن يدنو منك، فلما حذف الفعل استغنى عن النفس فانفصل الضمير، وهذا مذهب كثير من النحويين منهم السيرافي واختاره ابن عصفور، وذهب ابن طاهر وابن خروف إلى أن الثاني منصوب بفعل آخر مضمر فهو عندهما من قبيل عطف الجمل. الثاني: حكم الضمير في هذا الباب مؤكدًا أو معطوفًا عليه حكمه في غيره نحو إياك نفسك أن تفعل، وإياك أنت نفسك أن تفعل، وإياك وزيدًا أن تفعل، وإياك أنت وزيد أن تفعل. "وَمَا سِوَاهُ" أي ما سوى ما بـ"إيا" وهو النوع الثاني من نوعي التحذير "سَتْرُ فِعْلِهِ لَنْ يَلزَمَا". 624- إلا مع العطف أو التكرار ... كـ"الضيغم الضيغم يا ذا الساري" "إلاَّ مَعَ العَطْفِ" سواء ذكر المحذور نحو: "ماز رأسك والسيف"، أي: يا مازنُ قِ

_ 1 تقدم بالرقم 803. 2 وذلك لأن العامل المقدر "أحذر" يتعدى إلى المفعول به الثاني بنفسه تارة، وبواسطة حرف الجر "من" تارة أخرى؛ أما الفعل "باعد" فلا يتعدى إلى المفعول به الثاني إلا بحرف الجر "من" أو بالتضمين.

رأسك واحذر السيف، أم لم يذكر نحو: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} 1، "أَوِ التَّكْرَارِ" كذلك "كالضَّيغَمَ الضَّيغَمَ" أي الأسد الأسد "يَا ذَا السَّارِي" ونحو: "رأسك رأسك" جعلوا العطف والتكرار كالبدل من اللفظ بالفعل، فإن لم يكن عطف ولا تكرار جاز ستر العامل وإظهاره، تقول: "نفسك الشر" أي جنب نفسك الشر، وإن شئت أظهرت، وتقول: "الأسد" أي: "احذر الأسد"، وإن شئت أظهرت، ومنه قوله "من البسيط": 935- خَلِّ الطَّرِيقَ لِمَنْ يَبْنِي المَنَارَ بِهِ ... "وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر" تنبيهات: الأول: أجاز بعضهم إظهار العامل مع المكرر، وقال الجزولي: يقبح ولا يمتنع. الثاني: شمل قوله "إلا مع العطف أو التكرار" الصور الأربع المتقدمة، وكلامه في

_ 1 الشمس: 13. 935- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص1/ 211؛ وشرح التصريح 2/ 195؛ والصاحبي في فقه اللغة ص186؛ والكتاب 1/ 254؛ ولسان العرب 5/ 310 "برز"؛ والمقاصد النحوية 4/ 307؛ وبلا نسبة في الرد على النحاة ص75؛ وشرح المفصل 2/ 30. شرح المفردات: خل: دع. الطريق: سبيل المجد. المنار: ما يهتدي به على الطريق. ابرز: اظهر: برزة: اسم أم عمر بن لجأ. المعنى: يهجو الشاعر عمر بن لجأ بقوله: دع طريق المجد لأهلها الذين يعرفون مسالكها، وإن اضطرك القدر إلى الظهور بأمك برزة. وهذا غاية في التحقير. الإعراب: "خل": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "الطريق": مفعول به. "لمن": جار ومجرور متعلقان بـ"خل". "يبني": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "المنار": مفعول به "به": جار ومجرور متعلقان بـ "يبني". "وابرز": الواو حرف عطف، "ابرز": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "ببرزة": جار ومجرور متعلقان بـ"ابرز"."حيث": ظرف مكان مبني في محل نصب متعلق بـ"اضطرك": فعل ماض، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. "القدر": فاعل مرفوع. وجملة: "خل الطريق": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يبني" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ابرز" معطوفة على الجملة الابتدائية. وجملة "اضطرك القدر" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "خل الطريق" حيث أظهر العامل "خل"، ولو أضمره وقال: "الطريق" لكان أحسن.

الكافية يشعر بأن الأخيرة منها وهي "رأسك رأسك" يجوز فيها إظهار العامل فإنه قال: وَنَحْوُ رَاسَكَ كَإيَّاكَ جُعِل ... إِذِا الَّذِي يُحْذَرُ مَعْطُوفًا وُصِل وقد صرح ولده بما تقدم. الثالث: العطف في هذا الباب لا يكون إلا بالواو وكون ما بعدها مفعولًا معه جائز، فإذا قلت: "إياك وزيدًا أن تفعل كذا" صح أن تكون الواو واو "مع". 625- وشذ "إياي" و"إياه" أشذ ... وعن سبيل القصد من قاس انتبذ "وَشَذَّ" التحذير بغير ضمير المخاطب نحو "إِيَّايَ" في قول عمر رضي الله عنه: "لتذك لكم الأسل والرماح والسهام، وإياي وأن يحذف أحدكم الأرنب"، والأصل إياي باعدوا عن حذف الأرنب، وباعدوا أنفسكم عن أن يحذف أحدكم الأرنب. ثم حذف من الأول المحذور ومن الثاني المحذر، ومثل إياي إيانا "وَإِيَّاهُ" وما أشبهه من ضمائر الغيبة المنفصلة "أَشَذ" من "إياي"، كما في قول بعضهم: "إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب"، والتقدير فليحذر تلاقي نفسه وأنفس الشواب، وفيه شذوذان: مجيء التحذير فيه للغائب وإضافة "إيا" إلى ظاهر وهو "الشواب"، ولا يقاس على ذلك كما أشار إلى ذلك بقوله "وَعَنْ سَبِيلِ القَصْدِ مَنْ قَاسَ انْتَبَذْ" أي من قاس على إياي وإياه وما أشبههما فقد حاد عن طريق الصواب. اهـ. تنبيه: ظاهر كلام التسهيل أنه يجوز القياس على "إياي"، و"إيانا" فإنه قال: ينصب محذر "إياي" و"إيانا" معطوفًا عليه المحذور فلم يصرّح بشذوذ وهو خلاف ما هنا. 626- "وكَمُحَذِّرٍ بِلاَ إيَّا اجْعَلاَ ... مُغْرًى بِهِ فِي كلِّ مَا قَدْ فُصِّلاَ" من الأحكام؛ فلا يلزم ستر عامله إلا مع العطف، كقوله: "المروءة والنجدة"، بتقدير:

الزم، أو التكرار كقوله "من الطويل": 936- أَخَاكَ أَخَاكَ إنَّ مَنْ لاَ أَخَا لَهُ ... كَسَاعٍ إلَى الهَيجَا بغَيرِ سِلاَحِ وَإِنَّ ابْنَ عَمِّ المرءِ فَاعْلَمْ جَنَاحُهُ ... وَهَل يَنْهَضُ البَازِي بِغَيرِ جَنَاحِ أي: ألزم أخاك، ويجوز إظهار العامل في نحو: "الصلاة جامعة"، إذ "الصلاة" نصب على الإغراء بتقدير: احضروا، و"جامعة": حال؛ فلو صرحت باحضروا جاز. تنبيه: قد يرفع المكرر في الإغراء والتحذير، كقوله "من الخفيف": 937- إنَّ قَومًا مِنْهُمْ عُمَيرٌ وَأَشْبَا ... هُ عُمَيرٍ وَمِنْهُمُ السَّفَّاحُ لَجَدِيرُونَ بِالوَفَاءِ إذَا قَا ... لَ أَخُو النَّجْدَةِ السِّلاَحُ السِّلاَحُ

_ 936- التخريج: الشاهد لمسكين الدارمي في ديوانه ص29؛ والأغاني 20/ 171، 173؛ وخزانة الأدب 3/ 65، 67؛ والدرر 3/ 11؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 127؛ وشرح التصريح 2/ 195؛ والمقاصد النحوية 4/ 305؛ ولمسكين أو لابن هرمة في فصل المقال ص269؛ ولقيس بن عاصم في حماسة البحتري ص245؛ ولقيس بن عاصم أو لمسكين الدارمي في الحماسة البصرية 2/ 60؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 79؛ وتخليص الشواهد ص62؛ والخصائص 2/ 480؛ والدرر 6/ 44؛ وشرح قطر الندى ص134؛ والكتاب 1/ 256. اللغة والمعنى: ساع: قاصد. الهيجا: الحرب. يقول: يجب على الإنسان أن يلزم أخاه في جميع الأمور، لأن المرء الذي يتخلى عن أخيه يكون كالإنسان الذي يذهب إلى الحرب بغير سلاح. الإعراب: أخاك: مفعول به منصوب على الإغراء تقديره: "الزم أخاك"، وهو مضاف، والكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. أخاك: توكيد للأولى. إن: حرف مشبه بالفعل. من: اسم موصول في محل نصب اسم "إن". لا: نافية للجنس. أخا: اسم "لا" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة. له: اللام: حرف مقحم بين المضاف والمضاف إليه، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والتقدير: إن الذي لا أخاه موجود. كساع: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا" إلى الهيجا: جار ومجرور متعلقان بـ"ساع". بغير: جار ومجرور متعلقان بـ"ساع". وهو مضاف. سلاح: مضاف إليه ... وجملة " ... أخاك أخاك" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "إن من لا أخا له" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها تعليلية، أو استئنافية. وجملة "لا أخا له" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول الاسمي. والشاهد فيه وجوب الإضمار إذا كرر المغرى به، فـ"أخاك" يلزم نصبه بتقدير: الزم أخاك، و"أخاك" الثاني: توكيد. 937- التخريج: البيتان بلا نسبة في الخصائص 3/ 102؛ والدرر 3/ 11؛ والمقاصد النحوية 4/ 306؛ وهمع الهوامع 1/ 170. =

وقال الفراء في قوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} 1، نصب "الناقة" على التحذير، وكل تحذير فهو نصب، ولو رفع على إضمار هذه لجاز فإن العرب قد ترفع ما فيه معنى التحذير، اهـ. خاتمة: قال في التسهيل: ألحق بالتحذير والإغراء في التزام إضمار الناصب مثل وشبهه، نحو: "كليهما وتمرًا"2، و"امرأ ونفسه"، و"الكلاب على البقر"3، و"أَحشفا وسوء كِيلة"4، و"من أنت زيدًا"، و"كل شيء ولا هذا"، أو "ولا شتيمة حر"، و"هذا ولا

_ = الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. قومًا: اسم "إن" منصوب. منهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. عمير: مبتدأ مؤخر. وأشباه "الواو": حرف عطف، "أشباه": معطوف على "عمير" مرفوع، وهو مضاف. عمير: مضاف إليه مجرور. ومنهم: "الواو": حرف عطف، "منهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. السفاح: مبتدأ مؤخر. لجديرون: اللام المزحلقة، "جديرون": خبر "إن" مرفوع بالواو. بالوفاء: جار ومجرور متعلقان بـ"جديرون". إذا: ظرف زمان متعلق بـ"جديرون". قال: فعل ماض. أخو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. النجدة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. السلاح: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". السلاح: توكيد لفظي للأولى. وجملة "إن قومًا لجديرون": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "منهم عمير": في محل نصب نعت "قومًا". وجملة "منهم السفاح": معطوفة على سابقتها. وجملة "قال": في محل جر بالإضافة. وجملة "السلاح السلاح": في محل نصب مقول القول. الشاهد فيه قوله: "السلاح السلاح" حيث رفع المكرر في الإغراء والتحذير، وكان من حقه النصب. 1 الشمس: 13. 2 هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 147؛ والفاخر ص149؛ وفصل المقال ص110؛ وكتاب الأمثال ص200؛ والمستقصى 2/ 231؛ ومجمع الأمثال 2/ 151، 287 ويروى: "كلاهما "أو: كليهما، أو: كلتاهما" وتمرا". قال ذلك رجل مر بإنسان وبين يديه زيد وسنام وتمر، فقال له الرجل: أنلني مما بين يديك. قال: أيهما أحب إليك: زبد أم سنام؟ فقال الرجل: كلاهما وتمرًا، أي: كلاهما أريد، وأريد تمرًا. يضرب في كل موضع خير فيه الرجل بين شيئين، وهو يريدهما معًا. 3 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 169؛ والحيوان 1/ 260؛ والعقد الفريد 3/ 116؛ وفصل المقال ص400؛ وكتاب الأمثال ص284؛ ولسان العرب 1/ 715 "كرب"، 722 "كلب"؛ والمستقصى 1/ 330، 341؛ ومجمع الأمثال 2/ 142. يضرب في النهي عن الدخول بين قوم بعضهم أولى ببعض. والمعنى أن بقر الوحش جرت العادة على اصطيادهم بالكلاب، فهي أولى، فاتركها وشأنها. وقيل: قال المثل راع لراعية كانت ترعى البقر، وقد راودها عن نفسها، قالت: كيف أصنع بالبقر؟ فقال ذلك. ويروي المثل بنصب "الكلاب" على إضمار فعل محذوف، بالرفع على الابتداء. 4 هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال 1/ 101، وجمهرة اللغة ص537، 983؛ وزهر

زعماتك، و"إن تأت فأهل الليل وأهل النهار"، و"مرحبًا وأهلًا وسهلًا"، و"عذيرك"، و"ديار الأحباب"، بإضمار: أعطني، ودع، وأرسل، وأتبيع، وتذكر، واصنع، ولا ترتكب، ولا أتوهم، وتجد، وأصبت، وأتيت، ووطئت، وأحضر، واذكر. ثم قال: وربما قيل كلاهما وتمرًا، وكل شيء ولا شتيمة حر، ومن أنت زيد، أي كلاهما لي، وزدني، وكل شيء أمم1 ولا ترتكب، ومن أنت كلامك زيد أو ذكرك1، والله أعلم.

_ الأكم 2/ 124؛ والعقد الفريد 3/ 128؛ والمقال ص374؛ وكتاب الأمثال ص261؛ ولسان العرب 9/ 47 "حشف"، 11/ 604 "كيل"؛ والمستقصى 1/ 687؛ ومجمع الأمثال 1/ 207. الحشف: رديء التمر. الكيلة: نوع من الكيل. ونصبوا "حشفًا" بفعل تقديره: أتجمع. يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين. 1 أمم: سهل يسير. 2 ذكرك: الذي تذكره وتتحدث عنه، فهو من باب إطلاق المصدر والمراد به اسم المفعول.

أسماء الأفعال والأصوات

أسماءُ الأفعالِ والأصواتِ: "حقيقة اسم الفعل": 627- ما ناب عن فعل كشتان وصه ... هو اسم فعل وكذا أوه ومه "مَا نَابَ عَنْ فِعْلٍ" في العمل ولم يتأثر بالعوامل ولم يكن فضلة "كَشَتَّانَ وَصَهْ هُوَ اسْمُ فِعْلٍ وَكَذَا أَوَّهْ وَمَهْ". فما ناب عن فعل جنس يشمل اسم الفعل وغيره مما ينوب عن الفعل، والقيد الأوَّل -وهو لم يتأثر بالعوامل- فصل يخرج المصدر الواقع بدلًا من اللفظ بالفعل واسم الفاعل ونحوهما، والقيد الثاني -وهو لم يكن فضلة- لإخراج الحروف؛ فقد بان لك أن قوله كشتان تتميم للحدّ: فشتان: ينوب عن افترق، وصه ينوب عن اسكت، و"أوَّه": عن أتوجع، و"مهْ" عن انكفف، وكلها لا تتأثر بالعوامل وليست فضلات لاستقلالها. تنبيهان: الأوَّل كون هذه الألفاظ أسماء حقيقة هو الصحيح الذي عليه جمهور البصريين، وقال بعض البصريين: إنها أفعال استعملت استعمال الأسماء، وذهب الكوفيون إلى أنها أفعال حقيقية، وعلى الصحيح فالأرجح أن مدلولها لفظ الفعل لا الحدث والزمان بل تدل على ما يدل على الحدث والزمان كما أفهمه كلامه، وقيل: إنها تدل على الحدث والزمان كالفعل لكن بالوضع لا بأصل الصيغة، وقيل: مدلولها المصادر، وقيل: ما سبق استعماله في ظرف أو مصدر باق على اسميته كرويد زيدًا ودونك زيدًا، وما عداه فعل كنزال وصهْ، وقيل: هي قسم برأسه يسمى خالفة الفعل. الثاني: ذهب كثير من النحويين منهم الأخفش إلى أن أسماء الأفعال لا موضع لها من الإعراب، وهو مذهب المصنف، ونسبه بعضهم إلى الجمهور, وذهب المازني ومن وافقه

إلى أنها في موضع نصب بمضمر، ونقل عن سيبويه وعن الفارسي القولان. وذهب بعض النحاة إلى أنها في موضع رفع بالابتداء وأغناها مرفوعها عن الخبر كما أغنى في نحو "أقائم الزيدان". 628- وما بمعنى افعل كـ"آمين" كثر ... وغيره كـ"وي وهيهات" نزر "وَمَا بِمَعْنَى افْعَل كآمِينَ كَثُرْ" ما موصول مبتدأ وما بعده صلته وكثر خبره: أي ورود اسم الفعل بمعنى الأمر كثير، من ذلك "آمين" بمعنى استجب، و"صه" بمعنى اسكت، و"مه" بمعنى انكفف، و"تيد" و"تيدخ" بمعنى أمهل، و"هيت، وهيا" بمعنى أسرع، و"ويها" بمعنى أغر، و"إيه" بمعنى امض في حديثك، و"حيهل" بمعنى ائت أو أقبل أو عجل، ومنه باب نزال وقد مر أنه مقيس من الثلاثي، وأن "قرقار" بمعنى قرقر و"عرعار" بمعنى عرعر شاذ. تنبيه: في "آمين" لغتان: أمين بالقصر على وزن "فعيل"، و"آمين" بالمد على وزن "فاعيل"، وكلتاهما مسموعة، فمن الأولى قوله "من الطويل": 938- تَبَاعَدَ مِنِّى فَطحلٌ وَابْنُ أُمِّهِ ... أَمِينَ فَزَادَ اللَّهُ مَا بَينَنَا بُعْدَا

_ 938- التخريج: البيت لجبير بن الأضبط في تهذيب إصلاح المنطق 2/ 42؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص179؛ وشرح المفصل 4/ 34؛ ولسان العرب 11/ 5187 "فحطل"، 11/ 528 "فطحل"، 13/ 27 "أمن". اللغة والمعنى: فطحل: اسم رجل. الإعراب: تباعد: فعل ماض. مبني: جار ومجرور متعلقان بـ"تباعد" فطحل: فاعل مرفوع. وابن: الواو: حرف عطف، ابن: اسم معطوف على "فطحل" مرفوع مثله، وهو مضاف. أمه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر مضاف إليه. أمين: اسم فعل أمر بمعنى "استجب" والفاعل: أنت. فزاد: الفاء: حرف عطف، زاد: فعل ماض. الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به أول. بيننا: ظرف متعلق بمحذوف تقديره: "استقر"، وهو مضاف، نا: ضمير في محل جر بالإضافة. بعدًا: مفعول به ثان. وجملة "تباعد مني ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أمين" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "زاد الله" الفعلية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "استقر بيننا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "أمين" حيث جاء بقصر الألف مع تخفيف الميم، وهي لغة في "آمين".

ومن الثانية قوله "من البسيط": 939- "يا رب لا تسلبني حبها أبدا" ... وَيَرْحَمُ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ آمِينَا وعلى هذه اللغة فقيل: إنه عجمي معرّب؛ لأنه ليس في كلام العرب "فاعيل"، وقيل: أصله أمين بالقصر فأشبعت فتحة الهمزة فتولدت الألف كما في قوله "من الرجز": 940- أَقُولُ إذْ خَرَّتْ عَلَى الكَلكَالِ ... "يا ناقتا ما جلت من مجال"

_ 939- التخريج: البيت للمجنون في ديوانه ص219؛ ولعمر بن أبي ربيعة في لسان العرب 13/ 27 "أمن"، وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص179؛ وإنباه الرواة 3/ 282؛ وشرح المفصل 4/ 34. الإعراب: يا: حرف نداء. رب: منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، وهو مضاف، والياء: في محل جر بالإضافة. لا: الناهية، وهنا، دعائية. تسلبني: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، في محل جزم بـ"لا"، والفاعل: أنت، والنون: للوقاية، والياء: ضمير في محل نصب مفعول به أول. حبها: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، ها: ضمير في محل جر بالإضافة. أبدًا: ظرف متعلق بـ"تسلب". ويرحم: الواو: حرف استئناف، يرحم: فعل مضارع مرفوع. الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. عبدًا: مفعول به منصوب. قال: فعل ماض، والفاعل: هو. آمينا: اسم فعل أمر بمعنى "استجب" والفاعل: أنت. والألف: للإطلاق. وجملة "يا رب ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لا تسلبني" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "يرحم الله ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "قال آمينا" الفعلية في محل نعت "عبدًا". وجملة "آمينا" في محل نصب مفعول به. والشاهد فيه قوله: "آمينا"، وهذه في اللغة الأفصح في هذه الكلمة. 940- التخريج: الرجز بلا نسبة في الجنى الداني ص178؛ ورصف المباني ص12؛ ولسان العرب 11/ 596، 597 "كلل"؛ والمحتسب 1/ 166. اللغة: خرت: سقطت، أو انحدرت. الكلكل: الصدر من كل شيء، وقيل: هو ما مس الأرض من الحيوان إذا ربض. جلتِ: ذهبتِ وجئتِ. المجال: مكان التجوال والتطواف. المعنى: أقول لناقتي عندما رأيتها تنحدر على صدرها تعبًا: ما كانت حصيلة دورانك ومسيرك كله؟! الإعراب: "أقول": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". "إذا": مفعول فيه ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بـ"أقول". "خرت": فعل ماض مبني على الفتح، و"التاء": تاء التأنيث الساكنة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي" "يعود على الناقة". "على الكلكال": جار ومجرور متعلقان بـ"خرت". "يا": للنداء. "ناقتا": منادى مضاف منصوب بالفتحة؛ والألف مبدلة من ياء المتكلم مبنية على السكون في محل جر بالإضافة. "ما": اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. "جلت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، "من مجال": جار ومجرور متعلقان بـ"جلت". =

قال ابن إياز: وهذا أولى. "وَغَيرُهُ كَوَي وَهَيهَاتَ نَزُرْ" أي غير ما هو من هذه الأسماء بمعنى فعل الأمر قلَّ، وذلك ما هو بمعنى الماضي كشتان بمعنى افترق وهيهات بمعنى بعد، وما هو بمعنى المضارع كأوّه بمعنى أتوجع وأف بمعنى أتضجر، ووي ووا وواها بمعنى أعجب، كقوله تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} 1: أي اعجب لعدم فلاح الكافرين وقول الشاعر "من الرجز": 941- وَا بِأَبِي أَنْتِ وَفُوكِ الأَشْنَبُ ... "كأنما ذر عليه الزرنب"

_ = وجملة "أقول": ابتدائية لا محل لها. وجملة "خرت". في محل جر بالإضافة. وجملة "يا ناقتا": في محل نصب مفعول به "مقول القول". وجملة "جلت": استئنافية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "الكلكال" حيث أشبع فتحة "الكاف" في "الكلكل" فنشأت "الألف". 1 القصص: 82. 941- التخريج: الرجز لراجز من بني تميم في الدرر 5/ 304؛ وشرح شواهد المغني 2/ 786؛ والمقاصد النحوية 4/ 310؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 73؛ وجمهرة اللغة ص345، 1218؛ والجنى الداني ص4987؛ وجواهر الأدب ص287؛ وشرح التصريح 2/ 197؛ ولسان العرب 1/ 448 "زرنب"؛ ومغني اللبيب 2/ 369؛ وهمع الهوامع 2/ 106. اللغة: شرح المفردات: وا: أعجب. بأبي: أي أفديك بأبي. الأشنب: الأبيض الأسنان الرقيقها. ذر: نثر: الزرنب: نبات طيب الرائحة. المعنى: يقول: بأبي أفديك وأفدي فاك المرصع بالأسنان البيضاء الرقيقة، والذي يفوح منه الطيب، وكأنه ذر عليه الزرنب. الإعراب: وا: اسم فعل مضارع بمعنى "أعجب" مبني على السكون، وفاعله ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره "أنا". بأبي: الباء حرف جر، "أبي": اسم مجرور بالكسرة المقدرة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. أنت: ضمير المتصل مبني في محل رفع مبتدأ. وفوك: الواو حرف عطف، "فوك": معطوف على "أنت" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الأشنب: نعت "فوك" مرفوع بالضمة. كأنما: حرف مشبه بالفعل بطل عمله لاتصاله بـ"ما" الكافة، و"ما": الزائدة. ذر: فعل ماض للمجهول مبني على الفتحة. عليه: حرف جر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ذر". الزرنب: نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "ذر عليه الزرنب" في محل نصب حال من "فوك". الشاهد فيه قوله: "وا" فإنه اسم فعل مضارع بمعنى "أتعجب".

وقول الآخر "من الرجز": وَاهًا لِسَلمَى ثُمَّ وَاهًا وَاهَا1 تنبيهان: الأوّل تلحق "وي" كاف الخطاب كقوله "من الكامل": 942- وَلَقَدْ شَفَا نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا ... قِيلُ الفَوَارِسِ وَيكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ قيل: والآية المذكورة، وقوله تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ} 2 من ذلك، وذهب أبو عمرو بن العلاء إلى أن الأصل ويلك فحذفت اللام لكثرة الاستعمال،

_ 1 تقدم بالرقم 735. 942- التخريج: البيت لعنترة في ديوانه ص219؛ والجنى الداني ص353؛ وخزانة الأدب 6/ 406، 408، 421؛ وشرح شواهد المغني ص481، 487؛ وشرح المفصل 4/ 77؛ والصاحبي في فقه اللغة ص177؛ ولسان العرب 15/ 418 "ويا"؛ والمحتسب 1/ 16، 2/ 156؛ والمقاصد النحوية 4/ 318. اللغة: شفى نفسي: أذهب غيظها. أبرأ: شفى. السقم: المرض. قيل: قول. ويك: اسم فعل بمعنى أعجب أو تعجب. أقدم: تقدم. المعنى: لقد أذهب غيظ نفسي: قول الفرسان لي: يا عنترة أقدم ولا تتأخر، لأن الفرسان أصحابه لا غني لهم عنه فهم يلتجئون له في المعركة. الإعراب: ولقد: "الواو" حرف قسم وجر والمقسم به محذوف تقديره؛ والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم "اللام": واقعة في جواب المقدر، "قد": حرف تحقيق. شفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو. نفسي: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وأبرأ: "الواو": حرف عطف، "أبرأ": فعل ماض مبني على الفتح. سقمها: مفعول به منصوب و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. قيل: فاعل مرفوع، يتنازعه فعلان "شفى وأبرأ" فيعمل في الأقرب ويضمر في الثاني. والفوارس: مضاف إليه مجرور. ويك: اسم فعل مضارع بمعنى نعجب، وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره: نحن، و"الكاف": حرف خطاب لا محل له. عنتر: منادى مرخم بحرف نداء محذوف مبني على الضم الظاهر على الحرف المحذوف للترخيم "على لغة من ينتظر". أقدم: فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لضرورة الشعر والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت. وجملة "أقسم المحذوفة": ابتدائية لا محل لها. وجملة "شفى نفسي": جواب قسم لا محل لها. وجملة "وأبرأ سقمها": معطوفة على جملة لا محل لها. وجملة "أقدم": استئنافية لا محل لها. وجملة "ويك": في محل نصب مقول القول، وجملة "عنتر": اعتراضية أو استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "ويك" حيث وقعت "وي" اسم فعل مضارع بمعنى نعجب ورفعت ضميرًا مستترًا ولحقتها كاف الخطاب. 2 القصص: 82.

وفتح أن بفعل مضمر كأنه قال: ويك اعلم أن، وقال قطرب: قبلها لام مضمر والتقدير: ويك لأن، والصحيح الأول. قال سيبويه سألت الخليل عن الآيتين فزعم أنها "وي" مفصولة من "كأن"، ويدل على ما قاله قول الشاعر "من الخفيف": 943- وَي كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْـ ... ـبَبْ وَمَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيشَ ضُرِّ الثاني ما ذكره في هيهات هو المشهور، وذهب أبو إسحاق إلى أنها اسم بمعنى البعد وأنها في موضع رفع في قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} 1، وذهب المبرد إلى أنها ظرف غير متمكن وبني لإبهامه، وتأويله عنده "في البعد"2، ويفتح الحجازيون تاء

_ 943- التخريج: البيت لزيد بن عمرو بن نفيل في خزانة الأدب 1/ 404، 408، 410؛ والدرر 5/ 305؛ وذيل سمط اللآلي ص103؛ والكتاب 2/ 155؛ ولنبيه بن الحجاج في الأغاني 17/ 205؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 11؛ ولسان العرب 15/ 418 "ويا"، 490 "وا"؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص353؛ والخصائص 3/ 41؛ 169؛ وشرح المفصل 4/ 76؛ ومجالس ثعلب 1/ 389؛ والمحتسب 2/ 155؛ وهمع الهوامع 2/ 106. اللغة: وي: اسم فعل مضارع بمعنى: أعجب. النشب: المال. المعنى: أعجب من هذه الدنيا فالناس تحب صاحب المال، والجاه، أما الفقير منبوذ يعيش عيشة هم وضر. الإعراب: وي: اسم فعل مضارع بمعني أعجب، فاعله، ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف من "كأن" مهمل. من: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يكن: فعل مضارع ناقص مجزوم "فعل الشرط" له: جار ومجرور متعلقان بخبر "يكن" المحذوف. نشب: اسم "يكن" مرفوع. يحبب: "جواب الشرط" فعل مضارع مجزوم مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". ومن: "الواو": للعطف، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يفتقر: فعل مضارع مجزوم "فعل الشرط" وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". يعش: فعل مضارع مجزوم "جواب الشرط" وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". عيش: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. ضر: مضاف إليه مجرور. وجملة "من يكن ... يحبب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يكن له نشب": لا محل لها من الإعراب. "فعل شرط". وجملة "يحبب": لا محل لها من الإعراب "جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بإذا". وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ "من". وقل مثل ذلك في جملة "ومن يفتقر يعش" المعطوفة على جملة "من يكن". الشاهد فيه قوله: "وي كأن" حيث جاءت "وي" منفصلة عن "كأن". 1 المؤمنون: 36. 2 يعني أن معنى "هيهات" عند المبرد: في العبد.

هيهات ويقفون بالهاء، ويكسرها تميم ويقفون بالتاء، وبعضهم يضمها، وإذا ضمت فمذهب أبي علي أنها تكتب بالتاء ومذهب ابن جني أنها تكتب بالهاء، وحكى الصغاني فيها ستًا وثلاثين لغة: هيهاه وأيهاه وهيهات وأيهات وهيهان وأيهان، وكل واحدة من هذه الست مضمومة الآخر ومفتوحته ومكسورته، وكل واحدة منونة وغير منونة فتلك ست وثلاثون، وحكى غيره هيهاك وأيهاك، وأيهاء وإيهاه1 وهيهاء وهيهاه، اهـ. "اسم الفعل المنقول وغير المنقول": 629- والفعل من أسمائه عليكا ... وهكذا دونك مع إليكا "وَالفِعْلُ مِنْ أَسْمَائِهِ عَلَيكَا وَهَكَذَا دُونَكَ مَعْ إلَيكَا" الفعل: مبتدأ ومن أسمائه عليك: جملة اسمية في موضع الخبر، ودونك أيضًا: مبتدأ، خبره هكذا، يعني أن اسم الفعل على ضربين؛ أحدهما: ما وضع من أوِّل الأمر كذلك كشتان وصه، والثاني: ما نقل عن غيره وهو نوعان؛ الأول: منقول عن ظرف أو جار ومجرور نحو: "عليك" بمعنى الزم، ومنه {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُم} 2 أي: الزموا شأن أنفسكم، ودونك زيدًا: بمعنى خذه، ومكانك: بمعنى اثبت، وأمامك: بمعنى تقدَّم، ووراءك: بمعنى تأخر، وإليك: بمعنى تنح. تنبيهات: الأوَّل قال في شرح الكافية: ولا يقاس على هذه الظروف غيرها إلا عند الكسائي أي فإنه لا يقتصر فيها على السماع، بل يقيس على ما سمع ما لم يسمع. الثاني: قال فيه أيضًا: لا يستعمل هذا النوع أيضًا إلا متصلًا بضمير المخاطب، وشذ قولهم عليه رجلًا بمعنى ليلزم، وعليّ الشيء بمعنى أولنيه، وإلي: بمعنى أتنحى، وكلامه في التسهيل يقتضي أن ذلك غير شاذ. الثالث: قال فيه أيضًا: اختلف في الضمير المتصل بهذه الكلمات؛ فموضعه رفع عند الفراء ونصب عند الكسائي وجر عند البصريين وهو الصحيح، لأن الأخفش روى عن

_ 1 "أيهاه"، هذه تفارق التي ذكرت في اللغات التي حكاها الصفاني في أن هاءها للسكت، وهاء تلك منقلبة عن ياء التأنيث، وهاء "أيهاه" ساكنة، في حين أن هاء تلك متحركة. 2 المائدة: 105.

عرب فصحاء "عليّ عبد الله زيدًا" بجر "عبد الله"، فتبين أن الضمير مجرور الموضع، لا مرفوعه ولا منصوبه، ومع ذلك فمع كل واحد من هذه الأسماء ضمير مستتر مرفوع الموضع بمقتضى الفاعلية، فلك في التوكيد أن تقول: "عليكم كلكم زيدًا" بالجر توكيدًا للموجود المجرور، وبالرفع توكيدًا للمستكن المرفوع. والنوع الثاني منقول من مصدر، وهو على قسمين: مصدر استعمل فعله، ومصدر أهمل فعله، وإلى هذا النوع بقسميه الإشارة بقوله: 630- كذا رويد بله ناصبين ... ويعملان الخفض مصدرين "كَذَا رُوَيدَ بَلهَ نَاصِبَينِ" أي ناصبين ما بعدهما، نحو: "رويد زيدًا" و"بله عمرًا"، فأما "رويد زيدًا" فأصله أرود زيدًا أروادًا بمعنى أمهله إمهالًا، ثم صغروا الإرواد تصغير الترخيم وأقاموه مقام فعله واستعملوه تارة مضافًا إلى مفعوله فقالوا: "رويد زيد"، وتارة منوّنًا ناصبًا للمفعول فقالوا: "رويدًا زيدًا"، ثم إنهم نقلوه وسموا به فعله فقالوا: "رويد زيدًا"، ومنه قوله "من الطويل": 944- رُوَيدَ عَلِيًا جد مَا ثدي أُمِّهِمْ ... إلينا وَلَكِنْ ودهم مُتَمايِنُ

_ 944- التخريج: البيت لمالك بن خالد الهذلي في شرح أبيات سيبويه 1/ 100؛ وللمعطل الهذلي في معجم ما استعجم 3/ 737؛ ولأحدهما في شرح أشعار الهذليين 1/ 447؛ وللهذلي في الكتاب 1/ 243؛ ولسان العرب 13/ 396 "مأن"؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 4/ 40؛ ولسان العرب 3/ 189 "رود"، 13/ 426 "مين"؛ والمقتضب 3/ 208، 278. اللغة: رويد: اسم فعل أمر بمعنى "أمهل". جد: قطع. جد ثدي أمهم: أي بيننا وبينهم قرابة من ناحية الأم وهم منقطعون بها إلينا. المين: الكذب. المعنى: يقول: أمهل عليا، إن بيننا وبينهم قرابة من ناحية الأم، وهم منقطعون إلينا بها وإن كان في ودهم كذب. الإعراب: رويد: اسم فعل أمر بمعنى: "أمهل" وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". عليا: مفعول به منصوب. جد: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ما: زائدة. ثدي: نائب فاعل. أمهم: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. إلينا: جار ومجرور متعلقان بالفعل "جد". ولكن: "الواو": استئنافية، "لكن": للاستدراك. ودهم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. متماين: خبر المبتدأ مرفوع. =

أنشده سيبويه، والدليل على أن هذا اسم فعل كونه مبنيا، والدليل على بنائه عدم تنوينه، وأما "بله" فهو في الأصل مصدر فعل مهمل مرادف لدع واترك، فقيل فيه "بله زيد" بالإضافة إلى مفعوله، كما يقال: "ترك زيد"، ثم قيل: "بله زيدًا" بنصب المفعول وبناء "بله" على أنه اسم فعل، ومنه قوله: بَلهَ الأَكُفَّ كَأَنَّهَا لَمْ تُخْلَقِ1 بنصب "الأكف"، وأشار إلى استعمالهما الأصلي بقوله: "وَيَعْمَلاَنِ الخَفْضَ مَصْدَرَينِ" أي معربين بالنصب دالين على الطلب أيضًا، لكن لا على أنهما اسما فعل، بل على أن كلا منهما بدل من اللفظ بفعله نحو: "رويد زيد" و"بله عمرو"، أي: إمهال زيد وترك عمرو، وقد روي قوله: "بله الأكف" بالجر على الإضافة؛ فرويد: تضاف إلى المفعول كما مر، وإلى الفاعل نحو: "رويد زيد عمرًا"، وأما "بله" فإضافتها إلى المفعول كما مر، وقال أبو علي: إلى الفاعل، ويجوز فيها حينئذٍ القلب، نحو "بهل زيد"، رواه أبو زيد، ويجوز فيها حينئذٍ التنوين ونصب ما بعدهما بهما، وهو الأصل في المصدر المضاف، نحو: "رويدًا زيدًا" و"بلها عمرًا"، ومنع المبرّد النصب برويد؛ لكونه مصغرًا. تنبيهات: الأوّل الضمير في "يعملان" عائد على "رويد" و"بله" في اللفظ لا في المعنى، فإن "رويد" و"بله" إذا كانا اسمي فعل غير "رويد" و"بله" المصدرين في المعنى. الثاني: إذا قلت: "رويدك وبله الفتى" احتمل أن يكونا اسمي فعل؛ ففتحتهما فتحة بناء، والكاف من رويدك حرف خطاب لا موضع لها من الإعراب، مثلها في ذلك، وأن يكونا مصدرين ففتحتهما فتحة إعراب وحينئذٍ فالكاف في "رويدك" تحتمل الوجهين: أن تكون فاعلا وأن تكون مفعولا. الثالث: تخرج "رويد" و"بله" عن الطلب: فأما "بله" فتكون اسمًا بمعنى كيف فيكون ما بعدها مرفوعًا، وقد روي "بله الأكف" بالرفع أيضًا، وممن أجاز ذلك قطرب وأبو الحسن، وأنكر أبو علي الرفع بعدها، وفي الحديث: "يقول الله تبارك وتعالى: أعددت

_ = وجملة "رويد عليا": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جد ثدي أمهم": استئنافية لا محل لها. وجملة "ولكن ودهم متماين": استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "رويد عليا" حيث نصب اسم الفعل "رويد" مفعولا به "عليا". 1 تقدم بالرقم 428.

لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرًا من بله ما أطلعتم عليه"، فوقعت معربة مجرورة بـ"من" وخارجة عن المعاني المذكورة، وفسرها بعضهم بـ"غير"، وهو ظاهر، وبهذا يتقوّى من بعدها من ألفاظ الاستثناء وهو مذهب لبعض الكوفيين، وأما "رويد" فتكون حالا نحو: "ساروا رويدًا" فقيل: هو حال من الفاعل أي مرودين، وقيل: من ضمير المصدر المحذوف أي ساروه أي السير رويدًا، وتكون نعتًا لمصدر إما مذكور نحو: "ساروا سيرًا رويدًا" أو محذوف نحو "ساروا رويدًا" أي: سيرًا رويدًا. "عمل اسم الفعل": 631- وما لما تنوب عه من عمل ... لها وأخر ما لذي فيه العمل "وَمَا لِمَا تَنُوبُ عَنْهُ مِنْ عَمَل لَهَا" ما مبتدأ موصول صلته "لما"، و"ما" من "لما" موصول أيضًا صلته "تنوب"، و"عنه" و"من عمل": متعلقان بتنوب، و"لها" خبر المبتدأ، والعائد على ما الأولى ضمير مستتر في الاستقرار الذي هو متعلق اللام من "لما" والعائد على "ما" الثانية الهاء من "عنه". يعني أن العمل الذي استقر للأفعال التي نابت عنها هذه الأسماء مستقرّ لها أي لهذه الأسماء، فترفع الفاعل ظاهرًا في نحو: "هيهات نجد وشتان زيد وعمرو"، لأنك تقول: بعدت نجد وافترق زيد وعمرو، ومضمرًا في نحو: "نزال"، وينصب منها المفعول ما ناب عن متعدّ نحو: "دراك زيدًا"، لأنك تقول: أدرك زيدًا، ويتعدى منها بحرف من حروف الجر ما هو بمعنى ما يتعدى بذلك الحرف، ومن ثم عدى "حيهل" بنفسه لما ناب عن "ائت" في نحو: "حيهل الثريد"، وبالباء لما ناب عن "عجل" في نحو: "إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر" أي: فعجلوا بذكر عمر، وبـ"علي" لما ناب عن "أقبل" في نحو: "حيهل على كذا". "حكم أسماء الأفعال في التعدي واللزوم": تنبيهات: الأوَّل قال في التسهيل: وحكمها -يعني أسماء الأفعال- غالبًا في التعدي

واللزوم حكم الأفعال، واحترز بقوله "غالبًا" عن "آمين"؛ فإنها نابت عن متعد ولم يحفظ لها مفعول. الثاني: مذهب الناظم جواز إعمال اسم الفعل مضمرًا، قال في شرح الكافية: إن إضمار اسم الفعل مقدمًا لدلالة متأخر عليه جائز عند سيبويه. الثالث قال في التسهيل: ولا علامة للمضمر المرتفع بها يعني بأسماء الأفعال، ثم قال وبروزه مع شبهها في عدم التصرف1 دليل على فعليته، يعني كما في "هات وتعال فإن بعض النحويين غلط فعدهما من أسماء الأفعال وليسا منها بل هما فعلان غير متصرفين لوجوب اتصال ضمير الرفع البارز بهما كقولك للأنثى: "هاتي" و"تعالي"، وللاثنين والاثنتين: "هاتيا" و"تعاليا"، وللجماعتين: "هاتوا" و"تعالوا" و"هاتين" و"تعالين"، وهكذا حكم "هلمّ" عند بني تميم فإنهم يقولون: "هلم" و"هلمي" و"هلما" و"هلموا" و"هلممن"، فهي عندهم فعل لا اسم فعل، ويدل على ذلك أنهم يؤكدونها بالنون نحو "هلمن". قال سيبويه: وقد تدخل الخفيفة والثقيلة يعني على "هلم"، قال: لأنها عندهم بمنزلة رد وردا وردى وردوا وارددن. وقد استعمل لها مضارعًا من قيل له: هلم، فقال: "لا أهلم"، وأما أهل الحجاز فيقولون: "هلم" في الأحوال كلها كغيرها من أسماء الأفعال، وقال الله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُم} 2 {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} 3، وهي عند الحجازيين بمعنى احضر وتأتي عندهم بمعنى أقبل. "وَأخِّرْ مَا لِذِي" الأسماء "فِيهِ العَمَل" وجوبًا؛ فلا يجوز "زيدًا دراك" خلافًا للكسائي، قال الناظم: ولا حجة له في قول الراجز: 945- يَا أيُّهَا المَائِح دَلوي دُونَكَا ... إنِّي رَأيتُ النَّاسَ يَحْمَدُونَكَا

_ 1 أي إنك تستخدم اسم الفعل "صه" بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع، دون أن تبرز معه ضميرًا، فإذا برز الضمير في كلمة تشبه اسم الفعل في عدم التصرف، فليست هذه الكلمة اسم فعل، بل هي فعل، مثل "هات" و"تعال". 2 الأنعام: 150. 3 الأحزاب: 18. 945- التخريج: الرجز لجارية من بني مازن في الدرر 5/ 301؛ وشرح التصريح 2/ 200؛ والمقاصد النحوية 4/ 311؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص165؛ والأشباه والنظائر 1/ 344؛ والإنصاف =

لصحة تقدير "دلوي" مبتدأ أو مفعولًا بدونك مضمرًا، ثم ذكر ما تقدم عن سيبويه ويأتي هذا التأويل الثاني في قوله تعالى: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} 1. تنبيهات: الأوّل: ادعى الناظم وولده أنه لم يخالف في هذه المسألة سوى الكسائي، ونقل بعضهم ذلك عن الكوفيين. الثاني: توهم المكودي أن "لذي" اسم موصول فقال: والظاهر أن ما في قوله: "ما لذي فيه العمل: زائدة لا يجوز أن تكون موصولة، لأن "لذي" بعدها موصولة، وليس كذلك بل "ما" موصولة، و"لذي" جار ومجرور في موضع رفع خبر مقدم، والعمل: مبتدأ مؤخر، والجملة صلة "ما". الثالث: ليس في قوله "العمل" مع قوله عمل إبطاء لأن أحدهما نكرة والآخر معرفة، وقد وقع ذلك للناظم في مواضع من هذا الكتاب. 632- واحكم بتنكير الذي ينون ... منها وتعريف سواه بين "وَاحْكُمْ بِتَنْكِيرِ الذِي يُنَوَّنُ مِنْهَا" أي من أسماء الأفعال "وَتَعْرِيفُ سِوَاهُ" أي سوى المنوّن "بَيِّنُ" قال الناظم في شرح الكافية: لما كانت هذه الكلمات من قبل المعنى أفعالا

_ = ص 228؛ وأوضح المسالك 4/ 88؛ وجمهرة اللغة ص574؛ وخزانة الأدب 6/ 20، 206؛ وذيل السمط ص11؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص532؛ وشرح عمدة الحافظ ص739؛ وشرح المفصل 1/ 117؛ ولسان العرب 2/ 609 "ميج"؛ ومعجم ما استعجم ص416؛ ومغني اللبيب 2/ 609؛ والمقرب 1/ 137؛ وهمع الهوامع 2/ 105. اللغة والمعنى: المائح: النازل إلى البئر ليملأ الدلو منها مغترفًا. دونكا: اسم فعل بمعنى "خذ". يقول: يا أيها المستقي من البئر خذ دلوي واستق منها. الإعراب: يا: حرف نداء. أيها: منادى مبني على الضم في محل نصب على النداء، و"ها": للتنبيه. المائح: نعت "أي" مرفوع، دلوي: مفعول به مقدم لـ"دونكا" وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. دونكا: اسم فعل أمر بمعنى "خذ"، والفاعل: أنت، والألف: للإطلاق. وجملة "أيها المائح ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "دونكا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيرية. والشاهد فيه قوله: "دلوي دونكا"، فإن ظاهره أن "دلوي" مفعول مقدم لاسم الفعل "دونك"، وهو مبتدأ خبره جملة "دونك"، أو مفعول به لفعل محذوف يفسره اسم الفعل الذي بعده، وكأنه قال: خذ دلوي دونكا. 1 النساء: 24.

ومن قبل اللفظ أسماء جعل لها تعريف وتنكير، فعلامة تعريف المعرفة منها تجرده من التنوين، وعلامة تنكير النكرة منها استعماله منوّنًا، ولما كان من الأسماء المحضة ما يلازم التعريف كالمضمرات وأسماء الإشارات وما يلازم التنكير كأحد وعريب وديار، وما يعرف وقتًا وينكر وقتًا كرجل وفرس جعلوا هذه الأسماء كذلك فألزموا بعضًا التعريف كـ"نزال" و"بله" و"آمين"، وألزموا بعضًا التنكير كـ"واها" و"ويها"، واستعملوا بعضًا بوجهين فنوّن مقصودًا تنكيره وجرد مقصودًا تعريفه كـ"صه وصهٍ" و"أف وأف" انتهى. تنبيه: ما ذكره الناظم هو المشهور، وذهب قوم إلى أن أسماء الأفعال كلها معارف ما نوّن منها وما لم ينوّن تعريف علم الجنس. 633- "وَمَا بِهِ خُوطِبَ مَا لاَ يَعْقِلُ ... مِنْ مُشْبِهِ اسْمِ الفِعْلِ صَوتًا يُجْعَلُ" 634- "كَذَا الَّذِي أَجْدَى حِكَايَةً كـ"َقَبْ"" ... والزم بنا النوعين فهو قد وجب أي: أسماء الأصوات: ما وضع لخطاب ما لا يعقل، أو ما هو في حكم ما لا يعقل من صغار الآدميين، أو لحكاية الأصوات كذا في شرح الكافية، فالنوع الأوّل إما زجر كـ"هلا للخيل"، ومنه قوله "من الطويل": 946- "أعيرتني داء بأمك مثله" ... وأيُّ جَوَادٍ لاَ يُقَالُ لَهُ هَلاَ

_ 946 التخريج: البيت لليلى الأخيلية في ديوانها ص103؛ والأغاني 5/ 16؛ وخزانة الأدب 6/ 238، 243؛ وسمط اللآلي ص282؛ وشرح المفصل 4/ 79؛ ولسان العرب 15/ 364 "هلا". الإعراب: أعيرتني: الهمزة للاستفهام، و"عيرتني": فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. داء: مفعول به منصوب، أو منصوب بنزع الخافض. بأمك: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. مثله: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. وأي: "الواو": حرف استئنافية، "أي" مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. جواد: مضاف إليه مجرور. لا: نافية: يقال: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع. له: جار ومجرور متعلقان بالفعل "يقال". هلا: اسم صوت في محل رفع نائب فاعل. وجملة "أعيرتني": ابتدائية لا محل لها. وجملة "مثله موجود بأمك": في محل نصب صفة لـ"داء". =

و"عدس للبغل"، ومنه قوله "من الطويل": عَدَسْ مَا لِعَبَّادٍ عَلَيكِ إِمَارَةٌ ... "نجوت وهذا تحملين طليق"1 و"كخ" للطفل، وفي الحديث: "كخ كخ فإنها من الصدقة" وهيد، وهاد، وده، وجه، وعاه، وعيه للإبل وعاج، وهيج، وحل للناقة، وإس، وهس، وهَج، وقاعِ لِلغنم، وهجا، وهَج، للكلب. وسع للضأن، ووح للبقر، وعز وعيز للعنز، وحر للحمار، وجاه للسبع، وإما دعاء كأو للفرس، ودوه للربع، وعوه للجحش، وبس للغنم، وجوت وجئ للإبل الموردة، وتؤ وتأ للتيس المنزي، ونخ مخففًا ومشددًا للبعير المناخ، وهدع لصغار الإبل المسكنة، وسأ وتشوء للحمار المورد، ودج للدجاج، وقوس للكلب. النوع الثاني كغاق للغراب، وماء -بالإمالة- للظبية، وشيب لشرب الإبل، وعيط للمتلاعبين، وطيخ للضاحك، وطاق للضرب، وطق لوقع الحجارة، وقب لوقع السيف، وخاق باق للنكاح، وقاش ماش للقماش. تنبيه: قوله "من مشبه اسم الفعل" كذا عبر به أيضًا في الكافية، ولم يذكر في شرحها ما احترز به عنه، قال ابن هشام في التوضيح: وهو احتراز من نحو قوله "من البسيط": 947- يَا دَارَ مَيَّةَ بِالعَليَاءِ فَالسَّنَدِ ... "أقوت وطال عليها سالف الأمد"

_ = وجملة "وأي جواد": استئنافية لا محل لها. وجملة "لا يقال له: هلا": في محل رفع خبر "أي". الشاهد فيه قوله: "هلا" حيث جاء هذا اللفظ اسم صوت لزجر الخيل. 1 تقدم تخريجه بالرقم 104. 947- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص14؛ والأغاني 11/ 27؛ والدرر 1/ 247، 6/ 326؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 54؛ والصاحبي في فقه اللغة ص215؛ والكتاب 2/ 321؛ والمحتسب 1/ 251؛ والمقاصد النحوية 4/ 315؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص452؛ وشرح التصريح 1/ 140؛ ولسان العرب 3/ 223 "سند"، 3/ 355 "قصد"، 14/ 141 "جرا"، 15/ 491 "يا". شرح المفردات: مية: اسم امرأة. العلياء: المكان العالي. السند: بين القمة والوادي، أي السفح، وقد يكون العلياء والسند موضعين. أقوت: أقفرت، خلت. المعنى: يخاطب الشاعر دار الحبيبة بلهفة قائلًا: إنها خلت من ساكنيها، وامحت معالمها، وقست عليها الأيام. الإعراب: "يا": حرف نداء. "دار": منادي منصوب، وهو مضاف. "مية": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "بالعلياء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "دار مية". "فالسند": معطوف على "العلياء". "أقوت": فعل ماض، وفاعله ضمير =

وقوله "من الطويل": 948- ألا أيُّهَا اللَّيلُ الطَّوِيلُ ألا انْجَلِي ... "بصبح وما الإصباح منك بأمثل" انتهى. "وَالزَمْ بِنَا النَّوعَينِ فَهْوَ قَدْ وَجَبَ" يحتمل أن يريد بالنوعين أسماء الأفعال والأصوات، وهو ما صرّح به في شرح الكافية، ويحتمل أن يريد نوعي الأصوات وهو أولى؛ لأنه قد تقدَّم الكلام على أسماء الأفعال في أوَّل الكتاب. وعلة بناء الأصوات مشابهتها الحروف المهملة في أنها لا عاملة ولا معمولة فهي أحق بالبناء من أسماء الأفعال. تنبيه: هذه الأصوات لا ضمير فيها بخلاف أسماء الأفعال فهي من قبيل المفردات، وأسماء الأفعال من قبيل المركبات.

_ = مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي"، والتاء للتأنيث. "وطال": الواو حرف عطف، "طال": فعل ماض. "عليها": جار ومجرور متعلقان بـ"طال": "سالف": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الأمد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشاهد فيه قوله: "يا دار ميّة" فإنه نداء وخطاب لما لا يعقل، وهو "الدار"، وهو مع ذلك ليس اسم صوت، لكونه ليس مما يشبه اسم الفعل. 948- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص18؛ والأزهية ص271؛ وخزانة الأدب 2/ 326، 327 وسر صناعة الإعراب 2/ 513؛ ولسان العرب 11/ 361 "شلل"؛ والمقاصد النحوية 4/ 317؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص78؛ ورصف المباني ص79. شرح المفردات: انجلى: انكشف. الأمثل: الأفضل. المعنى: يقول مخاطبًا الليل: أيها الليل الطويل ليكن زوالك قريبًا بضياء من الصبح، وإن لم يكن الصبح عندي بأفضل من الليل، لأنني أقاسي الهموم نهارًا كما أقاسيها ليلًا. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح وتنبيه. "أيها": منادى مبني على الضم في محل نصب، و"ها" للتنبيه. "الليل": بدل من "أي" مرفوع بالضمة. "الطويل": نعت "الليل" مرفوع. "ألا": توكيد للأولى. "انجلي": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت"، والياء للإشباع. "يصبح": جار ومجرور متعلقان بـ"انجل". "وما": الواو: حالية، و"ما": حرف نفي أو من أخوات "ليس". "الإيضاح": مبتدأ أو اسم "ما" مرفوع بالضمة. "منك": جار ومجرور متعلقان بـ"أمثل". "بأمثل": الباء: حرف جر زائد، "أمثل": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلا على أنه خبر المبتدأ، أو منصوب محلا على أنه خبر "ما". الشاهد فيه قوله: "أيها الليل" فإنه نداء وخطاب لما لا يعقل، وهو "الليل"، وليس اسم صوت، لكونه لا يشبه اسم الفعل.

خاتمة: قد يعرب بعض الأصوات لوقوعه موقع متمكن، كقوله "من الرجز": 949- قَدْ أَقْبَلَتْ عَزَّةُ مِنْ عِرَاقِهَا ... مُلصِقَةَ السَّرْجِ بِخَاقِ بَاقِهَا أي بفرجها وقوله "من الرجز": 950- "ولو ترى إذ جبتي من طاق" ... لِمَّتِي مِثْلُ جَنَاحِ غَاقِ أي غراب، ومنه قول ذي الرّمة "من الكامل": 951- تَدَاعَينَ بِاسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّمِ ... جَوَانِبُهُ مِنْ بَصْرَةٍ وَسِلاَمِ

_ 949- التخريج: البيت بلا نسبة في لسان العرب 10/ 94 "خرق". الإعراب: قد: حرف تحقيق. أقبلت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عزة: فاعل مرفوع. من عراقها: جار ومجرور متعلقان بـ"أقبلت" وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ملصقة: حال منصوب، وهو مضاف. السرج: مضاف إليه مجرور. بخاق باقها: جار ومجرور متعلقان بـ"ملصقة" وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "أقبلت عزة": ابتدائية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "بخاق باقها" حيث أعرب الصوت "خاق باق" إعراب الاسم المتمكن. 950- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص180؛ والدرر 5/ 308؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص152؛ وهمع الهوامع 2/ 107. اللغة: اللمة: شعر جانب الرأس. الإعراب: ولو: "الواو" بحسب ما قبلها، "لو": شرطية غير جازمة. ترى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". إذا: ظرف مبني على السكون في محل نصب متعلق بحال من مفعول "ترى"، والتقدير: ولو تراني كائنًا إذا. جبتي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الياء" ضمير في محل جر بالإضافة. من طاق: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. ولمتي: "الواو" حرف عطف، "لمتي": معطوف على "جبتي" مبتدأ مرفوع، وياء المتكلم مضاف إليه. مثل: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. جناح: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. غاق: مضاف إليه. وجملة "ولو ترى": بحسب ما قبلها. وجملة "جبتي من طاق": في محل جر بالإضافة. وجملة "ولمتي مثل": معطوفة على جملة "جبتي ... " في محل بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "جناح غاق" حيث أعرب الصوت "غاق" إعراب الاسم المتمكن. 951- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1070؛ وإصلاح المنطق ص29؛ وخزانة الأدب 1/ 104، 4/ 343 وشرح شواهد الإيضاح ص307؛ وشرح المفصل 3/ 14، 4/ 82، 85؛ ولسان العرب 1/ 54 "شيب"، 4/ 67 "بصر"؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص35؛ وجمهرة اللغة ص312، 585؛ وخزانة الأدب 6/ 388/ 442؛ ولسان العرب 12/ 297 "سلم". =

وقوله أيضًا "من البسيط": 952- لا ينعش الطرف إلا ما يخونه ... داع يناديه باسم الماء مبغوم فالشيب: صوت شرب الإبل، والماء: صوت الظبية كما مر، اهـ. والله أعلم.

_ = اللغة: تداعين: يعني الأبل. باسم الشيب: أي صوت المشافر عند الشرب. المتثلم: الحوض المتكسر. البصرة: الحجارة النخرة الرخوة. السلام: ج السلمة، وهي الحجر. الإعراب: تداعين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. باسم: جار ومجرور متعلقان بـ"تداعين"، وهو مضاف. الشيب: مضاف إليه مجرور. في متثلم: جار ومجرور متعلقان بالفعل "تداعين". جوانبه: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من بصرة: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. وسلام: "الواو" حرف عطف، "سلام": معطوف على "بصرة". وجملة "تداعين" جواب شرط غير جازم لا محل لها، "وفعل الشرط في بيت سابق". وجملة "جوانبه مبنية من بصرة": في محل صفة لـ"متثلم". الشاهد فيه قوله: "باسم الشيب" حيث جاء الصوت "اسم الشيب" وهو صوت مشافر الإبل عند الشرب، معربًا إعراب الاسم المتمكن. 952- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص390؛ وخزانة الأدب 4/ 344؛ والخصائص 3/ 29؛ ومراتب النحويين ص38. اللغة: ينعش: يرفع. يخونه: يتعهده. المبغوم: ذو البغام، وهو صوت لا يفصح به. المعنى: لا يجعل العين تصحوا إلا ظنها أنها ترى من يدعوه داع إلى تناول الماء. الإعراب: لا: نافية. ينعش: فعل مضارع مرفوع. الطرف: مفعول به منصوب. إلا: حرف حصر. ما: اسم موصول في محل رفع فاعل. يخونه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. داع: فاعل مرفوع. يناديه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء" ضمير في محل نصب مفعول به. باسم: جار ومجرور متعلقان بـ"ينادي" وهو مضاف. الماء: مضاف إليه. مبغوم: فاعل "يناديه" مرفوع. وجملة "لا ينعش": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يخونه داع": لا محل لها من الإعراب "صلة الموصول" وجملة "يناديه" في محل رفع صفة لـ"داع". الشاهد فيه قوله: "باسم الماء" حيث هو صوت الظبية، وقد أعربه إعراب الاسم المتمكن.

نونا التوكيد

نُونَا التَّوكِيدِ: 635- للفعل توكيد بنونين هما ... كنوني أذهبن واقصدنهما "لِلفِعْلِ تَوكِيدٌ بِنُونَينِ هُمَا" الثقيلة والخفيفة "كَنُونَيِ اذْهَبَنَّ وَاقْصِدَنْهُمَا" وقد اجتمعا في قوله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا} 1 وقد تقدم أول الكتاب أن قوله: أَقَائِلُنَّ أحْضِرُوا الشُّهُودَا2 ضَرُورَة. تنبيه: ذهب البصريون إلى أن كلًا منهما أصل لتخالف بعض أحكامهما، وذهب الكوفيون إلى أن الخفيفة فرع الثقيلة، وقيل بالعكس، وذكر الخليل أن التوكيد بالثقيلة أشدّ من الخفيفة. 636- يؤكدان أفعل ويفعل آتيا ... ذا طلب أو شرطًا أما تاليًا "يُؤَكِّدَانِ افْعَل" أي فعل الأمر مطلقًا نحو اضربن زيدًا، ومثله الدعاء كقوله "من الرجز": 953- "فثبت الأقدام إن لاقينا" ... وأنزلن سكينة علينا

_ 1 يوسف: 32. 2 تقدم بالرقم 13. 953- التخريج: الرجز لعبد الله بن رواحة في ديوانه ص107، وشرح أبيات سيبويه 2/ 322؛ والكتاب 3/ 511؛ وله أو لعامر بن الأكوع في الدرر 5/ 148 وشرح شواهد المغني 1/ 286؛ 287؛ وبلا =

"وَيَفْعَل" أي المضارع بالشرط الآتي ذكره، ولا يؤكدان الماضي مطلقًا، وأما قوله "من الكامل": 954- دَامَنَّ سَعْدُكِ إنْ رَحِمْتِ مُتَيَّمَا ... "لولاك لم يك للصبابة جانحا" فضرورة شاذة سهلها كونه بمعنى الاستقبال، وإنما يؤكد بهما المضارع حال كونه "آتِيَا ذَا طَلَبٍ" بأن يأتي أمرًا نحو ليقومن زيد، أو نهيا نحو: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ

_ = نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 234؛ وتخليص الشواهد ص130؛ وخزانة الأدب 7/ 139؛ والمقتضب 3/ 13؛ وهمع الهوامع 2/ 78. المعنى: يدعو الله أن يثبت أقدامهم في ساح القتال. الإعراب: وأنزلن: "الواو" حرف عطف، "أنزلن": فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنت"، و"النون" لا محل لها سكينة: مفعول به منصوب. علينا: جار ومجرور متعلقان بالفعل "أنزلن"؟ وجملة "وأنزلن" معطوفة على جملة "فثبت" لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "وأنزلن" حيث أكد فعل الأمر بنون التوكيد الخفيفة. 954- التخريج: البيت بلا نسبة في الجني الداني ص143؛ والدرر 5/ 161؛ وشرح شواهد المغني ص760؛ والمقاصد النحوية 1/ 120، 4/ 341؛ وهمع الهوامع 2/ 78. اللغة: دام: من الديمومة. السعد: نقيض النحس، واليمن: الصبابة: المحبة، جانحًا: مائلًا. المعنى: لو أنك أيتها المحبوبة رحمت عاشقًا ورفقت به، لدام خيرك، ولعشت بسرور وهناء لأنه لولاك لم ير المحب مائلا للعشق والغرام. الإعراب: دامن: فعل ماض مبني على الفتح، و"النون": نون التوكيد الثقيلة. سعدك: "سعد": فاعل مرفوع، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "إن": حرف شرط جازم. رحمت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. متيمًا: مفعول به منصوب. لولاك: حرف امتناع لوجود لا محل له، و"الكاف": ضمير متصل في محل رفع متبدأ، والخبر محذوف وجوبًا. لم: حرف امتناع لوجود لا محل له، و"الكاف": ضمير متصل في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبًا. لم: حرف جزم وقلب ونفي. يك: ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو". للصبابة: جار ومجرور متعلقان بخبر "يك". جانحًا: خبر "يك": منصوب. وجملة "دامن سعدك": ابتدائية لا محل لها. وجملة "رحمت متيمًا": استئنافية لا محل لها. وجملة. "لم يك للصبابة جانحًا": جواب لولا لا محل لها. وجملة "لولاك لم يكن للصبابة": صفة لـ"متيمًا" محلها النصب. وجملة "أنت موجودة" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "دامن" حيث أكد الفعل الماضي بنون التوكيد الثقيلة شذوذًا.

غَافِلًا} 1، وعرضًا، نحو "ألا تنزلين عندنا"، أو تحضيضًا، كقوله "من البسيط": 955- هلا تمنن بوعد غير مخلفة ... كما عهدتك في أيام ذي سلم أو تمنيا، كقوله "من الطويل": 956- فليتك يوم الملتقى ترينني ... لكي تعلمي أني أمرؤ بك هائم

_ 1 إبراهيم: 42. 955- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 105؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 322؛ وهمع الهوامع 2/ 78. شرح المفردات: تمنن: تجودين. الإخلاف: عدم إنجاز الوعد. ذو سلم: اسم واد في الحجاز، أو في الشام. المعنى: يقول مخاطبًا حبيبته: ألا تجودين علي بالوصال، وتفين بالوعود كما كنت في الأيام التي عرفتك فيها في ذي سلم. الإعراب: "هلا": حرف تحضيض. "تمنن": فعل مضارع، والنون للتوكيد، والياء المحذوفة ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بوعد": جار ومجرور متعلقان بـ"تمنن". "غير": حال منصوب، وهو مضاف. "مخلفة": مضاف إليه مجرور. "كما": الكاف اسم بمعنى "مثل" مبني في محل نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر، "ما": مصدرية. "عهدتك": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل جر بالإضافة. "في أيام": جار ومجرور متعلقان بـ"عهدتك"، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء، وهو مضاف. "سلم": مضاف إليه مجرور. وجملة: "هلا تمنن" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عهدتك" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "تمنن" حيث أكده لكونه فعلًا مضارعًا واقعا بعد حرف التحضيض "هلا" وأصله: "تمنينن" فحذفت نون الرفع مع نون التوكيد الخفيفة حملًا على حذفها مع نون التوكيد الثقيلة تخلصًا من توالي الأمثال، ثم حذفت ياء المخاطبة للتخلص من التقاء الساكنين. 956- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 5/ 151؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 323؛ وهمع الهوامع 2/ 78. شرح المفردات: يوم الملتقى: أي يوم الحرب. هائم: مغرم. المعنى: يتمنى الشاعر لو تراه الحبيبة يوم الحرب لتعلم أنه هائم بها. لأن من عادة الأبطال أن يتذكروا أحب الناس إليهم لبث الحمية في نفوسهم، وإيقاظ الشجاعة. الإعراب: "فليتك": الفاء بحسب ما قبلها، "ليتك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "ليت". "يوم": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"ترينني"، وهو مضاف. "الملتقى": مضاف إليه =

أو استفهامًا، كقوله "من المتقارب": 957- وهل يمنعني ارتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتين وقوله "من الكامل": 958- "قالت فطيمة حل شعرك مدحه" ... أفبعد كندة تمدحن قبيلا

_ = مجرور. "ترينني": فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال، والياء المحذوفة في محل رفع فاعل، والنون المشددة للتوكيد، والنون بعدها للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "لكي": اللام للتعليل، و"كي": حرف مصدرية ونصب. "تعلمي": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والياء ضمير في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "كي" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ترينني". "أني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". "امرؤ": خبر "أن" مرفوع بالضمة. "بك": جار ومجرور متعلقان بـ"هائم". "هائم": نعت "امرؤ" مرفوع. و"أن": وما دخلت عليه من اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي "تعلمي". وجملة: "ليتك ترينني" بحسب ما قبلها. وجملة "ترينني" في محل رفع خبر "ليت". وجملة "تعلمي" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ترينني" حيث أكد الفعل المضارع الواقع بعد أداة التمني "ليت" بالنون، وهذا جائز. 957- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص65، 7؛ والكتاب 4/ 187، والدرر 5/ 151؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 346؛ وشرح المفصل 9/ 40، 86؛ والمقاصد النحوية 4/ 324؛ والمحتسب 1/ 349؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 78. الإعراب: وهل: "الواو": بحسب ما قبلها، "هل": حرف استفهام. يمنعني: فعل مضارع مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. ارتيادي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. البلاد: مفعول به لـ"ارتيادي". من حذر جار ومجرور متعلقان بـ"ارتيادي". الموت: مضاف إليه مجرور. أن: حرف نصب ومصدري: يأتين: فعل مضارع منصوب، و"النون": للوقاية، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "هل يمنعني": بحسب ما قبلها. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها مفعول به ثان للفعل "يمنع". وجملة يأتي": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "هل يمنعني" حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد لوقوعه بعد استفهام. 958- التخريج: البيت لمقنع "؟ " في الكتاب 3/ 514؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص143؛ وخزانة الأدب 11/ 383، 384؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 340؛ وهمع الهوامع 2/ 78. شرح المفردات: فطيمة: تصغير فاطمة المرخمة بعد حذف الحرف الزائد الذي هو الألف. حل: أصله "حلئ" فعل أمر من "حلأ" أي منع. كندة: قبيلة امرئ القيس. قبيلا: جماعة من الناس. المعنى: يقول: إن فاطمة قد قالت له بأن يمتنع عن مدح الناس، إذ لا يجوز أن يمدح أحدًا بعد قبيلة كندة =

وقوله "من الطويل": 959- فأقبل على رهطي ورهطك نبتحث ... مساعينا حتى ترى كيف تفعلا أو دعاء، كقوله "من الكامل": لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفه الجزر

_ = الإعراب: "قالت" فعل ماض، والتاء للتأنيث. "فطمية": فاعل مرفوع. "حل": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "شعرك": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "مدحه": بدل من "شعرك" منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "أفبعد": الهمزة للاستفهام، والفاء حرف عطف. "بعد": ظرف متعلق بـ"تمدحن"، هو مضاف. "كندة": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "تمدحن". فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "قبيلا": مفعول به منصوب. وجملة: "قالت فطمية" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حل" في محل نصب مفعول به. وجملة "تمدحن" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "تمدحن" حيث أكد الفعل بنون مشددة لوقوعه بعد الاستفهام، وهو الهمزة. 959- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في شرح أبيات سيبويه 2/ 251؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 153؛ والكتاب 3/ 513؛ والمقاصد النحوية 4/ 325؛ وهمع الهوامع 2/ 78. اللغة: الرهط: العصابة، أو القوم. نبتحث: نفتش. المعنى: تعالى إلينا، قومك وقومي "أو قبيلتك وقبيلتي" كي نناقش ماذا نفعل. الإعراب: فأقبل: "الفاء": بحسب ما قبلها، "أقبل": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". على رهطي: جار ومجرور متعلقان بـ"أقبل" وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. ورهطك: "الواو": حرف عطف، "رهطك": معطوف على "رهطي" مجرور، وهو مضاف، و"الكاف: ضمير في محل جر بالإضافة. نبتحث: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "نحن": مساعينا: مفعول به، وهو مضاف، و"نا": ضمير في محل جر بالإضافة. حتى: حرف غاية وجر. ترى: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "أن" المضمرة، والفعل "ترى" مجرور بحتى والجار والمجرور متعلقان بالفعل "نبتحث". كيف: اسم استفهام في محل نصب حال. نفعلا: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة إلى ألف، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبًا تقديره "نحن". وجملة "أقبل" بحسب ما قبلها. وجملة "نبتحث" جواب الطلب لا محل لها من الإعراب. وجملة "ترى" صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "كيف نفعلا": في محل نصب مفعول به. الشاهد فيه قوله: "كيف نفعلا" أصله. "تفعلن" حيث أكده لوقوع الفعل بعد استفهام، فأبدلت النون ألفًا لأجل القافية.

النَّازِلُونَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ ... والطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأزُرِ1 "أَو" آتيا "شَرْطًا إمَّا تَالِيَا" إما في موضع النصب مفعول به لتاليا، أي شرطًا تابعًا أن الشرطية المؤكدة بما، نحو، وإما تخافنَّ، فإما تذهبنَّ، فإما ترينَّ، واحترز من الواقع شرطًا بغير إما، فإن توكيده قليل كما سيأتي. 637- أو مثبتا في قسم مستقبلًا ... وقل بعد "ما ولم" وبعد "لا" "أَو" آتيا "مُثْبَتًا فِي" جواب "قَسَمٍ مُسْتَقْبَلاَ" غير مفصول من لامه بفاصل نحو: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} 2، وقوله "من الطويل": 960- فَمَنْ يَكُ لَمْ يَثْأَرْ بِأَعْرَاضِ قَومِهِ ... فَإنِّي وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ لأَثْأرَا

_ 1 تقدما بالرقم 320. 2 الأنبياء: 57. 960- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ديوانه ص76؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 250؛ والكتاب 3/ 512؛ والمقاصد النحوية 4/ 336؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 9/ 39. اللغة: الأعراض: ج العرض، وهو الشرف. الراقصات: الإبل الذاهبة إلى الحج. المعنى: يقول: من لم يحافظ على أعراض قومه، ولم يدافع عنها، فإني أدافع عنها بهجاء من هجاهم. الإعراب: فمن "الفاء": بحسب ما قبلها، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. يك: فعل مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". لم: حرف نفي وجزم وقلب. يثأر: فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره. "هو". بأعراض: جار ومجرور متعلقان بـ"يثأر"، وهو مضاف. قومه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. فإني: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، "إني": حرف مشبه بالفعل، و"الياء" ضمير في محل نصب اسم "إن". ورب: "الواو": للقسم حرف جر، "رب": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بفعل "أقسم" المحذوف، وهو مضاف. الراقصات: مضاف إليه مجرورر، لأثأرا: اللام رابطة لجواب القسم، "أثأرا": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقبلة ألفًا، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره "أنا". وجملة "من يك فإني ... ": بحسب ما قبلها. وجملة "يك لم يثأر": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "لم يثأر": في محل نصب خبر "كان". وجملة "إني لأثأرا": في محل جزم جواب الشرط. وجملة "أثأرا": جواب قسم لا محل لها، ومجموع جملتي القسم وجوابه خبر "إن" محله الرفع، أما جملة القسم "أقسم ورب" ابتداء القسم لا محل لها، أو جزء القسم لا محل لها. وجملة القسم اعتراضية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لأثأرا" أصله "لأثأرن" فأبدلها عند الوقف بـ"ألف".

ولا يجوز توكيده بهما إن كان منفيًا نحو: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} 1 إذ التقدير لا تفتؤ، وأما قوله "من البسيط": 961- تَاللَّهِ لاَ يُحْمَدَنَّ المرءُ مُجْتَنِبًا ... فِعْلَ الكِرَامِ وَلَو فَاقَ الوَرَى حَسَبَا فشاذ أو ضرورة، أو كان حالا كقراءة ابن كثير: "لأقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ"2، وقوله "من المتقارب": 962- يَمِينًا لأَبْغُضُ كُلَّ امْرِئ ... يُزَخْرِفُ قَولا وَلاَ يَفْعَلُ

_ 1 يوسف: 85. 961- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. الإعراب: تالله: جار ومجرور متعلقان بفعل القسم المحذوف. لا: نافية يحمدن: فعل مضارع للمجهول مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد. المرء: نائب فاعل مرفوع. مجتبنًا: حال منصوب. فعل: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الكرام: مضاف إليه مجرور. ولو: "الواو": حالية، "لو": وصلية زائدة للتعميم. فاق: فعل ماض، وفاعله ضمير مستر فيه جوازًا تقديره: "هو". الورى: مفعول به منصوب حسبًا: تمييز منصوب. وجملة القسم ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا يحمدن": جواب قسم لا محل لها من الإعراب. وجملة لو "فاق": في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "لا يحمدن" حيث أكد الفعل بنون التوكيد رغم كونه منفيًا وهذا شاذ: 2 القيامة: 1. 962- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 2/ 302؛ والمقاصد النحوية 4/ 338. المعنى: يقول: إنه ليكره من يقول ولا يفعل. الإعراب: "يمينًا": مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف والتقدير: "أقسم يمينًا". "لأبغض": اللام رابطة جواب القسم، "أبغض": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "كل": مفعول به منصوب، وهو مضاف."امرئ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "يزخرف": فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". قولًا": مفعول به منصوب بالفتحة. "ولا": الواو حرف عطف، "ولا": حرف نفي. "يفعل": فعل مضارع مرفوع، وفاعله مستتر تقديره: "هو". وجملة القسم "أقسم يمينًا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لأبغض ... " جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "يزخرف ... " في محل نصب نعت "كل". وجملة "لا يفعل" معطوفة على جملة "يزخرف". الشاهد فيه قوله: "لأبغض" حيث لم يؤكد بالنون مع كونه فعلا مضارعًا مثبتًا مقترنًا بلام الجواب متصلًا بها، لكونه ليس بمعنى الاستقبال.

وقوله: "من الطويل": 963- لَئِنْ تَكُ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيكُمْ بُيُوتُكُم ... لَيَعْلَمُ رَبِّي أنَّ بَيتِيَ وَاسِعُ أو كان مفصولًا من اللام مثل: {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ} 1، ونحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} 2. تنبيهان: الأوَّل التوكيد في هذا النوع واجب بالشروط المذكورة كما نص عليه في التسهيل وهو مذهب البصريين، فلا بدَّ عندهم من اللام والنون فإن خلا منهما قدر قبل حرف النفي، فإذا قلت: "والله يقوم زيد" كان المعنى نفي القيام عنه، وأجاز الكوفيون تعاقبهما، وقد ورد في الشعر، وحكى سيبويه: "والله لأضربه"، وأما التوكيد بعد الطلب فليس بواجب اتفاقًا، واختلفوا فيه بعد أما: فمذهب سيبويه أنه ليس بلازم ولكنه أحسن ولهذا لم يقع في القرآن إلا كذلك، وإليه ذهب الفارسي وأكثر المتأخرين وهو الصحيح، وقد كثر في الشعر مجيئه غير مؤكد، من ذلك قوله "من البسيط": 964- يَا صَاحِ إمَّا تَجِدْنِي غَيرَ ذِي جِدَةٍ ... فَمَا التَّخَلِّي عَنِ الخِلاَّنِ مِنْ شِيَمِي

_ 963- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1290؛ وسمط اللآلي ص728؛ وشرح شواهد الإيضاح 384؛ ولسان العرب 7/ 259 "بسط"، 14/ 276 "دوا". الإعراب: لئن: اللام موطئة للقسم، و"إن": حرف شرط جازم. تك: فعل مضارع مجزوم، واسمه ضمير الشأن المحذوف. وقيل: زائدة. قد: حرف تحقيق. ضاقت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. عليكم: جار ومجرور متعلقان بـ"ضاقت". بيوتكم: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"كم": ضمير في محل جر بالإضافة. ليعلم: اللام للتأكيد رابطة لجواب القسم، و"يعلم": فعل مضارع مرفوع. ربي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. أن: حرف مشبه بالفعل. بيتي: اسم "أن" منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. واسع: خبر "أن" مرفوع بالضمة، والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها سد مسد مفعولي "يعلم". وجملة القسم المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن تك قد ضاقت": مع جواب الشرط المحذوف لدلالة جواب القسم عليه اعتراض بين القسم وجوابه لا محل له. وجملة "تك". جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "قد ضاقت بيوتكم": خبر "تك" محلها النصب. الشاهد فيه قوله: "ليعلم" وأصله "ليعلمن" فحذف نون التوكيد. 1 آل عمران: 158. 2 الضحى: 5. 964- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 11/ 431؛ وشرح التصريح 2/ 204؛ والمقاصد النحوية 4/ 339. =

وقوله "من المتقارب": فإما تريني ولي لمة ... فإن الحوادث أودى بها1 وقوله "من الطويل": 965- فإما تريني كابنة الرمل ضاحيًا ... على رقة أخفى ولا أتنعل

_ = شرح المفردات: صاح: مرخم صاحبي. الجدة: الغنى. الخلان: ج الخل، وهو الصديق الصادق. الشيم: جمع شيمة، وهي الطبيعة. المعنى: يقول مخاطبًا صديقه: لئن وجدتني فقيرًا معدمًا فإني غني بالوفاء. الإعراب: "يا": حرف نداء. "صاح": منادي مرخم منصوب، أصله "صاحبي"، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة. "إما": "إن": حرف جازم، "ما": زائدة. "تجدني": فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "غير": مفعول به ثان، وهو مضاف. "ذي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. جدة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. "فما": الفاء رابطة جواب الشرط، "ما": حرف نفي أو من أخوات "ليس". "التخلي": مبتدأ أو اسم "ما" مرفوع. "عن الخلان": جار ومجرور متعلقان بـ"التخلي". "من شيمي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المتبدأ أو خبر "ما"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "يا صاح" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إما تجدني ... فما" الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تجدني ... " في محل جزم فعل الشرط. وجملة: "فما التخلي ... " في محل جزم جواب الشرط. الشاهد فيه قوله: "إما تجدني"، حيث لم يؤكد الفعل المضارع الواقع شرطًا لـ"إن" المؤكدة بـ"ما" الزائدة، وهذا قليل، أو ضرورة شعرية. 1 تقدم بالرقم 368. 965- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. الإعراب: فإما: الفاء بحسب ما قبلها، "إما": أصلها "إن" حرف شرط جازم، و"ما": زائدة تريني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، و"النون": للوقاية، و"الياء" الأولى في محل رفع فاعل والياء الثانية في محل نصب مفعول به. كابنة: جار ومجرور متلعقان بـ"ترى"، وهو مضاف. الرمل: مضاف إليه مجرور. ضاحيًا: حال أو مفعول به ثان. على رقة: جار ومجرور متعلقان بـ"ضاحيًا". أحفى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". ولا: "الواو" حرف عطف، "لا": نافية: أتنعل: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنا". وجملة "تريني": جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "أحفى" حال ثانية من المفعول في "تريني". وجملة "أنتعل": معطوفة على جملة "أحفى". وجملة "إما تريني" مع جواب الشرط بحسب الفاء. الشاهد فيه قوله: "تريني" حيث لم يؤكد الفعل المضارع بعد "أما".

وذهب المبرد والزجاج إلى لزوم النون بعد "إما"، وزعما أن حذفها ضرورة. الثاني: منع البصريون نحو: "والله ليفعل زيد الآن"، استغناء عنه بالجملة الاسمية المصدّرة بالمؤكد كقولك: "والله إن زيدًا ليفعل الآن"، وأجازه الكوفيون، ويشهد لهم ما تقدم من قراءة ابن كثير لأقسم، والبيتين. اهـ. "وَقَلَّ" التوكيد "بَعْدَمَا" الزائدة التي لم تسبق بـ"أن"، من ذلك قولهم: "بعين ما أرينّك"، و"بجهد ما تبلغنّ"، و"حيثما تكوننّ آتك"، و"متى ما تقعدنّ أقعد"، وقوله "من الطويل": 966- إذَا مَاتَ مِنْهُمْ مَيِّتٌ سَرَقَ ابْنُهُ ... وَمِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا وقوله "من الطويل": 967- قَلِيلاَ بِهِ مَا يَحْمَدَنَّكَ وَارِثٌ ... "إذا نال مما كنت تجمع مغنمًا"

_ 966- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 22، 6/ 281، 11/ 221، 403؛ وشرح التصريح 2/ 205؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1643؛ وشرح شواهد المغني 2/ 461؛ والكتاب 3/ 517؛ ولسان العرب 4/ 426 "شكر"، 13/ 516، 518 "عضه"؛ ومغني اللبيب 2/ 340. شرح المفردات: العضة: نوع من الشجر. الشكير: ما ينبت في أصول الشجر. المعنى: يقول: إذا مات منهم أحد عقبه ابنه، ولا عجب في ذلك لأن العضة لا تنبت إلا الشكير. الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه، "مات": فعل ماض. "منهم": جار ومجرور متعلقان بـ"مات". "ميت": فاعل "مات" مرفوع. "سرق": فعل ماض. "ابنه": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ومن عضة": الواو حرف استئناف. والجار والمجرور متعلقان بـ"ينبتن". "ما": زائدة: فعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد "شكيرها": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "إذا مات ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مات ميت" في محل جر بالإضافة. وجملة: "سرق ابنه " جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ينبتن شكيرها" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ما ينبتن" حيث أكد الفعل بالنون الثقلية بعد وقوعه بعد "ما" الزائدة. تنبيه: من أمثال العرب "في عضة ما ينبتن شكيرها" "خزانة الأدب 4/ 22؛ ومجمع الأمثال 2/ 74"، وهو يضرب في تشبيه الولد بأبيه. 967- التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديوانه ص223؛ والدرر 5/ 163؛ وشرح التصريح 2/ 205؛ وشرح شواهد المغني 2/ 951؛ والمقاصد النحوية 4/ 328؛ ونوادر أبي زيد ص110؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 2/ 78. =

تنبيهان: الأول مراد الناظم أن التوكيد بعد "ما" المذكورة قليل بالنسبة إلى ما تقدم، لا قليل مطلقًا، فإنه كثير كما صرح به في غير هذا الكتاب، بل ظاهر كلامه اطراده، وإنما كان كثيرًا من قبل أن "ما" لما لازمت هذه المواضع أشبهت عندهم لام القسم فعاملوا الفعل بعدها معاملته بعد اللام، نص على ذلك سيبويه كما حكاه في شرح الكافية. الثاني: كلامه يشمل ما الواقعة بعد رب، وصرح في الكافية بأن التوكيد بعدها شاذ، وعلل ذلك بأن الفعل بعدها ماضي المعنى، ونص بعضهم على أن إلحاق النون بعدها ضرورة، وظاهر كلامه في التسهيل أنه لا يختص بالضرورة وهو ما يشعر به كلام سيبويه فإنه حكى "ربما يقولن ذلك"، ومنه قوله "من المديد": رُبَّمَا أَوفَيتُ فِي عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوبِي شمَالاَتُ1 انتهى. "وَلَمْ" أي وقل التوكيد بعد "لم" كقوله "من الرجز": 968- يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلَمَا ... شَيخًا عَلَى كُرْسِيِّهِ مُعَمَّمَا

_ = المعنى: يقول: أنفق من أموالك ما طاب لك، واستمتع بها، لأن الوارث يعتبرها مغنمًا، فيتمتع بها من غير حمد وشكر. الإعراب: "قليلا": مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب. "به": جار ومجرور متعلقان بـ"يحمد". "ما": زائدة "يحمدنك": فعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به. "وارث": فاعل مرفوع بالضمة. "إذا": ظرف زمان، متعلق بـ"يحمد". "نال": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "مما": جار ومجرور متعلقان بـ"نال". "كنت": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "كان". "تجمع": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنت". "مغنمًا": مفعول به لـ"نال" منصوب. وجملة "يحمدنك وراث" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "نال ... " في محل جر بالإضافة. وجملة "كنت تجمع" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تجمع" في محل نصب خبر "كان". الشاهد فيه قوله: "ما يحمدنك" حيث أكد الفعل المضارع بالنون الثقلية لوقوعه بعد "ما" الزائدة. 1 تقدم بالرقم 574. 968- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 331؛ وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي، أو للدبيري أو لعبد بني عبس في خزانة الأدب 11/ 409، 411؛ وشرح شواهد المغني 2/ 973؛ والمقاصد النحوية 4/ 80؛ ولمساور العبسي أو للعجاج في الدرر 5/ 158؛ ولأبي حيان الفقعسي في شرح التصريح 2/ 205؛ والمقاصد النحوية 4/ 329؛ وللدبيري في شرح أبيات سيبويه 2/ 266؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 409؛ وخزانة الأدب 8/ 388، 451؛ ورصف المباني 33، 335؛ وسر صناعة الإعراب =

تنبيه: نص سيبويه على أنه ضرورة لأن الفعل بعدها ماضي المعنى كالواقع بعد ربما، قال في شرح الكافية: وهو بعد "ربما" أحسن. "وَبَعْدَ لاَ" أي وقلّ التوكيد بعد "لا" النافية، قال في شرح الكافية وقد يؤكد بإحدى النونين المضارع المنفي بـ"لا" تشبيهًا بالنهي، كقوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} وقد زعم قوم أن هذا نهي وليس بصحيح، ومثله قول الشاعر "من الطويل": 969- فَلاَ الجَارَةُ الدُّنْيَا بِهَا تُلحِيَنَّهَا ... وَلاَ الضَّيفُ فِيهَا إنْ أَنَاخَ مُحَوَّلُ

_ = 2/ 679؛ وشرح ابن عقيل 546؛ وشرح المفصل 9/ 42؛ والكتاب 3/ 516. المعنى: يصف الراجز وطبًا من اللبن فقال: إن الجاهل حين يراه، والرغوة تعلوه، يظنه شيخًا معممًا جالسا على كرسي. الإعراب: "يحسبه": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به أول. "الجاهل": فاعل مرفوع بالضمة. "ما": مصدرية. "لم": حرف جزم "يعلما": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا للوقف، وهو في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". والمصدر الأول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بـ"يحسب". "شيخًا": مفعول به ثان منصوب. "على كرسيه": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "شيخ"، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "معممًا": نعت "شيخ": منصوب. وجملة "يحسبه الجاهل شيخًا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. "لم يعلم" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لم يعلما" يريد: "لم يعلمن"، حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد الخفيفة المقلوبة ألفًا بعد النفي بـ"لم"، وهذا قليل. 1 الأنفال: 25. 969- التخريج: البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص373؛ وشرح شواهد المغني 2/ 628؛ والمقاصد النحوية 4/ 342. اللغة: الجارة الدنيا: أقرب الجارات. تلحينها: تلومها وتذمها. أناخ ناقته، جعلها تبرك. محول: منتقل. المعنى: لا تلومها القريبات منها، ولا يجد الضيف سببا يجعله يفارقها، إذا ما حل بها. الإعراب: فلا: "الفاء": استئنافية "لا": نافية. الجارة: مبتدأ مرفوع بالضمة. الدنيا صفة مرفوعة بضمة مقدرة على الألف. لها: جار ومجرور متعلقان بحال من "الجارة"، والهاء في "بها" تعود إلى أرض الممدوح وفي "لها" هذه يعلق الجار والمجرور بحال من "الجارة". ولكن "الها" في هذه الحالة تعود إلى النوق. =

إلا أن توكيد تصيبنَّ أحسن لاتصاله بلا فهو بذلك أشبه بالنهي كقوله تعالى: {لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَان} 1، بخلاف قول الشاعر فإنه غير متصل بلا فبعد شبهه بالنهي، ومع ذلك فقد سوغت "لا" توكيده وإن كانت منفصلة فتوكيد "تصيبن" لاتصاله أحق وأولى، هذا كلامه بحروفه. تنبيهان: الأول: ما اختاره الناظم هو ما اختاره ابن جني، والجمهور على المنع، ولهم في الآية تأويلات: فقيل لا ناهية والجملة محكية بقول محذوف هو صفة فتنة فتكون نظير "من الرجز": جَاءُوا بِمَذْقٍ هَل رَأَيتَ الذِّئْبَ قَطْ2 وقيل "لا" ناهية، وتم الكلام عند قوله "فتنة"، ثم ابتدأ نهي الظلمة عن التعرض للظلم فتصيبهم الفتنة خاصة، فأخرج النهي عن إسناده للفتنة فهو نهي محوّل، كما قالوا لا أرينك ههنا، وهذا تخريج الزجاج والمبرد والفراء، وقال الأخفش الصغير: "لا تصيبنَّ" هو على معنى الدعاء، وقيل جواب قسم والجملة موجبة والأصل "لتصيبن" كقراءة ابن مسعود وغيره، ثم أشبعت اللام وهو ضعيف لأن الإشباع بابه الشعر، وقيل جواب قسم و"لا" نافية ودخلت النون تشبيهًا بالموجب كما دخلت في قوله: "من البسيط": تَاللَّهِ لاَ يُحْمَدَنَّ المَرْء مُجْتَنِبًا ... فعل الكرام "ولو فاق الورى حسبا"3 وقال الفراء: الجملة جواب الأمر، نحو قولك: "انزل عن الدابة لا تطرحنك"، و"لا"

_ = تلحينها: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد لا محل لها، و"نون النسوة": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ولا: "الواو": للعطف، "لا": نافية. الضيف: مبتدأ مرفوع بالضمة. فيها: جار ومجرور متعلقان بـ"محول". إن أناخ: "إن" حرف شرط جازم، "أناخ" فعل ماض مبني عل الفتح في محل جزم فعل الشرط، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". محول: خبر "الضيف" مرفوع بالضمة. وجملة "فلا الجارة ... " استئنافية لا محل لها. وجملة "تلحينها" في محل خبر "الجارة". وجملة "ولا الضيف محول": معطوفة على جملة "فلا الجارة" لا محل لها. وجملة "فعل الشرط": لا محل لها، وجواب الشرط محذوف. وجملة "إن أقام": حالية محلها النصب والشاهد فيه قوله: "تلحينها" حيث أكد الفعل المضارع بنون التوكيد، بعد "لا" وهي نافية، ليست ناهية، تشبيها للنافية بالناهية. 1 الأعراف: 27. 2 تقدم بالرقم 785. 3 تقدم بالرقم 961.

نافية ومن منع النون بعد لا النافية منع "أنزل عن الدابة لا تطرحنك". الثاني: إذا قلنا بما رآه الناظم، فهل يطرد التوكيد بعد "لا"؟ كلامه يشعر بالاطراد مطلقًا، لكن نص غيره على أنه بعد المفصولة ضرورة. 638- وغير إما من طوالب الجزا ... وآخر المؤكد افتح كابرزا "وَغَير إمَّا مِنْ طَوَالِبِ الجَزَا" أي: وقلَّ بعد غير "إما" الشرطية من طوالب الجزاء، وذلك يشمل إن المجردة عن "ما" وغيرها، ويشمل الشرط والجزاء، فمن توكيد الشرط بعد غير "إما" قوله: "من الكامل": 970- مَنْ يُثْقَفَنْ مِنْهُمْ فَلَيسَ بِآيِبٍ ... "أبدًا وقتل بني قتيبة شافي"

_ 970- التخريج: البيت لبنت مرة بن عاهان في خزانة الأدب 11/ 387، 399؛ والدرر 5/ 163؛ ولبنت أبي الحصين في شرح أبيات سيبويه 2/ 262؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 205؛ وشرح ابن عقيل ص547؛ والكتاب 3/ 516؛ والمقتضب 3/ 14؛ والمقاصد النحوية 4/ 330؛ والمقرب 2/ 74؛ وهمع الهوامع 2/ 79. شرح المفردات: ثقف: صادف، وجد. آيب: راجع. شاف: الغليل: بنو قتيبة: قوم من باهلة كانوا قتلوا والد الشاعرة. المعنى: تقول: من نصادفه من باهلة سنقتله، ولن يرجع إلى أهله، أبدًا، وإن قتل بني باهلة يشفى غليلنا. الإعراب: "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "تثقفن": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "نحن"، وهو فعل الشرط. "منهم": جار ومجرور متعلقان بـ"نثقف". "فليس": الفاء رابطة جواب الشرط، "ليس": فعل ماض جامد ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "بآيب": الباء: حرف جر زائد، "آيب": اسم مجرور لفظًا، منصوب محلا على أنه خبر "ليس". "أبدًا" ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"آيب". "وقتل": الواو استئنافية، "قتل": مبتدأ مرفوع بالضمة. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، هو مضاف. "قتيبة": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "شافي": خبر المبتدأ مرفوع. وجملة: "من نثقفن ... " الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نثقفن فليس بآيب" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "فليس بآيب" في محل جزم الشرط. وجملة: "قتل بني قتيبة شافي" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "من نثقفن" حيث أكد الفعل المضارع الواقع بعد أداة شرط "من" بالنون الخفيفة من غير أن نتقدم على المضارع "ما" الزائدة المؤكدة لشرط، وهذا من الضرورات الشعرية.

ومن توكيد الجزاء قوله "من الطويل": 971- فمهما تشأ منه فزارة تعطكم ... ومهما تشأ منه فزازة تمنعا وقوله "من الطويل": 972- ثبتم ثبات الخيزراني في الوغى ... حديثًا متي ما يأتك الخير ينفعا

_ 971- التخريج: البيت للكميت بن معروف في حماسة البحتري ص15؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 272؛ وللكميت بن ثعلبة في خزانة الأدب 11/ 387، 388، 390؛ ولسان العرب 8/ 273 "قزع"؛ وللكميت بن معروف أو للكميت بن ثعلبة الفقعسي في المقاصد النحوية 4/ 330؛ ولعوف بن عطية بن الخرع في الدرر 5/ 165؛ والكتاب 3/ 515؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 509، 510؛ وهمع الهوامع 2/ 79. الإعراب: فمهما: الفاء بحسب ما قبلها، و"مهما": اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به تشأ: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط. منه: جار ومجرور متعلقان بـ"تشأ": فزارة: فاعل مرفوع. تعطكم: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة، و"كم": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: "هي". ومهما تشأ فزارة: تعرب إعراب ما في الصدر. وتمنعا: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم، والفاعل مستتر تقديره "هي". وجملة "مهما تشأ فزارة تعطكم": بحسب الفاء. وجملة "تشأ" الشرط غير الظرفي لا محل لها، ومثل ذلك إعراب التركيب الشرطي المعطوف في الشطر الثاني "مهما تشأ ... " بحسب ما قبلها. وجملة "تعطكم": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو "إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "ومهما تشأ ... ": معطوفة عليها ولها الإعراب ذاته. الشاهد في قوله: "تمنعا" وأصله: "تمنعن" فأبدل النون الخفيفة التي للتوكيد ألفًا للوقف، وهو جواب الشرط. 972- التخريج: البيت للنجاشي الحارثي في ديوانه ص110؛ وخزانة الأدب 11/ 387، 395، 397؛ والدرر 5/ 156؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 308؛ والمقاصد النحوية 4/ 344؛ وبلا نسبة في الكتاب 3/ 515؛ وهمع الهوامع 2/ 78. والرواية المشهورة "نبتم نبات ... ". اللغة: الوغى: الحرب. الخيزراني: كل نبات ناعم. الخير: المال. المعنى: يصفهم بأنهم حديثو النعمة. الإعراب: ثبتم: فعل ماض، و"تم" ضمير في محل رفع فاعل. ثبات: مفعول مطلق منصوب الخيزراني: مضاف إليه مجرور. في الوغي: جار ومجرور متعلقان بـ"ثبت". حديثًا: حال من "الخيزراني" منصوب. متى: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول فيه متعلق بـ"ينفعا". ما: زائدة. يأتك: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، و"الكاف" ضمير في محل نصب مفعول به. الخير: فاعل مرفوع. ينفعا: فعل =

تنبيهان: الأول: مقتضى كلامه أن ذلك جائز في الاختيار، وبه صرح في التسهيل، فقال: وقد تلحق جواب الشرط اختيارًا، وذهب غيره إلى أن دخولها في غير شرط "إما" وجواب الشرط مطلقًا ضرورة. الثاني: جاء توكيد المضارع في غير ما ذكر وهو في غاية الندرة ولذلك لم يتعرض له، ومنه قوله: "من الخفيف": 973- لَيتَ شِعْرِي وَأَشْعُرَنَّ إذَا مَا ... قَرَّبُوهَا مَنْشُورَةً وَدُعِيتُ وأشذ من هذا توكيد "أفعل" في التعجب كقوله: "من الطويل": 974- وَمُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ عَضْبَى صَرِيمَةً ... فَأَحْرِ بِهِ مِنْ طُولِ فَقْرٍ وَأَحْرِيَا

_ = مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفًا، وأصله: "ينفعن" في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة "ثبتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "متى ما يأتك الخير ينفعا": استئنافية لا محل لها. وجملة "يأتك": مضاف إليه محلها الجر. وجملة "ينفعا": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". الشاهد فيه قوله: "ينفعا" وأصله" "ينفعن" فأبدل النون بـ"ألف" للوقف، وهو جواب الشرط. 973- التخريج: البيت للسموأل بن عادياء في ديوانه ص81؛ والدرر 5/ 166؛ ولسان العرب 2/ 75 "قوت": والمقاصد النحوية 4/ 332؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص277؛ وهمع الهوامع 2/ 79. الإعراب: ليت: حرف مشبه بالفعل. شعري: اسم "ليت" منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة، وخبره محذوف تقديره: "ليت شعري حاصل". وأشعرن: "الواو": استئنافية، "أشعرن": فعل مضارع مبني على الفتح، و"النون": للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". إذا: ظرف زمان متعلق بـ"أشعرن". ما: زائدة. قرباها: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. منشورة: حال منصوب. ودعيت: "الواو": حرف عطف، "دعيت": فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير في محل رفع نائب فاعل. وجملة "ليت شعري": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أشعرن": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قربوها": في محل جر بالإضافة. وجملة "دعيت": معطوف على "قربوها". الشاهد فيه قوله: "أشعرن" حيث أكد بالنون الثقلية، وهو مثبت مجرد عن معنى الشرط أو الطلب، وهذا نادر. 974- التخريج:" البيت بلا نسبة في جواهر الأدب ص 58؛ والدرر 5/ 159؛ وشرح شواهد المغني 2/ 759؛ ولسان العرب 1/ 650 "غضب"، 14/ 173 "حرى"، 15/ 129 "غضا"؛ ومعنى اللبيب 1/ 339؛ والمقاصد النحوية 3/ 645؛ وهمع الهوامع 2/ 78. =

وهذا من تشبيه لفظ بلفظ وإن اختلفا معنى، وأشذ من هذا قوله: "من الرجز": أَقَائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودَا1 "وَآخِرَ المُؤكَّدِ افْتَحْ" لما عرفت أول الكتاب أنه تركب معها تركيب خمسة عشر، ولا فرق بين أن يكون صحيحًا "كَابْرُزَا" إذ أصله "ابرزن" بالنون الخفيفة فأبدلت ألفًا في الوقف كما سيأتي، "واضربن"، أو معتلًا نحو: "اخشين" و"ارمين" و"اغزون"، أمرًا كما مثل، أو مضارعًا نحو: "هل تبرزن" و"هل ترمين"، هذه لغة جميع العرب سوى فزارة فإنها تحذف آخر الفعل إذا كان ياء تلي كسرة، نحو: "ترمين" فتقول: "هل ترمن يا زيد"، ومنه قوله: "من البسيط": 975- "لا تتبعن لوعة إثري ولا هلعا" ... وَلاَ تُقَاسِنَّ بَعْدِي الهَمَّ وَالجَزَعَا هذا إذا كان الفعل مسندًا لغير الألف والواو والياء، فإن كان مسندًا إليهن فحكمه ما أشار إليه بقوله:

_ = اللغة: غضبى: اسم للمئة من الإبل. الصريمة: قطعة من الإبل ما بين العشرين والثلاثين. حرى به: جدير به. الإعراب: "ومستبدل": الواو واو رب حرف جر زائد، "مستبدل": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. "من بعد": جار ومحرور متعلقان بـ"مستبدل"، وهو مضاف. "غضبى": مضاف إليه مجرور. "صريمة": مفعول به لاسم الفاعل "مستدبل" "فأخر": الفاء حرف استئناف "أحر": فعل ماض أتى على صيغة الأمر للتعجب. "به": الباء حرف جر زائد، والهاء ضمير في محل رفع فاعل لـ"أحر". "من طول": جار ومجرور متعلقان بـ"أحر"، وهو مضاف. "فقر": مضاف إليه مجرور. "وأحريا ": الواو حرف عطف، "أحريا": فعل ماض أتى على صيغة الأمر للتعجب، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة في الوقف. وجملة: "ومستبدل ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أخر ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أحريا" معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "وأحريا" حيث أبدلت النون الخفيفة بـ"ألف" عند الوقف. والأصل "أحرين"، وهو من الحالات الشاذة. 1 تقدم بالرقم 13. 975- التخريج: البيت لمحمد بن يسير في سمط اللآلي ص104؛ وهمع الهوامع 2/ 79؛ ولمحمد بن بشير في أمالي القالي 1/ 22؛ والدرر 5/ 171. =

639- واشكله قبل مضمر لين بما ... جانس من تحرك قد علما "وَاشْكُلهُ قَبْلَ مُضْمَرٍ لَينٍ بِمَا جَانَسَ" أي بما جانس ذلك المضمر "مِنْ تَحَرُّكٍ قَدْ عُلِمَا" فيجانس الألف الفتح والواو الضم والياء الكسر. "وَالمُضْمَرَ" المسند إليه الفعل "احْذِفَنَّهُ" لأجل التقاء الساكنين مبقيًا حركته دالة عليه "إلاَّ الألِفْ" أبقها لخفتها تقول: "يا قوم هل تضربن" بضم الباء، و"يا هند هل تضربن" بكسرها، فأصل "يا قوم هل تضربن" "هل تضربونن" فحذفت نون الرفع لكثرة الأمثال فصار "تضربون" فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وأصل "يا هند هل تضربن" "هل تضربينن"، فعل به ما ذكر، وتقول يا زيدان هل تضربان، فأصل تضربان تضربانن فحذفت نون الرفع لما ذكر، ولم تحذف الألف لخفتها ولئلا يلتبس بفعل الواحد، ولم تحرك لأنها لا تقبل الحركة وكسرت نون التوكيد بعدها لشبهها بنون التثنية في زيادتها آخرًا بعد ألف. هذا كله إذا كان الفعل صحيحًا، فإن كان معتلا نظرت إن كان بالواو والياء

_ = الإعراب: لا: ناهية. تتبعن: فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الياء المحذوفة، و"النون" للتوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". لوعة: مفعول به. إثري: ظرف مكان، متعلق بـ"تتبع" وهو مضاف، و"الياء" ضمير في محل جر بالإضافة. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": زائدة لتأكيد النفي. هلعًا: معطوف على "لوعة" منصوب. ولا: "الواو": حرف عطف، "لا": ناهية. تقاسن. فعل مضارع مبني على الفتح المقدر على الياء المحذوفة، والفاعل مستتر وجوبًا تقديره أنت. و"النون": للتوكيد. بعدي: ظرف مكان متعلق بـ"قاسي"، وهو مضاف و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. الهم: مفعول به منصوب. والجزعا: "الواو": حرف عطف، "الجزعا": معطوف على "الهم" منصوب، والألف للإطلاق. وجملة "لا تتبعن": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولا تقاسن": معطوفة عليها لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "لا تقاسن" حيث جاءت على لغة أهل فزارة في حذف ياء المضارع الناقص اليائي المؤكد بالنون، والفصيح المقيس عدم حذفها.

فكالصحيح، تقول: "يا قوم هل تغزن، وهل ترمن"، بضم ما قبل النون، و"يا هند هل تغزن وهل ترمن"، بكسره، فتحذف مع نون الرفع الواو والياء، وتقول: "هل تغزوان وترميان"، فتبقى الألف. فإن قلت ليس هذا كالصحيح؛ لأنه حذف آخره، وجعلت الحركة المجانسة على ما قبل الآخر بخلاف الصحيح. قلت: حذف آخره إنما هو لإسناده إلى الواو والياء لا لتوكيده، فهو مساو للصحيح في التغيير الناشئ عن التوكيد، ولذلك لم يتعرض له الناظم. وإن كان بالألف فليس كالصحيح فيما ذكر، بل له حكم آخر أشار إليه بقوله: 641- فاجعله منه -رافعا غير اليا ... والواو- ياء كاسعين سعيا "وَإنْ يَكُنْ فِي آخِر الفِعْلِ ألِفْ فَاجْعَلهُ" أي الألف "مِنْهُ" أي من الفعل "رَافِعًا" حال من الفعل: أي حال كون الفعل رافعًا "غَيرَ اليَا وَالوَاوِ" أي بأن رفع الألف أو النون أو ضميرًا مستترًا أو اسمًا ظاهرًا "يَاءً" مفعول ثان لاجعل، أي: اجعل الألف حينئذٍ ياء نحو: "هل تخشيان وترضيان يا زيدان"، و"هل تخشينان وترضينان يا نسوة"، و"يا زيد هل تخشين وترضين"، و"هل يخشين ويرضين زيد"، والأمر في ذلك كالمضارع "كَاسْعَيَنَّ سَعْيَا" يا زيد وكذا بقية الأمثلة. تنبيه: إنما وجب جعل الألف ياء لأن كلامه في الفعل المؤكد بالنون وهو المضارع والأمر، ولا تكون الألف فيهما إلا منقلبة عن ياء غير مبدلة كيسعى، أو مبدلة من ياء والياء منقلبة عن واو كيرضى لأنها من الرضوان. 642- واحذفه من رافع هاتين وفي ... واو ويا شكل مجانس قفي "وَاحْذِفْهُ" أي الألف "مِنْ رَافِعِ هَاتينِ" أي الياء والواو، وتبقى الفتحة قبلهما دليلا عليه. "وَفِي وَاوٍ وَيَا شَكْلٌ مُجَانِسٌ قُفِي" أي تبع، يعني أن الواو بعد حذف الألف تضم والياء تكسر، وإنما احتيج إلى تحريكهما ولم يحذفا لأن قبلهما حركة غير مجانسة أعني فتحة

الألف المحذوفة، فلو حذفا لم يبق ما يدل عليهما. 643- نحو "اخشين يا هند" بالكسر و"يا ... قوم اخشون" واضمم وقس مسويا "نَحْوُ اخْشَينْ يَا هِنْدُ" و"هل ترضين يا هند" "بِالكَسْرِ وَيَا قَومُ اخْشَوُن" و"هل ترضون" "وَاضْمُمْ" الواو "وَقِسْ" على ذلك "مُسَوِّيَا". تنبيهان: الأول: أجاز الكوفيون حذف الياء المفتوح ما قبلها نحو: "اخشين يا هند"، فتقول: "اخشين"، وحكى الفراء أنها لغة طيئ. الثاني فرض المصنف الكلام على الضمير وحكم الألف والواو اللذين هما علامة -أي بأن أسند الفعل إلى الظاهر على لغة "أكلوني البراغيث"- كحكم الضمير، وهذا واضح. 644- ولم تقع خفيفة بعد الألف ... لكن شديدة وكسرها ألف "وَلَمْ تَقَعْ" أي النون "خَفِيفَةً بَعْدَ الأَلِفْ" أي: سواء كانت الألف اسمًا، بأن كان الفعل مسندًا إليها، أو حرفًا بأن كان الفعل مسندًا إلى ظاهر على لغة "أكلوني البراغيث"، أو كانت التالية لنون جماعة النساء، وفاقًا لسيبويه والبصريين سوى يونس، وخلافًا ليونس والكوفيين لأنه فيه التقاء الساكنين على غير حده "لَكِنْ" تقع "شَدِيدَةً وَكَسْرُهَا" لالتقاء الساكنين "أُلِفْ" لأنه على حده، إذ الأوّل حرف لين والثاني مدغم، ويعضد ما ذهب إليه يونس والكوفيون قراءة بعضهم {فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا} 1 حكاها ابن جني، ويمكن أن يكون من هذا قراءة ابن ذكوان: {وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} 2. تنبيهان: الأول: ذكر الناظم أن من أجاز الخفيفة بعد الألف يكسرها، وحمل على ذلك القراءتين المذكورتين، وظاهر كلام سيبويه -وبه صرّح الفارسي في الحجة- أن يونس يبقي النون ساكنة، ونظر ذلك بقراءة نافع: "وَمَحْيَايْ"3.

_ 1 الفرقان: 36. 2 يونس: 89. 3 الأنعام: 162.

الثاني: هل يجوز لحاق الخفيفة بعد الألف إذا كان بعدها ما تدغم فيه على مذهب البصريين نحو: "اضربان نعمان؟ "، قال الشيخ أبو حيان: نص بعضهم على المنع، ويمكن أن يقال: يجوز، وقد صرّح سيبويه بمنع ذلك. 645- وألفا زد قبلها مؤكدا ... فعلا إلى نون الإناث أسندا "وَأَلِفًا زِدْ قَبْلَهَا" أي زد قبل نون التوكيد "مُؤَكِّدا فِعْلًا إلَى نُونِ الإنَاثِ أُسْنِدَا" لئلا تتوالى الأمثال؛ فتقول: "هل تضربنان يا نسوة"، بنون مشددة مكسورة، وفي جواز الخفيفة الخلاف السابق كما تقدم، ولا يجوز ترك الألف؛ فلا تقول: "هل تضربنن يا نسوة". 646- واحذف خفيفة لساكن ردف ... وبعد غير فتحة إذا تقف "وَاحْذِفْ خَفِيفَةً لِسَاكِن رَدِفْ" أي تحذف النون الخفيفة وهي مرادة لأمرين: الأول: أن يليها ساكن، نحو: "اضرب الرجل" تريد "اضربن"، ومنه قوله: "من الخفيف": 976- لاَ تُهِينَ الفَقِيرَ عَلكَ أَنْ ... تركَعَ يَومًا وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهْ

_ 976- التخريج: البيت للأضبط بن قريع في الأغاني 18/ 68؛ والحماسية الشجرية 1/ 474؛ وخزانة الأدب 11/ 450، 452؛ والدرر 2/ 164، 5/ 173 وشرح التصريح 2/ 208؛ وشرح ديوان الحماسية للمرزوقي ص1151؛ وشرح شواهد الشافية ص160؛ وشرح شواهد المغني ص453؛ والشعر والشعراء 1/ 390؛ والمعاني الكبير ص495؛ والمقاصد النحوية 4/ 334؛ وبلا نسة في الإنصاف 1/ 221؛ وجواهر الأدب ص57، 146؛ ورصف المباني ص249، 373، 374؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 32؛ وشرح ابن عقيل ص550؛ وشرح المفصل 9/ 43، 44؛ ولسان العرب 6/ 148"قنس"، 8/ 133 "ركع"، 13/ 438؛ ومغني اللبيب 1/ 155. المعنى: لا تحتقر من هو دونك شأنًا، فربما يحط عليك الدهر فيذلك، ويأتي معه فيرفعه. الإعراب: "لا": الناهية. "تهين": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة منعًا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت:". "الفقير": مفعول به منصوب. "علك":حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "عل". "أن": حرف مصدرية ونصب. "تركع": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير مستتر تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع خبر "عل". "يومًا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"تركع". والدهر": الواو حالية. =

لأنها لما لم تصلح للحركة عوملت معاملة حرف المدّ فحذفت لالتقاء الساكنين، وإذا وليها ساكن وهي بعد ألف على مذهب المجيز فقال يونس إنها تبدل همزة وتفتح فتقول: "اضرباء الغلام"، و"اضربناء الغلام"، قال سيبويه: وهذا لم تقله العرب، والقياس "اضرب الغلام" و"اضربن الغلام"، يعني بحذف الألف والنون. والثاني: أن يوقف عليها تالية ضمة أو كسرة، وإلى ذلك أشار بقوله "وَبَعْدَ غَيرِ فَتْحَةٍ إذَا تَقِفْ" فتقول: "يا هؤلاء اخرجوا"، و"يا هذه اخرجي"، تريد: اخرجُنّ واخرجِن، أما إذا وقعت بعد فتحة فسيأتي. 647- واردد إذا حذفتها في الوقف ما ... من أجلها في الوصل كان عدما "وَارْدُدْ إذَا حذَفْتَهَا فِي الوَقْفِ مَا" أي الذي "مِنْ أَجْلِهَا فِي الوَصْلِ كَانَ عُدِمَا" فتقول في "اضربن يا قوم" و"اضربن يا هند"، إذا وقفت عليهما: "اضربوا، واضربي، بردّ واو الضمير ويائه كما مر، وتقول في "هل تضربن"، و"هل تصربن" إذا وقفت عليهما: "هل تضربون"، و"هل تضربين"، برد الواو والياء ونون الرفع لزوال سبب الحذف. 648- وأبدلنها بعد فتح ألفا ... وقفا كما تقول في قفن: قفا "وَأَبْدِلَنْهَا بَعْدَ فَتْحٍ ألِفَا وَقْفًا" أي واقفًا، ويحتمل أن يكون مفعولًا له أي لأجل الوقف، وذلك لشبهها بالتنوين "كَمَا تَقُولُ فِي قِفَن قِفَا" ومنه {لَنَسْفَعًا} 1 و {لَيَكُونًا} 2،

_ = "الدهر": مبتدأ مرفوع، "قد": حرف تحقيق. "رفعه" فعل ماض، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". وجملة: "لا تهين" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تركع" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "علك أن ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "والدهر قد رفعه" في محل نصب حال. وجملة "رفعه" في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "لا تهين" حيث حذف نون التوكيد الخفيفة، والأصل: "لا تهينن"، منعًا من التقاء الساكنين، وبقيت الفتحة دليلًا عليها. 1 العلق: 15. 2 يوسف: 32.

وقوله: "من الطويل": 977- "فإياك والميتات لا تقربنها" ... وَلاَ تَعْبُدِ الشَّيطَانَ وَاللَّه فَاعْبُدَا وقوله: "من الطويل": فَمَنْ يَكُ لَمْ يَثْأرْ بِأعْرَاضِ قَومِهِ ... فَإنِّي وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ لأَثْأَرَا وندر حذفها لغير ساكن ولا وقف كقوله: "من المنسرح": 978- اضْرِب عَنْكَ الهُمُومَ طَارِقَهَا ... "ضربك بالسوط قونس الفرس"

_ 977- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص187؛ والأزهية ص275؛ وتذكرة النحاة ص72؛ والدرر 5/ 149؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 687؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 244، 245؛ وشرح التصريح 2/ 208؛ وشرح شواهد المغني 2/ 577، 793؛ والكتاب 3/ 510؛ ولسان العرب 1/ 759 "نصب"، 2/ 473 "سبح"، 13/ 429 "نون"؛ واللمع ص273؛ والمقاصد النحوية 4/ 340؛ والمقتضب 3/ 12؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 657؛ وأوضح المسالك 4/ 113؛ وجمهرة اللغة ص857؛ وجواهر الأدب ص75، 108؛ ورصف المباني ص32، 334؛ وشرح المفصل 9/ 39؛ ومغني اللبيب ص1/ 372؛ والممتع في التصريف 1/ 40؛ وهمع الهوامع 2/ 78. والبيت ملفق من بيتين، هما: فإياك والميتات لا تقربنها ... ولا تأخذن سهمًا حديدًا لتفصدا وذا النصب المنصوب لا تنسكنه ... ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا اللغة: شرح المفردات: تقربنها: أي تأكلنها. المعنى: يقول: إياك أن تأكل الميتة، ولا تعبد إلا الله وحده. الإعراب: فإياك: الفاء بحسب ما قبلها، "إياك": ضمير منفصل مبني في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره "احذر"، أو "احفظ". والميتات: الواو حرف عطف، "الميتات": مفعول به لفعل محذوف منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. لا: الناهية: تقربنها: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون للتوكيد، هو في محل جزم، و"ها": ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنت". ولا: الواو حرف عطف، "لا": الناهية. تعبد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير فيه وجوبًا تقديره "أنت". الشيطان مفعول به منصوب بالفتحة. والله: الواو حرف عطف، "الله": اسم الجلالة مفعول به مقدم منصوب بالفتحة. فاعبدا: الفاء زائدة، "اعبدا" فعل أمر مبني على الفتحة لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفًا مراعاة للروي. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنت". الشاهد فيه قوله: "فاعبدا" حيث أبدل النون ألفًا في الواقف. 1 تقدم بالرقم 960. 978- التخريج: البيت لطرفة بن العبد في ملحق ديوانه ص155؛ وخزانة الأدب 11/ 445؛ =

وقوله "من الطويل": 979- "خلافًا لقولي من فيالة رأيه" ... كما قيل قبل اليوم خالف تذكرا

_ = والدرر 5/ 174؛ وشرح شواهد المغني 2/ 933؛ وشرح المفصل 6/ 107؛ ولسان العرب 6/ 183 "قنس"، 13/ 429 "نون"؛ والمقاصد النحوية 4/ 337؛ ونوادر أبي زيد ص13؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص852، 1176؛ والخصائص 1/ 126؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 852؛ وشرح المفصل 9/ 44؛ ولسان العرب 11/ 711 "هول"؛ والمحتسب 2/ 367؛ ومغني اللبيب 2/ 643؛ والممتع في التصريف 1/ 323. اللغة: طارقها: اسم الفاعل من "طرق يطرق" إذا أتى ليلا. قونس الفرس: العظم الناتئ بين أذني الفرس. المعنى: اصرف عن نفسك هموم الحياة وكدتها بسهولة، كما تضرب نتوء أذني الفرس ليستقيم. الإعراب: "اضرب" فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة للضرورة الشعرية، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت. "عنك": جار ومجرور متعلقان بالفعل اضرب. "الهموم": مفعول به منصوب وعلامة نصبة الفتحة. "طارقها": "طارق": بدل من الهموم منصوب بالفتحة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ضربك": مفعول مطلق منصوب بالفتحة وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. "بالسوط": جار ومجرور متعلقان بالمصدر ضربك، "قويس": مفعول به للمصدر "ضربك". "الفرس": مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. والشاهد فيه قوله: "اضرب عنك" فإن الرواية فيه بفتح الباء، وأصل الكلام: "اضربن عنك" بنون توكيد خفيفة ساكنة، وفعل الأمر يبنى مع نوني التوكيد على الفتح. ثم حذف الشاعر نون التوكيد وهو ينويها، فلذلك أبقى الفعل على ما كان عليه وهو مقرون بها؛ لتكون هذه الفتحة مشيرة إلى النون المحذوفة ودالة عليها. وهذا شاذ؛ لأن نون التوكيد بلا نسبة إنما تحذف إذا وليها ساكن. 979- التخريج: البيت بلا نسبة في الحيوان 7/ 84؛ والمقاصد النحوية 4/ 345. اللغة: الفيالة: ضعف الرأي. الإعراب: خلافًا: مفعول مطلق، أو حال، أو مفعول لأجله منصوب. لقولي: جار ومجرور متعلقان بـ"خلافًا"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. من فيالة: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: "خالف"، وهو مضاف. رأيه: مضاف إليه مجرور، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. كما: "الكاف": حرف جر، و"ما": مصدرية. قيل: فعل ماض للمجهول. قبل: ظرف زمان متعلق بـ"قيل" وهو مضاف. اليوم مضاف إليه مجرور خالف: فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". تذكرا: فعل مضارع للمجهول، و"الألف": مبدلة من نون التوكيد وأصله،:"تذكرن"، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "ما قيل" في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بصفة للمصدر "خلافًا". وجملة "خالف": في محل رفع نائب فاعل لـ"قيل". وجملة "قيل": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "تذكرا": جواب الطلب لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "خالف" حيث حذف نون التوكيد وفتح الحرف الأصلي الأخير من الفعل، وهو الفاء، وأصله: "خالفن". وقوله: "تذكرا" أبدل نون التوكيد بـ"ألف"، وأصله "تذكرن".

وحمل على ذلك قراءة من قرأ: "أَلَمْ نَشْرَحَ لَكَ صَدْرَكَ"1. خاتمة: أجاز يونس للواقف إبدال الخفيفة ياء أو واوًا في نحو: "اخشين" و"اخشون"، فتقول: "اخشيني" و"اخشووا"، وغيره يقوله: "اخشى" و"اخشوا"، وقد نقل عنه إبدالها واوًا بعد ضمة وياء بعد كسرة مطلقًا، وكلام سيبويه يدل على أن يونس إنما قال بذلك في المعتل فإنه قال: وأما يونس فيقول: "اخشووا" و"اخشيي"، يزيد الواو والياء بدلا من النون الخفيفة من أجل الضمة والكسرة، وهو ما نقله الناظم في التسهيل، وإذا وقف على المؤكد بالخفيفة بعد الألف على مذهب يونس والكوفيين أبدلت ألفًا، نص على ذلك سيبويه ومن وافقه ثم قيل: يجمع بين الألفين فيمد بمقدارهما، وقيل: بل ينبغي أن تحذف إحداهما ويقدر بقاء المبدلة من النون، وحذف الأولى. وفي الغرة: إذا وقفت على "اضربان" على مذهب يونس زدت ألفًا عوض النون، فاجتمع ألفان؛ فهمزت الثانية فقلت: "اضرباء"، اهـ. وقياسه في "اضربنان": "اضربناء". والله أعلم.

_ 1 الشرح: 1.

ما لا ينصرف

مَا لاَ يَنْصَرِف: "حقيقة الصرف واختلاف العلماء فيه": قد مر في أوّل الكتاب أن الأصل في الاسم أن يكون معربًا منصرفًا، وإنما يخرجه عن أصله شبهه بالفعل أو بالحرف، فإن شابه الحرف بلا معاند بني، وإن شابه الفعل بكونه فرعًا بوجه من الوجوه الآتية منع الصرف. ولما أراد بيان ما يمنع الصرف بدأ بتعريف الصرف فقال: 649- "الصَّرْفُ تَنْوِينٌ أتَى مُبَيِّنًا ... مَعْنَىً بِهِ يَكُونُ الاِسْمُ أَمْكَنَا" فقوله: "تنوين" جنس يشمل أنواع التنوين، وقد تقدّمت أوّل الكتاب، وقوله: "أتى مبينًا ... إلخ" مخرج لما سوى المعبر عنه بالصرف، والمراد بالمعنى الذي يكون به الاسم أمكن، أي زائدًا في التمكن: بقاؤه على أصله، أي: أنه لم يشبه الحرف فيبنى ولا الفعل فيمنع من الصرف. تنبيهات: الأول: ما ذكره الناظم من أن الصرف هو التنوين هو مذهب المحققين، وقيل: الصرف هو الجرّ والتنوين معًا. الثاني: تخصيص تنوين التمكين بالصرف هو المشهور، وقد يطلق الصرف على غيره من تنوين التنكير والعوض والمقابلة.

الثالث يستثنى من كلامه نحو "مسلمات" فإنه منصرف مع أنه فاقد للتنوين المذكور؛ إذ تنوينه للمقابلة كما تقدم أوّل الكتاب. الرّابع: اختلف في اشتقاق المنصرف، فقيل: من الصريف، وهو الصوت؛ لأن في آخره التنوين وهو صوت، قال النابغة: "من البسيط": 980- "مقذوفة بدخيس اللحم بازلها" ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بِالمَسَدِ أي: صوتٌ صوت البكرة بالحبل، وقيل: من الانصراف في جهات الحركات، وقيل: من الانصراف وهو الرجوع فكأنه انصرف عن شبه الفعل، وقال في شرح الكافية: سمي منصرفًا لانقياده إلى ما يصرفه عن عدم تنوين إلى تنوين، وعن وجه من وجوه الإعراب إلى غيره، اهـ. واعلم أن المعتبر من شبه الفعل في منع الصرف هو كون الاسم إما فيه فرعيتان مختلفتان مرجع إحداهما اللفظ ومرجع الأخرى المعنى، وإما فرعية تقوم مقام الفرعيتين، وذلك لأن في الفعل فرعية على الاسم في اللفظ وهي اشتقاقه من المصدر، وفرعية في

_ 980- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص16؛ وجمهرة اللغة ص578، 741، 944؛ والدرر 3/ 76؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 31؛ والكتاب 1/ 355؛ ولسان العرب 9/ 191 "صرف"، 277 "قذف"، 11/ 52 "بزل"، 15/ 191 "قعا"؛ وبلا نسبة في لسان العرب 6/ 77 "دخس"؛ ومجالس ثعالب ص320؛ وهمع الهوامع 1/ 193. اللغة: مقذوفة: مرمية. اللحم الدخيس: الكثير المجتمع. البازل: البعير الذي بلغ تسعًا من عمره. الصريف: الصوت. القعو: البكرة. المسد: الحبل. المعنى: يصف الشاعر ناقته الفتية فيقول: إنها مرمية باللحم، ولبازلها صوت شبيه بصوت البكرة إذ تلف حولها الجبال المجدولة. الإعراب: مقذوفة: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي". بدخيس: جار ومجرور متعلقان بـ"مقذوفة"، وهو مضاف. اللحم: مضاف إليه مجرور. بازلها: مبتدأ مرفوع وهو مضاف. و"ها": في محل جر بالإضافة. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. صريف: مبتدأ مؤخر. صريف: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. القعو: مضاف إليه مجرور. بالمسد: جار ومجرور متعلقان بالمصدر "صريف". وجملة "هي مقذوفة": في محل جر صفة لـ"عيرانة" في بيت سابق. وجملة "بازلها ... " في محل جر صفة ثانية له. وجملة "صريف موجود له": في محل رفع خبر "بازلها". الشاهد فيه قوله: "صريف" حيث ورد بمعنى الصوت.

المعنى وهي احتياجه إليه، لأنه يحتاج إلى فاعل والفاعل لا يكون إلا اسمًا، ولا يكمل شبه الاسم بالفعل بحيث يحمل عليه في الحكم إلا إذا كانت فيه الفرعيتان كما في الفعل، ومن ثم صرف من الأسماء ما جاء على الأصل كالمفرد الجامد النكرة كرجل وفرس، لأنه خف فاحتمل زيادة التنوين وألحق به ما فرعية اللفظ والمعنى فيه من جهة واحدة كـ"دريهم"، وما تعدّدت فرعيته من جهة اللفظ كأجيمال، أو من جهة المعنى كحائض وطامث؛ لأنه لم يصر بتلك الفرعية كامل الشبه بالفعل، ولم يصرف نحو أحمد لأن فيه فرعيتين مختلفتين مرجع إحداهما اللفظ وهي وزن الفعل ومرجع الأخرى المعنى وهو التعريف، فلما كمل شبهه بالفعل ثقُل ثِقَل الفعل فلم يدخله التنوين وكان في موضع الجر مفتوحًا. "علل منع الصرف": والعلل المانعة من الصرف تسع يجمعها قوله: "من البسيط": عَدلٌ ووصفٌ وتأنيثٌ ومعرفةٌ ... وعُجمة ثم جمعٌ ثم تركيبُ والنونُ زائدةٌ من قَبلِها ألفٌ ... ووزنُ فعل وهذا القول تقريبُ المعنوية منها: العلمية والوصفية، وباقيها لفظي، فيمنع مع الوصف ثلاثة أشياء: العدل كمثنى وثلاث، ووزن الفعل كـ"أحمر"، وزيادة الألف والنون كسكران، ويمنع مع العلمية هذه الثلاثة كعمر ويزيد ومروان، وأربعة أخرى وهي: العجمة كإبراهيم، والتأنيث كطلحة وزينب، والتركيب كمعدي كرب، وألف الإلحاق كأرطى، وسترى ذلك كله مفصلا. وجميع ما لا ينصرف اثنا عشر نوعًا: خمسة لا تنصرف في تعريف ولا تنكير، وسبعة لا تنصرف في التعريف وتنصرف في التنكير. ولما شرع في بيان الموانع بدأ بما يمنع في الحالتين؛ لأنه أمكن في المنع فقال: 650- "فَألفُ التَّأنيثِ مُطْلَقًا مَنعْ ... صَرْفَ الَّذِي حَوَاهُ كَيفَمَا وَقَعْ" أي ألف التأنيث مقصورة كانت أو ممدودة، -وهو المراد بقوله "مطلقًا"- تمنع صرف

ما هي فيه كيفما وقع، أي سواء وقع نكرة كذكرى وصحراء، أم معرفة كرضوى وزكرياء، مفردًا كما مر، أو جمعًا كجرحى وأصدقاء، اسمًا كما مر، أم صفة كحبلى وحمراء. وإنما استقلت بالمنع لأنها قائمة مقام شيئين وذلك لأنها لازمة لما هي فيه، بخلاف التاء فإنها في الغالب مقدرة الانفصال، ففي المؤنث بالألف فرعية من جهة التأنيث وفرعية من جهة لزوم علامته، بخلاف المؤنث بالتاء، وإنما قلت "في الغالب" لأن من المؤنث بالتاء ما لا ينفك عنها استعمالًا، ولو قدر انفكاكه عنها لوجد له نظير كهمزة فإن التاء ملازمة له استعمالًا ولو قدر انفكاكه عنها لكان همز كحطم لكن "حطم" مستعمل و"همز" غير مستعمل، ومن المؤنث بالتاء ما لا ينفك عنها استعمالًا ولو قدر انفكاكه عنها لم يوجد له نظير كحِذْرِيةَ وعَرْقُوَةَ، فلو قدر سقوط تاء حذرية وتاء عرقوة لزم وجدان ما لا نظير له، إذ ليس في كلام العرب فِعْلِيٌ ولا فَعْلَوٌ، إلا أن وجود التاء هكذا قليل فلا اعتداد به، بخلاف الألف فإنها لا تكون إلا هكذا ولذلك عوملت خامسة في التصغير معاملة خامس أصلي، فقيل في قرقرى: قريقر كما قيل في سفرجل: سفيرج، وعوملت التاء معاملة عجز المركب فلم ينلها تغير التصغير كما لا ينال عجز المركب فقيل في زجاجة: زجيجة. فرعان: الأول: إذا سميت بكلتا من قولك "قامت كلتا جاريتيك" منعت الصرف، لأن ألفها للتأنيث وإن سميت بها من قولك رأيت كلتيهما أو كلتي المرأتين في لغة كنانة صرفت، لأن ألفها حينئذٍ منقلبة فليست للتأنيث. الثاني: إذا رخمت حبلوى على لغة الاستقلال عند من أجازه فقلت يا حبلى1 ثم سميت به صرفت لما ذكرت في كلتا. "الألف والنون الزائدتان": 651- وزائدا فعلان في وصف سلم ... من أن يرى بتاء تأنيث ختم "وَزَائِدَا فَعْلاَنَ" رفع بالعطف على الضمير في منع، أي ومنع صرف الاسم أيضًا زائدًا فعلان وهما الألف والنون "فِي وصفِ سَلِمْ مِن أنْ يُرَى بتاءِ تأنيثٍ خُتِمْ" إما لأن مؤنثه

_ 1 حذفت ياء النسب المشددة للترخيم، ثم قلبت الواو ألفًا بسبب تحركها وانفتاح ما قبلها، وصرفت هذه الكلمة لأن ألفها ليست للتأنيث بل هي منقلبة عن الواو كما تقدم.

فعلى كسكران وغضبان وندمان من الندم، وهذا متفق على منع صرفه، وإما لأنه لا مؤنث له نحو لحيان لكبير اللحية، وهذا فيه خلاف والصحيح منع صرفه أيضًا لأنه وإن لم يكن له فعلى وجودًا فله فعلى تقديرًا، لأنا لو فرضنا له مؤنثًا لكان فعلى أولى به من فعلانة لأن باب فعلان فعلى أوسع من باب فعلان فعلانة، والتقدير في حكم الوجود بدليل الإجماع على منع صرف أكمر وآدر مع أنه لا مؤنث له، ولو فرض له مؤنث لأمكن أن يكون كمؤنث أرمل وأن يكون كمؤنث أحمر، لكن حمله على أحمر أولى لكثرة نظائره. واحترز من فعلان الذي مؤنثه فعلانة فإنه مصروف نحو ندمان من المنادمة وندمانة وسيفان وسيفانة، وقد جمع المصنف ما جاء على فعلان ومؤنثه فعلانة في قوله: "من الهزج": أَجِزْ فَعْلَي لِفعْلاَنَا ... إذَا اسْتَثنَيتَ حَبلانَا ودَخْنانَا وسَخْنَانَا ... وسَيفَانَا وصَحْيانَا وَصَوجَانَا وعَلاَّنَا ... وَقَشْوَانَا ومَصَّانَا ومَوتانَا ونَدْمَانَا ... وَأتْبعْهُنَّ نَصْرَانَا واستدرك عليه لفظان وهما خمصان لغة في خمصان وأليان في "كبش أليان" أي كبير الألية، فذيل الشارح المرادي أبياته بقوله: وَزِدْ فِيهنَّ خَمْصَانَا ... عَلَى لُغَةٍ وَأليَانَا فالحبلان الكبير البطن وقيل الممتلئ غيظًا، والدخنان: اليوم المظلم، والسخنان: اليوم الحار، والسيفان: الرجل الطويل، والصحيان: اليوم الذي لا غيم فيه، والصوجان: البعير اليابس الظهر، والعلان: الكثير النسيان، وقيل: الرجل الحقير، والقشوان: الرقيق الساقين، والمصان: اللئيم، والموتان: البليد الميت القلب، والندمان: المنادم، أما ندمان من الندم فغير مصروف إذ مؤنثه ندمى وقد مرّ، والنصران: واحد النصارى. تنبيهات: الأوّل إنما منع نحو سكران من الصرف لتحقق الفرعيتين فيه: أما فرعية المعنى فلأن فيه الوصفية وهي فرع عن الجمود لأن الصفة تحتاج إلى موصوف ينسب معناها إليه والجامد لا يحتاج إلى ذلك، وأما فرعية اللفظ فلأن فيه الزيادتين المضارعتين لألفي التأنيث في نحو حمراء في أنهما في بناء يخص المذكر كما أن ألفي حمراء في بناء يخص

المؤنث، وأنهما لا تلحقهما التاء فلا يقال: سكرانة كما لا يقال: حمراءة مع أن الأول من كل من الزيادتين ألف، والثاني حرف يعبر به عن المتكلم في أفعل ونفعل فلما اجتمع في نحو سكران المذكور الفرعيتان امتنع من الصرف، وإنما لم تكن الوصفية فيه وحدها مانعة مع أن في الصفة فرعية في المعنى كما سبق وفرعية في اللفظ وهي الاشتقاق من المصدر لضعف فرعية اللفظ في الصفة لأنها كالمصدر في البقاء على الاسمية والتنكير، ولم يخرجها الاشتقاق إلى أكثر من نسبة معنى الحدث فيها إلى الموصوف والمصدر بالجملة صالح لذلك كما في "رجل عدل، ودرهم ضرب الأمير"، فلم يكن اشتقاقها من المصدر مبعدًا لها عن معناه، فكان كالمفقود فلم يؤثر، ومن ثم كان نحو: "عالم، وشريف" مصروفًا مع تحقق ذلك فيه، وكذا إنما صرف نحو ندمان مع وجود الفرعيتين لضعف فرعية اللفظ فيه من جهة أن الزيادة فيه لا تخص المذكر وتلحقه التاء في المؤنث نحو: "ندمانة" فأشبهت الزيادة فيه بعض الأصول في لزومها في حالتي التذكير والتأنيث وقبول علامته، فلم يعتد بها، ويشهد لذلك أن قومًا من العرب وهم بنو أسد يصرفون كل صفة على فعلان لأنهم يؤنثونه بالتاء ويستغنون فيه بفعلانة عن فعلى، فيقولون سكرانة وغضبانة وعطشانة، فلم تكن الزيادة عندهم شبيهة بألفي حمراء فلم تمنع من الصرف. الثاني: فهم من قوله: "زائدًا فعلان" أنهما لا يمنعان في غيره من الأوزان، كفعلان بضم الفاء نحو خمصان؛ لعدم شبههما في غيره بألفي التأنيث. الثالث: ما تقدم -من أن المنع بزائدي فعلان لشبههما بألفي التأنيث في نحو حمراء- هو مذهب سيبويه، وزعم المبرد أنه امتنع لكون النون بعد الألف مبدلة من ألف التأنيث، ومذهب الكوفيين أنهما منعا لكونهما زائدتين لا يقبلان الهاء لا للتشبيه بألفي التأنيث. "الوصفية ووزن الفعل": 652- ووصف اصلي ووزن أفعلا ... ممنوع تأنيث بتا كأشهلا "وَوصفٌ اصْلِيٌّ وَوزنُ أفْعَلاَ مَمنوعَ" بالنصب على الحال من وزن أفعلا، أي حال كونه ممنوع "تَأنيثٍ بِتَا كَأشْهَلاَ" أي: ويمنع الصرف أيضًا اجتماع الوصف الأصلي ووزن

أفعل، بشرط أن لا يقبل التأنيث بالتاء، إما لأن مؤنثه فعلاء، كأشهل، أو فعلى كأفضل، أو لأنه لا مؤنث له كأكمر وآدر، فهذه الثلاثة ممنوعة من الصرف للوصف الأصلي ووزن أفعل، فإن وزن الفعل به أولى، لأن في أوله زيادة تدل على معنى في الفعل دون الاسم، فكان ذلك أصلًا في الفعل لأن ما زيادته لمعنى أصل لما زيادته لغير معنى، فإن أنث بالتاء انصرف نحو أرمل بمعنى فقير، فإن مؤنثه أرملة لضعف شبهه بلفظ المضارع، لأن تاء التأنيث لا تلحقه، وأجاز الأخفش منعه لجريه مجرى أحمر لأنه صفة وعلى وزنه، نعم قولهم: "عام أرمل" غير مصروف؛ لأن يعقوب حكى فيه "سنة رملاء"، واحترز بالأصلي عن العارض؛ فإنه لا يعتد به كما سيأتي. تنبيهان: الأول: مثل الشارح لما تلحقه التاء بأرمل وأباتر وهو القاطع لرحمه، وأدابر وهو الذي لا يقبل نصحًا فإن مؤنثها أرملة وأباترة وأدابرة: أما أرمل فواضح، وأما أباتر وأدابر فلا يحتاج هنا إلى ذكرهما إذ لم يدخلا في كلام الناظم، فإنه علق المنع على وزن أفعل، وإنما ذكرهما في شرح الكافية لأنه علق المنع على وزن أصلي في الفعل أي الفعل به أولى، ولم يخصه بأفعل، ولفظه فيها: وَوصْفٌ أصْلِيٌّ وَوزْنٌ أُصِّلاَ ... فِي الفعْلِ تَا أُنْثى بِهِ لَن تُوصَلاَ ولهذا احترز أيضًا من يعمل ومؤنثه يعملة، وهو الجمل السريع. الثاني: الأولى تعليق الحكم على وزن الفعل الذي هو به أولى لا على وزن أفعل ولا الفعل مجردًا ليشمل نحو أحيمر وأفيضل من المصغر فإنه لا ينصرف لكونه على الوزن المذكور نحو أبيطر، ولا يرد نحو بطل وجدل وندس؛ فإن كل واحد منها وإن كان أصلًا في الوصفية، وعلى وزن فعل، لكنه وزن مشترك فيه ليس الفعل أولى به من الاسم؛ فلا اعتداد به، اهـ. 653- وألغين عارض الوصفيه ... كأربع وعارض الإسميه "وألغِينَّ عارِضَ الوَصْفِيَّه كَأربَعٍ" في نحو "مررت بنسوة أربع" فإنه اسم من أسماء العدد، لكن العرب وصفت به، فهو منصرف نظرًا للأصل، ولا نظر لما عرض له من الوصفية، وأيضًا فهو يقبل التاء فهو أحق بالصرف من أرمل؛ لأن فيه مع قبول التاء كونه

عارض الوصفية، وكذلك أرنب من قولهم "رجل أرنب" أي ذليل؛ فإنه منصرف لعروض الوصفية إذ أصله الأرنب المعروف "وعارِضَ الإسْمِيَّةْ" أي وألغ عارض الاسمية على الوصف، فتكون الكلمة باقية على منع الصرف للوصف الأصلي، ولا ينظر إلى ما عرض لها من الاسمية. 654- "فالأدهم القيد لكونه وضع ... في الأصل وصفا انصرافه منع" نظرًا إلى الأصل، وطرحًا لما عرض من الاسمية. تنبيه: مثل أدهم في ذلك أسود للحية العظيمة، وأرقم لحية فيها نقط كالرقم نظرًا إلى الأصل وطرحًا لما عرض من الاسمية. 655- وأجدل وأخيل وأفعى ... مصروفة وقد ينلن المنعا "وَأجْدَلٌ" للصقر "وأَخْيلٌ" لطائر ذي نقط كالخيلان يقال له الشقراق "وَأفْعَى" للحية "مَصرُوفةٌ" لأنها أسماء مجردة عن الوصفية في أصل الوضع ولا أثر لما يلمح في أجدل من الجدل وهو الشدة، ولا في أخيل من الخيول وهو كثرة الخيلان، ولا في أفعى من الإيذاء؛ لعروضه عليهنَّ "وَقَدْ يَنَلنَ المنْعَا" من الصرف؛ لذلك، وهو في أفعى أبعد منه في أجدل وأخيل لأنهما من الجدل ومن الخيول كما مر، وأما أفعى فلا مادة لها في الاشتقاق لكن ذكرها يقارنه تصور إيذائها فأشبهت المشتق وجرت مجراه على هذه اللغة. ومما استعمل فيه أجدل وأخيل غير مصروفين قوله "من الطويل": 981- كَأَنَّ العُقَيلِيِّينَ يَومَ لَقِيتُهُمْ ... فِرَاخُ القَطَا لاَقَينَ أجْدَلَ بَازِيَا

_ 981- التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص182؛ وشرح التصريح 2/ 214؛ والمقاصد النحوية 4/ 346؛ ولجعفر بن علبة الحارثي في المؤتلف والمختلف ص19؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص800؛ وشرح شواهد الإيضاح ص393؛ ولسان العرب 1/ 104 "جدل". شرح المفردات: العقيليون: المنتسبون إلى عقيل: القطا. طير يشبه الحمام. الأجدل: من الطيور الكاسرة. البازي: الصقر. =

وقول الآخر "من الطويل": 982- ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي ... فما طائري يومًا عليك بأخيلا

_ = المعنى: يشبه الشاعر بني عقيل في المعارك، بفراخ القطا تذوب قلوبها خوفًا لدى مرآها الصقر. أي إنهم جبناء. الإعراب: "كأن": حرف مشبه بالفعل: "العقيليين": اسم "كأن" منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. "يوم": ظرف زمان منصوب. "لقيتهم": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"هم": ضمير في محل نصب مفعول به. "فراخ": خبر "كأن" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "القطا": مضاف إليه مجرور. "لاقين": فعل ماض، والنون ضمير في محل رفع فاعل. "أجدل": مفعول به منصوب: "بازيًا": نعت "أجدل" أو بدل منه. وجملة: "كأن العقيليين فراخ" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لقيتهم" في محل جر بالإضافة. وجملة: "لاقين" في محل نصب حال. الشاهد فيه قوله: "أجدل" حيث منعه من الصرف مع أنه اسم في الأصل والحال، إذ هو اسم للصقر، وذلك لأنه ضمنه الوصفية، وهي القوة، فانضم إلى وزن الفعل. 982- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص271؛ وشرح التصريح 2/ 214؛ وشرح شواهد الإيضاح ص392؛ ولسان العرب 11/ 230 "خيل"؛ والمقاصد النحوية 4/ 348؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص300. شرح المفردات: ذريني: دعيني. الشيمة: الطبيعة: الأخيل: طائر مشئوم. المعنى: يقول: اتركيني وما أنا عليه من خبرة وطبع، فمن كنت يومًا عليك بشؤم. الإعراب: "ذريني": فعل أمر مبني على حذف النون، والياء الأولى في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به. "وعلمي": الواو للمعية، "علمي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "بالأمور": جار ومجرور متعلقان بـ"علم". "وشيمتي": الواو حرف عطف، "شيمتي": معطوف على "علمي"، منصوب، وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "فما": الفاء: حرف استئناف، "ما": من أخوات "ليس". "طائري": اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "يومًا": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"أخيل". "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"أخيل". "بأخيلا": الباء حرف جر زائد، "أخيلا": اسم مجرور لفظًا، منصوب محلا على أنه خبر "ما". ويجوز اعتبار "ما" نافية، فيكون "طائري" مبتدأ، و"أخيل": خبره. وجملة: "ذريني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ما طائري ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "بأخيلا" حيث منعه من الصرف، وجره بالفتحة بدلًا من الكسرة مع أنه اسم في الأصل والحال، وهو اسم لطائر معروف ذي خيلان، ومسوغ منعه من الصرف تضمينه معنى الوصف، وهو التلون والتشاؤم، لأن العرب تتشاءم بهذا الطائر.

وكما شذ الاعتداد بعروض الوصفية في أجدل وأخيل وأفعى كذلك شذ الاعتداد بعروض الاسمية في أبطح وأجرع وأبرق فصرفها بعض العرب، واللغة المشهورة منعها من الصرف لأنها صفات استغني بها عن ذكر الموصوفات فيستصحب منع صرفها كما استصحب صرف أرنب وأكلب1 حين أجري مجرى الصفات، إلا أن الصرف لكونه الأصل ربما رجع إليه بسبب ضعيف بخلاف منعِ الصرف فإنه خروج عن الأصل فلا يصار إليه إلا بسبب قويّ. "الوصفية والعدل": 656- "وَمَنْعُ عَدْل مَعَ وَصْف مُعتَبْر ... فِي لَفْظِ مَثنى وثُلاَثَ وأُخَرْ" منع مبتدأ وهو مصدر مضاف إلى فاعله وهو عدل، والمفعول محذوف وهو "الصرف"، ومعتبر خبره، وفي لفظ متعلق به. أي مما يمنع الصرف اجتماع العدل والوصف وذلك في موضعين: أحدهما المعدول في العدد إلى مفعل نحو مثنى أو فعال نحو ثلاث والثاني في أخر المقابل لآخرين. أما المعدول في العدد فالمانع له عند سيبويه والجمهور العدل والوصف: فأحاد وموحد معدولان عن واحد واحد، وثناء ومثنى: معدولان عن اثنين اثنين وكذلك سائرها، وأما الوصف فلأن هذه الألفاظ لم تستعمل إلا نكرات إما نعتًا نحو: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} 2، وإما حالا نحو قوله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} 3، وإما خبرًا نحو: "صلاة الليل مثنى مثنى"، وإنما كرر لقصد التأكيد لا لإفادة التكرير، ولا تدخلها أل، قال في الارتشاف: وإضافتها قليلة.

_ 1 قال محيي الدين عبد الحميد: "ظاهر صنيع الشارح أن "أكلب" مثل "أرنب" في كونه اسم جنس في الأصل، ثم وصف به، والمشهور أن "أكلب" من الكلب -بالتحريك- فلا يكون كأرنب، ولعل الكلمة مصحفة عن "أجدل" مثلًا. 2 فاطر: 1. 3 النساء: 3.

وذهب الزجاج إلى أن المانع لها العدل في اللفظ وفي المعنى: أما في اللفظ فظاهر وأما في المعنى فلكونها تغيرت عن مفهومها في الأصل إلى إفادة معنى التضعيف. ورد بأنه لو كان المانع من صرف "أحاد" مثلا عدله عن لفظ واحد وعن معناه إلى معنى التضعيف للزم أحد أمرين: إما منع صرف كل اسم يتغير عن أصله لتجدد معنى فيه كأبنية المبالغة وأسماء الجموع، وإما ترجيح أحد المتساويين على الآخر واللازم منتف باتفاق، وأيضًا كل ممنوع من الصرف لا بد أن يكون فيه فرعية في اللفظ وفرعية في المعنى، ومن شرطها أن يكون من غير جهة فرعية اللفظ ليكمل بذلك الشبه بالفعل، ولا يتأتى ذلك في "أحاد" إلا أن تكون فرعيته في اللفظ بعدله عن واحد المضمن معنى التكرار، وفي المعنى بلزومه الوصفية وكذا القول في أخواته. وأما أخر فهو جمع أخرى أنثى آخر بفتح الخاء بمعنى مغاير، فالمانع له أيضًا العدل والوصف، أما الوصف فظاهر وأما العدل فقال أكثر النحويين: إنه معدول عن الألف واللام؛ لأنه من باب أفعل التفضيل، فحقه ألا يجمع إلا مقرونًا بأل، والتحقيق أنه معدول عما كان يستحقه من استعماله بلفظ ما للواحد المذكر بدون تغير معناه، وذلك أن آخر من باب أفعل التفضيل فحقه أن لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث إلا مع الألف واللام أو الإضافة فعدل في تجرده منهما واستعماله لغير الواحد المذكر عن لفظ آخر إلى لفظ التثنية والجمع والتأنيث بحسب ما يراد به من المعنى، فقيل عندي رجلان آخران ورجال آخرون وامرأة أخرى ونساء أخر، فكل من هذه الأمثلة صفة معدولة عن آخر، إلا أنه لم يظهر أثر الوصفية والعدل إلا في "أخر" لأنه معرب بالحركات بخلاف "آخران وآخرون"، وليس فيه ما يمنع من الصرف غيرهما بخلاف "أخرى" فإن فيها أيضًا ألف التأنيث فلذلك خص "أخر" بنسبة اجتماع الوصفية والعدل إليه وإحالة منع الصرف عليه، فظهر أن المانع من صرف "أخر" كونه صفة معدولة عن "آخر" مرادًا به جمع المؤنث لأن حقه أن يستغنى فيه بأفعل عن فعل لتجرده من "أل" كما يستغنى بأكبر عن كبر في قولهم "رأيتها مع نساء أكبر منها". تنبيهان: الأوّل: قد يكون "أخر" جمع "أخرى" بمعنى آخرة فيصرف؛ لانتفاء العدل؛ لأن مذكرها آخر بالكسر، بدليل: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى} 1، {ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ

_ 1 النجم: 47.

الْآخِرَةَ} 1، فليست من باب أفعل التفضيل. والفرق بين أخرى أنثى آخر وأخرى بمعنى آخرة أن تلك لا تدل على الانتهاء، ويعطف عليها مثلها من جنسها، نحو جاءت "امرأة أخرى وأخرى"، وأما أخرى بمعنى آخرة فتدل على الانتهاء، ولا يعطف عليها مثلها من جنس واحد، وهي المقابلة الأولى في قوله تعالى: {قَالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ} ، إذا عرفت ذلك فكان ينبغي أن يحترز عن هذه كما فعل في الكافية فقال: وَمَنَعَ الوَصْفُ وَعَدْلٌ أخَرَا ... مُقَابِلًا لآخَرينَ فاحْصُرَا الثاني: إذا سمي بشيء من هذه الأنواع الثلاثة وهي: ذو الزيادتين وذو الوزن وذو العدل بقي على منع الصرف؛ لأن الصفة لما ذهبت بالتسمية خلفتها العلمية. 657- "وَوزنُ مَثنَى وثُلاثَ كَهُمَا ... مِنْ واحدٍ لأربعٍ فَليُعلمَا" يعني ما وازن مثنى وثلاث من ألفاظ العدد المعدول من واحد إلى أربع فهو مثلهما في امتناع الصرف للعدل والوصف تقول: "مررت بقوم موحد وأحاد، ومثنى وثناء، ومثلث وثلاث، ومربع ورباع"، وهذه الألفاظ الثمانية متفق عليها ولهذا اقتصر عليها، قال في شرح الكافية: وروي عن بعض العرب "مخمس وعشار ومعشر" ولم يرد غير ذلك، وظاهر كلامه في التسهيل أنه سمع فيها خماس أيضًا. واختلف فيما لم يسمع على ثلاثة مذاهب. أحدها: أنه يقاس على ما سمع، وهو مذهب الكوفيين والزجاج ووافقهم الناظم في بعض نسخ التسهيل وخالفهم في بعضها. الثاني: لا يقاس بل يقتصر على المسموع وهو مذهب جمهور البصريين. الثالث: أنه يقاس على فعال لكثرته لا على مفعل. قال الشيخ أبو حيان: والصحيح أن البناءين مسموعان من واحد إلى عشرة، وحكى

_ 1 العنكبوت: 20. 2 الأعراف: 39.

البناءين أبو عمرو الشيباني، وحكى أبو حاتم وابن السكيت من أحاد إلى عشار ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. تنبيه: قال في التسهيل: ولا يجوز صرفها يعني "آخر" مقابل آخرين وفعال ومفعل في العدد مذهوبًا بها مذهب الأسماء، خلافًا للفراء، ولا مسمى بها، خلافًا لأبي علي وابن برهان، ولا منكرة بعد التسمية بها خلافًا لبعضهم، اهـ. أما المسألة الأولى فالمعنى أن الفراء أجاز "أدخلوا ثلاث ثلاث، وثلاثًا ثلاثًا" وخالفه غيره وهو الصحيح، وأما الثانية فقد تقدَّم التنبيه عليها. "صيغة منتهى الجموع": 658- "وكُن لِجمعٍ مُشبهٍ مَفَاعِلا ... أوِ المفاعيلَ بِمنعٍ كافِلاَ" "كافلا": خبر "كن"، و"بمنع" متعلق بـ"كافلا"، وكذا "لجمع"، و"مفاعل": مفعول بمشبه. يعني أن مما يمنع من الصرف الجمع المشبه مفاعل أو مفاعيل أي في كون أوله مفتوحًا وثالثه ألفًا غير عوض يليها كسر غير عارض ملفوظ أو مقدر على أول حرفين بعدها أو ثلاثة أوسطها ساكن غير منوي به وبما بعده الانفصال، فإن الجمع متى كان بهذه الصفة كان فيه فرعية اللفظ بخروجه عن صيغ الآحاد العربية وفرعية المعنى بالدلالة على الجمعية فاستحق منع الصرف، ووجه خروجه عن صيغ الآحاد العربية أنك لا تجد مفردًا ثالثه ألف بعدها حرفان أو ثلاثة إلا وأوله مضموم كعذافر، أو ألفه عوض من إحدى ياءي النسب إما تحقيقًا كيمان وشآم فإن أصلهما يمني وشآمي، فحذفت إحدى الياءين وعوض عنها الألف، أو تقديرًا نحو: تهام وثمان فإن ألفهما موجودة قبل، وكأنهم نسبوا إلى فعل أو فعل ثم حذفوا إحدى الياءين وعوضوا عنها الألف أو ما يلي الألف غير مكسور بالأصالة بل إما مفتوح كبراكاه، أو مضموم كتدارك، أو عارض الكسر لأجل الاعتلال كتدان وتوان، ومن ثم صرف نحو عبال جمع عبالة لأن الساكن الذي يلي الألف فيه لاحظ له في الحركة، والعبالة الثقل يقال ألقى عبالته أي ثقله، أو يكون ثاني الثلاثة متحرك الوسط

كطواعية وكراهية، ومن ثم صرف نحو: ملائكة وصيارفة، أو هو والثالث عارضان للنسب منوي بهما الانفصال، وضابطه: أن لا يسبقا الألف في الوجود، سواء كانا مسبوقين بها كرباحي وظفاري، أو غير منفكين كحواري وهو الناصر وحوالي وهو المحتال بخلاف نحو قماري وبخاتي فإنه بمنزلة مصابيح. وقد ظهر من هذا أن زنة مفاعل ومفاعيل ليست إلا لجمع أو منقول من جمع كما سيأتي. وقد دخل بذكر التقدير نحو دواب فإنه غير منصرف لأن أصله دوابب فهو على وزن مفاعل تقديرًا. تنبيهات: الأول لا فرق في منع ما جاء على أحد الوزنين المذكورين بين أن يكون أوله ميمًا نحو مساجد ومصابيح أو لم يكن نحو دراهم ودنانير. الثاني: اشتراط كسر ما بعد الألف مذهب سيبويه والجمهور، قال في الارتشاف: وذهب الزجاج إلى أنه لا يشترط ذلك فأجاز في تكسير هَبَيّ1 أن يقال: هباي بالإدغام، أي ممنوعًا من الصرف، قال: وأصل الياء عندي السكون ولولا ذلك لأظهرتها. الثالث: اتفقوا على أن إحدى العلتين هي الجمع واختلفوا في العلة الثانية: فقال أبو علي: هي خروجه عن صيغ الآحاد وهذا الرأي هو الراجح وهو معنى قولهم أن هذه الجمعية قائمة مقام علتين. وقال قوم: العلة الثانية تكرار الجمع تحقيقًا أو تقديرًا فالتحقيق نحو أكالب وأراهط إذ هما جمع أكلب وأرهط، والتقدير نحو مساجد ومنابر فإنه وإن كان جمعًا من أول وهلة لكنه بزنة ذلك المكرر أعني أكالب وأراهط فكأنه أيضًا جمع جمع، وهذا اختيار ابن الحاجب. واستضعف تعليل أبي علي بأن أفعالا وأفعلا نحو أفراس وأفلس جمعان ولا نظير لهما في الآحاد وهما مصروفان. والجواب عن ذلك من ثلاثة أوجه: الأول: أن أفعالا وأفعلا يجمعان نحو أكالب وأناعم في أكلب وأنعام، وأما

_ 1 الهبي: الصبي الصغير.

مفاعل ومفاعيل فلا يجمعان، فقد جرى أفعال وأفعل مجرى الآحاد في جواز الجمع، وقد نص الزمخشري على أنه مقيس فيهما. الثاني: أنهما يصغران على لفظهما كالآحاد نحو أكيلب وأنيعام، وأما مفاعل ومفاعيل فإنهما إذا صغرا ردا إلى الواحد أو إلى جمع القلة ثم بعد ذلك يصغران. الثالث: أن كلا من أفعال وأفعل له نظير من الآحاد يوازنه في الهيئة وعدة الحروف، فأفعال نظيره في فتح أوله وزيادة الألف رابعة تفعال نحو: "تجوال وتطواف"، وفاعال نحو: ساباط وخاتام، وفعلال نحو: صلصال وخزعال، وأفعل نظيره في فتح أوله وضم ثالثه تفعل نحو: تتفل وتنضب، ومفعل نحو: مكرم ومهلك. على أن ابن الحاجب لو سئل عن ملائكة لما أمكنه أن يعلل صرفه إلا بأن له في الآحاد نظيرًا نحو طواعية وكراهية. 659- "وَذَا اعتِلالٍ مِنْهُ كالجْوَارِي ... رفعًا وجَرًّا أحْرِه كَساري" يعني ما كان من الجمع الموازن مفاعل معتلا فله حالتان: إحداهما أن يكون آخره ياء قبلها كسرة نحو: جوار وغواش، والأخرى أن تقلب ياؤه ألفًا نحو: عذارى ومدارى. فالأول يجري في رفعه وجره مجرى قاض وسار في حذف يائه وثبوت تنوينه نحو: {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} 1، {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ} 2، وفي النصب مجرى دراهم في سلامة آخره وظهور فتحته نحو: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ} 3. والثاني: يقدر إعرابه ولا ينوّن بحال، ولا خلاف في ذلك، وهذا خرج من كلامه بقوله "كالجواري". تنبيهات: الأول اختلف في تنوين جوار ونحوه؛ فذهب سيبويه إلى أنه تنوين عوض عن الياء المحذوفة لا تنوين صرف، وذهب المبرد والزجاج إلى أنه عوض

_ 1 الأعراف: 41. 2 الفجر: 1-2. 3 سبأ: 18.

عن حركة الياء ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وذهب الأخفش إلى أنه تنوين صرف؛ لأن الياء لما حذفت تخفيفًا زالت صيغة مفاعل وبقي اللفظ كجناح فانصرف، والصحيح مذهب سيبويه، وأما جعله عوضًا عن الحركة فضعيف لأنه لو كان عوضًا عن الحركة لكان التعويض عن حركة الألف في نحو موسى وعيسى أولى لأن حاجة المتعذر إلى التعويض أشد من حاجة المتعسر، ولألحق مع الألف واللام كما ألحق معهما تنوين الترنم واللازم منتف فيهما فكذا الملزوم، وأما كونه للصرف فضعيف أيضًا إذ المحذوف في قوة الموجود وإلا لكان آخر ما بقي حرف إعراب واللازم كما لا يخفى منتف. فإن قلت: إذا جعل عوضًا عن الياء فما سبب حذفها أولا؟ قلت: قال في شرح الكافية: لما كانت ياء المنقوص قد تحذف تخفيفًا ويكتفى بالكسرة التي قبلها وكان المنقوص الذي لا ينصرف أثقل التزموا فيه من الحذف ما كان جائزًا في الأدنى ثقلًا؛ ليكون لزيادة الثقل زيادة أثر، إذ ليس بعد الجواز إلا اللزوم، انتهى. واعلم أن ما تقدم عن المبرد من أن التنوين عوض عن الحركة هو المشهور عنه، كما نقل الناظم في شرح الكافية، وقال الشارح: ذهب المبرد إلى أن فيما لا ينصرف تنوينًا مقدرًا بدليل الرجوع إليه في الشعر، وحكموا له في جوار ونحوه بحكم الموجود وحذفوا لأجله الياء في الرفع والجر لتوهم التقاء الساكنين ثم عوضوا عما حذف التنوين وهو بعيد، لأن الحذف لملاقاة ساكن متوهم الوجود مما لم يوجد له نظير ولا يحسن ارتكاب مثله. الثاني: ما ذكر من تنوين جوار ونحوه في الرفع والجرّ متفق عليه، نص على ذلك الناظم وغيره، وما ذكره أبو علي من أن يونس ومن وافقه ذهبوا إلى أنه لا ينون، ولا تحذف ياؤه، وأنه يجر بفتحة ظاهرة وهم، وإنما قالوا ذلك في العلم وسيأتي بيانه. الثالث: إذا قلت "مررت بجوار" فعلامة جره فتحة مقدرة على الياء لأنه غير منصرف، وإنما قدرت مع خفة الفتحة لأنها نابت عن الكسرة فاستثقلت لنيابتها عن المستثقل، وقد ظهر أن قوله "كسار" إنما هو في اللفظ فقط دون التقدير، لأن "سار" جره بكسرة مقدرة وتنوينه تنوين التمكين لا العوض؛ لأنه منصرف، وقد تقدم أول الكتاب.

"حكم المفرد الذي يشبه صيغة منتهى الجموع": 660- "ولِسَراويلَ بِهذا الجمعِ ... شَبَهٌ اقتضى عمومَ المَنعِ" اعلم أن سراويل اسم مفرد أعجمي جاء على وزن مفاعيل، فمنع من الصرف لشبهه بالجمع في الصيغة المعتبرة؛ لما عرفت أن بناء مفاعل ومفاعيل لا يكونان في كلام العرب إلا لجمع أو منقول من جمع، فحق ما وازنهما أن يمنع من الصرف وإن فقدت منه الجمعية إذا تم شبهه بهما، وذلك بأن لا تكون ألفه عوضًا من إحدى ياءي النسب، ولا كسرة ما يلي ألفه عارضة، ولا بعد ألفه ياء مشدّدة عارضة، ولم يوجد ذلك في مفرد عربي كما مر، ولما وجد في مفرد أعجمي وهو سراويل لم يمكن إلا منعه من الصرف وجهًا واحدًا خلافًا لمن زعم أن فيه وجهين: الصرف ومنعه، وإلى التنبيه على ذلك أشار بقوله: شَبهٌ اقتضى عمومَ المنعِ" أي: عموم منع الصرف في جميع الاستعمال خلافًا لمن زعم غير ذلك. ومن النحويين من زعم أن سراويل عربي وأنه في التقدير جمع سروالة سمي به المفرد، وردّ بأن سروالة لم يسمع، وأما قوله "من المتقارب": 983- عَلَيهِ مِنَ اللُّؤْمِ سِرْوَالةٌ ... "فليس يرق لمستعطف" فمصنوع لا حجة فيه، وذكر الأخفش أنه سمع من العرب من يقول: سروالة، ويرد هذا القول أمران؛ أحدهما: أن سروالة لغة في سراويل، لأنها بمعناه فليس جمعًا لها، كما

_ 983- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 233؛ والدرر 1/ 88؛ وشرح التصريح 2/ 212، وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 270؛ وشرح شواهد الشافية ص100؛ وشرح المفصل 1/ 64؛ ولسان العرب 11/ 334 "سرل"؛ والمقتضب 3/ 346؛ وهمع الهوامع 1/ 25. الإعراب: عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. من اللؤم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "سروالة". سروالة: مبتدأ مؤخر. فليس: "الفاء": استئنافية، "ليس": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره "هو". يرق: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". لمستعطف: جار ومجرور متعلقان بـ"يرق". وجملة "عليه سروالة": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليس يرق": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يرق": في محل نصب خبر "ليس". الشاهد في قوله: "سروالة" حيث وردت لغة في "سراويل"، لأنها بمعناه، وقد احتج به من قال إن جمعها "سراويل" وهو ممنوع من الصرف لكونه جمعًا. وقال سيبويه: "سراويل" واحد، وهو أعجمي.

ذكره في شرح الكافية، والآخر أن النقل لم يثبت في أسماء الأجناس وإنما ثبت في الأعلام. تنبيهان: الأول: قال في شرح الكافية: وينبغي أن يعلم أن سراويل اسم مؤنث فلو سمي به مذكر ثم صغر لقيل فيه سرييل غير مصروف للتأنيث والتعريف، ولولا التأنيث لصرف كما يصرف شراحيل إذا صغر فقيل "شريحيل" لزوال صيغة منتهى التكسير. الثاني: شذ منع صرف ثمان تشبيهًا له بجوار، نظرًا لما فيه من معنى الجمع وأن ألفه غير عوض في الحقيقة، قال في شرح الكافية: ولقد شبه ثمانيًا بجوار من قال: "من الكامل": 984- يَحْدُوا ثَمَانِيَ مُولَعًا بِلَقَاحِهَا ... حَتَى هَمَمْنَ بِزَيغةِ الإرْتَاجِ والمعروف فيه الصرف لما تقدم، وقيل: هما لغتان. "حكم ما سمي به من صيغ منتهى الجموع": 661- وإنْ بِهِ سُمِّيَ أو بِمَا لَحِقْ ... بِهِ فالانصرافُ مَنعهُ يَحِقْ "وإنْ بِهِ سُمِّيَ أو بِمَا لَحِقْ بِهِ فالانصرافُ مَنعهُ يَحِقْ" يعني أن ما سمي به من مثال مفاعل أو مفاعيل فحقه منع الصرف سواء كان منقولا من جمع محقق كمساجد اسم رجل،

_ 984- التخريج: البيت لابن ميادة في ديوانه ص91، وخزانة الأدب 1/ 157؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 297؛ ولسان العرب 13/ 80، 81 "ثمن"؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ص164؛ والكتاب 3/ 231؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص47؛ والمقاصد النحوية 4/ 352. اللغة: يحدو: يسوق. الزيغة: الميلة. الإرتاج: إغلاق الرحم. المعنى: يصور الشاعر سرعة ناقته بأنها شبيه بحمار الوحش الذي يسوق ثماني أتن مولعًا بلقاحها وهي لا تمكنه من ذلك، ولشدة سوقه لها هممن بإسقاط أجنتها. الإعراب: يحدو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". ثماني: مفعول به منصوب. مولعًا: حال منصوب. بلقاحها: جار ومجرور متعلقان بـ"مولعًا"، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. حتى: حرف ابتداء وغاية. هممن: فعل ماض، و"النون": ضمير في محل رفع فاعل. بزيغة: جار ومجرور متعلقان بـ"هممن"، وهو مضاف. الإرتاج: مضاف إليه مجرور. وجملة: "يحدو": ابتدائية لا محل لها. وجملة "هممن": استئنافية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "ثماني" حيث منعه من الصرف للضرورة، مشبها إياه بـ"جوار".

أو مما لحق به من لفظ أعجمي مثل سراويل وشراحيل، أو لفظ ارتجل للعلمية مثل هوازن، قال الشارح والعلة في منع صرفه ما فيه من الصيغة مع أصالة الجمعية أو قيام العلمية مقامها، فلو طرأ تنكيره انصرف على مقتضى التعليل الثاني دون الأول، اهـ. قال المرادي: قلت مذهب سيبويه أنه لا ينصرف بعد التنكير لشبهه بأصله، ومذهب المبرّد صرفه لذهاب الجمعية، وعن الأخفش القولان، والصحيح قول سيبويه لأنهم منعوا سراويل من الصرف وهو نكرة وليس جمعًا على الصحيح، اهـ. "العلمية والتركيب المزجي": 662- والعلم امنع صرفه مركبا ... تركيب مزج نحو: "معد يكربا" "والعلَمَ امْنع صَرْفَهُ مُرَكَّبَا تركيب مَزْجٍ نحوُ مَعدِي كرِبَا" قد تقدم أن ما لا ينصرف على ضربين: أحدهما ما لا ينصرف في تعريف ولا تنكير، والثاني ما لا ينصرف في التعريف وينصرف في التنكير، وقد فرغ من الكلام على الضرب الأول، وهذا شروع في الثاني وهو سبعة أقسام كما مر. الأول: المركب تركيب المزج نحو: بعلبك وحضرموت ومعدي كرب؛ لاجتماع فرعية المعنى بالعلمية وفرعية اللفظ بالتركيب، والمراد بتركيب المزج أن يجعل الاسمان اسمًا واحدًا لا بإضافة ولا بإسناد بل ينزل عجزه من الصدر منزلة تاء التأنيث ولذلك التزم فيه فتح آخر الصدر إلا إذا كان معتلا فإنه يسكن نحو معدي كرب، لأن ثقل التركيب أشد من ثقل التأنيث، فجعلوا لمزيد الثقل مزيد تخفيف بأن سكنوا ياء معدي كرب ونحوه، وإن كان مثلها قبل تاء التأنيث يفتح نحو رامية وعارية، وقد يضاف أول جزأي المركب إلى ثانيهما فيستصحب سكون ياء معدي كرب ونحوه تشبيهًا بياء دردبيس، فيقال رأيت معدي كرب، ولأن من العرب من يسكن مثل هذه الياء في النصب مع الإفراد تشبيهًا بالألف فالتزم في التركيب لزيادة الثقل ما كان جائزًا في الافراد، ويعامل الجزء الثاني معاملته لو كان منفردًا، فإن كان فيه مع التعريف سبب مؤثر امتنع صرفه كهرمز من رام هرمز لأن فيه مع التعريف عجمة مؤثرة فيجر بالفتحة ويعرب الأول بما تقتضيه العوامل نحو "جاء رامُ هرمز"، و"رأيت رامَ هرمز"، و"مررت برامِ هرمز". ويقال في حضرموت: "هذه

حضرُموتٍ"، و"رأيت حضرَموتٍ" و"مررت بحضرِموتٍ"؛ لأن "موتًا" ليس فيه من التعريف سبب ثان، وكذلك "كرب" في اللغة المشهورة، وبعض العرب لا يصرفه حينئذٍ، فيقول في الإضافة: "هذا معدي كرب" فيجعله مؤنثًا، وقد يبنيان معًا على الفتح ما لم يعتل الأول فيسكن تشبيهًا بخمسة عشر، وأنكر بعضهم هذه اللغة وقد نقلها الأثبات، وقد سبق الكلام على ذلك في باب العلم. "أنواع المركبات وحكم كل نوع منها": تنبيهان: الأول أخرج بقوله: "معدي كربا" ما ختم بـ"ويه"؛ لأنه مبني على الأشهر، ويجوز أن يكون لمجرد التمثيل وكلامه على عمومه ليدخل على لغة من يعربه، ولا يرد على لغة من بناه لأن باب الصرف إنما وضع للمعربات، وقد تقدم ذكره في باب العلم. الثاني احترز بقوله تركيب مزج عن تركيبي الإضافة والإسناد وقد تقدم حكمهما في باب العلم. وأما تركيب العدد نحو: خمسة عشر فمتحتم البناء عند البصريين، وأجاز فيه الكوفيون إضافة صدره إلى عجزه وسيأتي في بابه، فإن سمي به ففيه ثلاثة أوجه: أن يقر على حاله، وأن يعرب إعراب ما لا ينصرف، وأن يضاف صدره إلى عجزه. وأما تركيب الأحوال والظروف نحو "شغر بغر" و"بيت بيت"، و"صباح مساء"، إذا سمي به أضيف صدره إلى عجزه وزال التركيب، هذا رأي سيبويه، وقيل: يجوز فيه التركيب والبناء. "العلمية وزيادة الألف والنون": 663- "كَذَاكَ حاوِي زائِدَي فَعْلاَنَا ... كَغَطفانَ وكَأصْبهَانَا" يعني أن زائدي فعلان يمنعان مع العلمية في وزن فعلان وفي غيره نحو حمدان وعثمان وعمران وغطفان وأصبهان، وقد نبه على التعميم بالتمثيل.

تنبيهات: الأول: علامة زيادة الألف والنون سقوطهما في بعض التصاريف كسقوطهما في رد "نسيان وكفران" إلى نسي وكفر، فإن كانا فيما لا يتصرف فعلامة الزيادة أن يكون قبلهما أكثر من حرفين أصولا، فإن كان قبلهما حرفان ثانيهما مضعف فلك اعتباران: إن قدّرت أصالة التضعيف فالألف والنون زائدتان، وإن قدرت زيادة التضعيف فالنون أصلية، مثال ذلك حسان إن جعل من الحس فوزنه فعلان، وحكمه أن لا ينصرف وهو الأكثر فيه، ومن شعره: "من السريع": 985- مَا هَاجَ حَسانَ رُسُومُ المدَامْ ... ومَظْعَنُ الحَيِّ وَمَبنَى الخيامْ وإن جعل من الحسن فوزنه فعال، وحكمه أن ينصرف، وشيطان: إن جعل من شاط يشيط إذا احترق امتنع صرفه، وإن جعل من شطن انصرف، ولو سميت برمان فذهب سيبويه والخليل إلى المنع لكثرة زيادة النون في نحو ذلك، وذهب الأخفش إلى صرفه لأن فعالا في النبات أكثر، ويؤيده قول بعضهم أرض مرمنة1. الثاني: إذا أبدل من النون الزائدة لام منع الصرف إعطاء للبدل حكم المبدل، مثال ذلك أصيلال فإن أصله أصيلان، فلو سمي به منع ولو أبدل من حرف أصلي نون صرف بعكس أصيلال، ومثال ذلك حنان في حناء أبدلت همزته نونًا. الثالث: ذهب الفراء إلى منع الصرف للعلمية وزيادة ألف قبل نون أصلية تشبيهًا لها بالزائدة نحو سنان وبيان، والصحيح صرف ذلك.

_ 985- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص184. اللغة: الرسوم: ما كان لاصقًا بالأرض من آثار الدار. المظعن: الترحال. الإعراب: ما: حرف نفي. هاج: فعل ماض. حسان: مفعول به. رسوم: فاعل مرفوع، وهو مضاف. المدام: مضاف إليه. ومظعن: "الواو": حرف عطف، "مظعن": معطوف على "رسوم" مرفوع، وهو مضاف. الحي: مضاف إليه. ومبنى الخيام: معطوف على "مظعن الحي" وتعرب إعرابها. وجملة "ما هاج ... " ابتدائية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "حسان" حيث ورد ممنوعًا من الصرف. 1 المرمنة: الكثيرة الرمان، ومثله مسبعة، ومبطخة.

"العلمية والتأنيث": 664- "كَذَا مُؤنَّثٌ بهاءٍ مُطلَقًا ... وشرطُ مَنْعِ العَارِ كَونُهُ ارْتقى" 665- "فوقَ الثلاثِ أو كجُورَ أو سَقرْ ... أو زيدَ اسمَ امرأةٍ لاَ اسمَ ذَكرْ" 666- "وَجهانِ في العادِم تذكيرًا سَبقْ ... وعُجمَةً كهندَ والمنعُ أحَقْ" مما يمنع الصرف اجتماع العلمية والتأنيث بالتاء لفظًا أو تقديرًا: أما لفظًا فنحو فاطمة وإنما لم يصرفوه لوجود العلمية في معناه ولزوم علامة التأنيث في لفظه، فإن العلم المؤنث لا تفارقه العلامة، فالتاء فيه بمنزلة الألف في حبلى وصحراء فأثرت في منع الصرف بخلافها في الصفة، وأما تقديرًا ففي المؤنث المسمى في الحال كسعاد وزينب أو في الأصل، كعناق اسم رجل أقاموا في ذلك كله تقدير التاء مقام ظهورها. إذا عرفت ذلك فالمؤنث بالتاء لفظًا ممنوع من الصرف مطلقًا: أي سواء كان مؤنثًا في المعنى أم لا، زائدًا على ثلاثة أحرف أم لا، ساكن الوسط أم لا إلى غير ذلك مما سيأتي: نحو عائشة وطلحة وهبة، وأما المؤنث المعنوي فشرط تحتم منعه من الصرف أن يكون زائدًا على ثلاثة أحرف نحو زينب وسعاد لأن الرابع ينزل منزلة تاء التأنيث أو محرّك الوسط كسقر ولظى لأن الحركة قامت مقام الرابع خلافًا لابن الأنباري فإنه جعله ذا وجهين، وما ذكره في البسيط من أن سقر ممنوع الصرف باتفاق ليس كذلك، أو يكون أعجميا كجور وماه اسمي بلدين لأن العجمة لما انضمت إلى التأنيث والعلمية تحتم المنع، وإن كانت العجمة لا تمنع صرف الثلاثي لأنها هنا لم تؤثر منع الصرف وإنما أثرت تحتم المنع، وحكى بعضهم فيه خلافًا: فقيل إنه كهند في جواز الوجهين أو منقولا من مذكر نحو زيد إذا سمي به امرأة لأنه حصل بنقله إلى التأنيث ثقل عادل خفة اللفظ، هذا مذهب سيبويه والجمهور، وذهب عيسى بن عمر والجرمي والمبرد إلى أنه ذو وجهين، واختلف النقل عن يونس. وأشار بقوله "وجهان في العادم تذكيرًا إلى آخر البيت" إلى أن الثلاثي الساكن الوسط إذا لم يكن أعجميا ولا منقولا من مذكر كهند ودعد يجوز فيه الصرف ومنعه والمنع أحق، فمن صرفه نظر إلى خفة السكون وأنها قاومت أحد السببين، ومن منع نظر إلى وجود

السببين ولم يعتبر الخفة، وقد جمع بينهما الشاعر في قوله: "من المنسرح": 986- لَمْ تَتَلفَّعْ بِفَضْلِ مِئْزَرِهَا ... دَعدٌ وَلَمْ تُسْقَ دَعْدُ فِي العُلَبِ تنبيهات: الأول: ما ذكره من أن المنع أحق هو مذهب الجمهور، وقال أبو علي: الصرف أفصح. قال ابن هشام وهو غلط جليّ، وذهب الزجاج قيل والأخفش إلى أنه متحتم المنع، قال الزجاج لأن السكون لا يغير حكمًا أوجبه اجتماع علتين يمنعان الصرف، وذهب الفراء إلى أن ما كان اسم بلدة لا يجوز صرفه نحو "قيد" لأنهم لا يرددون اسم البلدة على غيرها1؛ فلم يكثر في الكلام بخلاف هند. الثاني: لا فرق بين ما سكونه أصلي كهند، أو عارض بعد التسمية كفخذ، أو الإعلال كدار.

_ 986- التخريج: البيت لجرير في ملحق ديوانه ص1021؛ ولسان العرب 3/ 166 "دعد"، 9/ 321 "لفع"؛ ولعبيد الله بن قيس الرقيات في ملحق ديوانه ص178؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص282؛ وأمالي ابن الحاجب ص3954؛ والخصائص 3/ 61؛ وشرح قطر الندى ص318؛ وشرح المفصل 1/ 70؛ والكتاب 3/ 241؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص50؛ والمنصف 2/ 77. اللغة والمعنى: تتلفع: تتغطى. المئزر: الرداء: أو الستر. العلب: ج العلبة، وهي إناء من جلود الإبل أو الخشب. يقول: إن دعدًا لم يتقنع كسائر الأعراب ولم تغتذ بغذائهم. الإعراب: لم: حرف نفي وقلب وجزم. تتلفع: فعل مضارع مجزوم. بفضل: جار ومجرور متعلقان بـ"تتلفع"، وهو مضاف. مئزرها: مضاف إليه مجرور، و"ها": في محل جر بالإضافة. دعد: فاعل مرفوع. ولم: الواو: حرف عطف، لم: حرف نفي وجزم وقلب. تغذ: فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة من آخره. دعد: نائب فاعل مرفوع، في العلب: جار ومجرور متعلقان بـ"تغذ". وجملة "لم تتلفع ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لم تغذ ... " الفعلية معطوفة على جملة "لم تتلفع" لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه: صرف "دعد" ومنعها من الصرف، وكلا الأمرين جائز. 1 أي أن الاشتراك اللفظي في أسماء البلدان قليل، فالعرب لا تطلق اسم بلدة على بلدة أخرى إلا نادرًا بخلاف أسماء الناس، فإن الاشتراك في هذه الأسماء كثير.

الثالث: قال في شرح الكافية: وإذا سميت امرأة بيد ونحوه مما هو على حرفين جاز فيه ما جاز في هند، ذكر ذلك سيبويه، هذا لفظه، وظاهره جواز الوجهين وأن الأجود المنع وبه صرح في التسهيل، فقول صاحب البسيط في "يد" "صرفت بلا خلاف" ليس بصحيح. الرابع: إذ صغر نحو هند ويد تحتم منعه؛ لظهور التاء نحو هنيدة ويدية، فإن صغر بغير تاء نحو حريب -وهي ألفاظ مسموعة -انصرف. الخامس: إذا سمي مذكر بمؤنث مجرد من التاء فإن كان ثلاثيا صرف مطلقًا خلافًا للفراء وثعلب إذ ذهبا إلى أنه لا ينصرف سواء تحرك وسطه نحو فخذ أم سكن نحو حرب، ولابن خروف في المتحرك الوسط وإن كان زائدًا على الثلاثة لفظًا نحو سعاد أو تقديرًا كاللفظ نحو جيل مخفف جيأل اسم للضبع بالنقل منع من الصرف. السادس: إذا سمي رجل ببنت أو أخت صرف عند سيبويه وأكثر النحويين لأن تاءه قد بنيت الكلمة عليها وسكن ما قبلها فأشبهت تاء جبت وسحت، قال ابن السراج: ومن أصحابنا من قال إن تاء بنت وأخت للتأنيث وإن كان الاسم مبنيًا عليها فيمنعونهما الصرف في المعرفة ونقله بعضهم عن الفراء، قلت وقياس قول سيبويه أنه إذا سمي بهما مؤنث أن يكون على الوجهين في "هند". السابع: كان الأولى أن يقول "بتاء" بدل قوله "بهاء"؛ فإن مذهب سيبويه والبصريين أن علامة التأنيث التاء والهاء بدل عندهم عنها في الوقف، وقد عبر بالتاء في باب التأنيث فقال علامة التأنيث تاء أو ألف، وكأنه إنما فعل ذلك للاحتراز من تاء بنت وأخت وكذا فعل في التسهيل. الثامن: مراده بـ"العار" في قوله وشرط منع العار العاري من التاء لفظًا، وإلا فما من مؤنث بغير الألف إلا وفيه التاء إما ملفوظة أو مقدرة. "العلمية والعجمة": 667- "والعَجَميُّ الوضعِ والتَّعريفِ معْ ... زيدٍ على الثلاثِ صرْفهُ امْتنعْ"

أي: مما لا ينصرف ما فيه فرعية المعنى بالعلمية وفرعية اللفظ بكونه من الأوضاع العجمية لكن بشرطين: أن يكون عجمي التعريف أي يكون علمًا في لغتهم، وأن يكون زائدًا على ثلاثة أحرف، وذلك نحو إبراهيم وإسماعيل وإسحاق فإن كان الاسم عجمي الوضع غير عجمي التعريف انصرف كلجام إذا سمي به رجل لأنه قد تصرف فيه بنقله عما وضعته العجم له فألحق بالأمثلة العربية، وذهب قوم منهم الشلوبين وابن عصفور إلى منع صرف ما نقلته العرب من ذلك إلى العلمية ابتداء كبندار وهؤلاء لا يشترطون أن يكون الاسم علمًا في لغة العجم، وكذا ينصرف العلم في العجمة إذا لم يزد على الثلاثة بأن يكون على ثلاثة أحرف لضعف فرعية اللفظ فيه لمجيئة على أصل ما تبنى عليه الآحاد العربية ولا فرق في ذلك بين الساكن الوسط نحو نوح ولوط والمتحرك نحو شتر ولمك. قال في شرح الكافية قولا واحدًا في لغة جميع العرب، ولا التفات إلى من جعله ذا وجهين مع السكون، ومتحتم المنع مع الحركة؛ لأن العجمة سبب ضعيف فلم تؤثر بدون زيادة على الثلاثة، وقال وممن صرّح بإلغاء عجمة الثلاثي مطلقًا السيرافي وابن برهان وابن خروف ولا أعلم لهم من المتقدمين مخالفًا، ولو كان منع صرف العجمي الثلاثي جائزًا لوجد في بعض الشواذ كما وجد غيره من الوجوه الغريبة، اهـ. قلت: الذي جعل ساكن الوسط على وجهين هو عيسى بن عمر وتبعه ابن قتيبة والجرجاني. ويتحصل في الثلاثي ثلاثة أقوال: أحدها أن العجمة لا أثر لها فيه مطلقًا وهو الصحيح، الثاني أن ما تحرك وسطه لا ينصرف وفيما سكن وسطه وجهان، الثالث أن ما تحرك وسطه لا ينصرف وما سكن وسطه ينصرف وبه جزم ابن الحاجب. تنبيهات: الأول قوله "زيد" هو مصدر زاد يزيد زيدًا وزيادة وزيدانًا. الثاني: المراد بالعجمي ما نقل من لسان غير العرب ولا يختص بلغة الفرس. الثالث: إذا كان الأعجمي رباعيًا وأحد حروفه ياء التصغير انصرف ولا يعتد بالياء. الرابع: تعرف عجمة الاسم بوجوه: أحدها: نقل الأئمة، ثانيها: خروجه عن أوزان الأسماء العربية نحو إبراهيم، ثالثها عروّه من حروف الذلاقة وهو خماسي أو رباعي، فإن كان في الرباعي السين فقد يكون عربيا، نحو: عسجد، وهو قليل. وحروف الذلاقة ستة

يجمعها قولك: "مر بنفل"، رابعها: أن يجتمع فيه من الحروف ما لا يجتمع في كلام العرب كالجيم والقاف بغير فاصل نحو: قج وجق، والصاد والجيم نحو صولجان، والكاف والجيم نحو أسكرجة، وتبعية الراء للنون أول كلمة نحو: نرجس، والزاي بعد الدال نحو: مهندز. "العلمية ووزن الفعل": 668- "كَذَاكَ ذو وزنٍ يَخصُّ الفِعلا ... أو غالبٍ كأحمَدٍ ويَعَلى" أي مما يمنع الصرف مع العلمية وزن الفعل بشرط أن يكون مختصًا به أو غالبًا فيه. والمراد بالمختص: ما لا يوجد في غير فعل إلا في نادر أو علم أو أعجمي كصيغة الماضي المفتتح بتاء المطاوعة كتعلم أو بهمزة وصل كانطلق، وما سوى أفعل ونفعل وتفعل ويفعل من أوزان المضارع وما سلمت صيغته من مصوغ لما لم يسم فاعله وبناء فعل، وما صيغ للأمر من غير فاعل، والثلاثي نحو أَنطلِقُ ودحرج فإذا سمي بهما مجردين عن الضمير قيل هذا انطلق ودحرج ورأيت انطلق ودحرج ومررت بانطلق ودحرج، وهكذا كل وزن من الأوزان المبنية على أنها تختص بالفعل والاحتراز بالنادر من نحو دئل لدويبة وينجلب لخرزة وتبشر لطائر، وبالعلم من نحو خضم بالمعجمتين لرجل وشمر لفرس وبالأعجمي من بقّم وإستبرق فلا يمنع وجدان هذه الأسماء اختصاص أوزانها بالفعل لأن النادر والعجمي لا حكم لهما، ولأن العلم منقول من فعل فالاختصاص باق. والمراد بالغالب ما كان الفعل به أولى إما لكثرته فيه كإثمد وإصبع وأُبْلم فإن أوزانها تقلّ في الاسم وتكثر في الأمر من الثلاثي، وإما لأن أوله زيادة تدل على معنى في الفعل دون الاسم كأفكل وأكلب فإن نظائرهما تكثر في الأسماء والأفعال، لكن الهمزة من أفعَل وأفعُل تدل على معنى في الفعل، نحو: أذهب وأكتب ولا تدل على معنى في الاسم فكان المفتتح بأحدهما من الأفعال أصلًا للمفتتح بأحدهما من الأسماء. وقد يجتمع الأمران نحو برْمِغ وتنضُب فإنهما كإثمد في كونه على وزن يكثر في

الأفعال ويقل في الأسماء، وكأفكل في كونه مفتتحًا بما يدل على معنى في الفعل دون الاسم. تنبيهات: الأول قد اتضح بما ذكر أن التعبير عن هذا النوع بأن يقال: "أو ما أصله الفعل" كما فعل في الكافية، أو ما هو به أولى كما في شرحها والتسهيل أجود من التعبير عنه بالغالب. الثاني: قد فهم من قوله "يخص الفعل أو غالب" أن الوزن المشترك غير الغالب لا يمنع الصرف نحو ضرب ودحرج خلافًا لعيسى بن عمر فيما نقل من فعل فإنه لا يصرفه تمسكًا بقوله: "من الوافر": 987- أنَا ابْنُ جَلاَ وطَلاَّعِ الثَّنَايَا ... "متى أضع العمامة تغرفوني"

_ 987- التخريج: البيت لسحيم بن وثيل في الاشتقاق ص224؛ والأصمعيات ص17؛ وجمهرة اللغة ص495، 1044؛ وخزانة الأدب 1/ 255، 257، 266؛ والدرر 1/ 99؛ وشرح شواهد المغني 1/ 459؛ وشرح المفصل 3/ 62؛ والشعر والشعراء 2/ 647؛ والكتاب 3/ 207؛ والمقاصد النحوية 4/ 356؛ وبلا نسبة في الاشتقاق ص314؛ وأمالي ابن الحاجب ص456؛ وأوضح المسالك 4/ 127؛ وخزانة الأدب 9/ 402؛ وشرح شواهد المغني 2/ 749؛ وشرح المفصل 1/ 61، 4/ 105؛ ولسان العرب 14/ 124 "ثنى"، 152 "جلا"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص20؛ ومجالس ثعلب 1/ 212؛ ومغني اللبيب 1/ 160؛ والمقرب 1/ 283؛ وهمع الهوامع 1/ 30. اللغة وشرح المفردات: جلا: في الأصل فعل ماض فسمي به كما سمي بـ"يزيد": و"يحمد" وابن جلا: كناية عن أنه شجاع. طلاع: صياغة مبالغة لـ"طالع". الثنايا: ج الثنية، وهي الطريق في الجبل. أضع العمامة: أي عمامة الحرب. وقيل: العمامة تلبس في الحرب وتوضع في السلم. المعنى: يصف شجاعته وإقدامه بأنه لا يهاب أحدًا، وأنه قادر على الاضطلاع بعظائم الأمور. الإعراب: أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. وهو مضاف. جلا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. وطلاع: الواو حرف عطف، "طلاع": معطوف على "ابن" مرفوع بالضمة الظاهرة. وهو مضاف. الثنايا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. متى: اسم شرط مبني في محل نصب مفعول به متعلق بالفعل "تعرفوني" أضع: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر منعًا من التقاء الساكنين، وهو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره "أنا". العمامة: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. تعرفوني: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والنون الثانية للوقاية، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والياء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. وجملة: "أنا ابن جلا ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تعرفوني" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا". والشاهد فيه قوله: "ابن جلا" حيث اعتبر "جلا" اسما ممنوعًا من الصرف. =

ولا حجة فيه؛ لأنه محمول على إرادة "أنا ابن رجل جلا الأمور وجربها". فـ"جلا" جملة من فعل وفاعل فهو محكي لا ممنوع من الصرف كقوله: "من الرجز": نُبِّئْتُ أخْوَالِي بَنِي يَزِيد ... "ظلما علينا لهم فديد"1 والذي يدل على ذلك إجماع العرب على صرف كعسب اسم رجل مع أنه منقول من "كعسب" إذا أسرع، وقد ذهب بعضهم إلى أن الفعل قد يحكى مسمى به وإن كان غير مسند إلى ضمير متمسكًا بهذا البيت. ونقل عن الفرّاء ما يقرب من مذهب عيسى، قال: في الأمثلة التي تكون للأسماء والأفعال إن غلبت للأفعال فلا تُجره في المعرفة نحو رجل اسمه "ضرب" فإن هذا اللفظ وإن كان اسمًا للعسل الأبيض هو أشهر في الفعل، وإن غلب في الاسم فأجره في المعرفة والنكرة نحو رجل مسمى بحجر لأنه يكون فعلا تقول: "حجر عليه القاضي"، ولكنه أشهر في الاسم. الثالث: يشترط في الوزن المانع للصرف شرطان: أحدهما أن يكون لازمًا، الثاني: أن لا يخرج بالتغيير إلى مثال هو للاسم، فخرج بالأول نحو امرئ فإنه لو سمي به انصرف وإن كان في النصب شبيهًا بالأمر من علم وفي الجر شبيهًا بالأمر من ضرب وفي الرفع شبيهًا بالأمر من خرج، لأنه خالف الأفعال بكون عينه لا تلزم حركة واحدة فلم تعتبر فيه الموازنة، وخرج الثاني نحو "رد" و"قيل" فإن أصلهما: ردد وقول، ولكن الإدغام والإعلال أخرجاهما إلى مشابهة برد وقيل فلم يعتبر فيهما الوزن الأصلي. ولو سميت رجلا بألبب بالضم جمع لب لم تصرفه لأنه لم يخرج بفك الإدغام إلى وزن ليس للفعل، وحكى أبو عثمان عن أبي الحسن صرفه لأنه باين الفعل بالفك، وشمل قولنا "إلى مثال هو

_ = الشاهد فيه قوله: "ابن جلا" حيث اعتبر "جلا" اسمًا ممنوعًا من الصرف. واختلف في سبب منعه، فقال عيسى بن عمر: إنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل، وقال الجمهور إنه لم ينون للحكاية لا لمنع الصرف، فهو منقول عن جملة، أي عن فعل وضمير الغائب مستتر فيه، أو هو فعل ماض باق على فعليته، وفيه ضمير مستتر هو فاعله، وجملة الفعل وفاعله في محل جر صفة لموصوف مجرور محذوف، والتقدير أنا ابن رجل جلا الأمور وكشفها. 1 تقدم بالرقم 73.

للاسم قسمين؛ أحدهما: ما خرج إلى مثال غير نادر ولا إشكال في صرفه نحو: "رد" و"قيل"، والآخر ما خرج إلى مثال نادر، نحو: "انطلق" إذا سكنت لامه فإنه خرج إلى بناء إنْقحل1 وهو نادر، وهذا فيه خلاف، وجوّز فيه ابن خروف الصرف والمنع، وقد فهم من ذلك أن ما دخله الإعلال ولم يخرجه إلى وزن الاسم نحو: "يزيد" امتنع صرفه. الرابع: اختلف في سكون التخفيف العارض بعد التسمية نحو ضرب بسكون العين مخففًا من ضرب المجهول: فمذهب سيبويه أنه كالسكون اللازم فينصرف، وهو اختيار المصنف، وذهب المازني والمبرد ومن وافقهما إلى أنه ممتنع الصرف، فلو خفف قبل التسمية انصرف قولا واحدًا. "العلمية وألف الإلحاق المقصورة": 669- "وَمَا يَصيرُ عَلمًا مِن ذِي ألِفْ ... زِيدتْ لإلحاقٍ فَلَيسَ ينصرِفْ" أي ألف الإلحاق المقصورة تمنع الصرف مع العلمية، لشبهها بألف التأنيث من وجهين؛ الأول: أنها زائدة ليست مبدلة من شيء بخلاف الممدودة فإنها مبدلة من ياء، والثاني: أنها تقع في مثال صالح لألف التأنيث نحو أرطى فإنه على مثال سكرى وعزهى فهو على مثال ذكرى بخلاف الممدودة نحو علباء، وشبه الشيء بالشيء كثيرًا ما يلحقه به كحاميم اسم رجل، فإنه عند سيبويه ممنوع من الصرف لشبهه بهابيل في الوزن والامتناع من الألف واللام، وكحمدون عند أبي عليّ حيث يمنع صرفه للتعريف والعجمة، ويرى أن حمدون وشبهه من الأعلام المزيد في آخرها واو بعد ضمة ونون لغير جمعية لا يوجد في استعمال عربي مجبول على العربية، بل في استعمال عجمي حقيقة أو حكمًا، فألحق بما منع صرفه للتعريف والعجمة المحضة. تنبيهان: الأول كان ينبغي أن يقيد الألف بالمقصورة صريحًا أو بالمثال أو بهما كما فعل في الكافية فقال: وألِفُ الإلحاقِ مَقصورًا مَنع ... كعَلقًى انْ ذَا عَلَميَّة وَقعْ

_ 1 الإنقحل: الرجل الذي يبس جلده على عظمه.

الثاني: حكم ألف التكثير كحكم ألف الإلحاق في أنها تمنع مع العلمية نحو قبعثرى، ذكره بعضهم. "العلمية والعدل": 670- "والعَلَم امْنعْ صرفَهُ إن عُدِلاَ ... كَفُعَلِ التوكيدِ أو كَثُعَلا 671- "والعَدْلُ والتعريفُ مَانِعًا سَحَرْ ... إذَا بهِ التعيينُ قَصْدًا يُعْتَبرْ" أي يمنع من الصرف اجتماع التعريف والعدل في ثلاثة أشياء: أحدها: فعل في التوكيد وهو جُمع وكُتع وبُصع وبُتع فإنها معارف بنية الإضافة إلى ضمير المؤكد فشابهت بذلك العلم لكونه معرفة من غير قرينة لفظية، هذا ما مشى عليه في شرح الكافية، وهو ظاهر مذهب سيبويه، واختاره ابن عصفور، وقيل بالعلمية وهو ظاهر كلامه هنا ورده في شرح الكافية وأبطله، وقال في التسهيل: بشبه العلمية أو الوصفية. قال أبو حيان: وتجويزه أن العدل يمنع مع شبه الصفة في باب جُمَعَ لا أعرف له فيه سلفًا. ومعدولةٌ عن فعلاوات فإن مفرداتها جمعاء وكتعاء وبصعاء وبتعاء، وإنما قياس فعلاء إذا كان اسمًا أن يجمع على فعلاوات كصحراء وصحراوات لأن مذكره جمع بالواو والنون فحق مؤنثه أن يجمع بالألف والتاء، وهذا اختيار الناظم، وقيل: معدولة عن فعل لأن قياس أفعل فعلاء أن يجمع مذكره ومؤنثه على فُعْل نحو حُمْر في أحمر وحمراء وهو قول الأخفش والسيرافي واختاره ابن عصفور، وقيل: إنه معدول عن فعالي كصحراء وصحاري، والصحيح الأول لأن فعلاء لا يجمع على فعل إلا إذا كان مؤنثًا لأفعل صفة كحمراء وصفراء، ولا على فعالي إلا إذا كان اسمًا محضًا لا مذكر له كصحراء، وجمعاء ليس كذلك. الثاني: علم المذكر والمعدول إلى فعل نحو: عمر وزفر وزحل ومضر وثعل وهبل

وجشم وقثم وجمح وقزح ودلف؛ فعمر: معدول عن عامر، وزفر: معدول عن زافر، وكذا باقيها، قيل وبعضها عن أفعل وهو ثعل، وطريق العلم بعدل هذا النوع سماعه غير مصروف عاريًا من سائر الموانع، وإنما جعل هذا النوع معدولا لأمرين؛ أحدهما: أنه لو لم يقدر عدله لزم ترتيب المنع على علة واحدة إذ ليس فيه من الموانع غير العلمية، والآخر أن الأعلام يغلب عليها النقل فجعل عمر معدولا عن عامر العلم المنقول من الصفة ولم يجعل مرتجلا، وكذا باقيها، وذكر بعضهم لعدله فائدتين: إحداهما لفظية وهي التخفيف، والأخرى معنوية وهي تمحيض العلمية إذ لو قيل "عامر" لتوهم أنه صفة. فإن ورد فُعَل مصروفًا وهو علم علمنا أنه ليس بمعدول، وذلك نحو أدد وهو عند سيبويه من الود فهمزته عن واو، وعند غيره من الأد وهو العظيم فهمزته أصلية. فإن وجد في فُعَلَ مانع مع العلمية لم يجعل معدولا، نحو: "طوى" فإن منعه للتأنيث والعلمية، ونحو "تتل" اسم أعجمي فالمانع له العجمة والعلمية عند من يرى منع الثلاثي للعجمة؛ إذ لا وجه لتكلف تقدير العدل مع إمكان غيره. ويلتحق بهذا النوع ما جعل علمًا من المعدول إلى فُعَل في النداء كغدر وفسق فحكمه حكم "عمر". قال المصنف: وهو أحق من عمر بمنع الصرف؛ لأن عدله محقق وعدل "عمر" مقدر، اهـ. وهو مذهب سيبويه، وذهب الأخفش وتبعه ابن السيد إلى صرفه. الثالث: سحر إذا أريد به سحر يوم بعينه؛ فالأصل أن يعرف بـ"أل" أو بالإضافة، فإن تجرد منهما مع قصد التعيين فهو حينئذٍ ظرف لا يتصرف ولا ينصرف نحو: "جئت يوم الجمعة سحر" والمانع له من الصرف العدل والتعريف: أما العدل فعن اللفظ بـ"أل" فإنه كان الأصل أن يعرف بها، وأما التعريف فقيل: بالعلمية؛ لأنه جعل علمًا لهذا الوقت وهذا ما صرح به في التسهيل، وقيل بشبه العلمية لأنه تعرف بغير أداة ظاهرة كالعلم وهو اختيار ابن عصفور، وقوله هنا والتعريف يومئ إليه إذ لم يقل والعلمية، وذهب صدر الأفاضل وهو أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إلى أنه مبني لتضمنه معنى حرف التعريف. قال في شرح الكافية: وما ذهب إليه مردود بثلاثة أوجه؛ أحدها: أن ما ادعاه ممكن

وما ادعيناه ممكن، لكن ما ادعيناه أولى، لأنه خروج عن الأصل بوجه دون وجه، لأن الممنوع الصرف باق على الإعراب، بخلاف ما ادعاه؛ فإنه خروج عن الأصل بكل وجه. الثاني: أنه لو كان مبنيا لكان غير الفتح أولى به؛ لأنه في موضع نصب، فيجب اجتناب الفتحة لئلا يتوهم الإعراب، كما اجتنبت في "قبل" و"بعد" والمنادى المبني. الثالث: أنه لو كان مبنيا لكان جائز الإعراب جواز إعراب "حين" في قوله: عَلَى حِينِ عَاتَبْتُ المَشِيب عَلَى الصِّبَا ... "فقلت ألما أصح والشيب وازع"1 لتساويهما في ضعف سبب البناء بكونه عارضًا، وكان يكون علامة إعرابه تنوينه في بعض المواضع، وفي عدم ذلك دليل على عدم البناء وأن فتحته إعرابية، وأن عدم التنوين إنما كان من أجل منع الصرف. فلو نكر "سحر" وجب التصرف والانصراف كقوله تعالى: {نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ، نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا} 2 اهـ. وذهب السهيلي إلى أنه معرب وإنما حذف تنوينه لنية الإضافة، وذهب الشلوبين الصغير إلى أنه معرب، وإنما حذف تنوينه لنية أل، وعلى هذين القولين فهو من قبيل المنصرف، والصحيح ما ذهب إليه الجمهور. تنبيه: نظير سحر في امتناعه من الصرف أمس عند بني تميم؛ فإن منهم من يعربه في الرفع غير منصرف ويبنيه على الكسر في النصب والجر، ومنهم من يعربه إعراب ما لا ينصرف في الأحوال الثلاث خلافًا لمن أنكر ذلك، وغير بني تميم يبنونه على الكسر، وحكى ابن أبي الربيع أن بني تميم يعربونه إعراب ما لا ينصرف إذا رفع أو جر بـ"مد" أو منذ فقط، وزعم الزجاج أن من العرب من يبنيه على الفتح، واستشهد بقول الراجز: 988- إنِّي رَأيتُ عَجَبًا مُذْ أمْسَا ... "عجائز مثل السعالي خمسًا" "يأكلن ما في رحلهن همسا ... لا تراك الله لهن ضرسا"

_ 1 تقدم بالرقم 619. 2 القمر: 34-35. 988- التخريج: الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص32؛ وأوضح المسالك 4/ 132؛ وخزانة الأدب 4/ 167، 168؛ والدرر 3/ 108؛ وشرح التصريح 2/ 226؛ وشرح قطر الندى ص16؛ وشرح المفصل 4/ 106، 107؛ والكتاب 3/ 248 ولسان العرب 6/ 9، 10 "أمس"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف =

قال في شرح التسهيل: ومدّعاه غير صحيح لامتناع الفتح في موضع الرفع، ولأن سيبويه استشهد بالرجز على أن الفتح في "أمسا" فتح إعراب، وأبو القاسم لم يأخذ البيت من غير كتاب سيبويه، فقد غلط فيما ذهب إليه واستحق أن لا يعول عليه، اهـ. ويدل للإعراب قوله: "من الخفيف": 989- اعْتَصِمْ بِالرَّجاءِ إنْ عَنَّ بَأسٌ ... وتَنَاسَ الَّذِي تَضَمَّنَ أمْسُ

_ = ص95، والمقاصد النحوية 4/ 357؛ ونوادر أبي زيد ص75؛ وهمع الهوامع 1/ 209؛ وجمهرة اللغة ص841، 863. اللغة والمعنى: السعالي: ج السعلاة وهي أخبث الغيلان، أو ساحرة الجن كان يعتقد الجاهليون. يقول: من العجائب التي رأيتها أمس تلك العجائز الخمس اللواتي يشبهن الغيلان. الإعراب: إني: حرف مشبه بالفعل، واسمها ياء المتكلم. رأيت: فعل ماض مبني على السكون. والتاء: فاعل. عجبًا: مفعول به منصوب. مد: حرف جر. أمسا: اسم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل، والألف للإطلاق، والجار والمجرور متعلقان بـ"رأيت". عجائزًا: بدل من "عجبًا" منصوب. مثل: نعت "عجائزًا" وهو مضاف. السعالي: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. خمسًا: نعت "عجائز". وجملة "رأيت عجبًا ... " في محل رفع خبر "إن". يأكلن. فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث. والنون: ضمير متصل في محل رفع فاعل. وجملة "يأكلن" في محل نصب نعت "عجائزًا". ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في: حرف جر. رحلهن: رحل: اسم مجرور، وهو مضاف، و"هن": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول: همسًا: حال منصوب. لا: حرف نفي. ترك: فعل ماض. الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع. لهن: جار ومجرور متعلقان بـ"ترك". ضرسًا: مفعول به منصوب بالفتحة. وجملة "لا ترك الله لهن ضرسًا ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "مذ أمسا" حيث جاءت كلمة "أمس" غير منصرفة، فجرت بالفتحة، والألف للإطلاق. 989- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 3/ 107؛ وشرح التصريح 2/ 226؛ والمقاصد النحوية 4/ 372؛ وهمع الهوامع 1/ 209. شرح المفردات: اعتصم: تمسك. البأس: الشدة: عنّ: بدا، ظهر. المعنى: يقول: تمسك بالأمل، ولا تستسلم لليأس إن نشزت أمامك المصاعب وتغافل عن الماضي وما حمله لك من آلام. الإعراب: "اعتصم": فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". "بالرجاء": جار ومجرور متعلقان بـ"اعتصم". "إن": حرف شرط. "عن": فعل ماض، وهو فعل الشرط. =

وأجاز الخليل في "لقيته أمس" أن يكون التقدير بالأمس، فحذف الباء و"أل"، فتكون الكسرة كسرة إعراب. قال في شرح الكافية: ولا خلاف في إعراب "أمس" إذا أضيف، أو لفظ معه بالألف واللام، أو نكر، أو صغر، أو كسر. 672- وابن على الكسر فعال علما ... مؤنثًا وهو نظير جشما 673- عند تميم واصرفن ما نكرا ... من كل ما التعريف فيه أثرا "وَابنِ عَلى الكسرِ فَعَالِ عَلَما مُؤنثا" أي مطلقًا في لغة الحجازيين لشبهه بنزال وزنا وتعريفًا وتأنيثًا وعدلا، وقيل لتضمنه معنى هاء التأنيث، قال الربعي، وقيل لتوالي العلل وليس بعد منع الصرف إلا البناء، قاله المبرد، والأول هو المشهور: تقول هذه حذام ووبار، ورأيت حذام ووبار، ومررت بحذام ووبار، ومنه قوله: "من الوافر": 990- إذَا قَالَتْ حذَامِ فَصَدِّقُوهَا ... فَإنَّ القَولَ مَا قَالَتْ حَذَامِ

_ = "بأس": فاعل مرفوع بالضمة. "وتناس": الواو حرف عطف، "تناس": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". "الذي": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. "تضمن": فعل ماض مبني على الفتح. "أمس": فاعل مرفوع بالضمة. وجملة: "اعتصم" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن عنّ بأس ... " الشرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوفة المقدرة بـ"فتناس" في محل جزم لاقترانها بالفاء. وجملة "تناس" معطوفة على جملة "اعتصم" لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تضمن أمس" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "تضمن أمس" حيث رفع "أمس" بالضمة على لغة بني تميم، والحجازيون يبنونها على الكسر. 990- التخريج: البيت للجيم بن صعب في شرح التصريح 2/ 225؛ وشرح شواهد المغني 2/ 596؛ والعقد الفريد 3/ 363؛ ولسان العرب 6/ 306 "رقش": والمقاصد النحوية 4/ 370؛ وله أو لوشيم بن طارق في لسان العرب 2/ 99 "نصت"؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 131؛ الخصائص 2/ 178؛ وشرح ابن عقيل ص58؛ وشرح قطر الندى ص14؛ وشرح المفصل 4/ 64؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص75؛ ومغني اللبيب 1/ 220. الإعراب: إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط مبني في محل نصب مفعول فيه. قالت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. حذام: فاعل مبني على الكسر في محل رفع. فصدقوها: الفاء: واقعة في جواب "إذا"، صدقوها: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو: فاعل، و"ها" ضمير في محل نصب مفعول به. فإن: الفاء: تعليلية، إن: حرف مشبه بالفعل. القول: اسم "إن" منصوب. ما: اسم موصول في محل رفع خبر "إن". قالت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. حذام: فاعل مبني على الكسر في محل رفع =

"وهْوَ نَظِيرُ جُشَمَا" وعمر وزفر "عِند تميمٍ" أي ممنوع الصرف للعلمية والعدل عن "فاعلة"، وهذا رأي سيبويه. وقال المبرد: للعلمية والتأنيث المعنوي كزينب، وهو أقوى على ما لا يخفى. وهذا فيما ليس آخره راء: فأما نحو وبار وظفار وسفار فأكثرهم يبنيه على الكسر كأهل الحجاز لأن لغتهم الإمالة، فإذا كسروا توصلوا إليها، ولو منعوه الصرف لامتنعت. وقد جمع الأعشى بين اللغتين في قوله: "من مخلع البسيط": 991- "ألم تروا إرما وعادًا ... أودى بها الليل والنهار"

_ = وجملة "قالت حذام" الفعلية في محل جر بالإضافة. وجملة "صدقوها" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "إن القول ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو تعليلية. وجملة "قالت حذام" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. والشاهد فيه قوله: "حذام" حيث جاء هذا الوزن مبنيا على الكسر، على وزن "فعال". 991- التخريج: البيتان للأعشى في ديوانه ص331 "وفيه "حد" مكان "دهر"" والبيت الثاني له في شرح أبيات سيبويه 2/ 240؛ وشرح التصريح 2/ 225؛ وشرح المفصل 4/ 64-65؛ والكتاب 3/ 279؛ ولسان العرب 5/ 273 "وبر"؛ والمقاصد النحوية 4/ 358؛ وهمع الهوامع 1/ 29؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص364؛ وأوضح المسالك 4/ 130؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص77؛ والمقتضب 3/ 50، 376؛ والمقرب 1/ 282. اللغة المعنى: إرم: مدينة قديمة مندثرة، وقيل: اسم قبيلة عربية بائدة. عاد: قبيلة عربية قديمة بائدة. أودى بها: أهلكها: وبار: قبيلة كانت تسكن في تخوم صنعاء، وكانت أكثر الأرضين خيرًا. جهرة: عيانًا من غير استتار. يقول: ألم تعتبروا بما حل بإرم وعاد ووبار. الإعراب: ألم: الهمزة حرف استفهام. و"لم": حرف جزم. تروا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وجملة "ألم تروا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. إرمًا: مفعول به منصوب. وعادًا: الواو حرف عطف، و"عادًا": اسم معطوف منصوب. أودى: فعل ماضي مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. بها: جار ومجرور متعلقان بـ"أودى". الليل: فاعل مرفوع بالضمة. والنهار: حرف عطف واسم معطوف مرفوع. وجملة "أودى بها" استئنافية لا محل لها من الإعراب. ومر: الواو حرف عطف، مر: فعل ماض مبني على الفتحة. دهر: فاعل مرفوع. وجملة "مر دهر" معطوفة لا محل لها من الإعراب. على وبار: جار ومجرور متعلقان بـ" مر". فهلكت: الفاء حرف عطف، و"هلك": فعل ماضي مبني، والتاء حرف للتأنيث. جهرة: حال منصوب. وبار: فاعل مرفوع وجملة "هلكت" معطوفة لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيهما: مجيء "وبار" مرتين، وكانت في الأولى "على وبار" مبنية على الكسر، وفي الثانية "فهلكت وبارًا" معربة فرفعت بالضمة.

ومر دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار تنبيهات: الأول: أفهم قوله "مؤنثًا" أن حذام وبابه لو سمي به مذكر لم يبن، وهو كذلك، بل يكون معربًا ممنوعًا من الصرف للعلمية والنقل عن مؤنث كغيره، ويجوز صرفه لأنه إنما كان مؤنثًا لإرادتك به ما عدل عنه، فلما زال العدل زال التأنيث بزواله. الثاني: فعال يكون معدولًا وغير معدول: فالمعدول إما علم مؤنث كحذام وتقدم حكمه، وإما أمر نحو نزال، وإما مصدر نحو حماد، وإما حال نحو: "من الكامل": 992- "وذكرت من لبن المحلق شربة" ... وَالخَيلُ تَعْدُو فِي الصَّعِيدِ بَدَادِ وإما صفة جارية مجرى الأعلام نحو حلاق للمنية، وإما صفة ملازمة للنداء نحو فساق، فهذه خمسة أنواع كلها مبنية على الكسر معدولة عن مؤنث، فإن سمي ببعضها مذكر فهو كعناق1، وقد يجعل كصباح2، وإن سمي به مؤنث فهو كحذام3، ولا يجوز البناء خلافًا لابن بابشاذ، وغير المعدول يكون اسمًا كجناح، ومصدرًا نحو ذهاب،

_ 992- التخريج: البيت للنابغة الجعدي في ملحق ديوانه ص241؛ والكتاب 3/ 275؛ ولسان العرب 10/ 64 "حلق"؛ ولعون بن عطية بن الخرع في جمهرة اللغة ص999؛ وخزانة الأدب 6/ 363-368، 370؛ والدرر 1/ 98؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 299؛ وشرح المفصل 4/ 54؛ ولسان العرب 3/ 78 "بدد"؛ والمعاني الكبير ص104؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص66؛ وخزانة الأدب 6/ 340؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص73؛ والمعاني الكبير ص389؛ والمقتضب 3/ 371؛ وهمع الهوامع 1/ 29. اللغة: الصعيد: الأرض. بداد: متفرقة. الإعراب: وذكرت: "الواو": بحسب ما قبلها، "ذكرت": فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. من لبن: جار ومجرور متعلقان بحال من "شربة"، وهو مضاف. المحلق: مضاف إليه مجرور. شربة: مفعول به والخيل: "الواو": حالية، "الخيل": مبتدأ مرفوع. تعدو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هي". في الصعيد: جار ومجرور متعلقان بـ"تعدو". بداد: اسم في محل نصب حال. وجملة "ذكرت" بحسب ما قبله. وجملة "الخيل تعدو": في محل نصب حال. وجملة "تعدو": في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "بداد:" وهم اسم للتبدد معدول عن مؤنث "بدة" ثم عدلها إلى بداد. 1 أي: معرب ممنوع من الصرف. 2 أي معرب مصروف. 3 أي مبني على الكسر عند أهل الحجاز، ومعرب منصرف عند بني تميم.

وصفة نحو: جواد، وجنسًا، نحو: سحاب، فلو سمي بشيء من هذه مذكرا انصرف قولا واحدًا إلا ما كان مؤنثًا كعناق. "واصْرِفَنْ مَا نُكِّرَا ... مِنْ كُلِّ مَا التَّعْرِيفُ فِيهِ أثَّرَا" وذلك الأنواع السبعة المتأخرة وهي: ما امتنع للعلمية والتركيب، أو الألف والنون الزائدتين، أو التأنيث بغير الألف، أو العجمية، أو وزن الفعل، أو ألف الإلحاق، أو العدل: تقول رب معدي كرب وعمران وفاطمة وزينب وإبراهيم أحمد وأرطى وعمر لقيتهم، لذهاب أحد السببين وهو العلمية. وأما الخمسة المتقدمة وهي: ما امتنع لألف التأنيث، أو للوصف والزيادتين، أو للوصف ووزن الفعل، أو للوصف والعدل، أو للجمع المشبه مفاعل أو مفاعيل فإنها لا تصرف نكرة، فلو سمي بشيء منها لم ينصرف أيضًا، أما ما فيه ألف التأنيث فلأنها كافية في منع الصرف ووهم من قال في "حواء" امتنع للتأنيث والعلمية، وأما ما فيه الوصف مع زيادتي فعلان أو وزن أفعل فلأن العلمية تخلف الوصف فيصير منعه للعلمية والزيادتين أو للعلمية ووزن أفعل، وأما ما فيه الوصف والعدل وذلك أخر وفعال ومفعل نحو أحاد وموحد فمذهب سيبويه أنها إذا سمي بها امتنعت من الصرف للعلمية والعدل. قال في شرح الكافية: وكل معدول سمي به فعدله باق إلا سحر وأمس في لغة بني تميم فإن عدلهما يزول بالتسمية فيصرفان، بخلاف غيرهما من المعدولات فإن عدله بالتسمية باق فيجب منع صرفه للعدل والعلمية عددًا كان أو غيره، هذا هو مذهب سيبويه، ومن عزا إليه غير ذلك فقد أخطأ، وقوله ما لم يقل، وإلى هذا أشرت بقولي: وعَدْلُ غَيرِ سَحَرٍ وَأمْسِ فِي ... تَسْمَيَةٍ تَعْرِضُ غَيرُ مُنْتَفِي وذهب الأخفش وأبو علي وابن برهان إلى صرف العدد المعدول مسمى به، وهو خلاف مذهب سيبويه رحمه الله تعالى، هذا كلامه بلفظه، وأما الجمع المشبه مفاعل أو مفاعيل فقد تقدم الكلام على التسمية به. وإذا نكر شيء من هذه الأنواع الخمسة بعد التسمية لم ينصرف أيضًا، أما ذو ألف

التأنيث فللألف، وأما ذو الوصف مع زيادتي فعلان أو مع وزن أفعل أو مع العدل إلى فعال أو مفعل فلأنها لما نكرت شابهت حالها قبل التسمية فمنعت الصرف لشبه الوصف مع هذه العلل، هذا مذهب سيبويه، وخالف الأخفش في باب سكران فصرفه. وأما باب أحمر ففيه أربعة مذاهب؛ الأول: منع الصرف وهو الصحيح، والثاني: الصرف وهو مذهب المبرد والأخفش في أحد قوليه ثم وافق سيبويه في كتابه الأوسط، قال في شرح الكافية: وأكثر المصنفين لا يذكرون إلا مخالفته، وذكر موافقته أولى لأنها آخر قوليه، والثالث إن سمي بأحمر رجل أحمر لم ينصرف بعد التنكير، وإن سمي به أسود أو نحوه انصرف وهو مذهب الفراء وابن الأنباري، والرابع: أنه يجوز صرفه وترك صرفه، قاله الفارسي في بعض كتبه. وأما المعدول إلى فعال أو مفعل فمن صرف أحمر بعد التسمية صرفه وقد تقدم الخلاف في الجمع إذا نكر بعد التسمية. تنبيه: إذا سمي بأفعل التفضيل مجردًا من "من" ثم نكر بعد التسمية انصرف بإجماع كما قاله في شرح الكافية. قال: لأنه لا يعود إلى مثل الحال التي كان عليها إذا كان صفة، فإن وصفيته مشروطة بمصاحبة "من" لفظًا أو تقديرًا، اهـ. فإن سمي به مع "من" ثم نكر امتنع صرفه قولا واحدًا، وكلام الكافية وشرحها يقتضي إجراء الخلاف في نحو أحمر فيه. "الاسم المنقوص الممنوع من الصرف": 674- "وَمَا يكونُ مِنْهُ مَنقوصًا ففي ... إعرابهِ نَهْجَ جَوارٍ يَقتفي" يعني أن ما كان منقوصًا من الأسماء التي لا تنصرف سواء كان من الأنواع السبعة التي إحدى علتيها العلمية أو من الأنواع الخمسة التي قبلها فإنه يجري مجرى جوار وغواش، وقد تقدم أن نحو جوار يلحقه التنوين رفعًا وجرا فلا وجه لما حمل عليه المرادي كلام الناظم من أنه أشار إلى الأنواع السبعة دون الخمسة، لأن حكم المنقوص فيهما واحد: فمثاله في غير التعريف أعيم تصغير أعمى، فإنه غير منصرف للوصف والوزن، ويلحقه التنوين رفعًا وجرا نحو: "هذا أعيم" و"مررت بأعيم"، و"رأيت أعيمي"، والتنوين فيه

عوض من الياء المحذوفة كما في نحو جوار، وهذا لا خلاف فيه. ومثاله في التعريف "قاض" اسم امرأة فإنه غير منصرف للتأنيث والعلمية و"يعيل" تصغير يعلى و"يرم" مسمى به فإنه غير منصرف للوزن والعلمية، والتنوين فيهما في الرفع والجر عوض من الياء المحذوفة، وذهب يونس وعيسى بن عمر والكسائي إلى نحو "قاض" اسم امرأة، و"يعيل، ويرم" يجري مجرى الصحيح في ترك تنوينه وجره بفتحة ظاهرة، فيقولون "هذا يعيلى، ويرمي، وقاضي، ورأيت يعيلي ويرمي وقاضي، ومررت بيعيلي ويرمي وقاضي"، واحتجوا بقوله: "من الرجز": 993- قَدْ عَجِبَتْ مِنِّي وَمِنْ يُعَيلِيا ... لَمَّا رَأتْنِي خَلَقًا مُقلوليَا وهو عند الخليل وسيبويه والجمهور محمول على الضرورة كقوله: "من الطويل": 994- "فلو كان عبد الله مولى هجوته" ... وَلَكِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَولَى مَوَالِيَا

_ 993- التخريج: الرجز للفرزدق في الدرر 1/ 102؛ وشرح التصريح 2/ 228؛ وبلا نسبة في الخصائص 1/ 6؛ والكتاب 3/ 315؛ ولسان العرب 15/ 94 "علا"، 15/ 200 "قلا"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص114؛ والمقتضب 1/ 142؛ والممتع في التصريف 2/ 755؛ والمنصف 2/ 68، 79، 3/ 76؛ وهمع الهوامع 1/ 36. شرح المفردات: يعيلي: تصغير "يعلي"، وهو اسم رجل. الخلق: البالي: المقلولي: المنكمش على ذاته. المعنى: يقول: لقد عجبت منه لما رأته رث الهيئة، منكمشًا على ذاته. الإعراب: "قد": حرف تحقيق. "عجبت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير تقديره: "هي". "مني": جار ومجرور متعلقان بـ"عجبت". "ومن يعيليا": الواو حرف عطف، والجار والمجرور معطوفان على "مني". "لما": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"عجبت". "رأتني": فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". "خلقًا": حال منصوب، إذا اعتبرت "رأى" بصرية، ومفعول به ثان إذا اعتبرت "رأى" علمية. "مقلوليا": نعت "خلقًا" منصوب. وجملة: "عجبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "رأتني" في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "يعيليا"، وهو تصغير "يعلي"، وهو علم على وزن الفعل، ولم يزل منعه من الصرف بسب تصغيره، وهو مع ذلك اسم منقوص، وقد عامله معاملة الصحيح، وهذا مذهب يونس وعيسى بن عمر والكسائي، ومذهب سيبويه والخليل أنه ضرورة. 994- التخريج: البيت للفرزدق في إنباه الرواة 2/ 105؛ وبغية الوعاة 2/ 442؛ وخزانة الأدب =

"حرف الممنوع من الصرف": 675- ولاضطرار، أو تناسب صرف ... ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف "ولاضطرار أو تناسب صرف ذو المنع" بلا خلاف، مثال الضرورة قوله "من الطويل": 995- ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقالت لك الويلات إنك مرجلي

_ = 1/ 335، 239، 5/ 145؛ والدرر 1/ 101؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 311؛ وشرح التصريح 2/ 229؛ وشرح المفصل 1/ 64؛ والكتاب 3/ 313، 315؛ ولسان العرب 15/ 47 "عرا"، 409 "ولي"؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص114؛ ومراتب النحويين ص31؛ والمقاصد النحوية 4/ 375؛ والمقتضب 1/ 143 وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في همع الهوامع. المعنى: يقول: لو كان عبد الله من الموالي لهجوته، ولكنه مولى موال، أي أنه خسيس لا يستحق أن أهجوه. الإعراب: "فلو": الفاء بحسب ما قبلها، "لو": حرف شرط غير جازم. "كان": فعل ماض ناقص "عبد": اسم "كان": مرفوع، وهو مضاف. الله: اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور. "مولى" خبر "كان" مرفوع. "هجوته: فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به "ولكن": الواو حرف عطف، "لكن": حرف مشبه بالفعل. "عبد": اسم "لكن" منصوب، وهو مضاف "الله": اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور. "مولى": خبر "لكن" مرفوع، وهو مضاف. "مواليا": مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع، والألف للإشباع. وجملة: "لو كان عبد الله ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هجوته" لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "لكن عبد الله ... " استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "مولى مواليا" حيث عامل الاسم المنقوص الممنوع من الصرف في حالة الجر معاملة الاسم الصحيح. فأثبت الياء، وجره بالفتحة بدلا من الكسرة، وهذا شاذ. 995- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص11؛ وخزانة الأدب 9/ 345؛ وشرح التصريح 2/ 27؛ وشرح شواهد المغني 2/ 766؛ والمقاصد النحوية 4/ 374؛ وبلا نسبة في مغني اللبيب 2/ 343. شرح المفردات: الخدر: ستر يمد للمرأة في ناحية البيت. عنيزة: عشيقة الشاعر. لك الويلات: دعاء عليه بالشدة والعذاب. المرجل: الذي يصير راجلًا أي ماشيًا على رجليه. المعنى: يقول: ويوم دخلت على عنيزة دعت علي وقالت إنك تحملني على المشي سيرًا على الأقدام لامتطائك بعيري. الإعراب: "ويوم" الواو بحسب ما قبلها، "يوم" ظرف زمان منصوب. "دخلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "الخدر": مفعول به منصوب. "خدر": بدل من "الخدر"، وهو مضاف. =

وقوله "من الخفيف": 996- وأتاها أحيمر كأخي السهـ ... ـم بغضب فقال: كوني عقيرا وقوله "من الطويل": 997- تبصر خليل هل ترى من ظعائن ... "سوالك نقبًا بين حزمي شعبعب"

_ = "عنيزة": مضاف إليه مجرور، وقد صرفه الشاعر للضرورة الشعرية. "فقالت": الفاء حرف عطف، "قالت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله مستتر تقديره: "هي". "لك": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المتبدأ. "الويلات": مبتدأ مؤخر. "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن". "مرجلي": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة "دخلت" في محل جر بالإضافة. وجملة "قالت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لك الويلات" في محل نصب مفعول به. وجملة "إنك مرجلي" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "عنيزة" حيث صرفه للضرورة الشعرية، وهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. 996- التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ص35؛ والمقاصد النحوية 4/ 377؛ والمقرب 2/ 202. اللغة: أحيمر: من عقر ناقة صالح. العضب: القاطع. الإعراب: وأتاها: "الواو": بحسب ما قبلها، و"أتاها": فعل ماض، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. أحيمر: فاعل مرفوع. كأخي: جار ومجرور متعلقان بـ"أتاها" وهو مضاف. السهم: مضاف إليه مجرور. بعضب: جار ومجرور متعلقان بـ"أتى". فقال: "الفاء": عاطفة، "قال": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: "هو". كوني: فعل أمر ناقص، و"الياء": ضمير في محل رفع اسم "كان". عقيرًا: خبر "كان" منصوب. وجملة "أتاها": بحسب ما قبلها. وجملة "قال": معطوفة على "أتاها". وجملة "كوني عقيرًا". في محل نصب مقول القول. الشاهد فيه قوله: "أحيمر" حيث نونه للضرورة مع أنه من حقه المنع من الصرف. 997- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص43؛ والمقاصد النحوية 4/ 386. الإعراب: "تبصرة": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "خليلي": منادى منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "هل": حرف استفهام. "ترى": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "من": حرف جر زائد. "ظعائن": اسم مجرور لفظًا منصوب محلا على أنه مفعول به لـ"ترى". "سوالك": نعت "ظعائن". "نقبا": مفعول به لـ"سوالك". "بين": ظرف مكان متعلق بـ"سوالك"، وهو مضاف. "حزمي": مضاف إليه، وهو مضاف. "شعبعب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشاهد فيه قوله: "من ظعائن" حيث صرفها للضرورة الشعرية ومن حقها المنع من الصرف لأنها على صيغة منتهى الجموع.

وهو كثير، نعم اختلف في نوعين: أحدهما ما فيه ألف التأنيث المقصورة فمنع بعضهم صرفه للضرورة، قال لأنه لا فائدة فيه إذ يزيد بقدر ما ينقص، ورد بقوله: "من الكامل": 998- إني مُقَسِّمُ مَا مَلَكْتُ فَجَاعِلٌ ... جُزْءًا لآخِرتِي وَدُنْيَا تَنْفَعُ أنشده ابن الأعرابي بتنوين دنيا، وثانيهما: أفعل من، منع الكوفيون صرفه للضرورة1، قالوا لأن حذف تنوينه لأجل من فلا يجمع بينهما، ومذهب البصريين جوازه لأن المانع له إنما هو الوزن والوصف كأحمر لا "من"، بدليل صرف خير منه وشر منه لزوال الوزن، ومثال الصرف للتناسب قراءة نافع والكسائي: {سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا} 2، {قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَ} 3، وقراءة الأعمش بن مهران: {وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} 4. تنبيه: أجاز قوم صرف الجمع الذي لا نظير له في الآحاد اختيارًا، وزعم قوم أن صرف ما لا ينصرف مطلقًا لغة، قال الأخفش: وكأن هذه لغة الشعراء لأنهم اضطروا إليه في الشعر فجرت ألسنتهم على ذلك في الكلام. "وَالمَصْروفُ قَدْ لا يَنْصَرِفْ" أي للضرورة، أجاز ذلك الكوفيون والأخفش والفارسي،

_ 998- التخريج: البيت للمثلم بن رياح في خزانة الأدب 8/ 297؛ والمقاصد النحوية 4/ 376. الإعراب: إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "إن". مقسم: خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. ما: اسم موصول في محل جر بالإضافة. ملكت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. فجاعل: "الفاء": حرف عطف، "جاعل": مبتدأ مرفوع. جزءًا: مفعول به. لآخرتي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "جزءًا". ودنيا: "الواو": حرف عطف، "دنيا": معطوف على "آخرتي". تنفع: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هي". وجملة "إني مقسم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ملكت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تنفع": في محل نصب نعت "دنيا". الشاهد فيه قوله: "دنيا" حيث نونه الشاعر ردا على من قال إنه منته بألف التأنيث لذا يجب منعه من الصرف. 1 انظر المسألة التاسعة والستين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص488-493. 2 الإنسان: 4. 3 الإنسان: 15-16. 4 نوح: 23.

وأباه سائر البصريين1، والصحيح الجواز، واختاره الناظم لثبوت سماعه، من ذلك قوله: "من المتقارب": 999- وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلاَ حابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي مَجمَعِ وقوله: "من الطويل": 1000- وَقَائِلَةٍ مَا بَالُ دَوسَرَ بَعْدَنَا ... صَحَا قَلبُهُ عَنْ آلِ لَيلَى وَعَنْ هِنْدِ

_ 1 انظر لمسألة السبعين في الإنصاف في مسائل الخلاف ص493-520. 999- التخريج: البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص84؛ والأغاني 14/ 291؛ وخزانة الأدب 1/ 147، 148، 253؛ والدرر 1/ 104؛ وسمط اللآلي ص33؛ وشرح التصريح 2/ 119؛ وشرح المفصل 1/ 68، والشعر والشعراء 1/ 107، 306، 2/ 752؛ ولسان العرب 6/ 97 "ردس"؛ والمقاصد النحوية 4/ 346؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 2/ 546، 547؛ ولسان العرب 10/ 316 "فوق". اللغة: حصن: هو أبو عيينة بن حصن الفراري، حابس: أبو الأقرع بن حابس. مرداس: أبو العباس أبي مرداس السلمي. المعنى: ليس أبو حصن والأقرع أفضل شأنًا من أبي، فقد كنت الأعز. الإعراب: "وما": "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": نافية لا عمل لها. "كان": فعل ماض ناقص. "حصن": اسمها مرفوع بالضمة. "ولا": الواو عاطفة، "لا": نافية. "حابس": اسم معطوف على حصن. "يفوقان": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والألف فاعل. "مرداس": مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة، وحذف التنوين للضرورة الشعرية. "في مجمع": جار ومجرور متعلقان بالفعل "يفوقان". وجملة "كان حصن ولا حابس يفوقان": بحسب ما قبلها. وجملة "يفوقان" خبرية في محل نصب. والشاهد فيه قوله: "مرداس" منع من الصرف وليس فيه إلا علة واحدة وهي العملية. 1000- التخريج: البيت لدوسر بن دهبل في الأصمعيات ص150 "وفيه "ذهيل" مكان "دهبل" وأن الأصمعي نسبه لرجل من بني يربوع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 366؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 1/ 149، 150؛ وجواهر الأدب ص237؛ ومجالس ثعلب ص176. المعنى: ما شأن دوسر وما حاله فقد سلا أحبابه وترك ما كان فيه من الصبابة والهوى في حب ليلى وهند. الإعراب: "وقائلة": "الواو": واو رب حرف جر شبيه بالزائد، "قائلة": اسم مجرور لفظًا مرفوع على أنه مبتدأ. "ما": حرف استفهام في محل رفع خبر مقدم. "بال": مبتدأ مؤخر. "درسر": مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للضرورة الشعرية. "بعدنا": مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالخبر المحذوف، و"نا": مضاف إليه. "صحا": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة. "قلبه": فاعل و"الهاء" مضاف إليه. "عن آل": جار ومجرور متعلقان بالفعل صحا. "ليلى": مضاف إليه مجرور بالفتحة المقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "وعن هند": "الواو": =

وقوله: "من الكامل": 1001- طَلَبَ الأزَارِقُ بِالكَتَائِبِ إذْ هَوَتْ ... بِشَبِيبَ غَائِلَةُ النُّفُوِسِ غَدُورُ وأبيات أخر. تنبيه: فصل بعض المتأخرين بين ما فيه علمية، فأجاز منعه لوجود إحدى العلتين، وبين ما ليس كذلك فصرفه، ويؤيده أن ذلك لم يسمع إلا في العلم، وأجاز قوم منهم ثعلب وأحمد بن يحيى1 منع صرف المنصرف اختيارًا. "الممنوع من الصرف بالنسبة إلى التكبير والتصغير": خاتمة: قال في شرح الكافية: ما لا ينصرف بالنسبة إلى التكبير والتصغير أربعة أقسام: ما لا ينصرف مكبرًا ولا مصغرًا، وما لا ينصرف مكبرًا وينصرف مصغرًا، وما لا ينصرف

_ = عاطفة، "عن": حرف جر، "هند": اسم مجرور، الجار والمجرور متعلقان بالفعل صحا. وجملة "ما بال دوسر". في محل نصب مفعول به مقول القول. وجملة "صحا": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "دوسر" حيث منعه من الصرف مع أنه ليس فيه إلا علة واحدة وهي العلمية. 1001- التخريج: البيت للأخطل في ديوانه ص197؛ والإنصاف 2/ 493؛ وشرح التصريح 2/ 228؛ والمقاصد النحوية 4/ 362. شرح المفردات: الأزارق: أي الأزارقة، وهم فرقة من الخوارج من أصحاب نافع بن الأزرق. الكتائب: ج الكتيبة، وهي القطعة من الجيش، أو جماعة من الخيل المغيرة. هوت: سقطت. شبيب: هو ابن يزيد من بني مرة، وأحد الثائرين على بني أمية. غائلة: شر. المعنى: يقول: إنه طلب الأزارقة بجيشه القوي، وفتك بهم عندما غزت الشرور قلب قائدهم شبيب. الإعراب: "طلب": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "الأزارق": مفعول به منصوب. "بالكتائب": جار ومجرور متعلقان بـ"طلب". "إذ": ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق بـ"طلب". "هوت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "بشبيب": الباء حرف جر، "شبيب": اسم مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف ضرورة لعدم وجود غير العلمية فيه. "غائلة": فاعل "هوت"، وهو مضاف. "النفوس": مضاف إليه مجرور. "غدور": نعت "غائلة" مرفوع بالضمة. وجملة "طلب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هوت ... " في محل جر بالإضافة. الشاهد فيه قوله: "بشبيب" حيث منعه من الصرف، ومن حقه أن يصرف، وذلك للضرورة الشعرية. 1 كذا، وأحمد بن يحيى هو ثعلب نفسه.

مصغرًا وينصرف مكبرًا، وما يجوز فيه الوجهان مكبرًا ويتحتم منعه مصغرًا. فالأول: نحو بعلبك وطلحة وزينب وحمراء وسكران وإسحق وأحمر ويزيد، مما لا يعدم سبب المنع في تكبير ولا تصغير. والثاني: نحو عمر وشمر وسرحان وعلقى وجنادل أعلامًا مما يزول بتصغيره سبب المنع، فإن تصغيرها عمير وشمير وسريحين وعليق وجنيدل بزوال مثال العدل ووزن الفعل وألفي سرحان وعلقى وصيغة منتهى التكسير. والثالث: نحو تحلئ وتوسط وترتب وتِهبِّط أعلامًا مما يتكمل فيه بالتصغير سبب المنع فإن تصغيرها تحيلئُ وتويسط وتريتب وتهيبط على وزن مضارع بيطر، فالتصغير كمل لها سبب المنع، فمنعت من الصرف فيه دون التكبير، فلو جيء في التصغير بياء معوَّضة مما حذف تعين الصرف لعدم وزن الفعل. الرابع: نحو هند وهنيدة فلك فيه مكبرًا وجهان وليس لك فيه مصغرًا إلا منع الصرف، والله أعلم.

إعراب الفعل

إعرابُ الفعلِ: 676- "ارفعْ مُضَارعًا إذا يُجرَّدُ ... مِن ناصِبٍ وجازمٍ كتَسْعَدُ" يعني أنه يجب رفع المضارع حينئذٍ، والرافع له التجرد المذكور كما ذهب إليه حذاق الكوفيين منهم الفراء، لا وقوعه موقع الاسم كما قال البصريون، ولا نفس المضارعة كما قال ثعلب، ولا حروف المضارع كما نسب للكسائي، واختار المصنف الأول، قال في شرح الكافية: لسلامته من النقض، بخلاف الثاني فإنه ينتقض بنحو: "هلا تفعل" و"جعلت أفعل" و"ما لك لا تفعل"، و"رأيت الذي تفعل"؛ فإن الفعل في هذه المواضع مرفوع مع أن الاسم لا يقع فيها1، فلو لم يكن للفعل رافع غير وقوعه موقع الاسم لكان في هذه المواضع مرفوعًا بلا رافع، فبطل القول بأن رافعه وقوعه موقع الاسم، وصح القول بأن رافعه التجرد، اهـ. ورد الأول بأن التجرد عدمي والرفع وجودي والعدمي لا يكون علة للوجودي. وأجاب الشارح بأنا لا نسلم أن التجرد من الناصب والجازم عدمي، لأنه عبارة عن استعمال المضارع على أول أحواله مخلصًا عن لفظ يقتضي تغييره، واستعمال الشيء والمجيء به على صفة مَا ليس بعدمي.

_ 1 ولا يقع الاسم في المثال الأول لأن حروف التحضيض لا يقع بعدها إلا الفعل، ولا في المثال الثاني. لأن خبر أفعال المقاربة لا يكون إلا فعلًا مضارعًا، ولا في المثال الثالث لأن السماع لم يرد بوقوع الاسم بعد "ما لك"؛ ولا في المثال الرابع لأن الصلة لا تكون إلا جملة خلافًا للكوفيين.

تنبيه: إنما لم يقيد المضارع هنا بالذي لم تباشره نون توكيد ولا نون إناث اكتفاء بتقدم ذلك في باب الإعراب. 677- وبلن انصبه وكي كذا بأن ... لا بعد علم والتي من بعد ظن "وبِلَنِ انْصِبْهُ وَكَي" أي الأدوات التي تنصب المضارع أربع وهي: لن وكي وأن وإذن، وسيأتي الكلام على الأخيرتين. فأما "لن" فحرف نفي تختص بالمضارع، وتخلصه للاستقبال، وتنصبه كما تنصب "لا" الاسم، نحو: "لن أضرب" و"لن أقوم"، فتنتفي ما أثبت بحرف التنفيس ولا تفيد تأييد النفي ولا تأكيده، خلافًا للزمخشري: الأول في أنموذجه والثاني في كشافه، وليس أصلها "لا" فأبدلت الألف نونًا خلافًا للفراء، ولا "لا أن" فحذفت الهمزة تخفيفًا، والألف للساكنين خلافًا للخليل والكسائي. تنبيهات: الأول الجمهور على جواز تقديم معمول معمولها عليها، نحو: "زيدًا لن أضرب"، وبه استدل سيبويه على بساطتها1، ومنع ذلك الأخفش الصغير. الثاني: تأتي "لن" للدعاء كما أتت "لا" كذلك، وفاقًا لجماعة منهم ابن السراج وابن عصفور، من ذلك قوله: "من الخفيف": 1002- لَنْ تَزَالُوا كَذَلِكُمْ ثُمَّ لاَ زِلـ ... ـتُ لَكُمْ خَالِدًا خُلُودَ الجِبَالِ

_ 1 لأنها لو كانت مركبة من "لا" و"أن" المصدرية لبقي لها حكم "أن" المصدرية، و"أن" المصدرية لا يتقدم معمول معمولها عليها خلافًا للفراء. 1002- التخريج: البيت للأعشى في ديوانه ص63؛ والدرر 2/ 42، 4/ 62؛ وشرح شواهد المغني 2/ 684؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص68؛ وشرح التصريح 2/ 230؛ وهمع الهوامع 1/ 111، 2/ 4. المعنى: إنهم خاضعون لك ذاكرون لفضلك أطال الله في عمرك وعمري. الإعراب: لن تزالوا: "لن": حرف نصب، "تزالوا": فعل مضارع ناقص، منصوب بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة و"الواو": ضمير متصل في محل رفع اسمها. كذلكم: "الكاف": حرف جر، و"ذا": اسم إشارة في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف، و"اللام": للبعد و"الكاف": للخطاب و"الميم" للجماعة. ثم لا زلت: "ثم": حرف عطف، و"لا": نافية للدعاء، "زلت": =

وأما: {فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} 1 فقيل ليس منه لأن فعل الدعاء لا يسند إلى المتكلم بل إلى المخاطب أو الغائب، ويرده قوله: "ثم لا زلت لكم". الثالث: زعم بعضهم أنها قد تجزم كقوله: "من الطويل": 1003- "أيادي سبا يا عز ما كنت بعدكم" ... فَلَنْ يَحْلَ لِلعَينَينِ بَعْدَكِ مَنْظَرُ

_ = فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. لكم: جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل خالدًا. خالدًا: خبر "زلت" منصوب بالفتحة. خلود: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الجبال: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وجملة "لن تزالوا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ثم لا زلت": معطوفة لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لن تزالوا ... ثم لا زلت" حيث جاءت "لن" نافية للدعاء، ولذلك عطفت "لا" النافية عليها للدعاء على سبيل عطف الإنشاء. 1 القصص: 17. 1003- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص328؛ وشرح شواهد المغني 2/ 687؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص288. اللغة: أيادي سبأ: مثل عربي ومعناه "مشتت الشمل". المعنى: كنت بعد فراقك يا عزة مشتت الحال مفرق البال، فلم يحل لعيني منظر. الإعراب: أيادي سبا: "أيادي" خبر "كنت" منصوب. سبا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الهمزة المحذوفة. يا عز: "يا": حرف نداء، و"عز": منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف. ما كنت: "ما": زائدة، و"كنت": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسمها. بعدكم: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف، متعلق بـ"أيادي سبا"، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم للجماعة. فلن يحل: "الفاء": استئنافية، "لن": حرف جزم، "يحل": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. للعينين: "اللام": حرف جر، "العينين": اسم مجرور بالياء لأنه مثنى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "يحل": و"النون": عرض عن التنوين في الاسم المفرد. بعدك: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف "والكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والظرف متعلق بـ"يحل". منظر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "يا عز" اعتراضية لا محل لها. وجملة "بعدكم أيادي سبا" ابتدائية لا محل لها. وجملة "فلن يحل منظر": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لن يحل": فقد جزم الفعل بـ"لن شذوذًا".

وقوله: "من المنسرح": 1004- لَنْ يَخِبِ الآنَ مِنْ رَجَائِكَ مَنْ ... حَركَ من دُون بَابِكَ الحَلَقَهْ والأول محتمل للاجتزاء بالفتحة عن الألف للضرورة. وأما "كي" فعلى ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون اسمًا مختصرًا من "كيف" كقوله: "من البسيط": 1005- كَي تَجْنَحُونَ إلَى سِلمٍ وَمَا ثُئِرَتْ ... قَتْلاَكُمُ وَلَظَى الهَيجَاءِ تَضْطَرِمُ

_ 1004- التخريج: البيت لأعرابي في الدرر 4/ 36؛ وشرح شواهد المغني 2/ 688؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 336؛ وهمع الهوامع 2/ 4. اللغة: الخيبة: الخسران. الحلقة: حديدة مستديرة توضع على الباب ليقرع بها الطارق أو الزائر. المعنى: إن من يقف ببابك لا يمكن أن يعود خائبًا من عطائك. الإعراب: لن يخب: "لن" حرف جزم "يخب": فعل مضارع مجزوم بـ"لن" وعلامة جزمه السكون وحرك منعًا لالتقاء الساكنين. الآن: ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب، متعلق بالفعل يخب. من رجائك: جار ومجرور متعلقان بالفعل يخب، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، و"رجاء": مضاف. من: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. حرك: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. "الفاعل": ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. من دون: "من": حرف جر، و"دون": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ"حرك"، وهو مضاف. بابك: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الحلقة: مفعول به منصوب بالفتحة وسكن لضرورة الشعر. وجملة "لن يخب" ابتدائية لا محل لها. وجملة "حرك" صلة الموصول لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لن يخب" حيث جزم الفعل بـ"لن"، شذوذًا، وذلك للدعاء. 1005- التخريج: البيت بلا نسبة في الجنى الداني ص265؛ وجواهر الأدب ص233؛ وخزانة الأدب 7/ 106؛ والدرر 3/ 135؛ وشرح شواهد المغني 1/ 507، 2/ 557؛ والمقاصد النحوية 4/ 378؛ وهمع الهوامع 1/ 214. اللغة: ثئرت قتلاكم: قتلتم مقابلها. اللظى: اللهب الخالص. الهيجاء: الحرب. تضطرم: تلتهب. المعنى: كيف ترضون سلمًا، وما زالت نيران الحرب ملتهبة، ودماء قتلاكم لم تجف، ولم تأخذوا بثأرهم. الإعراب: كي: اسم استفهام مبني على الفتح المقدر على الفاء المحذوفة في محل نصب حال. تجنحون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع. =

والثاني: أن تكون بمنزلة لام التعليل معنى وعملًا، وهي الداخلة على ما الاستفهامية في قولهم في السؤال عن العلة: "كيمه"؟ بمعنى: لمه، وعلى "ما" المصدرية كما في قوله: إذَا أنْتَ لَمْ تَنْفَعْ فَصرَّ فَإنَّمَا ... يُرْجَّى الفَتَى كَيمَا يَضُر وَيَنْفَع1 وقيل: "ما" كافة، وعلى "أن" المصدرية مضمرة، نحو: "جئت كي تكرمني" إذا قدرت النصب بـ"أن"، ولا يجوز إظهار أن بعدها، وأما قوله: "من الطويل": "فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك" كيما أن تغر وتخدعا2 فضرورة. الثالث: أن تكون بمنزلة "أن" المصدرية معنى وعملا وهو مراد الناظم، ويتعين ذلك في الواقعة بعد اللام وليس بعدها "أن" كما في نحو: {لِكَيْلا تَأْسَوْا} 3، ولا يجوز أن تكون حرف جر لدخول حرف الجر عليها، فإن وقع بعدها "أن"، كقوله: "من الطويل": 1006- أَرَدْتَ لِكَيمَا أنْ تَطِيرَ بِقرْبَتِي ... "فتتركها شنا ببيداء بلقع"

_ = فاعل. إلى سلم: جار ومجرور متعلقان بـ"تجنحون". وما: "الواو": حالية، "ما": نافية. ثئرت: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، و"التاء": للتأنيث. قتلاكم: نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"كم": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ولظى: "الواو": حالية، "لظى": مبتدأ مرفوع بالضمة. الهيجاء: مضاف إليه مجرور بالكسرة. تضطرم: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". وجملة "كيف تجنحون": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وما ثئرت": في محل نصب حال. وجملة "لظى الهيجاء تضطرم": في محل نصب حال. وجملة "تضطرم": في محل رفع خبر "لظى". والشاهد فيه قوله: "كي": حيث جاءت اسمًا مختصرًا من "كيف". 1 تقدم بالرقم 521. 2 تقدم بالرقم 522. 3 الحديد: 23. 1006- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 580؛ والجنى الداني 265؛ وجواهر الأدب 232؛ وخزانة الأدب 1/ 16، 8/ 481، 484، 485، 486، 487؛ ورصف المباني 216، 316؛ وشرح التصريح 2/ 231؛ وشرح شواهد المغني 1/ 508؛ وشرح المفصل 9/ 16، 7/ 19؛ ومغني اللبيب 1/ 182؛ والمقاصد النحوية 4/ 405. شرح المفردات: القربة: جلد ماعز أو نحوه يتخذ للماء. شنا: القربة البالية: البلقع: الخالي. =

احتمل أن تكون مصدرية مؤكدة بأن، وأن تكون تعليلية مؤكدة للام، ويترجح هذا الثاني بأمور. الأول: أنّ "أن" أمّ الباب، فلو جعلت مؤكدة لـ"كي" لكانت "كي" هي الناصبة؛ فيلزم تقديم الفرع على الأصل. الثاني: ما كان أصلًا في بابه لا يكون مؤكدًا لغيره. الثالث: أن "أن" لاصقت الفعل فترجح أن تكون هي العاملة، ويجوز الأمران في نحو: "جئت كي تفعل"، {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً} 1، فإن جعلت جارة كانت "أن" مقدرة بعدها وإن جعلت ناصبة كانت اللام مقدرة قبلها. تنبيهات: الأول: ما سبق من أن "كي" تكون حرف جر ومصدرية هو مذهب سيبويه وجمهور البصريين، وذهب الكوفيون إلى أنها ناصبة للفعل دائمًا وتأوّلوا "كيمه" على تقدير: كي تفعل ماذا، ويلزمهم كثرة الحذف، وإخراج "ما" الاستفهامية عن الصدر، وحذف ألفها في غير الجر، وحذف الفعل المنصوب مع بقاء عامل النصب، وكل ذلك لم

_ = المعنى: يقول: لقد ذهبت بقربتي بعيدًا وتركتها ممزقة بالية في صحراء خالية من الناس. الإعراب: "أردت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "لكيما": اللام حرف جر وتعليل، "كي": حرف تعليل مؤكد للام، "ما": زائدة. "أن": حرف مصدرية ونصب، وقد تكون مؤكدة لـ"كي" إذا اعتبرت حرف مصدر. "تطير": فعل مضارع منصوب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أردت". "بقربتي": جار ومجرور متعلقان بـ"تطير"، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "فتتركها": الفاء حرف عطف، "تتركها" فعل مضارع منصوب، لأنه معطوف على "تطير"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره. "أنت"، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به. "شنا": حال منصوب. "ببيداء": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت "شنا": "بلقع": نعت "بيداء" مجرور بالكسرة. وجملة: "أردت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بيداء" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "تتركها" معطوفة على جملة "تطير". والشاهد فيه قوله: "لكيما أن" فإن "كي" هنا يجوز أن تكون مصدرية فتكون "أن" مؤكدة لها، وذلك بسب تقدم اللام الدالة على التعليل التي يشترط وجودها أو تقديرها الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. قبل "كي" المصدرية، ويحتمل أن تكون "كي" تعليلية مؤكدة للام، فيكون السابك هو "أن" وحدها. ولولا "أن": لوجب أن تكون "كي" مصدرية، ولولا وجود اللام لوجب أن تكون "كي" تعليلية. 1 الحشر: 7.

يثبت، ومما يرد قولهم قوله "من الطويل": 1007- فأوقدت ناري كي ليبصر ضوؤها ... "وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله" وقوله "من المديد": 1008- كي لتقضيني رقية ما ... وعدتني غير مختلس

_ 1007- التخريج: البيت لحاتم الطائي في ديواه ص278؛ وشرح شواهد المغني 1/ 509؛ والمقاصد النحوية 4/ 406؛ وللنمري أو لرجل من باهلة في شرح الحماسة للمرزوقي ص1697؛ وبلا نسبة في مجالس ثعلب ص349. المعنى: أشعلت نارًا كي يرى المحتاجون ضوءها ليلا فيأتون إلي، وجعلت كلبي ينبح خارج البيت ليسمع الناس صوته فيهتدون به إلي. الإعراب: وأوقدت: "الواو": للعطف"، "أوقدت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. ناري: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كي: حرف تعليل وجر. ليبصر: "اللام": حرف جر وتعليل زائد للتوكيد، "يبصر": فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، مبني للمجهول. ضوؤها: نائب فاعل مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وأخرجت: "الواو": للعطف، "أخرجت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. كلبي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. كلبي: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء، و"الياء" ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وهو: "الواو": حالية، "هو". ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. في البيت: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. داخله: خبر ثان مرفوع بالضمة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والمصدر المؤول من "أن" المقدرة. والفعل "يبصر" مجرور بـ"كي" والجار والمجرور متعلقان بـ"أوقدت". وجملة "وأوقدت ناري": معطوفة على جملة "ناديت نحوه" في بيت سابق، لا محل لها. وجملة "أن يبصر": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "وأخرجت": معطوفة على جملة "وأوقدت" لا محل لها. وجملة "وهو في البيت": في محل نصب حال. والشاهد فيه قوله: "كي ليبصر" حيث أكد "كي" بـ"لام التعليل". 1008- التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في خزانة الأدب 8/ 488، 490؛ والدرر 1/ 170؛ وشرح التصريح 2/ 231؛ والمقاصد النحوية 4/ 379؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 53. شرح المفردات: تقضي: تنجز. المعنى: يتمنى الشاعر لو تنجز رقية وعدها من غير إخلاف. الإعراب: "كي": حرف تعليل. "لتقضيني": اللام حرف جر وتعليل "تقضيني" فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة. والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به أول. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بلفظ في بيت سابق. "رقية": فاعل مرفوع =

لأن لام الجر لا تفصل بين الفعل وناصبه، وذهب قوم إلى أنها حرف جر دائمًا، ونقل عن الأخفش. الثاني: أجاز الكسائي تقديم معمول معمولها عليها نحو: "جئت النحو كي أتعلم"، ومنعه الجمهور. الثالث: إذا فصل بين "كي" والفعل لم يبطل عملها، خلافًا للكسائي، نحو: "جئت كي فيك أرغب"، والكسائي يجيزه بالرفع لا بالنصب، قيل: والصحيح أن الفصل بينها وبين الفعل لا يجوز في الاختيار. الرابع: زعم الفارسي أن أصل "كما" في قوله "من الطويل": 1009- وَطَرْفُكَ إمَّا جِئتَنَا فَاحْبِسَنَّهُ ... كَمَا يَحْسبُوا أن الهَوَى حيثُ تَنْظُرُ

_ = بالضمة، "ما": اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به ثان. "وعدتني": فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "غير": حال منصوب، وهو مضاف "مختلس": مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة: "تقضيني ... " صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وعدتني" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "كي لتقضيني" حيث وقعت اللام بعد "كي"، وذلك دليل على أنها قد لا تكون مصدرية، والفعل المضارع الذي بعد اللام منصوب بـ"أن" مضمرة، وعلامة نصبة الفتحة المقدرة على الياء إجراء للفتحة مجرى الضمة. 1009- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص101؛ وخزانة الأدب 5/ 320؛ والدرر 4/ 70؛ ولجميل بثينة في ديوانه ص90؛ ولعمر أو لجميل في شرح شواهد المغني 1/ 498؛ وللبيد أو لجميل في المقاصد النحوية 4/ 407؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص483؛ وجواهر الأدب ص223؛ وخزانة الأدب 8/ 502، 10/ 224؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص483؛ وجواهر الأدب ص223؛ وخزانة الأدب 8/ 502، 10/ 224؛ ورصف المباني ص214؛ ومجالس ثعلب ص154؛ ومغني اللبيب 1/ 177؛ وهمع الهوامع 2/ 6. اللغة: الطرف: العين: اصرفنه: حوله إلى جهة أخرى غير جهتنا. المعنى: ابعد نظرك عنا ولا تجعل عيونك ترقبنا، وانظر إلى غيرنا، حتى يظن الناس أن محبوبك يجلس حيث تنظر. الإعراب: "وطرفك": "الواو": بحسب ما قبلها، "طرف": مفعول به لفعل محذوف تقديره "صرف"، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "إما": مؤلفة من إن الشرطية وما الزائدة. "جئتنا": فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، وهو في محل جزم فعل =

"كيما" فحذفت الياء، ونصب بها، وذهب المصنف إلى أنها كاف التشبيه كفت بـ"ما"، ودخلها معنى التعليل فنصبت، وذلك قليل، وقد جاء الفعل بعدها مرفوعًا في قوله "من الرجز": 1010- لا تشتم الناس كما لا تشتم الخامس: إذا قيل: "جئت لتكرمني" فالنصب بـ"أن" مضمرة، وجوز أبو سعيد كون

_ = الشرط. "فاصرفنه": الفاء": الرابطة لجواب الشرط، "اصرفنه": فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون لا محل لها من الإعراب. والفاعل: ضمير مستتر تقديره أنت. و"الهاء": ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. "كيما": "كي": حرف مصدرية ونصب وما زائدة. "يحسبوا": فعل مضارع منصوب بحذف النون، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من "كي" وما بعدها في محل جر باللام المحذوفة. والجار والمجرور متعلقان بـ"اصرف". "أن": حرف مشبه بالفعل. "الهوى": اسمها منصوب. "حيث": مفعول فيه مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر أن "تنظر": فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سد مسد مفعولي "يحسب". وجملة "اصرف طرفك": بحسب ما قبلها، وجملة "إما جئتنا فاصرفنه" الشرطية استئنافية لا محل لها، وجملة "فاصرفنه": جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. وجملة "يحسبوا": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "تنظر": في محل جر بالإضافة. والشاهد فيه قوله: "كما يحسبوا" مجيء كما مثل كيما وجواز نصب المضارع بعدها على تقدير أن "ما" زائدة غير كافة. 1010- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص183؛ وجواهر الأدب ص131؛ وخزانة الأدب 8/ 500، 501، 503، 10/ 213، 224؛ والدرر 4/ 211؛ والكتاب 3/ 116؛ والمقاصد النحوية 4/ 409؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص484؛ ورصف المباني ص214؛ واللمع في العربية ص58، 59، 154؛ وهمع الهوامع 2/ 38. المعنى: لا تشتم الناس لعلك لا تشتم إن لم تشتمهم. الإعراب: لا: ناهية. تشتم: فعل مضارع مجزوم، وحرك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". الناس: مفعول به منصوب. كما "الكاف": نائب مفعول مطلق، وهو مضاف، والمصدر المؤول من "ما" والفعل "تشتم" مضاف إليه. لا: نافية. تشتم: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، و"نائب الفاعل": ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: "أنت". وجملة "لا تشتم": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تشتم": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "كما لا تشتم" حيث أبطل عمل "كي" لاتصالها بـ"ما" الكافة، فرفع الفعل بعدها ومنهم من يجيز النصب.

فهرس محتويات الجزء الثالث من شرح الأشموني

فهرس محتويات الجزء الثالث من شرح الأشموني: البدل 3 تعريفه 3 أنواع البدل النداء 15 لغات لفظ النداء 15 حروف النداء وموضعها 22 أحوال نصب المنادى 32 فصل: تابع المنادى وأحواله 38 حكم المنادى المكرر المضاف ثاني لفظيه المنادى المضاف إليه ياء المتكلم 40 المنادى المضاف إلى ياء المتكلم 43 لغات نداء "أب" و"أم" مضافين للياء أسماء لازمت النداء 45 أسماء لازمت النداء 46 يا فَعال 48 يا فُعَلُ الاستغاثة 50 الاستغاثة

الندبة 57 حقيقة المندوب وحكمه 58 ما يجوز ندبته وما لا يجوز 59 ألف الندبة 60 زيادة هاء السكت في آخر المندوب 61 ندبة المضافة لياء المتكلم الترخيم 62 حقيقة الترخيم وأنواعه 73 ترخيم الاسم المركب 74 لغة من ينتظر الاختصاص 81 حقيقته والفرق بينه وبين النداء 82 أنواع الاسم المخصوص التحذير والإغراء 84 التحذير والإغراء أسماء الأفعال والأصوات 91 حقيقة اسم الفعل 97 اسم الفعل المنقول وغير المنقول 100 عمل اسم الفعل نونا التوكيد 108 نونا التوكيد ما لا ينصرف 133 حقيقة الصرف واختلاف العلماء فيه 135 علل منع الصرف 136 الألف والنون الزائدتان 138 الوصفية ووزن الفعل 142 الوصفية والعدل 145 صيغة منتهى الجموع

150 حكم ما سمي به صيغ منتهى الجموع 151 العلمية والتركيب المزجي 152 أنواع المركبات وحكم كل نوع منها 152 العلمية وزيادة الألف والنون 154 العلمية والتأنيث 156 العلمية والعجمة 158 العلمية ووزن الفعل 161 العلمية وألف الإلحاق المقصورة 162 العلمية والعدل 170 الاسم المنقوص الممنوع من الصرف 172 حرف الممنوع من الصرف 176 الممنوع من الصرف بالنسبة إلى التكبير والتصغير إعراب الفعل 178 إعراب الفعل عوامل الجزم 229 عوامل الجزم فصل "لو" 278 فصل "لو" أما، ولولا، ولوما 296 أما، ولولا، ولوما الإخبار بـ"الذي" والألف واللام 307 الإخبار بـ"الذي" والألف واللام العدد 314 العدد كم، وكأين، وكذا 332 كم، وكأين، وكذا الحكاية 344 الحكاية

التأنيث 350 التأنيث المقصور والممدود 359 المقصور والممدود كيفية تثنية الممدود والمقصور وجمعهما تصحيحًا 367 كيفية تثنية الممدود والمقصور وجمعهما تصحيحًا جمع التكسير 378 جمع التكسير التصغير 414 التصغير النسب 433 التغيرات في النسب 438 النسبة إلى ما آخره ياء مشددة 439 النسبة إلى ما ألحق به علامة تثنية أو جمع 440 النسبة إلى فَعِيلة وفُعَيلة وفَعِيل وفُعَيل 443 النسبة إلى ما ختم بألف ممدودة 444 النسبة إلى المركب 448 النسبة إلى الثلاثي المحذوف اللام 450 النسبة إلى الثنائي 451 النسبة إلى الجمع

المجلد الرابع

المجلد الرابع تابع القسم الثاني: شرح الأشموني على ألفية بن مالك المسمى "منهج المسالك إلى ألفية بن مالك" الوقف ... بسم الله الرحمن الرحيم الوَقْفُ: [وما يلزمه من تغييرات] 881- تَنْوِيناً أثْرَ فَتْحٍ اجْعَلْ أَلِفَا ... وَقْفَاً وَتِلْوَ غَيْرِ فَتْحٍ احْذِفَا الوقف قطع النطق عند آخر الكلمة، والمراد هنا الاختياري، وهو غير الذي يكون استثباتاً، وإنكاراً، وتذكراً، وترنما. وغالبه يلزمه تغييرات، وترجع إلى سبعة أشياء: السكون، والروم، والإشمام، والإبدال، والزيادة، والحذف، والنقل، وهذه الأوجه مختلفة في الحسن والمحل، وستأتي مفصلة. [الوقف على المنون] واعلم أن في الوقف على المنون ثلاث لغات: الأولى: وهي الفصحى، أن يوقف عليه بإبدال تنوينه ألفاً إن كان بعد فتحة، وبحذفه إن كان بعد ضمة أو كسرة بلا بدل، تقول: رأيت زيدا، وهذا زيد، ومررت بزيد. والثانية: أن يوقف عليه بحذف التنوين وسكون الآخر مطلقاً، ونسبها المصنف إلى ربيعة. والثالثة: أن يوقف عليه بإبدال التنوين ألفاً بعد الفتحة، وواواً بعد الضمة، وياء بعد الكسرة، ونسبها ال

تنبيهات: الأول: شمل قوله "اثر فتح" فتحة الإعراب، نحو: "رأيت زيدا، وفتحة البناء نحو: "أيها" و"ويها"، فكلا النوعين يبدل تنوينه ألفا على المشهور. الثاني: يستثنى من المنون المنصوب ما كان مؤنثا بالتاء، نحو: قائمة؛ فإن تنوينه لا يبدل، بل يحذف، وهذا في لغة من يقف بالهاء وهي الشهيرة، وأما من يقف بالتاء فبعضهم يجريها مجرى المحذوف؛ فيبدل التنوين ألفا؛ فيقول: "رأيت قائمتا"، وأكثر أهل هذه اللغة يسكنها لا غير. الثالث: المقصور المنون يوقف عليه بالألف، نحو: "رأيت فتى"، وفي هذه الألف ثلاثة مذاهب؛ الأول: أنها بدل من التنوين في الأحوال الثلاث، واستصحب حذف الألف المنقلبة وصلا ووقفا، وهو مذهب أبي الحسن والفراء والمازني، وهو المفهوم من كلام الناظم هنا؛ لأنه تنوين بعد فتحة، والثاني: أنها الألف المنقلبة في الأحوال الثلاث، وأن التنوين حذف؛ فلما حذف عادت الألف، وهو مروي عن أبي عمرو والكسائي والكوفيين، وإليه ذهب ابن كيسان والسيرافي، ونقله ابن الباذش عن سيبويه والخليل، وإليه ذهب المصنف في الكافية، قال في شرحها: ويقوي هذا المذهب ثبوت الرواية بإمالة الألف وقفا والاعتداد بها رويا، وبدل التنوين غير صالح لذلك، ثم قال: ولا خلاف في المقصور غير المنون أن لفظه في الوقف كلفظه في الوصل، وأن ألفه لا تحذف إلا في ضرورة، كقول الشاعر1 [من الرمل] : 1196- [وقَبِيلٌ من لُكَيزٍ شاهدٌ] ... رَهْطُ ابنِ مَرْجُومٍ وَرَهْطُ ابنِ المُعَلْ

_ 1 في طبعة محيي الدين عبد الحميد: "الراجز" وفيه "رهط ابن مرجوم"، وهذا تحريف. 1196- التخريج: البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص199؛ والأشباه والنظائر 1/ 272؛ والخصائص 2/ 293؛ والدرر 6/ 245؛ وشرح شواهد الإيضاح ص320؛ وشرح شواهد الشافية ص207؛ والكتاب 4/ 188؛ ولسان العرب 12/ 229 "رجم"؛ المقاصد النحوية 4/ 548؛ والممتع في التصريف 2/ 622؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص466؛ والدرر 6/ 298؛ وصف المباني ص36؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 522، 728؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 285، 303، 308؛ والمحتسب 1/ 342؛ والمقرب 2/ 39؛ وهمع الهوامع 2/ 157. اللغة: القبيل: القبيلة. لكيز: ابن أفصى بن عبد قيس. شاهد: حاضر. الرهط: القوم. مرجوم: لقب الرجل اسمه لبيد فاخر رجلا عند النعمان، فقال له النعمان: رجمك بالشرف. ابن المعل: هو ابن المعلى قصره للضروروة. الإعراب: وقبيل: "الواو": بحسب ما قبلها، "قبيل": مبتدأ. من لكيز: جار ومجرور متعلقان

أراد ابن المعلى. انتهى. ومثال الاعتداد بها رويا قول الراجز: 1197- إنكَ يا بنَ جَعْفَرَ نِعْمَ الْفَتَى ... [ونعم مأوى طارق إذا أتى] إلى قوله: وَرُبَّ ضَيْفٍ طَرَقَ الْحَيَّ سُرًى ... [صَادَفَ زادًا وحديثًا ما اشتهَى] 1

_ = بمحذوف نعت "قبيل". شاهد: خبر المبتدأ. رهط: بدل من "قبيل"، وهو مضاف. مرجوم: مضاف إليه مجرور. ورهط ابن المعل: معطوف على "رهط ابن مرجوم" وتعرب إعرابها. وجملة "قبيل شاهد": ابتدائية لا محل لها. الشاهد في قوله: "ابن المعل" حيث قصره بحذف التشديد والألف في الوقف، وأصله: "ابن المعلَّى". وهذا القصر للضرورة الشعرية وهو شاذ. 1197- التخريج: الرجز للشماخ في ديوانه ص464-465؛ والمقاصد النحوية 4/ 546. اللغة: المأوى: الملجأ. الطارق: الزائر ليلا. سرى: سار ليلا. الإعراب: إنك حرف مشبه بالفعل، و"الكاف" ضمير في محل نصب اسم "إن". يا: حرف نداء. ابن: منادى مضاف منصوب. جعفر: مضاف إليه. نِعْمَ: فعل ماض لإنشاء المدح. الفتى: فاعل مرفوع. ونعم: "الواو": حرف عطف، "نعم": فعل ماض لإنشاء المدح. مأوى: فاعل مرفوع، وهو مضاف. طارق: مضاف إليه. إذا ظرف زمان متعلق بالفعل "نعم". أتى: فعل ماض، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". ورب: "الواو": حرف عطف "رب": حرف جر شبيه بالزائد. طيف: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. طرق: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". الحي: مفعول به منصوب. سرى: حال منصوبة "أي سائر ليلا". صادف: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". زادا: مفعول به. وحديثا "الواو": حرف عطف، "حديثا": معطوف على "زادا" منصوب. "ما" اسم موصول بدل من "زادا"، يمكن أن تكون زائدة. اشتهى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وجملة "إنك نعم الفتى": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نعم الفتى": في محل رفع خبر "إن". وجملة "نعم مأوى": معطوفة على سابقتها. وجملة "أتى": في محل جر بالإضافة. وجملة "رب طيف ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "طرق الحي": في محل رفع نعت المبتدأ "طيف". وجملة "صادف ... ": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "اشتهى": في محل نصب صفة لـ"زادا" أو "حديثا"، أو صلة الموصول لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "سرى" حيث نونه، وهو مقصور، المقصور المنون يوقف عليه بالألف، وقوله "ما اشتهى" حيث المراد "ما اشتهاه" فحذف "الهاء" التي هي المفعول به، مع إرادتها للضرورة الشعرية. 1 في المقاصد النحوية 4/ 547: "الاستشهاد فيه في قوله: "سرى" فإنه منون وهو مقصور، والمقصور المنون يوقف عليه بالألف، نحو: "رأيت فتى"، وفي هذه الألف ثلاثة مذاهب: الأول أنها بدل من التنوين في الأحوال الثلاث وهو مذهب أبي الحسن والفراء والمازني أنها الألف المنقلبة في الأحوال الثلاث وأن التنوين حذف، فلما عادت الألف وهو مذهب الكوفيين وروي عن أبي عمرو والكسائي وإليه ذهب ابن كيسان والسيراف وابن مالك في الكافية. وقال في شرحها: ويقوي هذا المذهب ثبوت الرواية بإمالة الألف وقفا، والاعتداد بها روِيًّا ... ".

والثالث اعتباره بالصحيح؛ فالألف في النصب بدل من التنوين، وفي الرفع والجر بدل من لام الكلمة، وهذا مذهب سيبويه فيما نقله أكثرهم، قيل: وهو مذهب معظم النحويين، وإليه ذهب أبو علي في غير التذكرة، وذهب في التذكرة إلى موافقة المازني. [الوقف على هاء الضمير] : 882- " وَاحْذِفِ لِوَقْفٍ فِي سِوَى اضْطِرَارِ ... صِلَةَ غَيْرِ الْفَتْحِ في الإضْمَارِ يعني إذا وقف على هاء الضمير؛ فإن كانت مضمومة أو مكسورة حذفت صلتها ووقف على الهاء ساكنة، تقول: لَهْ وبِهْ، بحذف الواو والياء، وإن كانت مفتوحة نحو: رأيتُهَا وقف على الألف ولم تحذف، واحترز بقوله "في سوى اضطرار" من وقوع في الشعر، وإنما يكون ذلك آخر الأبيات، وذكر في التسهيل أنه قد يحذف ألف ضمير الغائبة منقولا فتحة إلى ما قبله، اختيارا كقول بعض طيئ: "والكرامة ذاتِ أكرمَكُمُ اللهِ بِهْ" يريد "بِهَا"، واستشكل قوله: "اختيارا" فإنه يقتضي جواز القياس عليه، وهو قليل. [الوقف على "إذا"] : 883- " وأشْبَهَتْ إذَا منوَّنًا نُصِبْ ... فألفًا في الوقْفِ نُونُها قُلِبْ اختلف في الوقف على "إذا"؛ فذهب الجمهور إلى أنه يوقف عليها بالألف لشبهها بالمنون المنصوب، وذهب بعضهم إلى أنه يوقف عليها بالنون لأنها بمنزلة "أنْ"، ونقل عن المازني والمبرد، واختلف في رسمها على ثلاثة مذاهب؛ أحدها: أنها تكتب بالألف، قيل: وهو الأكثر، وكذلك رسمت في المصحف، والثاني: أنها تكتب بالنون، قيل: إليه ذهب

المبرد والأكثرون، وصححه ابن عصفور، وعن المبرد: أشتهى أن أكوي يد من يكتب "إذن" بالألف، لأنها مثل "أن" و"لن"، ولا يدخل التنوين في الحروف، والثالث: التفصيل فإن ألغيت كتبت بالألف لضعفها، وإن أعملت كتبت بالنون لقوتها، قاله الفراء، وينبغي أن يكون هذا الخلاف مفرعا على قول من يقف بالألف، وأما من يقف بالنون فلا وجه لكتابتها عنده بغير النون. [الوقف على الاسم المنقوص] : 884- " وَحَذْفُ يَا المَنْقُوص ذِي التنْوِينِ -مَا ... لَمْ يُنْصَبَ- أوْلَى مِنْ ثُبُوتٍ فَاعْلَمَا 885- وَغَيْرُ ذِي التَّنْوِينِ بِالعَكْسِ، وَفي ... نَحْو مُرٍ لُزُومُ رَدِّ الْيَا اقتُفِي أي: إذا وقف على المنقوص المنون؛ فإن كان منصوبا أبدل من تنوينه ألف، نحو: "رأيت قاضيا"، وإن كان غير منصوب فالمختار الوقف عليه بالحذف؛ فيقال: "هذا قاضٍ"، و"مررت بقاضٍ"، ويجوز الوقف عليه برد الياء، كقراءة ابن كثير: "وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادِي"1، و"مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالي"2، و"مَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقي"3، ومحل ما ذكر إذا لم يكن المنقوص محذوف العين؛ فإن كان تعين الرد كما سيأتي في قوله "وفي نحو مر لزوم رد اليا اقتفى". وأما غير المنون فقد أشار إليه بقوله: "وغير ذي التنوين بالعكس" أي: المنقوص غير المنون بالعكس من المنون؛ فإثبات الياء فيه أولى من حذفها، وليس الحذف مخصوصا بالضرورة، خلافا لبعضهم، وقد دخل تحت قوله: "غير ذي التنوين" أربعة أشياء: الأول: المقرون بـ "أل"، وهو إن كان منصوبا فهو كالصحيح، نحو: "رأيت القاضي"، فيوقف عليه بإثبات الياء وجها وحدا، وإن كان مرفوعا أو مجرورا فكما ذكر؛ فالمختار "جاء القاضي"، و"مررت بالقاضي" بالإثبات، ويجوز "القاض" بالحذف.

_ 1 الرعد: 7. 2 الرعد: 11. 3 النحل: 96.

والثاني: ما سقط تنوينه للنداء، نحو: "يا قاض" فالخليل يختار فيه الإثبات، ويونس يختار فيه الحذف، ورجح سيبويه مذهب يونس؛ لأن النداء محل حذف، ولذلك دخل فيه الترخيم، ورجح غيره مذهب الخليل؛ لأن الحذف مجاز، ولم يكثر فيرجع بالكثرة. والثالث: ما سقط تنوينه لمنع الصرف، نحو: "رأيت جواري" نصبا؛ فيوقف عليه بإثبات الياء كما تقدم في المنصوب. والرابع: ما سقط تنوينه للإضافة، نحو: "قاضي مكة" فإذا وقف عليه جاز فيه الوجهان الجائزان في المنون، قالوا: لأنه لما زالت الإضافة بالوقف عليه عاد إليه ما ذهب بسببها وهو التنوين، فجاز فيه ما جاز في المنون. فقد بان لك أن كلام الناظم معترض من وجهين؛ أحدهما: أن عبارته شاملة لهذه الأنواع الأربعة، وليس حكمها واحدا، والآخر أنه لم يستثن المنصوب وهو متعين الإثبات كما ذكر ذلك في الكافية. "وَفي نَحْو مُرٍ لُزُومُ رَدِّ الْيَا اقتُفِي" يعني إذا كان المنقوص محذوف العين، نحو: "مر" اسم فاعل من "أرأى"1 يرئي أصله مرئي على وزن مفعل، فأُعِلَّ إعلال "قاض" وحذفت عينه وهي الهمزة بعد نقل حركتها، فإنه إذا وقف عليه لزم رد الياء، وإلا لزوم بقاء الاسم على أصل واحد وهو الراء، وذلك إجحاف بالكلمة، ومثله في ذلك محذوف الفاء كَيَفِ عَلَمًا فتقول: هذا مُرِي ويَفِي، ومررت بمُرِي ويَفِي. [الوقف على المتحرك] : 886- " وَغَيْرَهَا التَّأنِيْثِ منْ مُحَركِ سَكِّنْهُ ... أوْ قِفْ رَائِمَ التَّحَرُّكِ 887- أو أشْمِمِ الضَّمَّةَ، أَوْ قِفْ مُضْعِفَا ... مَا لَيْسَ هَمْزَاً أَوْ عَلِيْلاً إنْ قَفَا 888- مُحَرَّكًا، وَحَرَكَاتٍ انْقُلاَ ... لِسَاكِنٍ تَحْرِيكُهُ لَنْ يُحْظَلاَ

_ 1 هذا هو الأصل في هذا الفعل، وهذا الأصل غير مستعمل، والمستعمل: أرى يرى.

في الوقف على المتحرك خمسة أوجه: الإسكان، والروم، والإشمام، والتضعيف، والنقل، ولكل منها حد وعلامة. فالإسكان: عدم الحركة، وعلامته "خ" فوق الحرف، وهي الخاء من "خف" أو "خفيف". والإشمام: ضم الشفتين بعد الإسكان في المرفوع والمضموم، للإشارة للحركة من غير صوت، والغرض به الفرق بين الساكن والمسكن في الوقف، وعلامته نقطة قدام الحرف هكذا. والروم: وهو أن تأتي بالحركة مع إضعاف صوتها، والغرض به هو الغرض بالإشمام، إلا أنه أتم في البيان من الإشمام؛ فإنه يدركه الأعمى والبصير، والإشمام لا يدركه إلا البصير؛ ولذلك جعلت علامته في الخط أتم، وهو خط قدام الحرف هكذاـ. والتضعيف: تشديد الحرف الذي يوقف عليه، والغرض به الإعلام بأن هذا الحرف متحرك في الأصل، والحرف المزيد للوقف هو الساكن الذي قبله وهو المدغم، وعلامته شين فوق الحرف، وهو الشين من "شديد". والنقل: تحويل الحركة إلى الساكن قبلها، والغرض إما بيان حركة الإعراب، أو الفرار من التقاء الساكنين، وعلامته عدم العلامة، وسيأتي تفصيل ذلك. فإن كان المتحرك هاء التأنيث لم يوقف عليها إلا بالإسكان، وليس لها نصيب في غيره، ولذلك قدم استثناءها، وإن كان غيرها جاز أن يوقف عليها بالإسكان وهو الأصل، والروم مطلقا، أعني في الحركات الثلاث، يحتاج فلي الفتحة إلى رياضة لخفة الفتحة، ولذلك لم يجزه أكثر القراء في المفتوح، ووافقهم أبو حاتم. ويجوز الإشمام والتضعيف والنقل، لكن بالشروط الآتية، وقد أشار إلى الإشمام بقوله: "أو أشمم الضمة" أي: إعرابية كانت أو بنائية، وأما غير الضمة وهو الفتحة والكسرة فلا إشمام فيهما، وأما ما ورد من الإشمام في الجر عن بعض القراء فمحمول على الروم؛ لأن بعض الكوفيين يسمي الروم إشماما، ولا مشاحة في الأصطلاح، ثم أشار إلى التضعيف بقوله: "أو قِفْ مُضعِفًا – ما ليس همزا أو عليلا إن قفا": أي تبع "محركا" كقولك في "جعفر": "جعفرّ"، وفي "وعل": "وعل"، وفي "ضارب": "ضاربّ". واحترز بالشرط الأول، من نحو: "بناء وخطاء فلا

يجوز تضعيفه؛ لأن العرب اجتنبت إدغام الهمزة ما لم تكن عينا، وبالشرط الثاني من نحو سرو وبقي القاضي والفتى؛ فلا يجوز تضعيفه، وبالثالث من نحو بكر؛ فلا يجوز تضعيفه. ثم أشار إلى النقل بقوله: وَحَرَكَاتٍ انْقُلاَ ... لِسَاكِنٍ تَحْرِيكُهُ لَنْ يُحْظَلاَ أي: يجوز نقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما قبله بشرطين: أحدهما أن يكون ساكنا، والآخر أن يكون تحريكه لن يحظل، أي لن يمنع، فتقول في نحو "بكر": "هذا بكر"، و"مررت ببكر"، ومنه قوله [من الرجز] : 1198- عَجِبْتُ وَالْدَّهْرُ كَثِيْرٌ عَجَبُهْ ... مِنْ عَنَزِيَ سَبَّنِي لَمْ أَضْرِبُهْ أراد: لم أضربه، فنقل ضمة الهاء إلى الباء، فإن لم يكن المنقول إليه ساكنا أو كان ولكن غير قابل للتحريك: إما لكون تحريكه متعذرا كما في نحو: ناب وباب أو متعسرا، كما في نحو: قنديل وعصفور وزيد وثوب لثقل الحركة على الياء والواو، أو مستلزما لفك إدغام ممتنع الفك في غير الضرورة، كما في نحو؛ جد وعم، امتنع النقل.

_ 1198- التخريج: الرجز زيادة الأعجم في ديوانه ص45؛ والدرر 6/ 303؛ وشرح شواهد الإيضاح ص286؛ وشرح شواهد الشافية ص261؛ والكتاب 4/ 180؛ ولسان العرب 12/ 554 "لمم"؛ وبلا نسبة وشرح المفصل 9/ 70؛ والمحتسب 1/ 196؛ وهمع الهوامع 2/ 208. اللغة: العنزي: نسبة إلى عنزة بن أسد بن ربيعة. الإعراب: عجبت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. والدهر: "الواو": حرف اعتراض، "الدهر": مبتدأ مرفوع. كثير: خبر المبتدأ مرفوع. عجبه: فاعل لـ"كثير" مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. من عنزي: جار ومجرور متعلقان بـ"عجب". سبني: فعل ماض، "والنون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". لم: حرف نفي وجزم وقلب. أضربه: فعل مضارع مجزوم، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". وجملة "عجبت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "الدهر كثير عجبه": اعتراضية لا محل لها. وجملة "سبني": في محر جر نعت "عنزي". وجملة "لم أضربه": معطوفة بحرف عطف مقدر على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "لم أضربه" حيث نقل حركة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، لتكون أبين للهاء في الوقف، والأصل: "أضربه" "بتسكين الباء".

تنبيهان: الأول: يجوز في لغة لخم الوقف ينقل الحركة إلى المتحرك كقوله [من الرجز] : 1199- مَنْ يَأْتَمِرْ لِلْخَيْرِ فِيْمَا قَصَدُهْ ... تُحْمَدْ مَسَاعِيْهِ وَيُعْلَمْ رَشَدُهْ ومن لغتهم الوقف على هاء الغائبة بحذف الألف ونقل فتحة الهاء إلى المتحرك قبلها، كقوله: "كنت في لخم أخافَهْ"، أراد أخافَها، ففعل ما ذكر. الثاني: أطلق الحركات، وهو شامل للإعرابية والبنائية، والذي عليه الجماعة اختصاصه بحركة الإعراب؛ فلا يقال: من قبل، ولا من بعد، ولا مضى أمس؛ لأن حرصهم على معرفة حركة الإعراب ليس كحرصهم على معرفة حركة البناء، وقال بعض المتأخرين: بل الحرص على حركة البناء آكد؛ لأن حركة الإعراب لها ما يدل عليها وهو العامل، ا. هـ. وقد بقي للنقل شرط مختلف فيه أشار إليه بقوله:

_ 1199- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 304؛ والمقاصد النحوية 4/ 552؛ وهمع الهوامع 2/ 208. اللغة: ائتمر للخير: باشره. قصده: عزم على القيام به. الرشد: التعقل. الإعراب: من: اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. يأتمر: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". للخير: جار ومجرور متعلقان بـ"يأتمر". فيما: جاز ومجرور متعلقان بـ"يأتمر". قصده: فعل ماض، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". تحمد: فعل مضارع للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط. مساعيه: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. ويعلم: "الواو": حرف عطف، "يعلم" فعل مضارع للمجهول مجزوم. رشده: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "من يأتمر ... تحمد مساعيه": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قصده": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تحمد مساعيه": جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو بـ"إذا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "يعلم رشد": معطوفة على سابقتها. وجملة "يأتمر" جملة الشرط غير الظرفي في لا محل لها. ومجموع جملتي الشرط والجواب خبر المبتدأ "من" محله الرفع. الشاهد فيه قوله: "قصده" حيث ضم الدال، والأصل فتحها، ولكنه لما وقف نقل حركة الهاء إلى الحرف الذي قبلها وهو الدال.

889- " وَنَقْلُ فَتْحٍ مِنْ سِوَى المَهْمُوزِ لاَ ... يَرَاهُ بَصْرِىٌّ، وَكُوْفٍ نَقَلاَ يعني أن البصرييين منعوا نقل الفتحة إذا كان المنقول عنه غير همزة؛ فلا يجوز عندهم: رأيت بكر، ولا ضربت الضرب؛ لما يلزم على النقل حينئذ في المنون من حذف ألف التنوين، وحمل غير المنون عليه. وأجاز ذلك الكوفيون، وقيل عن الجرمي أنه أجازه، وعن الأخفش أنه أجازه في المنون على لغة من قال: "رأيت بكر"، وأشار بقوله: "من سوى المهموز" إلى أن المهموز يجوز نقل حركته وإن كان فتحة، فيقال: "رأيت الخبأ والردأ والبطأ"، في "رأيت الخبء والردء والبطء"، وإنما اغتفر ذلك في الهمزة لثقلها، وإذا سكن من قبل الهمزة الساكنة كان النطق بها أصعب. 890- وَالنقْلُ إنْ يُعْدَمْ نَظِيْرٌ مُمْتَنِعْ ... وَذَاكَ فِي المَهْمُوزِ لَيْسَ يَمْتَنِعْ "وَالنقْلُ إنْ يُعْدَمْ نَظِيْرٌ مُمْتَنِعْ" فلا تنقل ضمة إلى مسبوق بكسرة، ولا كسرة إلى مسبوق بضمة؛ فلا يجوز النقل، في نحو: "هذا بشر" بالاتفاق لما يلزم عليه من بناء فعل، ولا في نحو: "انتفعت بقفل" خلافا للأخفش؛ لما يلزم عليه من بناء فعل، وهو مهمل في الأسماء أو نادر. هذا في غير المهموز، وأما المهموز فيجوز فيه ذلك كما أشار إليه بقوله: "وذاك في المهموز ليس يمتنع"؛ فتقول "هذا ردء ومررت بكفء" لما مر التنبيه عليه من ثقل الهمزة، وهذه لغة كثير من العرب، منهم تميم وأسد، وبعض تميم يفرون من هذا النقل الموقع في عدم النظير إلى إتباع العين للفاء؛ فيقولون: هذا ردئ مع كفؤ، وبعضهم يتبع ويبدل الهمزة بعد الإتباع، فيقولون: هذا ردي مع كفو. تنبيهان: الأول: لجواز النقل شرط رابع، وهو أن يكون المنقول منه صحيحا؛ فلا ينقل من نحو طبي ودلو. الثاني: إذا نقلت حركة الهمزة حذفها الحجازيون واقفين على حامل حركتها كما يوقف عليه مستبدلا بها؛ فيقولون "هذا الخب" بالإسكان والروم والإشمام وغير ذلك بشروطه، وأما غير الحجازيين فلا يحذفها، بل منهم: من يثبتها ساكنة، نحو: "هذا البطؤ، ورأيت البطأ، ومررت بالبطئ" ومنهم من يبدلها بمجانس الحركة المنقولة؛ فيقول: "هذا البطو"، و"رأيت البطا"، و"مررت البطي"، وقد تبدل الهمزة بمجانس حركتها بعد سكون

باق، نحو: "هذا البطو"، و"مررت بالبطي"، وأما في الفتح فيلزم فتح ما قبلها، وقد يبدلونها كذلك بعد حركة غير منقولة؛ فيقولون: "هذا الكلو"، و"مررت بالكلي" وأهل الحجاز يقولون: "الكلا" في الأحوال كلها؛ لأنها لا يبدلون الهمزة بعد حركة إلا بمجانسها، ولذلك يقولون في أكمؤ: أكمو، وفي ممتلئ: ممتلي. [الوقف على ما آخره تاء تأنيث] : 891- " فِي الوَقْفِ تَا تَأْنِيْثِ الاسْمِ هَا جُعِلْ ... إنْ لَمْ يَكُنْ بِسَاكِنٍ صَحَّ وُصِلْ 892- وَقَلَّ ذَا فِي جَمْعِ تصحيح وَمَا ... ضَاهَى وَغَيْرُ ذَيْنِ بِالعكْسِ انْتَمَى نحو: فاطمة، وحمزة، وقائمة. واحترز بالتأنيث من تاء لغيره؛ فإنها لا تغير، وشذ قول بعضهم: قعدنا على الفراه، وبالاسم من تاء الفعل، نحو: قامت فإنها لا تغير، وبعدم الاتصال بساكن صحيح من تاء بنت وأخت ونحوهما فإنها لا تغير. وشمل كلامه ما قبله متحرك كما مثل، وما قبلها ساكن غير صحيح، ولا يكون إلا ألفا – نحو: الحياة والفتاة- والأعرف في هذين النوعين إبدال التاء هاء في الوقف، وإنما جعل حكم الألف حكم المتحرك؛ لأنها منقلبة عن حرف متحرك. "وقل ذا جمع تصحيح وما ضاهى" أي قل جعل التاء هاء في جمع تصحيح المؤنث نحو: "مسلمات"، وما ضاهاه –أي شابهه- وأراد بذلك "هيهات"، و"أولات" كما صرح به في شرح الكافية؛ فالأعرف في هذا سلامة التاء، وقد سمع إبدالها هاء في قول بعضهم: "دفن البناه من المكرماه"، يريد: البنات من المكرمات، و"كيف بالإخوة والأخواه"، وسمع "هيهاه" و"أولاه"، ونقل بعضهم أنها لغة طيئ، وقال في الإفصاح: شاذ لا يقاس عليه. تنبيه: إذا سمي رجل بـ"هيهات" على لغة من أبدل فهي كطلحة تمنع من الصرف

للعلمية والتأنيث، وإذا سمي به على لغة من لم يبدل فهي كعرفات يجري فيها وجوه جمع المؤنث السالم إذا سمي به. "وغير ذين بالعكس انتمى" الإشارة إلى جمع التصحيح ومضاهيه. يعني أن غيرهما يقل فيه سلامة التاء بعكسهما سواء كان مفردا كمسلمة، أو جمع تكسير كغلمة، ومن إقرارها تاء قول بعضهم: "يا أهل سورة البَقَرَتْ"، فقال مجيب: "ما أحفظ منها ولا آيَتْ"، وقوله [من الرجز] : 1200- اللَّهُ أَنْجَاكَ بِكَفَّي مَسْلَمَتْ ... مِنْ بَعْدِ مَا وَبَعْدِ مَا وَبَعْدِ مَتْ كادتْ نُفُوس القوْمِ عِندْ الغَلْصَمَتْ ... وكادَتِ الحرَّةُ أن تُدْعَى أمَتْ

_ 1200- التخريج: الرجز لأبي النجم الراجز في الدرر 6/ 230؛ وشرح التصريح 2/ 344؛ ولسان العرب 15/ 472 "ما"؛ ومجالس ثعلب 1/ 326؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 113؛ وأوضح المسالك 4/ 348؛ وخزانة الأدب 4/ 177، 7/ 333؛ والخصائص 1/ 160، 163، 2/ 563؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 289؛ وشرح المفصل 5/ 89، 9/ 81؛ والمقاصد النحوية 4/ 559؛ وهمع الهوامع 2/ 157، 209. اللغة: شرح المفردات: مسلمت: أي مسلمة. بعدمت: أي بعدما. الغلصمت: أي الغلصمة، وهي رأس الحلقوم، أو أصل اللسان. أمت: أي أمة، وهي غير الحرة. الإعراب: الله: مبتدأ مرفوع بالضمة. أنجاك: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو"، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. بكفي: الباء حرف جر، "كفي": اسم مجرور بالياء لأنه مثنى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أنجى"، وهو مضاف. مسلمت: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث وسكن للضرورة الشعرية. من: حرف جر. بعد: ظرف مبني في محل جر بحرف الجر متعلق بالفعل "أنجى". ما: المصدرية. وبعدما: الواو حرف عطف، "بعدما": معطوفة على "بعدما" السابقة. وبعدمت: الواو حرف عطف، "بعدمت": معطوفة على "بعدما"، وقد قلبت الألف في "ما" تاء ساكنة للوقف. كادت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. نفوس: اسم "كاد" مرفوع بالضمة، وهو مضاف. الغلصمت: مضاف إليه مجرور بالكسرة. عند: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر "كاد"، وهو مضاف. الغلصمت: مضاف إليه مجرور بالكسرة منع من ظهورها السكون مراعاة للروي. وكانت: الواو حرف عطف، "كادت" من أفعال المقاربة، والتاء للتأنيث وحركت بالكسر منعا من التقاء الساكنين. الحرة: اسم "كاد" مرفوع بالضمة الظاهرة. أن: حرف نصب. تدعي: فعل مضارع للمجهول منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هي". أمت: مفعول به ثان منصوب بالفتحة منع من ظهورها السكون مراعاة للروي. وجملة "أنجاك" في محل خبر للمبتدأ. وجملة: "ما" وما بعدها المؤولة بمصدر في محل جر بالإضافة تقديره: "بعد كون نفوس القوم". وجملة: "أن تدعى" المؤولة بمصدر في محل نصب خبر "كاد". =

وأكثر من وقف بالتاء يسكنها ولو كانت منونة منصوبة، وعلى هذه اللغة بها كتب في المصحف: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} 1، و {امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ} 2، وأشباه ذلك، فوقف عليها بالتاء نافع وابن عامر وعاصم وحمزة، ووقف عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي، ووقف الكسائي على "لات" بالهاء، ووقف الباقون بالتاء، قال في شرح الكافية: ويجوز عندي أن يوقف بالهاء على "ربت" و"ثمت"، قياسا على قولهم في "لات" لاه. [زيادة هاء السكت في الوقف] : 893- " وَقِفْ بِهَا السَّكْتِ عَلَى الْفِعْلِ المُعَلْ ... بِحَذْفِ آخِرٍ كَأعْطِ مَنْ سَأَلْ يعني أن هاء السكت من خواص الوقف، وأكثر ما تزاد بعد شيئين: أحدهما: الفعل المعتل المحذوف الآخر جزما، نحو: "لم يعطه" أو وقفا، نحو: "أعطه". والثاني: "ما" الاستفهامية إذا جرت بحرف، نحو: "على مه، ولمه" أو باسم، نحو: "اقتضاء مه". ولحاقها لكل من هذين النوعين واجب جائز؛ أما الفعل المحذوف الآخر فقد نبه عليه بقوله: 894- " وَلَيْسَ حَتْمَاً فِي سِوَى مَا كَعِ أوْ ... كَيَعِ مَجْزُوْمَاً فَرَاعِ مَا رَعَوْا يعني أن الوقف بها السكت على الفعل المعل بحذف الآخر ليس واجبا في غير ما بقي

_ 1 الدخان: 43. 2 التحريم: 10.

على حرف واحد أو حرفين أحدهما زائد؛ فالأول، نحو: "عِهْ" أمر من وعي يعي، ونحو "رَهْ" أمر من رأى يرى، والثاني: "لم يَعِهْ، ولم يَرَهْ لأن حرف المضارعة زائدا؛ فزيادة هاء السكت في ذلك واجبة لبقائه على أصل واحد، كذا قاله الناظم، قال في التوضيح: وهذا مردود بإجماع المسلمين على وجوب الوقف على "لم أكُ، ومن تَقِ" بترك الهاء. تنبيه: مقتضى تمثيله أن ذلك إنما يجب في المحذوف الفاء، وإنما أراد بالتمثيل التنبيه على ما بقي على حرف واحد أو حرفين أحدهما زائد كما سبق؛ فمحذوف العين كذلك كما سبق في التمثيل، بنحو: "ره ولم يره"، وفهم منه أن لحاقها لما بقي منه أكثر من ذلك، نحو: "أعطه، ولم يعطه" جائز، لا لازم. [حذف ألف "ما" الاستفهامية في الوقف] : 895- وَمَا فِي الاسْتِفْهَامِ إنْ جُرَّتْ حُذِفْ ... أَلِفُهَا وَأَوْلِهَا الهَا إنْ تَقِفْ 896- وَلَيْسَ حَتْمًا فِي سِوَى مَا انْخَفَضَا ... بِاسْم كَقَوْلِكَ "اقْتِضَاءَ مَ اقْتَضَى "وما في الاستفهام إن جرت حذف ألفها" وجوبا، سواء جرت بحرف أو اسم، وأما قوله [من الوافر] : 1201- عَلَى مَا قَامَ يَشْتِمُنِي لَئِيْمٌ ... [كخنزيرٍ تمرغَ في رَمادِ] فضرورة.

_ 1201- التخريج: البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص324؛ والأزهية ص86؛ وخزانة الأدب 5/ 130، 6/ 99، 101، 102، 104؛ والدرر 6/ 314؛ وشرح التصريح 2/ 345؛ وشرح شواهد الشافية ص224؛ ولسان العرب 12/ 497 "قوم"؛ والمحتسب 2/ 347؛ والمقاصد النحوية 4/ 554؛ ولحسان بن منذر في شرح شواهد الإيضاح ص271؛ وشرح شواهد المغني 2/ 709؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص404؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 297؛ وشرح المفصل 4/ 9؛ وهمع الهوامع 2/ 217. اللغة: اللئيم: من اجتمع فيه الشح والمهانة ووضاعة النسب. المعنى: على أي شيء يشتمني، هذا الدنئ القبيح كخنزير تلطخ بالطين الآسن والرماد. الإعراب: على ما: "على": حرف جر، "أما": استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل "يشتمني". قام: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة، و"الفاعل": =

واحترز بالاستفهامية عن الموصولة والشرطية والمصدرية، نحو: "مررت بما مررت به، وبما تفرح أفرح، وعجبت مما تضرب، فلا يحذف ألف شيء من ذلك، وزعم المبرد أن حذف ألف ما الموصولة بـ"شئت" لغة، ونقله أبو زيد أيضا، قال أبو الحسن في الأوسط: وزعم أبو زيد أن كثيرا من العرب يقولون: "سل عم شئت" كأنهم حذفوا لكثرة استعمالهم أياه. وفهم من قوله "إن جرت" أن المرفوعة والمنصوبة لا تحذف ألفها، وهو كذلك، وأما قوله [من الطويل] : 1202- أَلاَمَ تَقُوْلُ النَّاعِيَاتُ أَلاَمَهْ ... ألاَ فَانْدُبا أهلَ النَّدَى والْكَرَامَهْ فضرورة.

_ = ضمير مستتر جوازا تقديره هو. يشتمني: فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"النون" للوقاية، و"الباء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. لئيم: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. كخنزير: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة. تمرغ: فعل مبني على الفتحة، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هو. في رماد: جار ومجرور متعلقان بالفعل تمرغ. وجملة "قام تشتمني": ابتدائية لا محل لها. وجملة "يشتمني لئيم": في محل نصب حال. وجملة "تمرغ في دمان": في محل جر صفة خنزير. والشاهد في قوله: "على ما قام" حيث بقيت ألف "ما" على الرغم من سبقها بحرف جر، وهي ضرورة شعرية. 1202- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 318؛ والمقاصد النحوية 4/ 553؛ وهمع الهوامع 2/ 217. اللغة: الناعيات: ج الناعية، وهي التي تأتي بخير الميت. الندى: العطاء. الإعراب: ألام: أصلها: الا: استفتاحية و"ما" استفهامية حذفت ألفها وهي مبنية في محل رفع مبتدأ. وقيل: في محل نصب مفعول به لـ"تقول". تقول: فعل مضارع مرفوع. الناعيات: فاعل مرفوع. ألامه: لا محل لها توكيد للأولى والهاء للسكت. ألا: حرف استفتاح. فاندبا: "الفاء" استئنافية، "اندبا": فعل أمر، و"الألف": ضمير في محل رفع فاعل. أهل: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الندى: مضاف إليه مجرور. والكرامة: "الواو": حرف عطف، "الكرامة": معطوف على "الندى" مجرور. وجملة "ألام تقول ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "اندبا": استئنافيه لا محل لها الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ألامه" حيث حذفت ألف "ما" الاستفهامية للضرورة مع كونها غير مجرورة، وذلك الإعراب. الشاهد فيه قوله: "ألامه" حيث حذفت ألف "ما" الاستفهامية للضرورة مع كونها غير مجرورة، وذلك لأنه أراد التصريح ولم يمكنه ذلك إلا بإدخال "هاء" السكت على آخرها.

تنبيهات: الأول: أهمل المصنف من شروط حذف ألفها أن لا تركب مع "ذا"؛ فإن ركبت معه لم تحذف الألف، نحو: "على ماذا تلومونني" وقد أشار إليه في التسهيل، نقله المرادي. الثاني: سبب هذا الخلاف إرادة المتفرقة بينها وبين الموصولة والشرطية، وكانت أولى بالحذف لاستقلالها، بخلاف الشرطية؛ فإنها متعلقة بما بعدها، وبخلاف الموصولة فإنها والصلة اسم واحد. الثالث: قد ورد تسكين ميمها في الضرورة مجرورة بحرف، كقوله [من الرجز] : 1203- يَا أَسَدِيًّا لِمْ أَكَلْتَهُ لِمَهْ؟ ... [لو خافك اللهُ عليه حَرَّمَهْ] [فمَا قَرِبْتَ لَحْمَهُ ولا دَمَهْ] "وَأَوْلِهَا الهَا إنْ تَقِفْ" أي جوازا إن جُرَّتْ بحرف، نحو: "عَمَّهْ" ووجوبا إن جُرَّتْ

_ 1203- التخريج: الرجز لسالم بن دارة في الحيوان 1/ 267؛ ولسان العرب 2/ 461 "روح"، 12/ 564 "لوم"؛ والمقاصد النحوية 4/ 555. المعنى: يهجو رجلا من قبيلة أسد على أكله جرو كلب، قائلا له: لو كان الله –جل وعلا- يخاف على الكلب منكم لحرم أكله، فلم تقترب منه. الإعراب: "يا": حرف نداء. "أسدي" منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب. "لم": "اللام": حرف جر، و"م": هي "ما": اسم استفهام في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بـ"أكلت". "أكلته": فعل ماضي مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "لمه": توكيد لفظي لـ"لم" السابقة، لا محل لها من الإعراب، و"الهاء" للسكت. "لو": حرف شرط غير جازم. "خافك": فعل ماض مبني على الفتح، و"الكاف": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "الله": فاعل مرفوع بالضمة. "عليه": جار ومجرور متعلقان بـ"خافك". "حرمه": فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو"، و"الهاء": ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "فما": "الفاء": عاطفة، "ما": نافية لا عمل لها. "قربت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "لحمه": مفعول به منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ولا": "الواو": للعطف، "لا": نافية لا عمل لها. "دمه": معطوف على منصوب، منصوب مثله، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وجملة النداء: "يا أسدي" ابتدائية لا محل لها. وجملة "لم أكلته": استئنافية لا محل له. وجملة "لو خافك ... حرمه": الشرطية لا محل لها. وجملة "حرمه": جواب الشرط غير جازم لا محل لها. وجملة "ما قربت": معطوفة على السابقة فهي مثلها لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "لم أكلته" حيث سكن الميم بعد حذف الألف من "لما" الأولى، ثم عوض عن الألف المحذوفة بهاء السكت في "لما" الثانية وهذا ضرورة.

باسم، نحو: "اقْتِضَاءَ مَهْ" ولهذا قال: وَلَيْسَ حَتْمًا فِي سِوَى مَا انْخَفَضَا ... بِاسْم كَقَوْلِكَ اقْتِضَاءَ مَ اقْتَضَى أي: وليس إيلاؤها الهاء واجبا في سوى المجرورة بالاسم، وقد مثله، وعلة ذلك أن الجار الحرفي كالجزء؛ لاتصاله بها لفظ وخطا، بخلاف الاسم؛ فوجب إلحاق الهاء للمجرورة بالاسم لبقائها على حرف واحد. تنبيه: اتصال الهاء بالمجرورة بالحرف –وإن لم يكن واجبا- أجود في قياس العربية، وأكثر، وإنما وقف أكثر القراء بغير هاء اتباعا لرسم. 897- ووصلَ ذِي الهاءِ أجز بكُلّ مَا ... حرك تحريك بناء لَزِمَا 898- وَوَصْلُهَا بِغَيْرِ تَحْرِيْكِ بِنَا ... أُدِيمَ شَذَّ فِي المُدَامِ اسْتُحْسِنَا يعني أن هاء السكت لا تتصل بحركة إعراب ولا شبيهة بها؛ فلذلك لا تلحق اسم "لا" ولا المنادى المضموم، ولا ما بني لقطعه عن الإضافة كقبل وبعد، ولا العدد المركب، نحو: خمسة عشر؛ لأن حركات هذه الأشياء مشابهة لحركة الإعراب، وأما قول [من الرجز] : 1204- يَا رُبَّ يَوْمٍ لِي لاَ أُظَلَّلُهْ ... أُرْمَضُ مِنْ تَحْتُ وأُضْحَى مِنْ عَلُهْ

_ 1204- التخريج: الرجز لأبي مروان في شرح التصريح 2/ 346؛ ولأبي الهجنجل في شرح شواهد المغني 1/ 448؛ ومجالس ثعلب ص489؛ ولأبي ثروان في المقاصد النحوية 4/ 545؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص1318؛ وخزانة الأدب 2/ 397؛ الدرر 3/ 97، 6/ 305؛ وشرح عمدة الحافظ ص981؛ وشرح المفصل 4/ 87؛ ومغني اللبيب 1/ 154؛ وهمع الهوامع 1/ 203، 2/ 210. شرخ المفردات: أظلله: أي أظلل فيه. أرمض: أشعر بشدة الحر. أضحى: أصاب بالشمس. المعنى: يصور الشاعر يوما شديد الحر فيقول: إنه لم يجد شيئا يتظلل فيه، فكانت قدماء تحترقان من تحت، وجسمه يحترق من تعرضه الشمس من فوق. الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "رب": حرف جر شبيه بالزائد. "يوم": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. "لي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"يوم". "لا": حرف نفي. "أظلله": فعل مضارع للمجهول مرفوع، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا"، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "أرمض": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "من تحت": جار ومجرور =

فشاذ؛ لأن حركة "عل" حركة بناء عارضة لقطعه عن الإضافة؛ فهي كقبل وبعد. وإلى هذا أشار بقوله: "ووصلها بغير تحريك بنا أديم شذ" فحركة "عل" غير حركة بناء مدام، بل حركة بناء غير مدام، وأشار بقوله: "في المدام استحسنا" إلى أن وصل هاء السكت بحركة البناء المدام –أي الملتزم- جائز مستحسن، وذلك كفتحة هو وهي وكيف وثم؛ فيقال في الوقف: "هوه، وهيه، وكيفه، وثمه". تنبيهان: الأول اقتضى قوله: "ووصلها بغير تحريك بنا أديم شذ" أن وصلها بحركة الإعراب قد شذ أيضا؛ لأن كلامه يشمل نوعين: أحدهما تحريك البناء غير المدام، والآخر تحريك الإعراب، وليس ذلك إلا في الأول. الثاني: قوله "في المدام استحسنا" يقتضي جواز اتصالها بحركة الماضي؛ لأنها من التحريك المدام، وفي ذلك ثلاثة أقوال؛ الأول: المنع مطلقا، والثاني: الجواز مطلقا، والثالث: الجواز إن أمن اللبس، نحو: "قعده" والمنع إن خيف اللبس، نحو: "ضربه"1 والصحيح الأول، وهو مذهب سيبويه والجمهور، واختاره المصنف؛ لأن حركته وإن كانت لازمة فهي شبيهة بحركة الإعراب؛ لأن الماضي إنما بني على حركة لشبهه بالمضارع المعرب في وجوه تقدمت في موضعها؛ فكان من حق المصنف أن يستثنيه كما فعل في الكافية فقال فيها: ووصلَ ذِي الهاءِ أجز بكُلّ مَا ... حرك تحريك بناء لَزِمَا ما لَمْ يَكُنْ ذلكَ فِعْلا ماضِيًا

_ = متعلقان بـ"أرمض". "وأضحى": الواو حرف عطف، "أضحى" فعل مضارع تام مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "من عله": جار ومجرور متعلقان بـ"أضحى"، والهاء للسكت. وجملة: "رب يوم ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا أظلله" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "أرمض" في محل رفع خبر ثان. وجملة: "أضحى" معطوفة على جملة "أرمض". الشاهد فيه قوله: "من عله" حيث ألحق هاء السكت بـ"عل"، وهي لفظة مبنية بناء عارضا، وهذا شاذ. وإنما تلحق ما كان مبنيا بناء دائما. 1 اللبس في "ضربه" لأن الهاء محتملة لأن تكون هاء السكت ولأن تكون ضميرا منصوب المحل، لأن الفعل متعد، بخلاف "قعد" فإنه فعل لازم.

899- وَرُبَّمَا أُعْطِيَ لَفْظُ الْوَصْلِ مَا ... لِلْوَقْفِ نَثْرَاً وَفَشَا مُنْتَظِماً أي قد يحكم للوصل بحكم الوقف، وذلك في النثر قليل كما أشار إليه بقوله "وربما" ومنه قراءة غير حمزة والكسائي {لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ} 1، {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ} 2 ومنه أيضا {مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ، خُذُوهُ} 3، {مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ} 4، ومنه قول بعض طيئ "هذه حبلو يا فتى" لأنه إنما تبدل هذه الألف واوا في الوقف، فأجرى الوصل مجراه، وهو في النظم كثير، من ذلك قوله [من الرجز] : 1205- [كأنه السيلُ إذا اسلحبَّا] ... مثل الحرِيقِ وَافَقَ القَصَبَّا

_ 1 البقرة: 259. 2 الأنعام: 90. 3 الحاقة: 28، 29، 30. 4 القارعة: 10، 11. 1205- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص169؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 318، 320؛ ولربيعة بن صبح في شرح شواهد الإيضاح ص264؛ ولأحدهما في شرح التصريح 2/ 346؛ والمقاصد النحوية 4/ 549؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 6/ 138؛ وشرح ابن عقيل ص673؛ وشرح المفصل 3/ 94، 139، 9/ 68، 82. شرح المفردات: اسلحب الطريق: كان ممتدا. وهنا بمعنى امتلأ. القصبة: نوع من البنات. المعنى: يصف الراجز الجراد الذي يخشى أن يراه، وقد أخصبت الأرض، أن يهجم على الأرض كالسيل الجارف، وكالحريق الذي يلتهم القصب. الإعراب: "كأنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم "كأن". "السيل": خبر "كأن" مرفوع. "إذا": ظرف زمان، متعلق بحال محذوفة من "السيل". "اسلحبا": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو"، والألف للإطلاق. "مثل": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو"، أو خبر ثان لـ"كأن"، وهو مضاف. "الحريق": مضاف إليه مجرور. "وافق": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "القصبا": مفعول به منصوب، والألف للإطلاق. وجملة: "كأنه السيل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "اسلحب" في محل جر بالإضافة. وجملة "هو مثل الحريق" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وافق القصبا" في محل نصب حال من "الحريق". الشاهد فيه قوله: "القصبا" حيث شدد الباء كأنه وقف عليها بالتضعيف، مع أنه وقف باجتلاب ألف الوصل، وهذا ضرب من معاملة الوصل معاملة الوقف.

فشدد الباء مع وصلها بحرف الإطلاق، وقوله [من الوافر] : أَتَوْا نَارِي فَقُلْتُ مَنُوْنَ أَنْتُمْ؟ ... [فقالوا: الجن، قلت: عموا ظلاما] 1 وقد تقدم في الحكاية. [لهجات العرب في الوقف على الروي الموصول بمدة] : خاتمة: وقف قوم بتسكين الروي بمدة، كقوله [من الوافر] : أقِليّ اللومَ عاذلَ والعتابْ ... [وقولي إن أصبتُ لقد أصابْ] 2 وأثبتها الحجازيون مطلقا، فيقولون العتابا، وإن ترنم التميميون فكذلك، وإلا عوضوا منها التنوين مطلقا، كقوله [من الوافر] : 1206- [متى كان الخيام بذي طلوح] ... سُقِيْتِ الغَيْثَ أَيَّتُهَا الخِيَامَنْ

_ 1 تقدم بالرقم 1153. 2 تقدم بالرقم 4. 1206- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص278؛ والأغاني 2/ 179؛ وجمهرة اللغة ص550؛ والجني الداني ص174؛ وخزانة الأدب 0/ 121؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 349؛ وشرح شواهد المغني 1/ 311، 2/ 785؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص617؛ وشرح المفصل 9/ 78؛ والكتاب 4/ 206؛ ومعجم ما استعجم ص893؛ والمقاصد النحوية 2/ 469؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص164؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 479، 480، 481، 493، 502، 503؛ ولسان العرب 14/ 349 "روي"، 15/ 209 "قوا"؛ والمنصف 1/ 224. اللغة: ذو طلوح: واد في أرض بني العنبر من تميم، سمي به لكثرة الطلح به، وهو شجر عظام ترعاه الإبل. الغيث: المطر. المعنى: يتساءل الشاعر فيقول: متى كانت الخيام منصوبة في هذا المكان ومتى فارقه أهله، ثم يتوجه بالدعاء –وهو يتذكر أهل هذه الخيام- أن ينزل عليها المطر. الإعراب: متى: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل "كان" بعده أو بخبره. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الخيام: اسمها مرفوع بالضمة. بذي: "الباء": حرف جر، "ذي": اسم مجرور بالباء وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان. طلوح: مضاف إليه مجرور. سقيت: فعل مضارع مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل و"التاء": ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. أيتها: "أية": منادى نكرة مقصودة، بحرف نداء محذوف مبني على الضم في محل نصب على النداء و"ها": حرف تنبيه لا محل له. الخيامن: بدل من أيتها مرفوع مثله على البناء وقد أشبعت الضمة فقلبت نونا.

وكقوله [من الرجز] : 1207- يا صَاحِ مَا هَاجَ العُيُوْنَ الذُّرَّفَنْ ... [من طلل أمسى يحاكي المصحفَنْ] وكقوله [من الكامل] : لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأنْ قَدِنْ1 والله أعلم.

_ = وجملة "كان الخيام بذي": ابتدائية لا محل لها. وجملة "سقيت الغيث": استئنافيه لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "الخيامن" حيث أشبعت الضمة التي على الميم، فتولدت النون، أو الواو على رواية ثانية. 1207- التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 2/ 219؛ وتخليص الشواهد ص47؛ وخزانة الأدب 3/ 443؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 352؛ والكتاب 4/ 207؛ والمقاصد النحوية 1/ 26. اللغة: هاج: حرك. الذرف: ج الذارفة، وهي القاطرة. الطلل: ما شخص من آثار الدار. يحاكي: يشابه. المصحف: الصحيفة. الإعراب: يا: حرف نداء. صاح: منادى مضاف مرخم منصوب، و"الياء": المحذوفة في محل جر بالإضافة. ما مبتدأ. هاج: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". العيون: مفعول به. الذرفن: نعت "العيون" منصوب، و"النون": للترنم. من طلل: جار ومجرور متعلقان بحال من "ما". أمسى: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". يحاكي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". المصحفن: مفعول به منصوب، و"النون" للترنم. وجملة "يا صاح": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما هاج ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هاج": في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "أمسى....": في محل جر نعت "طلل". وجملة "يحاكي": في محل نصب خبر "أمسى". الشاهد: قوله: "الذرفن" و"المصحفن" حيث وصل القافية بالنون للترنم. 1 تقدم بالرقم 5.

الإمالة

الإمالة: [حقيقتها، فائدتها، حكمها] : وتسمى الكسر، والبطح، والاضطجاع. وقدمها في التسهيل والكافية على الوقف، وما هنا أنسب؛ لأن أحكامه أهم. والنظر في حقيقتها، وفائدتها، وحكمها، ومحلها، وأصحابها، وأسبابها. أما حقيقتها فأن يُنْحَى بالفتحة نحو الكسرة؛ فتميل الألف إن كان بعدها ألف نحو الياء. وأما فائدتها فاعلم أن الغرض الأصلي منها هو التناسب، وقد ترد للتنبيه على أصل أو غيره كما سيأتي. وأما حكمها فالجواز. وأسبابها الآتية مجوزة لها، ولا موجبة، وتعبير أبي علي ومن تبعه عنها بالموجبات تَسَمُّح، فكل مُمَال يجوز فتحه. [محلها، أصحابها، أسبابها] : وأما محلها فالأسماء المتمكنة1 والأفعال، هذا هو الغالب، وسيأتي التنبية على ما أميل من غير ذلك.

_ 1 أي المعربة.

وأما أصحابها فتميم ومن جاورهم من سائر أهل نجد كأسد وقيس، وأما أهل الحجاز فيفخمون بالفتح، وهو الأصل، ولا يميلون إلا في مواضع قليلة. وأما أسبابها فقسمان: لفظي، ومعنوي، فاللفظي: الياء والكسرة، والمعنوي: الدلالة على ياء أو كسرة. وجملة أسباب إمالة الألف –على ما ذكره المصنف- ستة؛ الأول انقلابها عن الياء، الثاني: مالها إلى الياء، الثالث: كونها بدل عين ما يقال فيه فلت، الرابع: ياء قبلها أو بعدها، الخامس: كسرة قبلها أو بعدها، السادس: التناسب. وهذه الأسباب كلها راجعة إلى الياء والكسرة. واختلف في أيهما أقوى؛ فذهب الأكثرون إلى أن الكسرة أقوى من الياء وأدعى إلى الإمالة، وهو ظاهر كلام سيبويه؛ فإنه قال في الياء: لأنها بمنزلة الكسرة؛ فجعل الكسرة أصلا، وذهب ابن السراج إلى أن الياء أقوى من الكسرة، والأول أظهر لوجهين؛ أحدهما: أن اللسان يتسفل بها أكثر من تسفله بالياء، والثاني أن سيبويه ذكر أن أهل الحجاز يميلون الألف للكسرة، وذكر في الياء أن أهل الحجاز وكثيرا من العرب لا يميلون للياء، فدل هذا من جهة النقل أن الكسرة أقوى. وقد أشار المصنف إلى السبب الأول بقوله: 900- الأَلِفَ المُبْدَلَ مِنْ يَا فِي طَرَفْ ... أَمِلْ كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ اليَا خَلَفْ 901- دُوْنَ مَزِيْدٍ أوْ شُذُوذٍ، ولما ... وَلِمَا تَلِيْهِ هَا التَّأْنِيْثِ مَا الهَا عَدِمَا "الألف المبدل من يا في طرف أمل" أي سواء في ذلك طرف الاسم، نحو: مرمى، والفعل، نحو: رمى. واحترز بقوله "في طرف" من الكائنة عينا، وسيأتي حكمها. وأشار إلى السبب الثاني بقوله: "كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ اليَا خَلَفْ دون مزيد أو شذوذ" أي تمال الألف إذا كانت صائرة إلى الياء دون زيادة ولا شذوذ، وذلك ألف نحو: "مغزى وملهى" من كل ذي ألف متطرفة زائدة على الثلاثة، ونحو: "حبلى وسكرى" من كل ما آخره ألف تأنيث مقصورة فإنها تمال لأنها تؤول إلى الياء في التثنية والجمع، فأشبهت الألف المنقلبة عن الياء. واحترز بقوله: "دون مزيد" من رجوع الألف إلى الياء بسبب زيادة كقولهم في تصغير

قَفَا قُفَيّ، وفي تكسيره قُفِيٌّ؛ فلا يمال "قفا" لذلك. واحترز بقوله: "أو شذوذ" من قلب الألف ياء في الإضافة إلى ياء المتكلم في لغة هذيل؛ فإنهم يقولون في عصا وقفا: عصي وقفي، ومن قلب الألف ياء في الوقف عند بعض طيئ، نحو: عصي وقفي؛ فلا تسوغ الإمالة لأجل ذلك. و"خلف" في كلامه حال من الياء، ووقف عليه بالسكون لأجل النظم، ويجوز في الاختيار على لغة ربيعة. تنبيهات: الأول: هذا السبب الثاني هو أيضا في الألف الواقع طرفا كالأول. الثاني: قد علم مما تقدم أن نحو "قفا" و"عصا" من الاسم الثلاثي لا يمال؛ لأن ألفه عن واو ولا يؤول إلى الياء إلا في شذوذ أو بزيادة، وقد سمعت إمالة "العشا" مصدر الأعشى وهو الذي لا يبصر ليلا ويبصر نهارا، و"المكا" بالفتح وهو جحر الثعلب والأرنب، و"الكبا" بالكسر الكناسة، وهذه من ذوات الواو؛ لقولهم "ناقة عشواء" وقولهم: "المكو والمكوة" بمعنى المكا، وقولهم: "كبوت البيت" إذا كنسته، والألفاظ الثلاثة مقصورة، وهذا شاذ. لا يقال لعل إمالة "الكبا" لأجل الكسرة، فلا تكون شاذة؛ لأن الكسرة لا تؤثر في المنقلبة عن واو، وأما "الربا" فإمالتهم له –وهو من ربا يربو- لأجل الكسرة من الراء، وهو مسموع مشهور، وقد قرأ به الكسائي وحمزة. الثالث: يجوز إمالة الألف، في نحو: "دعا وغزا" من الفعل الثلاثي وإن كانت عن واو؛ لأنها تؤول إلى الياء في نحو: "دعي وغزي" من المبني للمفعول، وهو عند سيبويه مطرد، وبهذا ظهر الفرق بين الاسم الثلاثي والفعل الثلاثي إذا كانت ألفهما عن واو. وقال أبو العباس وجماعة من النحاة: إمالة ما كان من ذوات الواو على ثلاثة أحرف، نحو: دعا وغزا قبيحة، وقد تجوز على بعد، انتهى. وأشار بقوله: "ولما * تليه ها التأنيث ما الها عدما" إلى أن للألف التي قبل هاء التأنيث، في نحو: "مرماة وفتاة" –من الإمالة؛ لكونها منقلبة عن الياء- ما للألف المتطرفة؛ لأن هاء التأنيث غير معتد بها، فالألف قبلها متطرفة تقديرا. وأشار إلى السبب الثالث بقوله:

902- وَهكَذَا بَدَلُ عَيْن الفِعْلِ إنْ ... يَؤُلْ إلى فِلْتُ كَمَاضِي خَف "وهكذا بدل عين الفعل إن يؤل إلى فلت" أي تمال الألف أيضا إذا كانت بدلا من عين فعل تكسر فاؤه حين يسند إلى هاء الضمير، سواء كانت تلك الألف منقلبة عن واو مكسورة "كماضي خف" وكذ وهو خاف وكاد، أم عن ياء، نحو: ماضي بع "ودن" وهو باع ودان؛ فإنك تقول فيها: خفت وكدت وبعت ودنت، فيصيران في اللفظ على وزن فلت، والأصل فعلت، فحذفت العين وحركت الفاء بحركتها. وهذا واضح في الأولين، وأما الأخيران فقيل: يقدر تحويله إلى فعل بكسر العين، ثم تنقل الحركة، هذا مذهب كثير من النحويين، وقيل: لما حذفت العين حركت الفاء بكسرة مجتلبة للدلالة على أن العين ياء، ولبيان ذلك موضع غير هذا. واحترز بقوله: "إن يؤل إلى فلت" من نحو: "صال وقال" فإنه لا يؤول إلى "فلت" بالكسر، وإنما يؤول إلى "فلت" بالضم، نحو؛ طلت وقلت. والحاصل أن الألف التي هي عين الفعل تمال أن كانت عن ياء مفتوحة، نحو: دان، أو مكسورة، نحو: هاب، أو عن واو مكسورة، نحو: خاف، فإن كانت عن واو مضمومة، نحو: طال أو مفتوحة، نحو: قال: لم تمل. تنبيهات: الأول: اختلف في سبب إمالة نحو خاف وطاب، فقال السيرافي وغيره: إنها للكسرة العارضة في فاء الكلمة، ولهذا جعل السيرافي من أسباب الإمالة كسرة تعرض في بعض الأحوال، وهو ظاهر كلام الفارسي، قال: وأمالوا "خاف وطاب" مع المستعلي طلبا للكسر في "خفت"، وقال ابن هشام الخضراوي: الأولى أن الإمالة في "طاب" لأن الألف فيه منقلبة عن ياء، وفي "خاف" لأن العين مكسورة، أرادوا الدلالة على الياء والكسرة. الثاني: نقل عن بعض الحجازيين إمالة نحو: "خاف"، و"طاب" وفاقا لبني تميم، وعامتهم يفرقون بين ذوات الواو، نحو: "خاف" فلا يميلون، وبين ذوات الياء، نحو: "طاب" فيميلون. الثالث: أفهم قولهم "بدل عين الفعل" أن بدل عين الاسم لا تمال مطلقا، وفصل صاحب المفصل بين ما هي عن ياء، نحو: "ناب وعاب" بمعنى العيب فيجوز، وبين ما هي

عن واو، نحو: "باب ودار" فلا يجوز، لكنه ذكر بعد ذلك فيما شد عن القياس إمالة "عاب"، وصرح بعضهم بشذوذ إمالة الألف المنقلبة عن ياء عينا في اسم ثلاثي، وهو ظاهر كلام سيبويه، وصرح ابن إياز في شرح فصول ابن معط بجواز إمالة المنقلبة عن الواو المكسورة، كقولهم "رجل مال" أي: كثير المال، و"نال" أي: عظيم العطية، والأصل مول ونول، وهما من الوادي؛ لقولهم: أموال، وتمول، والنوال، وانكسار الواو لأنها صفتان مبنيتان للمبالغة، والغلب على ذلك كسر العين. وأشار إلى السبب الرابع بقوله: 903- كَذَاكَ مَا يَلِيْهِ كَسْرٌ أوْ يَلِي ... تَالِيَ كَسْرٍ أوْ سُكُوْنٍ 904- كَذَاكَ تَالِي اليَاءِ وَالْفَصْلُ اغْتُفِرْ ... بِحَرْفٍ أوْ مَعْ هَا كَجَيْبَهَا أَدِرْ أي: تمال الألف التي تتلو ياء أي تتبعها: متصلة بها، نحو: "سيال" بفتحتين لضرب من شجر العضاه، أو منفصله بحرف، نحو: "شيبان" أو بحرفين ثانيهما هاء، نحو: "جيبها أدر" فإن كانت منفصلة بحرفين ليس أحدهما هاء، أو أكثر من حرفين؛ امتنعت الإمالة. تنبيهات: الأول: إنما اغتفر الفصل بالهاء لخفائها فلم تعد حاجزًا. الثاني: قال في التسهيل "أو حرفين ثانيهما هاء" وقال هنا "أو مع ها" فلم يقيد بكون الهاء ثانية، وكذا فعل في الكافية، والظاهر جواز إمالة "هاتان شويهتاك" لما سيأتي م أن فضل الهاء كلا فصل، وإذا كانت الهاء ساقطة من الاعتبار فشويهتاك مساو لنحو شيبان. الثالث: أطلق قوله "أو مع ها" وقيد غيره بأن لا يكون قبل الهاء ضمة، نحو: "هذا جيبها"؛ فإنه لا يجوز فيه الإمالة. الرابع: الإمالة للياء المشددة، في نحو: "بياع" أقوى منها في نحو: سيال، والإمالة للياء الساكنة، في نحو: "شيبان" أقوى منها، في نحو: "حيوان". الخامس: قد سبق أن من أسباب الإمالة وقوع الياء قبل الألف أو بعدها، ولم يذكر هنا إمالة الألف لياء بعدها، وذكرها في الكافية والتسهيل، وشرطها إذا وقعت بعد الألف أن

تكون متصلة، نحو: "بايعته، وسايرته" ولم يذكر سيبويه إمالة الألف للياء بعدها، وذكرها ابن الدهان وغيره. وأشار إلى السبب الخامس بقوله: 905- كَسْرًا وَفَصْلُ الهَا كَلاَ فَصْلٍ يُعَدْ ... فَدِرْهَمَاكَ مَنْ يُمِلْهُ لَمْ يُصَدْ "كذاك ما يليه كسرا أو يلي تالي كسر أو سكون" أي أو يلي تالي سكون "قد ولي كسرا، وفضل الها كلا فصل يعد فدرهماك من يمله لم يصد" أي كذا تمال الألف إذا وليها كسرة، نحو: "عالم ومساجد"، أو وقعت بعد حرف يلي كسرة نحو "كتاب"، أو بعد حرفين وليا كسرة أولهما ساكن نحو "شملال"، أو كلاهما متحرك ولكن أحدهما هاء نحو: "يريد أن يضربها"، أو ثلاثة أحرف أولها ساكن وثانيها هاء، نحو: "هذان درهماك"، وهذا والذي قبله مأخوذان من قوله: "وفصل الها كلا فصل يعد" فإنه إذا سقط اعتبار الهاء من الفصل ساوى "أن يضربها" نحو "كتاب" و"درهماك" نحو "شملال". وفهم من كلامه أن الفصل إذا كان بغير ما ذكر لم يجز الإمالة. تنبيه: أطلق في قوله "وفصل الها كلا فصل"، وقيده غيره بأن لا ينضم ما قبلها، احترازا من نحو "هو يضربها"؛ فإنه لا يمال، وقد تقدم مثله في الياء. [موانع الإمالة] : ولما فرغ من ذكر الغالب من أسباب الإمالة شرع في ذكر موانعها فقال: 906- وَحَرْفُ الاِسْتِعْلاَ يَكُفُّ مُظْهَرَا ... مِنْ كَسْرٍ أوْ يَا وكَذَا تَكُفُّ رَا "وحرف الاستعلاء يكف مظهرا" أي يمنع تأثير سبب الإمالة الظاهرة "من كسر أو يا، وكذا تكف را" يعني أن موانع الإمالة ثمانية أحرف، منها سبعة تسمى أحرف الاستعلاء،

وهي ما في أوائل هذه الكلمات: قد صاد ضرار غلام خالي طلحة ظليما، والثامن الراء غير المكسورة؛ فهذه الثمانية تمنع إمالة الألف، وتكف تأثير سببها إذا كان كسرة ظاهرة على تفصيل يأتي: وعلة ذلك أن السبعة الأولى تستعلي إلى الحنك فلم تمل الألف معها طلبا للمجانسة، وأما الراء فشبهت بالمستعلية؛ لأنها مكررة. وقيد بالمظهر للاحتراز من السبب المنوي فإنها لا تمنعه؛ فلا يمنع حرف الاستعلاء إمالة الألف في نحو "هذا قاض" في الوقف، ولا "هذا ماص" أصله: ماصص، ولا إمالة باب "خاف وطاب" كما سبق. تنبيهات: الأول: قوله "أويا" تصريح بأن حرف الاستعلاء والراء غير المكسورة تمنع الإمالة إذا كان سببها ياء ظاهرة، وقد صرح بذلك في التسهيل والكافية، لكنه قال في التسهيل: الكسرة والياء الموجودتين، وفي شرح الكافية: الكسرة الظاهرة والياء الموجودة ولم يمثل لذلك، وما قاله في الياء غير معروف في كلامهم، بل الظاهر جواز إمالة، نحو: طغيان وصياد وعريان وريان؛ وقد قال أبو حيان: لم نجد ذلك، يعني كف حرف الاستعلاء والراء في الياء، وإنما يمنع مع الكسرة فقط. الثاني: إنما يكف المستعلي إمالة الاسم خاصة. قال الجزولي: ويمنع المستعلي إمالة الألف في الاسم، ولا يمنع في الفعل، من ذلك نحو: طاب وبغى، وعلته أن الإمالة في الفعل تقوى ما لا تقوى في الاسم، ولذلك لم ينظر إلى أن ألفه من الياء أو من الواو، بل أميل مطلقا. الثالث: إنما لم يقيد الراء بغير المكسورة للعلم بذلك من قوله بعد "وكف مستعل ورا ينكف، بكسرا را". وأشار بقوله: 907- " إنْ كَانَ مَا يَكُفُّ بَعْدُ مُتَّصِلْ ... أوْ بَعْدَ حَرْفٍ أَوْ بِحَرْفَيْنِ فُصِلْ إلى أنه إذا كان المانع المشار إليه –وهو حرف الاستعلاء أو الراء- متأخرا عن الألف؛ فشرطه أن يكون متصلا، نحو: "فاقد، وناصح، وباطل، وباخل"، ونحو: "هذا عذارك،

ورأيت عذارك" أو منفصلا بحرف، نحو: "منافق، ونافخ، وناشط"، ونحو: "هذا عاذرك، ورأيت عاذرك"، أو بحرفين، نحو: "مواثيق، ومنافيخ، ومواعيظ"، ونحو: "هذه دنانيرك، ورأيت دنانيرك". أما المتصل والمنفصل بحرف فقال سيبويه: لا يميلهما أحد إلا من لا يؤخذ بلغته. وأما المنفصل بحرفين فنقل سيبويه إمالته عن قوم من العرب لتراخي المانع، قال سيبويه: وهي لغة قليلة، وجزم المبرد بالمنع في ذلك، وهو محجوج بنقل سيبويه. وقد فهم مما سبق أن حرف الاستعلاء أو الراء لو فصل بأكثر من حرفين لم يمنع الإمالة، وفي بعض نسخ التسهيل الموثوق بها "وربما غلب المتأخر رابعا" ومثال ذلك "يريد أن يضر بها بسوط" فبعض العرب يغلب في ذلك حرف الاستعلاء وإن بعد. وأشار بقوله: 908- كَذَا إذَا قُدِّمَ مَا لَمْ يَنْكَسِرْ ... أوْ يَسْكُنْ اثْرَ الْكَسْرِ كالمِطْوَاعِ مِرْ إلى أن المانع المذكور إذا كان متقدما على الألف اشترط لمنعه أن لا يكون مكسورا، ولا ساكنا بعد كسرة؛ فلا تجوز الإمالة، في نحو: "طالب، وصالح، وغالب، وظالم، وقاتل، وراشد" بخلاف نحو: "طلاب، وغلاب، وقتال، ورجال"، ونحو: "إصلاح، ومقدام، ومطواع، وإرشاد". تنبيهان: الأول: من أصحاب الإمالة من يمنع الإمالة في هذا النوع، وهو الساكن إثر الكسر؛ لأجل حرف الاستعلاء، ذكره سيبويه، ومقتضى كلامه في التسهيل والكافية أن الإمالة فيه وتركها على السواء، وعبارة الكافية: كَذَا إذَا قُدِّمَ مَا لَمْ يَنْكَسِرْ ... وخير أن سكن بعد منكسر وقال في شرحها: وإن سكن بعد كسر جاز أن يمنع وأن لا يمنع، نحو: إصلاح، وهو يخالف ما هنا. الثاني: ظاهر قوله "كذا إذا قدم" أنه يمنع ولو فصل عن الألف، والذي ذكره سيبويه وغيره أن ذلك إذا كانت الألف تليه، نحو: قاعد وصالح.

909- وكَفُّ مُسْتَعْلٍ وَرَا يَنْكَفُّ ... بِكَسْرِ رَا كَغارِماً ولاَ أَجْفُو يعني أنه إذا وقعت الراء المكسورة بعد الألف كفت مانع الإمالة، سواء كان حرف استعلاء، أو راء غير مسكورة؛ فيمال، نحو: {عَلَى أَبْصَارِهِمْ} 1، و"غارم، وضارب، وطارق"، ونحو: {دَارُ الْقَرَارِ} 2، ولا أثر فيه لحرف الاستعلاء، ولا للراء غير المكسورة؛ لأن الراء المكسورة غلبت المانع، وكفته عن المنع؛ فلم يبق له أثر. تنبيهات: الأول: من هنا علم أن شرط كون الراء مانعة من الإمالة أن تكون غير مكسورة؛ لأن المكسورة مانعة للمانع؛ فلا تكون مانعة. الثاني: فهم من كلامه جواز إمالة نحو: {إِلَى حِمَارِكَ} 3 بطريق الأولى؛ لأنه إذا كانت الألف تمال لأجل الراء المكسورة مع وجود المقتضى لترك الإمالة –وهي حرف الاستعلاء، أو الراء التي ليست مكسورة- فإمالتها مع عدم المقتضى لتركها أولى. الثالث: قال في التسهيل: وربما أثرت –يعني الراء- منفصلة تأثيرها متصلة، وأشار بذلك إلى أن الراء إذا تباعدت عن الألف لم تؤثر إمالة في نحو: "بقادر" أي لا تكف مانعها وهو القاف، ولا تفخيما، في نحو: "هذا كافر" ومن العرب من لا يعتد بهذا التباعد؛ فيميل الأول ويفخم الثاني، ومن إمالة الأول قوله [من الطويل] : 1208- عَسَى اللَّهُ يُغْنِي عَنْ بِلاَدِ ابنِ قَادِرٍ ... [بمنهمرٍ جَوْنِ الربابِ سَكُوبِ]

_ 1 البقرة: 7. 2 غافر: 39. 3 البقرة: 259. 1208- التخريج: البيت لهدبة بن الخشوم في ديوانه ص76؛ وخزانة الأدب 9/ 328؛ والكتاب 3/ 159، 4/ 139؛ ولسماعه النعامي في شرح أبيات سيبويه 2/ 141؛ وشرح التصريح 2/ 351؛ ولسان العرب 15/ 55 "عسا"، ولسماعة أو لرجل من باهلة في شرح الإيضاح ص620؛ وبلا نسبة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص678؛ وشرح المفصل 7/ 117؛ 9/ 62؛ واللمع ص333؛ والمقتضب 3/ 48، 69. شرح المفردات: جون الرباب: سود السحاب. السكوب: الكثير المطر. الإعراب: "عسى": فعل ماض ناقص من أفعال الرجاء. "الله": اسم الجلالة، اسم "عسى" مرفوع. "يغني": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "عن بلاد": جار ومجرور متعلقان =

قال سيبويه: والذين يميلون "كافر" من الذين يميلون "بقادر". 910- وَلاَ تُمِلْ لِسَبَبٍ لَمْ يَتَّصِل ... وَالكَفُّ قَدْ يُوْجِبُهُ مَا يَنْفَصِلْ "ولا تمل لسبب لم يتصل" بأن يكون منفصلا، أي من كلمة أخرى؛ فلا تمال ألف "سابور" للياء قبلها في قولك: "رأيت يدي سابور" ولا ألف "مال" للكسرة قبلها في قولك "لهذا الرجل مال" وكذلك لو قلت [من البسيط] : 1209- هَا إِنَّ ذِي عِذْرَة [إن لا تكن نفعت ... فإن صاحبها قد تاه في البلد] لم تمل ألف "ها" لكسرة "إن"؛ لأنها من كلمة أخرى. والحاصل أن شرط تأثير سبب الإمالة أن يكون من الكلمة التي فيها الألف. تنبيهان: الأول: يستثنى من ذلك ألف "ها" التي هي ضمير المؤنثة في نحو: "لم يضربها، وأدر جيبها"؛ فإنها قد أميلت، وسببها منفصل، أي من كلمة أخرى. الثاني: ذكر غير المصنف أن الكسرة إذا كانت منفصلة عن الألف فإنها قد تمال الألف لها، وإن كانت أضعف من الكسرة التي معها في الكلمة قال سيبويه: وسمعناهم يقولون "لزيد مال" فأمالوا للكسرة؛ فشبهوه بالكلمة الواحدة؛ فقد بان لك أن كلام المصنف ليس على عمومه؛ فكان اللائق أن يقول: "وغيرها ليا انفصال لا تمل" إنما كان ذلك دون الكسرة لما سبق من أن الكسرة أقوى من الياء.

_ = بـ"يغني"، وهو مضاف. "ابن": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. "قادر": مضاف إليه مجرور. "بمنهمر": جار ومجرور متعلقان بـ"يغني". "جون": نعت أول لـ"منهمر" مجرور، وهو مضاف. "الرباب": مضاف إليه مجرور. "سكوب": نعت ثان لـ"منهمر" مجرور. وجملة: "عسى الله ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يغني" في محل نصب خبر "عسى". الشاهد فيه قوله: "قادر" ممالة مع وجود الفضل بين الألف والراء المكسورة بحرف، وهو الدال. وفي البيت شاهد آخر للنحاة هو قوله: "عسى الله يغني" حيث جاء خبر "عسى" فعلا مضارعا غير مقترن بـ"أن" المصدرية، وهذا نادر. 1209- تقدم بالرقم 81.

والكف قد يوجبه ما ينفصل" من الموانع، كما في نحو: "يريد أن يضربها قبل، فلا تمال الألف لأن القاف بعدها، وهي مانعة من الإمالة، وإنما أثر المانع منفصلا، ولم يؤثر السبب منفصلا لأن الفتح –أعني ترك الإمالة- هو الأصل؛ فيصار إليه لأدنى سبب، ولا يخرج عنه إلا لسبب محقق. تنبيهات: الأول: فهم من قوله "قد يوجبه" أن ذلك ليس عند كل العرب؛ فإن من العرب من لا يعتد بحرف الاستعلاء إذا ولي الألف من كلمة أخرى فيميل، إلا أن الإمالة عنده في نحو: "مررت بمال ملق" أقوى منها في نحو: "بمال قاسم". الثاني: قال في شرح الكافية: إن سبب الإمالة لا يؤثر إلا متصلا، وإن سبب المنع قد يؤثر منفصلا؛ فيقال "أتى أحمد" بالإمالة، و"أتى قاسم" بترك الإمالة، وتبعه الشارح في هذه العبارة، وفي التمثيل بـ"أتى قاسم" نظر؛ فإن مقتضاه أن حرف الاستعلاء يمنع إمالة الألف المنقلبة عن ياء، وليس كذلك؛ فلعل التمثيل بـ"أيا" التي هي حرف نداء؛ فصحفها الكتاب بـ"أتى" التي هي فعل. الثالث: في إطلاق الناظم منع السبب المنفصل مخالفة الكلام غيره من النحويين، قال ابن عصفور في مقربه: وإذا كان حرف الاستعلاء منفصلا عن الكلمة لم يمنع الإمالة، إلا فيما أميل لكسرة عارضة، نحو: "بما قاسم" أو فيما أميل من الألفات التي هي صلات الضمائر، نحو: "أراد أن يعرفها قبل" ا. هـ، ولولا ما في شرح الكافية لحملت قوله في النظم "والكف قد يوجبه إلخ" على هاتين الصورتين؛ لإشعار "قد" بالتقليل. [الإمالة للتناسب] : 911- " وَقَدْ أَمَالُوا لِتَنَاسُبٍ بِلاَ ... دَاعٍ سِوَاهُ كَعِمَادَا وَتَلاَ هذا هو السبب السادس من أسباب الإمالة، وهو التناسب، وتسمى الإمالة للإمالة، والإمالة لمجاورة الممال، وإنما أخره لضعفه بالنسبة إلى الأسباب المتقدمة. ولإمالة الألف لأجل التناسب صورتان؛ أحدهما: أن تمال لمجاورة ألف ممالة كإمالة

الألف الثانية في "رأيت عمادا" فإنها لمناسبة الألف الأولى؛ فإنها ممالة لأجل الكسرة، والأخرى: أن تمال لكونها آخر مجاور ما أميل آخره، كإمالة ألف "تلا" من قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} 1؛ فإنها إنما أميلت لمناسبة لما بعدها مما ألفه عن ياء، أعني {جَلَّاهَا} 2، و {يَغْشَاهَا} 3. تنبيهان: الأول: ليس بخاف أن تمثيله بـ"تلا" إنما هو على رأي غير سيبويه كالمبرد وطائفة، أما سيبويه فقد تقدم أنه يطرد عنده إمالة نحو: غزا ودعا من الثلاثي وإن كانت ألفه عن واو؛ لرجوعها إلى الياء عند البناء للمفعول؛ فإمالته عند لذلك لا لتناسب. وقد مثل في شرح الكافية لذلك بإمالة ألفي {وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} 4 فأما "سجى" فهو مثل "تلا"؛ فقيه ما تقدم، وأما الضحى فقد قال غيره أيضا: إن إمالة ألفه للتناسب، وكذا {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} 5، والأحسن أن يقال: إنما أميل من أجل أن من العرب من يثني ما كان من ذوات الواو إذا كان مضموم الأول أو مكسورة بالياء، نحو: الضحى والربا؛ فيقولون: ضحيان وربيان، فأميلت الألف لأنها قد صارت ياء في التثنية، وإنما فعلوا ذلك استثقالا للواو مع الضمة والكسرة؛ فكان الأحسن أن يمثل بقوله تعالى: {شَدِيدُ الْقُوَى} 6. الثاني: ظاهر كلام سيبويه أن يقاس على إمالة الألف الثانية، في نحو: "رأيت عمادا" لمناسبة الأولى؛ فإنه قال: وقالوا: "مغزانا" في قول من قال "عمادا" فأمالهما جميعا، وذا قياس. [إمالة المبنيات] : 912- " وَلاَ تُمِلْ مَا لَمْ يَنَلْ تَمَكُّنَا ... دُوْنَ سَمَاعٍ غَيْرَ "هَا" وَغَيْرَ "نَا

_ 1 الشمس: 2. 2 الشمس: 3. 3 الشمس: 4 4 الضحى: 1، 2. 5 الشمس: 1. 6 النجم: 5.

أي الإمالة من خواص الأفعال والأسماء المتمكنة؛ فلذلك لا تطرد إمالة غير المتمكن نحو "إذا" و"ما"، إلا "ها" و"نا"، نحو: "مر بها ونظر إليها، ومر بنا ونظر إلينا"، فهذان تطرد إمالتهما؛ لكثرة استعمالها. وأشار بقوله "دون سماع" إلى ما سمعت إمالته من الاسم غير المتمكن، وهو "ذا" الإشارية و"متى" و"أني"، وقد أميل من الحروف: بلى، ويا في النداء، و"لا" في قولهم: "إمالا"؛ لأن هذه الأحرف نابت عن الجمل، فصار لها بذلك مزية على غيرها، وحكى قطرب إمالة "لا" لكونها مستقلة، وعن سيبويه ومن وافقه إمالة "حتى"، حكيت إمالتها عن حمزة والكسائي. تنبيهات: الأول: لا تمنع الإمالة فيما عرض بناؤه نحو: "يا فتى"، و"يا حبلى" لأن الأصل فيه الإعراب. الثاني: لا إشكال في جواز إمالة الفعل الماضي وإن كان مبنيا، خلاف ما أوهمه كلامه، قال المبرد: وإمالة "عسى" جيدة. الثالث: إنما لم تمل الحروف لأن ألفها لا تكون عن ياء، ولا تجاور كسرة، فإن سمي بها أميلت، وعلى هذا أميلت الراء من ألمر، وألر، والهاء والطاء والحاء في فواتح السور؛ لأنها أسماء ما يلفظ به من الأصوات المنقطعة في مخارج الحروف، كما أن "غاق" اسم لصوت الغراب، و"طيخ" اسم لصوت الضاحك، فلما كانت أسماء لهذه الأصوات، ولم تكن كـ"ما" و"لا" أراوا بالإمالة فيها الإشعار بأنها قد صارت من حيز الأسماء التي لا تمتنع فيها الإمالة. وقال الزجاج والكوفيون: أميلت الفواتح لأنها مقصورة، والمقصور يغلب عليه الإمالة، وقد رد هذا بأن كثير من المقصور لا تجوز إمالته، وقال الفراء: أميلت لأنها إذا ثنيت ردت إلى الياء؛ فيقال: طيان وحيان. وكذلك إمالة حروف المعجم، نحو: با وتا وثا، ا. هـ. [أسباب إمالة الفتحة] : 913- وَالْفَتْحَ قَبْلَ كَسْرِ رَاء فِي طَرَفْ ... أَمِلْ، كـ"للأيسر مِلْ تُكْفَ الكُلَف 914- كَذَا الَّذِي تَلِيْهِ "هَا" التَّأْنِيْثِ فِي ... وَقْفٍ إذَا مَا كَانَ غَيْرَ ألِفِ

"وَالْفَتْحَ قَبْلَ كَسْرِ رَاء فِي طَرَفْ أَمِلْ" كما تمال الألف؛ لأن الغرض الذي لأجله تمال الألف –وهو مشاكلة الأصوات وتقريب بعضها من بعض- موجود في الحركة، كما أنه موجود في الحرف، ولإمالة الفتحة سببان؛ الأول: أن تكون قبل راء مكسورة متطرفة "كللأيسر مل تكف الكلف". {تَرْمِي بِشَرَرٍ} 1، {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} 2، والثاني سيأتي. تنبيهات: الأول: فهم من قوله "والفتح: أن الممال في ذلك الفتح، لا المفتوح، وقول سيبويه "أمالوا المفتوح" فيه تجوز. الثاني: لا فرق بين أن تكون الفتحة في حرف الاستعلاء، نحو: {مِنَ الْبَقَرِ} 3، أو في راء، نحو: بشرر، أو في غيرهما، نحو: {مِنَ الْكِبَرِ} 4. الثالث: فهم من قوله "قبل كسر راء" أن الفتحة لا تمال لكسرة راء قبلها، نحو: رمم، وقد نص غيره على ذلك. الرابع: ظاهر صنيعه أن الفتحة لا تمال إلا إذا كانت متصلة بالراء؛ فلو فصل بينهما لم تمل، وليس ذلك على إطلاقه، بل في تفصيل، وهو أن الفاصل بين الفتحة والراء إن كان مكسورا أو ساكنا غير ياء فهو مغتفر، وإن كان غير ذلك منع الإمالة؛ فتمال الفتحة في نحو: {أَشَرٌّ} 5، وفي نحو: "عمرو"، لا في نحو: بجير، نص على ذلك سيبويه، ونبه عليه المصنف في بعض نسخ التسهيل. الخامس: اشتراط كون الراء في الطرف هو بالنظر إلى الغالب، وليس ذلك باللازم؛ فقد ذكر سيبويه إمالة فتح الطاء في قولهم: "رأيت خبط رياح". وذكر غيره أنه يجوز إمالة فتحة العين، في نحو: "العرد" والراء في ذلك ليست بلام. السادس: أطلق في قوله "أمل" فعلم أن الإمالة في ذلك وصلا ووقفا، بخلاف إمالة الفتحة للسبب الآتي؛ فإنها خاصة بالوقف، وقد صرح به في شرح الكافية. السابع: هذه الإمالة مطردة كما ذكره في شرح الكافية.

_ 1 المرسلات: 32. 2 النساء: 95. 3 الأنعام: 146، 147. 4 مريم: 8. 5 القمر: 25.

الثامن: بقي لإمالة الفتحة لكسرة الراء شرطان غير ما ذكر؛ أحدهما: أن لا تكون على ياء؛ فلا تمال فتحة الياء، في نحو: "من الغير" نص على ذلك سيبويه، وذكره في بعض نسخ التسهيل. والآخر: أن لا يكون بعد الراء حرف استعلاء، نحو: "من الشرق" فإنه مانع من الإمالة، نص عليه سبيويه أيضا، فإن تقدم حرف الاستعلاء على الراء لم يمنع؛ لأن الراء المكسورة تغلب المستعلي إذا وقع قبلها؛ فلهذا أميل نحو: "من الضرر". التاسع: منع سيبويه إمالة الألف، في نحو: "من المحاذر" إذا أميلت فتحة الذال. قال: ولا تقوى على إمالة الألف، أي: ولا تقوى إمالة الفتحة على إمالة الألف لأجل إمالتها، وزعم ابن خروف أن من أمال ألف "عمادا" لأجل إمالة الألف قبلها أمال هنا ألف "المحاذر" لأجل إمالة فتحة الذال، وضعف بأن الإمالة للإمالة من الأسباب الضعيفة؛ فينبغي أن لا ينقاس شيء منها إلا في المسموع، وهو إمالة الألف قبلها أو بعدها. "كَذَا "الفتح" الَّذِي تَلِيْهِ هَا التَّأْنِيْثِ فِي ... وَقْفٍ إذَا مَا كَانَ غَيْرَ ألِفِ هذا هو السبب الثاني من سببي إمالة الفتحة؛ فتمال كل فتحة تليها هاء التأنيث، إلا أن أمالتها مخصوصة بالوقف، وبذلك قرأ الكسائي في إحدى الروايتين عنه. والرواية الأخرى أنه أمال إذا كان قبل الهاء أحد خمسة عشر حرفا، يجمعها قولك: فجثت زينب لذود شمس، وفصل في أربعة يجمعها قولك: أكهر، فأمال فتحتها إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة على ما هو معروف في كتب القراآت، وشمل قوله "ها التأنيث" هاء المبالغة، نحو: علامة، وإمالتها جائزة، وخرج بها التأنيث هاء السكت، نحو: {كِتَابِيَهْ} 1؛ فلا تمال الفتحة قبلها على الصحيح، واحترز بقوله "إذا ما كان غير ألف" عما إذا كان قبل الهاء ألف؛ فإنها لا تمال، نحو: "الصلاة، والحياة". تنبيهات: الأول: الضمير في قوله "يليه" راجع إلى الفتح؛ لأنه الذي يمال لا الحرف الذي تليه هاء التأنيث، وإذا كان كذلك فلا وجه لاستثنائه الألف بقوله "إذا ما كان غير ألف"؛ إذ لم يندرج الألف في الفتح، وهو إنما فعله لدفع توهم أن هاء التأنيث تسوغ إمالة

_ 1 الحاقة: 19.

الألف كما سوغت إمالة الفتحة؛ فكان حق العبارة أن يقول عاطفا على ما تقدم: وقبل ها التأنيث أيضا إن تقف ... ولا تمل لهذه الهاء الألف الثاني: إنما قال "ها التأنيث" ولم يقل تا التأنيث لتخرج التاء التي لم تقلب هاء، فإن الفتحة لا تمال قبلها. الثالث: ذكر سيبويه أن سبب إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث شبه الهاء بالألف، فأميل ما قبلها كما يمال ما قبل الألف، ولم يبين سيبويه بأي ألف شبهت، والظاهر أنها شبهت بألف التأنيث. خاتمة: ذكر بعضهم لإمالة الألف سببين غير ما سبق؛ أحدهما: الفرق بين الاسم والحرف، وذلك في "راء" وما أشبهها من فواتح السور. قال سيبويه: وقالوا را ويا وتا، يعني بالإمالة؛ لأنها أسماء ما يلفظ به، فليست كإلي وما ولا وغيرها من الحروف المبنية على السكون، وحروف التهجي التي في أوائل السور إن كان في آخرها ألف فمنهم من يفتح ومنهم من يميل، وإن كان في وسطها ألف، نحو: كاف وصاد فلا خلاف في الفتح، والآخر: كثرة الاستعمال، وذلك إمالتهم "الحجاج" علما في الرفع والنصب، وكذلك "العجاج" في الرفع والنصب، ذكره بعض النحويين، وإمالة "الناس" في الرفع والنصب. قال ابن برهان في آخر شرح اللمع: روى عبد الله بن داود عن أبي عمرو بن العلاء إمالة "الناس" في جميع القرآن مرفوعا ومنصوبا ومجروا، قاله في شرح الكافية، قال: وهذه رواية أحمد بن يزيد الحلواني عن أبي عمر الدوري عن الكسائي، ورواية نصر وقتيبة عن الكسائي، انتهى. واعلم أن الإمالة لهذين السببين شاذة لا يقاس عليها، بل يقتصر في ذلك على ما سمع، والله أعلم.

التصريف

التصريف: [معنى التصريف في اللغة والاصطلاح] : اعلم أن التصريف في اللغة التغيير، ومنه {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} 1 أي: تغييرها، وأما في الاصطلاح فيطلق على شيئين؛ الأول: تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة لضروب من المعاني كالتصغير والتكسير واسم الفاعل واسم المفعول، وهذا القسم جرت عادة المصنفين بذكره قبل التصريف كما فعل الناظم، وهو في الحقيقة من التصريف، والآخر: تغيير الكلمة لغير معنى طار عليها، ولكن لغرض آخر، وينحصر في الزيادة، والحذف، والإبدال، والقلب، والنقل، والإدغام، وهذا القسم هو المقصود هنا بقولهم: التصريف، قد أشار الشارح إلى الأمرين بقوله: تصريف الكلمة هو تغيير بنيتها بحسب ما يعرض لها من المعنى، كتغيير المفرد إلى التثنية والجمع، وتغيير المصدر إلى بناء الفعل واسمي الفاعل والمفعول، ولهذا التغيير أحكام كالصحة والإعلال، ومعرفة تلك الأحكام وما يتعلق بها تسمى علم التصريف؛ فالتصريف إذن: هو العلم بأحكام بنية الكلمة بما لحروفها من أصالة وزيادة وصحة وإعلال وشبه ذلك، ا. هـ. ولا يتعلق التصريف إلا بالأسماء المتمكنة والأفعال المتصرفة، أما الحروف وشبهها فلا تعلق لعلم التصريف بها، كما أشار إلى ذلك بقوله:

_ 1 البقرة: 164؛ والجاثية: 5

915- حَرْفٌ وَشِبْهُهُ مِنَ الصَّرْفِ بَرِي ... وَمَا سِوَاهُمَا بِتَصْرِيفٍ حَرِي أي: حقيق، والمراد بشبه الحرف الأسماء المبنية والأفعال الجامدة، وكذلك "عسى" و"ليس" ونحوهما؛ فإنها تشبه الحرف في الجمود. وأما لحوق التصغير "ذا" و"الذي"، والحذف "سوف" و"إن"، والحذف والإبدال "لعل"؛ فشاذ يوقف عند ما سمع منه. تنبيه: التصريف وإن كان يدخل الأسماء والأفعال، إلا أنه للأفعال بطريق الأصالة؛ لكثرة تغيرها، ولظهور الاشتقاق فيها. 916- " وَلَيْسَ أَدْنَى مِنْ ثُلاَثِي يُرَى ... قَابِلَ تَصْرِيفٍ سِوَى ما غُيِّرَا يعني أن ما كان على حرف واحد أو حرفين فإنه لا يقبل التصريف، إلا أن يكون ثلاثيا في الأصل وقد غير بالحذف؛ فإن ذلك لا يخرجه عن قبول التصريف. وقد فهم من ذلك أمران؛ أحدهما: أن الاسم المتمكن1 والفعل لا ينقصان في أصل الوضع عن ثلاثة أحرف؛ لأنهما يقبلان التصريف، وما يقبل التصريف لا يكون في أصل الوضع على حرف واحد، ولا على حرفين، والآخر: أن الاسم والفعل قد ينقصان عن الثلاثة بالحذف، أما الاسم فإنه قد يرد على حرفين، بحذف لامه نحو: "يد"، أو عينه، نحو: "سه"، أو فائه، نحو: "عدة"، وقد يرد على حرف واحد، نحو: "مُِ الله" عند من يجعله محذوفا من "أيمن الله"، وكقول بعض العرب: "شربت ما"، وذلك قليل، وأما الفعل فإنه قد يرد على حرفين نحو؛ "قل" و"بع" و"سل"، وقد يرد على حرف واحد، نحو: "دع كلامي"، و"ق نفسك" وذلك فيما أعلت فاؤه ولامه فيحذفان في الأمر. 917- " وَمُنْتَهَى اسْمٍ خَمْسٌ إنْ تَجَرَّدَا ... وَإنْ يُزَدْ فِيْهِ فَمَا سَبْعَاً عَدَا

_ 1 أي: الاسم المعرب.

أي ينقسم الاسم إلى مجرد وهو الأصل، وإلى مزيد فيه وهو فزعه؛ فغاية ما يصل إليه المجرد خمسة أحرف، نحو: "سفرجل"، وغاية ما يصل إليه المزيد فيه بالزيادة سبعة أحرف؛ فالثلاثي الأصول، نحو: "اشهيباب" مصدر "أشهاب"، والرباعي الأصول، نحو: احر نجام مصدر "احرنجمت الإبل"، أي: اجتمعت، وأما الخماسي الأصول فإنه لا يزاد فيه غير حرف مد قبل الآخر أو بعده مجردا أو مشفوعا بها التأنيث، نحو: "عضرفوط" وهو العطاءة الذكر، وقبعثرى وهو البعير الذي كثر شعره وعظم خلقه، والمشفوع، نحو: "قبعثراة"، وندر "قرعبلانة"؛ لأنه زيد فيه حرفان وأحدهما نون، قيل: إنه لم يسمع إلا من كتاب العين؛ فلا يلتفت إليه، والقرعبلانة: دويبة عريضة عظيمة البطن محبنطية، وقالوا في تصغيرها: قريعبة، وذكر بعضهم أنه زيد في الخماسي حرفا مد قبل الآخر، نحو: مغناطيس، فإن صح ذلك وكان عربيا جعل نادرا، وقد حكاه ابن القطاع، أعني مغناطيس. تنبيهان: الأول: إنما لم يستثن هنا هاء التأنيث وزيادتي التثنية وجمع التصحيح والنس كما فعل في التسهيل – فقال: والمزيد فيه إن كان اسما لم يجاوز سبعة إلا بهاء التأنيث أو زيادتي التثنية أو جمع التصحيح- لما علم من أن هذه الزوائد غير معتد بها لكونها مقدرة الانفصال. الثاني: إنما قال خمس وسبعا، ولم يقل خمسة وسبعة؛ لأن حروف الهجاء تذكر وتؤنث؛ فباعتبار تذكيرها تثبت الهاء في عددها، وباعتبار تأنيثها تسقط التاء من عددها. [أوزان الاسم الثلاثي] : 918- " وَغَيْرَ آخِرِ الثُّلاَثِي افْتَحْ وَضُمْ ... وَاكْسِرْ وَزِدْ تَسْكِيْنَ ثَانِيهِ تَعُمْ تقدم أن المجرد ثلاثي ورباعي وخماسي؛ فالثلاثي تقتضي القسمة العقلية أن تكون أبنيته اثني عشر بناء؛ لأن أوله يقبل الحركات الثلاث، ولا يقبل السكون؛ إذ لا يمكن الابتداء بساكن، وثانيه يقبل الحركات الثلاث، ويقبل السكون أيضا، والحاصل من ضرب

ثلاثة في أربعة اثنا عشر؛ فهذه جملة أوزان الثلاثي المجرد كما أشار إلى ذلك بقوله "تعم". 919- وفعل أهمل، والعكس يَقِلُّ ... لِقَصْدِهِمْ تَخْصِيْص فِعْلٍ بِفُعِل "وفعل" بكسر الفاء وضم العين "أهمل" من هذه الأوزان؛ لاستثقالهم الانتقال من كسر إلى ضم، وأما قراءة بعضهم "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ"1 بكسر الحاء وضم الباء؛ فوجهت على تقدير صحتها بوجهين؛ أحدهما: أن ذلك من تداخل اللغتين في جزأي الكلمة؛ لأنه يقال: حبك بضم الحاء والباء، وحبك بكسرهما، فركب القارئ منهما هذه القراءة، قال ابن جني: أراد أن يقرأ بكسر الحاء والباء، فبعد نطقه بالحاء مكسورة مال إلى القراءة المشهورة؛ فنطق بالباء مضمومة، قال في شرح الكافية: وهذا التوجيه لو اعترف به من عزيت هذه القراءة له لدل على عدم الضبط ورداءة التلاوة، ومن هذا شأنه لا يعتمد على ما سمع منه؛ لإمكان عروض ذلك له، والآخر: أن يكون كسر الحاء إتباعا لكسر تاء "ذات"، ولم يعتد باللام الساكنة؛ لأن الساكن حاجز غير حصين، قيل: وهذا أحسن "والعكس" وهو فعل بضم الفاء وكسر العين "يقل" في لسان العرب "لقصدهم تخصيص فعل بفعل" فيما لم يسم فاعله، نحو: "ضرب" و"قتل"، والذي جاء منه "دئل" اسم دويبة سميت بها قبيلة من كنانة، وهي التي ينسب إليها أبو الأسود الدؤلي، وأنشد الأخفش لكعب بن مالك الأنصاري [من المنسرح] : 1210- جَاؤُوا بِجِيْشٍ لَوْ قِيْس مُعْرَسُهُ ... مَا كَانَ إلاَّ كَعُمْرَس الدُّئِلِ

_ 1 الذاريات: 7. 1210- التخريج: البيت لكعب بن مالك في ديوانه ص251؛ وشرح شواهد الشافية ص12؛ والمقاصد النحوية 4/ 562؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص586؛ والاشتقاق ص170؛ وإصلاح المنطق ص166؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 37؛ والمصنف 1/ 20. اللغة: المعرس: المكان الذي ينزل فيه. الدئل: دويبة صغيرة تشبه ابن عرس. الإعراب: جاؤوا: فعل ماضي، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. يجيش: جار ومجرور متعلقان بـ"جاؤوا". لو: شرطية غير جازمة. قيس: فعل ماض للمجهول. معرسه: نائب فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. ما: نافية. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". إلا: حرف حصر كمعرس: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان"، وهو مضاف. الدئل: مضاف إليه مجرور. =

والرئم اسم للاست، والوعل لغة في الوعل، حكاه الخليل؛ فثبت بهذه الألفاظ أن هذا البناء ليس بمهمل، خلافا لمن زعم ذلك، نعم هو قليل كما ذكر. تنبيه: قد فهم من كلامه أن ما عدا هذين الوزنين مستعمل كثيرا، أي ليس بمهمل ولا نادر، وهي عشرة أوزان: أولها: فَعْل، ويكون اسما، نحو: "فلس"، وصفة، نحو: "سهل". وثانيها: فَعَل، ويكون اسما، نحو: "فرس"، وصفة، نحو: "بطل". وثالثها: فَعِلٌ، ويكون اسما، نحو: "كبد"، وصفة، نحو: "حذر". ورابعها: فَعُلٌ، ويكون اسما، نحو: "عضد"، وصفة، نحو: "يقظ". وخامسها: فِعْلٌ، ويكون اسما، نحو: "عدل"، وصفة، نحو: "نكس". وسادسها: فِعَلٌ، ويكون اسما، نحو: "عنب"، قال سيبويه: ولا نعلمه جاء صفة إلا في حرف معتل يوصف به الجمع وهو قولهم: "عدي"، وقال غيره: لم يأت من الصفات على فعل إلا "زيم" بمعنى متفرق، و"عدي" اسم جمع. وقال السيرافي: استدرك على سيبويه "قيما" في قراءة من قرأ {دِينًا قِيَمًا} 1 ولعله يقول: إنه مصدر بمعنى القيام، ا. هـ. واستدرك بعض النحاة على سيبويه ألفاظا أخر، وهي "سوى" في قوله تعالى: {مَكَانًا سُوًى} 2 ورجل رضى، وماء روى، وماء صرى، وسبي طيبة ومنهم من تأولها. وسابعها: فعل، ويكون اسما، نحو: إبل، ولم يذكر سيبويه من فعل إلا إبلا، وقال: لا نعلم في الأسماء والصفات وغيره. وقد استدرك عليه ألفاظ؛ فمن الأسماء إطل –وهي الخاصرة ذكره المبرد، وروى قول امرئ القيس [من الطويل] : 1211- له إطِلاَ ظبي [وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل]

_ = وجملة "جاءوا ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما كان ... ": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "قيس معرسه" جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها. وجملة "لو قيس ما كان إلا كمعرس": صفة لـ"معرس" محلها الجر. الشاهد: قوله: "الدئل" حيث ضم حرف الدال، وكسرت الهمزة. وهذا الوزن مهمل في نظر الجمهور لاستثقال الانتقال من الضم إلى الكسر. 1 الأنعام: 161. 2 طه: 58. 1211- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص21؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 6/ 112 =

بالكسر. وقيل: كسر الطاء إتباع، ووتد، ومشط، ودبس، لغة في الإطل والوتد والمشط والدبس، وقالوا: بأسنانه حبرة أي قلح، وقالوا للعبة الصبيان: حلج بلج. وجلن بلن، وقالوا حبك لغة في الحبك كما تقدم، وعيل اسم بلد، ومن الصفات قولهم: أتان إبد وأمة إبد أي ولود، وامرأة بلز أي ضخمة، قال ثعلب: ولم يأت من الصفات على فعل إلا حرفان: امرأة بلز، وأتان إبد، وأما قوله [من الرجز] : 1212- عَلَّمها إخْوَانُنَا بَنُو عِجِلْ ... شُرْبَ النَّبِيْذِ وَاصْطِفَافَاً بِالرَّجِل

_ = اللغة: الأيطل أو الإطل: الخاصرة. الإرخاء: ضرب من العدو. السرحان: الذئب. التقريب: وضع الرجلين مكان اليدين في العدو. التنفل: ولد الثعلب. المعنى: يشبه الشاعر خاصرتي فرسه بخاصرتي الظبي في الضمر، وساقيه بساقي النعامة في الطول والانتصاب، وعدمه بإرخاء الذئب، وسيرة بتقريب ولد الثعلب. الإعراب: له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. أطلا: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف. ظبي: مضاف إليه مجرور. وساقا نعامة، وإرخاء سرحان، وتقريب تنفل: تعرب إعراب "إطلا ظبي". وجملة "له إطلا ظبي": ابتدائية لا محل لها. الشاهد فه قوله: "إطل" استدراكا لما ذكره سيبويه من أسماء على وزن "فعل", 1212- التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 3/ 73؛ والخصائص 2/ 335؛ وشرح شواهد الإيضاح ص261؛ ولسان العرب 10/ 487 "مسك"، 11/ 430 "عجل"؛ والمقاصد النحوية 4/ 567؛ ونوادر أبي زيد ص40. اللغة: عجل: فبيلة من ربيعة، وهم بنو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. المعنى: إن شرب الخمرة والغطرسة واصطفاق الأرجل لإظهار هيئة العجرفة مما عليها إياها بنو عجل. الإعراب: "علمها": فعل ماض مبني على الفتح، و"ها": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول مقدم. "إخواننا": فاعل مؤخر مرفوع بالضمة، و"نا": ضمير متصل في محل جر مجرور بالكسرة. "شرب": مفعول به ثان منصوب بالفتحة. "النبيذ": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "واصطفاقا": "الواو": عاطفة، "اصطفاقا": اسم معطوف منصوب بالفتحة. "بالرجل": جار ومجرور متعلقان بـ"اصطفاقا". وجملة "علمها": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "عجل" و"بالرجل": نقل حركة اللام إلى الجيم الساكنة قبلها.

فهو من النقل للوقف، أو من الإتباع؛ فليس بأصل. وثامنها: فُعْلٌ، ويكون اسما، نحو: "قفل"، وصفة، نحو: "حلو". وتاسعها: فُعَلٌ، ويكون اسما، نحو: "صرد"، وصفة، نحو: "حطم". وعاشرها: فُعُلٌ، ويكون اسما، نحو: "عنق"، وصفة هو قليل، والمحفوظ منه "جنب" وشلل"، و"ناقة سرح"، أي: سريعة. [أوزان الفعل الثلاثي] : 920- وَافْتَحْ وَضُمَّ وَاكْسِرِ الثَّانِيَ مِنْ ... فِعْلٍ ثُلاَثِيَ، وَزِدْ نَحْوَ ضُمِنْ "وَافْتَحْ وَضُمَّ وَاكْسِرِ الثَّانِيَ مِنْ فِعْلٍ ثُلاَثِيَ،" أي للفعل الثلاثي المجرد ثلاثة أبنية؛ لئلا يلزم التقاء الساكنين عند اتصال الضمير المرفوع. الأول: فَعَلَ، ويكون متعديا، نحو: "ضرب"، ولازما، نحو: "ذهب"، ويرد لمعان كثيرة، ويختص بباب المغالبة، وقد يجئ فَعَلَ مطاوعا لفَعَلَ، بالفتح فيهما، ومنه قوله [من الرجز] : 1213- قَدْ جَبَرَ الْدَّينَ الإلَهُ فَجَبَرْ والثاني: فَعِلَ، ويكون متعديا، نحو: "شرب"، ولازما، نحو: فرح، ولزومه أكثر من تعديه؛ ولذلك غلب وضعه للنعوت اللازمة والأعراض والألوان وكبر الأعضاء، نحو: "شنب" و"فلج"، ونحو: "برئ" و"مرض"، ونحو: "سود" و"شهب"، ونحو: "أذن" و"عين". وقد يطاوع فعل بالفتح، نحو: "خَدَعَه فخَدِع".

_ 1213- التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 2؛ وخزانة الأدب 1/ 103. الإعراب: قد: حرف تحقيق. جبر: فعل ماض. الدين: مفعول به منصوب. الإله: فاعل مرفوع. فجبر: "الفاء" استئنافية، "جبر": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "جبر الإله": ابتدائية لا محل لها. وجملة "جبر": استئنافية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "جبر الدين فجبر" حيث جاء به متعديا ولازما.

والثالث: فَعُلَ، نحو: "ظرف"، ولا يكون متعديا إلا بتضمين أو تحويل؛ فالتضمين، نحو: "رحبتكم الدار"، وقول علي: "إن بشرًا قد طَلُعَ اليَمَنَ"، ضمن الأول معنى وسع، والثاني معنى بلغ. وقيل: الأصل: رَحُبَتْ بِكُم، فحذف الخافض توسعا. والتحويل نحو سُدْتُه؛ فإن أصله سَوَدْتُه بفتح العين ثم حول إلى فَعُلَ بضم العين، ونقلت الضمة إلى فائه عند حذف العين، وفائدة التحويل الإعلام بأنه واويُّ العين؛ إذ لو لم يحول إلى فعل وحذفت عينه لالتقاء الساكنين عند انقلابها لالتبس الواوي باليائي. هذا مذهب قوم منهم الكسائي، وإليه ذهب في التسهيل، وقال ابن الحاجب: وأما باب سدته فالصحيح أن الضم لبيان بنات الواو، ولا للنقل. ولا يرد فعُل إلا لمعنى مطبوع عليه من هو قائم به، نحو: "كرُم" و"لؤُم"، أو كمطبوع، نحو: "فقُه" و"خطُب"، أو شبهه، نحو: "جنُب"، شبه بنجس، ولذلك كان لازما لخصوص معناه بالفاعل. ولا يرد يائي العين إلا "هيؤ"، ولا متصرفا يائي اللام إلا "نهو" لأنه من النهية وهو العقل، ولا مضاعفا إلا قليلا مشروكا، نحو: "لبب" و"شرر"، وقالوا: لبب وشرر بكسر العين أيضا، ولا غير مضموم عين مضارعه إلا بتداخل لغتين كما في "كدت تكاد"، والماضي من لغة مضارعه "تكود" حكاه ابن خالويه، والمضارع ماضيه كدت بالكسر فأخذ الماضي من لغة والمضارع من أخرى. وأشار بقوله: "وزد نحو ضمن" إلى أن من أبنية الثلاثي لمجرد الأصلية فعل ما لم يسم فاعله، نحو: "ضمن"؛ فعلى هذا تكون أبنية الثلاثي المجرد أربعة، وإلى كون صيغة ما لم يسم فاعله أصلا ذهب المبرد وابن الطراوة والكوفيون، ونقله في شرح الكافية عن سيبويه والمازني، وذهب البصريون إلى أنها فرع مغيرة عن صيغة الفاعل، ونقله غير المصنف عن سيبويه، وهو أظهر القولين، وذهب إليه المصنف في باب الفاعل من الكافية وشرحها. تنبيهات: الأول: لما لم يتعرض لبيان حركة فاء الفعل فهم أنها غير مختلفة، وأنها فتحة؛ لأن الفتح أخف من الضم والكسر؛ فاعتباره أقرب. الثاني: ما جاء من الأفعال مكسور الأول أو ساكن الثاني فليس بأصل، بل هو مغير عن الأصل، نحو: "شَهِدَ" و"شِهِدَ" و"شَهْدَ".

الثالث: مذهب البصريين أن فعل الأمر أصل برأسه، وأن قسمة الفعل ثلاثية، وذهب الكوفيون إلى أن الأمر مقتطع من المضارع؛ فالقسمة عندهم ثنائية؛ فعلى الأول الصحيح كان من حق المصنف إذ ذكر فعل ما لم يسم فاعله أن يذكر فعل الأمر، أو يتركهما معا كما فعل في الكافية. قال في شرحها: جرت عادة النحويين أن لا يذكروا في أبنية الفعل المجرد فعل الأمر، ولا فعل ما لم يسم فاعله، مع أن فعل الأمر أصل في نفسه اشتق من المصدر ابتداء كاشتقاق الماضي والمضارع منه. ومذهب سيبويه والمازني أن فعل ما لم يسم فاعله أصل أيضا، فكان ينبغي على هذا إذا عدت صيغ الفعل المجرد من الزيادة أن يذكر للرباعي ثلاث صيغ: صيغة للماضي المصوغ للفاعل كدحرج، وصيغة له مصوغا للمفعول كدحرج، وصيغة للأمر كدحرج، إلا أنهم استغنوا بالماضي الرباعي المصوغ للفاعل عن الآخرين لجريانها على سنن مطرد، ولا يلزم من ذلك انتقاء أصالتهما كما لم يلزم من الاستدلال على المصادر المطردة بأفعالها انتفاء أصالتها، هذا كلامه. [أوزان الفعل الرباعي المجرد والمزيد] : 921- وَمُنْتَهَاهُ أَرْبَعٌ إنْ جُرِّدَا ... وَإنْ يُزَدْ فِيْهِ فَمَا سِتًّا عَدَا "ومنتهاه" أي: الفعل "أربع إن جردا" وله حينئذ بناء واحد، وهو فعلل، ويكون متعديا، نحو: دحرج، ولازما، نحو: عربد. وقال الشارح: له ثلاثة أبنية، واحد للماضي المبني للفاعل، نحو: "دحرج"، وفيه ما تقدم من أن عادة النحويين الاقتصار على بناء واحد وهو الماضي المبني للفاعل كما سبق. "وإن يزد فيه فما ستا عدا" أي جاوز؛ لأن التصرف فيه أكثر من الاسم، فلم يحتمل من عدة الحروف ما احتمله الاسم؛ فالثلاثي يبلغ بالزيادة أربعة، نحو: أكرم، وخمسة، نحو اقتدر، وستة، نحو: استخرج، والرباعي يبلغ بالزيادة خمسة، نحو: تدحرج، وستة، نحو: احرنجم. تنبيهان: الأول: قال في التسهيل: وإن كان فعلا لم يتجاوز ستة إلا بحرف التنفيس أو

تاء التأنيث أو نون التأكيد، وسكت هنا عن هذا الاستثناء، وهو أحسن؛ لأن هذه في تقدير الانفصال. الثاني: لم يتعرض الناظم لذكر أوزان المزيد من الأسماء والأفعال؛ لكثرتها، ولأنه سيذكر ما به يعرف الزائد. أما الأسماء فقد بلغت بالزيادة –في قول سيبويه- ثلاثمائة بناء وثمانية أبنية، وزاد الزبيدي عليه نيفا على الثمانين، إلا أن منها ما يصح، ومنها ما لا يصح. وأما الأفعال فللمزيد فيه من ثلاثيها خمسة وعشرون بناء مشهورة، وفي بعضها خلاف، وهي: أفعل، نحو: أكرَمَ، وفعِل، ونحو: فرِحَ، وتفعَّلَ، نحو: تعلَّمَ، وفاعَلَ، نحو: ضَارَبَ، وتفاعَلَ، نحو: تَضَارَبَ، وافتعل، نحو: اشتَمَلَ، وانفَعَلَ، نحو: انكسر، واسْتَفْعَلَ، نحو: استغفر، وافعَلَّ، نحو: احمر، وافعال، نحو: اشهاب الفرس، وافعوعل، نحو: اغدودن الشعر، وافعول، نحو: احمر، وافعال، نحو: اشهاب الفرس، وافعوعل، نحو: اغدودن الشعر، وافعول، نحو: اعلوط فرسه إذا اعروراه، وافعولل، نحو: اخشوشن، وافعيل، نحو: اهبيخ، وفوعل، نحو: حوقل إذا أدبر عن النساء، وفعول، نحو: هرول، وفعلل، نحو: شملل إذا أسرع، وفيعل، نحو: بيطر، وفعيل، نحو: طشيا رأيه، ورهيأ إذا غلط، وفعلى، نحو: سلقاه إذا ألقاه على قفاه، وافعنلي، نحو: اسلنقى، وافعنلأ، نحو: احبنطأ لغة في احبنطى إذا نام على بطنه، وافعنلل، نحو: اخرنطم إذا غضب، وفنعل، نحو: سنبل الزرع، وتمفعل، نحو: تمندل إذا مسح يده بالمنديل، والكثير تندل. ويجيء كل واحد من هذه الأوزان لمعان متعددة لا يحتمل الحال إيرادها هنا. وللمزيد من رباعيها ثلاثة أبنية: تفعلل، نحو: تدحرج، افعنلل، نحو: احرنجم، وافعلل، نحو: اقشعر، وهي لازمة، اختلف في هذا الثالث؛ فقيل: هو بناء مقتضب، وقيل: هو ملحق باحرنجم، زادوا فيه الهمزة، وأدغموا الأخير فوزنه الآن افعلل، ويدل على إلحاقه باحرنجم مجيء مصدره كمصدره.

[أوزان الاسم الرباعي] : 922- لاِسْمٍ مُجَرَّدٍ رُبَاعٍ فَعْلَلُ ... وَفِعْلِلٌ وَفِعْلَلٌ وفُعْلُلُ 923- وَمَعْ فِعَلَ فُعْلَلٌ، وَإنْ عَلا ... فَمَعْ فَعَلَّلٍ حَوَى فَعْلَلِلاَ 924- كَذَا فُعَلِّلٌ وَفِعْلَلٌّ، وَمَا ... غَايَرَ لِلزَّيْدِ أوِ النَّقْصِ انْتَمَى لاسم مجرد رباع فعلل ... وفعلل وفعلل وفعلل وَمَعْ فِعَلَ فُعْلَلٌ" أي للرباعي المجرد ستة أبنية: الأول: فَعْلَل بفتح الأول والثالث، ويكون اسما، نحو: جعفر وهو النهر الصغير، وصفة ومثلوه بسهلب وشجعم، والسهلب: الطويل، والشجعم: الجريء، وقيل: إن الهاء في سهلب والميم في شجعم زائدتان، وجاء بالتاء عجوز شهربة وشهبرة للكبيرة، وبهكنة للضخمة الحسنة. الثاني: فِعْلِل بكسر الأول والثالث، ويكون اسما، نحو: زبرج وهو والسحاب الرقيق، وقيل: السحاب الأحمر، وهو من أسماء الذهب أيضا، وصفة: نحو: خرمل، قال الجرمي: الخرمل المرأة الحمقاء مثل الخذعل، ونحو: ناقة دلقم، قال الجوهري: هي التي أكلت أسنانها من الكبر. الثالث: فِعلَل بكسر الأول وفتح الثالث، ويكون اسما، نحو: درهم، وصفة، نحو: هبلع للأكول. الرابع: فُعْلُل بضم الأول والثالث، ويكون اسما، نحو: برثن، وهو واحد براثن السباع، وهو كالمخلب من الطير، وصفة، نحو: جرشع للعظيم من الجمال، ويقال الطويل. الخامس: فِعَل بكسر الأول وفتح الثاني، ويكون اسما، نحو: قمطر وهو وعاء الكتب، وفطحل وهو الزمان الذي كان قبل خلق الناس، قال أبو عبيدة: والأعراب تقول: هو زمن كانت الحجارة فيه رطبة، قال العجاج [من الرجز] : 1214- وَقَدْ أتَاهُ زَمَنَ الفِطَحْلِ ... وَالْصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كَطِيْن الْوَحْلِ

_ 1214- التخريج: الرجز لرؤبة في ديوانه ص128؛ ولسان العرب 11/ 527 "فطحل"؛ وله أو للعجاج في الحيوان 4/ 202؛ وليس في ديوان العجاج؛ وبلا نسبة في الحيوان 6/ 116.

وقال آخر [من الكامل] : 1215- زَمَن الفِطَحْلِ إذِ السِّلاَمُ رِطَاب وصفة، نحو: سبطر وهو الطويل الممتد، وجمل قمطر أي صلب، ويوم قمطر، أي شديد. السادس: فعلل بضم الأول وفتح الثالث، ويكون اسما، نحو: جخدب لذكر الجراد، وصفة، نحو: جرشع بمعنى جرشع بالضم. تنبيهات: الأول: مذهب البصريين غير الأخفش أن هذا البناء السادس ليس ببناء أصلي، بل هو فرع على فعلل بالضم، فتح تخفيفا؛ لأن جميع ما سمع في الفتح سمع فيه الضم، نحو: خجدب وطحلب وبرقع في الأسماء، وجرشع في الصفات، وقالوا للمخلب جرثن، ولشجر البادية عزفط، ولكساء مخطط برجد، ولم يسمع فيها فعلل بالفتح، وذهب الكوفيون والأخفش إلى أنه بناء أصلي، واستدلوا لذلك بأمرين؛ أحدهما أن الأخفش حكى جؤذرا ولم يحك فيه الضم؛ فدل على أنه غير مخفف، وهو مردود؛ فإن الضم فيه منقول أيضا، وزعم الفراء أن الفتح في جؤذر أكثر، وقال الزبيدي: إن الضم في جميع ما ورد منه

_ = اللغة: الفطحل: السيل العظيم. وقيل: الزمن الذي كان قبل الخلق. الإعراب: وقد: "الواو": بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق. أتاه: فعل ماض، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". زمن: ظرف زمان متعلق بـ"أتاه" وهو مضاف. الفطحل: مضاف إليه مجرور. والصخر: "الواو": حالية، "الصخر": مبتدأ مرفوع. مبتل: خبر المبتدأ مرفوع. كطين: جار ومجرور متعلقان بـ"مبتل"، وهو مضاف. الوحل: مضاف إليه مجرور. وجملة "وقد أتاه": بحسب الواو. وجملة "والصخر مبتل": في محل نصب حال. لم يأت بالبيت للاسشهاد على نحو وصرف، بل على أن معنى "فطحل" زمان كانت فيه الحجارة رطبة، وهو زمن ما قبل الخلق. 1215- التخريج: الشطر بلا نسبة في لسان العرب 11/ 527 "فطحل". اللغة: السلام: الحجارة. الإعراب: زمن: ظرف زمان متعلق بما قبله غير الواضح، وهو مضاف. الفطحل: مضاف إليه مجرور. إذ: ظرف للزمن الماضي بدل من "زمن". السلام: مبتدأ مرفوع. رطاب: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "السلام رطاب": في محل جر مضاف إليه. جاء بالشطر لتوكيد معنى "الفحطل" كما في الرجز السابق.

أفصح. والآخر: أنهم قد ألحقوا به؛ فقالوا: عندد، يقال: مالي عن ذلك عندد، أي بد، وقالوا: عاطت الناقة عوططا إذا اشتهت الفحل، وقالوا: سودد؛ فجاءوا بهذه الأمثلة مفكوكة، وليست من الأمثلة التي استثنى فيها فك المثلين لغير الإلحاق؛ فوجب أن يكون للإلحاق، وأجاب الشارح بأنا لا نسلم أن فك الإدغام للإلحاق بنحو: جخدب، وإنما هو لأن فعلل من الأبنية المختصة بالأسماء فقياسه الفك كما في جدد وظلل وحلل، وإن سلمنا أنه للإلحاق قد نسلم أنه لا يلحق إلا بالأصول؛ فإنه قد ألحق بالمزيد فيه فقالوا: اقعنسس فألحقوا بحرنجم؛ فكما ألحق بالفرع بالزيادة؛ فكذا يلحق بالفرع بالتخفيف. الثاني: ظاهر كلام الناظم هنا موافقة الأخفش والكوفيين على إثبات أصالة فعلل، وقال في التسهيل: وتفريع فعلل على فعلل أظهر من أصالته. الثالث: زاد قوم من النحويين في أبنية الرباعي ثلاثة أوزان: وهي فعلل بكسر الأول وضم الثالث، حكى ابن جني أنه يقال لجوز القطن الفاسد: خرفع، ويقل أيضا لزئبر الثوب: زئبر، وللضئبل وهو من أسماء الداهية: ضئبل، وفعل بضم الأول وفتح الثاني، نحو: خبعث ودلمز، وفعلل بفتح الأول وكسر الثالث، نحو: طحربة، ولم يثبت الجمهور هذه الأوزان، وما صح نقله منها فهو عندهم شاذ، وقد ذكر الأول من هذه الثلاثة في الكافية فقال: وربما استعمل أيضا فعلل، والمشهور في الزئبر والضئبل كسر الأول والثالث. الرابع: قد علم بالاستقراء أن الرباعي لا بد من إسكان ثانيه أو ثالثه، ولا يتوالي أربع حركات في كلمة، ومن ثم لم يثبت فعلل، وأما علبط للضخم من الرجال، وناقة علبطة أي عظيمة؛ فذلك محذوف من فعالل، وكذلك دودم، وهو شيء يشبه الدم يخرج من شجر السمر، ويقال حينئذ: حاضت السمرة، وكذلك لبن عثلط وعجلط وعكلط: أي ثخين خاثر، ولا فعلل، وأما عرثن لنبت يدبغ به فأصله عرنثن مثل قرنفل، ثم حذفت منه النون كما حذفت الألف من علابط، واستعملوا الأصل والفرع، وكذلك عرقصان أصله عرنقصان، حذفوا النون وبقي على حاله وهو نبت، ولا فعلل وأما جندل فإنه محذوف من جنادل، والجندل: الموضع فيه حجارة، وجعله الفراء وأبو علي فرعا على فعليل، وأصله جنديل، واختاره الناظم؛ لأن جندلا مفرد فتفريعه على المفرد أولى، وقد أورد بعضهم هذه الأوزان على أنها من الأبنية الأصول وليست محذوفة، وليس بصحيح لما سبق.

[أوزان الاسم الخماسي] : "وإن علا" الاسم المجرد عن أربعة، وهو الخماسي "وَمَعْ فِعَلَ فُعْلَلٌ حوى فعلللا كذا فعلل وفعلل". فالأول من هذه الأبنية: فعلل، وهو بفتح الأول والثاني والرابع، ويكون اسما، نحو: سفرجل، وصفة، نحو: شمردل للطويل. والثاني: وهو بفتح الأول والثالث وكسر الرابع، قالوا: لم يجيء إلا صفة، نحو: جحمرش للعظيمة من الأفاعي، وقال السيرافي: هي العجوز المسنة، وقهبلس للمرأة العظيمة، وقيل: لحشفة الذكر، وقيل: لعظيم الكمرة فيكون اسما. والثالث، وهو بضم الأول وفتح الثاني وكسر الرابع، يكون اسما، نحو: خزعبل للباطل وللأحاديث المستطرفة، وقذعمل، يقال: ما أعطاني قذعملا، أي شيئا، وصفة يقال: جمل قذعمل للضخم، والقذعملة من النساء القصيرة، وجمل خبعثن وهو الضخم أيضا، وقيل: الشديد الخلق العظيم، وبه سمي الأسد. والرابع: وهو بكسر الأول وفتح الثالث، يكون اسما، نحو: قرطعب وهو الشيء الحقير، وصفة، نحو: جردحل، وهو الضخم من الإبل، وحنزقر وهو القصير. تنبيه: زاد ابن السراج في أوزان الخماسي فعللل، نحو: هندلع اسم بقلة، ولم يثبته سيبويه، والصحيح أن نونه زائدة، وإلا لزم عدم النظير، وأيضا قد حكى كراع في الهندلع كسر ابهاء؛ فلو كانت النون أصلية لزم كون لخماسي على ستة أوزان؛ فيفوت تفضيل الرباعي عليه، وهو مطلوب، ولأنه يلزم على قوله أصالة نون كنهبل؛ لأن زيادتها لم تثبت إلا لأن الحكم بأصالتها موقع في عدم النظير، مع أن نون هندلع ساكنة ثانية؛ فأشبهت نون عنبر وحنظل ونحوهما، ولا يكاد يوجد نظير كنهبل في زيادة نون ثانية متحركة؛ فالحكم على نون هندلع بالزيادة أولى، وزاد غيره للخماسي أوزانا أخر. لم يثبتها الأكثرون لندورها واحتمال بعضها للزيادة فلا تطيل بذكرها. "وما غاير" من الأسماء المتمكنة ما سبق من الأمثلة "للزيد أو النقص انتمى"، نحو: يد وجندل واستخراج، وكان ينبغي أن يقول: أو الندور؛ لأن نحو: طحربة مغاير للأوزان المذكورة، ولم ينتم إلى الزيادة ولا النقص، ولكنه نادر كما سبق، ولهذا قال في

التسهيل: وما خرج عن هذه المثل فشاذ، أو مزيد فيه، أو محذوف منه، أو شبه الحرف، أو مركب أو أعجمي. 925- وَالْحَرْفُ إنْ يَلْزَم فَأَصْلٌ ... وَالَّذِي لاَ يَلْزَمُ الْزَّائِدُ، مِثْلُ تَا احْتُذِي "وَالْحَرْفُ إنْ يَلْزَم" الكلمة في جميع تصاريفها "فأصل والذي * لا يلزم" بل يحذف في بعض التصاريف فهو "الزائد مثل تا احتذي" لأنك تقول: حذا حذوه؛ فتعلم بسقوط التاء أنها زائدة في احتذى، يقال: احتذى به أي اقتدى به، ويقال أيضا "احتذى" أي انتعل، قال [من الرجز] : 1216- كلَّ الْحِذَاءِ يَحْتذي الحافِي الوقع والحذاء: النعل، وأما الساقط لعلة من الأصول كواو يعد؛ فإنه مقدر الوجود، كما أن الزائد اللازم كنون قرنفل وواو كوكب في تقدير السقوط، ولذا يقال: الزائد ما هو ساقط في أصل الوضع تحقيقا أو تقديرا. [أسباب زيادة الحروف] : واعلم أن الزيادة تكون لأحد سبعة أشياء: للدلالة على معنى كحرف المضارعة وألف المفاعلة، وللإلحاق كواو وجدول، وياء صيرف وعثير، وألف أرطى ومعزى، ونون جحنفل ورعشن، وللمد كألف رسالة، وياء صحيفة، وواو حلوبة، وللعوض كتاء زنادقة وإقامة، وسين يسطيع، وميم اللهم، وللتكثير كميم ستهم وزرقم وابنم، زيدت لتفخيم المعنى وتكثيره، ومن هذا المعنى ألف قبعثرى وكمثرى، وللإمكان كألف الوصل؛ لأنه لا

_ 1216- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: احتذى: اقتدى، انتعل. الوقع: المشتكي وجع قدميه. الإعراب: كل: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الحذاء: مضاف إليه مجرور. يحتذي: فعل مضارع مرفوع، الحافي: فاعل مرفوع. الوقع: نعت "الحافي" مرفوع. وجملة "يحتذي": ابتدائية لا محل لها. الشاهد: في قوله: "يحتذي" بمعنى "ينتعل" لا بمعنى "يقتدي".

يمكن أن يبتدأ بساكن، وهاء السكت في نحو: عِهْ وقِهْ؛ لأنه لا يمكن أن يبتدأ بحرف ويوقف عليه، وللبيان كهاء السكت في نحو: مَالِيَهْ ويا زَيْدَاه، زيدت لبيان الحركة، وبيان الألف. تنبيهان: الأول: الزائد نوعان: أحدهما: أن يكون تكرير أصل لإلحاق أو لغيره؛ فلا يختص بأحرف الزيادة، وشرطه أن يكون تكرير عين إما مع الاتصال، نحو: قتل، أو مع الانفصال بزائد نحو عقنقل، أو تكرير لام كذلك، نحو: جلبب وجلباب، أو فاء وعين مع مباينة اللام، نحو: مرمريس وهو قليل، أو عين ولام مع مباينة الفاء، نحو: صمحمح. أما مكرر الفاء وحدها كقرقف وسندس، أو العين المفصولة بأصلي كحدرد فأصلي. والآخر: أن يكون تكرير أصل، وهذا لا يكون إلا أحد الأحرف العشرة المجموعة في "أمان وتسهيل"، وهذا معنى تسميتها حروف الزيادة، وليس المراد أنها تكون زائدة أبدا؛ لأنها قد تكون أصولا، وذلك واضح. وأسقط المبرد من حروف الزيادة الهاء، وسيأتي الرد عليه. [أدلة زيادة الحرف] : الثاني: أدلة زيادة الحرف عشرة: أولها: سقوطه من أصل، كسقوط ألف ضارب في أصله أعني المصدر. ثانيها: سقوط من فرع، كسقوط ألف كتاب في جمعه على كتب. ثالثها: سقوطه من نظيره كسقوط ياء أيطل في إطل، والإيطل: الخاصرة. وشرط الاستدلال بسقوط الحرف من أصل أو فرع أو نظير على زيادته أن يكون سقوطه لغير عله، فإن كان سقوطه لعله كسقوط واو وعد في يعد أو في عدة لم يكن دليلا على الزيادة. رابعها: كون الحرف مع عدم الاشتقاق في موضع يلزم فيه زيادته مع الاشتقاق، وذلك كالنون إذا وقعت ثالثة ساكنة غير مدغمة وبعدها حرفان، نحو: ورنتل وهو الشر، وشرنبث

وهو الغليظ الكفين والرجلين، وعصنصر وهو جبل؛ فالنون في هذه ونحوها زائدة؛ لأنها في موضع لا تكون فيه مع المشتق إلا زائدة، نحو: جحنفل من الجحفلة، وهي لذي الحافر كالشفة للإنسان، والجحنفل: العظيم الشفة، وهو أيضا الجيش العظيم. خامسا: كون مع عدم الاشتقاق في موضع يكثر فيه زيادته مع الاشتقاق، كالهمزة إذا وقعت أولا بعدها ثلاثة أحرف، فإنها يحكم عليها بالزيادة وأن لم يعلم الاشتقاق؛ فإنها قد كثرت زيادتها إذا وقعت كذلك فيما علم اشتقاقه، وذلك، نحو: أرنب وإفكل، يحكم بزيادة همزته حملا على ما عرف اشتقاقه، نحو: أحمر، والإفكل: الرعدة. سادسها: اختصاصه بموضع لا يقع فيه إلا حرف من حروف الزيادة كالنون من كنتأو، ونحو: حنطأو وسندأو وقندأو، فالكنتأو: الوافر اللحية، والحنطأو: العظيم البطن، والسندأو والقندأو: الرجل الخفيف. سابعها: لزوم عدم النظير بتقدير الأصالة في تلك الكلمة، نحو: تتفل بفتح التاء الأولى وضم الفاء، وهو ولد الثعلب، فإن تء زائدة؛ لأنها لو جعلت أصلا لكان وزنه فعلل وهو مفقود. ثامنها: لزوم عدم النظير بتقدير الأصالة في نظير الكلمة التي ذلك الحرف منها، نحو: تتفل على لغة من ضم التاء والفاء، فإن تاءه أيضا زائدة على هذه اللغة وإن لم يلزم من تقدير أصالتها عدم النظير؛ فإنها لو جعلت أصلا كان وزنه فعلل وهو موجود، ونحو: برثن، لكن يلزم عدم النظير أعنى لغة الفتح، فلما ثبتت زيادة التاء في لغة الفتح حكم بزيادتها في لغة الضم أيضا؛ إذ الأصل اتحاد المادة. تاسعها: دلالة الحرف على معنى كحروف المضارعة وألف اسم الفاعل. عاشرها: الدخول في أوسع البابين عند لزوم الخروج عن النظير، وذلك في كنهبل، فإن وزنه على تقدير أصالة النون فعلل كسفرجل بضم الجيم وهو مفقود، وعلى تقدير زيادتها فعنلل وهو مفقود أيضا، ولكن أبنية المزيد في أكثر، ومن أصولهم المصير إلى الكثير. ذكر هذا ابن إياز وغيره، وقال المرادي: هو مندرج في السابع، ا. هـ.

[الميزان الصرفي] : 926- بِضِمْنِ فِعْلٍ قَابِلِ الأُصُوْلَ فِي ... وَزْنٍ وَزَائِدٌ بِلَفْظِهِ اكْتُفِيْ "بِضِمْنِ فِعْلٍ قَابِلِ الأُصُوْلَ فِي وَزْنٍ" يعني إذا أردت أن تزن كلمة لتعلم الأصل منها والزائد فقابل أصولها بأحرف فعل: الأول بالفاء، والثاني بالعين، والثالث باللام، مسويا بين الميزان والموزون في الحركة والسكون؛ فتقول في فلس فعل، وفي ضرب فعل بفتح الفاء والعين، وكذلك في قام وشد لأن أصلهما قوم وشدد، وفي علم فعل، وكذلك في هاب ومل، وفي ظرف فعل، وكذلك في طال وحب "وزائد بلفظه اكتفي" عن تضعيف أصله من الميزان؛ فتقول في أكرم وبيطر وجوهر وانقطع واجتمع واستخرج وانقطاع واجتماع واستخراج: أفعل وفيعل وفوعل وانفعل وافتعل واستفعل وانفعال وافتعال واستفعال. واستثنى من الزائد نوعان لا يعبر عنهما بلفظهما: أحدهما: المبدل من تاء الافتعال؛ فإنه يعبر عنه بالتاء التي هي أصله؛ فيقال في وزن اصطبر: افتعل، وذلك لأن المقتضي للإبدال مفقود في الميزان. والآخر المكرر لإلحاق أو غيره؛ فإنه يقابل بما يقابل به الأصل كما يأتي بيانه. 927- وَضَاعِفِ اللاَّم إذَا أَصْلٌ بَقِي ... كَرَاءِ جَعْفَرٍ وَقَافِ فُسْتُق "وضاعف اللام" من الميزان "إذا أصل بقي" من الموزون، بأن يكون رباعيا أو خماسيا "كراء جعفر وقاف فستق"، وجيم ولا سفرجل، وميم ولام قذعمل؛ فتقول في وزن الأول فعلل، وفي الثاني فعلل، والثالث فعلل، والرابع: فعلل. 928- وَإنْ يَكُ الزَّائِدُ ضِعْفَ أَصْل ... فَاجْعَلْ لَهُ فِي الْوَزْنِ مَا لِلأَصْلِ "وَإنْ يَكُ الزَّائِدُ ضِعْفَ أَصْل فَاجْعَلْ لَهُ فِي الْوَزْنِ" من أحرف الميزان "ما للأصل" الذي هو ضعفه منها؛ فإن كان ضعف الفاء قوبل بالفاء، وإن ان ضعف العين قوبل بالعين، وإن كان ضعف اللام قوبل باللام؛ فتقول في حلتيت فعليل، وفي سحنون فعلول، وفي مرمريس فعفعيل، وفي اغدودن افعوعل، وفي جلبب فعلل. وأجاز بعضهم مقابلة هذا الزائد

بمثله؛ فتقول في حلتيت فعليت، وفي سحنون فعلون، وفي مرميس فعمريل، وفي اغدودن افعودل، وفي جلبب فعلب. ويلزم من هذا المذهب أمران مكروهان؛ أحدهما: تكثير الأوزان مع إمكان الاستغناء بواحد، في نحو: صبر وقتر وكثر، فإن وزن هذه وما شاكلها على القول المشهور فعل، ووزنها على القول المرغوب عنه فعبل، وفعتل، وفعثل، وكذا إلى آخر الحروف وكفى بهذا الاستثقال منفرا. والآخر: التباس ما يشاكل مصدره تفعيلا بما يشاكل مصدره فعلله، وذلك أن الثلاثي المعتل العين قد تضعف عينه للإلحاق ولغير الإلحاق، ويتحد اللفظ به كبين مقصودا به الإلحاق ومقصودا به التعدية؛ فعلى القصد الأول مصدره تبينة مشاكل دحرجة، وعلى القصد الثاني مصدر تبيين، ولا يعلم امتياز المصدرين إلا بعد العلم باختلاف وزني الفعلين، واختلاف وزني الفعلين فيما نحن بصدده ليس إلا على المذهب المشهور. تنبيهات: الأول: إذا لم يكن الزائد من حروف "أمان وتسهيل" فهو ضعف أصل كالباء من جلبب، وإن كان منها فقد يكون ضعفا، نحو: سأل، وقد يكون غير ضعف بل صورته صورة الضعف ولكن دل الدليل على أنه لم يقصد به تضعيف؛ فيقابل في الوزن بلفظه، نحو: سمنان –وهو ماء لبني ربيعة- فوزنه فعلان لا فعلان؛ لأن فعلالا بناء نادر لم يأت منه غير المكرر، نحو: الزلزال إلا خزعال وهو ناقة بها ظلع، وقهقار للحجر. وأما بهرام وشهرام فعجميان. الثاني: المعتبر في الوزن ما استحقه الموزون من الشكل قبل التغيير؛ فيقال في وزن رد ومرد فعل ومفعل؛ لأن أصلهما ردد ومردد. الثالث: إذا وقع في الموزون قلب تقلب الزنة؛ لأن الغرض من الوزن التنبيه على الأصول والزوائد على ترتيبها؛ فتقول في وزن آدر أعفل؛ لأن أصله أدور، قدمت العين على الفاء، وتقول في ناء فلع، لأنه من النأي، وفي الحادي عالف، لأنه من الوحدة، وكذلك إذا كان في الموزون حذف وزن باعتبار ما صار إليه بعد الحذف؛ فتقول في وزن قاض فاع، وفي بع فل، وفي يعد يعل، وفي عدة علة، وفي عه أمر من الوعي عه، إلا إذا أريد بيان الأصل في المقلوب والمحذوف؛ فيقال: أصله كذا ثم أعل، ا. هـ.

929- وَاحْكُمْ بِتَأْصِيْل حُرُوفِ سِمْسِم ... وَنَحْوِهِ وَالْخُلْفُ فِي كَلَمْلِم واحكم بتأصيل" أصول "حروف" الرباعي التي تكررت فاؤه وعينه، وليس أحد المكررين فيه صالحا للسقوط، كحروف "سمسم * ونحوه" لأن أصالة أحد المكرين فيه واجبة تكميلا لأقل الأصول، وليس أصالة أحدهما أولى من أصالة الآخر، فحكم بأصالتهما معا "والخلف في" الرباعي المذكور الذي أحد المكررين فيه صالح للسقوط "كلملم" أمر من لملم وكفكف أمر من كفكف؛ فاللام الثانية والكاف الثانية صالحان للسقوط، بدليل صحة كف ولم، فقيل: إنه كالنوع الأول حروفه كلها محكوم بأصالتها، وإن مادة لملم وكفكف غير مادة "لم" و"كف"؛ فوزن هذا النوع فعلل كالنوع الأول، وهذا مذهب البصريين إلا الزجاج، وقيل: إن الصالح للسقوط زائد؛ فوزن كفكف على هذا فعكل، وهذا مذهب الزجاج، وقيل: إن الصالح للسقوط بدل من تضعيف العين، فأصل لملم: لمم، فاستثقل توالي ثلاثة أمثال فأبدل من أحدها حرف يماثل الفاء، وهذا مذهب الكوفيين، واختاره الشارح، ويرده أنهم قالوا في مصدره: فعللة، ولو كان مضاعفا في الأصل لجاء على التفعيل. فإن تكرر في الكلمة حرفان وقبلهما حرف أصلي كصمحمح وسمعمع حكم فيه بزيادة الضعفين الأخيرين؛ لأن أقل الأصول محفوظ بالأولين، والسابق، كذا قال في شرح الكافية. وقال في التسهيل: فإن كان في الكلمة أصل غير الأربعة حكم بزيادة ثاني فاتفق كلامه في نحو: مرمريس، واختلف في نحو: صمحمح؛ فوزنه في كلامه الأول على طريقة من يقابل الزائد بلفظه فعلمح، وفي كلامه الثاني فعحمل. واستدل بعضهم على زيادة الحاء الأولى، وفي نحو: صمحمح والميم الثانية، في نحو: مرمريس بحذفهما في التصغير، حيث قالوا: صميمح، ومريريس، ونقل عن الكوفيين في صمحمح أن وزنه فعلل، وأصله صمحح أبدلوا الوسطى ميما.

[ما تطرد زيادته من الحروف] : ولما فرغ من بيان ما يعرف به الزائد من الأصل شرع في بيان ما تطرد زيادته من الحروف العشرة، فقال: 930- " فَأَلِفٌ أَكْثَرَ مِنْ أَصْلَيْنِ ... صَاحَبَ زَائِدٌ بِغَيْرِ مَيْنِ ألف: مبتدأ، والجملة بعده صفة له، وزائد: خبره، والمين: الكذب. أي إذا صحبت الألف أكثر من أصلين حكم بزيادتها؛ لأن أكثر ما وقعت الألف فيه كذلك دل الاشتقاق على زيادتها فيه، فيحمل عليه ما سواه، فإن صحبت أصلين فقط لم تكن زائدة، بل بدلا من أصل ياء أو واو، نحو: رمى ودعا ورحا وعصا وباع وقال وناب وباب، وما ذكره إنما هو في الأسماء المتمكنة والأفعال، أما المبنيات والحروف فلا وجه للحكم بزيادتها فيها؛ لأن ذلك إنما يعرف بالاشتقاق، وهو مفقود، وكذلك الأسماء الأعجمية كإبراهيم وإسحاق. واعلم أن الألف لا تزاد أولا؛ لامتناع الابتداء بها، وتزاد في الاسم ثانية، نحو: ضارب، وثالثة، نحو: كتاب، ورابعة، نحو: حبلى وسرداح، وخامسة، نحو: انطلاق وحلبلاب، وسادسة، نحو: قبعثرى، وسابعة، نحو: أربعاوى، وتزاد في الفعل ثانية، نحو: قاتل، وثالثة، نحو: تغافل، ورابعة، نحو: سلقى، وخامسة، نحو: أجأوى، وسادسة، نحو: اغرندى. تنبيهان: الأول: يستثنى من كلامه نحو عاعى وضوضى من مضاعف الرباعي، فإن الألف فيه بدل من أصل، وليست زائدة. الثاني: إذا كانت الألف مصاحبة لأصلين ولثالث يحتمل الأصالة والزيادة، فإن قدرت أصالته فالألف زائدة، وإن قدرت زيادته فالألف غير زائدة، لكن إن كان المحتمل همزة أو ميما مصدرة أو نونا ثالثة ساكنة في خماسي كان الأرجح الحكم عليه بالزيادة وعلى الألف بأنها منقلبة عن أصل، نحو: أفعى وموسى وعقنقى إن وجد في كلامهم، وما لم يدل دليل على أصالة هذه الأحرف وزيادة الألف كما في أرطى عند من يقول أديم مأروط أي مدبوغ

بالأرطى، وكما في معزى لقولهم معز ومعز، وإن كان المحتمل غير هذه الثلاثة حكمنا بأصالته وزيادة الألف، انتهى. 931- وَاليَا كَذَا وَالْوَاوُ إنْ لَمْ يَقَعَا ... كَمَا هُمَا فِي يُؤْيُؤٍ وَوَعْوَعَا واليا كذا والواو" أي مثل الألف في أن كلا منهما إذا صحب أكثر من أصلين حكم بزيادته "إن لم يقعا" مكررين "كما هما في يؤيؤ" اسم طائر ذي مخلب يشبه الباشق "ووعوعا" إذا صوت؛ فهذا النوع يحكم فيه بأصالة حروفه كلها، كما حكم بأصالة حروف سمسم. والتقسيم السابق في الألف يأتي هنا أيضا؛ فتقول: كل من الياء والواو له ثلاثة أحوال: فإن صحب أصلين فقط فهو أصل كبيت وسوط، وإن صحب ثلاثة فصاعدا مقطوعا بأصالتها فهو زائد إلا في الثنائي المكرر كما تقدم في المتن، وإن صحب أصلين وثالثا محتملا، فإن كان المحتمل همزة أو ميما مصدره حكم بزيادة المصدر منهما وأصالة الياء والواو، نحو: أيدع ومزود، إلا أن يدل دليل على أصالة المصدر وزيادتهما كما في أولق عند من يقول "ألق فهو مألوق" أي جن فهو مجنون، وكما في أيطل لما تقدم من قولهم فيه إطل، أو أصالة الجميع كما في مريم ومدين؛ فإن وزنهما فعلل، لا فعيل؛ لأنه ليس في الكلام، ولا مفعل وإلا وجب الإعلال، وإن كان المحتمل غيرهما حكم بأصالته وزيادة الياء والواو، مالم يدل دليل على خلاف ذلك كما في نحو: يهير وهو الحجر الصلب، وقال ابن السراج: اليهير اسم من أسماء اليهير أي من السراب؛ فإنه قضى فيه يزيادة الياء الأولى دون الثانية؛ لأنه ليس في الكلام فعيل، ولا خفاء في زيادتها في نحو: يحمر، وكما في عزويت وهو اسم موضع، وقيل: هو القصير أيضا؛ فإنه قضي فيه بأصالة الواو وزيادة الياء والتاء؛ لأنه لا يمكن أن يكون وزنه فعويلا؛ لأنه ليس في الكلام، ولا فعليلا لأن الواو لا تكون أصلا في بنات الأربعة، ولا فعويتا لأن الكلمة تصير بغير لام؛ فتعين أن يكون وزنه فعليتا مثل عفريت. واعلم أن الياء تزاد في الاسم أولى، نحو: يلمع، وثانية، ونحو: ضيغم، وثالثة،

نحو: قضيب، ورابعة، نحو: حذرية، وخامسة، نحو: سلحفية، قيل: وسادسة، نحو: مغناطيس، وسابعة، نحو: خنزوانية، وتزاد في الفعل أولى، نحو: يضرب، وثانية، نحو: بيطر، وثالثة عند من أثبت فعيل في أبنية الأفعال، نحو: رهيأ، ورابعة، نحو: قلسيت، وخامسة، نحو: تقلسيت، وسادسة، نحو: اسلنقيت. والواو تزاد في الاسم ثانية، نحو: كوثر، وثالثة، نحو: عجوز، ورابعة، نحو: عرقوة، وخامسة، نحو: قلنسوة، وسادسة، نحو: أربعاوي، وتزاد في الفعل ثانية، نحو: حوقل، وثالثة، نحو: جهور، ورابعة، نحو: اغدودن. تنبيهان: الأول: مذهب الجمهور أن الواو لا تزاد أولا، قيل: لثقلها، وقيل: لأنها إن زيدت مضمومة اطرد همزها، أو مكسورة فكذلك، وإن كان همز المكسورة أقل، أو مفتوحة فيتطرق إليها الهمز؛ لأن الاسم يضم أوله في التصغير، والفعل يضم أوله عند بنائه للمفعول؛ فلما كانت زيادتها أولا تؤدي إلى قلبها همزة رفضوه؛ لأن قلبها همزة قد يوقع في اللبس، وزعم قوم أن واو ورنتل زائدة على سبيل الندور؛ لأن الواو لا تكون أصلا في بنات الأربعة، وهو ضعيف؛ لأنه يؤدي إلى بناء وفنعل وهو مفقود، والصحيح أن الواو أصلية، وأن اللام زائدة مثلها في فحجل بمعنى فحج، وهدمل بمعنى هدم؛ فإن لزيادة اللام آخرا نظائر، بخلاف زيادة الواو أولا. الثاني: إذا تصدرت الياء وبعدها ثلاثة أصول فهي زائدة كما سبق في يلمع؛ وإذا تصدرت وبعدها أربعة أصول في غير المضارع فهي أصل كالياء في يستعور، وهو اسم مكان بالحجاز، وهو أيضا اسم شجر يستاك به؛ لأن الاشتقاق لم يدل على الزيادة في مثله إلا في المضارع، ا. هـ. 932- " وَهكَذَا هَمْزٌ وَمِيمٌ سَبَقَا ... ثَلاَثَةً تَأْصِيْلُهَا تَحَقَّقَا أي الهمزة والميم متساويان في أن كلا منهما إذا تصدر وبعده ثلاثة أحرف مقطوع بأصالتها فهو زائد، نحو أحمد ومسجد؛ لدلالة الاشتقاق في أكثر الصور على الزيادة؛ فحمل عليه ما سواه.

فخرج بقيد التصدر الواقع منهما حشوا أو آخرا؛ فإنه لا يقضي بزيادته إلا بدليل كما سيأتي بيانه. وبقيد الثلاثة، نحو: أكل ومهد، ونحو: إصطبل ومرزجوش. وبقيد الأصالة، نحو: أمان ومعزى. وبقيد التحقق، نحو: أرطى؛ فإنه سمع في المدبوغ به مأروط، ومرطي؛ فمن قال مأروط جعل الهمزة أصلية والألف زائدة، ومن قال مرطي جعل الهمزة زائدة والألف بدلا من ياء أصلية؛ فوزنه على الأول فعلى وألفه زائدة للإلحاق؛ فلو سمي به لم ينصرف للعلمية وشبه التأنيث، ووزنه على الثاني أفعل؛ فلو سمي به لم ينصرف للعلمية ووزن الفعل، والقول الأول أظهر؛ لأن تصاريفه أكثر؛ فإنهم قالوا "أرطت الأديم" إذا دبغته بالأرطى، و"أرطت الإبل" إذا أكلته، و"آرطت الأرض" إذا أنبتته. وقيل أيضا: "أرطت الأرض" إذا أنبتت الأرطي، وكذا الأولق؛ لأنه قيل: هو من ألق فهو مألوق إذا جن، فالهمزة أصل والواو زائدة، وقيل: هو من "ولق" إذا أسرع؛ فالهمزة زائدة والواو أصل، ووزنه أفعل، والأول أرجح. وكذا الأوتكي لنوع من التمر رديء دائر بين أن يكون وزن أفعلى كأجفلى، وفوعلى كخوزلى. ويخرج به أيضا نحو: موسى فإن ميمه محتملة الأصالة والزيادة، ولكن الأرجح الزيادة كما مر. تنبيهات: الأول: محل الحكم بزيادة ما استكمل القيود المذكورة من الحرفين المذكورين ما لم يعارضه دليل على الأصالة من اشتقاق ونحوه، فإن عارضه دليل على الأصالة عمل بمقتضى الدليل، كما في ميم مرجل ومغفور ومرعزي، حكم بأصالتها على أن بعدها ثلاثة أصول. أما "مرجل" فمذهب سيبويه وأكثر النحويين أن ميمه أصل؛ لقولهم "مرجل الحائك الثوب" إذا نسجه موشى بوشي يقال له المراجل، قال ابن خروف: المرجل ثوب يعمل بدارات كالمراجل وهي قدور النحاس، وقد ذهب أبو العلاء المعري إلى زيادة ميم "مرجل" اعتمادا على الأصل المذكور، وجعل ثبوتها في التصريف كثبوت ميم تمسكن من المسكنة، وتمندل من المنديل، وتمدرع إذا لبس المدرعة، والميم فيها زائدة، ولا حجة له في ذلك؛ لأن الأكثر في هذا تسكن، وتندل، وتدرع، قال أبو عثمان: هو الأكثر في كلام العرب.

وأما "مغفور" فعن سيبويه فيه قولان: أحدهما أن الميم زائدة، والآخر أنها أصل، لقولهم "ذهبوا يتمغفرون" أي يجمعون المغفور، وهو ضرب من الكمأة. وأما "مرعزى" فذهب سيبويه إلى أن ميمه زائدة، وذهب قوم منهم الناظم إلى أنها أصل، لقولهم كساء ممرعز، دون مرعز. وكما في همزة "إمعة" وهو الذي يكون تبعا لغير لضعف رأيه، والذي يجعل دينه تبعا لدين غيره ويقلده من غير برهان، حكم بأصالة همزته على أن بعدها ثلاثة أصول؛ فوزنه فعلة لا إفعلة لأنه صفة، وليس في الصفات إفعلة، وأمرة مثل إمعة وزنا ومعنى وحكما، وهو الذي يأتمر لكل من يأمره لضعف رأيه، ويقال أيضا: إمع، وإمر. الثاني: أفهم قوله "سبقا" أنهما لا يحكم بزيادتهما متوسطتين، ولا متأخرتين إلا بدليل. ويستثنى من ذلك الهمزة المتأخرة بعد ألف وقبلها أكثر من أصلين، كما سيأتي في كلامه. فمثال ما حكم فيه بزيادة الهمزة وهي غير مصدرة شمأل، واحبنطأ. ومثال ما حكم في بزيادة الميم وهي غير مصدرة دلامص وزرقم، وبابه. أما الشمأل فالدليل على زيادة همزتها سقوطها في بعض لغاتها، وفيها عشر لغات شمأل، وشأمل، بتقديم الهمزة على الميم، وشمال على وزن قذال، وشمول بفتح الشين وشمل بفتح الميم، وشمل بإسكان الميم، وشيمل على وزن صيقل، وشمال على وزن كتاب، وشميل على وزن طويل، وشمأل بتشديد اللام، واستدل ابن عصفور وغيره على زيادة همزة شمأل بقولهم "شملت الريح" إذا هبت شمالا، واعترض بأنه يحتمل أن يكون أصله شمألت فنقل؛ فلا يصح الاستدلال به. وأما احبنطأ فالدليل على زيادة همزته سقوطها في الحبط، ويقال: "حبط بطنه" انتفخ. وأما دلامص ويقال فيه مالص ودملص ودميلص، وهو البراق –فلقولهم "درع دلاص، ودليص، ودلصته أنا" وذهب أبو عثمان إلى أن الميم في دلامص أصل وإن وافق دلاصا في المعنى؛ فهو عنده من باب سَبِط وسِبَطْر.

وأما زرقم وبابه –نحو: ستهم، ودلقم، وضرزم، وفسحم، ودردم –فلأنها م الزرقة والسته والاندلاق وهو الخروج، والضرز وهو البخيل – يقال ناقة ضرزة أي قليلة اللبن- والانفساح، والدرد وهو عدم الأسنان، والوصف منه أدْرَد، ودَرِد. الثالث: أفهم قوله "تأصيلها تحققا" أنهما إذا سبقا ثلاثة لم يتحقق تأصيل جميعها، بل كان في أحدها احتمال، أنه لا يقدم على الحكم بزيادتهما إلا بدليل، وهو خلاف ما جزم به في التسهيل –وهو المعروف- من أن الهمزة والميم إذا سبقا ثلاثة أحرف أحدها يحتمل الأصالة والزيادة؛ أنه يحكم بزيادة الهمزة والميم وأصالة ذلك المحتمل، إلا أن يقوم دليل بخلاف ذلك، ولذلك حكم بزيادة همزة أفعى وأيدع، وميم موسى ومزود، وجاء في ميم مجن عن سيبويه قولان أصحهما أنها زائدة؛ فإن دل الدليل على أصالة الهمزة والميم وزيادة ذلك المحتمل حكم بمقتضاه، كما حكم بأصالة همزة أرطى فيمن قال: أديم مأروط، وهمزة أولق فيمن قال: ألق فهو مألوق كما سبق، وبأصالة ميم مهدد ومأجج، وزيادة أحد المثلين؛ إذ لو كانت ميمه زائدة لكان مفعلا فكان يجب إدغامه، وأجاز السيرافي في مهدد ومأجج أن تكون الميم زائدة، ويكون فكهما شاذا كما فك الأجل في قوله [من الرجز] : 1217- ألْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الأَجْلَلِ ... [الواسعِ الفضلِ الوَهُوبِ المُجْزِل] الرابع: تزاد الهمزة في الاسم أولى كأحمر، وثانية كشأمل، وثالثة كشمأل، ورابعة كحطائط وهو القصيير، وخامسة كحمراء، وسادسة كعقرباء وهي بلد، وسابعة كبرناساء، والبرناساء: الناس.

_ 1217- التخريج: الرجز لأبي النجم في الأغاني 10/ 157، 158، 163، 165؛ وجمهرة اللغة ص471؛ وخزانة الأدب 2/ 392، 394؛ والدرر 6/ 238؛ وشرح التصريح 2/ 403؛ وشرح شواهد الشافية ص313؛ والطرائف الأدبية ص57؛ والكتاب 4/ 214؛ والمقاصد النحوية 4/ 595؛ وبلا نسبة في الأشباه والأنظار 1/ 51؛ وأوضح المسالك 4/ 412؛ وسر صناعة الإعراب ص503. شرح المفردات: الأجلل: أي الأجل. الواسع الفضل: الكثير الإحسان. الوهوب: الكثير الوهب، أي العطاء. المجزل: المكثر. الإعراب: "الحمد": مبتدأ مرفوع بالضمة. "لله": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. "العلي": نعت "الله" مجرور بالكسرة. "الأجلل": نعت ثان لـ"الله". "الواسع": نعت ثالث لـ"الله"، وهو مضاف. "الفضل": مضاف إليه مجرور. "الوهوب": نعت رابع لـ"الله". "المجزل": نعت خامسا لـ"الله" مجرور. الشاهد فيه قوله: "الأجلل" حيث فك الإدغام، لإقامة الوزن، والقياس "الأجل".

والميم تزاد أولى كمرحب، وثانية كدملص، وثالثة كدلمص، ورابعة كزرقم، وخامسا كضارم؛ لأنه من الضبر وهو شدة الخلق، وذهب ابن عصفور إلى أنها في ضُبَارِم أصلية، قال في الصحاح: الضبارم بالضم الشديد الخلق من الأسْد، ا. هـ. 933- شرح ابن عقيل 933- كَذَاكَ هَمْزٌ آخِرٌ بَعْدَ أَلِفْ ... أكْثَرَ مِنْ حَرْفَيْنِ لَفْظُهَا رَدِفْ أي يحكم بزيادة الهمزة أيضا باضطراد إذا وقعت آخرا بعد ألف، قبل تلك الألف أكثر من حرفين، نحو حمراء وعلباء وقرفصاء؛ فخرج بقيد الآخر الهمزة الواقعة في الحشو، وبقيد قبلها ألف الواقعة آخرا وليست بعد ألف؛ فإنه لا يقضي بزيادة هاتين، إلا بدليل كما سبق في حطائط واحبنطأ، وبقيد أكثر من حرفين، نحو: ماء وشاء وكساء ورداء؛ فالهمزة في ذلك ونحوه، أصل أو بدل من أصل، لا زائدة. تنبيه: مقتضى قوله "أكثر من حرفين" أن الهمزة يحكم بزيادتها في ذلك، سواء قطع بأصالة الحروف التي قبل الألف كلها أم قطع بأصالة الحرفين واحتمل الثالث، وليس كذلك؛ لأن ما آخره همزة بعد ألف بينها وبين الفاء حرف مشدد، نحو: سلاء وحواء، أو حرفان أحدهما لين، نحو: زيزاء وقوباء؛ فإنه محتمل لأصالة الهمزة وزيادة أحد المثلين، أو اللين، وللعكس؛ فإن جعلت الهمزة أصلية كان سلاء فعالا وحواء فعالا من الحواية، وإن جعلت زائدة كان سلا فعلاء وحواء من الحوة؛ فإن تأيد أحد الاحتمالين بدليل حكم به وألغي الآخر، ولذلك حكم على حواء بأنه همزته زائدة إذا لم يصرف، وبأنها أصل إذا صرف، نحو: حواء للذي يعاني الحيات، والأولى في سلاء أن تكون همزته أصلا؛ لأن فعالا في النبات أكثر من فعلاء؛ فلو قال الناظم "أكثر من أصلين" لكان أجود، ا. هـ. 934- وَالنُّون فِي الآخِرِ كالهَمْز وفِي ... نحْوِ غَضَنْفَرٍ أصَالَةً كُفِي "وَالنُّون فِي الآخِرِ كالهَمْز" أي فيقضى بزيادتها بالشرطين المذكورين في الهمزة، وهما: أن يسبقها ألف، وأن يسبق تلك الألف أكثر من أصلين، نحو: عثمان وغضبان، بخلاف نحو: أمان وزمان ومكان.

ويشترط لزيادة النون –مع ما ذكر- أن تكون زيادة ما قبل الألف على حرفين ليست بتضعيف أصل؛ فالنون في نحو: جنحان أصل لا زائدة، وهذا الشرط مستفاد من قوله سابقا "واحكم بتأصيل حروف سمسم" وقد اقتضى إطلاقه أنه يقضي بزيادة النون عينا فيما يتوسط فيه بين الألف والفاء حرف مشدد، نحو: حسان ورمان، أو حرف لين، نحو: عقيان وعنوان، وهذا الإطلاق على وفق ما ذهب إليه الجمهور؛ فإنهم يحكمون بزيادة النون في مثل حسان وعقيان إلا أن يدل دليل على أصالتها، بدلالة منع صرف حسان على زيادة نونه في قول الشاعر [من الوافر] : 1218- أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً تَدُبُّ إلى عُكَاظِ لكنه ذهب في التسهيل والكافية إلى أن النون في ذلك كالهمزة في تساوي الاحتمالين؛ فلا يلغى أحدهما إلا بدليل؛ فكان ينبغي له أن يقيد إطلاقه بذلك، وهذا مذهب لبعض المتقدمين. وزاد بعضهم لزيادتها آخرا شرطا آخر، وهو أن لا يكون في اسم مضموم الأول مضعف الثاني اسما لنبات، نحو: رمان؛ فجعلها في ذلك أصلا؛ لأن فعالا في أسماء النبات أكثر من فعلان وإلى هذا ذهب في الكافية حيث قال: فمل عن الفعلان والفعلاء ... في النبت للفعال كالسلاء ورد بأن زيادة الألف والنون آخرا أكثر من مجيء النبات على فعال. ومذهب الخليل وسيبويه أن نون رمان زائد، قال سيبويه: وسألته –يعني الخليل_ عن الرمان إذا سمي به، فقال: لا أصرفه في المعرفة، وأحمله على الأكثر، إذ لم يكن له معنى يعرف به. وقال

_ 1218- التخريج: البيت لأمية بن خلف الخزاعي في المقاصد النحوية 4/ 563. اللغة: المغلغلة: الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد. عكاظ: سوق جاهلية كان القوم يجتمعون فيها للتفاخر. الإعراب: ألا: حرف تنبيه واستفتاح. من: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. مبلغ: خبر المبتدأ مرفوع. حسان: مفعول به لـ"مبلغ". عني: جار ومجرور متعلقان بـ"مبلغ". مغلغلة: مفعول به لـ"مبلغ" منصوب. تدب: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". إلى عكاظ: جار ومجرور متعلقان بـ"تدب". وجملة "ألا من مبلغ ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تدب": في محل نصب نعت "مغلغلة". الشاهد فيه قوله: "حسان" حيث منع من الصرف لزيادة الألف والنون فيه.

الأخفش: نونه أصلية مثل قراص وحماض؛ لأن فعالا أكثر من فعلان، يعني في النبات؛ والصحيح ما ذهب إليه، لا لما ذكره بل لثبوتها في الاشتقاق. قالوا: أرض مَرْمَنَة لكثيرة الرمان، ولو كانت النون زائدة لقالوا مَرَمَّة. "و" النون "في نحو غضنفر" وعقنقل، وقرنفل، وحبنطأ، وورنتل –مما هو فيه متوسط، وتوسطه بين أربعة أحرف بالسوية، وهو ساكن، وغير مدغم– "أصالة كفي" كفي: مجهول، فيه ضمير النون هو المفعول الأول ناب عن الفاعل، وأصالة: نصب بالمفعول الثاني، أي أطردت زيادة النون فيما تضمن القيود المذكورة لثلاثة أمور: أولها أن النون في ذلك واقعة موقع ما تيقنت زيادته كياء سميدع وواو فدوكس، وألف عذافر، وجخادب1. ثانيها: أنها تعاقب حرف اللين غالبا، كقولهم للغليظ الكفين: شرنبث وشرابث، وللضخم جرنفش وجرافش، ولنبت عرنقصان وعريقصان. ثالثها: أن كل ما عرف له اشتقاق أو تصريف وجدت فيه زائدة فيحمل غير عليه، وقد خرج بالقيد الأول النون الواقعة أولا فإنها أصل، نحو: نهشل، إلا أن يقضي بزيادتها دليل كما في نحو: نرجس؛ لأنها لوكانت أصلا لكان وزنه فعلل وهو مفقود. وبالقيد الثاني، نحو: قنطار وقنديل وعنقود وخندريس وعندليب، فإنها أصل إلا أن يقضي دليل بالزيادة، كما في نحو: عنبس –لأنه من العبوس_ وحنظل لقولهم: حظلت الإبل، وعنسل لأنه من العسلان، وعرند لأنه من قولهم: شيء عرد أي صلب، وكنهبل لقولهم فيه: كهبل، ولعدم النظير على تقدير الأصالة. وبالقيد الثالث، نحو: غرنيق وهو السيد الرفيع، وخرنوب، وكنأبيل، فالنون أصلية؛ إذ ليس في اللام فعنيل ولا فعنول ولا فنعليل. وبالرابع، نحو: عجنس فإنه تعارضت فيه زيادة النون مع زيادة التضعيف؛ فغلب التضعيف لأنه الأكثر، وجعل وزنه فعلل كعدبس قال أبو حيان: والذي أذهب إليه أن النونين زائدتان ووزنه فعنل. والدليل على ذلك أنا وجدنا النونين مزيدتين فيما عرف له اشتقاق، نحو: ضفنط وزونك، ألا ترى أنه من الضفاطة والزوك؛ فيحمل ما لا يعرف له اشتقاق على ذلك. تنبيهات: الأول: بقي مما تزاد فيه النون باطراد ثلاثة مواضع: المضارع كنضرب، والانفعال وفروعه كالانطلاق، والافعنلال كالاحرنجام، وإنما سكت عنها لوضوحها.

_ 1 السميدع: الذئب، السيف، الرجل الخفيف. الفدوكس: الأسد، الرجل الشجاع. العذافر: الشديد من الإبل. الجخادب: العظيم الخلق.

الثاني: إنما لم يذكر التنوين، ونون التثنية والجمع، وعلامة الرفع في الأمثلة الخمسة، ونون الوقاية، ونون التوكيد؛ لأن هذه زيادة متميزة، مقصود الباب تمييز الزيادة المحتاجة إلى تمييز لاختلاطها بأصول الكلمة حتى صارت جزأ منها. الثالث: اعلم أن النون تزاد أولى، نحو: نضرب، وثانية، نحو: حنظل، وثالثة، نحو: غضنفر، ورابعة، نحو: رعشن، وخامسة، نحو: عثمان، وسادسة، نحو: زغفران، وسابعة، نحو: عبوثران. 935- وَالْتَّاءُ فِي التَّأْنِيْثِ والمُضَارَعَهْ ... ونَحْوِ الاِسْتِفْعَالِ المُطَاوَعَهْ 936- وَالهَاءُ وَقْفَاً كَلِمَهْ وَلَمْ تَرَهْ ... وَاللاَّمُ فِي الإشَارَةِ المُشْتَهِرَهْ "والتاء" تزاد في أربعة مواضع: "في التأنيث" كضربت، وضاربة، وضربة وأنت وفروعه على المشهور1، "و" في "المضارعة" كتضرب، "و" في "نحو الاستفعال" من المصادر، وذلك الافتعال كالاستخراج والاقتدار، وفروعهما، والتفعيل والتفعال كالترديد والترداد، دون فروعهما، "و" في نحو: "المطاوعة" كتعلم تعلما، وتدحرج تدحرجا، وتغافل وتغافلا، ولا يقضي بزيادتها في غير ما ذكر إلا بدليل. واعلم أنه قد زيدت التاء أولا وآخرا وحشوا؛ فإما زيادتها أولا فمنه مطرد وقد تقدم، ومنه مقصود على السماع كزيادتها في تنضب، وتنفل، وتدرأ، وتحلئ، وأما زيادتها آخرا فكذلك منه مطرد وقد تقدم، ومنه مقصور عل السماع، كالتاء في نحو: رغبوت ورحموت وملكوت وجبروت، وفي ترتموت وهو صوت القوس عند الرمي؛ لأنه من الترنم، ووزنه تفعلوت، وفي عنكبوت، ومذهب سيبويه أن نون عنكبوت أصل؛ لقولهم في معناه العنكب؛ فهو عند رباعي، وذهب بعض النحاة إلى أنه ثلاثي ونونه زائدة، وأما زيادتها حشوا فلا تطرد إلا في الاستفعال والافتعال وفروعهما، وقد زيدت حشوا في ألفاظ قليلة، ولقلة زيادتها حشوا ذهب الأكثر إلى أصالتها في يستعور، وإلى كونها بدلا من الواو في كلتا.

_ 1 المشهور أن الضمير من "أنت" هو "أن"، والتاء حرف دال على تأنيث المخاطب المفرد أو المثنى أو الجمع، ويقابله قولان آخران: أولهما أن الضمير هو التاء و"أن" حرف عماد كما قيل في "إياك" ونحوه، وثانيهما أن الضمير هو مجموع "أن" والتاء.

"وَالهَاءُ وَقْفَاً كَلِمَهْ وَلَمْ تَرَهْ" أي الهاء من حروف الزيادة كما سبق، إلا أن زيادتها قليلة في غير الوقف، ولم تطرد إلا في الوقف على ما الاستفهامية مجرورة، نحو: "لمه"، وعلى الفعل المحذوف اللام جزما أو وقفا، وعلى كل مبني على حركة لازمة إلا ما تقدم استثناؤه في باب الوقف، وهي واجبة في بعض ذلك، وجائزة في بعضه، وعلى ما تقدم في بابه، وأنكر المبرد زيادتها، وقال: إنها إنما تلحق في الوقف بعد تمام الكلمة للبيان، كما في نحو: {مَالِيَهْ} 1، و"يا زيداه" وللإمكان، كما في نحو: "دعه، وقه" كما قدمته؛ فهي كالتنوين وباء الجر، والصحيح أنها من حروف الزيادة وإن كانت زيادتها قليلة، والدليل على ذلك قولهم في أمات: أمهات، ووزنه فعلهات؛ لأنه جمع أم، وقد قالوا: أمات، والهاء في الغالب فيمن يعقل، وإسقاطها فيما لا يعقل، وقالوا في أم: أمهة، ووزنها فعله’، وأجاز ابن السراج أن تكون أصلية، وتكون فعله مثل قبرة أبهة، ويقوي قوله ما حكاه صاحب كتاب العين من من قولهم: تأمهت أما، بمعنى اتخذت، ثم حذفت الهاء فبقي أم، ووزنه فع؛ فإن جمع أمهة، وأمات جمع أم، وما ذهب إليه ابن السراج ضعيف؛ لأنه خلاف الظاهر، وأما حكاية صاحب العين فلا يحتج بها؛ لما فيه من الخطأ والاضطراب، قال في الفتح: ذاكرت بكتاب العين يوما شيخنا أبا علي؛ فأعرض عنه، ولم يرضه؛ لما فيه من القول المردود والتصريف الفاسد. وزيدت الهاء في قولهم: "أهرقت الماء؛ فأنا أهريقه إهراقة" والأصل أراق يريق إراقة، وألف أراق منقلبة عن الياء، وأصل يريق يؤريق، ثم أبدلوا من الهمزة هاء، وإنما قالوا: يهريقه، وهو لا يقولون: أأريقه؛ لاستثقالهم الهمزتين، وقالوا أيضا: أهرق الماء يهرقه إهراقا، ولا جواب للمبرد عن زيادتها في أهراق إلا دعوى الغلط من قائله؛ لأنه لما أبدل الهمزة هاء توهم أنها فاء الكلمة؛ فأدخل الهمزة عليها وأسكنها، وادعى الخليل زيادة الهاء في هركولة وأنها هفعولة، وهي العظيمة الوركين؛ لأنها تركل في مشيها، والأكثرون على أصالتها، وأنها فِعَْلَوَْلَة. وقال أبو الحسن: إنها زائدة في هبلع وهو الأكول، وهجرع وهو الطويل، فهما عنده هفلع؛ لأن الأول من البلع، والثاني من الجرع وهو المكان لسهل، وحجة الجماعة أن

_ 1 الحاقة: 28.

العرب تقول في الهِجْرَعَيْن: هذا أهجرُ من هذا، أي أطول، وكذلك تقول في هلقامة وهو الأسد والضخم الطويل أيضا، ويجوز أن تكون زائدة في سهلب وهو الطويل لأن السلب أيضا الطويل، يقال: قرن سهلب1 وسلب أي طويل، ويجوز أن يكون من باب سبطر وسبط. تنبيه: التحقيق أن لا تذكر هاء السكت مع حروف الزيادة لما تقدم. "وَاللاَّمُ فِي الإشَارَةِ المُشْتَهِرَهْ" أي من حروف الزيادة واللام، والقياس يقتضي أن لا تزاد لبعدها من حروف المد؛ فلهذا كانت أقل الحروف زيادة ولم تطرد زيادتها إلا في الإشارة، نحو: ذلك وتلك وهناك، وأُولَالِك، وما سواها فبابه السماع، وقد سمع من كلامهم قولهم في عبد: عبدل، وفي الأفجح –وهو المتباعد الفخذين-: فحجل، وفي الهيق- وهو الظليم-: هيقل، وفي الفيشة –وهي الكمرة-: فيشلة، والطيس –وهو الكثير-: طيسل، ونقل عن أبي الحسن أن لام عبدل أصل، وهو مركب من عبد الله كما قالوا: عبشمي، ويبعده قولهم في زيد: زيدل، على أنه قال في الأوسط: اللام تزاد في عبدل وحده، وجمعه عبادلة؛ فيكون له قولان، نعم البواقي يحتمل أن تكون من مادتين كسبط وسبطر. تنبيهان: الأول: حق لام أن لا تذكر مع أحرف الزيادة؛ لما قلناه في هاء السكت من أنها كلمة برأسها. الثاني: ذكر في النظم من أحرف الزيادة تسعة، وسكت عن السين، وهي تزاد باطراد مع التاء في الاستفعال وفروعه، قيل: وبعد كاف المؤنثة وقفا، نحو: أكرمتكس وهي الكسكسة، ويلزم هذا القائل أن يعد شين الكشكشة، نحو: أكرمتكش، والغرض من الإتيان بهما بيان كسرة الكاف؛ فحكمهما حكم هاء السكت في الاستقلال، ولا تطرد زيادتها في غير ذلك، بل تحفظ كسين قدموس بمعنى قديم، وأسطاع يسطيع بقطع الهمزة وضم أول المضارع، فإن أصله عن سيبويه أطاع يطيع، وزيدت السين عوضا عن حركة عين الفعل؛ لأن أصل أطاع أطوع. والعذر للناظم أن السين لا تطرد زيادتها إلا في موضع واحد، وقد

_ 1 كذا في هذين الموضعين بتقديم الهاء على اللام، والذي في القاموس المحيط وغيره "سلهب" وذلك كما تقدم في مواضع من هذا الباب.

مثل به في زيادة التاء؛ إذ قال "ونحو الاستفعال" فكأنه اكتفى بذلك، ولهذا قال في الكافية في ذكره زيادة التاء: ومع سين زيد في استفعال ... وفرعه كاستقص ذا استكمال ا. هـ. 937- وَامْنَعْ زِيَادَةً بِلاَ قَيْدٍ ثَبَتْ ... إنْ لَمْ تَبَينْ حُجَّةٌ كَحَظِلتْ "وَامْنَعْ زِيَادَةً بِلاَ قَيْدٍ ثَبَتْ" أي متى وقع شيء من هذه الحروف العشرة خاليا عما قيدت به زيادة فهو أصل "إنْ لَمْ تَبَينْ حُجَّةٌ" على زيادته "كحظلت" الإبل، إذا تأذت من أكل الحنظل؛ فسقوط النون في الفعل حجة على زيادتها في الحنظل، مع أنها خلت من قيد الزيادة وهو كونها آخرا بعد ألف مسبوق بأكثر من أصلين أو واقعة كما هي في، نحو: عضنفر كما سبق بيانه. وقد تقدمت أمثلة كثيرة مما حكم فيه بالزيادة لحجة مع خلوه من قيد الزيادة، فليراجع.

فصل في زيادة همزة الوصل

فصل في زيادة همزة الوصل: هو من تتمة الكلام على زيادة الهمزة، وإنما أفرده لاختصاصه بأحكام، وقد أشار إلى تعريف همزة الوصل بقوله: 938- لِلوَصلِ هَمْزٌ سَابِقٌ لاَ يَثْبُت ... إلاَّ إذَا ابْتُدِي بِهِ كَاسْتَثْبَتُوا أي همز الوصل كل همز ثبت في الابتداء وسقط في الدرج، وما يثبت فيهما فهو همز قطع، وقد اشتمل كلامه على فوائد: الأولى: أن همزة الوصل وضعت همزة لقوله "للوصل همز" وهذا هو الصحيح، وقيل: يحتمل أن يكون أصلها الألف، ألا ترى إلى ثبوتها ألفا، في نحو: "الرجل؟ " في الاستفهام لما لم يضطر إلى الحركة. الثانية: أن همزة الوصل لا تكون إلا سابقة؛ لأنه إنما جيء بها وصلة إلى الابتداء بالساكن، إذ الابتداء به متعذر. الثالثة: أنها لا تختص بقبيل، بل تدخل على الاسم والفعل والحرف، أخذ ذلك من إطلاقه، والمثال لا يخصص. الرابعة: امتناع إثباتها في الدرج إلا لضرورة كقوله [من الطويل] : 1219- ألاَ لاَ أَرَى إثْنيْنِ أحْسَنَ شِيْمَةً ... عَلَى حَدَثَانِ الْدَّهْرِ مِنِّي وَمِنْ جُمْلِ

_ 1219- التخريج: البيت لجميل بثينة في ديوانه ص182؛ وكتاب الصناعتين ص151؛ والمحتسب 1/ 248؛ ونوادر أبي زيد ص204؛ ولابن دارة في الأغاني 21/ 255؛ بلا نسبة في خزانة الأدب 7/ 202؛ ورصف المباني ص41؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 341؛ وشرح التصريح 2/ 366؛ وشرح المفصل 3/ 19؛ ولسان العرب 14/ 117 "ثنى"؛ والمقاصد النحوية 4/ 569.

واختلف في سبب تسميتها بهمزة الوصل مع أنها تسقط في الوصل، فقيل: اتساعا، وقيل: لأنها تسقط فيتصل ما قبلها بما بعدها، وهذا قول الكوفيين، وقيل: لوصول المتكلم بها إلى النطق بالساكن، وهذا قول البصريين. وكان الخليل يسميها سلم اللسان. ثم أشار إلى مواضعها مبتدئا بالفعل لأنه الأصل في استحقاقها لما سأذكره بعد، فقال: 939- وَهْوَ لِفِعْلٍ مَاضٍ احْتَوَى عَلَى ... أكْثَرَ مِنْ أرْبَعَةٍ، نحو انْجَلَى 940- وَالأَمْرِ وَالْمَصْدَرِ مِنْهُ، وَكَذَا ... أَمْرُ الثُّلاَثِي كَاخْشَ وَامْضِ وَانْفُذَا "وَهْوَ لِفِعْلٍ مَاضٍ احْتَوَى عَلَى أكْثَرَ مِنْ أرْبَعَةٍ" إما بها "نحو انجلى" وانطلق، أو سواها، نحو: استخرج "والأمر والمصدر منه" أي من المحتوى على أكثر من أربعة، نحو: انجلى انجلاء، وانطلق انطلاقا، واستخرج استخراجا. "وكذا أمر الثلاثي" الذي يسكن ثاني مضارعه لفظا، سواء في ذلك مفتوح العين ومكسورها ومضمومها "كَاخْشَ وَامْضِ وَانْفُذَا" فإن تحرك ثاني مضارعه لم يحتج إلى همزة الوصل ولو سكن تقديرا، كقولك في الأمر من مضارعها لفظا، والأكثر في الأمر منها حذف الفاء والاستغناء عن همزة الوصل. 941- وَفِي اسْمٍ اسْتٍ ابْنٍ ابْنِمٍ سُمِعْ ... وَاثْنَيْنِ وَامْرِئٍ وَتَأْنِيْث تَبِعْ 942- وأَيْمُنٍ وهمز أل كذا، ويبدل ... مدا في الاستفهام أو يسهل وَفِي اسْمٍ اسْتٍ ابْنٍ ابْنِمٍ سُمِعْ ... واثنين وامرئ وتأنيث تبع، وايمن

_ = شرح المفردات: الشيمة: الطليعة والخلق. حدثان الدهر: مصائبه. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح. "لا": حرف نفي. "أرى": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "اثنين": مفعول به أول منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى. "أحسن": مفعول به ثان منصوب. "شيمة": تمييز منصوب. "على حدثان": جار ومجرور متعلقان بـ"أحسن"، وهو مضاف. "الدهر": مضاف إليه مجرور. "متى": جار ومجرور متعلقان بـ"أحسن". و"ومن جمل": جار ومجرور معطوفان على "مني". الشاهد: قوله: "اثنين" حيث جعل همزة الوصل في "اثنين" همزة قطع، وذلك لإقامة الوزن.

فهذه عشرة أسماء؛ لأن قوله "وتأنيث تبع" عني به ابنه، واثنتين، وامرأة. ونبه بقوله "سمع" على أن افتتاح هذه الأسماء العشرة بهمز الوصل غير مقيس، وإنما طريقه السماع، وذلك أن الفعل لأصالته في التصرف استأثر بأمور: منها بناء أوائل بعض أمثلته على السكون؛ فإذا اتفق الابتداء بها صدرت بهمزة الوصل للامكان، ثم حملت مصادر تلك الأفعال عليها في إسكان أوائلها واجتلاب الهمز، وهذه الأسماء العشرة ليست من ذلك؛ فكان مقتضى القياس أن تبنى أوائلها على الحركة، ويستغني عن همزة الوصل، وإنما شذت عن القياس لما سأذكره. أما "اسم" فأصله عند سيبويه سمو كقنو، وقيل: سمو كقفل، فحذفت لامه تخفيفا، وسكن أوله. وقيل: نقل سكون الميم إلى السين، وأتيى بالهمزة توصلا وتعويضا، ولهذا لم يجمعوا بينهما، بل أثبتوا أحدهما فقالوا في النسبة إليه: اسمي، أو سموي، كما عرف في موضعه، واشتقاقه عند البصريين من السمو، وعند الكوفيين من الوسم، ولكنه قلب، فأخرت فاؤه فجعلت بعد اللام، وجاءت تصاريفه على ذلك. والخلاف في هذه المسألة شهير فلا نطيل بذكره. وأما "است" فأصله ستة؛ لقولهم: ستيهة، وأستاه، و"زيد أسته من عمرو" فحذفت اللام –وهي الهاء- تشبيها بحروف العلة، وسكن أوله، وجيء بالهمزة لما ذكر، وفيه لغتان أخريان: سه بحذف العين فوزنه فل، وست بحذف اللام فوزنه فع. والدليل على كون الأصل ستة بفتح الفاء فتحها في هاتين اللغتين. والدليل على التحريك والفتح في العين ما يذكر في ابن. وأما "ابن" فأصله بنو كقلم، فعل به ما سبق في اسم واست. ودليل فتح فائه قولهم في جمعه بنون، وفي النسب بنوي بفتحها. ودليل تحريك العين قولهم في جمعه: أبناء، وأفعال إنما هو جمع فعل بتحريك العين. ودليل كونها فتحة كون أفعال في مفتوح العين أكثر منه في مضمونها كعضد وأعضاد، ومكسورها ككبد، وأكباد، والحمل على الأكثر. ودليل كون لامه واوا لا ياء ثلاثة أمور: أحدها: أن الغالب على ما حذف لامه الواو لا الياء. والثاني: أنهم قالوا في مؤنثه بنت فأبدلوا التاء من اللام، وإبدال التاء من الواو أكثر من إبدالها من الياء كما ستعرفه في موضعه. والثالث: قولهم: البنوة، ونقل ابن الشجري في أماليه أن بعضهم ذهب إلى أن المحذوف ياء، واشتقه من: "بنى بامرأته يبني بها"، ولا دليل

في البنوة؛ لأنها كالفتوة وهي من الياء، ولو بنيت من حميت فعولة لقلت: حموة، وأجاز الزجاج الوجهين. وأما "ابنم" فهو ابن زيدت فيه الميم للمبالغة، كما زيدت في زرقم. قال الشاعر [من الطويل] : 1220- وَهَلْ لِيَ أُمٌّ غَيْرَهَا إنْ ذَكَرْتُهَا ... أبَى اللَّهُ إلاَّ أنْ أكُوْنَ لَهَا ابْنَمَا وليست عوضا من المحذوف، وإلا لكان المحذوف في حكم الثابت ولم يحتج لهمزة الوصل. وأما "اثنان" فأصله ثنيان بفتح الفاء والعين؛ لأنه من ثنيت، ولقولهم في النسبة إليه ثنوي، فحذفت لامه، وسكن أوله، وجيء بالهمز. وأما "امرؤ" فأصله مرء؛ فخفف بنقل حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة، وعوض عنها همزة الوصل، ثم ثبتت عند عود الهمزة لأن تخفيفها سائغ أبدا؛ فجعل المتوقع كالواقع. وأما تأنيث ابن واثنين وامرئ؛ فالكلام عليها كالكلام على مذاكرتها، والتاء في ابنة واثنتين للتأنيث كالتاء في امرأة كما أفهمه كلامه، بخلاف التاء في بنت وثنتين فإنها فيهما

_ 1220- التخريج: البيت للمتلمس في ديوانه ص30؛ والأصمعيات ص245؛ وخزانة الأدب 10/ 58، 59؛ والمقاصد النحوية 4/ 568؛ والمقتضب 2/ 93؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 182؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 115؛ وشرح المفصل 9/ 133؛ والمصنف 1/ 58. الإعراب: وهل: "الواو": بحسب ما قبلها، و"هل": حرف استفهام. لي: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. أم: مبتدأ مؤخر مرفوع. غيرها: نعت ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، وهو فعل الشرط محله الجزم. أبي: فعل ماض. الله: فاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". لها: جار ومجرور متعلقان بصفة لـ"ابنما": خبر "أكون" منصوب، والميم للمبالغة. وجملة "هل لي أم ... ": بحسب الفاء. وجملة "إن ذكرتها ... ": حالية محلها النصب. وجملة "ذكرتها": لا محل لها "فعل الشرط". وجملة "أبي الله": استئنافية لا محل لها. والمصدر المؤول من "أن أكون" في محل نصب مفعول به لـ"أبي". الشاهد: قوله: "ابنما" حيث زيدت الميم للمبالغة، فإن أصلها: "ابنا".

بدل من لام الكلمة؛ إذ لو كانت للتأنيث لم يسكن ما قبلها، ويؤيد ذلك قول سيبويه: لو سميت بهما رجلا لصرفتهما، يعني بنتا وأختا، وإفهام التأنيث مستفاد من أصل الصيغة، لا من التاء. وأما "ايمُن" المخصوص بالقسم فألفه للوصل عند البصريين، وللقطع عند الكوفيين؛ لأنه عندهم جمع يمين، وعند سيبويه اسم مفرد من اليمن وهو البركة؛ فلما حذفت نونه فقيل: "أيم الله" أعاضوه الهمز في أوله، ولم يحذفوها لما أعادوا النون؛ لأنها بصدد الحذف كما قلنا في امر، وفيه اثنتا عشرة لغة جمعها الناظم في هذين البيتين: همز أيم وايمن فافتح واكسر أو إم قل ... أو قل مِ أو منُ بالتثليث قد شكلا وأيمن اختم به، والله كلا أضف ... إليه في قسم تستوف ما نقلا ثم أشار إلى ما بقي مما يدخل عليه همزة الوصل بقوله: "همز أل كذا" أي همز وصل، ومعرفة كانت أو موصولة أو زائدة، ومذهب الخليل أن همزة "أل" قطع وصلت لكثرة الاستعمال، واختاره الناظم في غير هذا الكتاب، ومثل "أل" "أم" في لغة أهل اليمن. تنبيهان: الأول: علم من كلامه أن همزة الوصل لا تكون في مضارع مطلقا، ولا في حرف غير "أل"، ولا في ماض ثلاثي ولا رباعي، ولا في اسم إلا مصدر الخماسي والسداسي والأسماء العشرة المذكورة. الثاني: كان ينبغي أن يزيد "أيم" لغة في "أيمن"؛ فتكون الأسماء غير المصادر اثني عشر؛ فإن قيل: هي أيمن حذفت اللام، يقال: وابنم هو ابن وزيدت الميم، انتهى. "وَيُبْدَلُ" همز الوصل المفتوح "مَدا فِي الاِسْتِفْهَام" وهو الأرجح "أوْ يُسَهَّلُ" بين الهمزة والألف مع القصر، ولا يحذف كما يحذف المضموم، من نحو قولك: اضطر الرجل، وكما يحذف المكسور، في نحو: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} 1، {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} 2 لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، ولا يحقق؛ لأن همز الوصل لا يثبت في الدرج إلا لضرورة كما مر،

_ 1 ص: 63. 2 المنافقون: 6.

فنقول: آلحسن عندك، وآيمن الله يمينك، بالمد راجحا، وبالتسهيل مرجوحا، ومنه قوله [من الطويل] : 1221- أألحقُ– إنْ دَارُ الرَّبَابِ تَبَاعَدَتْ ... أوْ انْبَتَّ حَبْلٌ أَنَّ قَلْبَكَ طَائِرُ وقد قرئ بالوجهين في مواضع من القرآن، نحو: {آلذَّكَرَيْنِ} 1، {آلْآنَ} 2. خاتمة: في مسائل؛ الأولى: اعلم أن لهمزة الوصل بالنسبة إلى حركتها سبع حالات: وجوب الفتح، وذلك في المبدوء بها "أل". ووجوب الضم، وذلك في نحو: انطلق واستخرج مبنيين للمفعول، وفي أمر الثلاثي المضموم العين في الأصل، نحو: اقتل واكتب، بخلاف امشوا وامضوا. ورجحان الضم على الكسر، وذلك فيما عرض جعل ضمة عينه كسرة، نحو: اغزي، قاله ابن الناظم، وفي تكملة أبي علي أنه يجب إشمام ما قبل ياء المخاطبة وإخلاص ضمة الهمزة، وفي التسهيل أن همزة الوصل تشم قبل الضم المشم. ورجحان الفتح على الكسر، وذلك في "ايمن" و"آيم". ورجحان الكسر على الضم، وذلك

_ 1221- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص133؛ والأغاني 1/ 127؛ وخزانة الأدب 10/ 277؛ والكتاب 3/ 136؛ ولجميل في محلق ديوانه ص237؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 366؛ وشرح ابن عقيل ص689. وراجع ديوان كثير عزة ص368. شرح المفردات: انبت حبل: أي انقطع، هنا بمعنى انقطت سبل المودة والألفة. قلبك طائر: كناية عن ذهاب العقل حزنا. المعنى: يقول: إذا هجرتني الرباب وانقطع حبل المودة بيننا سوف أجن حزنا عليها. الإعراب: "أألحق": الهمزة للاستفهام، "ألحق": مبتدأ مرفوع. "إن": حرف شرط جازم. "دار": فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، وهو مضاف. "الرباب": مضاف إليه مجرور. "تباعدت": فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هي". "أو": حرف عطف. "انبت": فعل ماض. "حبل": فاعل مرفوع بالضمة. "أن": حرف مشبه بالفعل. "قلبك": اسم "أن" منصوب وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "طائر": خبر "أن" مرفوع. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ "الحق". وجملة "الحق ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن دار ... " الشرطية اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تباعدت" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد في قوله: "أألحق" حيث نطق الشاعر بهمزة "أل" بين الألف والهمزة مع القصر، وهذا هو التسهيل، وهو قليل، والأكثر إبدال همزة أل الثانية لهمزة الاستفهام ألفا. 1 الأنعام: 143، 144. 2 يونس: 91.

في كلمة "اسم". وجواز الضم والكسر والإشمام، وذلك في نحو: "اختار" و"انقاد" مبنيين للمفعول. ووجوب الكسر، وذلك فيما بقي، وهو الأصل. الثانية: قد علم أن همزة الوصل إنما جيء بها للتوصل إلى الابتداء بالساكن؛ فإذا تحرك ذلك الساكن استغني عنها، نحو استتر، إذا قصد ادغام تاء الافتعال فيما بعدها نقلت حركتها إلى الفاء فقيل: ستر1، إلا لام التعريف إذا نقلت حركة الهمزة إليها في نحو: الأحمر فالأرجح إثبات الهمزة، فنقول: "الحمر قائم" ويضعف "لحمر قائم" والفرق أن النقل للإدغام أكثر من النقل لغير الإدغام. الثالثة: إذا اتصل بالمضمومة شاكن صحيح أو جار مجراه جاز كسره وضمه، نحو: {أَنِ اقْتُلُوا} 2 {أَوِ انْقُصْ} 3. الرابعة: مذهب البصريين أن أصل همزة الوصل الكسر، وإنما فتحت في بعض المواضع تخفيفا، وضمت في بعضها في بعضها اتباعا، وذهب الكوفيون إلى أن كسرها في "اضرب" وضمها في "اسكن" إتباعا للثالث، وأورد عدم الفتح في "اعلم"، وأجيب بأنها لو فتحت في مثله لالتبس الأمر بالخبر، والله اعلم.

_ 1 قال محي الدين عبد الحميد: "يلتبس هذا الماضي بعد النقل وحذف همزة الوصل بقولك: "ستر" مضعف العين، والفرق بينهما من ثلاثة أوجه: الأول أن هذا الماضي المحذوف همزة وصله وزنه "افتعل"، والآخر وزنه "فعل"، بتشديد العين – والثاني أن مضارع هذا الماضي يستر بفتح ياء المضارعة كيستتر الذي هو أصله، ومضارع الآخر يستر بضم ياء المضارعة كيقتل بتشديد التاء مكسورة. والثالث أن مصدر هذا الماضي المحذوف همزة الوصل ستارا ومصدر المضعف العين تستير مثل تقتيل، وسينص الشارح على هذه الفروق في مباحث الإدغام". 2 النساء: 66. 3 المزمل: 3.

الإبدال

الإبدال: [الفرق بين الإبدال والقلب والتعويض] : الغرض من هذا الباب بيان الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا لغير إدغام؛ فإن إبدال الإدغام لا ينظر إليه في هذا الباب؛ لأنه يكون في جميع حروف المعجم إلا الألف، كما أن الزائد للتضعيف لا ينظر إليه في حروف الزيادة لذلك، وأراد الإبدال ما يشمل اختص بحرف العلة والهمزة؛ لأنها تقارب حروف العلة بكثرة التغيير، وذلك كما في "قام" أصله: قوم؛ فألفه منقلبة عن واو في الأصل، وموسى ألفه عن الياء، وراس ألفه عن الهمزة، وإنما لينت لثبوتها؛ فاستحالت ألفا، والبدل لا يختص كما ستراه. ويخالفهما التعويض؛ فإن العوض يكون في غير موضع المعوض منه كتاء "عدة"، وهمزة "ابن"، وياء "سفيريج"، ويكون عن حرف كما ذكر، وعن حركة كسين "أسطاع" كما تقدم. وقد ضمن الناظم هذا البا أربعة أحكام من التصريف: الإبدال، والقلب، والنقل، والحذف. [أحرف الإبدال الشائع] : وأشار إلى حصر حروف البدل الشائع في التصريف بقوله:

943- أَحْرُفُ الإبْدَالِ "هَدَأتَ مُوْطِيَا ... فَأَبْدِلِ الْهَمْزَةَ مِنْ وَاوٍ وَيَا 944- آخِرًا اثْرَ ألِفٍ زيدَ، وَفي ... فاعِلِ مَا أُعِلَّ عَيْنَاً ذَا اقْتُفِي "أَحْرُفُ الإبْدَالِ هَدَأتَ مُوْطِيَا" وخرج بالشائع البدل الشاذ، نحو: إبدال اللام من نون "أصيلان" تصغير "أصيل" على غير قياس كما في "مغرب" و"مغيربان" في قوله [من البسيط] : 1222- وقفْتُ فيها أُصَيْلالًا أُسائِلُها ... أعيَتْ جَوابًا، وما بالربْعِ مِنْ أَحَدِ

_ 1222- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص14؛ والأغاني 11/ 27؛ وخزانة الأدب 4/ 122، 124، 126، 11/ 36؛ والدرر 3/ 159؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 54؛ وشرح شواهد الإيضاح ص191؛ وشرح المفصل 2/ 80؛ والكتاب 2/ 321؛ ولسان العرب 11/ 17 "أصل"؛ واللمع ص151؛ والمقتضب 4/ 414؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص260؛ ورصف المباني ص324؛ ومجلس ثعلب ص504. اللغة: الأصيلان: تصغير الأصيل وهو قت ما قبل غروب الشمس. أعيت: عجزت عن النطق. الربع: الدار حيث كانت، والموضع ينزلونه في فصل الربيع. المعنى: وقف قبيل غروب الشمس يسائل الديار العاجزة عن جوابه، فهي خالية من الناس. الإعراب: "وقفت": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. "فيها" جار ومجرور متعلقان بـ"وقفت". "أصيلالا": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ"وقفت". "أسائلها": فعل مضارع مرفوع بالضمة، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "أنا". "أعيت": فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة، و"التاء": للتأنيث لا محل لها، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هي". "جوابا": تمييز منصوب بالفتحة. "وما": "الواو": حرف استئناف، "ما": نافية تعمل عمل "ليس". "بالربع": جار ومجرور متعلقان بخبر "ليس" المقدر "ليس أحد موجودا بالربع". "من": حرف جر زائد. "أحد": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه اسم "ليس". وجملة "وقفت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أسائلها": في محل نصب حال. وجملة "أعيت": استئنافية لا محل لها. وجملة " وما الربع من أحد": استئنافية لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "أصيلالا" حيث أبدل النون لاما، فأصلها أصيلان، تصغيرًا لوقت الأصل.

ومن ضاد اضطجع في قوله [من الرجز] : 1223- [لمَّا رأَى أنْ لا دَعَهْ ولا شِبَعْ] ... مَالَ إلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فَالْطَجَعْ والقليل، نحو: إبدال الجيم من الياء المشددة في الوقف، كقوله [من الرجز] : 1224- خَالِي عُوَيْفٌ وَأبو عَلِجِّ ... المُطْعِمَانِ اللحْمَ بِالعشِجِّ وبالغداة كُتَلَ الْبَرْنَجِّ ... يُقْلَعُ وبِالصِّيصِجِّ1

_ 1223- التخريج: الرجز لمنظور بن حية الأسدي في شرح التصريح 2/ 367؛ والمقاصد النحوية 4/ 584؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 340؛ وإصلاح المنطق ص95؛ والخصائص 1/ 63، 263، 2/ 350، 3/ 163، 326؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 321؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 324، 3/ 266؛ وشرح شواهد الشافية ص274؛ وشرح المفصل 9/ 82، 10/ 46؛ ولسان العرب 5/ 304 "أبز"، 7/ 255 "أرط"، 8/ 219 "ضجع"، 14/ 325 "رطا"؛ والمحتسب 1/ 107؛ والممتع في التصريف 1/ 403؛ والمصنف 2/ 329. شرح المفردات: الدعة: الاطمئنان. الأرطاة: نوع من الشجر ثمره كالعناب. الحقف: أصل الجبل، أو المعوج من الرمل. الطجع: مال إلى الأرض، اتكأ. الإعراب: "لما": ظرف زمان متعلق ب"مال". "رأى": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. "لا": نافية للجنس. "دعه": اسم "لا" مبني في محل نصب. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سد مسد مفعولي "رأى". و"لا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "شبع": معطوف على "دعة"، وسكن للضرورة الشعرية، وخبر "لا" محذوف. "مال": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "إلى أرطاة": جار ومجرور متعلقان بـ"مال"، وهو مضاف. "حقف": مضاف إليه مجرور. "فالطجع": الفاء حرف عطف. "الطجع": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". وجملة: "لما رأى ... مال" الشرطية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "رأى ... " في محل جر بالإضافة. وجملة: "مال ... " لا محل لها من الإعراب لأنها جواب غير جازم. وجملة: "لا دعة" في محل رفع خبر "أن". وجملة "الطجع" معطوفة على جملة "مال". الشاهد فيه قوله: "فالطجع"، وأصله: "فاضطجع" بعد إبدال تاء "افتعل" طاء لوقوعها بعد حرف من حروف الإطباق، وهو الضاد، ثم إبدال الضاد لاما، وهو إبدال شاذ. 1 تقدم بالرقم 888. 1224- التخريج: الرجز بلا نسبة في جمهرة اللغة ص42، 242؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 175؛ =

وربما أبدلت دون وقف، كقولهم في "الأيل": "أجل"، ودون تشديد، كقوله [من الرجز] : لا همَّ إنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حِجَّتِجْ ... فَلاَ يَزَالُ شَاحِجٌ يَأتِيْكَ بِجْ1 أقْمُرنَّهاتٌ يُنَزِّي وَفْرَتِجْ وتسمى هذه عجعجة قضاعة. ومعنى "هدأت" سكنت، و"موطيا" من أوطأته جعلته وطيئا؛ فالياء فيه بدل من الهمزة، وذكره الهاء زيادة على ما في التسهيل؛ إذ جمعها فيه في "طويت دائما" ثم إنه لم يتكلم عليها هنا مع عده إياها، ووجهه أن إبدالها من التاء إنما يطرد في الوقف، على نحو:

_ = وشرح التصريح 2/ 367؛ وشرح شافية ابن الحاجب 2/ 287؛ وشرح شواهد الشافية ص212؛ وشرح المفصل 9/ 74، 10/ 55؛ والصاحبي في فقه اللغة ص55؛ والكتاب 4/ 182؛ ولسان العرب 2/ 320 "عجج"، 4/ 395 "شجر"؛ والمحتسب 1/ 75؛ والمقرب 2/ 29؛ والممتع في التصريف 1/ 353؛ والمصنف 2/ 178، 3/ 79. شرح المفردات: علج: أي علي. العشج: أي العشي. البرنج: أي البرني، وهو تمر. الإعراب: "خالي": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "عويف": خبر المبتدأ مرفوع. "وأبو": الواو حرف عطف، "أبو": معطوف على "عويف" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "علج": مضاف إليه مجرور. "المطمعان": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هما". "اللحم": مفعول به منصوب. "بالعشج": جار ومجرور متعلقان بـ"المطعمان". "وبالغداة": الواو حرف عطف، "بالغداة": معطوف على "بالعشج" مجرور. "كتل": مفعول به، وهو مضاف. "البرنج": مضاف إليه مجرور. "يقلع": فعل مضارع للمجهول. مرفوع، ونائب الفاعل: هو. "بالود": جار ومجرور متعلقان بـ"يقلع". "وبالصيصج": الواو: حرف عطف، "بالصيصج": جار ومجرور متعلقان بـ"يقلع". وجملة: "خالي عويف" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "هما المطعمان" استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "أو علج"، وأصله: "أو علي". و"بالعشج" وأصله: "بالعشي"، فأبدل الياء جيما على لغة بعض العرب. 1 تقدم بالرقم 888.

"رحمة ونعمة" وذلك مذكور في باب الوقف، وأما إبدالها من غير التاء فمسموع كقولهم "هياك"، و"لهنك قائم"، و"هرقت الماء"، و"هردت الشيء"، و"هرحت الدابة". تنبيهات: الأول: ذكر في التسهيل أن حروف البدل الشائع –يعني في كلام العرب_ اثنان وعشرون حرفا، وهذه التسعة المذكورة هنا حروف الإبدال الضروري في التصريف؛ فقال: يجمع حروف البدل الشائع في غير إدغام قولك: "لجد صرف شكس آمن طي ثوب عزته"، والضروري في التصريف هجاء "طويت دائما"، وهذا كلامه. فأفهم أن باقي حروف المعجم –وهي الحاء والخاء والذال والظاء والضاد والغين والقاف –قد تبدل على وجه الشذوذ، وقد قال ابن جني في قراءة الأعمش "فَشَرِّذْ بِهِمْ"1 بالذال المعجمة: إن الذال بدل من الدال، كما قالو: لحم خزاذل وخرادل. والمعنى الجامع لهما أنهما مجهوران ومتقاربان، وجرجها الزمخشري على القلب بتقديم اللام على العين من قولهم: "شذر مذر". وأفهم أيضا أن من الشائع ما تقدم من إبدال اللام من النون ومن الضاد، ومن إبدال الجيم من الياء، وكذا إبدال النون من اللام، كقولهم في "الرفل" وهو الفرس الذيال: رفن، ومن الميم كقولهم في "أمغرت الشاة" إذا خرج لبنها أحمر كالمغرة: أنغرت، وينبغي أن لا يسمى ذلك شائعا، بل الشائع في ذلك ما اطرد أو كثر في بعض اللغات كالعجعجة في لغة قضاعة، والعنعنة كقولهم: "ظننت عنك ذاهب"، أي أنك، والكشكشة في لغة تميم، كقولهم في خطاب المؤنث "ما الذي جاء بشِ" يريدون بك، وقراءة بعضهم: "قَدْ جَعَلَ رَبُّشِ تَحْتَشِ سَرِيًّا"2 والكسكسة في لغة بكر، كقولهم في خطاب المؤنث: "أبوسِ"، و"أمسّ" يريدون "أبوك" و"أمك". قال في شرح الكافية: وهذا النوع من الإبدال جدير بأن يذكر في كتب اللغة، لا في كتب التصريف، وإلا لزم أن تذكر العين؛ لأن إبدالها من الهمزة المتحركة مطرد في لغة بني تميم، ويسمى ذلك عنعنة، وكان يلزم أيضا أن يذكر الكاف لأن إبدالها من تاء الضمير مطرد، كقول الراجز:

_ 1 الأنفال: 57. 2 مريم: 24.

1225- يا ابْنَ الْزّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكَا ... وَطَالَمَا عَنَّيْتَنَا إِلَيْكَا أراد عصيت، وأمثال هذا من الحروف المبدلة من غيرها كثيرة. وإنما ينبغي أن يعد في الإبدال التصريفي ما لو لم يبدل أوقع في الخطأ أو مخالفة الأكثر؛ فالموقع في الخطأ كقولك في مال مول، والموقع في مخالفة الأكثر كقولك في سقاة: سقاية. هذا كلامه. الثاني: عد كثير من أهل التصريف حروف الإبدال اثني عشر حرفا، وجمعوها في تراكيب كثيرة: منها "طال يوم أنجدته"، وأسقط بعضهم اللام، وعدها أحد عشر، وجمعها في قوله: "أجد طويت منها"، وزاد بعضهم الصاد والزاي، وعدها أربعة عشر، وجمعها في قوله: "أنصت يوم زل طاه جد"، وعدها الزمخشري ثلاثة عشر، وجمعها في "استنجده يوم طال" قال ابن الحاجب: هو وهم؛ لأنه أسقط الصاد والزاي وهما من حروف الإبدال، كقولهم: زراط، وزقر، في صراط وصقر، وزاد السين وليست من حروف الإبدال، فإن

_ 1225- التخريج: الرجز لرجل من حمير في خزانة الأدب 4/ 428، 430؛ وشرح شواهد الشافية ص425؛ وشرح شواهد المغني ص446؛ ولسان العرب 15/ 445 "تا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 591؛ ونوادر أبي زيد ص105؛ وبلا نسبة في لسان العرب 15/ 193 "قفا"؛ والجني الداني ص468؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 280؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 202؛ ومغني اللبيب 1/ 153؛ والمقرب 2/ 183. اللغة: عصيك: عصيت، وعنيتنا: أتعبتنا بالمجيء إليك. المعنى: يا ابن الزبير لقد استمر عصيانك علينا زمنا طويلا، كما أنك أتعبتنا بالمجيء إليك. الإعراب: يا: حرف نداء. ابن: منادى مضاف منصوب. الزبير: مضاف إليه طال: فعل ماض. ما: حرف مصدري، والمصدر المؤول من "ما" والفعل "عصيت" فاعل للفعل "طال" والتقدير: "طال عصيانك. عصيك: فعل ماض، و"الكاف": ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل، والألف للإطلاق، و"الواو": حرف عطف. طالما: مثل الأولى. عنيتنا: فعل ماض. و"التاء": فاعل، و"نا": مفعول به إليك: جار ومجرور متعلقان بـ"عنيتنا" لأنه بمعنى "استقدمتنا". وجملة "يا ابن": ابتدائية لامحل لها. وجملة "طال عصيانك": استئنافية لا محل لها. وجملة "عصيت": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة "طال تعنيتك لنا": معطوفة على "طال عصيانك". وجملة "عنيتنا": صلة الموصول الحرفي لا محل لها. والشاهد فيه قوله: "عصيكا" حيث أبدل "الكاف" مكان "التاء" بدلا تصريفيا لضرورة القافية، ولم يجعلها ضميرا ناب عن ضمير.

أورد "اسمع" ورد "اذكر" و"اظلم"؛ لأنه من باب الإدغام، لا من باب الإبدال المجرد، هذا كلامه، قلت: قد أجاز النحاة في "استخذ" أن يكون أصله اتخذ، فأبدلوا من التاء الأولى السين، كما أبدلوا التاء من السين في "ست" إذ أصله سدس، فلعله نظر إلى ذلك. والذي ذكره سيبويه أحد عشر حرفا: ثمانية من حروف الزيادة، وهي ما سوى اللام والسين، وثلاثة من غيرها، وهي الدال والطاء والجيم. [معرفة الإبدال] : الثالث: يعرف الإبدال بالرجوع في بعض التصاريف إلى المبدل منه لزوما أو غلبة؛ فالأول نحو: "جدف"، فإن فاءه بدل من ثاء "جدث"؛ لأنهم قالوا في الجمع: أجداث، بالثاء فقط، والثاني، نحو: "أفلط" أي: أفلت، فإن طاءه بدل من التاء؛ لأن التاء أغلب في الاستعمال، وكذا قولهم في لص: لصت، التاء بدل من الصاد؛ لأن جمعه على "لصوص" أكثر من "لصوت". فإن لم يثبت ذلك في ذي استعمالين فهو من أصلين، نحو: أرخ وورخ، ووكد وأكد؛ لأن جميع التصاريف جاءت بهما، فليس أحدهما بدلا من الآخر. وقال ابن الحاجب: يعرف البدل بكثرة اشتقاقه كتراث؛ فإن أمثلة اشتقاقه ورث ووارث وموروث، وبقلة استعماله كقولهم "الثعالي" في الثعالب، و"الأراني" في الأرانب، وأنشد سيبويه [من البسيط] : 1226- لَهَا أَشَارِيْرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُه ... مِن الثَّعَالِي وَوَخزٌ مِنْ أرَانِيْهَا

_ 1226- التخريج: البيت لأبي كاهل النمر بن تولب اليشكري في الدرر 3/ 47؛ والمقاصد النحوية 4/ 583؛ ولأبي كاهل اليشكري في شرح أبيات سيبويه 1/ 560؛ وشرح شواهد الشافية ص443؛ ولسان العرب 1/ 433 "رنب"، و4/ 93 "تمر"، 401 "شرر"، 5/ 428 و"خز"؛ ولرجل من بني يشكر في الكتاب 2/ 273؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص 327؛ وجمهرة اللغة ص395، 1246؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 742؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 212؛ وشرح المفصل 10/ 24؛ والشعر والشعراء 1/ 107؛ وكتاب الصناعتين ص151؛ ولسان العرب 1/ 237 "ثعب"، 11/ 84 "ثعل", 12/ 66 "تلم"؛ والمقتضب 1/ 247؛ والممتع في التصريف 1/ 369؛ وهمع الهوامع 1/ 181؛ 2/ 157. اللغة: الأشارير: قطع قديد من اللحم. تمر: جفف. الثعالي: الثعالب. الوخز: الشيء القليل. =

قال ابن جني: يحتمل أن يكون "الثعالي" جمع "ثعالة" ثم قلب؛ فيكون كقولهم "شراعي" في شرائع، والذي قاله سيبويه أولى؛ ليكون كأرانيها، وأيضا فإن ثعالة اسم جنس، وجمع أسماء الأجناس ضعيف، يعني بقوله اسم جنس علم جنس. وبكونه فرعا والحرف زائد كضويرب تصغير ضارب؛ لأنه لما علم الأصل علم أن هذه الواو مبدلة من الألف. ويكونه فرعا وهو أصل كمويه؛ فإنه تصغير "ما"، فلما صغر على مويه علم أن الهمزة مبدلة من هاء. وبلزوم بناء مجهول، نحو: "هراق" يحكم بأن أصله أراق؛ لأنه لو لم يكن كذلك لوجب أن يكون وزنه هفعل وهو بناء مجهول. [إبدال الواو والياء والألف همزة] : "فَأَبْدِلِ الْهَمْزَةَ مِنْ وَاوٍ وَيَا آخِرًا اثْرَ ألِفٍ زيدَ" أي تبدل الهمزة من الواو والياء وجوبا في أربع مسائل: الأولى: هذه، وهي: إذا تطرفت إحداهما بعد ألف زائدة، نحو: كساء وسماء ودعاء، ونحو: وبناء وظباء وقضاء، بخلاف نحو: قاول وبايع، وتعاون وتباين، لعدم التطرف، ونحو: غزو وظبي لعدم الألف، ونحو: "واو، وآي" لعدم زيادة الألف؛ لأنها أصلية فيهما فلا إبدال، وإلا لتوالى إعلالان، وهو ممنوع. تنبيهات: الأول: تشاركهما في ذلك الألف، في نحو: "حمراء" فإن أصلها حمرى

_ = الإعراب: لها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. أشارير: مبتدأ مؤخر مرفوع. من لحم: جار ومجرور متعلقان بصفة لـ"أشارير". تتمره: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". من الثعالي: جار ومجرور متعلقان بصفة لـ"أشارير". ووخز: "الواو": حرف عطف، "وخز": معطوف على "أشارير" مرفوع. من أرانيها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة "وخز"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "لها أشارير": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تتمره": في محل جر نعت "لحم". الشاهد فيه قوله: "الثعالي" و"أرانيها" حيث أبدل الباء بباء، وأصلهما: "الثعالب"، و"أرانب".

كسكرى؛ فزيدت الألف قبل الآخر للمد كألف كتاب وغلام، فأبدلت الثانية همزة، فكان الأحسن أن يقول كما قال في الكافية: من حرف لين آخر بعد ألف ... مزيدٍ أبدل همزة وذا ألف الثاني: هذا الإبدال مستصحب مع هاء التانيث العارضة، نحو: "بناء وبناءة" فإن كانت هاء التأنيث غير عارضة امتنع الإبدال، نحو: "هداية، وسقاية، وإداوة، وعداوة"؛ لأن الكلمة بنيت على التاء، أي أنها لم تبن على مذكر. قال في التسهيل: وربما صح مع العارضة وأبدل مع اللازم؛ فالأول كقولهم في المثل "اسق رقاش فإنها سقاية"1؛ لأنه لما كان مثلا –والأمثال لا تغير- أشبه ما بني على هاء التأنيث، ومنهم من يقول "فإنها سقاءة" بالهمز كحاله في غير المثل. والثاني كقولهم "صلاءة" في صلاية. وحكم زيادتي التثنية حكم هاء التأنيث في اسصحاب هذا الإبدال، نحو: "كساءين" و"رداءين" فإن بنيت الكلمة على التثنية امتنع الإبدال، وذلك كقولهم: "عقلته بثنايين" وهما طرفا العقال. الثالث: قد أورد على الضابط المذكور مثل "غاوي" في النسب2 إذا رخمته على لغة من لا ينوي؛ فإنك تقول "يا غاو" بضم الواو من غير إبدال، مع اندراجه في الضابط المذكور، وإنما لم يبدل لأنه قد أعل بحذف لامه؛ فلم يجمع فيه بين إعلالين، فلو أتى موضع قوله: "آخر" بـ"لا ما" فقال: "لا ما بإثر ألف زيد" لاستقام. الرابع: اختلف في كيفية هذا الإبدال؛ فقيل: أبدلت الياء والواو همزة، وهو ظاهر كلام المصنف، وقال حذاق أهل التصريف: أبدل من الواو والياء ألف ثم أبدلت الألف همزة، وذلك أنه لما قيل كساو ورداي تحركت الواو والياء بعد فتحة، ولا حاجز بينهما إلا

_ 1 ورد المثل في جمهرة الأمثال 1/ 56؛ وزهر الأكم 3/ 171؛ والعقد الفريد 3/ 100؛ وكتاب الأمثال ص138؛ ولسان العرب 14/ 392 "سقي"؛ والمستقصي 1/ 170؛ ومجمع الأمثال 1/ 333. ورقاش: اسم امرأة. يقول: أحسن إلى رقاش فإنها محسنة، يضرب في الإحسان إلى المحسن. 2 قال محي الدين عبد الحميد: "ظاهره أن قوله: "في النسب" قيد في الكلام، وليس الأمر على هذا الظاهر، فإن "غاويا" إذا نودي بعد صيرورته علما ورخم، قيل فيه ذلك على لغة من ينتظر، على أن الواو في "يا غاو" ليست متطرفة، بل هي حشو، وذلك لأن الحذف عارض والمحذوف مراعى.

الألف الزائدة وليست بحاجز حصين لسكونها وزيادتها، وانضم إلى ذلك أنهما في محل التغيير وهو الطرف، فقلبا ألفا –حملا على باب عصا ورحا- فالتقى ساكنان، فقلبت الألف الثانية همزة؛ لأنها من مخرج الألف، انتهى. ثم أشار إلى الثانية بقوله "وفي * فاعل ما أعل عينا ذا اقتفى" أي اتبع، "ذا": إشارة إلى إبدال الواو والياء همزة. أي يجب إبدال كل من الواو والياء همزة إذا وقعت عينا لاسم فاعل أعلت عين فعله، نحو: "قائل"، و"بائع" الأصل: قاول وبايع، فحملا على الفعل في الإعلال، بخلاف، نحو: عور فهو عاور وعين فهو عاين. تنبيهات: الأول: هذا لإبدال جاز فيما كان على فاعل وفاعلة، ولم يكن اسم فاعل، كقولهم "جائز" وهو البستان، قال [من الرمل] : صَعْدَةٌ نَابِتَةٌ فِي جَائِزٍ ... أيْنمَا الرِّيْحُ تُمَيِّلُهَا تَمِلْ1 وكقولهم "جائزة" وهي خشبة تجعل في وسط السقف، وكلام الناظم هنا وفي الكافية لا يشمل ذلك، وقد نبه عليه في التسهيل. الثاني: اختلف في هذا الإبدال أيضا؛ فقيل: أبدلت الواو والياء همزة كما قال المصنف، وقال الأكثرون: بل قلبتا ألفا، ثم أبدلت الألف همزة كما تقدم في "كساء" و"رداء"، وكسرت الهمزة على أصل التقاء الساكنين، وقال المبرد: أدخلت ألف "فاعل" قبل الألف المنقلبة في قال وباع وأشباههما، فالتقى ألفان وهما ساكنان، فحركت العين لأن أصلها الحركة، والألف إذا تحركت صارت همزة. الثالث: يكتب نحو: "قائل"، و"بائع" بالياء على حكم التخفيف؛ لأن قياس الهمزة في ذلك أن تسهل بين الهمزة والياء، فلذلك كتبت ياء، وأما إبدال الهمزة في ذلك ياء محضة فنصوا على أنه لحن، وكذلك تصحيح الياء في "بائع". ولو جاز تصحيح الياء في "بائع" لجاز تصحيح الواو في "قائل"، ومن ثم امتنع نقط الياء من "قائل"، و"بائع". قال المظرزي: نقط الياء من "قائل" و"بائع" عامي. قال: ومر بي في بعض تصانيف أبي الفتح

_ 1 تقدم بالرقم 1072

ابن جني أن أبا علي الفارسي دخل على واحد من المسمين بالعلم، فإذا بين يديه جزء مكتوب فيه "قائل" بنقطتين من تحت، فقال أبو علي لذلك الشيخ: هذا خط من؟ فقال: خطي، فالتفت إلى صاحبه، وقال: قد أضعنا خطواتنا في زيارة مثله، وخرج من ساعته، ا. هـ. ثم أشار إلى الثالثة بقوله: 945- وَالْمَدُّ زِيدَ ثَالِثاً فِي الوَاحِدِ ... هَمْزًا يُرَى فِي مِثْلِ كالْقَلاَئِدِ أي يجب إبدال حرف المد الزائد الثالث همزة، إذا جمع على مثال مفاعل، نحو: "رعوفة ورعائف، وقلادة وقلائد، وصحيفة وصحائف، وعجوز وعجائز، وسليق وسلائق، وشمال وشمائل"، بخلاف نحو؛ "قسورة وقساور" لعدم المد، وبخلاف نحو: "مفازة ومفاوز، ومعيشة ومعايش، ومثوبة ومثاوب" لعدم الزيادة، وشذ "مصائب، ومنائر" والأصل مصاوب ومناور، وقد نطق فيهما بهذا الأصل، وبخلاف نحو: "صيرف وعوسج وحائط ومفتاح وقنديل ومكوك" لعدم كونه ثالثا. ثم أشار إلى الرابعة بقوله: 946- كَذَاكَ ثَانِي لَيِّنيْنِ اكْتَنَفَا ... مَدّ مَفَاعِلَ كَجَمْعِ نَيِّفَا نيفا: نصب على المفعول به بالمصدر المنون وهو جمع، وأضافه في الكافية للفاعل فقال "كجمع شخص نيفا". أي: يجب أيضا إبدال كل من الواو والياء همزة إذا وقع ثاني حرفين لينين بينهما ألف مفاعل، سواء كان اللينان ياءين كنيائف جمع نيف، أو واوين كأوائل جمع أول، أو مختلفين كسيائد جمع سيد وأصله سيود، وصوائد جمع صائد، والأصل سياود وصوايد. واعلم أن ما اقتضاه إطلاق الناظم هو مذهب الخليل وسيبويه ومن وافقهما، وذهب الأخفش إلى أن الهمزة في الواوين فقط، ولا يهمز في الياءين، ولا في الواو مع الياء،

فيقول: نيايف وسياود وصوايد، على الأصل، وشبهته أن الإبدال في الواوين إنما كان لثقلهما، ولأن لذلك نظيرا، وهو اجتماع الواوين أول كلمة، وأما إذا اجتمعت الياآان أو الياء والواو فلا إبدال؛ لأنه إذا التقت الياآان أو الياء والواو أول كلمة فلا همز، نحو: "يَيَن ويَوم" اسم موضع1. واحتج أيضا بقول العرب في جمع "ضيون" –وهو ذكر السنانير- ضياون من غير همز، والصحيح ما ذهب إليه الأولان للقياس والسماع؛ أما القياس فلأن الإبدال في نحو: "أوائل" إنما هو بالحمل على "كساء" و"رداء"؛ لشبهه به من جهة قربه من الطرف، وهو في "كساء" و"رداء" لا فرق بين الياء والواو، فكذلك هنا. وأما السماع فحكى أبو زيد في سيقة سيائق، بالهمزة، وهو فعيلة1 من ساق يسوق. وحكى الجوهري في تاج اللغة جيد وجيائد، وهو من "جاد"، وحكى أبو عثمان عن الأصمعي في جمع "عيل": عيائل. وأما ضياون فشاذ مع أنه لما صح في واحده صح في الجمع فقالوا: ضياون كما قالوا: ضيون، وكان قياسه ضين، والصحيح أنه لا يقاس عليه. تنبيهات: الأول: فهم من قوله "مد مفاعل" اشتراط اتصال المد بالطرف، فلو فصل بمدة شائعة ظاهرة أو مقدرة فلا إبدال؛ فالأولى نحو: طواويس، والثانية نحو، قوله [من الرجز] : 1227- وَكَحَلَ الْعَيْنَيْنِ بِالْعَوَاوِر أراد بالعواوير، لأنه جمع عوار، وهو الرمد، فحذفت الياء ضرورة؛ فهي في تقدير الموجودة. أما الفصل بمدة غير شائعة فلا أثر له، ويجب الإبدال كقوله [من الرجز] :

_ 1 اسم الموضع هنا هو "يَين"، بتسكين الياء الساكنة كما في معجم البلدان 5/ 454؛ ومعجم ما استعجم ص1404، وهو اسم واد بين ضاحك وضويحك، وهما جبلان أسفل الفرش، وقيل: موضع في بلاد خزاعة، وقيل غير ذلك. "انظر: معجم البلدان 5/ 454" وقد ضبطت بطبعة محيي الدين عبد الحميد "بين" بفتح الياء الثانية، وأما "يوم" فهو وصف من "اليوم"، يقال: "يوم يوم". 2 الصواب أنه على وزن "فيعلة". 1227- التخريج: الرجز للعجاج في الخصائص 3/ 326؛ وليس في ديوانه؛ ولجندل بن المثنى الطهوي في شرح أبيات سيبويه 2/ 429؛ وشرح التصريح 2/ 369؛ وشرح شواهد الشافية ص374؛ والمقاصد النحوية 4/ 571؛ وبلا نسبة في الإنصاف 2/ 785؛ والخصائص 1/ 195، 3/ 164؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 771؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 131؛ وشرح المفصل 5/ 70، 10/ 91، 92؛ والكتاب 4/ 370؛ ولسان العرب 4/ 615 "عور" والمحتسب 1/ 107، 124؛ والممتع في التصريف 1/ 339؛ =

1228- فِيْهَا عَيَائِيْلُ أُسُوْدٍ وَنُمُر الأصل عيائل، لكنه أشبع الهمزة اضطرارا فنشأت الياء، كقوله [من البسيط] : [تَنْفِي يَدَاها الحصَى في كلِّ هاجِرَة ... نَفْيَ الدَّراهِم] تنقاد الصياريف1 لأنه جمع عيل واحد العيال. قال الصغاني: واحد العيال عيل، والجمع عيائل مثل جيد وجيائد. الثاني: لا يختص هذا الإبدل بتالي ألف الجمع، كما أوهمه كلامه، بل لو بنيت من القول مثل عوارض قلت "قوائل" بالهمز، هذا مذهب سيبويه والجمهور، وعليه مشى في التسهيل، وخالف الأخفش والزجاج فذهبا إلى منع الإبدال في المفرد لخفته. الثالث: حكم هذه الهمزة في كتابتها ياء ومنع النقط كما سبق في "قائل" و"بائع". ثم أشار إلى تقييد ما أطلقه من الحكم في الهمز المبدل مما بعد ألف مفاعل في النوعين المذكورين – أعني ما استحق الهمز لكونه مدا مزيدا في الواحد، وما استحق الهمز لكونه ثاني لينين اكتنفا مد "مفاعل"- بقوله: 947- وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيْمَا أُعِلْ ... لاَمَاً، وَفِي مِثْلِ هِرَاوَةٍ جُعِلْ

_ = شرح المفردات: العواور: ج عوار، وهو ما يسقط في العين فيسبب لها ألما. المعنى: يصف الراجز ما أحل به من قذى في العين وألم بعد أن كبرت سنة. الإعراب: "وكحل": الواو بحسب ما قبلها، "كحل": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "العينين": مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى. "بالعواور": جار ومجرور متعلقان بـ"كحل". الشاهد: فيه قوله: "تصحيح واو "العواور" الثانية لأنه ينوي الياء المحذوفة، والواو إذا وقعت في هذا الموضع تهمز لبعدها عن الطرف الذي هو أحق بالتغيير والاعتلال، ولو لم تكن منوية في للزم همزها كما همزت "أواول" فقيل: "أوائل" في جمع "أول". 1228- التخريج: الرجز لحكيم بن معية في شرح أبيات سيبويه 2/ 397؛ ولسان العرب 5/ 234 "نمر"؛ والمقاصد النحوية 4/ 586. اللغة: عيائيل: جمع العيل، وهو واحد العيال، والمقصود هنا: أشبال الأسود. الإعراب: فيها: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم. عيائيل: مبتدأ مؤخر. أسود: يدل من عيائيل. ونمر: الواو للعطف، و"نمر" معطوف على أسود. والشاهد فيه قوله: "عيائيل" حيث أبدل الياء همزة وأشبع كسرتها ياء. 1 تقدم بالرقم 690.

"وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيْمَا أُعِلْ لاَمًا" فالألف واللام في الهمز للعهد، أي يجب في هذين النوعين إذا اعتلت لامها أن يخففا بإبدال كسرة الهمزة فتحة، ثم إبدالها ياء فيما لامه همزة أو ياء أو واو ولم تسلم في الواحد. فالنوع الأول مثال ما لامه همزة منه خطيئة وخطايا، ومثال ما لامه ياء منه هدية وهدايا، ومثال ما لامه واو منه لم تسلم في الواحج مطية ومطايا. فأصل خطايا خطاييء بياء مكسورة وهي ياء خطيءة وهمزة بعدها هي لامها، ثم أبدلت الياء همزة علىحد الإبدال في صحائف فصار خطائئ بهمزتين، ثم أبدلت الثانية ياء؛ لما سيأتي من أن الهمزة المتطرفة بعد همزة تبدل ياء وإن لم تكن بعد مكسورة، فما ظنك بها بعد المكسورة؟ ثم فتحت الأولى تخفيفا، ثم قلبت الياء ألف لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار خطاءا بألفين بينهما همزة، والهمزة تشبه الألف، فاجتمع شبه ثلاث ألفات، فأبدلت الهمزة ياء فصار خطايا، بعد خمسة أعمال. وأصل هدايا هدايي بياءين الأولى ياء فعيلة والثانية لام هدية، ثم أبدلت الأولى همزة كما في صحائف، ثم قلبت كسرة الهمزة فتحة، ثم قلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة ياء فصار هدايا، بعد أربعة أعمال. وأصل مطايا مطايو –لأن أصل مفرده وهو مطية مطيوة فعيلة من المطا وهو الظهر، أبدلت الواو ياء، وأدغمت الياء فيها على حد ما فعل بسيد وميت- فقلبت الواو ياء لتطرفها بعد كسرة كما في الغازي والداعي، ثم قلبت الياء الأولى همزة كما في صحائف، ثم أبدلت الكسرة فتحة، ثم الياء ألفا، ثم الهمزة ياء، فصار مطايا، بعد خمسة أعمال. وإن كانت الهمزة أصلية سلمت، نحو: المرآة والمرائي؛ فإن الهمزة موجودة في المفرد؛ فإن المرآة مفعلة من الرؤية، فلا تغير في الجمع، وشذ مرايا كهدايا سلوكا بالأصلي مسلك العارض، كما شذ عكسه وهو السلوك بالعارض مسلك الأصلي في قوله [من الطويل] : فما برحت أقدامنا في مكاننا ... ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا1 وقول بعض العرب: اللهم اغفر لي خطائئي، بهمزتين. والنوع الثاني مثاله زاوية وزواها، أصله زوائي، بإبدال الواو همزة لكونها ثاني لينين

_ 1 تقدم بالرقم 864.

اكتنفا مد مفاعل، ثم خفف بالفتح فصار زواءي؛ ثم قلبت الياء ألفا فصار زواءا، ثم قلبت الهمزة ياء، على نحو ما تقدم في هدايا. تنبيه: أدرج الناظم هنا الهمزة في حروف العلة، حسبما حمل الشارح كلامه على ذلك، ولكنه غاير بينهما في التسهيل. وفي الهمزة ثلاثة أقوال: أحدها حرف صحيح، والثاني حرف علة، وإليه ذهب الفارسي، والثالث أنها شبيهة بحرف العلة، انتهى. وأشار بقوله: "وَفِي مِثْلِ هِرَاوَةٍ جُعِلْ وَاوًا" إلى أن المجموع على مثال مفاعل إذا كانت لامه واوا لم تعل في الواحد، بل سلمت فيه كواو هراوة، جعل موضع الهمزة في جمعه واو، فيقال: هراوي، والأصل هرائو، بقلب ألف هراوة همزة، ثم هرائي، بقلب الواو ياء لتطرفها بعد الكسرة، ثم خففت بالفتح فصار هراءي، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار هراءا، فكرهوا ألفين بينهما همزة لما سبق، فأبدلوا الهمزة واوا؛ طلبا للتشاكل؛ لأن الواو ظهرت في واحده رابعة بعد ألف، فقصد تشاكل الجمع لواحده فصار هراوي، بعد خمسة أعمال. تنبيهات: الأول: إنما ترد الهمزة ياء فيما أعل لاما من الجمع المذكور إذا كانت عارضة كما رأيت، فإن كانت أصلية سلمت. الثاني: شذ جعل الهمزة واوا فيما لامه ياء، وذلك قولهم في هدايا: هداوي، وفيما لامه واو أعلت في الواحد، وذلك قولهم في مطايا: مطاوي، وقاس الأخفش على هداوي، وهو ضعيف؛ إذ لم ينقل منه إلا هذه اللفظة الثالث: مذهب الكوفيين أن هذه الجموع كلها على وزن "فعالي" صحت الواو في هراوي كما صحت في المفرد، وأعلت في مطايا كما أعلت في المفرد، وهدايا على وزن الأصل، وأما خطايا فجاء على خطية بالإبدال والإدغام على وزن هدية. وذهب البصريون إلى أنها فعائل، حملا للمعتل على الصحيح، ويدل على صحة مذهب البصريين قوله: حَتَّى أُزِيرُوَا المَنَائِيَا وأما ما نقل عن الخليل من أن خطايا وزنها فعالى فليس كقول الكوفيين؛ لأن الألف عندهم للتأنيث، وعنده بدل من المدة المؤخرة، وذلك لأنه يقول: إن مدة الواحد لا تبدل

_ 1 تقدم بالرقم 864.

في هذا همزة؛ لئلا يلزم اجتماع همزتين، بل تقلب بتقديم الهمزة على الياء، فيصير خطائي، ثم يعل كما تقدم، انتهى. 948- وَاوًا وهَمْزَاً أوَّلَ الْوَاوَيْنِ رُدْ ... فِي بَدْءِ غَيْرِ شِبْهِ ووُفِي الأشدْ وهَمْزَاً أوَّلَ الْوَاوَيْنِ رُدْ ... فِي بَدْءِ غَيْرِ شِبْهِ ووُفِي الأشدْ أي هذه المسألة خامسة اختصت بها الواو، يعني أن لكل كلمة اجتمع في أولها واوان فإن أولاهما يجب إبدالها همزة، بشرط أن لا تكون الثانية منهما مدة غير أصلية. فخرج أربع صور: الأولى: أن تكون الثانية مدة بدلا من ألف فاعل، نحو: "ووفي الأشد"، و {وُورِيَ عَنْهُمَا} 1. والثانية: أن تكون مدة بدلا من همزة، كالوولي مخفف الوؤلي بواو مضمومة فهمزة، وهي أنثى الأوأل، أفعل تفضيل من "وأل" إذا لجأ. والثالثة: أن تكون عارضة، كأن تبني من الوعد مثال فوعل ثم ترده إلى ما لم يسم فاعله. والرابعة: أن تكون زائدة، كأن تبني من الوعد مثال طومار، فتقول: ووعاد؛ فهذه الصور الأربعة لا يجب فيها الإبدال، بل يجوز. وخالف قوم في الرابعة فأوجبوا الإبدال؛ لاجتماع واوين، وكون الثانية غير مبدلة من زائد؛ فإن الضمة التي قبلها غير عارضة، وإلى هذا ذهب ابن عصفور، واختار المصنف القول بجواز الوجهين؛ لأن الثانية وإن كان مدها غير متجدد، لكنها مدة زائدة؛ فلم تخل عن الشبه بالألف المنقلبة. ودخل صورتان يجب فيهما الإبدال: الأولى: أن تكون غير مدة، نحو، قولك في جمع الأولى أنثى الأول: أول، والأصل وول، وقولك في جمع واصلة وواقية: أواصل وأواق، والأصل وواصل ووواق،

_ 1 الأعراف: 20.

بواوين: أولاهما فاء الكلمة والثانية بدل من ألف فاعلة، كما تبدل في التصغير، نحو: أويصل وأويق، وكذا لو بنيت من الوعد مثال كوكب قلت: أوعد، والأصل ووعد. والثانية: أن تكون مدة أصلية، نحو: الأولى أنثى الأول، أصلها وولى، بواوين أولاهما فاء مضمومة والثانية عين ساكنة. وإنما وجب الإبدال حينئذ كراهة ما لا يكون في أول الكلمة من التضعيف إلا نادرا كددن. وخرج بتقييده بالبدء، نحو: هووي ونووي. تنبيهات: الأول: ظهر أن في كلام المصنف أمورا؛ أحدها: أنه يوهم قصر المستثنى، على نحو: "ووفي" مما مدته زائدة بدل من ألف فاعل، وأن ما سواه مما مدته زائدة يجب فيه الإبدال، وليس كذلك كما عرفت. ثانيها: أنه يوهم أيضا أن المستثنى ممتنع الإبدال، وليس كذلك؛ لما عرفت أن الصور الأربع المخرجة يجوز فيها الإبدال. ثالثها: أن كلامه ليس صريحا في وجوب الإبدال فيما يجب فيه مما سبق، فلو قال: وواوًا وهمزًا بدءُ واوي مبدا ... حتما سوى ما الثانِ طارٍ مدا لخلص من ذلك كله؛ لما عرفت. الثاني: زاد في التسهيل لوجوب الإبدال شرطا آخر، وهو أن لا يكون اتصال الواوين عارضا بحذف همزة فاصلة، مثال ذلك أن تبني افعوعل من الوأي؛ فتقول: اياوأى، والأصل اوأوأى، فقلبت الواو الأولى ياء لسكونها بعد كسرة، وقلبت الياء الأخيرة ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ فإذا نقلت حركة الهمزة الأولى إلى الياء الساكنة قبلها حذفت همزة الوصل للاستغناء عنها، ورجعت الياء إلى أصلها وهو الواو لزوال موجب قلبها؛ فتصير الكلمة إلى ووأي، فقد اجتمع واوان أول الكلمة، لا يجب الإبدال، ولكن يجوز الوجهان، وكذلك لو نقلت حركة الهمزة الثانية إلى الواو فصارت "ووا" جاز الوجهان وفاقا للفارسي. قيل: وذهب غيره إلى وجوب الإبدال في ذلك، سواء نقلت الثانية أم لا. الثالث: بقي مما تبدل منه الهمزة خمسة أشياء: أحدها: الواو المضمومة ضمة لازمة غير مشددة، ولا موصوفة بموجب الإبدال السابق.

ثانيها: الياء المكسورة بين ألف وياء مشددة. ثالثها: الواو المكسورة المصدرة. رابعها وخامسها: الهاء والعين. وقد ذكرهن في التسهيل، وإنما لم يذكر هذه الخمسة هنا لأن إبدال الهمزة منها جائز لا واجب، وإنما تعرض هنا للواجب، وإن تعرض لغيره فعلى سبيل الاستطراد. فأما إبدلها من الواو المضمومة المذكورة فحسن مطرد، نحو: أجوه جمع وجه، وأدؤر جمع دار، وأنؤر جمع نار، الأصل: وجوه وأدور، وأنور، ونحو: سؤوق جمع ساق، وغؤوق مصدر غار الماء يغور غورا وغؤورا، وليس القلب في هذا لاجتماع الواوين؛ لأن الثانية مدة زائدة. والاحتراز بالمضمومة عن المكسورة والمفتوحة، وسيأتي الكلام عليهما. وبكون الضمة لازمة من ضمة الإعراب، نحو: هذه دلو، وضمة التقاء الساكنين، نحو: {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} 1، و {لا تَنْسَوُا الْفَضْلَ} 2. والاحتراز بغير مشددة، من نحو: التعوذ والتحول؛ فإنه لا يبدل فيه. والاحتراز بالقيد الأخير، من نحو: أواصل وأواق؛ فإن ذلك واجب كما مر. وأما إبدالها من الياء المذكورة فنحو؛ "رائي وغائي" في النسب إلى راية وغاية، الأصل رايي وغايي، بثلاث ياءات؛ فخفف بقلب الأولى همزة. وأما إبدالها من الواو المكسورة المصدرة؛ فنحو إشاح وإفادة وإسادة في وشاح ووفادة ووسادة، وقرأ أبي وابن جبير والثقفي "مِنْ إِعَاءِ أَخِيهِ"3، ورأى أبو عثمان ذلك مطردا مقيسا، وقصره غيره على السماع، والاحتراز بالمصدرة، عن نحو: واو "طويل" فلا تقلب؛ لأن المكسورة أخف من المضمومة؛ فلم تقلب في كل موضع، والوسط أبعد من التغيير، وأما الواو المفتوحة فلا تقلب لخفة الفتحة، إلا ما شد من قولهم: "امرأة أناة" والأصل وناة؛ لأنه من الونية وهو البطء. قال ابن السراج: و"أسماء" اسم امرأة؛ لأنه في

_ 1 البقرة: 16، 175. 2 البقرة: 237. 3 يوسف: 76.

الأصل وسماه من الوسامة وهو الحسن، و"أحد" المستعمل في العدد أصله وحد من الوحدة، بخلاف أحد في "ما جاءني أحد" فقيل: همزته أصلية؛ لأنه ليس بمعنى الوَحْدَة. [إبدال الهاء والعين همزة] : وأما إبدال الهمزة من الهاء والعين فقليل؛ فمن إبدالها من الهاء قولهم: "ماء" والأصل ماء، وأصل ماه موه، بدليل: أمواه، ومويه؛ فتحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، وإعلال حرفين متلاصقين من الشاذ، ومن ذلك أيضا قولهم: "أل فعلت؟ وألا فعلت" بمعنى هل فعلت وهلا فعلت، ومن إبدالها من العين قوله [من الرجز] : 1229- وَمَاجَ سَاعَات مَلاَ الْوَدِيْقِ ... أُبَابُ بَحْرٍ ضَاحِكٍ هَرْوَقِ فأصل "أباب" "عُباب". وقال بعضهم: ليست الهمز فيه بدلا من العين، وإنما هو فعال من "أب" إذا تهيأ؛ لأن البحر يتهيأ للارتجاج؛ فالهمزة على هذا أصل، ومما شذ إبدالها من الألف في قولهم "دأبة"، و"شأبة"، و"ابيأض" وما روي عن العجاج من همز "العألم"، "الخأتم" وإبدالها من الياء في قولهم: قطع الله أديه، أي يديه، يريد يده؛ فردت اللام وأبدلت الياء همزة، وقالوا: "في أسنانه ألل" أي يلل، واليلل: قصر الأسنان، وقيل: احديدابها إلى داخل الفم، يقال: "رجل أيل، وامرأة أيلاء" وهمز بعضهم الشيمة، وهي الخلقة، وكذلك رئبال، وهو الأسد. ا. هـ.

_ 1229- التخريج: الرجز بلا نسبة في سر صناعة الإعراب ص106؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 207؛ وشرح شواهد الشافية ص432؛ وشرح المفصل 10/ 15، 16؛ ولسان العرب 1/ 205 "أيب"؛ والمقرب 2/ 164. اللغة: الهروق: المستغرق في الضحك. الإعراب: وماج "الواو": بحسب ما قبلها، "ماج": فعل ماض. ساعات: ظرف زمان متعلق بـ"ماج". ملا: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. الوديق: مضاف إليه مجرور. أباب: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. بحر: مضاف إليه مجرور. ضاحك: نعت "بحر" مجرور. هروق: نعت "بحر" مجرور. الشاهد فيه قوله: "أباب" حيث أبدل العين بهمزة، وأصله "عباب". وقال بعضهم: ليست الهمزة فيه بدلا من العين وإنما هو "فعال" من "أب" إذا تهيأ.

[إبدال الهمزة ألفا أو واوا أو ياء] : 949- وَمَدًّا ابْدِلْ ثَانِيَ الْهَمْزَيْنِ مِنْ ... كِلْمَةٍ إنْ يَسْكُنْ كَآثِرْ وَائْتَمِنْ 950- إنْ يُفْتَحِ اثْر ضَمَ أوْ فَتْح قُلِبْ ... وَاوَاً، وَيَاءً إثْرَ كَسْرٍ يَنْقَلِبْ 951- ذُو الكَسْرِ مُطْلَقَاً كَذَا، وَمَا يُضَمْ ... وَاوَاً أَصِرْ، مَا لَمْ يَكُنْ لَفْظَاً أَتَمْ 952- فَذَاكَ يَاءً مُطْلَقَاً جَا وَأَؤُمْ ... وَنَحْوُهُ وَجْهَيْنِ فِي ثَانِيْهِ أُمْ وَمَدًّا ابْدِلْ ثَانِيَ الْهَمْزَيْنِ مِنْ ... كِلْمَةٍ إنْ يَسْكُنْ كَآثِرْ وَائْتَمِنْ أي إذا اجتمع همزتان في كلمة كان لهما ثلاثة أحوال: أن تتحرك الأولى وتسكن الثانية، وعكسه، وأن يتحركا معا، وأما الرابع –وهو أن يسكنا معا- فمتعذر. فإن تحركت الأولى وسكنت الثانية وجب في غير ندور إبدال الثانية حرف مد يجانس حركة ما قبلها، نحو: "آثرت أوثر إيثارا" والأصل أأثرت أؤثر إئثارا، ومن الإبدال ألفا بعد الفتحة قول عائشة رضي الله عنها "وكان يأمرني أن آتزر" بهمزة فألف، وعوام المحدثين يحرفونه؛ فيقرؤنه بألف وتاء مشددة، وبعضهم يرويه بتحقيق الهمزتين، ولا وجه لواحد منهما، وإنما وجب الإبدال لعسر النطق بهما، وخص بالثانية لأن إفراط الثقل حصل بها، وشذت قراءة بعضهم "إِئلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ"1 بتحقيق الهمزتين، والاحتراز بكونهما من كلمة، عن نحو: "أأتمن زيد أم لا؟ وأأنت فعلت هذا؟ وأأتمر بكر أم لا؟ "، فإنه لا يجب فيه الإبدال، بل يجوز التحقيق كما رأيت والإبدال: فتقول: أوتمن2 زيد أم لا؟ وآنت فعلت، وايتمر بكر أم لا؟ لأن همزة الاستفهام كلمة، والهمزة التي بعدها أول كلمة أخرى، وأما قول القراء في همزة الاستفهام وما يليها "همزتان في كلمة" فتقريب على المتعلمين. وإن سكنت الأولى وتحركت الثانية؛ فإن كانتا في موضع العين أدغمت الأولى في الثانية، نحو: سأال ولأال ورأاس، ولم يذكر هذا القسم لأنه لا إبدال فيه، وإن كانتا في موضع اللام فسيأتي الكلام عليهما عند قوله: "ما لم يكن لفظا أتم". ع" فتقريب على المتعلمين. وإن سكنت الأولى وتحركت الثانية؛ فإن كانتا في موضع العين أدغمت الأولى في الثانية، نحو: سأال ولأال ورأاس، ولم يذكر هذا القسم لأنه لا إبدال فيه، وإن كانتا في موضع اللام فسيأتي الكلام عليهما عند قوله: "ما لم يكن لفظا أتم".

_ 1 قريش: 2. 2 الصواب القول: "آتمن زيد؟ " لأن ألف الوصل تقلب بعد همزة الاستفهام إلى مدة ومثل هذا في "آيتمر بكر أم لا؟ ".

وإن تحركتا معا فإما أن يكون ثانيهما في موضع اللام، أو لا؛ فهذان ضربان، فأما الأول فسيأتي بيانه، أما الثاني فله تسعة أنواع؛ لأن الثانية إما مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة، وعلى كل حال من هذه الثلاثة فالأولى أيضا إما مفتوحة أو مكسوة أو مضمومة؛ فثلاثة في ثلاثة بتسعة، وقد أخذ في بيان ذلك بقوله: "إن يفتح" أي ثاني الهمزتين "أثر ضم أو فتح قلب واوا" فهذان اثنان من التسعة، الأولى، نحو: "أويدم" تصغير آدم، والثاني، نحو: "أوادم" جمعه، والأصل أويدم وأأدم، بهمزتين؛ فالواو بدل من الهمزة، وليست بدلا من ألفه، كما في ضارب وضويرب وضوارب؛ لأن المقتضى لإبدال همزته ألفا زال في التصغير والجمع. وذهب المازني إلى إبدال المفتوحة إثر فتح ياء؛ فيقول في أفعل التفضيل من "أن": زيد أبن من عمر، ويقول: الواو في "أوادم" بدل من الألف المبدلة من الهمزة؛ لأنه صار مثل خاتم، والجمهور يقولون: هو أون من عمرو. "وياء أثر كسر ينقلب" ثاني الهمزتين المفتوح، وثانيهما "ذو الكسر مطلقا كذا" أي ينقلب ياء، سواء كان إثر فتح أو كسر أو ضم؛ فهذه أربعة أنواع، مثال الأول أن تبنى من "أم" مثل إصبع –بكسر الهمزة وفتح الباء- فتقول: إئمم –بهمزتين مكسورة فساكنة- ثم تنقل حركة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها لتتمكن من إدغامها في الميم الثانية فيصير إثم، ثم تبدل الهمزة الثانية ياء فتصير الكلمة "إيم". ومثال الثاني والثالث والرابع أن تبني من "أم" مثل أصبع بفتح الهمزة أو كسرها أو ضمها والباء فيهن مكسورة، وتفعل ما سبق؛ فتصير الكلمة أيم وأيم وأيم، وأما قراءة ابن عامر والكوفيين "أئمة" بالتحقيق فمما يوقف عنده ولا يتجاوز. "وما يضم" من ثاني الهمزين المذكورين "واوا أصر" سواء كان الأول مفتوحا أو مكسورا أو مضموما؛ فهذه ثلاثة أنواع بقية التسعة المذكورة. أمثلة ذلك: أوب جمع "أب" وهو المرعى، وأن تبني من "أم" مثل إصبع بكسر الهمزة وضم الباء، أو مثل "أبلم" فتقول: "إوم" بهمزة مكسورة وواو مضمومة، و"أوم" بهمزة وواو مضمومتين. وأصل الأول "أأبب" على وزن "أفلس"، وأصل الثاني والثالث إئمم وأؤمم، فنقلوا فيهن، ثم أبدلوا الهمزة واوا، وأدغموا أحد المثلين في الآخر.

تنبيه: خالف الأخفش في نوعين من هذه التسعة، وهما المكسورة بعد ضم فأبدلها واوا، والمضمومة بعد كسر فأبدلها ياء، والصحيح ما تقدم، ا. هـ. ثم أشار إلى الضرب الأول من ضربي اجتماع الهمزتين المتحركتين –وهو أن يكون ثانيهما في موضع اللام- بقوله: "ما لم يكن" أي ثاني الهمزتين "لفظا أتم" أتم: فعل ماض، ولفظا: إما مفعول به مقدم، والجملة خبر يكن، أو خبر يكن مفعول أتم: محذوف، أي أتم الكلمة، أي كان آخرها والجملة نعت للفظا "فذاك يا مطلقا جا" أي سواء كان إثر فتح أو كسر أو ضم أو سكون. أمثلة ذلك أن تبني من قرأ مثل جعفر وزبرج وبرثن وقمطر؛ فتقول في الأول قرأى على وزن سلمى، والأصل قرأأ، فأبدلت الهمزة الأخيرة ياء، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وتقول في الثاني "قرء" على وزن هند، والأصل قرئيء أبدلت الهمزة الأخيرة ياء، ثم أعل إعلال قاض. وتقول في الثالث "قرء" على وزن جمل، والأصل قرؤؤ، أبدلت الهمزة الأخيرة ياء، ثم أعل إعلال أيد، أي سكنت الياء وأبدلت الضمة قبلها كسرة؛ فهذا والذي قبلها منقوصان، كل منهما على وزن رفعا وجرا، وتعود له الياء في النصب؛ فيقال: رأيت قرئيا وقرئيا. وتقول في الرابع "قرأي" والأصل قرأأ بهمزتين ساكنة فمتحركة، وأبدلت المتحركة ياء، وسلمت؛ لسكون ما قبلها، وإنما أبدلت الهمزة الأخيرة ياء ولم تبدل واوا، قال في شرح الكافية: لأن الواو الأخيرة لو كانت أصلية ووليت كسرة أو ضمة لقلبت ياء ثالثة فصاعدا، وكذلك تقلب رابعة فصاعدا بعد الفتحة، فلو أبدلت الهمزة الأخيرة واوا فيما نحن بصدده لأبدلت بعد ذلك ياء فتعينت الياء. "وأؤم ونحوه" مما أولى همزتيه للمضارعة "وجهين في ثانيه أم" أي اقصد، وهما الإبدال والتحقيق؛ فتقول في مضارع أم وأن: أوم وأين بالإبدال، وأؤم وأئن بالتحقيق، تشبيها لهمزة المتكلم بهمزة الاستفهام، نحو: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} 1 لمعاقبتها النون والتاء والياء. تنبيهات: الأول: قد فهم من هذا أن الإبدال فيما أولى همزتيه لغير المضارعة واجب في غير ندور كما سبق. الثاني: لو توالى أكثر من همزتين حققت الأولى والثالثة والخامسة، وأبدلت الثانية والرابعة، مثاله لو بنيت من الهمزة مثل أترجة قلت: أو أوأة، والأصل أأأأأة.

_ 1 البقرة: 6؛ ويس: 10.

الثالث: لا تأثير لاجتماع همزتين بفصل، نحو: "ءاء" و"ءاءة"1 ا. هـ. [إبدال الألف والواو ياء] : 953- وَيَاءً اقْلِبْ أَلفاً كَسْرًا تَلاَ ... أَوْ يَاءَ تَصْغِيْرٍ، بَوَاوٍ ذَا افْعَلاَ 954- فِي آخِرٍ، أَوْ قَبْلَ تَا التَّأْنِيْثِ، أوْ ... زِيَادَتَي فَعْلاَنَ، ذا أيضًا رأوا 955- في مَصْدَرِ المُعْتَلِ عَيْنًا، وَالْفِعَلْ ... مِنْهُ صَحِيْحٌ غَالِبًا، نَحْوُ الحِوَلْ "وَيَاءً اقْلِبْ أَلفاً كَسْرًا تَلاَ أَوْ يَاءَ تَصْغِيْرٍ" ألفا: مفعول أول باقلب، وياء: مفعول ثان قدم، وكسرا: مفعول بتلا، وياء تصغير: عطف عليه، وتلا ومعموله في موض نصب نعت لألف، والتقدير: اقلب ألفا تلا كسرا أو تلا ياء تصغير ياء. أي يجب قلب الألف ياء في موضعين: الأول: أن يعرض كسر ما قبلها، كقولك في جمع مصباح ودينار: مصابيح ودنانير، وفي تصغيرهما: مصيبيح ودنينير. والثاني: أن يقع قبلها ياء التصغير، كقولك في تصغير غزال: غزيل. "بواو ذا" القلب "افعلا في آخر" أي تفعل بالواو الواقعة أخرا ما تفعل بالألف من قبلها ياء إذا عرض قبلها كسرة أو ياء التصغير؛ فالأول نحو: رضي وغزي وقوي وغاز، أصلهن رضو وغزو وقوو وغازو؛ لأنهن من الرضوان والغزو والقوة، فقلبت الواو ياء لكسر ما قبلها، وكونها آخرأ؛ لأنها بالتأخير تتعرض لسكون الوقف، وإذا سكنت تعذرت سلامتها، فعوملت بما يقتضيه السكون من وجوب إبدالها ياء توصلا إلى الخفة وتناسب اللفظ، ومن ثم لم تتأثر الواو بالكسرة وهي غير متطرفة كعوض وعوج، إلا إذا كان مع الكسرة ما يعضدها كحياض وسياط كما سيأتي بيانه، والثاني كقولك في تصغير جرو: جري، والأصل جريو، فاجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون وفقد المانع من الإعلال فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء. تنبيه: هذا الثاني ليس بمقصود من قوله "بواو ذا افعلا في آخر" إنما المقصود التنبيه

_ 1 الآء: ضرب من الشجر. والآءة: واحدة الآء.

على الأول؛ لأن قلب الواو ياء لاجتماعها مع الياء وسبق أحدهما بالسكون لا يختص بالواو المتطرفة، ولا بما سبقها ياء التصغير، على ما سيأتي بيانه في موضعه، ولذلك قال في التسهيل: تبدل الألف ياء لوقوعها إثر كسرة أو ياء تصغير، وكذلك الواو الواقعة إثر كسرة متطرفة، فاقتصر في الواو على ذكر الكسرة، فلو قال: بإثر يا التصغير أو كَسْرِ ألفْ ... تقلب يا والواو إن كسرًا رَدِفْ في آخر" لطابق كلامه في التسهيل، ا. هـ. "أَوْ قَبْلَ تَا التَّأْنِيْثِ أوْ زِيَادَتَي فَعْلاَنَ" أي، نحو: شجية، وأكسية، وغازية، وعريقية تصغير عرقوة، الأصل شجوة وأكسوة وغازوة وعريقوة، ونحو: غزيان وشجيان من الغزو والشجو، والأصل غزوان وشجوان، فعله القلب ياء هو تطرف الواو بعد كسرة؛ لأن كلا من تاء التأنيث وزيادتي فعلان كلمة تامة؛ فالواقع قبلها آخر في التقدير، فعومل معاملة الآخر حقيقة. وشذ تصحيحا من الأول مقاتوة بمعنى خدام، وسواسوة جمع سواء. ومن الثاني إعلالا قولهم: رجل عليان مثل عطشان من علوت، وناقة لميان وقولهم صبيان بضم الصاد، وأما صبية وصبيان بكسر الصاد فسهل أمره وجود الكسرة والفاصل بينه وبين الواو ساكن وهو حاجز غير حصين. ثم أشار إلى موضع ثان تقلب فيه الواو ياء بقوله: "وذا" أي الإعلال المذكور في الواو بعد الكسرة "أيضا رأوا في مصدر" الفعل "المعتل عينا" إذا كان بعدها ألف كصيام وقيام، وانقياد واعتياد، بخلاف سواك وسوار لانتقاء المصدرية. ونحو: لاوذ لواذا وجاور جوارا؛ لصحة عين الفعل، وحال حولا وعاد المريض عودا؛ لعدم الألف، والأصل صوام وقوام وانقواد واعتواد، لكن لما أعلت عينه في الفعل استثقل بقاؤها في المصدر، أعلوها في المصدر بعد كسرة وقبل حرف يشبه الياء، فأعلت بقلبها ياء حملا للمصدر على فعله، فقلبها ياء ليصير العمل في اللفظ من وجه واحد، وشذ تصحيحا مع استيفاء الشروط قولهم: "نار نوارا" أي نفر، ولا نظير له، وكان الأحسن أن يقول "المعل عينا"؛ لأن لاوذ يطلق عليه معتل العين؛ إذ كل ما عينه حرف علة فهو معتل وإن لم يعل. وقد أشار إلى الشرط الأخير بقوله: "والفعل منه صحيح غالبا نحو الحول" يعني أن كل ما كان على فعل من مصدر الفعل المعل العين فالغالب فيه التصحيح، نحو الحول

والعود، قال في شرح الكافية: ونبه بتصحيح ما وزنه فعل على أنه إعلال المصدر المذكور مشروط بوجود الألف فيه حتى يكون على فعال، انتهى. وفي تخصيصه بفعال نظر؛ فإن الإعلال المذكور لا يختص به؛ لما عرفت من مجيئة في الانفعال والافتعال كما سبق. واحترز بقوله "منه" أي من المصدر عن فعل من الجمع؛ فإن الغالب فيه الإعلال كما سيأتي، لكن قال في التسهيل: وقد يصحح ما حقه الإعلال من فعل مصدرا أو جمعا وفعال مصدا، فسوى بين هذه الثلاثة في أن حقها الإعلال، وهو يخالف ما هنا من أن الغالب على فعل مصدر التصحيح. ثم أشار إلى موضع ثالث تقلب فيه الواو ياء بقوله: 956- وَجَمْعُ ذِي عَيْنٍ أُعِلَّ أَوْ سَكَنْ ... فَاحْكُمْ بِذَا الإعْلاَلِ فِيْهِ حَيْثُ عَنْ "وَجَمْعُ ذِي عَيْنٍ أُعِلَّ أَوْ سَكَنْ فَاحْكُمْ بِذَا الإعْلاَلِ" أي المذكور، وهو القلب ياء لكسر ما قبلها "فيه حيث عن" أي إذا وقعت الواو عينا لجمع صحيح اللام، وقبلها كسرة –وهي في الواحد إما معلة، وإما شبيهة بالمعل وهي الساكنة- وجب قبلها ياء؛ فالأولى، نحو: دار وديار، وحيلة وحيل، وقيمة وقيم، والأصل دوار وحول وقوم؛ لأنه لما انكسر ما قبل الواو في الجمع، في نحو: ديار وكانت في الأفراد معلة بقلبها ألف ضعفت، فسلطت الكسرة عليها، وقوَّى تسلَّطَها وجودُ الألف، وإعلال الباقي لإعلال واحده، ولوقوع الكسرة قبل الواو، وشذ من ذلك حاجة وحوج. والثانية وشرطها أن يكون بعدها في الجمع ألف، نحو: سوط وسياط، وحوض وحياض، وروض ورياض، الأصل سواط وحواض ورواض؛ لأنه لما انكسر ما قبلها في الجمع وكانت في الأفراد شبيهة بالمعل لسكونها ضعفت، فسلطت الكسرة عليها، وقوى تسلطها وجود الألف لقربها من الياء، وصحة اللام؛ لأنه إذا صحت اللام قوي إعلال العين. فتلخص أن لقلب الواو ياء في هذا ونحوه خمسة شروط: أن يكون جمعا، وأن تكون الواو في واحده ميتة بالسكون، وأن يكون قبلها في الجمع كسرة، وأن يكون بعدها فيه ألف، وأن يكون صحيح اللام؛ فالثلاثة الأول مأخوذة من البيت، والرابع يأتي في البيت بعده، والخامس لم يذكره هنا وذكره في التسهيل؛ فخرج بالأول المفرد؛ فإنه لا يعل، نحو:

خِوَان وسِوَار، إلا المصدر وقد تقدم، وشذ قولهم في الصوان والصوار: صيان وصيار، بالثاني، نحو: طويل وطوال، وشذ قوله [من الطويل] : 1231- تبين لي أن القماءة ذلة ... وأن أعزاء الرجال طِيَالها قيل: ومنه {الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} 1. وقيل: إنه جمع "جيد"، لا "جواد"، وبالثالثة، نحو: أسواط وأحواض. وبالرابع ما أشار إليه بقوله: 957- وَصَحَّحُوا فِعَلَة وَفِي ... فِعَلْ وَالإعْلاَلَ أَوْلَى كَالْحِيَلْ وصححوا فعلة" أي جمعا؛ لعدم الألف، فقالوا: كوز وكوزة، وعود وعودة، وشذ الإعلال في قولهم: ثور وثيرة. قال المبرد: أرادوا أن يفرقوا بين الثور الذي هو الحيوان والثور الذي هو القطعة من الأقط، فقالوا في الحيوان: ثيرة، وفي الأقط: ثورة. ذهب ابن السراج والمبرد فيما حكاه عنه الناظم أن ثيرة مقصور من فعالة، وأصله ثيارة كحجارة،

_ 1231- التخريج: البيت لأنيف بن زبان في الحماسة البصرية 1/ 35؛ وشرح شواهد الشافية ص385؛ ولأثال بن عبدة بن الطبيب في خزانة الأدب 9/ 488؛ وبلا نسبة في شرح التصريح 2/ 389؛ وشرح المفصل 5/ 45، 10/ 88؛ وعيون الأخبار 4/ 54؛ ولسان العرب 11/ 410 "طول"؛ والمحتسب 1/ 184؛ ومجالس ثعلب 2/ 412؛ والمقاصد النحوية 4/ 588؛ والممتع في التصريف 2/ 497؛ والمنصف 1/ 342. شرح المفردات: القماءة: هنا قصر القامة. الذلة: المهانة. الطيال: الطوال. المعنى: يقول: تبين لي بعد التجربة والاختبار أن صغر القامة دليل على الذل والهوان، وأن الرجل العزيز هو الرجل الطويل الفارع. الإعراب: "تبين": فعل ماض. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"تبين". "أن": حرف مشبه بالفعل. "القماءة": اسم "أن" منصوب. "ذلة": خبر "أن" مرفوع بالضمة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لـ"تبين". و"أن": الواو: حرف عطف "أن" حرف مشبه بالفعل. "أعزاء": اسم "أن" منصوب، وهو مضاف. "الرجال": مضاف إليه مجرور. "طيالها": خبر "أن" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها معطوف على المصدر المؤول السابق. وجملة "تبين لي ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "طيالها" في جمع "طويل"، وهذا شاذ قياسا واستعمالا، والقياس: "طوالها". 2 ص: 31.

حذفت الألف وبقيت الفتحة دليلا عليها. وقيل: جمعوه على فعله بسكون العين؛ فقلبت الواو ياء لسكونها، ثم حركت وبقيت الياء. وقيل: حملا على "ثيران" ليجري الجمع على سنن واحد. وبالخامس، نحو: رواء في جمع ريان، وأصله رويان؛ لأنه لما أعلت اللام في الجمع سلمت العين لئلا يجتمع إعلالان، ومثله جواء جمع جو بالتشديد، وأصله جواو؛ فلما اعتلت اللام سلمت العين. "وفي فِعَلْ" جمعًا "وجهان" الإعلال والتصحيح "والإعلال أولى كالحِيَل" جمع حيلة، والقيم جمع قيمة، والديم جمع ديمة، وجاء التصحيح أيضا، نحو: حاجة وحوج. تنبيهان: الأول: اقتضى تعبيره بأولى أن التصحيح مطرد، وليس كذلك، بل هو شاذ كما تقدم؛ فكان اللائق أن يقول: وصححوا فعلة، وفي فعل ... قد شذ تصحيح فختم أن يعل وقد تقدم نقل كلامه في التسهيل. الثاني: إنما خالف فعل فعلة لأن فعلة لما عدمت الألف وخف النطق بالواو بعد الكسرة لقلة عمل اللسان انضم إلى ذلك تحصين الواو ببعدها عن الطرف بسبب هاء التأنيث فوجب تصحيحها بخلاف فعل. ثم أشار إلى موضع رابع تقلب فيه الواو ياء بقوله: 958- وَالْوَاوُ لاَمَاً بَعْدَ فَتْحٍ يَا انقَلَبْ ... كَالمُعْطَيَانِ يُرْضَيَانِ، وَوَجَبْ 959- إبْدَالُ وَاوٍ بَعْدَ ضَمَ مِنْ ألِفْ ... وَيَا كموقنٍ بِذَا لها اعْتُرِفْ والواو لاما بعد فتح يا انقلب كالمعطيان يرضيان" أي إذا وقعت الواو طرفا رابعة فصاعدا بعد فتح قلب ياء وجوبا؛ لأن ما هي في حينئذ لا يعدم نظيرا يستحق الإعلال؛ فيحمل هو عليه، وذلك نحو: "أعطيت" أصله أعطوت؛ لأنه من عطا يعطو بمعنى أخذ؛ فلما دخلت همزة النقل صارت الواو رابعة؛ فقلبت ياء حملا للماضي على مضارعه، وقد أفهم بالتمثيل أن هذا الحكم ثابت لها سواء كانت في اسم كقولك المعطيان، وأصله المعطوان؛ فقلبت الواو ياء حملا لاسم المفعول على اسم الفاعل، أم في فعل كقولك

يرضيان أصله يرضوان لأنه من الرضوان؛ فقلبت الواو ياء حملا لبناء المفعول على بناء الفاعل، وأما يرضيان المبني للفاعل من الثلاثي المجرد؛ فلقولك في ماضيه رضي. تنبيهان: الأول: يستصحب هذا الإعلال مع هاء التأنيث، نحو: "المعطاة" ومع تاء التفاعل، ونحو: "تغازينا وتداعينا" مع أن المضارع لا كسر قبل آخره. قال سيبويه: سألت الخليل عن ذلك؛ فأجاب بأن الإعلال ثبت قبل مجيء التاء في أوله، وهو غازينا وداعينا، حملا على نغازي ونداعي، ثم استصحب معها. الثاني: شذ قولهم في مضارع شأوا بعنى سبق يشأيان، والقياس يشأوان؛ لأنه من الشأو، ولا كسرة قبل الواو فتقلب لأجلها ياء، ولم تقلب في الماضي فيحمل مضارعه عليه، نعم إن دخلت عليه همزة النقل قلت: يشأيان حملا على المبني للفاعل. [إبدال الألف والياء واوا] : وأشار بقوله: "ووجب، إبدال واو بعد ضم من ألف * ويا كموقن بذا لها اعترف" إلى إبدال الواو من أختيها الألف والياء. أما إبدالها من الألف ففي مسألة واحدة، وهي أن ينضم ما قبلها، نحو: "بويع، وضورب" وفي التنزيل: {مَا وُورِيَ عَنْهُمَا} 1. وأما إبدالها من الياء لضم ما قبلها ففي أربع مسأئل: الأولى: أن تكون ساكنة مفردة أي غير مكررة في غير جمع، نحو: "موقن وموسر" أصلهما ميقن وميسر؛ لأنهما من أيقن وأيسر؛ فقلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها. وخرج بالساكنة المتحركة، نحو: "هيام". فإنها تحصنت بحركتها؛ فلا تقلب إلا فيما سيأتي بيانه. وبالمفردة المدغمة، نحو: "حيض" فإنها لا تقلب لتحصنها بالإدغام. وبغير الجمع من أن تكون في جمع؛ فإنها لا تقلب واوا، بل تبدل الضمة قبلها كسرة

_ 1 الأعراف: 20.

فتصح الياء، وإلى هذا أشار بقوله: 960- يُكْسَرُ المَضْمُوْمُ فِي جَمْعٍ كَمَا ... يُقَالُ "هِيْمٌ" عِنْدَ جَمْعِ "أَهْيَمَا أو هيماء؛ فأصل هيم هيم بضم الهاء؛ لأنه نظير حمر جمع أحمر أو حمراء، فخفف بإبدال ضمة فائه كسرة لتصح الياء، وإنما لم تبدل ياؤه واوا كما فعل في المفرد لأن الجمع أثقل من المفرد، والواو أثقل من الياء؛ فكان يجتمع ثقلان، ومثل هيم بيض جمع أبيض أو بيضاء. تنبيهات: الأول: سمع في جمع عائط عوط، بإقرار الضمة وقلب الياء واوا، وهو شاذ، وسمع عيط على القياس. الثاني: سيأتي في كلامه أن فعلى وصفا كالكوسي أنثى الأكيس يجوز فيها الوجهان عنده؛ فكان ينبغي أن يضمها إلى ما تقدم في الاستثناء من الأصل المذكور. الثالث: حاصل ما ذكره أن الياء الساكنة المفردة المضموم ما قبلها إذا كانت في اسم مفرد غير فعلى الوصف تقلب واوا، وتحت ذلك نوعان؛ أحدهما: ما الياء فيه فاء الكلمة، نحو: موقن، وقد مر. والآخر: ما الياء فيه عين الكلمة كما إذا بنيت من البياض مثل برد؛ فتقول: بيض، وفي هذا خلاف؛ فمذهب سيبويه والخليل إبدال الضمة فيه كسرة كما فعل في الجمع، ومذهب الأخفش إقرار الضمة وقلب الياء واوا، وظاهر كلام المصنف موافقته؛ فتقول على مذهبهما: بيض، وعلى مذهبه: بوض، ولذلك كان "ديك" عندهما محتملا لأن يكون فعلا وأن يكون فعلا، ويتعين عنده أن يكون فعلا بالكسر، وإذا بنيت مفعلة من العيش قلت على مذهبهما: معيشة، وعلى مذهبه: معوشة، ولذلك كانت معيشة عندهما محتملة أن تكون مفعلة وأن تكون مفعلة، ويتعين عنده أن تكون مفعلة بالكسر. واستدل لهما بأوجه؛ أحدها: قول العرب أعيس بين العيسة، ولم يقولوا العوسة، وهو على حد أحمر بين الحمرة. ثانيها: قولهم مبيع، الأصل مبيوع، نقلت الضمة إلى الباء ثم كسرت لتصح الياء، وسيأتي بيانه. ثالثها: أن العين حكم لها بحكم اللام، فأبدلت الضمة لأجلها كما أبدلت لأجل اللام. واستدل الأخفش بأوجه؛ أحدها: قول العرب مضوفة لما يحذر منه، وهي من ضَافَ

يضيف؛ إذا أشفق وحذر. قال الشاعر [من الطويل] : 1232- وَكُنْتُ إذَا جَارِي دَعَا لِمَضُوْفَةٍ ... أُشَمِّرْ حَتَّى يَبْلُغَ السَّاقَ مِئْزَرِي ثانيها: أن المفرد لا يقاس على الجمع؛ لأنا وجدنا الجمع يقلب فيه ما لا يقلب في المفرد، ألا ترى أن الواوين المتطرفتين يقلبان ياءين في الجمع، نحو: "عتي" جمع عات. ولا يقلبان في المفرد، نحو: عتو مصدر عتا. ثالثها: أن الجمع أثقل من المفرد، فهو أدعى إلى التخفيف. وصحح أكثرهم مذهب الخليل وسيبويه، وأجابوا عن الأول من أدلة الأخفش بوجهين؛ أحدهما: أن مضوفة شاذ فلا تُبْنًى عليه القواعد. والآخر أن أبا بكر الزبيدي ذكره في مختصر العين من ذوات الواو، وذكر أضاف إذا أشفق رباعيا، ومن روى ضاف يضيف فهو قليل. وعن الثاني والثالث بأنهما قياس معارض للنص؛ فلا يلتفت إليه، ا. هـ.

_ 1232- التخريج: البيت لأبي جندب في شرح أشعار الهذليين 1/ 358؛ وشرح شواهد الشافية ص383؛ والمقاصد النحوية 4/ 588؛ ولسان العرب 4/ 154 "جور"، 9/ 212 "ضيق"، 9/ 331 "نصف"، 13/ 366 "كون"؛ والمعاني الكبير ص700، 1119؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص241؛ وخزانة الأدب 7/ 417؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص29، 688؛ وشرح المفصل 10/ 81؛ والمحتسب 1/ 214؛ والممتع في التصريف 2/ 470؛ والمنصف 1/ 301. اللغة: المضوفة: المصيبة. المعنى: يقول: إذا أصاب جاره مكروه، ودعاه شمر عن ساعديه، وهب لنصرته. الإعراب: وكنت: "الواو": بحسب ما قبلها، و"كنت": فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير في محل رفع اسم "كان". إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. جاري: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "إذا دعا جاري دعا". دعا: فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". لمضوفة: جار ومجرور متعلقان بـ"دعا". أشمر: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". حتى: حرف غاية وجر. يبلغ: فعل مضارع منصوب. الساق: مفعول به منصوب. مئزري: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة "كنت ... ": بحسب الواو. وجملة "إذا جاري....": اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "دعا جاري": في محل جر بالإضافة. وجملة "دعا لمضوفة": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أشمر": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "يبلغ الساق ... ": صلة الموصول لا محل لها. وجملة "إذا دعا جاري أشمر": خبر "كان" محلها النصب. الشاهد فيه قوله: "لمضوفة" والقياس فيه "لمضيفة"، وهو عند سيبويه شاذ.

ثم أشار إلى ثلاث مسائل أخرى ثانية وثالثة ورابعة، تبدل فيها الياء واوا لانضمام ما قبلها، بقوله: 961- " وَوَاواً اثْرَ الضمِّ رُدَّ اليَا مَتَى ... أُلْفِيَ لاَمَ فِعْلٍ أوْ مِنْ قَبْلِ تَا 962- كَتَاءِ بانٍ مِنْ رَمَى كَمَقْدُرَهْ ... كَذَا إذا كَسَبُعَانَ صَيَّرَهْ فالأولى من هذه الثلاثة: أن تكون الياء لام فعل، نحو: "قضو الرجل، ورمو". وهذا مختص بفعل التعجب؛ فالمعنى ما أقضاه، وما أرماه. ولم يجئ مثل هذا في فعل متصرف إلا ما ندر من قولهم: "نهو الرجل فهو نهي"؛ إذا كان كامل النهية، وهو العقل. والثانية: أن تكون لام اسم محتوم بتاء بنيت الكلمة عليها، كأن تبنى من الرمي مثل مقدرة؛ فإنك تقول: مرموة، بخلاف نحو: توانى توانية؛ فإن أصله قبل دخول التاء توانيا بالضمخ كتكاسل تكاسلا، فأبدلت ضمته كسرة لتسلم الياء من القلب؛ لأنه ليس من الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها ضمة لازمة، ثم طرأت التاء لإفادة الوحدة، وبقي الإعلال بحاله؛ لأنها عارضة لا اعتداد بها. والثالثة: أن تكون لام اسم مختوم بالألف والنون، كأن تبني من الرمي مثل سبعان اسم الموضع الذي يقول فيه ابن أحمر [من الطويل] : 1233- أَلاَ يَا دِيَارَ الحَيّ بِالسّبُعَانِ ... أَمَلَّ عَلَيْهَا بِالبِلى المَلَوَانِ

_ 1233- التخريج: البيت لابن أحمر في ديوانه ص188؛ ولابن مقبل في ديوانه ص335؛ وإصلاح المنطق ص394؛ وخزانة الأدب 7/ 302، 303، 304؛ وسمط اللآلي ص533؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 422؛ وشرح التصريح 2/ 329، 384؛ والكتاب 4/ 259؛ ولسان العرب 8/ 150 "سبع"، 11/ 621 "ملل"، 15/ 291 "ملا"؛ ومعجم ما استعجم ص719؛ ولأحدهما في معجم البلدان 3/ 185 "السبعان"؛ والمقاصد النحوية 4/ 542؛ بلا نسبة في الخصائص 3/ 202؛ ولسان العرب 4/ 591 "كفزر". ويروى: أَلاَ يَا دِيَارَ الحَيّ بِالسّبُعَانِ ... عفت حججا بعدي وهن ثماني وهو بهذه الرواية لشاعر جاهلي من بني عقيل في خزانة الأدب 7/ 306؛ ومعجم البلدان 3/ 185. شرح المفردات: السبعان: اسم واد. أمل: طال. الملون: الليل والنهار.

فإنك تقول: رموان، والأصل رميان، فقلبت الياء واوا وسلمت الضمة؛ لأن الألف والنون لا يكونان أضعف حالا من التاء اللازمة في التحصين من الطرف. 963- وَإنْ تَكُنْ عَيْنًا لِفُعْلَى وَصْفًا ... فَذَاكَ بِالوَجْهَيْنِ عَنْهُمْ يُلفَى "وإن يكن" الياء الواقعة إثر الضم "عينا لفعلى وصفا * فذاك بالوجهين عنهم" أي عن العرب "يلفى" أي يوجد، كقولهم في أنثى الأكيس والأضيق: الكيسى والضيقى، والكوسى والضوقى، بترديد بين حمله علىمذكره تارة وبين رعاية الزنة أخرى. واحترز بقوله: "وصفا" عما إذا كانت عينا لفعلى اسما كطوبى مصدر لطاب، أو اسما لشجرة في الجنة تظلها، فإنه يتعين قلبها واوا. وأما قراءة "طيبى لهم"1 فشاذ. تنبيه: فعلى الواقعة صفة على ضربين؛ أحدهما: الصفة المحضة، وهذه يتعين فيها قلب الضمة كسرة لسلامة الياء، ولم يسمع منها إلا {قِسْمَةٌ ضِيزَى} 2 أي جائزة، يقال: ضازه حقه يضيزه، إذا بخسه وجار عليه، و"مشية حيكى" أي يتحرك فيها المنكبان، يقال: حاك في مشيه يحيك، إذا حرك منكبيه، والآخر غير المحضة، وهي الجارية مجرى الأسماء، وهي فعلى أفعل، كالطوبى والكوسى والضوقى والخورى، مؤنثات الأطيب والأكيس والأضيق والأخير. وهذا الضرب هو مراد المصنف، وهو فيما ذكره فيه مخالف لما عليه سيبويه والنحويون، فإنهم ذكروا هذا الضرب في باب الأسماء فكحموا له بحكم

_ = المعنى: بخاطب الشاعر الديار الكائنة بالسبعان، والتي تعاقبت عليها الأيام والليالي بالبلى. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح. "يا": حرف نداء. "ديار": منادى منصوب، وهو مضاف. "الحي": مضاف إليه. "بالسبعان": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "ديار". "أمل": فعل ماض. "عليها": جار ومجرور متعلقان بـ"أمل". "بالبلى": جار ومجرور متعلقان بـ"أمل". "الملوان": فاعل مرفوع بالألف. الشاهد فيه قوله: "بالسبعان" فإنه في الأصل، مثنى "سبع"، ثم سمي به، فصار علما على مكان بعينه، وقد استعمله الشاعر، هنا، بالألف، وهو مجرور فدل على أنه عامله كما يعامل المفردات نظرا إلى معناه العارض بعد صيرورته علما، ولو نظر إلى معناه الأصلي، وعامله معاملة المثنى لرده إلى المفرد، ونسب إليه على لفظه في الإفراد. 1 الرعد: 29. 2 النجم: 22.

الأسماء، أعني من إقرار الضمة وقلب الياء واوا، كما في "طوبى" مصدرا، وظاهر كلام سيبويه أنه لا يجوز فيه غير ذلك، والذي يدل على أن هذا الضب من الصفات جار مجرى الأسماء، أن أفعل التفضيل يجمع على أفاعل فيقال: أفضل وأفاضل، وأكبر وأكابر، كما يقال في جمع أفكل –وهي الرعدة-: أفاكل، والمصنف ذكره في باب الصفات، وأجاز فيه الوجهين، ونص على أنهما مسموعان من العرب؛ فكان التعبير السالم من الإبهام الملاقي لغرضه أن يقول: وإن يكن عينا لفعلى أفعلا ... فذاك بالوجهين عنهم يُجتلَى فصل: 964- مِنْ لاَمِ فَعْلى اسْمًا أَتَى الْوَاوُ بَدَلْ ... يَاء كَتَقْوَى غَالِبًا جَا ذَا الْبَدَلْ أي إذا اعتلت لام فعلى بفتح الفاء، فتارة تكون لامها واوا، وتارة تكون ياء فإن كانت واوا سلمت في الاسم، نحو: دعوى، وفي الصفة، نحو نشوى. ولم يفرقوا في ذوات الواو بين الاسم والصفة، وإن كانت ياء سلمت في الصفة، نحو: خزيا وصديا مؤنثا خزيان وصديان، وقلبت الواو في الاسم، نحو: "تقوى، وشروى، وفتوى"؛ فرقا بين الاسم والصفة، وأوثر الاسم بهذا الاعلال لأنه أخف، فكان أحمل للثقل، وإنما قال "غالبا" للاحتراز في الريا للرائحة، وطغيا لولد البقرة الوحشية، وسعيا لموضع، كما صرح بذلك في شرح الكافية، وفي الاحتراز عن هذه نظر؛ أما ريا فالذي ذكره سيبويه وغيره من النحويين أنها صفة غلبت عليها الاسمية، والأصل: رائحة ريا، أي: مملوءة طيبا. وأما طغيا فالأكثر فيه ضم الطاء، ولعلهم استصحبوا التصحيح حين فتحوا للتخفيف. وأما سعيا فعلم؛ فيحتمل أنه منقول منصفة كخزيا وصديا. تنبيه: ما ذكره الناظم هنا وفي ضرح الكافية موافق لمذهب سيبويه وأكثر النحويين، أعني في كون إبدال الياء واوا في فعلى الاسم مطردا، وإقرار الياء فيها شاذ، وعكس في التسهيل فقال: وشذ إبدال الواو من الياء لفعلى اسما، وقال أيضا في بعض تصانيفه: من شواذ الإعلال إبدال الواو من الياء في فعلى اسما، كالنشوى، والتقوى، والعنوى،

والفتوى. والأصل فيهن الياء. ثم قال: وأكثر النحويين يجعلون هذا مطردا، فألحقوا بالأربعة المذكورة الشروى، والطغوى، واللقوى، والدعوى، زاعمين أن أصلها الياء، والأولى عندي جعل هذه الأواخر من الواو، سدا الباب التكثير من الشذوذ، ثم قال: ومما يبين أن إبدال يائها واوا شاذ تصحيح الريا، وهي الرائحة، والطغيا، وهي ولد البقرة الوحشية، تفتح طاؤها وتضم، وسعيا اسم موضع؛ فهذه الثلاثة الجائية على الأصل، والتجنب للشذوذ أولى بالقياس عليها، هذا كلامه، وقد مر تعقب احتجاجه بهذه الثلاثة، وهذه المسألة خامسة مسألة تبدل بها الياء واوا. [إبدال الواو ياء] : ثم أشار إلى موضع خامس تقلب فيه الواو ياء بقوله: 965- " بِالْعَكْسِ جَاءَ لاَمُ فُعْلَى وَصْفًا ... وَكَوْنُ قُصْوَى نَادِرًا لاَ يَخْفَى أي إذا اعتلت لام فعلى بضم الفاء، فتارة تكون لامها ياء، وتارة تكون واوا؛ فإن كانت ياء سلمت في الاسم، نحو الفتيا، وفي الصفة، نحو: القصيا تأنيث الأقصى؛ فلم يفرقوا في فعلى من ذوات الياء بين الاسم والصفة، كما لم يفوقوا في فعلى بالفتح من ذوات الواو كما سبق، وإن كانت واوا سلمت في الاسم، نحو: حزوى اسم موضع، قال الشاعر [من الطويل] : أَدَارًا بِحُزْوى هِجْتِ لِلْعَيْنِ عَبْرَةً ... فَمَاءُ الْهَوَى يَرْفَضُّ أَوْ يَترقْرَقُ1 وقلبت ياء في الصفة، نحو: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا} 2، ونحو: قولك: للمتقين الدرجة العليا. وأما قول الحجازيين "القصوى" فشاذ قياسا فصيح استعمالا نبه به على الأصل. وتميم يقولون "القصيا" على القياس، وشذ أيضا "الحلوى عند الجميع. تنبيه: ما ذهب إليه الناظم مخالف لما عليه أهل التصريف؛ فإنهم يقولون: إن فعلى

_ 1 تقدم بالرقم 878. 2 الصافات: 6.

إذا كانت لامها واوا تقلب في الاسم دون الصفة، ويجعلون حزوى شاذا. قال الناظم في بعض كتبه: النحويون يقولون: هذا مخصوص بالاسم، ثم لا يمثلون إلا بصفة محضة أو بالدنيا، والاسمية فيها عارضة، ويزعمون أن تصحيح حزوى شاذ كتصحيح حيوة، وهذا قول لا دليل على صحته، وما قلته مؤيد بالدليل، وموافق لأئمة اللغة، حكى الأزهري عن الفراء وابن السكيت أنهما قالا: ما كان من النعوت مثل الدنيا والعليا فإنه بالياء، فإنهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله، وليس فيه اختلاف، إلا أن أهل الحجاز أظهروا الواو في القصوى، وبنو تميم قالوا: القصيا، انتهى. وأما قول ابن الحاجب بخلاف الصفة كالغزوى يعني تأنيث الأغرى، فقال ابن المصنف: هو تمثيل من عنده، وليس معه نقل، والقياس أن يقال: الغزيا كما يقال العليا، انتهى. فصل: 966- " إنْ يَسْكُنِ السَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا ... وَاتَّصَلاَ وَمِنْ عُرُوضٍ عَرِيا 967- " فَيَاء الْوَاوَ اقْلِبَنَّ مُدْغِمَا ... وَشَذَّ مُعْطًى غَيْرَ مَا قَدْ رُسِمَا "فياء الواو اقلين مدغما" أي هذا موضع سادس تقلب فيه الواو ياء وهو أن تلتقي هي والياء في كلمة أو ما هو في حكم الكلمة كمسلمي، والسابق منهما ساكن متأصل ذاتا وسكونا، ويجب حينئذ إدغام الياء في الياء، مثال ذلك فيما تقدمت فيه الياء سيد وميت، وأصلهما سيود وميوت ومثاله فيما تقدمت فيه الواو طي ولي، مصدرا طويت ولويت، وأصلهما طَوْيٌ ولَوْيٌ. ويجب التصحيح إن لم يلتقيا كزيتون، وكذا إن كانا من كلمتين، نحو: يدعو ياسر، ويرمي واعد، أو كان السابق منهما متحركا، نحو: طويل وغيور، أو عارض الذات، نحو: روية مخفف رؤية، وديوان إذ أصله دوان وبويع إذ راوه بدل من ألف بايع، أو عارض السكون، نحو: قوي فإن أصله الكسر ثم سكن للتخفيف كما يقال في عَلِمَ: عَلْمَ. تنبيه: لوجوب الإبدال المذكور شرط آخر لم ينبه عليه هنا، وهو أن يكون في تصغير ما يكسر على مفاعل، فنحو جدول وأسود للحية يجوز في مصغره الإعلال، نحو جديل وأسيد وهو القياس، والتصحيح نحو جديول وأسيود حملا للتصغير على التكسير، أما

أسود صفة فتقول فيه "أسيد" لا غير؛ لأنه لم يجمع على أساود. "وشذ معطى غير ما قد رسما" وذلك ثلاثة أضرب: ضرب أعل ولم يستوف الشروط، كقراءة بعضهم "إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّيَّا تَعْبُرُونَ"1 بالإبدال، وحكى بعضهم اطراده على لغة، وضرب صحح مع استيفائها، نحو: ضيون وهو السنور الذكر، ويوم أيوم، وعوى الكلب عوية، ورجاء بن حيوة، وضرب أبدلت فيه الياء واوا وأدغمت الواو فيها، نحو: عوى الكلب عوة، وهو نهو من المنكر. [إبدال الواو والياء ألفا] : ثم أشار إلى إبدال الألف من أختيها بقوله: 968- مِنْ وَاوٍ أوْ يَاءٍ بِتَحْرِيْكٍ أصُلْ ... أَلِفاً ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِل 969- إنْ حُرِّكَ التَّالِي، وَإنْ سُكِّنَ كَفْ ... إعْلاَلَ غَيْرِ اللاَّمِ، وَهْيَ لاَ يُكَفْ 970- إعْلاَلُهَا بِسَاكِنٍ غَيْرِ أَلِفْ ... أوْ يَاءِ التَّشْدِيْدُ فِيْهَا قَدْ أُلِفْ مِنْ وَاوٍ أوْ يَاءٍ بِتَحْرِيْكٍ أصُلْ ... أَلِفاً ابْدِلْ بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِل أي يجب إبدال الواو والياء ألفا بشروط أحد عشر: الأول: أن يتحركا؛ فلذلك صحتا في القول والبيع لسكونهما. والثاني: أن تكون حركتهما أصلية؛ ولذلك صحتا في جبل وتوم مخففي جيئل وتوأم، وفي {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} 2، و {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} 3، {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} 4. والثالث: أن يفتح ما قبلهما؛ ولذلك صحتا في العوض والحيل والسور. والرابع: أن تكون الفتحة متصلة، أي في كلمتيهما، ولذلك صحتا في "إن عمر وجد يزيد". والخامس: أن يكون اتصالهما أصليا؛ فلو بنيت مثل علبط من الغزو والرمي قلت فيه:

_ 1 يوسف: 43. 2 آل عمران: 186. 3 البقرة: 16، 175. 4 البقرة: 237

غزو ومي، منقوصا، ولا تقلب الواو والياء ألفا؛ لأن اتصال الفتحة بهما عارض بسبب حذف الألف، إذا الأصل غزاوي ورمايي؛ لأن علبطا أصله علابط. والسادس: أن يتحرك ما بعدهما إن كانتا عينين، وأن لا يليهما ألف ولا ياء مشددة إن كانتا لامين، وإلى هذا أشار بقوله: "إن حرك التالي" أي التابع "وإن سكن كف * إعلال غير اللام، وهي لا يكف" "إعلالها بساكن غير ألف * أو ياء التشديد فيها قد ألف" ولذلك صحت العين في نحو: بيان وطويل وغيور وخورنق، واللام في نحو: رميا وغزوا، وفتيان وعصوان، وعلوي وفتوي، وأعلت العين في قاع وباع وناب وباب؛ لتحرك ما بعدها، واللام في غزا ودعا ورمى وتلا؛ إذ ليس بعدها ألف ولا ياء مشددة، وكذلك يخشون ويمحون1، وأصلهما يخشيون ويمحوون، فقلبتا ألفين لتحركهما وانفتاح ما قبلهما، ثم حذفتا للساكنين، وكذلك تقول في جمع عصا مسمى به: قام عصون، واواصل عصوون، وغزووت، والأصل رمييوت وغزوووت، ثم قلبا وحذفا لملاقاة الساكن، وسهل ذلك أمن اللبس؛ إذ ليس في الكلام فعلوت. وذهب بعضهم إلى تصحيح هذا؛ لكون ما هو فيه واحدا. وإنما صححوا قبل الألف والياء المشددة لأنهم لو أعلوا قبل الألف لاجتمع ألفان ساكنان، فتحذف إحداهما، فيحصل اللبس في نحو رميا؛ لأنه يصير رمى ولا يُدرَى للمثنى هو أم للمفرد، وحمل ما لا لبْسَ فيه على ما فيه لبس؛ لأنه من بابه. وأما نحو علوي فلأن واوه في موضع تبدل فيه الألف واوا. والسابع: أن لا تكون إحداهما عينا لفعل الذي الوصف منه على أفعل.

_ 1 قال محيي الدين عبد الحميد: "الأشهر في الكلمة محاه يمحوه محوا مثل دعاه يدعوه، وليس في هذه اللغة قلب الواو ألفا في المضارع المسند لواو الجماعة؛ لأن الحاء حينئذ مضمومة، وفيه ثلاث لغات آخر: إحداها محاه يمحيه محيا مثل رماه يرميه رميا، وهذه كالأولى في أنه ليس في مضارعها المسند الواو الجماعة قلب لامها ألفا؛ لأن ما قبل اللام مكسور، وتزيد هذه بأن لامها ياء فلا يتفق مع قول الشارح "أصله يمحوون" وإن كانت اللام قد قلبت في المضارع المسند لواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، لكن أصله "يمحيون" بفتح الحاء وضم الياء، وإنما الذي يتفق مع كلام الشارح لغة رابعة هي محاه يمحاه محوا؛ فهذه لامها واو، وتقلب الواو ألفا في مضارعه المسند لواو الجماعة".

والثامن: أن لا تكون عينا لمصدر هذا الفعل. وإلى هذين الشرطين الإشارة بقوله: 971- وصح عين فَعَلٍ وفَعِلا ... ذا أفْعَلٍ كأغيْدٍ وأحوَلا "وصح عين فعل" أي نحو: الغيد والحول "وفعلا" أي: نحو: غيد وحول "ذا أفعل" أي صاحب وصف على أفعل "كأغيد وأحولا" وإنما التزم تصحيح الفعل في هذا الباب حملا على افعل، نحو: احول واعور لأنه بمعناه وحمل مصدر الفعل عليه في التصحيح. واحترز بقوله "ذا أفعل" من نحو: خاف فإنه فعل بكسر العين بدليل أمن1، واعتل لأن الوصف منه على فاعل كخائف لا على أفعل. والتاسع –وهو مختص بالواو- أن لا يكون عينا لافتعل الدال على معنى التفاعل أي التشارك في الفاعلية المفعولية وإلى هذا أشار بقوله: 972- وإنْ يَبِنْ تفاعُلٌ من افتعَلْ ... والعينُ واوٌ سلمَتْ ولم تُعَلّ "وإن يبن" أي يظهر "تفاعل من افتعل * والعين واو سلمت ولم تعل" أي إذا كان افتعل واوي العين بمعنى تفاعل صحح، حملا على تفاعل؛ لكونه بمعناه، نحو: اجتوروا وازدوجوا، بمعنى تجاوروا وتزاوجوا. واحترز بقوله "وإن يبن تفاعل" من أن يكون افتعل لا بمعنى تفاعل؛ فإنه يجب إعلاله مطلقا، نحو: اختان بمعنى خان، واجتاز بمعنى جاز. وبقوله: "والعين واو" من أن تكون عينه ياء؛ فإنه يجب إعلاله، ولو كان دالا على التفاعل، نحو: امتازوا وابتاعوا واستافوا، أي تضاربوا بالسيوف، بمعنى تمايزوا وتبايعوا، وتسايفوا؛ لأن الياء أشبه بالألف من الواو، فكانت أحق بالإعلال منها.

_ 1 قوله: "بدليل أمِنَ"، لأن من عادة العرب حمل الشيء على ضده كما يحملونه على نظيره.

والعاشر: أن لا يكون إحداهما متلوة بحرف يستحق هذا الاعتلال، وإلى هذا أشار بقوله: 973- وَإِنْ لِحَرْفَيْنِ ذَا الإعْلاَلُ اسْتَحَقْ ... صُحِّحَ أَوَّلٌ وَعَكْسٌ قَدْ يَحِقْ وإن لحرفين ذا اعلال استحق صحح أول" أي إذا اجتمع في الكلمة حرفا علة: واوان أو ياآن أو واو وياء، وكل منهما يستحق أن يقلب ألفا لتحركه وانفتاح ما قبله، فلا بد من تصحيح إحداهما، لئلا يجتمع إعلالان في كلمة، والآخر أحق بالإعلال؛ لأن الظرف محل التغيير، فاجتماع الواوين، نحو: الحوى مصدر حوى إذا اسود، ويدل على أن ألف الحوى منقلبة عن واو قولهم في مثناه: حووان، وفي جمع أحوى: حو، وفي مؤنثه: حواء، واجتماع الياءين، ونحو: الحيا للغيث، وأصله حيي، لأن تثنيته: حييان، فأعلت الياء الثانية لما تقدمِ، واجتماع الواو والياء، نحو: الهوى، وأصله هوي، فأعلت الياء، ولذلك صحح في نحو: حيوان؛ لأن المستحق للإعلال هو الواو، وإعلاله ممتنع لأنه لام وليها ألف. وأشار بقوله: "وعكس قد يحق" إلى أنه أعل فيما تقدم الأول وصحح الثاني، كما في نحو: غاية، أصلها غيية، وأعلت الياء الأولى وصحت الثانية، وسهل ذلك كون الثانية لم تقع طرفا. ومثل غاية في ذلك ثاية، وهي حجارة صغار يضعها الراعي عند متاعه فيثوي عندها، وطاية، وهي السطح والدكان أيضا، وكذلك آية عند الخليل، وأصلها أييه، فأعلت العين شذوذا؛ إذ القياس إعلال الثانية، وهذا أسهل الوجود كما قال في التسهيل. أما من قال أصلها أيية بسكون الياء الأولى فيلزمه إعلال الياء الساكنة، ومن قال أصلها آيية على وزن فاعله، فيلزمه حذف العين لغير موجب، ومن قال أصلها أيية كنبقة فيلزمه تقديم الإعلال على الإدغام، والمعروف العكس، بدليل إبدال همزة أئمة ياء لا ألفا. والحادي عشر: أن لا تكون عينا لما آخره زيادة تختص بالأسماء، وإلى هذا أشار بقوله: 974- " وَعَيْنُ مَا آخِرَهُ قَدْ زِيْدَ مَا ... يَخُصُّ الاِسْمَ وَاجِبٌ أَنْ يَسْلَمَا يعني أنه يمنع من قلب الواو والياء ألفا لتحركهما وانفتاح ما قبلها كونهما عينا لما في

آخره زيادة تخص الأسماء؛ لأنه بتلك الزيادة بعد شبهه بما هو الأصل في الإعلال وهو الفعل، وذلك نحو: جولان وسيلان، وما جاء من هذا النوع معلا شاذا، نحو: داران وماهان، وقياسهما دوران وموهان. وخالف المبرد، فزعم أن الإعلال هو القياس، والصحيح الأول، وهو مذهب سيبويه. تنبيهات: الأول: زيادة تاء التأنيث غير معتبرة في التصحيح؛ لأنها لا تخرجه عن صورة فعل؛ لأنها تلحق الماضي؛ فلا يثبت بلحاقها مباينة في نحو: قالة وباعة، وأما تصحيح حوكة وخونة فشاذ بالاتفاق. الثاني: اختلف في ألف التأنيث المقصورة في نحو صورى وهو اسم ماء، فذهب المازني إلى أنها مانعة من الإعلال؛ لاختصاصها بالاسم، وذهب الأخفش إلى أنها لا تمنع الإعلال؛ لأنها لا تخرجه عن شبه الفعل؛ لكونها في اللفظ بمنزلة فعلا، فتصحيح صورى عند المازني مقيس، وعند الأخفش شاذ لا يقاس عليه؛ فلو بني مثلها من القول لقيل على رأي المازني: قولى، وعلى رأي الأخفش: قالا. وقد اضطرب اختيار الناظم في هذه المسألة، فاختار في التسهيل مذهب الأخفش، وفي بعض كتبه مذهب المازني، وبه جزم الشارح، واعلم أن ما ذهب إليه المازني هو مذهب سيبويه. الثالث: بقي شرطان آخران؛ أحدهما –وذكره في التسهيل وشرح الكافية- أن لا تكون العين بدلا من حرف لا يعل، واحترز به عن قولهم في شجرة: شيوة، فلم يعلوا لأن الياء بدل من الجيم، قال الشاعر [من الطويل] : 1234- إذَا لَمْ يَكُنْ فِيْكُنَّ ظِلٌّ وَلاَ جَنَى ... فَأَبْعَدَكُنَّ اللَّهُ مِنْ شِيَرَاتِ

_ 1234- التخريج: البيت لجعيثنة البكائي في سمط اللآلي ص834؛ وبلا نسبة في المقاصد النحوية 4/ 589. اللغة: الجني: ما يجتني من الشجر. شيرات: أي شجرات. الإعراب: إذا: ظرف يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. يكن: فعل مضارع ناقص. فيكن: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. ظل: اسم "يكن" مرفوع. ولا "الواو": حرف عطف، "لا": زائدة لتأكيد النفي. جنى: معطوف على "ظل" مرفوع. فأبعدكن: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"أبعدكن": فعل ماض، و"كن": ضمير في محل نصب مفعول به. الله: فاعل مرفوع. من شيرات: جار ومجرور متعلقان بحال من مفعول "أبعد". =

والآخر أن لا تكون في محل حرف لا يعل وإن لم تكن بدلا. والاحتراز بذلك عن نحو: أيس بمعنى يئس، فإن ياءه تحركت وانفتح ما قبلها ولم تعل لأنها في موضع الهمزة، والهمزة لو كانت في موضعها لم تبدل، فعوملت الياء معاملتها لوقوعها موقعها، هكذا قال في شرح الكافية. قال: ويجوز أن يكون تصحيح ياء أيس انتفاء علتها، فإنها كانت قبل الهمزة ثم أخرت، فلو أبدلت لاجتمع فيها تغييران: تغيير النقل، وتغيير الإبدال، هذا كلامه وذكر بعضهم أن أيس إنما لم يعل لعروض اتصال الفتحة به؛ لأن الياء فاء الكلمة فهي في نية التقديم والهمزة قبلها في نية التأخير، وعلى هذا فيستغنى عن هذا الشرط بما سبق من اشتراط أصالة اتصال الفتحة. الرابع: ذكر ابن بابشاذ بهذا الإعلال شرطا آخر، وهو أن لا يكون التصحيح للتنبيه على الأصل المرفوض. واحترز بذلك عن القود والصيد والجيد وهو طول العنق وحسنه، والحيدى، يقال: حمار حيدى، إذا كان يحيد عن ظله لنشاطه، والحركة والخونة، وهذا غير محتاج إليه؛ لأن هذا مما شذ مع استيفائه الشروط. ومثل ذلك في الشذوذ قولهم روح وغيب جمع رائح وغائب، وعفوة جمع عفو وهو الجحش، وهيوة وأوو جمع أوة وهو الداهية من الرجال، وقروة جمع قرو وهي ميلغة الكلب، ا. هـ. [إبدال النون والواو ميما] : 975- وَقَبْلَ بَا اقْلِبْ مِيْمًا النُّوْنَ إذَا ... كَانَ مُسَكَّنًا، كَمَنْ بَتَّ انْبِذَا وقبل با اقلب ميما النون إذا كان مسكنا" أي تبدل النون الساكنة قبل الباء ميما، وذلك لما في النطق بالنون الساكنة قبل الباء من العسر؛ لاختلاف مخرجيهما مع تنافر لين النون وغنتها لشدة الباء، وإنما اختصت الميم بذلك لأنها من مخرج الباء ومثل النون في الغنة، ولا فرق في ذلك بين المنفصلة والمتصلة، وقد جمعهما في قوله: "كمن بت انبذا" أي من قطعك فألقه عن بالك واطرحه. وألف "انبذا" بدل من نون التوكيد الخفيفة.

_ = وجملة "إذا لم يكن فأبعدكن": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم يكن ... ": في محل جر بالإضافة. وجملة "أبعدكن ... ": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. الشاهد فيه قوله: "من شيرات" حيث أبدلت الجيم بـ"ياء" لأن الأصل "شجرات".

تنبيهات: الأول: كثيرا ما يعبرون عن إبدال النون ميما بالقلب كما فعل الناظم، والأولى أن يعبر بالإبدال؛ لما عرفت أول الباب. الثاني: قد تبدل النون ميما ساكنة ومتحركة دون باء، وذلك شاذ، فالساكنة كقولهم في حنظل: حمظل، والمتحركة كقولهم في بنان: بنام، ومنه قوله [من الرجز] : 1235- يَا هَالُ ذَاتُ الْمَنْطِقِ التَّمْتَامِ ... وَكَفّكِ الْمُخَضَّبِ البَنَامِ وجاء عكس ذلك في قولهم: أسود قاتن، وأصله قاتم. الثالث: أبدلت الميم أيضا من الواو في فم؛ إذا أصله فوه، بدليل أفواه، فحذفوا الهاء تخفيفا، ثم أبدلوا الميم من الواو، فإن أضيف رجع به إلى الأصل فقيل: فوك، وربما بقي الإبدال، نحو: "لخلوف فم الصائم". فصل [الإعلال بالنقل] 976- لِسَاكِنٍ صَحَّ انْقُلِ الْتَّحْرِيكَ مِنْ ... ذِي لِيْنٍ آتٍ عَيْنَ فِعل كَأَبِنْ أي: إذا كان عين الفعل واوا أو ياء وقبلهما ساكن صحيح وجب نقل حركة العين إليه؛ لاستثقالها على حرف العلة، نحو: يقوم ويبين، الأصل: يقوم ويبين، وبضم الواو

_ 1235- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص183؛ وجواهر الأدب ص98؛ وسر صناعة الإعراب 422؛ وشرح التصريح 2/ 392؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 216؛ وشرح شواهد الشافية ص455؛ وشرح المفصل 10/ 33؛ والمقاصد النحوية 4/ 580؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 10/ 35. شرح المفردات: هال: اسم امرأة. التمتام: الذي يعجل في كلامه فلا يفهمك. المخضب: الذي فيه الخضاب. البنام: الأصابع. الإعراب: "يا": حرف نداء. "هال": منادى مبني على ضم الحرف المحذوف في محل نصب تقديره: "هالة". "ذات": نصب "حال" مرفوع، وهو مضاف. "المنطق": مضاف إليه مجرور. "التمتام": نعت "المنطق" مجرور. "وكفك": الواو حرف عطف، "كفك": معطوف على "المنطق" مجرور وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "المخضب": نعت "كفك" مجرور، وهو مضاف. "البنام": مضاف إليه مجرور بالكسرة. الشاهد فيه قوله: "البنام" يريد "البنان"، فأبدل النون ميما للضرورة الشعرية. وفي البيت شاهد آخر للنجاة هو قوله: "يا هال" مرخم "يا هالة".

وكسر الياء، فنقلت حركة الواو والياء إلى الساكن قبلهما، وهو قاف يقوم وباء يبين، فسكنت الواو والياء. ثم اعلم أنه إذا نقلت حركة العين إلى الساكن قبلها؛ فتارة تكون العين مجانسة للحركة المنقولة، وتارة تكون غير مجانسة. فإن كان مجانسة لها لم تغير بأكثر من تسكينها بعد النقل، وذلك مثل ما تقدم. وإن كانت غير مجانسة لها أبدلت حرفا يجانس الحركة، كما في نحو: أقام وأبان، أصلهما أقوم وأبين، فلما نقلت الفتحة إلى الساكن بقيت العين غير مجانسة لها، فقلبت ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها، ونحو يقيم أصله يقوم، فلما نقلت الكسرة إلى الساكن بقيت العين غير مجانسة لها فقلبت لها فقلبت ياء؛ لسكونها وانكسار ما قبلها. ولهذا النقل شروط: الأول: أن يكون الساكن المنقول إليه صحيحا، فإن كان حرف علة لم ينقل إليه، نحو: قاول وبايع وعوق وبين، وكذا الهمزة لا ينقل إليها، نحو: يأيس مضارع أيس؛ لأنها معرضة للإعلال بقلبها ألفا، نص على ذلك في التسهيل، وإنما لم تستثنها هنا لأنه قد عدها من حروف العلة؛ فقد خرجت بقوله "صح". الثاني: أن لا يكون الفعل تعجب، نحو: ما أبين الشيء، وأقومه، وأبين به وأقوم به، وحملوه على نظيره من الأسماء في الوزن والدلالة على المزية، وهو أفعل التفضيل. الثالث: أن لا يكون من المضاعف اللام، نحو ابيض واسود، وإنما لم يعلوا هذا النوع لئلا يلتبس مثال بمثال، وذلك أن أبيض لو أعل الإعلال المذكور لقيل فيه باض وكان يظن أنه فاعل من البضاضة وهي نعومة البشرة. الرابع: أن يكون من المعتل اللام، نحو: أهوى؛ فلا يدخله النقل لئلا يتوالى إعلالان وإلى هذه الشروط الثلاثة أشار بقوله: 977- " مَا لَمْ يَكُنْ فِعْلَ تَعَجُّبٍ وَلاَ ... كَابْيَضَّ أَوْ أَهْوَى بِلاَمٍ عُلِّلاَ

وزاد في التسهيل شرطا آخر، وهو أن لا يكون موافقا لعفل الذي بمعنى افعل نحو يعور ويصيد مضارعا عور وصيد، وكذا ما تصرف منه، نحو: أعوره الله، وكأن استغنى عن ذكره هنا بذكره في الفصل السابق في قوله: "وصح عين فعل وفعلا ذا أفعل" فإن العلة واحدة. 978- " وَمِثْلُ فِعْلٍ في ذَا الإعْلاَلِ اسْمُ ... ضَاهَى مُضَارِعَاً وَفِيْهِ وَسْمُ أي الاسم المضاهي للمضارع –وهو الموافق له في عدد الحروف والحركات- يشارك الفعل في وجوب الإعلال بالنقل المذكور، بشرط أن يكون فيه وسم يمتاز به عن الفعل فاندرج في ذلك نوعان: أحدهما: ما وافق المضارع في وزنه دون زيادته كمقام؛ فإنه موافق للفعل في وزنه فقط وفيه زيادة تنبيء على أنه ليس من قبيل الأفعال وهي الميم؛ فأعل، وكذلك نحو مقيم ومبين، وأما مدين ومريم فقد تقدم أن وزنهما فعلل، ولا مفعل وإلا وجب الإعلال، ولا فعيل لفقده في الكلام، ولو بنيت من البيع مفعلة بالفتح قلت مباعة أو مفعلة بالكسر قلت مبيعة أو مفعلة بالضم، فعلى مذهب سيبويه تقول مبيعة أيضا، وعلى مذهب الأخفش تقول مبوعة، وقد سبق ذكر مذهبهما. والآخر: ما وافق المضارع في زيادته دون وزنه، كأن تبني من القول أو البيع اسما على مثال تحلئ –بكسر التاء وهمزة بعد اللام- فإنك تقول: تقيل وتبيع، بكسرتين بعدهما ياء ساكنة؛ وإذا بنيت من البيع اسما على مثال ترتب قلت على مذهب سيبويه: تبيع، بضم فكسر، وعلى مذهب الأخفش: تُبُوع. فالوسم الذي امتاز به هذا النوع عن الفعل هو كونه على وزن خاص بالاسم، وهو أن تفعلا بكسر التاء وضمها لا يكون في الفعل، ولذلك أعل. أما ما شابه المضارع في وزنه وزيادته، أو باينه فيهما معا، فإنه يجب تصحيحه، فالأول، نحو: أبيض وأسود؛ لأنه لو أعل لتوهم فعلا، وأما نحو يزيد علما فمنقول إلى

العلمية بعد أن أعل إذ كان فعلا، والثاني كمخيط، هذا هو الظاهر. وقال الناظم وابنه: حق نحو مخيط أن يعل؛ لأن زيادته خاصة بالأسماء، وهو مشبه لتعلم أي بكسر حرف المضارعة في لغة قوم، لكنه حمل على مخياط لشبهه به لفظا ومعنى، انتهى. وقد يقال: لو صح ما قالا للزم أن لا يعل مثال تحلئ؛ لأنه يكون مشبها لتحسب في وزنه وزيادته، ثم لو سلم أن الإعلال كان لازما لما ذكرا لم يلزم الجميع، بل من يكسر حرف المضارعة فقط. وقد أشار إلى هذا الثاني بقوله: 979- وَمِفْعَلٌ صُحِّحَ كَالْمِفْعَال ... وَأَلِفُ الإفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ 980- أَزِلْ لِذَا الإعْلاَلِ وَالتَّا الْزَمْ عِوَضْ ... وَحَذْفُهَا بِالنَّقْلِ رُبَّمَا عَرَضْ ومفعل صحح كالمفعال" يعني أن مفعالا لما كان مباينا للفعل، أي غير مشبه له في وزن ولا زيادة، استحق التصحيح، كمسواك ومكيال وحمل عليه في التصحيح مفعل لمشابهته له في المعنى كمقول ومقوال، ومخيط ومخياط والظاهر ما قدمته، من أن علة تصحيح، نحو: مخيط مباينته الفعل في وزنه وزيادته؛ لأنه مقصور من مخياط، فهو هو، لا أنه محمول عليه، وعلى هذا كثير من أهل التصريف. "وألف الإفعال واستفعال أزل لذا الإعلال، والتا الزم عوض" أي إذا كان المصدر على إفعال أو استفعال، مما أعلت عينه؛ حمل على فعله في الإعلال فتنقل حركة عينه إلى فائه، ثم تقلب ألفا لتجانس الفتحة، فيلتقي ألفان، فتحذف إحداهما لالتقاء الساكنين، ثم تعوض عنها تاء التأنيث، وذلك نحو إقامة واستقامة، أصلها إقوام واستقوام، فنقلت فتحة الواو إلى القاف، ثم قلبت الواو ألفا لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها، فالتقى ألفان الأولى بدل العين والثانية ألف إفعال واستفعال، فوجب حذف إحداهما. واختلف النحويون أيتهما المحذوفة؟ فذهب الخليل وسيبويه إلى أن المحذوفة ألف إفعال واستفعال؛ لأنها الزائدة، ولقربها من الطرف، ولأن الاستثقال بها حصل. وإلى هذا ذهب الناظم، ولذلك قال "وألف الإفعال واستفعال أزل". وذهب الأخفش والفراء إلى أن المحذوفة بدل عين الكلمة، والأول أظهر، ولما حذفت الألف عوض عنها تاء التأنيث فقيل: إقامة، واستقامة.

وأشار بقوله: "وحذفها بالنقل" أي بالسماع "ربما عرض" إلى أن هذه التاء التي جعلت عوضا قد تحذف؛ فيقتصر في ذلك على ما سمع، ولا يقاس عليه، ومن ذلك قول بعضهم: أراه إراء، وأجابه إجابا، حكاه الأخفش، قال الشارح: ويكثر ذلك مع الإضافة كقوله تعالى: {وَإِقَامَ الصَّلاةِ} 1 قيل: وحسن حذف التاء في الآية مقارنته لقوله بعد {وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} 2. تنبيه: قد ورد تصحيح إفعال واستفعال وفروعهما في ألفاظ: منها أعول إعوالا، وأغيمت السماء إغياما، واستحوذ استحواذا، واستغيل الصبي استغيالا، وهذا عند النحاة شاذ يحفظ ولا يقاس عليه. وذهب أبو زيد إلى أن ذلك لغة قوم يقاس عليها، وحكى الجوهري عنه أنه حكى عن العرب تصحيح أفعل واستفعل تصحيحا مطردا في الباب كله، وقال الجوهري في مواضع أخر: تصحيح هذه الأشياء لغة فصيحة، وذهب في التسهيل إلى موضع ثالث، وهو أن التصحيح مطرد فيما أهمل ثلاثيه، وأراد بذلك نحو: استنوق الجمل استنواقا، واستتيست الشاة استتياسا، أي صار الجمل ناقة، وصارت الشاة تيسا، وهذا مثل يضرب لمن يخلط في حديثه، لا فيما له ثلاثي، نحو: استقام انتهى. 981- وَمَا لإفْعَال -مِنَ الْحَذْفِ، وَمِنْ ... نَقْلٍ- فَمَفْعُولٌ بِهِ أيْضَاً قَمِنْ 982- نَحْوُ مَبِيْعٍ وَمَصُوْنٍ، وَنَدَرْ ... تَصْحِيْحُ ذِي الْوَاوِ، اشْتَهَرْ وما لإفعال" واستفعال المذكروين "من الحذف ومن * نقل فمفعول به أيضا قمن أي: حقيق "نحو مبيع ومصون" والأصل مبيوع ومصوون، فنقلت حركة الياء والواو إلى الساكن قبلهما؛ فالتقى ساكنان الأول عين الكلمة، والثاني واو مفعول الزائدة؛ فوجب حذف إحداهما. واختلف في أيتهما المحذوفة على حد الخلف في إفعال واستفعال المتقدم. ثم ذوات الواو – نحو مصون ومقول- ليس فيها عمل غير ذلك.

_ 1 الأنبياء: 73؛ والنور: 37. 2 الأنبياء: 73؛ والنور: 37.

وأما ذوات الياء، نحو: مبيع ومكيل؛ فإنه لما حذفت واوه على رأي سيبويه بقي مبيع ومكيل بياء ساكنة بعد ضمة؛ فجعلت الضمة المنقولة كسرة لتصح الياء. وأما على رأي الأخفش فإنه لما حذفت ياؤه كسرت الفاء وقلبت الواو ياء فرقا بين ذوات الواو وذوات الياء. وقد خالف الأخفش أصله في هذا؛ فإن أصله أن الفاء إذا ضمت وبعدها ياء أصلية باقية قلبها واوا لانضمام ما قبلها إلا في الجمع، نحو: بيض، وقد قلب ههنا الضمة كسرة مراعاة للعين التي هي ياء مع حذفها، ومراعاتها موجودة أجدر. تنبيه: وزن مصون عند سيبويه مفعل، وعند الأخفش مفول، وتظهر فائدة الخلاف في نحو: "مسو" مخففا. قال أبو الفتح: سألني أبو علي عن تخفيف مسوء، فقلت: أما على قول أبي الحسن فأقول: رأيت مسوا، كما تقول في مقروء: مقرو؛ لأنها عنده واو مفعول، وأما على مذهب سيبويه فأقول: رأيت مسوا كما تقول في خبء: خب؛ فتحرك الواو؛ لأنها في مذهبه العين، فقال لي أبو علي: كذلك هو، ا. هـ. "وندر تصحيح ذي الواو" من ذلك في قول بعض العرب: ثوب مصوون، ومسك مدووف، وفرس مقوود، ولا يقاس على ذلك، خلافا للمبرد "و" التصحيح "في ذي اليا" ومن ذلك "اشتهر لخفة الياء، كقولهم: "خذه مطيوبة به نفسا"1، وقوله [من الرجز] : 1236- كَأَنَّهَا تُفَّاحَةٌ مَطْيُوْبَةٌ وقوله [من الكامل] : 1237- [قد كان قومك يحسبونك سَيِّدًا] ... وَإِخَالُ أنَّكَ سَيِّدٌ مَعْيُونُ

_ 1 لعل الأصوب: "خذه مطيوبة به نفسك". 1236- التخريج: الشطر لشاعر تميمي في المقاصد النحوية 4/ 574؛ وبلا نسبة في الخصائص 1/ 261؛ والمقتضب 1/ 101؛ والمنصف 1/ 286، 3/ 47. شرح المفردات: مطيوبة: اسم مفعول بمعنى: طيبة. الإعراب: "كأنها": حرف مشبه بالفعل، و"ها" ضمير في محل نصب اسم "كأن". "تفاحة": خبر كأن مرفوع بالضمة. "مطيوبة": نعت "تفاحة" مرفوع بالضمة. الشاهد فيه قوله: "مطيونة"، وذلك على لغة بني تميم، والقياس الشائع "مطيبة". 1237- التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه ص108؛ وجمهرة اللغة ص956؛ والحيوان 2/ 142؛ وشرح التصريح 2/ 395؛ وشرح شواهد الشافية ص387؛ ولسان العرب 13/ 301 =

وقوله [من البسيط] : 1238- حَتَّى تَذَّكَرَ بَيْضَاتٍ وَهَيَّجَهُ ... يَوْمُ الرِّذَاذِ عَلَيْهِ الدَّجْنُ مَغْيُوْمُ وهذه لغة تميمية. تنبيه: قالوا "مشيب" في المختلط بغيره، والأصل مشوب، ولكنهم لما قالوا في الفعل: "شيب" حملوا عليه اسم المفعول، وكما قالوا "مشيب" بناء على شيب قالوا: "مهوب" بناء على "هوب الأمر" في لغة من يقول "بوع المتاع" والأصل مهيب.

_ = "عين"؛ والمقاصد النحوية 4/ 574؛ وبلا نسبة في الخصائص 1/ 261؛ والمقتضب 1/ 102. شرح المفردات: إخال: أظن. المعيون: المصاب بالعين. الإعراب: "قد": حرف تحقيق. "كان": فعل ماض ناقص. "قومك": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، الكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "يحسبونك": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به أول. "سيدا": مفعول به ثان. "وإخال": الواو حرف عطف، "إخال": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره. "أنا". "أنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "أن". "سيد": خبر "أن" مرفوع. "معيون": نعت "سيد" مرفوع. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سد مسد مفعولي "إخال". وجملة "كان قومك ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يحسبونك" في محل نصب خبر "كان". وجملة "إخال" معطوفة على جملة: "كان قومك ... " فهي مثلها لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: "معيون" حيث صحح اسم المفعول من الأجوف اليائي، والقياس "معين". 1238- التخريج: البيت لعلقمة بن عبدة في ديوانه ص59؛ وجمهرة اللغة ص963؛ وخزانة الأدب 11/ 295؛ والخصائص 1/ 261؛ وشرح المفصل 10/ 78، 80؛ والمقتضب 1/ 101؛ والممتع في التصريف 2/ 460؛ والمنصف 1/ 286، 3/ 47؛ والمقاصد النحوية 4/ 576. اللغة: هيجة: حركة. الرذاذ: المطر الخفيف: الدجن: المطر الغزير، أو الغيم الكثيف. المغيوم: ذو الغيم. المعنى: يقول: لما تذكر بيضاته أسرع إليها، وهيجه على ذلك رذاذ وريح وغيم. الإعراب: حتى: حرف غاية وابتداء. تذكر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". بيضات: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. وهيجه: "الواو": حرف عطف، و"هيجه": فعل ماض، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به. يوم: فاعل مرفوع، وهو مضاف. الرذاذ: مضاف إليه مجرور. عليه: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. الدجن: مبتذأ مرفوع. مغيوم: نعت "يوم" مرفوع بالضمة. =

983- وَصَحِّحِ المَفْعُولَ مِنْ نَحْوِ عَدَا ... وَأَعْلِلِ انْ لَمْ تَتَحَرَّ الأَجْوَدَا "وصحح المفعول من" كل فعل واوي اللام مفتوح العين، كما في "نحو عدا" ودعا؛ فإنك تقول في المفعول منهما: "معدو، ومدعو" حملا على فعل الفاعل، هذا هو المختار، ويجوز الإعلال مرجوحا، كما أشار إليه بقوله: "وأعلل أن لم تتحر" أي لم تقصد "الأجودا"؛ فتقول: معدي، ومدعي، ويروى بالوجهين قوله [من الطويل] : 1239- [وقد علمت عرسي مليكة أنني] ... أَنَا اللَّيْثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وعَادِيَا أنشده المازني "معدوا" بالتصحيح، وأنشده غيره بالإعلال. واختلف في علة الإعلال؛ فقيل: حمل على فعل المفعول، وهو قول الفراء وتبعه

_ = وجملة "تذكر ... ": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هيجه": معطوفة على سابقتها وجملة "عليه الدجن مغيوم": في محل رفع نعت "يوم". الشاهد فيه قوله: "مغيوم" حيث جاء على غير قياس، والقياس فيه "معيم". 1239- التخريج: البيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي في خزانة الأدب 2/ 101؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 691؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 433؛ وشرح اختيارات المفضل ص771؛ وشرح التصريح 2/ 382؛ والكتاب 4/ 385؛ ولسان العرب 5/ 219 "نظر"، 15/ 34 "عدا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 589؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص569، 600؛ وأمالي ابن الحاجب ص331؛ وشرح شافية ابن الحاجب ص172؛ وشرح شواهد الشافية ص400؛ وشرح المفصل 5/ 36، 10/ 22، 110؛ ولسان العرب 6/ 115 "شمس"، 14/ 148 "جفا"؛ والمحتسب 2/ 207؛ والمقرب 2/ 187؛ والممتع في التصريف 2/ 550؛ والمنصف 1/ 118، 2/ 122. شرح المفردات: عرسي: زوجي. الليث: الأسد. المعدي عليه: المظلوم. الإعراب: "وقد": الواو بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق. "علمت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "عرسي": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "مليكة": بدل من "عرسي"، أو عطف بيان، مرفوع. "أنني": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم "أن". "أنا": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "الليث": خبر المبتدأ مرفوع. والمصدر المؤول من "أن" وما بعده سدت مسد مفعولي "علمت". "معديا": حال منصوب. "عليه": جار ومجرور متعلقان بـ"معديا". "وعاديا": الواو حرف عطف، "عاديا": معطوف على "معديا" منصوب. وجملة: "علمت ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنا الليث.." في محل رفع خبر "أن". الشاهد فيه قوله: "معديا" وأصله "معدوا" فقلب الواو ياء استثقالا للضمة والواو وتشبيها بما يلزم قلبه من الجمع. ويجعل بعضهم "معديا" جاريا على "عدي" في القلب والتغيير.

المصنف، واعترض بوجوب القلب في المصدر، نحو: عَتَا عِتِيًّا، والمصدر ليس مبنيا على فعل المفعول، وقيل: أعل تشبيها بباب أدْلٍ وأجْرٍِ؛ لأن الواو الأولى ساكنة زائدة حقيقة بالإدغام، فلم يعتد بها حاجزا؛ فصارت الواو التي هي لام الكلمة كأنها وليت الضمة؛ فقلبت ياء على حد قلبها في أدل وأجر. والاحتراز بواوي اللام من يائيها؛ فإنه يجب فيه الإعلال نحو رمى وقلى، فإنك تقول في المفعول منه: مَرْمِيّ، ومَقْلِيّ، والأصل مرمَوِيّ ومقْلَوِيّ –قلبت الواو ياء لاجتماعها مع الياء وسبق إحداهما بالسكون، وأدغمت في لام الكلمة، وكسر المضموم لتصح الياء، وقد سبق الكلام على هذا. وبكونه مفتوح العين من مكسورها، وهو على قسمين: ما ليس عينه واوا، وما عينه واو؛ فأما الأول نحو: {رَضِيَ} فإن الإعلال فيه أولى من التصحيح، لأن فعله قد قلبت فيه الواو ياء في حالة بنائه للفاعل وفي حالة بنائه للمفعول؛ فكان إجراء اسم المفعول على الفعل في الإعلال أولى من مخالفته له، ولهذا جاء الإعلال في القرآن دون التصحيح؛ فقال تعالى: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} 1 ولم يقل مرضوة مع كونه من الرضوان، وقرأ بعضهم: "مرضوة"2 وهو قليل، هذا ما ذكره المصنف –أعني ترجيح الإعلال على التصحيح في نحو مرضي –وذكر غيره أن التصحيح في ذلك هو القياس، وأن الإعلال فيه شاذ؛ فإن كان فعل بكسر العين واويها نحو قوي تعين الإعلال وجها واحد؛ فتقول: "مقوي" والأصل مقووو؛ فاستثقل اجتماع ثلاث واوات في الطرف مع الضمة؛ فقلبت الأخيرة ياء، ثم قلبت المتوسطة ياء؛ لأنه قد اجتمع ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون، ثم قلبت الضمة كسرة لأجل الياء، وأدغمت الياء في الياء فقيل: مقوي. تنبيه: باب مرضي ومقوي سابع موضع تقلب فيه الواو ياء. 984- " كَذَاكَ ذَا وَجْهَيْنِ جَا الْفُعُولُ مِنْ ... ذِي الْوَاوِ لاَمَ جَمْعٍ اوْ فَرْدٍ يَعِنْ

_ 1 الفجر: 28. 2 الفجر: 28.

هذا موضع ثامن تقلب فيه الواو ياء. أي إذا كان الفُعُول مما لامه واو لم يخل من أن يكون جمعا أو مفردا. فإن كان جمعا جاز فيه الإعلال والتصحيح، إلا أن الغالب الإعلال، نحو عصا عصي وقفا وقفي ودلو ودلي، واوصل عصوو وقفوو ودلوو؛ فأبدلت الواو الأخيرة ياء حملا على باب أدل، وأعطيت الواو التي قبلها ما استقر لمثلها من إبدال وإدغام. وقد ورد بالتصحيح ألفاظ، قالوا: أبو وأخو ونحو جمعا لنحو، وهي الجهة، ونجو بالجيم جمعا لنجو وهو السحاب الذي هراق ماءه، وبهو جمعا لبهو وهو الصدر. وإن كان مفردا جاز فيه الوجهان إلا أن الغالب التصحيح، نحو {وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} 1، {لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا} 2، وتقول: نما المال نموا، وسما زيد سموا. وقد جاء الإعلال في قولهم: عتا الشيخ عتيا، وعسا عسيا، أي ولى وكبر، وقسا قلبه قسيا، وإنما كان الإعلال في الجمع أرجح والتصحيح في المفرد أرجح لثقل الجمع وخفة المفرد. تنبيهان: الأول: في كلامه ثلاثة أمور؛ أحدها: أن ظاهرة التسوية بين فعول المفرد وفعول الجمع في الوجهين، وليس كذلك كما عرفت؛ ثانيها: ظاهرة أيضا التسوية بين الإعلال والتصحيح في الكثرة، وليس كذلك كما عرفت، وقد رفع هذين الأمرين في الكافية بقوله: وَرُجِّحَ الإعلالُ في الجمْعِ، وفِي ... مُفْرَدٍ التصحيحُ أولَى ما قُفِي ثالثها: أطلق جواز التصحيح في فعول من الواوي اللام، وهو شرط بأن لا يكون من باب قوي؛ فلو بني من القوة وجب أن يفعل به ما فعل بمفعول من القوة، وقد تقدم؛ فكان التعبير السالم من هذه الأمور المناسب لغرضه أن يقول: كذا الفُعُول منه مُفردًا وإن ... يعِنَّ جمعًا فهو بالعكْسِ يَعِنّ والضمير في "منه" يرجع لنحو عدا في البيت قبله.

_ 1 الفرقان: 21. 2 القصص: 83.

الثاني: ظاهر كلامه هنا وفي الكافية وشرحها أن كلا من تصحيح الجمع وإعلال المفرد مطرد يقاس عليه، أما تصحيح الجمع فذهب الجمهور إلى أنه لا يقاس عليه، وإليه ذهب في التسهيل، قال: ولا يقاس عليه خلافا للفراء، هذا لفظه، وأما إعلال المفرد فظاهر التسهيل اطراده، والذي ذكره غيره أنه شاذ. 985- وَشَاعَ نَحْوُ نُيَّمٍ فِي نُوَّمِ ... وَنَحْوُ نُيَّامٍ شُذُوْذُهُ نُمِي "وشاع" أي كثر الإعلال بقلب الواو ياء إذا كانت عينا لفعل جمعا صحيح اللام "نحو نيم في نوم" جمع نائم، وصيم في صوم جمع صائم، وجيع في جوع جمع جائع، ومنه قوله [من الكامل] : 1240- وَمُعَرِّصٍ تَغْلِي المَآجِلُ تَحْتَهُ ... عَجَّلَتْ طَبْخََتََهُ لِقَوْمٍ جُيَّعِ ووجه ذلك أن العين شبهت باللام لقربها من الطرف، فأعلت كما تعل اللام، فقلبت الواو الأخيرة ياء، ثم قلبت الواو الأولى ياء، وأدغمت الياء في الياء، ومع كثرته التصحيح أكثر منه، نحو: نوم وصوم. ويجب إن اعتلت اللام لئلا يتوالى إعلالان، وذلك كشوى وغوى جمع شاو وغاو، وأو فصلت من العين كنوام وصوام؛ لبعد العين حينئذ من الطرف

_ 1240- التخريج: البيت للحادرة في ديوانه ص58؛ وبلا نسبة في الخصائص 3/ 219؛ ولسان العرب 8/ 61 "جوع"؛ والممتع في التصريف 2/ 497؛ والمنصف 2/ 3. اللغة: المعرص: اللحم الموضوع في العرصة، وهي فناء الدار، ليجف. المراجل: جمع المرجل، وهو القدر. المعنى: جاءوا إلي باكرا فأسرعت بتقديم الخمرة واللحم الذي لم ينضج جيدا – رغم غليه في المراجل- بسبب استعجالنا كي لا يجوع الضيوف. الإعراب: ومعرص: "الواو": حرف عطف، "معرص": اسم معطوف على "عاتق" في بيت سابق مجرور مثله. تغلي: فعل مضارع مرفوع. المراجل: فاعل مرفوع بالضمة. تحته: ظرف مكان، متعلق بـ"تغلي" وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. عجلت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. طبخته: مفعول به، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. لقوم: جار ومجرور متعلقان بـ"عجل". جمع: نعت "قوم" مجرور. وجملة "تغلي": في محل جر صفة "معرص". وجملة "عجلت ... ": في محل جر صفة ثانية لـ"معرص". الشاهد فيه قوله: "قوم جيع" حيث قلب الواو ياء، فالأشهر القول "جُوَّع".

"وَنَحْوُ نُيَّامٍ شُذُوْذُهُ نُمِي" أي روي في قوله [من طويل] : 1241- [ألا طرقتنا مية ابنه منذر] ... فَمَا أَرَّقَ النُّيَّامَ إلاَّ كَلاَمُهَا تنبيهات: الأول: قوله: "شاع" ليس نصا في أنه مطرد، وقد نص غيره من النحويين على اطراده، وقد بان لك أن قوله "شاع نحو نيم" هو بالنسبة إلى نُيَّام لا إلى نُوّم. الثاني: يجوز في فاء فعل المعل العين الضم والكسر، والضم أولى، وكذلك فاء نحو دلي وعصي وإلي جمع ألوى وهو الشديد الخصومة. الثالث: هذا الموضع تاسع موضع تقلب فيه الواو ياء. وبقي عاشر لم يذكره هنا، وهو: أن تلي الواو كسرة وهي ساكنة مفردة، نحو ميزان وميقات، والأصل موزان وموقات، فقلبوا الواو ياء استثقالا للخروج من كسرة إلى الواو، كالخروج من كسرة إلى ضمة، ولذلك لم يكن في كلامهم مثل فعل، وخرج بالقيد الأول، نحو: موعد، وبالثاني، نحو: طول وعوض وصوان وسوار، وبالثالث، نحو: اجْلِوَّاذٍ واعْلِوَّاطٍ.

_ 1241- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1003؛ وخزانة الأدب 3/ 419، 420؛ وشرح شواهد الشافية ص381؛ وشرح المفصل 10/ 93؛ والمنصف 2/ 5، 49؛ ولأبي النجم الكلابي في شرح التصريح 2/ 383؛ وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب 3/ 143، 173؛ وشرح ابن عقيل ص707؛ ولسان العرب 12/ 596 "نوم"؛ والممتع في التصريف 2/ 498. ويروى "سلامها" مكان "كلامها". شرح المفردات: طرقتنا: زارتنا ليلا. أرق: أسهر. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح وتنبيه. "طرقتنا": فعل ماض، والتاء للتأنيث، و"نا": ضمير في محل نصب مفعول به. "مية": فاعل مرفوع بالضمة. "ابنه": نعت "مية" مرفوع وهو مضاف. "منذر": مضاف إليه مجرور. "فما": الفاء حرف عطف، "ما": حرف نفي. "أرق": فعل ماض. "النيام": مفعول به منصوب. "إلا": أداة حصر. "كلامها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. وجملة: "طرقتنا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "أرق ... " معطوفة على الجملة السابقة. الشاهد فيه قوله: "النيام" في جمع "نائم" والقياس "النوام" فقلب الواو ياء.

قلب فاء المثال تاء في الافتعال وفروعه

[قلب فاء المثال تاء في الافتعال وفروعه] : 986- ذُو اللِّيْنِ فَاتا في افْتِعَالٍ أُبْدِلا ... وَشَذ فِي ذِي الهَمْزِ نَحْوُ ائْتَكَلاَ "ذو اللين فاتا في افتعا أبدلا" تا: مفعول ثان لأبدل، والأول ضمير مستتر نائب عن الفاعل يعود على ذي اللين، وفا: حال منه. أي إذا كان فاء الافتعال حرف لين –يعني واوا أو ياء- وجب في اللغة الفصحى إبدالها تاء فيه، وفي فروعه من الفعل واسمي الفاعل والمفعول؛ لعسر النطق بحرف اللين الساكن مع التاء لما بينهما من مقاربة المخرج ومنافاة الوصف؛ لأن حرف اللين من المجهور والتاء من المهموس، مثال ذلك في الواو اتِّصَالٌ، واتَّصَلَ، ويتصل، واتصل، ومتصِلٌ، ومتصَّلٌ به. والأصل: اوْتِصَال، واوْتَصَلَ، ويَوْتَصِلُ، واوتصل، وموتصل، وموتصل به. ومثاله في الياء اتِّسَارٌ، واتَّسَرَ، ويَتَّسِرُ، واتسر، ومتسر، ومتسر. والأصل: ايْتِسَارٌ، وايْتَسَرَ، وييتسر، وايتسر، وميتسر، وميتسر. وإنما أبدلوا الفاء في ذلك تاء لأنهم لو أقروها لتلاعب بها حركات ما قبلها؛ فكانت تكون بعد الكسرة ياء، وبعد الفتحة ألفا، وبعد الضمة واوا؛ فلما رأوا مصيرها إلى تغيرها لتغير أحوال ما قبلها أبدلوا منها حرفا يلزم وجها واحدا وهو التاء، وهو أقرب الزوائد من الفم إلى الواو، وليوافق ما بعده فيدغم فيه. وقال بعض النحويين: البدل في باب اتصل إنما هو من الياء؛ لأن الواو لا تثبت مع الكسرة في اتصال وفي اتصل، وحمل المضارع واسم الفاعل واسم المفعول منه على المصدر والماضي. تنبيهان: الأول: ذو اللين يشمل الواو والياء كما تقدم، وأما الألف فلا حاجة مدخل لها في ذلك؛ لأنها لا تكون فاء ولا عينا ولا لاما. الثاني: من أهل الحجاز قوم يتركون هذا الإبدال، ويجعلون فاء الكلمة على حسب الحركات قبلها، فيقولون: ايتصل ياتصل فهو موتصل، وايتسر ياتسر فهو موتسر. وحكى الجرمي أن من العرب من يقول: ائتصل وائتسر، بالهمزة وهو غريب. "وشذ" إبدال فاء الافتعال تاء "في ذي الهمز نحو" قولهم في "ائتكلا" وائتزر – افتعل

من الأكل والإزار –اتَّكَلَ واتَّزَرَ، بإبدال الياء المبدلة من الهمزة تاء وإدغامها في التاء، وكذا قولهم في اؤتمن – افتعل من الأمانة- اتمن بإبدال الواو المبدلة من الهمزة تاء، واللغة الفصيحة في ذلك كله عدم الإبدال، وإلا توالى إعلالان، وقول الجوهري في اتخذ إنه افتعل من الأخذ وهم، وإنما التاء أصل وهو من تخذ، كاتبع من تبع. قال أبو علي: قال بعض العرب: تخذ بمعنى اتخذ، ونازع الزجاج في وجود مادة تخذ، وزعم أن أصله اتخذ وحذف، وصحح ما ذهب إليه الفارسي بما حكاه أبو زيد من قولهم: تخذ يتخذ تخذا، وذهب بعض المتأخرين إلى أن اتخذ مما أبدلت فاؤه تاء على اللغة الفصحى؛ لأن فيه لغة وهي وخذ بالواو، وهذه اللغة وإن كانت قليلة إلا أن بناءه عليها أحسن؛ لأنهم نضوا على أن اتمن لغة رديئة. [قلب تاء الافتعال دالا] : 987- طَاتَا افْتِعَالٍ رُدَّ إثْرَ مُطْبَق ... في ادَّانَ وَازْدَدْ وادَّكِرْ دَالا بَقِي "طاتا افتعال رد إثر مطبق" طا: مفعول ثان لرد، والمفعول الأول "تا" إن كان رد أمرا، أو ضميره إن كان رد مجهولا. أي إذا بني الافتعال وفروعه مما فاؤه أحد الحروف المطبقة –وهي الصاد والضاد الطاء والظاء- وجب إبدال تائه طاء؛ فتقول في افتعل من صير: اصطبر، ومن ضرب: اضطرب، ومن طهر: اطهر ومن ظلم: اظطلم، والأصل: اصتبر، واضترب، واطتهر، واظتلم، فاستثقل اجتماع التاء مع الحرف المطبق لما بينهما من تقارب المخرج وتباين الصفة، إذ التاء مهموسة مستفلة، والمطبق مجهور مستعل، فأبدل من التاء حرف استعلاء من مخرجها وهو الطاء. تنبيه: إذا أبدلت التاء طاء بعد الطاء اجتمع مثلان والأول منهما ساكن؛ فوجب الإدغام. وإذا أبدلت بعد الظاء اجتمع متقاربان؛ فيجوز البيان، والإدغام مع إبدال الأول من

جنس الثاني ومع عكسه، وقد روي بالأوجه الثلاثة قوله [من البسيط] : 1242- هْوَ الْجَوَادُ الَّذِي يُعْطِيْكَ نَائِلَهُ ... عَفْواً وَيُظْلَمُ أَحْيَانَاً فَيَظْطَلِمُ روي: فيظطلم، وفيطلم، وفيطلم، وقد روي أيضا فينظلم، بالنون، وليس مما نحن فيه. وإذا أبدلت بعد الصاد اجتمع أيضا متقاربان؛ فيجوز البيان، والإدغام بقلب الثاني إلى الأول دون عكسه؛ فتقول: اصطبر، واصبر، ولا يجوز اطبر؛ لما في الصاد من الصفير الذي يذهب في الإدغام. وإذا أبدلت بعد الضاد اجتمع أيضا متقاربان؛ فيجوز البيان، والإدغام بقلب الثاني إلى الأول دون عكسه؛ فتقول: اضطرب، واضرب، ولا يجوز اطرب؛ لأن الصاد حرف مستطيل، فلو أدغم في الطاء لذهب ما فيه من ذلك، وحكي في الشذوذ اطَّجَعَ، وهو في

_ 1242- التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص152؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 219؛ وسمط اللآلي ص467؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 403؛ وشرح التصريح 2/ 391؛ وشرح شواهد الشافية ص493؛ وشرح المفصل 10/ 47، 149؛ والكتاب 4/ 468؛ ولسان العرب 12/ 377 "ظلم"؛ والمقاصد النحوية 4/ 582؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 141؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 189؛ ولسان العرب 13/ 273 "طنن". شرح المفردات: هو: أي هرم بن سنان. الجواد: الكريم. النائل: العطاء. أظطلم: احتمل الظلم. المعنى: يقول: إن هرم بن سنان رجل كريم يعطي من يسأله، وإن سئل فوق طاقته فإنه يحتمل الظلم. الإعراب: "هو": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "الجود": خبر المبتدأ مرفوع. "الذي": اسم موصول مبني في محل رفع نعت "الجواد". "يعطيك": فعل مضارع مرفوع، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به أول، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "نائله": مفعول به ثان، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "عفوا": مفعول مطلق ناب عن صفته منصوب تقديره: "إعطاء عفوا". "ويظلم": الواو حرف عطف، "يظلم": فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أحيانا": ظرف زمان منصوب، متعلق بـ"يظلم". "فيظطلم": الفاء حرف عطف، "يظلم": معطوف على "يظلم" مرفوع بالضمة. وجملة: "هو الجواد" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يعطيك ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "يظلم" معطوفة على سابقتها. وجملة "يظطلم" معطوفة أيضا. الشاهد فيه قوله: "فيظطلم" وقد روي بالأوجه الثلاثة كما أوضح الشارح في المتن.

الندور والغرابة مثل الطجع، باللام، وقد روي بالأوجه الأربعة قوله: [لما رأى أن لا دعه ولا شبع] ... مَالَ إلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فَالْطَجَعْ1 "في ادَّانَ وَازْدَدْ وادَّكِرْ دَالا بَقِي" أي إذا بني الافتعال مما فاؤه دال، نحو: دان، أو زاي، نحو: زاد، أو ذال، نحو: ذكر، وجب إبدال تائه دالا، فيقال: ادان، وازداد، وادكر، والأصل: اذتان، وازتاد، واذتكر، فاستثقل مجيء التاء بعد هذه الأحرف؛ لأن هذه الأحرف مجهورة والتاء مهموسة، فجيء بحرف يوافق التاء في مخرجه، ويوافق هذه الأحرف في الجهر، وذلك الدال. تنبيهان: الأول: إذا أبدلت تاء الافتعال دالا بعد الدال وجب الإدغام لاجتماع المثلين. وإذا أبدلت دالا بعد الزاي جاز الإظهار، والإدغام بقلب الثاني إلى الأول دون عكسه؛ فيقال: ازدجر، وازجر، ولا يجوز ادجر؛ لفوات الصفير. وإذا أبدلت دالا بعد الذال جاز ثلاثة أوجه: الأظهار، والإدغام بوجهيه؛ فيقال: ازدكر، ومنه قوله [من الرجز] : 1243- [تنحي على الشوك جرازا مقضبا] ... وَالْهَرْمُ تُذْرِيْهِ اذْدِرَاء عَجَبَا

_ 1 تقدم بالرقم 1223. 1243- التخريج: الرجز لأبي حكاك في سر صناعة الإعراب 1/ 187؛ وشرح المفصل 10/ 49؛ والممتع في التصريف 1/ 358؛ والمقرب 2/ 166؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص523؛ وشرح المفصل 10/ 150؛ ولسان العرب 4/ 308 "ذكر". اللغة: الجواز المقضب: السيف القاطع. الهرم: نوع من الحمض. تذري: تفرق. الإعراب: تنحي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". على الشوك: جار ومجرور متعلقان بـ"تنحي". جرازا: مفعول به. مقضبا: نعت "جرازا" منصوب. والهرم: "الواو": حرف عطف، "الهرم": معطوف على "جرازا" منصوب. "وبالرفع" مبتدأ مرفوع. تذريه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". اذدراء: مفعول مطلق منصوب. عجبا: نعت "اذدراء" منصوب. وجملة "تنحي": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "تذريه": في محل رفع خبر للمبتدأ "الهرم"، أو في محل نصب حال. وجملة "الهرم تذريه": معطوفة على "تنجي". الشاهد فيه قوله: "اذدراء" حيث أبدلت تاء الافتعال دالا بعد الذال، ويجوز فيه ثلاثة أوجه الإظهار والإدغام بوجيهه.

وادكر، واذكر بذال معجمة، وهذا الثالث قليل، وقد قرئ شاذا "فَهَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ"1 بالمعجمة. الثاني: مقتضى اقتصار الناظم على إبدال تاء الافتعال طاء بعد الأحرف الأربعة، ودالا بعد الثلاثة أنها تقر بعد سائر الحروف ولا تبدل، وقد ذكر في التسهيل أنها تبدل ثاء بعد الثاء، فيقال: اثرد بثاء مثلثة، وهو افتعل من ثرد، أو تدغم فيها الثاء فيقال: اترد، بتاء مثناة. قال سيبويه: والبيان عندي جيد، يعني الإظهار، فيقال: اثترد، ولم يذكر المصنف هذا الوجه. وذكر في التسهيل أيضا أنها قد تبدل دالا بعد الجيم كقولهم في اجتمعوا: اجدمعوا، وفي اجتز: اجدز، ومنه قوله [من الوافر] : 1244- فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: لاَ تَحْبِسَانَا ... بِنَزْعِ أُصُوْلِهِ وَاجْدزَّ شِيحَا وهذا لا يقاس عليه. وظاهر كلام المصنف في بعض كتبه أنه لغة البعض العرب، فإن صح أنه لغة جاز القياس عليه.

_ 1 القمر: 15، 17، 22، 32، 40، 51. 1422- التخريج: البيت لمضرس بن ربعي في شرح شواهد الشافية ص481؛ وله أو ليزيد بن الطثرية في لسان العرب 5/ 319، و320 "جزز"؛ والمقاصد النحوية 4/ 591؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 8/ 85؛ وخزانة الأدب 11/ 17؛ وسر صناعة الإعراب ص187؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 228؛ وشرح المفصل 90/ 49؛ الصاحبي في فقه اللغة ص109، 218؛ ولسان العرب 4/ 125 "جرر"؛ والمقرب 2/ 166؛ والممتع في التصريف 1/ 357. اللغة: تحبسانا: تمنعانا. اجدز: قطع. الشيح: نوع من النبت. المعنى: يخاطب الشاعر صاحبه بقوله: لا تمنعنا عن شي اللحم بأن نقلع أصول الشجر، بل خذ منه ما تيسر وأسرع لنا في الشي. الإعراب: فقلت: "الفاء": بحسب ما قبلها، "قلت": فعل ماض، "والتاء": ضمير في محل رفع فاعل. لصاحبي: جار ومجرور متعلقان بـ"قلت"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. لا: ناهية. تحبسانا: فعل مضارع مجزوم بحذف النون، و"الألف" ضمير في محل رفع فاعل، و"نا": ضمير في محل نصب مفعول به. ينزع: جار ومجرور متعلقان بـ"تحبس"، وهو مضاف. أصوله: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. واجدز: "الواو" حرف عطف، "اجدز": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". شيحا: مفعول به منصوب. وجملة "قلت": بحسب ما قبلها. وجملة "لا تحبسانا": في محل نصب مقول القول. وجملة "اجدز شيحا": معطوفة على جملة "تحبسانا". الشاهد فيه قوله: "واجدز" حيث أبدلت التاء دالا بعد الجيم.

وهذا آخر ما ذكره الناظم من باب الإبدال وما يتعلق به من أوجه الإعلال. خاتمة: قد علم مما ذكره أن حروف الإبدال منقسمة إلى ما يبدل ويبدل منه كالهمزة، وحروف العلة الثلاثة، وكالهاء؛ فإنها تبدل من الهمزة أولا كهراق، وتبدل منها الهمزة آخرا كما فإن أصله موه، وإلى ما يبدل ولا يبدل منه، وهو الميم والطاء والدال، وإلى ما يبدل منه ولا يبدل وهو التاء، أما إبدال الحروف المتقاربة بعضها من بعض لأجل الإدغام فلم يعدوها في باب الإبدال لعروضها. وعلم أيضا أن الهمزة تبدل من ثلاثة أحرف، وهي: الألف والواو والياء، وأن الياء تبدل من ثلاثة أحرف، وهي الهمزة، والألف، والواو، وأن الواو تبدل من ثلاثة أحرف، وهي: الهمزة، والألف، والياء، وأن الألف تبدل من ثلاثة أحرف، وهي: الهمزة، والواو، والياء، وأن الميم تبدل من النون، وأن التاء تبدل من حرفين، هما: الواو، والياء، وأن الطاء تبدل من التاء، وأن الدال تبدل من التاء، وأن الثاء تبدل من التاء، على ما سبق مفصلا. وقد تقدم أول الباب أن ما قصد الناظم ذكره هنا هو الضروري في التصريف، وأن حروف الإبدال الشائع اثنان وعشرون حرفا، وأن الإبدال قد وقع في غيرها أيضا، ولكنه ليس بشائع. وقد رأيت أن أذيل ما سبق ذكره باستيفاء الكلام على إبدال جميع الحروف على سبيل الإيجاز، مرتبا للحروف على ترتيبها في المخارج؛ فأقول وبالله التوفيق: الهمزة – أبدلت من سبعة أحرف، وهي: الألف، والياء، والواو، والهاء، العين، والخاء، والغين، وقد تقدم الكلام عليها سوى الأخيرين. فأما إبدالها من الخاء فقولهم في صرخ: صرأ، حكاه الأخفش عن الخليل. ومن الغين قولهم في رغنة: رأنه، حكاه النضر بن شميل عن الخليل. وإبدلها من هذين الحرفين غريب جدا. الألف – أبدلت من أربعة أحرف، وهي: الياء، والواو، والهمزة، والنون الخفيفة، وقد تقدم الكلام عليها سوى الأخيرة، فأما إبدالها من النون الخفيفة فنحو: {لَنَسْفَعًا} 1.

_ 1 العلق: 15.

الهاء – أبدلت من ستة أحرف، وهي: الهمزة، والألف، والواو، والياء، والتاء، والحاء، فإبدالها من الهمزة قد تقدم أول الباب. وأما إبدالها من الألف ففي قوله [من الرجز] : 1245- قَدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَه ... مِنْ هَهُنَا وَمِنْ هُنَه إنْ لَمْ أُرَوِّهَا فَمَه فأبدل الهاء في "هنه" من الألف، وأما قول "فمه" فيجوز أن يكون من ذلك: أي فما أصنع، أو فما انتظاري لها، ويجوز أن يكون "فمه" بمعنى اكفف، أي أنها قد وردت من كل جانب وكثرت، فإن لم أروها فلا تلمني واكفف عني، وعن ذلك قولهم في أنا "أنه"، ويجوز أن تكون ألحقت لبيان الحركة. وقالوا في حيهله: إن الهاء الأخيرة بدل من الألف في "حيهلا". وأما إبدالها من الواو ففي قوله [من المتقارب] : 1426- وَقَدْ رَابَنِي قَوْلُهَا يَا هَنَا ... هُ وَيْحَكَ ألْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّ

_ 1245- التخريج: الرجز بلا نسبة في لسان العرب 15/ 472 "ما"؛ والدرر 1/ 242، 2/ 214؛ ورصف المباني ص163؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 163؛ وشرح شواهد الشافية 2/ 32؛ والممتع في التصريف 1/ 400؛ والمنصف 2/ 156؛ وهمع الهوامع 1/ 78؛ 2/ 157؛ وتاج العروس "ما". الإعراب: قد: حرف تحقيق. وردت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". من أمكنة: جار ومجرور متعلقان بـ"وردت". من ها هنا: "ها": للتنبيه، وجار ومجرور بدل من "من أمكنة". ومن هنه: معطوف على "من ها هنا". إن: حرف شرط جازم. لم: حرف نفي وجزم وقلب. أروها: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، و"ها": ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". فمه: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"ما": اسم استفهام في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره: "ما أفعل؟ " مثلا، ويجوز أن تكون "مه" اسم فعل أمر بمعنى: "اكفف". وجملة "قد وردت": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم أروها": في محل جزم فعل الشرط. وجملة "فمه": جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. وجملة "إن لم أروها فمه": استئنافية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "هنه" حيث أبدلت الألف بـ"هاء"، والأصل: "هنا"، وكذلك "فمه" قد يجوز أن تكون "فما" حيث أبدلت الألف بـ"هاء"، ويجوز أن تكون "مه" اسم فعل أمر بمعنى "اكفف". 1246- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص160؛ وخزانة الأدب 1/ 375، 7/ 275؛ =

وقد اختلف في ذلك؛ فذهب الجماعة إلى أنها مبدلة من الواو، والأصل يا هناو، وقال أبو الفتح: ولو قيل إن الهاء بدل من الألف المنقلبة من الواو الواقعة بعد الألف لكان قولا قويا؛ إذ الهاء إلى الألف أقرب منها إلى الواو. وإبدالها من الياء في قولهم "هذه" في "هذي"، و"هنيهة" في "هنية". وإبدال الهاء من التاء، في نحو: "طلحة" في الوقف على مذهب البصريين، وقد تقدم. وحكى قطرب عن طيئ أنهم يقولون: "كيف البنون والبناه"، و"كيف الإخوة والأخواه"، وهو شاذ. ومن الشاذ أيضا قولهم: "في التابوت": "تابوه". قال ابن جني: وقد قرئ بها، يعني في الشواذ. قال: وسمع بعضهم يقول: قعدنا على الفراه، يريد على الفرات. وإبدالها من الحاء في قولهم: طَهَرَ الشيءَ بمعنى طَحَرَه، أي: أبعده، ومنه الدَّلَوَ بمعنى مَتَحَهَا، ومَدَهَه بمعنى مدحه. وفرق بعضهم بين ذي الحاء وذي الهاء، فجعل المدح في الغيبة، والمده في الوجه، والأصح كونهما بمعنى واحد، إلا أن المدح هو الأصل. العين – أبدلت من حرفين: الحاء، الهمزة، فالحاء في قولهم ضبع بمعنى ضبح، والهمزة في نحو: "عَنَّ زيدًا قائمٌ" بمعنى "أنَّ زيدا قائم"، وهي عنعنةُ تميم، وقد تقدَّمَ. الغين – أبدلت من حرفين، وهما: الخاء والعين، فالخاء نحو قولهم: "غطر بيديه

_ = وسر صناعة الإعراب 1/ 66، 2/ 560؛ وشرح المفصل 10/ 43؛ ولسان العرب 13/ 438 "هنن"، 15/ 366، "هنا"؛ والمقاصد النحوية 4/ 264؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص400؛ وشرح المفصل 1/ 48؛ ولسان العرب 15/ 369 "هنا"؛ والمنصف 3/ 139. اللغة: رابني: أوقعني في الريبة، أي الشك: يا هناه: يا إنسان. الإعراب: وقد "الواو": بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق. رابني: فعل ماض، و"النون". للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب مفعول به. قولها: فاعل مرفوع، وهي مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. يا: حرف نداء. هناه: منادى مقصو مبني في محل نصب. ويحك: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف، و"الكاف": في محل جر بالإضافة. ألحقت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. شرا: مفعول به. بشر: جار ومجرور متعلقان بـ"ألحقت". وجملة "قد رابني": بحسب ما قبلها. وجملة مقول القول محلها النصب. وجملة "ألحقت": استئنافية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "يا هناه" حيث أبدلت الهاء من الواو والأصل: "يا هناو".

يغطر" بمعنى خطر يخطر، حكاه ابن جني. والعين في قولهم لَغَنَّ في لَعَنَّ. الحاء – أبدلت من العين، قالوا "ربح" بمعنى ربع، وهو قليل. الخاء – أبدلت من الغين، قالوا "الأخن" يريدون الأغن، فقد رقع التكافؤ بينهما، وذلك في غاية القلة. القاف – أبدلت من الكاف، قالوا في وكنة الطائر – وهي مأواه من الجبل – وقنة، حكاه الخليل. الكاف – أبدلت من حرفين: القاف، والتاء، فالقاف في قولهم "عربي كح" أي قح، وفسر الأصمعي القح فقال: هو الخالص من اللؤم، فقد وقع التكافؤ بينهما، لكن إبدال الكاف من القاف أكثر من عكسه، والتاء في قوله [من الرجز] : يا ابْنَ الزُّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكا1 وقد تقدم. الجيم – أبدلت من الياء، وقد تقدم. الشين – أبدلت من ثلاثة أحرف: الكاف التي للمؤنث، والجيم، والسين، فالكاف في نحو: أكرمتك" قالوا: أكرمتش، وهي كشكشة تميم كما تقدم، والجيم كما في قوله [من الرجز] : 1247- إذْ ذَاكَ حَبْلُ الْوِصَالِ مُدْمَشُ2 أي مدمج. قال ابن عصفور: ولا يحفظ غيره، وسهل ذلك كون الجيم والشين متفقتين في المخرج. والسين قالوا: جعشوش في جعسوس، وهي القمئ الذليل، ويجمع بالمهملة دون المعجمة، وبذلك علم الإبدال.

_ 1 تقدم بالرقم 251. 1247- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. اللغة: مدمش: متين. الإعراب: إذ: ظرف زمان في محل نصب. ذاك: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ خبره محذوف. إذ: بدل من "إذ" الأولى. حبل: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. الوصال: مضاف إليه مجرور. مدمش: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "ذاك حاصل": مضاف إليها محلها الجر، وكذلك جملة "حبل الوصال مدمش". الشاهد فيه قوله: "مدمش" حيث أبدلت الشين من "الجيم" وأصله: "مدمج".

الياء –وهي أوسع حروف الإبدال، أبدلت من ثمانية عشر حرفا: من الألف في نحو: مصابيح، وغليم تصغير غلام، ومن الواو في نحو: أغزيت وما تصرف منه، ومن الهمزة في نحو: بير في بئر، ومن الهاء قالوا "دهديت الحجر" في دهدهته، وقالوا "صهصيت بالرجل" أي صهصهت به، إذا قلت له: صه صه. ومن السين في قوله [من الوافر] : 1247- إذَا مَا عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسَالٌ ... فَزَوْجُكِ خَامِسٌ وَأَبُوْكِ سَادِي أي سادس. ومن الباء في قولهم "الأراني والثعالي"، والأصل الأرانب والثعالب، وقد مر. ومن الراء في "قيرط، وشيراز"، والأصل قراط وشراز، لقولهم في الجمع: قراريط، وشراريز. وقال بعضهم في شيراز "شواريز" فيكون البدل من الواو، والأصل شوراز. ومن النون في أناسي وظرابي، والأصل أناسين وظرابين؛ لأنهما جمعا إنسان وظربان، وكذلك تظنيت، أصله تظننت من الظن، وكان أبو عمرو بن العلاء يذهب إلى أن قوله تعالى: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} 1 أصله يتسنن، أي لم يتغير من قوله تعالى: {مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} 2 وكذلك "دينار" أصله دنار لقولهم دنانير ودنينير، وقالوا في إنسان: إيسان، بالياء. ومن الصاد في قولهم

_ 1248- التخريج: البيت لامرئ القيس في ملحق ديوانه ص459؛ وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص304؛ والدرر 6/ 226؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 471؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 213؛ وشرح شواهد الشافية ص446؛ وشرح المفصل 10/ 24؛ ولسان العرب 2/ 40 "ستت"، 11/ 519 "فسل"، 15/ 492 "يا"؛ والممتع في التصريف 1/ 368؛ وهمع الهوامع 2/ 157. اللغة: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. ما: زائدة. عد: فعل ماض للمجهول. أربعة: نائب فاعل مرفوع. فسال: نعت "أربعة" مرفوع. فزوجك: "الفاء": رابطة جواب الشرط، و"زوجك": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. خامس: خبر المبتدأ مرفوع. وأبوك: "الواو": حرف عطف، "أبوك": مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. سادي: خبر المبتدأ مرفوع. وجملة "إذا ما عد فزوجك خامس": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عد": في محل جر بالإضافة. وجملة "زوجك خامس": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "أبوك سادي": معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "سادي" حيث أبدلت الياء من "السين" والأصل "سادس". 1 البقرة: 259. 2 الحجر: 26، 28، 33.

"قضَّيْتُ أظفارِي" والأصل قصصت. وقيل: إن الياء هنا أصلها الواو، وإن المعنى تتبعت أقصاها. ومن الضاد في قوله [من الرجز] : 1249- إذَا الْكِرَامُ ابْتَدَرُوا الْبَاعَ بَدَرْ ... تَقَضِّي الْبَازِي إذَا الْبَازِي كَسَرْ أي تقضض البازي، من الانقضاض. ومن اللام في أمليت وأصله أمللت؛ ومن الميم في قوله [من الطويل] : 1250- تَزُورُ امْرأً أَمَّا الإلَهَ فَيَتَّقِي ... وَأَمَّا بِفِعْلِ الْصَّالْحِيْنَ فَيَأْتَمِي

_ 1249- التخريج: الرجز للعجاج في ديوانه 1/ 42؛ وأدب الكاتب ص487؛ والأشباه والنظائر 1/ 48؛ وإصلاح المنطق ص301؛ والدرر 6/ 20؛ وشرح المفصل 10/ 25؛ والممتع في التصريف 1/ 374؛ وبلا نسبة في الخصائص 2/ 90؛ والمقرب 2/ 171؛ وهمع الهوامع 2/ 157. اللغة: ابتدروا: استبقوا. بدر: سبق. تقضي: انقضاض، هجوم. البازي: طير جارح. كسر البازي: ضم جناحيه. المعنى: إذا تسابق الكرام لفعل الخيرات، وانقض كالبازي إذا ضم جناحيه هاويا لاصطياد فريسة، فيكون هو السابق المجلي. الإعراب: إذا ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. الكرام: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: "إذا ابتدر الكرام ابتدروا". ابتدروا: فعل ماض، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. الباع: مفعول به منصوب. بدر: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر تقديره "هو" وسكن لضرورة القافية. تقضي: نائب مفعول مطلق. البازي: مضاف إليه مجرور. إذا ظرف زمان متعلق بالمصدر "تقضي". البازي: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. كسر: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "إذا الكرام.... بدر": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ابتدر الكرام": في محل جر بالإضافة. وجملة "ابتدروا": تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بدر": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم. وجملة "كسر البازي": في محل بالإضافة. وجملة "كسر" تفسيرية لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "تقضي" حيث أبدلت الياء من "الضاد"، والأصل: "تقضض". 1250- التخريج: البيت بلا نسبة في سر صناعة الإعراب 2/ 760؛ وشرح المفصل 10/ 24؛ ولسان العرب 12/ 26 "أمم"، 14/ 46 "أما"، 256 "دسا"؛ والمقرب 2/ 172؛ والممتع في التصريف 1/ 374. الإعراب: تزور: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره؛ "أنت". امرأ: مفعول به منصوب. أما: حرف تفصيل. الإله: مفعول به مقدم منصوب. فيتقي: "الفاء": رابطة جواب "أما"، و"يتقي": فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وأما: "الواو": حرف عطف، =

قال ابن الأعرابي: أراد فيأتم، ومن العين في قوله [من الرجز] : 1251- وَمَنْهَلٍ لَيْسَ لَهُ حَوَازِقُ ... وَلِضَفَادِي جَمِّهِ نَقَانِقُ يريد ولضفادع. وقالوا "تعليت" من اللعاعة وهي بقلة، والأصل تلععت: من الدال في التصدية وهي التصفيق والصوت، والأصل تصددة؛ لأنها من صددت أصد، قال تعالى: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} 1 ومن التاء في قوله [من الرجز] : 1252- قَامَ بِهَا يَنْشُدُ كُلَّ مَنْشَدِ ... وَايْتَصَلَتْ بِمِثْلِ ضَوْءِ الْفَرْقَدِ

_ = "أما" حرف تفصيل. بفعل: جار ومجرور متعلقان بـ"يأتمي"، وهو مضاف. الصالحين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. فيأتمي: "الفاء": رابطة جواب "أما". يأتمي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". وجملة "تزور....": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "يتقي": جواب شرط جازم مقترن بالفاء محلها الجزم، وكذلك جملة "يأتمي". الشاهد فيه قوله: "فيأتمي" حيث أبدلت الياء من "الميم"، والأصل: "فيأتم". 1251- التخريج: الرجز لخلف الأحمر في الدرر 6/ 227؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 438؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 762؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 212؛ وشرح المفصل 10/ 24؛ والكتاب 2/ 273؛ والمقتضب 1/ 247؛ والممتع في التصريف 1/ 376. اللغة: المنهل: المورد. الحوازق: ج الحزيقة، وهي الجماعة. الضفادي: الضفادع. الجم: معظم الماء. النقانق: صوت الضفادع. المعنى: يقول: هو منهل قفر لا تؤمه الجماعات، وليس فيه إلا الضفادع. الإعراب: ومنهل: "الواو"ا: واو رب حرف جر، "منهل": اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. ليس: فعل ماض ناقص. له: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. حوازق: اسم "ليس" مرفوع. ولضفادي: "الواو": حرف عطف، و"لضفادي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. جمه: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة. نقانق: مبتدأ مؤخر مرفوع. وجملة "ومنهل ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ليس له ... ": في محل رفع صفة لـ"منهل" على المحل، وعطف عليها جملة "لضفادي جمه نقانق"، وخبر المبتدأ "منهل" تقدير "وردته". الشاهد فيه قوله: "الضفادي" حيث أبدلت الياء من "العين" والأصل: "ضفادع". 1 الزخرف: 57. 1252- التخريج: الرجز بلا نسبة في سر صناعة الإعراب 2/ 764؛ وشرح المفصل 10/ 24، 36؛ ولسان العرب 11/ 726 "وصل"؛ والمقرب 2/ 173؛ والممتع في التصريف 1/ 378. =

أي واتصلت. ومن الثاء في قوله [من الرجز] : 1253- قد مر يومان وهذا الثالي ... [وأنتَ بالهجرانِ لا تبالي] أي الثالث. ومن الجيم في قوله [من الطويل] : [إذا لم يكن فيكن ظل ولا جنى] ... فأبعدكُنَّ اللهُ من شَيَراتِ1 أي: من شجرات. وقالوا "دياجي" في جمع ديجوج، والأصل دياجيج. ومن الكاف في قولهم: مكوك مكاكي، والأصل مكاكيك، وهو مكيال. الصاد – أبدلت من حرفين، من السين في قولهم {صِرَاطٌ} 2 من "السراط"، ومن اللام في قولهم "رجل جصد" أي جلد. اللام – أبدلت من حرفين، وهما: النون في أصيلان، والضاد في اضطجع، كما مر.

_ = الإعراب: قام: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". بها: جار ومجرور متعلقان بـ"قام". ينشد: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". كل: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. منشد: مضاف إليه مجرور. وايتصلت: "الواو": حرف عطف، "ايتصلت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هي". بمثل: جار ومجرور متعلقان بـ"ايتصلت"، وهو مضاف. ضوء: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الفرقد: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وجملة "قام بها": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ينشد" في محل نصب حال. وجملة "ايتصلت": معطوفة على جملة "قام". الشاهد فيه قوله: "ايتصلت" حيث أبدلت الياء من "التاء" والأصل "اتصلت". 1253- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 224؛ وسر صناعة الإعراب ص764؛ وشرح شافية ابن الحاجب 3/ 213؛ وشرح شواهد الشافية ص448؛ وشرح المفصل 10/ 24، 28؛ ولسان العرب 2/ 121 "ثلث"؛ وهمع الهوامع 2/ 157. الإعراب: قد: حرف تحقيق. مر: فعل ماض. يومان: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى. وهذا: "الواو": حالية، "هذا": اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. الثالي: خبر. وأنت: "الواو": حالية، و"أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بالهجران: جار ومجرور متعلقان بـ"تبالي". لا: نافية. تبالي: فعل مضارع مرفوع، فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وجملة "قد مر يومان": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "وهذا هو الثالث": حالية. وجملة "أنت لا تبالي" في محل نصب حال. وجملة "لا تبالي": في محل رفع خبر المبتدأ. الشاهد فيه قوله: "الثالي" حيث أبدلت الياء من الثاء، والأصل "الثالث". 1 تقدم بالرقم 1243. 2 الفاتحة: 7.

الراء – أبدلت من اللام من قولهم "نثره" بمعنى نثله، و"رعل" بمعنى "لعل". النون – أبدلت من أربعة أحرف: من اللام في قولهم "لعن" في لعل، و"نابن فعلت كذا"، في لا بل فعلت كذا، ومن الميم في قولهم للحيَّة: أيم، وأين، وقالوا: أسود قاتم، وقاتن. ومن الواو في صنعاني وبهراني نسبة إلى صنعاء وبهراء، والأصل صنعاوي بهراوي؛ لأن همزة التأنيث في النسب تقلب واوا، كما تقدم في بابه. ومن الهمزة، حكى الفراء حنان في حناء، وهو الذي يخضب به. وأما قول الخليل وسيبويه "إن نون فعلان الذي مؤنثه فعلى بدل من همزة فعلاء كنون سكران وغضبان" فليس المراد به هذا البدل، وإنما المراد أن النون عاقبت الهمزة في هذا الموضع كما عاقبت لام التعريف التنوين. الطاء – أبدلت من حرفين: من التاء في الافتعال بعد حروف الإطباق، وقد تقدم، ومن الدال، حكى يعقوب عن الأصمعي "مط الحرف" في مده، و"الإبعاط" في الإبعاد. الدال – أبدلت من ثلاثة أحرف: من التاء في الافتعال بعد الدال والذال والزاي والجيم، كما مر، ومن الطاء، قالوا المردي في المرطي، وهو حيث يمرط الشعر حول السرة. ومن الذال في قولهم "ذكر" في جمع ذكرة. التاء – أبدلت من سبعة أحرف: من الطاء في فستاط، والأصل فسطاط، لقولهم في الجمع: فساطيط، دون فساتيط. ومن الدال في قولهم "ناقة تربوط" والأصل دربوت، أي مذللة؛ لأنه من الذربة. ومن الواو في "تراث وتجاه" ونحوهما. ومن الياء في نحو: اتسر، الأصل ايتسر كما مر، وفي قولهم "ثنتان" الأصل ثنيان؛ لأنه من ثنيت الواحد ثنيا، وفي قولهم كيت وذيت، والأصل كية وذية، فحذفت تاء التأنيث، وأبدلت من الياء الأخيرة وهي لام الكلمة تاء؛ لقولهم: كان من الأمر كية وكية وذية وذية. ومن الصاد في قولهم في لص: لصت، ومن السين في قولهم في طس: طست، وقولهم في العدد: ست، والأصل سدس، لقولهم: سديسة، ثم أبدلت الدال تاء وأذغمت. ومن الباء في قولهم "ذعالت" في ذعالب، والذعالب والذعاليب: الأخلاق من الثياب، الواحد ذعلوب. قال في التسهيل: وربما أبدلت من هاء السكت، ومثاله ما تأوله بعضهم في قوله [من الكامل] : 1254- العَاطِفُونَةُ حِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ ... [والمطعمون زمان أين المطعم؟]

_ 1254- التخريج: البيت لأبي وجزة السعدي في الأزهية ص264؛ وخزانة الأدب 4/ 175، 176، =

إنه أراد العاطفونه بهاء السكت، ثم أبدلها تاء وحركها للضرورة. ومثله بعضهم بنحو "جنت ونعمت" لأنه جعل الهاء أصلا. الصاد – أبدلت من السين، نحو: صراط. [وهو مكرر قبل قليل] : الزاي – أبدلت من حرفين: من السين الساكنة قبل دال، نحو: يزدل في يسدل، ويزدر في يسدر، يقال: سدر البعير يسدر سدرا؛ إذا تحير من شدة الحر. ومن الصاد الساكنة قبل الدار، نحو: يزدق في يضدق، ونحو: القزد في القصد، فإن تحركت الصاد لم تبدل، وفي كلامهم: لم يحرم الرفد من فزدله، أي من فصد له، فأسكن الصاد وأبدلها زايا. السين – أبدلت من ثلاثة أحرف: من التاء في استخذ على أحد الوجهين، وأصله اتخذ. ومن الشين في قولهم في مشدود: مسدود. ومن اللام في قولهم "استقطه" في التقطه، وهو في غاية الشذوذ. الظاء – لم أر في إبدالها شيئا. الذال – أبدلت من حرفين: من الدال في قراءة من قرأ "فَشَرِّذ بِهِمْ"1 بالمعجمة،

_ 178، 180؛ والدرر 2/ 115، 116؛ ولسان العرب 2/ 87 "ليت"، 9/ 251 "عطف"، 13/ 43 "أين"، 134 "حين"، 15/ 472 "ما"؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص487؛ وخزانة الأدب 9/ 383؛ والدرر 2/ 122؛ وصف المباني ص163، 173؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 163؛ ومجلس ثعلب 1/ 270؛ والذين يطمعون الناس في وقت العسر. الإعراب: "العاطفون": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "تحين": "التاء": زائدة، و"حين": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. "ما": حرف نفي. "من": حرف جر زائد. "عاطف": اسم مجرور لفظا، مرفوع محلا على أنه مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: "كائن". "والمطعمون": "الواو": عاطفة، "المطعمون": اسم معطوف على "العاطفون" فهو مثله في محل رفع. "زمان": مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة، متعلق بـ"المطعمون". "أين": اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم. المطعم: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة "هم العاطفون": ابتدائية لا محل لها. وجملة "أين المطعم": في محل جر بالإضافة. والشاهد فيه قوله: "العاطفونة": حيث أبدل "هاء" الوقف تاء للضرورة، ويروى: "المطعمون تحين" كما مر. 1 الأنفال: 57.

ومن الثاء في قولهم "تلعذم الرجل" أي تلعثم، إذا أبطأ في الجواب. الثاء – أبدلت من حرفين: من الفاء في مغثور، الأصل مغفور، ومن الذال في قولهم في الجذوة من النار: جثوة. الفاء – أبدلت من حرفين: من الثاء في قولهم: "قام زيد فم عمرو"، أي ثم عمرو، حكاه يعقوب، وقولهم: "فوم" بمعنى ثوم. ومن الباء في قولهم: "خذه بإفانه" أي بإبانه. الباء – أبدلت من حرفين: من الميم في قولهم: "با اسمك؟ " يريدون: ما اسمك؟ ومن الفاء في قولهم "البسكل" في الفسكل1. الميم – أبدلت من أربعة أحرف: من الواو في فم عند الأكثر، أصله فوو مثل فوج؛ فحذفت الهاء تخفيفا؛ لأنه قد يضاف إلى الضمير فيقال: فوهه؛ فيسثقل ذلك، ثم أبدلت الميم من الواو. ومن النون، في نحو: عمبر، والبنام في البنان. ومن الباء في قولهم: بنات مخر، في بنات بخر، للسحاب؛ لأنه من البخار، وقولهم "ما زلت داتما على هذا" أي راتبا. وعن ابن السكيت: رأيته من كثب ومن كثم، أي قرب؛ فالميم بدل من الباء؛ لأنهم قالوا "كثب الفقيه الأمر" ولم يقولوا كثم، ومنه قوله [من البسيط] : 1255- فَبَادَرَتْ سِرْبَهَا عَجْلَى مُثَابِرَةً ... حَتَّى اسْتَقَتْ دُوْنَ مَحْيَا جِيْدِهَا نَغَمَا أراد نغبا، النغبة: الجرعة. ومن لام التعريف في اللغة اليمنية.

_ 1 الفسكل بضم الفاء أو كسرها: الفرس الذي يجيء في السباق آخر الرعيل. 1255- التخريج: البيت بلا نسبة في سر صناعة الإعراب 1/ 426؛ وشرح المفصل 10/ 33؛ ولسان العرب 1/ 765 "نغب"؛ والمقرب 2/ 178؛ والممتع في التصريف 1/ 343. اللغة: النعم: النغب، ومفرده النغبة، وهي الجرعة. الإعراب: فبادرت: "الفاء": بحسب ما قبلها، "بادرت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". سربها: مفعول به، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. عجلى: حال منصوب. مثابرة: حال منصوب. حتى: حرف ابتداء وغاية. استقت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي": دون: ظرف مكان متعلق بـ"استقت"، وهو مضاف. محيا: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. جيدها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. نغما: مفعول به منصوب. وجملة "بادرت": بحسب ما قبلها. وجملة "استقت": استفهامية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "نغما" حيث أبدلت الميم من الباء، والأصل "نغبا".

الواو – أبدلت من ثلاثة أحرف: الألف، والياء، والهمزة، وقد تقدمت، والله أعلم. فصل: في الإعلال بالحذف وهو على ضربين: مقيس، وشاذ؛ فالمقيس هو الذي تعرض لذكره في هذا الفصل، وهو ثلاثة أنواع، وقد أشار إلى الأول منها بقوله: 988- فَا أَمْرَ أوْ مُضَارِعٍ مِنْ كَوَعَدْ ... احْذِفْ وَفِي كَعِدَةٍ ذَاكَ اطَّرَدْ 989- وَحَذْفُ هَمْز أَفْعَلَ اسْتَمَرَّ فِي ... مُضَارِعٍ وَبِنْيَتَيْ مُتَّصِفِ أي: إذا كان الفعل ثلاثيا واوي الفاء مفتوح العين؛ فإن فاءه تحذف في المضارع ذي الياء، نحو: وعد يعد، والأصل يوعد؛ فحذفت الواو استثقالا لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، وحمل على ذي الياء أخواته، نحو: أعد وتعد ونعد، والأمر، نحو: عد، والمصدر الكائن على فعل بكسر الفاء وسكون العين، نحو: "عدة" فإن أصله وعد على وزن فعل؛ فحذفت فاؤه حملا على المضارع، وحركت عينه بحركة الفاء، وهي الكسرة؛ ليكون بقاء كسرة الفاء دليلا عليها، وعوضوا منها تاء التأنيث، ولذلك لا يجتمعان، وتعويض التاء هنا لازم، وقد أجاز بعضهم حذفها للإضافة، تمسكا بقوله [من البسيط] : [إن الخليط أجد البين فانجردوا] ... وَأَخْلَفُوْكَ عِدَ الأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا1 يعني عدة الأمر، وهو مذهب الفراء، وخرجه بعضهم على أن عدا جمع عدوة، أي ناحية، أي وأخلفوك نواحي الأمر الذي وعدوا. تنبيهات: الأول: فهم من قوله "من كوعد" أن حذف الواو مشروط بشروط؛ أولها: أن تكون الياء مفتوحة؛ فلا تحذف من يوعد مضارع أوعد، ولا من يوعد مبنيا للمفعول، وشذ من ذلك قولهم "يدع، ويذر"2 في لغة. ثانيها: أن تكون عين الفعل مكسورة؛ فإن

_ 1 تقدم بالرقم 591. 2 هما فعلان مضارعان مبنيان للمجهول، وشذوذهما من جهتين؛ لأن ياء المضارعة مضمومة، وما بعد الواو المحذوفة مفتوح، والواو لا تحذف قياسا إلا إذا وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة.

كانت مفتوحة، نحو: يوجل، أو مضمومة، نحو: يوضؤ لم تحذف الواو، وشذ قول بعضهم في مضارع وجد يجد، ومنه قوله [من الكامل] : 1256- لَوْ شِئْتِ قَدْ نُقِعَ الفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ ... تَدَعُ الْصَّوَادِيَ لاَ يَجُدْنَ غَلِيْلاَ وهي لغة عامرية. وأما حذف الواو من يقع، ويضع، ويهب؛ فللكسر المقدر؛ لأن الأصل فيها كسر العين؛ إذ ماضيها فعل بالفتح؛ فقياس مضارعها يفعل بالكسر، ففتح لأجل حرف الحلق تخفيفا؛ فكان الكسر فيه مقدرا، ويسع كذلك؛ لأنه وإن كان ماضيه وسع بالكسر، وقياس مضارعه الفتح، إلا أنه لما حذفت منه الواو دل ذلك على أنه كان مما يجيء على يفعل بالكسر، نحو: ومن يمق، وإلى هذا أشار في التسهيل بقوله: "بين ياء مفتوحة وكسرة ظاهرة كيعد أو مقدرة كيقع ويسع". ثالثها: أن يكون ذلك في فعل؛ فلو كان في اسم لم تحذف

_ 1256- التخريج: البيت لجرير في الدرر 5/ 103؛ وشرح شواهد الشافية ص53؛ ولسان العرب 8/ 361 "نقع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 591؛ وليس في ديوانه؛ وهو للبيد بن ربيعة في شرح شافية ابن الحاجب 1/ 32؛ وللبيد أو جرير في لسان العرب 3/ 445 "وجد"؛ وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب 2/ 596؛ وشرح المفصل 10/ 60؛ والمقرب 2/ 184؛ والممتع في التصريف 1/ 177، 2/ 427؛ والمنصف 1/ 187؛ وهمع الهوامع 2/ 66. اللغة: نفع: روى وشفى. الصوادي: العطاش الحائمات حول الماء. يجدن: يصبن. الغليل: حرارة العطش، وهنا شدة الشوق. المعنى: لو شئت، شفيتني بوصلك، من ريق يشفي أمثالي من المشوقين ويبعد عنهم شدة الوجد. الإعراب: لو: حرف امتناع لامتناع. شئت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة الفتحة الظاهرة. الفؤاد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. بشربة: جار ومجرور متعلقان بالفعل نقع. تدع: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، و"الفاعل": ضمير مستتر جوازا تقديره هي. الصوادي: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. لا يجدن: "لا": نافية، و"يجدن": فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة و"النون": ضمير متصل في محل رفع فاعل. غليلا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. وجملة "لو شئت قد نقع": ابتدائية لا محل لها. وجملة "شئت": فعل الشرط لا محل لها. وجملة "قد نقع الفؤاد": جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة "تدع الصوادي": في محل جر صفة لـ"شربة". وجملة "لا يجدن غليلا": في محل نصب حال، أو مفعول ثان. والشاهد فيه قوله: "لا يجدن" حيث جاء بمضارع وجد على صيغة يجد، وهو شذوذ.

الواو؛ فتقول في مثال يقطين من وعد: يوعيد؛ لأن التصحيح أولى بالأسماء من الإعلال. الثاني: فهم من قوله: "كعدة" أن حذف الواو من فعلة المشار إليها مشروط بشرطين: أحدهما: أن تكون مصدرا كعدة، وشذ من الأسماء رقة للفضة، وحشة للأرض الموحشة، ومن الصفات لدة بمعنى ترب، ويقع على الذكر فيجمع بالواو والنون، وعلى الأنثى فيجمع بالألف والتاء، قال [من الوافر] : 1257- رَأَيْنَ لِدَاتِهنَّ مُؤَزَّرَاتٍ ... وَشَرْخُ لِدِيَّ أَسْتَارُ الهِرَامِ وفيها احتمال، وهو أن تكون مصدرا وصف به، ذكره الشلوبين. وقوله في التسهيل: "وربما أعل بذا الإعلال أسماء كرقة، وصفات كلدة" فيه نظر؛ لأن مقتضاه وجود أقل الجمع من النوعين؛ أما الأسماء فقد وجد رقة، وحشة، وجهة، عند من جعلها أسماء. وأما الصفات فلا يحفظ غير لدة، وقد أنكر سيبويه مجيء صفة على حرفين. ثانيهما: أن لا تكون لبيان الهيئة، نحو: الوعدة والوقفة المقصود بهما الهيئة؛ فإنه لا يحذف منهما كما اقتضاه كلام الكافية. الثالث: قد ورد إتمام فعلة شاذا، قالوا: وتره وترا ووترة بكسر الواو، حكاه أبو علي في أماليه. قال الجرمي: ومن العرب من يخرجه على الأصلِ، فيقول: وعدة، ووثبة،

_ 1257- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 291؛ ولسان العرب 3/ 469 "ولد". اللغة: اللدات: ج اللدة، وهي الذي ولد أو تربي معك. الشرخ: الأصل، العرق: لدى: مفردها "لدة" وهي من كان في مثل سنك. الهرام: ج الهرم، وهو الكبر في السن. المعنى: يقول: إن النساء يجدن أترابهن منعمات في مآزرهن، أما من كانوا في عمره فق صاروا بلا أسنان طاعنين في السن. الإعراب: رأين: فعل ماض، و"النون": ضمير في محل رفع فاعل. لداتهن: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف، و"هن": ضمير في محل جر بالإضافة. مؤزرات: صفة المفعول به منصورب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم. وشرخ "بالنصب" "الواو": حرف عطف، "شرخ": معطوف على "لدات"، وهو مضاف. لدي: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة. أستار: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف. الهرام: مضاف إليه مجرور. وشرخ "بالرفع" مبتدأ. و"أستار": خبر المبتدأ مرفوع، والواو على ذلك حالية. وجملة "رأين": ابتدائية لا محل لها. الشاهد فيه قوله: "لداتهن" حيث جمعت جمع مؤنث سالم لوقوعه على الأنثى.

ووِجْهة. وذهب المازني والمبرد والفارسي إلى أن وجهة اسم للمكان المتوجَه إليه؛ فعلى هذا لا شذوذ في إثبات واوه؛ لأنه ليس بمصدر. وذهب قوم إلى أنه مصدر، وهو ظاهر كلام سيبويه، ونسب إلى المازني أيضا، وعلى هذا فإثبات الواو فيه شاذ، قال بعضهم: والمسوغ لإثباتها فيه دون غيره من المصادر أنه مصدر غير جار على فعله؛ إذ لا يحفظ وجه يجه؛ فلما فقد مضارعه لم يحذف منه؛ إذ لا موجب لحذفها إلا حمله على مضارعه، ولا مضارع، والفعل المستعمل منه توجه واتجه، والمصدر الجاري عليه التوجه؛ فحذفت زوائده، وقيل: وجهة. ورجح الشلوبين القول بأنه مصدر، وقال: لأن وجهة وجهة بمعنى واحد، ولا يمكن أن يقال ف جهة إنها اسم للمكان؛ إذ لا يبقى للحذف وجه. الرابع: ربما فتحت عين هذا المصدر لفتحها في مضارعه، نحو: سعة وضعة، وقد تضم، قالوا في الصلة: صلة بالضم، وهو شاذ. الخامس: ربما أعل بهذا الإعلال مصدر فعُل بالضم، نحو: وقُح قِحَةً. السادس: فهم من تخصيص هذا الحذف بما فاؤه واو أن ما فاؤه ياء لا حظ له في هذا الحذف إلا ما شذ من قول بعضهم في مضارع يسر يسر، والأصل ييسر، وفي مضارع يئس يئس، والأصل ييئس، ا. هـ. ثم أشار إلى النوع الثاني بقوله: وَحَذْفُ هَمْز أَفْعَلَ اسْتَمَرَّ فِي ... مُضَارِعٍ وَبِنْيَتَيْ مُتَّصِفِ أي مما اطرد حذفه همزة أفعل من مضارعه، واسمي فاعله، ومفعوله، وهما المراد بقوله: "وبنيتي متصف" فتقول: أكرم يكرم؛ فهو مكرم ومكرم، والأصل يؤكرم ومؤكرم ومؤكرم، إلا أنه لما كان من حروف المضارعة همزة أخواته، واسما الفاعل والمفعول، ولا يجوز إثبات هذه الهمزة على الأصل إلا في ضرورة أو كلمة مستندرة؛ فمن الضرورة قوله [من الراجز] : 1258- فَإِنَّهُ أَهْلٌ لأَنْ يُؤَكْرَمَا

_ 1258- التخريج: الرجز بلا نسبة في الإنصاف ص11؛ وخزانة الأدب 2/ 316؛ والخصائص 1/ 144؛ والدرر 6/ 319؛ وشرح شافية ابن الحاجب 1/ 139؛ وشرح شواهد الشافية ص58؛ ولسان

والكلمة المستندرة قولهم: "أرض مُؤرنِبة" بكسر النون، أي كثيرة الأرانب، وقولهم "كساء مؤرنب" إذا خلط صوفه بوبر الأرانب، هذا على القول بزيادة همزة أرنب وهو الأظهر. تنبيه: لو أبدلت همزة أفعل هاء، كقولهم في أراق: هراق، أو عينا، كقولهم في أنهل الإبل: عنهل – لم تحذف لعدم مقتضى الحذف، فتقول: هراق يهريق، فهو مهريق ومهراق، وعنهل الإبل يعنهلها، فهو معنهل وهي معنهلة، ا. هـ. ثم أشار إلى النوع الثالث بقوله: 990- ظِلْتُ وَظَلْتُ فِي ظللْتُ اسْتُعْمِلا ... وَقِرْنَ فِي اقْرِرْنَ، وَقَرْنَ نُقِلا "ظلت وظلت في ظللت استعملا" أي كل فعل ثلاثي مكسور العين ماض عينه ولامه من جنس واحد يستعمل في إسناده إلى الضمير المتحرك على ثلاثة أوجه؛ تاما كظللت، ومحذوف اللام مع نقل حركة العين إلى الفاء كظلت، ودون نقلها كظلت، وكذا تفعل في ظللن، فإن زاد على الثلاثة تعين الإتمام، نحو أقررت، وشذ أحست في أحسست، وكذا يتعين الإتمام إن كان مفتوح العين، نحو: حللت، وشذ همت في هممت، حكاه ابن الأنباري.

_ العرب 1/ 435 "رنب"، 12/ 512 "كرم"؛ والمقاصد النحوية 4/ 578؛ والمقتضب 2/ 98؛ والمنصف 1/ 37؛ 192، 2/ 184؛ وهمع الهوامع 2/ 218. شرح المفردات: أهل: يستحق، خليق. يؤكرم: يكرم. الإعراب: "فإنه": الفاء بحسب ما قبلها، "إنه": حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير في محل نصب اسم "إن". "أهل": خبر "إن" مرفوع بالضمة. "لأن": اللام للتعليل، "أن": حرف نصب ومصدري. "يؤكرما": فعل مضارع للمجهول منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالخبر "أهل". وجملة: "إنه أهل" بحسب ما قبلها. وجملة: "يؤكرما" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. الشاهد فيه قوله: "يؤكرما" والقياس "يكرما" فأثبت الهمزة على ما هو الأصل الأصيل فيه للضرورة.

وإن كان الفعل مضارعا أو أمرا واتصل بنون نسوة جاز الوجهان الأولان فقط، نحو: يقررن ويقرن، واقررن وقرن، وإلى ذلك الإشارة بقوله: "وقرن في اقررن" أي استعمل قرن في اقررن، قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} 1 وهو أمر من قررت بالمكان أقر بالفتح في الماضي والكسر في المستقبل، فلما أمر منه اجتمع مثلان أولهما مكسور، فحسن الحذف كما فعل بالماضي. وقيل: هو أمر من الوقار، يقال: وقر يقر، فيكون قرن محذوف الفاء مثل عدن، ورجح الأول لتتوافق القراءتان. فإن كان أول المثلين مفتوحا كما في لغة من قال قررت بالمكان بالكسر أقر بالفتح فالتخفيف قليل، وإليه أشار بقوله: "وقرن نقلا": أي في قراءة نافع وعاصم لأنه تخفيف لمفتوح. وقد أفهم بقوله "نقلا" أن ذلك لا يطرد، وصرح به في الكافية، وأما الذي قبله فصرح في الكافية باطراد، فقال: وقرن في اقْرِرًنَ وقِسْ مُعْتَضِدَا وذكر غيره أنه لا يطرد، وهو ظاهر كلام التسهيل. بل ذهب ابن عصفور إلى أن الحذف في ظللت ونحوه غير مطرد، وقد صرح سيبويه بأنه شاذ، وأنه لم يرد إلا في لفظتين من الثلاثي، وهما ظلت ومست، وفي لفظ ثالث من الزوائد على ثلاثة، وهو أحست في أحسست. وإلى الاطراد ذهب الشلوبين، وحكى في التسهيل أن الحذف لغة سليم، وبذلك يرد على ابن عصفور. تنبيهان: الأول: اختلف كلام الناظم في المحذوف؛ فذهب في شرح الكافية إلى أن المحذوف اللام. وذهب في التسهيل إلى أن الحذف العين، وهو ظاهر كلام سيبويه. الثاني: أجاز في الكافية وشرحها إلحاق المضموم العين بالمكسور، فأجاز في اغضضن أن يقال: غضن قياسا على قرن، واحتج له بأن فك المضموم أثقل من فك المكسور، وإذا كان فك المفتوح قد فر منه إلى الحذف في قرن المفتوح القاف؛ ففعل ذلك بالمضموم أحق بالجواز، قال: ولم أره منقولا، ا. هـ.

_ 1 الأحزاب: 33.

فصل في الإدغام

فصل [في الإدغام] : يعني اللائق بالتصريف، كما قيده في الكافية. وهو لغة: الإدخال، واصطلاحا: الإتيان بحرفين ساكن فمتحرك من مخرج واحد بلا فصل. والإدغام –بالتشديد- افتعال منه، وهو لغة سيبويه. وقال ابن يعيش: الإدغام بالتشديد من ألفاظ البصريين، والإدغام بالتخفيف من ألفاظ الكوفيين. ويكون الإدغام في المتماثلين، وفي المتقاربين، وفي كلمة، وفي كلمتين، وهو باب متسع، واقتصر الناظم في هذا الفصل على ذكر إدغام المثلين في كلمة فقال: 991- أوَّلَ مِثْلَيْنِ مُحَرَّكَيْنِ فِي ... كِلْمَةٍ ادْغِمْ لاَ كَمِثْلِ صُفَفِ 992- وَذُلَلٍ وَكِلَلٍ وَلَبَبِ ... وَلاَ كَجُسَّسٍ وَلاَ كَاخْصُصَ ابى 993- وَلاَ كَهَيْلَل وَشَذَّ فِي أَلِلْ ... وَنَحْوِهِ فَكٌّ بِنَقْلٍ فَقُبِلْ "أول مثلين محركين في * كلمة ادغم" أي يجب إدغام أول المثلين المتحركين بشروط، وهي: أحد عشر: أحدها: أن يكونا في كلمة، نحو شد ومل وحب، أصلهن شدد بالفتح، وملل بالكسر، وحبب بالضم. فإن كانا في كلمتين مثل {جَعَلَ لَكَ} 1 كان الإدغام جائزا لا واجبا بشرطين؛ أن لا يكونا همزتين نحو: "قرأ آية" فإن الإدغام في مثله رديء، وأن لا يكون الحرف الذي قبلهما ساكنا غير لين، نحو: {شَهْرُ رَمَضَانَ} 2 فإن هذا لا يجوز إدغامه عند جمهور البصريين، وقد روي عن أبي عمرو إدغام ذلك، وتأولوه على إخفاء الحركة، وأجازه الفراء. الثاني: أن لا يتصدرا، نحو: "ددن". قال المصنف في بعض كتبه: إلا أن يكون أولهما تاء المضارعة فقد تدغم بعد مدة أو حركة، نحو: {لا تَيَمَّمُوا} 3 و {تَكَادُ تَمَيَّزُ} 4 انتهى.

_ 1 الفرقان: 10. 2 البقرة: 185. 3 البقرة: 267. 4 الملك: 8.

ويجوز الإدغام في الفعل الماضي إذا اجتمع فيه تاآن والثانية أصلية، نحو: تتابع، ويؤتي بهمزة الوصل فيقال: اتابع، وسيأتي الكلام عليه. ولم يذكر هنا هذا الشرط لوضوحه، وقد ذكره في الكافية وغيرها. الثالث والرابع والخامس والسادس: أن لا يكون في اسم على فعل بضم أوله وفتح ثانية كصفف جمع صفة وجدد جمع جدة وهي الطريق في الجبل، أو فعل بضمتين نحو ذلل جمع ذلول بالمعجمة ضد الصعبة، وجدد جمع جديد، أو فعل بكسر أوله وفتح ثانيه، نحو: كلل جمع كلة، ولمم جمع لمة، أو فعل بفتحتين، نحو: لبب وطلل؛ فكل هذه يمتنع هذه الأمثلة الأربعة أن الثلاثة الأول منها مخالفة للأفعال في الوزن، والإدغام فرع عن الإظهار، فخص بالفعل لفرعيته، وتبع الفعل فيه ما وازنه من الأسماء، دون ما لم يوازنه، وأما الرابع فإنه وإن كان موازنا للفعل إلا أنه لم يدغم لخفته، ليكون منبها على فرعية الإدغام في الأسماء حيث أدغم موازنه في الأفعال، نحو: رد فيعلم بذلك ضعف سبب الإدغام فيه وقوته في الفعل. تنبيهات: الأول: يمتنع الإدغام أيضا فيما وازن أحد هذه الأمثلة بصدره لا بجملته، نحو: خششاء لعظم خلف الأذن، ونحو: رددان مثل سلطان بمعنى سلطان من الرد، ونحو: حببة جمع حب، ونحو: الدججان مصدر دج بمعنى دب. الثاني: كان ينبغي أن يستثنى مثالا خامسا يمتنع فيه الإدغام وهو فعل، نحو: إبل لكونه مخالفا لأوزان الأفعال؛ فلو بنيت من الرد مثل إبل قلت ردد بالفك، ولعل عذره في عدم استثنائه أنه بناء لم يكثر في الكلام، ولم يسمع في المضاعف، وقد استثناه في بعض نسخ التسهيل. الثالث: اعلم أن أوزان الثلاثي التي يمكن فيها اجتماع مثلين متحركين لا تزيد على تسعة، وقد سبق ذكر خمسة منها، وبقيت أربعة، منها واحد مهمل فلا كلام فيه، وهو فعل بكسر الفاء وضم العين، وثلاثة مستعملة وهي فعل، نحو: كتف، وفعل، نحو: عضد، وفعل، نحو: دئل، فإذا بنيت من الرد مثل كتف أو عضد قلت رد أو رد، بالإدغام1؛

_ 1 كلاهما بفتح الراء وتشديد الدال، فكان ينبغي أن يكتفي بأحد اللفظين.

لأنهما موافقان لوزن الفعل، وليسا في خفة فَعِلٍ، نحو: لبب. هذا مذهب الجمهور. وخالف ابن كيسان فقال: ردد ورد بالفك، ووافقه الناظم في التسهيل في الأول دون الثاني. وإذا بنيت من الرد مثل دئل قلت "ردد" بالفك، ومن رأى أن فعل أصل في الفعل ينبغي أن يدغم. وقياس مذهب ابن كيسان الفك. بل هو في هذا أولى، وعليه مشى في التسهيل، انتهى. السابع من الشروط: أن لا يتصل بأول المثلين مدغم فيه، وإليه أشار بقوله: "ولا كجسس" وهو جمع جاس، اسم فاعل من "جس الشيء" إذا لمسه، أو من "جس الخبر" إذا فحص عنه، وهو الجاسوس. وإنما وجب الفك لأنه لو أدغم المدغم فيه لالتقى ساكنان. الثامن: أن لا يعرض تحريك ثانيهما، وإليه أشار بقوله: "ولا كاخصص أبي" لأن الأصل اخصص بالإسكان، فنقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبلها؛ فلم يعتد بها لعروضها. التاسع: أن لا يكون ما هما فيه ملحقا بغيره، وإليه أشار بقوله: "ولا كهيلل" وهذا نوعان؛ أحدهما: ما حصل فيه الإلحاق بزائد قبل المثلين، نحو: "هيلل" إذا أكثر من لا إله إلا الله، فإن الياء فيه مزيدة للإلحاق بدحرج، والآخر ما حصل فيه الإلحاق بأحد المثلين، نحو: جلبب؛ فإن إحدى باءيه مزيدة للإلحاق بدحرج، وإنما امتنع في هذين النوعين لاستلزامه فوات ما قصد من الإلحاق. العاشر: أن لا يكون مما شذت العرب في فكه اختيارا، وهي ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها، وإلى هذا أشار بقوله: "وشذ في ألل ونحوه فك بنقل فقبل" أي شذ الفك في ألفاظ: منها قولهم "ألل السقاء" إذا تغيرت رائحته، وكذلك الأسنان إذا فسدت، والأذن إذا وقت. وقولهم "دبب الإنسان" إذا نبت الشعر في جبينه، و"صكك الفرس" إذا اصطكت عرقوباه، و"ضببت الأرض" إذا كثر ضبابها، و"قطط الشعر" إذا اشتدت جعودته، و"لححت العين، ولخخت" إذا التصقت بالرمص، و"مششت الدابة" إذا شخص في وظيفها حجم دون صلابة العظم، و"عززت الناقة" إذا صاق إحليلها وهو مجرى لبنها؛ فشذوذ ترك الإدغام في هذه الأفعال كشذوذ ترك الإعلال في نحو: القود والحيد والصيد، الحوكة والخونة مما سبق في موضعه؛ فلا يجوز القياس على شيء من هذه المفكوكات، كما لا يقاس على شيء من تلك المصححات. وما ورد من ذلك في الشعر عد من

الضرورات، كقول أبي النجم [من الرجز] : ألْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الأَجْلَلِ ... [الواسع الفضل الوهوب المجزل] 1 تنبيه: قد شذ الفك أيضا في كلمات من الأسماء: منها قولهم "رجل ضفف الحال"، و"محبب" وحكى أبو زيد "طعام" قضض" إذا كان فيه يبس. 994- وَحَيِّيَّ افْكُكْ وَادَّغِمْ دُوْنَ حَذَرْ ... كَذَاك نَحْوُ تَتَجَلَّى وَاسْتَتَرْ "وحيي" وعيي ونحوهما ما عينه ولامه ياآن لازم تحريكهما "افكك وادغم دون حذر" في واحد منها؛ لوروده، فمن أدغم نظر إلى أنهما مثلان في كلمة وحركة ثانيهما لازمة، وحق ذلك الإدغام لاندراجه في الضابط المتقدم، ومن فك نظر إلى أن حركة الثاني كالعارضة، لوجودها في الماضي دون المضارع والأمر، والعارض لا يعتد به غالبا، ومن ثم لم يجز الإدغام في نحو: "لن يحيي، ورأيت محييا" وأما قوله [من الكامل] : 1259- وَكَأَنَّهَا بَيْنَ الْنِّسَاءِ سَبِيكَةٌ ... تَمْشِيِ بِسُدَّةِ بَيْتِهَا فَتُعِيُّ فشاذ لا يقاس عليه، خلافا للفراء. تنبيه: الفك أجود من الإدغام، وإن كان كل منهما فصيحا مقروءا به في المتواتر، ولعل الناظم أومأ إلى ذلك بتقديم الفك في النظم، انتهى.

_ 1 تقدم بالرقم 1217. 1259- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 1/ 172؛ ولسان العرب 15/ 112 "عيا"؛ والمحتسب 2/ 269؛ والممتع في التصريف 2/ 585، 587؛ والمنصف 2/ 206؛ وهمع الهوامع 1/ 53. الإعراب: وكأنها: "الواو": بحسب ما قبلها، "كأنها": حرف مشبه بالفعل، و"ها": ضمير في محل نصب اسم "كأن". بين: ظرف مكان متعلق بحال من اسم "كأن"، وهو مضاف. النساء: مضاف إليه مجرور. سبيكة: خبر "كأن" مرفوع. تمشي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". بسدة: جار ومجرور معلقان بـ"تمشي"، وهو مضاف. بيتها: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. فتعي: "الفاء": حرف عطف، "تعي": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". وجملة "كأنها سبيكة" بحسب ما قبلها. وجملة "تمشي": في محل رفع نعت "سبيكة". الشاهد فيه قوله: "فتعي" حيث أدغم عين الفعل ولامه وهما الياءان وهذا شاذ.

"كذاك" يجوز الفك والإدغام فيما اجتمع فيه تاآن إما في أوله أو وسطه "نحو تتجلى واستتر" أما الأول فقال في شرح الكافية: إذا أدغمت فيما اجتمع في أوله تاآن زدت همزة وصل تتوصل بها إلى النطق بالتاء المسكنة للإدغام، فقلت في تتجلى. اتجلى، هذا كلامه، وفيه نظر؛ لأن تتجلى فعل مضارع، واجتلاب همزة الوصل لا يكون في المضارع، والذي ذكره غيره من النحاة أن الفعل المفتتح بتاءين إن كان ماضيا، نحو: تتبع وتتابع جاز فيه الإدغام واحتلاب همزة الوصل، فيقال: اتبع واتابع، وإن كان مضارعا، نحو: تتذكر لم يجز فيه الإدغام إن ابتدى به؛ لما يلزم من اجتلاب همزة الوصل وهي لا تكون في المضارع، بل يجوز تخفيفه بحذف إحدى التاءين، وسيأتي في كلامه، وإن وصل بما قبله جاز إدغامه بعد متحرك أولين، نحو: {تَكَادُ تَمَيَّزُ} 1، {وَلا تَيَمَّمُوا} 2 لعدم الاحتياج في ذلك إلى اجتلاب همزة الوصل. وأما الثاني – وهو استتر ونحوه من كل فعل على افتعل اجتمع فيه تاآن – فهذا تجوز فيه الفك وهو قياسه؛ لبناء ما قبل المثلين على السكون، ويجوز فيه الإدغام بعد نقل حركة أول المثلين إلى الساكن، فتقول ستر بطرح همزة الوصل من أوله لتحرك الساكن بحركة النقل. تنبيهات: الأول إذا أوثر الإدغام في استتر صار اللفظ به كاللفظ بستر الذي وزنه فعل بتضعيف العين، ولكن يمتازان بالمضارع والمصدر؛ لأنك تقول في مضارع الذي أصله افتعل يستر بفتح أوله وأصله يستتر، فنقل وأدغم، وتقول في مضارع الذي وزنه فعل يستر بضم أوله، وتقول في مصدر الذي أصله افتعل: ستارا، وأصله استتارا، فلما أريد الإدغام نقلت الحركة فطرحت الهمزة، وتقول في مصدر الذي وزنه فعل تستيرا على وزن تفعيل. الثاني: يجوز في استتر ونحوه إذا أدغم وجه آخر، وهو أن يقال ستر بكسر فائه، وذلك أن الفاء ساكنة، وحين قصد الإدغام سكنت التاء الأولى، فالتقى ساكنان، فكسر أولهما على أصل التقاء الساكنين، ويجوز على هذه اللغة كسر التاء إتباعا لفاء الكلمة، فتقول فعل، والمضارع واسم الفاعل واسم المفعول مبنية على ذلك، إلا أن اسم الفاعل يشتبه بلفظ اسم المفعول على لغة من كسر التاء إتباعا، فيصير مشتركا كمختار، فيحتاج إلى قرينة.

_ 1 الملك: 8. 2 البقرة: 267.

الثالث: ما ذكره في هذا البيت كالمستثنى من الضابط المتقدم، انتهى. 995- وَمَا بِتَاءَيْن ابْتُدِي قَدْ يُقْتَصَرْ ... فِيْهِ عَلَى تَا كَتَبَيَّنُ الْعِبَرْ الأصل تتبين، بتاءين: الأولى تاء المضارعة، والثانية تاء تفعل، وعلى الحذف أنه لما ثقل عليهم اجتماع المثلين، ولم يكن سبيل إلى الإدغام لما يؤدي إليه من اجتلاب همزة الوصل، وهي لا تكون في المضارع، عدلوا إلى التخفيف بحذف إحدى التاءين، وهذا الحذف كثير جدا، ومنه في القرآن مواضع كثيرة، نحو: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ} 1 {لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ} 2 {نَارًا تَلَظَّى} 3. تنبيهات: الأول: مذهب سيبويه والبصريين أن المحذوف هو التاء الثانية؛ لأن الاستثقال بها حصل، وقد حصل بذلك في شرح الكافية، وقال في التسهيل: والمحذوفة هي الثانية لا الأولى خلافا لهشام، يعني أن مذهب هشام أن المحذوفة هي الأولى، ونقله غيره عن الكوفيين. وأشار: قد أرشد بالمثال إلى أن هذا إنما هو في المضارع الواقع في الابتداء؛ لأنه الذي يتعذر فيه الإدغام، وأما الماضي –نحو تتابع- فلا يتعذر فيه الإدغام، وكذا المضارع الواقع في الأصل كما سبق بيانه. الثالث: قال في شرح الكافية: وقد يفعل ذلك _يعني التخفيف بالحذف- بما تصدر فيه نونان، ومن ذلك ما حكاه أبو الفتح من قراءة بعضهم: "وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا"4، وفي هذه القراءة دليل على أن المحذوفة من تاءي "تتنزل" حين قال {تَنَزَّل} 5 إنما هي الثانية؛ لأن المحذوفة من نوني "نزل" في القراءة المذكورة إنما هي الثانية، هذا كلامه. قال الشارح: ومنه على الأظهر قوله تعالى: "كَذَلِكَ نُجِّي الْمُؤْمِنِينَ"6 في قراءة عاصم، أصله ننجي؛ ولذلك سكن آخره، ا. هـ.

_ 1 القدر: 4. 2 هود: 105. 3 الليل: 14. 4 الفرقان: 25. 5 الشعراء: 221، 222؛ والقدر: 4. 6 الأنبياء: 88.

الحادي عشر من شروط وجوب الإدغام: أن لا يعرض سكون ثاني المثلين، أما لاتصاله بضمير رفع، وإما لجزم وشبهه، وقد أشار إلى الأول بقوله: 996- وَفُكَّ حَيْثُ مُدْغَمٌ فِيْهِ سَكَنْ ... لِكَوْنِهِ بِمُضْمَرِ الرَّفْعِ اقْتَرَنْ 997- نَحْوُ: حَلَلْتُ مَا حَلَلْتُه، وَفِي ... جَزْمٍ وَشِبْه الْجَزْمِ تَخْيِيرٌ قُفِي لتعذر الإدغام بذلك، والمراد بمضمر الرفع تاء الضمير، ونا، ونون الإناث، نحو: "حللت ما حللته" وحللنا، والهندات حللن؛ فالإدغام في ذلك ونحوه لا يجب، بل يجوز. قال في التسهيل: والإدغام قبل الضمير لغية. قال سيبويه: وزعم الخليل أن ناسا من بكر بن وائل يقولون ردنا ومرنا وردت، وهذه لغة ضعيفة. كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول النون والتاء، وأبقوا اللفظ على حاله، وأشار إلى الثاني بقوله "وفي جزم وشبه الجزم"، والمراد به الوقف "تخيير" أي بين الفك، والإدغام "قفي" أي تبع، نحو: لم يحلل ولم يحل، واحلل وحل، الفك لغة أهل الحجاز، والإدغام لغة تميم. تنبيهات: الأول: المراد بالتخيير استواء الوجهين في أصل الجواز، لا استواؤهما في الفصاحة؛ لأن الفك لغة أهل الحجاز، وبها جاء القرآن غالبا، نحو: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ} 1، {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي} 2، {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} 3، {وَلا تَمْنُنْ} 4، وجاء على لغة تميم {مَنْ يَرْتَدِ} 5 في المائدة {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ} 6 في الحشر. الثاني: إذا أدغم في الأمر على لغة تميم وجب طرح همزة الوصل؛ لعدم الاحتياج إليها، وحكى الكسائي أنه سمع من عبد القيس أرد وأغض وأمر بهمزة الوصل، ولم يحك ذلك أحد من البصريين. الثالث: إذا اتصل بالمدغم فيه واو جمع، نحو ردوا، أو ياء مخاطبة، نحو: ردي، أو نون توكيد، نحو ردن، أدغم الحجازيون وغيرهم من العرب؛ لأن الفعل حينئذ مبني على

_ 1 آل عمران: 120. 2 طه: 81. 3 لقمان: 19. 4 المدثر: 6. 5 المائدة: 54. 6 الحشر: 4.

هذه العلامات فليس تحريكه بعارض. الرابع: التزم المدغمون فتح المدغم فيه قبل هاء الغائبة، نحو: "ردها ولم يردها" والتزموا ضمة قبل هاء الغائب، نحو: "رده ولم يرده" لأن الهاء خفية، فلم يعتدوا بوجودها؛ فكان الدال فيه وليها الألف والواو، وحكى الكوفيون "ردها" بالضم الكسر، ورده بالفتح والكسر، وذلك في المضموم الفاء، وحكى ثعلب الأوجه الثلاثة قبل هاء الغائب، وغلط في تجويزه الفتح، وأما الكسر فالصحيح أنه لغية، سمع الأخفش من ناء من عقيل مده وعضه، بالكسر، والتزم أكثرهم الكسر قبل ساكن، فقالوا "رد القوم" لأنها حركة التقاء الساكنين في الأصل، ومنهم من يفتح وهم نبو أسد، وحكى ابن جني الضم، وقد روي بهن قوله [من الطويل] : 1260- فَغُضَّ الْطَّرْفَ إنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... [فلا كعبا بلغت ولا كلابا]

_ 1260- التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص821؛ وجمهرة اللغة ص1096؛ وخزانة الأدب 1/ 72، 74، 9/ 542؛ والدرر 6/ 322؛ وشرح المفصل 9/ 128؛ ولسان العرب 3/ 142؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 4/ 411؛ وخزانة الأدب 6/ 531، 9/ 306؛ وشرح شافية ابن الحاجب ص244؛ والكتاب 3/ 533؛ والمقتضب 1/ 185. شرح المفردات: غض الطرف: أي اخفض رأسك. نمير: قبيلة الراعي الذي يهجوه جرير. كعب وكلاب: قبيلتان. المعنى: يدعو الشاعر مهجوه بأن ينكس رأسه، ويخفض جبينه خجلا وعارا، لأنه ينتسب إلى بني نمير الأدلاء، وليس إلى كعب وكلاب الأشراف. الإعراب: "فغض": الفاء بحسب ما قبلها، "غض": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "الطرف": مفعول به منصوب. "إنك": حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير في محل نصب اسم "إن". "من نمير": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "إن". "فلا": الفاء حرف عطف، "لا": حرف نفي. "كعبا": مفعول به مقدم منصوب. "بلغت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "كلابا": معطوف على "كعبا" منصوب بالفتحة. وجملة: "غض الطرف" بحسب ما قبلها. وجملة: "إنك من نمير" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "بلغت" معطوفة على سابقتها. الشاهد فيه قوله: "فغض" حيث يروى بضم الضاد وفتحها وكسرها، فأما ضمها فعلى الإتباع لضمة الغين قبلها، وأما فتحها فلقصد التخفيف، لأن الفتحة أخف الحركات الثلاث؛ وأما كسرها فعلى الأصل في التخلص من التقاء الساكنين.

نعم الضم قليل، قال في التسهيل في باب التقاء الساكنين: ولا يضم قبل ساكن، بل يكسر، وقد يفتح، هذا لفظه. فإن لم يتصل الفعل بشيء مما ذكر ففيه ثلاث لغات: الفتح مطلقا، نحو: رد وفر وعض، وهي لغة أسد وناس غيرهم. والكسر مطلقا، نحو: رد وفر وعض، وهي لغة كعب ونمير، والإتباع لحركة الفاء، نحو: رد وفر وعض، وهذا أكثر من كلاههم، ا. هـ. 998- وَفَكُّ أَفْعِلْ فِي الْتَّعَجُّبِ الْتُزِم ... وَالْتُزِمَ الإدْغَامُ أَيْضَاً فِي هَلُمّ وفك أفعل في التعجب التزم" قال في شرح الكافية: بإجماع، وكأنه أراد إجماع العرب؛ لأن المسموع الفك، ومنه قوله [من الطويل] : وَقَالَ نَبِيُّ المُسْلِمِينْ تَقَدَّمُوا ... وَأَحْبِبْ إلَيْنَا أَنْ تَكُونَ المُقَدَّمَا1 وإلا فقد حكي عن الكسائي إجازة إدغامه "والتزم الإدغام أيضا في هلم" بإجماع، كما قاله في شرح الكافية؛ فلم يقل فيه هلمم. تنبيهات: الأول: هذا البيت استدراك على ما قبله، أي يستثنى من فعل الأمر صيغتان لا تخيير فيهما؛ الأولى: أفعل في التعجب؛ فإنه ملتزم فكه، والثانية: هلم في لغة تميم؛ فإنه ملتزم إدغامه، وقد سبق في باب أسماء الأفعال أن هلم عند الحجازيين اسم فعل بمعنى احضر أو أقبل، وعند بني نميم فعل أمر، وباعتبار هذه اللغة ذكرها هنا. الثاني: التزموا أيضا فتح هلم، وحكى الجرمي الفتح الكسر عن بعض تميم، وإذا اتصل بها هاء الغائب، نحو: "هلمه" لم يضم، بل يفتح، وكذا إذا اتصل بها ساكن، نحو: هلم الرجل، وقد تقدم أن لكونها عند تميم فعلا اتصلت بها ضمائر الرفع البارزة، فيقال: هلما وهلموا وهلمي، بضم الميم قبل الواو، وكسرها قبل الياء، وإذا اتصل بها نون الإناث فالقياس هلممن. وزعم الفراء أن الصواب هلمن بفتح الميم وزيادة نون ساكنة بعدها وقاية لفتح الميم، ثم تدغم النون الساكنة في نون الضمير، وحكي عن أبي عمرو أنه سمع هلمين

_ 2 تقدم بالرقم 738.

يا نسوة، بكسر الميم مشددة، وزيادة ياء ساكنة قبل نون الإناث، وحكى عن بعضهم هلمن بضم الميم وهو شاذ. الثالث: مذهب البصريين أن هلم مركبة من "ها" التنبيه ومن لم التي هي فعل أمر من قولهم "لم الله شعثه" أي جمعه، كأنه قيل: اجمع نفسك إلينا، فحذفت ألفها تخفيفا. وقال الخليل: ركبا قبل الإدغام؛ فحذفت الهمزة للدرج إذ كانت همزة وصل، وحذف الألف لالتقاء الساكنين، ثم نقلت حركة الميم الأولى إلى اللام، وقال الفراء: مركبة من هل التي للزجر، وأم بمعنى اقصد، فخففت الهمز بإلقاء حركتها على الساكن قبلها فصار هلم، نسب بعضهم هذا القول إلى الكوفيين، وقول البصريين أقرب إلى الصواب. قال في البسيط: ومنهم من يقول: إنها ليست مركبة، انتهى. خاتمة: في النون الساكنة، ومنها التنوين. اعلم أن للنون الساكنة أربعة أحكام: أولها: الإدغام، وهو بلا غنة في اللام والراء، وبغنة في حروف ينمو، ما لم تكن مواصلتها في كلمة واحدة كالدنيا وصنوان وأنمار؛ فإن الفك في ذلك لازم. والثاني: الإظهار، وهو في حروف الحلق الستة: العين والغين والحاء والخاء والهاء والهمزة؛ لبعد مخرج النون من مخرجها. الثالث: القلب ميما عند الباء ويستوي كونها في كلمة، نحو: {أَنْبِئْهُمْ} 1 أو كلمتين، نحو: {أَنْ بُورِكَ} 2 وموجب هذا القلب أن الباء بعدت من النون، وشابهت أقرب الحروف إليها وهي الميم؛ لأن النون والميم حرفا غنة, فلما بعدت عن الباء لم يمكن إدغامها فيها، ولما قربت بمشابهة القريب منها لم يحسن إظهارها، فأوجب التخفيف أمرا آخر، وهو قلبها ميما؛ لأنها أختها في الغنة. والرابع: الإخفاء، وذلك إذا وليها شيء من الحروف غير المذكورة، وذلك خمسة

_ 1 البقرة: 33. 2 النمل: 8.

اليواقيت، وأنشد عليها [من الرجز] : 1262- عَانٍ بِأُحْرَاهَا طَوِيْلُ الشُّغْلِ ... [له جفيران وأي نبل] ونظما: حال من الهاء في بجمعه، أو تمييز محول عن الفاعل، واشتمل: نعت لنظما، وعلى جل المهمات: متعلق باشتمل، ثم وصف نظما بصفة أخرى فقال: 1000- أَحْصَى مِنَ الْكَافِيَةِ الْخُلاَصَة ... كَمَا اقْتَضَى غِنًى بِلاَ خَصَاصَهْ أحصى من الكافية الخلاصه" أي جمع هذا النظم من منظومة المصنف المسماة بالكافية الخالص الصافي مما يكدره. "كما اقتضى" أي أخذ "غنى بلا خصاصه" تشوبه، والخصاصة: ضد الغنى، وهو كناية عما جمع من المحاسن الظاهرة. ثم قابل الشكر نعمة الإتمام، وأردفه بالصلاة على سيدنا محمد سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه الكرام، لإحراز أجر ذلك ويمنه في البدء والختام، فقال رحمه الله وجمعني وإياه في دار السلام" 1001- فَأَحَمْدُ اللَّهَ مُصَلِّياً عَلَى ... مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيَ أُرْسِلاَ

_ 1262- التخريج: الرجز بلا نسبة في الصاحبي في فقه اللغة ص263؛ ولسان العرب 15/ 105 "عنا". اللغة: الجفير: الجعبة، أو الكناية. الإعراب: عان: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". بأخراها: جار ومجرور متعلقان بـ"عان"، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. طويل: صفة "عان" مرفوعة بالضمة، وهو مضاف. الشغل: مضاف إليه مجرور. له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. جفيران: مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف موصوف لأنه مثنى. وأي: "الواو": عاطفة، "أي": معطوف على "جفيران" وذلك على جعل "أي" كمالية على تقدير موصوف أي "وله نيل أي نبل"، وهو مضاف. نبل: مضاف إليه مجرور. وجملة "هو عان": ابتدائية لا محل لها. وجملة "له جفيران": صفة لـ"عان" محلها الرفع. الشاهد: قوله: "عان" بمعنى معتن.

1002- وَآلِهِ الْغُرِّ الْكِرَامِ الْبَرَرَهْ ... وَصَحْبِهِ الْمُنْتَخَبِيْنَ الْخِيَرَهْ الحمد لله أولا وآخرا، باطنا وظاهرا، وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه أجمعين، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين.

الفهارس

الفهارس مدخل ... الفهارس: 1- فهرس الآيات القرآنية 2- فهرس الأحاديث النبوية. 3- فهرس الأمثال. 4- فهرس الشواهد الشعرية. 5- فهرس قوافي الأشعار. 6- فهرس قوافي الأرجاز 7- فهرس أنصاف الأبيات 8- فهرس الأعلام. 9- فهرس المصادر والمراجع. 10- فهرس المحتويات

فهرس الآيات القرآنية

1- فهرس الآيات القرآنية الفاتحة: 1 {إياك نعبد} 5 1/ 92 {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين} 6-7 3/ 3 {أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم} 7 2/ 119 {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم} 7 2/ 130 {غير المغضوب عليهم} 7 1/ 514 {صراط} 7 4/ 145 البقرة: 2 {ذلك الكتاب لا ريب فيه} 2 2/ 32 {سواء عليهم أأنذرتهم} 6 2/ 372 {سواء عليهم أأنذرتهم} 6 2/ 376 {أأنذرتهم} 6 4/ 101 {على أبصارهم} 7 4/ 32 {اشتروا الضلالة} 16، 175 4/ 97 {اشتروا الضلالة} 16 4/ 115 {ذهب الله بنورهم} 17 2/ 89 {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} 22 2/ 38 {فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} 24 1/ 445 {وبشر الذين آمنوا} 25 2/ 406 {ما بعوضة} 26 1/ 154 {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم} 28 2/ 262

§1/1