شرح الآجرومية - محمد حسن عبد الغفار

محمد حسن عبد الغفار

فضل تعلم اللغة العربية

شرح المقدمة الآجرومية - فضل تعلم اللغة العربية القرآن الكريم هو دستور هذه الحياة، فهو كلام الله جل في علاه، نزل بلسان عربي مبين، ولا يتم تفسيره إلا بتعلم اللغة التي أنزل بها، نحواً وصرفاً وغيرهما، وبوضع قواعد وأصول تحفظ للمسلمين لغتهم ودينهم، وكتاب الآجرومية من الكتب التي صنفت لجمع قواعد النحو، وهو أول سلم لطالب العلم في معرفة النحو.

فضل تعلم اللغة العربية

فضل تعلم اللغة العربية إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد:

أهمية التمسك بالقرآن وفهم معانيه

أهمية التمسك بالقرآن وفهم معانيه القرآن الكريم هو دستور هذه الحياة، والقرآن الكريم هو شرف هذه الأمة، ولا تعتز الأمة إلا بالتمسك بهذا الكتاب العظيم، الذي هو كلام الله جل في علاه. إن الله جل في علاه أناط الشرف والقيادة والسيادة والريادة لهذه الأمة بهذا الكتاب، حيث قال جل في علاه: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} [الأنبياء:10] أي: إن شرفكم وعلوكم وسيادتكم وقيادتكم وريادتكم لا تكون إلا بالكتاب. ووافقت هذه الآية قول النبي صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي) ألا وهو كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. والسنة لا يمكن أن تفترق عن الكتاب، فكتاب الله هو عز هذه الأمة، والتمسك بكتاب الله شرف هذه الأمة، والقيادة والسيادة والريادة لا تكون إلا بهذا الكتاب، ولذلك قال عمر بن الخطاب عندما أرسل باعثه إلى مكة وجاء له بالوالي فقال له: من تركت أو من خلفت في مكة؟ قال: فلاناً من الموالي، قال: أتركته يتسيد عليهم؟ قال: إنه يحفظ كتاب الله ويعلم الفرائض، فقال له عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويخفض به آخرين). فالناس يرتفعون لفهمهم كلام الله جل في علاه ومراد الله في كتابه، وهذا لا يكون إلا باللغة العربية، ولذلك فإن عمر بن الخطاب كان يضرب بالدرة على ذلك، ويقول: تعلموا العربية فإنها لغة القرآن. ونحن أعاجم لسنا بعرب، فكثير من كلمات المصنفين لا نستطيع أن نعرف معانيها إلا بالرجوع إلى المعاجم اللغوية، فاللغة العربية لها أهمية قصوى؛ لأنها من علوم الآلة التي بها استقامة اللسان، واستقامة اللسان ممدحة في الشرع، وكذلك العقل عن الله جل في علاه وفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. واللغة العربية فيها التقديم والتأخير، فيتقدم المفعول على الفاعل والخبر على المبتدأ، وهذا يجعلك تتوسع في فهم كلام الله جل في علاه، فعندما يقرأ القارئ قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] فإن لم يعرف المفعول من الفاعل ولم يعرف سهولة هذه اللغة التي فيها التقديم والتأخير، وأن هذا التقديم فيه أسلوب الحصر، فإنه لا يعرف مراد الله جل في علاه، فيتعجب العامي من سماع هذه الآية ويقول: إن الله يخشى منهم؟ فهذا من الفحش؛ لأنه أخطأ ولم يتعلم العربية، فلو علم أن المفعول يتقدم على الفاعل علم معنى الآية، فـ (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والعلماء: فاعل، فهم الذين يخشون الله جل في علاه. ومن ذلك قول الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا} [الحج:37]. فالتقديم والتأخير عندما يعرفه المسلم فإنه يفهم ويعقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مراده، ولذلك كان من الأهمية تعلم اللغة العربية، وكانت العرب قبل الإسلام أصحاب سليقة وفصاحة وبلاغة وشعر، فكان لهم علو كعب في اللغة العربية، وجاء الإسلام بفضل الله وبهذا الكتاب العظيم الذي ينظم ويرتب هذه اللغة ويجعلها في زيها الجميل الذي نراه الآن، والدين كله كان في الجزيرة العربية.

ذكر أصناف عرب الجزيرة

ذكر أصناف عرب الجزيرة والعرب في الجزيرة العربية ينقسمون إلى عرب الشمال، وعرب الجنوب، ويسمى عرب الجنوب العرب العاربة وهم القحطانيون ومنهم الذين في اليمن أما عرب الشمال الذين هم من ولد إسماعيل وهم العدنانيون، واللغة التي كانت تجمعهم هي اللغة العربية، لكن كان هناك اختلاف في اللهجات، ولذلك نزل القرآن على سبعة أحرف كلها في اللغة العربية مع اختلاف ظاهره (فتثبتوا) كانت تقرأ (تبينوا) و (لامستم) تقرأ (لمستم)، و (أماناتهم) تقرأ (أمانتهم)، فهذا هو الخلاف في القراءات، ويجمعها أصول اللغة العربية.

تأثير الأعاجم على اللغة العربية

تأثير الأعاجم على اللغة العربية ولما دخل الإسلام جزيرة العرب ألبس اللغة الثوب الجديد، ثم بعد ذلك فتح الله الأمصار على يد المهاجرين والأنصار الذين رفعهم الله بتمسكهم بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فحدث الجهاد مع الأعاجم، ثم حصل السبي للعبيد والإماء، فلما دخل الأعاجم بلاد الإسلام أصبحت اللغة العربية يحدث فيها الغلط واللحن، فلما ظهر اللحن ابتدأ جهابذة اللغة والسنة والكتاب، وقالوا: لا بد من حفظ كتاب ربنا وسنة نبينا، ولا يكون ذلك إلا بالضوابط والقواعد النحوية؛ حتى لا يحدث اللحن في ديننا وفي كتاب ربنا، وهذا الذي أهال عمر بن الخطاب عندما جاءه أعرابي يطلب منه أن يقرأ عليه القرآن، فأخذه رجل ليعلمه القرآن فأضاعه، فقرأ في سورة براءة قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة:3] بخفض لرسوله) فقال الأعرابي: أبرأ ممن برأ منه الله جل في علاه، أي: يبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه التي تهدم الدين بأسره، فلما قال الأعرابي ذلك وسمعه عمر قال له: لا تقرأ هكذا، فقرأ عليه ((أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)) [التوبة:3] فقال: أبرأ ممن برأ منه الله ورسوله، ففهم الأعرابي لما شكل له التشكيل الصحيح فهماً صحيحاً. من هنا قال العلماء: إن عمر بن الخطاب أمر أبا الأسود الدؤلي أن يبدأ في وضع قواعد النحو والصرف. وبعض العلماء قال بأن علي بن أبي طالب هو أول من أشار على أبي الأسود أن يضع القواعد في اللغة، ولا مشاحة في ذلك، فاللغة قد وضعت لها القواعد سواء بأمر عمر أو علي أو بسبب أبي الأسود الدؤلي.

أشهر علماء النحو واللغة

أشهر علماء النحو واللغة وأشهر النحاة الذين انبروا في ساحات اللغة عند أهل الإسلام منهم أبو الأسود الدؤلي وأيضًا أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد وتلميذه العظيم في اللغة سيبويه وهذا الاسم فارسي، سيب معناه: التفاح، وويه: الرائحة، فإذاً سيبويه: رائحة التفاح، ونفطويه رائحة النفط أي: رائحة البترول، فأشهر النحاة سيبويه وأيضًا والفراء والكسائي. ومهبط وضع قواعد اللغة كان في البصرة، وأهل العراق عندنا فرسان الميدان في اللغة وفي غيرها، فاللغة أصالة مهبطها البصرة، ولذلك ترى كثيراً من المتمكنين يقولون: واختلف في هذه المسألة البصريون والكوفيون فأول علماء اللغة برعوا في البصرة، ثم تتلمذ على أيديهم أهل الكوفة، وأصبح الخلاف بين أهل الكوفة وأهل البصرة.

فضل علم النحو

فضل علم النحو وعلم النحو علم شريف عظيم، ولا يمكن لطالب علم أن يطلب العلم من دونه، كأن يطلب العلم والنحو ولا يجد في طلبه؛ لأنه من علوم الآلة، فهذا لا بد أن يعض عليه بالنواجذ، حتى وإن انتهى مثلاً من الآجرومية وما بعدها من تكملة الآجرومية، لأن الأهم هو أن يستقيم لسانه، وأن يعقل عن الله مراده، وكذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الفرق بين النحو والصرف

الفرق بين النحو والصرف وعلم النحو يبحث في الجمل، وعلم الصرف يبحث في بنية الكلمة، فعلم النحو يبحث في الجمل وينظر في أواخر الكلمة من حيث الرفع أو الخفض أو الجزم أو النصب، تقول مثلاً في كلمة القرآن: القرآن كلام الله، بالرفع، وقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [الإسراء:82]، بالخفض، وقوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} [الرحمن:2] بالنصب، والقرآن غير مخلوق، هذا أصل أصيل عند أهل السنة والجماعة، بخلاف أهل البدعة والضلالة كالمعتزلة. فالأولى: (القرآن كلام)، القرآن مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. والثانية قال الله تعالى {عَلَّمَ الْقُرْآنَ} [الرحمن:2] فالقرآن: مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على آخره. والثالثة: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [الإسراء:82] فالقرآن اسم مخفوض وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره. أيضًا نقول: يشرب محمد اللبن، ولن يشربَ محمد اللبن، ولم يشربْ محمد اللبن. فيشربُ الأولى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه لم يسبقه ناصب ولا جازم. ولن يشرب: فعل مضارع منصوب؛ لأنه سبقه ناصب وهو لن. ولم يشرب: فعل مضارع مجزوم بالسكون؛ لأنه سبقه جازم وهو لم من أدوات الجزم. فعلم النحو يبين لنا هذا التغيير ويفسره التدريب العملي، قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الفتح:29]، وقول المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً)، فالأولى محمدٌ والثانية محمداً، والثالثة محمدٍ، فالأولى مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والثانية اسم أن منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وأن حرف نصب، والثالثة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والعامل هو الباء حرف الجر.

تعريف الكلام وشروطه

تعريف الكلام وشروطه قال المؤلف رحمه الله تعالى: [الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع]. أي: الكلام في اللغة له قيود وشروط، حتى إذا أتتك الكلمات مضمومة مع بعضها تقول هذا كلام، فالكلام له معادلة رياضية، وهي لفظ + مركب + مفيد + بالوضع. فشروط الكلام: أن يكون لفظاً مركباً مفيداً بالوضع، أي وضع اللغة العربية، فالشرط الأول أن يكون لفظاً: فاللفظ لا بد له من صوت يسمع وحرف، فخرج بذلك الإشارة والكتابة، فإشارة السيد إلى عبده، أو المدير إلى الفراش، أو إلى عامله أو إلى ساعيه، فإنها معروفة ومفهومة عند الناس، يستفاد منها أمره بالمجيء أو بالجلوس، لكنها ليست بكلام، لأنها ليست بلفظ. الكتابة كأن يكتب رجل في ورقة: أريد طعاماً أو أريد من الماء، ويبعثها إلى عبده أو ساعيه، فإذا قرأها العبد أو الساعي فإنهما يفهمان من الكتابة فهماً جيداً، وهو أن سيدهما يريد منهما طعاماً أو شراباً، لكن الكتابة لا تدخل أيضًا في الكلام؛ لأنها ليست بلفظ. والشرط الثاني: أن يكون مركباً، والتركيب: أن يتركب الكلام من كلمتين فأكثر، كأن تقول مثلاً: محمد كريم، زيد أسد، عمر شجاع، محمد رسول الله، الإسلام ديننا، فهذه الجمل مركبة من كلمتين فأكثر. والتركيب له حالتان: إظهار وإضمار، فالإظهار مثل: محمد رسول الله، زيد كريم، عمر شجاع، محمد أسد، فالكلمة الثانية ظهرت. والإضمار هو الذي لا تظهر فيه الكلمة الثانية، مثلاً: ننجح، فهذه كلمة واحدة فيها إضمار، والتقدير: نحن ننجح. وكذلك يأتي اللاعب الذي يرى فارس الميدان ومعه الكرة، فيقول له: العب، والتقدير: العب أنت. فالكلام إن كان من كلمتين أو أكثر فهو مركب، مثل: محمد رسول الله، زيد شجاع، أحمد أسد، فالكلمة الأولى انضمت إلى الثانية، فأصبح تركيباً، أما الكلمات محمد وأحمد، وزيد، وعمر، والكرة، واللبن، والتفاح، فهذا ليس بكلام لأن الكلمات ليست مركبة. والتركيب إما ظاهر وإما مضمر، أي: مستتر، والمستتر يوجد فيه الفعل ويضمر الفاعل، مثل: آكل، والتقدير آكل أنا، فأشرب اللبن، والتقدير: أشرب أنا اللبن. والشرط الثالث: الإفادة: وهو الذي تستفيد منه جملة مفيدة، فلا تتطلع لشيء ثان، كأن يتكلم معك بجملة مكونة من مبتدأ وخبر، نحو: محمد كريم، أما لو قال: محمد ابن عمك، وسكت، فهذا ليس مفيداً؛ لأن السامع ينتظر الخبر. ومعنى أن يفيد: أن يحسن السكوت عنده، فلا يبقى السامع منتظراً لشيء آخر، والإفادة تكون بشيء يعرف ويحسن السكوت عليه، كقول الله تعالى مثلاً: {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفًا مُطَهَّرَةً} [البينة:2] فنفهم من هذه الجمل أن محمداً رسول الله يتلو الصحف التي أوحيت إليه من الله جل في علاه، ومثل قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:4] فنفهم من هذه الجملة بأن الله الواحد الذي له صفات الجمال والكمال ونعوت الجلال لا يساميه أحد، ولا يمكن أن يكون أحد كفؤاً لله جل في علاه، فالكلام المفيد: هو الذي إذا وقفت عنده لا يطلب السامع منك أن تزيده كلاماً، فيحسن السكوت عنده بالوضع. والوضع له معنيان: المعنى الأول: القصد، وهو أن القائل يقصد هذا الكلام، كأن يكون معه العصا؛ فقال: سأضرب زيداً أو طالب العلم الكسول، أو الفاسق، أو العاصي، أي: فهو يقصد ذلك، فخرج من هذا القصد كلام السكران والمجنون والطفل. فقصد الكلام هو فهمه وتعقله. والمعنى الثاني: الوضع العربي أي: عند أهل اللغة الفصحاء البلغاء الأعراب، فإذا قيل لك يحرم عليك أن تقول: ضربت محمد، فهذا حرام لغة أي: لا يجوز في عرف أهل اللغة. إذاً الكلام هو: اللفظ المركب المفيد بالوضع، والوضع له معنيان: المعنى الأول: القصد، فخرج منه كلام المجنون فلا يعتبر كلامه. وكذلك السكران أو من ذهب عقله. والمعنى الثاني: وضع أهل اللغة الفصحاء البلغاء الذين كانت لغتهم سليقة، فيؤخذ الكلام العربي منهم، أما إذا لم يكن في لغتهم ولا معروفاً عندهم فلا يؤخذ منهم، وأشهر ما يقال في ذلك قول القائل: قد استوى بشر على العراق من غير سيف أو دم مهراق فالأشاعرة قالوا: الاستواء بمعنى الاستيلاء، فإن اللغة الأصيلة تدل على ذلك لقول الشاعر في البيت السابق. فرد عليهم العلماء بأن هذا البيت ليس بعربي أصيل، فلا تعرفه العرب إنما هو لنصراني غير معروف عند أهل اللغة الفصحاء البلغاء.

أقسام الكلام وعلامات الاسم

شرح المقدمة الآجرومية - أقسام الكلام وعلامات الاسم ينقسم الكلام إلى ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف، ولكل قسم علامات خاصة به، فللاسم خمس علامات: الإسناد، والجر، والتنوين، والنداء، وقبول الألف واللام.

أقسام الكلام

أقسام الكلام إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. أقسام الكلام ثلاثة: اسم وفعل وحرف، وهذا بالاستقراء والتتبع، أي: أن العلماء تتبعوا لغة العرب وذهبوا إلى الأعراب، وسافروا ورحلوا في الفيافي والقفار، حتى يعلموا لغة العرب. ولا بد أن نعلم أنَّ النحو يهتم بالجملة، وأما الصرف فيهتم بالكلمة، فالجملة العربية جملتان: جملة اسمية، وجملة فعلية. وهذه الجمل تتمثل في أقسام الكلام: اسم وفعل وحرف. فالاسم: هو اللفظ الذي دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمان، فلا يحتاج للزمان حتى يظهر معناه. والفعل: ما دل على معنى في نفسه لكنه يقترن بزمان. والحرف: لا يدل على معنى في نفسه ويدل على معنى في غيره.

علامات الاسم

علامات الاسم وللاسم خمس علامات: العلامة الأولى: الإسناد، وهي أقوى ما يعرف به الاسم. العلامة الثانية: الخفض عند الكوفيين، وعند البصريين الجر. العلامة الثالثة: التنوين. العلامة الرابعة: أن يقترن بالألف واللام. العلامة الخامسة: أن يدخل عليه حرف النداء.

العلامة الأولى الإسناد، والأمثلة على ذلك

العلامة الأولى الإسناد، والأمثلة على ذلك فالإسناد: أن يسند إليه اسم أو فعل، تقول مثلاً: نجح محمدٌ، فكلمة (نجح) أسندت إلى محمد، إذاً (محمد) اسم. مثال آخر: أكل عمرو، (أكل) فعل أسند إلى (محمد) إذاً (عمرو) هذا أسند إليه فيكون اسماً. ضرب محمدٌ زيداً، فالفاعل (محمد) يُعد اسماً؛ لأنه أسند إلى فعل. قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} [إبراهيم:35]، القول هذا فعل أسند إلى (إبراهيم)، إذاًً: (إبراهيم) اسم. أيضاً قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} [يوسف:4]، القول أسند إلى (يوسف)، إذاً (يوسف) اسم.

العلامة الثانية الجر وأقسامه، والأمثلة على كل قسم

العلامة الثانية الجر وأقسامه، والأمثلة على كل قسم العلامة الثانية: الجر. والجر ثلاثة أقسام: الأول: جر بحرف، أي: بأن يسبقه حرف من حروف الجر. الثاني: جر بالإضافة. الثالث: جر بالتبعية، أي يكون تبعاً، والتبعية أربعة فروع: أن يكون نعتاً، فالصفة دائماً تتبع الموصوف، أو يكون معطوفاً، أو يكون توكيداً، أو يكون بدلاً؛ لأن البدل أيضاً يتبع المبدل منه. وحروف الجر لا يمكن أن تسبق الفعل، فلا تستطيع أن تقول: إلى يشرب، مِنْ يأكل، مِنْ قُمْ، فِي قُمْ، فحرف الجر لا يسبق الفعل في أي حال من الأحوال، وأيضاً الفعل لا يمكن أن يكون مجروراً، فالاسم علاماته المشهورة أن يقبل الجر، وأن تسبقه حروف الجر. من الأمثلة على ذلك: قال الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} [التوبة:65]. وقال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ} [الفاتحة:1]. وقال جل في علاه: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22]. فقوله تعالى: ((قُلْ أَبِاللَّهِ)) [التوبة:65]، الباء سبقت (الله)، إذاً: (الله) اسم؛ لأنه سبقه حرف الجر. وقوله تعالى: ((وآياته ورسوله)) مجرورتان بالتبعية وهي العطف. وقوله الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22]. حرف الجر (في) سبق (السماء)، إذاً: (السماء) اسم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم من ثور إلى عير) فالاسم هنا: (ثور) لأنه سبقه حرف الجر (من). وقال الإمام الشافعي: آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقوله: آمنت بالله، (الله) اسم؛ لأنه سبقه حرف الجر وهو الباء. وقوله: وبما جاء عن الله، (الله) أيضاً اسم؛ لأنه سبق بحرف الجر (عن)، وقوله: وعلى مراد الله، (مراد) أيضاً اسم؛ لأنه سبقه حرف الجر (على). والاسم إما أن يكون اسماً خالصاً، أو اسم فعل كصه، وآمين، وهيهات. وكلمة (الله) في قوله: (على مراد الله) اسم؛ لأنها مضافة إلى كلمة (مراد). قال: آمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، وعلى مراد رسول الله. فقوله: آمنت برسول الله: كلمة (رسول) سبقه حرف الباء، إذاً: (رسول) اسم، وقوله: (وعلى مراد رسول الله) (رسول) اسم، و (الله) اسم مجرور بالإضافة. وقال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ} [الفاتحة:1]. اسم: من الأسماء سبقه حرف الجر الباء. الله: من الأسماء؛ لأنه مضاف إليه. الرحمن: اسم، صفة للموصوف، والقاعدة في العقيدة قلنا: الله إذا أسند إليه أي اسم آخر فالاسم يكون بالنسبة له صفة.

العلامة الثالثة التنوين، والأمثلة على ذلك

العلامة الثالثة التنوين، والأمثلة على ذلك العلامة الثالثة: التنوين، وهو نون زائدة لفظاً لا خطاً، أي: لا تكتب نون ساكنة. ومن الأمثلة على ذلك: قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]. محمدٌ: اسم؛ لأنه قبل التنوين، ولا يمكن للفعل أن يقبل التنوين بحال من الأحوال. وقال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} [الغاشية:8]. وجوه: اسم؛ لأنها قبلت التنوين، ناعمةٌ: اسم؛ لأنها قبلت التنوين. وقال الله تعالى: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية:4]. ناراً: اسم؛ لأنها قبلت التنوين. حامية: اسم لأنها قبلت التنوين، وجاءت صفة. مثال آخر: نقول: (من محمدٍ رسول الله إلى هرقل عظيم الروم أسلم تسلم). محمدٍ: اسم؛ لأنه قبل التنوين، إذاً التنوين علامة من علامات الاسم.

العلامة الرابعة قبول الألف واللام، والأمثلة على ذلك

العلامة الرابعة قبول الألف واللام، والأمثلة على ذلك العلامة الرابعة: قبول الألف واللام، ولا يصح أن يدخل الألف واللام على الفعل بحال من الأحوال، فكلما ما رأيت لفظة تقترن بالألف واللام فقل: هذا اسم دون أن تتدبر المسألة. تقول مثلاً: الأحمدون قادمون، الأحمدون: جمع الأحمد. الزيانب صالحات، الزيانب: جمع الزينب. قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق:1 - 3]. فالأسماء هنا: السماء، الطارق، النجم، الثاقب؛ لدخول الألف واللام. فإذا قلت: اليشرب محمد اللبن، فهذا خطأ؛ لأن هذا ليس من الوضع العربي. ومن الأمثلة على دخول الألف واللام على الأسماء: قال الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل:1 - 10]. فالأسماء هنا: الليل، النهار، الذكر، الأنثى، الحسنى، اليسرى، العسرى. إذاً: دخول الألف واللام أيضاً علامة من علامات الأسماء.

العلامة الخامسة أن يدخل عليه حرف النداء، والأمثلة على ذلك

العلامة الخامسة أن يدخل عليه حرف النداء، والأمثلة على ذلك أيضاً حرف النداء لا يدخل أبداً على الفعل. وحرف النداء يأتي ظاهراً ومضمراً، وإذا دخل لا يدخل إلا على الأسماء. فمن الأمثلة على ذلك: تقول: يا محمد مر بي من الشارع، أو خذني إلى البيت. وقال الله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات:104 - 105]، فكلمة (إبراهيم) هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء. وقال الله تعالى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي} [الأعراف:144]. موسى: هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء. دخل أعرابي يسمع له دوي يقول: يا محمد زعم رسولك، وأتم الحديث. محمد هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء. وأيضاً في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أن جبريل جاء في صورة رجل غريب، لا يرى عليه أثر السفر، فدخل عليهم فجلس، فأسند ركبتيه إلى ركبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا محمد أخبرني ما الإسلام؟ إلى آخر الحديث. فمحمد هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء؛ وحروف النداء هذه ظاهرة. أيضاً يقبل حرف نداء مضمر، قال الله جل في علاه حاكيا عن قصة يوسف: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) [يوسف:29]، والتقدير: يا يوسف أعرض عن هذا، فهنا (يوسف) اسم؛ لأنه قبل حرف نداء. قال الله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن:31]، التقدير: سنفرغ لكم يا أيها الثقلان. ومن الأمثلة على حرف النداء المضمر: قال تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا} [يوسف:46] أي: يا يوسف يا أيها الصديق أفتنا. قوله تعالى: {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الدخان:18] أي: أن أدوا إلي يا عباد الله.

تطبيقات نحوية على علامات الاسم

تطبيقات نحوية على علامات الاسم قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ} [البروج:1 - 4]، الآيات. قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} [البروج:1]، السماء: اسم؛ لأنه قبل الألف واللام وقبل الجر بواو القسم. وذات: اسم؛ لأنها صفة. البروج: اسم؛ لأنه مضاف إليه، وقبل الألف واللام. واليوم: اسم؛ لأنه معطوف على (السماء)؛ ولأنه قبل الألف واللام، والموعود: اسم؛ لأنه قبل الألف واللام، ولأنه مجرور على التبعية (صفة). وشاهد ومشهود: اسمان؛ لأنهما مجروران، وقبلا التنوين. أصحاب: اسم؛ لأنه أسند إليه الفعل (قُتِل). الأخدود: اسم؛ لأنه قبل الألف واللام، وقبل الإضافة. {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى:14 - 17]، أين الاسم؟ فقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى:14] من: اسم موصول بمعنى الذي؛ لأنه أسند إليه الفعل (أفلح). وقوله تعالى: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى:15]. (اسم): من الأسماء؛ لأنه مسند إليه الفعل (ذكر). ربه: اسم؛ لأنه مضاف إليه، والضمير (الهاء) اسم مجرور بالإضافة. قال الله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف:77]. مالك: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء. ربك: اسم؛ لأنه مسند إليه (ليقض)، والضمير (نا): اسم؛ لأنه قبل حرف الجر (على). قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لتمرن الظعينة من صنعاء إلى حضرموت لا تخشى إلا الله والذئب على الغنم). الظعينة: اسم؛ لأنها قبلت الألف واللام. حضرموتَ: اسم؛ لأنها قبلت حرف الجر (إلى)، لكن تجر بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنها اسم ممنوع من الصرف. ومثلها قول القائل: خرجت من مساجدَ شتى، وتربيت في مساجدَ شتى، وذهبت إلى مساجدَ شتى فكلمة (مساجد): اسم؛ لأنها قبلت حروف الجر: من، في، إلى، لكنها مجرورة بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنها اسم ممنوع من الصرف. وكذلك قولك: تزوج زيدٌ هندَ. فزيد وهند: اسمان؛ لأن (زيدٌ) قبل التنوين والإسناد، و (هند) قبل الإسناد. وقولك: ذهبت من البيت إلى المدرسة. البيت والمدرسة: اسمان؛ لأن كلاً منهما قبل حرف الجر، والألف واللام. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

علامات الفعل والحرف

شرح المقدمة الآجرومية - علامات الفعل والحرف أقسام الفعل ثلاثة: ماض ومضارع وأمر، وللفعل علامات يتميز بها عن الاسم والحرف، وأما الحرف فعلامته ألا يقبل علامات الاسم ولا علامات الفعل، ولا يكون له معنى إلا عند ارتباطه بغيره.

حقيقة الفعل وأقسامه

حقيقة الفعل وأقسامه إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. إن تعلم العربية مهم؛ ولذلك فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان يضرب على ذلك ويقول: تعلموا العربية فإنها لغة القرآن. لقد تكلمنا عن الكلام وقلنا: إنه اسم وفعل وحرف، وتكلمنا عن الاسم، وبينا العلامات التي يعرف بها الاسم، واليوم سنتكلم بمشيئة الله عن الفعل والحرف والعلامات التي يتميز بها الفعل والعلامات التي يتميز بها الحرف. الفعل يشمل حدثاً وزمناً، مثل: ضرب، فالحدث الضرب، والزمن هو الماضي، وكيضرب مثلاً في الزمن المستقبل أو الحال، واضرب في الزمن المستقبل. الفعل هو: ما دل على معنى في نفسه والزمن جزء منه، أو نقول: واقترن بزمان، سواء الزمان الماضي أو المضارع أو المستقبل. والفعل له علامات إجمالاً وتفصيلاً: أما الإجمال فيعرف الفعل بتقدم (قد) والسين و (سوف)، وكلما وجدت (قد) فما يأتي بعدها فهو فعل وكذا إذا تقدمه (السين) و (سوف). فمثلاً: إذا قال المؤذن: قد قامت الصلاة، فإعراب الجملة (قد): حرف تحقيق لا عمل له، وقام: فعل ماض. والتاء: تاء التأنيث. والصلاة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أو تقول: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} [النبأ:4 - 5]، القاعدة أن (السين) يأتي بعدها الفعل، إذاًَ: (يعلمون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. إذاً الفعل: هو ما دل على معنى في نفسه ويقترن بزمان، أو الزمان جزء منه، ويعرف بقد وبالسين وسوف.

الفعل الماضي

الفعل الماضي الفعل ينقسم إلى أقسام ثلاثة: فعل ماض، وفعل مضارع، وفعل أمر.

تعريف الفعل الماضي

تعريف الفعل الماضي الفعل الماضي: هو الذي دل على معنى في زمان قبل النطق به، يعني: فات زمانه، نحو: قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر:23]، قوله ((نزل)) هذا في الزمان الماضي. إذاً: الفعل هو التنزيل، والزمن المقترن به هو الزمان الماضي. قال الله تعالى: {تَبَارَكَ} [الفرقان:1]، أيضاً في الزمان الماضي، ((تبارك)) هذه كلمة لا تطلق إلا على الله فقط، وهذا الفارق بين مبارك وتبارك، فلا يصح أن تقول في حق الله: مبارك قط؛ لأن البركة من عند الله، فكيف يباركه غيره؟! إذاً: قول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان:1]، وقول الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [الفرقان:61]، تبارك للزمن الماضي. وأيضاً قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، ((قال)) هذا أيضاً فعل ماض يدل على الحدث، والحدث هنا هو القول، لكن الزمن هو الماضي. إذاً الفعل الماضي هو ما يدل على حدث في الزمن الماضي لا في الزمن الحال ولا المستقبل.

علامات الفعل الماضي

علامات الفعل الماضي العلامات التي تميز الفعل الماضي: العلامة الأولى: أنه يقبل ضمير الفاعل المتحرك، سواء للمخاطب أو للمخاطبة أو للمتكلم، تقول: ضربتَ عمراً. ضرب: فعل ماض، والتاء ضمير الفاعل المتحرك، وهو للمخاطب هنا. أما للمتكلم، فتقول: ضربتُ أحمد، وأكلتُ الطعام. أكل: فعل ماضٍ، وعرفت أنه فعل ماض بوجود ضمير الرفع المتحرك في آخره. كذلك شربتُ اللبن: شرب: فعل ماضٍ. والتاء ضمير رفع متحرك في محل رفع فاعل. فأول علامة يعرف بها الماضي أنه يتصل بضمير الرفع المتحرك سواء للمخاطبة أو المتكلم. العلامة الثانية: أنه يقبل تاء التأنيث الساكنة، كطلعت الشمس، ويصح أن يقال: طلع الشمس؛ لأن الشمس مؤنث مجازي. أيضاً قال الله تعالى: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ} [يوسف:51]، وقال تعالى: {وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ} [يوسف:31]. وإعرابها: (قالت) قال: فعل ماضٍ، والتاء تاء التأنيث، فالفعل هنا فعل ماضٍ؛ لأنه اتصل بتاء التأنيث، وهذه علامة من العلامات التي يعرف بها الفعل الماضي.

أمثلة تطبيقية للفعل الماضي

أمثلة تطبيقية للفعل الماضي قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران:33]. وقال تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} [آل عمران:35 - 36]. فالفعل الماضي من هذه الآيات، (اصطفى) وهو مبني والدليل على أنه ماضٍ أن نضع له علامة من العلامتين لنعلم هل سيقبلها أم لا؟ وهنا يصح أن تقول: اصطفيت محمداً لنفسي. إذاً: فهو ماضٍ والحدث هو الاصطفاء، والزمن هو الماضي. لكن الفعل (كان) ناقص وليس كاملاً؛ لأنه يدل على زمن ولا يدل على الحدث. إذاً: (اصطفى) فعل ماض، ودخل عليه ضمير الرفع المتحرك في قولك: اصطفيت محمداً من الناس. الفعل الثاني: (نذرت) نذر فعل ماضٍ، والتاء ضمير رفع متحرك في محل رفع فاعل. الفعل في قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ} [آل عمران:35]، الفعل (قال) دخلت عليه تاء التأنيث، وهي من علامات الفعل الماضي، وهي تاء ساكنة تحركت هنا بسبب التقاء الساكنين. ((سميتها)) الفعل (سميت) والتاء ضمير الرفع المتحرك، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. ((وضعتها)) الفعل الماضي (وضعت) والعلامة هي تاء التأنيث. إذاً: الفعل الماضي يعرف بارتباطه بتاء التأنيث، وأيضاً يعرف بضمير الرفع المتحرك.

الفعل المضارع

الفعل المضارع الفعل ينقسم إلى أقسام ثلاثة: فعل ماض، وفعل مضارع، وفعل أمر.

تعريف الفعل المضارع

تعريف الفعل المضارع القسم الثاني من الأفعال: المضارع. المضارعة هي في اللغة المشابهة، والمضارع لفظ يدل على معنى، هذا المعنى يتحقق في زمن الحال أو الاستقبال، مثل قوله تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} [البقرة:263]، الفعل المضارع هو: ((يتبعها)). وقال الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ} [الأعراف:53]، ((يأتي)) فعل مضارع في زمن الاستقبال. وقال الله تعالى أيضاً: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام:158]، فهنا (يأتي) و ((ينظرون)) فعلان مضارعان أيضاً.

علامات الفعل المضارع

علامات الفعل المضارع الفعل المضارع له علامات تميزه عن غيره، وهذه العلامات هي: دخول النصب والجزم، والكلام عن الفعل المضارع يأتي من أكثر من وجه: الوجه الأول: أن له حروفاً تميزه، وهذه الحروف إذا ابتدأ الفعل بها قلنا: هذا الفعل فعل مضارع، وهذه حروف تجمع في كلمة نأيت أو أنيت، فأي حرف من هذه الحروف تراها في فعل فاعلم أن هذا الفعل مضارع. الوجه الثاني: أن هذا الفعل يضم أوله في حالتين: الحالة الأولى: إن كان الماضي منه رباعياً أو مبنياً للمجهول، أما الماضي الرباعي فهو مثل: سافر، فنقول: في المضارع منه: نسافر ويُسافر وأُسافر بالضم وتُسافر كلها بالضم، وهذه قاعدة لا بد على طالب العلم أن يتقنها؛ ليعلم متى يضم الفعل المضارع. وأيضاً (حَاضَرَ) فعل ماضٍ، فنقول في مضارعه: يحاضر ونُحاضر وأُحاضر وتُحاضر، كلها بالضم. والحالة الثانية التي يضم فيها أوله: المبني للمجهول، وذلك مثل يُضْرَبُ ويُكْرَمُ. ويفتح أوله في الثلاثي وغيره، فيكون المضارع مفتوح الأول، أي: أول حرف فيه يكون مفتوحاً، وذلك مثل: (قام) يقال في مضارعه: يَقوم، تَقوم، نَقوم، أَقوم. إذاًً: يكون أوله مفتوحاً. نعود إلى علامات الفعل المضارع وهي: أنه يقبل حروف الجزم والنصب، قال الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان:1] (لم) حرف جزم، و (يكن) فعل مضارع؛ لأنه سبقه حرف جزم. قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:1 - 3]، فالفعل (يلد) مضارع؛ لأنه سبقه جازم. وقال تعالى: {مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ} [البقرة:114]، الفعل المضارع ((يدخلوها)) وسبقه ناصب وهو (أن). قال الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} [البقرة:24]، تفعلوا الأولى فعل مضارع؛ لأنه سبقها جازم وهي الأداة لم، والثانية فعل مضارع لأنه سبقها حرف نصب وهي الأداة لن.

أمثلة تطبيقية للفعل المضارع

أمثلة تطبيقية للفعل المضارع قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:1 - 5]. قوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ)) وقوله: ((أَلَمْ يَجْعَلْ))، الفعل المضارع له علامات كما ذكرنا، ونعرفه بالقاعدة الأولى وهي: أنه يبتدئ بحروف المضارعة (أنيت) أو (نأيت)، فقوله: ((تر)) فعل مضارع مجزوم، وبدأ بحرف من حروف (أنيت) وهو التاء، وسبقه جازم. وقوله أيضاً: ((يجعل)) هذا فعل مضارع بدأ بالياء من حروف (نأيت) أو (أنيت) وسبقه جازم. وكذلك الفعل ((ترميهم)) بدأ بحرف التاء فهو مضارع وإن كان غير مجزوم. قال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ} [الفجر:1 - 10]. (الفجر) هنا اسم وليس بفعل؛ لأنه دخل عليه الألف واللام. وهنا نريد الأفعال، وذلك في قوله: ((لم يخلق)) فنطبق القاعدة فالفعل (يخلق) بدأ بحرف الياء وسبقه حرف الجزم. فإذاً: هو فعل مضارع. إذاً: الفعل المضارع بينا بأن له قواعد يعرف بها وهي أنه يبدأ بحرف من حروف المضارعة (نأيت) أو (أنيت) والأمر الثاني أنه يقبل علامات النصب والجزم.

فعل الأمر

فعل الأمر الفعل ينقسم إلى أقسام ثلاثة: فعل ماض، وفعل مضارع، وفعل أمر.

تعريف فعل الأمر

تعريف فعل الأمر القسم الثالث من الأفعال: فعل الأمر: وفعل الأمر: هو لفظ يدل على المطلوب تحقيقه في زمان المستقبل، كما في قوله تعالى: {وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأحزاب:48]، فعل الأمر هو (دع). وقال: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [البقرة:25]، فعل الأمر هو (بشر). ويقول الشاعر: أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان فعل الأمر هو (أقبلْ) و (استكمل).

علامات فعل الأمر

علامات فعل الأمر فعل الأمر له علامات: أولاً: أن هذا الفعل يدل على الطلب في زمن المستقبل. ثانياً: أنه يقبل ياء المخاطبة ونون التوكيد، قال الله تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [مريم:26]. (فكلي) فعل أمر، (وقري) فعل أمر، (واشربي) فعل أمر، والياء في آخر هذه الأفعال الثلاثة هي ياء المخاطبة، وهذا الفعل مطلوب مستقبلاً. قال تعالى: {فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم:26]، والفعل (قولي) يقال فيه ما سبق. والعلامة الأخرى وهي قبول فعل الأمر لنون التوكيد، وذلك نحو: احفظن آيات الله، وداومن على تلاوة القرآن. فنون التوكيد هنا تبين أن هذا فعل أمر. قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب:33]، {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:34]، فالأفعال (قرن) و (اذكرن) أفعال أمر لحقتها نون التوكيد. فإذاً: نون التوكيد هي علامة من علامات فعل الأمر.

أمثلة تطبيقية للأفعال الثلاثة

أمثلة تطبيقية للأفعال الثلاثة نطبق على الأفعال الثلاثة، قال النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجمعة: (فمن توضأ فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل). وقال عن الإمارة: (نعمت المرضعة وبئست الفاطمة). وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً (يأتي زمان على أمتي يستحلون فيه الحر والحرير والخمر والمعازف). وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ} [الممتحنة:12]. اوقال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124]، نبدأ بهذه الآية في الإعراب: قوله: ((ابتلى)) فعل ماضٍ، والعلامة التي أثبتت أنه فعل ماضٍ أنه يصح في غير القرآن أن تقرن الفعل (ابتلى) بتاء الفاعل، كأن تقول: ابتليت إبراهيم، فهذه دلالة على أنه فعل ماضٍ. قوله: ((ينال)) هذا فعل مضارع؛ لأن أصل الفعل (نال) فابتدأ بالحروف الزائدة التي منها حرف الياء (ينال)، والحروف الزائدة هي: (نأيت) أو (أنيت) وتسمى حروف المضارعة؛ لاختصاصها بالفعل المضارع. قوله: ((فَأَتَمَّهُنَّ)) أتم فعل ماضٍ يمكن أن لي أن أقول: أتممت أمري. الآن نستخرج الفعل في الحديث: (فمن توضأ) توضأ: فعل ماضٍ، وعلامة الماضي أنه يصح أن أقول: توضأتُ أمس، أو توضأتُ صباحاً، بإضافة ضمير رفع متحرك، أو تقول: توضأت هند بتاء التأنيث. قوله: (فبما ونعمت) نعم وبئس من الأفعال الجامدة. قوله: (ومن اغتسل) اغتسل: فعل ماضٍ، علاماته أنه يصح: اغتسلتُ بضمير الرفع المتحرك، واغتسلت بتاء التأنيث. قوله: (فبئست الفاطمة)، بئست: فعل ماض جامد مثل (نعمت).

الحروف

الحروف بعد أن علمنا علامات الأفعال ندخل على الحروف، والحروف لا تدل على معنى في نفسها لكن تدل على معنى في غيرها، يعني: إذا أدخلت الحرف في جملة يظهر لك معناه، تقول مثلاً: خرجت من البيت إلى المسجد، فمن وإلى وعن وعلى وحتى من حروف الجر، لكن (حتى) هذه فيها مشاكل قال سيبويه سأموت وفي النفس شيء من حتى. الغرض المقصود هنا أن نقول: خرجت من البيت إلى المسجد، الخروج هنا ابتداء، فمن هنا للابتداء. (إلى المسجد) فإلى للانتهاء أو الغاية، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة:6]، إلى الأولى معناها الانتهاء، و (إلى) الثانية بمعنى (حتى) أي: للغاية، وفيها خلاف فقهي طويل.

عدم قبول الحروف للعلامات

عدم قبول الحروف للعلامات الحروف لا تقبل علامات الاسم ولا علامات الفعل، يعني: لا يمكن في الحرف أن تدخل عليه الألف واللام أو التنوين، أو حروف الجزم أو النصب. وتنقسم الحروف إلى ثلاثة أقسام: حروف تدخل على الأسماء والأفعال، وحروف تدخل على الأسماء فقط وحروف تدخل على الأفعال فقط. القسم الأول: الحروف التي تدخل على الأسماء والأفعال: وهي حروف الاستفهام مثل: هل والهمزة، قال الله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} [المائدة:91]، هنا دخل الحرف (هل) على الاسم دخولاً قوياً. ومثله قوله تعالى: {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ} [الصافات:54]، فهنا دخل حرف الاستفهام على الاسم. أما دخوله على الفعل كما قال الله تعالى في قصة يوسف: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ} [يوسف:89] (هل) هذه دخلت هنا على الفعل (علم). وقال الله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} [النازعات:27] دخلت همزة الاستفهام على الاسم. وقال الله تعالى: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} [يونس:91]، وفي الحديث: (دخل أعرابي على الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع له دوي فقال: آلله أرسلك؟)، إذاً أدوات الاستفهام تدخل على الاسم والفعل. القسم الثاني: الحروف التي تدخل على الأفعال فقط: كحروف الجزم: لم، ولما، وألم، وألما كما في قوله تعالى: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} [ص:8]، (لما) خاصة بالفعل، ولا يمكن أن تدخل على الاسم. وقال الله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:3]، فلم دخلت على الفعل لا على الاسم. وقال الله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:4] وقال الله تعالى: {لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} [عبس:23] دخلت أيضاً على الفعل. إذاً هذه الحروف تختص بالأفعال. القسم الثالث: الحروف التي تختص بالأسماء وهي حروف الجر، قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22]، (في) لا تدخل على الفعل بحال من الأحوال. وقال الله تعالى: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ} [المؤمنون:22]. إذاً: الحروف معناها يعرف في غيرها وذلك عندما تدخل في جملة، وأيضاً هي لا تقبل علامة الاسم ولا الفعل، وهناك حروف تختص بالاسم وحروف تختص بالفعل، حروف تدخل على الاسم والفعل.

أمثلة تطبيقية للحروف والأسماء والأفعال

أمثلة تطبيقية للحروف والأسماء والأفعال قال الله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء:80]، (هل) دخلت هل هنا على الاسم. وقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عمران:189] الحرف هنا هو اللام ودخل على الاسم. وقال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ} [آل عمران:190]، وقال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:1 - 6]، الحروف: (الباء) ودخلت على الاسم والاسم هو (رب)، والحرف: (من) دخل على اسم، والاسم هو (الجنة). وقال الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس:1 - 15]. نستخرج من هذه السورة فعلاً ماضياً وفعلاً مضارعاً وفعل أمرٍ إن وجد، وأيضاً نستخرج منها حرفاً، دخل على فعل أو على اسم أو اختص بفعل أو باسم. قوله: ((كذبت ثمود)) كذب: فعل ماضٍ والتاء تاء التأنيث. وقوله: {قَدْ أَفْلَحَ} أفلح: فعل ماضٍ أيضاً، والدليل مجيء (قد) قبله، وصحة إضافة ضمير الرفع المتحرك أو تاء التأنيث في آخره مثل: أفلحتُ أو أفلحتْ. وقوله: ((وقد خاب)) خاب: فعل ماضٍ. وقوله تعالى: {مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:10]، (من) اسم موصول بمعنى الذي، ودساها فعل ماضٍ. وجاء في الحديث (أن علي بن أبي طالب كانت بينه وبين فاطمة مشاحنة، فخرج مغضباً ثم ذهب إلى المسجد فنام في المسجد، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يسأل فاطمة: أين ابن عمك؟ قالت: ذهب مغاضباً، فذهب إليه فوجده في المسجد قد نام على ردائه والتراب قد علا الرداء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم أبا تراب قم أبا تراب، فقال علي بن أبي طالب: فما فرحت بكنية مثل هذه الكنية). نستخرج من الحديث الاسم والفعل والحرف. (قم) فعل أمر، وعلامته الأولى: أنه يفيد طلب القيام. العلامة الثانية: أنه يصح أن يلحق بالفعل ياء المخاطبة، فيصح أن يقال: قومي. فقوله: (قم أبا تراب، قم أبا تراب) يعني: قم يا أبا تراب لماذا قال: يا أبا تراب A أن هذا من الأسماء الخمسة، والأسماء الخمسة ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن). قوله: (اتق) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، ولفظ الجلالة (الله) اسم، والدليل على أنه اسم، ليس لأنه يدخله الألف واللام؛ لأننا لو أخذنا الألف واللام ونطقت الكلمة فلا معنى لها، بل الدليل على أنه اسم أن هذا علم معرف وأصله الإله. قوله: (كنت) فعل ماضٍ تام. جلست مع أخ قبل أن أتعلم اللغة وكنت أتعب جداً، وهو حافظ للألفية، فكنت إذا سألته عن مسألة في اللغة أتاني بالشاهد من الألفية وكان صباحاً ومساءً يراجع الألفية، ولكن كلما قلت له: أعرب هذه الجملة فإنه لا يستطيع أن يعربها، وإذا قرأ يلحن، فقلت: سبحان الله، هذا الذي أقوله، لا يمكن أن يصل صاحبه إلى الإتقان إلا بالممارسة والتدريب والتمرس. فالأخ الكريم عندما يتعلم اللغة لا يأخذها هكذا، بل إذا قرأ آية يبدأ بإعرابها وهو يقرؤها، لكن لا يأتي يصلي ويقول: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [البقرة:164]، فيقول: (إن) إعرابها كذا و (السماوات) كذا يعرب وهو يصلي، لكن عندما يقرأ خارج الصلاة فله أن يستوقف نفسه ويبدأ بالإعراب وينظر في القرآن، فإن وافق إعرابه إعراب العلماء فليستبشر بأنه قد أتقن اللغة. فليس المهم لمتعلمي العربية أن يكون عندهم سعة اطلاع، لكن المهم الإتقان، والإتقان لا يكون إلا بالدربة والممارسة.

الإعراب

شرح المقدمة الآجرومية - الإعراب الإعراب هو لب النحو، وهو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلية عليه لفظاً أو تقديراً، والتقديري يكون على حروف العلة وهي الألف والواو والياء.

الكلام على الإعراب

الكلام على الإعراب

تعريف الإعراب

تعريف الإعراب إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: ما زلنا مع اللغة العربية وشرح الآجرومية، وقد انتهينا من علامات الأسماء وعلامات الأفعال وعلامات الحروف، وتعلم اللغة العربية مهم، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب بالدرة عليها ويقول: تعلموا اللغة العربية فإنها لغة القرآن. وقد ذكرنا أن علامات الحروف أنها لا تقبل علامات الاسم ولا علامات الفعل. ونتكلم في هذا الدرس على الإعراب والبناء، وصاحب الآجرومية لم يفصل في البناء. الإعراب لغة: هو البيان، تقول: أعرب محمد عما في نفسه، يعني: بين وأظهر ما يضمره في نفسه، وعندنا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد متكلم في إسناده، وفيه أن الطفل يكون تابعاً لأبيه حتى يعرب عن نفسه أو يعرب عما في نفسه، يعني: يظهر ويبين. وأيضًا له معنى آخر في اللغة وهو: أجاد، من الجودة، تقول: أعرب محمد الكلام، يعني: أجاد وأتى بألفاظ فصيحة. وأيضًا الإعراب يأتي بمعنى الحسن، تقول: امرأة عروبة، يعني: حسنة، هذا كله في اللغة. أما في الاصطلاح فالإعراب هو: تغيير أواخر الكلم لدخول العوامل تقديراً أو لفظاً. ونحن قلنا: إن النحو يهتم بالجملة، والصرف يهتم بالكلمة. فالإعراب هو لب النحو، والإعراب هو: تغيير في شكل الكلمة في آخرها، وهذا التغيير يكون لفظاً أو تقديراً.

الإعراب التقديري

الإعراب التقديري أما التقدير فيكون فيما آخره حروف لا تقبل التغيير؛ لأنها تشبه البناء ثابتة على أصلها لا يتغير بحال من الأحوال، فلا يظهر فيها أي تغيير. وهذه الحروف ثلاثة: الألف والواو والياء، فهذه الحروف تكون الحركات عليها تقديراً لا لفظاً، وهذه الحروف تسمى حروف العلة. مثال ذلك قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} [المائدة:116]، فعيسى منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر. ومثال ذلك أيضاً: أطعم موسى عيسى. أطعم: فعل ماض. موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر. عيسى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. فحروف العلة هي: ألف وواو وياء، والألف أم الباب، وأقوى حروف العلة هو الألف؛ لأن الألف لا تظهر عليه فتحة ولا ضمة ولا كسرة، وكل هذه الحروف تكون الحركات مقدرة عليها غالباً، ويمنع من ظهورها على الألف التعذر، والتعذر يساوي الاستحالة، فيستحيل أن تقول: عيسىُ أو موسىُ، وليس في اللغة العربية ذلك، فلا تستطيع أن تظهر ضمة ولا فتحة ولا كسرة على الألف، ولذلك نقول: قول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [المائدة:116] فعيسى لم تظهر عليه الضمة للتعذر؛ لأنه انتهى بحرف علة وهو الألف. والواو خفيف والياء أيضًا أخف، وهما من حروف العلة، والحركات لا تظهر عليهما، لكن الحركات إما رفع وإما نصب وإما خفض، والواو والياء يقبلان الفتحة ولا يقبلان الضمة ولا الكسرة. تقول: رأيت القاضيَ، فالقاضي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وقولك: جاء القاضي، القاضي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل. والفرق بين التعذر والثقل: أن التعذر استحالة والثقل أخف، فممكن أن تقول: جاء القاضيُ لكنها ثقيلة جداً، والعرب استثقلوها، فلذلك جعلوها مقدرة، وممكن أن تقول: جاء القاضيُ مررت بالقاضيِ، لكنها ثقيلة. إذاً: عندنا الواو والياء تظهر عليها الفتحة، ولا تظهر عليها الضمة ولا الكسرة؛ للثقل، قال الله تعالى حاكياً عن أصحاب الكهف: (لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا} [الكهف:14]. ندعو: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وهنا ظهرت الفتحة لأنها يسيرة، أما الضمة والكسرة فلا تظهر. إذاً: الإعراب هو: تغيير أواخر الكلم تقديراً ولفظاً لدخول العوامل عليه، أما تقديراً فلا تكون إلا في حروف العلة التي هي الألف والواو والياء، والألف لا تظهر عليها حركة من الحركات لا حركة الرفع ولا الخفض ولا النصب، وذلك للتعذر، ولم يرد في لغة العرب ذلك، والواو والياء تظهر عليها علامة النصب التي هي الفتحة، ولا تظهر علامة الرفع ولا الخفض، وقد ضربنا الأمثلة على ذلك.

أمثلة على الإعراب التقديري

أمثلة على الإعراب التقديري ومن الأمثلة أيضاً قول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2]. وقول الله تعالى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور:3]. وقول الله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [البقرة:60]. وقول القائل: أرضعت الصغرى الكبرى. وقول الآخر: ضرب موسى عيسى. وأيضًا يقال: أما عقوبات المعاصي فتعرف للقاصي والداني، وأبو جهل لما خرج بحديده وسيوفه وأهل مكة جاءه الخبر أن العير قد نجت، فقال لهم عتبة: اعصبوها برأسي وقولوا: جبن عتبة، فقال أبو جهل: لا والله! لا بد من دق الطبول ولا بد من إدارة الكئوس على الرءوس -يعني: شرب الخمر- وقال: ليسمع بنا القاصي والداني، فلما سمعنا كلامه قلنا: عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ونستفيد من الكلام التطبيق العملي في الإعراب تقديراً ولفظاً: الآية الأولى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} [النور:3]: الزاني: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل. الآية الثانية: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} [البقرة:60]: موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره. أرضعت الصغرى الكبرى: الصغرى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر. والكبرى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر. وهذا المثل ليس كقولك: ضرب موسى عيسى، والقاعدة عند أهل اللغة: أن السياق والسباق من المفسرات ومن المقيدات، فعندنا السياق أن البنت الصغرى يكون عمرها خمس سنوات والكبرى تكون قد بلغت أربعين، فالكبرى هي التي ترضع الصغرى؛ لأن السياق مفسر، وتقديم المفعول على الفاعل يفيد الحصر والقصر، يعني: أن هذه البنت الصغيرة ما أرضعتها إلا هذه الكبيرة، ومن فوائده الاختصاص، لكن نحن الآن بصدد الحصر والقصر. ضرب موسى عيسى، ضرب: فعل ماضٍ. موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر. عيسى: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر. وجعلنا موسى هو الفاعل لأن الأصل تقديم الفاعل على المفعول، وطالما لم تأت قرينة في السياق تبين لنا تقديم المفعول على الفاعل فنحن على الأصل. قال أبو جهل: لا نرجع حتى تدور الكئوس على الرءوس، وتدق الطبول، ويسمع بنا القاصي والداني: القاصي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل. والداني: معطوف على القاصي، والمعطوف يأخذ حكم المعطوف عليه وهو الرفع، فيكون مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

الإعراب الظاهر

الإعراب الظاهر القسم الثاني من الإعراب: ما تظهر فيه العلامات، وكل ذلك تابع للعوامل، فلفظ الجلالة (الله) إذا ابتدأت به تقول: اللهُ ربنا. وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ} [آل عمران:33]. وقال الله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ} [النحل:53]. وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} [البقرة:210]. ففي الآية: الأولى: ((إِنَّ اللَّهَ)) نصب، وفي الثانية ((فَمِنِ اللَّهِ)) جر، وفي الثالثة ((أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ)) رفع فأصبحت العلامات والحركات ظاهرة: الضم ظاهر والفتح ظاهر والكسر ظاهر، فنقول في قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ)) إن: حرف نصب وتوكيد. والله: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. قال الله تعالى {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنِ اللَّهِ} [النحل:53] الله: لفظ الجلالة اسم سبقه عامل جر هو (من) وعلامة الجر الكسرة الظاهرة على آخره. قال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} [البقرة:210] الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه لم ينته بحرف علة. قال الله تعالى: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء:78]. وقال الله تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5]. وفي الحديث: (دخل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل فوجده يصلي بعد صلاة الفجر فقال له: آلفجر مرتين؟). وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صلى العشاء في جماعة كتب له قيام نصف ليلة ومن صلى الفجر في جماعة كتب له قيام ليلة). قوله: (قرآن الفجر) قرآن: مضاف والفجر مضاف إليه، والمضاف إليه يكون مجروراً، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. وقال الله تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5] مطلع: مضاف، والفجر مضاف إليه، والمضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آلفجر مرتين؟) الهمزة حرف استفهام، والحروف كلها مبنية وليس لها محل من الإعراب، وهذه قاعدة كلية عند أهل اللغة. والفجر: مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر في جماعة) الفجر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وقال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124]. إبراهيمَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. (ربه) رب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ورب مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، بكلمات: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. قوله: (لا ينال عهدي الظالمين) مثل قوله: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا} [الحج:37] والمعنى: الظالمون لا ينالون عهد الله، والإعراب فرع عن معرفة المعنى، كما أن الفتوى فرع عن تصور المسألة. ينال: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. عهدي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وحركة المناسبة هي هنا الكسرة. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:42] إن: حرف توكيد ونصب. الله: لفظ الجلالة اسم إن. اصطفى: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو. والكاف: ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل رفع خبر إن. إذاً: نحن نقول: علامات الإعراب أربع: رفع ونصب وخفض وجزم، علامتان تشترك فيها الأسماء والأفعال: وهما الرفع والنصب، تقول: يشرب محمد اللبن، فيشرب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ومحمد: فاعل مرفوع بالضمة، إذاً: الرفع اشترك فيه الفعل وفي الاسم. والنصب أيضًا يشترك فيه الاسم والفعل، تقول: لن يضرب محمد زيداً، فيضرب: فعل منصوب لأنه سبقه ناصب، ومحمد: فاعل مرفوع، وزيداً: مفعول به منصوب بالفتحة، إذاً: الفتح مشترك مع الأسماء والأفعال. ويختص الاسم بالجر ويختص الفعل بالجزم، تقول: أخذت الكتاب من محمد، ومررت بأحمد. فالمقصود: أن الجر خاص بالأسماء. والجزم خاص بالأفعال، قال الله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:3 - 4]. يلد: مجزوم بلم وعلامة الجزم السكون. فإذاً: علامات الإعراب أربع: الرفع والنصب والخفض والجزم، ثنتان مشتركتان، وهما: الرفع والنصب، قسم خاص بالأسماء وهو الجر، وقسم خاص بالأفعال وهو الجزم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وجزاكم الله عنا خيراً.

علامات الرفع [1]

شرح المقدمة الآجرومية - علامات الرفع [1] للرفع أربع علامات، واحدة منها أصلية وهي الفتحة، وثلاث منها فرعية تنوب عن الضمة، وهي: الواو والألف وثبوت النون، ولكل علامة من هذه العلامات مواضع خاصة بها.

علامات الرفع

علامات الرفع إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. فيما سبق تكلمنا عن الإعراب وعلاماته، وقلنا: الإعراب: هو تغيير أواخر الكلمة بتأثير العوامل الداخلة عليها، وهو إما رفع أو نصب أو خفض-جر- أو جزم. وقلنا: إن الأسماء والأفعال يتفقان في الرفع والنصب، ويفترقان في الجر والجزم، فالأسماء تجر ولا تجزم، والأفعال تجزم ولا تجر. نبدأ بالعلامة الأولى من علامات الإعراب وهي الرفع، فنقول: للرفع علامة أصلية وعلامات فرعية. أما العلامة الأصلية فهي الضمة، وتكون في أربعة مواضع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

مواضع الضمة

مواضع الضمة

الاسم المفرد

الاسم المفرد الموضع الأول للضمة الاسم المفرد: وهو الاسم الذي يدل على الواحد، مثل: محمد، أما محمدان فهو مثنى؛ لأنه دل على اثنين، ومحمدون جمع وليس بمفرد؛ لأنه دل على أكثر من اثنين، إذاً: علامة الرفع -الضمة- تأتي في الاسم المفرد. ومن أمثلة ذلك: قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ} [الفتح:29]. فمحمد: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة؛ لأنه اسم مفرد، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ} [البقرة:126]، فإبراهيم موقعه من الإعراب. أنه فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة؛ لأنه اسم مفرد.

جمع التكسير

جمع التكسير الموضع الثاني من مواضع الضمة: جمع التكسير: هو ما دل على ثلاثة فأكثر عند جمهور النحاة؛ لأن بعض العلماء يقول: أقل الجمع اثنان. وسمي جمع تكسير؛ لأن بناء المفرد يتغير، فمثلاً كلمة: رجل، تتكون من الراء والجيم واللام، والجمع: رجال، فهنا المفرد تكسر، أي: حدث تغير في بنية الكلمة، فالتغير هذا يسمى تكسيراً، ومثل ذلك: أعرابي، جمعها أعراب، وبيت، جمعها: بيوت. قال الله تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا} [الحجرات:14]. الأعراب: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة؛ لأنه جمع تكسير. وقال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور:36 - 37]، فرجال: فاعل للفعل ((يُسَبِّحُ))، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير. وقد يكون تكسير الكلمة بالنسبة لشكلها دون تغير حروفها، كما في الأثر عن أبي بكر رضي الله عنه -كما في الصحيح- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل قتيلاً فله سلبه)، فعورض من سلم بهذا الحكم فقال أبو بكر: لا والله -أو قال كلمة شبيهة بذلك في القسم- لا يعمد إلى أسد من أسُد الله ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأسد، جمعها أُسد، فنلاحظ أن كلا الكلمتين تتكون من ألف وسين ودال، وإنما التغير كان في الشكل العام للكلمة نفسها، ولهذا كانت من جمع التكسير.

جمع المؤنث السالم

جمع المؤنث السالم الموضع الثالث من مواضع الضمة: جمع المؤنث السالم: وهو الاسم الذي يدل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء في آخره، أي: بدون تغيير في بناء المفرد، تقول: خديجة خديجات، عائشة عائشات، فاطمة فاطمات، مؤمنة مؤمنات، صديقة صديقات، كل ذلك جمع مؤنث سالم. وجمع المؤنث السالم يرفع بالضمة الظاهرة على آخره، قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71]: فالمؤمنات: مرفوع؛ لأنه معطوف على المرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم. في البيت خديجات وفاطمات وعائشات: فخديجات: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع مؤنث سالم. وكذلك القول في كلمة (صديقات) من قولنا: قالت فاطمة: عندي صديقات مؤمنات صالحات.

الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء

الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء الموضع الرابع من مواضع الضمة: الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء: وقولنا: (لم يتصل بآخره شيء)، يعني: لم يتصل به نون النسوة، أو نون التوكيد، ولم يكن من الأفعال الخمسة. فالفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء علامة رفعه الضمة. ومن أمثلة ذلك قولهم: يشرب محمد اللبن: فيشرب: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه لم يتصل بآخره شيء. وتقول: تجيء فاطمة وهند: تجيء: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه لم يتصل بآخره شيء. وقد تكون الضمة مقدرة وليست ظاهرة كما في قول الله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:6 - 7]. فالفعل (يَطْغَى)، فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره - على حرف العلة، الألف اللينة- منع من ظهورها التعذر.

تطبيقات على الرفع بالضمة

تطبيقات على الرفع بالضمة التطبيق: استخرج الكلمات المرفوعة بالضمة من الآيات التالية: المثال الأول: قال الله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:135 - 136]. الإجابة: الكلمات المرفوعة بالضمة من الآيات السابقة هي: موسى: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، منع من ظهورها التعذر. وعيسى: معطوف على ما قبله مرفوع بضمة مقدرة. والكلمة الثالثة هي الفعل (نفرق) فهو فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه لم يتصل به شيء. المثال الثاني: قال الله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} [العاديات:1 - 11]. الإجابة: أولاً: الفعل (يعلم): فهو فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة؛ لأنه لم يتصل بآخره شيء. ثانياً: الكلمات: لكنود، لشهيد، لشديد: فالموقع الإعرابي لكل كلمة منها أنها خبر إن مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأن كل كلمة منها تدل على المفرد، واللام في كل منها هي اللام المزحلقة.

نيابة الواو عن الضمة في الرفع

نيابة الواو عن الضمة في الرفع ينوب عن الضمة ثلاث علامات، هي: الواو والألف والنون. أولاً: نيابة الواو عن الضمة: تنوب الواو عن الضمة في موضعين: في جمع المذكر السالم، وفي الأسماء الخمسة.

جمع المذكر السالم

جمع المذكر السالم فأما جمع المذكر السالم فهو ما دل على ثلاثة أو أكثر بزيادة واو ونون، أو ياء ونون، في آخره، أي: مع بقاء بنية المفرد دون تغيير. ويلحق بذلك بعض الكلمات التي تجمع بإضافة واو ونون، أو ياء ونون في آخرها، مع تغيير بسيط في بنية المفرد، مثل كلمة (ابن) جمعها: بنون، فهذا من الملحقات بجمع المذكر السالم؛ وتكون علامة رفعها الواو -كذلك- نيابة عن الضمة. أمثلة على نيابة الواو عن الضمة: 1 - قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71]: والمؤمنون: الواو للاستئناف، المؤمنون: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم. 2 - حديث علي بن أبي طالب -في الصحيح- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلمون تتكافأ دماؤهم). المسلمون: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم. 3 - قال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف:46]: البنون: معطوف على المرفوع، مرفوع مثله، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. 4 - نصر الله الأحمدين في المعارك، فجاء الأحمدون يتهللون بالنصر: الأحمدون: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم. 5 - انتصر المسلمون في غزوة خيبر على اليهود، وقال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله): المسلمون: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم.

الأسماء الخمسة

الأسماء الخمسة الموضع الثاني من مواضع نيابة الواو عن الضمة في الرفع: الأسماء الخمسة: والفرق بين الكوفيين والبصريين أن هؤلاء يقولون: خمسة، وهؤلاء يقولون: ستة، فقد زاد بعضهم كلمة (هنوك)، كما جاء في الحديث: (من دعا بدعوى الجاهلية فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا)، ولكن نحن نقف عندما وقف عليه المصنف، فقد قال: الأسماء الخمسة، وهي: أبوك، أخوك، فوك، حموك، ذو مال. 1 - قال الله تعالى في سورة يوسف: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ} [يوسف:94]: أبوهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة. 2 - أيضاً تقول: قال أخوك: لا بد أن تجد في العمل: أخوك: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة. 3 - قولهم: لا فض فوك: فوك: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة، لأنه من الأسماء الخمسة. 4 - نقول: شفع ذو الوجاهة عند أمير المؤمنين فقبل شفاعته: ذو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة. ولهذه الأسماء الخمسة شروط سيأتي شرحها إن شاء الله تعالى.

تطبيقات على الرفع بالواو

تطبيقات على الرفع بالواو التطبيقات: استخرج الكلمات المرفوعة بالواو نيابة عن الضمة مما يلي: 1 - قال المحمدون: إن المحمدين قد جاءوا من أقاصي البلاد مع المسلمين ليهزموا الكفار في بلاد الإفرنج رافعين راية لا إله إلا الله، يعملون بكتاب الله ويستنون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويهجرون البدعة والمبتدعة. A المحمدون: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم. 2 - قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أرحم هذه الأمة بالأمة أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر بن الخطاب، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم -أو قال: أعلمهم بالفرائض- زيد بن ثابت). الجواب: في قوله: أبو بكر، وكذا: أبو عبيدة، فأبو في كل منهما: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة. 3 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)، وبعضهم يأخذ بقول البخاري ويروي الحديث بالمعنى فيقول: (كل أمتي يدخلون الجنة)، بدلاً من: يدخل، وذلك حسب لغة مشهورة عند العرب اسمها: لغة أكلوني البراغيث، ولكن القاعدة العريضة عند علماء اللغة: أن الفعل يبقى على ما هو عليه، فالصحيح: يدخل، بدلاً من: يدخلون. الجواب: في هذا المثال لا توجد كلمة علامة رفعها الواو، ولذلك نستخرج الكلمات المرفوعة مطلقاً، فنقول: يدخل: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، لأنه لم يتصل بآخره شيء. كل: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد. يأبى: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، منع من ظهورها التعذر. 4 - قال عمر بن الخطاب: رحم الله أبا بكر، كان أعلم بالرجال مني، إن خالداً يؤمر نفسه دون أن يؤمره أحد. الجواب: الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد. يؤمر: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه لم يتصل بآخره شيء. كان أبو بكر، أبو: اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة. أحد: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة؛ لأنه اسم مفرد. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم. وجزاكم الله عنا خيراً.

علامات الرفع [2]

شرح المقدمة الآجرومية - علامات الرفع [2] تنوب الألف عن الضمة في الرفع في الاسم المثنى وما يلحق به، وتنوب النون عن الضمة في الأفعال الخمسة، وهي كل فعل مضارع اتصل به واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المؤنثة المخاطبة.

نيابة الألف عن الضمة في الرفع

نيابة الألف عن الضمة في الرفع

المثنى

المثنى إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: فقد ذكرنا أن للرفع علامات أصلية، وعلامات فرعية. والعلامات الأصلية هي الضمة، والعلامات الفرعية الواو والألف وثبوت النون. أيضاً ينون عن الضمة الألف: فالألف يكون علامة للرفع نيابة عن الضمة في المثنى. والمثنى هو: ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون في حالة الرفع، وزيادة ياء ونون في حالتي الجر والنصب. فتثنية محمد: محمدان، وزيد: زيدان، وهند: هندان، وفاطمة: فاطمتان. تقول: جاء المحمدان، نجح الزيدان، استخلف العمران، فالعمران نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى. قال الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر:12] (البحران) فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى. وقال الله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} [الرحمن:50]: (عينان) مثنى مرفوع، وعلامة رفعه الألف. أيضاً قال الله تعالى في سورة يوسف: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} [يوسف:36] (فتيان) مثنى مرفوع، وعلامة رفعه الألف. فإذاً: المثنى علامة الرفع فيه الألف نيابة عن الضمة.

الملحق بالمثنى

الملحق بالمثنى هناك ملحقات بالمثنى، وهي أربعة ألفاظ، لفظان بشرط، ولفظان بلا شرط. والملحق بالمثنى هو: الذي ليس له مفرد من لفظه، وهو أصلاً ليس على باب المثنى، فشروط المثنى لا تنطبق عليه، لكن يعرب إعراب المثنى، ولذلك ألحق بالمثنى. فأما اللفظان اللذان بشرط فهما: كلا، وكلتا. فهما لفظان يلحقان بالمثنى بشرط أن يضافا إلى ضمير. لا إلى الأسماء الظاهرة، فقول الله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف:33]. هذا ليس ملحقاً بالمثنى؛ لأنه أضيف إلى اسم ظاهر؛ لكن لو قلت: جاءت الهندان كلتاهما. فكلتاهما هذه مضافة إلى ضمير، فتلحق بالمثنى. ونقول: أكل الزيدان كلاهما. فهذا من الملحقات بالمثنى. وقال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا} [الإسراء:23] فكلاهما ملحق بالمثنى؛ لأنه مضاف إلى الضمير. وأما الملحقات بالمثنى بلا شرط فهما: اثنان واثنتان. مثال ذلك: قول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} [التوبة:36]. فاثنا: خبر إن مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى. وقول الله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:60]: المثنى ((اثْنَتَا)) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف. وقول الله تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة:106]. فالمثنى (اثنان)، مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى. وقول الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} [سبأ:15] فجنتان بدل كل من كل، بدل من آية والبدل يأخذ حكم المبدل، فهو مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.

نيابة النون عن الضمة في الرفع

نيابة النون عن الضمة في الرفع من علامات الرفع الفرعية التي تنوب عن الضمة: ثبوت النون، وثبوت النون يكون في الأفعال الخمسة، والأصح لغة: أن يقول الأمثال الخمسة؛ لأنه مثل، فقس عليه غيره. وهي: كل فعل مضارع اتصل به واو الجماعة، أو ألف الاثنين، أو ياء المخاطبة، وهي: يفعلون، تفعلون، يفعلان، تفعلان، تفعلين. مثل: يقومون، تقومون، يقومان، تقومان، تقومين. ومثل: يلعبان، تلعبان، يلعبون، تلعبون، تلعبين. والأمثال الخمسة ترفع بثبوت النون، كما في قول الله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن:6]. (فيسجدان) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة، أو من الأفعال الخمسة، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر. وقول الله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} [الرحمن:19]: (يلتقيان) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. وقول الله تعالى عن الملائكة: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار:12]: (فتفعلون) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:22]: (فتعلمون) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون. وتقول -مثلاً- لهند: أنت تقومين مقام الوالدة: (فتقومين) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. هذه هي آخر العلامات التي تنوب عن الضمة، وهي: الواو، والألف، والنون، وثبوت النون.

تطبيقات على علامات الرفع

تطبيقات على علامات الرفع قال الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد:1 - 5]. فقوله: (يدا) فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى. وقوله: (ماله) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة؛ لأنه اسم مفرد، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر. وقوله: (سيصلى) فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، منع من ظهورها التعذر. وقال الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوْنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر:1 - 7]. قوله: (تعلمون) فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:1 - 3]. قوله: (يدخلون): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. وقال الله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا * أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [البلد:1 - 14]. أقسم: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه فعل مضارع لم يتصل بآخره شيء، ومعنى لم يتصل بآخره شيء أنه لم يتصل بآخر نون النسوة، أو نون التوكيد. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [آل عمران:102 - 103]. قوله: (مسلمون) خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]. قوله: (تفلحون) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. والفرق بين الأسماء الخمسة والأفعال الخمسة: أن الأسماء الخمسة لا تقاس عليها غيرها. وأفضل شيء في التفريق بينهما أن هذه أسماء، وهذه أفعال. وقال الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} [الكوثر:1 - 3]. قوله: (الأبتر): خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:1 - 5]. قوله: (ترميهم) ترمي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل. والكلمة التي فيها ألف إما أن تكون منقلبة عن واو أو عن ياء، فإذا أردنا أن نعرف الألف أهي منقلبة عن واو أو ياء نأتي بالمصدر، فمثلاً: إذا أردنا أن نعرف أصل ألف (خاف)، فإننا نأتي بالمصدر، فنقول: خاف يخاف خوفاً. فعلى هذا فالألف منقلبة عن واو. وقوله: (ربك) (رب) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة؛ لأنه اسم مفرد. وقال الله تعالى: {الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة:1 - 5]. قوله: ((الْقَارِعَةُ)) مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد. وقد تقدم أن الضمة تكون علامة للرفع في أربعة مواضع: الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، ولم يسبقه ناصب أو جازم. وقوله: (يكون) فعل مضارع مرفوع، وهو فعل ناقص؛ لأن الفعل التام يدل على حدث مقترن بزمان، بينما الفعل الناقص يدل على زمان ولا يدل على حدث، وخبر (يكون) شبه الجملة (كالفراش المبثوث). وقال الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى * فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لا يَصْلاهَا إِلَّا الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى} [الليل:1 - 21]. قوله: ((يَرْضَى)) فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، منع من ظهورها التعذر.

النصب بالفتحة

النصب بالفتحة ننتقل إلى علامة أخرى من علامات الإعراب، وهي علامات النصب. والنصب له علامات، وهي: الفتحة وما ينوب عنها. نفتتح بالفتحة، ثم نتكلم عن العلامات الفرعية.

موضع النصب بالفتحة

موضع النصب بالفتحة الفتحة علامة للنصب في مواضع، منها: الاسم المفرد، ومنها جمع التكسير، ومنها الفعل المضارع الذي سبقه ناصب. فيبقى الفارق بين الفعل المضارع الذي يرفع بالضمة الظاهرة أن هذا لم يسبقه ناصب ولا جازم ولم يتصل بآخره شيء. بينما الفعل المضارع الذي سبقه ناصب ينصب بالفتحة الظاهرة على آخره. فمثال الاسم المفرد: رأيت محمداً، ضرب عمرو زيداً، أكلت هند السمكة، إن جبريل رسول من رسل الله. فجبريل هنا اسم إن منصوب، فهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد. ومثل: إن محمداً سيشفع لأمته على العرصات يوم القيامة: فمحمداً: منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد. ومثال جمع التكسير، (الرجال)، في قولك: رأيت الرجال ينتصرون في المعارك. وسمعت الرجال يخطبون في الناس. ودخلت المساجد للصلاة: فالمساجد: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة؛ لأنه جمع تكسير. الثالث: الفعل المضارع الذي سبقه ناصب. مثل: أن، ولن، وكي، ولام التعليل. فتقول: لن يدخل الجنة كافر: (فيدخل): فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه سبقه ناصب. ومثل قوله تعالى: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} [الحشر:7]. (فيكون): منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة؛ لأنه سبقه ناصب. فتكون الفتحة علامة للنصب، في: الاسم المفرد، وفي جمع التكسير، وفي الفعل المضارع الذي سبقه ناصب لوم يتصل بآخره شيء.

علامات النصب

شرح المقدمة الآجرومية - علامات النصب الفتحة علامة النصب الأصلية، وينوب عنها علامات فرعية، وهي: الألف، والكسرة وحذف النون، وكل علامة من هذه العلامات مواضع تكون فيها.

ما ينوب عن الفتحة في النصب

ما ينوب عن الفتحة في النصب

نيابة الألف عن الفتحة في النصب

نيابة الألف عن الفتحة في النصب إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: من العلامات الفرعية التي تنوب عن الفتحة في النصب الألف. من علامات النصب التي تنوب عن الفتحة الألف، ولا تكون كذلك إلا في موضع واحد وهو الأسماء الخمسة. والأسماء الخمسة هي: أخوك، أبوك، حموك، فوك، وذو مال، وهناك خلاف بين المصريين والكوفيين هل هي ستة أم خمسة؟! ومن شروط إعراب الأسماء الخمسة بالألف نصباً: 1 - أن تكون مفردة. 2 - أن تكون مكبرة. 3 - أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم. 4 - ألا تكون فوك مضافة إلى الميم. 5 - أن تكون ذو بمعنى صاحب، ولا تكون بمعنى الذي أو التي، كقول الشاعر: فإن الماء ماء أبي وجدي وبئري ذو حفرت وذو طويت فذو هنا أتت بمعنى الذي. أي: بئري الذي حفرته والذي طويته، فإذا أتت ذو بمعنى صاحب، فإنها تنصب بالألف نيابة عن الفتحة. قال تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف:11]: أبانا منصوبة بالألف؛ لأنها منادى مضاف، فهي منصوبة بالألف نيابة عن الفتحة. وقال الله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ} [الأحقاف:21]: أخا: منصوبة بالألف نيابة عن الفتحة لأنها من الأسماء الخمسة. وقال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء:87]: ذا: منصوبة بالألف أيضاً؛ لأنها من الأسماء الخمسة وهي معطوفة على ما قبلها {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ} [الأنبياء:83] تقول: إن أبا هريرة أكثر الناس رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم حماك ونظف فاك. فهذه كلها منصوبة وعلامة النصب نصبها بالألف نيابة عن الفتحة.

نيابة الكسرة عن الفتحة في النصب

نيابة الكسرة عن الفتحة في النصب من العلامات الفرعية التي تنوب عن الفتحة: الكسرة، وهي تنوب عن الفتحة في موضع واحد وهو: جمع المؤنث السالم. وهو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء. قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب:35]: فالمسلمات منصوبة بالكسرة نيابة عن الفتحة، وهي معطوفة على اسم إن المنصوب. وقال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [البقرة:25]: فالصالحات أيضاً مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم.

نيابة الياء عن الفتحة في النصب

نيابة الياء عن الفتحة في النصب تنوب الياء عن الفتحة في موضعين اثنين هما: المثنى، وجمع المذكر السالم. والمثنى هو: ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة الألف والنون في الرفع، وزيادة الياء والنون في النصب والجر. وجمع المذكر السالم هو: ما دل على أكثر من اثنين بزيادة الواو والنون في الرفع، والياء والنون في النصب والجر. فالمثنى وجمع المذكر السالم يكون نصبهما بالياء نيابة عن الفتحة. يقول الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب:35]: المسلمين: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم. والمؤمنين كذلك منصوبة ومعطوفة على منصوب. وقال الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:8 - 10]: عينين، وشفتين، والنجدين: كلها منصوبات وعلامة نصبها الياء نيابة عن الفتحة. وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ} [الكهف:32]: رجلين: مثنى منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن بسند صحيح: (بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة): المشائين: منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم. وقول راوي الحديث: دخلت أسماء بنت يزيد على النبي صلى الله عليه وسلم ترتدي ابنتها فتختين، أي: أسورتين، فهنا أسورتين أو فتختين: منصوبة وعلامة نصبها الياء نيابة عن الفتحة، لأنها مثنى.

حذف النون نيابة عن الفتحة في النصب

حذف النون نيابة عن الفتحة في النصب حذف النون علامة من علامات النصب التي تنوب عن الفتحة، وتكون في الأفعال الخمسة أو الأمثال الخمسة، وهي: تفعلون، يفعلون، تفعلين، تفعلان، يفعلان. مثل: تقومين، يقومون، يقومان، تقومان، وتقومون، وتنصب الأمثلة الخمسة بحذف النون، كما أنها ترفع بثبوت النون. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58]: تؤدوا، أصلها: تؤدون، فهي منصوبة بأن؛ وعلامة نصبها حذف النون لأنها من الأمثلة الخمسة. وقال الله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة:95]: أصلها (يتمنون) من الأمثلة الخمسة، وهي منصوبة بلن، وعلامة نصبها حذف النون. وهناك آية أخرى أثبت فيها النون وهي قوله تعالى: {وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} [الجمعة:7]، وذلك لأن (لا) نافية وليست ناصبة، فأثبتت النون. وقال الله تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:21 - 23]: ولن تفعلوا: فعل من الأمثلة الخمسة منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون، وأصله: تفعلون. مثال: رأيت الإخوة يستعجلونني في شرح الدرس ولن يستعجلوني: يستعجلوني: منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة، والنون المثبتة للوقاية وأصل الكلمة: يستعجلونني. هذا هو الموضع الأخير من العلامات التي تنوب عن الفتحة. وعلامات النصب كما سبق أربع: الفتحة، وتكون علامة للنصب في الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع الذي سبقه ناصب ولم يتصل بآخره شيء. وينوب عنها أربع علامات: الألف تكون علامة للنصب في موضع واحد وهي الأسماء الخمسة، والياء في موضعين في جمع المذكر السالم والمثنى، والكسرة علامة للنصب نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم، وحذف النون في الأمثلة الخمسة.

أمثلة على النصب بالفتحة وما ينوب عنها

أمثلة على النصب بالفتحة وما ينوب عنها يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء:58 - 59]: تحكموا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون، لأنه من الأمثلة الخمسة. تؤدوا: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الأمانات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم. أطيعوا الله: الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وأطيعوا الرسول كذلك. قال الله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} [التحريم:5]: أزواجاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير. خيراً: منصوبة على التمييز. مسلمات: منصوبة بالكسرة نيابة عن الفتحة. قال الله تعالى: {الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ * يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ * ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [السجدة:1 - 6]. لتنذر: فعل مضارع منصوب باللام وعلامة نصبه الفتحة؛ لأنه لم يتصل بآخره شيء. والفعل المضارع ينصب بشرطين: الأول: أن يسبقه ناصب، والثاني: ألا يتصل بآخره شيء. السماوات: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. والأرض: معطوفة على منصوب فتكون منصوبة بالفتحة الظاهرة لأنها اسم مفرد. يدبر الأمر: الأمر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد. خلق: فعل ماض مبني على الفتح. ألف سنة: ألف: خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. قال الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوْنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر:1 - 8]. المقابر: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، لأنه جمع تكسير. الجحيم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره، لأنه اسم مفرد. التكاثر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. يومئذ: يوم: ظرف منصوب على الظرفية. قال تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المطففين:1 - 10]. الفجار: اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه جمع تكسير. هم من (كالوهم) ضمير مبني في محل نصب مفعول، وليس من المنصوبات فكل الضمائر مبنية. {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} [المطففين:13]: الأبرار: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. قال الله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون:1 - 7]. اليتيم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، لأنه اسم مفرد جمعه أيتام. الماعون: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد، جمعه مواعين. قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:1 - 4]. كفواً: خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه اسم مفرد، واسمها (أحدٌ). أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وجزاكم الله عنا خيراً.

علامات الخفض

شرح المقدمة الآجرومية - علامات الخفض للخفض علامة أصلية وهي الكسرة، وعلامتان فرعيتان وهما: الياء والفتحة، وتظهر العلامة الأصلية في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، وللياء ثلاثة مواضع: الأسماء الخمسة، وجمع المذكر السالم، والمثنى.

مواضع الجر بالكسرة

مواضع الجر بالكسرة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: فإن من علامات الرفع وعلامات النصب وعلامات الخفض ما هو أصلي ومنها ما هو فرعي، أي: ينوب عن الأصل، وعلامات الخفض الأصلية الكسرة. وتكون الكسرة في مواضع ثلاثة: الموضع الأول: الاسم المفرد المنصرف، وخرج بالمنصرف غير منصرف كأحمد وعمر. والاسم المفرد المنصرف يقبل التنوين ويكون خالياً من علل المنع من الصرف. الموضع الثاني: جمع التكسير. والموضع الثالث: جمع المؤنث السالم. مثال الاسم المفرد: مررت بمحمد، ذهبت إلى عمرو، تذاكرت مع زيد، فكل هذه الأسماء المفردة علامة الخفض فيها الكسرة؛ لأن (محمد) مجرور بالباء، وكذلك زيد وعمرو مجروران بحرفي جر. ومن الأمثلة على ذلك: كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث إلى كسرى وقيصر وملوك الأعاجم بالرسائل يدعوهم إلى الإسلام، فيقول: من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم. الشاهد: (من محمد) فهو مجرور بالكسرة؛ لأنه سبقه حرف الجر. ومن المواضع التي تظهر فيها علامة الخفض الأصلية جمع التكسير، وجمع التكسير: هو ما تغير في صورة المفرد، ومن جمع التكسير ما هو منصرف، ومنه ما ليس بمنصرف، مثل: مساجد، مصابيح. ومن الأمثلة على ذلك: قال رستم: أجئتم تغزوننا؟ أردتم المال والثياب، سنعطيكم في كل عام كذا وكذا من المال والثياب. فبعث إليه خالد بن الوليد برسالة شديدة اللهجة فقال له: سآتيك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الخمر. الشاهد: برجال. وقال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} [النور:36] وتقول: عاث المسلمون في رمال الصحراء. ومن الأمثلة قول الله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل:68]. ومن مواضع الجر بالكسرة جمع المؤنث السالم: وهو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء، وهو يجر بالكسرة الظاهرة على آخره. قال الله تعالى: {ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ} [النور:58] فعورات: جمع مؤنث سالم مجرور بالكسرة لأنه مضاف إليه. أيضاً: قول الله تعالى حاكياً عن صاحب يوسف: {إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} [يوسف:43]. والشاهد: ((سَبْعَ بَقَرَاتٍ)) بقرات: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. وقول الله تعالى في سورة البقرة: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [البقرة:61]: فالشاهد: ((بِآيَاتِ اللَّهِ))، آيات: مجرورة لأنه سبقها حرف جر، وعلامة جرها الكسرة. ومن الأمثلة على ذلك: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بلال في يوم العيد، فمر بالمسلمات فخطبهن ووعظهن وأمرهن بالصدقة: فالشاهد: (بالمسلمات) مجرورة بالكسرة، أو تقول: مررت بالمؤمنات، فهذه أيضاً علامة الجر فيها الكسرة لأنها جمع مؤنث سالم. ينوب عن الكسرة الياء والفتحة، والياء لها مواضع ثلاثة أيضاً: الأسماء الخمسة؛ جمع المذكر السالم، المثنى. ومن الأمثلة على الأسماء الخمسة المجرورة: قول الله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} [عبس:34 - 35]، فأخيه وأبيه مجرورتان بالياء؛ لأنهما من الأسماء الخمسة. أيضاً قال الله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ} [يوسف:81]. وقول القائل: مر عمر بن الخطاب بـ أبي بكر. وقال الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:1]، كل ذلك مجرور بالياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة. والموضع الثاني الذي تكون فيه الياء نيابة عن الكسرة هو المثنى، -ومن الأمثلة على ذلك: قول الله تعالى حكياً عن موسى أنه قال: {لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} [الكهف:60]، البحرين: مجرور بالياء لأنه مثنى. وقول الله تعالى: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف:31]، الشاهد: ((مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ)) [الزخرف:31]، أيضاً مثنى مجرور بالياء؛ لأنه سبق بحرف الجر. وقال الله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف:33]، الشاهد: ((كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ)) [الكهف:33] أيضاً مجرورة بالياء؛ لأنها مثنى. وقال الله تعالى في سورة التحريم: {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ} [التحريم:10]، فالشاهد الأول: ((تَحْتَ عَبْدَيْنِ)) [التحريم:10]، عبدين: مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه مثنى، والشاهد الثاني: ((صَالِحَيْنِ)) [التحريم:10]، صالحين: نعت مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى. وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مواضع الجر بالياء نيابة عن الكسرة

مواضع الجر بالياء نيابة عن الكسرة ينوب عن الكسرة الياء والفتحة. والياء لها مواضع ثلاثة أيضاً: الأسماء الخمسة؛ جمع المذكر السالم، المثنى. ومن الأمثلة على الأسماء الخمسة المجرورة: قول الله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} [عبس:34 - 35]. فأخيه وأبيه مجروران بالياء؛ لأنهما من الأسماء الخمسة. وقال الله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ} [يوسف:81]. وقول القائل: مر عمر بن الخطاب بـ أبي بكر. وقال الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:1]. كل ذلك مجرور بالياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة. والموضع الثاني الذي تكون فيه الياء نيابة عن الكسرة هو المثنى. ومن الأمثلة على ذلك: قول الله تعالى حكاية عن موسى أنه قال: {لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} [الكهف:60]. البحرين: مجرور بالياء لأنه مثنى. وقول الله تعالى: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف:31]. الشاهد: ((مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ)) مثنى مجرور بالياء؛ لأنه سبق بحرف الجر. وقال الله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} [الكهف:33]. الشاهد: ((الْجَنَّتَيْنِ)) مجرورة بالياء؛ لأنها مثنى. وقال الله تعالى في سورة التحريم: {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ} [التحريم:10]. فالشاهد الأول: ((تَحْتَ عَبْدَيْنِ)) عبدين: مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه مثنى. والشاهد الثاني: ((صَالِحَيْنِ)) نعت مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه مثنى. وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الممنوع من الصرف

شرح المقدمة الآجرومية - الممنوع من الصرف للخفض علامات منها أصلي وهي الكسرة، ومنها فرعي ينوب عن الكسرة، ومما ينوب عنها الفتحة، وذلك في الاسم الممنوع من الصرف.

علامات الخفض

علامات الخفض إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: فما زلنا مع لغة العرب، وقد تكلمنا عن علامات الخفض، وقلنا إن العلامة الأصلية للخفض هي الكسرة، والعلامات الفرعية هي: الياء نيابة عن الكسرة، والفتحة نيابة عن الكسرة. وتكون الكسرة علامة أصلية للخفض في ثلاثة مواضع: في الاسم المفرد المنصرف، وجمع التكسير المنصرف، وجمع المؤنث السالم. وتكون الياء نيابة عن الكسرة في ثلاثة مواضع: في الأسماء الخمسة، وجمع المذكر السالم، والمثنى.

نيابة الفتحة عن الكسرة

نيابة الفتحة عن الكسرة وأما الفتحة فلها موضع واحد تكون فيه علامة على خفض الاسم، وهو الاسم الذي لا ينصرف. وسنتكلم عن الاسم الذي لا ينصرف في مواضع: الأول: ما معنى لا ينصرف؟ الثاني: كيف لا ينصرف؟ والثالث: التطبيق. الأول: معنى (لا ينصرف): لا ينون؛ ولا يقبل التنوين، فإذا قيل لك: هذا ممنوع من الصرف، فالمعنى أنه لا ينون ولا يقبل التنوين. وهذا ليس على الإطلاق، بل بشرطين وقيدين، وهما: الشرط الأول: ألا يضاف، فإذا أضيف جر بالكسرة، مثل قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ} [التين:4]. فأحسن ممنوع من الصرف، لأنه على وزن أفعل، وهو علم؛ فمنع من الصرف لأجل العلمية ووزن الفعل، لكن عندما أضيف نون، (فأحسن) مضاف، (وتقويم) مضاف إليه. الشرط الثاني: ألا يقترن بأل، فكلمة (مساجد) على وزن مفاعل، وإذا كان الاسم على هذا الوزن فهو ممنوع من الصرف، لكن إذا أدخلت عليه (أل) فلا يمنع من الصرف. قال الله تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة:187] فكلمة: (المساجد) ليست ممنوعة من الصرف؛ لأنه دخل عليها (أل). وهذه العلة تقوم مقام علتين. فالممنوع من الصرف إما أن يكون سبب المنع له من الصرف علتين تقترنان، أو علة واحدة تقوم مقام علتين، ونبدأ بالأسهل. أولاً: العلة الواحدة التي تجمع علتين، وهي: أن تكون الكلمة على صيغة منتهى الجموع، إما على وزن مفاعل كصوامع وشوارب، أو على وزن مفاعيل كمصابيح وقناديل. تقول: صليت في (مساجدَ) بالفتح فكلمة (مساجد) على وزن مفاعل فمنع من الصرف. وتقول: صليت في مساجدَ عدة، ومررت بمساجدَ شتى، ورحلت إلى مساجدَ كثيرة لطلب العلم.

المعربات

شرح المقدمة الآجرومية - المعربات المعربات قسمان: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف، فالذي يعرب بالحركات هو الاسم المفرد، وجمع المؤنث السالم، وجمع التكسير، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

أقسام المعربات

أقسام المعربات إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: المعربات قسمان: قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف، والإعراب بالحركات هو الأصل، والإعراب بالحروف هو الفرع.

الذي يعرب بالحركات

الذي يعرب بالحركات الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، ومن الأفعال الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء.

الاسم المفرد

الاسم المفرد والمقصود بالاسم المفرد ما دل على واحد، فليس مثنى ولا جمعاً، مثلاً قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح:29]. محمد: اسم مفرد مرفوع وعلامة الرفع هنا الضمة. ومثال النصب: (أرسل الله محمداً هداية للعالمين) إعراب محمد: مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة. ومثال الجر بالحركات قولك: جاء هرقل خطاباً من محمدٍ رسول الله. وإعراب محمد: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:1]، وإعراب رب: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة. ويستثنى من ذلك الاسم الذي لا ينصرف، فإنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة. تقول: هذا الحديث في مسند أحمدَ أحمد: مضاف إليه مجرور بالفتحة؛ لأنه اسم لا ينصرف. تقول: ما الفقير القانع بأفضلَ من الغني الشاكر: وهنا (أفضل) اسم مجرور بالباء وعلامة الجر الفتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنه اسم لا ينصرف. الملحوظة الثانية: الحركات تكون ظاهرة على آخر الاسم إذا كان صحيح الآخر، فإن كان الاسم معتل الآخر فالحركات كلها تكون مقدرة. مثال ذلك أن تقول: جاء الفتى، ورأيت الفتى، ومررت بالفتى. وإعراب (الفتى) في الجملة الأولى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها التعذر. رأيت الفتى، الفتى هنا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر. مررت بالفتى: مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر. فإذا كانت العلة بالألف فالحركات الثلاث تكون مقدرة وليست ظاهرة، أما إذا كان حرف العلة هو الواو أو الياء فالضمة تقدر، والكسرة تقدر، أما الفتحة فلا تقدر. ومثال ذلك: حكم القاضي على الجاني. القاضي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل، وكذلك في حالة الجر. أما بالنسبة للفتحة فيمكن لنا أن نقول إنها تظهر قال الله تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِه} [الأحقاف:31]. وتقول: رأيت القاضيَ.

جمع المؤنث السالم

جمع المؤنث السالم الثاني مما يعرب بالحركات: جمع المؤنث السالم. وتعريف جمع المؤنث السالم: هو ما دل على أكثر من اثنين مزيد بألف وتاء، مثل: المسلمات المجتهدات المؤمنات. وجمع المؤنث السالم يرفع بالضمة، وينصب بالكسرة، ويجر بالكسرة قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ} [التوبة:71]. المؤمنات هنا مرفوعة بالضمة. وتجر بالكسرة كأن تقول مثلاً: مررت بالمسلماتِ، أخذت من المؤمناتِ الأجر، فهذه تجر بالكسرة. وتنصب بالكسرة نيابة عن الفتحة، تقول: رأيت المؤمناتِ، ولا يصح أن تقول رأيت المؤمناتَ. وإعرابها: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. قال الله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم:5]. وإعراب: مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات: صفة للأزواج، والنعت يتبع المنعوت، والمنعوت هو (أزواجاً) فهو منصوب و (مسلمات) منصوب بالكسرة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. أما قوله: (وأبكاراً) فجاءت منصوبة بالفتحة لأنها ليست جمع مؤنث سالم.

جمع التكسير

جمع التكسير مما يعرب بالحركات: جمع التكسير. وتعريف جمع التكسير: هو ما دل على ثلاثة فأكثر مع التغيير في بناء المفرد. فتقول: رجل جمعه رجال، بيت بيوت. وهو يرفع بالضمة وينصب بالفتحة ويجر بالكسرة. قال الله تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ} [التوبة:108]. رجال: مرفوع بالضمة. وأنت تقول: رأيت رجالاً، مررت برجالٍ، فجمع التكسير يعرب بالحركات.

الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء

الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء ومن الأفعال التي تعرب بالحركات الفعل المضارع بشرط وقيد، وهذا الشرط والقيد: هو ألا يتصل بآخره شيء. ومثال ذلك قول الله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا} [الإنسان:6] مرفوع بالضمة الظاهرة. {قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا} [غافر:34]. (يبعث): فعل مضارع منصوب بلن. وقال تعالى حاكياً عن قوم موسى {لَنْ نَبْرَحَ} [طه:91]. نبرح: منصوبة بلن. فالمضارع يرفع بالضمة وينصب بالفتحة، ولا يجر؛ لأنه فعل، بل يجزم وعلامة الجزم السكون، كقول الله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:1]. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

المعربات بالحروف

شرح المقدمة الآجرومية - المعربات بالحروف الأصل الإعراب بالحركات، وقد تنوب الحروف عن الحركات، وذلك في المثنى وجمع المذكر السالم والأسماء الستة والأفعال الخمسة.

أنواع العربات بالحروف

أنواع العربات بالحروف إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: فدرسنا هو: المعربات بالحروف. وهذا الإعراب فرعي وليس أصلياً. وهو أربعة أصناف: المثنى، والجمع المذكر السالم، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة. والإعراب بالحروف فرع، والإعراب بالحركات أصل.

إعراب المثنى بالحروف

إعراب المثنى بالحروف الصنف الأول: المثنى. والمثنى هو ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة الألف والنون عند الرفع، والياء والنون عند الجر والنصب. وهذه النون تعويض عن التنوين. مثل: شرح المعلمان الدرس. فالمعلمان مثنى معلم، وهو مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى؛ والمثنى يعرب بالحروف نيابة عن الحركات. ومثل: شرحت المعلمتان الدرس: فالمعلمتان مثنى مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى. وأيضاً تقول: أكرمت المعلمَين، وأكرمت المعلمتين: فـ (المعلمَين) مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى. وضابط ياء المثنى: أنها مفتوح ما قبلها مكسور ما بعدها، وهذا الضابط هو للفرق بين المثنى وجمع المذكر السالم. ومثال المثنى أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب مال) اللهم اجعلنا جميعاً من طلبة العلم يا رب العالمين! فمنهومان مثنى مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى. ومثاله أيضاً: قول الله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:8 - 10]. فقوله: (ألم نجعل له عينين) (عينين) مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى. وقوله: ((وَلِسَانًا)) معطوفة على منصوب، وهي منصوبة بالفتحة الظاهرة. وقوله: ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) (النجدين) أيضاً منصوبة بالياء. وقال الله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} [البقرة:282]. (شهيدين) مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى. وقوله: ((فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ)) (رجلين): منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى. وقوله: ((فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ)) (امرأتان) مثنى مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى. فائدة: بعض القبائل تلزم المثنى الألف في الرفع والنصب والجر، فيقولون -مثلاً-: جاء الرجلان، ورأيت الرجلان، ومررت بالرجلان، وكما قال الشاعر: إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها

إعراب الملحق بالمثنى بالحروف

إعراب الملحق بالمثنى بالحروف والملحقات بالمثنى هي ألفاظ تشبه المثنى، لا واحد لها من لفظها، فهذه تأخذ حكم المثنى، وهي: اثنان للمذكر، واثنتان أو ثنتان للمؤنث، فهذه الألفاظ تأخذ حكم المثنى في الإعراب بلا قيد ولا شرط. مثال ذلك قول الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة:40]: فـ (اثنين) هنا مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بالمثنى. ومثال ذلك أيضاً: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اثنتان في أمتي هما بهم كفر): فـ (اثنتان) مثنى مرفوع وعلامة رفعه الألف. لحوظة: إذا جاء اثنان أو ثنتان أو اثنتان في التركيب مع العشرة تحذف النون فتقول: اثنا عشر رجلاً، واثنتا عشرة امرأة. مثال ذلك: قول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً} [التوبة:36]: فـ (اثنا) مثنى مرفوع وعلامة رفعه الألف. ومثال ذلك أيضاً: قول الله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [البقرة:60]: فـ (اثنتا) مرفوعة؛ لأنها فاعل. ومن الملحقات بالمثنى: كلا وكلتا، فهذه الألفاظ تلحق بالمثنى بشرط وقيد: أن تضاف إلى ضمير مطابق، ولا تضاف إلى اسم ظاهر. فقوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ} [الكهف:33] هذه الإضافة إضافة إلى اسم ظاهر، فلا تأخذ إعراب المثنى، بل تعرب بالحركات المقدرة، أما إذا أضيفت إلى ضمير مطابق فتلحق بالمثنى، مثل: العلم والإيمان كلاهما أساس تقدم الأمم. ومثال ذلك أيضاً: الصناعة والزراعة كلتاهما عماد الاقتصاد. وتقول: الصبي يمشي مع والديه كليهما: فـ (كليهما) في المثال الآخير توكيد مجرور. ومثال ذلك: الرحيم يرحم الطفلتين كلتيهما: فـ (كلتيهما) توكيد منصوب. و (الطفلتين) مفعول به منصوب. أما إذا أضيف إلى اسم ظاهر فلا يلحق بالمثنى.

إعراب جمع المذكر السالم بالحروف

إعراب جمع المذكر السالم بالحروف الصنف الثاني الذي يعرب بالحروف: جمع المذكر السالم: وهو: ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون عند الرفع، وياء ونون عند النصب، أو الجر، وهذه الياء مكسور ما قبلها مفتوح ما بعدها. مثال ذلك: قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]: (إنما) كافة ومكفوفة. (المؤمنون): مبتدأ مرفوع بالواو؛ لأنه جمع مذكر سالم. وجمع المذكر السالم وافق المثنى في النصب والجر، فينصب ويجر بالياء، قال الله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [النساء:95]: فـ (القاعدون) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم. و (المؤمنين) مجرور بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم. وقوله: (والمجاهدون) معطوف على مرفوع فهو مرفوع وعلامة رفعه الواو. وقوله: (المجاهدين): مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.

إعراب الملحق بجمع المذكر السالم

إعراب الملحق بجمع المذكر السالم والملحقات بجمع المذكر: أولو، وسنون، وعالمون، وبنون، وسنون، وألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين. مثال ذلك: قول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [الرعد:19]: فـ (أولو) فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. ومثاله أيضاً: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]: فـ (أولي) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وقال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2]: فـ (العالمين): مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وقال الله تعالى: {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا} [الفتح:11]: فـ (أموالنا): فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وقال الله تعالى عن سيدنا يوسف: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} [يوسف:42]: فـ (سنين): مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وقال الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف:46]: فـ (البنون) معطوف على المبتدأ المرفوع، فهو مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

إعراب الأسماء الستة بالحروف

إعراب الأسماء الستة بالحروف الأسماء الستة هي: أبوك، وأخوك، وحموك، وفوك، وذوك، وهنوك. وهي ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء، فشابهت الجمع المذكر السالم في الرفع بالواو. وأيضاً شابهت جمع المذكر السالم والمثنى في الجر بالياء؛ لكن خالفتهما في النصب فهي تنصب بالألف، والمثنى وجمع المذكر السالم ينصبان بالياء. فتقول: جاء أبوك، ورأيت أباك، ومررت بأبيك. فـ (أبوك) في قول: (جاء أبوك) مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الستة. ورأيت أباك، (أباك) مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الستة. ومررت بأبيك، (أبيك) مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الستة. وقال الله تعالى: {ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} [يوسف:81]: فـ (أبيكم) اسم مجرور، وعلامة الجر الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة. وقال الله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ} [يوسف:69]: فـ (أخاه) مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الستة.

إعراب الأفعال الخمسة بالحروف

إعراب الأفعال الخمسة بالحروف والأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصل به واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة، مثل: يفعلان، تفعلان، يفعلون، تفعلون. تفعلين، وهي ترفع بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذف النون. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج:73] فقوله: (لن يخلقوا) يخلقوا: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. و (تدعون): فعل مضارع مرفوع بثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. وقوله: (لا يستنقذوه): فعل مضارع مجزوم؛ لأنه جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. وبهذا انتهينا من هذا الباب، وهو باب الإعراب بالحروف.

باب الأفعال

شرح المقدمة الآجرومية - باب الأفعال الأفعال ثلاثة أنواع: ماض ومضارع وأمر، فالماضي الأصل فيه أن يبنى على الفتح، وله حالات أخرى، والمضارع الأصل فيه الإعراب، لكنه قد يبنى في بعض الحالات، والأمر الأصل فيه أن يبنى على السكون، وله حالات أخرى.

أقسام الفعل

أقسام الفعل إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله, وأحسن الهدي, هدي النبي صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار. سبق وأن قسم المصنف الكلام إلى أقسام ثلاثة: اسم وفعل وحرف, والآن يبدأ الكلام عن الأفعال فقال: الفعل: هو ما دل على معنى في نفسه واقترن بزمان، سواء الزمن الماضي، أو زمن الحال، أو المستقبل. تقول: قام يقوم قم, فقام: يدل على معنى القيام في الزمن الماضي. ويقوم: يدل على ذلك إما في الحال أو الاستقبال. وقم: يدل على المعنى في الاستقبال؛ لأن المخاطب يفعله استقبالاً. إذاً الفعل الماضي: هو ما دل على معنى في نفسه واقترن بالزمان الماضي, كأن تقول مثلاً: جاء المعلم, رأيت زيداً, مررت بزيدٍ فكل هذه أفعال ماضية. وكما في قول الله تعالى في قصة هود عندما قال لقومه: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} [الأعراف:89]، فالفعل الماضي في الآية هو: افترينا، وكذلك: عدنا، أصلها: افترى، وعاد. وعلامات الفعل الماضي: أن يقبل تاء التأنيث الساكنة، أو تاء الضمير. أي: أن يقبل تاء التأنيث وجوباً إذا كان التانيث حقيقياً؛ لأن المؤنث على قسمين: مجازي وحقيقي: فالحقيقي لا بد أن تأتي تاء التأنيث في فعله، تقول: طلعت البنت، أما المجازي: وهو الذي لا يلد مثل الشمس فتقول: طلع الشمس، وطلعت الشمس. كذلك من علامات الفعل الماضي أنه يقبل تاء الضمير تقول: كتبت الدرس. قال الله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} [الواقعة:1 - 2]. وقال تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا} [الواقعة:4]. نلاحظ في الآيتين أن تاء التأنيث قد كسرت -مع أن الأصل فيها السكون- وذلك بسبب التقاء الساكنين. والفعل المضارع: هو ما دل على معنى في نفسه واقترن بزمان يحتمل الحال أو الاستقبال. مثال ذلك: يجتهد المعلم, يدرس الأستاذ, يجيء الفتى , يتعلم الفقيه, كل هذه أفعال مضارعة تدل على الحال أو الاستقبال. وللمضارع علامات، فمن علامات المضارع: أن يقبل السين وسوف ولن ولم. قال الله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:4]، فالكلمات: يلد، يولد، يكن، كل هذه أفعال مضارعة؛ لأنها قبلت لم. وأيضاً قوله تعالى: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} [طه:91]، فكلمة: (نبرح) قبلت لن, فالكلمة إذا قبلت لن أو لم أو سوف أو السين، فهذا يدل على أنها فعل مضارع. والفعل المضارع له أحكام باعتبار أوله وآخره. أما باعتبار أوله: فإن الفعل المضارع لا بد أن يكون مسبوقاً بأحد هذه الحروف المجموعة في كلمة أنيت أو نأيت, وهذا الحرف قد يكون مفتوحاً أو مضموماً. وحتى نعرف متى يكون مفتوحاً، ومتى يكون مضموماً فإننا ننظر إلى ماضي الفعل: فإن كان ماضيه رباعياً فإنه يكون مضموماً, كقولك: يقاتل؛ لأن ماضيه: قاتل: أما إذا كان ماضيه ثلاثياً أو خماسياً أو سداسياً فإنه يكون مفتوحاً، كأن تقول: يضرب، فإن ماضيه ضرب, ويضطرب، ماضيه اضطرب. وكذلك نقول مثلاً: إن الفرق بين يضرب ويُضرِب -بكسر الراء- هو أن الأول ماضيه ضَرَب، والثاني ماضيه أضرب. أما فعل الأمر: فهو ما دل على طلب وقوع الفعل من الفاعل مستقبلاً، بغير اقتران لام الأمر, كأن تقول: اجتهد، قم، تعلم, كل، اشرب، كما قال الله تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [مريم:26].

إعراب الفعل

إعراب الفعل

إعراب الفعل الماضي

إعراب الفعل الماضي أما حكم الفعل الماضي فالأصل فيه أنه يبنى على الفتح. تقول: جلس التلميذ في الفصل: جلس: فعل ماض مبني على الفتح. حضر المعلم: حضر: فعل ماض مبني على الفتح. شرب الطفل اللبن: شرب: فعل ماض مبني على الفتح. لكن له حالات يتغير فيها: الحالة الأولى: يبنى على الضم إذا اتصلت به واو الجماعة, نقول: جاء التلاميذ وقاموا للمعلم. قاموا: هنا الفعل (قام) فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. أيضاً تقول: جاء المدرسون ثم قعدوا, فالفعل (قعد) فعل ماض مبني على الضم؛ لأنه اتصل بواو الجماعة. الحالة الثانية: أنه يبنى على السكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرك, تقول: قمتُ قمتَ قمتِ، قمنا. وتقول: درست الكتاب, درس: فعل ماض مبني على السكون؛ لأنه اتصل بضمير رفع متحرك. قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة:253]، (فضل): فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.

إعراب الفعل المضارع

إعراب الفعل المضارع الفعل المضارع له ثلاث حالات: الحالة الأولى: هي الأصل فيه، أن يكون معرباً، بشرط ألا تتصل به نون النسوة أو نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة. تقول: يقوم زيد، يقوم: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. لن يقوم زيد، يقوم: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. لم يقم زيد، يقم: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه السكون. الحالة الثانية: يبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة, مثل: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ} [البقرة:233]. يرضع: فعل مضارع مبني على السكون؛ لأنه اتصل بنون النسوة. ومثل قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ} [البقرة:228]: يتربص: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. الحالة الثالثة للفعل المضارع: أنه يبنى على الفتح إذا باشرته نون التوكيد المخففة أو المثقلة, كما في قول الله تعالى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف:32]: ليسجنن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المثقلة. وهناك قيد أو شرط في أن يبنى على الفتح، وهو أن تباشره نون التوكيد المخففة أو المثقلة، فإن لم تباشره فلا يبنى على الفتح, بل يكون معرباً. مثال ذلك: (لتبلون) , في قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ} [آل عمران:186]. وأيضاً (تتبعان) في قوله: {وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [يونس:89]. وأيضاً (ترين) في قوله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنَ الْبَشَرِ} [مريم:26]، فمثلاً هذه الأفعال الثلاثة لا تبنى على الفتح، بل تكون معربة؛ لأن نون التوكيد ليست مباشرة لها.

إعراب فعل الأمر

إعراب فعل الأمر له حالات: الحالة الأولى: وهي الأصل في فعل الأمر, أنه يبنى على السكون. تقول: اذهب إلى المدرسة, قم فأجب، أو اجلس، أو اقعد؛ كل ذلك يبين أن الأصل في فعل الأمر أن يبنى على السكون. الحالة الثانية: إذا اتصل به حرف من حروف العلة -وهي: الألف، والواو، والياء- فإنه يبنى على حذف حرف العلة. كأن تقول: اخش ربك. أو كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اغز باسم الله، قاتل من كفر بالله). وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم لـ سعد: (ارم سعد)، بكسر الميم، حيث إن الكسرة تشير إلى حرف العلة المحذوف، وهو والياء. الحالة الثالثة: إذا كان من الأفعال الخمسة، أي: إذا اتصل به ألف الاثنين، أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة؛ فإنه يبنى على حذف النون، كأن تقول: قوموا إلى الصلاة: قوموا: فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، أو لأنه اتصل به واو الجماعة. التطبيقات: استخرج من الأمثلة التالية أي نوع من أنواع الأفعال، وبين حكمه: قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد:29]. وقال تعالى في الحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي). وقوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1]. وقال: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:34]. وقال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ} [النحل:125]. وقال تعالى: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [مريم:26]. قال تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا} [الكهف:23]. الإجابة: 1 - (آمنوا وعملوا): كل منهما فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. 2 - قسمت: قسم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك 3 - اقرأ: فعل أمر مبني على السكون؛ لأنه صحيح الآخر، أي: لم يتصل بآخره حرف من حروف العلة. 4 - واذكرن: فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. 5 - ادعُ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة. 6 - كلي، واشربي، وقري: كل منها فعل أمر مبني على حذف النون, لاتصاله بياء المخاطبة. 7 - في قول الله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا} [الكهف:23] , تقولن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد. قال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:1 - 5]. وقال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:1 - 6]. استخرج الأفعال الموجودة في السورتين؟ الإجابة: في سورة الفلق: 1 - قل: فعل أمر مبني على السكون. 2 - أعوذ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعة الضمة الظاهرة على آخره؛ لأنه لم يتصل بآخره شيء. 3 - خلق: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. أما في سورة الناس: 1 - قل: فعل أمر مبني على السكون. 2 - أعوذ: كما في سورة الفلق. 3 - يوسوس: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، لأنه لم يسبق بجازم ولا بناصب. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وجزاكم الله خيراً.

نواصب الفعل المضارع [1]

شرح المقدمة الآجرومية - نواصب الفعل المضارع [1] الفعل المضارع يعرب رفعاً ونصباً وجزماً، ويكون نصبه إذا سبقه ناصب، ومن أدوات النصب أن ولن وإذن.

نواصب الفعل المضارع

نواصب الفعل المضارع

نصب الفعل المضارع بأن

نصب الفعل المضارع بأن إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. الأصل في الفعل المضارع الإعراب، فيرفع إذا لم يسبقه ناصب ولا جازم، ويجزم إذا سبقه جازم، وينصب إذا سبقه ناصب. نواصب الفعل المضارع هي: أن، ولن، وإذاً، وكي، ولام التعليل، ولام الجحود، وحتى، والجواب بالفاء والواو، وأو: أولاً: (أن) حرف مصدر ونصب واستقبال. ومعنى أنها حرف مصدر، أي: تسبك مع الفعل الذي بعدها مصدراً مؤولاً، كما في قوله تعالى: ((يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ)) [النساء:28]، يعني: يريد الله التخفيف عنكم. يخفف: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. ولا تعمل (أن) عملها إلا بشروط، أهم هذه الشروط: ألا يسبقها فعل يدل على اليقين أو العلم الجازم، كقول الله تعالى: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا) [طه:89]، فهنا لا تعمل (أن) الناصبة، بل هي هنا (أن) المخففة من الثقيلة. أمثلة على أن: 1 - أريد أن أحسن السباحة: أحسن: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. 2 - أرجو أن يعتدلَ الجو: يعتدل: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. 3 - يسرني أن تزورنا: تزورَ: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. 4 - قال الله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء:82]: يغفرَ: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

نصب الفعل المضارع بلن

نصب الفعل المضارع بلن ثانياً: (لن): وهو حرف نفي ونصب واستقبال. وقولنا: استقبال، يعني: أنه ينقل دلالة الفعل المضارع من الحال إلى الاستقبال؛ لأن الفعل المضارع إما أن يدل على الحال وإما أن يدل على الاستقبال. فلن: تنفي الفعل، وتنصبه، وتحول المضارع من الحال إلى الاستقبال. أمثلة على (لن): 1 - قال تعالى: {وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} [الزخرف:39]: ينفعَ: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. 2 - قال تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92]. فهنا عندنا ناصبان: (لن) و (حتى)، لكن نترك (حتى)؛ لأن موضوعنا الآن في (لن)، فنقول: تنالوا: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. 3 - في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قال الله تعالى: يا عبادي! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني): تبلغوا: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. 4 - أقول: لن يبيع أبي حصانه: يبيع: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الكسرة الفتحة الظاهرة على آخره. 5 - لن يفوزَ الكسلان: يفوز: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه سبقه ناصب وهو لن. 6 - لن أضربَ الهر: أضرب: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ لأنه سبقه ناصب وهو لن. 7 - لن أكذبَ في الحديث: أكذب: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. 8 - محمدٌ لن يتأخرَ في الصباح: يتأخر: فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

نصب الفعل المضارع بإذا

نصب الفعل المضارع بإذاً ثالثاً: (إذا): وهي حرف جواب وجزاء ونصب واستقبال. وقولنا: حرف جواب وجزاء، يعني: أنها تكون جواباً لقول سابق. فمثلاً: إذا رأيت رجلاً له سمة طالب العلم يحمل فتح الباري وفتاوى ابن تيمية والذخيرة والمدونة والأم للشافعي، وقال: أنا سأجتهد في طلب العلم، فأنت تجيبه وتقول: إذاً تنجح. و (إذاً) تنصب الفعل المضارع، ولكن لا بد لها من شروط، وهذه الشروط فيها تفصيل، لكن نحن سنذكرها هنا بإيجاز: الشرط الأول: أن تكون في صدر الكلام، فلا يصح أن تنصب بها المضارع إذا كانت في وسط الكلام. الشرط الثاني: أن يكون الفعل الذي بعدها دالاً على الاستقبال لا على الحال. الشرط الثالث: ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم أو النداء أو (لا) النافية. الأمثلة على ذلك: 1 - قال لك رجل: سأزور مدينتك، فأنت بكرمك تقول: إذاً تقيمَ عندنا: فهنا توفرت الشروط حتى تعمل (إذاً)، فهي في صدر الكلام، ولا يوجد فاصل بينها وبين الفعل، وأيضاً الفعل بعدها يدل على الاستقبال. فنقول: تقيم: فعل مضارع منصوب بإذاً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. 2 - رجل من التجار قال: أنا سأنزل السوق وسأكون أميناً. فأجبته وقلت له: إذاً تربحَ تجارتك. تربحَ: فعل مضارع منصوب بإذاً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. 3 - أن يقول لك أحدهم: سأغلق النافذة، فتجيب عليه: إذاً يفسدَ الهواء. يفسدَ: فعل مضارع منصوب بإذاً، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. تدريبات: استخرج الفعل المضارع المنصوب، وأداة النصب، وبين علامة النصب من الأمثلة التالية: أولاً: قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص:17]. ثانياً: قال الله تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد:23]. ثالثاً: قال الله تعالى: (لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب:50]. رابعاً: قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء:28]. خامساً: قال الله تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} [طه:91]. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

نواصب الفعل المضارع [2]

شرح المقدمة الآجرومية - نواصب الفعل المضارع [2] يرفع الفعل المضارع إذا لم يسبقه ناصب ولا جازم، ونواصب الفعل المضارع كثيرة، منها: أن، ولن، وكي، وإذاً، ولام التعليل، ولام الجحود، وحتى، وفاء السببية، وواو المعية، وأو. فينصب الفعل المضارع إذا سُبق بأداة من هذه الأدوات بالفتحة إذا لم يتصل بآخره شيء، وبحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة.

تابع نواصب الفعل المضارع

تابع نواصب الفعل المضارع

نصب الفعل المضارع بكي

نصب الفعل المضارع بكي إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله, وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار, ثم أما بعد: الأصل في الفعل المضارع أنه مرفوع إن لم يسبقه ناصب ولا جازم. ونواصب الفعل المضارع هي: أن, ولن, وإذاً, وكي, ولام التعليل, ولام الجحود, وحتى, والجواب بالواو والفاء وأو. وكي أداة نصب للتعليل, وهي: حرف مصدري ووصل واستقبال, فهي تصل الفعل المضارع, تقول: جئت كي أتعلمَ فـ كي أداة ناصبة؛ والفعل المضارع بعدها منصوب بالفتحة. وأتعلم: فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والغالب في (كي) أنها تتصل بلام التعليل. والأمثلة على ذلك ما يلي: استقمْ كي تفلحَ, خرجتُ كي أتنزهَ, أتعلمُ كي أخدمَ الوطن. فإعراب أخدمَ: فعل مضارع منصوب بكي, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وفتحت نوافذ الغرفة كي يتجددَ هوائها: فإعراب يتجددَ: فعل مضارع منصوب بكي, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وهززت الشجرة كي يسقطَ ثمرها: فإعراب يسقط: فعل مضارع منصوب, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وجلس الولد كي يستريح. وقال تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد:23]: فتأسوا: فعل مضارع منصوب, وعلامة نصبه حذف النون. وقال تعالى: {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} [الأحزاب:37]: فإعراب يكونَ: فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص:17]: فإعراب أكون: فعل مضارع منصوب بلن, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء:28]: فإعراب (يخفف): فعل مضارع منصوب بأن, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وقال تعالى: ((لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ)) [طه:91]: فإعراب نبرح: فعل مضارع منصوب بلن, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

نصب الفعل المضارغ بلام التعليل

نصب الفعل المضارغ بلام التعليل ومن النواصب أيضاً لام التعليل: وهي تعمل عمل كي. قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل:44]. أي: المقصد في إنزال هذا الكتاب عليك؛ لتبين للناس هذه المجملات فتفسرها, أو المطلقات فتقيدها, أو العموم فتخصصه. فتبينَ: فعل مضارع, منصوب بلام التعليل, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. عندما تتكلم مع رجل جواد كريم فتقول: جئتُ لتكرمني, فإعراب تكرم: فعل مضارع, منصوب بلام التعليل, وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على آخره. قال بعض العلماء: اطلب العلم لتكون عالماً: فإعراب تكون: فعل مضارع, منصوب بلام التعليل, وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على آخره. واطلب الأدب ليكون لك أنيساً, فالمرء إذا كان مؤدباً فأنسه بأدبه يرقيه, والناس يحترمونه. فإعراب ليكون: فعل مضارع, منصوب بلام التعليل, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. واملئوا قلوبكم بالأقل لتعيشوا سعداء, وهذه الجملة أصلاً مستقاة من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه أن المسلم إذا أراد أن ينظر لأهل الدنيا فلينظر إلى من هو أدنى منه، حتى لا يزدري نعمة الله عليه, وإذا أراد أن ينظر إلى أهل الآخرة فلينظر إلى من هو أعلى منه لتعلو همته إلى رضا الله جل في علاه. فإعراب: لتعيشوا: فعل مضارع, منصوب بلام التعليل وعلامة النصب حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.

نصب الفعل المضارع بلام الجحود

نصب الفعل المضارع بلام الجحود ومن نواصب الفعل المضارع أيضاً: لام الجحود, وهي ناصبة، وتسمى لام الإنكار, ويؤتى بها لتأكيد النفي أو الإنكار, ويسبقها الفعل كان أو يكون, فإن سبقها الفعل كان فسيكون منفياً بما, وإن سبقت بالفعل يكون فسينفى بلم, قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال:33] فإعراب ليعذبهم: فعل مضارع, منصوب بلام الجحود, وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على آخره. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} [آل عمران:179] فإعراب ليذر: فعل مضارع منصوب بلام الجحود, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

نصب الفعل المضارع بفاء السببية

نصب الفعل المضارع بفاء السببية ومن نواصب الفعل المضارع أيضاً: فاء السببية: وهي تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها, وتكون مسبوقة بنفي أو طلب, والطلب أنواع: أمر أو نهي أو تمنٍّ أو رجاء أو استفهام. والفرق بين التمني والترجي أنَّ التمني يكون في أمر بعيد ومستحيل, والترجي يكون في أمر يسهل حصوله, وإن كان بعد عناء. والأمثلة على ذلك ما يلي: قول الشاعر الشايب العجوز عندما رأى امرأة صغيرة في السن فأحبها وأراد أن يتزوجها فذهب إليها فرفضته، فقال: لم رفضتني؟ فقيل له: لوجود الشيب فيك. فقال الرجل متضجراً ومتعباً ومتضايقاً من هذه الجارية حديثة السن: زعمتني شيخاً ولست بشيخٍ إنما الشيخ من يدب دبيباً فهو يعاتب المرأة كيف ترفضه على أنه شيخ, فجاءه ابنه فقال له: حق لها أن تفعل ذلك, لأنه قد وصل إليك الشيب, فلما أقر الرجل بالشيب قال: ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبرهَ بما فعل المشيب. (فأخبرَه) بالنصب. فالفاء السببية: تفيد أن ما قبلها سبب لما بعدها, وتكون مسبوقة بنفي أو طلب, والطلب أمر أو نهي أو استفهام أو تمنٍّ أو ترج. وكذلك: ما قصرت في السعي فأندمَ: فهو يبين أنه أخذ بالسبب فلذلك لا يندم. فإعراب أندم: فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة النصب الفتحة الظاهرة على آخره. وقال الله تعالى: {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا} [الإسراء:22] فإعراب تقعدَ: فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وأيضاً قال الله تعالى: {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه:81]: فيحلَّ: فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وكذلك إذا قلت لرجل تحبه وهو من أهل الكفر: أسلم فتدخلَ الجنة, فالإسلام سبب لدخول الجنة. وإعراب تدخل: فعل مضارع, منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وأيضاً قال الله تعالى حاكياً عن أهل الكفر وهم في النار يصطرخون: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} [الأعراف:53]: فإعراب يشفعوا: فعل مضارع, منصوب بفاء السببية, وعلامة النصب حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

نصب الفعل المضارع بواو المعية

نصب الفعل المضارع بواو المعية ومن النواصب أيضاً: واو المعية التي بمعنى مع, وتفيد أن حدوث ما بعدها مصاحب لحدوث ما قبلها, ويشترط فيها ما اشترط في الفاء, أن تكون مسبوقة بنفي أو طلب, والطلب هو: أمر أو نهي أو استفهام أو تمن أو ترج. ومن الأمثلة على ذلك: لن أنصح بشيء وأخالفه، معنى الكلام: لن أنصح أحداً بشيء مع مخالفتي لهذا الشيء، فهنا واو المعية, ولن أنصح بشيء وأخالفه, هذا نفي. وإعراب أخالف: فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وأيضاً من الأمثلة: رجل ينصح الناس ويعظهم ويرشدهم على الأخلاق الكريمة فيقول: لا تنه عن خلق وتفعل مثله: فإعراب تفعلَ: فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره, وهذا السياق نهي من الطلب. وكذلك: أيحسن إليك الصديق وتسيءُ إليه؟ وهذا السياق سياق الاستفهام الاستنكاري, فهو ينكر عليه إساءته في مقابل إحسانه إليه, فإعراب تسيء: فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

نصب الفعل المضارع بحتى

نصب الفعل المضارع بحتى ومن نواصب الفعل المضارع: حتى، وهي معضلة في اللغة العربية, حتى أن رجلاً حضَّر الدكتوراه في حتى, وقال: سأموت وفي نفسي شيء من حتى, أهي جارة أو ناصبة أو غير ذلك؟ وحتى هي للغاية أو للتعليل, وهي تنصب الفعل المضارع, قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} [البقرة:187]: يتبينَ: فعل مضارع منصوب بحتى, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وقال تعالى: {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} [طه:91] ومن قرأ يرجعُ فهذا خطأ فاحش, إذاً هي (يرجعَ) بالنصب، وإعراب يرجعَ: فعل مضارع منصوب بحتى, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وأيضاً: كن قوياً حتى تنتصرَ على أعدائك. فإعراب تنتصرَ: فعل مضارع منصوب بحتى، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

نصب الفعل المضارع بأو

نصب الفعل المضارع بأو وآخر النواصب للفعل المضارع: أو: وهي تنصب الفعل المضارع وتأتي بمعنيين: الأول بمعنى إلى، والثاني: بمعنى إلا. والأمثلة على الأول ما يلي: قولك لرجل أعطيته مالاً وكلما تقول له: أين مالي؟ يقول لك: أنا فقير ضعيف ما عندي مال, وأنت تعلم أن تجارته رائجة ورابحة وهو يماطلك، فأنت تقول له زجراً: لألزمنك أو تقضيني ديني: فـ (أو) هنا بمعنى إلى، أي: أنا لن أتركك, فإن كنت في البيت فأنا معك في البيت غريمك, أو في المسجد فلن أتركك إلى أن تعطيني مالي, أي: ديني. والمعنى الثاني: تأتي بمعنى إلا, تقول مثلاً: لأقتلن الكافر أو يسلم, فأو هنا بمعنى إلا: فإعراب يسلمَ: فعل مضارع منصوب بأو, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. والمعنى: سأكف عن المقاتلة إلا أن يسلم. فهذه هي نواصب الفعل المضارع.

تدريب عملي

تدريب عملي

تدريب العملي من سورة النبأ من آية 20 - 30

تدريب العملي من سورة النبأ من آية 20 - 30 التدريب العملي: سورة النبأ من الآية عشرين إلى الآية ثلاثين. قال الله تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلْطَّاغِينَ مَآبًا * لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ:21 - 30]. فاستخراج الأفعال المضارعة سواء كانت منصوبة أو مرفوعة من هذه الآيات فيما يلي: يذوقون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون, لأنه من الأفعال الخمسة. يرجون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. فلن نزيدكم, نزيد: فعل مضارع منصوب بلن, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تدريب العملي من سورة الطارق

تدريب العملي من سورة الطارق وكذلك سورة الطارق من أولها إلى آخرها. قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ * فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق:1 - 17]. فلينظر: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه السكون، منع من ظهوره الكسر العارض كراهية التقاء الساكنين. ويخرج: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ويكيدون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.

تدريب العملي من سورة الغاشية

تدريب العملي من سورة الغاشية وكذلك من سورة الغاشية من آية 1 - 9: قال الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} [الغاشية:1 - 9]. يسمن: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، لأنه لم يسبق بناصب ولا جازم. وتصلى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، منع من ظهورها التعذر. وتسقى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة. ويغُني: فعل مضارع مرفوع, وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.

تدريب العملي في سورة النصر

تدريب العملي في سورة النصر وكذلك في سورة إذا جاء نصر الله والفتح من أولها إلى آخرها. قال الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:1 - 3]. فـ (يدخلون): فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.

الجوازم التي تجزم فعلا واحدا [1]

شرح المقدمة الآجرومية - الجوازم التي تجزم فعلاً واحداً [1] جوازم الفعل المضارع قسمان: قسم يجزم فعلاً مضارعاً واحداً، وقسم يجزم فعلين، أما القسم الذي يجزم فعلاً مضارعاً واحداً فأدواته: لم، ولما، وألم، وألما، ولا الناهية، ولا الدعائية، ولام الأمر.

جوازم الفعل المضارع التي تجزم فعلا واحدا

جوازم الفعل المضارع التي تجزم فعلاً واحداً إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. جوازم الفعل المضارع قسمان: قسم يجزم فعلاً واحداً، والقسم الثاني: يجزم فعلين. أما القسم الأول: فأدوات تجزم فعلاً مضارعاً واحداً، وهي: لم وألم ولما وألما ولا الناهية ولام الأمر ولا الدعائية. لم: حرف يفيد نفي الفعل المضارع، وقلب الزمن الحاضر (المضارع) إلى الزمن الماضي، وهي جازمة. إذاً: لم: حرف نفي وجزم وقلب، والقلب معناه: أن يقلب زمن الفعل المضارع إلى الماضي. ومن الأمثلة قال تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:3]: يلد: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، وهذا في الفعل المضارع الذي يكون صحيح الآخر. وقولك: لم يخرج زيد أمس: يخرج: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. ومن أدوات الجزم للفعل المضارع: لما وهي: حرف نفي وجزم وقلب ومن كلام الذهبي وهو مشهور جداً: أراد أن يطير ولما يريش ما طلع ريشه حتى الآن، إن المغاث في أرضنا بستنصره، فجزم ونفى، فأداة الجزم لما: تنفي الفعل المضارع، وتقلب زمنه أيضاً إلى الماضي، ويستمر النفي بها إلى زمن المتكلم. فإذا قلت مثلاً: حان موعد وصول الطائرة ولما تصل، تصل: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه السكون، وكذلك قال تعالى: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} [ص:8] يذوقوا: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. فإذا كان الفعل من الأفعال الخمسة يحزم بحذف النون، وإذا كان صحيح الآخر يجزم بالسكون، وإذا كان معتل الآخر يجزم بحذف حرف العلة قال تعالى: {لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} [عبس:23]، يقضي: فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه حذف حرف العلة. الأدلة الثالثة من أدوات جزم الفعل المضارع: لام الأمر، وهي طلبية، أي: تدل على الطلب، ومن الأمثلة على ذلك: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} [الطلاق:7]، ينفق: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون. كذلك قال الناصح الأمين: ليف من وعد بوعده، يفِ: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة. ومن الأمثلة على ذلك: المعلم هو أفضل البشر؛ لأنه يعلم الناس كيف يتقربون إلى الله جل في علاه؟ وقد قال ابن عيينة: خير الناس الواسطة بين رب الناس وبين الناس، وقال الرجل مبيناً أن العلماء الذين يعلمون الناس يحتاجون إلى الإخلاص، فقال: ليخلص المعلمون، وليكونوا قدوة حسنة، يخلص: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون، يكونوا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. ومن الأدوات التي تجزم الفعل المضارع: (لا) الناهية، فهذا قيد يخرج (لا) النافية، يبقى لا النافية لا تعمل عمل (لا) الناهية، (لا) الناهية هي التي تجزم الفعل المضارع، ومن الأمثلة على ذلك: لا تندفع إلى قول تندم عليه، تندفع: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون. وقال الشاعر: لا تقربوا النيل إن لم تعملوا عملاً فماؤه العذب لم يخلق لكسلان تقربوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، تعملوا: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، يخلق: فعل مضارع أيضاً مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، ولا يصح أن تقول: مبني للمجهول؛ لأن الذي خلق الماء؟ هو الله. ومن الأدوات التي تجزم الفعل المضارع: لا الدعائية؛ لأنه لا يصح أن نقول: بالنهي بين المخلوق والخالق، فإنَّ النهي لا يكون إلا من الخالق للمخلوق، والنهي معناه طلب الكف على وجه اللزوم وعلى وجه الاستعلاء، يعني: من الأعلى إلى الأدنى. فبالدعاء أنت لا تنهى الله جل في علاه عن شيء، بل أنت تدعو الله وتتذلل وترجوه، كقول الله تعالى: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا} [البقرة:286]، تؤاخذ: فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون. وأيضاً قول الله تعالى نقلاً عن المؤمنين: ربنا لا تجعل {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر:10]، تجعل: فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون. وأيضاً قول الله تعالى حاكياً عن المؤمنين: ((ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا))، تجعلْ: فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون. ومن الأمثلة على ذلك: ربي لا تجعلني شقياً، تجعل: فعل مضارع مجزوم بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون؛ لأنه صحيح الآخر، والنون: نون الوقاية.

تطبيقات نحوية

تطبيقات نحوية المثال الأول: قولك: لا تتكبر على الناس فإن الكبر مهلكة. المثال الثاني: قال تعالى: {لا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:36]. المثال الثالث: اتق الله وارجع، لا تسْعَ في الشر واسْعَ في الخير. المثال الرابع: قول الله تعالى: {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص:77]. المثال الخامس: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النحل:116]. المثال الأول: تتكبر: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون؛ لأنه صحيح الآخر. المثال الثاني: قال الله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:36]، تقفُ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة؛ لأنه معتل الآخر. المثال الثالث: لا تسْعَ في الشر، تسْعَ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة؛ لأنه معتل الآخر. المثال الرابع: قال الله تعالى: {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص:77]، تنس: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه حذف حرف العلة؛ لأنه معتل الآخر. المثال الخامس: قال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} [النحل:116]، تقولوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. قال تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} [البقرة:154]: تقولوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. قال الله تعالى: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6]: تمنن: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون. قال الله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان:1]: يكن: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون. قال الله تعالى على لسان لقمان: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ} [لقمان:13]: تشرك: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون. قال الله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف:77]: ليقض: اللام لام الأمر، لكنها للرجاء والدعاء؛ لأنها من الأدنى إلى الأعلى. يقضِ: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة؛ لأنه معتل الآخر. قال الله تعالى على لسان المؤمنين: {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة:5]: تجعل: فعل مضارع بلا الدعائية وعلامة جزمه السكون. وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجوازم التي تجزم فعلين [2]

شرح المقدمة الآجرومية - الجوازم التي تجزم فعلين [2] من الجوازم ما يجزم فعلين، وهي أدوات الشرط الجازمة، فتجزم فعل الشرط وجواب الشرط.

أدوات الشرط الجازمة

أدوات الشرط الجازمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: فإن أدوات جزم الفعل المضارع على قسمين: القسم الأول: أدوات تجزم فعلاً واحداً، وهي: لم، وألم، ولما وألما، و (لا) الناهية، ولام الأمر والدعاء و (لا) الدعائية. والقسم الثاني: أدوات تجزم فعلين: فعل الشرط وجواب الشرط، وهي كثيرة، منها: إن الشرطية. و (من) وهي من الأسماء المبهمة الشرطية. و (ما) أيضاً من الأسماء، لكن الفرق بين (من) و (ما) أن من للعاقل، وما لغير العاقل. ومهما: من الأسماء المبهمة لغير العاقل. وأيان: اسم مكان يتضمن معنى الشرط. ومتى: اسم زمان يتضمن معنى الشرط. وأنى: اسم مكان يتضمن معنى الشرط. وحيثما: اسم مكان يتضمن معنى الشرط. وكيفما: اسم مبهم يتضمن معنى الشرط. وما: وأي: من الأسماء المبهمة التي تتضمن معنى الشرط. وإذا: اسم زمان أو ظرف زمان للمستقبل، لكن هذه لا تجزم في الضرورة الشعرية فقط. وكل هذه الأدوات تجزم فعلين: الأول: فعل الشرط، والثاني: جواب الشرط. وكلها أسماء ما عدا (إن) فإنها حرف.

أمثلة على أدوات الشرط الجازمة

أمثلة على أدوات الشرط الجازمة ومن الأمثلة عليها ما يلي: قال تعالى {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي} [الأعراف:178]. (يهد) فعل مضارع مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف حرف العلة. وقال تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [النساء:133]: إن: حرف شرط جازم. ويشأ: فعل مضارع مجزوم بإن الشرطية وعلامة جزمه السكون. يذهب: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون. وقال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ} [النساء:78]: (أينما) من الأسماء الشرطية التي تجزم فعلين. وتكونوا: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بأينما وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. ويدرك: أيضاً فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون. وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء:110]: تدعوا: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. وقال الله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء:123]. من: اسم شرط جازم يجزم فعلين. ويعمل: فعل مضارع مجزوم بمن الشرطية وعلامة جزمه السكون. يجز: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بحذف حرف العلة. وقال الله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة:197]: تفعلوا: فعل مضارع مجزوم بما وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. يعلم: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون. قال الله تعالى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:132]: تأتنا: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. وقال تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة:284]: تبدوا: فعل مضارع مجزوم بإن الشرطية وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. تخفوا: فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف، والمعطوف على مجزوم مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. يحاسب: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون. وقال الله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام:17]: يمسس: فعل مضارع مجزوم بإن الشرطية وعلامة جزمه السكون. وقال الله تعالى: {إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا} [الكهف:39]: (ترن) تر: فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والنون نون الوقاية، والياء حذفت تسهيلاً أو تخفيفاً. وقال تعالى: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} [آل عمران:115]: يفعلوا: فعل مضارع مجزوم بما وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. فلن يكفروه: الفاء واقعة في جواب الشرط، ولن: حرف نفي ونصب، ويكفروا: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون، والجملة في محل جزم جواب الشرط. وقال الله تعالى: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} [يوسف:77]: يسرق: فعل مضارع مجزوم بإن الشرطية وعلامة جزمه السكون. وقال تعالى: {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ} [النساء:74]: يقاتل: فعل مضارع مجزوم بمن الشرطية وعلامة جزمه السكون. فيقتل: الفاء عاطفة، ويقتل: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. أو يغلب: فعل مضارع معطوف على مجزوم فهو مجزوم. وقال تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} [النساء:78]. تصب: فعل مضارع مجزوم بإن الشرطية وعلامة جزمه السكون. ومن الأمثلة على الجوازم أيضاً: قال التلميذ لشيخه: كيفما تجلس أجلس. وقال تعالى: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا} [النساء:135]. وقال الله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} [التوبة:50]. وقال الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه} [الزلزلة:7]. ويقال: أينما تنزل أنزل: وتنزل: فعل مضارع مجزوم بأينما وعلامة جزمه السكون. وأنزل: فعل مضارع مجزوم. ويقال: كيفما تكن يكن قرينك: تكن: فعل مضارع مجزوم بكيفما وعلامة جزمه السكون. يكن: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون. ويقال: كيفما تجلس أجلس: تجلس: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. أجلس: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون. ويقال: أي امرئ يخدم أمته يخدم: يخدم: فعل مضارع مجزوم أيضاً بأداة الشرط (أي) وعلامة جزمه السكون. وقال الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه} [الزلزلة:7]: يعمل: فعل مضارع مجزوم بمن وعلامة جزمه السكون.

§1/1