شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة

اللالكائي

مقدمة المؤلف

[مقدمة المؤلف] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رَبِّ يَسِّرْ وَلَا تُعَسِّرْ حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّهَاوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَكَرِيَّا الطُّرَيْثِيثِيُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَكُمُ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ الْحَافِظُ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ الْحَقَّ وَأَوْضَحَهُ، وَكَشَفَ عَنْ سَبِيلِهِ وَبَيَّنَهُ، وَهَدَى مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ إِلَى طَرِيقِهِ، وَشَرَحَ بِهِ صَدْرَهُ، وَأَنْجَاهُ مِنَ الضَّلَالَةِ حِينَ أَشْفَا عَلَيْهَا، فَحَفِظَهُ وَعَصَمَهُ مِنَ الْفِتْنَةِ فِي دِينِهِ، فَأَنْقَذَهُ مِنْ مَهَاوِي الْهَلَكَةِ، وَأَقَامَهُ عَلَى سُنَنِ الْهُدَى وَثَبَّتَهُ، وَآتَاهُ الْيَقِينَ فِي اتِّبَاعِ رَسُولِهِ وَصَحَابَتِهِ وَوَفَّقَهُ، وَحَرَسَ قَلْبَهُ مِنْ وَسَاوِسِ الْبِدْعَةِ وَأَيَّدَهُ،

وَأَضَلَّ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ وَبَعَّدَهُ، وَجَعَلَ عَلَى قَلْبِهِ غِشَاوَةً، وَأَهْمَلَهُ فِي غَمْرَتِهِ سَاهِيًا، وَفِي ضَلَالَتِهِ لَاهِيًا، وَنَزَعَ مِنْ صَدْرِهِ الْإِيمَانَ، وَابْتَزَّ مِنْهُ الْإِسْلَامَ، وَتَيَّهَهُ فِي أَوْدِيَةِ الْحَيْرَةِ، وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ؛ لِيَبْلُغَ الْكِتَابُ فِيهِ أَجَلَهُ، وَيَتَحَقَّقَ الْقَوْلُ عَلَيْهِ بِمَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِهِ فِيهِ مِنْ قَبْلِ خَلْقِهِ لَهُ وَتَكْوِينِهِ إِيَّاهُ؛ لِيَعْلَمَ عِبَادُهُ أَنَّ إِلَيْهِ الدَّفْعَ وَالْمَنْعَ، وَبِيَدِهِ الضُّرَّ وَالنَّفْعَ، مِنْ غَيْرِ غَرَضٍ لَهُ فِيهِ، وَلَا حَاجَةٍ بِهِ إِلَيْهِ، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، إِذْ لَمْ يُطْلِعْ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا، وَلَا جَعَلَ السَّبِيلَ إِلَى عِلْمِهِ فِي خَلْقِهِ أَبَدًا، لَا الْمُحْسِنُ اسْتَحَقَّ الْجَزَاءَ مِنْهُ بِوَسِيلَةٍ سَبَقَتْ مِنْهُ إِلَيْهِ، وَلَا الْكَافِرُ كَانَ لَهُ جُرْمٌ أَوْ جَرِيرَةٌ حِينَ قَضَى وَقَدَّرَ النَّارَ عَلَيْهِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَهُ لِإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ أَلْهَمَهُ إِيَّاهَا، وَجَعَلَ مَوَارِدَهُ وَمَصَادِرَهُ نَحْوَهَا، وَمُتَقَلَّبَهُ وَمُتَصَرَّفَاتِهِ فِيهَا، وَكَدَّهُ وَجَهْدَهُ وَنَصَبَهُ عَلَيْهَا؛ لِيَتَحَقَّقَ وَعْدُهُ الْمَحْتُومُ، وَكِتَابُهُ الْمَخْتُومُ، وَغَيْبُهُ الْمَكْتُومُ، {وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ} [الشورى: 18] مِنْ رَبِّهِمْ، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة: 257] . وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ، الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُنْشِئُ وَيُقِيتُ وَيُبْدِئُ وَيُعِيدُ، شَهَادَةَ مُقِرٍّ بِعُبُودِيَّتِهِ، وَمُذْعِنٍ بِأُلُوهِيَّتِهِ، وَمُتَبَرِّئٍ عَنِ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ إِلَّا بِهِ،

أوجب ما على المرء

وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بَعَثَهُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ عَامَّةً؛ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ. [أَوْجَبُ مَا عَلَى الْمَرْءِ] أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَوْجَبَ مَا عَلَى الْمَرْءِ مَعْرِفَةُ اعْتِقَادِ الدِّينِ، وَمَا كَلَّفَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ مِنْ فَهْمِ تَوْحِيدِهِ وَصِفَاتِهِ وَتَصْدِيقِ رُسُلِهِ بِالدَّلَائِلِ وَالْيَقِينِ، وَالتَّوَصُّلِ إِلَى طُرُقِهَا وَالِاسْتِدْلَالِ عَلَيْهَا بِالْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ. وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ مَقُولٍ، وَأَوْضَحِ حُجَّةٍ وَمَعْقُولٍ: كِتَابُ اللَّهِ الْحَقُّ الْمُبِينُ. ثُمَّ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَحَابَتِهِ الْأَخْيَارِ الْمُتَّقِينَ. ثُمَّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُونَ. ثُمَّ التَّمَسُّكُ بِمَجْمُوعِهَا وَالْمُقَامُ عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. ثُمَّ الِاجْتِنَابُ عَنِ الْبِدَعِ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَيْهَا مِمَّا أَحْدَثَهَا الْمُضِلُّونَ. [مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ] فَهَذِهِ الْوَصَايَا الْمَوْرُوثَةُ الْمَتْبُوعَةُ، وَالْآثَارُ الْمَحْفُوظَةُ الْمَنْقُولَةُ، وَطَرَايِقُ الْحَقِّ الْمَسْلُوكَةُ، وَالدَّلَائِلُ اللَّايِحَةُ الْمَشْهُورَةُ، وَالْحُجَجُ الْبَاهِرَةُ الْمَنْصُورَةُ الَّتِي عَمِلَتْ عَلَيْهَا: الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ. وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ خَاصَّةِ النَّاسِ وَعَامَّتِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاعْتَقَدُوهَا حُجَّةً فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

نجاة المتبعين وهلاك المعرضين

ثُمَّ مَنِ اقْتَدَى بِهِمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ، وَاقْتَفَى آثَارَهُمْ مِنَ الْمُتَّبِعِينَ، وَاجْتَهَدَ فِي سُلُوكِ سَبِيلِ الْمُتَّقِينَ، وَكَانَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ. [نَجَاةُ الْمُتَّبِعِينَ وَهَلَاكُ الْمُعْرِضِينَ] فَمَنْ أَخَذَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَحَجَّةِ، وَدَاوَمَ بِهَذِهِ الْحُجَجِ عَلَى مِنْهَاجِ الشَّرِيعَةِ؛ أَمِنَ فِي دِينِهِ التَّبِعَةَ فِي الْعَاجِلَةِ وَالْآجِلَةِ، وَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصَامَ لَهَا، وَاتَّقَى بِالْجُنَّةِ الَّتِي يُتَّقَى بِمِثْلِهَا؛ لِيَتَحَصَّنَ بِجِملتِهَا، وَيَسْتَعْجِلَ بَرَكَتَهَا، وَيَحْمَدَ عَاقِبَتَهَا فِي الْمَعَادِ وَالْمَآبِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا وَابْتَغَى الْحَقَّ فِي غَيْرِهَا مِمَّا يَهْوَاهُ، أَوْ يَرُومُ سِوَاهَا مِمَّا تَعَدَّاهُ؛ أَخْطَأَ فِي اخْتِيَارِ بُغْيَتِهِ وَأَغْوَاهُ، وَسَلَكَهُ سَبِيلَ الضَّلَالَةِ، وَأَرَدْاهُ فِي مَهَاوِي الْهَلَكَةِ فِيمَا يَعْتَرِضُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ بِضَرْبِ الْأَمْثَالِ وَدَفْعِهِمَا بِأَنْوَاعِ الْمِحَالِ وَالْحَيْدَةِ عَنْهُمَا بِالْقِيلِ وَالْقَالِ، مِمَّا لَمْ يُنَزِّلِ اللَّهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ، وَلَا عَرَفَهُ أَهْلُ التَّأْوِيلِ وَاللِّسَانِ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ عَاقِلٍ بِمَا يَقْتَضِيهِ مِنْ بُرْهَانٍ، وَلَا انْشَرَحَ لَهُ صَدْرُ مُوَحِّدٍ عَنْ فِكْرٍ أَوْ عِيَانٍ، فَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ، وَأَحَاطَ بِهِ الْخِذْلَانُ، وَأَغْوَاهُ بِعِصْيَانِ

نتائج تحكيم العقل في أمور الشريعة

الرَّحْمَنِ، حَتَّى كَابَرَ نَفْسَهُ بِالزُّورِ وَالْبُهْتَانِ. [نَتَائِجُ تَحْكِيمِ الْعَقْلِ فِي أُمُورِ الشَّرِيعَةِ] فَهُوَ دَائِبُ الْفِكْرِ فِي تَدْبِيرِ مَمْلَكَةِ اللَّهِ بِعَقْلِهِ الْمَغْلُوبِ، وَفَهْمِهِ الْمَقْلُوبِ، بِتَقْبِيحِ الْقَبِيحِ مِنْ حَيْثُ وَهِمَهُ، أَوْ بِتَحْسِينِ الْحَسَنِ بِظَنِّهِ، أَوْ بِانْتِسَابِ الظُّلْمِ وَالسَّفَهِ مِنْ غَيْرِ بَصِيرَةٍ إِلَيْهِ، أَوْ بِتَعْدِيلِهِ تَارَةً كَمَا يَخْطِرُ بِبَالِهِ، أَوْ بِتَجْوِيرِهِ أُخْرَى كَمَا يُوَسْوِسُهُ شَيْطَانُهُ، أَوْ بِتَعْجِيزِهِ عَنْ خَلْقِ أَفْعَالِ عِبَادِهِ، أَوْ بِأَنْ يُوجِبَ حُقُوقًا لِعَبِيدِهِ عَلَيْهِ قَدْ أَلْزَمَهُ إِيَّاهُ بِحُكْمِهِ لِجَهْلِهِ بِعَظِيمِ قَدْرِهِ، وَأَنَّهُ تَعَالَى لَا تَلْزَمُهُ الْحُقُوقُ، بَلْ لَهُ الْحُقُوقُ اللَّازِمَةُ وَالْفُرُوضُ الْوَاجِبَةُ عَلَى عَبِيدِهِ، وَأَنَّهُ الْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِمْ بِكَرَمِهِ وَإِحْسَانِهِ. وَلَوْ رَدَّ الْأُمُورَ إِلَيْهِ وَرَأَى تَقْدِيرَهَا مِنْهُ وَجَعَلَ لَهُ الْمَشِيئَةَ فِي مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْ خَالِقًا غَيْرَهُ مَعَهُ، وَأَذْعَنَ لَهُ؛ كَانَ قَدْ سَلِمَ مِنَ الشِّرْكِ وَالِاعْتِرَاضِ عَلَيْهِ.

فَهُوَ رَاكِضٌ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ فِي الرَّدِّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ - رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالطَّعْنِ عَلَيْهِمَا، أَوْ مُخَاصِمًا بِالتَّأْوِيلَاتِ الْبَعِيدَةِ فِيهِمَا، أَوْ مُسَلِّطًا رَأْيَهُ عَلَى مَا لَا يُوَافِقُ مَذْهَبَهُ بِالشُّبُهَاتِ الْمُخْتَرَعَةِ الرَّكِيكَةِ، حَتَّى يَتَّفِقَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى مَذْهَبِهِ، وَهَيْهَاتَ أَنْ يَتَّفِقَ. وَلَوْ أَخَذَ سَبِيلَ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَلَكَ مَسْلَكَ الْمُتَّبِعِينَ، لَبَنَى مَذْهَبَهُ عَلَيْهِمَا وَاقْتَدَى بِهِمَا، وَلَكِنَّهُ مَصْدُودٌ عَنِ الْخَيْرِ مَصْرُوفٌ. فَهَذِهِ حَالَتُهُ إِذَا نَشِطَ لِلْمُحَاوَرَةِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. فَأَمَّا إِذَا رَجَعَ إِلَى أَصْلِهِ وَمَا بَنَى بِدْعَتَهُ عَلَيْهِ، اعْتَرَضَ عَلَيْهِمَا بِالْجُحُودِ وَالْإِنْكِارِ، وَضَرَبَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ مِنْ غَيْرِ اسْتِبْصَارٍ، وَاسْتَقْبَلَ أَصْلَهُمَا بِبُهْتِ الْجَدَلِ وَالنَّظَرِ مِنْ غَيْرِ افْتِكَارٍ، وَأَخَذَ فِي الْهَزْوِ وَالتَّعَجُّبِ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارٍ، اسْتِهْزَاءً بِآيَاتِ اللَّهِ وَحِكْمَتِهِ، وَاجْتِرَاءً عَلَى دِينِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسُنَّتِهِ، وَقَابَلَهُمَا بِرَأْيِ النَّظَّامِ وَالْعَلَّافِ

جهل المعتزلة بالكتاب والسنة

وَالْجُبَّائِيِّ وَابْنِهِ الَّذِينَ هُمْ قَلَدَةُ دِينِهِ. [جَهْلُ الْمُعْتَزِلَةِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ] (جَهْلُ الْمُعْتَزِلَةِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ) قَوْمٌ لَمْ يَتَدَيَّنُوا بِمَعْرِفَةِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فِي تِلَاوَةٍ أَوْ دِرَايَةٍ، وَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي مَعْنَى آيَةٍ فَفَسَّرُوهَا أَوْ تَأَوَّلُوهَا عَلَى مَعْنَى اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ مِنْ صَالِحِ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ إِلَّا عَلَى مَا أَحْدَثُوا مِنْ آرَائِهِمُ الْحَدِيثَةِ، وَلَا اغْبَرَّتْ أَقْدَامُهُمْ فِي طَلَبِ سُنَّةٍ، أَوْ عَرَفُوا مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ مَسْأَلَةً. فَيَعُدُّ رَأْيَ هَؤُلَاءِ حِكْمَةً وَعِلْمًا وَحُجَجًا وَبَرَاهِينَ، وَيَعُدُّ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ حَشْوًا وَتَقْلِيدًا، وَحَمَلَتُهَا

موقف المعتزلة من السنة والجماعة

جُهَّالًا وَبُلْهًا - ذَلِكَ - ظُلْمًا وَعُدْوَانًا وَتَحَكُّمًا وَطُغْيَانًا. ثُمَّ تَكْفِيرُهُ للْمُسْلِمِينَ بِقَوْلِ هَؤُلَاءِ، إِذْ لَا حُجَّةَ عِنْدَهُمْ بِتَكْفِيرِ الْأُمَّةِ إِلَّا مُخَالَفَتُهُمْ قَوْلَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ خَطَؤُهُمْ فِي كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ، وَإِنَّمَا وَجْهُ خَطَئِهِمْ عِنْدَهُمْ إِعْرَاضُهُمْ عَمَّا نَصَبُوا مِنْ آرَائِهِمْ لِنُصْرَةِ جَدَلِهِمْ، وَتَرْكِ اتِّبَاعِهِمْ لِمَقَالَتِهِمْ، وَاسْتِحْسَانِهِمْ لِمَذَاهِبِهِمْ، فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الحج: 8] . [مَوْقِفُ الْمُعْتَزِلَةِ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ] (مَوْقِفُ الْمُعْتَزِلَةِ مِنَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ) ثُمَّ مَا قَذَفُوا بِهِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ التَّقْلِيدِ وَالْحَشْوِ. وَلَوْ كُشِفَ لَهُمْ عَنْ حَقِيقَةِ مَذَاهِبِهِمْ كَانَتْ أُصُولُهُمُ الْمُظْلِمَةُ، وَآرَاؤُهُمُ الْمُحْدَثَةُ، وَأَقَاوِيلُهُمُ الْمُنْكَرَةُ، كَانَتْ بِالتَّقْلِيدِ أَلْيَقَ، وَبِمَا انْتَحَلُوهَا مِنَ الْحَشْوِ أَخْلَقَ، إِذْ لَا إِسْنَادَ لَهُ فِي تَمَذْهُبِهِ إِلَى شَرْعٍ سَابِقٍ، وَلَا اسْتِنَادَ لِمَا يَزْعُمُهُ إِلَى قَوْلِ سَلَفِ الْأُمَّةِ بِاتِّفَاقِ مُخَالِفٍ أَوْ مُوَافِقٍ. إِذْ فَخْرُهُ عَلَى مُخَالِفِيهِ بِحِذْقِهِ، وَاسْتِخْرَاجُ مَذَاهِبِهِ بِعَقْلِهِ وَفِكْرِهِ مِنَ الدَّقَائِقِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى بِدْعَتِهِ إِلَّا مُنَافِقٌ مَارِقٌ أَوْ مُعَانِدٌ لِلشَّرِيعَةِ مُشَاقِقٌ، فَلَيْسَ بِحَقِيقٍ مَنْ هَذِهِ أُصُولُهُ أَنْ يَعِيبَ عَلَى مَنْ تَقَلَّدَ كِتَابَ اللَّهِ

وَسُنَّةَ رَسُولِهِ، وَاقْتَدَى بِهِمَا، وَأَذْعَنَ لَهُمَا، وَاسْتَسْلَمَ لِأَحْكَامِهِمَا، وَلَمْ يَعْتَرِضْ عَلَيْهِمَا بِظَنٍّ أَوْ تَخَرُّصٍ، وَاسْتِحَالَةٍ: أَنْ يَطْعَنَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ أَقْوَمُ، وَإِلَى سُبُلِ الرَّشَادِ أَهْدَى وَأَعْلَمُ، وَبِنُورِ الِاتِّبَاعِ أَسْعَدُ، وَمِنْ ظُلْمَةِ الِابْتِدَاعِ وَتَكَلُّفِ الِاخْتِرَاعِ أَبْعَدُ وَأَسْلَمُ مِنَ الَّذِي لَا يُمْكِنُهُ التَّمَسُّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ إِلَّا مُتَأَوِّلًا، وَلَا الِاعْتِصَامُ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا مُنْكِرًا أَوْ مُتَعَجِّبًا، وَلَا الِانْتِسَابُ إِلَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِينَ إِلَّا مُتَمَسْخِرًا مُسْتَهْزِيًا، لَا شَيْءَ عِنْدَهُ إِلَّا مَضْغُ الْبَاطِلِ وَالتَّكَذُّبُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ. وَإِنَّمَا دِينُهُ الضَّجَاجُ وَالْبَقْبَاقُ وَالصِّيَاحُ وَاللَّقْلَاقُ، قَدْ نَبَذَ قِنَاعَ الْحَيَاءِ وَرَاءَهُ، وَأَدْرَعَ سِرْبَالَ السَّفَهِ فَاجْتَابَهُ، وَكَشَفَ بِالْخَلَاعَةِ رَأْسَهُ، وَتَحَمَّلَ أَوْزَارَهُ وَأَوْزَارَ مَنْ أَضَلَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ، فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 12] .

فشل العقائد المبتدعة أمام عقيدة أهل السنة والجماعة

فَهُوَ فِي كَيْدِ الْإِسْلَامِ وَصَدِّ أَهْلِهِ عَنْ سَبِيلِهِ، وَنَبْذِ أَهْلِ الْحَقِّ بِالْأَلْقَابِ أَنَّهُمْ مُجَبِّرَةٌ، وَرَمْيِ أُولِي الْفَضْلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ بِقِلَّةِ بَصِيرَةٍ، وَالتَّشْنِيعِ عِنْدَ الْجُهَّالِ بِالْبَاطِلِ، وَالتَّعَدِّي عَلَى الْقُوَّامِ بِحُقُوقِ اللَّهِ وَالذَّابِّينَ عَنْ سُنَّتِهِ وَدِينِهِ، فَهُمْ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِحَرْبِ أَوْلِيَائِهِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. [فَشَلُ الْعَقَائِدِ الْمُبْتَدَعَةِ أَمَامَ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ] (فَشَلُ الْعَقَائِدِ الْمُبْتَدَعَةِ أَمَامَ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ) ثُمَّ إِنَّهُ مِنْ حِينِ حَدَثَتْ هَذِهِ الْآرَاءُ الْمُخْتَلِفَةُ فِي الْإِسْلَامِ، وَظَهَرَتْ هَذِهِ الْبِدَعُ مِنْ قَدِيمِ الْأَيَّامِ، وَفَشَتْ فِي خَاصَّةِ النَّاسِ وَالْعَوَامِّ، وَأُشْرِبَتْ قُلُوبُهُمْ حُبَّهَا، حَتَّى خَاصَمُوا فِيهَا بِزَعْمِهِمْ تَدَيُّنًا أَوْ تَحَرُّجًا مِنَ الْآثَارِ، لَمْ تَرَ دَعْوَتَهُمُ انْتَشَرَتْ فِي عَشَرَةٍ مِنْ مَنَابِرِ الْإِسْلَامِ مُتَوَالِيَةٍ، وَلَا أَمْكَنَ أَنْ تَكُونَ كَلِمَتُهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَالِيَةً، أَوْ مَقَالَتُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ظَاهِرَةً، بَلْ كَانَتْ دَاحِضَةً وَضِيعَةً مَهْجُورَةً، وَكَلِمَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ ظَاهِرَةٌ، وَمَذَاهِبُهُمْ كَالشَّمْسِ نَائِرَةٌ، وَنُصُبُ الْحَقِّ زَاهِرَةٌ، وَأَعْلَامُهَا بِالنَّصْرِ مَشْهُورَةٌ، وَأَعْدَاؤُهَا بِالْقَمْعِ مَقْهُورَةٌ، يُنْطَقُ بِمَفَاخِرِهَا عَلَى أَعْوَادِ الْمَنَابِرِ، وَتُدَوَّنُ مَنَاقِبُهَا فِي الْكُتُبِ وَالدَّفَاتِرِ، وَتُسْتَفْتَحُ بِهَا الْخُطَبُ وَتُخْتَمُ، وَيُفْصَلُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَيُحْكَمُ، وَتُعْقَدُ عَلَيْهَا الْمَجَالِسُ وَتُبْرَمُ، وَتَظْهَرُ عَلَى الْكَرَاسِيِّ وَتُدَرَّسُ وَتُعَلَّمُ. وَمَقَالَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ لَمْ تَظْهَرْ إِلَّا بِسُلْطَانٍ قَاهِرٍ، أَوْ بِشَيْطَانٍ مُعَانِدٍ فَاجِرٍ، يُضِلُّ النَّاسَ خَفِيًّا بِبِدْعَتِهِ، أَوْ

بداية ظهور البدع

يَقْهَرُ ذَاكَ بِسَيْفِهِ وَسَوْطِهِ، أَوْ يَسْتَمِيلُ قَلْبَهُ بِمَالِهِ لِيُضِلَّهُ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ؛ حَمِيَّةً لِبِدْعَتِهِ، وَذَبًّا عَنْ ضَلَالَتِهِ؛ لِيَرُدَّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، وَيَفْتِنَهُمْ عَنْ أَدْيَانِهِمْ بَعْدَ أَنِ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَدَخَلُوا فِي دِينِهِمَا رغْبَةً أَوْ قَهْرًا، حَتَّى كَمُلَتِ الدَّعْوَةُ، وَاسْتَقَرَّتِ الشَّرِيعَةُ. [بِدَايَةُ ظُهُورِ الْبِدَعِ] فَلَمْ تَزَلِ الْكَلِمَةُ مُجْتَمِعَةً وَالْجَمَاعَةُ مُتَوَافِرَةً عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ الْأُوَلِ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ، حَتَّى نَبَغَتْ نَابِغَةٌ بِصَوْتٍ

ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام

غَيْرِ مَعْرُوفٍ، وَكَلَامٍ غَيْرِ مَأْلُوفٍ فِي أَوَّلِ إِمَارَةِ الْمَرْوَانِيَّةِ فِي الْقَدَرِ وَتَتَكَلَّمُ فِيهِ، حَتَّى سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَرَوَى لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْخَبَرَ بِإِثْبَاتِ الْقَدَرِ وَالْإِيمَانِ بِهِ، وَحَذَّرَ مِنْ خِلَافِهِ، وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ مِمَّنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا أَوِ اعْتَقَدَهُ بَرِيءٌ مِنْهُ وَهُمْ بُرَءَاءُ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ عُرِضَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَغَيْرِهِمَا، فَقَالَا لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، وَسَنَذْكُرُ هَذِهِ الْأَقَاوِيلَ بِأَسَانِيدِهَا وَأَلْفَاظِهَا فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي تَقْتَضِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. [مَا تَعَرَّضَتْ لَهُ الْقَدَرِيَّةُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْحُكَّامِ] ثُمَّ انْطَمَرَتْ هَذِهِ الْمَقَالَةُ، وَانْجَحَرَ مَنْ أَظْهَرَهَا فِي جُحْرِهِ، وَصَارَ مَنِ اعْتَقَدَهَا جَلِيسَ مَنْزِلِهِ، وَخَبَّأَ نَفْسَهُ فِي السِّرْدَابِ كَالْمَيِّتِ فِي قَبْرِهِ؛ خَوْفًا مِنَ الْقَتْلِ وَالصَّلْبِ وَالنَّكَالِ وَالسَّلْبِ مِنْ طَلَبِ الْأَئِمَّةِ لَهُمْ؛ لِإِقَامَةِ حُدُودِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِمْ، وَقَدْ أَقَامُوا فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ، وَنَذْكُرُ فِي مَوَاضِعِهِ أَسَامِيَهُمْ، وَحَثَّ الْعُلَمَاءِ عَلَى طَلَبِهِمْ، وَأَمَرُوا الْمُسْلِمِينَ بِمُجَانَبَتِهِمْ، وَنَهَوْهُمْ عَنْ مُكَالَمَتِهِمْ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَيْهِمْ وَالِاخْتِلَاطِ بِهِمْ؛ لِسَلَامَةِ أَدْيَانِهِمْ، وَشَهَّرُوهُمْ عِنْدَهُمْ بِمَا انْتَحَلُوا مِنْ آرَائِهِمُ الْحَدِيثَةِ، وَمَذَاهِبِهِمُ الْخَبِيثَةِ؛ خَوْفًا مِنْ مَكْرِهِمْ أَنْ يُضِلُّوا مُسْلِمًا عَنْ دِينِهِ بِشُبْهَةٍ وَامْتِحَانٍ، أَوْ بِزُخْرُفِ قَوْلٍ مِنْ لِسَانٍ، وَكَانَتْ حَيَاتُهُمْ كَوَفَاةٍ،

ظهور الاتجاه العقلي

وَأَحْيَاؤُهُمْ عِنْدَ النَّاسِ كَالْأَمْوَاتِ، الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ فِي رَاحَةٍ، وَأَدْيَانُهُمْ فِي سَلَامَةٍ، وَقُلُوبُهُمْ سَاكِنَةٌ، وَجَوَارِحُهُمْ هَادِيَةٌ، وَهَذَا حِينَ كَانَ الْإِسْلَامُ فِي نَضَارَةٍ، وَأُمُورُ الْمُسْلِمِينَ فِي زِيَادَةٍ. [ظُهُورُ الِاتِّجَاهِ الْعَقْلِيِّ] فَمَضَتْ عَلَى هَذِهِ الْقُرُونِ مَاضُونَ، الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، حَتَّى ضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَاتِهِ، وَأَبْدَى مِنْ نَفْسِهِ حَدَثَاتِهِ، وَظَهَرَ قَوْمٌ أَجْلَافٌ زَعَمُوا أَنَّهُمْ لِمَنْ قَبْلَهُمْ أَخْلَافٌ، وَادَّعَوْا أَنَّهُمْ أَكْبَرُ مِنْهُمْ فِي الْمَحْصُولِ، وَفِي حَقَائِقِ الْمَعْقُولِ، وَأَهْدَى إِلَى التَّحْقِيقِ، وَأَحْسَنُ نَظَرًا مِنْهُمْ فِي التَّدْقِيقِ، وَأَنَّ الْمُتَقَدِّمِينَ تَفَادَوْا مِنَ النَّظَرِ لِعَجْزِهِمْ، وَرَغِبُوا عَنْ مُكَالَمَتِهِمْ لِقِلَّةِ فَهْمِهِمْ، وَأَنَّ نُصْرَةَ مَذْهَبِهِمْ فِي الْجِدَالِ مَعَهُمْ، حَتَّى أَبْدَلُوا مِنَ الطَّيِّبِ خَبِيثًا، وَمِنَ الْقَدِيمِ حَدِيثًا، وَعَدَلُوا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَوْجَبَ عَلَيْهِ دَعْوَةَ الْخَلْقِ إِلَيْهِ، وَامْتَنَّ عَلَى عِبَادِهِ إِتْمَامَ نِعْمَتِهِ عَلَيْهِمْ بِالْهِدَايَةِ إِلَى سَبِيلِهِ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} [البقرة: 231] فَوَعَظَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عِبَادَهُ بِكِتَابِهِ، وَحَثَّهُمْ عَلَى اتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِهِ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125] لَا بِالْجِدَالِ وَالْخُصُومَةِ، فَرَغِبُوا عَنْهُمَا وَعَوَّلُوا عَلَى غَيْرِهِمَا، وَسَلَكُوا بِأَنْفُسِهِمْ مَسْلَكَ الْمُضِلِّينَ،

وَخَاضُوا مَعَ الْخَايِضِينَ، وَدَخَلُوا فِي مَيْدَانِ الْمُتَحَيِّرِينَ، وَابْتَدَعُوا مِنَ الْأَدِلَّةِ مَا هُوَ خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ رَغْبَةً لِلْغَلَبَةِ وَقَهْرِ الْمُخَالِفِينَ لِلْمَقَالَةِ. ثُمَّ اتَّخَذُوهَا دِينًا وَاعْتِقَادًا بَعْدَ مَا كَانَتْ دَلَايِلَ الْخُصُومَاتِ وَالْمُعَارَضَاتِ، وَضَلَّلُوا مَنْ لَا يَعْتَقِدُ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَتَسَمَّوْا بِالسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَمَنْ خَالَفَهُمْ وَسَمُوهُ بِالْجَهْلِ وَالْغَبَاوَةِ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قَدَمٌ فِي مَعْرِفَةِ السُّنَّةِ، وَلَمْ يَسْعَ فِي طَلَبِهَا؛ لِمَا يَلْحَقُهُ فِيهَا مِنَ الْمَشَقَّةِ، وَطَلَبَ لِنَفْسِهِ الدَّعَةَ وَالرَّاحَةَ، وَاقْتَصَرَ عَلَى اسْمِهِ دُونَ رَسْمِهِ لِاسْتِعْجَالِ الرِّيَاسَةِ، وَمَحَبَّةِ اشْتِهَارِ الذِّكْرِ عِنْدَ الْعَامَّةِ، وَالتَّلَقُّبِ بِإِمَامَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَجَعَلَ دَأْبَهُ الِاسْتِخْفَافَ بِنَقَلَةِ الْأَخْبَارِ، وَتَزْهِيدَ النَّاسِ أَنْ يَتَدَيَّنُوا بِالْآثَارِ؛ لِجَهْلِهِ بِطُرُقِهَا، وَصُعُوبَةِ الْمَرَامِ بِمَعْرِفَةِ مَعَانِيهَا، وَقُصُورِ فَهْمِهِ عَنْ مَوَاقِعِ الشَّرِيعَةِ مِنْهَا، وَرُسُومِ التَّدَيُّنِ بِهَا، حَتَّى عَفَتْ رُسُومُ الشَّرَائِعِ الشَّرِيفَةِ، وَمَعَانِي الْإِسْلَامِ الْقَدِيمَةُ، وَفُتِحَتْ دَوَاوِينُ الْأَمْثَالِ وَالشُّبَهِ، وَطُوِيَتْ دَلَايِلُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَانْقَرَضَ مَنْ كَانَ يَتَدَيَّنُ بِحُجَجِهَا؛ لِلْأَخْذِ بِالثِّقَةِ، وَيتَّمَسَّكُ بِهِمَا لِلضِّنَّةِ، وَيَصُونُ سَمْعَهُ عَنْ هَذِهِ الْبِدَعِ

نتائج مناظرة المبتدعة

الْمُحْدَثَةِ، وَصَارَ كُلُّ مَنْ أَرَادَ صَاحِبَ مَقَالَةٍ وَجَدَ عَلَى ذَلِكَ الْأَصْحَابَ وَالْأَتْبَاعَ، وَتَوَهَّمَ أَنَّهُ ذَاقَ حَلَاوَةَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ بِنِفَاقِ بِدْعَتِهِ، وَكَلَّا أَنَّهُ كَمَا ظَنَّهُ أَوْ خَطَرَ بِبَالِهِ، إِذْ أَهْلُ السُّنَّةِ لَا يَرْغَبُونَ عَنْ طَرَايِقِهِمْ مِنَ الِاتِّبَاعِ وَإِنْ نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ، وَلَا يَسْتَوْحِشُونَ لِمُخَالَفَةِ أَحَدٍ بِزُخْرُفِ قَوْلٍ مِنْ غُرُورٍ، أَوْ بِضَرْبِ أَمْثَالٍ زُورٍ. [نَتَائِجُ مُنَاظَرَةِ الْمُبْتَدِعَةِ] فَمَا جُنِيَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ جِنَايَةٌ أَعْظَمُ مِنْ مُنَاظَرَةِ الْمُبْتَدِعَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ قَهْرٌ وَلَا ذُلٌّ أَعْظَمَ مِمَّا تَرَكَهُمُ السَّلَفُ عَلَى تِلْكَ الْجُمْلَةِ يَمُوتُونَ مِنَ الْغَيْظِ كَمَدًا وَدَرَدًا، وَلَا يَجِدُونَ إِلَى إِظْهَارِ بِدْعَتِهِمْ سَبِيلًا، حَتَّى جَاءَ الْمَغْرُورُونَ فَفَتَحُوا لَهُمْ إِلَيْهَا طَرِيقًا، وَصَارُوا لَهُمْ إِلَى هَلَاكِ الْإِسْلَامِ دَلِيلًا، حَتَّى كَثُرَتْ بَيْنَهُمُ الْمُشَاجَرَةُ، وَظَهَرَتْ دَعْوَتُهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ، وَطَرَقَتْ أَسْمَاعَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَرَفَهَا مِنَ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، حَتَّى تَقَابَلَتِ الشُّبَهُ فِي الْحُجَجِ، وَبَلَغُوا مِنَ التَّدْقِيقِ فِي اللُّجَجِ، فَصَارُوا أَقْرَانًا وَأَخْدَانًا، وَعَلَى الْمُدَاهَنَةِ خِلَّانًا وَإِخْوَانًا، بَعْدَ أَنْ كَانُوا فِي اللَّهِ أَعْدَاءً وَأَضْدَادًا، وَفِي الْهِجْرَةِ فِي اللَّهِ أَعْوَانًا، يُكَفِّرُونَهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ عِيَانًا، وَيَلْعَنُونَهُمْ جِهَارًا، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ، وَهَيْهَاتَ مَا بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ. نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَحْفَظَنَا مِنَ الْفِتْنَةِ فِي أَدْيَانِنَا، وَأَنْ يُمَسِّكَنَا بِالْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ، وَيَعْصِمَنَا بِهِمَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ.

ما كان عليه السلف الصالح

[مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ] فَهَلُمَّ الْآنَ إِلَى تَدَيُّنِ الْمُتَّبِعِينَ، وَسِيرَةِ الْمُتَمَسِّكِينَ، وَسَبِيلِ الْمُتَقَدِّمِينَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّتِهِ، وَالْمُنَادِينَ بِشَرَايِعِهِ وَحِكْمَتِهِ، الَّذِينَ قَالُوا: {آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53] ، وَتَنَكَّبُوا سَبِيلَ الْمُكَذِّبِينَ بِصِفَاتِ اللَّهِ، وَتَوْحِيدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَاتَّخَذُوا كِتَابَ اللَّهِ إِمَامًا، وَآيَاتِهِ فُرْقَانًا، وَنَصَبُوا الْحَقَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ عِيَانًا، وَسُنَنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُنَّةً وَسِلَاحًا، وَاتَّخَذُوا طُرُقَهَا مِنْهَاجًا، وَجَعَلُوهَا بُرْهَانًا، فَلَقَوُا الْحِكْمَةَ، وَوُقُوا مِنْ شَرِّ الْهَوَى وَالْبِدْعَةِ؛ لِامْتِثَالِهِمْ أَمْرَ اللَّهِ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ، وَتَرْكِهِمُ الْجِدَالَ بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ. [الْحَثُّ عَلَى الِاتِّبَاعِ وَالِاقْتِدَاءِ] يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيمَا يَحُثُّ عَلَى اتِّبَاعِ دِينِهِ، وَالِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ، وَالِاقْتِدَاءِ بِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103] ، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الزمر: 55] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] ،

وَقَالَ: {فَبَشِّرْ عِبَادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17] ، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31] ، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] . ثُمَّ أَوْجَبَ اللَّهُ طَاعَتَهُ وَطَاعَةَ رَسُولِهِ، فَقَالَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} [الأنفال: 20] ، وَقَالَ تَعَالَى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71] ، وَقَالَ: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 52] ، وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] ، قِيلَ فِي تَفْسِيرِهَا: إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. ثُمَّ حَذَّرَ مِنْ خِلَافِهِ وَالِاعْتِرَاضِ عَلَيْهِ، فَقَالَ:

{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36] ، وَقَالَ تَعَالَى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] . وَرَوَى الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ قَالَ: «وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْعِظَةً دَمَعَتْ مِنْهَا الْأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَبِمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: " قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلَالَةٌ» . وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: «خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطًّا، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا يَمِينًا وَشِمَالًا، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ. ثُمَّ يَقْرَأُ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] .» وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ.

أصحاب الحديث أولى الناس بالاتباع

[أَصْحَابُ الْحَدِيثِ أَوْلَى النَّاسِ بِالِاتِّبَاعِ] فَلَمْ نَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَآثَارِ صَحَابَتِهِ إِلَّا الْحَثَّ عَلَى الِاتِّبَاعِ، وَذَمَّ التَّكَلُّفِ وَالِاخْتِرَاعِ، فَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى هَذِهِ الْآثَارِ كَانَ مِنَ الْمُتَّبِعِينَ، وَكَانَ أَوْلَاهُمْ بِهَذَا الِاسْمِ، وَأَحَقَّهُمْ بِهَذَا الْوَسْمِ، وَأَخَصَّهُمْ بِهَذَا الرَّسْمِ ((أَصْحَابُ الْحَدِيثِ)) ؛ لِاخْتِصَاصِهِمْ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاتِّبَاعِهِمْ لِقَوْلِهِ، وَطُولِ مُلَازَمَتِهِمْ لَهُ، وَتَحَمُّلِهِمْ عِلْمَهُ، وَحِفْظِهِمْ أَنْفَاسَهُ وَأَفْعَالَهُ، فَأَخَذُوا الْإِسْلَامَ عَنْهُ مُبَاشَرَةً، وَشَرَايِعَهُ مُشَاهَدَةً، وَأَحْكَامَهُ مُعَايَنَةً، مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ وَلَا سَفِيرٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وَاصِلَةٍ. فَجَاوَلُوهَا عِيَانًا، وَحَفِظُوا عَنْهُ شِفَاهًا، وَتَلَقَّنُوهُ مِنْ فِيهِ رَطْبًا، وَتَلَقَّنُوهُ مِنْ لِسَانِهِ عَذْبًا، وَاعْتَقَدُوا جَمِيعَ ذَلِكَ حَقًّا، وَأَخْلَصُوا بِذَلِكَ مِنْ قُلُوبِهِمْ يَقِينًا، فَهَذَا دِينٌ أُخِذَ أَوَّلُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُشَافَهَةً، لَمْ يَشُبْهُ لَبْسٌ وَلَا شُبْهَةٌ، ثُمَّ نَقَلَهَا الْعُدُولُ عَنِ الْعُدُولِ مِنْ غَيْرِ تَجَامُلٍ وَلَا مَيْلٍ، ثُمَّ الْكَافَّةُ عَنِ الْكَافَّةِ، وَالصَّافَّةُ عَنِ الصَّافَّةِ، وَالْجَمَاعَةُ عَنِ الْجَمَاعَةِ، أَخْذَ كَفٍّ بِكَفٍّ، وَتَمَسُّكَ خَلَفٍ بِسَلَفٍ، كَالْحُرُوفِ يَتْلُو بَعْضُهَا بَعْضًا، وَيَتَّسِقُ أُخْرَاهَا عَلَى أُولَاهَا رَصْفًا وَنَظْمًا.

فضل أصحاب الحديث على الأمة

[فَضْلُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَلَى الْأُمَّةِ] فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ تُعُهِّدَتْ بِنَقْلِهِمُ الشَّرِيعَةُ، وَانْحَفَظَتْ بِهِمْ أُصُولُ السُّنَّةِ، فَوَجَبَتْ لَهُمْ بِذَلِكَ الْمِنَّةُ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ، وَالدَّعْوَةُ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ بِالْمَغْفِرَةِ؛ فَهُمْ حَمَلَةُ عِلْمِهِ، وَنَقَلَةُ دِينِهِ، وَسَفَرَتُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمَّتِهِ، وَأُمَنَاؤُهُ فِي تَبْلِيغِ الْوَحْيِ عَنْهُ، فَحَرِيٌّ أَنْ يَكُونُوا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَوَفَاتِهِ. وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ الْأُمَمِ مَرْجِعُهَا إِلَيْهِمْ فِي صِحَّةِ حَدِيثِهِ وَسَقِيمِهِ، وَمُعَوَّلُهَا عَلَيْهِمْ فِيمَا يُخْتَلَفُ فِيهِ مِنْ أُمُورِهِ. [انْتِسَابُ أَهْلِ الْحَدِيثِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ثُمَّ كُلُّ مَنِ اعْتَقَدَ مَذْهَبًا فَإِلَى صَاحِبِ مَقَالَتِهِ الَّتِي أَحْدَثَهَا يُنْسَبُ، وَإِلَى رَأْيِهِ يَسْتَنِدُ، إِلَّا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ، فَإِنَّ صَاحِبَ مَقَالَتِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُمْ إِلَيْهِ يَنْتَسِبُونَ، وَإِلَى عِلْمِهِ يَسْتَنِدُونَ، وَبِهِ يَسْتَدِلُّونَ، وَإِلَيْهِ يَفْزَعُونَ، وَبِرَأْيِهِ يَقْتَدُونَ، وَبِذَلِكَ يَفْتَخِرُونَ، وَعَلَى أَعْدَاءِ سُنَّتِهِ بِقُرْبِهِمْ مِنْهُ يَصُولُونَ، فَمَنْ يُوَازِيهِمْ فِي شَرَفِ الذِّكْرِ، وَيُبَاهِيهِمْ فِي سَاحَةِ الْفَخْرِ وَعُلُوِّ الِاسْمِ؟ . [وَجْهُ تَسْمِيَتِهِمْ بِأَهْلِ الْحَدِيثِ] إِذِ اسْمُهُمْ مَأْخُودٌ مِنْ مَعَانِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِمَا؛ لِتَحَقُّقِهِمْ بِهِمَا أَوْ لِاخْتِصَاصِهِمْ بِأَخْذِهِمَا، فَهُمْ مُتَرَدِّدُونَ فِي انْتِسَابِهِمْ

إِلَى الْحَدِيثِ بَيْنَ مَا ذَكَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزمر: 23] فَهُوَ الْقُرْآنُ، فَهُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ وَأَهْلُهُ وَقُرَّاؤُهُ وَحَفَظَتُهُ، وَبَيِّنٌ أَنْ يَنْتَمُوا إِلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُمْ نَقَلَتُهُ وَحَمَلَتُهُ، فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ يَسْتَحِقُونَ هَذَا الِاسْمَ لِوُجُودِ الْمَعْنَيَيْنِ فِيهِمْ لِمُشَاهَدَتِنَا أَنَّ اقْتِبَاسَ النَّاسِ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ مِنْهُمْ، وَاعْتِمَادَ الْبَرِيَّةِ فِي تَصْحِيحِهِمَا عَلَيْهِمْ، لِأَنَّا مَا سَمِعْنَا عَنِ الْقُرُونِ الَّتِي قَبْلَنَا، وَلَا رَأَيْنَا نَحْنُ فِي زَمَانِنَا مُبْتَدِعًا رَأْسًا فِي إِقْرَاءِ الْقُرْآنِ، وَأَخَذَ النَّاسُ عَنْهُ فِي زَمَنٍ مِنَ الْأَزْمَانِ، وَلَا ارْتَفَعَتْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ رَايَةٌ فِي رِوَايَةِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا خَلَتْ مِنَ الْأَيَّامِ، وَلَا اقْتَدَى بِهِمْ أَحَدٌ فِي دِينٍ وَلَا شَرِيعَةٍ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَمَّلَ لِهَذِهِ الطَّايِفَةِ سِهَامَ الْإِسْلَامِ، وَشَرَّفَهُمْ بِجَوَامِعِ هَذِهِ الْأَقْسَامِ، وَمَيَّزَهُمْ مِنْ جَمِيعِ الْأَنَامِ، حَيْثُ أَعَزَّهُمُ اللَّهُ بِدِينِهِ، وَرَفَعَهُمْ بِكِتَابِهِ، وَأَعْلَى ذِكْرَهُمْ بِسُنَّتِهِ، وَهَدَاهُمْ إِلَى طَرِيقَتِهِ وَطَرِيقَةِ رَسُولِهِ، فَهِيَ الطَّايِفَةُ الْمَنْصُورَةُ، وَالْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ، وَالْعُصْبَةُ الْهَادِيَةُ، وَالْجَمَاعَةُ الْعَادِلَةُ الْمُتَمَسِّكَةُ بِالسُّنَّةِ، الَّتِي لَا تُرِيدُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَدِيلًا، وَلَا عَنْ قَوْلِهِ تَبْدِيلًا، وَلَا عَنْ سُنَّتِهِ تَحْوِيلًا، وَلَا يُثْنِيهِمْ عَنْهَا تَقَلُّبُ الْأَعْصَارِ وَالزَّمَانِ، وَلَا يَلْوِيهِمْ عَنْ سَمْتِهَا تَغَيُّرُ الْحَدَثَانِ، وَلَا يَصْرِفُهُمْ عَنْ سَمْتِهَا ابْتِدَاعُ مَنْ كَادَ الْإِسْلَامَ لِيَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغِيَهَا عِوَجًا، وَيَصْرِفَ عَنْ طُرُقِهَا

مكانة أهل الحديث وصفاتهم

جَدَلًا وَلَجَاجًا، ظَنًّا مِنْهُ كَاذِبًا، وَتَمَنِيًّا بَاطِلًا أَنَّهُ يُطْفِئُ نُورَ اللَّهِ، وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. [مَكَانَةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَصِفَاتُهُمْ] وَاغْتَاظَ بِهِمُ الْجَاحِدُونَ، فَإِنَّهُمُ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ، وَالْجُمْهُورُ الْأَضْخَمُ، فِيهِمُ الْعِلْمُ وَالْحُكْمُ، وَالْعَقْلُ وَالْحِلْمُ، وَالْخِلَافَةُ وَالسِّيَادَةُ، وَالْمُلْكُ وَالسِّيَاسَةُ، وَهُمْ أَصْحَابُ الْجُمُعَاتِ وَالْمَشَاهِدِ، وَالْجَمَاعَاتِ وَالْمَسَاجِدِ، وَالْمَنَاسِكِ وَالْأَعْيَادِ، وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ، وَبَاذِلُو الْمَعْرُوفِ لِلصَّادِرِ وَالْوَارِدِ، وَحُمَاةُ الثُّغُورِ وَالْقَنَاطِرِ، الَّذِينَ جَاهَدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَاتَّبَعُوا رَسُولَهُ عَلَى مِنْهَاجِهِ، الَّذِينَ أَذْكَارُهُمْ فِي الزُّهْدِ مَشْهُورَةٌ، وَأَنْفَاسُهُمْ عَلَى الْأَوْقَاتِ مَحْفُوظَةٌ، وَآثَارُهُمْ عَلَى الزَّمَانِ مَتْبُوعَةٌ، وَمَوَاعِظُهُمْ لِلْخَلْقِ زَاجِرَةٌ، وَإِلَى طُرُقِ الْآخِرَةِ دَاعِيَةٌ، فَحَيَاتُهُمْ لِلْخَلْقِ مَنْبَهَةٌ، وَمَسِيرُهُمْ إِلَى مَصِيرِهِمْ لِمَنْ بَعْدَهُمْ عِبْرَةٌ، وَقُبُورُهُمْ مُزَارَةٌ، وَرُسُومُهُمْ عَلَى الدَّهْرِ غَيْرُ دَارِسَةٍ، وَعَلَى تَطَاوُلِ الْأَيَّامِ غَيْرُ

حفظ عقيدة أهل الحديث

نَاسِيَةٍ، يُعَرِّفُ اللَّهُ إِلَى الْقُلُوبِ مَحَبَّتَهُمْ، وَيَبْعَثُهُمْ عَلَى حِفْظِ مَوَدَّتِهِمْ، يُزَارُونَ فِي قُبُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ أَحْيَاءٌ فِي بُيُوتِهِمْ، لِيَنْشُرَ اللَّهُ لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمُ الْأَعْلَامَ حَتَّى لَا تَنْدَرِسَ أَذْكَارُهُمْ عَلَى الْأَعْوَامِ، وَلَا تَبْلَى أَسَامِيهِمْ عَلَى مَرِّ الْأَيَّامِ. فَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ وَرِضْوَانُهُ، وَجَمَعَنَا وَإِيَّاهُمْ فِي دَارِ السَّلَامِ. [حِفْظُ عَقِيدَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ] ثُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ فِي كُلِّ عَصْرٍ مِنَ الْأَعْصَارِ إِمَامٌ مِنْ سَلَفٍ، أَوْ عَالِمٌ مِنْ خَلَفٍ، قَايِمٌ لِلَّهِ بِحَقِّهِ، وَنَاصِحٌ لِدِينِهِ فِيهَا، يَصْرِفُ هِمَّتَهُ إِلَى جَمْعِ اعْتِقَادِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَى سُنَنِ كِتَابِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَآثَارِ صَحَابَتِهِ، وَيَجْتَهِدُ فِي تَصْنِيفِهِ، وَيُتْعِبُ نَفْسَهُ فِي تَهْذِيبِهِ؛ رَغْبَةً مِنْهُ فِي إِحْيَاءِ سُنَّتِهِ، وَتَجْدِيدِ شَرِيعَتِهِ، وَتَطْرِيَةِ ذِكْرِهِمَا عَلَى أَسْمَاعِ الْمُتَمَسِّكِينَ بِهِمَا مِنْ أَهْلِ مِلَّتِهِ، أَوْ لِزَجْرِ غَالٍ فِي بِدْعَتِهِ، أَوْ مُسْتَغْرِقٍ يَدْعُو إِلَى ضَلَالَتِهِ، أَوْ مُفْتَتِنٍ بِجَهَالَتِهِ لِقِلَّةِ بَصِيرَتِهِ. (بَذْلُ الْمُؤَلِّفِ جَهْدَهُ لِلتَّصْنِيفِ) فَأَفْرَغْتُ فِي ذَلِكَ جَهْدِي، وَأَتْعَبْتُ فِيهِ نَفْسِي؛ رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ وَاسْتِنْجَازِ مَوْعُودِهِ فِي اسْتِبْصَارِ جَاهِلٍ، وَاسْتِنْقَاذِ ضَالٍّ، وَتَقْوِيمِ عَادِلٍ، وَهِدَايَةِ حَائِرٍ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ فِيمَا أَرْوِيهِ، وَالْإِقَالَةَ مِنَ الْخَطَأِ فِيمَا أَنْحُوهُ وَأَقْصِدُهُ.

(سَبَبُ التَّأْلِيفِ) وَقَدْ كَانَ تَكَرَّرَتْ مَسْأَلَةُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِيَّايَ عَوْدًا وَبَدْءًا فِي (شَرْحِ اعْتِقَادِ مَذَاهِبِ أَهْلِ الْحَدِيثِ) قَدَّسَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ، وَجَعَلَ ذِكْرَنَا لَهُمْ رَحْمَةً وَمَغْفِرَةً، فَأَجَبْتُهُمْ إِلَى مَسْأَلَتِهِمْ لِمَا رَأَيْتُ فِيهِ مِنَ الْفَايِدَةِ الْحَاصِلَةِ، وَالْمَنْفَعَةِ السُّنِّيَّةِ التَّامَّةِ، وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ الَّتِي تَنَاسَى عُلَمَاؤُهَا رُسُومَ (مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ) ، وَاشْتَغَلُوا عَنْهَا بِمَا أَحْدَثُوا مِنَ الْعُلُومِ الْحَدِيثَةِ، حَتَّى ضَاعَتِ الْأُصُولُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي أُسِّسَتْ عَلَيْهَا الشَّرِيعَةُ، وَكَانَ عُلَمَاءُ السَّلَفِ إِلَيْهَا يَدْعُونَ، وَإَلَى طَرِيقِهَا يَهْدُونَ، وَعَلَيْهَا يُعَوِّلُونَ، فَجَدَّدْتُ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ لِتُعْرَفَ مَعَانِيهَا وَحُجَجُهَا، وَلَا يُقْتَصَرَ عَلَى سَمَاعِ اسْمِهَا دُونَ رَسْمِهَا. (مَنْهَجُ الْمُؤَلِّفِ وَشَرْطُهُ) فَابْتَدَأْتُ بِشَرْحِ هَذَا الْكِتَابِ بَعْدَ أَنْ تَصَفَّحْتُ عَامَّةَ كُتُبِ الْأَئِمَّةِ الْمَاضِينَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - وَعَرَفْتُ مَذَاهِبَهُمْ وَمَا سَلَكُوا مِنَ الطُّرُقِ فِي تَصَانِيفِهِمْ لِيُعَرِّفُوا بِهِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَا نَقَلُوا مِنَ الْحُجَجِ فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ الَّتِي حَدَثَ الْخِلَافُ فِيهَا بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَبَيْنَ مَنِ انْتَسَبَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، فَفَصَّلْتُ هَذِهِ الْمَسَائِلَ، وَبَيَّنْتُ فِي تَرَاجِمِهَا أَنَّ تِلْكَ الْمَسْأَلَةَ مَتَى حَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ الِاخْتِلَافُ فِيهَا، وَمَنِ الَّذِي أَحْدَثَهَا

وَتَقَوَّلَهَا؛ لِيُعْرَفَ حُدُوثُهَا، وَأَنَّهُ لَا أَصْلَ لِتِلْكَ الْمَقَالَةِ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ مِنَ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ أَسْتَدِلُّ عَلَى صِحَّةِ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ بِمَا وَرَدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهَا، وَبِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنْ وَجَدْتُ فِيهِمَا جَمِيعًا ذَكَرْتُهُمَا، وَإِنْ وَجَدْتُ فِي أَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ ذَكَرْتُهُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ فِيهِمَا إِلَّا عَنِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَنْ يُقْتَدَى بِهِمْ، وَيُهْتَدَى بِأَقْوَالِهِمْ، وَيُسْتَضَاءَ بِأَنْوَارِهِمْ؛ لِمُشَاهَدَتِهِمُ الْوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ، وَمَعْرِفَتِهِمْ مَعَانِيَ التَّأْوِيلِ، احْتَجَجْتُ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا أَثَرٌ عَنْ صَحَابِيٍّ فَعَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، الَّذِينَ فِي قَوْلِهِمُ الشِّفَاءُ وَالْهُدَى، وَالتَّدَيُّنُ بِقَوْلِهِمُ الْقُرْبَةُ إِلَى اللَّهِ وَالزُّلْفَى، فَإِذَا رَأَيْنَاهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى شَيْءٍ عَوَّلْنَا عَلَيْهِ، وَمَنْ أَنْكَرُوا قَوْلَهُ أَوْ رَدُّوا عَلَيْهِ بِدْعَتَهُ أَوْ كَفَّرُوهُ حَكَمْنَا بِهِ وَاعْتَقَدْنَاهُ. وَلَمْ يَزَلْ مِنْ لَدُنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى يَوْمِنَا هَذَا قَوْمٌ يَحْفَظُونَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ وَيَتَدَيَّنُونَ بِهَا، وَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ حَادَ عَنْ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ لِجَهْلِهِ طُرُقَ الِاتِّبَاعِ. وَكَانَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ يُؤْخَذُ عَنْهُ هَذِهِ الطَّرِيقَةُ قَوْمٌ مَعْدُودُونَ، أَذْكُرُ أَسَامِيَهُمْ فِي ابْتِدَاءِ هَذَا الْكِتَابِ لِتُعْرَفَ أَسَامِيهِمْ، وَيُكْثَرَ التَّرَحُّمُ عَلَيْهِمْ وَالدُّعَاءُ لَهُمْ؛ لِمَا حَفِظُوا عَلَيْنَا هَذِهِ الطَّرِيقَةَ، وَأَرْشَدُونَا إِلَى سُنَنِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ، وَلَمْ آلُ جَهْدًا فِي تَصْنِيفِ هَذَا الْكِتَابِ وَنَظْمِهِ عَلَى سَبِيلِ " السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ " وَلَمْ أَسْلُكْ فِيهِ طَرِيقَ التَّعَصُّبِ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ؛ لِأَنَّ مَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الْأَخْيَارِ فَمِنَ الْمَيْلِ بَعِيدٌ؛ لِأَنَّ مَا يَتَدَيَّنُ بِهِ شَرْعٌ

مَقْبُولٌ، وَأَثَرٌ مَنْقُولٌ، أَوْ حِكَايَةٌ عَنْ إِمَامٍ مَقْبُولٍ، وَإِنَّمَا الْحَيْفُ يَقَعُ فِي كَلَامِ مَنْ تَكَلَّفَ الِاخْتِرَاعَ وَنَصَرَ الِابْتِدَاعَ، وَأَمَّا مَنْ سَلَكَ بِنَفْسِهِ مَسْلَكَ الِاتِّبَاعِ فَالْهَوَى وَالْإِحَادَةُ عَنْهُ بَعِيدَةٌ، وَمِنَ الْعَصَبِيَّةِ سَلِيمٌ، وَعَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ مُسْتَقِيمٌ. وَنَسْأَلُ اللَّهَ دَوَامَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا مِنِ اتِّبَاعِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَإِتْمَامِهَا عَلَيْنَا فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَآخِرَتِنَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ، إِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ، وَبِعِبَادِهِ لَطِيفٌ خَبِيرٌ.

باب سياق ذكر من رسم بالإمامة في السنة

[بَابُ سِيَاقِ ذِكْرِ مَنْ رُسِمَ بِالْإِمَامَةِ فِي السُّنَّةِ] بَابُ سِيَاقِ ذِكْرِ مَنْ رُسِمَ بِالْإِمَامَةِ فِي السُّنَّةِ وَالدَّعْوَةِ وَالْهِدَايَةِ إِلَى طَرِيقِ الِاسْتِقَامَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِمَامِ الْأَئِمَّةِ فَمِنَ الصَّحَابَةِ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ،

وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ

الْعَاصِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ

الْيَمَانِ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، وَسَلْمَانُ، وَجَابِرٌ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيُّ، وَأَبُو أُمَامَةَ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو،

وَعُمَيْرُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ، وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ. وَمِنَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

أَبِي بَكْرٍ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَعْبُ بْنُ مَاتِعٍ الْأَحْبَارِ

، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ. وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ. وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْفَقِيهُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ

الْمَاجِشُونُ. وَمِنْ بَعْدِهِمُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ. وَمَنْ عُدَّ عِلْمُهُ مَعَهُمْ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ. مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَوْ مَنْ يُعَدُّ مِنْهُمْ: عَطَاءٌ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ.

وَمِنْ بَعْدِهِمْ فِي الطَّبَقَةِ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ، ثُمَّ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّايِفِيُّ، ثُمَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الْفَقِيهُ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ

الْمُقْرِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ. وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ أَوْ مَنْ يُعَدُّ فِيهِمَا مِنَ التَّابِعِينَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَزَرِيُّ. ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ

الزُّبَيْدِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ. ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ: أَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ الْمَعْرُوفُ بِلُوَيْنٍ.

وَمِنْ أَهْلِ مِصْرَ: حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ. وَمِنْ بَعْدِهِمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَأَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ، وَأَبُو يَعْقُوبَ

يُوسُفُ بْنُ يَحْيَى الْبُوَيْطِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ. وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، وَطَلْحَةُ بْنُ

مُصَرِّفٍ، وَزُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَأَبُو حَيَّانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، وَحَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ الْمُقْرِي، ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، وَزَايِدَةُ بْنُ

قُدَامَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

بْنِ يُونُسَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوهُ عُثْمَانُ، وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمَذَانِيُّ. وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَبُو الْعَالِيَةِ رُفَيْعُ بْنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ - مَوْلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي رِيَاحٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ،

وَأَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ. وَمِنْ بَعْدِهِمْ: أَبُو بَكْرٍ أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ السِّخْتِيَانِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، ثُمَّ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ

سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، ثُمَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَسَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيُّ.

وَمِنْ أَهْلِ وَاسِطَ: هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَشَاذُّ بْنُ يَحْيَى، وَوَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ. وَمِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ

الْكَلْبِيُّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ الْفَقِيهُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاشُ الْمُقْرِي. وَمِنْ أَهْلِ الْمَوْصِلِ: الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ.

وَمِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَازِنِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ رَاهْوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ

بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ النَّسَوِيُّ، وَأَبُو قُدَامَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ السَّرَخْسِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَوِيُّ، وَأَبُو عِيسَى

مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ الْبَلْخِيُّ. وَمِنْ أَهْلِ الرَّيِّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ، وَأَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ نَزِيلُ أَصْبَهَانَ.

وَمِنْ بَعْدِهِمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ. وَمِنْ أَهْلِ طَبَرِسْتَانَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الشَّالَنْجِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَدِيٍّ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ الْقَزْوِينِيُّ.

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ثواب من حفظ السنة ومن أحياها ودعا إليها

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوَابِ مَنْ حَفِظَ السُّنَّةَ وَمَنْ أَحْيَاهَا وَدَعَا إِلَيْهَا

1 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , أنبا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , أنبا شُعْبَةُ , أنبا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ الْمُنْذِرَ بْنَ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ , ح 2 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , أنبا يَحْيَى بْنُ -[56]- مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ , أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ , ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ , عَنْ مُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ , عَنْ أَبِيهِ , ح 3 - وأَنْبَأَ مُحَمَّدٌ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ , ثنا أَبِي , ثنا شَبَابَةُ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ , عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §«مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً عُمِلَ بَعْدَهُ بِهَا , كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ , وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً عُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ , كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

4 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , ثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ ح -[57]- 5 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ , أنبا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْحِمْيَرِيُّ , ثنا أَبُو كُرَيْبٍ , ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ , عَنْ جَرِيرٍ , قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §«مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِمْ شَيْءٌ , وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

6 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ , ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ , أنبا الْعَلَاءُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مَنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا , وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ لَهُ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مَنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ

7 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ السَّامِرِيُّ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , ثنا يَزِيدُ بْنُ -[58]- هَارُونَ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً هُدًى فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا , كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ , وَمَنْ سَنَّ سُنَّةَ ضَلَالَةٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»

8 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ , ثنا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ , قَالَا: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْمُزَنِيِّ , عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ , عَنْ أَنَسٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي , وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ»

9 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُقْرِئُ , ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ , ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ الصَّيْرَفِيِّ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا , وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ , وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ , دَخَلَ الْجَنَّةَ» . فَقَالَ رَجُلٌ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ» . قَالَ: «وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي» . أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ

10 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أنبا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , أنا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي دَاوُدَ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , قَالَ: §«عَلَيْكُمْ بِالسَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ , فَإِنَّهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ عَبْدٌ عَلَى السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ. وَذَكَرَ الرَّحْمَنَ؛ فَفَاضَتْ -[60]- عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُعَذِّبُهُ.» وَمَا عَلَى الْأَرْضِ عَبْدٌ عَلَى السَّبِيلِ وَالسُّنَّةِ - وَذَكَرَهُ - يَعْنِي الرَّحْمَنَ - فِي نَفْسِهِ فَاقْشَعَرَّ جِلْدُهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ - إِلَّا كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ قَدْ يَبِسَ وَرَقُهَا , فَهِيَ كَذَلِكَ إِذْ أَصَابَتْهَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَتَحَاتَّ عَنْهَا وَرَقُهَا , إِلَّا حَطَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّ عَنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَرَقُهَا , وَإِنَّ اقْتِصَادًا فِي سَبِيلٍ وَسُنَّةً خَيْرٌ مِنَ اجْتِهَادٍ فِي خِلَافِ سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ , فَانْظُرُوا أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ إِنْ كَانَ اجْتِهَادًا أَوِ اقْتِصَادًا , أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ عَلَى مِنْهَاجِ الْأَنْبِيَاءِ وَسُنَّتِهِمْ "

11 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّرْقِيُّ , ثنا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ الْأَقْرَعُ , قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: §" النَّظَرُ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ يَدْعُو إِلَى السُّنَّةِ وَيَنْهَى -[61]- عَنِ الْبِدْعَةِ , عِبَادَةٌ

12 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ , ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى , ثنا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ , ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنِ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: §«وَاللَّهِ مَا أَظُنُّ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ الْيَوْمَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَى الشَّيْطَانِ هَلَاكًا مِنِّي» . فَقِيلَ: «وَكَيْفَ؟» فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيُحْدِثُ الْبِدْعَةَ فِي مَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبٍ , فَيَحْمِلُهَا الرَّجُلُ إِلَيَّ , فَإِذَا انْتَهَتْ إِلَيَّ قَمَعْتُهَا بِالسُّنَّةِ , فَتُرَدُّ عَلَيْهِ كَمَا» أَخْرَجَهُ ابْنُ يَزِيْدَ

13 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , ح 14 - وثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: §«الِاقْتِصَادُ فِي السُّنَّةِ -[62]- خَيْرٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ»

15 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , أنبا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَصَّاصُ , أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: §«الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ»

16 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا أَبُو الْمَلِيحِ , قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §بِإِحْيَاءِ السُّنَّةِ وَإِمَاتَةِ الْبِدْعَةِ

17 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , ثنا مُحَمَّدٌ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَاصِمٍ , قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: §" تَعَلَّمُوا الْإِسْلَامَ , فَإِذَا تَعَلَّمْتُوهُ فَلَا تَرْغَبُوا عَنْهُ , وَعَلَيْكُمْ بِالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ , فَإِنَّهُ الْإِسْلَامُ , وَلَا تُحَرِّفُوا الْإِسْلَامَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا , وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ وَالَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ , وَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَهْوَاءَ الَّتِي تُلْقِي بَيْنَ النَّاسِ -[63]- الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ. فَحَدَّثْتُ الْحَسَنَ فَقَالَ: «صَدَقَ وَنَصَحَ» . قَالَ: فَحَدَّثْتُ حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ , فَقَالَتْ: «يَا بَاهِلِيُّ , أَنْتَ حَدَّثْتَ مُحَمَّدًا بِهَذَا؟» قُلْتُ: «لَا» . قَالَتْ: «فَحَدِّثْهُ إِذًا»

18 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْفَقِيهُ , أنبا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ , ثنا أَبِي , نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ , ثنا أَبُو حَيَّانَ الْبَصْرِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: §" لَا يَصِحُّ الْقَوْلُ إِلَّا بِعَمَلٍ , وَلَا يَصِحُّ قَوْلٌ وَعَمَلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ , وَلَا يَصِحُّ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إِلَّا بِالسُّنَّةِ

19 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ , ثنا الْحَضْرَمِيُّ , ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا يَحْيَى بْنُ هَانِي , عَنْ مُبَارَكٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: §" يَا أَهْلَ السُّنَّةِ تَرَفَّقُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ , فَإِنَّكُمْ مِنْ أَقَلِّ النَّاسِ

20 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ , أنبا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا أَبِي , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ , ثنا أَبُو النَّضْرِ , ثنا شَيْخٌ مِنْ مَذْحِجٍ , أنا وِقَاءُ بْنُ -[64]- إِيَاسٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , قَالَ: §«لَا يُقْبَلُ قَوْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ , وَلَا يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَّا بِقَوْلٍ , وَلَا يُقْبَلُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ , وَلَا يُقْبَلُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ مُوَافِقَةٍ لِلسُّنَّةِ»

21 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ , قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى , ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , ثنا حَزْمٌ عَنْ يُونُسَ , قَالَ: " §أَصْبَحَ مَنْ إِذَا عَرَفَ السُّنَّةَ عَرَفَهَا غَرِيبًا , وَأَغْرَبُ مِنْهُ مَنْ يَعْرِفُهَا

22 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , أنبا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مَهْدِيٍّ , قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: §«إِنَّ الَّذِي تُعْرَضُ عَلَيْهِ السُّنَّةُ لَغَرِيبٌ , وَأَغْرَبُ مِنْهُ مَنْ يَعْرِفُهَا»

23 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَابِقٍ , قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: §" لَيْسَ شَيْءٌ أَغْرَبَ مِنَ السُّنَّةِ , وَأَغْرَبُ مِنْهَا مَنْ يَعْرِفُهَا

24 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ , ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ , قَالَ: " قَالَ الْحَسَنُ: §" أَيُّوبُ سَيِّدُ شُبَّانِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ

25 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أنبا مُحَمَّدٌ , ثنا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ , ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: " §لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ , قُلْنَا: «مَنْ ثَمَّ؟» قُلْنَا: «أَيُّوبُ»

26 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أنبا مُحَمَّدٌ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الطَّبَّاعِ , قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: §" كَانَ أَيُّوبُ عِنْدِي أَفْضَلَ مَنْ جَالَسْتُهُ وَأَشَدَّهُ اتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ

27 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , قَالَ: §" كُنْتُ عِنْدَ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , فَلَمَّا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ تَبِعَهُ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي نَاسٍ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ , فَرَأَيْتُ فِي وَجْهِهِ الْمَسَاءَةَ , قُلْتُ: «مَا لَكَ؟» قَالَ: «كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ هَذَيْنِ» - يَعْنِي الشَّيْخَيْنِ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ - إِنْ هَلَكَا خَلَفَاهُمَا. يَعْنِي أَيُّوبَ وَيُونُسَ " , قُلْتُ: وَإِنَّا لَنَأْمُلُ ذَلِكَ فِيهِمَا. قَالَ: «أَمَا رَأَيْتَ اتِّبَاعَهُمَا إِيَّايَ؟» وَكَرِهَ فِعْلَهُمَا "

28 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أنبا مُحَمَّدٌ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ , ثنا أَبُو سُلَيْمَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ قَالَ: §" رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَسْأَلُ عَنْ مَنَازِلِ الْبَصْرِيِّينَ , هَلْ قَدِمَ أَيُّوبُ؟ فَلَمَّا رَآهُ أَيُّوبُ جَمَحَ إِلَيْهِ فَعَانَقَهُ , قَالَ: " وَجَعَلَ يَضُمُّهُ إِلَيْهِ , قَالَ: " وَإِذَا رَجُلٌ خَشِنٌ عَلَيْهِ ثِيَابٌ خَشِنَةٌ , فَقُلْتُ: «مَنْ هَذَا؟» فَقَالُوا: «سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ»

29 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ الْبَلَدِيُّ , ثنا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: §«إِنِّي أُخْبَرُ بِمَوْتِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَكَأَنِّي أَفْقِدُ بَعْضَ أَعْضَائِي»

30 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْبُرُوجِرْدِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ , عَنْ أَيُّوبَ , قَالَ: §«إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ الْحَدَثِ وَالْأَعْجَمِيِّ أَنْ يُوَفِّقَهُمَا اللَّهُ لِعَالِمٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ»

31 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونٍ , ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ -[67]- نُصَيْرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيطٍ , ثنا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ , ثنا ضَمْرَةُ , عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ , قَالَ: §«إِنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى الشَّابِّ إِذَا نَسَكَ أَنْ يُؤَاخِيَ صَاحِبَ سُنَّةٍ يَحْمِلُهُ عَلَيْهَا»

32 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا سَعِيدُ بْنُ شَبِيبٍ , قَالَ: " سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: §«كَانَ أَبِي قَدَرِيًّا , وَأَخْوَالِي رَوَافِضَ , فَأَنْقَذَنِي اللَّهُ بِسُفْيَانَ»

33 - أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُعَيْمٍ الْخَيَّاطُ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ , ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ , قَالَ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: «يَا عُمَارَةُ §» إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ أَيِّ حَالٍ كَانَ فِيهِ "

34 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ الْحَنَفِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: «كَانَ أَيُّوبُ يَبْلُغُهُ §مَوْتُ الْفَتَى مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فَيُرَى ذَلِكَ فِيهِ , وَيَبْلُغُهُ مَوْتُ الرَّجُلِ يُذْكَرُ بِعِبَادَةٍ فَمَا يُرَى ذَلِكَ فِيهِ»

35 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ -[68]- بْنُ عَدِيٍّ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ , ثنا , أَظُنُّهُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: " حَضَرْتُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ وَهُوَ يُغَسِّلُ شُعَيْبَ بْنَ الْحَبْحَابِ , وَهُوَ يَقُولُ: §" إِنَّ الَّذِينَ يَتَمَنَّوْنَ مَوْتَ أَهْلِ السُّنَّةِ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ , {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] "

36 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْبِرْتِيُّ , ثنا الْقَعْنَبِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: §«ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِي وَلِأَصْحَابِي» فَذَكَرَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ , وَالسُّنَّةَ , وَالثَّالِثَةُ: «أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ , وَلَهَا مِنَ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ»

37 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , قَالَ: " كَتَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فِي وَصِيَّتِهِ الَّتِي أَوْصَى بِهَا أَهْلَهُ وَوَلَدَهُ: §«انْظُرُوا مَا كَانَ عَلَيْهِ أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ , وَاسْأَلُوا عَنْ هَدْيِ ابْنِ عَوْنٍ , فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ -[69]- مَنْ يُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ»

38 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَاذَانَ , قَالَ: " سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: §«إِذَا رَأَيْتَ بَصْرِيًّا يُحِبُّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ»

39 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , ثنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , قَالَ: " سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: §«لَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ وَلَا بِالْحَدِيثِ الَّذِي يَدْخُلُ فِي السُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ»

40 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ , ثنا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ , ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , قَالَ: " سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: §«ابْنُ عَوْنٍ فِي الْبَصْرِيِّينَ إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحِبُّهُ فَاطْمَئِنَّ إِلَيْهِ , وَفِي الْكُوفِيِّينَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ , وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ , إِذَا رَأَيْتَ كُوفِيًّا يُحِبُّهُ فَارْجُ خَيْرَهُ , وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ الْأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ , وَمِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ»

42 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى , ثنا الْفَلَكِيُّ , قَالَ: §«كَانَ عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ , وَسَلْمَانُ بْنُ قَرْمٍ الضَّبِّيُّ , وَجَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الْأَحْمَرُ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , أَرْبَعَتُهُمْ يَطْلُبُونَ الْحَدِيثَ , وَكَانُوا يَتَشَيَّعُونَ , فَخَرَجَ سُفْيَانُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَلَقِيَ أَيُّوبَ وَابْنَ عَوْنٍ , فَتَرَكَ التَّشَيُّعَ»

43 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زِيَادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: " §النَّاسُ عَلَى وُجُوهٍ: فَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ إِمَامٌ فِي السُّنَّةِ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ , وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ , فَأَمَّا مَنْ هُوَ إِمَامٌ فِي السُّنَّةِ وَإِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ فَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ "

44 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , حَدَّثَنِي أَبِي , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْأَصْبَهَانِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: " §أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِمْ أَرْبَعَةٌ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ , وَمَالِكٌ بِالْحِجَازِ , وَالْأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ "

45 - وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا الْحَسَنُ بْنُ ثَابِتٍ التَّغْلِبِيُّ , ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: §«لَمْ أَرَ أَعْرَفَ بِالسُّنَّةِ وَمَا يَدْخُلُ -[71]- فِيهَا مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , وَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَوْصَفَ لَهَا مِنْ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ , وَكَانَ سُفْيَانُ يُنْصِتُ لَهُ إِذَا تَكَلَّمَ , وَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَبْلَغَ مِنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ»

46 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , أَخْبَرَنِي أَبِي , ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ , حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , قَالَ: §«مَا كَانَ بِالشَّامِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنَ الْأَوْزَاعِيِّ»

47 - أنبا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَهَّرٍ , حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُصَفَّى , قَالَ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: §«نَدُورُ مَعَ السُّنَّةِ حَيْثُ دَارَتْ»

48 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , ثنا صُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرْغَانِيُّ , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , قَالَ: " §كَانَ يُقَالُ: " خَمْسٌ كَانَ عَلَيْهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ بِإِحْسَانٍ: لُزُومُ الْجَمَاعَةِ , وَاتِّبَاعُ السُّنَّةِ , وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ , وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ , وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

49 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , أنبا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ , ثنا عَبْدَةُ صَاحِبُ ابْنِ الْمُبَارَكِ , حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , قَالَ: §«اسْتَوْصُوا بِأَهْلِ السُّنَّةِ خَيْرًا , فَإِنَّهُمْ غُرَبَاءُ»

50 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى , ثنا ابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ , ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الصُّوفِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ -[72]- يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: §«إِذَا بَلَغَكَ عَنْ رَجُلٍ بِالْمَشْرِقِ صَاحِبِ سُنَّةٍ وَآخَرَ بِالْمَغْرِبِ , فَابْعَثْ إِلَيْهِمَا بِالسَّلَامِ وَادْعُ لَهُمَا , مَا أَقَلَّ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ»

51 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ , قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §«إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُحْيِي بِهِمُ الْبِلَادَ , وَهُمْ أَصْحَابُ السُّنَّةِ , وَمَنْ كَانَ يَعْقِلُ مَا يَدْخُلُ جَوْفَهُ مِنْ حِلِّهِ كَانَ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ»

52 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , ثنا مُحَمَّدٌ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ أَبُو صَالِحٍ يَعْنِي الْفَرَّاءَ: قَالَ عَطَاءٌ الْخَفَّافُ: كُنْتُ عِنْدَ الْأَوْزَاعِيِّ وَأَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ فَقَالَ لِلْكَاتِبِ: §" اكْتُبْ , وَابْدَأْ بِهِ , فَإِنَّهُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي. قَالَ أَبُو صَالِحٍ: " لَقِيتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ فَعَزَّانِي بِأَبِي إِسْحَاقَ , وَقَالَ: «لَرُبَّمَا اشْتَقْتُ إِلَى الْمِصِّيصَةِ مَا بِي فَضْلُ الرِّبَاطِ إِلَّا أَرَى أَبَا إِسْحَاقَ» قَالَ ابْنُ خَيْثَمَةَ: " هَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا عَنْ صَاحِبٍ لَنَا بِالْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيطٍ.

53 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْفَقِيهُ رَحِمَهُ اللَّهُ , -[73]- أنبا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ , ثنا أَبُو عُبَيْدِ بْنُ حَرْبُوَيْهِ الْفَقِيهُ , حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيْحِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا بَكْرٍ , مَنِ السُّنِّيُّ؟ قَالَ: §«الَّذِي إِذَا ذُكِرَتِ الْأَهْوَاءُ لَمْ يَتَعَصَّبْ لِشَيْءٍ مِنْهَا»

54 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَوْهَرِيُّ بِطَرَسُوسَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ الطَّرَسُوسِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ , قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ , عَنْ سَهْلِ بْنِ مَحْمُودٍ خَتَنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: §«السُّنَّةُ فِي الْإِسْلَامِ أَعَزُّ مِنَ الْإِسْلَامِ فِي سَائِرِ الْأَدْيَانِ»

55 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ , قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ , قَالَ: §«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْرَحَ لِلسُّنَّةِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ»

56 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: حَدَّثَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَحْمُودٍ , قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَسَدَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: §" كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , فَنُعِيَ إِلَيْهِ الدَّرَاوَرْدِيُّ , فَجَزِعَ وَأَظْهَرَ الْجَزَعَ , وَلَمْ يَكُنْ قَدْ مَاتَ , فَقُلْنَا -[74]-: " مَا عَلِمْنَا أَنَّكَ تَبْلُغُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ "

57 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , حَدَّثَنَا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ , ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ , أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ , ثنا سُفْيَانُ , أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ بَيَّاعُ السَّابَرِيِّ قَالَ: " قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: نَاسٌ يَقُولُونَ: لَا نَنْكِحُ إِلَّا مَنْ كَانَ عَلَى رَأَيْنَا , وَلَا نُصَلِّي إِلَّا خَلْفَ مَنْ كَانَ عَلَى رَأْيِنَا. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: §«نَنْكِحُهُمْ بِالسُّنَّةِ , وَنُصَلِّي خَلْفَهُمْ بِالسُّنَّةِ»

58 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ يَقُولُ: §«امْتَحِنْ أَهْلَ الْمَوْصِلِ بِمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ , فَإِنْ أَحَبُّوهُ فَهُمْ أَهْلُ السُّنَّةِ , وَإِنْ أَبْغَضُوهُ فَهُمْ أَهْلُ بِدْعَةٍ , كَمَا يُمْتَحَنُ أَهْلُ الْكُوفَةِ بِيَحْيَى»

59 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ , قَالَا: أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: §«إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَهْلَ الْحَدِيثِ مِثْلَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ , وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ , وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ - وَذَكَرَ قَوْمًا آخَرِينَ - فَإِنَّهُ عَلَى السُّنَّةِ , وَمَنْ خَالَفَ هَؤُلَاءِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُبْتَدِعٌ»

60 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَوَيْهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ رُسْتَةُ -[75]- وَسَأَلَهُ فَضْلٌ الرَّازِيُّ , ثنا أَزْهَرُ , عَنْ عَوْنٍ , قَالَ: §«مَنْ مَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ فَلَهُ بَشِيرٌ بِكُلِّ خَيْرٍ»

61 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: " §دَخَلْتُ عَلَى أَبِي وَأَنَا مُنْكَسِرٌ , فَقَالَ: " مَا لَكَ؟ قُلْتُ: " مَاتَ صَدِيقٌ لِي. قَالَ: " مَاتَ عَلَى السُّنَّةِ؟ قُلْتُ: " نَعَمْ. قَالَ: فَلَا تَخَفْ عَلَيْهِ "

62 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا الْحَسَنُ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ , قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ , قَالَ: قَالَ مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ: §«لَا تَحْمَدَنَّ رَجُلًا إِلَّا عِنْدَ الْمَوْتِ , إِمَّا يَمُوتُ عَلَى السُّنَّةِ , أَوْ يَمُوتُ عَلَى بِدْعَةٍ»

63 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , أنبا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ غِيَاثٍ الْفَزَارِيُّ الزَّيَّاتُ , قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو امْرَأَتِي , قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: " فَسَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِ أَبِي امْرَأَتِهِ , فَقَالَ: " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَازَاذَ , قَالَ: §" كُنْتُ بِعَبَّادَانَ , فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا جِيءَ بِهِ فِي ثِيَابٍ بِيضٍ فَوُضِعَ فِي سَفِينَةٍ , قُلْتُ: «مَنْ هَذَا؟ قَدْ مَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ وَنَجَا. فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جَاءَنَا الْخَبَرُ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ مَاتَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ»

سياق ما فسر من كتاب الله عز وجل من الآيات في الحث على الاتباع وأن سبيل الحق هو السنة والجماعة

§سِيَاقُ مَا فُسِّرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْآيَاتِ فِي الْحَثِّ عَلَى الِاتِّبَاعِ وَأَنَّ سَبِيلَ الْحَقِّ هُوَ السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ

64 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , أنبا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَعْنِي الْأَحْمَرَ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ التَّمِيمِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , ح 65 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , ثنا حَبْشُونُ بْنُ مُوسَى , أنبا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثنا أَبُو أَحْمَدَ , ثنا سُفْيَانُ , وَإِسْرَائِيلُ , وَشَرِيكٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ التَّمِيمِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {§لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] , قَالَ: «سَبِيلًا وَسُنَّةً»

66 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَنْجُوَيْهِ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْمُعَدِّلُ الْقَزْوِينِيُّ , ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ , ثنا خَالِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي غَسَّانَ , ثنا سَهْلُ بْنُ نُعَيْمٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ , -[77]- عَنِ الْحَسَنِ , {§ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا} [الجاثية: 18] , قَالَ: «عَلَى السُّنَّةِ»

67 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّقِيقِيُّ , أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى , ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ , ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ , عَنْ عَطَاءٍ , فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] , قَالَ: «يَتَّبِعُونَهُ حَقَّ اتِّبَاعِهِ , وَيَعْمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ»

68 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ , أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ , ثنا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ , ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] قَالَ: «وَكَانَ عَلَامَةُ حُبِّهِ إِيَّاهُمُ اتِّبَاعَ سُّنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

69 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ: قَرَأَ أَبِي عَلَى عَمِّي أَوْ عَمِّي عَلَى أَبِي الشَّكُّ مِنِّي , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَأَنَا أَسْمَعُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: «§الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» قَالَ: أَلَمْ -[78]- تَسْمَعْ قَوْلَهُ تَعَالَى: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] قَالَ: " يُقَرِّبُكُمُ الْحُبُّ مِنَ الرَّبِّ , قَالَ: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140] «لَا يُقَرِّبُ الظَّالِمِينَ»

70 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَصَّاصُ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ , ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: {§وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة: 129] قَالَ: " الْكِتَابُ: الْقُرْآنُ , وَالْحِكْمَةُ: السُّنَّةُ "

71 - وأنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ , أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا شَيْبَانُ , عَنْ قَتَادَةَ , {§وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة: 129] , قَالَ: «السُّنَّةُ»

72 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ الشَّيْبَانِيُّ , عَنِ الْعَوَّامِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] قَالَ: «ثُمَّ اسْتَقَامَ» , قَالَ: «لُزُومُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ»

73 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ , ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ , عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ , عَنْ شَمِرِ بْنِ عَطِيَّةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] قَالَ: «لِمَنْ تَابَ مِنَ الشِّرْكِ , وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَدَّى الْفَرَائِضَ , ثُمَّ اهْتَدَى» قَالَ: «لِلسُّنَّةِ»

74 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ , أنبا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الطُّوسِيُّ , ثنا عَلِيُّ بْنُ قُدَامَةَ , ثنا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ , عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] فَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَأُولُو الْعِلْمِ , وَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ فَأَهْلُ الْبِدَعِ وَالضَّلَالَةِ "

75 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أنبا عُمَرُ , أنبا نَصْرٌ , أنبا إِسْحَاقُ , أنبا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ: {§أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] قَالَ: «أَوْلُو الْفِقْهِ وَأُولُو الْعِلْمِ , وَطَاعَةُ الرَّسُولِ اتِّبَاعُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ»

76 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , ثنا وَكِيعٌ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , {§فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] «مَا دَامَ حَيًّا , فَإِذَا قُبِضَ فَإِلَى سُنَّتِهِ»

77 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ , أنبا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ , ثنا الْأَشْجَعِيُّ , ثنا سُفْيَانُ , -[81]- عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: {§أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] قَالَ: «أَهْلُ الْعِلْمِ وَأَهْلُ الْفِقْهِ» , {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59] قَالَ: «كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ , وَلَا تَرُدُّوا إِلَى أُولِي الْأَمْرِ شَيْئًا»

78 - ذَكَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] «يَعْنِي أَهْلَ الْفِقْهِ وَالدِّينِ , وَأَهْلَ طَاعَةِ اللَّهِ الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ مَعَانِيَ دِينِهِمْ , وَيَأْمُرُونَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ , فَأَوْجَبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ طَاعَتَهُمْ عَلَى عِبَادِهِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على التمسك بالكتاب والسنة , وعن الصحابة والتابعين ومن بعدهم , والخالفين لهم من علماء الأمة رضي الله عنهم أجمعين

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَثِّ عَلَى التَّمَسُّكِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ , وَالْخَالِفِينَ لَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ

79 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ , أنبا أَسَدُ بْنُ مُوسَى , أنبا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ , أَنَّهُ سَمِعَ عِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً دَمَعَتْ مِنْهَا الْأَعْيُنُ , وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ , قُلْنَا: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ , فَبِمَ تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: §«قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا , لَا يَرْجِعُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ , وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا , فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ , عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ , وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا , وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُ قِيدَ انْقَادَ» -[83]- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ: لَيْسَ فِي حَدِيثِ ضَمْرَةَ هَذِهِ الْكَلِمَةُ: " وَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ. إِلَى آخِرِهِ

80 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ , أنبا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , ثنا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ , نا ثَوْرٌ ح 81 - وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ , أنبا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الشَّرْقِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ , وَأَبُو عَاصِمٍ , قَالَا: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ , عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ , وَكَانَ مِمَّنْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} [التوبة: 92] الْآيَةَ , قَالَ: فَدَخَلْنَا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ. فَقَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصُّبْحَ يَوْمًا , فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْأَعْيُنُ , وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ , قَالَ: " قُلْنَا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ , كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ , فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ -» قَالَ أَبُو عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ -: «فَأَوْصِنَا» , قَالَ: §«أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا , فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا , وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ , وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ , وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ , فَإِنَّ كُلَّ -[84]- بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» . وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى , وَلَفْظُ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ قَرِيبٌ مِنْهُ

82 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ , ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ , ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ , ح 83 - وأَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ , ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ , ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ , §فَأَحْسَنُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ , وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ , وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

84 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ صَالِحٍ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا §هُمَا اثْنَانِ: الْكَلَامُ وَالْهَدْيُ , فَأَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ , وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ , أَلَا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ , وَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ , أَلَا لَا يَطُولُ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ"

85 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ , حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ الْوَلِيدِ , أنبا أَبُو مُعَاوِيَةَ , ثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §«إِنَّ أَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّ أَحْسَنَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ , وَإِنَّكُمْ سَتُحْدِثُونَ وَيُحْدَثُ لَكُمْ , فَكُلُّ مُحْدَثٍ ضَلَالَةٌ , وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ» . وَأَتَى بِصَحِيفَةٍ فِيهَا حَدِيثٌ قَالَ: " فَأَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ ثُمَّ غُسِلَتْ ثُمَّ أُحْرِقَتْ , ثُمَّ قَالَ: «بِهَذَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ , نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ , أَنْشَدْتُ اللَّهَ رَجُلًا يَعْلَمُهَا عِنْدَ أَحَدٍ إِلَّا أَعْلَمَنِي بِهِ , وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهَا بِدَيْرِ هِنْدٍ لَتَبَلَّغْتُ إِلَيْهَا»

86 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ , ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى , ثنا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ بُرَيْدٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §" إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ , وَإِنِّي النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَاءَ , فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا وَانْطَلَقُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا , وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ , فَأَصْبَحُوا عَلَى مَكَانَتِهِمْ , فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ -[87]- فَأَهْلَكَهُمْ وَاسْتَبَاحَهُمْ , فَذَلِكَ مَثَلِي وَمَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ , وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

87 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ , ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى , ثنا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ بُرَيْدٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا , فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ فَقَبِلَتِ الْمَاءَ وَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ , وَكَانَتْ طَائِفَةٌ مِنْهَا أَجَادِبَ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ؛ فَنَفَعَ شِرْبُهَا النَّاسَ؛ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا , وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً , فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ , وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا , وَلَا تَقَبَّلَ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

88 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ , ثنا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا -[88]- يُوسُفُ بْنُ مُوسَى , ثنا جَرِيرٌ , وَابْنُ فُضَيْلٍ - وَاللَّفْظُ لِجَرِيرِ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيِّ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ , قَالَ: " انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ , وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: " لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا , حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: " يَا ابْنَ أَخِي , وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي , وَقَدُمَ عَهْدِي , وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَرَ , ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ , أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا §أَنَا بَشَرٌ , يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ , وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ , أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ , فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ , فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» . فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ , ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي , أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

89 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ , ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى , ح 90 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا ضَمْرَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ , ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ , ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , -[89]- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا أَبَدًا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا أَوْ عَمِلْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي , فَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَى الْحَوْضِ "

91 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ , ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ الْأَسْوَدِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: §«إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ قَوْمٌ قَرَأُوا هَذَا الْقُرْآنَ وَعَمِلُوا بِسُنَنِهِ , وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا قَوْمٌ عَمِلُوا بِمَا فِيهِ وَإِنْ كَانُوا لَا يَقْرؤُونَهُ , وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ وَثَاقٌ أَوْثَقَ اللَّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ»

92 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَاصِمٍ , ح 93 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , ح -[90]- 94 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ , قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا فَقَالَ: §«هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ» , ثُمَّ خَطَّ فِي جَانِبِهِ خُطُوطًا. زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ حَمَّادٍ " يَمِينًا وَشِمَالًا , ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ» , زَادَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , «مُتَفَرِّقَةٌ , عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو» ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ". وَهَذَا لَفْظُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَابْنِ زِيَادٍ

95 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ , أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ , ثنا حَفْصٌ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا فَقَالَ: «§هَذَا سَبِيلٌ» , ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا فَقَالَ: " هَذِهِ سُبُلُ الشَّيْطَانِ , فَمَا مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهَا -[91]- شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ النَّاسَ , فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ , وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ , مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ وَأَخَذَ بِهِ كَانَ عَلَى الْهُدَى , وَمَنْ تَرَكَهُ وَأَخْطَأَهُ كَانَ عَلَى الضَّلَالَةِ , وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَهْلِ بَيْتِي , {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] "

96 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ , ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام: 153] , وَقَالَ: §«عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»

97 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , أنبا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ -[92]- الْحَضْرَمِيُّ , ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ أَوْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح 98 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَسَاوِيُّ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ , أنبا الشَّافِعِيُّ , أنبا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , أنبا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ: مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ " -[93]-. زَادَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ سُفْيَانُ: " وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. قُلْتُ: " وَذِكْرُ نَصْرٍ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ فِي الْإِسْنَادِ وَهْمٌ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ وَغَيْرُهُمَا عَنْ سُفْيَانَ مِثْلَ رِوَايَةِ الشَّافِعِيِّ , وَهُوَ الصَّوَابُ

99 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ , أنبا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ , قَالَ: §«كَانَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ , يُعَلِّمُهُ إِيَّاهَا كَمَا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ»

100 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ , ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ , ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ , قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخُنَا الْقَدِيمُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ , قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ يَدْعُوهُ , فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ: كَيْفَ كَانَ عُمَرُ يَقُولُ؟ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَقُولُ: §«إِنَّ أَصْدَقَ الْقِيلِ قِيلُ اللَّهِ , أَلَا وَإِنَّ أَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ , وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا , وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ ضَلَالَةٌ , أَلَا وَإِنَّ النَّاسَ بِخَيْرٍ مَا أَخَذُوا الْعِلْمَ عَنْ أَكَابِرِهِمْ , وَلَمْ يَقُمِ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ , فَإِذَا قَامَ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ فَقَدْ»

101 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , أنبا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ , عَنْ مُغِيرَةَ السَّرَّاجِ , وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ , وَإِسْرَائِيلَ , وَمَطَرٍ , وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيِّ , وَشَرِيكٍ , وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §«لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ كُبَرَائِهِمْ , فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ أَصَاغِرِهِمْ هَلَكُوا»

102 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَنْجُوَيْهِ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ الْحَجَّاجِ الْمُقْرِئُ الْقَزْوِينِيُّ , ثنا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ , ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ , ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ , عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْجُمَحِيِّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُلْتَمَسَ الْعِلْمُ عِنْدَ الْأَصَاغِرِ» . قَالَ مُوسَى: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الْأَصَاغِرُ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ

103 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْهَرَوِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: §«لَا يَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ كُبَرَائِهِمْ» مَعْنَاهُ أَنَّ الصَّغِيرَ إِذَا أَخَذَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ كَبِيرٌ , وَالشَّيْخُ الْكَبِيرُ إِنْ أَخَذَ بِقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ وَتَرَكَ السُّنَنَ فَهُوَ صَغِيرٌ "

104 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ , ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ , وَمُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ , قَالَا: ثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ» . زَادَ مُحَاضِرٌ: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»

105 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ , أنبا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ , ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ح 106 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُمَيْدٍ الْبَزَّازُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ , ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ , ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §«إِنَّا نَقْتَدِي وَلَا نَبْتَدِي , وَنَتَّبِعُ وَلَا نَبْتَدِعُ , وَلَنْ نَضِلَّ مَا -[97]- تَمَسَّكْنَا بِالْأَثَرِ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

107 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ , ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ , ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ , ثنا سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ , ثنا وَاصِلُ بْنُ حَيَّانَ الْأَحْدَبُ , عَنْ عَاتِكَةَ بِنْتِ جَزْءٍ , قَالَتْ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الدَّجَّالِ , قَالَ لَنَا: §«لَغَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنَ الدَّجَّالِ , أُمُورٌ تَكُونُ مِنْ كُبَرَائِكُمْ فَأَيُّمَا مُرَيَّةٍ أَوْ رُجَيْلٍ أَدْرَكَ ذَاكَ الزَّمَانَ , فَالسَّمْتَ الْأَوَّلَ السَّمْتَ الْأَوَّلَ , فَأَمَّا الْيَوْمَ عَلَى السُّنَّةِ»

108 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا أَيُّوبُ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , قَالَ: §«عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ , وَقَبْضُهُ أَنْ يَذْهَبَ أَهْلُهُ» أَوْ قَالَ: أَصْحَابُهُ. وَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ , فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يَفْتَقِرُ إِلَيْهِ أَوْ يَفْتَقِرُ إِلَى مَا عِنْدَهُ , وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَقَدْ نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ , فَعَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ , وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ , وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ , وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ , وَعَلَيْكُمْ بِالْعَتِيقِ»

109 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حُمَيْدٍ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ , ثنا حَمَّادُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَزْهَرُ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , -[98]- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: §«كَانُوا يَرَوْنَهُ عَلَى الطَّرِيقِ مَا دَامَ عَلَى الْأَثَرِ»

110 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , ثنا أَزْهَرُ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: §«كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ مَا كَانُوا عَلَى الْأَثَرِ»

111 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , ثنا أَزْهَرُ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , ح 112 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أنبا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: سَمِعْتُ شَاذَّ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: §«لَيْسَ طَرِيقٌ أَقْصَدَ إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ طَرِيقِ مَنْ سَلَكَ الْآثَارَ»

113 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , ثنا عَبْدَانُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ , قَالَ سُفْيَانُ: §«وَجَدْتُ الْأَمْرَ الِاتِّبَاعَ»

114 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , أنبا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ -[99]- بْنِ إِسْحَاقَ , ثنا الْعَلَاءُ بْنُ سَالِمٍ , أنبا أَبُو مُعَاوِيَةَ , أنبا الْأَعْمَشُ , عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: §«الِاقْتِصَادُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ»

115 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ , ثنا الْمُغِيرَةُ , ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , قَالَ: §«اقْتِصَادٌ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ اجْتِهَادٍ فِي بِدْعَةٍ»

116 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أنبا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ , وَأَدْرَكْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ , وَأَدْرَكْتُ شَدَّادَ بْنَ أُوَيْسٍ وَوَعَيْتُ عَنْهُ , وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ , فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ يَجْلِسُهُ: §" اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ , هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ , إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ , وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ , فَيُوشِكُ الرَّجُلُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ فَيَقُولَ: قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَمَا , لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ؟ ثُمَّ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ. وَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ؛ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ , وَاتَّقُوا زَيْغَةَ الْحَكِيمِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ الضَّلَالَةَ , وَيُلْقِي الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ -[100]- الْحَقِّ ". قَالَ: قُلْنَا: " وَمَا يُدْرِينَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الْمُنَافِقَ يُلْقِي كَلِمَةَ الْحَقِّ , وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ كَلِمَةَ الضَّلَالَةِ؟ قَالَ: " اجْتَنِبُوا مِنْ كَلَامِ الْحَكِيمِ كُلَّ مُتَشَابِهٍ , الَّذِي إِذَا سَمِعْتَهُ قُلْتَ: مَا هَذَا؟ وَلَا يَنْأَ بِكَ ذَلِكَ عَنْهُ , فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجِعَ وَيُلْقِيَ الْحَقَّ إِذَا سَمِعَهُ , فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا "

117 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: §" أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ , وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ , فَيَقْرَأَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ , حَتَّى يَقُولَ الرَّجُلُ: قَدْ قَرَأَتُ الْقُرْآنَ وَلَا أَرَى النَّاسَ يَتَّبِعُونِي , أَفَلَا أَقْرَؤُهُ عَلَيْهِمْ عَلَانِيَةً؟ قَالَ: فَيَقْرَؤُهُ عَلَانِيَةً , فَلَا يَتَّبِعُهُ أَحَدٌ , فَيَقُولُ: قَدْ قَرَأْتُهُ عَلَانِيَةً فَلَا أَرَاهُمْ يَتَّبِعُونِي. فَيَتَّخِذُ مَسْجِدًا فِي دَارِهِ " , أَوْ قَالَ: «فِي بَيْتِهِ , فَيَبْتَدِعُ فِيهِ قَوْلًا» , أَوْ قَالَ: «حَدِيثًا لَيْسَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَلَا مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ , فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ»

118 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أنبا عَلِيٌّ , ثنا حَمَّادٌ , عَنْ خَالِدٍ , قَالَ: مَرَّ أَبُو قِلَابَةَ بِرَجُلٍ قَدِ اتَّخَذَ مَسْجِدًا فِي دَارِهِ , فَقَالَ: §«رَحِمَ اللَّهُ -[101]- مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ , رَحِمَ اللَّهُ مُعَاذًا»

119 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ , ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: §«اتَّقُوا اللَّهَ يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ , خُذُوا طَرِيقَ مَنْ قَبْلَكُمْ , فَوَاللَّهِ لَئِنْ سَبَقْتُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا , وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا»

120 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , حَدَّثَنِي مَوْلًى لِابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى حُذَيْفَةَ , فَقَالَ: «اعْهَدْ إِلَيَّ» . فَقَالَ: «§أَلَمْ يَأْتِكَ الْيَقِينُ؟» قَالَ: «بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّي» . قَالَ: «فَاعْلَمْ أَنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةٍ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ , وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ , وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ تَعَالَى , فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ»

121 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ , ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ , ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ , حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ سَأَلَ غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ عَنِ الْقَصَصِ وَرَفْعِ الْأَيْدِي عَلَى الْمَنَابِرِ , فَقَالَ غُضَيْفٌ: " إِنَّهُمَا لَمِنْ أَمْثَلِ مَا أَحْدَثْتُمْ , وَإِنِّي لَا أُجِيبُكَ إِلَيْهِمَا؛ لِأَنِّي حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَا مِنْ أُمَّةٍ تُحْدِثُ فِي دِينِهَا بِدْعَةً إِلَّا ضَاعَتْ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ» . فَالتَّمَسُّكُ بِالسُّنَّةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُحْدِثَ بِدْعَةً

122 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ , ثنا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي عَمَّارٍ , عَنْ صِلَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: §«يَجِيءُ قَوْمٌ يَتْرُكُونَ مِنَ السُّنَّةِ مِثْلَ هَذَا» - يَعْنِي مَفْصِلَ الْأُصْبُعِ - «فَإِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ جَاءُوا بِالطَّامَّةِ الْكُبْرَى , وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ كِتَابٍ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَوَّلَ مَا يَتْرُكُونَ السُّنَّةُ , وَإِنَّ آخِرَ مَا يَتْرُكُونَ -[103]- الصَّلَاةُ , وَلَوْلَا أَنَّهُمْ يَسْتَحْيُونَ لَتَرَكُوا الصَّلَاةَ»

123 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رَبَاحٍ , ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ , ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: §" كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَلْبَسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ , وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ , إِذَا تُرِكَ مِنْهَا شَيْءٌ قِيلَ: تُرِكَتِ السُّنَّةُ ". قِيلَ: مَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: ذَلِكَ إِذَا ذَهَبَ عُلَمَاؤُكُمْ , وَكَثُرَتْ جُهَّالُكُمْ , وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ , وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ , وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ , وَتُفُقِّهَ لِغَيْرِ الدِّينِ "

124 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ , ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ , ثنا مَهْدِيٌّ الْعَبْدِيُّ , عَنْ ح 125 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , أنبا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ , ثنا عَفَّانُ , ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ السَّدُوسِيُّ , ثنا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ الْعَبْدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: §«مَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ عَامٌ إِلَّا أَحْدَثُوا فِيهِ بِدْعَةً وَأَمَاتُوا سُنَّةً , حَتَّى تَحْيَا الْبِدَعُ وَتَمُوتَ السُّنَنُ» . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «حَتَّى تَظْهَرَ الْبِدَعُ»

126 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , أنبا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا أَبِي , أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , ثنا شَبَابَةُ , ثنا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: §«كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ , وَإِنْ رَآهَا النَّاسُ حَسَنَةً»

127 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ , قَالَ: §«إِنَّ أَوَّلَ ذَهَابِ الدِّينِ تَرْكُ السُّنَّةِ , يَذْهَبُ الدِّينُ سُنَّةً سُنَّةً , كَمَا يَذْهَبُ الْحَبْلُ قُوَّةً قُوَّةً»

128 - وَقَالَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: §«مَا ابْتُدِعَتْ بِدْعَةٌ إِلَّا ازْدَادَتْ مُضِيًّا , وَلَا تُرِكَتْ سُنَّةٌ إِلَّا ازْدَادَتْ هَوِيًّا»

129 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , ثنا الْحَسَنُ , ثنا يَعْقُوبُ , ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ , ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ , قَالَ: §«مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ بِدْعَةً فِي دِينِهِمْ إِلَّا نَزَعَ اللَّهُ مِنْ سُنَّتِهِمْ مِثْلَهَا , ثُمَّ لَا يُعِيدُهَا عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

130 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , ثنا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابٍ الْكَبِيرُ , ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعٌ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , -[105]- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: §«أَلَا لَا يُقَلِّدَنَّ أَحَدُكُمْ دِينَهُ رَجُلًا , إِنْ آمَنَ آمَنَ وَإِنْ كَفَرَ كَفَرَ , فَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ مُقْتَدِينَ فَبِالْمَيِّتِ , فَإِنَّ الْحَيَّ لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ»

131 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ , ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: §«لَا تُقَلِّدُوا دِينَكُمُ الرِّجَالَ , فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَبِالْأَمْوَاتِ لَا بِالْأَحْيَاءِ»

132 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , ح 133 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , أنبا يَزِيدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَزَّارُ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ السَّابَاطِيُّ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ , ثنا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ طَاوُسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ: أَنْتَ عَلَى مِلَّةِ عَلِيٍّ؟ قَالَ: «لَا , وَلَا عَلَى مِلَّةِ عُثْمَانَ , وَلَكِنِّي §عَلَى مِلَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ قَرِيبٌ

134 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ , أنبا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ , ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ , حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , -[106]- عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ: §«سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُلَاةُ الْأَمْرِ بَعْدَهُ سُنَنًا , الْأَخْذُ بِهَا تَصْدِيقٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَاسْتِكْمَالٌ لِطَاعَتِهِ , وَقُوَّةٌ عَلَى دِينِ اللَّهِ , لَيْسَ لِأَحَدٍ تَغْيِيرُهَا وَلَا تَبْدِيلُهَا , وَلَا النَّظَرُ فِي رَأْيِ مَنْ خَالَفَهَا , فَمَنِ اقْتَدَى بِمَا سَنُّوا اهْتَدَى , وَمَنِ اسْتَبْصَرَ بِهَا أَبْصَرَ , وَمَنْ خَالَفَهَا وَاتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَوَلَّاهُ وَأَصْلَاهُ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا»

136 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أنبا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ , ثنا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى , ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , قَالَ: " كَانَ مَنْ مَضَى مِنْ عُلَمَائِنَا يَقُولُ: §«الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ , وَالْعِلْمُ يُقْبَضُ سَرِيعًا , فَنَعْشُ الْعِلْمِ ثَبَاتُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا , وَذَهَابُ الْعُلَمَاءِ ذَهَابُ ذَلِكَ كُلِّهِ»

137 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , أنبا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا يَعْقُوبُ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , حَدَّثَنِي اللَّيْثُ , حَدَّثَنِي يُونُسُ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , بَلَغَنَا عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: §«الِاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ , وَالْعِلْمُ يُقْبَضُ قَبْضًا سَرِيعًا , فَنَعْشُ الْعِلْمِ ثَبَاتُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا , وَذَهَابُ ذَلِكَ كُلِّهِ فِي ذَهَابِ الْعِلْمِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على اتباع الجماعة والسواد الأعظم , وذم تكلف الرأي والرغبة عن السنة , والوعيد في مفارقة الجماعة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَثِّ عَلَى اتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ وَالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ , وَذَمِّ تَكَلُّفِ الرَّأْيِ وَالرَّغْبَةِ عَنِ السُّنَّةِ , وَالْوَعِيدِ فِي مُفَارَقَةِ الْجَمَاعَةِ

138 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ -[108]- مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاللَّهِ §إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ , مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ سَعِيدٍ

139 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُغِيرَةُ , كِلَاهُمَا عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , ح 140 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , -[109]- قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ وَحُصَيْنٍ

141 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ , عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»

142 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَيْرُوزَ الْأَنْمَاطِيُّ , قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ , عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ , عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَوْتُهُ -[110]- جَاهِلِيَّةٌ , وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لَا يَتَحَاشَا مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي , وَمَنْ مَاتَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ فَمَوْتُهُ جَاهِلِيَّةٌ» . وَاللَّفْظُ لِعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادٍ عَنْ أَيُّوبَ

143 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ , قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ , عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ , قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنْ جَاءَ إِلَى أُمَّتِي وَهُمْ جَمِيعٌ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ فَاقْتُلُوهُ كَائِنًا مَا كَانَ»

144 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَلَّى , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْعَامِرِيُّ , عَنِ الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ , قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ , فَإِذَا شَذَّ الشَّاذُّ مِنْهُمُ اخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِينُ , كَمَا -[111]- يَخْتَطِفُ الشَّاةَ ذِئْبُ الْغَنَمِ»

145 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى , قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ , ح 146 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ , ح 147 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ , حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَأْتِي أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ» . حَدِيثٌ ثَابِتٌ: «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَيَزِيدُونَ عَلَيْهَا مِلَّةً» -[112]-. قَالَ فِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ: «وَأُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً , كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً» . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هِيَ؟ وَفِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ , فَقِيلَ لَهُ: مَنِ الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» . وَفِي حَدِيثٍ ثَابِتٍ فَقَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»

148 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ , قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ الْأَوْزَاعِيَّ حَدَّثَهُ أَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً» . فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هَذِهِ الْوَاحِدَةُ؟ فَقَبَضَ يَدَهُ وَقَالَ: «الْجَمَاعَةُ , فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»

149 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ -[113]- بْنُ سُفْيَانَ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ , قَالَ يَعْقُوبُ: وَقَرَأْتُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يُوسُفَ , حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ , وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ , قَالَ: «الْجَمَاعَةُ»

150 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو , عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ , قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ , فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ صَلَّيْنَا صَلَاةَ الظُّهْرِ بِمَكَّةَ , ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً , وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ مِلَّةً» , يَعْنِي الْأَهْوَاءَ , «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً , -[114]- وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» . وَقَالَ: «إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يُتَجَارَى بِهِمْ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ , فَلَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ»

151 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ نَافِعٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي السُّلَيْكِ , عَنْ أَبِي غَالِبٍ , قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَجِيءَ بِرُؤُوسِ الْخَوَارِجِ فَنُصِبَتْ عَلَى أَعْوَادٍ , فَجِئْتُ لَأَنْظُرُ فِيهَا , فَإِذَا أَبُو أُمَامَةَ -[115]- عِنْدَهَا فَدَنَوْتُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا , ثُمَّ قَالَ: §«كِلَابُ النَّارِ» - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - «شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ , وَمَنْ قَتَلُوهُ خَيْرُ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ» . قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ اسْتَبْكَى فَقُلْتُ: «يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا الَّذِي يُبْكِيكَ؟» , قَالَ: «كَانُوا عَلَى دِينِنَا» . فَذَكَرَ مَا هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ لَهُ: " شَيْءٌ تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ أَمْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - «لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا» - إِلَى السَّبْعِ - " لَمَا حَدَّثْتُكُمُوهُ , أَمَا تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , ثُمَّ قَالَ: " اخْتَلَفَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , سَبْعُونَ فِرْقَةً فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ , وَاخْتَلَفَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , وَاحِدَةٌ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَفِرْقَةٌ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ , فَقَالَ: تَخْتَلِفُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً , اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ". قُلْنَا: انْعَتْهُمْ لَنَا قَالَ: «السَّوَادُ الْأَعْظَمُ»

152 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ , قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ زُرَيْرٍ , -[116]- عَنْ أَبِي غَالِبٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ , وَكَانَ أَحَدَ بَاهِلَةَ , وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِحِمْصَ , فَالْتَقَيْتُ أَنَا وَهُوَ وَقَدْ جِيءَ بِخَمْسِينَ وَمِائَةِ رَأْسٍ مِنْ رُءُوسِ الْأَزَارِقَةِ , فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ الْمَسْجِدِ , فَخَرَجَ , فَلَمَّا رَأَى الرُّؤُوسَ , قَالَ: «يَا سُبْحَانَ اللَّهِ , مَا يَعْمَلُ الشَّيْطَانُ بِأَهْلِ الْإِسْلَامِ» . ثُمَّ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ , ثُمَّ قَالَ: «كِلَابُ النَّارِ , كِلَابُ النَّارِ» . قُلْتُ: «يَا أَبَا أُمَامَةَ هَؤُلَاءِ هُمْ؟» قَالَ: «نَعَمْ» . قُلْتُ: «شَيْءٌ تَقُولُهُ , أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» قَالَ: «إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وَأَهْوَى بِأُصْبُعَيْهِ بِأُذُنَيْهِ , «لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا» , حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مِرَارٍ بِيَدِهِ , " لَمَا تَكَلَّمْتُ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ , وَأُمَّتِي تَزِيدُ عَلَيْهَا , كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ»

153 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ , عَنْ أَبِي خَلَفٍ الْمَكْفُوفِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ أُمَّتِي -[118]- لَا تَجْتَمِعُ عَلَى الضَّلَالَةِ , فَإِذَا رَأَيْتُمُ الِاخْتِلَافَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ»

154 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغُ , قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَنِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يَجْمَعُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَلَى ضَلَالَةٍ أَبَدًا» . قَالَ: «يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ , فَاتَّبِعُوا الْسَّوَادَ الْأَعْظَمَ , فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ»

155 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى , قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ زِرٍّ , قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بِالشَّامِ , فَقَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي فِيكُمْ , فَقَالَ: §«اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يُعَجِّلَ الرَّجُلُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا , وَبِالْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا , فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ , فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ , وَمِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ , فَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ»

156 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ ابْنِ آدَمَ كَذِئْبِ الْغَنَمِ , يَأْتِي إِلَيْهَا فَيَأْخُذُ الشَّاذَّةَ وَالْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ»

157 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ , عَنْ جَدِّهِ مَمْطُورٍ , عَنِ الْحَارِثِ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِالْجَمَاعَةِ , وَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْجَمَاعَةِ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ»

158 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ , قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: ح 159 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ , فَإِنَّهُمَا السَّبِيلُ فِي الْأَصْلِ إِلَى حَبْلِ اللَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ , وَإِنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ»

160 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ يَعْنِي ابْنَ حَمَّادٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ , عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَوَقَعَ حُبُّهُ فِي قَلْبِي , فَلَزِمْتُهُ حَتَّى وَارَيْتُهُ فِي التُّرَابِ بِالشَّامِ , ثُمَّ لَزِمْتُ أَفْقَهَ النَّاسِ بَعْدَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ , فَذُكِرَ يَوْمًا عِنْدَهُ -[122]- تَأْخِيرُ الصَّلَاةِ عَنْ وَقْتِهَا , فَقَالَ: «صَلُّوهَا فِي بُيُوتِكُمْ , وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ سُبْحَةً» . قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: " فَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «وَكَيْفَ لَنَا بِالْجَمَاعَةِ؟» فَقَالَ لِي: «يَا عَمْرُو بْنَ مَيْمُونٍ , إِنَّ جُمْهُورَ الْجَمَاعَةِ هِيَ الَّتِي تُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ , إِنَّمَا §الْجَمَاعَةُ مَا وَافَقَ طَاعَةَ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ»

161 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , يَعْنِي أَبَاهُ , يَقُولُ: «وَاللَّهِ §مَا فَارَقَ رَجُلٌ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا» , وَهُوَ يَشْبُرُ - الصَّوَابُ بِشِينٍ مُعْجَمَةٍ - عِنْدَ فَخِذِهِ , «إِلَّا فَارَقَ الْجَمَاعَةَ»

162 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ حِينَ خَرَجَ فَنَزَلَ فِي طَرِيقِ الْقَادِسِيَّةِ , فَقُلْنَا: «اعْهَدْ إِلَيْنَا فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ وَقَعُوا فِي الْفِتْنَةِ فَلَا نَدْرِي أَنَلْقَاكَ بَعْدَ الْيَوْمِ أَمْ لَا» . فَقَالَ: §«اتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ , وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتَهُ عَلَى الضَّلَالَةِ»

163 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ , قَالَ: خَرَجَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ يُشَيِّعُونَهُ حَتَّى بَلَغَ الْقَادِسِيَّةَ , فَلَمَّا ذَهَبُوا يُفَارِقُونَهُ , قَالُوا: «رَحِمَكَ اللَّهُ , إِنَّكَ -[123]- قَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا وَشَهِدْتَ خَيْرًا , حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ» . قَالَ: «أَجَلْ , رَأَيْتُ خَيْرًا وَشَهِدْتُ خَيْرًا , وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ أُخِّرْتُ لِهَذَا الزَّمَانِ لِشَّرٍ يُرَادُ بِي , §فَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ , فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلَالَةٍ , وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ»

164 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ , قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادًا يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ , قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ: §«رُبَّ أَيَّامٍ أَتَانِي الْمَوْتُ لَمْ أَشُكَّ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ خَالَطْتُ أَشْيَاءَ لَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا مِنْهَا» . قَالَ: وَأَوْصَى أَبَا مَسْعُودٍ فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِمَا تَعْرِفُ , وَلَا تَلَوَّنْ فِي أَمْرِ اللَّهِ»

165 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , ح 166 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ , عَنِ ابْنِ جَابِرٍ , عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ , أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَطَبَهُمْ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ , لَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ» . قَالَ عُمَيْرُ -[124]- بْنُ هَانِئٍ: قَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: " سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: " وَهُمْ بِالشَّامِ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " هَذَا مَالِكٌ السَّكْسَكِيُّ زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: «وَهُمْ بِالشَّامِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

167 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ , قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

168 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , ح 169 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الدَّجَّالَ» . وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ: «ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ , وَيَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» -[125]-. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ

170 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الدِّينِ عَزِيزَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

171 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ , قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ , عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يَزَالُ عِصَابَةٌ مِنَ النَّاسِ لَا يَضُرُّهُمُ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ»

172 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»

173 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ بْنِ سَهْلٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ , قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ , قَالَ: قَالَ أَبُو عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ , فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» . قُلْنَا: «مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟» قَالَ: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ حِينَ يُفْسِدُ النَّاسُ»

174 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ , قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ الصَّوَّافُ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الْإِسْلَامُ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ , فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» . قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْغُرَبَاءُ؟» قَالَ: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ»

175 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ , عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ , قَالُوا: مَا أَحْسَنَهُ , مَا أَبْيَنَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا كُنْتُمْ مِنْ دِينِكُمْ فِي مِثْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ , لَا يُبْصِرُهُ مِنْكُمْ إِلَّا الْبَصِيرُ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن مناظرة أهل البدع وجدالهم والمكالمة معهم والاستماع إلى أقوالهم المحدثة وآرائهم الخبيثة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنْ مُنَاظَرَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَجِدَالِهِمْ وَالْمُكَالَمَةِ مَعَهُمْ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَى أَقْوَالِهِمُ الْمُحْدَثَةِ وَآرَائِهِمُ الْخَبِيثَةِ

176 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنِ الْأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ , فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَثْرَةُ سُؤَالِهِمْ , وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ , فَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ , وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

177 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ الْوَاسِطِيِّ , عَنْ أَبِي غَالِبٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» ثُمَّ قَرَأَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] "

178 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَنْجُوَيْهِ الْقَطَّانُ الْقَزْوِينِيُّ بِالرَّيِّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْمُعَدِّلُ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي غَسَّانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَرَفَةُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْمِصِّيصِيِّ , عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ , عَنْ قَتَادَةَ: " {§وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الحج: 3] قَالَ: «صَاحِبُ بِدْعَةٍ يَدْعُو إِلَى بِدْعَتِهِ»

179 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ , ح 180 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ: " أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَسَمِعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَخَرَجَ فَكَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ , فَقَالَ: §«بِهَذَا أُمِرْتُمْ أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا هَلَكَتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا , فَانْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ فَاعْمَلُوا بِهِ , وَانْظُرُوا الَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا عَنْهُ»

181 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ السِّجِسْتَانِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ , 182 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ» . فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «مِرَايٌ»

183 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي , قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِيَّاكُمْ وَثَلَاثَةً: زَلَّةَ عَالِمٍ , وَجِدَالَ الْمُنَافِقِ بِالْقُرْآنِ , وَدُنْيَا تُقَطِّعُ أَعْنَاقَكُمْ , فَأَمَّا زَلَّةُ الْعَالِمِ فَلَا تُقَلِّدُوهُ دِينَكُمْ , وَإِنْ زَلَّ فَلَا تَقْطَعُوا عَنْهُ أَنَاتَكُمْ , وَأَمَّا جِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّ لِلْقُرْآنِ مَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ , فَمَا عَرَفْتُمْ فَخُذُوهُ , وَمَا أَنْكَرْتُمْ فَرَدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ , وَأَمَّا دُنْيَا تُقَطِّعُ أَعْنَاقَكُمْ فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ الْغِنَى فَهُوَ الْغَنِيُّ "

184 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ -[132]- الْعَلَاءِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ , وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ "

185 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا , وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا , وَأَنْ تُنَاصِحُوا لِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَكُمْ. وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ , وَإِضَاعَةَ الْمَالِ , وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ "

186 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ - فِي أَصْلِ الطُّرَيْثِيثِيِّ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ - عَنْ -[133]- حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ , عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ عُمَرَ , قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ»

187 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: " تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7] حَتَّى بَلَغَ: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269] , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ , أُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

188 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , ح 189 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ , قَالَ -[134]-: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ , قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْمَدِينَةُ» - يَعْنِي: حَرَامٌ - «مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ , فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا مُحْدَثًا أَوْ أَوَى فِيهِ؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

190 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , ح 191 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

192 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ , فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

193 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ الصَّيْرَفِيُّ , قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَتُسْتَفْتَوُنَّ حَتَّى يَقُولَ أَحَدُكُمْ: هَذَا اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ , فَمَنْ خَلْقَهُ؟ "

194 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَوْكَرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ , قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ الْأَصَمَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيَسْأَلَنَّكُمُ النَّاسُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يَقُولُوا: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ شَيْءٍ , فَمَنْ خَلْقَهُ؟ " -[136]-. قَالَ يَزِيدُ: فَحَدَّثَنِي نَجَبَةُ بْنُ صَبِيغٍ الْأَسْلَمِيُّ أَنَّهُ رَأَى رَكْبًا أَتَوْا أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ , مَا حَدَّثَنِي خَلِيلِي بِشَيْءٍ إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَنْتَظِرُهُ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

195 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَزَالُونَ حَتَّى يُقَالَ لَكُمْ: هَذَا اللَّهُ خَلَقَنَا , فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ ". فَجَعَلْتُ أُصْبُعَيَّ فِي أُذُنَيَّ , ثُمَّ صَرَخْتُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ , {اللَّهُ أَحَدٌ , اللَّهُ الصَّمَدُ , لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا} [الإخلاص: 2] أَحَدٌ

196 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: §«إِيَّاكُمْ وَمَا يُحْدِثُ النَّاسُ مِنَ -[137]- الْبِدَعِ , فَإِنَّ الدِّينَ لَا يَذْهَبُ مِنَ الْقُلُوبِ بِمَرَّةٍ , وَلَكِنَّ الشَّيْطَانَ يُحْدِثُ لَهُ بِدَعًا حَتَّى يُخْرِجَ الْإِيمَانَ مِنْ قَلْبِهِ , وَيُوشِكُ أَنْ يَدَعَ النَّاسُ مَا أَلْزَمَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَرْضِهِ فِي الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ , وَيَتَكَلَّمُونَ فِي رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ , فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلْيَهْرُبْ» . قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَإِلَى أَيْنَ؟ " قَالَ: «إِلَى لَا أَيْنَ» . قَالَ: «يَهْرَبُ بِقَلْبِهِ وَدِينِهِ , لَا يُجَالِسُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ»

197 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , قَالَ: §«إِذَا تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي رَبِّهِمْ وَفِي الْمَلَائِكَةِ ظَهَرَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَقَدَّمَهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ»

198 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ , قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ الْمَفْلُوجُ الْبَصْرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: §إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكَ ثَلَاثَةً مِنْ بَعْدِي: زَلَّةَ عَالِمٍ , وَجِدَالَ مُنَافِقٍ فِي الْقُرْآنِ , وَالْقُرْآنُ حَقٌّ , وَعَلَى الْقُرْآنِ مَنَارٌ كَمَنَارِ الطَّرِيقِ , فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَخُذُوهُ , وَمَنْ لَمْ يَكُنْ غَنِيًّا مِنَ الدُّنْيَا فَلَا دِينَ لَهُ ". قَالَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ فَسَأَلْتُ أَبِي: «مَا يَعْنِي بِهَذَا؟» فَقَالَ: " سَأَلْنَاهُ , فَقَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا عَمَلٌ صَالِحٌ فَلَا دِينَ لَهُ

199 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , -[138]- قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الرَّبِيعِ , عَنْ قَيْسٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: " §قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: «إِنَّ نَجْدَةَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا» , فَجَعَلَ لَا يَسْمَعُ مِنْهُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَقَعَ فِي قَلْبِهِ مِنْهُ شَيْءٌ

200 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْأَزْدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ , قَالَ: §«مَا كَانَ شِرْكٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ بَدْؤُهُ تَكْذِيبًا بِالْقَدَرِ , وَلَا أَشْرَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بَدْؤُهُ تَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ , وَإِنَّكُمْ سَتُبْلَوْنَ بِهِمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ , فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ فَلَا تُمَكِّنُوهُمْ مِنَ الْمَسْأَلَةِ فَيُدْخِلُوا عَلَيْكُمُ الشُّبُهَاتِ»

201 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ , -[139]- عَنْ عُمَرَ: §«إِيَّاكُمْ وَأَصْحَابَ الرَّأْيِ , فَإِنَّهُمْ أَعْدَاءُ السُّنَنِ , أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَحْفَظُوهَا فَقَالُوا بِالرَّأْيِ , فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»

202 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءُ , قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْأَشَجِّ , أَنَّ عُمَرَ قَالَ: §«سَيَأْتِي أُنَاسٌ سَيُجَادِلُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ , خُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ»

203 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: §«سَيَأْتِي قَوْمٌ يُجَادِلُونَكُمْ فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ»

204 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , ح 205 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ بْنِ قَيْسٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ -[140]- الزُّهْرِيِّ , عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَتَى حُنَيْنًا فَمَرُّوا بِشَجَرَةٍ يُعَلِّقُ الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ , فَقَالُوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ , اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ» . فَقَالَ: " §اللَّهُ أَكْبَرُ , هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138] , لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ". لَفْظُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَزِيرِ

206 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْأَنْطَاكِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , -[141]- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا فَشِبْرًا وَذِرَاعًا فَذِرَاعًا , حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ» . قَالُوا: «وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟» قَالُوا: «أَهْلُ الْكِتَابِ؟» قَالَ: «فَمَهْ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

207 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ شَقِيقٍ , قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ بِصِفِّينَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ , فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَدَدْتُهُ , وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمْرٍ قَطُّ إِلَّا أَسْهَلْنَ إِلَى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ إِلَّا أَمْرَكُمْ هَذَا» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

208 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , -[142]- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى , قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعُمَيْرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ , أَنَّهُ قَالَ: اتَّهِمُوا الرَّأْيَ عَلَى الدِّينِ , فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرُدُّ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْيِي اجْتِهَادًا , وَوَاللَّهِ مَا آلُو عَنِ الْحَقِّ وَذَلِكَ يَوْمَ أَبِي جَنْدَلٍ وَالْكُفَّارُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُ مَكَّةَ , فَقَالَ: " §اكْتُبُوا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". فَقَالُوا: " إِنَّا قَدْ صَدَّقْنَاكَ بِمَا تَقُولُ , وَلَكِنْ تَكْتُبُ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ". قَالَ: " فَرَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَيْتُ عَلَيْهِمْ , حَتَّى قَالَ: «يَا عُمَرُ تَرَانِي قَدْ رَضِيتُ وَتَأْبَى؟» قَالَ: «فَرَضِيتُ»

209 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّبِيعِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

210 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ , -[143]- قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ أَبُو قَحْذَمٍ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا , وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا , وَإِذَا ذُكِرَ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا»

211 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ , عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ: §«إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ فَإِنَّهَا تَمْحَقُ الدِّينَ»

212 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَرِيرِيُّ , قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: §«أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ وَنَهَاهُمْ عَنِ الِاخْتِلَافِ وَالْفُرْقَةِ , وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ»

213 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَلُّوَيْهِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ -[144]- بْنُ أَبِي حَكِيمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا شَقِيقٌ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ أَبِي يَعْلَى , عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , قَالَ: §«لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ خُصُومَاتُ النَّاسِ فِي رَبِّهِمْ»

214 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَاصِمٍ , قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: §«إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَهْوَاءَ الَّتِي تُلْقِي بَيْنَ النَّاسِ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ» . فَحَدَّثْتُ الْحَسَنَ فَقَالَ: " صَدَقَ وَنَصَحَ. فَحَدَّثْتُ بِهِ حَفْصَةَ بِنْتَ سِيرِينَ فَقَالَتْ: " يَا بَاهِلِيُّ أَنْتَ حَدَّثْتَ بِهَذَا مُحَمَّدًا؟ قُلْتُ: " لَا. قَالَتْ: «فَحَدِّثْهُ إِذًا»

215 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ الْقُرَشِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبٌ , عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ: " يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُخَاصِمَكَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: §«إِلَيْكَ عَنِّي , فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ دِينِي , وَإِنَّمَا يُخَاصِمُكَ الشَّاكُّ فِي دِينِهِ»

216 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أَخْبَرَنَا عُمَرُ , قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §«مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ الشَّكَّ» . أَوْ قَالَ: «يُكْثِرُ التَّحَوُّلَ»

217 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ بَشَّارٍ الْأَنْبَارِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَصْمَعِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: §«مَا كَانَ جَدَلٌ إِلَّا أَتَى بَعْدَهُ جَدَلٌ يُبْطِلُهُ»

218 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى الْبَزَّازُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ , قَالَ: " قُلْتُ لِلْحَكَمِ - يَعْنِي ابْنَ عُتَيْبَةَ -: §«مَا اضْطَرَّ النَّاسَ إِلَى هَذِهِ الْأَهْوَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا فِيهَا؟» قَالَ: «الْخُصُومَاتُ»

219 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ الْخَثْعَمِيُّ , وَكَانَ مِنَ الْأَخْيَارِ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §«إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ فَإِنَّهَا تُشْغِلُ الْقَلْبَ , وَتُورِثُ النِّفَاقَ»

220 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا , قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ جَرِيرٍ , قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: §«كَثْرَةُ الْخُصُومَةِ تُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ»

221 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ , قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: §«إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْخُصُومَاتِ , فَإِنَّهَا تُحْبِطُ -[146]- الْأَعْمَالَ»

222 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى , قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ , عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ , قَالَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ: §«صَاحِبُ الْكَلَامِ عَلَى إِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ , إِنْ قَصَّرَ فِيهِ خُصِمَ , وَإِنْ أَعْرَقَ فِيهِ أَثِمَ»

223 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , يَعْنِي مَرْدَوَيْهِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §«لَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْخُصُومَاتِ فَإِنَّهُمْ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ»

224 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي الثِّقَةُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: §" تَقَدَّمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ إِلَى شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ قَاضٍ فِي شَهَادَةٍ , فَقَالَ شَرِيكٌ: «لَا أَقْبَلُ شَهَادَتَكَ» . قَالَ: «لِمَ تَرُدُّ شَهَادَتِي؟» فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي لَا أَطْعَنُ عَلَيْكَ فِي بَطْنٍ وَلَا فَرْجٍ , وَلَكِنْ مَتَى تَدَعِ الْخُصُومَةَ فِي الدِّينِ أَجَزْتُ شَهَادَتَكَ»

225 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ هَوَانَا عَلَى هَوَاكُمْ. فَقَالَ: §«كُلُّ هَوًى ضَلَالَةٌ»

226 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَيَّانُ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا ح 227 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: §«مَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ مِنَ الْإِسْلَامِ أَشَدَّ فَرَحًا بِأَنَّ قَلْبِي لَمْ يَدْخُلْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ إِسْحَاقَ

228 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ , عَنْ طَاوُسٍ , قَالَ: §«مَا ذَكَرَ اللَّهُ هَوًى فِي الْقُرْآنِ إِلَّا عَابَهُ»

229 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , حَدَّثَنَا بِشْرٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , قَالَ: §«إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْأَهْوَاءُ لِأَنَّهَا تَهْوِي بِصَاحِبِهَا فِي النَّارِ»

230 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ حُمَيْدٍ , قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: " §مَا أَدْرِي أَيُّ النِّعْمَتَيْنِ عَلَيَّ أَعْظَمُ: إِذْ أَخْرَجَنِي اللَّهُ مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الْإِسْلَامِ , أَوْ عَصَمَنِي فِي الْإِسْلَامِ أَنْ يَكُونَ لِي فِيهِ هَوًى "

231 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ -[148]-: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ , قَالَ: §«لَأَنْ يُجَاوِرَنِي قِرَدَةٌ وَخَنَازِيرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يُجَاوِرَنِي أَحَدٌ مِنْهُمْ» . يَعْنِي أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ

232 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: " §إِذَا امْتَنَعَ الْإِنْسَانُ مِنَ الشَّيْطَانِ , قَالَ: «مِنْ أَيْنَ آتِيهِ؟» قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «بَلَى , آتِيهِ مِنْ قِبَلِ الْأَهْوَاءِ»

233 - أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ , عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: §«أَهْلُ الْهَوَى بِمَنْزِلَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى»

234 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ , قَالَ: §«كَانُوا يَرَوْنَ أَهْلَ الرِّدَّةِ وَأَهْلَ تَقَحُّمِ الْكُفْرِ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ»

235 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: §«لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ لَرَأَيْتُ أَنَّهُ سَيَتَّبِعُهُ أَهْلُ الْأَهْوَاءِ»

236 - أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ , قَالَ -[149]-: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ قَالَ: " §لَقِيَ إِبْلِيسُ جُنُودَهُ فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ تَأْتُونَ بَنِي آدَمَ؟» فَقَالُوا: «مِنْ كُلٍّ» . قَالَ: «هَلْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَأْتُوهُمْ مِنْ قِبَلِ الِاسْتِغْفَارِ؟» قَالُوا: «إِنَّا نَجِدُهُ مَقْرُونًا بِالتَّوْحِيدِ» . فَقَالَ: «لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ قِبَلِ ذَنْبٍ لَا يَسْتَغْفِرُونَ مِنْهُ» . قَالَ: «فَبَثَّ فِيهِمُ الْأَهْوَاءَ» . 237 - أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , عَنِ الْمُبَارَكِ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ مِثْلَهُ

238 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ , قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: §«الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إِلَى إِبْلِيسَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ , وَالْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا , وَالْبِدْعَةُ لَا يُتَابُ مِنْهَا»

239 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا -[150]- الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ , قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْعَجْلَانِ , قَالَ: «أَدْرَكْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , وَابْنَ الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ , وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ , وَالشَّعْبِيَّ , وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ , وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ , وَطَاوُسًا , وَمُجَاهِدًا , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ , وَالزُّهْرِيَّ , وَمَكْحُولًا , وَالْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ , وَثَابِتًا الْبُنَانِيَّ , وَالْحَكَمَ بْنَ عُتْبَةَ , وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ , وَحَمَّادًا , وَمُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ , وَأَبَا عَامِرٍ» , - وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ - , وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى , §كُلُّهُمْ يَأْمُرُونَنِي فِي الْجَمَاعَةِ , وَيَنْهَوْنَنِي عَنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ ". قَالَ بَقِيَّةُ: " ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي , مَا مِنْ عَمَلٍ أَرْجَأُ وَلَا أَوْثَقُ مِنْ مَشْيٍ إِلَى هَذَا الْمَسْجِدِ» . يَعْنِي مَسْجِدَ الْبَابِ

240 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ , قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: §«لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ , وَلَا تُجَادِلُوهُمْ , وَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُمْ»

241 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , قَالَ: §«أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَاللَّهِ وَمَا يَقُولُهُ» . يَعْنِي الْقَدَرَ

242 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , قَالَ -[151]-: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ يُحَدِّثُ قَالَ: §" دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ فَقَالَا: يَا أَبَا بَكْرٍ نُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ؟ قَالَ: «لَا» . قَالَا: «فَنَقْرَأُ عَلَيْكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ» ؟ قَالَ: «لَا» . قَالَ: «تَقُومَانِ عَنِّي , وَإِلَّا قُمْتُ» . فَقَامَ الرَّجُلَانِ فَخَرَجَا , فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: " مَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْ يَقْرَأَ آيَةً؟ قَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَقْرَأَ آيَةً فَيُحَرِّفَاهَا فَيَقِرَّ ذَلِكَ فِي قَلْبِي "

243 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , ح 244 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , قَالَ: §«لَا تُجَالِسُوهُمْ , وَلَا تُخَالِطُوهُمْ , فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلَالَتِهِمْ , وَيُلْبِسُوا عَلَيْكُمْ كَثِيرًا مِمَّا تَعْرِفُونَ» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ

245 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ , ح 246 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْخَرَّازُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ , -[152]- عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ , قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قِلَابَةَ: " §يَا أَيُّوبُ احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعًا: لَا تَقُولَنَّ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِكَ , وَإِيَّاكَ وَالْقَدَرَ , وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَأَمْسِكْ , وَلَا تُمَكِّنْ أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ مِنْ سَمْعِكَ ". وَاللَّفْظُ لِابْنِ زِيَادٍ

247 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , قَالَ: §«مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلَّا اسْتَحَلُّوا السَّيْفَ»

248 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ , قَالَ: §" كَانَ ابْنُ طَاوُسٍ جَالِسًا , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ , قَالَ: «فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ» , قَالَ: فَأَدْخَلَ ابْنُ طَاوُسٍ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ لِابْنِهِ: أَيْ بُنَيَّ , أَدْخِلْ أُصْبُعَيْكَ فِي أُذُنَيْكَ وَاشْدُدْ لَا تَسْمَعْ مِنْ كَلَامِهِ شَيْئًا ". قَالَ مَعْمَرٌ: «يَعْنِي أَنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ»

249 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى: «§إِنِّي أَرَى الْمُعْتَزِلَةَ عِنْدَكُمْ كَثِيرًا» . قُلْتُ: «نَعَمْ , وَهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنْهُمْ» . قَالَ: «أَفَلَا تَدْخُلُ مَعِي هَذَا الْحَانُوتَ حَتَّى أُكَلِّمَكَ؟» قُلْتُ: «لَا» . قَالَ: «لِمَ؟» قُلْتُ: «لِأَنَّ الْقَلْبَ ضَعِيفٌ , وَإِنَّ الدِّينَ لَيْسَ لِمَنْ غَلَبَ»

250 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَاهَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ عَنِ الْأَهْوَاءِ , فَقَالَ: §«عَلَيْكَ بِدِينِ الصَّبِيِّ الَّذِي فِي الْكُتَّابِ وَالْأَعْرَابِيِّ , وَالْهُ عَمَّا سِوَاهُمَا»

251 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَاهَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §«إِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا يَتَنَاجَوْنَ فِي دِينِهِمْ بِشَيْءٍ دُونَ الْعَامَّةِ , فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ عَلَى تَأْسِيسِ ضَلَالَةٍ»

252 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: §«مَنْ أَصْغَى سَمْعَهُ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ , وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ , نُزِعَتْ مِنْهُ الْعِصْمَةُ , وَوُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ»

253 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى , قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , قَالَ: قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: §«لَا تُجَالِسْ سُلْطَانًا وَلَا صَاحِبَ بِدْعَةٍ»

254 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُوزَجَانِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ: «يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَوْصِنِي» . قَالَ: §«إِيَّاكَ وَالْأَهْوَاءَ وَالْخُصُومَةَ , وَإِيَّاكَ وَالسُّلْطَانَ»

255 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: " §الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ عِنْدَنَا عَلَى حَالَةٍ حَسَنَةٍ إِلَّا رَجُلَيْنِ: صَاحِبَ بِدْعَةٍ , أَوْ صَاحِبَ سُلْطَانٍ "

256 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ , قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: §«يَا أَحْوَلُ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ابْتَدَعَ بِدْعَةً يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُذْكَرَ حَتَّى تُحْذَرَ»

257 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ , يَعْنِي ابْنَ كُلْثُومٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , قَالَ: §«مَنِ اسْتَتَرَ عَنَّا بِبِدْعَتِهِ لَمْ تُخَفْ أُلْفَتُهُ»

258 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ , -[155]- عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ , قَالَ: " §قُلْتُ لَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَهْلٍ: «مَا أَحْسَنَ سَمْتَ فُلَانٍ» . قَالَ: «إِنَّ ذَاكَ الَّذِي تَرَى قَلَّ مَا كَانَ إِلَّا فِي ذِي هَوًى»

259 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَصْبَغِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , قَالَ: §«إِذَا لَقِيتَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فِي طَرِيقٍ فَخُذْ فِي غَيْرِهِ»

260 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ , قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيَّ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ الْمُبَارَكِ: §«يَكُونُ مَجْلِسُكَ مَعَ الْمَسَاكِينِ , وَإِيَّاكَ أَنْ تُجَالِسَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ»

261 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §«مَنْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَاوَرَهُ فَدَلَّهُ عَلَى مُبْتَدَعٍ فَقَدْ غَشَّ الْإِسْلَامَ , وَاحْذَرُوا الدُّخُولَ عَلَى صَاحِبِ الْبِدَعِ؛ فَإِنَّهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْحَقِّ»

262 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«لَا تَجْلِسْ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ»

263 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«لَا تَجْلِسْ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ , وَأَخْرَجَ نُورَ الْإِسْلَامِ مِنْ قَلْبِهِ , وَإِذَا -[156]- أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا طَيَّبَ لَهُ مَطْعَمَهُ»

264 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«صَاحِبُ الْبِدْعَةِ لَا تَأْمَنْهُ عَلَى دِينِكَ , وَلَا تُشَاوِرْهُ فِي أَمْرِكَ , وَلَا تَجْلِسْ إِلَيْهِ , فَمَنْ جَلَسَ إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ وَرَّثَهُ اللَّهُ الْعَمَى»

265 - وَقَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطْلُبُونَ حِلَقَ الذِّكْرِ , فَانْظُرْ مَعَ مَنْ يَكُونُ مَجْلِسُكَ , لَا يَكُونُ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ , فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ , وَعَلَامَةُ النِّفَاقِ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ وَيَقْعُدَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ»

266 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ , فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ , وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ , وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ صَاحِبُ سُنَّةٍ يُمَالِئُ صَاحِبَ بِدْعَةٍ إِلَّا مِنَ النِّفَاقِ»

267 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«أَدْرَكْتُ خِيَارَ النَّاسِ , كُلُّهُمْ أَصْحَابُ سُنَّةٍ , وَيَنْهَوْنَ عَنْ أَصْحَابِ الْبِدَعِ»

268 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: §«طُوبَى لِمَنْ مَاتَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ , فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ»

269 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ , ح 270 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ -[157]- الشَّرْقِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الْمِصِّيصِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: §«صَاحِبُ بِدْعَةٍ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً , وَلَا صِيَامًا , وَلَا حَجًّا , وَلَا عُمْرَةً , وَلَا جِهَادًا , وَلَا صَرْفًا , وَلَا عَدْلًا» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ جَعْفَرٍ

271 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: §«لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ صَاحِبِ الْبِدْعَةِ شَيْئًا»

272 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §«لَا يُرْفَعُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ إِلَى اللَّهِ عَمَلٌ»

273 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , قَالَ: §«وَمَنْ وَقَّرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ»

274 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ السَّرَخْسِيُّ عَالِمُ الْخَزَرِ قَالَ: §" أَكَلْتُ -[158]- عِنْدَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ أَكْلَةً , فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الْمُبَارَكَ فَقَالَ: «لَا كَلَّمْتُهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا»

275 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §«لَمْ أَرَ مَالًا أَمْحَقَ مِنْ مَالِ صَاحِبِ بِدْعَةٍ» . وَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ عِنْدِي يَدًا فَيُحِبَّهُ قَلْبِي»

276 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي أَبُو بَكْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: §«لَيْسَ لِصَاحِبِ الْبِدْعَةِ غِيبَةٌ»

278 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ , قَالَ: §" ثَلَاثَةٌ لَيْسَتْ لَهُمْ حُرْمَةٌ فِي الْغِيبَةِ: أَحَدُهُمْ صَاحِبُ بِدْعَةٍ الْغَالِي بِبِدْعَتِهِ "

279 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: §«لَيْسَ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ وَلَا لِفَاسِقٍ يُعْلِنُ بِفِسْقِهِ غِيبَةٌ»

280 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ , قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ , قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: §«لَيْسَ لِأَهْلِ الْبِدَعِ غِيبَةٌ»

281 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ , عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ , عَنْ كَثِيرٍ أَبِي سَهْلٍ , قَالَ: " §يُقَالُ: «أَهْلُ الْأَهْوَاءِ لَا حُرْمَةَ لَهُمْ»

282 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , مَرْدَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §«الْمُؤْمِنُ يَقِفُ عَنِ الشُّبْهَةِ , وَمَنْ دَخَلَ عَلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ فَلَيْسَتْ لَهُ حُرْمَةٌ , وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا وَفَّقَهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ , فَتَقَرَّبُوا إِلَى اللَّهِ بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ»

283 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ , قَالَ: §«مَا يَكَادُ اللَّهُ أَنْ يَأْذَنَ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ بِتَوْبَةٍ»

284 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُسْلِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُخَرِّمِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ , قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: §«صَاحِبُ الْبِدْعَةِ عَلَى وَجْهِهِ الظُّلْمَةُ , وَإِنِ ادَّهَنَ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً»

285 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: §«أَبَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَأْذَنَ -[160]- لِصَاحِبِ هَوًى بِتَوْبَةٍ»

286 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ النَّيْسَابُورِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ , قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَيُّوبَ: §«يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ قَدْ رَجَعَ عَنْ رَأْيِهِ» . قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ» . قَالَ: «بَلَى يَا أَبَا بَكْرٍ , إِنَّهُ قَدْ رَجَعَ» . قَالَ أَيُّوبُ: «إِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ» , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , «أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ» , أَمَا سَمِعْتَ إِلَى قَوْلِهِ: «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ , ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ»

287 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ , -[161]- عَنْ خَالِدِ بْنِ ثَابِتٍ الرَّبْعِيِّ , قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ §كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ شَابٌّ قَدْ قَرَأَ الْكِتَابَ وَعَلِمَ عِلْمًا , وَكَانَ مَغْمُورًا , وَأَنَّهُ طَلَبَ بِقِرَاءَتِهِ الشَّرَفَ وَالْمَالَ , وَأَنَّهُ ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَأَدْرَكَ الشَّرَفَ وَالْمَالَ فِي الدُّنْيَا , وَأَنَّهُ لَبِثَ كَهَيْئَتِهِ حَتَّى بَلَغَ سِنًّا , وَأَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ إِذْ تَفَكَّرَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ: «هَبْ هَؤُلَاءِ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ , أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلِمَ مَا ابْتَدَعْتُهُ؟ فَقَدِ اقْتَرَبَ الْأَجَلُ , فَلَوْ أَنِّي تُبْتُ» . " فَبَلَغَ مِنَ اجْتِهَادِهِ فِي التَّوْبَةِ أَنَّهُ عَمَدَ فَخَرَقَ تَرْقُوَتَهُ , ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا سِلْسِلَةً , ثُمَّ أَوْثَقَهَا إِلَى آسِيَةٍ مِنْ أَوَاسِي الْمَسْجِدِ , وَقَالَ: «لَا أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ فِيَّ تَوْبَةً أَوْ أَمُوتَ مَوْتَ الدُّنْيَا» . وَكَانَ لَا يَسْتَنْكِرُ الْوَحْيَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأُوحِيَ وَحْيُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي شَأْنِهِ إِلَى نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: «إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَصَبْتَ ذَنْبًا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ لَتُبْتُ عَلَيْكَ بَالِغًا مَا بَلَغَ , وَلَكِنْ كَيْفَ بِمَنْ أَضْلَلْتَ مِنْ عِبَادِي فَمَاتُوا فَأَدْخَلْتُهُمْ جَهَنَّمَ , فَلَا أَتُوبُ عَلَيْكَ»

288 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الضَّبِّيُّ , وَالْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَا: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ أَيُّوبَ , قَالَ: " §كَانَ أَبُو قِلَابَةَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152] , قَالَ يَقُولُ أَبُو قِلَابَةَ: «فَهَذَا جَزَاءُ كُلِّ مُفْتَرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْ يُذِلَّهُ اللَّهُ»

289 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ , قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ , قَالَ: " §رَأَى أَيُّوبُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ فَقَالَ: «إِنِّي أَعْرِفُ الذِّلَّةَ فِي وَجْهِهِ» . ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152] . ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ لِكُلِّ مُفْتَرٍ»

290 - قَالَ: وَكَانَ أَيُّوبُ يُسَمِّي أَهْلَ الْأَهْوَاءِ كُلَّهُمْ خَوَارِجَ , وَيَقُولُ: §«إِنَّ الْخَوَارِجَ اخْتَلَفُوا فِي الِاسْمِ , وَاجْتَمَعُوا عَلَى السَّيْفِ»

291 - قَالَ 3457 سَلَّامٌ: " §وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ لِأَيُّوبَ: «أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ» . فَوَلَّى أَيُّوبُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَا , وَلَا نِصْفِ كَلِمَةٍ» . مَرَّتَيْنِ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ

292 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ الْخَزَّازُ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَخُو كَرْخَوَيْهِ , أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ , أَخْبَرَنَا حَزْمٌ , عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ , قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ فِي النَّوْمِ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي مَقْعَدِهِ الَّذِي كَانَ يَقْعُدُ فِيهِ وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ وَيَقُولُ: §" صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ لَا تُجَالِسُوهُمَا , فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمَا فَاسِدَةٌ لِقَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ: صَاحِبُ بِدْعَةٍ قَدْ غَلَا فِيهَا , وَصَاحِبُ دُنْيَا مُتْرَفٌ فِيهَا ". ثُمَّ قَالَ: " حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ حَكِيمٌ , وَكَانَ رَجُلًا مِنْ جُلَسَائِهِ -[163]- يُقَالُ لَهُ حَكِيمٌ , قَالَ: " وَكَانَ مَعَنَا فِي الْحَلْقَةِ قَالَ: " قُلْتُ: «يَا حَكِيمُ أَنْتَ حَدَّثْتَ مَالِكًا بِهَذَا الْحَدِيثِ؟» قَالَ: «نَعَمْ» . قُلْتُ: «عَنْ مَنْ؟» قَالَ: «عَنِ الْمَقَامِعِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»

293 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ: " قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: §«كُلَّمَا جَاءَنَا رَجُلٌ أَجْدَلُ مِنْ رَجُلٍ تَرَكْنَا مَا نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَدَلِهِ»

294 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ بَزِيغٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الطَّبَّاعِ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا. فَقَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ كَذَا؟ قَالَ مَالِكٌ: " {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] . قَالَ: فَقَالَ مَالِكٌ: §«أَوَ كُلَّمَا جَاءَ رَجُلٌ أَجْدَلُ مِنَ الْآخَرِ رَدَّ مَا أَنْزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ؟

295 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: §«مَهْمَا تَلَاعَبْتَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ فَلَا تَلَاعَبَنَّ بِأَمْرِ دِينِكَ»

296 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , قَالَ: §«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ شَرًّا أَلْزَمَهُمُ الْجَدَلَ , وَمَنَعَهُمُ الْعَمَلَ»

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: " §قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: " تَدْرِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ يَقُولُ فِيهِ صَاحِبُنَا , أُرِيدُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ أَوْ غَيْرَهُ , كَانَ يَقُولُ: «لَوْ رَأَيْتَهُ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ لَا تَثِقْ وَلَا تَعْبَأْ بِهِ وَلَا تُكَلِّمْهُ» . قَالَ الشَّافِعِيُّ: «فَإِنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ قَصَّرَ»

298 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ , قَالَ: حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ ح. 299 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ -[165]-: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ وَنَاظَرَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَخَرَجَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ , فَقَالَ: §«هَذَا مِنَ الْكَلَامِ , دَعْهُ»

300 - قَالَ: وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §«لَأَنْ يَبْتَلِيَ اللَّهُ الْمَرْءَ بِكُلِّ ذَنْبٍ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مَا عَدَا الشِّرْكَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْكَلَامِ»

301 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , قَالَ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: §«تَعْلَمُ يَا أَبَا مُوسَى لَقَدِ اطَّلَعْتُ مِنْ أَصْحَابِ الْكَلَامِ عَلَى شَيْءٍ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ مُسْلِمًا يَقُولُ ذَلِكَ»

302 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ , قَالَ: §" كَانَ الشَّافِعِيُّ يَنْهَى النَّهْيَ الشَّدِيدَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْأَهْوَاءِ وَيَقُولُ أَحَدُهُمْ إِذَا خَالَفَهُ صَاحِبُهُ , قَالَ: «كَفَرْتَ» , وَالْعِلْمُ فِيهِ أَنَّمَا يُقَالُ: «أَخْطَأْتَ»

303 - أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمَعْقِلِيُّ , قَالَ: قَالَ أَبُو ثَوْرٍ -[166]-: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §«مَا تَرَدَّى أَحَدٌ بِالْكَلَامِ فَأَفْلَحَ»

304 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ , قَالَ: " رَأَيْتُ الشَّافِعِيَّ وَهُوَ نَازِلٌ مِنَ الدَّرَجَةِ وَقَوْمٌ فِي الْمَسْجِدِ يَتَكَلَّمُونَ بِشَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ , فَصَاحَ وَقَالَ: §«إِمَّا أَنْ تُجَاوِرُونَا بِخَيْرٍ , وَإِمَّا أَنْ تَقُومُوا عَنَّا»

305 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ النَّهْرَسَابُسِيُّ بِهَا , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْخَطِيبُ النَّهْرَسَابُسِيُّ بِهَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي الدُّمَيْكِ , قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ يَقُولُ: §«مَنْ طَلَبَ الْمَالَ بِالْكِيمِيَاءِ أَفْلَسَ , وَمَنْ طَلَبَ الدِّينَ بِالْكَلَامِ تَزَنْدَقَ»

306 - أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَدَّادُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: " §مَنْ قَالَ: فُلَانٌ مُشَبِّهٌ عَلِمْنَا أَنَّهُ جَهْمِيٌّ , وَمَنْ قَالَ: فُلَانٌ مُجَبِّرٌ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدَرِيٌّ , وَمَنْ قَالَ: فُلَانٌ نَاصِبِيٌّ عَلِمْنَا أَنَّهُ رَافِضِيٌّ "

307 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ الْفَقِيهُ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: " كَانَ مَعِي رَفِيقٌ بِطَرَسُوسَ -[167]- وَهُوَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ خَالَوَيْهِ , وَكَانَ مَعِي فِي الْبَيْتِ , وَكَانَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَى كُتُبِ الصُّورِيِّ وَالْأَنْطَاكِيِّ وَأَصْحَابِ الْكَلَامِ فِي الرَّقَّةِ , وَكُنْتُ أَنْهَاهُ فَلَا يَنْتَهِي , حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ جَاءَنِي , فَقَالَ: «أَنَا تَائِبٌ» . فَقُلْتُ: " أَحَدَثَ شَيْءٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ , رَأَيْتُ فِيَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْبَيْتَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ , فَوَجَدْتُ رَائِحَةَ الْمِسْكِ , فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ الرَّائِحَةَ حَتَّى وَجَدْتُهُ يَفُوحُ مِنَ الْمِحْبَرَةِ. فَقُلْتُ: §«إِنَّ الْخَيْرَ فِي الْحَدِيثِ»

308 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ , قَالَ مُصْعَبٌ يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ: " نَاظَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ: «§لَا أَقُولُ كَذَا» , يَعْنِي فِي الْقُرْآنِ , فَنَاظَرْتُهُ , فَقَالَ: «لَمْ أَقُلْ عَلَى الشَّكِّ , وَلَكِنِّي أَسْكُتُ كَمَا سَكَتَ الْقَوْمُ» . فَبَكَى , فَأَنْشَدْتُهُ هَذَا الشِّعْرَ , فَأَعْجَبَهُ وَكَتَبَهُ , وَهُوَ شِعْرٌ قِيلَ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً: [البحر الوافر] أَأَقْعُدُ بَعْدَ مَا رَجَفَتْ عِظَامِي ... وَكَانَ الْمَوْتُ أَقْرَبَ مَا يَلِينِي أُجَادِلُ كُلَّ مُعْتَرِضٍ خَصِيمٍ ... وَأَجْعَلُ دِينَهُ غَرَضًا لِدِينِي وَأَتْرُكُ مَا عَلِمْتُ لَرَأْيِ غَيْرِي ... وَلَيْسَ الرَّأْيُ كَالْعِلْمِ الْيَقِينِ وَمَا أَنَا وَالْخُصُومَةُ وَهْيَ لَبْسٌ ... يُصَرِّفُ فِي الشِّمَالِ وَفِي الْيَمِينِ وَقَدْ سُنَّتْ لَنَا سُنَنٌ قِوَامٌ ... يَلُحْنَ بِكُلِّ فَجٍّ أَوْ وَجِينِ وَكَانَ الْحَقُّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءٌ ... أَغَرَّ كَغُرَّةِ الْفَلَقِ الْمُبِينِ -[168]- وَمَا عِوَضٌ لَنَا مِنْهَاجُ جَهْمٍ ... بِمِنْهَاجِ ابْنِ آمِنَةَ الْأَمِينِ فَأَمَّا مَا عَلِمْتُ فَقَدْ كَفَانِي ... وَأَمَّا مَا جَهِلْتُ فَجَنِّبُونِي فَلَسْتُ بِمُكْفِرٍ أَحَدًا يُصَلِّي ... وَلَمْ أَجْرِمْكُمُ أَنْ تُكْفِرُونِي وَكُنَّا إِخْوَةً نَرْمِي جَمِيعًا ... وَنَرْمِي كُلَّ مُرْتَابٍ ظَنِينِ فَمَا بَرِحَ التَّكَلُّفُ أَنْ تَرَاءَتْ ... بِشَأْنٍ وَاحِدٍ فِرَقُ الشُّؤُونِ فَأَوْشَكَ أَنْ يَخِرَّ عِمَادُ بَيْتٍ ... وَيَنْقَطِعَ الْقَرِينُ مِنَ الْقَرِينِ قَالَ مُصْعَبٌ: «رَأَيْتُ أَهْلَ بَلَدِنَا - يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ - يَنْهَوْنَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الدِّينِ»

309 - قَالَ مُصْعَبٌ: وَبَلَغَنِي عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §«الْكَلَامُ فِي الدِّينِ كُلُّهُ أَكْرَهُهُ» وَلَمْ يَزَلْ أَهْلُ بَلَدِنَا يَكْرَهُونَهُ؛ الْقَدَرُ وَرَأْيُ جَهْمٍ , وَكُلُّ مَا أَشْبَهَ , وَلَا أُحِبُّ الْكَلَامَ إِلَّا فِيمَا كَانَ تَحْتَهُ عَمَلٌ , فَأَمَّا الْكَلَامُ فِي اللَّهِ فَالسُّكُوتُ عَنْهُ؛ لِأَنِّي رَأَيْتُ أَهْلَ بَلَدِنَا يَنْهَوْنَ عَنِ الْكَلَامِ فِي الدِّينِ إِلَّا مَا كَانَ تَحْتَهُ عَملٌ "

310 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الدِّيبَاجِيُّ بِبَغْدَادَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ الصَّاغَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: -[169]- §إِذَا قُلْتَ «جِدُّوا فِي الْعِبَادَةِ وَاصْبِرُوا ... أَصَرُّوا وَقَالُوا» لَا الْخُصُومَةُ أَفْضَلُ خِلَافًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ وَبِدْعَةً ... وَهُمْ لِسَبِيلِ الْحَقِّ أَعْمَى وَأَجْهَلُ وَذُكِرَ أَنَّ فَتًى مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَنْشَدَ فِي مَجْلِسِ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ فَاسْتَحْسَنَهُ , وَكَتَبْتُ عَنْهُ: [البحر الكامل] دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَخْبَارُهُ ... نِعْمَ الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى آثَارُهُ لَا تَعْدِلَنَّ عَنِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ ... فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُهُ وَلَرُبَّمَا غَلِطَ الْفَتَى أَثَرَ الْهُدَى ... وَالشَّمْسُ بَازِغَةٌ لَهُ أَنْوَارُهُ

312 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ , عَنْ يَزِيدَ الْعُقَيْلِيِّ أَوْ غَيْرِهِ , عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ , قَالَ: " §لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْأَهْوَاءُ كُلُّهَا هَوًى وَاحِدًا لَقَالَ الْقَائِلُ: «الْحَقُّ فِيهِ» , فَلَمَّا تَشَعَّبَتْ وَاخْتَلَفَتْ عَرَفَ كُلُّ ذِي عَقْلٍ أَنَّ الْحَقَّ لَا يَتَفَرَّقُ "

313 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَقِيهُ الْبَجَلِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ السَّرَّاجَ بنَيْسَابُورَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمَدُومِيَّ قَالَ: §«دَعَوْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِلْمُسْلِمِينَ , فَنُودِيتُ مِنْ زَاوِيَةِ الْبَيْتِ» : «هَذَا لِمَنْ لَمْ يُبَدِّلْ وَلَمْ يُغَيِّرْ»

سياق ما روي عن المأثور عن السلف في جمل اعتقاد أهل السنة والتمسك بها والوصية بحفظها قرنا بعد قرن

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ الْمَأْثُورِ عَنِ السَّلَفِ فِي جُمَلِ اعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالتَّمَسُّكِ بِهَا وَالْوَصِيَّةِ بِحِفْظِهَا قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ

اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله عنه

§اعْتِقَادُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

314 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّاجِيَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ بِسُرَّ مَنْ رَأَى سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: «قُلْتُ» لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ: " حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ مِنَ السُّنَّةِ يَنْفَعُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ , فَإِذَا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسَأَلَنِي عَنْهُ. فَقَالَ لِي: «مِنْ أَيْنَ أَخَذْتَ هَذَا؟» قُلْتُ: «يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَأَخَذَتْهُ عَنْهُ فَأَنْجُو أَنَا وَتُؤَاخَذُ أَنْتَ» . فَقَالَ: " يَا شُعَيْبُ هَذَا تَوْكِيدٌ وَأَيُّ تَوْكِيدٍ , اكْتُبْ: §بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ , مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ , وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ , يَزِيدُ وَيَنْقُصُ , يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ -[171]- بِالْمَعْصِيَةِ , وَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ إِلَّا بِالْعَمَلِ , وَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ إِلَّا بِالنِّيَّةِ , وَلَا يَجُوزُ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ وَالنِّيَّةُ إِلَّا بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ. قَالَ شُعَيْبٌ: فَقُلْتُ لَهُ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَمَا مُوَافَقَةُ السُّنَّةِ؟ قَالَ: " تَقْدِمَةُ الشَّيْخَيْنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , يَا شُعَيْبُ لَا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى تُقَدِّمَ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا عَلَى مَنْ بَعْدَهُمَا , يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لَا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى لَا تَشْهَدَ لِأَحَدٍ بِجَنَّةٍ وَلَا نَارٍ إِلَّا لِلْعَشَرَةِ الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ وَكُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ , يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لَا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى تَرَى الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ دُونَ خَلْعِهِمَا أَعْدَلَ عِنْدَكَ مِنْ غَسْلِ قَدَمَيْكَ , يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ وَلَا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى يَكُونَ إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلَاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنْ أَنْ تَجْهَرَ بِهِمَا , يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لَا يَنْفَعُكَ الَّذِي كَتَبْتَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوُهِ وَمُرِّهِ , كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , -[172]- يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ مَا قَالَ اللَّهُ , وَلَا مَا قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ , وَلَا مَا قَالَ النَّبِيُّونَ , وَلَا مَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ , وَلَا مَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ , وَلَا مَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23] , وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} , وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32] , وَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155] , وَقَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [هود: 34] , وَقَالَ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الأعراف: 89] -[173]- , وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] , وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: {غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} [المؤمنون: 106] , وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: 39] . يَا شُعَيْبُ لَا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى تَرَى الصَّلَاةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ , وَالْجِهَادَ مَاضِيًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَالصَّبْرَ تَحْتَ لِوَاءِ السُّلْطَانِ جَارَ أَمْ عَدَلَ ". قَالَ شُعَيْبٌ: فَقُلْتُ " لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: «الصَّلَاةُ كُلُّهَا؟» قَالَ: " لَا , وَلَكِنْ صَلَاةُ الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ , صَلِّ خَلْفَ مَنْ أَدْرَكْتَ , وَأَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ فَأَنْتَ مُخَيَّرٌ , لَا تُصَلِّ إِلَّا خَلْفَ مَنْ تَثِقُ بِهِ , وَتَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ , يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَسَأَلَكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقُلْ: يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ «, ثُمَّ خَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»

اعتقاد أبي عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي

§اعْتِقَادُ أَبِي عَمْرٍو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ

315 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى , قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ , قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ فَقَالَ: §" اصْبِرْ نَفْسَكَ عَلَى السُّنَّةِ , وَقِفْ حَيْثُ وَقَفَ الْقَوْمُ , وَقُلْ بِمَا قَالُوا , وَكُفَّ عَمَّا كَفُّوا عَنْهُ , وَاسْلُكْ سَبِيلَ سَلَفِكَ الصَّالِحِ , فَإِنَّهُ يَسَعُكَ مَا وَسِعَهُمْ , وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الشَّامِ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذِهِ الْبِدْعَةِ حَتَّى قَذَفَهَا إِلَيْهِمْ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِمَّنْ دَخَلَ فِي تِلْكَ الْبِدْعَةِ بَعْدَمَا رَدَّهَا عَلَيْهِمْ فُقَهَاؤُهُمْ وَعُلَمَاؤُهُمْ فَأُشْرِبَهَا قُلُوبُ طَوَائِفَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَاسْتَحَلَّتْهَا أَلْسِنَتُهُمْ , وَأَصَابَهُمْ مَا أَصَابَ غَيْرَهُمْ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيهِ , وَلَسْتُ بِآيِسٍ أَنْ يَرْفَعَ اللَّهُ شَرَّ هَذِهِ الْبِدْعَةِ إِلَى أَنْ يَصِيرُوا إِخْوَانًا إِلَى تَوَادٍّ بَعْدَ تَفَرُّقٍ فِي دِينِهِمْ وَتَبَاغُضٍ , وَلَوْ كَانَ هَذَا خَيْرًا مَا خُصِصْتُمْ بِهِ دُونَ أَسْلَافِكُمْ , فَإِنَّهُ لَمْ يُدَّخَرْ عَنْهُمْ خَيْرٌ خُبِّئَ لَكُمْ دُونَهُمْ لِفَضْلٍ عِنْدَكُمْ , وَهُمْ أَصْحَابُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ وَبَعْثَهُ فِيهِمْ , وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ , فَقَالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح: 29] "

اعتقاد سفيان بن عيينة رضي الله عنه

§اعْتِقَادُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

316 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ التَّوَّجِيِّ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبَّادٍ التَّمَّارُ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّلَمِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو الْعَلَاءِ , قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: §" السُّنَّةُ عَشَرَةٌ , فَمَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ السُّنَّةَ , وَمَنْ تَرَكَ مِنْهَا شَيْئًا فَقَدْ تَرَكَ السُّنَّةَ: إِثْبَاتُ الْقَدَرِ , وَتَقْدِيمُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ , وَالْحَوْضُ , وَالشَّفَاعَةُ , وَالْمِيزَانُ , وَالصِّرَاطُ , وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , وَعَذَابُ الْقَبْرِ , وَالْبَعْثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَلَا تَقْطَعُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى مُسْلِمٍ "

اعتقاد أحمد بن حنبل رضي الله عنه

§اعْتِقَادُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

317 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّكَّرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدٍ الدَّقِيقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ -[176]- الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَبُو الْعَنْبَرِ قِرَاءَةً مِنْ كِتَابِهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيُّ بِتِنِّيسَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُوسُ بْنُ مَالِكٍ الْعَطَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: " §أُصُولُ السُّنَّةِ عِنْدَنَا: التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ , وَتَرْكُ الْبِدَعِ , وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلَالَةٌ , وَتَرْكُ الْخُصُومَاتِ وَالْجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ , وَتَرْكُ الْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ , وَالسُّنَّةُ عِنْدَنَا آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالسُّنَّةُ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ , وَهِيَ دَلَائِلُ الْقُرْآنِ , وَلَيْسَ فِي السُّنَّةِ قِيَاسٌ , وَلَا تُضْرَبُ لَهَا الْأَمْثَالُ , وَلَا تُدْرَكُ بِالْعُقُولِ وَلَا الْأَهْوَاءِ , إِنَّمَا هِيَ الِاتِّبَاعُ وَتَرْكُ الْهَوَى , وَمِنَ السُّنَّةِ اللَّازِمَةِ الَّتِي مَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً لَمْ يَقُلْهَا وَيُؤْمِنْ بِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا: الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ , وَالتَّصْدِيقُ بِالْأَحَادِيثِ فِيهِ , وَالْإِيْمَانُ بِهَا لَا يُقَالُ لِمَ وَلَا كَيْفَ , إِنَّمَا هُوَ التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْإِيمَانُ بِهَا , وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ تَفْسِيرَ الْحَدِيثِ وَيَبْلُغْهُ عَقْلُهُ فَقَدْ كُفِيَ ذَلِكَ وَأُحْكِمَ لَهُ , فَعَلَيْهِ الْإِيمَانَ بِهِ وَالتَّسْلِيمَ لَهُ , مِثْلُ حَدِيثِ الصَّادِقِ وَالْمَصْدُوقِ , وَمَا كَانَ مِثْلَهُ فِي الْقَدَرِ , وَمِثْلُ أَحَادِيثِ الرُّؤْيَةِ كُلِّهَا , وَإِنْ نَبَتْ عَنِ الْأَسْمَاعِ وَاسْتَوْحَشَ -[177]- مِنْهَا الْمُسْتَمِعُ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِهَا , وَأَنْ لَا يَرُدَّ مِنْهَا جُزْءًا وَاحِدًا وَغَيْرَهَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَأْثُورَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ , لَا يُخَاصِمُ أَحَدًا وَلَا يُنَاظِرُهُ وَلَا يَتَعَلَّمُ الْجَدَلَ , فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي الْقَدَرِ وَالرُّؤْيَةِ وَالْقُرْآنِ وَغَيْرِهَا مِنَ السُّنَنِ مَكْرُوهٌ مَنْهِيٌّ عَنْهُ , وَلَا يَكُونُ صَاحِبُهُ إِنْ أَصَابَ بِكَلَامِهِ السُّنَّةَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ حَتَّى يَدَعَ الْجَدَلَ وَيُسَلِّمَ وَيُؤْمِنَ بِالْآثَارِ، وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ , وَلَا تَضْعُفْ أَنْ تَقُولَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ , فَإِنَّ كَلَامَ اللَّهِ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ , وَإِيَّاكَ وَمُنَاظَرَةَ مَنْ أَحْدَثَ فِيهِ , وَمَنْ قَالَ بِاللَّفْظِ وَغَيْرِهِ , وَمَنْ وَقَفَ فِيهِ فَقَالَ: «لَا أَدْرِي مَخْلُوقٌ أَوْ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ» , وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ. وَالْإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ , وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى رَبَّهُ , وَأَنَّهُ مَأْثُورٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحِيحٌ , رَوَاهُ قَتَادَةُ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَرَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ , وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَالْحَدِيثُ عِنْدَنَا عَلَى ظَاهِرِهِ كَمَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْكَلَامُ فِيهِ بِدْعَةٌ , وَلَكِنْ نُؤْمِنُ بِهِ كَمَا جَاءَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَلَا نُنَاظِرْ فِيهِ أَحَدًا -[178]-. وَالْإِيمَانُ بِالْمِيزَانِ كَمَا جَاءَ: يُوزَنُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَلَا يُوزَنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ , وَتُوزَنُ أَعْمَالُ الْعِبَادِ كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ. وَالْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّنْ رَدَّ ذَلِكَ , وَتَرْكُ مُجَادَلَتِهِ. وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُكَلِّمُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ , وَالْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ. وَالْإِيمَانُ بِالْحَوْضِ , وَأَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْضًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتُهُ , عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ , آنِيَتُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ , عَلَى مَا صَحَّتْ بِهِ الْأَخْبَارُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ. وَالْإِيمَانُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ , وَأَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُفْتَنُ فِي قُبُورِهَا , وَتُسْأَلُ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ , وَمَنْ رَبُّهُ , وَمَنْ نَبِيُّهُ , وَيَأْتِيهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ كَيْفَ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَكَيْفَ أَرَادَ , وَالْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ. وَالْإِيمَانُ بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا احْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا , فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى نَهْرٍ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ , كَيْفَ شَاءَ اللَّهُ وَكَمَا شَاءَ , إِنَّمَا هُوَ الْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ , وَالْإِيمَانُ أَنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ خَارِجٌ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ , وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي جَاءَتْ فِيهِ , وَالْإِيمَانُ بِأَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ , -[179]- وَأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَنْزِلُ فَيَقْتُلُهُ بِبَابِ لُدٍّ. وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَرِ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» . وَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ فَقَدْ كَفَرَ , وَلَيْسَ مِنَ الْأَعْمَالِ شَيْءٌ تَرْكُهُ كُفْرٌ إِلَّا الصَّلَاةَ , مَنْ تَرَكَهَا فَهُوَ كَافِرٌ , وَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ قَتْلَهُ. وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , ثُمَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , نُقَدِّمُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ كَمَا قَدَّمَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي ذَلِكَ , ثُمَّ بَعْدَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ أَصْحَابُ الشُّورَى الْخَمْسُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَطَلْحَةُ , وَالزُّبَيْرُ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , وَسَعْدٌ , كُلُّهُمْ يَصْلُحُ لِلْخِلَافَةِ وَكُلُّهُمْ إِمَامٌ. وَنَذْهَبُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كُنَّا نَعُدُّ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ , وَأَصْحَابُهُ مُتَوَافِرُونَ: أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ عُمَرُ , ثُمَّ عُثْمَانُ , ثُمَّ نَسْكُتُ. ثُمَّ مِنْ بَعْدِ أَصْحَابِ الشُّورَى أَهْلُ بَدْرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ , ثُمَّ أَهْلُ بَدْرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَدْرِ الْهِجْرَةِ وَالسَّابِقَةِ أَوَّلًا فَأَوَّلًا. ثُمَّ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرْنُ -[180]- الَّذِي بُعِثَ فِيهِمْ , كُلُّ مَنْ صَحِبَهُ سَنَةً أَوْ شَهْرًا أَوْ يَوْمًا أَوْ سَاعَةً أَوْ رَآهُ , فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ , لَهُ مِنَ الصُّحْبَةِ عَلَى قَدْرِ مَا صَحِبَهُ , وَكَانَتْ سَابِقَتُهُ مَعَهُ , وَسَمِعَ مِنْهُ وَنَظَرَ إِلَيْهِ نَظْرَةً , فَأَدْنَاهُمْ صُحْبَةً هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِينَ لَمْ يَرَوْهُ , وَلَوْ لَقُوا اللَّهَ بِجَمِيعِ الْأَعْمَالِ كَانَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَوْهُ وَسَمِعُوا مِنْهُ وَمَنْ رَآهُ بِعَيْنِهِ وَآمَنَ بِهِ وَلَوْ سَاعَةً أَفْضَلَ بِصُحْبَتِهِ مِنَ التَّابِعِينَ وَلَوْ عَمِلُوا كُلَّ أَعْمَالِ الْخَيْرِ. وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِلْأَئِمَّةِ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ , وَمَنْ وَلِيَ الْخِلَافَةَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَرَضُوا بِهِ. وَمَنْ غَلَبَهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى صَارَ خَلِيفَةً وَسُمِّيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَالْغَزْوُ مَاضٍ مَعَ الْأُمَرَاءِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ لَا يُتْرَكُ. وَقِسْمَةُ الْفَيْءِ وَإِقَامَةُ الْحُدُودِ إِلَى الْأَئِمَّةِ مَاضٍ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَطْعَنَ عَلَيْهِمْ وَلَا يُنَازِعَهُمْ , وَدَفْعُ الصَّدَقَاتِ إِلَيْهِمْ جَائِزَةٌ وَنَافِذَةٌ , مَنْ دَفَعَهَا إِلَيْهِمْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا , -[181]- وَصَلَاةُ الْجُمُعَةِ خَلْفَهُ وَخَلْفَ مَنْ وَلَّى جَائِزَةٌ تَامَّةٌ رَكْعَتَيْنِ , مَنَ أَعَادَهُمَا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ , تَارِكٌ لِلْآثَارِ , مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ , لَيْسَ لَهُ مِنْ فَضْلِ الْجُمُعَةِ شَيْءٌ إِذَا لَمْ يَرَ الصَّلَاةَ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ مَنْ كَانُوا بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ , فَالسُّنَّةُ أَنَّ تُصَلِّيَ مَعَهُمْ رَكْعَتَيْنِ , مَنَ أَعَادَهُمَا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ , وَتَدِينُ بِأَنَّهَا تَامَّةٌ , وَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ مِنْ ذَلِكَ شَكٌّ. وَمَنْ خَرَجَ عَلَى إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ كَانَ النَّاسُ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَأَقَرُّوا لَهُ بِالْخِلَافَةِ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ بِالرِّضَا أَوْ بِالْغَلَبَةِ فَقَدْ شَقَّ هَذَا الْخَارِجُ عَصَا الْمُسْلِمِينَ , وَخَالَفَ الْآثَارَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِنْ مَاتَ الْخَارِجُ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةَ جَاهِلِيَّةٍ. وَلَا يَحِلُّ قِتَالُ السُّلْطَانِ وَلَا الْخُرُوجُ عَلَيْهِ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ , فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ وَالطَّرِيقِ. وَقِتَالُ اللُّصُوصِ وَالْخَوَارِجِ جَائِزٌ إِذَا عَرَضُوا لِلرَّجُلِ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ , فَلَهُ أَنْ يُقَاتِلَ عَنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَيَدْفَعَ عَنْهَا بِكُ

اعتقاد علي بن المديني ومن نقل عنه ممن أدركه من جماعة السلف

§اعْتِقَادُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَمَنْ نَقَلَ عَنْهُ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ مِنْ جَمَاعَةِ السَّلَفِ

318 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامِ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِسْطَامٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَرَأَهَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ , فَقَالَ لَهُ: قُلْتَ أَعَزَّكَ اللَّهُ: §" السُّنَّةُ اللَّازِمَةُ الَّتِي مَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً لَمْ يَقُلْهَا أَوْ يُؤْمِنْ بِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا: الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ , -[186]- ثُمَّ تَصْدِيقٌ بِالْأَحَادِيثِ وَالْإِيمَانُ بِهَا , لَا يُقَالُ لِمَ وَلَا كَيْفَ , إِنَّمَا هُوَ التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْإِيمَانُ بِهَا وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ تَفْسِيرَ الْحَدِيثِ وَيَبْلُغْهُ عَقْلُهُ فَقَدْ كُفِيَ ذَلِكَ , وَأُحْكِمَ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّسْلِيمُ ". مِثْلُ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " حَدَّثَنَا الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ. وَنَحْوِهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَأْثُورَةِ عَنِ الثِّقَاتِ. وَلَا يُخَاصِمُ أَحَدًا وَلَا يُنَاظِرُ , وَلَا يَتَعَلَّمُ الْجَدَلَ , وَالْكَلَامُ فِي الْقَدَرِ وَغَيْرِهِ مِنَ السُّنَّةِ مَكْرُوهٌ , وَلَا يَكُونُ صَاحِبُهُ وَإِنْ أَصَابَ السُّنَّةَ بِكَلَامِهِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ حَتَّى يَدَعَ الْجَدَلَ وَيُسَلِّمَ وَيُؤْمِنَ بِالْإِيمَانِ. وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ , وَلَا تَضْعُفْ أَنْ تَقُولَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ , فَإِنَّ كَلَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِبَائِنٍ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنْهُ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ , يُؤْمِنُ بِهِ وَلَا يُنَاظِرُ فِيهِ أَحَدًا. وَالْإِيمَانُ بِالْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يُوزَنُ الْعَبْدُ وَلَا يَزِنُ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ , يُوزَنُ أَعْمَالُ الْعِبَادِ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ , الْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيقُ وَالْإِعْرَاضُ عَنْ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ وَتَرْكُ مُجَادَلَتِهِ. وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُكَلِّمُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُحَاسِبُهُمْ لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ , الْإِيمَانُ بِذَلِكَ وَالتَّصْدِيقُ. وَالْإِيمَانُ بِالْحَوْضِ أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْضًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتُهُ , عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ , آنِيَتُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ عَلَى مَا -[187]- جَاءَ فِي الْأَثَرِ وَوُصِفَ , ثُمَّ الْإِيمَانُ بِذَلِكَ. وَالْإِيمَانُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ أَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُفْتَنُ فِي قُبُورِهَا , وَتُسْأَلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَيَأْتِيهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ كَيْفَ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَكَمَا أَرَادَ , الْإِيمَانُ بِذَلِكَ وَالتَّصْدِيقُ. وَالْإِيمَانُ بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِخْرَاجِ قَوْمٍ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا احْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا , فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى نَهْرٍ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ كَيْفَ شَاءَ اللَّهُ وَكَمَا شَاءَ , إِنَّمَا هُوَ الْإِيمَانُ بِهِ وَالتَّصْدِيقُ. وَالْإِيمَانُ بِأَنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ لِلْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ فِيهِ , الْإِيمَانُ بِأَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ وَأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ يَنْزِلُ فَيَقْتُلُهُ بِبَابِ لُدٍّ. وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ عَلَى سُنَّةٍ وَإِصَابَةٍ وَنِيَّةٍ. وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ , وَأَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا. وَتَرْكُ الصَّلَاةِ كُفْرٌ , لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ إِلَّا الصَّلَاةَ , مَنْ تَرَكَهَا فَهُوَ كَافِرٌ وَقَدَ حَلَّ قَتْلُهُ. وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , نُقَدِّمُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ كَمَا قَدَّمَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي ذَلِكَ. ثُمَّ مِنْ بَعْدِ الثَّلَاثَةِ أَصْحَابُ الشُّورَى الْخَمْسَةُ: عَلِيٌّ , وَطَلْحَةُ , وَالزُّبَيْرُ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ , كُلُّهُمْ يَصْلُحُ لِلْخِلَافَةِ وَكُلُّهُمْ إِمَامٌ , كَمَا فَعَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثَ فِيهِمْ كُلُّهُمْ , -[188]- مَنْ صَحِبَهُ سَنَةً أَوْ شَهْرًا أَوْ سَاعَةً أَوْ رَآهُ أَوْ وَفَدَ إِلَيْهِ فَهُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ , لَهُ مِنَ الصُّحْبَةِ عَلَى قَدْرِ مَا صَحِبَهُ , فَأَدْنَاهُمْ صُحْبَةً هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَرَوْهُ وَلَوْ لَقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِجَمِيعِ الْأَعْمَالِ كَانَ الَّذِي صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَآهُ بِعَيْنَيْهِ وَآمَنَ بِهِ وَلَوْ سَاعَةً أَفْضَلَ بِصُحْبَتِهِ مِنَ التَّابِعِينَ كُلِّهِمْ وَلَوْ عَمِلُوا كُلَّ أَعْمَالِ الْخَيْرِ. ثُمَّ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِلْأَئِمَّةِ وَأُمَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ , وَمَنْ وَلِيَ الْخِلَافَةَ بِإِجْمَاعِ النَّاسِ وَرِضَاهُمْ , لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَةً إِلَّا وَعَلَيْهِ إِمَامٌ , بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا فَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. وَالْغَزْوُ مَعَ الْأُمَرَاءِ مَاضٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ , لَا يُتْرَكُ. وَقِسْمَةُ الْفَيْءِ وَإِقَامَةُ الْحُدُودِ لِلْأَئِمَّةِ مَاضِيَةٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَطْعَنَ عَلَيْهِمْ وَلَا يُنَازِعَهُمْ , وَدَفْعُ الصَّدَقَاتِ إِلَيْهِمْ جَائِزَةٌ نَافِذَةٌ قَدْ بَرِئَ مَنْ دَفَعَهَا إِلَيْهِمْ وَأَجْزَأَتْ عَنْهُ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا. وَصَلَاةُ الْجُمُعَةِ خَلْفَهُ وَخَلْفَ مَنْ وَلَّاهُ جَائِزَةٌ قَائِمَةٌ رَكْعَتَانِ مَنْ أَعَادَهَا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ تَارِكٌ لِلْإِيمَانِ مُخَالِفٌ , وَلَيْسَ لَهُ مِنْ فَضْلِ الْجُمُعَةِ شَيْءٌ إِذَا لَمْ يَرَ الْجُمُعَةَ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ مَنْ كَانُوا بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ , وَالسُّنَّةُ أَنْ يُصَلُّوا خَلْفَهُمْ لَا يَكُونُ فِي صَدْرِهِ حَرَجٌ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَأَقَرُّوا لَهُ بِالْخِلَافَةِ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَتْ بِرِضًا كَانَتْ أَوْ بِغَلَبَةٍ فَهُوَ شَاقٌّ هَذَا الْخَارِجُ عَلَيْهِ الْعَصَا , وَخَالَفَ الْآثَارَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَإِنْ مَاتَ الْخَارِجُ -[189]- عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةَ جَاهِلِيَّةٍ. وَلَا يَحِلُّ قِتَالُ السُّلْطَانِ وَلَا الْخُرُوجُ عَلَيْهِ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ , فَمَنْ عَمِلَ ذَلِكَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ. وَيَحِلُّ قِتَالُ الْخَوَارِجِ وَاللُّصُوصِ إِذَا عَرَضُوا لِلرَّجُلِ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ أَوْ مَا دُونَ نَفْسِهِ , فَلَهُ أَنْ يُقَاتِلَ عَنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَدْفَعَ عَنْهُ فِي مَقَامِهِ , وَلَيْسَ لَهُ إِذَا فَارَقُوهُ أَوْ تَرَكُوهُ أَنْ يَطْلُبَهُمْ وَلَا يَتْبَعَ آثَارَهُمْ , وَقَدْ سَلِمَ مِنْهُمْ , ذَلِكَ إِلَى الْأَئِمَّةِ , إِنَّمَا هُوَ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ فِي مَقَامِهِ وَيَنْوِي بِجُهْدِهِ أَنْ لَا يَقْتُلَ أَحَدًا , فَإِنْ أَتَى عَلَى يَدِهِ فِي دَفْعِهِ عَنْ نَفْسِهِ فِي الْمَعْرَكَةِ فَأَبْعَدَ اللَّهُ الْمَقْتُولَ , وَإِنْ قُتِلَ هُوَ فِي ذَلِكَ الْحَالِ وَهُوَ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ رَجَوْنَا لَهُ الشَّهَادَةَ كَمَا فِي الْأَثَرِ وَجَمِيعِ الْآثَارِ , إِنَّمَا أُمِرَ بِقِتَالِهِ , وَلَمْ يُؤْمَرْ بِقَتْلِهِ , وَلَا يُقِيمُ عَلَيْهِ الْحَدَّ وَلَكِنَّهُ يَدْفَعُهُ إِلَى مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَهُ فَيَكُونُ هُوَ يَحْكُمُ فِيهِ. وَلَا يَشْهَدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِعَمَلٍ عَمِلَهُ بِجَنَّةٍ وَلَا نَارٍ , نَرْجُو لِلصَّالِحِ وَنُخَافُ عَلَى الطَّالِحِ الْمُذْنِبِ , وَنَرْجُو لَهُ رَحْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ بِذَنْبٍ يَجِبُ لَهُ بِذَنْبِهِ النَّارُ تَائِبًا مِنْهُ غَيْرَ مُصِرٍّ عَلَيْهِ , فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ وَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ -[190]-. وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَقَدْ أُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ ذَلِكَ الذَّنْبِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ كَمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمَنْ لَقِيَهُ مُصِرًّا غَيْرَ تَائِبٍ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي اسْتُوجِبَتْ بِهَا الْعُقُوبَةُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ , وَمَنْ لَقِيَهُ مُشْرِكًا عَذَّبَهُ وَلَمْ يَغْفِرْ لَهُ. وَالرَّجْمُ عَلَى مَنْ زَنَا وَهُوَ مُحْصَنٌ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَلِكَ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ , رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمَ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ مِنْ بَعْدِهِ. وَمَنْ تَنَقَّصَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَبْغَضَهُ لِحَدَثٍ كَانَ مِنْهُ أَوْ ذَكَرَ مَسَاوِئَهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ حَتَّى يَتَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا , فَيَكُونَ قَلْبُهُ لَهُمْ سَلِيمًا. وَالنِّفَاقُ هُوَ الْكُفْرُ , أَنْ يَكْفُرَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَيَعْبُدَ غَيْرَهُ فِي السِّرِّ , وَيُظْهِرَ الْإِيمَانَ فِي الْعَلَانِيَةِ مِثْلَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبِلَ مِنْهُمُ الظَّاهِرَ , فَمَنْ أَظْهَرَالْكُفْرَ قُتِلَ. وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي جَاءَتْ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ» جَاءَتْ عَل

اعتقاد أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه رحمه الله

§اعْتِقَادُ أَبِي ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْكَلْبِيِّ الْفَقِيهِ رَحِمَهُ اللَّهُ

319 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: أَرْسَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ إِلَى أَبِي ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ بِكِتَابٍ يَسْأَلُ عَنِ الْإِيمَانِ مَا هُوَ؟ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ وَقَوْلٌ أَوْ قَوْلٌ وَعَمَلٌ؟ أَوْ قَوْلٌ وَتَصْدِيقٌ وَعَمَلٌ؟ فَأَجَابَهُ: §إِنَّهُ التَّصْدِيقُ بِالْقَلْبِ , وَالْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ , وَعَمَلُ الْجَوَارِحِ. وَسَأَلَهُ عَنِ الْقَدَرِيَّةِ مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الْقَدَرِيَّةَ مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ أَفْعَالَ الْعِبَادِ وَإِنَّ الْمَعَاصِيَ لَمْ يُقَدِّرْهَا اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ وَلَمْ يَخْلُقْهَا , فَهَؤُلَاءِ قَدَرِيَّةٌ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ , وَلَا يُعَادُ مَرِيضُهُمْ , وَلَا يُشْهَدُ جَنَائِزُهُمْ , وَيُسْتَتَابُونَ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ , فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ. وَسَأَلْتُ: الصَّلَاةُ خَلْفَ مَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ فَهَذَا كَافِرٌ بِقَوْلِهِ , لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ , وَذَلِكَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ , وَلَا اخْتِلَافَ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ , وَمَنْ قَالَ: كَلَامُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ وَزَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَدَثَ فِيهِ شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ. وَسَأَلْتُ: " يُخَلَّدُ فِي النَّارِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ؟ وَالَّذِي عِنْدَنَا أَنْ نَقُولَ: لَا يُخَلَّدُ مُوَحِّدٌ فِي النَّارِ.

اعتقاد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في جماعة من السلف الذين يروي عنهم

§اعْتِقَادُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ الَّذِينَ يَرْوِي عَنْهُمْ

320 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا -[194]- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُخَارِيَّ بِالشَّاشِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: §" لَقِيتُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَوَاسِطَ وَبَغْدَادَ وَالشَّامِ وَمِصْرَ لَقِيتُهُمْ كَرَّاتٍ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ ثُمَّ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ , أَدْرَكْتُهُمْ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً , أَهْلَ الشَّامِ وَمِصْرَ وَالْجَزِيرَةِ مَرَّتَيْنِ وَالْبَصْرَةِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فِي سِنِينَ ذَوِي عَدَدٍ بِالْحِجَازِ سِتَّةَ أَعْوَامٍ , وَلَا أُحْصِي كَمْ دَخَلْتُ الْكُوفَةَ وَبَغْدَادَ مَعَ مُحَدِّثِي أَهْلِ خُرَاسَانَ , مِنْهُمُ الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى , وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ , وَشِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ، وَبِالشَّامِ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ , وَأَبَا مُسْهِرٍ عَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ مُسْهِرٍ , وَأَبَا الْمُغِيرَةِ عَبْدَ الْقُدُّوسِ بْنَ الْحَجَّاجِ , وَأَبَا الْيَمَانِ الْحَكَمَ بْنَ نَافِعٍ , وَمِنْ بَعْدِهِمْ عِدَّةٌ كَثِيرَةٌ، وَبِمِصْرَ: يَحْيَى بْنَ كَثِيرٍ , وَأَبَا صَالِحٍ كَاتِبَ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ , وَأَصْبَغَ بْنَ الْفَرَجِ , وَنُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ، وَبِمَكَّةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْمُقْرِئَ , وَالْحُمَيْدِيَّ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ -[195]- قَاضِيَ مَكَّةَ , وَأَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيَّ، وَبِالْمَدِينَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ , وَمُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الزُّبَيْرِيَّ , وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيَّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيَّ، وَبِالْبَصْرَةِ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيَّ , وَأَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَالْحَجَّاجَ بْنَ الْمِنْهَالِ , وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيَّ. وَبِالْكُوفَةِ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى , وَأَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ , وَقَبِيصَةَ بْنَ عُقْبَةَ , وَابْنَ نُمَيْرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَعُثْمَانَ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ. وَبِبَغْدَادَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ , وَأَبَا مَعْمَرٍ , وَأَبَا خَيْثَمَةَ , وَأَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ , وَمِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ: عَمْرَو بْنَ خَالِدٍ الْحَرَّانِيَّ، وَبِوَاسِطَ عَمْرَو بْنَ عَوْنٍ , وَعَاصِمَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَبِمَرْوَ صَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ , وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ. وَاكْتَفَيْنَا بِتَسْمِيَةِ هَؤُلَاءِ كَيْ يَكُونَ مُخْتَصَرًا وَأَنْ لَا يَطُولَ ذَلِكَ , فَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ يَخْتَلِفُ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ: أَنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ؛ وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللَّهِ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةِ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] -[196]-. وَأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ لِقَوْلِهِ: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: فَبَيَّنَ اللَّهُ الْخَلْقَ مِنَ الْأَمْرِ لِقَوْلِهِ: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54] . وَأَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِقَدَرٍ لِقَوْلِهِ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 2] وَلِقَوْلِهِ: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] وَلِقَوْلِهِ: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] . وَلَمْ يَكُونُوا يُكَفِّرُونَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالذَّنْبِ لِقَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمِنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] . وَمَا رَأَيْتُ فِيهِمْ أَحَدًا يَتَنَاوَلُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: «أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ» وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10] . وَكَانُوا يَنْهَوْنَ عَنِ الْبِدَعِ مَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ؛ -[197]- لِقَوْلِهِ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] وَلِقَوْلِهِ: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54] . وَيَحُثُّونَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتْبَاعُهُ لِقَوْلِهِ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] . وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ لَا يَغُلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ , وَطَاعَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ , وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ , فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ " , ثُمَّ أَكَّدَ فِي قَوْلِهِ: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] . وَأَنْ لَا يَرَى السَّيْفَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْفُضَيْلُ: " لَوْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ لَمْ أَجْعَلْهَا إِلَّا فِي إِمَامٍ؛ لِأَنَّهُ إِذَا صَلُحَ الْإِمَامُ أَمِنَ الْبِلَادُ وَالْعِبَادُ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: «يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ، مَنْ يَجْتَرِئُ عَلَى هَذَا غَيْرُكَ»

اعتقاد أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم , وأبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازيين، وجماعة من السلف ممن نقل عنهم رحمهم الله

§اعْتِقَادُ أَبِي زُرْعَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ , وَأَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الرَّازِيَّيْنِ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ مِمَّنْ نَقَلَ عَنْهُمْ رَحِمَهُمُ اللَّهُ

321 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْمُقْرِئُ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ -[198]- مُحَمَّدِ بْنِ حَبَشٍ الْمُقْرِئُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ , وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ , وَمَا يَعْتَقِدَانِ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَا: §" أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , يَزِيدُ وَيَنْقُصُ , وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِهِ , وَالْقَدَرُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , ثُمَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ , وَهُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ , وَأَنَّ الْعَشَرَةَ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ عَلَى مَا شَهِدَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ , وَالتَّرَحُّمُ عَلَى جَمِيعِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَالْكَفُّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ. وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ , وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا كَيْفٍ , أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا , {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] . وَأَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُرَى فِي الْآخِرَةِ , يَرَاهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِأَبْصَارِهِمْ -[199]- وَيَسْمَعُونَ كَلَامَهُ كَيْفَ شَاءَ وَكَمَا شَاءَ. وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَهُمَا مَخْلُوقَانِ لَا يَفْنَيَانِ أَبَدًا , وَالْجَنَّةُ ثَوَابٌ لِأَوْلِيَائِهِ , وَالنَّارُ عِقَابٌ لِأَهْلِ مَعْصِيَتِهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَالصِّرَاطُ حَقٌّ , وَالْمِيزَانُ حَقٌّ , لَهُ كِفَّتَانِ , تُوزَنُ فِيهِ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا حَقٌّ. وَالْحَوْضُ الْمُكْرَمُ بِهِ نَبِيُّنَا حَقٌّ. وَالشَّفَاعَةُ حَقٌّ , وَالْبَعْثُ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ حَقٌّ. وَأَهْلُ الْكَبَائِرِ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَلَا نُكَفِّرُ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِذُنُوبِهِمْ , وَنَكِلُ أَسْرَارَهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَنُقِيمُ فَرْضَ الْجِهَادِ وَالْحَجِّ مَعَ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ دَهْرٍ وَزَمَانٍ. وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَلَا الْقِتَالَ فِي الْفِتْنَةِ , وَنَسْمَعُ وَنُطِيعُ لِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَنَا وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ , وَنَتَّبِعُ السُّنَّةَ وَالْجَمَاعَةَ , وَنَجْتَنِبُ الشُّذُوذَ وَالْخِلَافَ وَالْفُرْقَةَ. وَأَنَّ الْجِهَادَ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ مَعَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُبْطِلُهُ شَيْءٌ. وَالْحَجُّ كَذَلِكَ , وَدَفْعُ الصَّدَقَاتِ مِنَ السَّوَائِمِ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. وَالنَّاسُ مُؤَمَّنُونَ فِي أَحْكَامِهِمْ وَمَوَارِيثِهِمْ , وَلَا نَدْرِي مَا هُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ -[200]-. فَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مُؤْمِنٌ حَقًّا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ , وَمَنْ قَالَ: هُوَ مُؤْمِنٌ عِنْدَ اللَّهِ فَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ , وَمَنْ قَالَ: هُوَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ حَقًّا فَهُوَ مُصِيبٌ. وَالْمُرْجِئَةُ وَالْمُبْتَدِعَةُ ضُلَّالٌ , وَالْقَدَرِيَّةُ الْمُبْتَدِعَةُ ضُلَّالٌ , فَمَنْ أَنْكَرَ مِنْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ فَهُوَ كَافِرٌ. وَأَنَّ الْجَهْمِيَّةَ كُفَّارٌ , وَأَنَّ الرَّافِضَةَ رَفَضُوا الْإِسْلَامَ , وَالْخَوَارِجَ مُرَّاقٌ. وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ. وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ مِمَّنْ يَفْهَمُ فَهُوَ كَافِرٌ. وَمَنْ شَكَّ فِي كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَقَفَ شَاكًّا فِيهِ يَقُولُ: لَا أَدْرِي مَخْلُوقٌ أَوْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. وَمَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ جَاهِلًا عُلِّمَ وَبُدِّعَ وَلَمْ يُكَفَّرْ. وَمَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ أَوِ الْقُرْآنُ بِلَفْظِي مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ , وَعَلَامَةُ الزَّنَادِقَةِ -[201]- تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ حَشْوِيَّةً يُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْآثَارِ. وَعَلَامَةُ الْجَهْمِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَةً , وَعَلَامَةُ الْقَدَرِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ الْأَثَرِ مُجَبِّرَةً. وَعَلَامَةُ الْمُرْجِئَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُخَالِفَةً وَنُقْصَانِيَّةً. وَعَلَامَةُ الرَّافِضَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ نَاصِبَةً. وَلَا يَلْحَقُ أَهْلَ السُّنَّةِ إِلَّا اسْمٌ وَاحِدٌ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ

322 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَسَمِعْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ §يَأْمُرَانِ بِهِجْرَانِ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالْبِدَعِ يُغَلِّظَانِ فِي ذَلِكَ أَشَدَّ التَّغْلِيظِ , وَيُنْكِرَانِ وَضْعَ الْكُتُبِ بِرَأْيٍ فِي غَيْرِ آثَارٍ , وَيَنْهَيَانِ عَنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالنَّظَرِ فِي كُتُبِ الْمُتَكَلِّمِينَ , وَيَقُولَانِ: لَا يُفْلِحُ صَاحِبُ كَلَامٍ أَبَدًا. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: «وَبِهِ أَقُولُ أَنَا» -[202]-. وَقَالَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ حُبَيْشٍ الْمُقْرِئُ: «وَبِهِ أَقُولُ» . قَالَ شَيْخُنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ: «وَبِهِ أَقُولُ» . وَقَالَ شَيْخُنَا يَعْنِي الْمُصَنِّفَ: «وَبِهِ أَقُولُ» . وَقَالَ الطُّرَيْثِيثِيُّ: «وَبِهِ أَقُولُ» . وَقَالَ شَيْخُنَا السَّلَفِيُّ: «وَبِهِ نَقُولُ»

323 - وَوَجَدْتُ فِي بَعْضِ كُتِبِ 6806 أَبِي حَاتِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيِّ الرَّازِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ مِمَّا سَمِعَ مِنْهُ , يَقُولُ: مَذْهَبُنَا وَاخْتِيَارُنَا §اتِّبَاعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ بِإِحْسَانٍ , وَتَرْكُ النَّظَرِ فِي مَوْضِعِ بِدَعِهِمْ , وَالتَّمَسُّكُ بِمَذْهَبِ أَهْلِ الْأَثَرِ مِثْلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ , وَالشَّافِعِيِّ. وَلُزُومُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ , وَالذَّبُّ عَنِ الْأَئِمَّةِ الْمُتَّبِعَةِ لِآثَارِ السَّلَفِ , وَاخْتِيَارُ مَا اخْتَارَهُ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فِي الْأَمْصَارِ مِثْلُ: مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي الْمَدِينَةِ , وَالْأَوْزَاعِيِّ بِالشَّامِ , وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ بِمِصْرَ , وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَحَمَّادِ بْنِ زِيَادٍ بِالْعِرَاقِ مِنَ الْحَوَادِثِ مِمَّا لَا يُوجَدُ فِيهِ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ. وَتَرْكُ رَأْيِ الْمُلْبِسِينَ الْمُمَوِّهِينَ الْمُزَخْرِفِينَ الْمُمَخْرِقِينَ الْكَذَّابِينَ , وَتَرْكُ النَّظَرِ فِي كُتِبِ الْكَرَابِيسِ , وَمُجَانَبَةُ مَنْ يُنَاضِلُ عَنْهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَشَاجَرَ فِيهِ مِثْلِ دَاوُدَ الْأَصْبَهَانِيِّ وَأَشْكَالِهِ وَمُتَّبِعِيهِ. وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَعِلْمُهُ وَأَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ وَأَمْرُهُ وَنَهْيُهُ , لَيْسَ -[203]- بِمَخْلُوقٍ بِجِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ. وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ مَجْعُولٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ , وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ مِمَّنْ يَفْهَمُ وَلَا يَجْهَلُ فَهُوَ كَافِرٌ. وَالْوَاقِفَةُ وَاللَّفْظِيَّةُ جَهْمِيَّةٌ , جَهَّمَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَالِاتِّبَاعُ لِلْأَثَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ بِإِحْسَانٍ. وَتَرْكُ كَلَامِ الْمُتَكَلِّمِينَ , وَتَرْكُ مُجَالَسَتِهِمْ وَهِجْرَانُهُمْ , وَتَرْكُ مُجَالَسَةِ مَنْ وَضَعَ الْكُتُبَ بِالرَّأْيِ بِلَا آثَارٍ. وَاخْتِيَارُنَا أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ , مِثْلُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ لِمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ , وَالْحَجِّ لِمَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ , وَجَمِيعِ فَرَائِضِ اللَّهِ الَّتِي فَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ , الْعَمَلُ بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ. وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ , وَنُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ , وَبِالْحَوْضِ الْمُكْرَمِ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنُؤْمِنُ بِالْمُسَاءَلَةِ فِي الْقَبْرِ , وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ , وَبِالشَّفَاعَةِ الْمَخْصُوصِ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنَتَرَحَّمُ عَلَى جَمِيعِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا نَسُبُّ أَحَدًا مِنْهُمْ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} -[204]-. وَالصَّوَابَ نَعْتَقِدُ وَنَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] . وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَلَا نُقَاتِلُ فِي الْفِتْنَةِ , وَنَسْمَعُ وَنُطِيعُ لِمَنْ وَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَنَا. وَنَرَى الصَّلَاةَ وَالْحَجَّ وَالْجِهَادَ مَعَ الْأَئِمَّةِ , وَدَفْعَ صَدَقَاتِ الْمَوَاشِي إِلَيْهِمْ. وَنُؤْمِنُ بِمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ الصَّحِيحَةُ بِأَنَّهُ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ بِالشَّفَاعَةِ. وَنَقُولُ: إِنَّا مُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَكَرِهَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا عِنْدَ اللَّهِ وَمُسْتَكْمِلُ الْإِيمَانِ , وَكَذَلِكَ قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ أَيْضًا. وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ. وَعَلَامَةُ الْجَهْمِيَّةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَةً وَنَابِتَةً. وَعَلَامَةُ الْقَدَرِيَّةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ السُّنَّةِ مُجَبِّرَةً. وَعَلَامَةُ الزَّنَادِقَةِ أَنْ يُسَمُّوا أَهْلَ الْأَثَرِ حَشْوِيَّةً. وَيُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفَّقَنَا اللَّهُ وَكُلَّ مُؤْمِنٍ لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ , وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ

اعتقاد سهل بن عبد الله التستري

§اعْتِقَادُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيِّ

324 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَارَسْتَ النَّجِيرَمِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ شِيرَازَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيَّ صَاحِبَ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ , وَقِيلَ لَهُ: §مَتَى يَعْلَمُ الرَّجُلُ أَنَّهُ عَلَى السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؟ " قَالَ: " إِذَا عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ عَشْرَ خِصَالٍ: لَا يَتْرُكُ الْجَمَاعَةَ , وَلَا يَسُبُّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا يَخْرُجُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ , وَلَا يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ , وَلَا يَشُكُّ فِي الْإِيمَانِ , وَلَا يُمَارِي فِي الدِّينِ , وَلَا يَتْرُكُ الصَّلَاةَ عَلَى مَنْ يَمُوتُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالذَّنْبِ , وَلَا يَتْرُكُ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ , وَلَا يَتْرُكُ الْجَمَاعَةَ خَلْفَ كُلِّ وَالٍ جَارَ أَوْ عَدَلَ.

اعتقاد أبي جعفر محمد بن جرير الطبري

§اعْتِقَادُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ

325 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: §" فَأَوَّلُ مَا نَبْدَأُ فِيهِ الْقَوْلَ مِنْ ذَلِكَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَنْزِيلُهُ؛ إِذْ كَانَ مِنْ مَعَانِي تَوْحِيدِهِ. فَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَيْفَ كُتِبَ , وَكَيْفَ تُلِيَ , وَفِي أَيِّ مَوْضِعٍ قُرِئَ , فِي السَّمَاءِ وُجِدَ أَوْ فِي الْأَرْضِ حَيْثُ حُفِظَ , فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ كَانَ مَكْتُوبًا أَوْ فِي أَلْوَاحِ صِبْيَانِ الْكَتَاتِيبِ مَرْسُومًا , فِي حَجَرٍ نُقِشَ أَوْ فِي وَرَقٍ خُطَّ , فِي الْقَلْبِ حُفِظَ أَوْ بِاللِّسَانِ لُفِظَ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ أَوِ ادَّعَى أَنَّ قُرْآنًا فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي السَّمَاءِ سِوَى الْقُرْآنِ -[207]- الَّذِي نَتْلُوهُ بِأَلْسِنَتِنَا وَنْكَتُبُهُ فِي مَصَاحِفِنَا , أَوِ اعْتَقَدَ غَيْرَ ذَلِكَ بِقَلْبِهِ أَوْ أَضْمَرَهُ فِي نَفْسِهِ أَوْ قَالَ بِلِسَانِهِ دَايِنًا بِهِ؛ فَهُوَ بِاللَّهِ كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ وَبَرِيءٌ مِنَ اللَّهِ , وَاللَّهُ بَرِيءٌ مِنْهُ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] , وَقَالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] , فَأَخْبَرَنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَكْتُوبٌ , وَأَنَّهُ مِنْ لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْمُوعٌ , وَهُوَ قُرْآنٌ وَاحِدٌ مِنْ مُحَمَّدٍ مَسْمُوعٌ , وَفِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَكْتُوبٌ , وَكَذَلِكَ فِي الصُّدُورِ مَحْفُوظٌ , وَبِأَلْسُنِ الشُّيُوخِ وَالشُّبَّانِ مَتْلُوٌّ , فَمَنْ رَوَى عَنَّا , أَوْ حَكَى عَنَّا , أَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا , أَوِ ادَّعَى عَلَيْنَا أَنَّا قُلْنَا غَيْرَ ذَلِكَ , فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ , وَلَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا , وَهَتَكَ سِتْرَهُ وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 52] وَأَمَّا الصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ لَدَيْنَا فِي رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِينَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ دِينُنَا الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ وَأَدْرَكْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ , فَهُوَ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَرَوْنَهُ عَلَى مَا صَحَّتْ بِهِ الْأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالصَّوَابُ لَدَيْنَا فِي الْقَوْلِ فِيمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ -[208]- وَحَسَنَاتِهِمْ وَسَيِّئَاتِهِمْ أَنَّ جَمِيعَ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ , وَاللَّهُ مُقَدِّرُهُ وَمُدَبِّرُهُ , لَا يَكُونُ شَيْءٌ إِلَّا بِإِرَادَتِهِ , وَلَا يَحْدُثُ شَيْءٌ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ , لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ. وَالصَّوَابُ لَدَيْنَا مِنَ الْقَوْلِ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , يَزِيدُ وَيَنْقُصُ , وَبِهِ الْخَبَرُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعَلَيْهِ مَضَى أَهْلُ الدِّينِ وَالْفَضْلِ. وَالْقَوْلُ فِي أَلْفَاظِ الْعِبَادِ بِالْقُرْآنِ فَلَا أَثَرَ فِيهِ أَعْلَمُهُ عَنْ صَحَابِيٍّ مَضَى , وَلَا عَنْ تَابِعِيٍّ قَفَى إِلَّا عَمَّنْ فِي قَوْلِهِ الشِّفَاءُ وَالْغِنَا رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ وَفِي اتِّبَاعِهِ الرُّشْدُ وَالْهُدَى , وَمَنْ يَقُومُ لَدَيْنَا مَقَامَ الْأَئِمَّةِ الْأُولَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ. فَإِنَّ أَبَا إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيَّ حَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: اللَّفْظِيَّةُ جَهْمِيَّةٌ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] مِمَّنْ يَسْمَعُ. وَأَمَّا الْقَوْلُ فِي الِاسْمِ أَهُوَ الْمُسَمَّى أَوْ غَيْرُ الْمُسَمَّى فَإِنَّهُ مِنَ الْحَمَاقَاتِ الْحَادِثَةِ الَّتِي لَا أَثَرَ فِيهَا فَيُتَّبَعَ وَلَا قَوْلَ مِنْ إِمَامٍ فَيُسْتَمَعَ , وَالْخَوْضُ فِيهِ شَيْنٌ , وَالصَّمْتُ عَنْهُ زَيْنٌ , وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الْعِلْمِ بِهِ وَالْقَوْلِ فِيهِ أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِ الصَّادِقِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ قَوْلُهُ: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُو فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} وَقَوْلُهُ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] -[209]-. وَيَعْلَمُ أَنَّ رَبَّهُ هُوَ الَّذِي {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} . فَمَنْ تَجَاوَزَ ذَلِكَ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ. فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ بَعُدَ مِنَّا فَنَأَى , أَوْ قَرُبَ فَدَنَا أَنَّ الدِّينَ الَّذِي نَدِينُ بِهِ فِي الْأَشْيَاءِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مَا بَيَّنَّاهُ لَكُمْ عَلَى مَا وَصَفْنَاهُ , فَمَنْ رَوَى خِلَافَ ذَلِكَ أَوْ أَضَافَ إِلَيْنَا سِوَاهُ أَوْ نَحَلَنَا فِي ذَلِكَ قَوْلًا غَيْرَهُ فَهُوَ كَاذِبٌ , فَهُوَ مُفْتَرٍ مُعْتَدٍ مُتَخَرِّصٌ , يَبُوءُ بِإِثْمِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ , وَعَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ وَلَعْنَتُهُ فِي الدَّارَيْنِ , وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُورِدَهُ الْمَوْرِدَ الَّذِي وَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُرَبَاءَهُ , وَأَنْ يُحِلَّهُ الْمَحَلَّ الَّذِي أَخْبَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّهَ يُحِلُّهُ أَمْثَالَهُ

باب جماع توحيد الله عز وجل وصفاته وأسمائه وأنه حي قادر عالم سميع بصير متكلم مريد باق

§بَابُ جُمَّاعِ تَوْحِيدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِفَاتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَأَنَّهُ حَيٌّ قَادِرٌ عَالِمٌ سَمِيعٌ بَصِيرٌ مُتَكَلِّمٌ مُرِيدٌ بَاقٍ

سياق ما يدل من كتاب الله عز وجل وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن وجوب معرفة الله تعالى وصفاته بالسمع لا بالعقل قال الله تعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بلفظ خاص والمراد به العام: فاعلم أنه لا إله إلا الله. وقال تبارك وتعالى: اتبع ما

§سِيَاقُ مَا يَدُلُّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ وُجُوبَ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ بِالسَّمْعِ لَا بِالْعَقْلِ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يُخَاطِبُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَفْظٍ خَاصٍّ وَالْمُرَادُ بِهِ الْعَامُّ

: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 106] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] . فَأَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ بِالسَّمْعِ وَالْوَحْيِ عَرَفَ الْأَنْبِيَاءُ قَبْلَهُ التَّوْحِيدَ. وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سبأ: 50] . وَقَدِ اسْتَدَلَّ إِبْرَاهِيمُ بِأَفْعَالِهِ الْمُحْكَمَةِ الْمُتْقَنَةِ

عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا , وَظُهُورِ الْقَمَرِ وَغَيْبَتِهِ , وَظُهُورِ الْكَوَاكِبِ وَأُفُولِهَا , ثُمَّ قَالَ: {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام: 77] , فَعُلِمَ أَنَّ الْهِدَايَةَ وَقَعَتْ بِالسَّمْعِ. وَكَذَلِكَ وُجُوبُ مَعْرِفَةِ الرُّسُلِ بِالسَّمْعِ. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} . وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء

: 15] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ , وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ , وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكِ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [القصص: 45] . {وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طه: 133] . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَالرُّسُلِ بِالسَّمْعِ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَمِنَ السُّنَّةِ حَدِيثُ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ

327 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْجَلِيْلُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زِكَرِيَّا الطُّرَيْثِيْثِيُّ المُقْرِي أَسْعَدَهُ اللهُ بِطَاعَتِهِ قَرَاءَةً عَلَيْهِ فَأَقْرَأَنِيهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الرَّازِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , ح. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا , فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ لَهُ فَأَنَاخَهُ ثُمَّ عَقَلَهُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: قُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ بَيْنَ أَظْهُرِ أَصْحَابِهِ. قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ , قَدْ جِئْتُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشْتَدَّةٌ مَسْأَلَتِي عَلَيْكَ فَلَا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ»

ح 328 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , وَالْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ , وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , قَالُوا: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ , فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ , فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ -[222]-: يَا مُحَمَّدُ , §أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ. قَالَ: «صَدَقَ»

329 - وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّرْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُسَيِّبِ أَبِي جَعْفَرٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ كُرَيْبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فَقَالَ: «قَدْ أَجَبْتُكَ» . قَالَ: أَنَا وَافِدُ قَوْمِي وَرَسُولُهُمْ §وَإِنِّي سَائِلُكُ فَمُشْتَدٌّ مَسْأَلَتِي إِيَّاكَ وَأَنَا نَاشِدُكَ فَمُشْتَدٌّ نِشَادِي إِيَّاكَ , فَلَا تَجِدَنَّ عَلَيَّ. قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: فَأَخْبِرْنِي مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» . قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» . قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ وَجَعَلَ مِنْهَا مَا جَعَلَ؟ قَالَ: «اللَّهُ» . قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ , آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» -[223]- وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ عَنْ أَنَسٍ: يَا مُحَمَّدُ , أَنْشُدُكَ بِرَبِّكَ وَبِرَبِّ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَتْنَا كُتُبُكَ وَأَنْبَأَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنْ نَدَعَ اللَّاتَ وَالْعُزَّى فَنَشَدْتُكَ بِهِ هُوَ أَمَرَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ , عَنْ أَنَسٍ: يَا مُحَمَّدُ , أَنْشُدُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا. قَالَ: «صَدَقَ» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَأَنْبَأَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نُصَلِّيَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ نَشَدْتُكَ بِهِ هُوَ أَمَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ , عَنْ أَنَسٍ: أَنْشُدُكَ بِرَبِّكَ وَبِرَبِّ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا فِي فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ: فَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا. فَقَالَ: «صَدَقَ» -[224]-. قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَتْنَا كُتُبُكَ وَأَنْبَأَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ فَضْلِ أَغْنِيَائِنَا فَتَرُدَّهُ عَلَى فُقَرَائِنَا نَشَدْتُكَ بِهِ أَهُوَ أَمَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ , نَشَدْتُكَ بِرَبِّكَ وَبِرَبِّ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَصُومَ الشَّهْرَ فِي السَّنَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ: فَزَعَمَ رَسُولُكَ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا. قَالَ: «صَدَقَ» . قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَتْنَا كُتُبُكَ وَأَنْبَأَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَصُومَ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ شَهْرًا , نَشَدْتُكَ بِهِ أَهُوَ أَمَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا؟ قَالَ: «صَدَقَ» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَتْنَا كُتُبُكَ وأَنَبْأَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَحُجَّ بَيْتَ اللَّهِ فِي الْحَجَّةِ نَشَدْتُكَ بِهِ أَهُوَ أَمَرَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» -[225]-. وَفِي حَدِيثِ شَرِيكٍ , عَنْ أَنَسٍ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ , وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي , وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: فَبِالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ شَيْئًا وَلَا أُنْقِصُ مِنْهُنَّ شَيْئًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , وَحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ , إِسْنَادٌ صَحِيحٌ جَيِّدٌ غَرِيبٌ

330 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَرِيرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يَقُولُ: اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَادِي أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ , فَمَثَلُ هُدَاهُ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّيْتِ الصَّافِي يُضِيءُ قَبْلَ أَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ , فَإِذَا مَسَّتْهُ النَّارُ ازْدَادَ ضَوْءًا عَلَى ضَوْءٍ , كَذَلِكَ يَكُونُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ يَعْمَلُ فِيهِ الْهُدَى قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُ الْعِلْمُ , فَإِذَا جَاءَهُ الْعِلْمُ ازْدَادَ هُدًى عَلَى هُدًى وَنُورًا عَلَى نُورٍ , كَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَبْلَ أَنْ تَجِيئَهُ الْمَعْرِفَةُ: {هَذَا رَبِّي} [الأنعام: 76] حِينَ رَأَى الْكَوَاكِبَ -[226]- مِنْ قَبْلِ أَنْ يُخْبِرَهُ أَحَدٌ أَنَّ لَهُ رَبًّا , فَلَمَّا أَخْبَرَهُ اللَّهُ أَنَّهُ رَبُّهُ ازْدَادَ هُدًى عَلَى هُدًى

331 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَهْمَسٌ , ح. 332 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أنبا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ سَفَرٍ , وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ , حَتَّى جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتِهِ , وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ , §أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ. قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ , وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ , وَتَصُومَ رَمَضَانَ , وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» . قَالَ: صَدَقْتَ -[227]-. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ وَهُوَ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ. قَالَ: «تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» . قَالَ: صَدَقْتَ. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ سِنَانٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ

333 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , عَنْ: ح وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ بِالرَّيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: §يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِّمْنِي الدِّينَ. فَقَالَ: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ , وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ , وَتَحُجَّ الْبَيْتَ , وَتَصُومَ رَمَضَانَ , وَعَلَيْكَ بِالْعَلَانِيَةِ , وَإِيَّاكَ وَالسِّرَّ وَكُلَّ مَا يُسْتَحَى مِنْهُ , فَإِنَّكَ إِنْ لَقِيتَ اللَّهَ فَقُلْ: أَمَرَنِي بِهَذَا عُمَرُ. ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ , فَإِذَا لَقِيتَ اللَّهَ فَقُلْ مَا بَدَا لَكَ. لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

سياق ما فسر من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وورد من لغة العرب على أن الاسم والمسمى واحد وأنه هو هو لا غير. قال الله تبارك وتعالى: سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى. وقال تبارك وتعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها. وقال

§سِيَاقُ مَا فُسِّرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَرَدَ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ عَلَى أَنَّ الِاسْمَ وَالْمُسَمَّى وَاحِدٌ وَأَنَّهُ هُوَ هُوَ لَا غَيْرُ. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى

: 2] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُو فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} . وَقَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] . وَقَالَ تَعَالَى: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 65] . وَقَالَ تَعَالَى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} [قريش: 3] . وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الْعُقَلَاءِ: مَنِ اسْمُهُ رَبُّ هَذَا الْبَيْتِ , وَلَا قَالَ أَحَدٌ: ادْعُوا الَّذِي اسْمُهُ اللَّهُ. وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت

: 56] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36] وَمِنْ أَعْظَمِ الشِّرْكِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْعِبَادَةَ لِاسْمِهِ , وَاسْمُهُ مَخْلُوقٌ , وَقَدْ أَمَرَ بِالْعِبَادَةِ لِلْمَخْلُوقِ. وَهَذَا قَوْلُ الْمُعْتَزِلَةِ والنَّجَّارِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْكُفْرِ وَالضَّلَالَةِ. وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ {هُوَ} [البقرة: 29] إِشَارَةٌ إِلَيْهِ وَأَنَّ اسْمَهُ {هُوَ} [البقرة: 29] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} [الحج: 36] فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُذْكَرَ اسْمُهُ عَلَى الْبُدْنِ حِينَ نَحْرِهَا لِلْتَقَرُّبِ إِلَيْهِ. وَعَلَى مَذْهَبِ الْمُبْتَدِعَةِ لَوْ ذُكِرَ اسْمُ زَيْدٍ أَوْ عَمْرٍو أَوِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى يُجْزِيهِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مَخْلُوقَةٌ , وَأَسْمَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَهُمْ مَخْلُوقَةٌ. وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 118] . وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن: 78] . وَقَالَ فِي أُخْرَى

: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41] . وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] . وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ إِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , فَإِنَّهُ قَدْ أَتَى بِالتَّوْحِيدِ وَأَقَرَّ بِالنُّبُوَّةِ , إِلَّا الْمُعْتَزِلَةَ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَقُولُوا أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِي اسْمُهُ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِي اسْمُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. وَهَذَا خِلَافُ مَا وَرَدَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ , وَخِلَافُ مَا عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ. وَكَذَلِكَ هَذِهِ الْأَيْمَانُ الَّتِي بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلُّهَا عِنْدَهُمْ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَخْلُوقَةً , وَالنَّاسُ يَحْلِفُونَ بِالْمَخْلُوقِ دُونَ الْخَالِقِ؛ لِأَنَّ الِاسْمَ غَيْرُ الْمُسَمَّى , وَالِاسْمُ مَخْلُوقٌ عِنْدَهُمْ وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَحْيَا وَأَمُوتُ» . وَكَانَ يَسْتَشْفِي لِلْمَرْضَى بِقَوْلِهِ: «أُعِيذُكَ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ» وَكَانَ يُعَوِّذُ بِهَا حَسَنًا وَحُسَيْنًا. وَجِبْرِيلُ حِينَ اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَوَّذَهُ بِهَا. ثُمَّ قَوْلُ النَّاسِ فِي الْأَدْعِيَةِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي مَعْنَاهُ عِنْدَهُمْ مَنِ اسْمُهُ اللَّهُمَّ

الَّذِي هُوَ مَخْلُوقٌ اغْفِرْ لِي. وَهَذَا كُفْرٌ بِاللَّهِ , وَخِلَافُ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ , وَلُغَةِ الْعَرَبِ وَالْعُرْفِ وَالْعَادَةِ. فَأَمَّا لُغَةُ الْعَرَبِ فَعَنِ الْأَصْمَعِيِّ , وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ: الِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمَّى فَاشْهَدْ عَلَيْهِ بِالزَّنْدَقَةِ. وَعَنْ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ الْبَزَّارِ الْمُقْرِئِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ: إِنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ , فَكُفْرُهُ عِنْدِي أَوْضَحُ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ. وَمِنَ الْأَئِمَّةِ الشَّافِعِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ

335 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا» . وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» -[233]-. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَلَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا: «§أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ , وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» . وَكَانَ يَقُولُ: «كَمَا كَانَ أَبُوكُمَا يُعَوِّذُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

338 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ , عَنْ كُرَيْبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ يَقُولُ وَهُوَ يُجَامِعُ: بِسْمِ اللَّهِ §اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا , ثُمَّ قُضِيَ -[234]- بَيْنَهُمَا بِوَلَدٍ؛ لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

339 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , وَأَبِيهِ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ , حَدَّثَاهُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ , عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ ذَكْوَانَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: §أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ , لَمْ تَضُرَّكَ ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

340 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَقَاهُ جِبْرِيلُ , فَقَالَ: §بِسْمِ اللَّهِ أُبْرِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ , وَمِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ -[235]-. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

341 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , وَأَبُو مَعْمَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اشْتَكَيْتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَ: §بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ , وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ وَعَيْنٍ , اللَّهُ يَشْفِيكَ , بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. 342 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ , يَعْنِي الرَّازِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ وَلَقَبُهُ سَبَلَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ , عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَتَضْرِبَنَّ مُضَرُ عِبَادَ اللَّهِ حَتَّى لَا يُعْبَدَ لِلَّهِ اسْمٌ»

343 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ بِمِصْرَ فِي أَوَّلِ لُقْيَةٍ لَقِيتُهُ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ , فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْحِكَايَةِ , وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ كَتَبْتُهَا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْهُ قَبْلَ خُرُوجِي إِلَى مِصْرَ , فَحَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §مَنْ حَلَفَ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَحَنِثَ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ؛ لِأَنَّ اسْمَ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ حَلَفَ بِالْكَعْبَةِ أَوْ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَلَيْسَ عَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ؛ لِأَنَّهُ مَخْلُوقٌ , وَذَلِكَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. 344 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْمُسْتَمْلِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ أَوْ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ

345 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمِيلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْأُمَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: §اخْتَصَمَ رَجُلَانِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ إِلَى عِيسَى بْنِ أَبَانَ وَكَانَ قَاضِيَ الْبَصْرَةَ , وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الْقَوْمِ , فَصَارَتِ الْيَمِينُ عَلَى الْمُسْلِمِ , فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: حَلِّفْهُ. فَقَالَ: احْلِفْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ -[237]-. قَالَ الْيَهُودِيُّ لِلْقَاضِي: إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ , وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فِي الْقُرْآنِ , فَحَلِّفْهُ لِي بِالْخَالِقِ لَا بِالْمَخْلُوقِ. فَتَحَيَّرَ عِيسَى عِنْدَهُ وَقَالَ: قُومَا حَتَّى أَنْظُرَ فِي أَمْرِكُمَا

346 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ , حَدَّثَنَا حَبْشُونُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْأَصْمَعِيَّ , ح. 347 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَافَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ السَّيَّارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتَهُ يَقُولُ: §الِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمَّى , فَاحْكُمْ أَوْ قَالَ فَاشْهَدْ عَلَيْهِ بِالزَّنْدَقَةِ. لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

348 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ قَالَ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ الِاسْمَ غَيْرُ الْمُسَمَّى فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ غَيْرُ اللَّهِ , وَأَبْطَلَ فِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الِاسْمَ غَيْرُ الْمُسَمَّى فِي الْمَخْلُوقِينَ؛ لِأَنَّ الرَّجُلَ يُسَمَّى مَحْمُودًا وَهُوَ مَذْمُومٌ , وَيُسَمَّى قَاسِمًا وَلَمْ يَقْسِمْ شَيْئًا قَطُّ , وَإِنَّمَا اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَاسْمُهُ مِنْهُ وَلَا نَقُولُ: اسْمُهُ هُوَ , بَلْ نَقُولُ: اسْمُهُ مِنْهُ , فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّ اسْمَهُ لَيْسَ مِنْهُ , فَإِنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ مَجْهُولٌ , -[238]- فَإِنْ قَالَ: إِنَّ لَهُ اسْمًا وَلَيْسَ بِهِ فَقَالَ: إِنَّ مَعَ اللَّهِ ثَانيًا

349 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ذَكَرَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ الْمُقْرِئُ الرَّازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى الْبَصْرِيِّ قَالَ: §بِسْمِ اللَّهِ إِنَّمَا هُوَ اللَّهُ؛ لِأَنَّ اسْمَ الشَّيْءِ هُوَ الشَّيْءُ , قَالَ لَبِيدٌ: [البحر الطويل] إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا ... وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدِ اعْتَذَرْ

350 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ هِشَامٍ فِيمَنْ قَالَ: الِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمَّى، وَهُوَ يُنْكِرُ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّكَرَةِ وَيَقُولُ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ رَجُلًا عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ , لَمْ يَلْزَمْهُ شَيْءٌ يَقُولُ: إِنَّمَا شَتَمْتُ الِاسْمَ , وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا حَلَفَ بِاللَّهِ عَلَى مَالِ رَجُلٍ , لَمْ يَلْزَمْهُ فِي كَلَامِهِ حِنْثٌ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ , وَيَقُولُ: إِنَّمَا حَلَفْتُ بِالِاسْمِ فَلَمْ أَحْلِفْ بِالْمُسَمَّى. وَرَأَيْتَ؟ يَدُورُ أَمْرُ الْإِسْلَامِ عَلَى هَذَا الِاسْمِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا -[239]- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» . وَرَأَيْتَ الْوُضُوءَ حِينَ يَبْدَأُ فِيهِ الْإِنْسَانُ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ , فَإِذَا فَرَغَ قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ؟ وَرَأَيْتَ الْأَذَانَ أَوَّلُهُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا يَزَالُ يُرَدِّدُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ ثُمَّ رَأَيْتَ الصَّلَاةَ حِينَ يَفْتَتِحُ بِقَوْلِهِ: اللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَزَالُ فِي ذَلِكَ حَتَّى يَخْتِمَ بِقَوْلِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , فَأَوَّلُهَا وَآخِرُهَا اللَّهُ؟ وَرَأَيْتَ الْحَجَّ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ؟ وَرَأَيْتَ الذَّبِيحَةَ: بِسْمِ اللَّهِ؟ وَرَأَيْتَ أَمْرَ الْإِسْلَامِ يَدُورُ عَلَى هَذَا الِاسْمِ؟ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ فَهُوَ كَافِرٌ , وَكُفْرُهُ عِنْدِي أَوْضَحُ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ

351 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ , وَهُوَ مُخْتَفٍ عِنْدِي , -[240]- فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَسْمَاءَ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ فَهُوَ كَافِرٌ

352 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ: §أَفْضَوْا إِلَى أَنْ قَالُوا: أَسْمَاءُ اللَّهِ مَخْلُوقَةٌ؛ لِأَنَّهُ كَانَ وَلَا اسْمَ , وَهَذَا الْكُفْرُ الْمَحْضُ لِأَنَّ لِلَّهِ الْأَسْمَاءَ الْحُسْنَى , فَمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَسْمَائِهِ وَبَيْنَ عِلْمِهِ وَمَشِيئَتِهِ فَجَعَلَ ذَلِكَ مَخْلُوقًا كُلَّهُ وَاللَّهُ خَالِقُهَا؛ فَقَدْ كَفَرَ وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا , صَحَّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَهُ , وَلَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ مَنْ يُنْسَبُ إِلَى جَهْمٍ بِالْأَمْرِ الْعَظِيمِ فَقَالَ: لَوْ قُلْتُ: إِنَّ لِلرَّبِّ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا لعَبَدْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَهًا , حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَا أَعْبُدُ اللَّهَ الْوَاحِدَ وَالصَّمَدَ , إِنَّمَا أَعْبُدُ الْمُرَادَ بِهِ. فَأَيُّ كَلَامٍ أَشَدُّ فِرْيَةٍ وَأَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَنْطِقَ الرَّجُلُ أَنْ يَقُولَ: لَا أَعْبُدُ اللَّهَ؟

353 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْأَسَدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ دَاوُدَ الشَّعْرَانِيَّ يَذْكُرُ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ كَلَامَ رَجُلٍ تَكَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَمَّا §أَسْمَاءُ اللَّهِ الَّتِي قَدْ ذَكَرَهَا فَإِنَّهَا كُلَّهَا أَسْمَاؤُهُ , فَإِذَا قَالَ الْإِنْسَانُ: نَعْبُدُ اللَّهَ , فَإِنَّمَا يَعْنِي الِاسْمَ وَالْمَعْنَى شَيْئًا وَاحِدًا , فَهُوَ مُوَحِّدٌ

سياق ما ورد في كتاب الله من الآيات مما فسر أو دل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق

§سِيَاقُ مَا وَرَدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْآيَاتِ مِمَّا فُسِّرَ أَوْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

354 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقِيقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا -[242]- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عِيسَى الْأَحْمَرُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {§قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28] قَالَ: غَيْرَ مَخْلُوقٍ.

355 - وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ طَاهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَصْرِيُّ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28] قَالَ: §غَيْرَ مَخْلُوقٍ وَمِنْ دَلَائِلِ الْكِتَابِ مِنْ حَيْثُ الِاسْتِنْبَاطِ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى -[243]-: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس: 82]

356 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُنْدَارٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُبَشِّرٍ الطَّبَرِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِلرَّبِيعِ: سَمِعْتَ الْبُوَيْطِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا §خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ بِكُنْ , فَإِنْ كَانَتْ كُنْ مَخْلُوقَةً فَمَخْلُوقٌ خَلَقَ مَخْلُوقًا. قَالَ: فَحَكَاهُ الرَّبِيعُ قُلْتُ: وَهَذَا مَعْنَى مَا يُعَبِّرُونَ عَنْهُ الْعُلَمَاءُ الْيَوْمَ: إِنَّ هَذَا كُنِ الْأَوَّلُ كَانَ مَخْلُوقًا , فَهُوَ مَخْلُوقٌ بِكُنْ أُخْرَى. فَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى مَا يَتَنَاهَى , وَهُوَ قَوْلٌ مُسْتَحِيلٌ.

357 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ , عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ وَسَأَلْتُهُ: كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ؟ قَالَ: دَعَانِي فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، اتَّقِ اللَّهَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَتَّقِي اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ , وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ , فَإِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ , -[244]- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ قَالَ: اكْتُبْ , فَكَتَبَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ " قُلْتُ: فَأَخْبَرَ أَنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ الْقَلَمُ , وَالْكَلَامُ قَبْلَ الْقَلَمِ , وَإِنَّمَا جَرَى الْقَلَمُ بِكَلَامِ اللَّهِ الَّذِي قَبْلَ الْخَلْقِ إِذَا كَانَ الْقَلَمُ أَوَّلَ الْخَلْقِ. اسْتِنْبَاطُ آيَةٍ أُخْرَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَهِيَ قَوْلُهُ: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. وَالْخَلْقُ هُوَ الْمَخْلُوقَاتُ , وَالْأَمْرُ هُوَ الْقُرْآنُ.

358 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ أَبُو عُثْمَانَ الْوَاسِطِيُّ الشَّعِيرِيُّ فِي مَجْلِسِ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ الْبَزَّارِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: §" مَا يَقُولُ هَذَا الدُّوَيْبَةُ؟ يَعْنِي بِشْرًا الْمَرِيسِيَّ , قَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ: يَزْعُمُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ. قَالَ: فَقَدْ كَذَبَ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] فَالْخَلْقُ خَلْقُ اللَّهِ , وَالْأَمْرُ الْقُرْآنُ " وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ , وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ

استنباط آية أخرى من القرآن وهو قوله عز وجل: ولكن حق القول مني وما كان منه فهو غير مخلوق

§اسْتِنْبَاطُ آيَةٍ أُخْرَى مِنَ الْقُرْآنِ وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ -[245]-: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13] وَمَا كَانَ مِنْهُ فَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

359 - وَذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ فَرَجٍ الضَّرِيرُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ: §" مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئًا مِنَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ، مِنْ أَيْنَ قُلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13] وَلَا يَكُونُ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ " وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ , وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَكِّيُّ الْكِنَانِيُّ

استنباط آية أخرى من القرآن وهو قوله: ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله والمخلوقات كلها تنفد وتفنى , وكلمات الله لا تفنى , وتصديق ذلك قوله تعالى حين يفنى خلقه: لمن الملك اليوم فيجيب تعالى نفسه: لله الواحد

§اسْتِنْبَاطُ آيَةٍ أُخْرَى مِنَ الْقُرْآنِ وَهُوَ قَوْلُهُ: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: 27] وَالْمَخْلُوقَاتُ كُلُّهَا تَنْفَدُ وَتَفْنَى , وَكَلِمَاتُ اللَّهِ لَا تَفْنَى , وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى حِينَ يَفْنَى خَلْقُهُ: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر: 16] فَيُجِيبُ تَعَالَى نَفْسَهُ: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48]

360 - وَعَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: 27] قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّمَا هَذَا كَلَامٌ يُوشِكُ أَنْ يَنْفَدَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مَا تَسْمَعُونَ، يَقُولُ: لَوْ كَانَ شَجَرُ الْأَرْضِ أَقْلَامًا , وَمَعَ الْبَحْرِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مِدَادًا , -[246]- لَتَكَسَّرَتِ الْأَقْلَامُ وَنَفِدَتِ الْبُحُورُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ عَجَائِبُ رَبِّي وَحِكْمَتُهُ وَكَلِمَاتُهُ وَعِلْمُهُ. 361 - وَعَنِ الْحَسَنِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ} مُذْ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ أَقْلَامٌ , وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ لَتَكَسَّرَتِ الْأَقْلَامُ , وَنَفِدَتِ الْبُحُورُ , وَلَمْ تَنْفَدْ كَلِمَاتُ اللَّهِ: فَعَلْتُ كَذَا صَنَعْتُ كَذَا. ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَرَأَ: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ} [لقمان: 27] فَذَكَرَهُ كَمَا مَضَى. 362 - وَعَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ مِثْلَهُ، 363 - وَسَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْهُذَيْلِ الْعَلَّافَ الْمُعْتَزِلِيَّ الْبَصْرِيَّ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: مَخْلُوقٌ. فَقَالَ لَهُ: مَخْلُوقٌ يَمُوتُ أَوْ يُخَلَّدُ؟ قَالَ: لَا , بَلْ يَمُوتُ. قَالَ فَمَتَى يَمُوتُ الْقُرْآنُ؟ قَالَ: إِذَا مَاتَ مَنْ يَتْلُوهُ فَهُوَ مَوْتُهُ. قَالَ: فَقَدْ مَاتَ مَنْ يَتْلُوهُ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَتَصَرَّمَتْ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر: 16] فَهَذَا الْقُرْآنُ وَقَدْ مَاتَ النَّاسُ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي. وَبُهِتَ -[247]-. وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا الْهُذَيْلِ فَذَكَرَهُ

364 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَطْوِي اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ , ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ , فَأَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ "؟ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ

365 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ أَبُو عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِنَفْخَةِ الصَّعْقَةِ فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ وَجَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: يَا رَبِّ فَقَدْ مَاتَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شِئْتَ فَيَقُولُ: مَنْ بَقِيَ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ , قَالَ: يَا رَبِّ بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ وَبَقِيَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَبَقِيَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَبَقِيتُ أَنَا. فَيَقُولُ: لِيَمُتْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَلْيَمُتْ حَمَلَةُ عَرْشِي -[248]-. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ أَعْلَمُ: فَمَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ: بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ وَبَقِيتُ أَنَا. فَيَقُولُ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي خَلَقْتُكَ لِمَا رَأَيْتَ فَمُتْ. ثُمَّ لَا يَحْيَى. فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ قَالَ اللَّهُ: لَا مَوْتَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَلَا مَوْتَ عَلَى أَهْلِ النَّارِ. ثُمَّ طَوَى اللَّهُ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ ثُمَّ قَالَ: أَنَا الْجَبَّارُ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ قَالَ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ ثَلَاثًا , ثُمَّ قَالَ لِنَفْسِهِ: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

366 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §يُنَادِي الْمُنَادِي بَيْنَ يَدَيِ الصَّيْحَةِ فَيَسْمَعُهَا الْأَحْيَاءُ وَالْمَوْتَى , وَيَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيا فَيَقُولُ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ قُلْتُ: وَهَذِهِ دَلَالَةُ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ , وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ , وَهِشَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ , وَسَعِيدِ بْنِ رَحْمَةَ الْمِصِّيصِيِّ صَاحِبِ ابْنِ الْمُبَارَكِ , وَأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ.

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة وحكي عن آدم وموسى عليهما السلام كذلك.

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ الْقَدِيمَةِ وَحُكِيَ عَنْ آدَمَ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ كَذَلِكَ.

367 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَقِيَ آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ , وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ , وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ , فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ , أَنَا أقْدَمُ أَوِ الذِّكْرُ؟ -[251]- قَالَ: بَلِ الذِّكْرُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى

368 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ مَوْلَى الْحُرَقَةِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , ح. 369 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ اللَّهَ قَرَأَ طه وَيس قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفِ عَامٍ» . وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَنْصُورٍ «أَوْ أَلْفَيْ عَامٍ» . قَالَ: " فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالُوا: طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ -[252]- عَلَيْهَا هَذَا ". وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: «لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهَا , وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا , وَطُوبَى لِلِسَانٍ أَوْ لِإِنْسَانٍ تَكَلَّمَ بِهَذَا» . وَلَفْظُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَطُوبَى لِأَلْسُنٍ تَكَلَّمُ بِهَذَا , وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا

سياق ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق روي عن علي رضي الله عنه قال يوم صفين: ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت القرآن. ومعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومع معاوية أكثر منه. فهو إجماع بإظهار وانتشار وانقراض عصر من غير اختلاف ولا إنكار.

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ إِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ يَوْمَ صِفِّينَ: مَا حَكَّمْتُ مَخْلُوقًا وَإِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ. وَمَعَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَمَعَ مُعَاوِيَةَ أَكْثَرُ مِنْهُ. فَهُوَ إِجْمَاعٌ بِإِظْهَارٍ وَانْتِشَارٍ وَانْقِرَاضِ عَصْرٍ مِنْ غَيْرِ اخْتِلَافٍ وَلَا إِنْكَارٍ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَابْنِ عُمَرَ , وَابْنِ مَسْعُودٍ مِثْلَهُ.

وعن عمرو بن دينار أدركت تسعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: من قال: القرآن مخلوق؛ فهو كافر. ولقد لقي عمر بن دينار ابن عباس , وابن عمر , وابن الزبير , وجابر بن عبد الله , والمسور بن مخرمة , وسعد بن عائذ القرظي مؤذن رسول الله صلى الله

§وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَدْرَكْتُ تِسْعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ -[254]-. وَلَقَدْ لَقِيَ عُمَرُ بْنُ دِينَارٍ ابْنَ عَبَّاسٍ , وَابْنَ عُمَرَ , وَابْنَ الزُّبَيْرِ , وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ , وَسَعْدَ بْنَ عَائِذٍ الْقُرَظِيَّ مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالسَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ الْكِنْدِيَّ , وَأَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ وَرَوَى لَهُ عَنْ أَنَسٍ فَهَؤُلَاءِ تِسْعَةٌ

علي:

§عَلِيٌّ:

370 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَنْجُوَيْهِ الْقَطَّانُ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْمُعَدَّلُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الشَّعْرَانِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُصَفَّى يَعْنِي مُحَمَّدًا , عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حَكَّمَ عَلِيٌّ الْحَكَمَيْنِ قَالَتْ لَهُ الْخَوَارِجُ: حَكَّمْتَ رَجُلَيْنِ؟ قَالَ: «§مَا حَكَّمْتُ مَخْلُوقًا، إِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ» 371 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ , عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ -[255]-: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ أَبِي الْمُنْذِرِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالُوا لِعَلِيٍّ , فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 372 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَعْقَاعُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْغَزَّارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلَاعِيُّ قَالَ: قَالُوا لِعَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ: حَكَّمْتَ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا؟ فَقَالَ: مَا حَكَّمْتُ مَخْلُوقًا , مَا حَكَّمْتُ إِلَّا الْقُرْآنَ

373 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِيُّ , ح. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ , عَنْ مَحْبُوبِ بْنِ مُحْرِزٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ -[256]-: قَالَ عَلِيٌّ: §يَذْهَبُ النَّاسُ حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ ذَنَبَهُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ الْأَرْضِ كَمَا يُجْمَعُ قَرْعُ الْخَرِيفِ. ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي لَأَعْرِفُ اسْمَ أَمِيرِهِمْ وَمَنَاخَ رِكَابِهِمْ , يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. وَلَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ , مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ

ابن عباس:

§ابْنُ عَبَّاسٍ:

375 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ جَابِرٍ الْأَنْمَاطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , ح. 376 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّهْبِيُّ عَمُّ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي جِنَازَةٍ , فَلَمَّا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي لَحْدِهِ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ الْقُرْآنِ اغْفِرْ لَهُ. فَوَثَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: §«مَهْ , الْقُرْآنُ مِنْهُ» -[257]- زَادَ الصَّهْبِيُّ فِي حَدِيثِهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَرْبُوبٍ , مِنْهُ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ

ابن عمر:

§ابْنُ عُمَرَ:

377 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , فَقَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعُرْيَانِ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

ابن مسعود:

§ابْنُ مَسْعُودٍ:

378 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ , عَنْ حَنْظَلَةَ , عَنْ خُوَيْلِدٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ -[258]-: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِيَدِي , فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى السُّدَّةِ إِذْ نَظَرَ إِلَى السُّوقِ فَقَالَ: §اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ أَهْلِهَا , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا. قَالَ: فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَحْلِفُ بِسُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ. قَالَ: فَغَمَزَ عَبْدُ اللَّهِ بِيَدِي ثُمَّ قَالَ: أَتُرَاهُ مُكَفِّرًا؟ أَمَا إِنَّ كُلَّ آيَةٍ فِيهَا يَمِينٌ

379 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي كَنَفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ يَمِينٌ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ يَمِينٌ , وَمَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ أَجْمَعَ -[259]-. قُلْتُ: وَالْكَفَّارَةُ لَا تَجِبُ إِذَا حَلَفَ بِمَخْلُوقٍ

أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

§أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

380 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْفَقِيهُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ تِسْعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: §مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ

ذكر إجماع التابعين من الحرمين مكة والمدينة , والمصرين الكوفة والبصرة فأما أهل مكة والمدينة ممن نقل عنهم أبو محمد عمرو بن دينار:

§ذِكْرُ إِجْمَاعِ التَّابِعِينَ مِنَ الْحَرَمَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ , وَالْمِصْرَيْنِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ فَأَمَّا أَهْلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِمَّنْ نُقِلَ عَنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ:

381 - فِيمَا أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الْآمُلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مَرْوَانَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ مَشَايِخَنَا وَالنَّاسَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ 382 - وَرَوَى ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ الْمَرْوَزِيُّ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بِهَذَا اللَّفْظِ

383 - وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الطَّبَرِيُّ بِمَكَّةَ , وَكَانَ فَاضِلًا , قَالَ: حَدَّثَنَا -[261]- سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَشْيَخَتَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ: §«الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ» وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ: وَمَنْ مَشْيَخَتُهُ إِلَّا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْنُ عَبَّاسٍ , وَجَابِرٌ , وَذَكَرَ جَمَاعَةً 384 - وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَهْبٍ , وَكَانَ مِنْ سَاكِنِي مَكَّةَ وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بِهَذَا اللَّفْظِ. 385 - وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ عَنْ سُفْيَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا اللَّفْظِ. قُلْتُ: فَقَدْ لَقِيَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَمَنْ جَالَسَ مِنَ التَّابِعِينَ وَلَقِيَهُمْ وَأَخَذَ عَنْهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ مَكَّةَ مِنْ عِلْيَةِ التَّابِعِينَ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَعَطَاءٌ , وَطَاوُسٌ , وَمُجَاهِدٌ , وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , -[262]- وَعِكْرِمَةُ , وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ , فَهَؤُلَاءِ أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ

ومن أهل المدينة سعيد بن المسيب , وعروة بن الزبير , وأبو سلمة بن عبد الرحمن , وسالم بن عبد الله بن عمر وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب , وابنه محمد بن علي , ونافع بن جبير بن مطعم , في خلق كثير يكثر تعدادهم.

§وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , فِي خَلْقٍ كَثِيرٍ يَكْثُرُ تَعْدَادُهُمْ.

وأما أهل البصرة فروي عن الحسن , وسليمان بن طرخان التيمي , وأيوب بن أبي تميمة السختياني.

§وَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ طَرْخَانَ التَّيْمِيِّ , وَأَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السِّخْتِيَانِيِّ.

ومن أهل الكوفة سليمان الأعمش , وحماد بن أبي سليمان.

§وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ , وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ.

386 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ -[263]- الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَشَايِخَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً , مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ

علي بن الحسين:

§عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ:

387 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُنَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْخَزَّازُ , عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ الْقُرْآنِ , قَالَ: §لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ الْمُعَدَّلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا رُوَيْمٌ الْمُقْرِئُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْوَشَّاءُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَقَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشٍ وَكَانَ جَارًا لَنَا وَكَانَ مِنَ الْعُدُولِ الثِّقَاتِ , عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ قَالَ فِي الْقُرْآنِ: §«لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشٍ هَذَا هُوَ -[264]- أَبُو يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَزَّازُ رَوَى عَنْهُ أَبُو كُرَيْبٍ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً

389 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُلَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عَنِ الْقُرْآنِ , قَالَ: §«كِتَابُ اللَّهِ وَكَلَامُهُ»

أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين:

§أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ:

390 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ يَعْنِي أَبَا يَزِيدَ الْمَدَنِيَّ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الْكُوفِيُّ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَهُ: إِنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. فَقَالَ: §«لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ»

الحسن بن أبي الحسن البصري:

§الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ:

391 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحٍ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ بَكْرُ بْنُ مُغَلِّسٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَوْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ - الشَّكُّ مِنْ أَبِي ذَرٍّ - قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ قَالَ -[265]-: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنِ الْقُرْآنِ: خَالِقٌ أَوْ مَخْلُوقٌ؟ قَالَ: §«مَا هُوَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ»

سليمان التيمي وأيوب السختياني:

§سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ:

392 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْدَاوِيُّ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ , حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: §«الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ» كَذَلِكَ بَلَغَنَا عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ , وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ

حماد بن أبي سليمان:

§حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ:

393 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَجَّاجٍ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمٌ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: قَالَ لِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: §أَبْلِغْ عَنِّي أَبَا حَنِيفَةَ -[266]- الْمُشْرِكَ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ قَوْلِهِ فِي الْقُرْآنِ. 394 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ الْقُومَسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ يَقُولُ: قُولُوا لِفُلَانٍ الْكَافِرِ لَا يَقْرَبْ مَجْلِسِي؛ فَإِنَّهُ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

سليمان الأعمش: ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال: لما امتحن أبو نعيم الفضل بن دكين , وأحمد بن يونس وأصحابه , ثبت أبو نعيم وقال: لقيت سبعمائة شيخ - ذكر الأعمش وسفيان وجماعتهم - ما سمعت أحدا منهم قال ذا القول - يعني بخلق

§سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ: ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: لَمَّا امْتُحِنَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَأَصْحَابُهُ , ثَبَتَ أَبُو نُعَيْمٍ وَقَالَ: لَقِيتُ سَبْعَمِائَةِ شَيْخٍ - ذَكَرَ الْأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ وَجَمَاعَتَهُمْ - مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَالَ ذَا الْقَوْلِ - يَعْنِي بِخَلْقِ الْقُرْآنِ - إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ.

ما روي عن اتباع التابعين من الطبقة الأولى من بلدان شتى

§مَا رُوِيَ عَنِ اتِّبَاعِ التَّابِعِينَ مِنَ الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّى

396 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مَرْوَانَ الطَّبَرِيُّ , سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَشَايِخَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَقُولُونَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ قُلْتُ: وَلَقَدْ لَقِيَ ابْنُ عُيَيْنَةَ نَحْوًا مِنْ مِائَتَيْ نَفْسٍ مِنَ التَّابِعِينَ مِنَ الْعُلَمَاءِ , وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْيَمَنِ

جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق رضي الله عنه

§جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّادِقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

397 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الزَّارِعُ قَالَا: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ: سَأَلْتُ مُوسَى بْنَ دَاوُدَ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَعْبَدٌ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: §إِنَّهُمْ يَسْأَلُونَنَا عَنِ الْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ هُوَ؟ -[268]- قَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ

398 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ , عَنْ مَعْبَدٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنَ , ح. 399 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ الْمُقْرِئُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْبَدٌ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّهُمْ يَسْأَلُونَنَا عَنِ الْقُرْآنِ , مَخْلُوقٌ هُوَ؟ قَالَ: §«لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى» قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَأَيْتُ مَعْبَدًا هَذَا وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبِي , قَالَ: وَكَانَ يُفْتِي بِرَأْيِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى

400 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْبَدٌ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ , عَنْ -[269]- مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ح. 401 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ قَالَ: سُئِلَ جَعْفَرٌ ح. 402 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: §«لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ , وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ» 403 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنْ أَخِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقُرْآنِ خَالِقٌ هُوَ أَوْ مَخْلُوقٌ , فَقَالَ: لَوْ كَانَ خَالِقًا لَعُبِدَ , وَلَوْ كَانَ مَخْلُوقًا لَنَفِدَ. -[270]- 404 - وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ , عَنِ ابْنِ نَشِيطٍ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ , عَنْ بَرَكَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ , عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَعْفَرٍ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

عبد الله بن المبارك:

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:

405 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ مُنْذُ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ عَامًا يَقُولُونَ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثًا الْبَتَّةَ. قُلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ امْرَأَتَهُ مُسْلِمَةٌ , وَمُسْلِمَةٌ لَا تَكُونُ تَحْتَ كَافِرٍ قُلْتُ أَنَا: فَقَدْ لَقِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ جَمَاعَةً مِنَ التَّابِعِينَ مِثْلَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , وَغَيْرِهِمَا , وَلَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ فِي وَقْتِهِ أَكْثَرُ رِحْلَةً مِنْهُ , وَأَكْثَرُ طَلَبًا لِلْعِلْمِ , وَأَجْمَعُهُمْ لَهُ , وَأَجْوَدُهُمْ مَعْرِفَةً بِهِ , وَأَحْسَنُهُمْ سِيرَةً , وَأَرْضَاهُمْ طَرِيقَةً مِثْلُهُ , وَلَعَلَّهُ يَرْوِي عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ مِنَ التَّابِعِينَ. فَأَيُّ إِجْمَاعٍ أَقْوَى مِنْ هَذَا؟

أبو نعيم

§أَبُو نُعَيْمٍ

406 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: لَمَّا جَاءَتِ الْمِحْنَةُ إِلَى الْكُوفَةِ قَالَ -[271]- أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: الْقَ أَبَا نُعَيْمٍ فَقُلْ لَهُ. فَلَقِيتُ أَبَا نُعَيْمٍ فَقَالَ لِي: إِنَّمَا هُوَ ضَرْبُ الْأَسْيَاطِ. قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: فَقُلْتُ: ذَهَبَ حَدِيثُنَا عَنْ هَذَا الشَّيْخِ. فَقِيلَ لِأَبِي نُعَيْمٍ , فَقَالَ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثَمِائَةِ شَيْخٍ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ كَانُوا يَقُولُونَ: لَا بَأْسَ بِرَمْيِ الْجِمَارِ بِالزُّجَاجِ. ثُمَّ أَخَذَ زِرَّهُ فَقَطَعَهُ ثُمَّ قَالَ: رَأْسِي أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ زِرِّي

قول أبي جعفر المنصور , ومحمد بن أبي ليلى الفقيه:

§قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ , وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْفَقِيهِ:

407 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيُّ , ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَالِكٍ الشَّيْبَانِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ , ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ , حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ , وَشَدَّادٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَا: كَتَبَ أَلْيُونُ مَلِكُ الرُّومِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَعْنِي الْمَنْصُورَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ , وَيَسْأَلُهُ عَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمَخْلُوقَةٌ أَمْ خَالِقَةٌ؟ -[272]- فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ: كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَخَالِقَةٌ أَمْ مَخْلُوقَةٌ؟ §وَلَيْسَتْ خَالِقَةً وَلَا مَخْلُوقَةً , وَلَكِنَّهَا كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , أَنَّ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا قَدِمَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى شَهِدَ عَلَيْهِ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ قَالَ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , وَشَهِدَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِثْلَ قَوْلِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. فَحَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: كَتَبَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ بِمَا قَالَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَشَهَادَتَهُ عَلَيْهِ وِإِقْرَارَهُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ: إِنْ هُوَ رَجَعَ وَإِلَّا فَاضْرِبْ رَقَبَتَهُ وَاحْرِقْهُ بِالنَّارِ. فَتَابَ وَرَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ فِي الْقُرْآنِ

409 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنِي وَكِيعٌ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا كَانَ قَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: §مَنْ خَلَقَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ. قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ مَنْطِقَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ. قَالَ -[273]-: خُصِمْتُ. قَالَ: صَدَقْتَ فَأيْشِ تَقُولُ؟ قَالَ: فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ. قَالَ: فَبَعَثَ مَعَهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَمِينَيْنِ فَيُوقِفَاهُ إِلَى حَلْقَةٍ مِنْ حِلَقِ الْمَسْجِدِ يَقُولَانِ لَهُمْ: إِنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ , فَقَدْ تَابَ وَرَجَعَ , فَإِنْ سَمِعْتُمُوهُ يَقُولُ شَيْئًا فَارْفَعُوا ذَلِكَ إِلَيَّ. قَالَ: وَأَمَرَ مُوسَى بْنُ عِيسَى حَرَسِيًّا فَقَالَ: لَا تَدَعَنَّهُ يُفْتِي فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَكَانَ إِذَا صَلَّى قَالَ الْحَرَسِيُّ: قُمْ إِلَى مَنْزِلِكَ. فَيَقُولُ لَهُ: دَعْنِي أُسَبِّحْ. فَيَقُولُ: وَلَا كَلِمَةً. قَالَ: فَلَا يَتْرُكُهُ حَتَّى يُقِيمَهُ. فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ جَمَعَ جَمَاعَةً فَكَلَّمَهُ , فَأَذِنَ لَهُ وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ

أقاويل جماعة من أتباع التابعين من الفقهاء المشهورين في عصر واحد من أهل الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان منهم: مالك بن أنس , والليث بن سعد , وسفيان الثوري , وسفيان بن عيينة , والشافعي , وأبو بكر بن عياش , وهشيم , وعلي بن عاصم , وإبراهيم بن سعد , ويحيى

§أَقَاوِيلُ جَمَاعَةٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنَ الْفُقَهَاءِ الْمَشْهُورِينَ فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ مِنْهُمْ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , وَالشَّافِعِيُّ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , وَهُشَيْمٌ , وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ , وَابْنُ الْمُبَارَكِ , وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ , وَوَكِيعٌ , وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , -[275]- وَأَبُو أُسَامَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ

410 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَالِي مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَجَمَاعَةَ الْعُلَمَاءِ بِالْمَدِينَةِ , فَذَكَرُوا الْقُرْآنَ فَقَالُوا: §كَلَامُ اللَّهِ وَهُوَ مِنْهُ , وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ

411 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ح. 412 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: " §يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ قَالَ: كَافِرٌ زِنْدِيقٌ , اقْتُلُوهُ -[276]-. قَالَ: إِنَّمَا أَحْكِي كَلَامًا سَمِعْتُهُ. قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَحَدٍ، إِنَّمَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: فَغَلُظَ ذَلِكَ عَلَيَّ , فَقَدِمْتُ مِصْرَ فَلَقِيتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ مَا تَقُولُ فِيمَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ وَحَكَيْتُ لَهُ الْكَلَامَ الَّذِي كَانَ عِنْدَ مَالِكٍ , فَقَالَ: كَافِرٌ. فَلَقِيتُ ابْنَ لَهِيعَةَ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ مَا قُلْتُ لِلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَحَكَيْتُ لَهُ الْكَلَامَ فَقَالَ: كَافِرٌ. إِلَى هَاهُنَا حَدِيثُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَمِنْ هُنَا لَفْظُ عَبَّاسٍ الْأَزْهَرِ: فَأَتَيْتُ مَكَّةَ فَلَقِيتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ , فَحَكَيْتُ لَهُ كَلَامَ الرَّجُلِ فَقَالَ: كَافِرٌ. ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ وَحَكَيْتُ لَهُ كَلَامَ الرَّجُلِ , فَقَالَ: كَافِرٌ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ كَافِرٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ. فَلَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ وَهُشَيْمًا فَقُلْتُ لَهُمَا وَحَكَيْتُ لَهُمَا كَلَامَ الرَّجُلِ , فَقَالَا: كَافِرٌ. فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ , وَأَبَا أُسَامَةَ , وَعَبْدَةَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْكِلَابِيَّ , وَيَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا , وَوَكِيعًا , فَحَكَيْتُ لَهُمْ فَقَالُوا: كَافِرٌ. فَلَقِيتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ , وَأَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ , وَالْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ -[277]- فَحَكَيْتُ لَهُمُ الْكَلَامَ , فَقَالُوا كُلُّهُمْ: كَافِرٌ. 413 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُوهِيٍّ الْغَازِي قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مَرْزُوقٍ بِطَرَسُوسَ , قَالَ الْحَسَنُ وَكَانَ ثِقَةً: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَذَكَرَهُ قُلْتُ: وَيَحْيَى بْنُ خَلَفٍ هَذَا كُوفِيٌّ , سَكَنَ طَرَسُوسَ

414 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَكْرَاوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: §«الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ»

415 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَنْجُوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ عَنِ الْفِرْيَابِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَعْنِي سُفْيَانَ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ زِنْدِيقٌ

416 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ -[278]-: بَلَغَنِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ , وَوَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ , وَأَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ قَالُوا: §الْقُرْآنُ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ

417 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ هَاشِمَ بْنَ الْقَاسِمِ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

قول أبي عبد الله الشافعي فيما روى عنه المزني , والربيع , وأبو شعيب المصري. رواية الربيع:

§قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيِّ فِيمَا رَوَى عَنْهُ الْمُزَنِيُّ , وَالرَّبِيعُ , وَأَبُو شُعَيْبٍ الْمِصْرِيُّ. رِوَايَةُ الرَّبِيعِ:

418 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ وَكُنْتُ حَاضِرًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ حَفْصٌ الْفَرْدُ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَفَرْتَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

419 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ -[279]- أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ بُنْدَارٍ , وَمُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا نُعَيْمٍ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

420 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْمُسْتَمْلِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُّ ح. 421 - وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُنْدَارٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّافِعِيَّ يَوْمًا فَوَافَقْتُ حَفْصًا الْفَرْدَ خَارِجًا مِنْ عِنْدِهِ , فَقَالَ: كَادَ وَاللَّهِ الشَّافِعِيُّ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقِي , فَدَخَلْتُ فَقَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ , رَجُلٌ ذَكَرَهُ الرَّبِيعُ: نَاظَرَ الشَّافِعِيَّ حَفْصٌ الْفَرْدُ §فَبَلَغَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ , فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: وَاللَّهِ كَفَرْتَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ. قَالَ: وَكَانَ الشَّافِعِيُّ لَا يَقُولُ: حَفْصٌ الْفَرْدُ , وَكَانَ يَقُولُ: حَفْصٌ الْمُتَفَرِّدُ. أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شُعَيْبٍ قَالَ: حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ وَحَفْصٌ الْفَرْدُ يَسْأَلُ الشَّافِعِيَّ , فَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ عَلَيْهِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَكَفَّرَ حَفْصًا الْمُنْفَرِدَ. قَالَ الرَّبِيعُ: فَلَقِيتُهُ فَقَالَ: أَرَادَ الشَّافِعِيُّ قَتْلِي. 423 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ فِي كِتَابِي: عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ -[280]-: حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ أَوْ حَدَّثَنِي أَبُو شُعَيْبٍ , إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ حَضَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ , وَيُوسُفَ بْنَ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ , وَحَفْصًا الْفَرْدَ , فَسَأَلَ حَفْصٌ عَبْدَ اللَّهِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ , فَسَأَلَ يُوسُفَ بْنَ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ فَلَمْ يُجِبْهُ , وَكِلَاهُمَا أَشَارَ إِلَى الشَّافِعِيِّ، فَسَأَلَ الشَّافِعِيَّ فَاحْتَجَّ عَلَيْهِ وَطَالَ فِيهِ الْمُنَاظَرَةُ فَقَامَ الشَّافِعِيُّ بِالْحُجَّةِ عَلَيْهِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَكَفَّرَ حَفْصًا الْمُنْفَرِدَ. قَالَ الرَّبِيعُ: فَلَقِيتُ حَفْصًا فِي الْمَسْجِدِ بَعْدُ , فَقَالَ: أَرَادَ الشَّافِعِيُّ قَتْلِي. رِوَايَةُ الْمُزَنِيِّ عَنِ الشَّافِعِيِّ: وَمَذْهَبُ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

424 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُنْدَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَنْجَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَّانَ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: قَصَدْنَا الْمُزَنِيَّ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا , فَقُلْنَا: يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّ النَّاسَ يَتَكَلَّمُونَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُمْ إِذَا قَصَدُوكَ وَسَأَلُوكَ فِي بَابِ الْقُرْآنِ لَا تُجِيبُهُمْ بِشَيْءٍ , مَا هَذَا؟ -[281]- فَقَالَ لَنَا: يَا هَؤُلَاءِ أَنَا إِذَا جَاءَنِي مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَحْدَاثِ وَسَأَلَنِي امْتَحَنَنِي لَا أُجِيبُهُمْ , وَمَذْهَبِي مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ. قَالَ: فَقُلْنَا: فَأَيُّ شَيْءٍ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ؟ قَالَ: كَانَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ أَنَّ §كَلَامَ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ رِوَايَةُ أَبِي شُعَيْبٍ الْمِصْرِيِّ عَنْهُ:

452 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدَكَ الْفَقِيهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا شُعَيْبٍ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

قول ابن المبارك , والنضر بن محمد , وموسى بن أعين , وعبد الله بن إدريس

§قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ , وَالنَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , وَمُوسَى بْنِ أَعْيَنَ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ بِأُمُلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا -[282]- الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ شَبِيبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ , وَقَرَأَ ثَلَاثِينَ آيَةً مِنْ طه فَقَالَ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ هَذَا مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَزِيرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ النَّضْرُ: مَنْ قَالَ بِأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {§إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] مَخْلُوقَةٌ فَقَدْ كَفَرَ. فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: صَدَقَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَافَاهُ اللَّهُ , مَا كَانَ اللَّهُ لِيَأْمُرَنَا أَنْ نَعْبُدَ مَخْلُوقًا

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو اللَّيْثِ يَعْنِي يَزِيدَ بْنَ جَهْوَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا خَيْثَمَةَ , يَعْنِي مُصْعَبَ بْنَ سَعِيدٍ الْمِصِّيصِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ وَمُوسَى بْنَ أَعْيَنَ , يَقُولَانِ: مَنْ قَالَ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ أَكْفَرُ مِنْ هُرْمُزَ وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ -[283]- فَهُوَ كَافِرٌ , وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ فَهُوَ كَافِرٌ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ , ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ , يَعْنِي الدَّوْرَقِيَّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ: قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ: فَقَالَ لِي رَفِيقٌ لِي: هَلْ لَكَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ تَأْتِيهِ فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَمَضَيْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَفِيقِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ §إِنَّ قَبْلَنَا أُنَاسًا يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. فَقَالَ: مِنَ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: فَمِنَ النَّصَارَى؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: فَمِنَ الْمَجُوسِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: مِنَ الْمُوَحِّدِينَ. قَالَ: كَذَبُوا , لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ , هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ , فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ مَخْلُوقٌ , وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ , هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ

قول وكيع بن الجراح , وإسماعيل ابن علية , وبشر بن المفضل

§قَوْلُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ , وَإِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ , وَبِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ , قُلْتُ لِوَكِيعٍ: يَا أَبَا سُفْيَانَ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ رَأَيْتُهُ عِنْدَكَ يَزْعُمُ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ. فَقَالَ وَكِيعٌ: §مَنْ قَالَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مُحْدَثٌ , وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مُحْدَثٌ فَقَدْ كَفَرَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: اجْتَمَعْنَا إِلَى إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ بَعْدَمَا رَجَعَ مِنْ كَلَامِهِ , فَكُنْتُ -[285]- أَنَا وَعَلِيٌّ فَتَى هُشَيْمٍ , وَأَبُو الْوَلِيدِ خَلَفٌ الْجَوْهَرِيُّ , وَأَبُو كِنَانَةَ الْأَعْوَرُ , وَأَبُو مُحَمَّدٍ مَسْرُورٌ مَوْلَى الْمُعَلَّى صَاحِبُ هُشَيْمٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ فَتَى هُشَيْمٍ: نُحِبُّ أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ مَا نُؤَدِّيهِ إِلَى النَّاسِ فِي أَمْرِ الْقُرْآنِ. فَقَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ , وَمَنْ قَالَ: إِنَّ شَيْئًا مِنَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ , وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا كَانَ مِنِّي فِي الْمَجْلِسِ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَعْنِي ابْنَ الْمَدِينِيِّ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ §يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ رَكْعَةٍ , وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا , وَذُكِرَ عِنْدَهُ إِنْسَانٌ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ فَقَالَ: لَا تَذْكُرْ ذَاكَ الْكَافِرَ

قول يحيى بن سعيد , وعبد الرحمن بن مهدي , ومعاذ بن معاذ , وأبي الوليد الطيالسي , وعبد الله بن داود الخريبي , وإسحاق بن سليمان الرازي , وحسن الأشيب , وشبابة بن سوار , وعبد العزيز بن أبان , ومحمد بن يزيد الواسطي

§قَوْلُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ , وَمُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ , وَأَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيِّ , وَإِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ , وَحَسَنٍ -[286]- الْأَشْيَبِ , وَشَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ , وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْوَاسِطِيِّ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَمَا تَعْجَبُ مِنْ هَذَا؟ يَقُولُونَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] مَخْلُوقَةٌ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , وَالْكَلَامُ فِي الْقُرْآنِ وَالْكَلَامُ فِي اللَّهِ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: مَنْ لَمْ يَعْقِدْ قَلْبَهُ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ فَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْإِسْلَامِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ , عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ زِنْدِيقٌ أَوْ قَالَ: زِنْدِيقٌ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ قَالَ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ -[288]-: §سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ} [الحشر: 23] يَكُونُ هَذَا مَخْلُوقًا؟

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُحْرِزِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ: §«عِلْمُهُ كَلَامُهُ , وَكَلَامُهُ مِنْهُ , وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ»

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا يَعْقُوبَ الْخَزَّازَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ , يَعْنِي الرَّازِيَّ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: §" هُوَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. فَقَالَ لِي: إِذَا كُنَّا نَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا نَقُولُ: مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْجَهْمِيَّةَ خِلَافٌ ". فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: جَزَى اللَّهُ أَبَا يَعْقُوبَ خَيْرًا.

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُوسَى الْأَشْيَبَ يَقُولُ: " §أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ -[289]- الرَّجِيمِ , {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] , {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] قَالَ الْحَسَنُ: أَمَخْلُوقٌ هَذَا؟

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي كَرِيمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ شَبَابَةَ بْنَ سَوَّارٍ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيَّ يَقُولَانِ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

قول إسماعيل بن أبي أويس , ويحيى بن يحيى

§قَوْلُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ اللَّهِ , وَمَا كَانَ مِنَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ

وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ قَالَ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ

قول أحمد بن حنبل , وإسحاق بن راهويه , وأبي ثور , وأبي عبيد , ويحيى بن معين , وعلي بن المديني , وزهير بن حرب , وأبي بكر بن أبي شيبة , وأخيه عثمان , ومحمد بن سليمان لوين , وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي

§قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ , وَأَبِي ثَوْرٍ , وَأَبِي عُبَيْدٍ , وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ , وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ , وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ , وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَخِيهِ عُثْمَانَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٍ , وَأَبِي مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَطِيعِيِّ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ عَمُّ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ , ح. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ , يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَسُئِلَ عَنْ مَنْ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَالَ: كَافِرٌ. زَادَ ابْنُ مَنِيعٍ وَفَتَحَ الْكَافَ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: §كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ؟ -[291]- قَالَ: كَافِرٌ. قُلْتُ: بِمَ أَكْفَرْتَهُ؟ قَالَ: بِآيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [البقرة: 120] وَ {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [البقرة: 145] فَالْقُرْآنُ عِلْمُ اللَّهِ , فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ وَقَعُوا فِي أَمْرِ الْقُرْآنِ , فَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: أَلَيْسَ أَنْتَ مَخْلُوقًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَلَامُكَ مِنْكَ مَخْلُوقٌ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: §أَوَلَيْسَ الْقُرْآنُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَكَلَامُ اللَّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَيَكُونُ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ؟

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْخَطِيبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَرَنْجُلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ بْنِ خُزَيْمَةَ -[292]- الْمُغَفَّلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ شَرٌّ مِمَّنْ قَالَ: {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: 73] جَلَّ اللَّهُ وَتَعَالَى؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ يُثْبِتُونَ شَيْئًا , وَهَؤُلَاءِ لَا يُثْبِتُونَ الْمَعْنَى

453 - قَالَ لَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ النَّحْوِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ الْعَطَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرَيْنِ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

454 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَزْرَةَ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَاعِدٌ , يَقُولُ: إِنَّ §الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ , وَكَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ -[293]-. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنَّمَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْكَ كَيْفَ نَقُولُ

455 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي مَا لَا أُحْصِي كَثْرَةً يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَلَا نَعْرِفُ غَيْرَ هَذَا. 456 - وَسَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلَ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ , فَقَالَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّكَ تَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَتَسْكُتُ , وَلَا تَقُولُ: مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟ قَالَ: لَا. فَعَاوَدْتُهُ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ , الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ

457 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ , وَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَنْ لَمْ يَقُلْ هَذَا فَهُوَ ضَالٌّ مُضِلٌّ مُبْتَدِعٌ. 458 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ يَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ. قَالَ: 459 - وَسَمِعْتُ عُثْمَانَ مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَقُلِ الْقُرْآنُ كَلَامُ -[294]- اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ فَهُوَ شَرٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةِ

460 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ لُوَيْنًا يَقُولُ: §" الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , أَعُوذُ بِاللَّهِ " 461 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ , يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيَّ يَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ شَكَّ فِي أَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ جَهْمِيٌّ , لَا بَلْ هُوَ شَرٌّ مِنْ جَهْمِيٍّ، 462 - وَسَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ

قول البويطي , والمزني , والربيع بن سليمان , ومحمد بن إسماعيل البخاري , وسهل بن عبد الله التستري

§قَوْلُ الْبُوَيْطِيِّ , وَالْمُزْنِيِّ , وَالرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ , وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيِّ

463 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ إِجَازَةً قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنَ حَيْوَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

464 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ -[295]- مَهْدِيٍّ الطَّبَرِيُّ إِجَازَةً قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ السَّلَامِ بْنَ شَنْقَارٍ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: جَاءَ كِتَابٌ مِنَ الْمَحَلَّةِ إِلَى الْمُزَنِيِّ يَسْأَلُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: وَرَبِّ يس لَا فَعَلْتُ كَذَا. فَفَعَلَ فَحَنِثَ. قَالَ الْمُزَنِيُّ: لَا شَيْءَ عَلَيْهِ , وَمَنْ قَالَ: حَانِثٌ يَقُولُ §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

465 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ إِجَازَةً قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيِّ فَتَقَدَّمْتُ أَنَا وَأَصْحَابٌ لَنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ خُرَاسَانَ وَقَدْ نَشَأَ عِنْدَنَا قَوْمٌ يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , وَلَسْنَا مِمَّنْ نَخُوضُ فِي الْكَلَامِ , وَلَا نَسْتَفْتِيكَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ إِلَّا لِدِينِنَا وَلِمَنْ عِنْدَنَا لِنُخْبِرَهُمْ عَنْكَ. ثُمَّ كَتَبْنَا عَنْهُ فَقَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

466 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ -[296]- بُنْدَارٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ: سَمِعْتُ الْبُوَيْطِيَّ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ. قِيلَ لَهُ , يَعْنِي الرَّبِيعَ: تَقُولُ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ أَقُولُ وَأَدِينُ اللَّهَ بِهِ. 467 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: قَالَ لَنَا الرَّبِيعُ: أَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَمَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ

468 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَاضِرٍ الْعَبْسِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ فَقَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ

469 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَارَسْتَ النَّجِيرَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ شِيرَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيَّ صَاحِبَ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَا كَافِرٌ بِالنِّعْمَةِ

قول أبي حنيفة , وأبي يوسف , ومحمد بن الحسن , وموسى بن سليمان الجوزجاني

§قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ , وَأَبِي يُوسُفَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , وَمُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْجُوزَجَانِيِّ

470 - سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْفَقِيهَ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مِهْرَوَيْهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ وَهُوَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ يَسْعَى إِلَى تَعْزِيَةِ إِنْسَانٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَيُّوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِيَ وَقُلْتُ لَهُ: §تَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: لَا. كَالْمُنْكِرُ عَلَى هَؤُلَاءِ يَعْنِي أَبَا حَنِيفَةَ وَلَا أَنَا

471 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: §وَاللَّهِ مَا مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَلَا يَدِينُ اللَّهَ بِهِ

472 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُكْرَمٌ , وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: ذُكِرَ جَهْمٌ فِي مَجْلِسِ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: §يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. فَقَالَ: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5]

473 - أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُكْرَمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بَشَّارًا الْخَفَّافَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَحَرَامٌ كَلَامُهُ , وَفَرْضٌ مُبَايَنَتُهُ

474 - أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا مُكْرَمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ حَمَّادٍ سَجَّادَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ عَنِ الْقُرْآنِ , مَخْلُوقٌ هُوَ؟ فَقَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ حَمَّادٍ: وَهُوَ الْحَقُّ عِنْدَنَا

475 - قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالزَّاهِدِ يَقُولُ بِالرَّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ سَهْلَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ , وَالْخَلِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَفْصٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِصْمَةَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ الدَّوْرَقِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَلَا تُصَلُّوا خَلْفَهُ

476 - ذَكَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي سُلَيْمَانَ الْجُوزَجَانِيِّ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَسْأَلَةٌ بَلْوَى , فَإِنَّ رَجُلَيْنِ الْبَارِحَةَ حَلَفَ أَحَدُهُمَا فَقَالَ امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثًا الْبَتَّةَ إِنْ كَانَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقًا , وَقَالَ الْآخَرُ امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثًا §إِنْ لَمْ يَكُنِ الْقُرْآنُ مَخْلُوقًا. فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي حَلَفَ أَنَّ امْرَأَتَهُ طَالِقٌ إِنْ لَمْ يَكُنِ الْقُرْآنُ مَخْلُوقًا قَدْ بَانَتْ مِنْهُ امْرَأَتُهُ.

477 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَزْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ يَقُولُ أَبُو جَادٍ الْجَهْمِيَّةُ §مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ

ذكر رجال من أهل المدينة من الطبقة الثانية من التابعين ممن قال: إن القرآن غير مخلوق

§ذِكْرُ رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ التَّابِعِينَ مِمَّنْ قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب , وابنه محمد بن علي بن الحسين ومن بعدهما جعفر بن محمد بن علي بن الحسين , وابن ابنه علي بن موسى بن جعفر , وعبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ومن ولد العباس: أبو جعفر عبد الله بن محمد بن

§عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمِنْ بَعْدِهِمَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , وَابْنُ ابْنِهِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَمِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ: أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. وَفِي طَبَقَتِهِ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. 478 - وَحَكَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ إِجْمَاعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: كَانَ مَالِكٌ وَعُلَمَاءُ أَهْلِ بَلَدِنَا يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مِنَ اللَّهِ , وَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ.

وعلماء أهل المدينة في وقت مالك بن أنس محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب , وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون , وأبو بكر بن أبي سبرة , وإبراهيم بن سعد الزهري , وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي , وحاتم بن إسماعيل , وعبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد , وأبو ضمرة أنس

§وَعُلَمَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي وَقْتِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ -[301]- الْمَاجِشُونُ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ , وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ , وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ

ثم من بعد هؤلاء أصحاب مالك , وابن أبي ذئب والماجشون معن بن عيسى , وعبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون , وإسماعيل بن أبي أويس , وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري , ومصعب بن عبد الله الزبيري , وإبراهيم بن حمزة الزبيري , وإبراهيم بن المنذر الحزامي

§ثُمَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ مَالِكٍ , وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَالْمَاجِشُونُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى , وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ , وَأَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ , وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ -[302]- الْحِزَامِيُّ , وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ , وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ. 479 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ 480 - وَقَالَ يَحْيَى: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ عُلَمَائِنَا إِلَّا وَهُوَ يَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَهَذَا إِجْمَاعُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.

ثم من بعد هؤلاء الذين نقلوا إلينا محمد بن إسماعيل البخاري , وأبو زرعة , وأبو حاتم , وأبو داود , ومسلم.

§ثُمَّ مِنْ بَعْدِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَقَلُوا إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , وَأَبُو زُرْعَةَ , وَأَبُو حَاتِمٍ , وَأَبُو دَاوُدَ , وَمُسْلِمٌ.

ومن أهل مكة فقد ذكرنا عن عمرو بن دينار وقال: سمعت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق. وقد ذكرنا من الذين لحق من الصحابة والتابعين عمرو بن دينار فيما تقدم.

§وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَدْ ذَكَرْنَا عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَقَالَ: سَمِعْتُ مَشَايِخَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ -[303]- مَخْلُوقٍ. وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنَ الَّذِينَ لَحِقَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فِيمَا تَقَدَّمَ.

ثم من بعده سفيان بن عيينة وكذلك روي عنه وعن الفضيل بن عياض , ومحمد بن مسلم الطائفي , ويحيى بن سليم الطائفي.

§ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنْهُ وَعَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ , وَيَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ.

ثم من بعدهم محمد بن إدريس الشافعي وأبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ , وعبد الله بن الزبير الحميدي , وسعيد بن منصور الخراساني المجاور بمكة , وأحمد بن محمد الأزرقي , ومحمد بن أبي عمر العدني , وعبد الله بن عمران العابدي , وعبد الجبار بن العلاء بن عبد

§ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخُرَاسَانِيُّ الْمُجَاوِرُ بِمَكَّةَ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ , وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعَطَّارُ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ

الْمَكِّيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ الْخُزَاعِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ الْمُقْرِئُ , وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ , وَأَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الْجَارُودِ الْفَقِيهُ صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ , وَسَلَمَةُ بْنُ النَّيْسَابُورِيِّ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ. ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ إِلَى الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ

وأما أهل الكوفة فمن تقدم من التابعين سليمان بن مهران الأعمش , وحماد بن أبي سليمان. ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو بن عيسى قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت مجلسا يجتمع فيه من المشايخ أنبل من مشايخ اجتمعوا في مسجد جامع الكوفة في

§وَأَمَّا أَهْلُ الْكُوفَةِ فَمَنْ تَقَدَّمَ مِنَ التَّابِعِينَ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ , وَحَمَّادُ بْنُ -[305]- أَبِي سُلَيْمَانَ. 481 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِيسَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا يَجْتَمِعُ فِيهِ مِنَ الْمَشَايِخِ أَنْبَلُ مِنْ مَشَايِخَ اجْتَمَعُوا فِي مَسْجِدِ جَامِعِ الْكُوفَةِ فِي وَقْتِ الِامْتِحَانِ , فَقُرِئَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابُ الَّذِي فِيهِ الْمِحْنَةُ فَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِمِائَةِ شَيْخٍ وَنَيِّفًا وَسَبْعِينَ شَيْخًا مِنْهُمُ الْأَعْمَشُ فَمَنْ دُونَهُ , فَمَا رَأَيْتُ خَلْقًا يَقُولُ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ - يَعْنِي بِخَلْقِ الْقُرْآنِ - وَلَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ إِلَّا رُمِيَ بِالزَّنْدَقَةِ. فَقَامَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ فَقَبَّلَ رَأَسَ أَبِي نُعَيْمٍ وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا.

ومن الطبقة الأولى من الفقهاء: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى , وسفيان بن سعيد الثوري , والنعمان بن ثابت أبو حنيفة , وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم , ومحمد بن الحسن , وأبو بكر بن عياش , وعبد السلام بن حرب , وعبد الله بن إدريس , وحفص بن غياث , ويحيى بن زكريا

§وَمِنَ الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنَ الْفُقَهَاءِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ , وَالنُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ أَبُو حَنِيفَةَ , وَأَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[306]- إِدْرِيسَ , وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ , وَأَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ , وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَأَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ , وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِلَابِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ , وَعَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , وَيَعْلَى وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ , وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ , وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ , وَحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ , وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ , وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ.

ومن الطبقة الثانية: يحيى بن عبد الحميد الحماني , وعثام بن علي العامري , وعثمان بن زفر , وعلي بن حكيم الأودي , وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة , ومحمد بن عبد الله بن نمير , وعبيد بن يعيش , وهناد بن السري , وعبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي , وأبو

§وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ: يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ , وَعَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ , وَعُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ , وَعَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ , وَعُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ , وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ الْجُعْفِيُّ , وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمَذَانِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ -[308]- الْيَرْبُوعِيُّ , وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ , وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ , وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ , وَفَضَالَةُ بْنُ الْفَضْلِ الطُّهَوِيُّ , وَوَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , وَعُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ , وَأَحْمَدُ بْنُ جَوَّاسٍ الْحَنَفِيُّ أَبُو عَاصِمٍ , وَهَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُقْرِئُ , وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ , وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ الْعِجْلِيُّ , -[309]- وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ الْمُقْرِئُ , وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ , وَأَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ , 482 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

ومن أهل البصرة من التابعين قد مضى عن الحسن , وسليمان التيمي , وأيوب السختياني.

§وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ التَّابِعِينَ قَدْ مَضَى عَنِ الْحَسَنِ , وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ , وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ.

ومن بعدهم: سلام بن أبي مطيع , ومبارك بن فضالة , ثم حماد بن زيد , وحماد بن سلمة , وجعفر بن سليمان الضبعي , ويزيد بن زريع , وبشر بن المفضل , ومعتمر بن سليمان , وإسماعيل ابن علية , وعبد الوهاب الثقفي , والحارث بن عمير , ويحيى بن سعيد القطان , ومعاذ بن معاذ

§وَمِنْ بَعْدِهِمْ: سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ , وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , ثُمَّ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ , وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , -[310]- وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ , وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ , وَالْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ , وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ , وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَيْعِيُّ , -[311]- وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ , وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ , وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ , وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ , وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. 483 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: مَا عَرَفْتُ بِالرَّيِّ , وَلَا بِبَغْدَادَ , وَلَا بِالْبَصْرَةِ رَجُلًا يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , وَأَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ الْوَاشِحِيُّ , وَحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْأَنْمَاطِيُّ , -[312]- وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ التَّيْمِيُّ , وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئٍ النَّحْوِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيُّ

ومن الطبقة التي تلي هؤلاء أبو الربيع الزهراني , وهدبة بن خالد , وعبد الله بن محمد بن أسماء , وشيبان بن فروخ , ومحمد بن مقاتل العباداني , وعبد الأعلى بن حماد النرسي , وعباس بن الوليد النرسي , وعبد الله بن سوار العنبري , وروح بن عبد المؤمن , وإبراهيم بن

§وَمِنَ الطَّبَقَةِ الَّتِي تَلِي هَؤُلَاءِ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ , وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءٍ , وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْعَبَّادَانِيُّ , وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ , وَعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[313]- سَوَّارٍ الْعَنْبَرِيُّ , وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَّافُ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ الْوَاسِطِيُّ , وَفِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ , وَقَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى , وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ , وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ -[314]- يَزِيدَ الْأَسْفَاطِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ , وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ , وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّادَانِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْمُقَوِّمُ , وَيَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ السِّجْزِيُّ , وَأَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ أُمَيَّةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَحْرَانِيُّ , وَالْقَاسِمُ بْنُ أُمَيَّةَ الْحَذَّاءُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبُسْرِيُّ , وَأَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , -[315]- 484 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ.

ومن أهل واسط والشطوط أبو معاوية هشيم بن بشير الواسطي , وعباد بن العوام , وعلي بن عاصم , ويزيد بن هارون , ومحمد بن يزيد الواسطي , وعاصم بن علي بن عاصم , وعمرو بن عون , ووهب بن بقية , وأبو الشعثاء علي بن حسين , وزكريا بن يحيى بن حمويه , ومسعود بن مسبح ,

§وَمِنْ أَهْلِ وَاسِطَ وَالشُّطُوطِ أَبُو مُعَاوِيَةَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ الْوَاسِطِيُّ , وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ , وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ , وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ , وَوَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ , وَأَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ , وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمُّوَيْهِ , وَمَسْعُودُ -[316]- بْنُ مِسْبَحٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ مِسْبَحٍ , وَجَابِرُ بْنُ كُرْدِيٍّ , وَتَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ , وَعَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ , وَإِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْعَلَّافُ , وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَخْتَرِيُّ هُوَ الْحَسَّانِيُّ الضَّرِيرُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ -[317]- حَاتِمٍ الْجَرْجَرَائِيُّ الْمَعْرُوفُ بِحِبِّي , قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

ومن أهل بغداد ومن عد فيهم شعيب بن حرب المدائني , وأبو النضر هاشم بن القاسم , وحجاج بن محمد الأعور , وشبابة بن سوار المدائني , والأسود بن عامر , والحسن بن موسى الأشيب , ويونس بن محمد المؤدب , ومعلى بن منصور الرازي , والأسود بن سالم , ورويم بن يزيد المقرئ

§وَمِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ وَمَنْ عُدَّ فِيهِمْ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ الْمَدَائِنِيُّ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ , وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ , وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ , وَالْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ , وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ , وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ , وَالْأَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ , وَرُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ , وَدَاوُدُ -[318]- بْنُ الْمُحَبَّرِ , وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ , وَأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ الْمُسْتَمْلِي , وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الطَّبَّاعُ , وَأَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ , وَهِشَامُ بْنُ بَهْرَامَ الْمَدَائِنِيُّ , وَأَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارُ , وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ , -[319]- وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْعُمَرِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ , وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , وَالْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْجَزَرِيُّ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ , وَمُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ , وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ , وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الزَّاهِدُ , وَبِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ الزَّاهِدُ , وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الْكَلْبِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ -[320]- حَاتِمٍ الطَّوِيلُ , وَأَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطِيعِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْبَكَّاءُ الْعَابِدُ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ خَتَنُ الْأَشْجَعِيِّ , وَأَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ , وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ , وَيَعْقُوبُ وَأَحْمَدُ ابْنَا إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقَانِيِّ , وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ , وَيَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ , وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ , وَأَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ الْحَدَّادُ الْوَاسِطِيُّ , وَهَارُونُ بْنُ -[321]- عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ , وَسَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ , وَصَالِحٌ الْخَزَّازُ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ حَيَّانَ الطُّوسِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ , وَهَارُونُ الْمُسْتَمْلِي , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ , وَأَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَزَّازُ , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَكَمِ الْوَرَّاقُ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نُصَيْرٍ , وَالْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ , وَإِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ الشَّعْرَانِيُّ , وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ , وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ -[322]- بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِشْكَابٍ , وَمَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ , وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْوَرَّاقُ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ شَدَّادٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَسْكَرٍ الْبُخَارِيُّ , وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُمَيْرٍ , وَيَعِيشُ بْنُ الْجَهْمِ الْحَدِيثِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِي الْأَثْرَمُ , وَالْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ الطُّوسِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ زَنْجُوَيْهِ , وَحَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ , أَرْبَعَتُهُمْ أَصْحَابُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , وَالْفَضْلُ بْنُ -[323]- سَهْلٍ الْأَعْرَجُ , وَحُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ , وَحُبَيْشُ بْنُ مُبَشِّرٍ الْفَقِيهُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِرْبَعٍ الْأَنْمَاطِيُّ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحٍ الْحُلْوَانِيُّ , وَخَازِمُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ , -[324]- 486 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

ومن أهل الشام والثغور والعواصم أرطاة بن المنذر , وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي , وسلمة بن عمرو العقيلي , وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري , ومخلد بن الحسين المصيصي , وعلي بن بكار , ومحمد بن سلمة الحراني , وبقية بن الوليد , والوليد بن مسلم , وضمرة بن

§وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَالثُّغُورِ وَالْعَوَاصِمِ أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ , وَسَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ , وَأَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ , وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمِصِّيصِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ , وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ , وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ , وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ,

وَأَبُو قَتَادَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ , وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ , وَزَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَا , وَأَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ , وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ , وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ , وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ , وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ , وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ , وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ , وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ الْفَاخُورِيُّ , وَعُبَيْدُ بْنُ آدَمَ بْنِ

أَبِي إِيَاسٍ , وَعِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُمَيْرٍ الرَّمْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَسَّانَ الشَّامِيُّ , وَمَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَمِيُّ , وَالْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَوْعِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الدِّمَشْقِيُّ , وَالْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ , وَهَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَا , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

مُصْعَبٍ الصُّورِيُّ , وَحَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ , وَبِشْرُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ التَّنُوخِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الصَّيَّادُ الْمِصِّيصِيُّ , وَدَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَاضِي الْمِصِّيصَةِ , وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَسْلَمِيُّ , وَسَنِيدُ بْنُ

دَاوُدَ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ الْمِصِّيصَةِ , وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ نَزِيلُ الْمِصِّيصَةِ , وَسَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ أَخُو عَلِيٍّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ , وَمَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ النَّصِيبِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ الثَّغْرِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّعِيفُ , وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَامِ الْحَرَّانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ جَبَلَةَ الرَّافِقِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَجَمِيُّ نَزِيلُ طَرَسُوسَ , وَزَرْقَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ -[329]- الْمِصِّيصِيُّ , وَنَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُفَضَّلِ الْحَرَّانِيُّ. قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

ومن أهل مصر ومن يعد فيهم أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي , وعبد الله بن لهيعة , وعمار بن سعد التجيبي , وسعيد بن الحكم بن أبي مريم , وعمرو بن الربيع بن طارق , وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار , وأصبغ بن الفرج , وأحمد بن مسلم , وأبو يعقوب يوسف بن يحيى

§وَمِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَمَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ أَبُو الْحَارِثِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْفَهْمِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ , وَعَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ التُّجِيبِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ , وَأَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ , وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَأَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَحْيَى الْبُوَيْطِيُّ , -[330]- وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى , وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَنِيُّ , وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ , وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ , وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ الرَّبْعِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي نَاجِيَةَ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ , وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ , وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ , وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ. -[331]- 488 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

ومن أهل الري ومن عد فيهم جرير بن عبد الحميد , وأبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي , وعمرو بن أبي قيس , وعثمان بن زائدة , ويحيى بن الضريس , وسلمة بن الفضل الأنصاري , وعنبسة بن سعيد قاضي الري , وعبد الله بن أبي جعفر الرازي , وعبد العزيز بن أبي عثمان ختن عثمان

§وَمِنْ أَهْلِ الرَّيِّ وَمَنْ عُدَّ فِيهِمْ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ , وَأَبُو جَعْفَرٍ عِيسَى بْنُ مَاهَانَ الرَّازِيُّ , وَعَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ , وَعُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ , وَيَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ , وَسَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ , وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَاضِي الرَّيِّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ خَتَنُ -[332]- عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ , وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْإِسْفَذَنِيُّ , وَالْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ الرُّوذِيُّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ , وَعَلِيٌّ الرَّازِيُّ الزَّاهِدُ الْمَذْبُوحُ , وَالْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ قَاضِي الرَّيِّ , وَعَمْرُو بْنُ عِيسَى صَدِيقُ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سُلَيْمَانَ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ , وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ -[333]- بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ , وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّعْدِيُّ , وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ , وَمُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ , وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ الْهِسِنْجَانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ , وَنُوحُ بْنُ أَنَسٍ الْمُقْرِئُ , وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْمَهْرَقَانِيُّ , وَأَبُو حُصَيْنٍ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ , وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي سُرَيْجٍ , وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَجَّاجِ , -[334]- وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْمُقْرِئُ الدَّنْدَانِيُّ , وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ , وَأَبُو هَارُونَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْخَزَّازُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ , وَجَعْفَرُ بْنُ مُنِيرٍ الْمَدَائِنِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ النَّصْرَابَاذِيُّ , وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَزْرَةَ الْقَطَّانُ , وَأَعْيَنُ بْنُ زَيْدٍ , وَأَبُو مَعِينٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّبْرُسِيُّ الرَّازِيُّ , وَالْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ الْعِجْلِيُّ الْخَشَّابِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ , -[335]- وَأَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ , وَأَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنْظَلِيُّ. 489 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

ومن كور الجبال أهل أصبهان عصام بن يزيد خادم الثوري يعرف بجبر , وصالح بن مهران صاحب النعمان بن عبد السلام , وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي , وعبد الرزاق بن بكر الأصبهاني , وأسيد بن عاصم , وإبراهيم بن بويه , وأحمد بن مهدي , وأحمد بن عصام بن عبد الكبير بن

§وَمِنْ كُوَرِ الْجِبَالِ أَهْلُ أَصْبَهَانَ عِصَامُ بْنُ يَزِيدَ خَادِمُ الثَّوْرِيِّ يُعْرَفُ بِجَبَّرَ , وَصَالِحُ بْنُ مِهْرَانَ صَاحِبُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ , وَأَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الرَّازِيُّ , وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ بَكْرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ , وَأُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بُوَيْهِ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيٍّ , وَأَحْمَدُ بْنُ عِصَامِ -[336]- بْنِ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ أَبِي غَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ الْقَاسَانِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعِيشَ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ هَمَذَانَ , وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِصَامٍ الْجُرْجَانِيُّ نَزِيلُ هَمَذَانَ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ التَّبَعِيُّ الْهَمَذَانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ , وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الْهَمَذَانِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْقَزْوِينِيُّ نَزِيلُ هَمَذَانَ , وَأَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ بْنِ الْمُنْذِرِ , وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعْرَانِيُّ , وَأَبُو أَحْمَدَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ , وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّينَوَرِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ -[337]- الْكُوفِيُّ نَزِيلُ قَزْوِينَ , وَيَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ. 490 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِيسَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَمَّا قُرِئَ كِتَابُ الْمِحْنَةِ بِقَزْوِينَ بِأَنَّ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ سَمِعْتُ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ ضَجَّةً: لَا وَلَا كَرَامَةً , قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

ذكر أهل خراسان ومن عد فيهم إبراهيم بن طهمان الهروي , وعبد الله بن المبارك المروزي , والفضل بن موسى السيناني , والنضر بن شميل المروزي , والنضر بن محمد المروزي , وأبو ثميلة يحيى بن واضح الأنصاري , وعباد بن راشد المروزي , وخارجة بن مصعب السرخسي , وسهل بن

§ذِكْرُ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَمَنْ عُدَّ فِيهِمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ الْهَرَوِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ , وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ , وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَالنَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَأَبُو ثُمَيْلَةُ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْأَنْصَارِيُّ , وَعَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرَخْسِيُّ , وَسَهْلُ -[338]- بْنُ مُزَاحِمٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ , وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , وَأَبُو مُعَاذٍ خَالِدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيُّ , وَمُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ السِّنْجِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , وَصَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَرْوَزِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ , وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ , وَأَبُو عَقِيلٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَاجِبٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَأَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ -[339]- بْنِ أَبِي رِزْمَةَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ , وَصَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ السِّنْجِيُّ. 491 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

جماعة من البلخيين عمر بن هارون البلخي , والحسين بن سليمان , وأبو مطيع , ومقاتل بن الفضل , ومسافر بن ماهان , وابن الرماح قاضي بلخ , والليث بن مساور , وإبراهيم بن يوسف البلخي , وابنه عبد الرحمن , وسعد بن معاذ المروزي , وحفص بن عبد الرحمن , وشداد بن حكمي ,

§جَمَاعَةٌ مِنَ الْبَلْخِيِّينَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ , وَالْحُسَيْنُ بْنُ سُلَيْمَانَ , وَأَبُو مُطِيعٍ , -[340]- وَمُقَاتِلُ بْنُ الْفَضْلِ , وَمُسَافِرُ بْنُ مَاهَانَ , وَابْنُ الرَّمَّاحِ قَاضِي بَلْخَ , وَاللَّيْثُ بْنُ مُسَاوِرٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ , وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَشَدَّادُ بْنُ حَكْمِيٍّ , وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ , -[341]- وَأَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ , وَأَيُّوبُ بْنُ الْحَسَنِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ , وَطَرْخَانُ , وَعَبْدُ بْنُ وَهْبٍ الْبَلْخِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَابِدُ الْبَلْخِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَلْخِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ حَبِيبٍ الْبَلْخِيُّ , وَدَاوُدُ بْنُ مِخْرَاقٍ الْفَارَيَابِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُعَاذٍ الْبَلْخِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْبَلْخِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانِ مُسْتَمْلِي وَكِيعٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ -[342]- الْبَلْخِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ حَوْنَزَةَ الْبَلْخِيُّ. 492 - قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ.

أهل نيسابور وبخارى وسمرقند وغيرهم يحيى بن يحيى النيسابوري , وأحمد بن النضر النيسابوري , ومحمد بن يحيى الذهلي , ومحمد بن رافع النيسابوري , وأحمد بن سعيد الرازي , ومحمد بن عقيل النيسابوري , وأحمد بن سعيد الدارمي , ويحيى بن محمد بن يحيى الذهلي , ومحمد بن

§أَهْلُ نَيْسَابُورَ وَبُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ وَغَيْرُهُمْ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ النَّيْسَابُورِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ النَّيْسَابُورِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ النَّيْسَابُورِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ

الدَّارِمِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ , وَحُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ النَّسَوِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَارُودِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَوَانَةَ الشَّاشِيُّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ , وَسَلَمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُجَاشِعٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِيُّ , وَالْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ,

وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّسَوِيُّ , وَمُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ النَّسَوِيُّ. قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَهَؤُلَاءِ خَمْسُ مِائَةٍ وَخَمْسُونَ نَفْسًا أَوْ أَكْثَرُ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْمَرْضِيِّينَ سِوَى الصَّحَابَةِ الْخَيِّرِينَ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَعْصَارِ وَمُضِيِّ السِّنِينَ وَالْأَعْوَامِ. وَفِيهِمْ نَحْوٌ مِنْ مِائَةٍ إِمَامٍ مِمَّنْ أَخَذَ النَّاسُ بِقَوْلِهِمْ وَتَدَيَّنُوا بِمَذَاهِبِهِمْ , وَلَوِ اشْتَغَلْتُ بِنَقْلِ قَوْلِ الْمُحَدِّثِينَ لَبَلَغَتْ أَسْمَاؤُهُمْ أُلُوفًا كَثِيرَةً , لَكِنِّي اخْتَصَرْتُ وَحَذَفْتُ الْأَسَانِيدَ لِلِاخْتِصَارِ , وَنَقَلْتُ عَنْ هَؤُلَاءِ عَصْرًا بَعْدَ عَصْرٍ لَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ مُنْكِرٌ , وَمَنْ أَنْكَرَ قَوْلَهُمُ اسْتَتَابُوهُ أَوْ أَمَرُوا بِقَتْلِهِ أَوْ نَفْيِهِ أَوْ صَلْبِهِ. وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْأُمَّةِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ جَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ فِي سِنِيِّ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ , ثُمَّ جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ , فَأَمَّا جَعْدٌ فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ , وَأَمَّا جَهْمٌ فَقُتِلَ بِمَرْوَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَسَأَذْكُرُ قِصَّتَهُمَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَأَبْتَدِئُ بِذِكْرِ الْحُدُودِ الَّتِي أَوْجَبَهَا أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَيْهِمْ , وَالْهَجْرِ لَهُمْ , وَالْبُعْدِ مِنْهُمْ؛ لِيَكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِمْ أُسْوَةٌ وَقُدْوَةٌ

سياق ما روي عن من أفتى في من قال: القرآن مخلوق

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنْ مَنْ أَفْتَى فِي مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

فمن الفقهاء مالك بن أنس , ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى , وسفيان بن عيينة

§فَمِنَ الْفُقَهَاءِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ

ومن الخلفاء أبو جعفر المنصور , ومعتمر بن سليمان التيمي , ويحيى بن سعيد القطان , وعبد الرحمن بن مهدي , ومعاذ بن معاذ , ووكيع بن الجراح , ووالده , وعبد الله بن داود الخريبي , وعلي بن عاصم , وشبابة بن سوار , وأبو النضر هاشم بن القاسم , وحماد بن مسعدة ,

§وَمِنَ الْخُلَفَاءِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ , وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ , وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَوَالِدُهُ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ , وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ , وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , وَأَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ , وَحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ , وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ , وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ , وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , وَأَبُو ثَوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ

494 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِيُّ , إِجَازَةً مُشَافَهَةً -[346]- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَرَائِضِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ قَالَ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ فَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: اقْتُلُوهُ , كَافِرٌ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي لَمْ أَقُلْهُ إِنَّمَا قُلْتُ لَكَ: قَالَ إِنْسَانٌ. قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: إِنَّمَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ

495 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ يَحْيَى الْبَكْرِيُّ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: §«مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ» 496 - وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ الصَّايِغِ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: إِنَّ قَوْمًا بِالْعِرَاقِ يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. فَنَتَرَ يَدَهُ عَنْ يَدِي فَلَمْ يُكَلِّمْنِي الظُّهْرَ وَلَا الْعَصْرَ وَلَا الْمَغْرِبَ , فَلَمَّا كَانَ الْعِشَاءُ الْآخِرَةُ قَالَ لِي -[347]-: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا الْكَلَامُ؟ أَلْقَيْتَ فِي قَلْبِي شَيْئًا هُوَ الْكُفْرُ , صَاحِبُ هَذَا الْكَلَامِ يُقْتَلُ وَلَا يُسْتَتَابُ.

497 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْعَطَّارِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ يَقُولُ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قِبَلَنَا مَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ وَلَمْ يَزَلْ مُوجَعًا حَزِينًا يَسْتَرْجِعُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: §مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ يُحْبَسُ حَتَّى يُعْلَمَ مِنْهُ تَوْبَةٌ 498 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: ثنا شُرَيْحٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ , مِثْلَهُ. 499 - وَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ , وَصَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ شُرَيْحٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ. 500 - وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ بَيَانٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الصَّايِغَ سَنَةَ تِسْعِينَ يَتَكَلَّمُ فَلَمْ أَحْفَظْهُ , فَسَمِعْتُ شُرَيْحَ بْنَ النُّعْمَانِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الصَّايِغَ يَقُولُ. فَذَكَرَ الْحِكَايَةَ حَتَّى قَالَ مَالِكٌ: وَيْلَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ , مَنْ سَأَلَكَ عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؟ قُلْتُ: رَجُلَانِ مَا أَعْرِفُهُمَا. قَالَ: اطْلُبْهُمَا فَجِئْنِي بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا حَتَّى أَرْكَبَ إِلَى الْأَمِيرِ -[348]- فَآمُرَهُ بِقَتْلِهِمَا أَوْ حَبْسِهِمَا أَوْ نَفْيِهِمَا.

قول سفيان بن عيينة

§قَوْلُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ

501 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْعَطَّارِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ السَّرَّاجِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ , فَتَشَوَّشَ النَّاسُ , فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قَدِمَ بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ. قَالَ: مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: يَقُولُ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. قَالَ: جِيئُونِي بِشَاهِدَيْنِ حَتَّى آمُرَ الْوَالِيَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ

عبد الرحمن بن مهدي:

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ:

502 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ , ح. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , وَالْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: §مَا كُنْتُ أَعْرِضُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ عَلَى السَّيْفِ إِلَّا الْجَهْمِيَّةَ -[349]-. قَالَ الرَّبَالِيُّ: هُمْ وَاللَّهِ كُفَّارٌ

504 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْخَطِيبُ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَرَنْجُلِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمَعْقِلِيُّ قَالَ: هَارُونُ الْحَمَّالُ قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُهَدِيٍّ يَقُولُ: §لَوَدِدْتُ أَنْ أَقُومَ عَلَى رَأْسِ الْجِسْرِ , فَلَا يَمُرُّ أَحَدٌ إِلَّا سَأَلْتُهُ , فَإِنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ وَأَلْقَيْتُهُ فِي الْمَاءِ

505 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ

قول وكيع بن الجراح:

§قَوْلُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ:

506 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[350]- عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَكِيلُ أَبِي صَخْرَةَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْأَشْجَعِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مُحْدَثٌ , وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مُحْدَثٌ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ

عبد الله بن داود الخريبي:

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ:

507 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ النَّجَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيَّ يَقُولُ: مَنْ قَالَ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَسْتَتِيبَهُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ

شبابة وأبو النضر:

§شَبَابَةُ وَأَبُو النَّضْرِ:

508 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ شَبَابَةَ يَقُولُ: §اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ أَنَّ بِشْرًا الْمَرِيسِيَّ كَافِرٌ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا -[351]- ضُرِبَتْ عُنُقُهُ

أبو عبيد القاسم بن سلام:

§أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ:

509 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَرَنْجُلِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْمُغَفَّلِيُّ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ السِّمْسَارُ: اتَّفَقْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ , فَقَالَ عَلِيٌّ أَوْ غَيْرُهُ: يَا أَبَا عُبَيْدٍ , مَا تَقُولُ فِيمَنْ قَالَ §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا رَجُلٌ يُعَلَّمُ وَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ هَذَا كُفْرٌ , فَإِنْ رَجَعَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ 510 - قَالَ الْمُغَفَّلِيُّ: فَقَالَ حُسَيْنُ بْنُ حَيَّانَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ: مَنْ قَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ شَرٌّ مِمَّنْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ جَلَّ اللَّهُ وَتَعَالَى , إِنَّ أُولَئِكَ يُثْبِتُونَ , وَهَؤُلَاءِ لَا يُثْبِتُونَ الْمَعْنَى

511 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[352]- أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بَشَّارٍ بُنْدَارًا يَقُولُ: §الدُّعَاةُ لَا يُسْتَتَابُونَ. وَقَالَ: لَوْ أَنَّ فُلَانًا عِنْدِي لَمْ أَسْتَتِبْهُ

512 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: شَهِدْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: §مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُرِيدُ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيَنْطَلِقْ فَلْيُضَحِّ فَبَارَكَ اللَّهُ فِي أُضْحِيَّتِهِ , فَإِنِي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ؛ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمًا , وَلَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا , سُبْحَانَهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ عُلُوًّا كَبِيرًا. ثُمَّ نَزَلَ فَذَبَحَهُ قُلْتُ: وَالْقَاسِمُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ هَذَا هُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَعْمَرِيُّ رَوَى عَنْهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ هَذِهِ الْحِكَايَةَ وَثَبَّتَهُ. وَرَوَى -[353]- عَنْهُ الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ هَذِهِ الْحِكَايَةَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَعَبَّاسٍ أَنَّهُ خَطَبَهُمْ بِوَاسِطَ.

من قال إنه لا يرث ولا يورث: يحيى بن سعيد القطان , وعبد الرحمن بن مهدي , ومحمد بن مقاتل العباداني , ومحمد بن أبي صفوان , ومحمد بن جرير الطبري.

§مَنْ قَالَ إِنَّهُ لَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْعَبَّادَانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ.

513 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بِكْرَانَ , أنبا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هَاشِمٍ زِيَادَ بْنَ أَيُّوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ قَالَ §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَقُلْتُ لَهُ: يَا كَافِرُ , تَرَى عَلَيَّ فِيهِ إِثْمًا؟ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِنْهُمْ قَرَابَةٌ ثُمَّ مَاتَ مَا وَرِثْتُهُ. فَقَالَ لَهُ خُرَاسَانِيٌّ بِالْفَارِسِيَّةِ: الَّذِي يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أَقُولُ إِنَّهُ كَافِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ

514 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ جَرِيرٍ الطَّبَرِيَّ مَا لَا أُحْصِي يَقُولُ: §مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ مُعْتَقِدًا لَهُ فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ وَالْمَالِ , لَا يَرِثُهُ وَرَثَتُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَّنْ لَا يَرِثُهُ وَرَثَتُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ -[354]- قَالَ: عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ. قِيلَ لِلْقَاضِي بْنِ كَامِلٍ: فَلِمَنْ يَكُونُ مَالُهُ؟ قَالَ: فَيْئًا لِلْمُسْلِمِينَ

ومن قال امرأته طالق:

§وَمَنْ قَالَ امْرَأَتُهُ طَالِقٌ:

515 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ مُنْذُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً يَقُولُونَ: §مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثٌ بَتَّةً قَالَ: قُلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ امْرَأَتَهُ مُسْلِمَةٌ , وَمُسْلِمَةٌ لَا تَكُونُ تَحْتَ كَافِرٍ.

516 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَجَّاجِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: §«مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ يُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ بِمَنْزِلَةِ الْمُرْتَدِّ»

من قال: لا ينكحون , ولا يصلى خلفهم , ولا تعاد مرضاهم , ولا تشهد جنائزهم , وإن موالاة الإسلام انقطعت بينهم وبين المسلمين وروي عن سلام بن أبي مطيع , وحماد بن زيد , وسفيان بن عيينة , وسفيان الثوري , وأبي ضمرة أنس بن عياض , وأبي معاوية الضرير , ويزيد بن

§مَنْ قَالَ: لَا يُنْكَحُونَ , وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ , وَلَا تُعَادُ مَرْضَاهُمْ , وَلَا تُشْهَدُ جَنَائِزُهُمْ , وَإِنَّ مُوَالَاةَ الْإِسْلَامِ انْقَطَعَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ -[355]- وَرُوِيَ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ , وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ , وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَأَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ , وَأَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ , وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ , وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ , وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , وَابْنِ عُلَيَّةَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ , وَقَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ , وَحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَائِشَةَ , وَفِطْرِ بْنِ حَمَّادٍ , وَمُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ الرَّازِيِّ , وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , وَالرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيِّ

517 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيَّ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السِّجِسْتَانِيُّ , أَنَّهُ سَأَلَ سَلَّامَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ عَنِ الْجَهْمِيَّةِ , فَقَالَ كُفَّارٌ §وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ

518 - وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْفَقِيهُ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْجِيُّ بِطَرَسُوسَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ رُسْتَهْ قَالَ -[356]-: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ , وَسَأَلْتُهُ عَنِ §الصَّلَاةِ خَلْفَ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ , قَالَ: نَعَمْ , لَا يُصَلَّى خَلْفَ هَؤُلَاءِ الصِّنْفَيْنِ الْجَهْمِيَّةِ وَالرَّوَافِضِ؛ فَإِنَّ الْجَهْمِيَّةَ كُفَّارٌ بِكِتَابِ اللَّهِ

519 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , نا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الْجُوزَجَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: §وَاللَّهِ لَا أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , وَلَا أُسْتَفْتَى فِي ذَلِكَ إِلَّا أَمَرْتُ بِالْإِعَادَةِ

520 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَلِيٍّ الرُّويَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ الطَّرَائِفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَنِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: §كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَإِنْ مَرِضَ فَلَا تَعُودُوهُ , وَإِنْ مَاتَ فَلَا تَشْهَدُوا جِنَازَتَهُ , كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكا فيه أنه غير مخلوق

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَكْفِيرِ مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ شَاكًّا فِيهِ أَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

فروى عن أهل المدينة هارون بن أبي علقمة الفروي قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشك فهو كافر. قال: وسمعت عبد الملك خاصة يقول: من وقف في القرآن بالشك فهو مثل من قال مخلوق. وأبي مصعب أحمد بن أبي

§فَرَوَى عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارُونُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ وَغَيْرَهُ مِنْ عُلَمَائِنَا -[358]- يَقُولُونَ: مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ بِالشَّكِّ فَهُوَ كَافِرٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ خَاصَّةً يَقُولُ: مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ بِالشَّكِّ فَهُوَ مِثْلُ مَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ. 521 - وَأَبِي مُصْعَبٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ كَافِرٌ. 522 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ: قَالَ لِي أَبُو مُصْعَبٍ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ , وَمَنْ قَالَ: لَا أَدْرِي يَعْنِي مَخْلُوقٌ أَوْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ مِثْلُهُ. ثُمَّ قَالَ: بَلْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ. فَذَكَرْتُ رَجُلًا كَانَ يُظْهِرُ مَذْهَبَ مَالِكٍ فَقُلْتُ: إِنَّهُ أَظْهَرَ الْوَقْفَ. فَقَالَ: لَعَنَهُ اللَّهُ , يَنْتَحِلُ مَذْهَبَنَا وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْهُ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَأَعْجَبَهُ وَسُرَّ بِهِ. 523 - وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ , قَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي الْقُرْآنِ لَا نَدْرِي مَخْلُوقٌ أَمْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ هُمْ عِنْدَنَا شَرٌّ مِمَّنْ يَقُولُ: مَخْلُوقٌ , يُسْتَتَابُونَ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ. 524 - وَكَذَلِكَ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ الْفُرَاتِ الْأَصْبَهَانِيُّ وَرُوِيَ عَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ , وَعَنْ مَنْ لَا يَقُولُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَقَالَ: هَؤُلَاءِ جُهَّالٌ - وَخَطَّأَهُمْ - وَإِنِّي لَأَتَّهِمُهُمْ أَنْ يَكُونُوا زَنَادِقَةً. 526 - وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ فَقِيلَ: مَا تَقُولُ فِي عَبْدٍ اشْتُرِيَ فَخَرَجَ جَهْمِيًّا؟ -[359]- فَقَالَ: عَيْبٌ يُرَدُّ مِنْهُ. قَالَ: فَإِنْ خَرَجَ وَاقِفِيًّا؟ قَالَ: شَرٌّ يُرَدُّ مِنْهُ. 527 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْعُمَرِيِّ الْمَدَنِيِّ نَزِيلِ بَغْدَادَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي لَا يَقُولُ إِنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ يَقُولُ: مَخْلُوقٌ إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَ هَذِهِ سُتْرَةً يَسْتَتِرُ بِهَا. 528 - عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى الْفَرْوِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّنْ يَقِفُ فِي الْقُرْآنِ , فَقَالَ: مِثْلُ مَنْ يَقُولُ: مَخْلُوقٌ. 529 - وَعَنْهُ: مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ بِالشَّكِّ فَهُوَ كَافِرٌ , وَمَنْ وَقَفَ بِغَيْرِ شَكٍّ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ. 530 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ: مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ , وَمَنْ وَقَفَ فَهُوَ شَرٌّ مِمَّنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ , لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ , وَلَا يُنَاكَحُونَ , وَلَا يُكَلَّمُونَ , وَلَا تُشْهَدُ جَنَائِزُهُمْ , وَلَا يُعَادُ مَرْضَاهُمْ. 531 - وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: قِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيِّ: إِنَّا أُخْبِرْنَا عَنْكَ أَنَّكَ أَظْهَرْتَ الْوَقْفَ. فَأَنْكَرَ ذَلِكَ إِنْكَارًا شَدِيدًا وَقَالَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَهَلْ يَكُونُ غَيْرُ ذَا أَوْ يَقُولُ أَحَدٌ غَيْرَ ذَا؟ مَا شَكَكْنَا فِي ذَا قَطُّ , -[360]- وَسَأَلَنِي رَجُلٌ بِالشَّامِ وَكَانَ مِنَ الْوَاقِفَةِ فَأَحَبَّ أَنْ أُرَخِّصَ فِي الْوَقْفِ فَأَبَيْتُ. 532 - وَعَنْ أَبِي الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْجَارُودِ , وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ وَالْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيِّ , وَابْنِ يُونُسَ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُمْ قَالُوا: كُفَّارٌ. 533 - وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ: مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. فِيمَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ.

ومن أهل الكوفة وكيع بن الجراح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النيسابوري: من شك أن القرآن كلام الله يعني غير مخلوق فهو كافر. وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان , والحسين بن علي بن الأسود , وأبي هشام الرفاعي , وأبي سعيد الأشج , وإسحاق بن موسى الخطمي , ومحمد

§وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ فِيمَا رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ: مَنْ شَكَّ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ يَعْنِي غَيْرَ مَخْلُوقٍ فَهُوَ كَافِرٌ. 535 - وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَخِيهِ عُثْمَانَ , وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ , وَأَبِي هِشَامٍ الرِّفَاعِيِّ , وَأَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ , وَإِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْخَطْمِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ التَّيْمِيِّ , وَهَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيِّ قَالُوا: كُفَّارٌ وَشَرٌّ مِنَ الْجَهْمِيِّ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ الْعَبَّادَانِيِّ , وَالْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيِّ , وَعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى , وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ , وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيِّ , وَالْقَاسِمِ بْنِ أُمَيَّةَ الْحَذَّاءِ , وَالْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْوَاسِطِيِّ , وَمَسْعُودِ بْنِ مِسْبَحٍ الْوَاسِطِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ النَّسَائِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الْجَرْجَرَائِيِّ الْمَعْرُوفِ بِحُبَيٍّ , وَأَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ الْوَاسِطِيِّ.

ومن أهل بغداد ومن عد فيهم عبيد الله بن عمر القواريري , ويحيى بن أيوب , وداود بن رشيد , وسويد بن سعيد الأنباري , وأحمد بن حنبل , ويحيى بن معين , وأبو خيثمة زهير بن حرب , وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم , وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي , ويعقوب بن إبراهيم

§وَمِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ وَمَنْ عُدَّ فِيهِمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ , وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْبَارِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , وَأَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الْكَلْبِيُّ , وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ , وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ , وَالْعَبَّاسُ بْنُ غَالِبٍ الْوَرَّاقُ , وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ , وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَكَمِ الْوَرَّاقُ , وَمَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ , وَأَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , وَعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ 536 - أَنَّهُمْ قَالُوا كُلُّهُمْ: مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ إِنَّهُ كَافِرٌ. وَقَالُوا: جَهْمِيٌّ.

ومن أهل مصر ومن عد فيهم نعيم بن حماد المروزي , وأحمد بن صالح المصري , ومؤمل بن إهاب الربعي المكي نزيل مصر , وأبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي عبد الله بن وهب , والربيع بن سليمان المرادي المصري

§وَمِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَمَنْ عُدَّ فِيهِمْ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ , وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ الرَّبْعِيُّ الْمَكِّيُّ نَزِيلُ مِصْرَ , وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ , وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ الْمِصْرِيُّ

ومن أهل الشام هشام بن عمار , والمسيب بن واضح , ومحمد بن خلف العسقلاني , والقاسم بن عثمان الجوعي , وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نزيل دمشق.

§وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , وَالْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ , وَالْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَوْعِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ نَزِيلُ دِمَشْقَ.

ومن أهل الجزيرة والثغور حامد بن يحيى البلخي , وأبو بكر محمد بن يزيد الأسلمي الطرسوسي , وإبراهيم بن سعيد الجوهري البغدادي نزيل الري , وسعيد بن رحمة المصيصي , وأحمد بن حرب الموصلي , ومحمد بن أيوب الأصبهاني , ومحمد بن جبلة الرافقي , وزرقان بن محمد البغدادي

§وَمِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ وَالثُّغُورِ حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ , وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَسْلَمِيُّ الطَّرَسُوسِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ , وَسَعِيدُ -[362]- بْنُ رَحْمَةَ الْمِصِّيصِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْأَصْبَهَانِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ جَبَلَةَ الرَّافِقِيُّ , وَزَرْقَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ طَرَسُوسَ , وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَشَّابُ , وَعَلِيُّ بْنُ مُوسَى الْقَزْوِينِيُّ نَزِيلُ طَرَسُوسَ , وَأَحْمَدُ بْنُ شَرِيكٍ السِّجْزِيُّ , وَنَصَرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمِصِّيصِيُّ , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ. 537 - قَالُوا: مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ , وَمَنْ قَالَ: لَا أَدْرِي الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أَوْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ شَاكٌّ فِي دِينِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ كَلَامَ رَبِّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. هَذَا لَفْظُ الثَّغْرِيِّينَ , وَلَفْظُ الْبَاقِينَ مَعْنَى هَذَا.

ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المعروف بابن راهويه أنه سئل عن الرجل يقول: القرآن كلام الله ويقف , قال: هو عندي شر من الذي يقول مخلوق؛ لأنه يقتدي به غيره. فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرماني , وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا.

§وَمِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ: إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ رَاهَوَيْهِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَيَقِفُ , قَالَ: هُوَ عِنْدِي شَرٌّ مِنَ الَّذِي يَقُولُ مَخْلُوقٌ؛ لِأَنَّهُ يَقْتَدِي بِهِ غَيْرُهُ. فِيمَا رَوَى عَنْهُ حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ , وَفِيمَا رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ: وَمَنْ وَقَفَ فَهُوَ كَذَا. رَمَاهُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: هُوَ ضَالٌّ مُضِلٌّ. 540 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ: مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ فَمَحَلُّهُ مَحَلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ. وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ حَبِيبٍ الْبَلْخِيِّ , وَعَبْدِ بْنِ وَهْبٍ الْبَلْخِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَلْخِيِّ , وَعَبْدَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرْوَزِيِّ , وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ الرَّازِيِّ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ مَعْبَدٍ الْمَرْوَزِيِّ , وَأَحْمَدَ بْنِ الصَّبَّاحِ -[363]- الْمَعْرُوفِ بِابْنِ أَبِي شُرَيْحٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الدَّامَغَانِيِّ , وَهَارُونَ بْنِ حَيَّانَ الْقَزْوِينِيِّ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ , وَأَبِي حُصَيْنِ بْنِ يَحْيَى الرَّازِيِّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ الْبَلْخِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ الْبَلْخِيِّ الْعَابِدِ , وَأَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْبَلْخِيِّ , وَأَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيِّ , وَأَبِي هَارُونَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْخَزَّارِ الرَّازِيِّ , وَمُعَانِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ النَّسَوِيِّ , وَخَازِمِ بْنِ يَحْيَى الْحُلْوَانِيِّ , وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعْرَانِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ أَبِي نَصْرٍ التَّيْمِيِّ السِّمْنَانِيِّ , وَمَحْمُودِ بْنِ خَالِدٍ الْخَانِقِينِيِّ , وَحَرْبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيِّ: 541 - إِنَّ مَنْ شَكَّ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ كَافِرٌ أَوْ جَهْمِيٌّ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: شَرٌّ مِنْ جَهْمِيٍّ

543 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ وَغَيْرَهُ مِنْ عُلَمَائِنَا يَقُولُونَ: §«مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ بِالشَّكِّ فَهُوَ كَافِرٌ»

وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الرَّازِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونَ يَقُولُ: §«مَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ بِالشَّكِّ فَهُوَ مِثْلُ مَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ»

544 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ شَبِيبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: §الْوَاقِفِيُّ لَا تَشُكَّ فِي كُفْرِهِ

سياق ما دل من الآيات من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة , وأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم , وأمره أن يتحدى به , وأن يدعو الناس إليه , وأنه القرآن على الحقيقة. متلو

§سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنَ الْآيَاتِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ , وَأَنَّهُ أَنْزَلَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَحَدَّى بِهِ , وَأَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَيْهِ , وَأَنَّهُ الْقُرْآنُ عَلَى الْحَقِيقَةِ. مَتْلُوٌّ فِي الْمَحَارِيبِ , مَكْتُوبٌ فِي الْمَصَاحِفِ , مَحْفُوظٌ فِي صُدُورِ الرِّجَالِ , لَيْسَ بِحِكَايَةٍ وَلَا عِبَارَةٍ عَنْ قُرْآنٍ , وَهُوَ قُرْآنٌ وَاحِدٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَغَيْرُ مَجْعُولٍ وَمَرْبُوبٍ , بَلْ هُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ , لَمْ يَزَلْ بِهِ مُتَكَلِّمًا , وَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ ضَالٌّ مُضِلٌّ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِمَذَاهِبِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: شِفَاهًا , وَقِيلَ: مِرَارًا. وَقَالَ تَعَالَى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف

: 144] وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] قَالَ قَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ: الْقُرْآنُ. وَقَالَ تَعَالَى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15] . وَقَالَ تَعَالَى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 1] . وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] . وَقَالَ تَعَالَى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ} [الحشر: 21] . وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ} [الإسراء: 82] . وَقَالَ تَعَالَى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6] . وَقَالَ تَعَالَى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ} [الأنبياء

: 50] . وَقَالَ تَعَالَى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} . وَقَالَ تَعَالَى: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا} [الأحقاف: 12] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ , نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 192] . فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْآيَاتِ أَنَّهُ مَنْزَلٌ , وَأَشَارَ إِلَى جُمْلَتِهَا تَارَةً وَإِلَى آيَاتِهَا تَارَةً , فَمَنْ قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ هُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ فَقَدْ خَالَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ , وَرَدَّ مُعْجِزَاتِ نَبِيِّهِ , وَخَالَفَ السَّلَفَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَالْخَالِفِينَ لَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ.

545 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَقْبَسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ح. 546 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ -[368]- الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: نا سُفْيَانُ قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانَ» . قَالَ: " فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ.

547 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , ح. 548 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى الْمَتُّوثِيُّ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَاةِ فَيُصْعَقُونَ , فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ , فَإِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ فَيَقُولُونَ: يَا جِبْرِيلُ , مَاذَا قَالَ رَبُّكَ؟ قَالَ: يَقُولُ الْحَقَّ. قَالَ: فَيُنَادُونَ: الْحَقَّ الْحَقَّ -[369]-. زَادَ ابْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْحَقَّ مِثْلَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي سُرَيْجٍ , وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ , عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ مُسْنَدًا. وَرَوَاهُ الْمُحَارِبِيُّ، وَجَرِيرٌ , وَابْنُ نُمَيْرٍ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ , وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ مَوْقُوفًا

549 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: نا شُعْبَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ وَلَوْلَا عَبْدُ اللَّهِ لَمْ نَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنَا , فَقَالَ: §إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ صَلْصَلَةً كَصَلْصَلَةِ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفْوَانِ. قَالَ: فَيُرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ فَيَفْزَعُونَ فَإِذَا سَكَنَ {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23]

550 - وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ , وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , وَعَلْقَمَةُ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ , وَكُلٌّ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنَ الْحَدِيثِ - يَعْنِي فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ - قَالَتْ: §وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ.

551 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مُوسَى قَالَ: يَا رَبِّ , أَبُونَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنَ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَأَرَاهُ اللَّهُ آدَمَ , فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَفَخَ اللَّهُ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ , وَعَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا , -[371]- وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ , وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَكَ تُرْجُمَانًا رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا وَجَدْتَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَفِيمَ تَلُومُنِي فِي شَيْءٍ سَبَقَ مِنَ اللَّهِ الْقَضَاءُ قَبْلُ؟ ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» . 552 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى , فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا مِنْهَا؟ -[372]- فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ , وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا , وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا , وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ , أَفَلَمْ تَجِدِ التَّوْرَاةَ أُنْزِلَتْ عَلَى الْعَمَلِ الَّذِي عَمِلْتُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ عَامًا؟ قَالَ: يَا مُوسَى , فَكَيْفَ تَلُومُنِي عَلَى عَمَلٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ عَامًا "؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»

553 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ قَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ خَيْثَمَةَ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَعْنِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حَاجِبٌ وَلَا تُرْجُمَانٌ , فَلَيَنْظُرَنَّ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ , وَلَيَنْظُرَنَّ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ , وَلَيَنْظُرَنَّ أَمَامَهُ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ , فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» -[373]-. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى , عَنْ أَبِي أُسَامَةَ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ ح. 555 - وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , ثنا سُلَيْمَانُ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أنا إِسْرَائِيلُ قَالَ: أنبا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسِهِ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوَاسِمِ , فَقَالَ: §«أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ؟ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.

556 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا الْجَرَّاحُ -[374]- بْنُ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيُّ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» . قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ عَلَى خَلْقِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْهُ

557 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ , عَنِ الْأَشْعَثِ الْأَعْمَى , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«فَضْلُ كَلَامِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ خَلْقِهِ»

558 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ , عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ , عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: أَخَذَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بِيَدِي , فَقَالَ: يَا هَنَاهُ §تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ بِمَا اسْتَطَعْتَ , فَإِنَّكَ لَسْتَ تَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ

559 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أنبا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا مَالِكٌ , عَنْ , ح. 560 - وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: نا أَبُو مُصْعَبٍ , عَنْ مَالِكٍ , ح. 561 - وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ , عَنْ مَالِكٍ , ح. 563 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالْعُلَمَاءُ كُلُّهُمْ

564 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْطَاكِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , ح. 565 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

566 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ» 567 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ أَخِيهِ , عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , -[378]- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

568 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ أَوْ بِئْسَ مَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَذَا وَكَذَا , بَلْ هُوَ نُسِّيَ , §فَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ؛ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا , أَوْ مِنْ عُقُلِهِ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ. 569 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ مَا لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ كَذَا وَكَذَا , بَلْ هُوَ نُسِّيَ , فَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ؛ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا " -[379]-. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُسَدَّدٌ , عَنْ يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَا: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى الْمَتُّوثِيُّ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , ثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ وَرُبَّمَا قَالَ: الْقُرْآنَ , فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ , بَلْ هُوَ نُسِّيَ

571 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ , ح. 572 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كِتَابًا بَعَثَ بِهِ مَعَ -[380]- عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ «أَنْ §لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» .

573 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَابٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ سَالِمًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ»

574 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: ثنا أَبُو حَاتِمٍ سُوَيْدٌ قَالَ: ثنا مَطَرٌ , عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالِ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ -[381]- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا تَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا وَأَنْتَ طَاهِرٌ»

575 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ فَخَرَجَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ تَوَضَّأْتَ لَعَلَّنَا نَسْأَلُكَ عَنْ آيَاتٍ. قَالَ: «إِنِّي §لَسْتُ أَمَسُّهُ؛ إِنَّهُ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ. فَقَرَأَ عَلَيْنَا مَا شِئْنَا»

576 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ إِلَى جَنْبِي رَجُلٌ فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ , فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ , فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمَّاهُ , فَجَعَلُوا -[382]- يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي سَكَتُّ , فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ , وَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي , قَالَ: §«إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِنَا هَذَا , إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» . أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

أَخْبَرَنَا 577 - عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ , عَنْ رِبْعِيٍّ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: §يُوشِكُ أَنْ يَبْلَى الْإِسْلَامُ كَمَا يَبْلَى الثَّوْبُ الْخَلَقُ , وَيَقْرَأُ النَّاسُ الْقُرْآنَ لَا يَجِدُونَ لَهُ حَلَاوَةً فَيَبِيتُونَ لَيْلَةً وَيُصْبِحُونَ وَقَدْ أُسْرِيَ بِالْقُرْآنِ , وَمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنْ كِتَابٍ حَتَّى يُنْزَعَ مِنْ قَلْبِ شَيْخٍ وَعَجُوزٍ كَبِيرَةٍ , فَلَا يَعْرِفُونَ وَقْتَ صَلَاةٍ , وَلَا صِيَامٍ , وَلَا نُسُكٍ , وَلَا شَيْءٍ مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ

أَخْبَرَنَا 578 - أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ قَالَ: ثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرِّمِيُّ , وَالْحَسَنُ بْنُ -[383]- مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ , قَالُوا: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , فَسَمِعَهُ جَارٌ لَهُ فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي أُوتَى مَا أُوتِيَ , فَعَمِلْتُ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ رَوْحٍ

579 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ مَالِكٌ يَقُولُ: §كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى

580 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَبِي نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ -[384]- بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: لَا نُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح: 15]

582 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ عَارِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , أَنْزَلَهُ جِبْرِيلُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ , وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عِنْدَهُ: إِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ , فَفَزِعَ وَقَالَ: مَهْ , مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا , إِنَّ §الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَاءَ , وَإِلَى اللَّهِ يَعُودُ , وَهُوَ قُرْآنٌ كَمَا سَمَّاهُ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ يُقَالُ لَهُ جَعْفَرٌ , قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: §الْقُرْآنُ مِنَ اللَّهِ خَرَجَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ

سياق ما روي في تكفير من قال: لفظي بالقرآن مخلوق روي ذلك عن الأئمة. عن محمد بن إدريس الشافعي , وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري , وأحمد , وإسحاق , وأبي عبيد , وأبي ثور , وسويد بن سعيد , وأبي همام الوليد بن شجاع , ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني , وهارون

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَكْفِيرِ مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْأَئِمَّةِ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ , وَأَبِي مُصْعَبٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

الزُّهْرِيِّ , وَأَحْمَدَ , وَإِسْحَاقَ , وَأَبِي عُبَيْدٍ , وَأَبِي ثَوْرٍ , وَسُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ , وَأَبِي هَمَّامٍ الْوَلِيدِ بْنِ شُجَاعٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ , وَهَارُونَ بْنِ مُوسَى الْفَرْوِيِّ , وَيَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ , وَالْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارِ , وَهَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالِ , وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَكَمِ الْوَرَّاقِ , وَمُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيِّ , وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيِّ , وَأَبِي نَشِيطٍ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ , وَعَبَّاسِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ تَوْبَةَ النَّهْرَوَانِيِّ , وَأَبِي الْوَلِيدِ الْجَارُودِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ , وَأَبِي يُونُسَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْجُمَحِيِّ , -[387]- وَالْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيِّ , وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصِّينِيِّ

ومن أهل البصرة محمد بن بشار , وعمرو بن علي , ومحمد بن المثنى , ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي , والعباس بن عبد العظيم العنبري , وأحمد بن سنان الواسطي , ومحمد بن عبادة بن البختري

§وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ , وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ

ومن أهل الكوفة أبو سعيد الأشج , وهارون بن إسحاق الهمداني

§وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ , وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ

ومن أهل مصر والعواصم والثغور أحمد بن صالح المصري , والمؤمل بن إهاب الربعي المكي نزيل مصر , ومحمد بن سليمان بن حبيب الأسدي المعروف بلوين , وإبراهيم بن سعيد الجوهري نزيل ثغر , وميمون بن الأصبغ النصيبي , وسعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي , وأحمد بن حرب الموصلي

§وَمِنْ أَهْلِ مِصْرَ وَالْعَوَاصِمِ وَالثُّغُورِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ , وَالْمُؤَمِّلُ بْنُ إِهَابٍ الرَّبْعِيُّ الْمَكِّيُّ نَزِيلُ مِصْرَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْأَسَدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِلُوَيْنٍ , وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ نَزِيلُ ثَغْرٍ , وَمَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ النَّصِيبِيُّ , وَسَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْمِصِّيصِيُّ , وَأَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْمِصِّيصِيُّ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُفْيَانَ الْمَلَطِيُّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ الرَّسْعَيْنِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْأَصْبَهَانِيُّ نَزِيلُ طَرَسُوسَ , -[388]- وَزَرْقَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ , وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَشَّابُ , وَعَلِيُّ بْنُ مُوسَى الْقَزْوِينِيُّ نَزِيلُ طَرَسُوسَ , وَأَحْمَدُ بْنُ شَرِيكٍ الشَّجَرِيُّ , وَنَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمِصِّيصِيُّ , وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ. 585 - أَنَّهُمْ قَالُوا: مَنْ قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. وَقَالُوا: هَذِهِ مَقَالَتُنَا وَدِينُنُا الَّذِي نَدِينُ اللَّهَ بِهِ. 586 - وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّكَنِ أَبِي مَنْصُورٍ الْبَارِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَنْ قَالَ: أَلْفَاظُهُمْ بِالْقُرْآنِ غَيْرُ الْقُرْآنِ , قَالَ: هُمْ تَارِكُوا السُّنَّةِ , لَا تُجَالِسُوهُمْ , وَلَا تُبَايِعُوهُمْ , وَلَا تُنَاكِحُوهُمْ. 587 - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ خُرَّزَاذَ قَالَ: مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ.

ومن أهل خراسان عن محمد بن أسلم الطوسي: إن من قال: إن القرآن يكون مخلوقا بالألفاظ , فقد زعم أن القرآن مخلوق. وعن محمد بن يحيى الذهلي مثله , وقال: هو مبتدع. وأمر بمباينته ومجانبته. وعن علي بن خشرم المروزي: من قال: القرآن بلفظي أو لفظي بالقرآن أو

§وَمِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الطُّوسِيِّ: إِنَّ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ يَكُونُ مَخْلُوقًا بِالْأَلْفَاظِ , فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ. 589 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ مِثْلَهُ , وَقَالَ: هُوَ مُبْتَدِعٌ. وَأَمَرَ بِمُبَايَنَتِهِ وَمُجَانَبَتِهِ. وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ الْمَرْوَزِيِّ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ بِلَفْظِي أَوْ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ أَوِ الْقُرْآنُ بِقِرَاءَتِي أَوْ قِرَاءَتِي لِلْقُرْآنِ قَدَّمَ أَوْ أَخَّرَ فَهُوَ وَاحِدٌ -[389]-. وَقَالَ: مَا أُحْسِنُ هَذَا الْكَلَامَ , لَيْسَ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ. فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ مِمَّنْ يُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا وَيَقُولُ: مَنْ قَالَ مِنَ اللَّفْظِيَّةِ كَلَامُهُ فَإِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَى كَلَامِ الرَّوْحَانِيَّةِ. صِنْفٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ. 591 - وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ لَفْظَهُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. 592 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ , وَأَحْمَدَ بْنِ الصَّبَّاحِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ أَبِي سُرَيْجٍ أَنَّهُمْ قَالُوا: جَهْمِيَّةٌ كُفَّارٌ. 593 - وَأَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ التَّبَعِيُّ مِثْلَهُ. 594 - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كَتَبَ إِلَيَّ حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ الْحَنْظَلِيُّ: إِنَّ الْحَقَّ وَالصَّوَابَ الْوَاضِحَ الْمُسْتَقِيمَ الَّذِي أَدْرَكْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الْعِلْمِ أَنَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَلْفَاظَنَا بِالْقُرْآنِ وَتِلَاوَتَنَا مَخْلُوقَةٌ , فَهُوَ جَهْمِيٌّ مُبْتَدِعٌ خَبِيثٌ. 595 - وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ أَحْمَدَ بْنِ الْفُرَاتِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ , فَهُوَ جَهْمِيٌّ. 596 - وَعَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَأَبِي حَاتِمٍ مِثْلُهُ , إِلَّا أَنَّ أَبَا زُرْعَةَ قَالَ -[390]-: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ أَوِ الْقُرْآنُ بِلَفْظِي. 597 - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ , فَقَالَ: مَخْلُوقَةٌ. فَقِيلَ لَهُ: لَفْظُنَا بِالْقُرْآنِ مِنْ أَفْعَالِنَا. قَالَ: لَا يُقَالُ هَذَا. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ: مَنْ زَعَمَ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ فَهُوَ كَذَّابٌ. وَتَجِيءُ هَذِهِ الْحِكَايَةُ بِطُولِهَا فِي آخِرِ هَذَا الْبَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. 598 - وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعْرَانِيِّ: مَنْ قَالَ: لَفْظُهُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ , فَقَدْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ مِثْلُ قَوْلِ أَحْمَدَ وَاحْتَجَّ بِهِ , فَرَجَعَ كَلَامُ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي أَنَّ الْقُرْآنَ مَسْمُوعٌ مِنَ اللَّهِ عَلَى الْحَقِيقَةِ , وَحِينَ يَقْرَؤُهُ الْقَارِئُ فَلَا يَكُونُ مِنْ لَفْظِ الْقَارِئِ الْقُرْآنَ كَكَلَامِ الْآدَمِيِّينَ حِينَ يَلْفِظُ بِهِ فَيَكُونُ مَخْلُوقًا , وَكَلَامُ اللَّهِ لَا يُشْبِهُ كَلَامَهُمْ؛ لِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَكَذَلِكَ يُخَالِفُهُ فِي الْقِرَاءَةِ. وَهَذَا مَعْنَى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.

قول محمد بن إدريس الشافعي

§قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ

599 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ -[391]- أَحْمَدَ بْنَ يُوسُفَ الشَّالَنْجِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ الْقَطَّانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ أَوِ الْقُرْآنُ بِلَفْظِي مَخْلُوقٌ , فَهُوَ جَهْمِيٌّ. وَكَذَلِكَ حُكِيَ هَذَا اللَّفْظُ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , وَعَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ

قول أحمد بن حنبل

§قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ الْمُقْرِئُ , وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ عَمَّنْ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَقَالَ: الْقُرْآنُ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ , وَعِلْمُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ , فَهُوَ كَافِرٌ , فَالْوَاقِفُ الَّذِي يُبْصِرُ الْكَلَامَ وَيَعْرِفُ هُوَ جَهْمِيٌّ , وَالَّذِي لَا يُبْصِرُ وَلَا يَعْرِفُ يُبَصَّرُ 601 - قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَمَّنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ وَلَمْ يَكُنْ حَدَّثَ يَوْمَئِذٍ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ , فَقَالَ: اللَّفْظِيَّةُ جَهْمِيَّةٌ جَهْمِيَّةٌ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] مِمَّنْ يَسْمَعُ؟ -[392]- قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ: وَقِيلَ لَهُ: بِهَذَا تَقُولُ؟ قَالَ: نَعَمْ.

602 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ: وَأَمَّا §الْقَوْلُ فِي أَلْفَاظِ الْعِبَادِ بِالْقُرْآنِ فَلَا أَثَرَ فِيهِ نَعْلَمُهُ عَنْ صَحَابِيٍّ مَضَى , وَلَا عَنْ تَابِعِيٍّ قَفَا , إِلَّا عَنْ مَنْ فِي قَوْلِهِ الشِّفَا وَالْغَنَاءُ , وَفِي اتِّبَاعِهِ الرُّشْدُ وَالْهُدَى , وَمَنْ يَقُومُ لَدَيْنَا مَقَامَ الْأَئِمَّةِ الْأُولَى: أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ , فَإِنَّ أَبَا إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيَّ حَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: اللَّفْظِيَّةُ جَهْمِيَّةٌ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] مِمَّنْ يَسْمَعُ؟ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَسَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا لَا أَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ يَحْكُونَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ , فَهُوَ جَهْمِيٌّ , وَمَنْ قَالَ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَهُوَ مُبْتَدِعٌ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَلَا قَوْلَ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ نَقُولَهُ غَيْرُ قَوْلِهِ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَنَا إِمَامٌ نَأْتَمُّ بِهِ سِوَاهُ , وَفِيهِ الْكِفَايَةُ وَالْمَقْنَعُ , وَهُوَ الْإِمَامُ الْمُتَّبَعُ

قول أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي

§قَوْلُ أَبِي ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْكَلْبِيِّ

603 - وَجَدْتُ عَلَى ظَهْرِ بَعْضِ مُصَنَّفَاتِ أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: ثنا جَعْفَرٌ -[393]- قَالَ: سُئِلَ أَبُو ثَوْرٍ عَنْ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ: هَذَا مِمَّا يَسَعُكَ جَهْلُهُ , وَاللَّهِ لَا يَسْأَلُكَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ هَذَا , فَلَا تَتَكَلَّمُوا فِيهِ , فَإِنَّ §مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَلَامَهُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَقَدْ وَافَقَ اللَّفْظِيِّينَ؛ لِأَنَّهُ إِذَا سُمِعَ مِنْكَ الْقُرْآنُ فَقَدْ زَعَمْتَ أَنَّ لَفْظَكَ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ , فَقَدْ أَجَبْتَ الْقَوْمَ أَنَّهُ مَخْلُوقٌ

قول إسحاق بن راهويه

§قَوْلُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ

604 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكَرْمَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ , وَسُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَقُولُ: الْقُرْآنُ لَيْسَ مَخْلُوقًا وَلَكِنَّ قِرَاءَتِي أَنَا إِيَّاهُ مَخْلُوقَةٌ لِأَنِّي أَحْكِيهِ , وَكَلَامُنَا مَخْلُوقٌ , فَقَالَ إِسْحَاقُ: «هَذَا بِدْعَةٌ , §لَا يُقَارُّ عَلَى هَذَا حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ هَذَا وَيَدَعَ قَوْلَهُ هَذَا» 605 - وَسُئِلَ إِسْحَاقُ مَرَّةً أُخْرَى عَنِ اللَّفْظِيَّةِ , فَقَالَ: هِيَ مُبْتَدِعَةٌ. 606 - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْقُوهُسْتَانِيُّ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: إِنَّ لِفُلَانٍ يَعْنِي دَاوُدَ الْأَصْفَهَانِيَّ فِي الْقُرْآنِ قَوْلًا ثَالِثًا , قَوْلَ سُوءٍ فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُ إِسْحَاقَ مَا هُوَ؟ قَالَ: أَظْهَرَ اللَّفْظَ. يَعْنِي قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ.

قول أبي عبيد القاسم بن سلام ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ثنا عبد الله بن محمد بن إبرهيم السلمي بالكوفة قال: قال أبو عبيد القاسم بن سلام: لو أن رجلا حلف فقال: والله لا تكلمت اليوم بشيء , فقرأ القرآن في غير صلاة أو في صلاة لم يحنث؛ لأن أيمان الناس

§قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ 607 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَهِيمَ السُّلَمِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا حَلَفَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا تَكَلَّمْتُ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ , فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ أَوْ فِي صَلَاةٍ لَمْ يَحْنَثْ؛ لِأَنَّ أَيْمَانَ النَّاسِ إِنَّمَا هِيَ لِمُعَامَلَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا , وَإِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِدَاخِلٍ فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ وَلَا يَخْتَلِطُ بِهِ , وَلَوْ كَانَ يُشْبِهُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَالَاتِ لَكَانَ الْقُرْآنُ إِذًا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ؛ لِأَنَّ كُلَّ مُتَكَلِّمٍ فِي صَلَاتِهِ بِالتَّعَمُّدِ لِذَلِكَ قَاطِعٌ لَهَا , إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْحَالِفُ نَوَى الْقُرْآنَ وَاعْتَمَدَهُ فِي يَمِينِهِ فَيَلْزَمُهُ حِينَئِذٍ نِيَّتُهُ وَاعْتِقَادُهُ.

608 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ إِجَازَةً قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلٍ التَّمِيمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ: §الْقُرْآنُ بِرُمَّتِهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. قَالَ الْقَاضِي: بِرُمَّتِهِ كَيْفَ اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَوْصَافُهُ

قول أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي الصيداوي قال: أتى قوم أبا مصعب الزهري المديني فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجلا يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: يا أهل العراق , ما يأتينا

§قَوْلُ أَبِي مُصْعَبٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيِّ 609 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْأَسَدِيُّ الصَّيْدَاوِيُّ قَالَ: أَتَى قَوْمٌ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ الْمَدِينِيَّ فَقَالُوا: إِنَّ قِبَلَنَا بِبَغْدَادَ رَجُلًا يَقُولُ: لَفْظُهُ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ. فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ , مَا يَأْتِينَا مِنْكُمْ هَنَاهُ , مَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَلَقَّى وُجُوهَكُمْ إِلَّا بِالسُّيُوفِ , هَذَا كَلَامٌ نَبَطِيٌّ خَبِيثٌ.

قول محمد بن إسماعيل البخاري

§قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ

610 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: ثنا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ بَسَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَنَا تَوَلَّيْتُ دَفْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ لَمَّا مَاتَ بِخَرْتَنْكَ , فَأَرَدْتُ حَمْلَهُ إِلَى سَمَرْقَنْدَ أَنْ أَدْفِنَهُ بِهَا , فَلَمْ يَتْرُكْنِي صَاحِبٌ لَنَا مِنْ أَهْلِ سَكَجْكَثَ فَدَفَنَّاهُ بِهَا , فَلَمَّا أَنْ فَرَغْنَا وَرَجَعْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ قَالَ لِي صَاحِبُ الْقَصْرِ: سَأَلْتُهُ أَمْسِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَقُولُ لَيْسَ فِي الْمُصْحَفِ قُرْآنٌ وَلَا فِي صُدُورِ النَّاسِ. فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيَّ بِمَا لَمْ تَسْمَعْهُ مِنِّي , إِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 2] -[396]- أَقُولُ: فِي الْمَصَاحِفِ قُرْآنٌ , وَفِي صُدُورِ الرِّجَالِ قُرْآنٌ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ هَذَا يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا سَبِيلُهُ سَبِيلُ الْكُفْرِ

611 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالْخَفَّافِ بِبُخَارَى يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ وَمَعَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ , فَجَرَى ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §مَنْ زَعَمَ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ , فَهُوَ كَذَّابٌ , فَإِنَّى لَمْ أَقُلْهُ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ خَاضَ النَّاسُ فِي هَذَا وَأَكْثَرُوا فِيهِ. فَقَالَ: لَيْسَ إِلَّا مَا أَقُولُ وَأَحْكِي لَكَ عَنْهُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْخَفَّافُ: فَأَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ فَنَاظَرْتُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ حَتَّى طَابَتْ نَفْسُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَاهُنَا رَجُلٌ يَحْكِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَمْرٍو احْفَظْ مَا أَقُولُ: مَنْ زَعَمَ مِنْ أَهْلِ نَيْسَابُورَ وَقُومَسَ وَالرَّيِّ وَهَمَذَانَ وَحُلْوَانَ وَبَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ وَالْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ أَنِّي قُلْتُ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ , فَهُوَ كَذَّابٌ , فَإِنَّى لَمْ أَقُلْ هَذِهِ -[397]- الْمَقَالَةَ , إِلَّا أَنِّي قُلْتُ: أَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ

612 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: فَأَوَّلُ مَا نَبْدَأُ بِالْقَوْلِ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَنْزِيلُهُ؛ إِذْ كَانَ مِنْ مَعَانِي تَوْحِيدِهِ , وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا أَنَّهُ §كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَكَيْفَ كُتِبَ , وَكَيْفَ تُلِيَ , وَفِي أَيِّ مَوْضِعٍ قُرِئَ , فِي السَّمَاءِ وُجِدَ , أَوْ فِي الْأَرْضِ حُفِظَ , فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ كَانَ مَكْتُوبًا , أَوْ فِي أَلْوَاحِ صِبْيَانِ الْكَتَاتِيبِ مَرْسُومًا , فِي حَجَرٍ نُقِشَ , أَوْ فِي رَقٍّ خُطَّ , فِي الْقَلْبِ حُفِظَ , أَوْ بِاللِّسَانِ لُفِظَ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ أَوِ ادَّعَى أَنَّ قُرْآنًا فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي السَّمَاءِ غَيْرَ الَّذِي نَتْلُوهُ بِأَلْسِنَتِنَا وَلَكِنَّهُ فِي مَصَاحِفِنَا , أَوِ اعْتَقَدَ ذَلِكَ بِقَلْبِهِ , أَوْ أَضْمَرَهُ فِي نَفْسِهِ , أَوْ قَالَ بِلِسَانِهِ دَايِنًا بِهِ , فَهُوَ بِاللَّهِ كَافِرٌ , حَلَالُ الدَّمِ , وَبَرِيءٌ مِنَ اللَّهِ , وَاللَّهُ بَرِيءٌ مِنْهُ , يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] . وَقَالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] . فَأَخْبَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ , وَأَنَّهُ مِنْ لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْمُوعٌ , وَهُوَ قُرْآنٌ وَاحِدٌ , مِنْ مُحَمَّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْمُوعٌ , وَفِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَكْتُوبٌ , وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الصُّدُورِ مَحْفُوظٌ , وَبِأَلْسُنِ الشُّيُوخِ وَالشُّبَّانِ مَتْلُوٌّ , فَمَنْ رَوَى عَلَيْنَا أَوْ حَكَى عَنَّا أَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا أَوِ ادَّعَى أَنَّا قُلْنَا غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ , وَلَعْنَةُ اللَّاعِنِينَ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ , لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا , وَهَتَكَ سِتْرَهُ , وَفَضَحَهُ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ , يَوْمَ لَا تَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ

613 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَارِقُ جَوَّازًا قَالَ: كُنْتُ أُورِقُ عَلَى دَاوُدَ الْأَصْبَهَانِيِّ فَكُنْتُ عِنْدَهُ يَوْمًا فِي دِهْلِيزِهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْغُرَبَاءِ , فَسُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ: §الْقُرْآنُ الَّذِي قَالَهُ اللَّهُ: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] وَقَالَ: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [الواقعة: 78] غَيْرُ مَخْلُوقٌ. وَأَمَّا مَا بَيْنَ أَظْهُرِنَا يَمَسُّهُ الْجُنُبُ وَالْحَائِضُ فَهُوَ مَخْلُوقٌ. قَالَ الْقَاضِي أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: وَهَذَا مَذْهَبُ النَّاشِئِ , وَهُوَ كُفْرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ , صَحَّ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ «نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ» . فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كُتِبَ فِي الصُّحُفِ وَالْمَصَاحِفِ قُرْآنًا , فَالْقُرْآنُ عَلَى أَيِّ وَجْهٍ تُلِيَ وَقُرِئَ فَهُوَ وَاحِدٌ , وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ.

614 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّحْوِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُلْوَانَ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: ثنا أَبُو حَمْدُونٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: لَمَّا هَاجَ النَّاسُ فِي اللَّفْظِ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ , وَأَمْرِ حُسَيْنٍ الْكَرَابِيسِيِّ -[399]- فِي ذَلِكَ , كُنْتُ أَقْرَأُ بِالْكَرْخِ , فَأَتَانِي رَجُلٌ فَجَعَلَ يُنَاظِرُنِي وَيَقُولُ: أَنَا أُرِيدُ لَفْظِي مَخْلُوقٌ , §وَالْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. قَالَ: فَشَكَّكَنِي , فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْفَرَجَ , فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ نِمْتُ فَرَأَيْتُ كَأَنِّيَ فِي صَحْرَاءَ وَاسِعَةٍ فِيهَا سَرِيرٌ عَلَيْهِ نَضَدٌ فَوْقَهُ شَيْخٌ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُ وَلَا أَنْقَى ثَوْبًا مِنْهُ وَلَا أَطْيَبَ رَائِحَةً , وَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ , إِذْ جِيءَ بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ يُنَاظِرُنِي فَأُوقِفَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَجِيءَ بِصُورَةٍ فِي سونجرد , فَقِيلَ: هَذِهِ صُورَةُ مَانِي الَّذِي أَضَلَّ النَّاسَ , فَوُضِعَتْ عَلَى قَفَا الرَّجُلِ , فَقَالَ الشَّيْخُ: اضْرِبُوا وَجْهَ مَانِي لَيْسَ نُرِيدُكَ. قَالَ: فَنَحِّ عَنْ قَفَايَ وَاضْرِبْ بِهِ كَيْفَ شِئْتَ. فَقَالَ: وَأَنْتَ فَنَحِّ لَفْظَكَ عَنِ الْقُرْآنِ وَقُلْ فِي لَفْظِكَ مَا شِئْتَ. قَالَ: فَانْتَبَهْتُ وَقَدْ سَرَى عَنِّي

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن من رآه في النوم فقد رأى الحق وأن الشيطان لا يتمثل به. وفي من رآه وسأله عن القرآن فأجاب بأنه غير مخلوق من العلماء والصالحين

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ مَنْ رَآهُ فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ وَأَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِهِ. وَفِي مَنْ رَآهُ وَسَأَلَهُ عَنِ الْقُرْآنِ فَأَجَابَ بِأَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ

615 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَمِّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي أَوْ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ , وَمَنْ رَآنِي فَقَدْ رَآنِي , فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي» . قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي -[401]- فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ

616 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , ح. 617 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي , فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِمِثْلِي» . وَفِي حَدِيثِ يَعْقُوبَ «مِثْلِي» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حُصَيْنٍ

618 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ , يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , -[402]- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ»

619 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي الْأَسَدِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ وَمَعَهُ رَجُلَانِ أَعْرِفُهُمَا بِوَجْهَيْهِمَا , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: «§كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ» . فَقُلْتُ لِلرَّجُلَيْنِ: اشْهَدَا , كَأَنَّهُمَا فِي الْيَقَظَةِ وَهَذَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ الزَّاهِدُ الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ , وَابْنُ صَاعِدٍ , وَالْمَحَامِلِيُّ. 620 - ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَخِي يَحْيَى بْنَ عُبَادَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ مِمَّنْ يُكْتَبُ عَنْهُ الْعِلْمُ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» -[403]-. فَقَالَ لِي: قُلْ لِيَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ: مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ , وَقَدْ بَانَتْ مِنْهُ امْرَأَتُهُ. ثُمَّ قَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ يَحْيَى وَمَا أَعْرِفُهُ , أَفَتَرَوْنَنِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ 621 - وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَاجِّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيٌّ الْعَابِدُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ بِعَبَّادَانَ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَمَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي الْقُرْآنِ؟ هَذَا يُكَفِّرُ هَذَا وَهَذَا يُكَفِّرُ هَذَا. فَقَالَ: «وَمَا ذَنْبِي وَقَدْ رَفَعْتُ لَكُمْ عِلْمًا فَضَمَّ إِلَيْهِ قَوْمٌ وَانْقَطَعَ عَنْهُ آخَرُونَ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَيْفَ السُّنَّةُ وَكَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: «هَكَذَا» وَعَقَدَ ثَلَاثِينَ وَأَوْمَأَ إِلَى فِيهِ وَقَالَ: «كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَقَفُوا فَقَالُوا: لَا نَقُولُ كَذَا وَلَا كَذَا. فَقَالَ: فَكَلَحَ وَجْهُهُ وَقَالَ بِيَدِهِ كَهَيْئَةِ الْمُسْتَخِفِّ

622 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا -[404]- الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ قَالَ: كَانَ أَبِي لَا يَكَادُ يَرَى رُؤْيَا فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ رَجُلًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ فَقَالَ لِي: §مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقُلْتُ: لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ أَنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: فَقَالَ: الْخَلْقُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ التَّقْدِيرُ , وَكَلَامُ اللَّهِ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُقَدَّرًا

623 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ إِجَازَةً قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَفْطَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عُمَارَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَكْذَبَ عَلَى اللُّغَةِ مِنْ قَوْمٍ §يَزْعُمُونَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ

624 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّيُّ قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ اللَّيْثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرُّوذِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ , يَعْنِي الْمَرْوَزِيَّ صَاحِبَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ فِي النَّوْمِ وَعَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ شِرَاكُهُمَا مِنَ الْمَرْجَانِ , وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مُكَلَّلٌ بِأَنْوَاعِ الْجَوَاهِرِ , فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا الَّذِي فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَرَ لِي وَتَوَّجَنِي وَكَسَانِي , وَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّمَا أَعْطَيْتُكَ هَذَا لِمَقَالَتِكَ: §الْقُرْآنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ

سياق ما رئي من الرؤيا السوء لمن قال بخلق القرآن في الدنيا , وما أعد الله له في الآخر أكثر

§سِيَاقُ مَا رُئِيَ مِنَ الرُّؤْيَا السُّوءِ لِمَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ فِي الدُّنْيَا , وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْآخَرِ أَكْثَرُ

625 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ خِدَاشٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ آتيًا أَتَانِي بِطَبَقِ قُطْنٍ فَقَالَ: اقْرَأْ. فَقُلْتُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: إِنَّ ابْنَ أَبِي دُؤَادٍ يُرِيدَ أَنْ يَمْتَحِنَ النَّاسَ , فَمَنْ قَالَ: §الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ كُسِيَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَصُّهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ وَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَغَفَرَ لَهُ أَوْ قَالَ غُفِرَ لَهُ. وَمَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ جُعِلَتَ يَمِينُهُ يَمِينَ قِرْدٍ , فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ , ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى النَّارِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , أَخْبَرَنَا دَعْلَجٌ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ: §رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ قَائِلًا يَقُولُ: مُسِخَ ابْنُ أَبِي فُؤَادٍ , وَمُسِخَ شُعَيْبٌ , وَأَصَابَ ابْنَ سَمَاعَةَ فَالِجٌ , وَأَصَابَ آخَرَ الذِّبْحَةُ , وَلَمْ يُسَمِّهِ

627 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُوَفَّقِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو التَّمَّارُ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مَجُوسِيٌّ يُقَالُ لَهُ بَهْرَامُ , فَمَاتَ فَرَأَيْتُهُ بِأَقْبَحِ رُؤْيَا , فَقُلْتُ: أَيْ بَهْرَامُ , فَقَالَ لِي بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ: نَعَمْ , أَنَا بَهْرَامُ يَا أَبَا عَمْرٍو. فَقُلْتُ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ صِرْتَ؟ قَالَ: إِلَى قَعْرِهَا -[406]-. قُلْتُ: فَتَحْتَكُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ , هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ , يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْعَوَّامِ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا عَمْرٍو التَّمَّارَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا , فَحَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُوَفَّقِ عَنْهُ. 628 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَسُّونٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْقَاضِي قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمُوَفَّقِ يَقُولُ: كَانَ لِي جَارٌ مَجُوسِيٌّ , فَكُنْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَيَأْبَى , فَمَاتَ عَلَى الْمَجُوسِيَّةِ فَقَالَ: نَحْنُ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ. قُلْتُ: وَتَحْتَكُمْ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَوْمٌ مِنْكُمْ. قُلْتُ: مِنْ أَيِّ الطَّوَائِفِ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ.

629 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْشَّهْرَزُورِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ نَصْرٍ الشَّهِيدَ يَقُولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ وَقَدْ صُرِعَ , فَجِئْتُ أَقْرَأُ فِي أُذُنِهِ , فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ: §دَعْنِي أَقْتُلْهُ , فَإِنَّهُ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

متى حدث القول بخلق القرآن في الإسلام، ومن أول من قاله:

§مَتَى حَدَثَ الْقَوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَنْ أَوَّلُ مَنْ قَالَهُ:

630 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُقْرِي الطُّرَيْثِيثِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فَأَقَرَّ بِهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِاللَّالَكَائِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: §تَرَكَ الصَّلَاةَ , يَعْنِي جَهْمًا , أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى وَجْهِ الشَّكِّ. خَالَفَهُ بَعْضُ السُّمَنِيَّةِ، فَشَكَّ فَقَامَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يُصَلِّي , وَقَدْ رَآهُ ابْنُ شَوْذَبٍ

632 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ، يَقُولُ: §«الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ , لَعَنَ اللَّهُ جَهْمًا وَمَنْ يَقُولُ بِقَوْلِهِ , كَانَ كَافِرًا جَاحِدًا , تَرَكَ الصَّلَاةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا , زَعَمَ يَرْتَادُ دِينًا وَأَنَّهُ شَكَّ فِي الْإِسْلَامِ» قَالَ يَزِيدُ: قَتَلَهُ سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ بِأَصْبَهَانَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ

ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو فَاطِمَةَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , جَهْمٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ , فَطَلَبَتْهُ , يَعْنِي قَتَلَتْهُ , فَطَفَى الْأَمْرُ حَتَّى نَشَأَ رَجُلٌ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَبَلَغَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى , فَرَكِبَ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى , فَأَخْبَرَهُ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ: أَنْ يَسْتَتِيبَهُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ , فَاسْتَتَابُوهُ؛ فَتَابَ فَسَكَنَ الْأَمْرُ "

633 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعْرَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ رَحْمَةَ، صَاحِبَ إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ يَقُولُ: " إِنَّمَا خَرَجَ جَهْمٌ , عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ , سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ , -[423]- فَقَالَ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَلَمَّا بَلَغَ الْعُلَمَاءَ تَعَاظَمَهُمْ فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ , وَحَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ عَنْهُمْ "

634 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَضْلُ الصَّيْدَاوِيُّ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ السَّرَخْسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ خَلَفَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيَّ، يَقُولُ ": كَانَ جَهْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ , §وَكَانَ فَصِيحًا , لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ , فَلَقِيَهُ نَاسٌ مِنَ السُّمَنِيَّةِ , فَكَلَّمُوهُ , فَقَالُوا لَهُ: صِفْ لَنَا مَنْ تَعْبُدُ. قَالَ: أَجِّلُونِي , فَأَجَّلُوهُ , فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ , قَالَ: هُوَ هَذَا الْهَوَاءُ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ وَفِي كُلِّ شَيْءٍ "

635 - وَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ بَكْرِ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قُدَامَةَ السَّرَخْسِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ الْبَلْخِيَّ، يَعْنِي خَلَفَ بْنَ سُلَيْمَانَ، بِفَرْغَانَةَ قَالَ: " كَانَ جَهْمٌ عَلَى مَعْبَرِ تِرْمِذٍ , وَكَانَ رَجُلًا كُوفِيَّ الْأَصْلِ , فَصِيحَ اللِّسَانِ , لَمْ يَكُنْ لَهُ عِلْمٌ، وَلَا مُجَالَسَةٌ لِأَهْلِ الْعِلْمِ , كَانَ تَكَلَّمَ كَلَامَ الْمُتَكَلِّمِينَ , وَكَلَّمَهُ السُّمَنِيَّةُ فَقَالُوا لَهُ: صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ , فَدَخَلَ الْبَيْتَ لَا يَخْرُجُ كَذَا وَكَذَا , قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ أَيَّامٍ , فَقَالَ: §هُوَ هَذَا الْهَوَاءُ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ وَفِي كُلِّ شَيْءٍ وَلَا يَخْلُو مِنْهُ شَيْءٌ , -[424]- قَالَ أَبُو مُعَاذٍ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ , إِنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ عَلَى عَرْشِهِ وَكَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ "

636 - ذَكَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ مَعْرُوفٍ، يَقُولُ: " كَتَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ - بَعْضُ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ - إِلَى سَلْمِ بْنِ أَحْوَزَ: أَنْ §يَقْتُلَ جَهْمًا حَيْثُ مَا لَقِيَهُ , فَقَتَلَهُ سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ , وَكَانَ وَالِيَ مَرْوٍ "

قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ خَالِدٍ الْهَمَذَانِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " قَرَأْتُ فِي دَوَاوِينِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى عَامِلِهِ بِخُرَاسَانَ , نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ: أَمَّا بَعْدُ , فَقَدْ نَجَمَ قِبَلَكَ رَجُلٌ مِنَ الدَّهْرِيَّةِ مِنَ الزَّنَادِقَةِ , يُقَالُ لَهُ جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ , فَإِنْ أَنْتَ ظَفِرْتَ بِهِ §فَاقْتُلْهُ , وَإِلَّا فَادْسُسْ إِلَيْهِ مِنَ الرِّجَالِ غِيلَةً لِيَقْتُلُوهُ "

638 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَرْخَابٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مَعْرُوفٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ سَلْمَ بْنَ الْأَحْوَزِ حِينَ §ضَرَبَ عُنُقَ الْجَهْمِ فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ»

639 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الْمُعَلَّا بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ -[425]-: " ذُكِرَ الْجَهْمُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: عَجِبْتُ لِشَيْطَانٍ أَتَى إِلَى النَّاسِ §دَاعِيًا إِلَى النَّارِ وَاشْتُقَّ اسْمُهُ عَنْ جَهَنَّمَ "

640 - وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِيسَى، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى الشَّجَرِيُّ، قَالَ: ثَنَا سَهْلٌ الْحَنَفِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ , فَقَالَ: كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ النَّهَرِ؟ قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا فَرْسَخًا , فَقَالَ: هَلْ ظَهَرَ مِنْ وَرَاءِ النَّهَرِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جَهْمٌ؟ قُلْتُ: لَا , قَالَ: سَيَظْهَرُ مِنْ وَرَاءِ النَّهَرِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جَهْمٌ §يُهْلِكُ خَلْقًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ وَإِيَّاهُ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ "

أخبار الجعد بن درهم لعنه الله

§أَخْبَارُ الْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ

641 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " §أَوَّلُ مَنْ أَتَى بِخَلْقِ الْقُرْآنِ جَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ وَقَالَهُ: فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمَا بِشْرُ بْنُ غِيَاثٍ الْمَرِيسِيُّ , لَعَنَهُ اللَّهُ , -[426]- وَكَانَ صَبَّاغًا يَهُوَدِيًّا ". وَكَفَّرَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيُوسُفُ بْنُ الطَّبَّاعِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَسَّانَ الشَّامِيُّ، وَمُحَمَّدٌ وَيَعْلَى ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّانِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وَأَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الزَّاهِدُ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ السُّوَائِيُّ الْمَدَنِيُّ قَاضِي بَغْدَادَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ الْهَرَوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ

642 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو فَاطِمَةَ، وَاسْمُهُ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسٍ، صَاحِبُ -[427]- ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: سَمِعْتُ غَالِبًا التِّرْمِذِيَّ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ وَلَا أُحْصِي كَمْ , سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِبِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ: «وَيْحَكَ , §دَعْ هَذَا الْكَلَامَ فَكَأَنِّي بِكَ مَقْطُوعُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ مَصْلُوبًا عَلَى هَذَا الْجِسْرِ»

643 - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الظَّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْجُوزَجَانِيَّ، يَعْنِي مُوسَى بْنَ سُلَيْمَانَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَفْتَاهُ , ثُمَّ قَالَ لَهُ: §" إِنَّ الْمَرِيسِيَّ يَقُولُ بِخِلَافِ هَذَا , فَقَالَ الْجُوزَجَانِيُّ لِمَنْ حَضَرَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ , سَمِعْتُمْ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا سَأَلَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَبْتُهُ , ثُمَّ حَكَى لِي عَنْ كَافِرٍ "

644 - قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: " §الْمَرِيسِيُّ عِنْدَنَا خَلِيفَةُ جَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ الضَّالِّ , وَهُوَ وَلِيُّ عَهْدِهِ وَمِثْلُهُ عِنْدَنَا مِثْلُ بَلْعَمَ بْنِ بَاعُورَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: 175]

645 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْبَزَّارُ -[428]-، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ، قَالَ: " سَمِعْتُ هَاتِفًا، يَهْتِفُ فِي الْبَحْرِ , فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , §كَذَبَ الْمَرِيسِيُّ عَلَى اللَّهِ , قَالَ: ثُمَّ هَتَفَ ثَانِيَةً: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , عَلَى ثُمَامَةَ، وَالْمَرِيسِيِّ لَعْنَةُ اللَّهِ , وَكَانَ فِي الْمَرْكِبِ مَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْمَرِيسِيِّ فَخَرَّ مَيِّتًا "

646 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمْنِيُّ، قَالَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ , وَنَحْنُ فِي طَرِيقِ خُرَاسَانَ , فِي مَفَازَةٍ أُمَوِيَّةٍ إِبْلِيسَ فِي الْمَنَامِ , قَالَ: وَإِذَا بَدَنُهُ مُلْبَسٌ شَعْرًا , وَرَأْسُهُ إِلَى أَسْفَلَ , وَرِجْلَيْهِ إِلَى فَوْقَ , وَفِي بَدَنِهِ عُيُونٌ مِثْلُ النَّارِ , قَالَ: قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا إِبْلِيسُ , قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: بِشْرَ بْنَ يَحْيَى , رَجُلٌ كَانَ عِنْدَنَا بِمَرْوٍ , وَيَرَى رَأْيَ الْمَرِيسِيِّ , قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ مَدِينَةٍ إِلَّا وَلِي فِيهَا خَلِيفَةٌ , قُلْتُ: مَنْ خَلِيفَتُكَ بِالْعِرَاقِ؟ قَالَ: بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ دَعَا النَّاسَ إِلَى مَا عَجَزْتُ عَنْهُ قَالَ: §الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

سياق ما روي في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وأن الله على عرشه في السماء وقال: عز وجل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض وقال: وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة فدلت هذه الآيات أنه تعالى في

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] وَأَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ فِي السَّمَاءِ وَقَالَ: عَزَّ وَجَلَّ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] -[430]- وَقَالَ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكَمُ الْأَرْضَ} [الملك: 16] وَقَالَ: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [الأنعام: 61] فَدَلَّتْ هَذِهِ الْآيَاتُ أَنَّهُ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ بِكَلِّ مَكَانٍ مِنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ. وَرَوَى ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَنْ عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ وَمِنَ التَّابِعِينَ: رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَمُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ وَبِهِ قَالَ مِنَ الْفُقَهَاءِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ: ثَنَا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا -[431]- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعُتْبِيُّ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ 647 - وَثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنَا زِيَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرْضِيِّ ح 648 - وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرْضِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ: " §مَنِ اشْتَكَى مِنْكُمْ شَيْئًا أَوِ اشْتَكَى أَخٌ لَهُ فَلْيَقُلْ: رَبَّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ , تَقَدَّسَ اسْمُكَ , أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ , اغْفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَا , يَا رَبَّ الطَّيِّبِينَ أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ , وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى الْوَجَعِ فَيَبْرَأَ ". أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ

649 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ -[432]- مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ الدَّشْتَكِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، ح 650 - قَالَ: وَنَا أَبُو زُرْعَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا فِي الْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ , وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , جَالِسٌ فِيهِمْ إِذْ مَرَّتْ عَلَيْهِمْ سَحَابَةٌ فَنَظَرُوا إِلَيْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَدْرُونَ مَا اسْمُ هَذِهِ؟ قَالُوا: هَذِهِ السَّحَابُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , «وَالْمُزْنُ» , قَالُوا: وَالْمُزْنُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , «وَالْعَنَانُ» , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي , قَالَ: §بُعْدُ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ أَوِ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ -[433]- سَنَةً , وَالسَّمَاءُ الَّتِي فَوْقَهَا كَذَلِكَ وَقَالَ ابْنُ سَابِقٍ فِي حَدِيثِهِ , وَالسَّمَاءُ الثَّالِثَةُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ حَتَّى عَدَّهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ كَذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «فَوْقَ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى سَمَاءٍ , ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ مَا بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ , ثُمَّ فَوْقَ ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ , وَاللَّهُ تَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ» 651 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ كُرْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدَّوْلَابِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمَدَانِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنْتُ فِي عِصَابَةٍ وَفِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهَا , فَقَالَ: " مَا تُسَمُّونَ هَذَا؟ قَالُوا: السَّحَابَةَ , وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو عِيسَى مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ

652 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا أَبَانُ، يَعْنِي الْعَطَّارَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ , تَرْعَى غُنَيْمَاتٍ لِي مِنْ قِبَلِ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ , وَإِنِّي أَطْلَعْتُهُا يَوْمًا إِطْلَاعَةً , فَوَجَدْتُ ذِئْبًا قَدْ ذَهَبَ مِنْهَا بِشَاةٍ , وَأَنَا مِنْ بَنِي آدَمَ , آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ , فَصَكَكْتُهَا صَكَّةً , فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقُلْتُ: أَلَا أَعْتِقُهَا؟ فَقَالَ: ادْعُهَا إِلَيَّ , -[435]- فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتِ: اللَّهُ فِي السَّمَاءِ , قَالَ: فَمَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ , قَالَ: §أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ "

653 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةٍ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيَّ عِتْقُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ , فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَيْنَ اللَّهُ؟ فَأَشَارَتْ بِإِصْبَعِهَا السَّبَّابَةِ , فَقَالَ لَهَا: " مَنْ أَنَا؟ فَأَشَارَتْ بِإِصْبَعِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِلَى السَّمَاءِ أَيْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ , فَقَالَ: «أَعْتِقْهَا»

654 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّاوِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قِرَاءَةً , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ، لَهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ , ثُمَّ رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ "

655 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، وَقَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«ارْحَمْ مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمُكَ مَنْ -[437]- فِي السَّمَاءِ»

656 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ، ثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُهِكَتِ الْأَنْفُسُ , وَجَاعَ الْعِيَالُ وَهَلَكَتِ الْأَمْوَالُ , اسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ فَإِنَّا §نَسْتَشْفِعُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ وَبِكَ عَلَى اللَّهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ» , فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ اللَّهَ حَتَّى عَرَفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ , فَقَالَ: «وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا اللَّهُ , إِنَّ شَأْنَهُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ , إِنَّهُ لَا يُسْتَشْفَعُ بِهِ عَلَى أَحَدٍ , إِنَّهُ لَفَوْقَ سَمَاوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ»

قول ابن مسعود

§قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ

657 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو ثَوْبَانَ مُزْدَادُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَهَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §«ارْحَمْ مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمُكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ»

قول عمر

§قَوْلُ عُمَرَ

658 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ §أَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ بِأُصْبُعِهِ إِلَى مُشْرِكٍ , ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ عَلَى ذَلِكَ , ثُمَّ قَتَلَهُ , لَقَتَلْتُهُ بِهِ»

659 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ , يَعْنِي ابْنَ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §«مَا بَيْنَ سَمَا الْقُصْوَى وَبَيْنَ الْكُرْسِيِّ خَمْسُمِائَةِ -[439]- سَنَةٍ , وَمَا بَيْنَ الْكُرْسِيِّ وَالْمَاءِ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ , وَالْعَرْشُ فَوْقَ الْمَاءِ , وَاللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ»

660 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ: ثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: §إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ بِالْقَدَرِ , فَقَالَ: «يُكَذِّبُونَ بِالْكِتَابِ , لَئِنْ أَخَذْتُ بِشَعْرِ أَحَدِهِمْ لَأَنْضُوَنَّهُ , إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا , فَخَلَقَ الْخَلْقَ , فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَإِنَّمَا يَجْرِي النَّاسُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ»

661 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ -[440]-، قَالَ: ثَنَا ابْنُ شِيرَوَيْهِ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمِ} [الأعراف: 17] قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §«لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُولَ مِنْ فَوْقِهِمْ؛ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ مِنْ فَوْقِهِمْ»

662 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثَنَا ابْنُ شِيرَوَيْهِ، ثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُونَ: {§الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] قَالَ: عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى: ارْتَفَعَ "

663 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كُبَيْشَةَ أَبُو يَحْيَى النَّهْدِيُّ، بِالْكُوفَةِ فِي جَبَّانَةِ سَالِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِنَانَةَ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْرَسَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ , عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أُمِّهِ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ فِي قَوْلِهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] -[441]- قَالَتْ: §«الْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَالِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُوَلٍ وَالْإِقْرَارُ بِهِ إِيمَانٌ وِالْجُحُودُ بِهِ كُفْرٌ»

664 - ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ الرَّبِيعِ التَّمِيمِيُّ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] كَيْفَ اسْتَوَى قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ مَالِكًا وَجَدَ مِنْ شَيْءٍ كَمَوْجِدَتِهِ مِنْ مَقَالَتِهِ , وَعَلَاهُ الرُّحَضَاءُ , يَعْنِي الْعَرَقَ قَالَ: وَأَطْرَقَ الْقَوْمُ , وَجَعَلُوا يَنْتَظِرُونَ مَا يَأْتِي مِنْهُ فِيهِ , قَالَ: فَسُرِّيَ عَنْ مَالِكٍ , فَقَالَ: §الْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَالِاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَجْهُوَلٍ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ , فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَكُونَ ضَالًّا , وَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ

665 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ شَيْنَكٍ النَّهَاوَنْدِيُّ، قَالَ -[442]-: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ يَحْيَى دَاوُدُ النَّهَاوَنْدِيُّ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَبِيعَةُ عَنْ قَوْلِهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] كَيْفَ اسْتَوَى؟ قَالَ: §«الِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُوَلٍ وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ , وَمِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلَاغُ , وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ»

666 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، إِجَازَةً , ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَفْطَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: مَا مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ , عَزَّ وَجَلَّ , {§الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ؟ فَقَالَ: هُوَ عَلَى عَرْشِهِ كَمَا أَخْبَرَ , عَزَّ وَجَلَّ , فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَيْسَ هَذَا مَعْنَاهُ , إِنَّمَا مَعْنَاهُ اسْتَوْلَى , قَالَ: اسْكُتْ مَا أَنْتَ وَهَذَا؟ لَا يُقَالُ: اسْتَوْلَى عَلَى الشَّيْءِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ مُضَادٌّ , فَإِذَا غَلَبَ أَحَدُهُمَا قِيلَ اسْتَوْلَى , أَمَا سَمِعْتَ النَابِغَةَ: [البحر البسيط] أَلَا لِمِثْلِكَ أَوْ مَنْ أَنْتَ سَابِقُهُ ... سَبْقَ الْجَوَادِ إِذَا اسْتَوْلَى عَلَى الْأَمَدِ

667 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: " كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ جَارَنَا , وَكَانَ لَيْلُهُ أَحْسَنَ لَيْلٍ , وَذَكَرَ لَنَا أَنَّ ابْنَ أَبِي دَاوُدَ سَأَلَهُ أَتَعْرِفُ فِي اللُّغَةِ: §اسْتَوَى بِمَعْنَى اسْتَوْلَى؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ

668 - وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ , عَنْ إِسْحَاقَ الْهَادِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ ثَعْلَبًا يَقُولُ: " §اسْتَوَى: أَقْبَلَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُعْوَجًّا {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] أَقْبَلَ وَ {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: 54] : عَلَا وَاسْتَوَى وَجْهُهُ: اتَّصَلَ وَاسْتَوَى الْقَمَرُ: امْتَلَأَوَاسْتَوَى زَيْدٌ وَعَمْرٌو تَشَابَهَا وَاسْتَوَى فِعْلَاهُمَا وَإِنْ لَمْ تَتَشَابَهْ شُخُوصُهُمَا هَذَا الَّذِي يُعْرَفُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ

669 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ -[444]-: " كَانَ دَاوُدُ يُطِيلُ الصَّلَاةَ , ثُمَّ يَرْكَعُ , ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ , ثُمَّ يَقُولُ: §«إِلَيْكَ رَفَعْتُ رَأْسِي يَا عَامِرَ السَّمَاءِ نَظَرَ الْعَبِيدُ إِلَى أَرْبَابِهَا يَا سَاكِنَ السَّمَاءِ»

670 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: ثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} [المجادلة: 7] قَالَ: §" هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَلَنْ يَخْلُوَ شَيْءٌ مِنْ عِلْمِهِ

671 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ صَدَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ التَّيْمِيَّ، يَقُولُ: لَوْ سُئِلْتُ: §أَيْنَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ -[445]- قُلْتُ: فِي السَّمَاءِ , فَإِنْ قَالَ: فَأَيْنَ عَرْشُهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ؟ قُلْتُ: عَلَى الْمَاءِ , فَإِنْ قَالَ لِي: أَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْمَاءَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي

672 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الضَّبِّيِّ، عَنْ مَعْدَانَ، قَالَ: " سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ عَنْ قَوْلِهِ {§وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] قَالَ: عِلْمُهُ

673 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: §" مُلْكُ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ , لَا يَخْلُو مِنْهُ شَيْءٌ

674 - وَرَوَى يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْبَغْدَادِيُّ، أَنَّهُ قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: §" اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ وَقُدْرَتِهِ وَعِلْمِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟ . قَالَ: نَعَمْ , عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ لَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ "

675 - وَفِي رِوَايَةِ 11293 حَنْبَلٍ: " أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ} وَقَوْلِهِ {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] قَالَ: §عِلْمُهُ: عَالِمٌ بِالْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ , عِلْمُهُ مُحِيطٌ بِالْكُلِّ , وَرَبُّنَا عَلَى الْعَرْشِ بِلَا حَدٍّ وَلَا صِفَةٍ , وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِعِلْمِهِ

676 - وَسُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] قَالَ: §«مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ اسْتِوَاءَ مَخْلُوقٍ عَلَى مَخْلُوقٍ , فَقَدْ كَفَرَ , وَمَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ اسْتِوَاءَ خَالِقٍ عَلَى مَخْلُوقٍ , فَهُوَ مُؤْمِنٌ» . وَالَّذِي يَكْفِي فِي هَذَا أَنْ يَقُولَ: إِنَّ اللَّهَ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ

سياق ما دل من كتاب الله وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم , في أن الله عالم بعلم وأن علمه غير مخلوق قال الله عز وجل فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين وقال ويعلم ما تفعلون وقال ولا يحيطون بشيء من علمه وقال بما أنزل إليك أنزله بعلمه وقال: فاعلموا أنما

§سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي أَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِعِلْمٍ وَأَنَّ عِلْمَهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} [الأعراف: 7] وَقَالَ {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25] وَقَالَ {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة: 255] وَقَالَ {بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: 166] وَقَالَ: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14] وَقَالَ {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} [فاطر: 11] -[448]- وَرَوَى ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ: وَبِهِ قَالَ مِنَ الْعُلَمَاءِ: الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ

677 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ الشَّاهِدُ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدُ أَبَاذِي بنَيْسَابُورَ قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«سَبَقَ عِلْمُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ فَهُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ»

678 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ عِنْدَ الْمَرِيضِ وَكَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ لَا يَمُوتَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ: §أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ شَفَاهُ اللَّهُ "

679 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْزِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: {§وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} قَالَ: عِلْمُهُ

680 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ -[450]-، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: قَالَ حَفْصٌ الْفَرْدُ: §عِلْمُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: كَفَرْتَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ "

681 - أَنْبَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَسَأَلَهُ، عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ: §مَنْ قَالَ بِالْقَدَرِ يَكُونُ كَافِرًا؟ قَالَ: إِذَا جَحَدَ الْعِلْمَ إِذَا قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا حَتَّى خَلَقَ عِلْمًا فَعَلِمَ فَجَحَدَ عِلْمَ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ

وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، §إِنَّ اللَّهَ سَمِيْعٌ بِسَمْعٍ بَصِيرٌ بِبَصَرٍ قَادِرٌ بِقَدْرِهِ

سياق ما دل من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , بأن الله سميع بسمع , بصير ببصر , قادر بقدره قال الله , عز وجل والله سميع عليم وقال تبارك وتعالى لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا وقال في قصة موسى إنني معكما أسمع وأرى وقال عز

§سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بِأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بِسَمْعٍ , بَصِيرٌ بِبَصَرٍ , قَادِرٌ بِقَدْرِهِ قَالَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 224] وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [مريم: 42] وَقَالَ فِي قِصَّةِ مُوسَى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ كَلَّمَتْهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ , فَقِيلَ لَهَا: أَكْثَرْتِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: «دَعْهَا أَمَا تَعْرِفُهَا هِيَ الَّتِي سَمِعَ اللَّهُ مِنْهَا» وَقَالَتْ عَائِشَةُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ» وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ أَصْحَابَهُ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِالدُّعَاءِ فَقَالَ: «ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمًّا وَلَا غَائِبًا» ، وَأَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لَمَّا قَرَأَ {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ الدُّعَاءَ وَإِبْهَامٌ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ يَعْنِي أَنَّهُ سَمِيعٌ بِسَمْعٍ بَصِيرٌ بِبَصَرٍ

683 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُوسَى، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ح 684 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى فِي غَزْوَةٍ , فَجَعَلْنَا لَا نَصْعَدُ شُرُفًا وَلَا نَهْبِطُ وَادِيًا إِلَّا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ , فَدَنَا مِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ §ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمًّا وَلَا غَائِبًا إِنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا , إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ» , ثُمَّ قَالَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ". وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى: كَلِمَةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ , عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ , وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ عَنْ عَاصِمٍ

686 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ح. وَأَنْبَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَجَعَلُوا يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ , فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَدْعُونَ إِلَهًا أَصَمًّا وَلَا غَائِبًا §إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ» . فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ , فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ

687 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُشْرَكُ بِهِ وَيُجْعَلُ لَهُ وَلَدٌ , وَهُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ , وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ

688 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ بن أبي الجهم، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» فَوَضَعَ إِصْبَعَهُ الدُّعَاءَ وَإِبْهَامَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَأُذُنِهِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ -[455]- وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ يَلْزَمُهُ إِخْرَاجُهُ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي §وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُكَلِّمُهُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ , وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ , عَزَّ وَجَلَّ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] . اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ

690 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عِكْرِمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْجَفْرِيِّ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَرَأَيْتُ امْرَأَةً عِنْدَهُ وَهِيَ تَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اذْكُرْ إِذْ كُنْتَ فِي أَصْلَابِ الْمُشْرِكِينَ وَأَرْحَامِ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , -[456]- فَقُلْتُ لَهَا: لَقَدْ أَكْثَرْتِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ عُمَرُ: دَعْهَا مَا تَعْرِفُهَا؟ §هَذِهِ الَّتِي سَمِعَ اللَّهُ مِنْهَا , فَأَنَا أَحَقُّ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهَا

691 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَدَقَةَ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {§تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] قَالَ: أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ

سياق ما دل من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن من صفات الله عز وجل: الوجه والعينين واليدين قال الله عز وجل ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وقال خلقت بيدي وقال بل يداه مبسوطتان ينفق

§سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الْوَجْهُ وَالْعَيْنَيْنِ وَالْيَدَيْنِ -[458]- قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] وَقَالَ {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88] وَقَالَ {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] وَقَالَ {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة: 64] وَقَالَ {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [القمر: 14] وَقَالَ {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37] وَقَالَ {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] . وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ أَعْيُنِنَا: «أَنَّهُ أَشَارَ إِلَى عَيْنَيْهِ» وَعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ أَنَّهُ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ , فَقَالَ: «أَعْطِهِ فَإِنَّهُ بِوَجْهِ اللَّهِ سَأَلَ لَا بِوَجْهِ الْخَلْقِ» وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّهُ سُئِلَ بِوَجْهِ اللَّهِ , فَقَالَ: «لَا يُفْلِحُ مَنْ رَدَّهُ»

693 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ -[459]-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى , فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ , قَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ §وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ , تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً , فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ

694 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ح. 695 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ , وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ , حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

696 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعُلَا، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ -[460]-: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ , يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ النَّهَارِ وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ , حِجَابُهُ النَّارُ لَوْ كَشَفَهَا لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ» , زَادَ عَبْدُ اللَّهِ «كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

697 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعُلَا، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«جَنَاتُ الْفِرْدَوْسِ ثِنْتَانِ مِنْ ذَهَبٍ حُلِيُّهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ حُلِيُّهُمَا وَآنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا , لَيْسَ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَهِيَ تَشْخَبُ مِنْ جَنَاتِ عَدْنٍ فِي جَوْبَةٍ ثُمَّ تَصَدَعُ بَعْدُ الْأَنْهَارُ»

698 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَنْبَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" يَمِينُ اللَّهِ مَلْآنٌ لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ , قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يُنْفِقْ مَا فِي يَمِينِهِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

699 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ الثَّقَفِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَيَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ , §وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ , الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وُلُّوا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

700 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» . وَقَالَ لَنَا: «أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ مِنْهُ مَلْأَى وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ»

701 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْآجُرِّيُّ، قَالَ: ثَنَا -[463]- سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزِّنْبَرِيُّ، قَالَ: ثَنَا مَالِكٌ، أَنَّ نَافِعًا، حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ: أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §" يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ , يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ سَعِيدٍ

702 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّجَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو ذَرٍّ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّجَّارُ قَالَ: ثَنَا عَمِّي عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: ثَنَا مُقَدَّمٌ , يَعْنِي بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَدَّمٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَمِّي الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §" يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ بِشِمَالِهِ وَتَكُونُ السَّمَاءُ بِيَمِينِهِ , ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ " -[464]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْمُقَدَّمِيِّ

703 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ نَا بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بَشَّارٍ , قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَطْوِي اللَّهُ السَّمَوَاتِ فَيَقْبِضُهَا وَيَقْبِضُ -[465]- الْأُخْرَى بِيَدِهِ وَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ , أَيْنَ الْمُلُوكُ , أَنَا الْجَبَّارُ , أَيْنَ الْجَبَّارُونَ "

704 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْأَقْطَعُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ , يَعْنِي بْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَلَا أَرَاهُ مَرْفُوعًا , قَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقْبِضُ الصَّدَقَةَ وَلَا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلَّا طَيِّبًا , وَيَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ , فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ , أَوْ فَصِيلَهُ , حَتَّى يَجْعَلَهَا أَعْظَمَ مِنْ أُحُدٍ» وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276] ثُمَّ تَلَا {أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

705 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ §" مَا تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ إِلَّا وَقَعَتْ فِي يَدِ الرَّبِّ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ وَهُوَ يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ , ثُمَّ قَرَأَ {أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104]

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " جَاءَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ §جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى أُصْبُعٍ وَذَكَرَ كَلِمَةً كُلُّهَا عَلَى أُصْبُعٍ , ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ , ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ , أَنَا الْمَلِكُ , قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا مِمَّا قَالَ تَصْدِيقًا لَهُ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} -[467]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ جَرِيرٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: ثَنَا الْأَعْمَشُ، ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ §أَبَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَحْمِلُ الْخَلَائِقَ عَلَى أُصْبُعٍ وَالسَّمَوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ وَالْأَرَضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ وَالشَّجَرَ عَلَى أُصْبُعٍ وَالثَّرَا عَلَى أُصْبُعٍ؟ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ

709 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، ح. -[468]- 710 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §قُلُوبَ بَنِي آدَمَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ كَيْفَ يَشَاءُ» , ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ» وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ , وَابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ

711 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا: ح 712 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَامِعٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ -[469]- ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ , وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمَعْ مَا يُحَيُّونَكَ , فَإِنَّهُ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ قَالَ: فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ , فَقَالُوا وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ , قَالَ: فَزَادُوا: رَحْمَةُ اللَّهِ , قَالَ: فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

713 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ح 714 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ -[470]- أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ , فَلْيَتَجَنَّبِ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

715 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَجَنَّبِ الْوَجْهَ , لَا يَقُولَنَّ قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ , فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»

716 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا تُقَبِّحُوا الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»

718 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا أَنْذَرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ إِلَّا أَنَّهُ الْأَعْوَرُ الْكَذَّابُ وَإِنَّ §رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ , يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

719 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: ثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ -[472]-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى §يَضَعَ عَزَّ وَجَلَّ رِجْلَهُ , أَوْ قَدَمَهُ , فِيهَا فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ حَرَمِيٍّ

720 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَيُّوبٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ , فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ , وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسِقَاطُهُمْ , فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي , أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ , وَقَالَ: لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ , وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَلْؤُهَا , وَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , لَمْ يَظْلِمِ اللَّهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ شَيْئًا , وَيُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ , حَتَّى §يَضَعَ اللَّهُ قَدَمَهُ , فَهُنَاكَ تُمْلَأُ وَيُزْوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ , وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ

721 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى، ح 722 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُلَاسٍ، قَالَ: ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو الضُّبَعِيُّ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«ضَحِكَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ؟ قَالَ: نَعَمْ , لَنْ نُعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا "

723 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، قَالَ: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ قَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ , يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُ , ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُسْتَشْهَدُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

724 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَعِيدٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبَانَ الْبَصْرِيُّ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ دِيَابٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ ثَعْلَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {§يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} [القلم: 42] ، قَالَ: عَنْ بَلَاءٍ عَظِيمٍ

725 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذَهِ الْآيَةُ {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمُ} [الأنعام: 65] -[475]- الْآيَةُ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ

726 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقِيقِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ , §وَمَنْ سَأَلَكَمْ بِوَجْهِ اللَّهِ فَأَعْطُوهُ» أَبُو نَهِيكٍ اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ الْفَرَّاءُ الْأَزْدِيُّ بَصْرِيٌّ صَاحِبُ هُدَى الْقِرَاءَاتِ

727 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ بَكْرٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ -[476]-: " جَاءَنَا سَائِلٌ فَسَأَلَ بِوَجْهِ اللَّهِ قَالَ: فَقَامَ الزُّبَيْرُ فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ: §أَبِوَجْهِ اللَّهِ تَسْأَلُ؟ أَلَا سَأَلْتَ بِوَجْهِ الْخَلْقِ

728 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلٍ، قَالَ: ثَنَا سَيَّارٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثَنَا الصُّغْدِيُّ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْعَثٌ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي حَائِطٍ لَهُ وَكَانَ يُبْغِضُنِي فِي اللَّهِ وَأُحِبُّهُ فِيهِ , فَقَالَ: مَا أَدْخَلَكَ عَلَيَّ؟ اخْرُجْ عَنِّي , قُلْتُ: §أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ لَمَّا جَذَذْتَ لِي عَذْقًا , قَالَ: يَا غُلَامُ خُذْ لَهُ عَذْقًا فَإِنَّهُ سَأَلَ بِمَسْأَلَةٍ لَا يُفْلِحُ مَنْ رَدَّهُ

729 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: احْتَجَبَ مِنْ خَلْقِهِ بِأَرْبَعٍ: بِنَارٍ وَظُلْمَةٍ وَنُورٍ , §وَخَلَقَ أَرْبَعًا بِيَدِهِ: آدَمَ وَالْعَرْشَ وَالْقَلَمَ وَجَنَّةَ عَدْنٍ , وَقَالَ لِسَائِرِ خَلْقِهِ: كُنْ فَكَانَ

730 - وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: ثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: ثَنَا مُجَاهِدٌ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ " §خَلَقَ اللَّهُ أَرْبَعَةَ أَشْيَاءٍ بِيَدِهِ: الْعَرْشَ وَآدَمَ وَالْقَلَمَ وَعَدْنًا , وَقَالَ لِسَائِرِ خَلْقِهِ: كُنْ فَكَانَ "

731 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: ثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: إِذَا سُئِلْتُمْ: §هَلْ يَضْحَكُ رَبُّنَا؟ فَقُولُوا: كَذَلِكَ سَمِعْنَا

732 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: نَا بَقِيَّةُ، قَالَ: " قَالَ لِيَ الْأَوْزَاعِيُّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا تَقُولُ فِي قَوْمٍ يُبْغِضُونَ حَدِيثَ نَبِيِّهِمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَوْمُ سُوءٍ , قَالَ: §لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ بِدْعَةٍ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخِلَافِ بِدْعَتِهِ إِلَّا أَبْغَضَ الْحَدِيثَ "

733 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ -[478]- إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: §«مَنْ رَدَّ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ عَلَى شَفَا هَلَكَةٍ»

734 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الصَّيَّادُ، قَالَ: ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: " يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِذَا بَلَغَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فَلَا تَظُنَّنَّ غَيْرَهُ فَإِنَّ §مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُبَلِّغًا عَنْ رَبِّهِ

735 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: " كَانَ الزُّهْرِيُّ وَمَكْحُولٌ يَقُولَانِ: §أَمِرُّوا الْأَحَادِيثَ كَمَا جَاءَتْ "

736 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نَا عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: §«كُلُّ شَيْءٍ وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْقُرْآنِ فَقِرَاءَتُهُ تَفْسِيرُهُ , لَا كَيْفَ وَلَا مِثْلَ»

737 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: قَالَ أَفْلَحُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[479]- إِنِّي §أَكْرَهُ الصِّفَةَ، عَنَى صِفَةَ الرَّبِّ جَلَّ وَعَزَّ , فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَنَا أَشَدُّ النَّاسِ كَرَاهَةً لِذَلِكَ , وَلَكَنْ إِذَا نَطَقَ الْكِتَابُ بِشَيْءٍ , وَإِذَا جَاءَتِ الْآثَارُ بِشَيْءٍ جَسَرْنَا عَلَيْهِ " وَنَحْوَ هَذَا

738 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا حَنْبَلٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: " §يُكَلِّمُ اللَّهُ عَبْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَمَنْ يَقْضِي بَيْنَ الْخَلْقِ إِلَّا اللَّهُ , يُكَلِّمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , وَيَسْأَلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُتَكَلِّمٌ لَمْ يَزَلْ بِمَا شَاءَ وَيْحَكُمُ وَلَيْسَ لِلَّهِ عِدْلٌ وَلَا مِثْلٌ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَيْفَ شَاءَ وَأَنَّى شَاءَ

739 - سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ جَابِرٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنَ زَاذَانَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ رَجُلٌ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قَالَ: ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ , فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ: §قَطَعَهَا اللَّهُ قَطَعَهَا اللَّهُ قَطَعَهَا اللَّهُ ثُمَّ حَرَدَ وَقَامَ

740 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَكِيمٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ بْنِ يُونُسَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ دَاوُدَ بْنَ طَلْحَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَنِيفَةَ الدَّوْسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: " اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ كُلُّهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ عَلَى الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الثِّقَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي §صِفَةِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ تَغْيِيرٍ وَلَا وَصْفٍ وَلَا تَشْبِيهٍ , فَمَنْ فَسَّرَ الْيَوْمَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ , فَقَدْ خَرَجَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ , فَإِنَّهُمْ لَمْ يَصِفُوا وَلَمْ يُفَسِّرُوا , وَلَكِنْ أَفْتَوْا بِمَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ثُمَّ سَكَتُوا , فَمَنْ قَالَ بِقَوْلِ جَهْمٍ فَقَدْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ؛ لِأَنَّهُ قَدْ وَصَفَهُ بِصِفَةِ لَا شَيْءَ

741 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْغُجْدَوَانِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الطَّوَاوِيسِيُّ قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ حَكِيمٍ يَذْكُرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فِي الْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ: §«إِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» وَنَحْوَ هَذَا مِنَ الْأَحَادِيثِ: إِنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ قَدْ رَوَتْهَا الثِّقَاتُ، فَنَحْنُ نَرْوِيهَا وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلَا نُفَسِّرُهَا

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرون نفسا، وروى ذلك من الصحابة: عن ابن مسعود، وابن عباس، وأم سلمة، ومن التابعين: عطاء، وعمر بن عبد العزيز، ومكحول، وكعب الأحبار

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرُونَ نَفْسًا -[482]-، وَرَوَى ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَنِ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَمِنَ التَّابِعِينَ: عَطَاءٌ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَكْحُولٌ، وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ

رواية أبي هريرة

§رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ

742 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، ح 743 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، وَمَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُمَا، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ح 744 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ح 745 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، وَالْأَغَرُّ، صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §" يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ " أَلْفَاظُهُمْ سَوَاءٌ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ: «الْآخِرِ» , وَالْبَاقِي مِثْلُهُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

أبو سعيد الخدري

§أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ

746 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ، قَالَ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ مُسْلِمٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ , §ثُمَّ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ طَالِبٍ؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ؟ قَالَ: نَعَمْ , " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

747 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْرَابِيِّ مُسْلِمٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يُمْهِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ §نَزَلَ السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَقَالَ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ " -[485]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ

رواية علي بن أبي طالب عليه السلام

§رِوَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ح 749 - وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ , فَإِنَّهُ §إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ , هَبَطَ اللَّهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ يَقُولُ: أَلَا سَائِلَ يُعْطَى؟ أَلَا دَاعِيَ فَيُجَابُ؟ أَلَا مُذْنِبَ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ أَلَا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى؟ "

أبو بكر الصديق

§أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ

750 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْزِلُ إِلَى سَمَا الدُّنْيَا لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ فِيهَا لِكُلِّ بَشَرٍ مَا خَلَا كَافِرًا أَوْ رَجُلًا فِي قَلْبِهِ شَحْنَاءُ»

جابر

§جَابِرٌ

751 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا مَرْزُوقٌ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَاهِلِيِّ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى -[487]- عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا قَاصِدِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ , أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ , فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ: فُلَانٌ مُرْهِقٌ وَفُلَانٌ مُرْهِقٌ , يَعْنِي مُغْرِقٌ بِالذُّنُوبِ , وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ , وَقَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرُ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ»

752 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ مُوَرِّعٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبٍ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ ثُمَّ §يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ حَتَّى يَنْبَثِقَ الْفَجْرُ "

753 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَاضِرٌ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، وَأَرَى أَنَّ أَبَا إِسْحَاقَ، ذَكَرَ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: §«وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»

رفاعة بن عرابة الجهني

§رِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ

754 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثَنَا هِشَامٌ، صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيَّ، حَدَّثَهُ ح 755 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ، قَالَ: صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ , وَسَاقَ الْحَدِيثَ حَتَّى قَالَ: " §يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي , مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي أُعْطِهِ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى -[489]- يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ " وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عَبَّاسٍ

أبو الدرداء

§أَبُو الدَّرْدَاءِ

756 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[490]- صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" يَنْزِلُ اللَّهُ فِي آخِرِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ يَبْقَيْنَ مِنَ اللَّيْلِ يَنْظُرُ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى مِنْهُنَّ فِي الْكِتَابِ الَّذِي لَا يَنْظُرُ فِيهِ غَيْرُهُ فَيَمْحُوَ مَا يَشَاءُ وَيَثْبُتُ , ثُمَّ يَنْظُرُ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فِي عَدْنٍ وَهِيَ مَسْكَنُهُ الَّذِي يَسْكُنُ , لَا يَكُونُ مَعَهُ فِيهَا إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ وَالصِّدِّيقُونَ , وَفِيهَا مَا لَمْ يَرَ أَحَدٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ثُمَّ يَهْبِطُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ فَيَقُولُ: أَلَا مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ أَلَا دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوَدًا} [الإسراء: 78] يَشْهَدُهُ اللَّهُ وَمَلَائِكَتَهُ

عبد الله بن مسعود

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

757 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ -[491]-، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ §نَزَلَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا , ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ , فَقَالَ: مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ حَتَّى الْفَجْرِ "

جبير بن مطعم

§جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ

758 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، ح. 759 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ -[492]- لَيْلَةٍ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ " -[493]- لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

رواية أبي ثعلبة الخشني

§رِوَايَةُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ

760 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَخْبَرَنِي عَوْفٌ، أَنْبَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ، عَنِ ابْنِ حَرْبٍ يَعْنِي مُحَمَّدًا عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ الْمُهَاصِرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ وَيَذَرُ أَهْلَ الْحِقْدِ لِحِقْدِهِمْ , أَوْ أَهْلَ الضَّغَائِنِ»

عمر بن عبسة

§عُمَرُ بْنُ عَبَسَةَ

761 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَاللَّفْظُ لِيَزِيدَ , قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ -[494]-، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ - يَعْنِي عَلِّمْنِي - شَيْئًا أَجْهَلُهُ يَنْفَعُنِي وَلَا يَضُرُّكَ مَا سَاعَةٌ أَقْرَبُ مِنْ سَاعَةٍ وَمَا سَاعَةٌ يُتَّقَى فِيهَا , يَعْنِي الصَّلَاةَ , قَالَ: «يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ , إِنَّ §لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ تَدَلِيًا مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَيَغْفِرُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشِّرْكِ , وَالصَّلَاةُ مَشْهُوَدَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»

عقبة بن عامر الجهني

§عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ

762 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ أَمْلَاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالٌ أَنَّ عَطَاءً حَدَّثَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ حَدَّثَهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ قَالَ: نِصْفُ اللَّيْلِ , §يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرْ لَهُ؟ مَنْ -[495]- ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي أُعْطِهِ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ " قَالَ النَّيْسَابُورِيُّ: قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: هَكَذَا أَمْلَاهُ عَلَيْنَا هَارُونُ مِنْ كِتَابِهِ , فَقَالَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ، وَهِشَامٌ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى , عَنْ هِلَالٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ رِفَاعَةَ , وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ

رواية أبي موسى

§رِوَايَةُ أَبِي مُوسَى

763 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عزربٍ، يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبِي -[496]-، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِخَلْقِهِ كُلِّهِمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»

عائشة

§عَائِشَةُ

764 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ -[497]- بِالْبَقِيعِ , رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: " أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ قَالَتْ: مَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ , قَالَ: §إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ " وَفِي الْبَابِ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَأَبِي الْخَطَّابِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْ رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ , عَنْ ثَوْرٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْخَطَّابِ

عبد الله بن مسعود

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

765 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْبَاقِي ثُمَّ §يَهْبِطُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَبْسُطُ يَدَهُ فَيَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَصْدَعَ الْفَجْرُ "

ابن عباس

§ابْنُ عَبَّاسٍ

766 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سِكِّينٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَامِ، قَالَ: ثَنَا أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسْتَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ لَيْلَةٍ إِذَا ذَهَبَ الثُّلُثُ الْأَوَّلُ مِنَ اللَّيْلِ §هَبَطَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرِ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابُ عَلَيْهِ؟ "

أم سلمة

§أُمُّ سَلَمَةَ

767 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَنْبَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غَبْرًا , يَا أَهْلَ عَرَفَةَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَمْ "

768 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: §" نِعْمَ الْيَوْمُ يَوْمٌ يَنْزِلُ اللَّهُ فِيهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا , قِيلَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟ قَالَتْ: يَوْمُ عَرَفَةَ "

عطاء بن يسار

§عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ

769 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ -[500]-، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: «مَا مِنْ لَيْلَةٍ بَعْدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفْضَلُ مِنْهَا , يَعْنِي لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ §يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ أَوْ قَاطَعِ رَحِمٍ»

770 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: ثَنَا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذْ ذُكِرَ عِنْدَهُ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَمَا يُقَالُ فِيهَا فَيَقُولُ: §«إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»

عمر بن عبد العزيز، ومحمد بن كعب القرظي

§عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ

771 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدَانَةَ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: " إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ §أَقْبَلَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَمَعَهُ الْمَلَائِكَةُ , فَيَقِفُ عَلَى أَهْلِ أَوَّلِ دَرَجَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ وَهُوَ قَوْلُهُ {سَلَّامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58]

772 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ بُرْدًا، يُحَدِّثُ عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: §" يَطْلُعُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ -[501]- النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ وَيَتُوبُ عَلَى التَّائِبِينَ وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ , فَيَغْفِرُ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ

773 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَايِرِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْوُحَاظِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ فَضَالَةَ الْهَوَزِيَّ، يَقُولُ: §" إِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيُعْطِي رِغَابًا وَيَفُكُّ رِقَابًا وَيُفَخِّمُ عِقَابًا

774 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَاهِرٍ، قَالَ لِإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ مَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي يُحَدَّثُ بِهَا: §" أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا , وَاللَّهُ يَصْعَدُ وَيَنْزِلُ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: تَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَنْزِلَ وَيَصْعَدَ وَلَا يَتَحَرَّكُ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَلِمَ تُنْكِرُ؟ "

775 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ -[502]-: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: " إِذَا قَالَ لَكَ الْجَهْمِيُّ: أَنَا كَفَرْتُ بِرَبٍّ يَنْزِلُ، يَزُولُ , فَقُلْ: أَنَا §أُومِنُ بِرَبٍّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ

776 - وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتَ الْجَهْمِيَّ، يَقُولُ: أَنَا كَفَرْتُ بِرَبٍّ يَنْزِلُ , فَقُلْ: أَنَا §أُؤْمِنُ بِرَبٍّ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ

777 - قَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي تُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: §" نُؤْمِنُ بِهَا وَنُصَدِّقُ بِهَا وَلَا نَرُدُّ شَيْئًا مِنْهَا إِذَا كَانَتْ أَسَانِيدُ صِحَاحَ , وَلَا نَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَوْلَهُ وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ , حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: " يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ: قُلْتُ: نُزُولُهُ بِعِلْمِهِ بِمَاذَا؟ فَقَالَ لِيَ: اسْكُتْ عَنْ هَذَا , مَالَكَ وَلِهَذَا , أَمْضِ الْحَدِيثَ عَلَى مَا رُوِيَ بِلَا كَيْفٍ وَلَا حَدٍّ , إِنَّمَا جَاءَتْ بِهِ الْأَثَارُ وَبِمَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} [النحل: 74] يَنْزِلُ كَيْفَ يَشَاءُ بِعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ , أَحَاطَ بِكَلِّ شَيْءٍ عِلْمًا , لَا يَبْلُغُ قَدْرَهُ وَاصِفٌ وَلَا يَنْأَى عَنْهُ هَرَبَ هَارِبٌ "

سياق ما فسر من الآيات في كتاب الله عز وجل على أن المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة بأبصارهم قال الله عز وجل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من تفسيره أنه: النظر إلى الله عز وجل. وروى ذلك من الصحابة عن أبي بكر

§سِيَاقُ مَا فُسِّرَ مِنَ الْآيَاتِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَبْصَارِهِمْ -[504]- قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا صَحَّ عَنْهُ مِنْ تَفْسِيرِهِ أَنَّهُ: النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَرَوَى ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنَ التَّابِعِينَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَالْحَسَنُ، وَعِكْرِمَةُ , وَعَامِرُ بْنُ سَعْدٍ الْبَجَلِيُّ , وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، وَقَتَادَةُ، وَالضَّحَّاكُ وَأَبُو سِنَانٍ

778 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] فَقَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكَمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا وَيُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ أَلَمْ يُثَقِّلْ مَوَازِينَنَا وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ؟ فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ؛ §فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ فَمَا شَيْءٌ أُعْطُوهُ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ -[505]- مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ , وَهُوَ الزِّيَادَةُ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

779 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: 26] " , قَالَ: الْعَمَلُ فِي الدُّنْيَا الْحُسْنَى وَهِيَ الْجَنَّةُ , §وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

780 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيَّ، يُحَدِّثُ , -[506]- عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الزِّيَادَةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " الْحُسْنَى: الْجَنَّةُ §وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

781 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: §«الزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ»

782 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا قَيْسُ -[507]- بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَادِيًا يُنَادِي أَهْلَ الْجَنَّةِ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمُ الْحُسْنَى وَالْحُسْنَى: الْجَنَّةُ §وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

أبو بكر

§أَبُو بَكْرٍ

783 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، ح 784 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، ح. وَعَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُمَا قَالَا: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: 26] الْجَنَّةُ , -[508]- {§وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَا: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ

أبو موسى

§أَبُو مُوسَى

785 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ح 786 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: «§النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ» لَفْظُ وَكِيعٍ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: 26] الْجَنَّةُ {وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

ابن مسعود، وابن عباس

§ابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ

787 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ الفَسَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَأَبِي صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: 26] قَالَ: {لَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " أَمَّا الْحُسْنَى: فَالْجَنَّةُ وَأَمَّا §الزِّيَادَةُ: فَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ وَأَمَّا الْقَتَرُ: فَالسَّوَادُ "

سعيد بن المسيب

§سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ

789 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ التُّجِيبِيُّ، بِمِصْرَ قَالَ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي زُبَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] -[510]- قَالَ: " أَحْسَنُوا شَهَادَةَ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَالْحُسْنَى: الْجَنَّةُ §وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ "

الحسن البصري

§الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ

790 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْحَلَبِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " الْحُسْنَى: دُخُولُ الْجَنَّةِ , وَ §الزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ " 791 - وَكَذَلِكَ رَوَى عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ

792 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، إِمْلَاءً قَالَ: ثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] -[511]- قَالَ: " §الزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: 26] بَعْدَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ

عامر بن سعد البجلي

§عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ الْبَجَلِيُّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، ح. 793 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: §«هُوَ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أبو إسحاق

§أَبُو إِسْحَاقَ

794 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ -[512]-: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: §" النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ

عبد الرحمن بن سابط

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ

795 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، قَالَ: " {وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] §النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ "

عكرمة

§عِكْرِمَةُ

796 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، وَكَانَ صَدُوقًا قَالَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " قَوْلُهُ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى: قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالْحُسْنَى: الْجَنَّةُ وَ §الزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِهِ الْكَرِيمِ

مجاهد

§مُجَاهِدٌ

797 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -[513]- بْنُ خَلَفٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: 26] قَالَ: الْحُسْنَى: الْجَنَّةُ , وَ §الزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى الرَّبِّ

قتادة

§قَتَادَةُ

798 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " ذَكَرَ لَنَا أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دَخَلُوا الْجَنَّةَ نَادَاهُمْ رَبُّهُمْ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمُ الْحُسْنَى وَهِيَ الْجَنَّةُ وَ §الزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] فَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِهِ قَالَ مِنَ التَّابِعِينَ: الْحَسَنُ، وَعِكْرِمَةُ، وَمُجَاهِدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَقَتَادَةُ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ -[514]- وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: مَالِكٌ، وَالشَّافِعِيُّ أَنَّهُمَا اسْتَدَلَّا عَلَى جَوَازِ الرُّؤْيَةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ

ابن عباس

§ابْنُ عَبَّاسٍ

799 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا حُصَيْنُ يَعْنِي ابْنَ مُخَارِقٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ: " مَسْرُورَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ قَالَ: §تَنْظُرُ إِلَى رَبِّهَا "

الحسن

§الْحَسَنُ

800 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ: " النَّضْرَةُ: الْحُسْنُ , §نَظَرَتْ إِلَى رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ فَنَضَرَتْ بِنُورِهِ عَزَّ وَجَلَّ "

مجاهد

§مُجَاهِدٌ

801 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، قَالَ: ثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قَالَ: §نَظَرَتْ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ

802 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قَالَ: " حَسَنَةٌ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ: §تَنْظُرُ إِلَى رَبِّهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى "

عكرمة

§عِكْرِمَةُ

803 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغَلِّسِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ شَقِيقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] §«تَنْظُرُ إِلَى رَبِّهَا نَظَرًا»

804 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] قَالَ: " مَسْرُورَةٌ فَرِحَةٌ {§إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] قَالَ عِكْرِمَةُ: انْظُرْ مَاذَا أَعْطَى اللَّهُ عَبْدَهُ مِنَ النُّورِ فِي عَيْنَيْهِ , إِذْ لَوْ جَعَلَ جَمِيعَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالدَّوَابِّ وَالطَّيْرِ وَكُلِّ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ , فَجَعَلَ نُورَ أَعْيُنِهِمْ فِي عَيْنَيْ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ , ثُمَّ كَشَفَ عَنِ الشَّمْسِ سِتْرًا وَاحِدًا وَدُونَهَا سَبْعُونَ سِتْرًا , مَا قَدَرَ عَلَى أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الشَّمْسِ , وَالشَّمْسُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ , وَالْكُرْسِيُّ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ الْعَرْشِ , وَالْعَرْشُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نُورِ اللَّهِ , فَانْظُرُوا مَاذَا أَعْطَى عَبْدَهُ مِنَ النُّورِ فِي عَيْنَيْهِ , النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِ الْكَرِيمِ عَيَانًا " فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] عَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ: «أَنَّهُ النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» -[517]- وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: مَالِكٌ، وَالْمَاجِشُونُ، وَالشَّافِعِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وَقَالَ الْحَسَنُ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: «إِنَّهُ لَا يَرَاهُ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ , وَالْكُفَّارُ لَا يَرَوْنَهُ»

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ: ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَصَبِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرٌو، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ §بَرَزَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَرَاهُ الْخَلْقُ وَيُحْجَبُ الْكُفَّارُ فَلَا يَرَوْنَهُ , وَهُوَ قَوْلُهُ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] "

806 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] قَالَ: §" عَنِ النَّظَرِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يَعْنِي الْكُفَّارَ , لِقَوْلِهِ {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمَ} [المطففين: 16] {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المطففين: 17]

807 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ -[518]-: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ: §" مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي نِصْفَ الْجَنَّةِ بِالرُّؤْيَةِ , ثُمَّ تَلَا {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمَ} [المطففين: 16] ثُمَّ {يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المطففين: 17] قَالَ: بِالرُّؤْيَةِ "

808 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبِ الْقَرَنْجُلِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْمَعْقِلِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قِرَاءَةً عَنْ أَشْهَبَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، صَاحِبِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَلْ يَرَى الْمُؤْمِنُونَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: §" لَوْ لَمْ يَرَ الْمُؤْمِنُونَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يُعَيِّرِ اللَّهُ الْكُفَّارَ بِالْحِجَابِ , فَقَالَ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] " قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَعْقِلِيُّ , وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ بِمِثْلِهِ وَزَادَ فِيهِ , فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَإِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى قَالَ مَالِكٌ: السَّيْفَ السَّيْفَ

الشافعي

§الشَّافِعِيُّ

809 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطَّبَرِيَّ، بِجُرْجَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ الْعَبَّاسِ الْأَزَارَوَاذِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيَّ، صَاحِبَ الشَّافِعِيِّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] -[519]- قَالَ: «فِيهَا دَلَالَةٌ عَلَى §أَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

810 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: " سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ هَلْ يَرَى الْخَلْقُ كُلُّهُمْ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , الْمُؤْمِنُونَ وَالْكُفَّارُ؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: " §لَيْسَ يَرَاهُ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسُئِلَ الشَّافِعِيُّ عَنِ الرُّؤْيَةِ؟ فَقَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا يُحْجَبُونَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

في تفسير قوله عز وجل: ولدينا مزيد

§فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35]

811 - رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ §النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " وَمِنَ التَّابِعِينَ: 812 - زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ وَقَالَ: «يَتَجَلَّى لَهُمْ كُلَّ جُمُعَةٍ»

813 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] قَالَ: §«يَظْهَرُ لَهُمُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين في رؤية المؤمنين الرب عز وجل وروى ذلك من الصحابة: عن أبي بكر، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي موسى، وابن عباس، وابن عمر، وأبي أمامة، ومعاوية، وأبي هريرة، وجابر،

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي رُؤْيَةِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ وَرَوَى ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، وَالْحَسَنُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَقَتَادَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، وَإِبْرَاهِيمُ الصَّايِغِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ الزَّاهِدُ، وَابْنُ الرَّبِيعِ السَّايِحُ، وَأَبُو سِنَانٍ وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ

، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ شَقِيقٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ

رواية أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم.

§رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

814 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ح. 815 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَخْبَرَهُمَا ح. 816 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُمَا أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ §نَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ قَالُوا: لَا , -[522]- قَالَ: " فَهَلْ تُمَارُونَ فِي الْقَمَرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ: فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ " أَلْفَاظُهُمْ سَوَاءٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ وَمُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ

817 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ قَالُوا: لَا , قَالَ: فَكَذَلِكَ تَرَوْنَهُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَكَنِّي أَشْهَدُ لَحَفِظْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ -[523]- الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَمُسْلِمٍ , عَنْ زُهَيْرٍ , عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ

818 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ §نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ إِذَا كَانَ صَحْوًا؟ قُلْنَا: لَا , قَالَ: " فَتَضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ إِذَا كَانَ صَحْوًا؟ قُلْنَا: لَا , قَالَ: «فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِكَمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا» أَلْفَاظُهُمَا قَرِيبَةٌ , أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ

819 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ح، 820 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ح، 822 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، ح. 823 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَنَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابٍ؟ قَالُوا: لَا , قَالَ: فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ قَالُوا: لَا , قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا " وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ -[525]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ وَأَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ

824 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكُلُّنَا نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " أَكُلُّكُمْ يَرَى الشَّمْسَ بِنِصْفِ النَّهَارِ وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرَوُنَّ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهَا "

رواية جرير بن عبد الله البجلي

§رِوَايَةُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ

825 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ، , قَالَ: ثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ -[526]-، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: §" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَيَانًا كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَقَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130] " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَاصِمِ بْنِ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيِّ عَنْ أَبِي شِهَابٍ بِهَذَا اللَّفْظِ فِي الصَّحِيحِ

826 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ بَحِيرٍ الْقَاضِي، بِوَاسِطَ , قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ §سَتُعَايِنُونَ رَبَّكُمْ»

827 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، سَنَةَ تِسْعِ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو يَزِيدَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنُ عُبَيْدَةَ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ -[527]- بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرٌ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح. 828 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّكُمْ §وَتَرَوْنَهُ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ , عَنْ يَحْيَى وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ وَكِيعٍ

829 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَشْرَمَاهَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ §سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ -[528]- فَانْظُرُوا لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» قَالَ حَمَّادٌ: يَعْنِي بِهِ الْغَدَاةَ وَالْعِشَاءَ

أنس بن مالك

§أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

830 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ §فَيُلْهَمُونَ ذَلِكَ , فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالُوا: ائْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا قَدْ غَفَرَ -[529]- اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي حَتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ , أَوْ خَرَرْتُ , سَاجِدًا لِرَبِّي , فَيَدَعَنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي , ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ , قُلْ يُسْمَعْ وَسَلْ تُعْطَهْ , وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , فَأَرْفَعُ رَأْسِي , فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ , ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ , ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ أَوْ خَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي، فَيَدَعَنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ , ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ الثَّالِثَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ , أَوْ خَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّي فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي , ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ , قُلْ يُسْمَعْ , وَسَلْ تُعْطَهْ , وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ , ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ , ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْهِ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ" أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ

رواية أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري

§رِوَايَةُ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ

831 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا , وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا , §وَمَا بَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا رِدَاءَ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الصَّمَدِ

832 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَارَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَانَ الَّذِي يَعْمَلُ فِي حَوَائِجِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَلَمَّا قَضَيْتُ حَوَائِجِي , أَتَيْتُهُ فَوَدَّعْتُهُ , وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , ثُمَّ ذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُ لِمَا أَوْلَانِي مِنْ قَضَاءِ حَوَائِجِي , فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي -[531]- قَالَ: لَقَدْ رَدَّ الشَّيْخَ حَاجَةٌ , فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ قَالَ: مَا رَدَّكَ أَلَيْسَ قَدْ قَضَيْتَ حَوَائِجَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى وَلَكَنَّ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُحَدِّثَكَ بِهِ لِمَا أَوْلَيْتَنِي , قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُثِّلَ لِكُلِّ قَوْمٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا وَيَبْقَى أَهْلُ التَّوْحِيدِ , فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا تَنْتَظِرُونَ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّ §لَنَا رَبًّا كُنَّا نَعْبُدُهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ نَرَهُ , قَالَ: وَتَعْرِفُونَهُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ , فَيُقَالُ لَهُمْ: كَيْفَ تَعْرِفُونَهُ وَلَمْ تَرَوْهُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ لَا شِبْهَ لَهُ , فَيُكْشَفُ لَهُمْ عَنِ الْحِجَابِ , فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا , وَيَبْقَى أَقْوَامٌ فِي ظُهُورِهِمْ مِثْلُ صَيَاصِي الْبَقَرِ , فَيُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ , فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا عِبَادِي ارْفَعُوا رُؤُسَكُمْ فَقَدْ جَعَلْتُ بَدَلَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي النَّارِ " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَحَدَّثَ أَبُوكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ -[532]- فَحَلَفَ لَهُ ثَلَاثَةَ أَيْمَانٍ عَلَى ذَلِكَ , فَقَالَ عُمَرُ: مَا سَمِعْتُ فِي أَهْلِ التَّوْحِيدِ حَدِيثًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ

رواية صهيب، وعدي

§رِوَايَةُ صُهَيْبٍ، وَعَدِيٍّ

833 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُودُوا يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكَمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا لَمْ تَرَوْهُ , قَالَ: فَيَقُولُونَ: مَا هُوَ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ عَزَّ وَجَلَّ , §فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا هُمْ فِيهِ , ثُمَّ قَرَأَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] -[533]- " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ

عدي بن حاتم

§عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ

834 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ» أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ

جابر بن عبد الله

§جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

835 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْآدَمِيُّ، فِي دَرْبِ عَوْنٍ , سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ , قَالَ: ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: سُئِلَ عَنِ الْوُرُودِ حَتَّى قَالَ: §«فَيَتَجَلَّى لَهُمْ -[534]- رَبُّهُمْ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي قُدَامَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ رَوْحٍ

836 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْفَضْلُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ , عَزَّ وَجَلَّ , فَيَرْفَعُونَ رُءوسَهُمْ , فَإِذَا رَبُّهُمْ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ , فَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْجَنَّةِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ {سَلَّامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58] §فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ , يَعْنِي إِلَيْهِ , ثُمَّ يَحْتَجِبُ عَنْهُمْ وَيَبْقَى نُورٌ مِنْ نُورِهِ فِي مَنَازِلِهِمْ "

رواية أبي رزين

§رِوَايَةُ أَبِي رَزِينٍ

837 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ح. 838 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ -[535]- بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَكُلُّنَا نَرَى اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: " يَا أَبَا رَزِينٍ أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ مُخْلِيًا بِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى , قَالَ: «فَاللَّهُ أَعْظَمُ وَذَلِكَ آيَتُهُ فِي خَلْقِهِ»

839 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَنَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ , قَالَ: وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَإِنَّمَا هُوَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ , اللَّهُ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ "

رواية ابن عمر

§رِوَايَةُ ابْنِ عُمَرَ

840 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يَرْفَعْهُ قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَنْ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَ سَنَةٍ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ , وَإِنَّ §أَفْضَلَكَمْ مَنْزِلَةً مَنْ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً»

841 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: ثَنَا سَهْلُ بْنُ حَلِيمَةَ أَبُو السُّرِّيِّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَحُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ مَسِيرَةَ أَلْفَيْ عَامٍ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ , وَإِنَّ §أَرْفَعَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ»

رواية عبد الله بن مسعود

§رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

842 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّاوِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ هُوَ ابْنُ عُمَرَ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو ظَبْيَةَ، عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةٌ أَبْصَارُهُمْ يَنْظُرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ , حَتَّى يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ مِنْ شِدَّةِ الْكَرْبِ , ثُمَّ §يَنْزِلُ اللَّهُ وَتَجْثُوا الْأُمَمُ , فَيُنَادِي مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا تَرْضَوْنَ مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ بِعِبَادَتِهِ , ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ غَيْرَهُ وَكَفَرْتُمْ نِعْمَتَهُ , أَنْ يُخَلِّيَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا تَوَلَّيْتُمْ فَيَتَوَلَّى كُلُّ إِنْسَانٍ مَا تَوَلَّى فَيُنَادِي مُنَادٍ: مَنْ كَانَ تَوَلَّى شَيْئًا فَلْيَلْزَمْهُ قَالَ: فَيَنْطَلِقُ مَنْ كَانَ تَوَلَّى حَجَرًا أَوْ عُودًا أَوْ دَابَّةً , قَالَ: فَتَفِرُّ مِنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَيَقُولُونَ: مَا شَعَرْنَا بِهَذَا وَيَتْبَعُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَصْحَابُ الْمَلَائِكَةِ وَالشَّيَاطِينُ الَّذِينَ أَمَرُوهُمْ بِعِبَادَتِهِمْ فَيَسُوقُونَهُمْ حَتَّى يُلْقُوهُمْ فِي جَهَنَّمَ , وَيَبْقَى أَهْلُ الْإِسْلَامِ -[538]- فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لَكَمْ ذَهَبَ النَّاسُ وَبَقِيْتُمْ؟ قَالُوا: إِنَّ لَنَا رَبًّا لَمْ نَرَهُ بَعْدُ , فَيَقُولُ: وَهَلْ تَعْرِفُونَهُ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ آيَةٌ , إِذَا رَأَيْنَاهُ عَرَفْنَاهُ , فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَيَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا , وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ , يُرِيدُونَ أَنْ يَسْجُدُوا فَلَا تَلِينُ ظُهُورُهُمْ , وَيَرْفَعُونَ رُؤُسَهُمْ , وَنُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ , فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ نُورُهُ مِثْلَ الْجَبَلِ بَيْنَ يَدَيْهِ , ثُمَّ يَكُونُ دُونَ ذَلِكَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ , فَيَمْشُونَ وَهُوَ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ يَتَّبِعُونَهُ , فَيَقُولُ أَهْلُ النِّفَاقِ ذَرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ , وَمَضَى النُّورُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ , وَبَقِيَ أَثَرُهُ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ دَحْضٌ مَزَلَّةٍ , {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُوَرٍ لَّهُ بَابٌ} [الحديد: 13] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ "

رواية ابن عباس

§رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ

843 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ وَقَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي , وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ , وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ , وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ , فَآدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي وَلَا فَخْرَ , فَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ , حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ , وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ , وَذَكَرَ الْحَدِيثَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا فَأَقُولُ: نَعَمْ , أَنَا لَهَا , حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ: فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ , نَحْنُ أَوَاخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ -[540]- فَيُفْرَجُ الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا , فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ , فَتَقُولُ الْأُمَمُ كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ كُلَّهَا أَنْبِيَاءَ , فَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَأَقْرَعُ الْبَابَ فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ أَنَا مُحَمَّدٌ فَيُفْتَحُ لِي فَآتِي رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ , أَوْ سَرِيرِهِ , فَيَتَجَلَّى لِي فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي , وَلَا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي , فَيُقَالُ لِيَ ارْفَعْ رَأْسَكَ , وَاشْفَعْ يُسْمَعْ لَكَ , وَقُلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّي أُمَّتِي أُمَّتِي، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ "

عمار بن ياسر

§عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ

844 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ ح -[541]- 845 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ صَلَاةً أَوْجَزَ فِيهَا , فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ: لَقَدْ خَفَّفْتَ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ , قَالَ: أَمَا إِنِّي دَعَوْتُ فِيهَا بِدُعَاءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ انْصَرَفَ , قَالَ: فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَقَالَ عَطَاءُ: أَبِي الَّذِي تَبِعَهُ لَكَنْ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ فَسَأَلَهُ عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ لِي خَيْرًا , وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ لِيَ الْوَفَاةُ خَيْرًا , اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحِلْمِ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا , وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى , وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ , وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ , §وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ , وَأَسْأَلُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ , اللَّهُمَّ زَيِّنَا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ , وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ» -[542]- لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ , إِلَّا أَنَّهُ زَادَ أَسَدُ بْنُ مُوسَى فِي حَدِيثِهِ: «وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ»

زيد بن ثابت

§زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ

846 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ وَأَمَرَهُ: أَنْ يَتَعَاهَدَ أَهْلَهُ بِهِ كُلَّ صَبَاحٍ: " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ , اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ , فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْهِ , مَا شِئْتَ كَانَ وَمَا لَا تَشَاءُ لَا يَكُونُ , لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , اللَّهُمَّ وَمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ , وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101] , اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ , وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ , §وَلَذَّةَ نَظَرٍ فِي وَجْهِكَ , وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ , أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ , أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ أَوْ -[543]- أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً بِخَطِيئَةٍ , أَوْ أُذْنِبَ ذَنْبًا لَا تَغْفِرُهُ , اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ , إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَأُشْهِدُكَ , وَكَفَى بِكَ شَهِيدًا , أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ , لَكَ الْمُلْكُ , وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ , وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ وَلِقَاءَكَ حَقٌّ , وَالسَّاعَةُ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا , وَأَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي تَكِلْنِي إِلَى ضَيْعَةٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ , وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ فَاغْفِرْ ذَنْبِي كُلَّهُ , إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ , وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "

فضالة بن عبيد

§فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ

847 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ -[544]-، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، كَانَ يَدْعُو يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ , وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ , §وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ , وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ , وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ» وَزَعَمَ أَنَّهَا دَعَوَاتٌ كَانَ يَدْعُو بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

عبادة بن الصامت، وأبي بن كعب

§عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

848 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُعَيْطِيُّ، قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: ثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لَا تَعْقِلُوا فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ §وَإِنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا»

849 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ -[545]- الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: ثَنَا قَحْطَبَةُ بْنُ غَدَانَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: §«النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ»

أبو أمامة

§أَبُو أُمَامَةَ

850 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَا: ثَنَا ح، 851 - قَالَ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو زُرْعَةَ يَعْنِي يَحْيَى بْنَ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي الْحَضْرَمِيَّ، مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ قَالَ: نَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةٌ» , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَمَا كَانَ خُطْبَتُهُ حَتَّى نَزَلَ إِلَّا فِي الدَّجَّالِ ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: إِنَّهُ نَبِيٌّ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ , وَلَيْسَ رَبُّكُمْ بِأَعْوَرَ §وَلَا تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا " قَالَ -[546]-: وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

علي بن أبي طالب

§عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

852 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، قَالَ: ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" يَرَوْنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ جُمُعَةٍ , وَذَكَرَ مَا يُعْطَوْنَ , قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اكْشِفُوا حِجَابًا فَيُكْشَفُ حِجَابٌ ثُمَّ حِجَابٌ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ وَجْهِهِ فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا نِعْمَةً قَبْلَ ذَلِكَ , وَهُوَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] "

853 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، قَالَ -[547]-: ثَنَا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَخْلُوا اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلَا تُرْجُمَانٌ»

حذيفة

§حُذَيْفَةُ

854 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ، يَعْنِي ابْنَ الْحَكَمِ الْبَصْرِيَّ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا لَيْلَةَ الْبَدْرِ إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ: §«إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ شَيْئًا»

رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

§رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ

سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ، أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنَّاسِ وَهُوَ يُحَذِّرُهُمُ الدَّجَّالَ: §" تَعْلَمُنَّ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ , فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيِ الدَّجَّالِ: كَافِرٌ , يَقْرَأُهُ كُلُّ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ " فَتَحَصَّلَ فِي الْبَابِ مِمَّنْ رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّحَابَةِ حَدِيثَ الرُّؤْيَةِ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ نَفْسًا مِنْهُمْ عَلِيٌّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَجَرِيرٌ، وَأَبُو مُوسَى، وَصُهَيْبٌ، وَجَابِرٌ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَأَنَسٌ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَحُذَيْفَةُ، وَعُبَادَةُ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو رَزِينٍ الْعُقَيْلِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ عُجَرَةَ، وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَبُرَيْدَةُ، وَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

857 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ الْبَارُودِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ -[549]- غَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: §«عِنْدِي سَبْعَةُ عَشَرَ حَدِيثًا فِي الرُّؤْيَةِ كُلُّهَا صِحَاحٌ»

لقمان الحكيم

§لُقْمَانُ الْحَكِيمُ

858 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحُبُلِيُّ قَالَ: ثَنَا حَفْصُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ قَالَ: «يَا بُنَيَّ إِذَا صُمْتَ فَاغْسِلْ وَجْهَكَ , وَادْهِنْ رَأْسَكَ , وَارْفَعْ صَوْتَكَ فِي الْمَلَإِ , كَيْ لَا يَعْلَمُوا أَنَّكَ صَائِمٌ , وَلَا تُرَائِ النَّاسَ بِصَوْمِكَ وَصَلَاتِكَ؛ فَتَهْدِمَ بُنْيَانَكَ وَتَغُرَّ غَيْرَكَ , فَإِنَّ الَّذِي يَعْمَلُ لِلَّهِ فِي السِّرِّ يَجْزِيهِ فِي الْعَلَانِيَةِ , وَيَرْفَعُ دَرَجَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ , وَالْخُلُودَ فِي دَارِهِ , §وَالنَّظَرَ فِي وَجْهِهِ , وَمُرَافَقَةَ أَنْبِيَائِهِ» مَا رُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ قَدْ مَضَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي خِلَالِ التَّفْسِيرِ لِلْآيَةِ

ما روي عن علي رضي الله عنه

§مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

859 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْسَرَةَ الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، , يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: §«مِنْ تَمَامِ النِّعْمَةِ دُخُولُ الْجَنَّةِ وَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي جَنَّتِهِ»

قول ابن مسعود

§قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ

860 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ , يَعْنِي مَسْجِدَ الْكُوفَةِ يَبْدَأُ بِالْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَنَا فَقَالَ: " وَاللَّهِ إِنْ مِنْكُمْ مِنْ إِنْسَانٍ إِلَّا §أَنَّ رَبَّهُ سَيَخْلُو بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُخْلُو أَحَدُكُمْ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا غَرَّكَ يَا ابْنَ آدَمَ؟ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , مَاذَا أَجَبْتَ الْمُرْسَلِينَ؟ ثَلَاثًا , كَيْفَ عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟ " وَقَوْلُ حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَدْ مَضَى فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ

ابن عباس

§ابْنُ عَبَّاسٍ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي -[551]-، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «هَلْ تُنْكِرُونَ أَنْ تَكُونَ الْخِلَّةُ لِإِبْرَاهِيمَ , وَالْكَلَامُ لِمُوسَى , §وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ‍»

أبو موسى الأشعري

§أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ

862 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي مِرَايَةَ، قَالَ: " جَعَلَ أَبُو مُوسَى يُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّتَهُمْ وَدِينَهُمْ قَالَ: فَشَخَصَتْ أَبْصَارُهُمْ , أَوْ قَالَ وَحَرَّفُوهَا عَنْهُ قَالَ: فَمَا حَرَّفَ أَبْصَارَكُمْ عَنِّي؟ قَالُوا: الْهِلَالُ أَيُّهَا الْأَمِيرُ , -[552]- قَالَ: فَذَلِكَ أَشْخَصَ أَبْصَارَكُمْ عَنِّي؟ قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: فَكَيْفَ بِكُمْ §إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّهَ جَهْرَةً "

معاوية

§مُعَاوِيَةُ

863 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: «قَصِيرَةٌ مِنْ طَوِيلَةٍ مَنْ أَتَاكُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَبُّكُمْ , فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ §لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تَمُوتُوا»

معاذ بن جبل

§مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ

864 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، الْخَزَّازُ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ الرَّازِيَّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَفِيفٍ فَقَالَ لَهُ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ يَا أَبَا عَفِيفٍ أَلَا تُحَدِّثُنَا عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: بَلَى , سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " يُحْبَسُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ -[553]- فَيُنَادَى أَيْنَ الْمُتَّقُونَ فَيَقُومُونَ فِي كَنَفٍ مِنَ الرَّحْمَنِ §لَا يَحْتَجِبُ اللَّهُ مِنْهُمْ , وَلَا يَسْتَتِرُ , قُلْتُ: مَنِ الْمُتَّقُونَ؟ قَالَ: قَوْمٌ اتَّقَوُا الشِّرْكَ وَعِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَأَخْلَصُوا لِلَّهِ الْعِبَادَةَ فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ "

أبو هريرة

§أَبُو هُرَيْرَةَ

865 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، يَعْنِي سَالِمًا مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ الْقُرَشِيَّ , أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَذْكُرُ §«أَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَذُوقُوا الْمَوْتَ»

ابن عمر

§ابْنُ عُمَرَ

866 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَنْ يَنْظُرُ إِلَى مُلْكِهِ أَلْفَيْ عَامٍ، يَرَى أَدْنَاهُ كَمَا يَرَى أَقْصَاهُ , وَ §إِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ» -[554]- قَوْلُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَدْ مَضَى فِي التَّفْسِيرِ. مَا رُوِيَ عَنِ التَّابِعِينَ: قَدْ مَضَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَقَتَادَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ فِي تَفْسِيرِ الْآيَاتِ

كعب الأحبار

§كَعْبُ الْأَحْبَارِ

867 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، ثَنَا كَعْبٌ، قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ قَسَمَ رُؤْيَتَهُ بَيْنَ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى، فَرَآهُ مُحَمَّدٌ مَرَّتَيْنِ، وَكَلَّمَهُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ»

طاوس

§طَاوُسٌ

868 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ جَهْوَرٍ الطَّرَسُوسِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ -[555]- سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: §«أَصْحَابُ الْمِرَاءِ وَالْمَقَايِيسِ لَا يَزَالُ بِهِمُ الْمِرَاءُ وَالْمَقَايِيسُ حَتَّى يَجْحَدُوا الرُّؤْيَةَ وَيُخَالِفُوا السُّنَّةَ»

الحسن البصري

§الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ

869 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا مُضَرُ الْقَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: §«لَوْ عَلِمَ الْعَابِدُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ لَذَابَتْ أَنْفُسُهُمْ» مَا نُقِلَ عَنِ الْفُقَهَاءِ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ التَّابِعِينَ فَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ:

مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون

§مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ

870 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: §«النَّاظِرُونَ يَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْيُنِهِمْ»

871 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[556]- مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ التُّجِيبِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: ثَنَا أَشْهَبُ، قَالَ: وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] أَتَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَقُلْتُ: إِنَّ أَقْوَامًا يَقُولُونَ تَنْظُرُ مَا عِنْدَهُ , قَالَ: §بَلْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ نَظَرًا , وَقَدْ قَالَ مُوسَى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] فَقَالَ لَهُ: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] وَقَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْخَطِيبُ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَرَنْجُلِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمَعْقِلِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ §أَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى , فَقَالَ مَالِكٌ: السَّيْفَ السَّيْفَ

عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون

§عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ

873 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: قَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: أَمْلَى عَلَيَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ وَسَأَلْتُهُ فِيمَا أَحْدَثَتِ -[557]- الْجَهْمِيَّةُ , فَقَالَ: " لَمْ يَزَلْ يُمْلِي لَهُمُ الشَّيْطَانُ حَتَّى جَحَدُوا قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] فَقَالُوا: لَا يَرَاهُ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَجَحَدُوا وَاللَّهِ أَفْضَلَ كَرَامَةِ اللَّهِ الَّتِي أَكْرَمَ بِهَا أَوْلِيَاءَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِهِ وَنَضْرَتِهِ إِيَّاهُمْ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ §لَيَجْعَلَنَّ رُؤْيَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُخْلِصِينَ لَهُ ثَوَابًا لِيُنْضِرَ بِهَا وُجُوهَهُمْ دُونَ الْمُجْرِمِينَ وَيَفْلِجَ بِهَا حُجَّتَهُمْ عَلَى الْجَاحِدِينَ وَشِيعَتِهِمْ وَهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ مَحْجُوبُونَ لَا يَرَوْنَهُ كَمَا زَعَمُوا أَنَّهُ لَا يُرَى وَلَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " وَكَيْفَ لَمْ يَعْتَبِرْ وَيْلَهُ بِقَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] أَفَيَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُقْصِيهِمْ وَيُغْنِيهِمْ وَيُعَذِّبُهُمْ بِأَمْرٍ يَزْعُمُ الْفَاسِقُ أَنَّهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ فِيهِ سَوَاءٌ

الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو

§الْأَوْزَاعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو

874 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: ثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشَايِخِنَا قَالَ: قَالَ لِيَ الْأَوْزَاعِيُّ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْجُبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جَهْمًا وَأَصْحَابَهُ أَفْضَلَ ثَوَابِهِ الَّذِي وَعْدَهُ أَوْلِيَاءَهُ حِينَ يَقُولُ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] §فَجَحَدَ جَهْمٌ وَأَصْحَابُهُ أَفْضَلَ ثَوَابِهِ الَّذِي وَعَدَ أَوْلِيَاءَهُ "

الليث بن سعد، وسفيان الثوري

§اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ

875 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا الرُّؤْيَةُ , فَقَالُوا: §«أَمِرُّوهَا بِلَا كَيْفَ»

سفيان بن عيينة

§سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ

876 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ زَنْجَلَةَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مَرْوَانَ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: §«مَنْ لَمْ يَقُلْ إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ وَإِنَّ اللَّهَ يُرَى فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ جَهْمِيٌّ»

ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحٍ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيَّ لُوَيْنٌ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُيَيْنَةَ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ فِي الرُّؤْيَةِ تَرْوِيهَا , فَقَالَ: §«حَقٌّ نَرْوِيهَا عَلَى مَا سَمِعْنَاهَا مِمَّنْ نَثِقُ بِهِ وَنَرْضَى بِهِ» -[559]- 878 - رَوَى عَنْهُ أَبُو مَرْوَانَ الطَّبَرِيُّ، لَا نُصَلِّي خَلْفَ الْجَهْمِيِّ , وَالْجَهْمِيُّ الَّذِي يَقُولُ: «لَا يَرَى رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

شريك

§شَرِيكٌ

ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحٍ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَدِمَ عَلَيْنَا شَرِيكٌ , فَقُلْنَا: إِنَّ قَوْمًا يُنْكِرُونَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ: " إِنَّ §اللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا وَالرُّؤْيَةَ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ , فَقَالَ: إِنَّمَا جَاءَنَا بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ مَنْ جَاءَنَا بِالسُّنَنِ فِي الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالْحَجِّ , وَإِنَّمَا عَرَفْنَا اللَّهَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ "

جرير بن عبد الحميد

§جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ

880 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَارُونَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْخَزَّازُ قَالَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ فَذَكَرَ لَهُ حَدِيثَ ابْنِ سَابِطٍ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] قَالَ: " §الزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ قَالَ: فَحَضَرَهُ رَجُلٌ فَأَنْكَرَهُ , فَصَاحَ بِهِ وَأَخْرَجَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ "

عبد الله بن المبارك

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ

881 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامِغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ صَالِحٌ الْمَرْوَزِيُّ وَكَانَ صَاحِبَ قُرْآنٍ قَالَ: " دَسَّ الْجَهْمِيَّةُ إِلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ رَجُلًا فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ خدا -[560]- رابان جهان جون ببيند , قَالَ: يَجْشُمُ , يَعْنِي كَيْفَ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: §بِالْعَيْنِ "

وكيع

§وَكِيعٌ

882 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ: الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: §«يَرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ فِي الْجَنَّةِ وَلَا يَرَاهُ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ»

محمد بن إدريس الشافعي

§مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ

883 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَضَرْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ وَقَدْ جَاءَتْهُ رُقْعَةٌ مِنَ الصَّعِيدِ فِيهَا: مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] قَالَ الشَّافِعِيُّ: " فَلَمَّا أَنْ حُجِبُوا هَؤُلَاءِ فِي السَّخَطِ كَانَ فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ فِي الرِّضَا قَالَ الرَّبِيعُ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَبِهِ تَقُولُ؟ قَالَ: نَعَمْ , وَبِهِ أَدِينُ , اللَّهَ لَوْ لَمْ يُوقِنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ §أَنَّهُ يَرَى اللَّهَ لَمَا عَبْدَ اللَّهَ تَعَالَى "

هشام بن عبيد الله الرازي

§هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ

885 - ذَكَرَهُ 51052 عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابٍ عِنْدَ أَبِي مِمَّا وَضَعَهُ هِشَامٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ فِيمَا سَأَلْتُمْ فِي كِتَابِكُمْ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ , قَالَ هِشَامٌ: " وَرَدَ عَلَيْنَا فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَمُحْكَمِ الْحَدِيثِ: أَنَّ §اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يُرَى فِي الْآخِرَةِ " ثُمَّ ذَكَرَ الرِّوَايَاتِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَالْأَخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قتيبة بن سعيد

§قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ

886 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: " قَوْلُ الْأَئِمَّةِ الْمَأْخُوذُ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ: §الْإِيمَانُ بِالرُّؤْيَةِ وَالتَّصْدِيقُ بِالْأَحَادِيثِ الَّتِي جَاءَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَةِ "

أبو نعيم الفضل بن دكين وسليمان بن حرب

§أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ

887 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ قَبِيصَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ وَهُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، كُلُّهُمْ رَوَوْا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَنَّا نَرَى رَبَّنَا» وَجَاءَ ابْنَ صَبَّاغٍ يَهُودِيٌّ فَأَنْكَرَ الرُّؤْيَةَ , يَعْنِي الْمَرِيسِيَّ

888 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَسَأَلَهُ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ وَهُوَ الْمُسْتَمْلِيُّ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ أَذْكُرُ حَدِيثَ أَبِي مُوسَى §فِي الرُّؤْيَةِ , فَقَالَ: دَعْهُ , فَقَالَ رَجُلٌ بِالْقُرْبِ مِنْ سُلَيْمَانَ , خَفِيًّا: أَيْ وَاللَّهِ فَدَعْهُ فَسَمِعَهُ سُلَيْمَانُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِذًا أُحَدِّثُهُ عَلَى رَغْمِ أَنْفِكَ , خُذْهَا إِلَيْكَ فَإِنِّي أَرَاكَ مِمَّنْ تَرَكَهُ , ثُمَّ بَدَأَ فَحَدَّثَهُ بِهِ

أحمد بن حنبل

§أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ

889 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا حَنْبَلٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , يَعْنِي أَحْمَدَ , فِي الرُّؤْيَةِ قَالَ: §أَحَادِيثُ صِحَاحٌ نُؤْمِنُ بِهَا وَنُقِرُّ وَكُلَّ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسَانِيدَ جَيِّدَةٍ نُؤْمِنُ بِهِ وَنُقِرُّ

نعيم بن حماد

§نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ

890 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْتِبُ، قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَفِيقَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ يَقُولُ: لَمَّا صِرْنَا إِلَى الْعِرَاقِ وَحُبِسَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ , دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فِي السِّجْنِ مِنْ هَؤُلَاءِ , فَقَالَ لِنُعَيْمٍ: أَلَيْسَ اللَّهُ قَالَ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] ؟ فَقَالَ نُعَيْمٌ: بَلَى , ذَاكَ فِي الدُّنْيَا , قَالَ: وَمَا دَلِيلُكَ؟ فَقَالَ نُعَيْمٌ: «إِنَّ §اللَّهَ هُوَ الْبَقَاءُ وَخَلَقَ الْخَلْقَ لِلْفَنَاءِ فَلَا -[563]- يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْظُرُوا بِأَبْصَارِ الْفَنَاءِ , فَإِذَا جُدِّدَ لَهُمْ خَلْقُ الْبَقَاءِ فَنَظَرُوا بِأَبْصَارِ الْبَقَاءِ إِلَى الْبَقَاءِ»

قول المزني إسماعيل بن يحيى:

§قَوْلُ الْمُزَنِيِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى:

891 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي دَاوُدَ الْبُرُلُّسِيُّ الْمِصْرِيُّ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ جُلُوسًا , فَقَالَ نُعَيْمٌ لِلْمُزَنِيِّ: مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: أَقُولُ: إِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ , فَقَالَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟ فَقَالَ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ , قَالَ: وَتَقُولُ: §إِنَّ اللَّهَ يُرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَلَمَّا افْتَرَقَ النَّاسُ قَامَ إِلَيْهِ الْمُزَنِيُّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ شَهَّرْتَنِي عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ , فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَكْثَرُوا فِيكَ فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَرِّئُكَ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُكْرَمِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيَّ، يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنِّي مَرَرْتُ بِبَابِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعَلَى بَابِهِ قَوْمٌ قُعُودٌ وَهُوَ يَقُولُ مِنْ دَاخِلٍ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ: " §الْمُؤْمِنُونَ يَنْتَظِرُونَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ -[564]- قَالَ: فَقُلْتُ أَنَا: مَنْ لَمْ يَتَّبِعِ ابْتَدَعَ. قَالَ: ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا حَائِطٌ بَيْنَ يَدَيَّ مُجَصَّصٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ سَطْرٌ فَذَهَبْتُ لِأَقْرَأَهُ , فَلَمْ أَفْهَمْهُ , فَقَالَ لِي بَعْضُ مَنْ كَانَ ثَمَّةَ: يَا أَبَا مَعْبَدٍ أَتَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ مَكْتُوبٌ؟ قُلْتُ: مَا هُوَ , قَالَ: مَكْتُوبٌ: مَنْ لَمْ يَتَّبِعِ ابْتَدَعَ "

وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ عِصَامٍ الْحَرْبِيِّ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي قَدْ دَخَلْتُ دَرْبَ هِشَامٍ فَلَقِيَنِي بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ , رَحِمَهُ اللَّهُ , فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يَا أَبَا النَّضْرِ؟ فَقَالَ: مِنْ عِلِّيِّينَ , قُلْتُ: مَا فَعَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ؟ قَالَ: تَرَكْتُ السَّاعَةَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَعَبْدَ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَأْكُلَانِ وَيَشْرَبَانِ وَيَتَنَعَّمَانِ , قُلْتُ: فَأَنْتَ؟ قَالَ: عَلِمَ اللَّهُ قِلَّةَ رَغْبَتِي فِي الطَّعَامِ §فَأَبَاحَنِي النَّظَرَ إِلَيْهِ "

894 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: §" مَا حَجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا عَنْهُ إِلَّا عَذَّبَهُ , ثُمَّ قَرَأَ {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمَ} [المطففين: 16] {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [المطففين: 17] قَالَ بِالرُّؤْيَةِ "

عبد الله بن المبارك

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ

895 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ، بِمَرْوٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §«مَنْ أَرَادَ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِ خَالِقِهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُخْبِرْ بِهِ أَحَدًا»

الغطريف بن عطاء

§الْغِطْرِيفُ بْنُ عَطَاءٍ

896 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ , ثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: كَانَ الْغِطْرِيفُ بْنُ عَطَاءٍ , يَعْنِي وَالِي خُرَاسَانَ , يَخْطُبُ فَكَانَ يُتِمُّ خُطْبَتَهُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ مَنْ كَادَ لِيَ الدُّنْيَا فَسَلِّمْنَا , وَحُجَّتَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَقِّنَا , وَ §النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ فَارْزُقْنَا»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد رأى ربه روي ذلك عن ابن عباس، وأبي هريرة.

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ رَأَى رَبَّهُ -[567]- رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.

897 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» . 898 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، مِثْلَهُ. 899 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ -[568]-: سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ قَتَادَةَ وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ رَجُلٌ غَيْرِي وَغَيْرَهُ

900 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «§إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الْإِسْلَامِ»

901 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ اللَّجْلَاجِ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَائِشٍ الْحَضْرَمِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»

902 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثَنَا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْأَقْطَعُ، قَالَ: ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلَاجِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ وَهُوَ مَسْرُورٌ , فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ: «وَمَا يَمْنَعُنِي §وَقَدْ رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ»

قول ابن عباس

§قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ

903 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ح 904 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«لَقَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

905 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَبُنْدَارُ، قَالُوا ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ -[570]-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ الْخِلَّةُ لِإِبْرَاهِيمَ وَالْكَلَامُ لِمُوسَى §وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟»

906 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] قَالَ: " دَنَا رَبُّهُ مِنْهُ فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. قَالَ: §قَدْ رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

907 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثَنَا سَعْدَانُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ -[571]-: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] فَقَالَ عِكْرِمَةُ: قَوْسَيْنِ مِنْ قِسِيِّكُمْ , قَالَ: فَتَلَا الْآيَةَ {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] قَالَ: فَقَالَ عِكْرِمَةُ أَتُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكَ أَنَّهُ قَدْ رَآهُ , قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ , قَالَ: §فَقَدْ رَآهُ ثُمَّ رَآهُ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ الْحَسَنَ فَقَالَ الْحَسَنُ: رَأَى جَمَالَهُ وَعَظَمَتَهُ وَرَأَى. . . وَرَأَى. . .

908 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ مَرْوَانَ، سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ قَالَ: §«نَعَمْ قَدْ رَآهُ»

سياق ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه بقلبه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ بِقَلْبِهِ

909 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ عُثْمَانَ حَدَّثَهُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ، امْرَأَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهَا قَالَتْ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ أَنَّهُ §رَأَى رَبَّهُ , تَعْنِي بِقَلْبِهِ»

910 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ -[573]-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] قَالَ: §«إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ بِقَلْبِهِ»

911 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] قَالَ: §" رَأَى رَبَّهُ بِقَلْبِهِ

912 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، §«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ»

913 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] قَالَ: §«رَآهُ بِقَلْبِهِ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا جَابِرُ بْنُ كُرْدِيٍّ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: §" رَآهُ بِقَلْبِهِ وَلَمْ تَرَهُ عَيْنَاهُ

915 - وَأَنْبَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: §«رَآهُ بِقَلْبِهِ» يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

916 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: إِلَى أَيِّ شَيْءٍ تَذْهَبُ: أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ؟ فَقَالَ: إِلَى حَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §«رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ بِقَلْبِهِ»

917 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ -[575]-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] قَالَ: §«رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ عَنْ وَكِيعٍ

918 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي ذَرٍّ: لَوْ أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسَأَلْتُهُ , قَالَ: عَمَّ كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُهُ هَلْ رَأَى رَبَّهُ؟ قَالَ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُهُ , قَالَ: §«نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ. .» . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ يَزِيدَ

919 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[576]- الْحُسَيْنِ بْنِ جُمُعَةَ، بِدِمَشْقَ قَالَ: ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا مُؤَمَّلٌ , يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , يَعْنِي ابْنَ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«رَأَيْتُ رَبِّي فِي مَنَامِي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ»

في تفسير قوله لا تدركه الأبصار.

§فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] .

920 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثَنَا رَجَاءُ بْنُ الْمُرَجَّا، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: ثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ: هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: فَأَيْنَ قَوْلُهُ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] قَالَ: «لَا أُمَّ لَكَ ذَلِكَ نُورُهُ الَّذِي هُوَ نُورُهُ إِذَا تَجَلَّى بِنُورِهِ §لَا يُدْرِكَهُ شَيْءٌ»

921 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، وَكَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ الْمَذْحِجِيُّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ , يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فِي قَوْلِهِ: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينِ} [الأعراف: 143] ، قَالَ: " وَكَانَ قَبْلَهُ مُؤْمِنُونَ وَلَكَنْ يَقُولُ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهَذَا أَنَّهُ §لَا يَرَاكَ أَحَدٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَقُولُ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] يَعْنِي أَنَّهُ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ فِي الدُّنْيَا ". وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، وَهِشَامِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، وَنُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ فِي قَوْلِهِ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] يَعْنِي فِي الدُّنْيَا.

922 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْحُصَيْنِ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَكَانَ مِنْ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ مَهْدِيٌّ يَقُولُ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] -[578]- قَالَ: §«أَبْصَارُ الْعُقُولِ»

في أن أول من ينظر إلى الله العميان.

§فِي أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى اللَّهِ الْعُمْيَانُ.

923 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثَنَا عُفَيْرَةُ بِنْتُ وَاقِفٍ، قَالَتْ: حُمَيْدَةُ حَدَّثَتْنِي , تَعْنِي بِنْتَ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَتْ: أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبِي , كَانَ أَنَسٌ، وَأَبُو ظِلَالٍ فِي بَيْتِ ثَابِتٍ , فَقَالَ أَنَسٌ: يَا أَبَا ظِلَالٍ مَتَى فَقَدْتَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: وَأَنَا صَبِيٌّ لَا أَعْقِلُ , قَالَ: فَهَلْ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ جِبْرِيلَ، وَجِبْرِيلُ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ , قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا جَزَاءُ مَنْ سَلَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ؟ قَالَ: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البقرة: 32] , قَالَ: §«جَزَاؤُهُ الْخُلُودُ فِي دَارِي وَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِي»

924 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §«أَوَّلُ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْأَعْمَى»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن التفكر في ذات الله عز وجل وعن عمر: " تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله ".

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنِ التَّفَكُّرِ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ -[580]- وَعَنْ عُمَرَ: «تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ» .

925 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، ح. 926 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا , وَكَذَا , حَتَّى يَقُولَ لَهُ: §مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، وَالْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ

927 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«تَفَكَّرُوا فِي آلَاءِ اللَّهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

928 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَا: ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ: " ضَحِكَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ , وَقُرْبِ غِيَرِهِ , وَالْكُرْسِيُّ مَوْضِعَ الْقَدَمَيْنِ , وَأَنَّ جَهَنَّمَ لَتَمْتَلِئُ فَيَضَعُ رَبُّكَ قَدَمَهُ فِيهَا , وَأَشْبَاهُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: §" هَذِهِ الْأَحَادِيثُ عِنْدَنَا حَقٌّ يَرْوِيهَا الثِّقَاتُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ إِلَّا أَنَّا إِذَا سُئِلْنَا عَنْ تَفْسِيرِهَا قُلْنَا: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُ مِنْهَا شَيْئًا وَنَحْنُ لَا نُفَسِّرُ مِنْهَا شَيْئًا نُصَدِّقُ بِهَا وَنَسْكُتُ " -[582]- وَسُئِلَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ قَوْلِهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] فَقَالَ: الِاسْتِوَاءُ مَعْقُولٌ , وَالْكَيْفُ مَجْهُوَلٌ , وَالْإِيمَانُ بِهِ , قَالَ ابْنُ الْجَرَّاحِ , وَاجِبٌ , وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُحَدُّ.

929 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: " حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يُؤْمِنَ بِجَمِيعِ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ وَيَتْرُكَ التَّفَكُّرَ فِي الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَيَتْبَعَ حَدِيثَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §«تَفَكَّرُوا فِي الْخَلْقِ وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي الْخَالِقِ» . قَالَ نُعَيْمٌ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] وَلَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ "

930 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الرُّؤْيَةِ , فَقَالُوا: §«أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفَ»

سياق ما روي في تكفير المشبهة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَكْفِيرِ الْمُشَبِّهَةِ

931 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ -[584]-: قَالَ لِيَ الْأَعْمَشُ: مَا عِنْدَكَ فِي قَوْلِهِ {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137] فَقُلْتُ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَا تَقُلْ: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137] فَإِنَّهُ لَيْسَ لِلَّهِ مِثْلٌ وَلَكَنْ قُلْ: §فَإِنْ آمَنُوا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا "

932 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ لِفَتًى مِنْ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ: مَكَانَكَ , فَقَعَدَ حَتَّى تَفَرَّقَ النَّاسُ , ثُمَّ قَالَ: تَعْرِفُ مَا فِي هَذِهِ الْكُورَةِ مِنَ الْأَهْوَاءِ وَالِاخْتِلَافِ وَكُلُّ ذَلِكَ يَجْرِي مِنِّي عَلَى بَالٍ رَضِيٍّ إِلَّا أَمَرَكَ وَمَا بَلَغَنِي , فَإِنَّ الْأَمْرَ لَا يَزَالُ هَيِّنَا مَا لَمْ يَصِرْ إِلَيْكُمْ , يَعْنِي السُّلْطَانَ , فَإِذَا صَارَ إِلَيْكُمْ , جَلَّ وَعَظُمَ , فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ فِي الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَتَصِفُهُ وَتُشَبِّهُهُ , فَقَالَ الْغُلَامُ: نَعَمْ , فَأَخَذَ يَتَكَلَّمُ فِي الصِّفَةِ , فَقَالَ: رُوَيْدَكَ يَا بُنَيَّ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوَّلَ شَيْءٍ فِي الْمَخْلُوقِ , فَإِذَا عَجَزْنَا عَنِ الْمَخْلُوقَاتِ , فَنَحْنُ عَنِ الْخَالِقِ أَعْجَزُ وَأَعْجَزُ " -[586]-. أَخْبَرَنِي عَنْ حَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ شُعْبَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ زِرًّا قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ " فِي قَوْلِهِ {§لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] قَالَ: رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتِّمِائَةِ جَنَاحٍ ". قَالَ: نَعَمْ , فَعَرَفَ الْحَدِيثَ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَفْ لِي خَلْقًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَهُ سِتِّمِائَةِ جَنَاحٍ , فَبَقِيَ الْغُلَامُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: يَا بُنَيَّ، فَإِنِّي أُهَوِّنُ عَلَيْكَ الْمَسْأَلَةَ، وَأَضَعُ عَنْكَ خَمْسَمِائَةٍ وَسَبْعَةٍ وَتِسْعِينَ , صَفْ لِي خَلْقًا بِثَلَاثَةِ أَجْنِحَةٍ رُكِّبَ الْجَنَاحُ الثَّالِثُ مِنْهُ مَوْضِعًا غَيْرَ الْمَوْضِعَيْنِ اللَّذَيْنِ رَكَّبَهُمَا اللَّهُ , حَتَّى أَعْلَمَ. فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، نَحْنُ قَدْ عَجَزْنَا عَنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِ وَنَحْنُ عَنْ صِفَةِ الْخَالِقِ أَعْجَزُ وَأَعْجَزُ , فَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْ ذَلِكَ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ

933 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: §تَكَلَّمَ دَاوُدُ الْجَوَارِبِيُّ فِي التَّشْبِيهِ فَاجْتَمَعَ فِيهَا أَهْلُ وَاسِطٍ , مِنْهُمْ -[587]- مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، وَخَالِدٌ الطَّحَّانُ، وَهُشَيْمٌ، وَغَيْرُهُمْ , فَأَتَوُا الْأَمِيرَ وَأَخْبَرُوهُ بِمَقَالَتِهِ , فَأَجْمَعُوا عَلَى سَفْكِ دَمِهِ , فَمَاتَ فِي أَيَّامِهِ , فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ عُلَمَاءُ أَهْلِ وَاسِطٍ

934 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَاذَ بْنَ يَحْيَى الْوَاسِطِيَّ، يَقُولُ: " كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ , فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ مَا تَقُولُ فِي الْجَهْمِيَّةِ؟ قَالَ: «§يُسْتَتَابُونَ , إِنَّ الْجَهْمِيَّةَ غَلَتْ فَفَرَغَتْ فِي غُلُوِّهَا إِلَى أَنْ نَفَتْ , وَإِنَّ الْمُشَبِّهَةَ غَلَتْ فَفَرَغَتْ فِي غُلُوِّهَا حَتَّى مَثَّلَتْ , فَالْجَهْمِيَّةُ يُسْتَتَابُونَ , وَالْمُشَبِّهَةُ كَذِي , رَمَاهُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ»

935 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ كُمَيْتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: §" وَصَفَ دَاوُدُ الْجَوَارِبِيُّ , يَعْنِي الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ , فَكَفَرَ فِي صِفَتِهِ , فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمَرِيسِيُّ فَكَفَرَ الْمَرِيسِيُّ فِي رَدِّهِ عَلَيْهِ , إِذْ قَالَ: هُوَ فِي كُلِّ شَيْءٍ "

936 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْدَاوِيُّ، قَالَ: قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: §«مَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ فَقَدْ كَفَرَ , وَمَنْ أَنْكَرَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ كَفَرَ , فَلَيْسَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ -[588]- وَرَسُولُهُ تَشْبِيهٌ»

937 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، يَقُولُ: §«مَنْ وَصَفَ اللَّهَ فَشَبَّهَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ , لِأَنَّهُ وَصَفَ بِصِفَاتِهِ أَنَّمَا هُوَ اسْتِسْلَامٌ لِأَمْرِ اللَّهِ وَلِمَا سَنَّ الرَّسُولُ»

938 - قَالَ: وَسَمِعْتُ 927 إِسْحَاقَ، يَقُولُ: " عَلَامَةُ جَهْمٍ وَأَصْحَابِهِ دَعْوَاهُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَمَاعَةِ , وَمَا أُولِعُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ , إِنَّهُمْ مُشَبِّهَةٌ بَلْ هُمُ الْمُعَطِّلَةُ وَلَوْ جَازَ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: هُمُ الْمُشَبِّهَةُ لَاحْتُمَلَ ذَلِكَ , وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: §إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كُلِّ مَكَانٍ بِكَمَالِهِ فِي أَسْفَلِ الْأَرَضِينَ وَأَعْلَى السَّمَاوَاتِ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ وَكَذَبُوا فِي ذَلِكَ وَلَزِمَهُمُ الْكُفْرُ " 939 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَلَامَةُ الْجَهْمِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَةً، وَعَلَامَةُ الْقَدَرِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُجْبِرَةً، وَعَلَامَةُ الْمُرْجِئَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ نُقْصَانِيَّةً، وَعَلَامَةُ الْمُعْتَزِلَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ حَشَوِيَّةً، وَعَلَامَةُ الرَّافِضَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ نَابِتَةً

سياق ما فسر من الآيات في كتاب الله عز وجل وما روي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر وما نقل من إجماع الصحابة والتابعين والخالفين لهم من علماء الأمة أن أفعال العباد كلها مخلوقة لله عز وجل طاعاتها ومعاصيها. وروي ذلك عن الصحابة لفظا: عن

§سِيَاقُ مَا فُسِّرَ مِنَ الْآيَاتِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا رُوِيَ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِثْبَاتِ الْقَدَرِ وَمَا نُقِلَ مِنْ إِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَالْخَالِفِينَ لَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ كُلَّهَا مَخْلُوقَةٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَاعَاتِهَا وَمَعَاصِيَهَا

وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الصَّحَابَةِ لَفْظًا: عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَأَبِي الطُّفَيْلِ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَائِشَةَ

وَعَنْ طَاوُسٍ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ وَبِهِ قَالَ مِنَ التَّابِعِينَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَعَطَاءٌ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَالْحَسَنُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو قِلَابَةَ، وَإِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَأَيُّوبُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمَا بِهَا قَدَرِيٌّ إِلَّا سِيسَوَيْهِ وَمَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ وَآخَرُ مَلْعُونٌ فِي بَنِي عَوَانَةَ وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، حَتَّى نَشَأَ هُنَيٌّ حَقِيرٌ يُقَالُ لَهُ: سِيسَوَيْهِ الْبَقَّالُ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ

قَالَ بِالْقَدَرِ وَعَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا كَلَامُهُمْ إِلَّا: وَإِنْ قَضَى، وَإِنْ قَدَّرَ.

940 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ§: لَقَدْ أَدْرَكْتُ وَمَا بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ يُتَّهَمُ بِالْقَدَرِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يُقَالُ لَهُ: مَعْبَدٌ. وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ وَمِنْ أَهْلِ مِصْرَ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ، وَأَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجِيزِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ -[593]- وَمِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَشَرِيكٌ، وَأَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو يُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ. وَمِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَتِّيُّ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. وَمِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، وَأَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الْكَلْبِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَمِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ وَمِنَ الْقُرَّاءِ وَالْأُدَبَاءِ: أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، وَالْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، وَالْأَصْمَعِيُّ.

941 - وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ قَالَ: §لَا أَعْلَمُ عَرَبِيًّا قَدَرِيًّا قِيلَ لَهُ: يَقَعُ فِي قُلُوبِ الْعَرَبِ الْقَوْلُ بِالْقَدَرِ؟ قَالَ: مُعَاذَ اللَّهِ مَا فِي الْعَرَبِ إِلَّا مُثْبِتُ الْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، أَهْلُ -[594]- الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ ذَلِكَ فِي أَشْعَارِهِمْ وَكَلَامِهِمْ كَثِيرٌ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَتَوَارَثُونَهُ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ مِنْ لَدُنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا شَكٍّ وَلَا رَيْبٍ، وَالْحَمْدُ للَّهِ عَلَى ذَلِكَ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ تَمَامَ ذَلِكَ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ

تفسير قوله تعالى: والله خلقكم وما تعملون

§تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96]

942 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ صَانِعٌ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ

943 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحُبُلِيُّ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ -[595]-، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اللَّهُ يَصْنَعُ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ» قَالَ الْفَزَارِيُّ: قَالَ رَجُلٌ: يَعْنِي: خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْلَمُونَ

944 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ غِيَاثٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {§إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29] قَالَ: كَتَبَ اللَّهُ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَالْمَلَائِكَةُ يَسْتَنْسِخُونَ مَا يَعْمَلُ بَنُو آدَمَ يَوْمًا بِيَوْمٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29]

945 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَرِيرِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْحَةَ -[596]-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ {§إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]

946 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقِيقِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ§: جَاءَ مُشْرِكُوا قُرَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُونَهُ فِي الْقَدَرِ، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ، يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ، إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48]

947 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَارِضُ بِمَكَّةَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: §جَاءَ مُشْرِكُوا قُرَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُونَهُ فِي الْقَدَرِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ، يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ، إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48] -[597]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

948 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَنْزِعُ فِي زَمْزَمَ وَقَدِ ابْتَلَّتْ أَسَافِلُ ثِيَابِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ تُكُلِّمَ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَّا فِيهِمْ: {§ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} [القمر: 48] {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] لَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلَا تُصَلُّوا عَلَى مَوْتَاهُمْ وَلَوْ أَرِيتَنِي وَاحِدًا مِنْهُمْ فَقَأْتُ عَيْنَهُ

949 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] يَقُولُ: اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ بِقَدَرٍ وَخَلَقَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَخَيْرُ الْخَيْرِ السَّعَادَةُ وَشَرُّ الشَّرِّ الشَّقَاوَةُ

سياق ما روي في تفسير قوله تعالى: فألهمها فجورها وتقواها

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8]

950 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثنا صَفْوَانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ قَالَا: ثنا عَزْرَةُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: §أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ وَيَتَكَادَحُونَ فِيهِ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتْ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ؟ قُلْتُ: بَلْ شَيْءٌ مَضَى عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَهَلْ ذَلِكَ ظُلْمٌ؟ فَفَزِعْتُ مِنْهُ فَزَعًا شَدِيدًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا خَلْقُهُ وَمِلْكُ يَدِهِ {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] قَالَ: سَدَّدَكَ اللَّهُ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِأُحْرِزَ عَقْلَكَ. إِنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ -[599]- أَوْ جُهَيْنَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ وَيَتَكَادَحُونَ فِيهِ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ سَبَقَ أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَاتَّحَدَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ؟ فَقَالَ: «بَلْ فِي شَيْءٍ مَضَى عَلَيْهِمْ» . قَالَ: فَفِيمَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: " مَنْ كَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ لِإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ يُهَيِّئُهُ لَهَا، تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَنَفَسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8]

951 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ (. . .) ح 952 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ ح 953 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أنبأ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قَالَ -[600]-: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ: أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ وَيَكْدَحُونَ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَسَبَقَ أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتْ بِهِ الْحُجَّةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ فِيمَا قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى قَالَ: أَفَيَكُونُ ذَلِكَ ظُلْمًا؟ قَالَ: فَفَزِعْتُ فَزِعًا شَدِيدًا وَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ خَلْقٌ إِلَّا وَهُوَ لِلَّهِ. زَادَ ابْنُ إِشْكَابٍ: وَمِلْكُ يَدِهِ {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] فَقَالَ: سَدَّدَكَ اللَّهُ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَحْرِزَ عَقْلَكَ. إِنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ الْيَوْمَ فِيهِ وَمَا يَكْدَحُونَ أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: «فِيمَا قُضِيَ عَلَيْهِمْ وَمَضَى عَلَيْهِمْ» فَقَالَ الرَّجُلُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ خَلَقَهُ اللَّهُ لِإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ فَيَسْتَعْمِلُهُ لَهَا، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8] أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ

954 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ الْهَدَادِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ {§فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 8] ، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9] ، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10] قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: قَالَ قَدْ أَفْلَحَتْ نَفْسٌ أَتْقَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ خَابَتْ نَفْسٌ أَغْوَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

955 - أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§قَدْ أَفْلَحَ مِنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9] ، {وَقَدْ خَابَ مِنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10] يَقُولُ: قَدْ أَفْلَحَ مِنْ زَكَّى اللَّهُ نَفْسَهُ، وَقَدْ خَابَ مِنْ دَسَّ اللَّهُ نَفْسَهُ فَأَضَلَّهَا

في تفسير قوله عز وجل وهديناه النجدين

§فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]

956 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ: {§وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] قَالَ: الْخَيْرُ وَالشَّرُّ

957 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] قَالَ: الْخَيْرُ وَالشَّرُّ

958 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ السَّامِرِّيُّ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] قَالَ: نَجْدُ الْخَيْرِ وَنَجْدُ الشَّرِّ

وفي قوله: إني أعلم ما لا تعلمون

§وَفِي قَوْلِهِ: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]

959 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ -[603]-، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {§إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] قَالَ: عَلِمَ مِنْ إِبْلِيسَ الْمَعْصِيَةَ وَخَلَقَهُ لَهَا. 960 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ فَذَكَرَهُ سَوَاءً

في قوله تعالى: فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة

§فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} [الأعراف: 30]

961 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} [الأعراف: 30] قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَدَأَ خَلْقَ بَنِي آدَمَ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا ثُمَّ قَالَ: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} [التغابن: 2] ثُمَّ يُعِيدُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا بَدَأَ خَلْقَهُمْ مُؤْمِنٌ وَكَافِرٌ

وفي قوله: أومن كان ميتا فأحييناه

§وَفِي قَوْلِهِ: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}

962 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {§أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} يَعْنِي قَالَ: مَنْ كَانَ كَافِرًا ضَالًّا فَهَدَيْنَاهُ {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122] يَعْنِي بِالنُّورِ: الْقُرْآنَ مِنْ صَدَّقَ بِهِ وَعَمِلَ بِهِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ وَالْكُفْرِ وَالضَّلَالَةِ

في قوله: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله

§فِي قَوْلِهِ: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11]

963 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ قَالَ: ثنا شَبَابَةُ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] قَالَ: فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلُّوا عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24]

964 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ -[605]- بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ ح 965 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: ثنا بِشْرٌ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ {§يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] قَالَ: يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَالْكُفْرِ - زَادَ ابْنُ فُضَيْلٍ - وَمَعَاصِي اللَّهِ، وَقَالَا جَمِيعًا: وَيَحُولُ بَيْنَ الْكَافِرِ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ - زَادَ ابْنُ فُضَيْلٍ - وَطَاعَةِ اللَّهِ

في قوله: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك

§فِي قَوْلِهِ: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفَيْنَ إِلَّا مِنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [سورة: هود، آية رقم: 119]

966 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفَيْنَ إِلَّا مِنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 119] قَالَ: فَرِيقَيْنِ فَرِيقًا يَرْحَمُ فَلَا يَخْتَلِفُ، وَفَرِيقًا لَا يَرْحَمُ فَيَخْتَلِفُ. {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105]

967 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ -[606]-: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: §وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفَيْنَ إِلَّا مِنْ رَحِمَ رَبُّكَ قَالَ: النَّاسُ مُخْتَلِفُونَ عَلَى أَدْيَانٍ شَتَّى إِلَّا مِنْ رَحِمَ رَبُّكَ غَيْرَ مُخْتَلِفٍ قُلْتُ: وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ قَالَ: خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِجَنَّتِهِ وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِرَحْمَتِهِ وَهَؤُلَاءِ لِعَذَابِهِ

968 - أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا أَشْهَبُ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ قَوْلِهِ: {§وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفَيْنِ إِلَّا مِنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [سورة: هود، آية رقم: 119] قَالَ: خَلَقَهُمْ لِيَكُونَ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي النَّارِ

وفي قوله تبارك وتعالى: سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا وقوله: لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا، وقوله ولو شاء الله لجمعهم على الهدى

§وَفِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} [الأنعام: 148] وَقَوْلِهِ: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} [الأنعام: 148] ، وَقَوْلِهِ {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} [الأنعام: 35]

969 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} [الأنعام: 148] قَالَ: وَكَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ثُمَّ قَالُوا: لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا، فَإِنَّهُمْ قَالُوا: عِبَادَتُنَا الْآلِهَةَ تُقَرِّبُنَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى، فَأَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهَا لَا تُقَرِّبُهُمْ

وقوله: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وقوله: ولو شاء الله ما أشركوا. يقول جل ثناؤه: ولو شاء الله لجمعهم على الهدى

§وَقَوْلُهُ: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] وَقَوْلُهُ: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا} [الأنعام: 107] . يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} [الأنعام: 35]

970 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا ابْنُ شِيرَوَيْهِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: الشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْقَدَرِ {§سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا: لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا} [الأنعام: 148] حَتَّى بَلَغَ {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149] -[608]- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْعَجْزُ وَالْكَيْسُ بِقَدَرٍ

قوله: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

§قَوْلُهُ: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]

971 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] قَالَ: يَقُولُ: مَنْ شَاءَ اللَّهُ لَهُ الْإِيمَانَ آمَنَ، وَمَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْفُرَ كَفَرَ وَهُوَ قَوْلُهُ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}

قوله: أم على قلوب أقفالها

§972 - قَوْلُهُ: أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: ثنا ذُؤَيْبُ بْنُ عِمَامَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ {§أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] وَغُلَامٌ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَلَى وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلَيْهَا لَأَقْفَالُهَا وَلَا يَفْتَحُهَا إِلَّا -[609]- الَّذِي أَقْفَلَهَا، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ طَلَبَهُ لِيَسْتَعْمِلَهُ وَقَالَ: لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ عَقِلَ

وفي قوله: وكل شيء أحصيناه في إمام مبين

§وَفِي قَوْلِهِ: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12]

973 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: ثنا بِشْرٌ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] قَالَ: فِي أُمِّ الْكِتَابِ

وفي قوله: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب

§وَفِي قَوْلِهِ: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]

974 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: ثنا بِشْرٌ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: §يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ قَالَ: الشَّقَاءُ وَالسَّعَادَةُ وَالْمَوْتُ

975 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا بِشْرٌ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {§يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39] قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْزِلُ كُلَّ شَيْءٍ يَكُونُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَيَمْحُو مَا يَشَاءُ مِنَ الْمَقَادِيرِ وَالْآجَالِ وَالْأَرْزَاقِ إِلَّا الشَّقَاوَةَ وَالسَّعَادَةَ فَإِنَّهُ ثَابِتٌ

قوله تعالى: ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك

§قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]

976 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} يَقُولُ: الْحَسَنَةُ وَالسَّيِّئَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، أَمَّا الْحَسَنَةُ فَأَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا -[611]- عَلَيْكَ وَأَمَّا السَّيِّئَةُ فَابْتَلَاكَ بِهَا

977 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا رِشْدِينُ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] قَالَ: هُوَ يَوْمُ أُحُدٍ يَقُولُ: مَا فَتَحْتُ لَكَ وَمَا كَانَتْ مِنْ بَلِيَّةٍ فَبِذَنْبِكَ وَأَنَا قَدَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْكَ

978 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: {§مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] قَالَ: بِذَنْبِكَ وَأَنَا قَدَّرْتُهَا عَلَيْكَ

979 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أبيه، {§وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] وَأَنَا قَدَّرْتُهَا عَلَيْكَ

في قوله تعالى: لولا كتاب من الله سبق، وكما بدأكم تعودون، وأولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب

§فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} [الأنفال: 68] ، وَ {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف: 29] ، وَ {أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} [الأعراف: 37]

980 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {§لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} [الأنفال: 68] قَالَ: مَا سَبَقَ لِأَهْلِ بَدْرٍ مِنَ السَّعَادَةِ 981 - وَفِي قَوْلِهِ: {أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ} [الأعراف: 37] قَالَ: مَا سَبَقَ لَهُمْ مِنَ السَّعَادَةِ 982 - وَفِي قَوْلِهِ: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف: 29] قَالَ: كَمَا كَتَبَ عَلَيْكُمْ تَكُونُونَ

وفي قوله تبارك وتعالى: كذلك سلكناه في قلوب المجرمين

§وَفِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الشعراء: 200]

983 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى الْحَسَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتَ بِسَنَةٍ وَكَانَ يُفَسِّرِ الْقُرْآنَ عَلَى الْإِثْبَاتِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: {§كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} [الشعراء: 200] قَالَ: الشِّرْكُ

قوله: وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون

§قَوْلُهُ: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَونَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 43]

984 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَقَدْ كَانُوا يُدْعَونَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 43] قَالَ: هُمُ الْكُفَّارُ يُدْعَونَ فِي الدُّنْيَا وَهُمْ آمِنُونَ، فَالْيَوْمَ يُدْعَوْنَ وَهُمْ خَائِفُونَ. ثُمَّ أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ حَالَ بَيْنَ أَهْلِ الشِّرْكِ وَبَيْنَ طَاعَتِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَإِنَّهُ قَالَ: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ} [هود: 20] وَهِيَ طَاعَتُهُ -[614]-، {وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ} [هود: 20] ، وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ قَالَ: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42] ، {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} [القلم: 43]

وفي قوله تعالى: كلا إن كتاب الفجار لفي سجين

§وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين: 7]

985 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خُصَيْفٍ: سَأَلَ مُجَاهِدٌ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وَأَنَا مَعَهُ {§إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين: 7] قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدٌ: رَقَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ فِي أَسْفَلِ الْأَرْضِ فَهُمْ عَامِلُونَ بِمَا قَدْ رَقَمَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ، وَرَقَمَ كِتَابَ الْأَبْرَارِ فَجَعَلَهُ فِي عِلِّيِّينَ فَهُمْ يُؤْتَى بِهِمْ حَتَّى يَعْمَلُوا بِمَا قَدْ رَقَمَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ

986 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ -[615]-: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: {§تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] بِمَا جَرَى مِنَ الْقَلَمِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ

وفي قوله تعالى: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم

§وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33]

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] يَقُولُ: مَا كَانَ اللَّهُ لَيُعَذِّبُ أَقْوَامًا وَأَنْبِيَاؤُهُمْ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] يَقُولُ: وَمَنْ قَدْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ الدُّخُولُ فِي الْإِيمَانِ وَهُوَ الِاسْتِغْفَارُ. وَيَقُولُ لِلْكَافِرِ: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179] فَمَيَّزَ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَقَالَ: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] فَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ بِالسَّيْفِ

وفي قوله تبارك وتعالى: وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا

§وَفِي -[616]- قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} [يس: 9]

988 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} [يس: 9] قَالَ: عَنِ الْحَقِّ

989 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} [الأنعام: 25] قَالَ: كَالْجُعْبَةِ فِيهَا السِّهَامُ

في قوله: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى

§فِي قَوْلِهِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172]

990 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ -[617]- الْقَاسِمِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، أَخْبَرَهُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: §" إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّتَهُ فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَلَقَ اللَّهُ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيُدْخِلُهُ بِهِ النَّارَ»

991 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ الطَّبَرِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُوحٍ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَإِذَا أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} {أَوْ تَقُولُوا: إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] قَالَ: فَجَمَعَهُمْ لَهُ يَوْمَئِذٍ جَمِيعًا مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَجَعَلَهُمْ أَزْوَاجًا، ثُمَّ صَوَّرَهُمْ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُمْ وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 172] إِلَى {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] قَالَ: فَأَنَا أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ وَأَشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ، أَلَّا تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنَّا لَمْ نَعْلَمْ بِهَذَا، اعْلَمُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ غَيْرِي وَلَا رَبَّ غَيْرِي وَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، وَأَنِّي سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلًا يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كُتُبِي قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ فَأَقَرُّوا لَهُ يَوْمَئِذٍ بِالطَّاعَةِ، وَرُفِعَ عَلَيْهِمْ أَبُوهُمْ آدَمُ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَأَى فِيهِمُ الْفَقِيرَ وَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ عَلَيْهِمُ النُّورُ خُصُّوا بِمِيثَاقٍ -[619]- آخَرَ مِنَ الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: {وَإِذَ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [الأحزاب: 7] إِلَى قَوْلِهِ: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 154] ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] ، وَفِي ذَلِكَ قَالَ: {هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى} [النجم: 56] أَخَذَ عَهْدَهُ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِّنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: 102] ، وَفِي ذَلِكَ: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} كَانَ فِي عَلِمِهِ يَوْمَ أَقَرُّوا بِهِ مِنْ يَكَذِّبُ بِهِ وَمَنْ يُصَدِّقُ بِهِ، فَكَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الَّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فِي بَنِي آدَمَ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ إِلَى مَرْيَمَ حِينَ {انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا قَالَ: إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا قَالَتْ: أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيَّا} [مريم: 17] -[620]- إِلَى قَوْلِهِ: {فَحَمَلَتْهُ} [مريم: 22] قَالَ: فَحَمَلَتِ الَّذِي خَاطَبَهَا وَهُوَ رُوحُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ

992 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§وَإذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172] قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ أَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ مِنْ صُلْبِهِ مِثْلَ الذَّرِّ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ رَبُّنَا، ثُمَّ أَعَادَهُمْ فِي ظَهْرِهِ حَتَّى يُولَدَ مَنْ أَخَذَ مِيثَاقَهُ لَا يُزَادُ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

993 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: ثنا بِشْرٌ، ثنا مُعَاوِيَةُ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ: {§وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172] قَالَ: كَمَا يَأْخُذُ الْمِشْطُ الرَّأْسَ

994 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ §يُولَدُ عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُونَ الْبَهِيمَةَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟» . قَالَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

995 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[622]-، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ» قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: وَذَلِكَ بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ

996 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، ثنا الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ» قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: لَا يُخْرِجَانِهِ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَإِلَى عِلْمِ اللَّهِ يَصِيرُونَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

997 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مِنْ يُولَدُ عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا يُنْتَجُونَ بِالْبَهِيمَةِ بَهِيمَةً فَهَلْ تَرَوْنَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَ وَهُوَ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ -[623]- قَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ مَا كَانُوا عَامِلِينَ»

998 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تُنَاتَجُ الْإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّ مِنْ جَدْعَاءَ» ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ مِنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ»

999 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِئُ الْآدَمِيُّ قَالَ: ثنا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعَبِّرَ عَنْهُ لِسَانُهُ فَإِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا»

1000 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدٌ، ثنا سُلَيْمَانُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ: أَخْبَرَكَ يُوسُفُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ -[624]-: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا قِيلَ لَهُ: إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ يَحْتَجُّونَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ مَالِكٌ: §احْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِآخِرِهِ. قَالُوا: أَرَأَيْتَ مِنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ

1001 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، ثنا مُحَمَّدٌ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يُفَسِّرُ حَدِيثَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» . قَالَ هَذَا عِنْدَنَا §حَيْثُ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ حَيْثُ قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172]

قوله: رب بما أغويتني

§قَوْلُهُ: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: 39]

1002 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الأعراف: 16] قَالَ: أَضْلَلْتَنِي

في قوله: وأضله الله على علم

§فِي قَوْلِهِ: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23]

1003 - وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§أَفَرَأَيْتَ مِنَ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} [الجاثية: 23] يَقُولُ: أَضَلَّهُ اللَّهُ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ

قوله: ما أنتم عليه بفاتنين

§قَوْلُهُ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162]

1004 - وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] يَقُولُ: لَا تَضِلُّونَ أَنْتُمْ وَلَا أَضِلُّ مِنْكُمْ إِلَّا مِنْ قَضَيْتُ لَهُ أَنَّهُ صَالِ الْجَحِيمَ

1005 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ، وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ وَبَيَّنَ لَكُمْ {§مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] إِلَّا مِنْ قَدَّرَ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ قَالَ: ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: ثنا خَالِدٌ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: أَلِهَذِهِ خُلِقَ آدَمُ؟ يَعْنِي لِلسَّمَاءِ أَوْ لِلْأَرْضِ. فَقَالَ: لَا، بَلْ لِلْأَرْضِ -[626]-، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ مِنَ الْخَطِيئَةِ فَلَمْ يَعْمَلْهَا أَكَانَ تُرِكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ كَانَ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَعْمَلَهَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] قَالَ: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِمُضِلِّينَ إِلَّا مِنْ قُدِّرَ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ

قوله: ونبلوكم بالشر والخير فتنة

§قَوْلُهُ: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]

1007 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35] يَقُولُ: نَبْتَلِيكُمْ بِالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ، وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ، وَالْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَالطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالَةِ

قوله: صم بكم عمي

§قَوْلُهُ: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} [البقرة: 18]

1008 - وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} [البقرة: 18] قَالَ: لَا يَسْمَعُونَ الْهُدَى وَلَا يُبْصِرُونَهُ وَلَا يَعْقِلُونَهُ قَوْلُهُ: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] أَئِمَّةً يُهْتَدَى بِنَا وَلَا تَجْعَلْنَا أَئِمَّةً ضَالِّينَ؛ لِأَنَّهُ قَالَ لِأَهْلِ الشَّقَاءِ -[627]-: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص: 41]

وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم

{§وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [الأحزاب: 7]

1009 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَجَّاجِ الْمَرْوَزِيُّ صَاحِبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ} [الأحزاب: 7] هُوَ حُجَّةٌ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ قَالَ: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] قَدَّمَهُ عَلَى نُوحٍ هَذِهِ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ

في قوله: أو تقول لو أن الله هداني

§فِي قَوْلِهِ: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} [الزمر: 57]

1010 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} ، {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [الزمر: 57] ، {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 58] مِنَ الْمُهْتَدِينَ. فَأَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ لَوْ رُدُّوا لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الْهُدَى {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28] قَالَ: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110] -[628]- قَالَ: لَوْ رُدُّوا إِلَى الدُّنْيَا لَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْهُدَى، كَمَا حُلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ قَوْلُهُ: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى، وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا} [الأنعام: 111] يَقُولُ مُعَايَنَةً: {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا} [الأعراف: 101] وَهُمْ أَهْلُ الشَّقَاءِ، ثُمَّ قَالَ: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الأنعام: 111] وَهُمْ أَهْلُ السَّعَادَةِ الَّذِينَ سَبَقَ لَهُمْ فِي عِلْمِهِ أَنْ يَدْخُلُوا فِي الْإِيمَانِ

قوله: وما تشاءون إلا أن يشاء الله

§قَوْلُهُ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}

1012 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ الْمَعْرُوفُ بِكُرْدُوسٍ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ، وَلَا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ -[629]-، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البقرة: 32] ، وَقَالَ شُعَيْبٌ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} [الأعراف: 89] ، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] ، وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: {غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [المؤمنون: 106] ، وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: 39]

1013 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الطَّبَرِيِّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَقِيهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ الْعَبْدُ بِكُلِّ ذَنْبٍ مَا خَلَا الشِّرْكَ بِاللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَجَادَلُونَ فِي الْقَدَرِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ دُونَ خَلْقِهِ، وَالْمَشِيئَةُ إِرَادَةُ اللَّهِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فَأَعْلَمَ خَلْقَهُ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ وَكَانَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ

قوله: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه

§قَوْلُهُ: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13]

1014 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13] قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي وَرَقَةٍ فِي عُنُقِهِ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ

قوله: ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا

§قَوْلُهُ: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: 41]

1015 - أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أنبأ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: 41] يَقُولُ اللَّهُ: مِنْ يُرِدِ اللَّهُ ضَلَالَتَهُ لَمْ تُغْنِ عَنْهُ شَيْئًا

قوله: إن ذلك في كتاب، إن ذلك على الله يسير

§قَوْلُهُ: {إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ، إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70]

1016 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى: قَالَ ثنا -[631]- هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: §" يُفْتَحُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بَابٌ مِنَ الْقَدَرِ لَا يَسُدُّهُ شَيْءٌ، يَكْفِيكُمْ مِنْهُ أَنْ تَقُولُوا: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ، إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحج: 70] "

في قوله تعالى: أكفاركم خير من أولئكم

§فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} [القمر: 43]

1017 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ وَكَانَا رَأْسَيِ النَّصَارَى بِنَجْرَانَ فَتَكَلَّمَا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلَامٍ شَدِيدٍ فِي الْقَدَرِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ لَا يُجِيبُهُمَا بِشَيْءٍ حَتَّى انْصَرَفَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ} [القمر: 43] الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِهِ مِنْ قَبْلِكُمْ {أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 43] الْأَوَّلُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ {أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ} [القمر: 44] إِلَى قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ} [القمر: 51] الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِالْقَدَرِ قَبْلَكُمْ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] يَعْنِي: مُتَذَكِّرٌ -[632]- {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 52] الْأَوَّلُ أُمُّ الْكِتَابِ {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر: 53] يَعْنِي: مَكْتُوبٌ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ الْيُمْنَى، فَقَالَ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ مُجْمِلٌ أَوَّلَهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ لَا يُنْتَقَصُ مِنْهُمْ وَلَا يُزَادُ فِيهِمْ، فَرَغَ رَبُّكُمْ وَقَدْ يَسْلُكُ بِأَهْلِ السَّعَادَةِ طَرِيقَ الشَّقَاءِ حَتَّى يُقَالَ: كَأَنَّهُمْ هُمْ بَلْ هُمْ هُمْ مَا أَشْبَهَهُمْ بِهِمْ بَلْ هُمْ هُمْ فَيَرِدُهُمْ مَا سَبَقَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ السَّعَادَةِ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ، وَقَدْ يَسْلُكُ بِأَهْلِ الشَّقَاءِ طَرِيقَ أَهْلِ السَّعَادَةِ حَتَّى يُقَالَ: كَأَنَّهُمْ هُمْ بَلْ هُمْ هُمْ مَا أَشْبَهَهُمْ بِهِمْ بَلْ هُمْ هُمْ فَيَرِدُهُمْ مَا سَبَقَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَلَوْ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ، فَصَاحِبُ الْجَنَّةِ مَخْتُومٌ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ عَمِلَ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ، وَصَاحِبُ النَّارِ مَخْتُومٌ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا»

قوله تبارك وتعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

§قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]

1018 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدَانَ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] قَالَ: مَا خَلَقْتُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ طَاعَتِي وَمَعْصِيَتِي، وَمِنْ شِقْوَتِي وَسَعَادَتِي

1019 - ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْعَطَّارُ النَّيْسَابُورِيُّ مِنْ لَفْظِهِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْغَلَابِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو وَهْبٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خَلَقَ اللَّهُ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فِي بَطْنِ أُمِّهِ مُؤْمِنًا، وَخَلَقَ فِرْعَوْنَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ كَافِرًا» 1020 - قَالَ أَبُو وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي بِهِ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ.

1021 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَنَّانِ بْنُ هَارُونَ الزَّرِيدِيُّ بِبَغْدَادَ قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ قَتَادَةَ -[634]-، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خُلِقَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا فِي بَطْنِ أُمِّهِ مُؤْمِنًا، وَخُلِقَ فِرْعَوْنُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ كَافِرًا»

قوله تعالى: أولئك الذين خسروا أنفسهم

§قَوْلُهُ تَعَالَى: أُولَئِكَ {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} [الأنعام: 12]

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَكَرِيَّا الطُّرَيْثِيثِيُّ، قَالَ: ثنا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قَالَ: هُمُ الْكُفَّارُ الَّذِينَ خَلَقَهُمُ اللَّهُ لِلنَّارِ وَخَلَقَ النَّارَ لَهُمْ، فَزَالَتْ عَنْهُمُ الدُّنْيَا وَحُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةُ، قَالَ اللَّهُ: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [الحج: 11] وَقَوْلُهُ: {مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77] 1023 - يَقُولُ: لَوْلَا إِيمَانُكُمْ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ الْكُفَّارَ أَنَّهُ لَا حَاجَةَ لَهُ بِهِمْ إِذْ لَمْ يَخْلُقْهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَلَوْ كَانَ لَهُ بِهِمْ حَاجَةٌ لَحَبَّبَ إِلَيْهِمُ الْإِيمَانَ كَمَا حَبَّبَهُ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ

قوله تعالى: سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

§قَوْلُهُ تَعَالَى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6]

1024 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ -[638]-، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6] ، وَقَوْلِهِ: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} [الأنعام: 35] ، وَقَوْلِهِ: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: 125] ، وَقَوْلِهِ: {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الأنعام: 111] ، وَقَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [يونس: 100] ، وَقَوْلِهِ: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة: 13] ، وَقَوْلِهِ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: 99] ، وَقَوْلِهِ: {جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا} [يس: 8] ، وَقَوْلِهِ: {مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} [الكهف: 28] ، وَقَوْلِهِ: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105] ، وَنَحْوِ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْرِصُ أَنْ يُؤْمِنَ جَمِيعُ النَّاسِ وَيُتَابِعُوهُ عَلَى الْهُدَى، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ إِلَّا مَنْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ السَّعَادَةُ فِي الذِّكْرِ الْأَوَّلِ، وَلَا يَضِلُّ إِلَّا مَنْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِي الذِّكْرِ الْأَوَّلِ -[639]-، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 3] . يَقُولُ: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 4] ، ثُمَّ قَالَ: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا، وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 2] . وَيَقُولُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128]

قوله تعالى: وخلق كل شيء فقدره تقديرا

§قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2]

1025 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ح 1026 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: ثنا حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

1027 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنبأ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أنا مَالِكٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ: عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: §أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ

وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ شَيْءٍ §بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

1028 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالُوا: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي مُذْعَقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا رَبِيعَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، فَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُولَنَّ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " -[641]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1029 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَارِبِيُّ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الزُّهْرِيَّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيَّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §النَّذْرَ لَا يُقَدِّرُ لِابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ قَدَّرَهُ، وَلَكِنَّ النَّذْرَ يُوَافِقُ الْقَدَرَ فَيُخْرِجُ ذَلِكَ مِنَ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَهُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1030 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ح 1031 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَزَّازُ بِمِصْرَ: قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ ح 1032 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[642]- جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §حَاجَّ آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا أَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " وَاللَّفْظُ لِعَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1033 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنً عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَدَنِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عِنْدَ رَبِّهِمَا فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ؟ -[643]- قَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ، وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا فَبِكَمْ وَجَدْتُ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121] قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ كَلْمٍ الزُّهْرِيِّ

1034 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ شَيْءٍ وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ؟ -[644]- قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ كَانَ كُتِبَ قَبْلَ أَنْ أَفْعَلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §حَجَّ آدَمُ مُوسَى قَالَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَلَسْتَ تَجِدُ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَنَّهُ سَيُخْرِجُنِي مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يُدْخِلْنِيهَا؟ قَالَ: فَخَصَمَ آدَمُ مُوسَى "

1036 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ، أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقِيَ §آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهَ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ -[645]- وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، ثُمَّ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: وَأَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَّمَكَ وَقَرَّأَكَ التَّوْرَاةَ، فَأَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ؟ فَقَالَ: بَلِ الذِّكْرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»

1037 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ مُكْرَمُ بْنُ بَكْرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ الْمُنَادِي قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَفِيهِ رَهَقٌ وَكَانَ يَتَوَثَّبُ عَلَى جِيرَانِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَفَرَضَ الْفَرَائِضَ وَقَصَّ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ إِنَّهُ صَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ الْعَمَلَ أُنُفٌ مِنْ شَاءَ عَمِلَ خَيْرًا، وَمَنْ شَاءَ -[646]- عَمِلَ شَرًّا، قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: كَذَبَ مَا رَأَيْنَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُثْبِتُ الْقَدَرَ، ثُمَّ إِنِّي حَجَجْتُ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ فَلَمَّا قَضَيْنَا حَجَّنَا وَكُنَّا قُلْنَا: نَأْتِي الْمَدِينَةَ فَنَلْقَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَسْأَلُهُمْ عَنِ الْقَدَرِ، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمَدِينَةَ لَقِينَا أُنَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَسْأَلْهُمْ قُلْنَا: حَتَّى نَلْقَى ابْنَ عُمَرَ، أَوْ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: فَلَقِيَنَا ابْنَ عُمَرَ فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي قَالَ: فَقُمْتُ عَنْ يَمِينِهِ وَقَامَ عَنْ شِمَالِهِ، قَالَ: قُلْتُ: تَسْأَلُهُ أَوْ أَسْأَلُهُ؟ قَالَ: لَا بَلْ أَسْأَلُهُ؛ لِأَنِّي كُنْتُ أَبْسَطَ لِسَانًا مِنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ نَاسًا عِنْدَنَا بِالْعِرَاقِ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ وَفَرَضُوا الْفَرَائِضَ وَقَصُّوا عَلَى النَّاسِ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَمَلَ أُنُفٌ مِنْ شَاءَ عَمِلَ خَيْرًا، وَمَنْ شَاءَ عَمِلَ شَرًّا، قَالَ: فَإِذَا لَقِيتُمْ ذَلِكَ فَقُولُوا: يَقُولُ ابْنُ عُمَرَ: هُوَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ وَأَنْتُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ، ابْنُ عُمَرَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ وَأَنْتُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ، فَوَاللَّهِ لَوْ جَاءَ أَحَدُهُمْ مِنَ الْعَمَلِ بِمِثْلِ أُحُدٍ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ -[647]-، لَقَدْ حَدَّثَنِي عُمَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ §مُوسَى لَقِيَ آدَمَ فَقَالَ: يَا آدَمُ أَنْتَ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ الْمَلَائِكَةَ وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ فَوَاللَّهِ لَوْلَا مَا فَعَلْتَ مَا دَخَلَ أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ النَّارَ، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ تَلُومُنِي بِمَا قَدْ كَانَ كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ، فَاحْتَجَّا إِلَى اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَاحْتَجَّا إِلَى اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَاحْتَجَّا إِلَى اللَّهِ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى

لَقَدْ حَدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّ رَجُلًا فِي آخِرِ عُمُرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ فَقَالَ: مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ» قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ يَقُولُونَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ ثُمَّ يُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَمَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ؟ -[648]- قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَعَجَّبُونَ يَقُولُونَ: انْظُرُوا إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ ثُمَّ يُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ» قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَعَجَّبُونَ وَيَقُولُونَ: انْظُرُوا كَيْفَ يَسْأَلُهُ ثُمَّ يُصَدِّقُهُ، قَالَ: §فَمَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ أَعْلَمُ بِهَا مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَمَا أَعْلَامُهَا؟ قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْمَرْأَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ الصُّمَّ الْبُكْمَ مُلُوكًا يَتَطَالُونَ فِي الْبِنَاءِ» ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: «تَدْرُونَ مِنَ الرَّجُلُ الَّذِي أَتَاكُمْ» ؟ قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» -[649]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدِ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ

1038 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَأَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَا بِأَرْضِ قَوْمٍ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، فَقَالَ: مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ مِمَّنْ يُصَلِّي إِلَى الْقِبْلَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَأَنَّهُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ -[650]-، ثُمَّ قَالَ: إِنْ شِئْتَ حَدَّثْنَاكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: أَجَلْ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ حَسَنُ الْوَجْهِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «وَعَلَيْكَ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ؟ قَالَ: «ادْنُ» فَقُلْنَا: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَحْسَنَ ثَوْبًا وَلَا أَطْيَبَ رِيحًا وَلَا أَحْسَنَ وَجْهًا وَلَا أَشَدَّ تَوْقِيرًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْنُو مِنْكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَدَنَا مِنْهُ نَبْذَةً قَالَ: فَقُلْنَا مِثْلَ مَقَالَتِنَا، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ: أَدْنُو مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَدَنَا حَتَّى أَلْزَقَ رُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «تُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ، وَتَغْتَسِلُ مِنَ الْجِنَابَةِ» قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَقُلْنَا: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ رَجُلًا كَأَنَّهُ يُعَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ -[651]- وَالنَّبِيِّينَ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حُلُّوِهِ وَمُرِّهِ» قَالَ: صَدَقْتَ، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ قَطُّ فَوَاللَّهِ كَأَنَّهُ يُعَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ» ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيَّ بِالرَّجُلِ» قَالَ: فَقُمْنَا بِأَجْمَعِنَا نَطْلُبُ الرَّجُلَ فَطَلَبْنَاهُ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لَيُعَلِّمَكُمْ دِينَكُمْ، وَمَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ إِلَّا عَرَفْتُهُ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ» 1039 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: وَرَدْنَا الْمَدِينَةَ فَلَقِينَا ابْنَ عُمَرَ فَقُلْنَا: إِنَّا قَوْمٌ نَطْعَنُ فِي الْأَرْضِ فَنَلْقَى قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، فَذَكَرَهُ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: وَهَذَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ الْأَشَجِّ وَحَدِيثِ ابْنِ بُرَيْدَةَ رُوِيَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ

1040 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: ثنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ح 1041 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ قَالَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح 1042 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا جَرِيرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ثنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ وَالْمَصْدُوقُ: " §إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، وَفِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ: ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: رِزْقِهِ وَعَمَلِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٍّ أَوْ سَعِيدٍ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي شِهَابٍ: فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ مَا سَبَقَ لَهُ فِي الْكِتَابِ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا -[653]-، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ مَا سَبَقَ لَهُ فِي الْكِتَابِ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا " , وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ جَرِيرٍ إِلَّا مَا بَيَّنْتُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالْعُلَمَاءُ كُلُّهُمْ وَأَجْمَعُوا عَلَى صِحَّتِهِ

1043 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِبَالَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ وَهُوَ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَسْفَاطِيُّ الْبَصْرِيُّ مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ قَالَ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَيْثُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ - أَعْنِي حَدِيثَ الْقَدَرِ - فَقَالَ: نَعَمْ، أَيْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ حَدَّثْتُ بِهِ، رَحِمَ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ حَيْثُ حَدَّثَ بِهِ، وَرَحِمَ اللَّهُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ حَيْثُ حَدَّثَ بِهِ، وَرَحِمَ اللهُ الْأَعْمَشَ حَيْثُ حَدَّثَ بِهِ، وَرَحِمَ اللهُ مَنْ حَدَّثَ بِهِ قَبْلَ الْأَعْمَشِ، وَرَحِمَ اللَّهُ مِنْ تَحَدَّثَ بِهِ بَعْدَ الْأَعْمَشِ 1044 - قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِ مُخْتَلَفِ الْحَدِيثِ: حُكِيَ عَنْ -[654]- أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَلَّافِ أَنَّهُ لَمَّا رُوِيَ لَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: كَذَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَبَ أَبُو الْهُذَيْلِ الْكَافِرُ الْجَاحِدُ لَعَنَهُ اللَّهُ

1045 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ح 1046 - وَأَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §" إِذَا مَضَتْ عَلَى النُّطْفَةِ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَقُولُ الْمَلَكُ - فِي حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَيَقُولُ: - أَيْ رَبِّ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَيَكْتُبَانِهِ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ: ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي اللَّهُ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ وَيَقُولُ: عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ، فَيَقْضِي اللَّهُ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، قَالَ: ثُمَّ يَطْوِي الصَّحِيفَةَ فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقُصُ مِنْهَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ

1047 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعُلَا قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ -[655]-: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مِنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، قَالَ: قُلْتُ: خِزْيًا لِلشَّيْطَانِ أَيَسْعَدُ وَيَشْقَى قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَ، قَالَ: فَأَتَى حُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدٍ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَفَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِذَا اسْتَقَرَّتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ صَبَاحًا، نَزَلَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ فَخَلَقَ عَظْمَهَا وَلَحْمَهَا وَسَمْعَهَا وَبَصَرَهَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟، فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيُكْتَبُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ وَمَا زَادَ وَلَا نَقَصَ. لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ

1048 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ح 1049 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ نُطْفَةٌ عَلَقَةٌ يَا رَبِّ مُضْغَةٌ -[656]-، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقَهَا قَالَ: أَيْ رَبِّ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ وَمَا الرِّزْقُ؟ وَمَا الْأَجَلُ؟ فَيَكْتُبُ ذَلِكَ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ

1050 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُنَيْدَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح 1051 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُنَيْدَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا §خَلَقَ اللَّهُ النَّسَمَةَ قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أَيْ رَبِّ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ، ثُمَّ يُكْتَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَا هُوَ لَاقٍ حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا " هَذَا اللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ -[657]- وَحَدِيثُ يُونُسَ قَرِيبٌ مِنْهُ

1052 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ ح 1053 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ حِينَ يُرِيدُ أَنْ §يَخْلُقَ الْخَلْقَ يَبْعَثُ مَلَكًا فَيَدْخُلُ الرَّحِمَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ مَاذَا؟ فَيَقُولُ: غُلَامٌ أَوْ جَارِيَةٌ أَوْ مَا شَاءَ أَنْ يَخْلُقَ فِي الرَّحِمِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقُولُ: فَيَقُولُ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ مَا أَجَلُهُ؟ فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا خُلُقُهُ، مَا خَلَائِقُهُ؟ فَيَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، فَمَا شَيْءٌ إِلَّا وَهُوَ يُخْلَقُ مَعَهُ فِي الرَّحِمِ " لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ

1054 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ح 1055 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَصْرِيُّ ح 1056 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرَوَيْهِ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«السَّعِيدُ مِنْ سَعِدَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ» أَلْفَاظُهُمَا سَوَاءٌ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مِنْ سَعِدَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ»

1058 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ -[659]- سِنَانٍ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ جَمِيلِ بْنِ مَنْظُورٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَنَامَ عَنِ الصُّبْحِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّاهَا، ثُمَّ مَضَى بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ بِتَبُوكَ فَخَطَبَنَا فَكَانَ فِي خُطْبَتِهِ: «§الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مِنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ»

1059 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ صُبَيْحٍ وَهُوَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ نِسْبَةً إِلَى جَدِّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ الدِّمَشْقِيُّ أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: ثنا أَبُو الدَّرْدَاءِ أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ أَجَلِهِ وَرِزْقِهِ وَمَضْجَعِهِ وَأَثَرِهِ، وَشَقِيٍّ أَمْ سَعِيدٍ "

1060 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ -[660]- خَالِدٍ الْحَزَوَّرِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا وَقَعَتِ §النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ مَكَثَتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهَا الرُّوحُ، ثُمَّ مَكَثَتْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ بُعِثَ إِلَيْهَا مَلَكٌ فَنَقَفَهَا فِي نَقْرَةِ الْقَفَا وَكَتَبَ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا "

1061 - وَحَدَّثَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُعَلَّى التَّوِينِزِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُبَيْدٍ الْحَافِظَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ أَبِي خَيْثَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ الْفَلَّاسَ يَقُولُ: انْحَدَرْتُ مِنْ سُرَّ مِنْ رَأَى إِلَى بَغْدَادَ فِي حَاجَةٍ لِي، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذْ أَنَا بِجُمْجُمَةٍ قَدْ نَخِرَتْ فَأَخَذْتُهَا، فَإِذَا عَلَى الْجَبْهَةِ §مَكْتُوبٌ شَقِيٌّ والياءُ مَكْسُورَةٌ إِلَى خَلْفٍ

أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ ح 1063 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَارِنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ: ثنا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ , عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , -[661]- عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ وَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَقَالَ: §" اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَمَّا مَا كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ - ثُمَّ قَرَأَ -: {فَأَمَّا مِنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مِنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 6] " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ آدَمَ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

1064 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ ح 1065 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَقِيعِ -[662]- الْغَرْقَدِ فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَعَدْنَا حَوْلَهُ وَأَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلَّا وَقَدْ عُلِمَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ شَقِيَّةٌ أَوْ سَعِيدَةٌ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَدَعُ الْعَمَلَ وَنُقْبِلُ عَلَى كِتَابِنَا فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ صَارَ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ صَارَ إِلَى الشِّقْوَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ يُسِّرَ لِعَمَلِهَا، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ يُسِّرَ لِعَمَلِهَا - ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {فَأَمَّا مِنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مِنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 6] " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ

1066 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ ح 1067 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَ {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 105] فَقَالَ عُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلَى مَا نَعْمَلُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ أَمْ لَمْ -[663]- يُفْرَغْ مِنْهُ؟ قَالَ: " لَا §عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ وَجَرَى بِهِ الْأَقْلَامُ وَلَكِنْ كُلُّ امْرِئٍ مُيَسَّرٌ {فَأَمَّا مِنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مِنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 6] "

1068 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ , عَنْ ح 1069 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ , عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَوْ قِيلَ: أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ كُلٌّ §مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَوْ يُسِّرَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِي، وَمُسْلِمٌ

1070 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَيْرُوزَ، إِمْلَاءً قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ نُدْبَةَ قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ سُرَاقَةَ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ خَبِّرْنَا عَنْ دِينِنَا كَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ، قَالَ: فِيمَا جَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَثَبَتَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ يَعْمَلُونَ؟ قَالَ: §«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1071 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ مَرْزُوقِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ سُرَاقَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنَا عَنْ دِينِنَا كَأَنَّنَا اسْتَأْنَفْنَا الْآنَ الْعَمَلَ فِيمَا جَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ وَجَرَتْ بِهِ الْكُتُبُ أَوْ نَعْمَلُ فِيمَا نَسْتَأْنِفُ؟ قَالَ: «كُلُّ §مُيَسَّرٌ لِلَّذِي خُلِقَ لَهُ» قَالَ سُرَاقَةُ: مَا أَنْتَ أَحَقُّ بِالِاجْتِهَادِ مِنِّي الْآنَ

1072 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا جَدِّي إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ ح -[665]- 1073 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةِ غُلَامٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لِهَذَا عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يُدْرِكْهُ السُّوءُ وَلَمْ يَعْمَلْهُ قَالَ: «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى §خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ وَكِيعٍ

1074 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ ح 1075 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَسْقَلَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْغُلَامُ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا، وَلَوْ عَاشَ لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا» -[666]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ

1076 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ الْأَشْيَبُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَاللَّفْظُ لِلْأَشْيَبُ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْهَالِكُ فِي الْفَتْرَةِ، وَالْمَعْتُوهُ، وَالْمَوْلُودُ، قَالَ: يَقُولُ الْهَالِكُ فِي الْفَتْرَةِ لَمْ يَأْتِنِي كِتَابٌ وَلَا رَسُولٌ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّنْ قَبْلِهِ} [طه: 134] الْآيَةُ، وَيَقُولُ الْمَعْتُوهُ: لَمْ يَجْعَلْ لِي عَقْلًا أَعْقِلُ بِهِ خَيْرًا وَلَا شَرًّا - قَالَ -: وَيَقُولُ الْمَوْلُودُ: لَمْ أُدْرِكِ الْحُلُمَ - قَالَ -: فَتُرْفَعُ لَهُمْ نَارٌ فَيُقَالُ رِدُوهَا، أَوِ ادْخُلُوهَا قَالَ: فَيَرِدُهَا أَوْ يَدْخُلُهَا مَنْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ سَعِيدًا لَوْ أَدْرَكَ الْعَمَلَ قَالَ: وَيُمْسِكُ عَنْهَا مَنْ كَانَ فِي عَلِمَهُ شَقِيًّا لَوْ أَدْرَكَ الْعِلْمَ قَالَ: فَيَقُولُ إِيَّايَ عَصَيْتُمْ فَكَيْفَ بِرُسُلِي بِالْغَيْبِ أَتَتْكُمْ؟ "

1077 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ ح 1078 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَرْقِيُّ قَالَ: ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ , عَنِ الْمُعْتَمِرِ ح وَحَدِيثُ ابْنِ صَاعِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ §خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَهُمْ فِي ظُلْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَخَذَ مِنْ نُورِهِ فَأَلْقَاهُ عَلَى تِلْكَ الظُّلْمَةِ فَمَنْ أَصَابَهُ النُّورُ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ»

1079 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى §خَلَقَ خَلْقًا فِي ظُلْمَةٍ ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِ مِنْ نُورِهِ، فَمَنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ يَوْمَئِذٍ اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ فَلِذَلِكَ يَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

1080 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَيَّاشٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: «لَا §تُكْثِرْ هَمَّكَ مَا يُقَدَّرْ يَكُنْ وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكَ»

1081 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ لُقْلُوقٌ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §خُلِقَ آدَمُ وَأُخْرِجَ الْخَلْقُ مِنْ ظَهْرِهِ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي " قَالَ: قِيلَ: عَلَى مَا نَعْمَلُ؟ قَالَ: «عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ»

1082 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَرَدٍّ أَنَّ الْبَلْخِيَّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْهَيْثَمِ , عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بُعِثْتُ دَاعِيًا وَمُبَلِّغًا وَلَيْسَ إِلَيَّ مِنَ الْهُدَى شَيْءٌ، وَخُلِقَ إِبْلِيسُ مُزَيِّنًا وَلَيْسَ إِلَيْهِ مِنَ الضَّلَالَةِ شَيْءٌ»

1083 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا مَوْهَبُ بْنً يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْهُ يَعْنِي عَنْ عَقِيلٍ - , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ يَذْكُرُونَ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ قَدْ §أَخَذْتُمْ فِي شِعْبَيْنِ بَعِيدَيِ الْغَوْرِ فِيهِمَا هَلَكَ أَهْلُ الْكِتَابِ مِنْ قَبْلِكُمْ - وَلَقَدْ أَخْرَجَ بِهَا كِتَابًا قَالَ وَهُوَ يَقْرَأُ -: هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِيهِ تَسْمِيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ مُجْمِلٌ عَلَى آخِرِهِمْ لَا يَنْقُصُ مِنْهُمْ أَحَدٌ {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7] "

1084 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَسَّانَ ح 1085 - وأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ زِكَارٍ التَّمَّارُ قَالَ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ قَالَ: ثنا أَبُو حَازِمٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح 1086 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى مِنْ كِتَابِهِ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِعَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ: «إِنَّ الْعَبْدَ §لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لِمَنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَيَعْمَلُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لِمَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1087 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ قَالَ: ثنا حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا §تَعْجَلُوا بِأَحَدٍ حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَا يُخْتَمُ لَهُ»

1088 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقِدَاحُ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَابِضًا عَلَى شَيْئَيْنِ فِي يَدِهِ قَالَ: فَفَتَحَ الْيُمْنَى فَقَالَ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِيهِ §أَهْلُ الْجَنَّةِ بِأَعْدَادِهِمْ وَأَحْسَابِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ مُجْمِلٌ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَقَدْ يُسْلَكُ بِالْعَبْدِ طَرِيقَ الْأَشْقِيَاءِ حَتَّى يُقَالَ: هُمْ مِنْهُمْ هُمْ هُمْ، ثُمَّ يُدْرِكُ أَحَدُهُمْ سَعَادَتَهُ وَلَوْ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ، وَقَدْ يُسْلَكُ بِالْأَشْقِيَاءِ طَرِيقُ السَّعَادَةِ حَتَّى يُقَالَ: هُمْ مِنْهُمْ هُمْ هُمْ، ثُمَّ يُدْرِكُ أَحَدُهُمْ شَقَاوَتَهُ وَلَوْ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ - قَالَ: ثُمَّ فَتْحَ يَدَهُ الْيُسْرَى فَقَالَ -: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِأَهْلِ النَّارِ -[673]- بِأَعْدَادِهِمْ وَأَحْسَابِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ مُجْمِلٌ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَقَدْ يُسْلَكُ بِالسَّعِيدِ طَرِيقُ الشَّقَاءَ حَتَّى يُقَالَ: هُمْ مِنْهُمْ هُمْ هُمْ، ثُمَّ يُدْرِكُ أَحَدُهُمْ سَعَادَتَهُ وَلَوْ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ وَقَدْ يُسْلَكُ بِالْأَشْقِيَاءِ طَرِيقُ السَّعَادَةِ حَتَّى يُقَالَ: هُمْ مِنْهُمْ هُمْ هُمْ، ثُمَّ يُدْرِكُ أَحَدُهُمْ شَقَاوَتَهُ وَلَوْ قَبْلَ مَوْتِهِ بِفَوَاقِ نَاقَةٍ - ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: الْعَمَلُ بِخَوَاتِمِهِ الْعَمَلُ بِخَوَاتِيمِهِ "

1089 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا §تَعْجَلُوا بِأَحَدٍ حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَا يُخْتَمُ لَهُ فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ صَالِحٍ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا سَيِّئًا، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ عَمَلًا سَيِّئًا لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ وَيَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ فِيهِ قَبْلَ مَوْتِهِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ»

1090 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا جَابِرُ بْنُ كُرْدِيٍّ قَالَ: ثنا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ -[675]- قَالَ: «اللَّهُ إِذْ §خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1091 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ قَالَ: وَثَنًا هَارُونُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ , وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ - الْمَعْنَى وَاحِدٌ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: «مِنْ §آبَائِهِمْ» ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِلَا عَمَلٍ "؟ فَقَالَ: «اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَرَارِيُّ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ: «مِنْ آبَائِهِمْ؟» قُلْتُ: بِلَا عَمَلٍ؟ فَقَالَ: «اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ»

1092 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ ح 1093 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ قَالَ: ثنا أَبُو سِنَانٍ , عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِيِّ , عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَأَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّهُ وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ هَلَاكُ دِينِي أَوْ أَمْرِي فَحَدِّثْنِي مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي، فَقَالَ: لَوْ عَذَّبَ اللَّهُ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ أَوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ، وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ أَخِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَتَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ فَتَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، وَقَالَ: وَلَوْ أَتَيْتَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ -[677]- فَسَأَلْتَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَوْ §عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ جَبَلَ أُحُدٍ أَوْ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا تُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَبِي الْأَزْهَرِ، وَحَدِيثُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ قَوْلِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ

1094 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ح: وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى الْمُحَلِّمِيُّ أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ قَيْسِ بْنِ حَجَّاجٍ الرَّوْقِيِّ , عَنْ حَنَشٍ , -[678]- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا أَحْفَظُ حَدِيثَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ هَذَا، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا غُلَامُ، أَوْ يَا غُلَيْمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟» ح: 1095 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ , وَاللَّيْثُ , عَنْ قَيْسِ بْنِ حَجَّاجٍ , عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَأَخْلَفَ يَدَهُ وَرَائِي، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ أَلَا §أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ؟ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، إِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ، لَوْ جَهِدَتِ الْأُمَّةُ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ جَهِدَتِ الْأُمَّةُ لِيَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهَ عَلَيْكَ» وَزَادَ ابْنُ وَهْبٍ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»

1096 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونِ بْنِ عَطَاءٍ أَبُو أَيُّوبَ التَّمَّارُ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: «يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلَا §أُعَلِّمُكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُكَ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ يَكُنْ أَمَامَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ، جَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوكَ شَيْئًا لَمْ يُعْطِكَ اللَّهُ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَمْنَعُوكَ شَيْئًا قَدَّرَهُ اللَّهُ لَكَ وَكَتَبَهُ لَكَ مَا اسْتَطَاعُوا، فَاعْبُدِ اللَّهَ بِالصَّبِرِ مَعَ الْيَقِينِ وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا»

1097 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ؟ قَالَ: جَعَلَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْعِلْمَ حَتَّى تَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ -[680]-، قُلْتُ: يَا أَبَتِي كَيْفَ لِي أَنْ أُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؟ قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، فَإِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا §خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَقَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ فَجَرَى تِلْكَ السَّاعَةَ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ "

1098 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقِيقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْعَنْسِيُّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْمِصْرِيَّيْنِ قَالَا: ثنا نَافِعٌ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَزَالُ نَفْسُكَ فِي كُلِّ عَامٍ وَجِعَةً مِنْ تِلْكِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ الَّتِي أَكَلْتَهَا؟ قَالَ: «مَا §أَصَابَنِي مِنْ شَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ وَآدَمُ -[681]- فِي طِينَتِهِ»

1099 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ , وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ قَالَ: ثنا عَطِيَّةُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: ثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ جَالِسًا فَذَكَرُوا رِجَالًا يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا الْأَعْمَالَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ، فَقَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: تَكَلَّمُوا بِهِ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ قَالَ: قُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ وَمَا هُوَ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ وَقَدْ سَكَنَ بَعْضُ غَضَبِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خُدَيْجٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثٍ بَعْدَهُ. 1100 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ -[682]- الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ قَدَّرَ اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا الْأَعْمَالَ، قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ ثُمَّ قَالَ: فَعَلُوهَا وَيْحَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ، أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ فِيهِمْ حَدِيثًا قَدْ كَفَاهُمْ شَرًّا، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَيَكُونُ فِي §أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقُرْآنِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» قَالَ: قُلْتُ: يَقُولُونَ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " يَقُولُونَ: «الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ، وَيَقْرَءُونَ عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقُرْآنِ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ فَمَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ، ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ فِيهِمْ عَامًا، أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، ثُمَّ يَكُونُ الْخَسْفَ قَلَّ مِنْ يَنْجُو مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرْجُهُ شَدِيدٌ غُمُّهُ» ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ قَالَ: «رَحْمَةٌ لَهُمُ الْأَشْقِيَاءُ، إِنَّ فِيهِمُ الْمُجْتَهِدَ وَفِيهِمُ الْمُتَعَبِّدَ، وَلَيْسُوا بِأَوَّلِ مِنْ سَبَقَ إِلَى الْقَوْلِ بِهِ وَضَاقَ بِحَمْلِهِ ذَرْعًا -[683]- إِنَّ عَامَّةَ مِنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالتَّكْذِيبِ بِالْقَدَرِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟ قَالَ: «تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَتُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَتَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ، ثُمَّ خَلَقَ الْخَلَقَ لَهُمَا ثُمَّ جَعَلَ مِنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ وَجَعَلَ مِنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ، وَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ وَصَائِرٌ إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ

1101 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ: §«لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لَا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ»

1102 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَعَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَا: لَقِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ إِبْلِيسَ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا §يُصِيبُكُ إِلَّا مَا قُدِّرَ لَكَ؟ فَقَالَ إِبْلِيسُ: فَأَوْفِ بِذِرْوَةِ هَذَا الْجَبَلِ فَتَرَدَّ مِنْهُ فَانْظُرْ أَتَعِيشُ أَمْ لَا؟ قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: لَا يُجَرِّبُنِي عَبْدِي فَإِنِّي أَفْعَلُ مَا شِئْتُ، قَالَ: فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَبْتَلِي رَبَّهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ. قَالَ: فَخَصَمَهُ

1103 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ يَذْكُرُ -[685]- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ §سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ اسْتِخَارَتُهُ رَبَّهُ وَرِضَاهُ بِمَا قَضَاهُ، وَمِنْ شَقَاوَةِ الْعَبْدِ تَرْكُهُ الِاسْتِخَارَةَ وَسُخْطُهُ بَعْدَ الْقَضَاءِ»

1104 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ: ثنا شَرِيكٌ , عَنْ مَنْصُورٍ ح 1105 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ رِبْعِيٍّ , عَنْ عَلِيٍّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا §يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْقَدَرِ "

1106 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ شَدَّادٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى السُّوقِ فَكَانَ أَكْثَرَ كَلَامِهِ مَعَ مِنْ لَقِيَ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ قَدَرِ السُّوءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ §يُؤْمِنَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»

1107 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا §يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»

1108 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا §يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»

1109 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو عَمْرٍو السُّلَمِيُّ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْسِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ نُفَيْعٍ أَنَّهُ كَانَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَنْظُرُ رُكُوعَ الضُّحَى وَيَمْنَعُ النَّهَارَ، فَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ إِذِ انْجَفَلَ النَّاسُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ قَالَ: فَانْجَفَلْتُ فِيمَنِ انْجَفَلَ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَاثٍ عَلَى رُكْبَتَيْهِ عَلَيْهِ أَزْرَارٍ وَمَلَاءَةٌ وَهُو يَقُولُ: أَخْبَرَنَا الْمُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُؤْثِرُ -[688]- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " أَرْبَعٌ مِنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ §مُؤْمِنٌ فَمَنْ جَاءَ بِثَلَاثٍ وَكَتَمَ وَاحِدَةً فَقَدْ كَفَرَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّهَ مَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ، وَإِيمَانٌ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، فَمَنْ جَاءَ بِثَلَاثٍ وَكَتَمَ وَاحِدَةً فَقَدْ كَفَرَ "

1110 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ , ثنا الزُّهْرِيُّ , عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعَةٌ لَا §يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَمُدْمِنٌ، وَكَاهِنٌ، وَمُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ»

1111 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقِيقِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ , عَنْ بِشْرِ بْنِ جَبَلَةَ , عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ §كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَ فِيهِ فَقَدْ كَفَرَ، أَوْ كَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ أَوْ جَحَدَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ»

1112 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ أَبُو عِيسَى الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَيْرِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ سُفْيَانُ: لَقِيتُهُ فِي ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الشَّامِ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ نَظَمَ §الْقَدَرَ بِالتَّوْحِيدِ، فَمَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدَ نَقْضَ التَّوْحِيدَ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن أول شرك يظهر في الإسلام القدر

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ أَوَّلَ شِرْكٍ يَظْهَرُ فِي الْإِسْلَامِ الْقَدَرُ

1113 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بِبَيْرُوتَ ح 1114 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مِلَاسٍ قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ صَاحِبِ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا §هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بِالشِّرْكِ بِاللَّهِ، وَمَا أَشْرَكَتْ أُمَّةٌ حَتَّى يَكُونَ بُدُوُّ شِرْكِهَا التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

1115 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ , عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ أَنَّ الزُّبَيْدِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَهُ -[691]-، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بِالشِّرْكِ، وَمَا أَشْرَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا كَانَ بُدُوُّ شِرْكِهَا التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ»

1116 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَجَّاجِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَيْنَا يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَعْمَى، فَقَالُوا لَهُ: مَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ لَأَعُضَّنَّ أَنْفَهُ حَتَّى أَقْطَعَهُ، وَلَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ بِيَدِي لَأَدُقَّنَّهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كَأَنِّي §بِنِسَاءِ بَنِي فَهْمٍ يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ، وَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْتَهِي بِهِمْ سُوءُ رَأْيِهِمْ حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ كَمَا أَخْرِجُوهُ مِنْ أَنْ يَقَدِّرَ الشَّرَّ»

1117 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي غَالِبُ بْنُ تَمِيمٍ , عَنْ مَنِيعٍ أَبِي خَالِدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آخِرُ الْكَلَامِ فِي §الْقَدَرِ لِشِرَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الكلام في القدر والجدال فيه والأمر بالإمساك عنه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْقَدَرِ وَالْجِدَالِ فِيهِ وَالْأَمْرِ بِالْإِمْسَاكِ عَنْهُ

1118 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خُشَيْشٍ الْبَغْدَادِيُّ بِالرِّيِّ قَدِمَ عَلَيْنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ مَطَرٍ , وَحُمَيْدٍ , وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ح 1119 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ التُّرْكِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ , وَحُمَيْدٌ , وَعَامِرٌ الْأَحْوَلُ , وَدَاوُدُ بْنُ أَبِيَ هِنْدٍ , وَقَتَادَةُ , وَثَابِتٌ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى الصَّحَابَةِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقَدَرِ، هَذَا يَنْزِعُ آيَةً وَهَذَا يَنْزِعُ آيَةً فَكَأَنَّمَا فَقِيَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ فَقَالَ: «بِهَذَا §أُمِرْتُمْ - أَوْ - بِهَذَا وُكِّلْتُمْ» - زَادَ أَسَدٌ فِي حَدِيثِهِ -: «أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، انْظُرُوا إِلَى مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَاتَّبِعُوهُ وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ» لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ

1120 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا ابْنُ عَدِيٍّ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَحْمَرِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَلَى بَابِ حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقُرْآنِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَشِّحًا ثَوْبَهُ مُتَغَيِّرًا وَجْهُهُ فَقَالَ: «يَا قَوْمِ بِهَذَا §هَلَكَتِ الْأُمَمُ إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَلَا يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا»

1121 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْكَلَامُ فِي الْمَسْجِدِ لَغْوٌ إِلَّا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، وَذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ مَسْأَلَةً عَنْ خَيْرٍ -[695]-، وَمَنْ تَكَلَّمَ بِالْقَدَرِ فِي الدُّنْيَا سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنْ أَخْطَأَ هَلَكَ، وَمَنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ لَمْ يُسْأَلْ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

1122 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ قَالَ: ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا §تَكَلَّمُوا بِشَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ، فَإِنَّهُ سِرُّ اللَّهِ فَلَا تُفْشُو سِرَّ اللَّهِ»

1123 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ السِّنْدِيُّ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ الْجَلَاجِلِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى عَلِيٍّ أَنَّهُ سَأَلَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ فَقَالَ: §طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلَا تَسْلُكْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ فَقَالَ: بَحْرٌ عَظِيمٌ فَلَا تَلِجْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ -[696]- فَقَالَ: سِرُّ اللَّهِ فَلَا تَكَلَّفْهُ

1124 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ , عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا §تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ»

1125 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , ثنا أَبِي , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنْ دَاوُدَ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: §إِنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُ الْقَدَرِ مِنَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ، فَلَا أَدْرِي مِنْ هُمْ

1126 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النُّفَيْلِيُّ قَالَ: ثنا بِيَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ غَيْرُ النُّفَيْلِيِّ -[697]- الْقُشَيْرِيِّ: عَنْ قَاسِمٍ قَالَ: عَنِ النُّفَيْلِيِّ بْنِ هَزَّانَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ حَلْبَسِ بْنِ وَابِصَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §بَابُ شِرْكٍ فُتِحَ عَلَى أَهْلِ الصَّلَاةِ: التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ فَلَا تُجَادِلُوهُمْ فَيَجْرِيَ شِرْكُهُمْ عَلَى أَيْدِيكُمْ

1127 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: ثنا عَاصِمٌ قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِالْبَصْرَةِ يَقُولُ: §لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُقَارِبًا أَوْ قِوَامًا مَا لَمْ يَنْظُرُوا فِي الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ أَوْ حَتَّى يَنْظُرُوا فِي الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ

1128 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ قَالَ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ , عَنْ نِزَارِ بْنِ حَيَّانَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«اتَّقُوا هَذَا الْقَدَرَ فَإِنَّهُ شُعْبَةٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ» -[698]- وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اتَّقُوا هَذَا الْإِرْجَاءَ فَإِنَّهُ شُعْبَةٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ

1129 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا أَبُو عُتْبَةَ قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ , عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح 1130 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ , عَنْ هَارُونَ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْعَصَبِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ وَالرِّوَايَةِ مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ»

1131 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ أَبُو عَمْرٍو , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَجْلَانَ الْأَفْطَسِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا غَلَا أَحَدٌ فِي §الْقَدَرِ إِلَّا خَرَجَ مِنَ الْإِسْلَامِ

1132 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ الْحَارِثِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: ذَكَرْتُ الْقَدَرِيَّةَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جُمِعَ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُنَادِي مُنَادٍ يُسْمِعُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ: §أَيْنَ خُصَمَاءُ اللَّهِ؟ فَيَقُومُ الْقَدَرِيَّةُ

1133 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ §بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا عَلَى شَرِيعَةٍ وَمِنْهَاجٍ ظَاهِرِينَ عَلَى مِنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى تَنَازَعُوا فِي الْقَدَرِ، فَلَمَّا تَنَازَعُوا اخْتَلَفُوا وَتَبَاغَضُوا وَتَلَاعَنُوا وَاسْتَحَلُّوا بَعْضُهُمْ حُرُمَاتِ بَعْضٍ، فَسُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ فَمَزَّقَهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ

1134 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا: إِيَّاكَ وَالنَّظَرَ فِي النُّجُومِ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْكِهَانَةِ، وَإِيَّاكَ وَالْقَدَرَ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الزَّنْدَقَةِ، وَإِيَّاكَ وَشَتَمَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُكِبَّكَ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِكَ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين في مجانبة أهل القدر وسائر أهل الأهواء

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي مُجَانَبَةِ أَهْلِ الْقَدَرِ وَسَائِرِ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ

1135 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ جَاءَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَلَا تَقْرَأَنَّ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي §مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَهُوَ فِي الزِّنْدِيقِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ»

1136 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: ثنا مَكِّيُّ , عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ , عَنِ السَّايِبِ بْنِ يَزِيدَ , أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا -[702]- لَقِينَا رَجُلًا يَسْأَلُ عَنْ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ , فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ مَكِّنِّي مِنْهُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا يُغَدِّي النَّاسَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَعِمَامَةٌ فَتَغَدَّى حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوَا} [الذاريات: 1] ، {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرَا} [الذاريات: 2] فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ هُوَ، §فَقَامَ إِلَيْهِ وَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَجْلِدُهُ حَتَّى سَقَطَتْ عِمَامَتُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَوْ وَجَدَّتُكَ مَحْلُوقًا لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ، أَلْبِسُوهُ ثِيَابًا وَاحْمِلُوهُ عَلَى قَتَبٍ ثُمَّ أَخْرِجُوهُ حَتَّى تَقْدُمُوا بِهِ بِلَادَهُ، ثُمَّ لِيَقُمْ خَطِيبًا ثُمَّ يَقُولَ: إِنَّ صَبِيغًا ابْتَغَى الْعِلْمَ، فَأَخْطَأَهُ فَلَمْ يَزَلْ، وَصَبِيَّغًا فِي قَوْمِهِ حَتَّى هَلَكَ وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ

1137 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ح 1138 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ حَازِمٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي غُنَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: صَبِيغُ بْنُ عِسْلٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَكَانَتْ عِنْدَهُ كُتُبٌ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ مُتَشَابَهِ الْقُرْآنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ النَّخِيلِ -[703]-، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ جَلَسَ قَالَ: مِنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ صَبِيغُ، قَالَ عُمَرُ: وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ وَأَوْمَأَ عَلَيْهِ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِتِلْكَ الْعَرَاجِينِ فَمَا زَالَ يَضْرِبُهُ حَتَّى شَجَّهُ وَجَعَلَ الدَّمَ يَسِيلُ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: §حَسْبُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ وَاللَّهِ ذَهَبَ الَّذِي أَجِدُ فِي رَأْسِي وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ مُبَشِّرٍ

1139 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ح 1140 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ثنا قَطَنُ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَجِلٍ يُقَالُ لَهُ: فُلَانُ بْنُ زُرْعَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ §رَأَيْتُ صَبِيغَ بْنَ عِسْلٍ بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهُ بَعِيرٌ أَجْرَبُ يَجِيءُ إِلَى الْحُلَقِ، فَكُلَّمَا جَلَسَ إِلَى حَلَقَةٍ قَامُوا وَتَرَكُوهُ، فَإِنْ جَلَسَ إِلَى قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونَهُ نَادَاهُمْ أَهْلُ الْحَلْقَةِ الْأُخْرَى: عَزْمَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَفْظُهُمَا وَاحِدٌ

1141 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: ثنا عَمْرٌو قَالَ: بَيْنَا §طَاوُسٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَقِيَهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَقَالَ لَهُ طَاوُسٌ: أَنْتَ مَعْبَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ طَاوُسٌ فَقَالَ: هَذَا مَعْبَدٌ فَأَهِينُوهُ

1142 - أنبأ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: ثنا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَعَمِّي يَقُولَانِ: سَمِعْنَا الْحَسَنَ يَنْهَى عَنْ مُجَالَسَةِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ وَيَقُولُ: §لَا تُجَالِسُوهُ فَإِنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ , عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: كُنْتُ أَرَى طَاوُسًا إِذَا أَتَاهُ قَتَادَةُ يَفِرُّ مِنْهُ، §وَكَانَ قَتَادَةُ يَرَى الْقَدَرَ "

1144 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الصَّيْدَلَانِيُّ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَوْنٍ أَبُو عُثْمَانَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: ثنا الْيَسَعُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: لَا تُقَاعِدَنَّ §قَدَرِيًّا وَلَا تَسْمَعْ كَلَامَهُ

1145 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَبَّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: أَيُّ §رَجُلٍ مَعْمَرٌ؟ لَوْلَا أَنَّهُ يَرَى تَفْسِيرَ قَتَادَةَ

1146 - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى , ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ , عَنْ أَبِي سَهْلٍ قَالَ: لَا تَبْدَأِ §الْقَدَرِيَّةَ بِالسَّلَامِ، فَإِنْ سَلَّمُوا عَلَيْكَ فَقُلْ: وَعَلَيْكَ

1147 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ شِبْهِ قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ: قَدْ §جَاءَكُمْ ثَوْرًا، اتَّقُوا لَا يَنْطِحَنَّكُمْ بِقَرْنَيْهِ - يَعْنِي ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ -[706]- قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ: وَكَانَ قَدَرِيًّا

1148 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ فِي غَيْرِ مَجْلِسٍ: يُقْبِلُ عَلَيْنَا، أُحَرِّجُ عَلَى كُلِّ §مُبْتَدَعٍ جَهْمِيٍّ، أَوْ رَافِضِيٍّ، أَوْ قَدَرِيٍّ، أَوْ مُرْجِئٍ سَمِعَ مِنِّيَ، وَاللَّهِ لَوْ عَرَفْتُكُمْ لَمْ أُحَدِّثْكُمْ

أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: §مَنْ جَلَسَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ فَاحْذَرْهُ، وَمَنْ جَلَسَ مَعَ صَاحِبِ الْبِدْعَةِ لَمْ يُعْطَ الْحِكْمَةَ، وَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حِصْنٌ مِنْ حَدِيدٍ، آكُلُ عِنْدَ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آكُلَ عِنْدَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن القدرية مجوس هذه الأمة، ومن كفرهم ولعنهم وتبرأ منهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْقَدَرِيَّةَ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَمَنْ كَفَّرَهُمْ وَلَعَنَهُمْ وَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ

1150 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الْقَدَرِيَّةَ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ»

1151 - أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ , ثنا دَاوُدُ بْنُ -[708]- رُشَيْدٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، إِذَا مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ»

1152 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: ثنا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ: ثنا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَابِقٍ الْمَدَنِيُّ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، §وَمَجُوسُ أُمَّتِي الْقَدَرِيَّةُ، فَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ»

1153 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: ثنا أَبُو ثَوْبَانَ مَزْدَادُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ رَزِينٍ , عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ §قَوْمٌ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، أُولَئِكَ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "

1154 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ , عَنْ رَجَاءٍ أَبِي الْحَارِثِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْمُكَذِّبَةُ بِالْقَدَرِ إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ»

1155 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ قَالَ: ثنا فَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، §وَمَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ، فَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ، وَهُمْ شِيعَةُ الدَّجَّالِ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُلْحِقَهُمْ بِهِ»

1156 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , -[710]- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةُ»

1157 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا أَبُو عُتْبَةَ قَالَ: نا بَقِيَّةُ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَزْدِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَرِدَانِ عَلَى الْحَوْضِ الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ»

1158 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيُّ قَالَ: ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ح 1159 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدَّقِيقِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ الْحَارِثِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: ذَكَرْتُ §الْقَدَرِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: لُعِنَتِ الْقَدَرِيَّةُ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، مِنْهُمْ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1161 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَافِعٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْقَدَرِيَّةُ

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: §الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ

1162 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَنْزِعُ فِي زَمْزَمَ، قَدِ ابْتَلَّتْ أَسَافِلُ ثِيَابِهِ، فَقُلْتُ: قَدْ تُكُلِّمَ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَّا فِيهِمْ {§ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] أُولَئِكَ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، لَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَلَا تُصَلُّوا عَلَى مَوْتَاهُمْ، إِنْ أَرَيْتَنِي أَحَدَهُمْ فَقَأْتُ عَيْنَيْهِ بِإِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ

1163 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَهُ الْقَدَرِيَّةُ فَقَالَ: لَوْ §رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ لَعَضَضْتُ أَنْفَهُ قَالَ: قَالَ مُجَاهِدٌ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مِنْ رَأَى مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ -[713]- فَلْيَقُلْ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ

1164 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ , عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أَنَا §بَرِيءٌ مِمَّنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ

1165 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَلَامُ §الْقَدَرِيَّةِ كُفْرٌ، وَكَلَامُ الْحَرُورِيَّةِ ضَلَالَةٌ، وَكَلَامُ الشِّيعَةِ هَلَكَةٌ

1166 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَالْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: §كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَلْعَنُ الْقَدَرِيَّةَ

1167 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ -[714]-: §سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، وَسُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ يَسَارٍ يَلْعَنَانَ الْقَدَرِيَّةَ

أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §يَبْدَءُونَ فَيَكُونُونَ مُرْجِئَةً، ثُمَّ يَكُونُونَ قَدَرِيَّةً، ثُمَّ يَصِيرُونَ مَجُوسًا

1169 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ: أَنَا §أُفْتِيكَ يَا قَدَرِيُّ

1170 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خُثَيْمَةَ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي سِنَانٍ الْقَسْمَلِيِّ , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: قَرَأْتُ نَيِّفًا وَتِسْعِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ مِنْهَا سَبْعُونَ ظَاهِرَةٌ فِي الْكَنَائِسِ، وَنَيِّفٌ وَعِشْرُونَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ، وَوَجَدْتُ فِيهَا كَلِمَاتٍ: §مِنْ وَكَلَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الْمَشِيئَةِ فَقَدْ كَفَرَ

1171 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ يَعْنِي ابْنَ حُمَيْدٍ الرَّازِيَّ قَالَ: ثنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَعْنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: «صِنْفَانِ لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ» قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: §الْإِيمَانُ قَوْلٌ، وَقَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ

1172 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجَسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: §الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ وَالْقَدَرِيَّةُ كُفَّارٌ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأدعية المأثورة عنه في إثبات القدر

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ عَنْهُ فِي إِثْبَاتِ الْقَدَرِ

1173 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ ح 1174 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَحِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَسْأَلُكُ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو عِيسَى

1175 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ , ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْكَافُ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثُمِائَةٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ -[717]- قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ وَكَانَ يُعَلِّمُنَا: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيتَ، §وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مِنْ وَالَيتَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيتَ»

1176 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ ح 1177 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْبَزَّارُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «رَبِّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، §وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، لَا يَذِلُّ مِنْ وَالَيتَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيتَ»

1178 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ -[718]- أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو الْمُثَنَّى الْكَعْبِيُّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلِمَ، عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَلَّمَهُ هَذَا الدُّعَاءَ فِي وَقْتِ الْوِتْرِ: «§اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ»

1179 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مَكَّةَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، وَكَانَ مِنْ أَزِدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ، فَأَبْصَرَ سُفَهَاءَ مِنَ النَّاسِ يُنَادُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُونَ: مَجْنُونٌ فَقَالَ: لَوْ لَقِيتُ هَذَا الرَّجُلَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي رَجُلٌ إِذَا رَقِيتُ مِنْ هَذِهِ الرِّيحِ يُشْفَى عَلَى يَدَيَّ مِنْ شَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مِنْ -[719]- يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ» فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ، فَأَعَادَهُنَّ، قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ، وَلَقَدْ بَلَغَتْ قَامُوسَ الْبَحْرِ، أَرِنِي يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، قَالَ: «وَعَلَى قَوْمِكَ» قَالَ: وَعَلَى قَوْمِي. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1180 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ كَعْبٍ الْبَزَّارُ قَالَ: ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ح 1181 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: ثنا مُسَدَّدٌ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ , عَنْ سُمَيٍّ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تَعَوَّذُوا مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرْكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدِّدٍ، وَمُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ

1182 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ , وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: ثنا عَاصِمٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ح وَعَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §إِيتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، أَنْتَ خَيْرُ مِنْ زَكَّاهَا، وَأَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا تُسْتَجَابُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ

1183 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ , عَنْ أَبِي الْمُصَفَّى , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى الْأَنْصَارِيِّ , أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ -[721]-: «اللَّهُمَّ §احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَائِمًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَاعِدًا، وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ رَاقِدًا، وَلَا تُطِعْ فِيَّ عَدُوًّا وَلَا حَاسِدًا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ خَزَائِنُهُ بِيَدِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ خَزَائِنُهُ بِيَدِكَ»

1184 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي الْحُصَيْنِ: «كَمْ إِلَهًا تَعْبُدُ الْيَوْمَ» ؟، قَالَ: سَبْعَةٌ: سِتَّةٌ فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «فَأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَهْبَتِكَ وَرَغْبَتِكَ» ؟ قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَسْلَمْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعْنَكَ» فَلَمَّا أَسْلَمَ تَقَاضَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " قُلِ: اللَّهُمَّ §أَلْهِمْنِي رُشْدِي -[722]- وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي "

1185 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: ثنا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَالِكِيُّ قَالَا: ثنا بُنْدَارٌ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ، وَالْعَافِيَةَ، وَالْأَمَانَةَ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ، وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ»

1186 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَاهُنَا رَجُلٌ يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ، قَالَ: وَمَا يَقُولُ؟ سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا بِالْمَوْقِفِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِلَيْكَ §خَرَجْتُ وَأَنْتَ أَخْرَجْتَنِي، وَعَلَيْكَ قَدِمْتُ وَأَنْتَ أَقْدَمْتَنِي، فَأَطَعْتُكَ بِأَمْرِكَ وَلَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ، وَعَصَيْتُكَ بِعِلْمِكَ فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ، فَأَسْأَلُكَ بِوُجُوبِ حُجَّتِكَ عَلَيَّ وَانْقِطَاعِ حُجَّتِي لَمَا رَدَدْتَنِي الْيَوْمَ إِلَّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ

1187 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرُوسٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا عَائِذًا بِالْبَيْتِ يَقُولُ: إِلَهِي §مَنْ أَوْلَى بِالزَّلَلِ وَالتَّقْصِيرِ مِنِّي وَقَدْ خَلَقْتَنِي ضَعِيفًا، وَمَنْ أَوْلَى بِالْعَفْوِ مِنْكَ وَقَضَاؤُكَ مُحِيطٌ، أَطَعْتُكَ بِأَمْرِكَ فَالْمِنَّةُ لَكَ، وَعَصَيْتُكَ بِعِلْمِكَ فَالْحُجَّةُ لَكَ، فَأَسْأَلُكَ بِانْقِطَاعِ حُجَّتِي وَوُجُوبِ حُجَّتِكَ، وَلِفَقْرِي إِلَيْكَ وَغِنَاكَ عَنِّي أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا أَصَابَنِي مِنْ حُرُمَاتِكَ

1188 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْأَزْدِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ كَامِلٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا وَهُوَ مُسْتَلْقٍ بِعَرَفَةَ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ مَنْ §أَوْلَى بِالزَّلَلِ وَالتَّقْصِيرِ مِنِّي، وَقَدْ خَلَقْتَنِي ضَعِيفًا، وَمَنْ أَوْلَى بِالْعَفْوِ عَنِّي مِنْكَ، عِلْمُكَ فِيَّ سَابِقٌ، وَأَمْرُكَ بِيَ مُحِيطٌ، أَطَعْتُكَ بِإِذْنِكَ وَالْمِنَّةُ لَكَ، وَعَصَيْتُكَ بِعِلْمِكَ وَالْحُجَّةُ لَكَ، فَأَسْأَلُكَ بِوُجُوبِ رَحْمَتِكَ وَانْقِطَاعِ حُجَّتِي وَبِفَقْرِي إِلَيْكَ وَغِنَاكَ عَنِّي أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، اللَّهُمَّ لَمْ أُحْسِنْ حَتَّى أَعْطَيْتَنِي، وَلَمْ أُسِئْ حَتَّى قَضَيْتَ عَلَيَّ، اللَّهُمَّ إِنَّا أَطَعْنَاكَ وَبِنِعْمَتِكَ فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَمْ نَعْصِكَ بِنِعْمَتِكَ فِي أَبْغَضِ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ الشِّرْكِ، فَاغْفِرْ مَا بَيْنَهُمَا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أُنْسُ الْمُؤْنِسِينَ لِأَوْلِيَائِكَ وَأَقْرَبُهُمْ بِالْكِفَايَةِ مِنَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ، تُشَاهِدُهُمْ فِي ضَمَائِرِهِمْ وَتَطَّلِعُ عَلَى سَرَائِرِهِمْ، وَسِرِّي لَكَ اللَّهُمَّ -[724]- مَكْشُوفٌ، وَأَنَا لَكَ مَلْهُوفٌ إِذَا أَوْحَشَتْنِي الْغُرْبَةُ آنَسَنِي ذَكَرُكَ، وَإِذَا أَغَمَّتْ عَلَيَّ الْهُمُومُ لَجَأْتُ إِلَيْكَ اسْتِجَارَةً بِكَ عِلْمًا بِأَنَّ أَزِمَّةَ الْأُمُورِ بِيَدِكَ وَأَنَّ مَصْدَرَهَا عَنْ قَضَائِكَ

1189 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا رَافِعُ بْنُ دِحْيَةَ الْمُسْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ قَاضِي الْبَصْرَةِ قَالَ: كَانَتْ عِنْدِي جَارِيَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ وَضِيئَةٌ، فَكُنْتُ بِهَا مُعْجَبًا، فَكَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمَةً إِلَى جَنْبِي، فَانْتَبَهْتُ، فَلَمْ أَجِدْهَا، فَلَمَسْتُهَا فَلَمْ أَجِدْهَا وَقُلْتُ شَرٌّ، فَلَمَّا وَجَدْتُهَا وَجَدْتُهَا سَاجِدَةً وَهِيَ تَقُولُ: بِحُبِّكَ لِي §اغْفِرْ لِي، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: لَا تَقُولِي هَكَذَا قُولِي: بِحُبِّي لَكَ، فَقَالَتْ: يَا بَطَّالُ حُبُّهُ لِي أَخْرَجَنِي مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَحُبُّهُ لِي أَيْقَظَ عَيْنِي وَأَنَامَ عَيْنَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَاذْهَبِي فَأَنْتَ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ، قَالَتْ: يَا مَوْلَايَ، أَسَأْتَ إِلَيَّ، كَانَ لِي أَجْرَانِ وَصَارَ لِي أَجْرٌ وَاحِدٌ

سياق ما روي وما فعل من الإجماع في آيات القدر وذلك حين خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة إلى الشام ومعه جمهور المهاجرين والأنصار حتى قدم دمشق فوقع بالشام طاعون، فخاف عمر أن يقدم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشار الصحابة في ذلك ممن معه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ وَمَا فُعِلَ مِنَ الْإِجْمَاعِ فِي آيَاتِ الْقَدَرِ وَذَلِكَ حِينَ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ جُمْهُورُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ حَتَّى قَدِمَ دِمَشْقَ فَوَقَعَ بِالشَّامِ طَاعُونٌ، فَخَافَ عُمَرُ أَنْ يَقْدُمَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَشَارَ الصَّحَابَةَ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ كَانَ بِالشَّامِ فَقِيهًا، فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ حَتَّى جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَرَوَى لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضِ قَوْمٍ فَلَا تُقْدِمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا، فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَهُمْ عَلَى بَابِ الْجَابِيَةِ لِيَقُصَّ عَلَيْهِمْ وَيُعَرِّفَهُمْ سَبَبَ انْصِرَافِهِمْ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَأَمَرَ رَسُولُهُ اسْتِفْتَاحَ الْخَطِيبِ بِهَا: مِنْ يُضْلِلُ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَمَنْ يَهْدِي فَلَا مُضِلَّ لَهُ، فَقَالَ جَاثْلَيقُ النَّصَارَى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَأَنْكَرَ الصَّحَابَةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ وَاللَّهُ أَضَلَّكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ

فَيُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا وَلْثُ عَهْدٍ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، قَالَ: فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَمَا يَخْتَلِفُ فِي الْقَدَرِ اثْنَانِ. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: فَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا إِجْمَاعٌ بِانْتِشَارٍ مِنْ غَيْرِ إِنْكَارٍ، فَهُوَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَمَنْ خَالَفَ قَوْلَهُ فِيهَا فَهُوَ مُعَانِدٌ مُشَاقِقٌ يَلْحَقَ بِهُ الْوَعِيدُ وَهُوَ دَاخِلٌ تَحْتَ قَوْلِهِ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتْبَعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]

1190 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ح 1191 - وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى , وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ -[727]- وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ وَقَعَ بِالشَّامِ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ فِي الشَّامِ فَاخْتَلَفُوا فِي الْأَمْرِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: ارْفَعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِيَ الْأَنْصَارَ فَدُعُوا فَدَعُوهُمْ لَهُ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ فَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مِنْ هَاهُنَا مِنْ مَشَايِخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ فَدُعُوا لَهُ فَاسْتَشَارَهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلَانِ قَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَأَذَّنَ عُمَرُ بِالنَّاسِ إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ، نَعَمْ نَفِرُ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوَ كَانَ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطْتَ بِهَا وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا -[728]- بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تُقْدِمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمُ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» . قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ انْصَرَفَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1193 - أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ , أنبا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ , وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ , وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا §الطَّاعُونَ رِجْزٌ وَبَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلَا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا فِرَارًا»

1194 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: ثنا خَلْفُ يَعْنِي ابْنَ -[729]- خَلِيفَةَ , عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مِنْ فَرَّ مِنْ §الطَّاعُونِ كَانَ مُكَذِّبًا

1195 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْد.، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى. عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح 1196 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَنَا خُطْبَةَ الْحَاجَةِ: «§الْحَمْدُ للَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»

1197 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى , -[730]- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: مِنْ §يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَكَانَ الْجَاثَلِيقُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَا إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا يَقُولُ؟ فَكَرِهُوا أَنْ يُخْبِرُوهُ، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: مِنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، فَنَفَضَ الْجَاثَلِيقُ ثَوْبَهُ يُنْكِرُ مَا يَقُولُ عُمَرُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ عُمَرُ: مَا يَقُولُ؟، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ، وَاللَّهُ يُضِلُّكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ فَيُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا وَلْثُ عَهْدٍ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ وَقَالَ حِينَ خَلَقَ آدَمَ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي يَدِهِ وَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، ثُمَّ قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَمَا يَخْتَلِفُ فِي الْقَدَرِ اثْنَانِ، وَلَقَدْ كَانَ مِنَ النَّاسِ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ مِنْ يَنْطَبِقُ فِيهِ

1198 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ -[731]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ خَطِيبًا فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: مِنْ §يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَعِنْدَهُ الْجَاثَلِيقُ - يَعْنِي يَسْمَعُ مَا يَقُولُ - قَالَ: فَنَفَضَ ثَوْبَهُ كَهَيْئَةِ الْمُنْكَرِ فَقَالَ عُمَرُ: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ وَهُوَ أَضَلَّكَ وَهُوَ يُدْخِلُكَ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا وَلْثُ عَقْدٍ لَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَخَلَقَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَخَلَقَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، قَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ

1199 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى الْكَرِيزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْأَعْلَى يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: مِنْ §يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ قَالَ: وَالْجَاثَلِيقُ مَاثِلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: بركست بركست قَالَ -[732]-: فَأَعَادَهَا الْجَاثَلِيقُ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ فِي الثَّالِثَةِ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي وَلَا يُضِلُّ، قَالَ: بَلَى اللَّهُ خَلَقَكَ وَاللَّهُ أَضَلَّكَ وَاللَّهُ يُكِبُّكَ فِي النَّارِ عَلَى مِنْخَرِكَ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّ لَكَ عَهْدًا سَبَقَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ. فَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ وَمَا يَخْتَلِفُ فِي الْقَدَرِ اثْنَانِ

1200 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ , بِمِصْرَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا مَالِكٌ , وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: §كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ

وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ شَيْءٍ §بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزَ وَالْكَيْسَ» وَالَّذِي فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . . . . وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ - وَتَقَدَّمَتْ رِوَايَتُهُ -

1201 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْهَادِي الْفَاتِنُ

1202 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ فِيهِ رَهَقٌ، وَكَانَ يَتَوَثَّبُ عَلَى جِيرَانِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَفَرَضَ الْفَرَائِضَ وَقَصَّ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ إِنَّهُ صَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنْ زَعَمَ أَنَّ الْعَمَلَ أُنُفٌ، مِنْ شَاءَ عَمِلَ خَيْرًا، وَمَنْ شَاءَ عَمِلَ شَرًّا، فَلَقِيتُ أَبَا الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيَّ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: §كَذَبَ، مَا رَأَيْنَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا يُثْبِتُ الْقَدَرَ

(§أَقَاوِيلُ الصَّحَابَةِ) رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَجَابِرٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ -[734]-، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرٍ

قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه

§قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

1203 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ ح 1204 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا فِطْرٌ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: §خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَكَانُوا فِي قَبْضَتِهِ، فَقَالَ لِمَنْ فِي يَمِينِهِ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ، وَقَالَ لِمَنْ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى: ادْخُلُوا النَّارَ وَلَا أُبَالِي فَذَهَبَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُعَاوِيَةَ

1205 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ الزِّنَا بِقَدَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدَّرَهُ عَلَيَّ ثُمَّ يُعَذِّبُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ الْخَنَا، أَمَا وَاللَّهِ §لَوْ كَانَ عِنْدِي إِنْسَانٌ أَمَرْتُ أَنْ -[735]- يَجَأَ أَنْفَكَ

قول عمر

§قَوْلُ عُمَرَ

1206 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ، قَالَ: ثنا عِصْمَةُ أَبُو حُكَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ §كَتَبْتَنِي شَقِيًّا فَامْحُنِي

1207 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَامِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُكَيْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ §كَتَبْتَنِي فِي السَّعَادَةِ فَأَثْبِتْنِي فِيهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عَلَى الشِّقْوَةِ فَامْحُنِي مِنْهَا وَاثْبِتْنِي فِي السَّعَادَةِ، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ

1208 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَرُورِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ جَعْفَرِ -[736]- بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ , عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ: أَتَى عُمَرُ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ نَاسًا يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا §هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي الْقَدَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَا أَسْمَعُ بِرَجُلَيْنِ تَكَلَّمَا فِيهِ إِلَّا ضَرَبْتُ أَعْنَاقَهُمَا قَالَ: فَأَحْجَمُ النَّاسُ، فَمَا تَكَلَّمَ فِيهِ أَحَدٌ حَتَّى ظَهَرَتْ نَابِغَةُ الشَّامِ

قول علي

§قَوْلُ عَلِيٍّ

1209 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ يَقُولُ: خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: مَا §يَمْنَعُهُ أَنْ يَقُومَ، فَيَخْضِبَ هَذِهِ مِنْ هَذَا. قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا إِذْ عَرَفْتَهُ فَأَرِنَا نَبِيرَ عِتْرَتِهِ، فَقَالَ: أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا قَتَلَ لِي غَيْرَ قَاتِلِي. قَالُوا: فَأَوْصِنَا، قَالَ: أَكِلُكُمْ إِلَى مَا وَكَّلَّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَيْهِ. قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَقُولُ: كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ حَتَّى تَوَفَّيْتَنِي وَهُمْ عِبَادُكَ إِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ 1210 - سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: عِنْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادٌ جَيِّدٌ أَخْبَرَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْعٍ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَهُمْ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ

1211 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ، قَالَ: ثنا الْمُعْتَمِرُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: §لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكَذِّبُونَ فِيهِ بِالْقَدَرِ تَجِيءُ الْمَرْأَةُ سُوقًا أَوْ حَاجَتَهَا فَتَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهَا وَقَدْ مُسِخَ زَوْجُهَا بِتَكْذِيبِهِ الْقَدَرَ

1212 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: ثنا أَبَانُ , عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ , أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: إِنَّ §الْقَدَرَ لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ قَالَ اللَّهُ لِقَوْمِ يُونُسَ: {لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98]

1213 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَهُ §الْقَدَرُ يَوْمًا فَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى فِي فِيهِ فَرَقَمَ بِهِمَا فِي بَاطِنِ يَدِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ -[738]- أَنَّ هَاتَيْنِ الرَّقْمَتَيْنِ كَانَتَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ

1214 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا هَنَّادٌ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مَيْسَرَةَ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَخْلُصَ §الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ حَتَّى يَسْتَقِرَّ يَقِينًا غَيْرَ ظَنٍّ أَنَّهُ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ، وَيُقِرَّ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ

قول عبد الله بن مسعود

§قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

1215 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحمُدُّ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ , أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ , أَخْبَرَنَا مُخَارِقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ ح 1216 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ، قَالَ: ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ , عَنْ مُخَارِقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: §أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، فَاتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَإِنَّ الشَّقِيَّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدَ مِنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1217 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَأَنْ §أَعَضَّ عَلَى جَمْرَةٍ وَأَقْبِضَ عَلَيْهَا حَتَّى تَبْرُدَ فِي يَدَيَّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ لِشَيْءٍ قَضَاهُ اللَّهُ: لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ

1218 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ وَهُوَ يُدْخِلُ إِصْبَعَهُ فِي فِيهِ: لَا وَاللَّهِ لَا §يَطْعَمُ رَجُلٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَيُقِرَّ وَيَعْلَمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ مُخْرَجٌ، وَأَنَّهُ مَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ

1219 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ خَيْثَمَةَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ §الْعَبْدَ لَيَهُمُّ بِالْأَمْرِ مِنَ التِّجَارَةِ وَالْإِمَارَةِ حَتَّى يَتَيَسَّرَ لَهُ، نَظَرَ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ: اصْرِفُوا عَنْهُ فَإِنِّي إِنْ يَسَّرْتُهُ لَهُ أَدْخَلْتُهُ النَّارَ، قَالَ: فَيَصْرِفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَيَنْطِقُ يَحْيَى تَدَّانُ سَبْقِي بِفُلَانٍ وَمَا هُوَ إِلَّا فَضْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ

عبد الرحمن بن عوف

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ

1220 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: ثنا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: ثنا الزُّهْرِيُّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: أُغْمِيَ عَلَيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّهُ §أَتَانِي رَجُلَانِ غَلِيظَانِ فَأَخَذَا بِيَدِي فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، فَانْطَلَقَا بِي فَلَقِيَهُمَا رَجُلٌ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدَانِ بِهِ؟ قَالَا: نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ، فَقَالَ: دَعَاهُ فَإِنَّ هَذَا مِمَّنْ سَبَقَتْ لَهُ السَّعَادَةُ وَهُوَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ

قول ابن عباس

§قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ

1221 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا -[741]- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: §الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ بِقَدَرٍ

1222 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِيِّ، قَالَ: ثنا يَعْلَى , عنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §لَوْ أَخَذْتُ رَجُلًا مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ لَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ وَقُلْتُ: لَوْلَا وَلَوْلَا

1223 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ , وَالْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ: ثنا يَعْلَى , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي هَاشِمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: §يُكَذِّبُونَ بِالْكِتَابِ، لَئِنْ أَخَذْتُ بِشَعْرِ أَحَدِهِمْ لَأَنْصُوَنَّهُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا، فَخَلَقَ الْقَلَمَ فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِنَّمَا يَجْرِي النَّاسُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

1224 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرٌ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: ثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: §الْقَدَرُ نِظَامُ التَّوْحِيدِ، فَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ كَانَ كُفْرُهُ بِالْقَضَاءِ نَقْضًا لِلتَّوْحِيدِ، وَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ وَآمَنَ بِالْقَدَرِ كَانَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا

1225 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: ثنا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ §خَلَقَ لَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ دَفَّتَاهُ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ، قَلَمُهُ نُورٌ، كِتَابُهُ نُورٌ، يَنْظُرُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَظْرَةً، يُحْيِي بِكُلِّ نَظْرَةٍ وَيُمِيتُ وَيُعِزُّ وَيُذِلَّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ

1226 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ح 1227 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ , ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَدَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَرَأَيْتَ مِنْ -[743]- صَدَّنِي عَنِ الْهُدَى، وَأَوْرَدَنِي الضَّلَالَةَ , وَالرَّدَى , أَلَا تَرَاهُ قَدْ ظَلَمَنِي؟ قَالَ: إِنْ كَانَ §الْهُدَى كَانَ شَيْءٌ لَكَ عِنْدَهُ فَمَنَعَكَاهُ فَقَدْ ظَلَمَكَ، وَإِنْ كَانَ هُوَ لَهُ يُؤْتِيهِ مِنْ يَشَاءُ فَلَمْ يَظْلِمْكَ، قُمْ لَا تُجَالِسْنِي لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

1228 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ شِيرَوَيْهِ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ §الْهُدْهُدُ يَدُلُّ سُلَيْمَانَ عَلَى الْمَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ ذَاكَ وَالْهُدْهُدُ يُنْصَبُ لَهُ الْفَخُّ عَلَيْهِ التُّرَابُ؟ فَقَالَ: أَعَضَّكَ اللَّهُ بِهَنِ أَبِيكَ أَلَمْ يَكُنْ إِذَا جَاءَ الْقَضَاءُ ذَهَبَ الْبَصَرُ

1229 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ , وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو هَارُونَ الْغَنَوِيُّ ح 1230 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَارُونَ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيُّ , عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى بَنِي عَفْرَا، قَالَ -[744]-: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَمَعِي رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ أَوْ يُنْكِرُونَهُ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَتَوْكَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْقَدَرِ إِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ شَرِبَ، قَالَ: فَحَسَرَ قَمِيصَهُ حَتَّى أَخْرَجَ مَنْكِبَيْهِ وَقَالَ: يَا أَبَا يَحْيَى لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ §الْقَدَرَ وَيُكَذِّبُونَ بِهِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ مِنْهُمْ أَوْ هَذَيْنِ مَعَكَ لَجَاهَدْتُكُمْ، إِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ فَبِقَدَرٍ وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَبِقَدَرٍ

قول ابن عمر

§قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ

1231 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّيَّاتُ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ وَقَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نُسَافِرُ فَنَلْقَى قَوْمًا يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، قَالَ: إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ §ابْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَهُمْ مِنْهُ بَرَاءٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

أبي بن كعب، وعبادة، وزيد بن ثابت، وحذيفة بن اليمان

§أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَعُبَادَةُ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ

1232 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ -[745]- مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا سُفْيَانُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِيِّ , عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ فَإِنَّهُ وَقَعَ فِي قَلْبِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنِّي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ §لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قُبِلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَإِنْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1233 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ , عَنْ عُبَادَةَ، قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: يَا عُبَادَةُ أَوْصِنِي -[746]-، قَالَ: أَجْلِسُونِي فَأَجْلَسُوهُ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَلَنْ تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«الْقَدَرُ عَلَى هَذَا مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ»

الحسن بن علي بن أبي طالب

§الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

1234 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبِي , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي الْمِسْوَارِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §قُضِيَ الْقَضَاءُ وَجَفَّ الْقَلَمُ وَأُمُورٌ بِقَضَاءٍ فِي كِتَابٍ قَدْ خَلَا

قول عمرو بن العاص

§قَوْلُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

1235 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ -[747]- إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْظَمِ، قَالَ: ثنا الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: انْتَهَى عَجَبِي إِلَى ثَلَاثٍ: الْمَرْءُ يَفِرُّ مِنْ §الْقَدَرِ وَهُوَ لَاقِيهِ، وَيَرَى فِي أَعْيُنِ أَخِيهِ الْقَذَا فَيَعِيبَهَا، وَيَكُونُ فِي عَيْنِهِ مِثْلُ الْجِذْعِ فَلَا يَعِيبُهَا وَيَكُونُ فِي دَابَّتِهِ الصَّعَرُ وَيُقَوِّمُهَا جُهْدَهُ، وَيَكُونُ فِي نَفْسِهِ الصَّعَرُ فَلَا يُقَوِّمُهَا

قول عبد الله بن عمرو بن العاص

§قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ

1236 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ , عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا مَكَثَتِ §النُّطْفَةُ فِي رَحِمِ الْمَرْأَةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاءَهَا مَلَكٌ فَاخْتَلَجَهَا، ثُمَّ عَرَجَ بِهَا إِلَى الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَقُولُ: اخْلُقْهَا يَا أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ مِنْ أَمْرِهِ، ثُمَّ تُدْفَعُ إِلَى الْمَلَكِ، فَيَسْأَلُ الْمَلَكُ عَنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَسَقْطٌ أَمْ تَمَامٌ؟، فَيُبَيِّنُ لَهُ، فَيَقُولُ: أَنَاقِصُ الْأَجَلِ أَمْ تَامُّ الْأَجَلِ؟ فَيُبَيِّنُ لَهُ، وَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَوَاحِدٌ أَوْ تَوْأَمٌ؟ فَيُبَيِّنُ لَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيُبَيِّنُ لَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيُبَيِّنُ لَهُ -[748]-، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَقْطَعُ رِزْقَهُ فَيَقْطَعُ لَهُ رِزْقَهُ مَعَ خَلْقِهِ فَيَهْبِطُ بِهَا جَمِيعًا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنَالُ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُسِمَ لَهُ، فَإِذَا أَكَلَ رِزْقَهُ قُبِضَ

1237 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ بِالْوَهْطِ وَمَعَهُ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ يُزَنُّ بِشُرْبِ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ: أَنَّهُ مِنْ شَرِبَ شَرْبَةَ خَمْرٍ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ تَوْبَتَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، §وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ

أبو الدرداء

§أَبُو الدَّرْدَاءِ

1238 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا أَبُو عَنْبَسَةَ، قَالَ: نا بَقِيَّةُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ أَبُو عُثْمَانَ الْهَمْدَانِيُّ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: ذُرْوَةُ §الْإِيمَانِ أَرْبَعٌ: الصَّبْرُ لِلْحُكْمِ -[749]-، وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ، وَالْإِخْلَاصُ لِلتَّوَكُّلِ، وَالِاسْتِسْلَامُ لِلرَّبِّ

عمران بن حصين

§عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ

1239 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَنْ بَابِ الْقَدَرِ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ §عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ أَنَّهُ رَحِمَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ أَوْسَعَ مِنْ ذَلِكَ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُ

سلمان الفارسي

§سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ

1240 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ، قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ سَلْمَانَ مَا الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟ فَقَالَ: أَنْ §تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ

1241 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا -[750]- مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , ثنا أَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عُثْمَانَ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَدَعَوْنَا فَقُلْتُ: لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي آخِرَهُ فَقَالَ: ثَبَّتَكَ اللَّهُ، كُنَّا عِنْدَ سَلْمَانَ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَدَعَوْنَا اللَّهَ وَدَعَوْنَاهُ وَذَكَرْنَاهُ فَقُلْتُ: لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ، فَقَالَ سَلْمَانُ: ثَبَّتَكَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا §خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَارٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَكَتَبَ الْآجَالَ وَالْأَرْزَاقَ وَالْأَعْمَالَ وَالشِّقْوَةَ وَالسَّعَادَةَ، فَمَنْ عَلِمَ السَّعَادَةَ فَعَلَ الْخَيْرَ وَمَجَالِسَ الْخَيْرِ، وَمَنْ عَلِمَ الشَّقَاوَةَ فَعَلَ الشَّرَّ وَمَجَالِسَ الشَّرِّ

قول جابر بن عبد الله

§قَوْلُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: §لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ -[751]- مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ

قول عائشة

§قَوْلُ عَائِشَةَ

1243 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ: إِنَّ الْعَبْدَ §لَيَعْمَلُ الزَّمَانَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ لَمَكْتُوبٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ

1244 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ الْقَفَّالُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الْعَبْدِيَّ , سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: §«إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَهُوَ حَبِيبُ اللَّهِ»

ما نقل عن التابعين

§مَا نُقِلَ عَنِ التَّابِعِينَ

قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

§قَوْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

1245 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ , عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، قَالَ -[752]-: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي نَفَرٍ مِنْهُمْ يَزِيدُ أَوْ زِيَادٌ الْفَقِيرُ ـ كَذَا قَالَ دَاوُدُ ـ وَمُوسَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو الصَّبَّاحِ وَيَاسَرٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: فَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمٌ وَيَرَى أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ: مَا بَلَغَ فِرْيَتُنَا لِعُمَرَ وَظَنَنَّا أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى جَوَابِهِ، فَلَمَّا سَكَتَ تَكَلَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَجَابَهُ فِيهِ قَالَ: ثُمَّ ابْتَدَأَ الْكَلَامَ فَمَا كُنَّا عِنْدَهُ إِلَّا تَلَامِذَةٌ، فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَوْ §كَلَّفَ الْعِبَادَ الْعَمَلَ عَلَى قَدْرِ عَظَمَتِهِ لَمَا قَامَتْ لِذَلِكَ سَمَاءٌ وَلَا أَرْضٌ وَلَا جَبَلٌ وَلَا شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ وَلَكِنْ أَخَذَ مِنْهُمُ الْيُسْرَ، وَلَوْ أَرَادَ أَوْ أَحَبَّ أَنْ لَا يُعْصَى لَمْ يَخْلُقْ إِبْلِيسَ رَأْسَ الْمَعْصِيَةِ

1246 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى ابْنٍ لَهُ كِتَابًا، فَكَانَ فِيمَا كَتَبَ فِيهِ: إِنِّي §أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي بِيَدِهِ الْقُلُوبُ يَصْنَعُ فِيهَا مَا شَاءَ مِنْ هُدًى وَضَلَالَةٍ

1247 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ أَبُو هَارُونَ الْخَرَّازُ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْلَةَ، وَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي عَبْلَةَ، يَذْكُرُ -[753]- عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا §طَنَّ ذُبَابٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِكِتَابٍ مُقَدَّرٍ

1248 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اسْتِعْمَالَكَ سَعْدَ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى عُمَانَ مِنَ §الْخَطَايَا الَّتِي قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَقَدَّرَ أَنْ تُبْتَلَى بِهَا

قول الحسن بن أبي الحسن البصري

§قَوْلُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّرْوَقِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ نُدْبَةَ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ نُعَيْمٍ الْعَنْبَرِيِّ , وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ الْحَسَنِ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} [الكهف: 82] قَالَ: لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ مَكْتُوبٌ فِيهَا: عَجِبْتُ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ -[754]- كَيْفَ يَحْزَنُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ آمَنَ بِالْمَوْتِ كَيْفَ يَفْرَحُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ يَعْرِفُ الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ

1250 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا أَبُو عُتْبَةَ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، قَالَ: ثنا تَمَّامُ بْنُ نَجِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ , وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا §الضَّالُّ الْمُضِلُّ حَتَّى مَتَى تُضِلُّ النَّاسَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: تَزْعُمُ أَنَّ مِنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدَ قُتِلَ فِي غَيْرِ أَجَلِهِ، قَالَ: فَمَنْ يَأْكُلُ بَقِيَّةَ رِزْقِهِ يَا لُكَعُ خَلِّ الدَّابَّةَ قُتِلَ فِي أَجَلِهِ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا أَحَبُّ أَنَّ لِي بِمَا سَمِعْتُ مِنْكَ الْيَوْمَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ

1251 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا أَبُو خَلْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: §الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ

1252 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا عِيسَى , ثنا الْحَسَنُ , ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: نَازَلْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ فَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ §بِعَائِدٍ فِيهِ

1253 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ -[755]- زَيْدٍ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: كَذَبَ يَعْلَى عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: §صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ: قَوْمٌ الْقَدَرُ رَأْيُهُمْ فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُنْفِقُوا بِذَلِكَ قَوْلَهُمْ، وَقَوْمٌ فِي قُلُوبِهِمْ لَهُ شَنَآنٌ، وَبَعْضٌ يَقُولُونَ: مِنْ قَوْلِهِ كَذَا وَلَيْسَ مِنْ قَوْلِهِ كَذَا

أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: إِنَّ اللَّهَ §قَدَّرَ أَجَلًا وَقَدَّرَ مَعَهُ مَرَضًا وَقَدَّرَ مَعَهُ مُعَافَاةً، فَمَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ، وَمَنْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ

1255 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ , وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: ثنا قُتَيْبَةُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: مِنْ §كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقًا فَخَلَقَهُمْ بِقَدَرٍ، وَقَسَمَ الْآجَالَ بِقَدَرٍ، وَقَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ بِقَدَرٍ، وَالْبَلَاءُ وَالْعَافِيَةُ بِقَدَرٍ

مطرف بن عبد الله بن الشخير

§مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ

1256 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[756]- مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرٌ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: §نَظَرْتُ فَإِذَا ابْنُ آدَمَ مُلْقًى بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَبَيْنَ يَدَيْ إِبْلِيسَ، فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعْصِمَهَ عَصَمَهُ، وَإِنْ تَرَكَهُ ذَهَبَ بِهِ إِبْلِيسُ

1257 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ: إِنَّ مُطَرِّفًا قَالَ: §نَظَرْتُ فِي هَذَا الْأَمْرِ مِمَّنْ كَانَ، فَإِذَا بَدْؤُهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِذَا تَمَامُهُ عَلَى اللَّهِ، وَنَظَرْتُ مَا مِلَاكُهُ، فَإِذَا مِلَاكُهُ الدُّعَاءُ

وهب بن منبه

§وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو سِنَانٍ قَالَ: اجْتَمَعَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ بِمَكَّةَ فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ كَتَبْتَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ وَهْبٌ: مَا §كَتَبْتُ كُتُبًا وَلَا تَكَلَّمَتْ فِي الْقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ وَهْبٌ: قَرَأْتُ نَيِّفًا وَتِسْعِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ اللَّهِ مِنْهَا نَيِّفٌ -[757]- وَسَبْعُونَ ظَاهِرَةٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ فَوَجَدْتُ فِيهَا كُلِّهَا أَنَّ كُلَّ مِنْ وَكَّلَ إِلَى نَفْسِهِ شَيْئًا مِنَ الْمَشِيئَةِ فَقَدْ كَفَرَ

كعب الأحبار

§كَعْبُ الْأَحْبَارِ

1259 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ , عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ أَنَّ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَهْطًا عَادَوْا كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَقَالُوا لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: §بِخَيْرٍ عَبْدٌ أُخِذَ بِذَنَبِهِ فَإِنْ قَبَضَهُ إِلَيْهِ رَبُّهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَإِنْ عَاقَبَهُ يُنْشِيهِ نَظِيفًا

محمد بن كعب القرظي

§مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ

1260 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: مَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَّا تَعْيِيرًا لِأَهْلِ الْقَدَرِ: {§إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48]

قول علي بن الحسين

§قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

1261 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ §أَصْحَابَ الْقَدَرِ حَمَلُوا مَقْدِرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ضَعْفِ رَأْيِهِمْ فَقَالُوا لِلَّهِ: لِمَ؟ وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ لِلَّهِ: لِمَ؟

محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه

§مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

1262 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، قَالَ: ثنا الْعَطَّافِيُّ , عَنِ الشِّيعَةِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْبَصْرَةِ فَسَأَلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَقِيلَ لَهُ: هُوَ ذَاكَ الْغُلَامُ، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَيْهِ وَكَأَنَّهُ مَا بَلَغَ بَعْدُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي إِنِّي §وَافِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَيْكَ، وَذَاكَ أَنَّ الْقَدَرَ قَدْ نَشَأَ فِي الْبَصْرَةِ وَقَدِ ارْتَدَّ أَكْثَرُ النَّاسِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ: سَلْ، فَقُلْتُ: أُحِبُّ الْخَلْوَةَ، فَقَامَ فَمَشَى حَتَّى خَلَا قَالَ: فَقَالَ لِي: سَلْ قَالَ: فَقُلْتُ: الْخَيْرُ؟ فَقَالَ لِيَ: اكْتُبْ عَلِمَ، وَقَضَى، وَقَدَّرَ، وَشَاءَ، وَأَرَادَ، وَأَحَبَّ، وَرَضِيَ، قَالَ: قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: فَقَالَ لِي: هَكَذَا خَرَجَ إِلَيْنَا، قَالَ: قُلْتُ: الشَّرُّ؟ -[759]- قَالَ: اكْتُبْ عَلِمَ، وَقَضَى، وَقَدَّرَ، وَشَاءَ، وَأَرَادَ، وَلَمْ يَرْضَ، وَلَمْ يُحِبَّ، قَالَ: قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: هَكَذَا خَرَجَ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: فَرَجَعْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَنُصِبَ لِي مِنْبَرٌ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ مَا كَتَبْتُ فَرَجَعَ أَكْثَرُ النَّاسِ

قول جعفر بن محمد الصادق

§قَوْلُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ

1263 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , ثنا أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ، قَالَ: ثنا الْعَطَّافِيُّ , عَنْ رِجَالِهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الشِّيعَةِ لِلصَّادِقِ: إِنَّ الْقَدَرِيَّةَ تَقُولُ لَنَا: إِنَّكُمْ كُفَّارٌ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُطَاعُ قَهْرًا لَا يُطَاعُ قَهْرًا، قَالَ: §اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُعْصَى قَهْرًا وَلَا يُطَاعُ قَهْرًا، فَإِذَا أَرَادَ الطَّاعَةَ كَانَتْ، وَإِذَا أَرَادَ الْمَعْصِيَةَ كَانَتْ، فَإِنْ عَذَّبَ فَبِحَقٍّ، وَإِنْ عَفَا فَبَالْفَضْلِ

زيد بن علي

§زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ

1264 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثنا الْقَنَّادُ يَعْنِي عَمْرًا , ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا زَيْدُ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ -[760]- أَرَادَ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: §أَيُعْصَى عَنْوَةً؟ قَالَ: فَأَقْبَلَ يَحْظَرُ

قول ربيعة بن أبي عبد الرحمن

§قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ

1265 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ , ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ غَيْلَانُ لِرَبِيعَةَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ أَيَرْضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ لَهُ رَبِيعَةُ: §أَفَيُعْصَى قَسْرًا قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: يَا أَبَا مَرْوَانَ

1266 - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ , ثنا مِقْدَامٌ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ رَبِيعَةَ، قَالَ: إِنَّمَا §أَخْشَى عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثًا: الْعَصَبِيَّةُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالرِّوَايَةُ، فَإِنِّي أَرَاهَا تَزِيدُ

سعيد بن جبير

§سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ

1267 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ -[761]- الزُّبَيْرِيُّ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: §الْقَدَرِيَّةُ يَهُودٌ

الشعبي

§الشَّعْبِيُّ

1268 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَحِ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ، قَالَ: ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ , عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَا تُجَالِسُوا §الْقَدَرِيَّةَ، فَوَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ إِنَّهُمْ لَنَصَارَى

قول أبي العالية، ومسلم بن يسار

§قَوْلُ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَمُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ

1269 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ , ثنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى , عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: لَمَّا خَاضَ النَّاسُ فِي الْقَدَرِ اجْتَمَعَ رُفَيْعٌ أَبُو الْعَالِيَةِ وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ حَتَّى نَنْظُرَ فِيمَا خَاضَ النَّاسُ فِيهِ، قَالَ: اجْتَمَعَ رَأْيُهُمَا أَنَّهُمَا قَالَا: يَكْفِيكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ §لَنْ يُصِيبَكَ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ، وَأَنَّكَ مُجْزًى بِعَمَلِكَ

سالم بن عبد الله بن عمر

§سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

1270 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ -[762]-: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: §أَيَزْنِي الرَّجُلُ بِقَدَرٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَشَيْءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَيُعَذِّبُهُ عَلَيْهِ وَقَدْ كَتَبَهُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَحَصَبَهُ

قول القاسم بن محمد

§قَوْلُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ

1271 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ , ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: وَيْحَكُمْ كَيْفَ تُنْكِرُونَ الْقَدَرَ وَقَدْ كَانَ فِي خُطْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ §يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ»

قول محمد بن سيرين

§قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ

1272 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ , أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّشِيطِيُّ، قَالَ: ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَتِيقٍ قَالَ: كُنَّا فِي بَيْتِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَا وَسَالِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، فَقَالَ سَالِمٌ: لَوَدِدْنَا أَنَّا عَلِمْنَا، مَا قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فِي الْقَدَرِ؟ -[763]- قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَقُلْنَا: سَلْهُ مَا يَقُولُ فِي الْقَدَرِ؟ فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ قَالَ: فَنَكَّسَ مُحَمَّدٌ وَنَكَّسْنَا مُطْرِقِينَ، ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا قَالَ لَهُ: أَيُّهُمْ أَمَرَكَ بِهَا؟ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ §الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَكِنْ مِنْ أَطَاعَهُ أَضَلَّهُ

طاوس

§طَاوُسٌ

1273 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا طَاوُسٌ: §احْذَرُوا مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ فَإِنَّهُ قِدْرِيٌّ، فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا

قول أبي قلابة

§قَوْلُ أَبِي قِلَابَةَ

1274 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ ثنا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ , عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: يَا أَيُّوبُ §اضْبِطْ عَنِّي أَرْبَعًا: لَا تَقُولَنَّ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِكَ، وَإِيَّاكَ وَالْقَدَرَ، وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَأَمْسِكْ، وَلَا تُمَكِّنْ أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ سَمْعَكَ فَيُغَيِّرُوا قَلْبَكَ

عمر بن محمد بن عبد الله

§عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

1275 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيِّ: رَجُلٌ يُثْبِتُ §الْقَدَرَ وَيَعْلَمُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ وَلَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَوْ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ يَتَكَلَّمُ فِيهِ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ضَلَالَتَهُمْ

قول محمد ابن الحنفية رضي الله عنه

§قَوْلُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو ح 1277 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا مَحْمُودٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ , أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: مَنْ §أَحَبَّ رَجُلًا عَلَى عَدْلٍ ظَهَرَ فِيهِ وَهُوَ فِي عَلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، آجَرَهُ اللَّهُ كَمَا لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَبْغَضَ رَجُلًا عَلَى جَوْرٍ ظَهَرَ مِنْهُ وَهُوَ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، آجَرَهُ اللَّهُ كَمَا لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ

قول الحسين بن محمد ابن الحنفية

§قَوْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ

1278 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ , أَخْبَرَنَا عِيسَى، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , -[765]- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: لَا §تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ

قول زبيد بن الحارث الأيامي

§قَوْلُ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَيَامِيِّ

1279 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: إِنَّ §الدُّعَاءَ يَرُدُّ الْأَمْرَ الَّذِي قَدْ أُبْرِمَ

قول إياس بن معاوية بن قرة

§قَوْلُ إِيَاسَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ

1280 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: مَا §كَلَّمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ بِعَقْلِي كُلِّهِ إِلَّا الْقَدَرِيَّةَ فَإِنِّي قُلْتُ لَهُمْ: مَا الظُّلْمُ فِيكُمْ؟ فَقَالُوا: أَنْ يَأَخُذَ الْإِنْسَانُ مَا لَيْسَ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: فَإِنَّ لِلَّهِ كُلَّ شَيْءٍ

سياق ما روي من كلام العرب في النثر والنظم والشعر

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ فِي النَّثْرِ وَالنَّظْمِ وَالشِّعْرِ

1281 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: سُئِلَ أَعْرَابِيٌّ عَنِ الْقَدَرِ، قَالَ: ذَاكَ §عِلْمٌ اخْتَصَمَتْ فِيهِ الظُّنُونُ، وَغَلَا فِيهِ الْمُخْتَصِمُونَ، فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَرُدَّ مَا أُشْكِلَ عَلَيْنَا مِنْ حُكْمِهِ إِلَى مَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِهِ

1282 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , ثنا زَكَرِيَّا، قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ: ثنا أَبُو مَوْدُودٍ، قَالَ: ثنا أَبُو شَقْفَلٍ رَاوِيَةُ الْفَرَزْدَقِ قَالَ: طَلَّقَ الْفَرَزْدَقُ امْرَأَتَهُ النَّوَّارَ ثَلَاثًا، قَالَ لِي: يَا أَبَا شَقْفَلٍ امْضِ مَعِي إِلَى الْحَسَنِ لِنُشْهِدَهُ عَلَى طَلَاقِ النَّوَّارِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْشَى أَنْ يَبْدُوَ لَكَ فِيهَا، فَتُشْهِدَ الْحَسَنَ عَلَيْكَ، فَتُجْلَدَ وَيُفَرِّقَ بَيْنَكُمَا، فَقَالَ: لَا بُدَّ، قَالَ: فَمَضَيْنَا إِلَى الْحَسَنِ وَهُوَ فِي حَلْقَتِهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ عَلِمْتَ أَنِّي طَلَّقْتُ نَوَّارَ ثَلَاثًا؟ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: قَدْ شَهِدْنَا عَلَيْكَ، فَبَدَا لَهُ بَعْدُ، فَأَعَادَهَا، فَشَهِدَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الوافر] §نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكَسْعِيِّ لَمَّا ... مَضَتْ مِنِّي مُطْلَقَةً نَوَارُ وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ مِنْهَا ... كَآدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ -[767]- فَلَوْ أَنِّي مَلَكْتُ بِيَدِي وَقَلْبِي ... لَهَانَ عَلَيَّ لِلْقَدَرِ الْخِيَارُ

1283 - مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمِقْدَادِيُّ لِمَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ: [البحر الطويل] §لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا الرِّضَا بِقَضَاءِ ... اللَّهِ فِيمَا أَحْبَبْتُهُ وَكَرِهْتُهُ لَوْ إِلَيَّ الْأُمُورِ أَخْتَارُ مِنْهَا ... خَيْرَهَا لِي عَوَاقِبَا مَا عَرَفْتُهُ فَأَرَى أَنْ أَرُدَّ ذَاكَ إِلَى مَنْ ... عِنْدَهُ الْعِلْمُ الَّذِي قَدْ جَهِلْتُهُ

1284 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: ثنا يَمُوتُ بْنُ زِيَادِ بْنِ الْمُزَرِّعِ، قَالَ: ثنا أَسَدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ حَاجَةً، فَوَعَدَهُ بِهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ الرَّجُلُ بَكَّرَ عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ يَسْتَنْجِزُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرٍو: " إِنَّكَ §سَأَلْتَنِي حَاجَةً فَوَعَدْتُكَ بِهَا، فَانْصَرَفْتَ فَرِحًا، وَبِتُّ مَغْمُومًا بِنَجَاحِهِ، ثُمَّ عَاقَ دُونَهَا الْعُذْرُ، فَضَاعَفَ الْغَمَّ، ثُمَّ بَكَّرْتَ عَلَيَّ مُسْتَنْجِزًا، وَلَقِيتُكَ مُعْتَذِرًا، وَظَلَلْتُ مُحْتَشِمًا

سياق ما روي في أن القدري الذي يزعم أن الله لم يخلق أفعال العباد ولم يقدرها عليهم ويكذب بخلق الله لها وينسب الفعال إلى نفسه دونه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الْقَدَرِيَّ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ أَفْعَالَ الْعِبَادِ وَلَمْ يُقَدِّرْهَا عَلَيْهِمْ وَيُكَذِّبُ بِخَلْقِ اللَّهِ لَهَا وَيَنْسِبُ الْفِعَالَ إِلَى نَفْسِهِ دُونَهُ

1285 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ , عَنْ رَجَاءٍ أَبِي الْحَارِثِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْمُكَذِّبَةُ بِالْقَدَرِ إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ»

1286 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ بَكَّارٍ , -[769]- عَنْ مُهَاجِرٍ الْبَرْذَعِيِّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا سُحَيْمُ بْنُ الْعَلَاءِ الْعَبْدِيُّ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ، قَالَ: كُنْتُ حَاضِرًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَخْبَرَنِي مَنْ الْقَدَرِيَّةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا عِنْدَنَا بِالْمَشْرِقِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §الْقَدَرِيَّةُ قَوْمٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، دِينُهُمُ الْكَلَامُ، يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُقَدِّرِ الْمَعَاصِي عَلَى خَلْقِهِ، وَهُوَ مُعَذِّبُهُمْ عَلَى مَا قَدَّرَ عَلَيْهِمْ، فَأُولَئِكَ هُمُ الْقَدَرِيَّةُ فَأُولَئِكَ هُمْ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأُولَئِكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّينَ أَجْمَعِينَ، فَلَا تُقَاوِلُوهُمْ فَيَفْتِنُوكُمْ، وَلَا تُجَالِسُوهُمْ، وَلَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، أُولَئِكَ أَتْبَاعُ الدَّجَّالِ، لَخُرُوجُ الدَّجَّالِ أَشْهَى إِلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، لَا تَجِدَّ عَلَيَّ، فَإِنِّي سَائِلٌ مُبْتَلًى بِهِمْ، قَالَ: قُلْ، قَالَ: كَيْفَ صَارَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَجُوسٌ وَهَذِهِ الْأُمَّةُ مَرْحُومَةٌ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُكَ، قَالَ: افْعَلْ، قَالَ: إِنَّ الْمَجُوسَ زَعَمَتْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا مِنَ الْهَوَامِّ وَالْقَذَرِ، وَلَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا يَضُرُّ، وَإِنَّمَا يَخْلُقُ الْمَنَافِعَ وَكُلَّ شَيْءٍ حَسَنٍ، وَإِنَّمَا الْقَدَرُ هُوَ الشَّرُّ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ خَلْقُ إِبْلِيسَ وَفِعْلُهُ، وَقَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقِ الشَّرَّ وَلَمْ نُبْتَلَى بِهِ، وَإِبْلِيسُ رَأْسُ الشَّرِّ كُلِّهِ، وَهُوَ مُقِرٌّ بِأَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُ، قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ: إِنَّ اللَّهَ أَرَادَ مِنَ الْعِبَادِ أَمْرًا لَمْ يَكُنْ، وَأَخْرَجُوهُ عَنْ مُلْكِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَأَرَادَ إِبْلِيسُ مِنَ الْعِبَادِ أَمْرًا وَكَانَ إِبْلِيسُ عِنْدَ الْقَدَرِيَّةِ أَقْوَى وَأَعَزَّ -[770]-، فَهَؤُلَاءِ الْقَدَرِيَّةُ وَكَذَبُوا أَعْدَاءُ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي وَيُعَذِّبُ عَلَى مَا ابْتَلَى، وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، وَيَمُنُّ وَيُثِيبُ عَلَى مَنِّهِ إِيَّاهُمْ، وَهُوَ فَعَّالٌ لِمَّا يُرِيدُ، وَلَكِنَّهُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ، ظَنُّوا ظَنًّا فَحَقَّقُوا ظَنَّهُمْ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ وَقَالُوا: نَحْنُ الْعَامِلُونَ وَالْمُثَابُونَ وَالْمُعَذَّبُونَ بِأَعْمَالِنَا، لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْنَا مِنَّةٌ، وَذَهَبَ عَلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ وَأَصَابَهُمُ الْخُذْلَانُ. قَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا أَوْحَشَهُ مِنْ قَوْلٍ، وَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْهَادِي وَالْمُضِلُّ الرَّاحِمُ الْمُعَذِّبُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ بِكَ عَلَيَّ يَا أَبَا عَبَّاسٍ وَفَّقَكَ اللَّهُ، نَصَرَكَ اللَّهُ، أَعَزَّكَ اللَّهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ مِنْ أَشَدِّهِمْ قَوْلًا أَدِينُ اللَّهَ بِهِ، وَقَدِ اسْتَبَانَ لِي قَوْلُ الضِّيَاءِ، فَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي تَائِبٌ إِلَى اللَّهِ وَرَاجِعٌ مِمَّا كُنْتُ أَقُولُهُ، وَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّ الْخَيْرَ مِنَ اللَّهِ وَأَنَّ الْمَعَاصِيَ مِنَ اللَّهِ يَبْتَلِي بِهَا مِنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَلَا مُقَدِّرَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا هَادِيَ وَلَا مُضِلَّ غَيْرُهُ، قَالَ عِكْرِمَةُ: فَمَا زَالَ الرَّجُلُ عِنْدَنَا بَاكِيًا حَتَّى خَرَجَ غَازِيًا فِي الْبَحْرِ فَاسْتُشْهِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ

1287 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَوَّادٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §كَلَامُ الْقَدَرِيَّةِ كُفْرٌ، وَكَلَامُ الْحَرُورِيَّةِ ضَلَالَةٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا أَعْرِفُ - أَوْ لَا أَعْلَمُ - الْحَقَّ إِلَّا فِي كَلَامِ قَوْمٍ أَلْجَئُوا مَا غَابَ عَنْهُمْ فِي الْأُمُورِ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَفَوَّضُوا أُمُورَهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَعَلِمُوا أَنَّ كَلًّا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَّرِهِ

1288 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرَةَ، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى قَوْمٍ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: §لَا تَخْتَلِفُوا فِي الْقَدَرِ، فَإِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ: إِنَّ اللَّهَ شَاءَ لَهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ، فَخَرَجُوا مِنْ مَشِيئَةِ اللَّهِ إِلَى مَشِيئَةِ أَنْفُسِهِمْ، فَقَدْ أَوْهَنْتُمُ اللَّهَ بِأَعْظَمِ مُلْكِهِ، وَإِنْ قُلْتُمْ: إِنَّ اللَّهَ جَبَرَهُمْ عَلَى الْخَطَايَا، ثُمَّ عَذَّبَهُمْ عَلَيْهَا، قُلْتُمْ: إِنَّ اللَّهَ ظَلَمَهُمْ

1289 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثنا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحُبَابِ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ , عَنْ أَبِي هَارُونَ الْغَنَوِيِّ , عَنْ أَبِي يَحْيَى، أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَانَ، أَوْ أَبَا سُلَيْمَانَ شَكَّ شُعْبَةُ قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ -[772]- الْقَدَرَ، فَقَالَ: §الزِّنَى بِقَدَرٍ، وَشُرْبُ الْخَمْرِ، وَالسَّرِقَةُ

1290 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: §الزِّنَى بِقَدَرٍ

1291 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرٌ قَالَ مُعَاوِيَةُ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ قَوْلُهُمْ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: §يَنْتَهِي بِهِمْ سُوءُ رَأْيِهِمْ حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدَّرَ خَيْرًا، كَمَا أَخْرِجُوهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَدَّرَ شَرًّا

1292 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ قَوْمًا يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ، فَقَالَ: أُولَئِكَ §يَصِيرُونَ إِلَى أَنْ يَكُونُوا مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ قَاضِيًّا، أَوْ قَادِرًا، أَوْ رَازِقًا، أَوْ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ خَيْرًا، أَوْ نَفْعًا، أَوْ مَوْتًا، أَوْ حَيَاةً، أَوْ نُشُورًا لَعَنَهُ اللَّهُ، وَأَخْرَسَ لِسَانَهُ، وَأَعْمَى بَصَرَهُ -[773]-، وَجَعَلَ صَلَاتَهُ وَصِيَامَهُ هَبَاءً مَنْثُورًا، وَقَطَعَ بِهِ الْأَسْبَابَ وَكَبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ

1293 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ , أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ §الزِّنَى بِقَدَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ، ثُمَّ يُعَذِّبُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ يَا ابْنَ الْخَنَا، لَوْ كَانَ عِنْدِي إِنْسَانٌ لَأَمَرْتُهُ أَنْ يَجَأَ بِأَنْفِكَ

1294 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سَالِمٍ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَرَ، §الزِّنَى بِقَدَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ -[774]- قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصَا وَضَرَبَ بِهِ وَجْهَهُ

1295 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْقَدَرِ، فَقَالَ: §مَا قُدِّرَ فَقَدْ قُدِّرَ، وَمَا لَمْ يُقَدَّرْ فَلَمْ يُقَدَّرْ 1296 - وَقَالَ قَتَادَةُ: الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بِقَدَرٍ إِلَّا الْمَعَاصِي

1297 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَرْسَلَنِي خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى قَتَادَةَ وَهُوَ بِالْجِيْزَةِ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ، فَكَانَ فِيمَا سَأَلْتُ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: {§إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [الحج: 17] ، هُمْ مُشْرِكُو الْعَرَبِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُمُ الزَّنَادِقَةُ الْمُبَايِنَةُ الَّذِينَ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ فِي خَلْقِهِ، فَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ يَخْلُقُ الْخَيْرَ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَخْلُقُ الشَّرَّ، وَلَيْسَ لِلَّهِ عَلَى الشَّيْطَانِ قُدْرَةٌ

1298 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ -[775]-: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ §مِنَ الْقَدَرِيَّةِ؟ فَقَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُقَدِّرِ الْمَعَاصِيَ

1299 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: §عِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْعِبَادِ قَبْلَ أَنْ يَخْلَقَهُمْ سَابِقٌ، وَقُدْرَتُهُ وَمَشِيئَتُهُ فِي الْعِبَادِ، قَالَ: قَدْ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَعَلِمَ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ، وَكَذَا عِلْمُهُ سَابِقٌ مُحِيطٌ بِأَفَاعِيلِ الْعِبَادِ وَكُلِّ مَا هُمْ عَامِلُونَ

1300 - ذَكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وَالزُّبَيْدِيَّ عَنِ الْجَبْرِ , فَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ: §أَمْرُ اللَّهِ أَعْظَمُ وَقُدْرَتُهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُجْبِرَ أَوْ يَقْهَرَ، وَلَكِنْ يَقْضِي وَيُقَدِّرُ وَيَخْلُقُ وَيَجْبُلُ عَبْدَهُ عَلَى مَا أَحَبَّ. وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: مَا أَعْرِفُ لِلْجَبْرِ أَصْلًا مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَأَهَابُ أَنْ أَقُولَ ذَلِكَ وَلَكِنِ الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ وَالْخَلْقُ وَالْجَبْلُ، فَهَذَا يُعْرَفُ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِنَّمَا وَصَفْتُ هَذَا مَخَافَةَ أَنْ يَرْتَابَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَمَاعَةِ وَالتَّصْدِيقِ 1301 - وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي أَحْمَدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيِّ -[776]- وَقَدْ أَجَازَ لِيَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْأَبْهَرِيِّ كِتَابَ شَرْحِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ فِي الْقَدَرِيَّةِ: يُسْتَتَابُونَ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا قُتِلُوا، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ الْقَدَرِيَّةُ عِنْدَ مَالِكٍ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ هَذَا؟ فَقَالَ: رَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقِ الْمَعَاصِيَ. وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَّهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ الشَّيْءَ قَبْلَ كَوْنِهِ

1302 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَيْلِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: تَدْرِي مِنْ §الْقَدَرِيُّ؟ الَّذِي يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقِ الشَّيْءَ حَتَّى عَمِلَ بِهِ قَالَ الْمُزَنِيُّ , وَالشَّافِعِيُّ بِكُفْرِهِ

1303 - وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيَّ مِنْ حِفْظِهِ بِبَغْدَادَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ: أَنْشِدْنِي الشَّافِعِيُّ ح 1304 - وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي -[777]- الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَذُكِرَ الْقَدَرُ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر المتقارب] §مَا شِئْتَ كَانَ وَإِنْ لَمْ أَشَأْ ... وَمَا شِئْتَ إِنْ لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ خَلَقْتَ الْعِبَادَ عَلَى مَا عَلِمْتَ ... فَفِي الْعِلْمِ يَجْرِي الْفَتَى وَالْمُسِنْ عَلَى ذَا مَنَنْتَ وَهَذَا خَذَلْتَ ... وَهَذَا أَعَنْتَ وَذَا لَمْ تُعِنْ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَمِنْهُمْ سَعِيدٌ ... وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ وَمِنْهُمْ حَسَنْ

1305 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: رَوَى أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ , عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ §حَلَفَ رَجُلٌ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ، وَإِلَّا أَنْ يُقَدِّرَ اللَّهُ، فَأَرَادَ بِهِ الْقَدَرَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ أَوْ إِلَّا أَنْ يُقَدِّرَ اللَّهُ فَأَرَادَ بِهِ الْقَدَرَ، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ

1306 - وَأَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَهْدِيٍّ إِجَازَةً، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: ثنا عِصَامُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الْمُزَنِيَّ عَنْ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ عِنْدَمَا قَالَ: إِنْ يَكُنْ صَوَابًا مِنَ اللَّهِ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً مِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ. قَالَ الْمُزَنِيُّ: §يَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَحَبَّتِهِ؛ لِأَنَّهُ عَدُوُّ اللَّهِ يُحِبُّ الْخَطَأَ وَيَكْرَهُ الصَّوَابَ، فَأَضَافَ إِلَى الشَّيْطَانِ؛ لِأَنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لَهُ فِي تِلْكَ صُنْعٌ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} [يس: 60] لَا أَنَّهُمُ قَصَدُوهُ بِالْعِبَادَةِ، وَلَكِنْ لَمَّا عَمِلُوا بِالْمَعَاصِي الَّتِي نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهَا، جَعَلَ ذَلِكَ عِبَادَةَ -[778]- الشَّيْطَانِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِ، فَأَضَافَ ذَلِكَ إِلَيْهِ لَا أَنَّهُمُ قَصَدُوا عِبَادَتَهُ وَلَا إِجْلَالَهُ وَلَا إِعْظَامَهُ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] قَالَ فِي التَّفْسِيرِ: لَمْ يَعْبُدُوهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا حَرَّمُوا شَيْئًا حَرَّمُوهُ، وَإِذَا أَحَلُّوا أَحَلُّوهُ لَا أَنَّهُمُ اتَّخَذُوهُمْ أَرْبَابًا، وَلَكِنْ أَطَاعُوهُمْ فَسُمُّوا بِذَلِكَ، وَقَالَ صَاحِبُ الْخَضِرِ: {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63] قَالَ: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِّيُّ} [طه: 85] ، وَقَالَ: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ} [السجدة: 11] ، وَقَالَ: {اللَّهُ يُتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42] ، فَاللَّهُ الْخَالِقُ لِكُلِّ ذَلِكَ، وَإِنْ أُضِيَفَتِ الْأَسْبَابُ إِلَى مِنْ يَدْعُو إِلَيْهَا، وَاللَّهُ الْخَالِقُ لَا غَيْرُ اللَّهِ، وَأَفْعَالُ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَشَاءَ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ، وَقَالَ: {مَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}

1307 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ إِجَازَةً، قَالَ: ثنا ابْنُ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِصَامَ بْنَ الْفَضْلِ، سَمِعْتُ الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِتَّةٌ لَعَنَهُمُ اللَّهُ.» فَذَكَرَ الْمُكَذِّبَ بِالْقَدَرِ، فَقُلْتُ لَهُ: مِنَ الْقَدَرِيَّةُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، §هُمُ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ الْمَعَاصِيَ حَتَّى تَكُونَ، قَالَ الْمُزَنِيُّ: هَذَا عِنْدِي كُفْرٌ

قول عبد الله بن مسعود وأتباع أبي حنيفة ومحمد بن الحسن له

§قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَتْبَاعِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ لَهُ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَصْرٍ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُهْلُولٍ النَّسَائِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْبَرِيكِ، قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ , ثنا أَبُو حَنِيفَةَ , ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي وَائِلَةَ، أَوِ ابْنِ وَائِلَةَ، يَشُكُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: تَكُونُ §النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تَكُونُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ تَكُونُ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يُعْطِي خَلْقَهُ، فَيَقُولُ: رَبِّ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ مَا رِزْقُهُ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: وَبِهَذَا نَأْخُذُ وَبِهِ كَانَ يَأْخُذُ أَبُو حَنِيفَةَ -[780]-: الشَّقِيُّ مِنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مِنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ 1309 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَعْلَبٍ: الْقَدَرِيَّةُ مِنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَقْدِرُ، وَنَحْنُ نَقُولُ: لَا نَقْدِرُ إِلَّا بِقَدَرِ اللَّهِ وَبِعَوْنِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِ اللَّهِ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ بِنَا لَمْ نَقْدِرْ، فَكَيْفَ يَكُونُ الْقَدَرِيُّ مِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ؟ هَذَا مُحْالٌ ضَالٌّ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُ عَرَبِيًّا قَدَرِيًّا، فَقِيلَ لَهُ: يَقَعُ فِي قُلُوبِ الْعَرَبِ الْقَدَرُ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ مَا فِي الْعَرَبِ إِلَّا مُثْبِتُ الْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ، ذَلِكَ فِي أَشْعَارِهِمْ وَكَلَامِهِمْ كَثِيرٌ بَيِّنٌ، ثُمَّ أَنْشُدَ: [البحر الرجز] تَجْرِي الْمَقَادِيرُ عَلَى غَرْزِ الْإِبَرْ ... فَمَا تَنْفُذُ الْإِبْرَةُ إِلَّا بِقَدَرْ قَالَ: وَأَنْشَدَ لِامْرِئِ الْقَيْسِ: [البحر البسيط] إِنَّ الشَّقَاءَ عَلَى الْأَشْقِينَ مَكْتُوبُ . قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: فَقَالَ ذُو الْإِصْبَعِ الْعَدْوَانِيُّ: [البحر الوافر] وَلَيْسَ الْمَرْءُ فِي شَيْءٍ ... مِنَ الْإِبْرَامِ وَالنَّقْضِ إِذَا يُقْضَى أَمْرٌ إِخَالُهُ ... يُقْضَى وَلَا يَقْضِي وَقَالَ لَبِيدٌ: [البحر الرمل] إِنَّ تَقْوَى رَبِّنَا خَيْرُ نَفْلْ ... وَبِإِذْنِ اللَّهِ رَيْثِي وَعَجَلْ مِنْ هَدَاهُ سُبُلُ الْخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمُ الْبَالِ وَمَنْ شَاءَ أَضَلّ أَحْمَدُ اللَّهَ وَلَا نِدَّ لَهُ ... بِيَدِهِ الْخَيْرُ مَا شَاءَ فَعَلْ وَقَالَ بَعْضُ رُجَّازِ الْجَاهِلِيَّةِ: هِيَ الْمَقَادِيرُ فَلُمْنِي أَوْ فَذَرْ ... إِنْ كُنْتُ أَخْطَأْتُ فَمَا أَخْطَأَ الْقَدَرْ

سياق ما روي من المأثور في كفر القدرية وقتلهم، ومن رأى استتابتهم، ومن لم ير روي عن ابن عباس أن كلام القدرية كفر، وروي عن ابن عمر أنه لعنهم وتبرأ منهم، ولا يجوز على ابن عمر أن يتبرأ من المسلمين، وعن علي أنه قال لمن أنكر القدر فأقر به: والله لو قلت

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنَ الْمَأْثُورِ فِي كُفْرِ الْقَدَرِيَّةِ وَقَتْلِهِمْ، وَمَنْ رَأَى اسْتِتَابَتَهُمْ، وَمَنْ لَمْ يَرَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ كَلَامَ الْقَدَرِيَّةَ كُفْرٌ، وَرُوِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ لَعَنَهُمْ وَتَبْرَأَ مِنْهُمْ، وَلَا يَجُوزُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ أَنَّ يَتَبَرَّأَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَعَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ أَنْكَرَ الْقَدَرَ فَأَقَرَّ بِهِ: وَاللَّهِ لَوْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا لَضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ مَعْنَاهُ. وَمِنَ التَّابِعِينَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَنَافِعُ بْنُ مَالِكٍ عَمُّ مَالِكٍ الْفَقِيهِ يُسْتَتَابُونَ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا قُتِلُوا، وَرُوِيَ عَنْهُ: وَنُفُوا مِنْ دِيَارِ الْمُسْلِمِينَ. وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ أَنَّهُمْ أَفْتَوْا بِقَتْلِهِمْ. وَمِنَ الْفُقَهَاءِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيِّ: يُسْتَتَابُونَ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا قُتِلُوا

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْقَدَرِيَّةُ يَهُودُ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ: الْقَدَرِيَّةُ نَصَارَى. وَعَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ: الْقَدَرِيَّةُ يُقْتَلُونَ. وَحَكَى الْمَازِنِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ كَفَّرَهُمْ. وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ: الْقَدَرِيَّةُ كُفَّارٌ. وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِثْلُ قَوْلِ مَالِكٍ وَأَبِي ثَوْرٍ

قول علي

§قَوْلُ عَلِيٍّ

1310 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ , أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ , وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا يَتَكَلَّمُ فِي الْمَشِيئَةِ، قَالَ: وَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ §خَلَقَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا شَاءَ أَوْ شِئْتَ؟ قَالَ: بَلْ لِمَا شَاءَ، قَالَ: فَيُمْرِضُكَ إِذَا شَاءَ أَوْ إِذَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلْ إِذَا شَاءَ، قَالَ: فَيَشْفِيكَ إِذَا شَاءَ أَوْ إِذَا شِئْتَ؟ قَالَ: إِذَا شَاءَ، قَالَ: فَيُمِيتُكَ إِذَا شَاءَ أَوْ إِذَا شِئْتَ؟ -[783]- قَالَ: إِذَا شَاءَ، قَالَ: فَيُدْخِلُكَ حَيْثُ شَاءَ أَوْ شِئْتَ؟ قَالَ: حَيْثُ شَاءَ، قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قُلْتَ غَيْرَ هَذَا لَضَرَبْتُ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ بِالسَّيْفِ، قَالَ: ثُمَّ تَلَا: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56]

1311 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَوْ بَرَزَتْ لِيَ §الْقَدَرِيَّةُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَلَمْ يَرْجِعُوا لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَهُمْ

1312 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ يَقُولُ لِأَمِيرٍ كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ: §أَصْلَحَكَ اللَّهُ اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ - يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ - قَالَ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قِدْرِيٌّ حَتَّى رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنِّي أُخَاصِمُ نَاسًا -[784]- قَالَ: فَتَلَوْتُ آيَةً، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ جَاءَنِي أَصْحَابِي، فَقُلْتُ: يَا هَؤُلَاءِ إِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُمْ بِمَا رَأَيْتُ، فَرَجَعَ بَعْضُهُمْ وَأَبَى بَعْضٌ أَنْ يَرْجِعَ

1314 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: §الْقَدَرُ رِيَاضُ الزَّنْدَقَةِ فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ هَمْلَجَ

1315 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَبُو سَهْلٍ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا تَقُولُ فِي §الْقَدَرِيَّةِ؟ قَالَ: قُلْتَ: أَرَى أَنْ نَسْتَتِيبَهُمْ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا عَرَضْتَهُمْ عَلَى السَّيْفِ، قَالَ عُمَرُ: ذَلِكَ رَأْيِي، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ رَأْيُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ 1316 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلٍ مِثْلَهُ

1317 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا تَقُولُ فِي §الْقَدَرِيَّةِ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ يُسْتَتَابُوا فَإِنْ تَابُوا، وَإِلَّا قَتَلُوا، فَقَالَ عُمَرُ: ذَلِكَ رَأْيِي

1318 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ أَبِي مَخْزُومٍ , عَنْ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي أَصْحَابِ الْقَدَرِ: §يُسْتَتَابُونَ فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا نُفُوا مِنْ دِيَارِ الْمُسْلِمِينَ

1319 - ذَكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْقَدَرِيِّ يُسْتَتَابُ، وَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَرَيَانِ أَنْ يَسْتَتِيبُوهُ , فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: §أَرَى أَنْ يَسْتَتِيبَهُ إِذَا جَحَدَ الْعِلْمَ -[786]-، قُلْتُ: فَكَيْفَ يَجْحَدُ عِلْمَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا قَالَ: لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي عِلْمِ اللَّهِ اسْتَتَبْهُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ

1320 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّجِيرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ شِيرَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مِنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا §يَعْلَمُ الشَّيْءَ حَتَّى يَكُونَ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ قَالَ: أَنَا مُسْتَغْنٍ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ ظَالِمٌ لِلْعِبَادِ فَهُوَ كَافِرٌ

1321 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّجِيرَمِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَيْدَرَةَ قَالَ: ثنا أَبُو هَارُونُ الْآبُلِّيُّ , وَكَانَ مِمَّنْ صَحِبَ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَكَانَ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ قَالَ: سُئِلَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ: §الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ فَرَضٌ، وَالتَّكْذِيبُ بِهِ كُفْرٌ، وَالْكَلَامُ فِيهِ بِدْعَةٌ، وَالسُّكُوتُ عَنْهُ سُنَّةٌ

سياق ما روي من المأثور عن الصحابة وما نقل عن أئمة المسلمين من إقامة حدود الله في القدرية من القتل والنكال والصلب

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنَ الْمَأْثُورِ عَنِ الصَّحَابَةِ وَمَا نُقِلَ عَنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ إِقَامَةِ حُدُودِ اللَّهِ فِي الْقَدَرِيَّةِ مِنَ الْقَتْلِ وَالنَّكَالِ وَالصَّلْبِ

1322 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: كُنَّا نَطُوفُ مَعَ طَاوُسٍ فَمَرَرْنَا بِمَعَبْدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: فَقِيلَ لِطَاوَسٍ: هَذَا مَعْبَدٌ الَّذِي يَقُولُ بِالْقَدَرِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ طَاوُسٌ: أَنْتَ الْمُفْتَرِي عَلَى اللَّهِ بِمَا لَا تَعْلَمُ؟ قَالَ: فَقَالَ: يُكْذَبُ عَلَيَّ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ طَاوُسٌ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي §الْقَدَرِ؟ فَقَالَ: أَرُونِي بَعْضَهُمْ، قَالَ صَانِعٌ: مَاذَا؟ قَالَ: أُدْخِلُ يَدَيَّ فِي رَأْسِهِ ثُمَّ أَدَقُّ عُنُقَهُ وَقَدْ مَضَى عَنْهُ، أُدْخِلُ يَدَيَّ فِي عَيْنَيْهِ فَأَقْلَعُهَا وَلَا نَصُونُهُ، وَهَذَا كُلُّهُ لَا يُفْعَلُ بِالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّمَا بِالْكُفَّارِ

1323 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ -[788]-: ثنا أَبُو مُوسَى، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا غَيْلَانُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ فِي §الْقَدَرِ، فَقَالَ: يَكْذِبُونَ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ يس قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 2] قَالَ غَيْلَانُ: لَا وَاللَّهِ لَكَأَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ أَقْرَأْهَا قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، اشْهَدْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنِّي تَائِبٌ مِنْ قُولِي بِالْقَدَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَتُبْ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاجْعَلْهُ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ

1324 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُوسَى، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي قَالَ: مَرَّ التَّيْمِيُّ بِمَنْزِلِ ابْنِ عَوْنٍ فَحَدَّثَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَنَا §رَأَيْتُهُ مَصْلُوبًا بِدِمَشْقَ

1325 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَدْ دَعَا غَيْلَانَ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ مَا هَذَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ؟ قَالَ: يُكْذَبُ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُقَالُ عَلَيَّ مَا لَا أَقُولُ، قَالَ: مَا تَقُولُ فِي §الْعِلْمِ؟ قَالَ: نَفَذَ الْعِلْمُ، قَالَ: أَنْتَ مَخْصُومٌ اذْهَبِ الْآنَ، فَقُلْ مَا شِئْتَ يَا غَيْلَانُ إِنَّكَ إِنْ قَرَأْتَ بِالْعِلْمِ خُصِمْتَ وَإِنْ جَحَدْتَهُ كَفَرْتَ، وَإِنَّكَ إِنْ تُقِرَّ بِهِ فَتُخْصَمَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجْحَدَ فَتَكْفُرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَتَقْرَأُ يَاسِينَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: فَقَرَأَ يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِلَى قَوْلِهِ: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس: 7] قَالَ: قِفْ، كَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: كَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: زِدْ، فَقَرَأَ {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا} [يس: 9] -[790]- فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قُلْ {سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس: 9] قَالَ: كَيْفَ تَرَى؟ قَالَ: كَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَاتِ قَطُّ، وَإِنِّي أُعَاهِدُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِمَّا كُنْتُ أَتَكَلَّمُ فِيهِ أَبَدًا، قَالَ: اذْهَبْ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا بِمَا قَالَ فَأَذِقْهُ حَرَّ السِّلَاحِ، قَالَ: فَلَمْ يَتَكَلَّمْ زَمَنَ عُمَرَ فَلَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ كَانَ رَجُلًا لَا يَهْتَمُّ بِهَذَا وَلَا يَنْظُرُ فِيهِ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ غَيْلَانُ فَلَمَّا وَلِيَ هِشَامٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: لَهُ أَلَيْسَ قَدْ كُنْتَ عَاهَدْتَ اللَّهَ لِعُمَرَ لَا تَتَكَلَّمُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا أَبَدًا؟ قَالَ: أَقِلْنِي فَوَاللَّهِ لَا أَعُودُ، قَالَ: لَا أَقَالَنِي اللَّهُ إِنْ أَقَلْتُكَ، هَلْ تَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اقْرَأِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَرَأَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: قِفْ، عَلَى مَا اسْتَعَنْتَهُ، عَلَى أَمْرٍ بِيَدِهِ لَا تَسْتَطِيعُهُ، أَوْ عَلَى أَمْرٍ فِي يَدِكَ أَوْ بِيَدِكَ؟ -[791]- اذْهَبَا فَاقْطَعَا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَاضْرِبَا عُنُقَهُ وَاصْلُبَاهُ

1326 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: ثنا شَبَابَةُ، قَالَ: ثنا حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَدْ أُدْخِلَ عَلَيْهِ غَيْلَانُ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ أَرَانِي أُبَلَّغُ عَنْكَ، وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ، أَرَانِي أُبَلَّغُ عَنْكَ؟ أَيَا غَيْلَانُ §أَحَقًّا مَا أُبَلَّغُ عَنْكَ؟ فَسَكَتَ، فَقَالَ: هَاتِ فَإِنَّكَ آمِنٌ، فَإِنْ يَكُ الَّذِي تَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهِ حَقًّا، فَأَحَقُّ مِنْ دَعَا إِلَيْهِ النَّاسَ نَحْنُ، هَاتِ فَسَكَتْ طَوِيلًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَكَ فَإِنَّكَ آمِنٌ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَجَلَسَ فَتَكَلَّمَ بِلِسَانٍ ذَلْقٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يُوصَفُ إِلَّا بِالْعَدْلِ، وَلَمْ يُكَلِّفْ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا، وَلَا يُكَلِّفُ اللَّهَ نَفْسًا إِلَّا مَا أَتَاهَا، وَلَمْ يُكَلِّفِ الْمُسَافِرَ صَلَاةَ الْمُقِيمِ، وَلَمْ يُكَلِّفِ اللَّهُ الْمَرِيضَ عَمَلَ الصَّحِيحِ، وَلَمْ يُكَلِّفِ الْفَقِيرَ مِثْلَ صَدَقَةِ الْغَنِيِّ، وَلَمْ يُكَلِّفِ النَّاسَ إِلَّا مَا جَعَلَ إِلَيْهِ السَّبِيلَ وَأَعْطَاهُمُ الْمَشِيئَةَ، فَقَالَ: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] ، وَقَالَ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40] ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كَلَامٍ كَثِيرٍ قَالَ لَهُ عُمَرُ فِي آخِرِ كَلَامِهِ -[792]-: يَا غَيْلَانُ مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس: 2] : أَنْتَ تَزْعُمُ يَا غَيْلَانَ - ذَكَرَ كَلَامًا كَثِيرًا سَقَطَ مِنَ الْكِتَابِ - فَسَكَتَ غَيْلَانُ لَا يُجِيبُهُ وَجَعَلَ عُمَرُ يَسْأَلُهُ وَغَيْلَانُ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ مَرَّةً وَإِلَى الْأَرْضِ مَرَّةً وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ وَقَدْ جَعَلْتُ لَكَ الْأَمَانَ؟ فَقَالَ غَيْلَانُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ادْعُ اللَّهَ لِي بِالْمَغْفِرَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ صَادِقًا فَوَفِّقْهُ وَسَدِّدْهُ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا أَعْطَانِي بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ بَعْدَ أَنْ أَنْصَفْتُهَ وَجَعَلْتُ لَهُ الْأَمَانَ فَسَلِّطْ عَلَيْهِ مِنْ يُمَثِّلُ بِهِ، قَالَ: فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ بَعْدَ أَنْ قُطِعَ لِسَانُهُ وَصُلِبَ

1327 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ , عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ , عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَمِيرَ -[793]- الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَنِي أَنَّهُ §دَخَلَكَ مِنْ قِبَلِ غَيْلَانَ وَصَالِحٍ فَأُقِرُّ بِاللَّهِ لَقَتْلُهُمَا أَفْضَلُ مِنْ قَتْلِ أَلْفَيْنِ مِنَ التُّرْكِ وَالدَّيْلَمِ

1328 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي هِشَامًا قَدْ §قَطَعَ يَدَ غَيْلَانَ وَرِجْلَيْهِ وَصَلَبَهُ، قَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلَ، قَالَ عُبَادَةُ: أَصَابَ وَاللَّهِ فِيهِ الْقَضِيَّةَ وَالسُّنَّةَ، وَلَأَكْتُبَنَّ إِلَيْهِ فَلَأُحَسِّنَنَّ لَهُ

1329 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلَاجِ، يَقُولُ لِغَيْلَانَ: §وَيْحَكَ يَا غَيْلَانُ أَلَمْ يَأْخُذْكَ فِي شَبِيبَتِكَ تَرَامِي النِّسَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِالتُّفَاحِ، ثُمَّ صِرْتَ حَارِثِيًّا تَحْجُبُ امْرَأَةً وَتَزْعُمُ أَنَّهَا أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ تَحَوَّلْتَ مِنْ ذَلِكَ فَصِرْتَ قَدَرِيًّا زِنْدِيقًا

1330 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزَجِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرْجَرَائِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ النَّحْوِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَلَغَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ رَجُلًا قَدْ ظَهَرَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ وَقَدْ أَغْوَى خَلْقًا كَثِيرًا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ هِشَامٌ فَأَحْضَرَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي §بَلَغَنِي عَنْكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى خَلْقِ الشَّرِّ قَالَ: بِذَلِكَ أَقُولُ، فَأَحْضِرْ مَنْ شِئْتَ يُحَاجِّنِي فِيهِ، فَإِنْ غَلَبْتُهُ بِالْحُجَّةِ وَالْبَيَانِ عَلِمْتَ أَنِّي عَلَى الْحَقِّ، وَإِنْ هُوَ غَلَبَنِي بِالْحُجَّةِ فَاضْرِبْ عُنُقِي، قَالَ: فَبَعَثَ هِشَامٌ إِلَى الْأَوْزَاعِيِّ فَأَحْضَرَهُ لِمُنَاظَرَتِهِ فَقَالَ لَهُ الْأَوْزَاعِيُّ: إِنْ شِئْتَ سَأَلْتُكَ عَنْ وَاحِدَةٍ، وَإِنْ شِئْتَ عَنْ ثَلَاثٍ، وَإِنْ شِئْتَ عَنْ أَرْبَعٍ؟ فَقَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَضَى عَلَيَّ مَا نَهَى؟ قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي فِي هَذَا شَيْءٌ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَالَ دُونَ مَا أَمَرَ؟ قَالَ: هَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى -[795]-، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ اثْنَتَانِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: هَلْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَ عَلَى مَا حَرَّمَ؟ قَالَ: هَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ ثَلَاثٌ، قَدْ حَلَّ بِهَا ضَرْبُ عُنُقِهِ، فَأَمَرَ بِهِ هِشَامٌ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْأَوْزَاعِيِّ: يَا أَبَا عَمْرٍو فَسِّرْ لَنَا هَذِهِ الْمَسَائِلَ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَأَلْتُهُ: هَلْ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَضَى عَلَيَّ مَا نَهَى؟ نَهَى آدَمَ عَنْ أَكْلِ الشَّجَرَةِ ثُمَّ قَضَى عَلَيْهِ فَأَكَلَهَا، وَسَأَلْتُهُ: هَلْ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَالَ دُونَ مَا أَمَرَ؟ أَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ ثُمَّ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّجُودِ، وَسَأَلْتُهُ: هَلْ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَ عَلَى مَا حَرَّمَ؟ حَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ثُمَّ أَعَانَنَا عَلَى أَكْلِهِ فِي وَقْتِ الِاضْطِرَارِ إِلَيْهِ، قَالَ هِشَامٌ: وَالرَّابِعَةُ مَا هِيَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ: مَشِيئَتُكَ مَعَ اللَّهِ أَمْ دُونَ اللَّهِ؟ فَإِنْ قَالَ: مَعَ اللَّهِ فَقَدِ اتَّخَذَ مَعَ اللَّهِ شَرِيكًا، أَوْ قَالَ: دُونَ اللَّهِ فَقَدِ انْفَرَدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، فَأَيُّهُمَا أَجَابَنِي فَقَدَ حَلَّ ضَرْبُ عُنُقِهِ بِهَا، قَالَ هِشَامٌ: حَيَاةُ الْخَلْقِ وَقَوَامُ الدِّينِ بِالْعُلَمَاءِ

1331 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ , -[796]- أَخْبَرَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ: أَرْسَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ بِكِتَابٍ يَسْأَلُ أَبَا ثَوْرٍ فَأَجَابَ سَأَلْتُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَنِ §الْقَدَرِيَّةِ مِنْ هُمْ؟ فَالْقَدَرِيَّةُ مِنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ أَفَاعِيلَ الْعِبَادِ، وَإِنَّ الْمَعَاصِيَ لَمْ يُقَدِّرْهَا عَلَى الْعِبَادِ، وَلَمْ يَخْلُقْهَا، فَهَؤُلَاءِ قَدَرِيَّةٌ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ، وَلَا يُعَادُ مَرِيضُهُمْ، وَلَا تُشْهَدُ جَنَائِزُهُمْ، وَيُسْتَتَابُونَ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ، فَإِنْ تَابُوا وَإِلَّا ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئًا لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ مِنْ أَفَاعِيلِ الْعِبَادِ كَانَ بِذَلِكَ ضَالًّا، وَذَلِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَخْلُقُ فِعْلَهُ، وَالْأَشْيَاءُ عَلَى مَعْنَيَيْنِ إِمَّا عَرَضٌ وَإِمَّا جِسْمٌ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَخْلُقُ جِسْمًا أَوْ عَرَضًا فَقَدْ كَفَرَ

1332 - سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ الْأَخْبَارِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي أَخْبَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ زُبْيَةَ الْمَدَنِيِّ وَكَانَ اسْتَصْحَبَهُ لَمَّا وَلِيَ دِمَشْقَ أَنَّهُ كَانَ سَبَبَ وُرُودِهِ الْعِرَاقَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَشْخَصَ مِنَ الْمَدِينَةِ ثَلَاثِينَ شَيْخًا مِمَّنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ وَاشْتَهَرَ بِهِ -[797]-، قَالَ: فَكُنْتُ فِيهِمْ، فَلَمَّا مَثَلْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ضَرَبَهُمْ بِالسِّيَاطِ أَجْمَعِينَ وَأَخَّرَنِي، فَلَمَّا قَدِمْتُ، قَالَ: §أَرَاكَ صَبِيًّا أَلَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ تَتِمُّ بِهِ الْعِدَّةُ؟ قُلْتُ: جَمَاعَةٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: إِذَنْ إِنَّمَا قُرِّبْتَ إِلَيْهِمْ لِأَنَّكَ مِنْ مِثْلِهِمْ، ثُمَّ دَعَا بِالسِّيَاطِ، فَلَمَّا ضُرِبْتُ سَوْطًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَشَدْتُكَ اللَّهَ إِلَّا أَدْنَيْتَنِي إِلَيْكَ أُكَلِّمُكَ وَلَكَ رَأْيُكَ، فَقَدَّمَنِي، فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَطَنَ أَبِي فِيهَا وَهُوَ مِنْ وَادِي الْقُرَى وَكَانَ تَاجِرًا ذَا مَالٍ، فَعَلَّمَنِي الْقُرْآنَ، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَغْدُوَ إِلَى حَلَقَةِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَأَرُوحَ إِلَى رَبِيعَةِ الرَّأْيِ فَعَنَّ لِي شَيْخٌ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ قَدْ بَلَغْتَ مِنَ الْعِلْمِ وَمَا أَرَاكَ اسْتَبْصَرْتَ فِي دِينِكَ، فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَا عَمِّ؟ فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتَ مُقْعَدًا قَطُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا كَلَّفَهُ صُعُودَ نَخْلَةٍ مَا كُنْتَ تَقُولُ؟ قُلْتُ: جَاهِلٌ، قَالَ: فَلَوْ ضَرَبَهُ عَلَى قُصُورِهِ عَنْ صُعُودِهَا؟ -[798]- قُلْتُ: ظَالِمٌ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ هَذَا حُكْمُكَ عَلَى إِنْسَانٍ فَكَيْفَ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي عِدْلِهِ، أَتَقُولُ: إِنَّهُ يُكَلِّفُ عِبَادَهُ مَا لَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ ثُمَّ يُعَاقِبُهُمْ عَلَيْهِ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] . فَتَعِدُنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْمُقْعَدِ؟ قَالَ ذُبَيَّةُ: فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ أَمَرَ فَطَرَحَ ثِيَابِي عَلَيَّ، فَلَمَّا لَبِسْتُ أَدْنَانِي، ثُمَّ قَالَ: أَجَبْنِي وَأَنْتَ آمِنٌ: لَوْ أَنَّكَ فِي سَفَرٍ فَرَأَيْتَ عَلِيلًا فِي بَرِيَّةٍ فَاسْتَطْعَمَ رَجُلًا فَلَمْ يُطْعِمْهُ وَتَرَكَهُ وَمَضَى مَا كُنْتَ قَائِلًا؟ قُلْتُ: ظَالِمٌ، قَالَ: فَهَلْ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَانَ فِي بَرِيَّةٍ عَلِيلًا عَادِمًا لِلطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؟ قُلْتُ: كَثِيرًا، قَالَ: فَإِنْ دَعَا رَبَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ هَلْ كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ قَادِرًا عَلَى أَنْ يُطْعِمَهُ وَيَسْقِيَهُ؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَقُولُ إِنْ دَعَا رَبَّهُ أَنْ يُطْعِمَهُ وَيَرْوِيهِ فَلَمْ يُجِبْ دُعَاءَهُ وَمَاتَ: إِنَّ اللَّهَ ظَلَمَهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَكَيْفَ تَقُولُ لِمَنْ أَقْعَدَكَ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لِأَنَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا لِلَّهِ تَعَالَى لَا عَلَيْهِ، وَالتَّجْوِيرُ يَجِبُ عَلَيَّ مِنَ -[799]- الْأَشْيَاءِ عَلَيْهِ لَا لَهُ يَا ذُبَيَّةَ، إِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا سَكَنَ الْقَلْبَ قَبْلَ الِاحْتِجَاجِ لَمْ يُخْرِجْهُ الِاحْتِجَاجُ، وَإِذَا سَكَنَ الِاحْتِجَاجُ قَبْلَ الْإِيمَانِ كَانَ مُنْتَقِلًا مَتَى حَاجَّهُ مَنْ هُوَ أَحَجُّ مِنْهُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ وَاللَّهِ ثَلَجَ بِحِجَاجِكَ صَدْرِي وَأَنَا تَائِبٌ، فَأَمَرَ لِي بِجَائِزَةٍ وَكِسْوَةٍ وَخَلَّى سَبِيلِي 1333 - قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرِيُّ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَاسْتَتَابَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْقَادِرُ بِاللَّهِ حَرَسَ اللَّهُ مُهْجَتَهُ، وَأَمَدَّ بِالتَّوْفِيقِ أُمُورَهُ، وَوَفَّقَهُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ بِمَا يُرْضِي مُلَيْكَهُ. فُقَهَاءُ الْمُعْتَزِلَةِ الْحَنَفِيَّةِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، فَأَظْهَرُوا الرُّجُوعَ وَتَبَرَّءُوا مِنَ الِاعْتِزَالِ، ثُمَّ نَهَاهُمْ عَنِ الْكَلَامِ وَالتَّدْرِيسِ وَالْمُنَاظَرَةِ فِي الِاعْتِزَالِ وَالرَّفْضِ وَالْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ، وَأَخَذَ خُطُوطَهُمْ بِذَلِكَ وَأَنَّهُمْ مَهْمَا خَالَفُوهُ حَلَّ بِهِمْ مِنَ النَّكَالِ وَالْعُقُوبَةِ مَا يَتَّعِظُ بِهِ أَمْثَالُهُمْ، وَامْتَثَلَ يَمِينُ الدَّوْلَةِ وَأَمِينُ الْمِلَّةِ أَبُو الْقَاسِمِ مَحْمُودٌ أَعَزَّ اللَّهُ نُصْرَتَهُ، أَمَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْقَادِرَ بِاللَّهِ وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ فِي أَعْمَالِهِ الَّتِي اسْتَخْلَفَهُ عَلَيْهَا مِنْ خُرَسَانَ وَغَيْرِهَا فِي قَتْلِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالرَّافِضَةِ وِالْإِسْمَاعِلِيَّةِ وَالْقَرَامِطَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَالْمُشَبِّهَةِ وَصَلْبِهِمْ وَحَبْسِهِمْ وَنفْيِهِمْ وَالْأَمْرِ بِاللَّعْنِ عَلَيْهِمْ عَلَى مَنَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وِإِبْعَادِ كُلِّ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَطَرْدِهِمْ عَنْ دِيَارِهِمْ، وَصَارَ ذَلِكَ سُنَّةً فِي الْإِسْلَامِ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فِي الْآفَاقِ، وَجَرَى ذَلِكَ عَلَى يَدَيِ الْحَاجِبِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي جَمَادِ الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، تَمَّمَ اللَّهُ ذَلِكَ -[800]- وَثَبَّتَهُ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَهُوَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

1334 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاللَّهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ §نَتَعَلَّمُ، فَأَغْفَى إِغْفَاءَةً، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ السَّاعَةَ، كَأَنَّ إِنْسَانًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَمَعَهُ حَبْلٌ، فَوَضَعَهُ فِي عُنُقِ حِمَارٍ فَأَخْرَجَهُ، فَمَا لَبِثْنَا أَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ رَجُلٌ وَمَعَهُ حَبْلٌ حَتَّى وَضَعَهُ فِي عُنُقِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَأَخْرَجَهُ فَذَهَبَ بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَجَلَدَهُ، قَالَ ابْنُ أَبِي الزُّبَيْرِ: مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ

1335 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ , نا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ اللَّوْفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: ثني حُمَيْدُ بْنُ حَبِيبٍ أَنَّهُ §رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ مَجْلُودًا فِي الْقَدَرِ، جَلَدَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ خَالُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ

1336 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ , أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ -[801]- أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قَالَ: سَأَلْتُ مُصْعَبَ الزُّبَيْرِيَّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثُونَا عَنْ أَبِي عَاصِمٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ §قَدَرِيًّا؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ زَمَنُ الْمَهْدِيِّ أَخَذُوا الْقَدَرِيَّةَ وَضَرَبُوهُمْ وَنَفُوهُمْ، فَجَاءَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ فَجَلَسُوا إِلَيْهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ مِنَ الضَّرْبِ، فَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّمَا جَلَسُوا إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ، فَقَدْ حَدَّثَنِي مِنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّهُ مَا تَكَلَّمَ فِيهِ قَطُّ

1337 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلَاعِيُّ كَانَ يَرَى §الْقَدَرَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ أَخْرَجُوهُ وَنَفَوْهُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ، قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى الْمَدِينَةَ فَقِيلَ لِمَالِكٍ: قَدْ قَدِمَ ثَوْرٌ، فَقَالَ: لَا تَأْتُوهُ، فَقَالَ: لَا يُجْتَمَعُ عِنْدَ رَجُلٍ مُبْتَدِعٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1338 - ذَكَرَ بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَغْدَادِيُّ صَاحِبُ تَارِيخِ حِمْصَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: §أَدْرَكْتُ أَهْلَ حِمْصَ وَقَدْ أَخْرَجُوا ثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ وَأَحْرَقُوا دَارَهُ لَكَلَامِهِ فِي الْقَدَرِ

سياق ما روي مما أرى الله المكذبين بالقدر من الآيات في دار الدنيا في أنفسهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِمَّا أَرَى اللَّهُ الْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ مِنَ الْآيَاتِ فِي دَارِ الدُّنْيَا فِي أَنْفُسِهِمْ

1339 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: §جَعَلَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ جُعْلًا عَلَى أَنْ يَعْبُرَ نَهَرًا، قَالَ: فَعَبَرَ حَتَّى إِذَا قَرُبَ مِنَ الشَّطِّ، فَقَالَ: عَبَرْتُ وَاللَّهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: قُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: شَاءَ أَوْ لَمْ يَشَأْ، قَالَ: فَأَخَذَتْهُ الْأَرْضُ

1340 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: سَمِعْتُ مُعْتَمِرًا يُحَدِّثُ عَنْ مَرْحُومٍ الْعَطَّارِ، قَالَ: أَتَانِي رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ أَخِيَ هَذَا أَرَادَ شِرَاءَ جَارِيَةٍ مِنْ فُلَانٍ، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَعِينَ بِرَأْيِكَ، فَقُمْ مَعَنَا إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُثْرٍ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ، قُلْنَا: جَارِيَتُكَ فُلَانَةُ أَرَادَ هَذَا الرَّجُلُ يَعْتَرِضُهَا، قَالَ: نَعَمْ قَدْ حَضَرَ الْغَدَاءُ فَتَغَدُّوا وَأُخْرِجُهَا إِلَيْكُمْ، فَقُلْنَا: هَاتِ غَدَاءَكَ، فَتَغَدَّيْنَا، ثُمَّ قَالَ: لَا يَسْقِيكُمُ الْمَاءَ إِلَّا مِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَعْتَرِضُوهُ، ادْعُوا فُلَانَةَ، قَالَ: فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ وَضِيئَةٌ، فَقَالَ لَهَا: اسْقِينِي فَجَاءَتْ -[803]- بِقَدَحِ زُجَاجٍ، فَصَبَّتْ لَهُ مَاءً، فَوَضَعَهُ عَلَى رَاحَتِهِ، ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَى فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَزْعُمُ نَاسٌ أَنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَشْرَبُ هَذَا؟ وَتَرَى هَاهُنَا حَائِلًا، ثُمَّ قَالَ: فَأَنَا لَا أَشْرَبُهُ فَتَرَى هَاهُنَا مُكْرِهًا؟ ثُمَّ قَالَ: §هِيَ حُرَّةٌ إِنْ لَمْ أَشْرَبْهُ، فَضَرَبَتِ الْقَدَحَ بِرُدْنِ قَمِيصِهَا، فَوَقَعَ الْقَدَحُ وَانْكَسَرَ وَاهْرَاقَ الْمَاءُ، فَخَرَجَتْ مَعَنَا مُقَنَّعَةً فَكَانَتْ تُدْعَى: مَوْلَاةُ السُّنَّةِ

1341 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ إِنْسَانٍ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ، فَأَخَذَ بَيْضَةً، وَكُنَّا نَأْكُلُ بِيضًا وَخُبْزًا، فَقَالَ: هَذِهِ الْبَيْضَةُ إِنْ شِئْتُ أَكَلْتُهَا وَإِنْ شِئْتُ لَمْ آكُلْهَا، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: فَشَأْ، قَالَ: فَأَنَا أَشَاءُ، قَالَ: فَأَدْخَلَهَا فِي فِيهِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِنَا جَلْدَانِ فَفَكَّا لَحْيَيْهِ حَتَّى رَمَاهَا، فَقَالَا: زَعَمْتَ أَنَّكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ لَوْ شِئْتَ لَأَكَلْتَهَا، وَلَكِنَّ §الْمَشِيئَةَ إِلَى اللَّهِ شَاءَ أَنْ لَا تَأْكُلَهَا فَطَرَحْتَهَا

1342 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْحَارِثُ يَعْنِي ابْنَ نَبْهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ أَنَّ -[804]- عَزِيزًا تَكَلَّمَ فِي §الْقَدَرِ، فَنُهِيَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ، فَنُهِيَ، فَقِيلَ لَهُ: لَتُمْسِكَنَّ أَوْ لَأَمْحُوَنَّ اسْمَكَ مِنَ النُّبُوَّةِ، فَلَمْ يُمْسِكْ فَمُحِيَ

1343 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ , عَنْ نَوْفٍ، قَالَ: قَالَ عُزَيْرٌ فِيمَا يُنَاجِي رَبَّهُ: يَا رَبِّ، §تَخْلُقُ خَلْقًا فَتُضِلُّ مِنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مِنْ تَشَاءُ، قَالَ: قِيلَ: يَا عُزَيْرُ، أَعْرِضْ عَنْ هَذَا، قَالَ: فَعَادَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ تَخْلُقُ خَلْقًا فَتُضِلُّ مِنْ تَشَاءَ وَتَهْدِي مِنْ تَشَاءُ، قَالَ: قِيلَ: يَا عُزَيْرُ، أَعْرِضْ عَنْ هَذَا، {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] فَقَالَ: يَا عُزَيْرُ، لَتُعْرِضَنَّ عَنْ هَذَا أَوْ لَأَمْحُوَنَّكَ مِنَ النُّبُوَّةِ، إِنِّي لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ -[805]- وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ الرُّومِيِّ الشَّاعِرُ: [البحر السريع] وَفِي بَنِي عَمَّارٍ عَزِيزَةٌ ... يُخَاصَمُ اللَّهُ بِهَا فِي الْقَدَرِ لِمَ كَانَ مَا كَانَ وَمَا لَمْ ... يَكُنْ فَهُوَ وَكِيلُ الْبَشَرِ

سياق ما روي في منع الصلاة خلف القدرية والتزويج إليهم وأكل ذبائحهم ورد شهادتهم روي عن واثلة بن الأسقع أنه أمر بإعادة الصلاة خلف القدرية ونهى عن الائتمام بهم ومن التابعين: عن علي بن عبد الله بن العباس أنه كان يقول: إذا كان الإمام صاحب هوى فلا يصلى خلفه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي مَنْعِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ وَالتَّزْوِيجِ إِلَيْهِمْ وَأَكْلِ ذَبَائِحِهِمْ وَرَدِّ شَهَادَتِهِمْ رُوِيَ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّهُ أَمَرَ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ وَنَهَى عَنِ الِائْتِمَامِ بِهِمْ وَمِنَ التَّابِعِينَ: 1344 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الْإِمَامُ صَاحِبَ هَوًى فَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ أَمَرَ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْقَدَرِيِّ وَعَنْ سَيَّارِ أَبِي الْحَكَمِ يَقُولُ: لَا يُصَلِّي خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ فَإِذَا صَلَّى خَلْفَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَعَادَ 1345 - وَعَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ مِثْلُهُ

ومن الفقهاء مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو يوسف القاضي، وأحمد بن حنبل مثله. وعن محمد بن سيرين أنه كره ذبائح القدرية

§وَمِنَ الْفُقَهَاءِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِثْلُهُ. 1346 - وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ كَرِهَ ذَبَائِحَ الْقَدَرِيَّةِ

1347 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ السُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ -[807]-، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَأَلْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْقَدَرِيِّ، فَقَالَ: لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ، §أَمَا لَوْ صَلَّيْتُ خَلْفَهُ لَأَعَدْتُ صَلَاتِي

1348 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبِرْتِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا حَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ لَنَا إِمَامًا يَقُولُ فِي الْقَدَرِ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ الْفَارِسِيِّ §انْظُرْ كُلَّ صَلَاةٍ صَلَّيْتَهَا خَلْفَهُ أَعِدْهَا، إِخْوَانُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ»

1349 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: ثنا خَلَفٌ قَالَ: كَانَ سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ يَقُولُ: «§لَا يُصَلِّي خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ، فَإِذَا صَلَّى خَلْفَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَعَادَ الصَّلَاةَ»

1350 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بِشْرٍ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: ثنا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ أَيُّوبَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي إِلَى الْمَسْجِدِ؛ لِنُصَلِّيَ فِيهِ، فَمَرَرْنَا بِمَسْجِدٍ قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فِيهِ فَذَهَبْتُ؛ لَأَدْخُلَ، فَنَتَرَ يَدَهُ مِنْ يَدِي فَتْرَةً -[808]-، فَقَالَ: «§» أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ إِمَامَهُمْ قَدَرِيٌّ؟ "

1351 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: ثنا مُصْعَبٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: §«لَا يُصَلَّى خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ»

1352 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ السُّلَمِيُّ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ:، سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ تَزْوِيجِ الْقَدَرِيِّ، قَالَ: {§وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} [البقرة: 221]

1353 - وَرُوِيَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ §الْقَدَرِيِّ الَّذِي يُسْتَتَابُ، قَالَ: " الَّذِي يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَعْلَمْ مَا الْعِبَادُ عَامِلُونَ حَتَّى يَعْمَلُوا "

1354 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §«لَا يُصَلَّى خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ»

1355 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ ثُمَّ §-[809]- بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدَرِيٌّ فَأَعَدْتُ الصَّلَاةَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَوْ ثَلَاثِينَ سَنَةً»

1356 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي، قَالَ: «§لَا أُصَلِّي خَلْفَ جَهْمِيٍّ، وَلَا رَافِضِيٍّ، وَلَا قَدَرِيٍّ»

1357 - وَعَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ §مَا الْحُكْمُ فِي الْقَدَرِيَّةِ؟، قَالَ: «الْحُكْمُ أَنَّهُ مَنْ جَحَدَ الْعِلْمَ أَسْتَتِيبُهُ فَإِنْ تَابَ، وَإِلَّا قَتَلْتُهُ»

1358 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ لِلْفُضَيْلِ: مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ فَاسِقٍ فَقَدَ قَطَعَ رَحِمَهَا، فَقَالَ لَهُ الْفُضَيْلُ: §«مَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ مُبْتَدِعٍ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا»

1359 - الْأَثْرَمُ عَنْ أَحْمَدَ، قِيلَ لَهُ: رَجُلٌ قِدْرِيٌّ أَعُودُهُ؟، قَالَ: «إِذَا كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الْهَوَى فَلَا» ، قِيلَ لَهُ: أُصَلِّي عَلَيْهِ؟ فَلَمْ يُجِبْ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَبَّادِيُّ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَسْمَعُ: «§إِذَا كَانَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَلَا تُصَلِّ خَلْفَهُ، وَلَا تُصَلِّ عَلَيْهِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «كافَأَكَ اللَّهُ يَا أَبَا إِسْحَاقَ وَجَزَاكَ خَيْرًا»

1360 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ " أَنَّهُ: §كَرِهَ ذَبِيحَةَ الْقَدَرِيَّةِ "

1361 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ حِينَ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ هَارُونَ فِي الْقَدْمَةِ الَّتِي كَانَ أَجَازَهُ فِيهَا هَارُونُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا بَعَثْتُ إِلَيْكَ بِمَوْجِدَةٍ وَجَدْتُهَا عَلَيْكَ، وَلَكِنْ لَمْ أَزَلْ أُحِبُّ رُؤْيَتَكَ وَمَعْرِفَتَكَ "، ثُمَّ قَالَ: «§مَا قَوْمٌ رَدَدْتَ شَهَادَتَهُمْ؟» ، قَالَ: قُلْتُ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدَرِيَّةٌ، وَمُعْتَزِلَةٌ» ، قَالَ: فَقَالَ: «أَصَبْتَ وَفَّقَكَ اللَّهُ»

1362 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّجِيرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجِيرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، قَالَ: ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثنا فَهْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: ثنا إِدْرِيسُ الْقَصِيرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيَّ وَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: اشْتَرَيْتُ مِنْهُ عَبْدًا عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِهِ دَاءٌ، وَلَا عِلَّةٌ، وَلَا غَلِيلَةٌ بَيْعَ -[811]- الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ، وَإِنَّهُ قَدَرِيٌّ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ لَهُ: «§إِنَّمَا اشْتَرَيْتَ مُسْلِمًا، وَلَمْ تَشْتَرِ كَافِرًا فَرَدَّ عَلَيْهِ»

1363 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، أَخْبَرَنَا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَرْسَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ بِكِتَابٍ يَسْأَلُ أَبَا ثَوْرٍ فَأَجَابَ: " سَأَلْتُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَنْ §مَنْ قَالَ: إِنَّ الْمَعَاصِيَ لَمْ تُقَدَّرْ، هَلْ هُوَ فَاسِقٌ يُصَلَّى خَلْفَهُ؟ فَهَذَا فَاسِقٌ بِتَفْسِيقِ أَهْلِ الْعِلْمِ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ، وَهُوَ دَاخِلٌ فِي حُكْمِ أَهْلِ الْقَدَرِ، وَمَنْ قَالَ: الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا بِقَدَرٍ إِلَّا الْمَعَاصِيَ فَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ "

1364 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ زِنْجَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْوَانَ وَهُوَ الطَّبَرِيُّ، يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: «§لَا تُصَلُّوا خَلْفَ الرَّافِضِيِّ، وَلَا خَلْفَ الْجَهْمِيِّ، وَلَا خَلْفَ الْقَدَرِيِّ، وَلَا خَلْفَ الْمُرْجِئِ»

1365 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَاضِي طَرْطُوسَ بِبَيْتِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: " قُلْتُ لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: §نَسِيبٌ لِي قَدَرِيٌّ أُزَوِّجُهُ؟ قَالَ: «لَا، وَلَا كَرَامَةَ» ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ -[812]-، قَالَ: «غَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ»

1366 - ذَكَرَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ فِي كِتَابِ الْعِلَلِ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي عَلَى الْحَجَرِ يَقُولُ: «إِنَّ الْأَمِيرَ أَمَرَ أَنْ §لَا يُبَايَعَ زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، وَلَا يُجَالَسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّتْ بِهِ الْعُقُوبَةُ؛ لِمَوْضِعِ الْقَدَرِ»

1367 - ذَكَرَ جَعْفَرُ بْنُ نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ مَسْرُوقٍ، وَغَيْرَهُ يَقُولُ: §مَاتَ أَبُو حَارِثٍ الْمُحَاسِبِيِّ يَوْمَ مَاتَ وَحَارِثٌ مُحْتَاجٌ إِلَى أَقَلَّ مِنْ دِرْهَمٍ، أَوْ كَمَا قَالَ: لِعِيَالٍ وَبَنَاتٍ عَلَيْهِ، وَتَرَكَ أَبُوهُ مَالًا وَضَيْعَةً وَأَثَاثًا وَأَمْوَالًا كَثِيرَةً نَفِيسَةً، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهَا شَيْئًا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى، وَلَا يَتَوَارَثَانِ» أَوْ كَمَا قَالَ، وَكَانَ أَبُوهُ يَقُولُ بِالْقَدَرِ

ما ذكر من مخازي مشايخ القدرية، وفضائح المعتزلة

§مَا ذُكِرَ مِنْ مَخَازِي مَشَايِخِ الْقَدَرِيَّةِ، وَفَضَائِحِ الْمُعْتَزِلَةِ

1368 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَامْضِهِ قَالَ: " قِيلَ لِعُبَيْدِ بْنِ بَابٍ أَبِي عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ مِنْ حَرَسِ السِّجْنِ: §إِنَّ ابْنَكَ يَخْتَلِفُ إِلَى الْحَسَنِ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ، فَقَالَ: أَيُّ خَيْرٍ يَكُونُ فِي ابْنِي، وَقَدْ أُصِيبَتْ أُمُّهُ عَنْ غُلُولٍ وَأَنَا أَبُوهُ؟ "

1369 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ فُلَانٍ؟ يَزْعُمُ أَنَّ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: " §لَئِنْ كَانَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، فَمَا عَلَى أَبِي لَهَبٍ مِنْ لَوْمٍ، وَمَا عَلَى الْوَلِيدِ مِنْ لَوْمٍ " يَعْنِي فِي قَوْلِهِ: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [المدثر: 11]

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ -[814]- مُعَاذٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: عُثْمَانُ بْنُ خَاشٍ وَهُوَ أَخُو السَّمُرِيِّ، فَقَالَ: " يَا أَبَا عُثْمَانَ، سَمِعْتُ وَاللَّهِ الْكُفْرَ الْيَوْمَ، قَالَ: لَا تَعْجَلْ بِالْكُفْرِ، وَمَا سَمِعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ هَاشِمًا الْأَوْقَعِيَّ يَقُولُ: إِنَّ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] ، وَذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا لَسْنَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 1] ، فَسَكَتَ عَمْرٌو هُنَيْهَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، وَقَالَ: فَوَاللَّهِ §لَئِنْ كَانَ الْقَوْلُ كَمَا يَقُولُ فَمَا عَلَى أَبِي لَهَبٍ، وَلَا عَلَى الْوَلِيدِ مِنْ لَوْمٍ، قَالَ عُثْمَانُ: هَذَا وَاللَّهِ الدِّينُ يَا أَبَا عُثْمَانَ "

1371 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَارِثِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فِي النَّوْمِ يَحُكُّ آيَةً مِنَ الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ فَقَالَ: §«أُثْبِتُ مَكَانَهَا خَيْرًا مِنْهَا»

1372 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا -[815]- أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثنا هُدْبَةُ، قَالَ: ثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، قَالَ: ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فِيهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْخَطَّابِ، أَلَا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، قَالَ: «يَا أَحْوَلُ، §وَلَا تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَيَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُذْكَرَ حَتَّى تُعْلَمَ» ، فَجِئْتُ مِنْ عِنْدِ قَتَادَةَ، وَأَنَا مُغْتَمٌّ لِقَوْلِهِ فِي عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نُسُكِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، وَهَدْيِهِ، فَوَضَعْتُ رَأْسِي بِنِصْفِ النَّهَارِ فَإِذَا أَنَا بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فِي النَّوْمِ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، قُلْتُ: " سُبْحَانَ اللَّهِ تَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: إِنِّي سَأُعِيدُهَا فَتَرَكَهُ حَتَّى حَكَّهَا، فَقُلْتُ لَهُ: أَعِدْهَا، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ "

1373 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ: لَا يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ قَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو؛ أَنَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: §«يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ»

1374 - وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: جَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَقُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ، مَا لَكَ رَوَيْتَ عَنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَتَرَكْتَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ؟، فَقَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَأَنَّ النَّاسَ يُصَلُّونَ إِلَى الْقِبْلَةِ، §وَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يُصَلِّي إِلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ»

1375 - ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الرَّبِيعِ الْمُقْرِئُ رَحِمَهُ اللَّهُ، ثنا ابْنُ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رُومِيٍّ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: مَرَّ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: " كَيْفَ تَقْرَأُ {وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا} [فصلت: 24] ؟ " فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا بِفَتْحِ الْيَاءِ فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ بِفَتْحِ التَّاءِ "، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: «وَلَكِنِّي أَقْرَأُ وَإِنْ يُسْتَعْتَبُوا بِضَمِّ الْيَاءِ، فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتِبِينَ بِكَسْرِ التَّاءِ» فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: §«وَمِنْ هُنَالِكَ أُبْغِضُ الْمُعْتَزِلَةَ؛ لَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِرَأْيِهِمْ» 1376 - وَرُوِيَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ نَاقَتِي سُرِقَتْ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهَا عَلَيَّ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنَّ نَاقَةَ هَذَا الْفَقِيرِ سُرِقَتْ، وَلَمْ تُرِدْ سَرِقَتَهَا، اللَّهُمَّ ارْدُدْهَا عَلَيْهِ» -[817]- فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا شَيْخُ، الْآنَ ذَهَبَتْ نَاقَتِي وَأَيِسْتُ مِنْهَا قَالَ: «وَكَيْفَ؟» قَالَ: لِأَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ لَا تُسْرَقَ فَسُرِقَتْ، لَمْ آمَنْ أَنْ يُرِيدَ رُجُوعَهَا فَلَا تَرْجِعَ، وَنَهَضَ مِنْ عِنْدِهِ مُنْصَرِفًا

1377 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ قَالَ: ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّدُوقُ الْمُسْلِمُ، عَنْ خُوَيْلٍ يَعْنِي خَتَنَ شُعْبَةَ، ح 1378 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ مَيْمُونٍ صَاحِبِ الْأَغْمِيَةِ عَنْ خُوَيْلٍ خَتَنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ خَتَنَهُ عَلَى أُخْتِهِ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَنْهَانَا عَنْ مُجَالَسَةِ عَمْرٍو وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُكَ، قَالَ: ابْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَتَغَيَّظَ الشَّيْخُ، قَالَ: فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّى جَاءَ ابْنُهُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، قَدْ عَرَفْتَ رَأْيِي فِي عَمْرٍو، ثُمَّ تَدْخُلُ عَلَيْهِ؟، قَالَ: كَانَ مَعِي فُلَانٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ، فَقَالَ يُونُسُ: §أَنْهَاكَ عَنِ الزِّنَا، وَالسَّرِقَةِ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ، وَلَأَنْ تَلْقَى -[818]- اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِهِنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَلْقَاهُ بِرَأْيِ عَمْرٍو وَأَصْحَابِ عَمْرٍو " وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ زِيَادٍ

1379 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا زَافِرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ قَالَ: «كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ سِيرِينَ فَتَرَكْتُ مُجَالَسَتَهُ إِلَى قَوْمٍ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ فَرَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ أَنِّي مَعَ قَوْمٍ يَحْمِلُونَ جِنَازَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَقَالَ مَالِكٌ: «مَعَ مَنْ جَلَسْتَ؟ §إِنَّكَ مَعَ قَوْمٍ يُرِيدُونَ أَنْ يَدْفِنُوا مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

1380 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجَهْمِ الْكَاتِبُ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْهُذَيْلِ، يَقُولُ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِحَاجِبِهِ يَوْمًا: «انْظُرْ مَنْ بِالْبَابِ مِنْ أَصْحَابِ الْكَلَامِ» ، فَخَرَجَ وَعَادَ إِلَيْهِ فَقَالَ: بِالْبَابِ أَبُو الْهُذَيْلِ الْعَلَّافُ وَهُوَ مُعْتَزِلِيٌّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبَاضٍ الْأَبَاضِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ الرَّافِضِيُّ فَقَالَ الْمَأْمُونُ: §«مَا بَقِيَ مِنْ أَعْلَامِ جَهَنَّمَ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ حَضَرَ»

1381 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ -[819]- أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي الْمُنْتَابِ، قَالَ: ثنا سَلْمُ بْنُ مَخْلَدٍ الطَّايِفِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِيَّةِ؟ قَالَ: «§مَجُوسٌ» ، قَالَ: قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّافِضَةِ؟ قَالَ: «هُمْ شَرٌّ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ، أَوِ الْقَدَرِيَّةُ شَرٌّ مِنْهُمْ»

1382 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ فِي النَّوْمِ فِي الْمَنَارَةِ قَائِمًا يَقُولُ: §مَا لَقِيتُ شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُ فِي الْقَدَرِ "

1383 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْغَسُولِيُّ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مَرْوَانَ، يَقُولُ: كَانَ الْمُعْتَصِمُ يَخْتَلِفُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ الْمُحَدِّثِ وَكُنْتُ أَمْضِي مَعَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ يَوْمًا: «حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَكَانَ قَدَرِيًّا» فَقَالَ: الْمُعْتَصِمُ: §«أَمَا تَدْرِي أَنَّ الْقَدَرِيَّةَ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ فَلِمَ تَرْوِ عَنْهُ؟» -[820]- قَالَ: «لِأَنَّهُ ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ صَدُوقٌ» قَالَ: فَإِنْ كَانَ الْمَجُوسُ ثِقَةً فِيمَا يَقُولُ أَتَرْوِي عَنْهُ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: «أَنْتَ شَغَّابٌ يَا أَبَا إِسْحَاقَ»

1384 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا الرَّمَادِيُّ، قَالَ: ثنا نُعَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْبَطِينِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: §«لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا»

سياق ما روي عن الرؤيا السوء من المعتزلة قد مضى فيما قبل قصة عمرو بن عبيد في الرؤيا ما رواه ثابت بن أسلم البناني الزاهد، وعاصم بن سليمان الأحول، وحماد بن سلمة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ الرُّؤْيَا السُّوءِ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ قَدْ مَضَى فِيمَا قَبْلُ قِصَّةُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فِي الرُّؤْيَا مَا رَوَاهُ ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ الزَّاهِدُ، وَعَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

1385 - وَسَمِعْتُ 43536 أَبَا أَحْمَدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرائِضِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ الشَّيْخَ الصَّالِحَ الْأَمِينَ الثِّقَةَ يَقُولُ غَيْرَ مَرَّةٍ: كَانَ رَجُلٌ ضَرِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ يَقْرَأُ عَلَيَّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا أَبُو أَحْمَدَ، فَقَالَ لِي بَعْدَمَا مَاتَ الْجَعْدُ لَعَنَهُ اللَّهُ: قَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا، فَقُلْتُ: مَاذَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ كَأَنِّي كُنْتُ فِي مَسْجِدٍ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ يُرِيدُونَ الصَّلَاةَ، وَقَدْ قَامَ الْإِمَامُ؛ لِيُقِيمَ الصَّلَاةَ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَرًّا، وَأَسَرَّ إِلَيْهِ شَيْئًا، فَالْتَفَتَ الْإِمَامُ، وَقَالَ: قَدْ مَاتَ جَعْدٌ، لَا رَحِمَ اللَّهُ جَعْدًا، وَحَشَى قَبْرَهُ نَارًا، وَأَرَاحَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ "، قَالَ الشَّيْخُ أَبُو أَحْمَدَ: " قُلْتُ لَهُ: تَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ لَهُ الرُّؤْيَا؟ " قَالَ: «لَا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ، وَلَا سَمِعْتُ بِاسْمِهِ إِلَّا فِي الرُّؤْيَا» ، قُلْتُ: §«هَذَا مِنْ مُتَكَلِّمِي الْمُعْتَزِلَةِ وَقَدْ مَاتَ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ» 1386 - قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ -[822]- يَذْكُرُ أَبَا حَامِدٍ الْمَرْوَرُذِيَّ يُثْنِي عَلَى عَمَلِهِ، وَيُطْنِبُ فِي فَضْلِهِ، وَحُسْنِ صُورَتِهِ، وَجُمْلَتِهِ، فَقَالَ: " رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ، وَكَأَنَّهُ عَلَى سَطْحِ مَسْجِدٍ قَاعِدٌ وَحَوْلُهُ جَمَاعَةٌ وَسِخَةٌ ثِيَابُهُمْ، كَأَنَّهُمْ يُشْبِهُونَ غِلْمَانَ الْبَزَّارِينَ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ عَلَيْهِ عُودٌ يَلُوكُهُ بِأَسْنَانِهِ، وَقَدِ اسْوَدَّتْ جِلْدَةُ وَجْهِهِ بَعْدَ حُسْنِهَا وَنَضَارَتِهَا فِي حَيَاتِهِ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ أَنْكَرَ نَظَرِي وَكَأَنَّهُ خُيِّلَ إِلَيْهِ، أَنَّهُ أَنَا نَائِلُهُ؛ لِمَا أَعْلَمُ مِمَّا كَانَ يَرْمِي بِهِ مِنْ بِدْعَتِهِ فَقَالَ: إِنَّا لَا نَظْلِمُ اللَّهَ، فَقُلْتُ: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] فَهَمَّ الَّذِينَ حَوَالَيْهِ بِسُوءٍ يُوقِعُونَهُ بِي، فَقَرَأْتُ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] وَأَخَذْتُ أُشِيرُ بِإِصْبَعِي وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ يُشِيرُ فِي الْيَقَظَةِ كَذَلِكَ وَانْتَبَهْتُ "

سياق ما روي أن مسألة القدر متى حدثت في الإسلام وفشت؟

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ أَنَّ مَسْأَلَةَ الْقَدَرِ مَتَى حَدَثَتْ فِي الْإِسْلَامِ وَفَشَتْ؟

1387 - حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دِلُّوَيْهِ، ثنا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَ: ثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» قَالَ أَبُو حَازِمٍ: لَعَنَ اللَّهُ دِينًا أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ يَعْنِي التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ

1388 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَنْزِعُ فِي زَمْزَمَ قَدِ ابْتَلَّتْ أَسَافِلُ ثِيَابِهِ فَقُلْتُ: §قَدْ تُكُلِّمَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: «أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟» ، فَقُلْتُ: نَعَمْ -[824]-، فَقَالَ: " فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَّا فِيهِمْ {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] ، أُولَئِكَ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ "

1389 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: " §أَدْرَكْتُ النَّاسَ هَاهُنَا، وَكَلَامُهُمْ: وَإِنْ قَضَى وَإِنْ قَدَّرَ، وَإِنْ قَضَى وَإِنْ قَدَّرَ "

1390 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: «§أَدْرَكْتُ النَّاسَ، وَمَا كَلَامُهُمْ إِلَّا إِنْ قَضَى وَإِنْ قَدَّرَ»

1391 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §" أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي شَأْنِ الْقَدَرِ أَبُو الْأَسْوَدِ الدِّيلِيُّ

1392 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: §" أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ حِينَ احْتَرَقَتِ الْكَعْبَةُ -[825]- قَالَ قَائِلٌ: كَانَ هَذَا مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ أَنِ احْتَرَقَتِ الْكَعْبَةُ فَقَالَ آخَرُ: مَا كَانَ هَذَا مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ "

1393 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: ثنا هُدْبَةُ، قَالَ: ثنا حَازِمُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ الْقُطَعِيُّ: ح 1394 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: ثنا هُدْبَةُ، قَالَ: ثنا حَازِمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ حَوْشَبًا، يَقُولُ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فِي حَبْوَةِ الْحَبْسِ: «مَا هَذَا الَّذِي أَحْدَثْتَ؟ §قَدْ نَبَتْ قُلُوبُ إِخْوَانِكَ عَنْكَ» الْحَسَنُ «انْطَلِقْ حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ» ، قَالَ: «كَسَرَهَا اللَّهُ إِذًا» يَعْنِي رِجْلَيْهِ

1395 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو حَزْمٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: " كَانَ قَتَادَةُ يَقْصُرُ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ قُلْتُ: يَا أَبَا الْخَطَّابِ، وَإِذًا الْفُقَهَاءُ يَنَالُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ؟ قَالَ: يَا أَحْوَلُ، §رَجُلٌ ابْتَدَعَ بِدْعَةً تُذْكَرُ بِدْعَتُهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُكَفَّ عَنْهَا " قَالَ: " فَوَجَدْتُ عَلَى قَتَادَةَ فَوَضَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا بِعَمْرٍو يَحُكُّ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، قُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: إِنِّي أُعِيدُهَا -[826]-، قَالَ: فَحَكَّهَا، قَالَ: قُلْتُ أَعِدْهَا، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ "

1396 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ إِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ السَّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: " §أَدْرَكْتُ النَّاسَ، وَمَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا فِي عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ حَتَّى نَشَأَ هَاهُنَا حَقِيرٌ يُقَالُ لَهُ: سَنُسُوَيْهِ الْبَقَّالُ " قَالَ: «فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ» قَالَ حَمَّادٌ: " مَا ظَنُّكُمْ بِرَجُلٍ يَقُولُ لَهُ ابْنُ عَوْنٍ: هُوَ حَقِيرٌ؟ "

1397 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ إِجَازَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: «§أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمَا بِهَا قَدَرِيٌّ إِلَّا سَنُسُوَيْهِ، وَمَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَآخَرُ مَلْعُونٌ فِي بَنِي عَوَافَةَ»

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِيُّ، قَالَ: ثنا السَّرَّاجُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بَيَانٍ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَذَكَرُوا لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى الْمَدِينِيَّ قَالُوا: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّهُ حَافَظٌ الْحَدِيثَ -[827]-، فَقَالَ: «مَوْلَى أَسْلَمَ؟» : قَالُوا: نَعَمْ، إِلَّا أَنَّهُ قَدَرِيٌّ، فَقَالَ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: §«لَعَنَ اللَّهُ دِينًا أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ»

1398 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: §" أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ فِي الْقَدَرِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يُقَالُ لَهُ: سَوْسَنٌ كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَخَذَ غَيْلَانُ عَنْ مَعْبَدٍ "

باب جماع مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وابتداء الوحي إليه وفضائله ومعجزاته

§بَابُ جُمَّاعِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْتِدَاءِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ وَفَضَائِلِهِ وَمُعْجِزَاتِهِ

1399 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مِلَاسٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُوسُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ: ح 1400 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» . لَفْظُهُمَا وَاحِدٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو عِيسَى

1401 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ شَيْئًا، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§مَنْ أَنَا؟» فَقَالَ: قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ -[829]-، قَالَ: «أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِمْ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ فِرْقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُمْ نَفْسًا، وَخَيْرُكُمْ بَيْتًا» أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى

1402 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، قَالَ: نا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ عَمِّهِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ الْجَحْدَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «§قَلَّبْتُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ، وَمَغَارِبَهَا فَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَفْضَلَ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ أَرَ بَنِي أَبٍ أَفْضَلَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ»

سياق ما روي في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم متى كانت، وبما عرفت من العلامات

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي نُبُوَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى كَانَتْ، وَبِمَا عُرِفَتْ مِنَ الْعَلَامَاتِ

1403 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مِلَاسٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: «بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ» أَخْرَجَهُ أَبُو عِيسَى مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ

1404 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ -[831]- لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §مَا كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ؟ قَالَ: «دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهُ قُصُورَ الشَّامِ»

1405 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُرْوَةَ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §كَيْفَ عَلِمْتَ أَنَّكَ نَبِيٌّ أَوَّلَ مَا عَلِمْتَ ذَلِكَ وَاسْتَيْقَنْتَ؟ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَانِي مَلَكَانِ وَأَنَا بِبَطْحَاءِ مَكَّةَ فَوَقَعَ أَحَدُهُمَا فِي -[832]- الْأَرْضِ وَالْآخَرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ هُوَ، قَالَ: زِنْهُ بِرَجُلٍ فَوُزِنْتُ بِرَجُلٍ فَرَجَحْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِعَشَرَةٍ فَوَزَنُونِي بِعَشَرَةٍ فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِمِائَةٍ، فَوَزَنُونِي بِمِائَةٍ فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنْهُ بِأَلْفٍ فَوَزَنُونِي بِأَلْفٍ فَرَجَحْتُهُمْ، فَجَعَلُوا يَنْثُرُونَ عَلَيَّ مِنْ كِفَّةِ الْمِيزَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: لَوْ وَزَنْتَهُ بِأُمَّتِهِ رَجَحَهُمْ، قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: شُقَّ بَطْنَهُ فَشَقَّ بَطْنِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَخْرِجْ قَلْبَهُ، أَوْ قَالَ: شُقَّ قَلْبَهُ فَأَخْرِجْ مَقَرَّ الشَّيْطَانِ وعَلَقَ الدَّمِ فَطَرَحَهَا، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: اغْسِلْ بَطْنَهُ غَسْلَ الْإِنَاءِ وَاغْسِلْ قَلْبَهُ غَسْلَ الْمُلَاءَةِ، ثُمَّ رَمَى بِسَكِّينَةٍ كَأَنَّهَا زُمُرُّدَةٌ بَيْضَاءُ فَأُدْخِلَتْ قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا: خِطْ بَطْنَهُ، فَخَاطَ بَطْنِي فَجَعَلَ الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَلَّيَا عَنِّي، فَكَأَنَّمَا أُعَايِنُ الْأَمْرَ مُعَايَنَةً "

سياق ما روى النبي صلى الله عليه وسلم في ابتداء الوحي، وصفته، وأنه بعث وأنزل إليه وله أربعون سنة

§سِيَاقُ مَا رَوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ابْتِدَاءِ الْوَحْيِ، وَصِفَتِهِ، وَأَنَّهُ بُعِثَ وَأُنْزِلَ إِلَيْهِ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً

1406 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ عَنْ: ح 1407 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شَاذَانَ الْجَلَّابُ، بِمَكَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّايِغُ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَةَ عَشْرَ يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1408 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ: ح 1409 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْقَرِ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ -[834]- الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §أَوَّلُ مَا بَدَأَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ بِهِ مِثْلُ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ، وَقَالَ الْحُسَيْنُ فِي حَدِيثِهِ الْخَلَاءُ: فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءَ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجَأَهُ الْحَقُّ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ، فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّيَ الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّيَ الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّيَ الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] حَتَّى بَلَغَ {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] " قَالَ: فَرَجَعَ بِهَا يَرْجُفُ فُؤَادُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ لَهَا -[835]-: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي» ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ: «يَا خَدِيجَةُ، مَا لِي؟» فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ، وَقَالَ: «قَدْ خَشِيتُ عَلَيَّ» قَالَتْ لَهُ: كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيهَا، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ قَدْ كَتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الْإِنْجِيلِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، مَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَنِي أَكُونُ فِيهَا جَذَعًا أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُوكَ قَوْمُكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟» قَالَ وَرَقَةُ: نَعَمْ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَأُوذِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذُرْوَةِ جَبَلٍ كَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ مِنْهَا تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقَرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ -[836]- فَإِذَا طَالَ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذُرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّا لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ حُسَيْنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

1410 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّ عَلَيَّ فَيَفْصِمُ عَنِّي، وَقَدْ وَعَيْتُ» قَالَ: «وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ» قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

1411 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ -[837]- مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ §يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: " فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ، وَالْأَرْضِ فَجَثَيْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1] ، إِلَى قَوْلِهِ {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5] ، وَهِيَ الْأَوْثَانُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

1412 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، سَبْعًا يَرَى الضَّوْءَ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1413 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: ثنا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ حَمْرَاءُ، وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا " وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ بِالْحِجَارَةِ قَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ وَقَدَمَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تُطِيعُوهُ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: غُلَامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَهُ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى، وَهُوَ أَبُو لَهَبٍ

1414 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ: ح 1415 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ -[839]-: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ رَجُلُ بَنِي الدِّيلِ وَكَانَ جَاهِلِيًّا فَأَسْلَمَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا ". قَالَ مِرَارًا يُرَدِّدُهَا وَالنَّاسُ مُنْقَصِفُونَ عَلَيْهِ يَتْبَعُونَهُ وَإِذَا رَجُلٌ أَحْوَلُ وَضِيءٌ ذُو غَدِيرَتَيْنِ وَضِيءُ الْوَجْهِ، يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَذَّابٌ فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا وَرَاءَهُ؟ قَالُوا لِي: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ. قَالَ لِي رَبِيعَةُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَزْفِرُ الْقِرْبَةَ لِأَهْلِي، يَقُولُ: ذَلِكَ مَبْلَغِي يَوْمَئِذٍ مِنَ السِّنِّ

1416 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: ثنا بُهْلُولُ بْنُ مُوَرِّقِ أَبُو غَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ الْقَارِضِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ §" رَأَيْتُ أَبَا لَهَبٍ بِعُكَاظَ وَهُوَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[840]-، فَقَالَ: يَأَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا فِرْعَوْنُ فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ عَنْ دِينِ آبَائِكُمْ، وَهُمْ يَلُوذُونَ بِهِ وَهُوَ عَلَى أَثَرِهِ وَنَحْنُ نُتْبِعُهُ الْغِلْمَانَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَحْوَلَ أَبْيَضَ النَّاسِ وَأَجْمَلَهُمْ "

1417 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّبَيْلِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْرُسُ فَنَزَلَتْ {يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ وَقَالَ: §«يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النَّاسِ»

1418 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا سُفْيَانُ: ح 1419 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ كَعْبٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَا جَزُورٍ فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ وَكَانَ يَسْتَحِبُّ الثَّلَاثَ قَالَ: «§اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» ثَلَاثًا «بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَبِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَبِأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَبِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قَتْلَى فِي قَلِيبِ بَدْرٍ ". أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1420 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ح 1421 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، ثنا ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ، فِي حَدِيثِ خَلَفٍ: مَكَثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتْبَعُ الْحَاجَّ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي الْمَوْسِمِ بِمِجَنَّةَ، وَعُكَاظٍ وَمَنَازِلِهُمْ بِمِنًى: §«مَنْ يُؤْوِينِي وَيَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي فَلَهُ الْجَنَّةُ» ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يُؤْوِيَهُ وَيَنْصُرُهُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْخُلُ صَاحِبُهُ مِنْ مِصْرَ وَالْيَمَنِ فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، أَوْ ذُو رَحِمِهِ فَيَقُولُونَ: احْذَرْ فَتَى قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنْكَ يَمْشِي بَيْنَ رِجَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِهِمْ حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ لَهُ مِنْ يَثْرِبَ فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ، زَادَ عَبْدُ الْأَعْلَى: فَيُقْرِيهِ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ يَثْرِبَ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ بَعَثَنَا اللَّهُ فَائْتَمَرْنَا وَاجْتَمَعَ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَّا، فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زَادَ عَبْدُ الْأَعْلَى: يَطُوفُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ، فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ فَوَاعَدَنَا شِعْبَ الْعَقَبَةِ -[843]- فَاجْتَمَعْنَا فِيهِ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ حَتَّى تَوَافَيْنَا عِنْدَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: «تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ، وَالْكَسَلِ وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ، وَالْيُسْرِ وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ لَا تَأْخُذَكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ يَثْرِبَ، وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ» فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ رَجُلًا إِلَّا أَنَا، فَقَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّهُ لَمْ تُضْرَبْ إِلَيْهِ أَكْبَادُ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ إِخْرَاجِهِ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ تَصْبِرُونَ عَلَى عَضِّ السُّيُوفِ إِذَا مَسَّتْكُمْ، وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ، وَعَلَى مُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً فَخُذُوهُ، وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى أَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ أَنْفُسَكُمْ خِيفَةً فَذَرُوهُ فَهُوَ عُذْرٌ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، قَالُوا: أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ يَا سَعْدُ بْنَ زُرَارَةَ، فَوَاللَّهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ، وَلَا نَسْتَقِيلُهَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ نُبَايِعُهُ رَجُلًا فَرَجُلًا فَيَأْخُذُ عَلَيْنَا شَرْطَهُ وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ

1422 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: " لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا فِيهِ طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً، وَعَشِيًّا، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الْغَمَادِ وَلَقِيَهُ ابْنُ الدُّغُنَّةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ §فَقَالَ ابْنُ الدُّغُنَّةَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي، فَقَالَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ: فَإِنَّ مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرِ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ؛ إِنَّكَ تُكْسِبُ الْمُعْدِمَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، فَأَنَا لَكَ جَارٌ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ فَارْتَحَلَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ فَرَجَعَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَطَافَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ، تُخْرِجُونَ رَجُلًا يُكْسِبُ الْمُعْدِمَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيُقْرِي الضَّيْفَ وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدُّغُنَّةِ وَأَمَّنُوا أَبَا بَكْرٍ، وَقَالُوا لِابْنِ الدُّغُنَّةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلْيُصَلِّ فِيهَا مَا شَاءَ بِفِنَاءِ دَارِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ قُرَيْشٍ وَأَبْنَاؤُهُمْ مُتَعَجِّبُونَ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافُ قُرَيْشٍ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدُّغُنَّةِ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ -[845]-، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَإِنَّهُ قَدْ جَاوَزَ ذَلِكَ وَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، وَأَعْلَى الصَّلَاةَ وَالْقُرْآنَ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَإِنَّهُ إِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ بِذَلِكَ فَتَسْأَلَهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْكَ ذِمَّتَكَ فَإِنَّا كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ " قَالَتْ عَائِشَةُ: " فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ ابْنُ الدُّغُنَّةِ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تُرْجِعَ إِلَيَّ ذِمَّتِي؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي عَقْدِ رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَإِنِّي أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

1423 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ §لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: " أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: هُوَ هُوَ؟ -[846]- وَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا إِلَيْهِ لَيْلَةً أُخْرَى فَلَمْ يَعْلَمُوهُ حَتَّى احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أَتَى بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ نُورٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيْمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَجَوْفَهُ وَعَادَ يَدَهُ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا جِبْرِيلُ قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: مَرْحَبًا وَأَهْلًا اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ لَا يَعْلَمُ أَهْلُ السَّمَاءِ مَا يُرِيدُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُعْلِمَهُمْ، فَوَجَدَ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ فَقَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِابْنِي فَنِعْمَ الِابْنُ أَنْتَ، فَإِذَا هُمْ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا بِنَهْرَيْنِ يَطَّرِدَانِ، فَقَالَ: «مَا هَذَانِ النَّهْرَانِ يَا جِبْرِيلُ؟» قَالَ: هَذَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِنَهْرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ -[847]- وَزَبَرْجَدٍ فَيَذْهَبُ يَشُمُّ تُرَابَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ، قَالَ: «يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا النَّهَرُ؟» قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَّأَ لَكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُ الْأُولَى: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قَالُوا: أَوَ قَدْ بُعِثَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: مَرْحَبًا بِهِ وَأَهْلًا، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَقَالُوا مِثْلَ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى الْخَامِسَةِ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّادِسَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّابِعَةِ، فَقَالُوا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ وَكُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ، وَسَمَّاهُمْ أَنَسٌ فَوَعِيتُ مِنْهُمْ: إِدْرِيسُ فِي الثَّانِيَةِ، وَهَارُونُ فِي الرَّابِعَةِ، وَآخَرُ فِي الْخَامِسَةِ، لَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ، وَإِبْرَاهِيمُ -[848]- فِي السَّادِسَةِ وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِفَضْلِ كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ، فَقَالَ مُوسَى: لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ، ثُمَّ عَلَا بِهِ فِيمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ حَتَّى جَاءَ بِهِ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، وَدَنَا الْجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ وَعَلَا فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ، أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَيْهِ خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِهِ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى وَاحْتَبَسَهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: «عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً عَلَى أُمَّتِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ وَعَنْهُمْ، فَالْتَفَتَ إِلَى جِبْرِيلَ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ: أَنْ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ، فَعَلَا بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى أَتَى الْجَبَّارَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَهُوَ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ: «يَا رَبِّ خَفِّفْ عَنَّا؛ فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ» فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى صَارَتْ إِلَى خَمْسَ صَلَوَاتٍ احْتَبَسَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الْخَمْسَةِ فَضَيَّعُوهُ، وَتَرَكُوهُ، وَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا، وَقُلُوبًا، وَأَبْصَارًا، وَأَسْمَاعًا فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ رَبُّكَ، كُلُّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ إِلَى جِبْرِيلَ يَسْتَشِيرُهُ، فَلَا يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ فَيَرْفَعُهُ فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ، فَقَالَ: «يَا رَبِّ، إِنَّ أُمَّتِي ضِعَافٌ أَجْسَادُهُمْ، وَقُلُوبُهُمْ، وَأَسْمَاعُهُمْ، وَأَبْصَارُهُمْ فَخَفِّفْ عَنَّا» -[849]-، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «إِنِّي لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، هِيَ كَمَا كُتِبَتْ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَلَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ وَهِيَ خَمْسٌ» فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: كَيْفَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: «خَفَّفَ عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ أَمْثَالِهَا» فَقَالَ: قَدْ وَاللَّهِ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذِهِ فَتَرَكُوهُ فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ أَيْضًا قَالَ: «قَدْ وَاللَّهِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ» قَالَ: فَاهْبِطْ بِاسْمِ اللَّهِ أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1424 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا ابْنُ كَرَامَةَ، فَقَالَ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §" لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا هُبِطَ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا، {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 16] "، قَالَ: «فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ» ، قَالَ: «فَأُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَا -[850]- يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِهِ وَبَيَّنَ الْمُقْمِحَاتِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

1425 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، رَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطٌ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ»

1426 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، رَجُلٌ آدَمُ طُوَالٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطٌ -[851]-، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ» فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ

1427 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى آدَمُ طُوَالٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلٌ مَرْبُوعُ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبْطُ الرَّأْسِ، وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَالدَّجَّالَ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ فَلَا يَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ» أَيْ أَنَّهُ لَقِيَ مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ {وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الإسراء: 2] قَالَ: «جَعَلَهُ اللَّهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَشَيْبَانَ عَنْ قَتَادَةَ

1428 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ: ح 1429 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّايِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§إِنِّي رَأَيْتُ مُوسَى -[852]-، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الْبَدِنِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ» يَعْنِي نَفْسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1430 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أَصْبَحَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِذَلِكَ فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ كَانَ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَفُتِنُوا بِذَلِكَ عَنْ دِينِهِمْ، وَسَعَى رِجَالٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالُوا: هَلْ لَكَ إِلَى صَاحِبِكَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانَ قَدْ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ، قَالُوا: وَتُصَدِّقُهُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي لَيْلَةٍ، وَجَاءَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنِّي لَأُصَدِّقُهُ بِمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ؛ أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غَدْوَةٍ أَوْ رَوَاحَةٍ؛ فَلِذَلِكَ سُمِيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ " قَالَتْ عَائِشَةُ: " ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرًّا وَهَجَرَ الْأَوْثَانَ فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَحْدَاثِ الرِّجَالِ مِنْ ضَعْفَى النَّاسِ حَتَّى كَثُرَ -[853]- مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَكُفَّارُ قُرَيْشٍ غَيْرُ مُنْكِرِينَ لِمَا يَقُولُ، يَقُولُونَ: إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ فِي مَجَالِسِهِمْ: إِنَّ غُلَامَ ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هَذَا وَيُشِيرُونَ إِلَيْهِ لَيُكَلِّمُ زُعَمَاءَ مِنَ السَّمَاءِ فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى عَابَ آلِهَتَهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَذَكَرَ هَلَاكَ آبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا كُفَّارًا فَنَابَذُوا الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَادَوْهُ فَلَمَّا ظَهَرَ الْإِيمَانُ، وَتُحُدِّثَ بِهِ ثَارَ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَنْ آمَنَ مِنْ قَبَائِلِهِمْ يُسَبِّحُونَهُمْ، وَيُعَذِّبُونَهُمْ وَأَرَادُوا فِتْنَتَهُمْ عَنْ دِينِهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَفَرَّقُوا فِي الْأَرَضِينَ» قَالُوا: أَيْنَ نَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هَا هُنَا» وَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ الْحَبَشَةِ، وَكَانَ أَحَبَّ الْأَرْضِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَيْهَا، فَهَاجَرَ نَاسٌ ذُوُو عَدَدٍ مِنْهُمْ مَنْ هَاجَرَ بِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ هَاجَرَ بِأَهْلِهِ

1431 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§قَدْ أُرِيتُ دَارَ -[854]- هِجْرَتِكُمْ، أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ وَبِهِمَا حَرَّتَانِ» ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكَ؛ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي» . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَوَ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصُحْبَتِهِ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ عُرْوَةُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي، إِنْ جَاءَ بِهِ هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لَأَمْرٌ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَالصِّحَابَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَدَ رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ -[855]-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِالثَّمَنِ» قَالَتْ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجَهَازِ، قَالَتْ: فَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ، فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى: ذَاتَ النِّطَاقِ، ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: ثَوْرٌ، فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1432 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " ثُمَّ §لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: ثَوْرٌ، فَمَكَثَا بِهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ لَقِنٌ ثَقِيفٌ، فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ مَعَ قُرَيْشٍ كَبَائِتٍ لَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ إِذَا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ -[856]-، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنْمٍ فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى يَذْهَبَ سَاعَةً مِنَ الْعِشَاءِ فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلِهَا حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ عَامِرٌ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ هَادِيًا خِرِّيتًا وَالْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ قَدْ غَمَسَ يَمِينَ حَلِفٍ فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمَّنَاهُ وَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا فَأَوْعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ فَارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّاحِلِ "

1433 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، بِالرِّيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خُلَيْفِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حِزَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ كَعْبٍ الْخُزَاعِيُّ، بِقُدَيْدٍ، وَكَانَ يَسْكُنُ قُرْبَ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ خَرَجَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ» ح 1434 - وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، ح -[857]- 1435 - وَحَدَّثَنَا بِذَلِكَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْعَلَّافُ بِقُدَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ: ح 1436 - وَحَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا عَمِّي أَيُّوبُ، عَنْ حِزَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشٍ ح. 1437 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ، قَالَ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ الْحِمْيَرِيِّ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِ مِائَةٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ يَسَارٍ الْكَعْبِيُّ الرِّيعِيُّ التَّلِيدِيُّ أَبُو هَاشِمٍ قَالَ: ثنا عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ النَّبِيَّ حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ خَرَجَ مِنْهَا مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمُ اللَّيْثِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأُرَيْقِطِ فَمَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلِدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي تِلْكَ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: «§مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟» قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: «هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟» قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ -[858]-، قَالَ: «أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلُبَهَا» قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلِيبًا فَاحْلُبْهَا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا وَسَمَّى اللَّهَ وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ وَدَعَا بِإِنَاءٍ يَرْبِضُ الرَّهْطُ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، ثُمَّ شَرِبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَهُمْ، ثُمَّ أَرَاضُوا، ثُمَّ حَلَبَ حَلْبَةً ثَانِيًا بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى امْتَلَأَ الْإِنَاءُ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، ثُمَّ بَايَعَهَا وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هَزْلًا ضُحًى مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ وَالشَّاءُ عَازِبٌ حِيَالٌ وَلَا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ، إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ، مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخَلْقِ لَمْ تَعْبِهُ عِلَّةٌ، فِي حَدِيثِ الرُّويَانِيِّ: ثَجْلَةٌ، وَلَمْ يَزْرِ بِهِ صَقْلَةٌ، وَسِيمٌ -[859]-، قَسِيْمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ غَطَفٌ، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ، أَزَجُّ، أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا بِهِ وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ، أَكْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُمْ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَعْلَاهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَضْلٌ، لَا نَزْرَ بِهِ وَلَا هَذْرَ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ، لَا يَأْسًا مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ الْعَيْنُ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، وَلَهُ رُفَقَاءُ يَحِفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ بَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ، لَا عَابِسٌ وَلَا مُفَنَّدٌ. قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا. فَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالِيًا يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلَا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ: [البحر الطويل] جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلَاهَا بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ -[860]- فَيَا آلَ قُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ ... بِهِ مِنْ فِعَالٍ لَا يُجَازِي وَسُؤْدُدِ لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا ... فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَايِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ... عَلَيْهِ بِصَرِيحِ ضَرَّةِ الشَّاةِ مُزْبَدِ فَغَادَرَهُ رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ ... يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرَدِ لِيَهْنَ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ فِي رِوَايَةِ الرُّويَانِيِّ: أَمْلَى عَلَيْنَا مُكْرَمٌ: إِنَّ أُمَّ مَعْبَدٍ اسْمُهَا عَاتِكَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خُلَيْفٍ، ثُمَّ عَادَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ اتَّفَقَا مِنْ هُنَا فِي الْحَدِيثِ فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ شَاعِرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّبَ يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ: لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَقْتَدِي تَرَّحَلَ عَنْ قَوْمٍ فَزَالَتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلَالَةِ رَبُّهُمْ ... وَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشُدِ وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا ... عِمَامُهُمْ هَادِيَةُ كُلِّ مُهَنَّدِ وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ ... رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَايِبٍ ... فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ -[861]- لِيَهْنَ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْإِسْكَافِ وَلَفْظُ حَدِيثِ الرُّويَانِيِّ قَرِيبٌ مِنْهُ إِلَّا مَا بَيَّنْتُ

سياق ما روي من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم التي خصه الله بها من بين سائر الأنبياء فمنها أوتي جوامع الكلم، وهي القرآن وبعث إلى الناس عامة، وكان النبي يبعث إلى قومه، ونصر بأن يرعب عدوه منه على مسيرة شهر، وختم به النبيون فلا نبي بعده، وأعطي الشفاعة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ فَضَائِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ بِهَا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فَمِنْهَا أُوتِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَهِيَ الْقُرْآنُ وَبُعِثَ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرَ بِأَنْ يُرْعَبُ عَدُوُّهُ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ، وَخُتِمَ بِهِ النَّبِيُّونَ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَأُعْطِيَ الشَّفَاعَةَ فِي أُمَّتِهِ، وَأُعْطِيَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ؛ لِكَرَامَتِهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا، وَاخْتَارَ الدَّارَ الْآخِرَةِ، وَسُمِّيَ أَحْمَدَ فَجَعَلَ مَعَانِيَ نُبُوَّتِهِ أَفْعَالَهُ فِي اسْمِهِ فَكَانَتْ أُمُورُهُ مَحْمُودَةً، وَأَقْوَالُهُ مَرْضِيَّةً، وَأُحِلَّتْ لَهُ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ قَبْلَهُ، وَجُعِلَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَلِأُمَّتِهِ مَسْجِدًا، وَكَانَ غَيْرُهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَا تَجْزِي صَلَاتُهُ إِلَّا فِي كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَجُعِلَتْ صُفُوفُ أُمَّتِهِ كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لَهُ وَلِأُمَّتِهِ طَهُورًا عِنْدَ عَدَمِ الْمَاءِ "

1438 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَا ثنا هُشَيْمٌ: ح 1439 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: ثنا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، ثنا يَزِيدُ الْفَقِيرُ، أَخْبَرَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ". لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ سَوَاءٌ -[863]- أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1440 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح 1441 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ «إِلَى هُنَا لَفْظُ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، وَزَادَ عَبْدُ الْعَزِيزِ» وَمَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى قَصْرًا فَأَجْمَلَهُ وَأَحْسَنَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَطَافَ النَّاسُ بِالْقَصْرِ فَعَجِبُوا لِبُنْيَانِهِ وَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ هَذَا الْقَصْرَ لَوْ تَمَّتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، فَكُنْتُ أَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةَ ". صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1442 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيُّ، قَالَ: ثنا عَمِّي سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ: ح 1443 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَمِّي، قَالَ: ثنا كَثِيرٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ هُوَ ابْنُ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«فُضِّلْتُ بِخِصَالٍ سِتٍّ لَا -[864]- أَقُولُهُنَّ فَخْرًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي غُفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، وَمَا تَأَخَّرَ، وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا، وَأُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ صَاحِبَكُمْ لَصَاحِبُ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ فَخْرٍ تَحْتَهُ آدَمُ وَمَنْ دُونَهُ» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْحُسَيْنِ

1444 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: ح 1445 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدٌ أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ جُعِلَتْ لَنَا الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرَابُهَا لَنَا طَهُورًا، وَجُعِلَ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَأُوتِيتُ الْآيَاتِ الْأُخَرَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَمْ تُعْطَ أَحَدًا قَبْلِي، وَلَا يُعْطَى أَحَدٌ مِنْهُ بَعْدِي» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ عَوَانَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ فُضَيْلٍ

1446 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ -[865]- الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: ح 1447 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكِرْمَانِيُّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ» قُلْنَا مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا، وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْحُسَيْنِ

وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: ثنا جَدِّي، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّايِبِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي: أُرْسِلْتُ إِلَى الْأَبْيَضِ وَالْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ " يَعْنِي الْقُرْآنَ

1449 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرَّمِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُؤْتَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي: جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا " أَوْ قَالَ: «جُعِلَتْ لِيَ كُلُّ أَرْضٍ طَيِّبَةٍ طَهُورًا وَمَسْجِدًا» فَقِيلَ لِأَبِي عَامِرٍ: أَنْتَ تَشُكُّ؟ قَالَ: نَعَمْ، «وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ عَلَى عَدُوِّي مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَبُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَأُطْعِمَتْ أُمَّتِي الْفَيْءَ، وَلَمْ يُطْعِمْهُ أُمَّةً قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَهِيَ نَايِلَةٌ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا» 1450 - وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ كُلُّهُمْ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ

1451 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ -[867]-: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، فَاجْتَمَعَ وَرَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْرُسُونَهُ حَتَّى إِذَا صَلَّى، وَانْصَرَفَ إِلَيْهِمْ قَالَ: لَهُمْ " §لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا مَا أُعْطِيَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي، أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً وَكَانَ مَنْ قَبْلِي إِنَّمَا يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لَمُلِئَ مِنِّي رُعْبًا، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ كُلُّهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا، وَكَانُوا يَحْرِقُونَهَا، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْنِي الصَّلَاةُ تَمَسَّحْتُ، وَصَلَّيْتُ وَكَانَ مَنْ قَبْلِي إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ إِلَى كَنَايِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ، وَالْخَامِسَةُ هِيَ وَمَا هِيَ؟ قِيلَ لِي: سَلْ فَإِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ سَأَلَ، فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَهِيَ لَكُمْ وَلِكُلِّ مَنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي مُوسَى، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي أُمَامَةَ -[868]-، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ

1452 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي قَالَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: ثنا شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح 1453 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ تُشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» . لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ لَيْسَ فِي حَدِيثِ الْجَرَوِيِّ «يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1454 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ -[869]-، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: ح 1455 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ، وَلَا فَخْرَ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ» . لَفْظُ الْأَحْوَصِ إِلَى قَوْلِهِ: «وَلَا فَخْرَ» وَزَادَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَرَفَةَ «وَلِوَاءُ الْحَمْدِ» إِلَى آخِرِهِ

1456 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شِغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَمُشَفَّعٍ، لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي، تَحْتِي آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ»

سياق ما روي في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على صدقه، وخرق الله العادة الجارية؛ لوضوح دلالته وإثبات نبوته، ونفي الشك والارتياب في أمره

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي مُعْجِزَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِدْقِهِ، وَخَرْقِ اللَّهِ الْعَادَةَ الْجَارِيَةَ؛ لِوُضُوحِ دَلَالَتِهِ وَإِثْبَاتِ نُبُوَّتِهِ، وَنَفْيِ الشَّكِّ وَالِارْتِيَابِ فِي أَمْرِهِ

1457 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْقَرِ الْقَاضِي، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ جَاءَ بِهِ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى هِرَقْلَ، قَالَ هِرَقْلُ: هَا هُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ: أَنَا، فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي، ثُمَّ دَعَا بِتُرْجُمَانِهِ فَقَالَ: قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سَائِلُهُ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَايْمِ اللَّهِ لَوْلَا مَخَافَةُ أَنْ يُؤْثَرَ عَلَيَّ الْكَذِبُ لَكَذَبْتُهُ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْهُ كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ؟، قَالَ: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو حَسَبٍ -[871]-، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ؟، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: مَنْ تَبِعَهُ أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قُلْتُ: لَا بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: فَهَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لِدِينِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالًا يُصِيبُ مِنَّا وَنُصِيبُ مِنْهُ، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا وَنَحْنُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيهَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا أَمْكَنَنِي مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ فِيكُمْ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ فِي -[872]- آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ، وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ أَضُعَفَاؤُهُمْ أَمْ أَشْرَافُهُمْ فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ، وَيَذْهَبَ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَهُ سَخْطَةً لِدِينِهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ فَيَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالًا يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى حَتَّى تَكُونَ لَهَا الْعَاقِبَةُ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا؟ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ: رَجُلٌ ائْتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، ثُمَّ قَالَ: بِمَ يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ، وَالْعَفَافِ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ يَكُنْ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ، وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمِي، قَالَ: دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ -[873]-: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ §مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ، وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} [آل عمران: 64] إِلَى قَوْلِهِ {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] " فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ ارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ عِنْدَهُ وَكَثُرَ اللَّغَطُ وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ خَرَجْنَا: لَقَدْ أَمَرَّ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ؛ إِنَّهُ لَيَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ

طرق حديث انشقاق القمر

§طُرُقُ حَدِيثِ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْجُرْجَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَعْمَرٍ -[874]-، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَقَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اشْهَدُوا» ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو عِيسَى

1459 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَقَّةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ وَشَقَّةٌ يَسْتُرُهَا الْجَبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«اشْهَدْ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

1460 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: §" انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْقَوْمُ: هَذَا سِحْرٌ سَحَرَكُمُوهُ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، فَسَلُوا السُّفَّارَ حِينَ يَقْدَمُونَ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ كَانَ مِثْلُ مَا رَأَيْتُمْ فَقَدْ صَدَقَ، وَإِلَّا فَهُوَ سِحْرٌ سَحَرَكُمُوهُ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، فَقَدِمُوا السُّفَّارُ فَسَأَلُوهُمْ قَالُوا: نَعَمْ قَدْ رَأَيْنَاهُ، قَدِ انْشَقَّ الْقَمَرُ " -[875]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَاسْتَشْهَدَ بِهِ

رواية أنس بن مالك

§رِوَايَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

1461 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ الضِّرَابُ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: §«انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1462 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: ح 1463 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، حَدَّثَهُمْ «أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً §فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ خَلِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ

رواية ابن عمر

§رِوَايَةُ ابْنِ عُمَرَ

1464 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ: ح 1465 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ} [القمر: 1] الْقَمَرُ قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْشَقَّ فَلْقَتَيْنِ مِنْ دُونَ الْجَبَلِ، وَفَلْقَةً مِنْ خَلْفِ الْجَبَلِ، فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اشْهَدْ» . وَلَفْظُ أَبِي دَاوُدَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ فَقَطْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَأَبُو عِيسَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ

1466 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ: ح 1467 - وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ -[877]- مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، وَإِسْحَاقُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: ثنا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: §«أَنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ زَادَ يَحْيَى قَالَ: إِنِّي بَلَغَنِي كَانَتْ فِلْقَةٌ عَلَى الْبَيْتِ، وَفِلْقَةٌ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ

رواية جبير بن مطعم

§رِوَايَةُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ

1468 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ الْأَنْبَارِيُّ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] قَالَ: §«انْشَقَّ وَنَحْنُ بِمَكَّةَ»

طرق حديث حنين الجذع

§طُرُقُ حَدِيثِ حَنِينِ الْجِذْعِ

أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو غَسَّانَ، قَالَ أَبُو حَفْصِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ -[878]- عَنِ ابْنِ عُمَرَ: §«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَيْهِ فَحَنَّ الْجِذْعُ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى

1470 - وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَثُرَ لَحْمُهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَلَا أَتَّخِذُ لَكَ مِنْبَرًا يَحْمِلُ عِظَامَكَ وَيَجْمَعُكَ، فَاتَّخَذَ لَهُ مِرْقَاتَيْنِ وَكَانَتْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ جُذُوعًا وَسَقَايِفُهَا جُذُوعًا " اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ نَافِعٍ

رواية ابن عباس

§رِوَايَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ

1471 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا اتَّخَذَ تَحَوَّلَ فَحَنَّ الْجِذْعُ، فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ فَقَالَ: §«لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ يَلْزَمُهُ إِخْرَاجُهُ

رواية أنس

§رِوَايَةُ أَنَسٍ

1472 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ مَنْصُوبٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ رُومِيٌّ فَقَالَ: أَلَا نَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ فَكَأَنَّكَ قَائِمٌ؟ فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا دَرَجَتَيْنِ وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ، فَلَمَّا قَعَدَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ خَارَ الْجِذْعُ كَخُوَارِ الثَّوْرِ حَتَّى ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ لِخِوَارِهِ حُزْنًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمِنْبَرِ فَالْتَزَمَهُ وَهُوَ يَخُورُ فَلَمَّا الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَكَنَ، ثُمَّ قَالَ: §«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ أَلْتَزِمْهُ لَمْ يَزَلْ هَكَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ فَدُفِنَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ يَلْزَمُهُ إِخْرَاجُهُ وَأَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ

1473 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ -[880]-، قَالَ: ثنا شَيْبَانُ، قَالَ: ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جَنْبِ خَشَبَةٍ يَسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَيْهَا فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ: «§ابْنُوا لِي مِنْبَرًا» قَالَ: فَبَنَوْا لَهُ مِنْبَرًا لَهُ عَتَبَتَانِ، قَالَ: فَلَمَّا قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ حَنَّتِ الْخَشَبَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ فَسَمِعَتُ الْخَشَبَةَ تَحِنُّ حَنِينَ الْوَالِهِ فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهَا فَاحْتَضَنَهَا فَسَكَتَتْ وَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ، الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِلَيْهِ بِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِلَى لِقَائِهِ

رواية أبي بن كعب

§رِوَايَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الشَّاشِيُّ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ: ح 1475 - وَأَخْبَرَنَا عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مُوسَى، قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ -[881]-، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ إِذْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ عَرِيشًا وَكَانَ يَخْطُبُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: §هَلْ لَكَ أَنْ نَجْعَلَ لَكَ عَرِيشًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ وَيَسْمَعُوا خُطْبَتَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَصَنَعُوا لَهُ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ هِيَ الَّتِي عَلَى الْمِنْبَرِ أَعْلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ، وَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ الْمِنْبَرَ مَرَّ عَلَيْهِ فَلَمَّا جَاوَزَهُ حَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى سَقَطَ وَانْشَقَّ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ حَتَّى سَكَنَ، ثُمَّ رَجَعَ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلَّى إِلَيْهَا فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَغُيِّرَ أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَكَانَ عِنْدَهُ حَتَّى بَلِيَ وَأَكَلَتْهُ الْأَرْضُ وَعَادَ رُفَاتًا وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ هَارُونَ

رواية أبي سعيد الخدري

§رِوَايَةُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

1476 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الطَّبَرِيُّ، قَالُوا: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ -[882]- فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيٌّ فَقَالَ: §أَصْنَعُ لَكَ مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ، فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرَهُ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ، فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ يَخْطُبُ حَنَّ الْجِذْعُ حَنِينَ النَّاقَةِ إِلَى وَلَدِهَا، فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ فَسَكَتَّ " قَالَ: «فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُدْفَنَ وَيُحْفَرَ لَهُ»

رواية جابر بن عبد الله

§رِوَايَةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

1477 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ: ح 1478 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ فَيَخْطُبُ قَبْلَ أَنْ يُصْنَعَ الْمِنْبَرُ فَلَمَّا وُضِعَ الْمِنْبَرُ صَعِدَهُ فَحَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى سَمِعْنَا حَنِينَهُ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَسَكَنَ»

حديث جريان الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم بإذن الله حتى توضأ منه الخلق الكثير وشربوا منه الجم الغفير

§حَدِيثُ جَرَيَانِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِذْنِ اللَّهِ حَتَّى تَوَضَّأَ مِنْهُ الْخَلْقُ الْكَثِيرُ وَشَرِبُوا مِنْهُ الْجَمُّ الْغَفِيرُ

1479 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَعَزَّ الْمَاءُ فَقَالَ: «اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ» فَأُتِيَ بِهَا فِي إِنَاءٍ قَلِيلٍ فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «§حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةِ مِنَ اللَّهِ» فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ارْتَوَيْنَا، وَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1480 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ فَانْغَمَرَ أَصَابِعُهُ، وَلَا يَكَادُ -[884]- يَغْمُرُ أَصَابِعَهُ، شَكَّ سَعِيدٌ، فَجَعَلُوا يَتَوَضَّئُونَ §وَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ» قَالَ: قُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: «زُهَاءَ ثَلَاثِ مِائَةٍ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

1481 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ: ح 1482 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السِّكِّينِ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقٍ، قَالَ: ثنا الْجُدِّيُّ وَهُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: §أَصَابَنَا عَطَشٌ فَجَهَشْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِتَوْرٍ فِيهِ مَاءٌ فَوَضَعَ كَفَّهُ فِيهِ " قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فِي حَدِيثِهِ: حَتَّى تَوَضَّأَ وَشَرِبْنَا "، فَقَالَ: «خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ» وَقَالَ حُصَيْنٌ: حَتَّى تَوَضَّأْنَا وَكَفَانَا، قَالَ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، وَكُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

1483 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ وَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «بِطَعَامٍ؟» قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ مَعَهُ: «قُومُوا» قَالَ: فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْنَا أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ §قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ قَالَتِ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى تَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ» فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتِّتَ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ -[886]-، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ: «ايْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَذِنَ لَهُمْ حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ: «ايْذَنْ لِعَشَرَةٍ» فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ أَذِنَ لِعَشَرَةٍ، فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ

حديث تسبيح الحصا في يده ويد أصحابه

§حَدِيثُ تَسْبِيحِ الْحَصَا فِي يَدِهِ وَيَدِ أَصْحَابِهِ

1484 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصَّفَارِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي يَعْمَرَ شَاذَانُ قَالَ: ثنا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ: ح 1485 - وَأَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: مَرَرْتُ بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَبُو ذَرٍّ فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَذُكِرَ عُثْمَانُ فَقَالَ: لَا أَقُولُ أَبَدًا إِلَّا خَيْرًا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لِشَيْءٍ رَأَيْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَلَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُعْلَمُ مِنْهُ، فَمَرَّ بِي فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ قَدْ سَمَّاهُ، فَجَلَسَ فَقَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ مَا جَاءَ بِكَ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِذْ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[887]-، إِذْ جَاءَ عُمَرُ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ أَبِي بَكْرٍ إِذْ جَاءَ عُثْمَانُ، فَسَلَّمَ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عُمَرَ §فَتَنَاوَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ أَوْ تِسْعَ حَصَيَاتٍ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ " وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ

1486 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ: أَرِنِي هَذَا الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ فَإِنْ يَكُ بِكَ طِبًّا دَاوَيْتُكَ فَإِنِّي أَطَبُّ الْعَرَبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنِّي أُرِيكَ آيَةً» ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «ادْعُ ذَاكَ الْعِذْقَ» قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى عِذْقٍ فِي نَخْلَةٍ فَدَعَاهُ فَجَاءَ يَنْقُزُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «قُلْ لَهُ يَرْجِعْ» فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ -[888]-، فَقَالَ: يَا بَنِي عَامِرٍ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَسْحَرَ "

1487 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا فِي غَنَمٍ لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَرْعَاهَا، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ. قَالَ: فَقَالَ: «يَا غُلَامُ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ؟» قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَلَكِنْ مُؤْتَمَنٌ، فَقَالَ: «§ايْتِنِي بِشَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ» قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِعَنَاقٍ جَذَعَةٍ فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ ضَرْعَهَا وَيَدْعُو حَتَّى حَلَبَتْ، قَالَ: وَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَحْنٍ فَاحْتَلَبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «اشْرَبْ» فَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلضَّرْعِ: «اقْلِصْ» فَقَلَصَ فَعَادَ كَمَا كَانَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْكَلَامِ، أَوْ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ، قَالَ: فَمَسَحَ رَأْسِي، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ» فَأَخَذْتُ مِنْهُ سَبْعِينَ سُورَةً مَا نَازَعَنِيهَا بَشَرٌ

باب جماع الكلام في الإيمان

§بَابُ جُمَّاعِ الْكَلَامِ فِي الْإِيمَانِ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن دعائم الإيمان وقواعده شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ دَعَائِمَ الْإِيمَانِ وَقَوَاعِدَهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ

1488 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ح 1489 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثنا -[890]- يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ، فَقَالَ: «§أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمْسَ مِنَ الْمَغْنَمِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ

1491 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مَالِكٍ سَعِيدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1492 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ -[891]-: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» ، قَالَ: قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الإسلام أعم من الإيمان، والإيمان أخص منه قال الله تبارك وتعالى: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وقال الزهري: الإيمان العمل، والإسلام الكلمة وعن الحسن، ومحمد

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْإِسْلَامَ أَعَمُّ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانَ أَخَصُّ مِنْهُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا، وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14] 1493 - وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: الْإِيمَانُ الْعَمَلُ، وَالْإِسْلَامُ الْكَلِمَةُ وَعَنِ الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُمَا كَانَا يَهَابَانِ: «مُؤْمِنٌ» ، وَيَقُولَانِ: «مُسْلِمٌ» -[893]- وَبِهِ قَالَ مِنَ الْفُقَهَاءِ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ

1494 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: ح 1495 - وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رِجَالًا، وَلَمْ يُعْطِ رَجُلًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ فُلَانًا، وَتَرَكَتْ فُلَانًا لَمْ تُعْطِهِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَوَهُوَ مُسْلِمٌ؟» ، قَالَ: فَأَعَدْتُهَا ثَلَاثًا وَهُوَ يَقُولُ: «أَوَ مُسْلِمٌ؟» ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأُعْطِي رِجَالًا وَأَمْنَعُ رِجَالًا مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُكَبُّوا فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ» ، أَوْ قَالَ: «عَلَى مَنَاخِرِهِمْ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَنَرَى أَنَّ الْإِسْلَامَ الْكَلِمَةُ، وَالْإِيمَانَ الْعَمَلُ لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ

1496 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِيسِيُّ، قَالَ: ثنا سَلَامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا فَأَعْطَى أُنَاسًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا وَمَنَعَتَ فُلَانًا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، قَالَ: " §لَا تَقُلُ: مُؤْمِنٌ، قُلْ: مُسْلِمٌ " قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14]

1497 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: ح 1498 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ»

1499 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ «أَنَّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِسْلَامِ، وَيَجْعَلُ §الْإِسْلَامَ عَامًّا، وَالْإِيمَانَ خَاصًّا»

1500 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: ثنا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَسُئِلَ عَنِ الْإِيمَانِ، وَالْإِسْلَامِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: «§الْإِسْلَامُ الْقَوْلُ، وَالْإِيمَانُ الْعَمَلُ» فَقِيلَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ غَيْرُ الْإِسْلَامِ»

1501 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، يَقُولُ: كَانَ الْحَسَنُ، وَمُحَمَّدٌ يَقُولَانِ: " §مُسْلِمٌ، وَيَهَابَانِ: مُؤْمِنٌ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الصلاة من الإيمان وروي ذلك من الصحابة، عن عمر، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي الدرداء، والبراء، وجابر بن عبد الله وعنه أنه سئل ما كان يفرق بين الكفر والإيمان عندكم من الأعمال في عهد

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الصَّلَاةَ مِنَ الْإِيمَانِ وَرُوِي ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ، عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَالْبَرَاءِ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ 1502 - وَعَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ مَا كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ» وَعَنِ الْحَسَنِ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ: «بَيْنَ الْعَبْدِ، وَبَيْنَ أَنْ يُشْرِكَ فَيَكْفُرَ أَنْ يَدَعَ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ» وَبِهِ قَالَ مِنَ التَّابِعِينَ: مُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ. وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: مَالِكٌ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَامٍ

1504 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ -[897]-، عَنِ الْبَرَاءِ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] قَالَ: «§صَلَاتَكُمْ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» 1505 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، فَذَكَرَهُ سَوَاءً

1506 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: " §لَمَّا حُوِّلَتِ الْكَعْبَةُ، قَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ بِأَصْحَابِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟، فَنَزَلَتْ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللُّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْكَعْبَةِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِالَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ -[898]- قَالَ: {§وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْحُسَيْنِ التَّبْرِيزِيُّ بِبَلْخَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الذَّهَبِيُّ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ أَبُو جَعْفَرٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا خَالِي مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَكَانَ قَدْ كَتَبَ عَنْ شَرِيكٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ شَرِيكٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ وَعِنْدَهُ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَامْتَرَيَا فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: الصَّلَاةُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: الصَّلَاةُ لَيْسَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَاسْتَأْذَنَ شَرِيكٌ فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: قَدْ جَاءَ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَنَا، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي رَجُلَيْنِ امْتَرَيَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا: الصَّلَاةُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَقَالَ الْآخَرُ: الصَّلَاةُ مِنَ الْعَمَلِ قَالَ: أَصَابَ الَّذِي قَالَ: الصَّلَاةُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَأَخْطَأَ الَّذِي قَالَ: الصَّلَاةُ مِنَ الْعَمَلِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: مِنْ أَيْنَ قُلْتَ ذِي؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] -[899]- قَالَ: «صَلَاتَكُمْ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» قَالَ: فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا

1509 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، قَالَ: ثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، يَعْنِي إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1510 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: ح 1511 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " §قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ مِنَ الصَّلَوَاتِ؟ قَالَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ» فَقَالَ: هَلْ قَبْلَهُنَّ وَبَعْدَهُنَّ شَيْءٌ؟ قَالَ: «افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ صَلَوَاتٍ خَمْسًا» -[900]-، فَحَلَفَ الرَّجُلُ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلَا يَنْقُصُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ صَدَقَ دَخَلَ الْجَنَّةَ»

1512 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: ثنا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1513 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلَاةِ»

1514 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ، بِمَكَّةَ قَالَ: ثنا -[901]- وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بَيْنَ الْعَبْدِ، وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ» 1515 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، ثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

1516 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ح 1517 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ، وَيُوسُفُ، قَالَا: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْحُسَيْنِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ

1518 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ -[902]- بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو ثُمَيْلَةَ، وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالُوا: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ: ح 1519 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ: ح 1520 - وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

1521 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ السَّكْسَكِيُّ، قَالَ: أنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ -[903]- فَسَكَتَ فَقُلْتُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§بَيْنَ الْعَبْدِ، وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ الصَّلَاةُ فَإِذَا تَرَكَهَا فَقَدْ أَشْرَكَ» إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

1522 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: أَوْصَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §«لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَإِنْ حُرِّقْتُمْ وَقُطِّعْتُمْ وَصُلِّبْتُمْ وَلَا تَتْرُكُوا الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدِينَ؛ فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْمِلَّةِ»

1523 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَعْرِفُونَ، وَيُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ،، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ» قَالُوا: أَفَلَا نَقْتُلُهُمْ؟ -[904]- قَالَ: «لَا مَا صَلَّوْا، لَا مَا صَلَّوْا» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1524 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: ثنا رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: §أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ بِتِسْعٍ: «أَلَّا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مُتَعَمِّدًا؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ وَلَا تَشْرَبِ الْخَمْرَ؛ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَا، وَلَا تُنَازِعْ وُلَاةَ الْأَمْرِ أُمُورَهُمْ، وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّكَ أَنْتَ، وَلَا تَفِرَّ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكْتَ، وَأَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ، وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

1525 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ: ح 1526 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا سِنَانٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَرَأَيْتَ إِنْ صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَاتِ وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

1527 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا سَلَامُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ فَبَكَى يَقُولُ: يَا وَيْلِي مِنْ آدَمَ أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

قول عمر بن الخطاب، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما

§قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

1528 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَا: الصَّلَاةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ مَا أَسْفَرَ فَقَالَ: «نَعَمْ §لَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ» فَصَلَّى وَالْجُرْحُ يَثْعَبُ دَمًا

1529 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَخَذَتْهُ غَشْيَةٌ» قَالَ: " فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ لَنْ تُفْزِعُوهُ إِلَّا بِالصَّلَاةِ " قَالَ: " فَقُلْنَا: الصَّلَاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ " قَالَ: " فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ " -[907]- قَالَ: §«أَمَا إِنَّهُ لَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِأَحَدٍ أَضَاعَ الصَّلَاةَ» وَرُبَّمَا قَالَ: «تَرَكَ الصَّلَاةَ» ثُمَّ صَلَّى وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا "

1530 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " نَزَلَ عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ قَالَ: فَمَرَّ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: يَا مُعَاذُ، ايْتِنِي وَلَا يَأْتِنِي مَعَكَ مِنَ الْقَوْمِ أَحَدٌ، قَالَ: فَجَاءَهُ مُعَاذٌ، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ، §مَا قِيَامُ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ، وَهِيَ الْمِلَّةُ، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الطَّاعَةُ، وَسَيَكُونُ اخْتِلَافٌ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: حَسْبِي وَأَرَادَ أَنْ يَزِيدَهُ فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ قَالَ مُعَاذٌ: مَا وَرَبِّ مُعَاذٍ سَأَلَ بَشَرٌ مِنْهُمْ، قَالَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ يَدْعُو عَلَى الْمِنْبَرِ اللَّهُمَّ، ثَبِّتْنَا عَلَى أَمْرِكَ وَاعْصِمْنَا بِحَبْلِكَ وَارْزُقْنَا مِنْ فَضْلِكَ "

علي بن أبي طالب

§عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " §إِنَّ الْإِسْلَامَ ثَلَاثُ أَثَافٍ: الْإِيمَانُ، وَالصَّلَاةُ، وَالْجَمَاعَةُ فَلَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ إِلَّا بِالْإِيمَانِ، فَمَنْ آمَنَ صَلَّى وَجَامَعَ "

قول ابن مسعود

§قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ

1532 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " §إِنَّ اللَّهَ يُكْثِرُ ذِكْرَ الصَّلَاةِ فِي الْقُرْآنِ: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: 34] ، {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23] " قَالَ: «ذَلِكَ عَلَى مَوَاقِيتِهَا» قَالَ: نَرَى أَلَّا تُتْرَكَ، قَالَ: «فَإِنَّ تَرْكَهَا الْكُفْرُ»

1533 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ح 1534 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ: §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُكْثِرُ ذِكْرَ الصَّلَاةِ {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 5] ، {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: 34] قَالَ: «ذَاكَ عَلَى مَوَاقِيتِهَا» -[909]- قَالُوا: مَا كُنَّا نَرَى أَنْ تَتْرُكَ الصَّلَاةَ قَالَ: «تَرْكُهَا كُفْرٌ»

ابن عباس

§ابْنُ عَبَّاسٍ

1535 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ وَقَعَ فِي عَيْنِهِ الْمَاءُ، فَقِيلَ لَهُ: نَنْزِعُ الْمَاءَ مِنْ عَيْنِكَ عَلَى أَنَّكَ لَا تُصَلِّي سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ فَقَالَ: §«مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»

قول أبي الدرداء

§قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ

1536 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَادٍ الْقُرَشِيَّ قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي زَكَرِيَّا، يُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «§لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا صَلَاةَ لَهُ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ»

جابر بن عبد الله

§جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

1537 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ -[910]- مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: نا أَسَدٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ وَسَأَلَهُ: هَلْ كُنْتُمْ تَعُدُّونَ الذَّنْبَ فِيكُمْ كُفْرًا؟ قَالَ: «لَا، §وَمَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْكُفْرِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ»

1538 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: §مَا كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ، وَالْإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ»

1539 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ: «§بَيْنَ الْعَبْدِ، وَبَيْنَ أَنْ يُشْرِكَ فَيَكْفُرَ أَنْ يَدَعَ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ»

1540 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ تَرَكَ الْحَجَّ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ تَرَكَ الزَّكَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ كَفَرَ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الإيمان تلفظ باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ تَلَفُّظٌ بِاللِّسَانِ، وَاعْتِقَادٌ بِالْقَلْبِ، وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ

قالوا: الدال على أنه تلفظ باللسان قوله عز وجل: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ".

§قَالُوا: الدَّالُّ عَلَى أَنَّهُ تَلَفُّظٌ بِاللِّسَانِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14] وَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا ".

والدلالة على أنه اعتقاد بالقلب قوله ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وقوله: حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم، وقوله: كتب في قلوبهم الإيمان وقال تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، وحديث أبي

§وَالدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّهُ اعْتِقَادٌ بِالْقَلْبِ قَوْلُهُ {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14] وَقَوْلُهُ: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7] ، وَقَوْلُهُ: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} [المجادلة: 22] وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة: 41] ، وَحَدِيثُ أَبِي بَرْزَةَ، وَبُرَيْدَةَ، وَالْبَرَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَخْلُصِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ»

والدلالة على أنه عمل: قال الله عز وجل: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة وقال: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا، وقال: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة،

§والدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّهُ عَمَلٌ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] وَقَالَ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] ، وَقَالَ: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ، أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] -[913]-، وَحَدِيثُ الْأَعْرَابِيِّ لَمَّا عَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ الْأَعْمَالَ: «فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتَ» ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مَجْمُوعَ هَذِهِ الْأَفْعَالِ إِذَا أَتَى بِهَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ

وبه قال من الصحابة ممن تقدم ذكرهم في أن الصلاة من الإيمان عمر، وعلي، ومعاذ، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس، وأبو الدرداء، وجابر بن عبد الله

§وَبِهِ قَالَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ فِي أَنَّ الصَّلَاةَ مِنَ الْإِيمَانِ عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَمُعَاذٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

ومن التابعين عن الحسن، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن جبير، وزيد بن أسلم، ومجاهد، وعن هشام بن حسان، ووهب بن منبه، وعبد الله بن عبيد الله بن عمير، قالوا: " الإيمان قول، وعمل "

§وَمِنَ التَّابِعِينَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالُوا: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ، وَعَمَلٌ»

وبه قال من الفقهاء: مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، والليث بن سعد، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ونافع بن عمر الجمحي، ومحمد بن مسلم الطائفي، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان

§وَبِهِ قَالَ مِنَ الْفُقَهَاءِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَوَكِيعٌ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ

1542 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ -[914]-، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الشَّامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «تُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ» قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

1543 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ: " لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ نُقَاتِلُ النَّاسَ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى -[915]- يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ، وَدَمَهُ، وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا، قَالَ عُمَرُ: فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1544 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: ح 1545 - وَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: " جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لَا» قَالَ: وَسَأَلَهُ عَنْ صَوْمِ رَمَضَانَ قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لَا» قَالَ: وَذَكَرَ لَهُ الزَّكَاةَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ -[916]- قَالَ: «لَا» قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ وَجَمِيعُ الْعُلَمَاءِ

1546 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: ح 1547 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّيْبَانِيَّ، يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الصَّلَاةُ لِمِيقَاتِهَا» قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَمَا تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَسَأَلَهُ إِلَّا إِرْعَاءً عَلَيْهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ هِشَامٍ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

1548 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ الْهَمْدَانِيُّ، بِالرِّيِّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى الشُّونِيزِيُّ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: ثنا: ح 1549 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ» فِي حَدِيثِ يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيِّ «بِاللَّهِ وَعِبَادَتِهِ» ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ شَبَّةَ «عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ فِي عِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ فَارَقَهَا، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ رَاضٍ» قَالَ أَنَسٌ: «وَهُوَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَبَلَّغُوهُ عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرَجِ الْأَحَادِيثِ، وَاخْتِلَافِ الْأَهْوَاءِ» وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي آخِرِ مَا أُنْزَلَ يَقُولُ: {فَإِنْ تَابُوا} [التوبة: 5] يَقُولُ: خَلَعُوا الْأَوْثَانَ وَعِبَادَتَهَا، {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5] وَقَالَ: فِي آيَةٍ أُخْرَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11] لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ إِلَّا مَا بَيَّنْتُ

1550 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: ح 1551 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ بِاللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1552 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ: ح 1553 - وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟، فِي حَدِيثِ الْحُسَيْنِ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ -[919]- قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1554 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، قَالَ: ثنا: ح 1555 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: «§اعْبُدِ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ ذَا رَحِمِكَ» فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ قَالَ: «إِنْ تَمَسَّكَ بِمَا أَمَرْتُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1556 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: " يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ لِأَمْرٍ فُرِغَ مِنْهُ، أَوْ لِأَمْرٍ نَسْتَقْبِلْهُ اسْتِقْبَالًا؟ قَالَ: «§بَلْ لِأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ» -[920]- قَالَ عُمَرُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُنَالُ إِلَّا بِعَمَلٍ» فَقَالَ عُمَرُ «إِذًا نَجْتَهِدُ»

1557 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ: ح 1558 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ: ح 1559 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَفِيمَ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: §«اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ» أَوْ كَمَا قَالَ أَلْفَاظُهُمْ قُرَيْبَةٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ

1560 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: ثنا -[921]- حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْإِيمَانُ، وَالْعَمَلُ قَرِينَانِ لَا يَصْلُحُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَّا مَعَ صَاحِبِهِ» وَرَوَاهُ زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ مِثْلَهُ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ قَزْوِينَ صَدُوقٌ

1561 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّحَلِّي، وَلَا بِالتَّمَنِّي وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَصَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلَّا بِعَمَلٍ يُتْقِنُهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُتْقِنُهُ؟ قَالَ: «يُحْكِمُهُ»

1562 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ: ح 1563 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ -[922]- مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّازُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، عَنْ. . . ابْنِ رُسْتُمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا إِيمَانَ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِإِيمَانٍ»

1564 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَدِيفُهُ مُعَاذٌ عَلَى الرَّحْلِ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: «§مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: «إِذًا يَتَّكِلُوا» . قَالَ: فَأَخْبَرَ بِهِ مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا -[923]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ

1565 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: ح 1566 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: ثنا دُحَيْمٌ، وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا. . . بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اخْرُجْ فَنَادِ مَنْ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَلَهُ الْجَنَّةُ» فَخَرَجْتُ فَلَقِيَنِي عُمَرُ فَسَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ قُلْ لَهُ: دَعِ النَّاسَ يَعْمَلُونَ؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا اتَّكَلُوا عَلَيْهِ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ عُمَرَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ عُمَرُ فَاسْكُتْ»

1567 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ -[924]- يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَطَرٌ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَى الْأَمْصَارِ §فَلَا يُوجَدُ رَجُلٌ لَهُ جُدَّةٌ مِنْ مَالٍ بَلَغَ شَيْئًا لَمْ يَحُجَّ إِلَّا وَضَعْتُ عَلَيْهِ الْجِزْيَةَ» ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا أُولَئِكَ مُسْلِمِينَ، وَاللَّهِ لَوْ تَرَكُوا الْحَجَّ لَقَاتَلْتُهُمْ كَمَا قَاتَلْتُهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ» 1568 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، حَدَّثَنِي هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ

1569 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §«الصَّبْرُ مِنَ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ مَنْ لَا صَبْرَ لَهُ لَا إِيمَانَ لَهُ»

1570 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا عُتْبَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا الْإِيمَانُ؟ -[925]- قَالَ: " §الْإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَى الصَّبْرِ، وَالْيَقِينِ، وَالْجِهَادِ، وَالْعَدْلِ، فَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى الشَّوْقِ وَالشَّفَقِ، وَالزِّهَادَةِ، وَالتَّرَقُّبِ، فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَهَاوَنَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَالْيَقِينُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى تَبْصِرَةٍ فِي الْفِطْنَةِ، وَتَأْوِيلِ الْحِكْمَةِ، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ، وَسُنَّةِ الْأَوَّلِينَ فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ، وَمَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الْأَوَّلِينَ، وَالْعَدْلُ عَلَى أَرْبَعِ شِعْبٍ عَلَى غَايِصِ الْفَهْمِ، وَزَهْرَةِ الْعِلْمِ، وَرَوْضَةِ الْحِلْمِ، فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ جَمِيعَ الْعُلُومِ، وَمَنْ عَلِمَ عَرَفَ شَرَايِعَ الْحُكْمِ، وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يَفْرُطْ أَمْرُهُ وَعَاشَ فِي النَّاسِ، وَالْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ وَشَنَآنِ الْفَاسِقِينَ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أَنْفَ الْمُنَافِقِ، وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ شَنَأَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ -[926]- لِلَّهِ غَضِبَ اللَّهُ لَهُ " فَقَامَ السَّائِلُ عِنْدَهَا فَقَبَّلَ رَأْسَ عَلِيٍّ

1571 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ التَّاجِرُ، قَالَ: ثنا سَهْلُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: «§الْإِيمَانُ عُرْيَانٌ، وَلِبَاسُهُ التَّقْوَى، وَرَأْسُ مَالِهِ الْفِقْهُ، وَزِينَتُهُ الْحَيَاءُ»

1572 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَاصِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ، وَشَرَائِعَ فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْإِيمَانَ، فَإِنْ عِشْتُ أُبَيِّنْهَا لَكُمْ حَتَّى تَعَمَلُوا بِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَإِنْ مِتُّ فَوَاللَّهِ مَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ»

1573 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ، قَالَ: ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ فَمَنْ لَمْ يُزَكِّ فَلَا صَلَاةَ لَهُ»

1574 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ -[927]- بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا ابْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَلَمْ يُؤْتِ الزَّكَاةَ، فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ يَنْفَعُهُ عَمَلُهُ»

1575 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §«مَا تَارِكُ الزَّكَاةِ بِمُسْلِمٍ»

ابن عباس

§ابْنُ عَبَّاسٍ

1576 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: ثنا مُؤَمَّلٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا أَحْسَبُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، قَالَ: " §عُرَى الْإِسْلَامِ، وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلَاثَةٌ عَلَيْهِنَّ أُسِّسَ الْإِسْلَامُ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالصَّلَاةُ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ مَنْ تَرَكَ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً فَهُوَ بِهَا كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ، تَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ لَمْ يَحُجَّ فَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَلَا يَحِلُّ دَمُهُ، وَتَجِدُهُ كَثِيرَ الْمَالِ لَا يُزَكِّي فَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَلَا يَحِلُّ دَمُهُ "

1577 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا رَوْحٌ، قَالَ: ثنا سُلَيْمٌ الْخَشَّابُ، قَالَ: كَانَ هِشَامٌ فِي حَلْقَةٍ بِمَكَّةَ فَقِيلَ لِهِشَامٍ: مَا كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي الْإِيمَانِ؟ قَالَ: " كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: §قَوْلٌ وَعَمَلٌ "

1578 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعُذْرِيُّ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قِيلَ لِلْحَسَنِ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «§الصَّبْرُ وَالسَّمَاحُ» قَالَ: «الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَالسَّمَاحُ بِفَرَايِضِ اللَّهِ»

1579 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي ابْنَ شَاكِرٍ قَالَ: ثنا قَبِيصَةُ، قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّبْرِيزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: «§الْإِيمَانُ قَائِدٌ، وَالْعَمَلُ سَايِقٌ، وَالنَّفْسُ حَرُونٌ، فَإِذَا وَنِيَ قَائِدُهَا لَمْ يَسْتَقِمْ سَايِقُهَا، وَإِذَا وَنِيَ سَايِقُهَا لَمْ يَسْتَقِمْ -[929]- لِقَائِدِهَا، الْإِيمَانُ بِاللَّهِ مَعَ الْعَمَلِ، وَالْعَمَلُ مَعَ الْإِيمَانِ، وَلَا يَصْلُحُ هَذَا إِلَّا مَعَ هَذَا حَتَّى يُقْدِمَانِ عَلَى الْخَيْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

1580 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: §«مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا»

1581 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، سَأَلَ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ وَهُوَ فِي الطَّوَافِ: مَا كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي الْإِيمَانِ؟ قَالَ: §«قَوْلٌ وَعَمَلٌ»

1582 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: §«لَا بُدَّ لِهَذَا الدِّينِ مِنْ أَرْبَعٍ دُخُولٍ فِي دَعْوَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا بُدَّ مِنَ الْإِيمَانِ، وَتَصْدِيقٍ بِاللَّهِ وَبِالْمُرْسَلِينَ أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَعْمَلَ عَمَلًا صَالِحًا تُصَدِّقُ بِهِ إِيمَانَكَ»

1583 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: ح 1584 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا حَنْبَلٌ، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَشْرَةً مِنَ الْفُقَهَاءِ عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالُوا: «§قَوْلٌ وَعَمَلٌ» . سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، وَسَأَلْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، وَسَأَلْتُ الْمُثَنَّى بْنَ الصَّبَّاحِ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، وَسَأَلْتُ نَافِعَ بْنَ عُمَرَ بْنَ جَمِيلٍ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيَّ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، وَسَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، وَسَأَلْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، فَقَالَ: «قَوْلٌ وَعَمَلٌ»

1585 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا حَنْبَلٌ، قَالَ: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: " §أَهْلُ السُّنَّةِ، يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ "

1586 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ -[931]- خَلَفٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يُنْكِرُونَ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ، وَيَقُولُونَ: «§لَا إِيمَانَ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِإِيمَانٍ»

1587 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: ثنا حَنْبَلٌ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَشَرِيكٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: «§الْإِيمَانُ الْمَعْرِفَةُ، وَالْإِقْرَارُ وَالْعَمَلُ» 1588 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ فَذَكَرَهُ سَوَاءً

1589 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، ثنا حَنْبَلٌ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ: إِنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَابْنَ جُرَيْجٍ، وَشَرِيكًا، وَفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، قَالُوا: " §الْإِيمَانُ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ "

1590 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ أَبَا ثَوْرٍ عَنِ الْإِيمَانِ، وَمَا هُوَ؟ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟، وَقَوْلٌ هُوَ أَوْ قَوْلٌ وَعَمَلٌ؟ وَتَصْدِيقٌ وَعَمَلٌ؟ فَأَجَابَهُ أَبُو ثَوْرٍ بِهَذَا، فَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ: " سَأَلْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ وَعَفَا عَنَّا وَعَنْكَ عَنِ الْإِيمَانِ مَا هُوَ؟، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ؟ وَقَوْلٌ هُوَ أَوْ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَتَصْدِيقٌ وَعَمَلٌ؟ -[932]- فَأُخْبِرُكَ بِقَوْلِ الطَّوَائِفِ وَاخْتِلَافِهِمْ: فَاعْلَمْ يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ أَنَّ §الْإِيمَانَ تَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ، وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالْجَوَارِحِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ خِلَافٌ فِي رَجُلٍ لَوْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاحِدٌ، وَأَنَّ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ حَقٌّ، وَأَقَرَّ بِجَمِيعِ الشَّرَائِعِ ثُمَّ قَالَ: مَا عَقَدَ قَلْبِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ هَذَا، وَلَا أُصَدِّقُ بِهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ، وَلَوْ قَالَ: الْمَسِيحُ هُوَ اللَّهُ، وَجَحَدَ أَمْرَ الْإِسْلَامِ قَالَ: لَمْ يَعْتَقِدْ قَلْبِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ كَافِرٌ بِإِظْهَارِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ بِالْإِقْرَارِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ التَّصْدِيقُ مُؤْمِنًا، وَلَا بِالتَّصْدِيقِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْإِقْرَارُ مُؤْمِنًا حَتَّى يَكُونَ مُصَدِّقًا بِقَلْبِهِ مُقِرًّا بِلِسَانِهِ، فَإِذَا كَانَ تَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ كَانَ عِنْدَهُمْ مُؤْمِنًا، وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ لَا يَكُونُ حَتَّى يَكُونَ مَعَ التَّصْدِيقِ عَمَلٌ؛ فَيَكُونَ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ إِذَا اجْتَمَعَتْ مُؤْمِنًا، فَلَمَّا نَفَوْا أَنَّ الْإِيمَانَ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَقَالُوا: يَكُونُ بِشَيْئَيْنِ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، وَثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ فِي قَوْلِ غَيْرِهِمْ، لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا إِلَّا بِمَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْأَشْيَاءِ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا جَاءَ بِالثَّلَاثَةِ أَشْيَاءَ فَكُلُّهُمْ يَشْهَدُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَقُلْنَا بِمَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ مِنَ التَّصْدِيقِ بِالْقَلْبِ، وَالْإِقْرَارِ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٍ بِالْجَوَارِحِ، فَأَمَّا الطَّائِفَةُ الَّتِي زَعَمَتْ أَنَّ الْعَمَلَ لَيْسَ مِنَ الْإِيمَانِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعِبَادِ إِذْ قَالَ لَهُمْ: أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ إِلَّا إِقَرَارًا بِذَلِكَ أَوِ الْإِقْرَارَ وَالْعَمَلَ -[933]-، فَإِنْ قَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ أَرَادَ الْإِقْرَارَ وَلَمْ يُرِدِ الْعَمَلَ، فَقَدْ كَفَرَتْ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ، مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ مِنَ الْعِبَادِ أَنْ يُصَلُّوا وَلَا يُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِنْ قَالَتْ أَرَادَ مِنْهُمُ الْإِقْرَارَ وَالْعَمَلَ قِيلَ: فَإِذَا أَرَادَ مِنْهُمُ الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا لِمَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُ يَكُونُ مُؤْمِنًا بِأَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ وَقَدْ أَرَادَهُمَا جَمِيعًا؟ أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: أَعْمَلُ جَمِيعَ مَا أَمَرَ اللَّهُ وَلَا أُقِرُّ بِهِ أَيَكُونُ مُؤْمِنًا؟ فَإِنْ قَالُوا: لَا، قِيلَ لَهُمْ: فَإِنْ قَالَ: أُقِرُّ بِجَمِيعِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَلَا أَعْمَلُ مِنْهُ شَيْئًا أَيَكُونُ مُؤْمِنًا؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قِيلَ لَهُمْ: مَا الْفَرْقُ وَقَدْ زَعَمْتُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا، فَإِنْ جَازَ أَنْ يَكُونَ بِأَحَدِهِمَا مُؤْمِنًا إِذَا تَرَكَ الْآخَرَ جَازَ أَنْ يَكُونَ بِالْآخَرِ إِذَا عَمِلَ وَلَمْ يُقِرَّ مُؤْمِنًا، لَا فَرْقَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَإِنِ احْتَجَّ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَسْلَمَ فَأَقَرَّ بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَكُونُ مُؤْمِنًا بِهَذَا الْإِقْرَارِ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ وَقْتُ عَمَلٍ؟ قِيلَ لَهُ: إِنَّمَا نُطْلِقُ لَهُ الِاسْمَ بِتَصْدِيقِهِ أَنَّ الْعَمَلَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ أَنْ يَعْمَلَهُ فِي وَقْتِهِ إِذَا جَاءَ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْإِقْرَارُ بِجَمِيعِ مَا يَكُونُ بِهِ مُؤْمِنًا، وَقَالَ: أُقِرُّ وَلَا أَعْمَلُ لَمْ نُطْلِقْ لَهُ اسْمَ الْإِيمَانِ، وَفِيمَا بَيَّنَّا مِنْ هَذَا مَا يُكْتَفَى بِهِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ "

قول الأوزاعي

§قَوْلُ الْأَوْزَاعِيِّ

أنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ، يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، قَالَ: " يَقُولُونَ: إِنَّ فَرَائِضَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ لَيْسَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ قَدْ يُطْلَبُ بِلَا عَمَلٍ، وَإِنَّ النَّاسَ لَا يَتَفَاضَلُونَ فِي إِيمَانِهِمْ، وَإِنَّ بَرَّهُمْ وَفَاجِرَهُمْ فِي الْإِيمَانِ سَوَاءٌ ". وَمَا هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: «§الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، أَوَّلُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» وَقَالَ تَعَالَى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13] ، وَالدِّينُ: هُوَ التَّصْدِيقُ، وَهُوَ الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ

، فَوَصَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الدِّينَ قَوْلًا وَعَمَلًا، فَقَالَ: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11] ، وَالتَّوْبَةُ مِنَ الشِّرْكِ، وَهُوَ الْإِيمَانُ، وَالصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ عَمَلٌ كَمَا، قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: لَا يَسْتَقِيمُ الْإِيمَانُ إِلَّا بِالْقَوْلِ، وَلَا يَسْتَقِيمُ الْإِيمَانُ وَالْقَوْلُ إِلَّا بِالْعَمَلِ، وَلَا يَسْتَقِيمُ الْإِيمَانُ وَالْقَوْلُ وَالْعَمَلُ إِلَّا بِنِيَّةٍ مُوَافِقَةٍ لِلسُّنَّةِ، فَكَانَ مَنْ مَضَى مِمَّنْ سَلَفَ لَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ، الْعَمَلُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ مِنَ الْعَمَلِ، وَإِنَّمَا الْإِيمَانُ اسْمٌ جَامِعٌ كَمَا جَمَعَ هَذِهِ الْأَدْيَانَ اسْمُهَا، وَتَصْدِيقُهُ الْعَمَلُ، فَمَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَعَرَفَ بِقَلْبِهِ وَصَدَّقَ ذَلِكَ بِعَمَلِهِ، فَذَلِكَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصَامَ لَهَا، وَمَنْ قَالَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ وَلَمْ يُصَدِّقْ بِعَمَلِهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، وَكَانَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ

قول الشافعي

§قَوْلُ الشَّافِعِيِّ

1592 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لَيْلَةً لِلْحُمَيْدِيِّ: " مَا نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ؟ يَعْنِي أَهْلَ الْإِرْجَاءِ بِأَحَجَّ مِنْ قَوْلِهِ: {§وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5] " 1593 - قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ الْأُمِّ فِي بَابِ النِّيَّةِ فِي الصَّلَاةِ: نَحْتَجُّ بِأَنْ لَا تُجْزِئَ صَلَاةٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ؛ لِحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ -[957]- الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ» ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ الْإِجْمَاعُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِمَّنْ أَدْرَكْنَاهُمْ أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ، لَا يُجْزِئُ وَاحِدٌ مِنَ الثَّلَاثَةِ بِالْآخَرِ

قول أحمد بن حنبل، وعبد الله بن الزبير الحميدي

§قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيِّ

1594 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، وَأُخْبِرْتُ أَنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: " مَنْ أَقَرَّ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَلَمْ يَفْعَلْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ يُصَلِّي مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ حَتَّى يَمُوتَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، مَا لَمْ يَكُنْ جَاحِدًا إِذَا عَلِمَ أَنْ تَرْكَهُ ذَلِكَ. . إِذَا كَانَ يُقِرُّ بِالْفَرَائِضِ وَاسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، فَقُلْتُ: هَذَا الْكُفْرُ الصُّرَاحُ وَخِلَافُ كِتَابِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِعْلِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} [البينة: 5] "

1595 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «مَنْ قَالَ هَذَا، §فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ وَرَدَّ عَلَى اللَّهِ أَمْرَهُ وَعَلَى الرَّسُولِ مَا جَاءَ بِهِ»

قول المزني

§قَوْلُ الْمُزَنِيِّ

1596 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ -[958]- عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى حَيُّويَهِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْفِرْيَابِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْمُزَنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَنِ الْإِيمَانِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ثَقِيلٌ مِنَ الْمَرَضِ يُغْمَى عَلَيْهِ مَرَّةً، وَيُفِيقُ مَرَّةً، وَقَدْ كَانُوا صَرَخُوا عَلَيْهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَقُلْتُ لَهُ: " أَنْتَ إِمَامِي بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْلُكَ فِي الْإِيمَانِ؟ إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ: فَمِنْهُمْ مَنْ زَعَمَ أَنَّ §الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: قَوْلٌ، وَالْعَمَلُ شَرَائِعُهُ، فَقَالَ مُجِيبًا بِسُؤَالٍ ثَقِيلٍ: مَنِ الَّذِي يَقُولُ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ؟، قُلْتُ: مَالِكٌ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَذَكَرْتُ لَهُ جَمَاعَةً، فَقَالَ: لَا يُعْجِبُنِي، أَوْ لَا أُحِبُّهُ أَنْ يُكَفَّرَ أَحَدٌ، إِنَّمَا قَالَ: سَلْنِي عَنِ الِاسْمِ أَوْ مَعْنَى الِاسْمِ، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ سُؤَالِهِ إِيَّايَ مَعَ مَا هُوَ فِيهِ وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَخْطَأَ فِي الِاسْمِ لَيْسَ كَمَنْ أَخْطَأَ فِي الْمَعْنَى، الْخَطَأُ فِي الْمَعْنَى أَصْعَبُ، ثُمَّ قَالَ: فَمَا يَقُولُ هَذَا الْقَائِلُ فِيمَنْ جَهِلَ بَعْضَ الْأَعْمَالِ؟ هُوَ مِثْلُ مَنْ جَهِلَ الْمَعْرِفَةَ، يُرِيدُ التَّوْحِيدَ كُلَّهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا بَابٌ لَمْ أُعْمِلْ فِيهِ فِكْرِي، وَلَكِنْ أَنْظُرُ لَكَ فِيهِ، فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَقَبَّلْتُ جَبِينَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ وَمَا شَعَرَ بِي وَذَلِكَ أَنِّي قَبَّلْتُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ يَدَهُ فَمَدَّ يَدِي فَقَبَّلَهَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِي ذَلِكَ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي ابْنُ أَخِيهِ عَتِيقٌ: إِنَّهُ سَأَلَ عَنْكَ وَقَالَ -[959]-: قُلْ لَهُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، فَقَعَدْتُ عِنْدَهُ حِذَاءَ وَجْهِهِ، فَفَتَحَ عَيْنَهُ ثَقِيلًا، فَقَالَ لِي: الْفِرْيَابِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، قَالَ: لَا خِلَافَ بَيْنَ النَّاسِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَالَ: إِيمَانًا بِكَ وَتَصْدِيقًا بِكِتَابِكَ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ جَمِيعَ الْأَعْمَالِ مِنَ الْإِيمَانِ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: هَذَا آخِرُ مَسْأَلَةٍ سَأَلْتُ الْمُزَنِيَّ عَنْهَا، وَمَاتَ بَعْدَ هَذَا بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ

قول البخاري

§قَوْلُ الْبُخَارِيِّ

1597 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْوَضَّاحَ، وَمَكِّيَّ بْنَ خَلَفِ بْنِ عَفَّانَ، قَالَا: سَمِعْنَا مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: " كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ نَفَرٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَزِيَادَةٍ وَلَمْ أَكْتُبْ إِلَّا عَمَّنْ قَالَ: §الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَلَمْ أَكْتُبْ عَمَّنْ قَالَ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ "

1598 - وَأَنَا أَحْمَدُ، أنا. . . قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ. . . يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ مَطَرٍ، يَقُولُ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: §«قَوْلٌ وَعَمَلٌ بِلَا شَكٍّ»

سياق ما دل، أو فسر من الآيات من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين من بعدهم من علماء أئمة الدين أن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية فأما من نص كتاب الله فقوله عز وجل: إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

§سِيَاقُ مَا دَلَّ، أَوْ فُسِّرَ مِنَ الْآيَاتِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ عُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الدِّينِ أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ، وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ فَأَمَّا مِنْ نَصِّ كِتَابِ اللَّهِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ -[961]-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرُزِقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 3] -[962]-، وَقَالَ تَعَالَى: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173] ، وَقَالَ: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] ، وَقَالَ: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124] وَقَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، وَقَوْلُهُ: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] قَالَ: يَزْدَادَ إِيمَانِي، وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» ، وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ: «أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ» ، «وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ» ، «وَالطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ» ، «وَالْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً» وَبِهِ قَالَ مِنَ الصَّحَابَةِ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَعَمَّارٌ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَجُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ -[963]-، وَعُمَيْرُ بْنُ خُمَاشَةَ، وَعَائِشَةُ، 1599 - وَعَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَّا وَهُوَ يَخْشَى عَلَى نَفْسِهِ النِّفَاقَ

ومن التابعين كعب الأحبار، وعروة بن الزبير، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، وابن أبي مليكة، وميمون بن مهران، وعمر بن عبد العزيز، وسعيد بن جبير، والحسن، والزهري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير، وأيوب، ويونس، وابن عون، وسليمان التيمي، وإبراهيم النخعي،

§وَمِنَ التَّابِعِينَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَطَاءٌ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَيُّوبُ، وَيُونُسُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَسَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَرْزِيُّ، وَزُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالْأَعْمَشُ، وَالْحَكَمُ، وَمَنْصُورٌ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَمَعْقِلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ

ومن الفقهاء مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن أبي مسلم، وابن جريج، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، ونافع بن عمر، ومحمد بن مسلم الطائفي، والشافعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن أبي ليلى، وشريك بن عبد الله، والحسين بن

§وَمِنَ الْفُقَهَاءِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَالْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَنَافِعُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَمَعْمَرٌ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَزَائِدَةُ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَأَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَأَبُو زَيْدٍ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ

ومن الطبقة الثالثة من البصريين حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وابن المبارك، ووكيع. ومن يليهم: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد

§وَمِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ. وَمَنْ يَلِيهِمْ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ -[964]- إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الطُّوسِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ

1600 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لِعُمَرَ: لَوْ عَلَيْنَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {§الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ عِيدًا، قَالَ عُمَرُ: أَنَا أَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ، يَوْمَ جُمُعَةٍ يَوْمَ عَرَفَةَ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1601 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدَانَ، قَالَ: نا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أنا أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ فِي كِتَابِكُمْ آيَةً لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ أُنْزِلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {§الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ وَالْمَكَانَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَيَوْمَ جُمْعَةٍ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ

1602 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ بِالْكُوفَةِ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {§الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] ، وَهُوَ الْإِسْلَامُ {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قَالَ: «أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ قَدْ أَكْمَلَ لَهُمُ الْإِيمَانَ، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى زِيَادَةٍ أَبَدًا وَقَدْ أَتَمَّهُ اللَّهُ فَلَا يَنْقُصُ أَبَدًا، وَقَدْ رَضِيَهُ اللَّهُ فَلَا يَسْخَطُهُ أَبَدًا» ، وَقَوْلُهُ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2] قَالَ: «الْمُنَافِقُونَ لَا يَدْخُلُ قُلُوبَهُمْ شَيْءٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عِنْدَ أَدَاءِ فَرَائِضِهِ، وَلَا يُؤْمِنُونَ بِشَيْءٍ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَلَا يَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ، وَلَا يُصَلُّونَ إِذَا غَابُوا، وَلَا يُؤَدُّونَ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمُؤْمِنِينَ» ثُمَّ وَصَفَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2] فَأَدَّوْا فَرَائِضَهُ، {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2] ، وَيَقُولُ تَصْدِيقًا -[966]- {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2] يَقُولُ: لَا يَرْجُونَ غَيْرَهُ، {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [الأنفال: 3] يَقُولُ: «الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ» {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3] . يَقُولُ: «زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ» {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: 4] يَقُولُ: «بَرِئُوا مِنَ الْكُفْرِ» قَالَ: ثُمَّ وَصَفَ اللَّهُ النِّفَاقَ وَأَهْلَهُ فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ} [النساء: 150] إِلَى قَوْلِهِ: {هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء: 151] فَجَعَلَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مُؤْمِنًا حَقًّا، وَالْكَافِرَ كَافِرًا حَقًّا، وَقَوْلُهُ: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ نَبِيَّهُ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا صَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ زَادَهُمُ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا صَدَّقُوا بِهَا زَادَهُمُ الصِّيَامَ، فَلَمَّا صَدَّقُوا بِهِ زَادَهُمُ الْحَجَّ، فَلَمَّا صَدَّقُوا بِهِ زَادَهُمُ الْجِهَادَ، ثُمَّ أَكْمَلَ لَهُمْ دِينَهُمْ فَقَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَأَوْثَقُ إِيمَانِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ وَأَصْدَقُهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»

1603 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: أنا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {§لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] قَالَ: «لِيَزْدَادَ إِيمَانِي» وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ -[967]- مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

1604 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ح 1605 - وأنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: نا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً؟ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ

1606 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ -[968]-، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أنا خَالِدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ قَالَ اللَّهُ: §انْظُرُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ مِنَ النَّارِ " قَالَ: «فَأُخْرِجُوا قَدْ عَادُوا حُمَمًا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ يُسَمَّى نَهْرَ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا يَنْبُتُ الْغُثَاءُ أَوِ الْغُثَاةُ، أَوْ كَلِمَةٌ تُشْبِهُهَا، شَكَّ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، فِي جَانِبِ السَّيْلِ، أَلَمْ تَرَوْا أَنَّهَا صَفْرَاءُ مُلْتَوِيَةٌ؟» ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ

1607 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، نا قَتَادَةُ، نا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ

1608 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ -[969]-، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح 1609 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ حَبَّةٌ مِنْ كِبْرٍ» وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ «مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ»

1610 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ ح. 1611 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا رَجَاءُ بْنُ الْجَارُودِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ فُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -[970]- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الْإِيمَانِ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنًا فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ وَغَمَطَ النَّاسَ» ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1612 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح 1613 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ

1614 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْإِسْفَرَائِينِيُّ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ -[972]-، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ح 1615 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

1616 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: نا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ»

1617 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا صَاعِقَةُ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: نا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: نا بَشَّارُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»

1618 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ عَنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ §أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ»

1619 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا أَبَانُ، قَالَ: نا -[974]- يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي سَلَامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1620 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قِيلَ لَهُ: مَنْ §أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»

1621 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي ح. 1622 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ §رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ» قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينُ» لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ -[975]- أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1623 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّاوِيُّ، قَالَا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: نا أَبُو زُرْعَةَ وَهْبُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ مِنَ §نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ» قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: «أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ لَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الدِّينِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ

1624 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ح 1625 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُهَيْلٍ، هُوَ ابْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ " -[977]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ جَرِيرٍ

1626 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، ح 1627 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَرُورِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، ح 1628 - وَأَنَا عَلِيٌّ، نا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حَدِيثِ أَبِي أَحْمَدَ الْفِرْيَابِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَفِي حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَعْظَمُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» وَفِي حَدِيثِ أَبِي أَحْمَدَ الْفِرْيَابِيِّ: «أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ -[978]- مِنَ الْإِيمَانِ» وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِلَا شَكٍّ فِي الْعَدَدِ

1629 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَرُورِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ ". وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ: سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ، وَرَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، وَرَوَاهُ عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ بِالشَّكِّ فِي بِضْعٍ وَقَالُوا عَنْهُ: «أَعْلَاهَا» ، بَدَلَ «أَفْضَلُهَا»

1630 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْإِيمَانُ سِتُّونَ بَابًا، أَوْ بِضْعٌ، وَاحِدٌ مِنَ الْعَدَدَيْنِ، أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا أَنْ يُمَاطَ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» -[979]- 1631 - وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ بِهَذَا اللَّفْظِ

1632 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ شِرَوَيْهِ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْبُخَارِيُّ عَنِ الْمُسْنَدِيِّ

1633 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْإِيمَانُ أَرْبَعٌ وَسِتُّونَ بَابًا، أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ»

1634 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ -[980]-، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عُبَيْدٍ وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْإِيمَانُ ثَلَاثُ مِائَةٍ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ شَرِيعَةً، مَنْ وَافَى اللَّهَ مِنْهَا بِشَرِيعَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ»

1635 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، ح 1636 - وأنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا قُتَيْبَةُ، قَالَ: نا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §يَقُولُ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا» . قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ فِي حَدِيثِهِ: «وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ قُتَيْبَةَ

ذكر الخصال المعدودة من الإيمان المروية في الأخبار، فأول الإيمان وأعلاه شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناه إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان

§ذِكْرُ الْخِصَالِ الْمَعْدُودَةِ مِنَ الْإِيمَانِ الْمَرْوِيَّةِ فِي الْأَخْبَارِ، فَأَوَّلُ الْإِيمَانِ وَأَعْلَاهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهُ إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ

في هذا الحديث ثلاث خصال

§فِي هَذَا الْحَدِيثِ ثَلَاثُ خِصَالٍ

1637 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ "

الخصلة الرابعة: الصلاة

§الْخَصْلَةُ الرَّابِعَةُ: الصَّلَاةُ

الخصلة الخامسة: الزكاة

§الْخَصْلَةُ الْخَامِسَةُ: الزَّكَاةُ

الخصلة السادسة: أداء الخمس من الغنم

§الْخَصْلَةُ السَّادِسَةُ: أَدَاءُ الْخُمُسِ مِنَ الْغَنْمِ

الخصلة السابعة: الصوم

§الْخَصْلَةُ السَّابِعَةُ: الصَّوْمُ

والخصلة الثامنة: الحج

§وَالْخَصْلَةُ الثَّامِنَةُ: الْحَجُّ

1638 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا عَبَّادٌ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا هَذَا الْحَيُّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كُفَّارُ مُضَرَ فَلَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَعْمَلُ بِهِ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا فَقَالَ: " §آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ «، ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ» شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ "

ذكر الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والجنة، والنار، والقدر خيره وشره، فذلك ثمان خصال إلا أن ذكر الإيمان بالله تقدم فتبقى سبع خصال، فتكون مع ما تقدم خمس عشرة خصلة

§ذِكْرُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، فَذَلِكَ ثَمَانِ خِصَالٍ إِلَّا أَنَّ ذِكْرَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ تَقَدَّمَ فَتَبَقَّى سَبْعُ خِصَالٍ، فَتَكُونُ مَعَ مَا تَقَدَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً

1639 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ -[983]- تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

الخصلة السادسة عشرة من الإيمان: الجهاد

§الْخَصْلَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ مِنَ الْإِيمَانِ: الْجِهَادُ

1640 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدُ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، ح 1641 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ»

السابع عشر

§السَّابِعَ عَشَرَ

1642 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ -[984]- بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»

الثامن عشر، والتاسع عشر، والعشرون

§الثَّامِنَ عَشَرَ، وَالتَّاسِعَ عَشَرَ، وَالْعِشْرُونَ

1643 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا "

الحادي والعشرون

§الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ

1644 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، ح. 1645 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

الثاني والعشرون

§الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ

1646 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

الثالث، والرابع، والخامس والعشرون

§الثَّالِثُ، وَالرَّابِعُ، وَالْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ

1647 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ح. 1648 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» . أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

السادس والعشرون

§السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ

1649 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا: أنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح. 1650 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ: §«الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ»

1651 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْخَرَّازُ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، أنا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ» . وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلُهُ بِلَفْظِهِ

السابع والعشرون

§السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ

1652 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي -[987]- هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ

الثامن والتاسع والعشرون، والثلاثون

§الثَّامِنُ وَالتَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ، وَالثَّلَاثُونَ

1653 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ، قَالَ: نا جَدِّي إِسْحَاقُ بْنُ بُهْلُولٍ قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، ح. 1654 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ

1655 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: نا مَالِكٌ، ح. -[988]- 1656 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ونا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»

الحادي والثلاثون

§الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ

1657 - أنا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: نا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلَالٍ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: أنا عَوْفٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ح. 1658 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: أنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ تَبِعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ انْتَظَرَهَا حَتَّى يُوضَعَ فِي قَبْرِهِ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ قِيرَاطَانِ أَحَدُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ الْمَنْجُوفِيِّ، عَنْ رَوْحٍ

الثاني والثلاثون

§الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ

1659 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِهْرَانَ الضَّرِيرُ، قَالَ: نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: نا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: نا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِهِ، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِهِ أَنَّهُ ضَامِنٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَنْ يَرُدَّهُ إِلَى الْمَسْكَنِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ

الثالث والثلاثون

§الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ

1660 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا غُنْدَرٌ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح. 1661 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَنَا لَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مَا يَوَدُّ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ -[990]- قَالَ: §«ذَاكَ مَحْضُ الْإِيمَانِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1662 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَمْرُو بْنُ زَكَّارٍ، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَثَّامٍ، حَدَّثَكُمْ سُعَيرُ بْنُ الْخِمْسِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: شُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَسْوَسَةُ، فَقَالَ: «§ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يُوسُفَ الصَّفَّارِ

1663 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا أَبُو الطَاهِرِ بْنُ السَّرْحِ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ -[991]-، قَالَ: نا يَاسِينُ أَبُو خَلَفٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ هُودِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ زُمَيْلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ يَخْطَفَنِي الطَّيْرُ، أَوْ تَهْوِيَ بِيَ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ فَقَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«ذَاكَ مَحْضُ الْإِيمَانِ» فَلَوِ انْفَلَتَ مِنْهُ أَحَدٌ انْفَلَتَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَخَلَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} "

الرابع والثلاثون

§الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ

1664 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: ذَكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ الدُّنْيَا فَقَالَ: «أَلَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ §الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ، إِنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ»

الخامس والثلاثون

§الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ

1665 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِي سَلَامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ: §«مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ»

السادس والثلاثون

§السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ

1666 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الطَّائِيُّ، قَالَ: نا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[994]-: «إِنَّ §أَكْمَلَ النَّاسِ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ»

1667 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ تُجِيبَ كِنْدَةَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ: §مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «حُسْنُ الْخُلُقِ»

السابع والثلاثون

§السَّابِعُ وَالثَّلَاثَونَ

1668 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: نا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: «§لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ»

الثامن والثلاثون

§الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ

1669 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْبَصِيرِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَرْخَانَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكٍ، يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَيُّ شَيْءٍ أَعْجَبُ إِيمَانًا؟» فَقَالُوا: الْمَلَائِكَةُ، فَقَالَ: «إِنِ الْمَلَائِكَةُ، كَيْفَ وَهُمْ فِي السَّمَاءِ يَرَوْنَ مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ مَا لَا تَرَوْنَ؟» قِيلَ: فَالْأَنْبِيَاءُ، قَالَ: «هُمْ يَأْتِيهِمُ الْوَحْيُ» قَالُوا: فَنَحْنُ، قَالَ: «فَكَيْفَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ؟ وَلَكِنْ قَوْمٌ يَكُونُونَ أَوْ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي يُؤْمِنُونَ بِي، وَلَمْ يَرَوْنِي أُولَئِكَ أَعْجَبُ إِيمَانًا، أُولَئِكَ إِخْوَانِي وَأَنْتُمْ أَصْحَابِي»

1670 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ح 1671 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَيُّ الْخَلْقِ أَعْجَبُ إِيمَانًا؟» فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ «إِلَيْكُمْ إِيمَانًا» -[996]- قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ. قَالَ: «وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» قَالُوا: النَّبِيُّونُ، قَالَ: «وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ؟» قَالُوا: فَنَحْنُ، قَالَ: «وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْجَبُ الْخَلْقِ إِلَيَّ إِيمَانًا قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يَجِدُونَ» فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ «فِيَّ صُحُفًا فِيهَا كِتَابٌ يُؤْمِنُونَ بِمَا فِيهَا»

التاسع والثلاثون

§التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ

1672 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: §مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «إِطْعَامُ الطَّعَامِ» قِيلَ لَهُ: فَمَا الْإِيمَانُ يَا -[997]- رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «السَّمَاحُ وَالصَّبْرُ»

الأربعون

§الْأَرْبَعُونَ

1673 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَابْنُ سَمْعَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ» قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: «جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

الحادي والأربعون

§الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ

1674 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْحَيَاءُ وَالْعِيُّ شُعْبَتَانِ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْبَذَاءُ وَالْبَيَانُ شُعْبَتَانِ مِنَ النِّفَاقِ»

الثاني والأربعون

§الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ

1675 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: أنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 18] "

الثالث والأربعون

§الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُونَ

1676 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى شَيْءٌ مِنْهُ تَدَاعَى سَائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»

1677 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّوَّافُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يُونُسَ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ؛ إِذَا اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى سَائِرُ جَسَدِهِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

الرابع والأربعون

§الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ

1678 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: نا بُرَيْدُ بْنُ -[1000]- عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»

الخامس والأربعون

§الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ

1679 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ح 1680 - وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَيْرَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَضَّاحِ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ»

السادس والأربعون

§السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُونَ

1681 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: نا سَلْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: نا الْمُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[1001]-: «إِنَّ §مِنْ تَمَامِ إِيمَانِ الْعَبْدِ أَنْ يَسْتَثْنِيَ فِي كُلِّ حَدِيثِهِ»

السابع والأربعون

§السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ

1682 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُطَّوِّعِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطُّوفِيُّ، قَالَ: نا أَبُو هَمَّارٍ الْبَكْرَاوِيُّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ -[1002]- الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ، وَالْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ»

1683 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلِمْ تَسْلَمْ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «أَنْ تُسْلِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ» قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ» قَالَ: §وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَبِالْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ» . قَالَ: فَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْهِجْرَةُ» ، قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: «أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ» ، قُلْتُ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ» ، قُلْتُ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: «أَنْ تُجَاهِدَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ لَا تَغُلُّ وَلَا تَجْبُنُ» قَالَ: «ثُمَّ عَمَلَانِ هُمَا مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ وَأَكْمَلِهَا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ، أَوْ عُمْرَةٌ»

التاسع والأربعون

§التَّاسِعُ وَالْأَرْبَعُونَ

1684 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ السَّابِرِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ تَمِيلُ أَحْيَانًا، وَتَقُومُ أَحْيَانًا»

الخمسون

§الْخَمْسُونَ

1685 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَعَهِدَ إِلَيَّ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ §لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ»

الحادي والخمسون

§الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ

1686 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ -[1004]- بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أَفْضَلَ إِيمَانِ الْمَرْءِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ»

الثاني والخمسون

§الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ

1687 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: إِنَّا لَنَعْرِفُ الضَّغَائِنَ مِنْ وَجْهِ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِكَ مِنْ وَقَائِعَ أَوْقَعَتْنَا فِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ فَعَلُوا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «§مَا هُمْ لِيُؤْمِنُوا، أَوْ مَا لَهُمْ حُبُّ الْإِيمَانِ، حَتَّى يُحِبُّوكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ أَتَرْجُو سُلَيْمٌ، وَهُوَ حَيٌّ مِنْ مُرَادٍ، شَفَاعَتِي وَلَا يَرْجُوهَا بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»

الثالث والخمسون: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

§الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ: الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ

الرابع والخمسون: تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم

§الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ: تُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِكَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمْ

والخامس والخمسون: أن تسلم على القوم

§وَالْخَامِسُ وَالْخَمْسُونَ: أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ

1688 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ إِجَازَةً، قَالَ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ طَوْقٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " §لِلْإِسْلَامِ صُوًى وَمَنَارٌ كَمَنَارِ الطَّرِيقِ مِنْهَا: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِكَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمْ، وَأَنْ تُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ إِذَا مَرَرْتَ بِهِمْ، فَمَنْ تَرَكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَقَدْ تَرَكَ سَهْمًا مِنَ الْإِسْلَامِ، وَمَنْ نَبَذَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَقَدْ وَلَّى الْإِسْلَامَ ظَهْرَهُ "

السادس والخمسون

§السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ

1689 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ -[1006]- السَّامِرِيُّ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَحَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ»

السابع والثامن والتاسع والخمسون

§السَّابِعُ وَالثَّامِنُ وَالتَّاسِعُ وَالْخَمْسُونَ

1690 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَاشِمِيُّ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §«ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ عَبْدٌ طَعِمَ الْإِيمَانَ وَحَلَاوَتَهُ» قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ وَيُبْغِضَ فِي اللَّهِ، وَأَنْ تُوقَدَ نَارٌ عَظِيمَةٌ فَيَقَعَ فِيهَا وَلَا يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا»

1691 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: نا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَحِبَّ فِي اللَّهِ، وَأَبْغِضْ فِي اللَّهِ، وَوَالِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَادِ فِي اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ لَا تَنَالُ وِلَايَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بِذَلِكَ، وَلَنْ تَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ -[1007]- حَتَّى تَكُونَ كَذَلِكَ، ثُمَّ قَرَأَ: {§الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] ، وَقَرَأَ: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] وَقَدْ مَضَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ» فَهِيَ سِتُّونَ خَصْلَةً

الحادي والستون

§الْحَادِي وَالسِّتُّونَ

1692 - أنا أَحْمَدُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَاشِدٍ الْحَارِثِيُّ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو مَوْدُودٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«لَا يَسْتَكْمِلُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ حَتَّى يَحْسُنَ خُلُقُهُ وَلَا يَشْفِيَ غَيْظَهُ»

الثاني والستون

§الثَّانِي وَالسِّتُّونَ

1693 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّلَقِيُّ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْقَطْرِيُّ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1008]-: §«الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ»

الثالث والستون

§الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ

1694 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، ح وَأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§لَا يُصِيبُ عَبْدٌ، أَوْ رَجُلٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ حَمْقَى فِي دِينِهِمْ»

الرابع والستون

§الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ

1696 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: نا سَلَامٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " إِنَّ §مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ أَخَاكَ عَنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ، وَلَا قَرَابَةٍ وَلَا مَالٍ -[1009]- أَعْطَاكَ، لَا تُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ

الخامس والستون

§الْخَامِسُ وَالسِّتُّونَ

1697 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ أَخْلَاقَكُمْ كَمَا قَسَّمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ §يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ يُبْغِضُ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، فَمَنْ ضَعُفَ عَنْ هَذَا اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَعَنْ هَذَا الْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَعَنْ هَذَا الْعَدُوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ فَلْيَسْتَكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ؛ فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ»

السادس، والسابع، والثامن، والتاسع والستون ما مضى عن أبي الدرداء في باب القدر أنه قال: " ذروة الإيمان أربع: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص والتوكل، والاستسلام للرب "

§السَّادِسُ، وَالسَّابِعُ، وَالثَّامِنُ، وَالتَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ مَا مَضَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي بَابِ الْقَدَرِ أَنَّهُ قَالَ: " ذُرْوَةُ الْإِيمَانِ أَرْبَعٌ: الصَّبْرُ لِلْحُكْمِ، وَالرِضَا بِالْقَدَرِ، وَالْإِخْلَاصُ وَالتَّوَكُّلُ، وَالِاسْتِسْلَامُ لِلرَّبِّ "

السبعون، والحادي والسبعون عن عمار: " ثلاث من استكملهن فقد استكمل بهن الإيمان: إنصاف من نفسه، والإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم " وأسنده معمر وهو غريب

§السَّبْعُونَ، وَالْحَادِي وَالسَّبْعُونَ عَنْ عَمَّارٍ: " ثَلَاثٌ مَنِ اسْتَكْمَلَهُنَّ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ بِهِنَّ الْإِيمَانَ: إِنْصَافٌ مِنْ نَفْسِهِ، وَالْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالَمِ " وَأَسْنَدَهُ مَعْمَرٌ وَهُوَ غَرِيبٌ

1698 - نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْفَقِيهُ إِمْلَاءً، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -[1010]- الْوَاسِطِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ الْعَوَامِّ قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: الْإِنْفَاقُ فِي الْإِقْتَارِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالِمِ، وَإِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِهِ "

الثاني والسبعون

§الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ

1699 - ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ إِمْلَاءً، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أنا وَهْبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ حَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ، وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللَّهِ كَانَ شِبَعُهُ، وَرَوَثُهُ وَبَوْلُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ طَلْحَةَ

أقاويل الصحابة

§أَقَاوِيلُ الصَّحَابَةِ

قول عمر بن الخطاب

§قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

1700 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ ذَرٍّ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: §«هَلُمُّوا نَزْدَدْ إِيمَانًا» فَيَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

قول علي

§قَوْلُ عَلِيٍّ

1701 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: «إِنَّ §الْإِيمَانَ يَبْدَأُ لُمْظَةً فِي الْقَلْبِ كُلَّمَا ازْدَادَ الْإِيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ» . يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدَ الْجَمَلِيِّ -[1013]-، عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: اللُّمْظَةُ: النُّكْتَةُ، أَوْ نَحْوُهَا

1702 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا أَبُو عَامِرٍ قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ، ح. وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، عَنْ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ، يَعْنِي الْكِنْدِيَّ، وَرَأَى ابْنَ أَخٍ لَهُ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ فَقَالَ: نَاوِلْنِي تِلْكَ الصَّحِيفَةَ مِنَ الْكُوَّةِ، فَقَرَأَهَا فَقَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: §«الطُّهُورُ نِصْفُ الْإِيمَانِ»

عبد الله بن مسعود

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

1704 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، فِي دُعَائِهِ: §«اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَيَقِينًا وَفِقْهًا»

1705 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: نا الْمُعَلَّى بْنُ -[1014]- عِرْفَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§يَنْتَهِي الْإِيمَانُ إِلَى الْوَرَعِ، وَمِنْ خَيْرِ الدِّينِ لَا تَزَالُ تَالِيًا بَاكِيًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَمَنْ رَضِيَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَمَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ لَا شَكَّ فِيهَا فَلَا يُرَاقِبْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ»

معاذ بن جبل

§مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ

1706 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَياش الْعَامِرِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَقُولُ لِرَجُلٍ: «§اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ نَذْكُرِ اللَّهَ»

1707 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لِرَجُلٍ: «اجْلِسْ بِنَا §نُؤْمِنْ سَاعَةً» يَعْنِي نَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ

عبد الله بن رواحة

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ

1708 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: نا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، كَانَ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ: «قُمْ بِنَا §نُؤْمِنْ سَاعَةً، فَيَجْلِسُ فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ»

قول أبي الدرداء

§قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ

1709 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «§الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» -[1016]- وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ

1710 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا يَزِيدُ، قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا، أَوْ بَعْضَ أَشْيَاخِنَا، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «إِنَّ §مِنْ فِقْهِ الْعَبْدِ أَنْ يَتَعَاهَدَ إِيمَانَهُ وَمَا نَقَصَ مِنْهُ، وَمِنْ فِقْهِ الْعَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَمُزْدَادٌ هُوَ أَمْ مُنْتَقِصٌ؟ وَإِنَّ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ أَنَّى تَأْتِيهِ؟»

ابن عباس، وأبو هريرة

§ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ

1711 - نا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا حَجَّاجٌ، هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: §«الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1712 - وَأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبِي قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: §«الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

قول عمار بن ياسر

§قَوْلُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ

1713 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ -[1017]- بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُرْهِبِيُّ قَالَ: نا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَزَ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: " §ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ: إِنْصَافٌ مِنْ نَفْسِهِ، وَالْإِنْفَاقُ مِنَ الْإِقْتَارِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ لِلْعَالَمِ "

قول أبي أمامة

§قَوْلُ أَبِي أُمَامَةَ

1714 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: «§مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ»

جندب بن عبد الله البجلي

§جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ

1715 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا وَكِيْعٌ قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ -[1018]-: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، يَعْنِي أَشِدَّاءَ، فَتَعَلَّمْنَا §الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ بَعْدُ فَازْدَدْنَا إِيمَانًا "

قول عقبة بن عامر الجهني

§قَوْلُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ

1716 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: «إِنَّ §الرَّجُلَ يُسْتَفْضَلُ بِالْإِيمَانِ كَمَا يُتَفَضَّلُ ثَوْبُ الْمَرْأَةِ»

قول حذيفة بن اليمان

§قَوْلُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ

1717 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ §أَهْلَ دِينَيْنِ فِي النَّارِ يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ كَلَامٌ وَإِنْ زَنَى وَقَتَلَ، وَقَوْمٌ يَقُولُونَ: إِنَّ مَنْ قَبْلَنَا كَانُوا ضُلَّالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ الصَّلَاةَ خَمْسٌ، وَإِنَّمَا هُمَا صَلَاتَانِ: صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ "

سلمان

§سَلْمَانُ

1718 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، نا جَعْفَرٌ الصَّايِغُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا عَبَّادٌ، يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ المِّصْرِيِّ، قَالَ: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ أَنْ هَلُمَّ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَلِي الْقَضَاءَ بِالشَّامِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمَانُ: §«الْأَرْضُ لَا تُقَدِّسُ أَحَدًا إِنَّمَا يُقَدِّسُ الْمَرْءَ عَمَلُهُ»

1719 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا جَعْفَرٌ الصَّايِغُ، قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: نا بِلَالُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ أَبِي أَوَفَى فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي، فَقَالَ: «إِنَّمَا §يُغْفَرُ لَكِ بِعَمَلِكِ»

تفسير الزيادة، والنقصان

§تَفْسِيرُ الزِّيَادَةِ، وَالنُّقْصَانِ

أقوال الصحابة وقد مضى عن عمر، ومعاذ، وابن مسعود، وابن عمر، وابن رواحة، وعمير بن حبيب أن الزيادة هو ذكر الله تعالى، والنقصان ضده

§أَقْوَالُ الصَّحَابَةِ وَقَدْ مَضَى عَنْ عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ رَوَاحَةَ، وَعُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّ الزِّيَادَةَ هُوَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى، وَالنُّقْصَانَ ضِدُّهُ

1720 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ -[1020]-: نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ خُمَاشَةَ: ح 1721 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخُزَاعِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالُوا: نا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي نَصْرٍ قَالَ: «§الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» قِيلَ لَهُ: مَا زِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ؟ قَالَ: «إِذَا ذَكَرْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحَمِدْنَاهُ وَسَبَّحْنَاهُ فَذَلِكَ زِيَادَتُهُ، وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسِينَا فَذَاكَ نُقْصَانُهُ»

1722 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، قَالَ -[1021]-: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ لَنَا كُرُومًا، وَأَعْنَابًا وَإِنَّا قَدْ نَبِيعُ مِنْهَا قَالَ: «أَيُّ ذَاكَ تُرِيدُ؟ أَمَّا §الْعِنَبُ فَحَلَالٌ، وَأَمَّا الزَّبِيبُ فَحَلَالٌ، وَأَمَّا الْخَمْرُ فَحَرَامٌ» قَالَ: فَرَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ أَنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَعْصِرَهَا، وَلَا أَنْ يَشْرَبَهَا، وَلَا أَنْ يَسْقِيَهَا، وَلَا أَنْ يَبِيعَهَا، وَلَا أَنْ يُهْدِيَهَا، فَوَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ عُمَرَ بِيَدِهِ لَا يَشْرَبُهَا عَبْدٌ إِلَّا نَقَصَ الْإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، وَلَا يَكُونُ فِي بَيْتٍ إِلَّا كَانَ رِجْسًا مُرْتَجِسًا مِنْهُ»

قول عائشة

§قَوْلُ عَائِشَةَ

1723 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ، نا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِصْمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»

أقاويل التابعين

§أَقَاوِيلُ التَّابِعِينَ

قول أبي إسحاق كعب بن ماتع الحميري

§قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ كَعْبِ بْنِ مَاتِعٍ الْحِمْيَرِيِّ

1724 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدَ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ كَعْبٍ، ح 1725 - وأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: نا حَجَّاجٌ، قَالَ: نا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «مَنْ §أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ تَوَسَّطَ الْإِيمَانَ، وَمَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ» زَادَ أَبُو عَوَانَةَ: «وَأَطَاعَ لِلَّهِ وَسَمِعَ لِلَّهِ»

1726 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «§مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، وَأَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ»

قول مجاهد بن جبر

§قَوْلُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ

أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1728 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ»

قول عروة بن الزبير

§قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ

1729 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«مَا نَقَصَتْ أَمَانَةُ عَبْدٍ قَطُّ إِلَّا نَقَصَ إِيمَانُهُ»

قول علقمة بن قيس

§قَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ

1730 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: §«امْشُوا تَزْدَادُوا إِيمَانًا» يَعْنِي تَفَقُّهًا

قول الحسن

§قَوْلُ الْحَسَنِ

1731 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: نا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا سَلَامٌ الْخُرَاسَانِيُّ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22] قَالَ: «وَمَا زَادَهُمُ الْبَلَاءُ إِلَّا إِيمَانًا بِالرَّبِّ وَتَسْلِيمًا لِلْقَضَاءِ»

قول عطاء بن أبي رباح، وميمون بن مهران، والزهري، ونافع مولى ابن عمر، والحكم بن عتيبة، وعبد الكريم بن مالك الجزري

§قَوْلُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ

1732 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: نا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: §قَدِمَ عَلَيْنَا سَالِمٌ الْأَفْطَسُ بِالْإِرْجَاءِ، فَنَفَرَ مِنْهُ أَصْحَابُنَا نِفَارًا شَدِيدًا، فِيهِمْ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ، فَأَمَّا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ فَإِنَّهُ عَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لَا يَأْوِيَهُ، وَإِيَّاهُ سَقْفُ بَيْتٍ إِلَّا الْمَسْجِدَ، قَالَ مَعْقِلٌ: فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي، وَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ يُوسُفَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: 110] مُخَفَّفَةً، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ لَنَا حَاجَةً فَأَدْخِلْنَا، فَفَعَلَ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ قَوْمًا قِبَلَنَا قَدْ أَحْدَثُوا وَتَكَلَّمُوا، وَقَالُوا: إِنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ لَيْسَتَا مِنَ الدِّينِ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} [البينة: 5] ؟ قَالَ: وَقُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَيْسَ فِي الْإِيمَانِ زِيَادَةٌ، قَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ فِيمَا أَنْزَلَ: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] ؟ هَذَا الْإِيمَانُ الَّذِي زَادَهُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّهُمُ انْتَحَلُوكَ، وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ دِرْهَمٍ دَخَلَ عَلَيْكَ فِي أَصْحَابِهِ فَعَرَضُوا عَلَيْكَ قَوْلَهُمْ، فَقَبِلْتَهُ فَقُلْتَ هَذَا الْأَمْرَ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى نَافِعٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: سِرًّا أَمْ عَلَانِيَةً؟ فَقُلْتُ: لَا بَلْ -[1025]- سِرًّا، قَالَ: دَعْنِي مِنَ السِّرِّ، سِرٌّ لَا خَيْرَ فِيهِ، فَقُلْتُ: لَيْسَ مِنْ ذَاكَ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الْعَصْرَ قَامَ وَأَخَذَ بِيَدِي وَخَرَجَ مِنَ الْخَوْخَةِ وَلَمْ يَنْتَظِرِ الْقَاصَّ وَقَالَ: حَاجَتَكُ، قَالَ: قُلْتُ: أَخْلِنِي هَذَا، فَقَالَ: تَنَحَّ، قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَهُمْ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَضْرِبَهُمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: نَحْنُ نُقِرُّ بِالصَّلَاةِ فَرِيضَةً وَلَا نُصَلِّي، وَإِنَّ الْخَمْرَ حَرَامٌ وَنَحْنُ نَشْرَبُهَا، وَإِنَّ نِكَاحَ الْأُمَّهَاتِ حَرَامٌ وَنَحْنُ نُرِيدُهُ، فَنَتَرَ يَدَهُ مِنْ يَدِي وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا فَهُوَ كَافِرٌ، قَالَ مَعْقِلٌ: فَلَقِيتُ الزُّهْرِيَّ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِهِمْ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أَوَقَدْ أَخَذَ النَّاسُ فِي هَذِهِ الْخُصُومَاتِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الشَّارِبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» قَالَ مَعْقِلٌ: فَلَقِيتُ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ الْكَرِيمِ، وَمَيْمُونًا بَلَغَهُمَا أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْكَ نَاسٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ فَعَرَضُوا عَلَيْكَ قَوْلَهُمْ، فَقَبِلْتَ قَوْلَهُمْ، قَالَ: فَقِيلَ ذَلِكَ عَلَى مَيْمُونٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَأَنَا مَرِيضٌ، فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَبَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رَجُلٌ بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ أَوْ حَبَشِيَّةٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أفَتَرَى هَذِهِ مُؤْمِنَةً؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْهَدِينَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «وَتَشْهَدِينَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُكِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «فَأَعْتِقْهَا» قَالَ: فَخَرَجُوا وَهُمْ يَتَنَحَّلُونِي، قَالَ مَعْقِلٌ: فَجَلَسْتُ إِلَى مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، لَوْ قَرَأْتَ لَنَا سُورَةً فَفَسَّرْتَهَا، قَالَ: تَقْرَأُ أَوْ قُرِئَتْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ -[1026]- حَتَّى إِذَا بَلَغَ {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 21] ، قَالَ: ذَاكُمْ جِبْرِيلُ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ يَقُولُ: إِنَّ إِيمَانَهُ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ

ابن أبي مليكة

§ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ

1733 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ بُرْهَةٌ مِنَ الدَّهْرِ، وَمَا أَرَانِي أُدْرِكُ قَوْمًا يَقُولُ أَحَدُهُمْ: إِنِّي §مُؤْمِنٌ مُسْتَكْمِلُ الْإِيمَانِ، ثُمَّ مَا رَضِيَ حَتَّى قَالَ: إِنَّ عَلَى إِيمَانَيْ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، ثُمَّ مَا زَالَ بِهِمُ الشَّيْطَانُ حَتَّى قَالَ أَحَدُهُمْ: إِنَّهُ مُؤْمِنٌ، وَإِنْ نَكَحَ أُمَّهُ وَأُخْتَهُ وَابْنَتَهُ، وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَّا وَهُوَ يَخْشَى عَلَى نَفْسِهِ النِّفَاقَ "

1734 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُجَاهِدٍ، قَالَ -[1028]-: " كُنْتُ عِنْدَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فَجَاءَ ابْنُهُ يَعْقُوبُ فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ، إِنَّ أَصْحَابًا لَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ إِيمَانَهُمْ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لَيْسَ إِيمَانُ §مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ كَإِيمَانِ مَنْ عَصَى اللَّهَ "

قول الطبقة الثالثة من الفقهاء في الزيادة والنقصان سفيان الثوري، وابن جريج، ومعمر، والأوزاعي، ومالك بن أنس، وسفيان بن عيينة، ومالك بن مغول، وابن أبي ليلى، وأبي بكر بن عياش، وزهير بن معاوية، وزائدة، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن

§قَوْلُ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ الْفُقَهَاءِ فِي الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمَعْمَرٍ، وَالْأَوْزَاعِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَزَائِدَةَ، وَفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ، وَأَبِي شِهَابٍ، وَالْحَنَّاطِ، وَعَبْثَرِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَوَكِيعٍ، وَشُعَيْبِ بْنِ حُرَيْثٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ السَّائِبِ، وَالنَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ، وَالنَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ، وَمُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهِلٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَقَالَ سَهْلُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ: " أَدْرَكْتُ أَلْفَ أُسْتَاذٍ أَوْ أَكْثَرَ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ " وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: «أَدْرَكْتُ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى ذَلِكَ» وَذَكَرَ أَسَامِي جَمَاعَةٍ نَذْكُرُهُمْ فِي آخِرِ الْمَسْأَلَةِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ

1735 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَابْنَ -[1029]- جُرَيْجٍ، وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَمَعْمَرَ بْنَ رَاشِدٍ، وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُونَ: «إِنَّ §الْإِيمَانَ قَوْلٌ، وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1736 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ زَنْجَوَيْهِ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَابْنَ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرًا يَقُولُونَ: " §الْإِيمَانُ قَوْلٌ، وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَقِيلَ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا مِنْ طُرُقٍ إِلَّا هَذَا قَوْلُهُ " وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَقَالَ سُفْيَانُ: «نَحْنُ مُؤْمِنُونَ عِنْدَ أَنْفُسِنَا، فَأَمَّا عِنْدَ اللَّهِ فَلَا نَدْرِي مَا حَالُنَا»

1737 - ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نُعْمَانُ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: لَقِيتُ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ شَيْخًا مِنْهُمْ: مَعْمَرٌ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَنْ لَمْ نُسَمِّهِ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ: «§الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1738 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ -[1030]- الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَعْنِي الثَّوْرِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: §«الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1739 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا فُدَيْكُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: «§الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ، وَلَا يَنْقُصُ فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ»

1740 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَيْرُونِيُّ، قَالَ: نا أَبُو قُدَامَةَ الْجُبَيْلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَلْقَمَةَ، قَالَ: " سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ §عَنِ الْإِيمَانِ، أَيَزِيدُ؟ قَالَ: نَعَمْ حَتَّى يَكُونَ كَالْجِبَالِ، قُلْتُ: فَيَنْقُصُ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ، وَسُئِلَ الْعَبَّاسُ: أَتَقُولُ بِقَوْلِ الْأَوْزَاعِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ "

1741 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: نا التَّمِيمِيُّ، قَالَ: نا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، يَقُولُ: «§الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1742 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْقَطَّانِ -[1031]- مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُرَيْجَ بْنَ النُّعْمَانِ، يَقُولُ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: §«الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1743 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: أنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي التِّرْمِذِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: " كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي حَنِيفَةَ، يَقُولُ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا رَأْيًا نَعْرِضُهُ عَلَيْكَ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ حَسَنًا مَضَيْنَا عَلَيْهِ، وَإِنْ رَأَيْتَهُ غَيْرَ ذَلِكَ كَفَفْنَا عَنْهُ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَا نُكَفِّرُ أَحَدًا بِذَنْبٍ، النَّاسُ كُلُّهُمْ مُسْلِمُونَ عِنْدَنَا، قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا، مَا بِهَذَا بَأْسٌ، فَقَامَ إِلَيْهِ دَاوُدُ بْنُ أَبِي زَنْبَرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَصْحَابٌ لَهُ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا يَقُولُ بِالْإِرْجَاءِ، قَالَ: دِينِي مِثْلُ دِينِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينِ، وَدِينِي مِثْلُ دِينِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، قَالَ: لَا وَاللَّهِ: §الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى، قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] فَطُمَأْنِينَةُ قَلْبِهِ زِيَادَةٌ فِي إِيمَانِهِ "

1744 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ، أَحْمَدُ بْنُ -[1032]- أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: " كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَزَائِدَةُ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ، وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وَأَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَأَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ يَقُولُونَ: «§الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1745 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " §الْإِيمَانُ قَوْلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ: لَا تَقُلْ: يَزِيدُ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: اسْكُتْ يَا صَبِيُّ، بَلْ يَنْقُصُ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيْءٌ "

1746 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: " قَرَأْتُ كِتَابَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ إِلَى جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ: بَلَغَنِي أَنَّكَ §تَقُولُ فِي الْإِيمَانِ بِالزِّيَادَةِ، وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ بِغَيْرِ ذَلِكَ، اثْبُتْ عَلَى رَأْيِكَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ "

1747 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ -[1033]- بْنُ سَلَمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ. . .، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، يَقُولُ: " §الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ؟ قَالَ: أَقُولُ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ " قَالَ: وَسُئِلَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ: «الْإِيمَانُ عِنْدَنَا دَاخِلُهُ وَخَارِجُهُ، فَالْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ، وَالْقَبُولُ بِالْقَلْبِ وَالْعَمَلِ» قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: " الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَتَفَاضَلُ قَالَ: وَسَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ» وَقَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ النَّحْوِيُّ: " إِذَا قُلْتَ: أَنَا مُؤْمِنٌ فَأَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ؟ " قَالَ: وَسَأَلْتُ بَقِيَّةَ، وَابْنَ عَيَّاشٍ فَقَالَا: «الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ»

1748 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاذٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الشَّمَّاسِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «§الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَالْإِيمَانُ يَتَفَاضَلُ»

1749 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: §«الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ» وَكَذَلِكَ سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ يَقُولُ

1750 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ يَقُولُ: §«الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ»

1751 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: قَالَ: «اجْتَمَعَ حَفْصٌ الْفَرْدُ، وَمَصْلَانُ، اسْمُ رَجُلٍ، الْإِبَاضِيُّ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ فِي دَارِ الْجَرَوِيِّ يَعْنِي بِمِصْرَ فَقَالُوا فِي الْإِيمَانِ فَاحْتَجَّ مَصْلَانُ فِي الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، فَحَمِيَ الشَّافِعِيُّ وَتَقَلَّدَ الْمَسْأَلَةَ عَلَى أَنَّ §الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَطَحَنَ حَفْصًا الْفَرْدَ وَقَطَّعَهُ»

1752 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ يَقُولُ -[1035]-: «§الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ عَلَى سُنَّةٍ وَإِصَابَةٍ وَنِيَّةٍ، وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَأَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَتَرْكُ الصَّلَاةِ كُفْرٌ، لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْأَعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ إِلَّا الصَّلَاةَ مَنْ تَرَكَهَا فَهُوَ كَافِرٌ وَقَدْ حَلَّ قَتْلُهُ»

قول جماعة حفظ عنهم يعقوب بن سفيان

§قَوْلُ جَمَاعَةٍ حَفِظَ عَنْهُمْ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ

1753 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: " §الْإِيمَانُ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ: الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ بِالْقُلُوبِ وَالْأَلْسِنَةِ وَالْجَوَارِحِ، وَهُوَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، عَلَى ذَلِكَ وَجَدْنَا كُلَّ مَنْ أَدْرَكْنَا مِنْ عَصْرِنَا بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ " مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ فِي نُظَرَائِهِمْ بِمَكَّةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ فِي نُظَرَائِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّنَافِسِيُّ، وَأَبُو النُّعْمَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ فِي نُظَرَائِهِمْ بِالْبَصْرَةِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ فِي نُظَرَائِهِمْ كَثِيرٌ بِالْكُوفَةِ، وَعُمَرُ بْنُ عَوْنِ بْنِ أُوَيْسٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ فِي نُظَرَائِهِمْ بِوَاسِطَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ فِي نُظَرَائِهِمْ بِمِصْرَ -[1036]-، وَابْنُ أَبِي إِيَاسٍ فِي نُظَرَائِهِمْ بِعَسْقَلَانَ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي نُظَرَائِهِمْ بِالشَّامِ، وَأَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ فِي نُظَرَائِهِمْ بِحِمْصَ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَصَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ فِي نُظَرَائِهِمْ بِخُرَاسَانَ، كُلُّهُمْ يَقُولُونَ: «الْإِيمَانُ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ» وَيَطْعَنُونَ عَلَى الْمُرْجِئَةِ وَيُنْكِرُونَ قَوْلَهُمْ "

1754 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ حُجْرٍ الشَّيْبَانِيَّ، يَقُولُ: " أَدْرَكْتُ أَلْفَ أُسْتَاذٍ وَأَكْثَرَ، كُلُّهُمْ يَقُولُونَ: §الْإِيمَانُ قَوْلٌ، وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَكَتَبْتُ مِنْهُمْ "

سياق ما ذكر من كتاب الله وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين من بعدهم والعلماء الخالفين لهم في وجوب الاستثناء في الإيمان فأما الكتاب فقوله تعالى: لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم، وقال تعالى: ولا تقولن لشيء

§سِيَاقُ مَا ذُكِرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَالْعُلَمَاءِ الْخَالِفِينَ لَهُمْ فِي وُجُوبِ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الْإِيمَانِ

فَأَمَّا الْكِتَابُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ}

، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 24] ، وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32] وَالْمُؤْمِنُونَ يَكُونُونَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْمَقْبَرَةَ: «إِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» ، وَرُوِيَ عَنْهُ: «مِنْ تَمَامِ إِيمَانِ الْمَرْءِ اسْتِثْنَاؤُهُ فِي كُلِّ كَلَامٍ» . وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: " مَنْ قَالَ: أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا فَهُوَ كَافِرٌ حَقًّا ". وَعَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ: «الِاسْتِثْنَاءُ» . وَعَنْ عَائِشَةَ مِثْلُهُ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: «أَدْرَكْتُ كَذَا وَكَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَّا وَهُوَ يَخْشَى النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ» وَمَنِ التَّابِعِينَ: طَاوسٌ، وَالْحَسَنُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَالضَّحَّاكُ الْمَشْرِقِيُّ، وَالْأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ الْمَغْرِبِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ

وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَمَعْمَرٌ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَقَالَ: وَمَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا وَمَا بَلَغَنِي إِلَّا عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ وَعَنْ أَحْمَدَ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَأَبِي ثَوْرٍ: «الِاسْتِثْنَاءُ فِي الْإِيمَانِ»

1755 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ: ح. 1756 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: ح. 1757 - وَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ: ح. 1758 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: نا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى عَلَى الْمَقَابِرِ، وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجْنَا إِلَى الْمَقَابِرِ يَقُولُ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ» زَادَ ابْنُ سِنَانٍ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: «أَنْتُمْ لَنَا سَلَفٌ» ، ثُمَّ اتَّفَقُوا: «وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ «أَسْأَلُ اللَّهَ» -[1041]-. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ

1759 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قَرَأَ عَلِيُّ بْنُ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ ح. 1760 - وأنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ فَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِهَا فَقَالَ: «§سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ

1761 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ فَيَقُولُ: «§السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا وَإِيَّاكُمْ غَدًا مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ» -[1042]-. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ

1762 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْبَقِيعَ فَقَالَ: «§سَلَامٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ لَا يَحْرِمَنَا أَجْرَكُمْ وَلَا يَفْتِنَّا بَعْدَكُمْ»

1763 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، قَالَ: نا مُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: نا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ سِتُّونَ امْرَأَةً، فَقَالَ: " لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِي فَتَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ وَلَتَلِدَنَّ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: فَطَافَ عَلَى نِسَائِهِ فَمَا وَلَدَتْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَلَدَتْ شِقَّ إِنْسَانٍ " فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَوْ كَانَ سُلَيْمَانُ اسْتَثْنَى لَحَمَلَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ فَوَلَدَتْ فَارِسًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُعَلَّى، وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، وَأَبِي كَامِلٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كَذَلِكَ

1764 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أنا شُعَيْبٌ، قَالَ: نا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ سُلَيْمَانُ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ يَأْتِي بِفَارِسٍ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَقُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا فَلَمْ تَحْمِلْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ، §وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ

1765 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَطَّانُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ أَبُو مُوسَى وَهُوَ مِنْ وَلَدِ نِسْطَاسَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: §«مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟» قَالُوا: الْجَنَّةُ، قَالَ: «الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، قَالَ: «مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . قَالَ: " فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدْلٍ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» قَالَ: " فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ، فَقَامَ رَجُلَانِ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ إِلَّا -[1044]- شَرًّا؟ " فَقَالُوا: النَّارُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَبْدٌ مُذْنِبٌ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»

1766 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ إِدْرِيسَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَيَ تَسْمَعُ: إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، وَإِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§وَإِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، وَإِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَأَغْتَسِلُ، ثُمَّ أُصْبِحُ مِنْ ذَلِكَ صَائِمًا» ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ

1767 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ: ح. 1768 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[1045]-: «§لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ، وَإِنِّي أُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَدَّخِرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1769 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا فَقَالَ: §«مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ»

1770 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بِالشَّامِ، فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §«مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ»

1771 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ: ح. 1772 - وَأَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعُ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ: ح. -[1046]- 1773 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: ح. 1774 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، - وَاللَّفْظُ لِأَبِي أُسَامَةَ - قَالَا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: نا عَامِرٌ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» هَذَا لَفْظُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ. وَلَفْظُ مُغِيرَةَ: «وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ»

1775 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، - وَاللَّفْظُ لِأَبِي النَّضْرِ - قَالَ: نا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سِمَاكٌ أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ قُتِلَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلَانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلَّا §إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1047]-: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1776 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَالَ: أَنَا فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ "

قول عمر

§قَوْلُ عُمَرَ

1777 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، قَالَ عُمَرُ: " §مَنْ قَالَ: أَنَا مُؤْمِنٌ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ قَالَ: هُوَ عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ، وَمَنْ قَالَ: هُوَ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ "

علي بن أبي طالب

§عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

1778 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ -[1048]-، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أنا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قِيلَ لِشَرِيكٍ: عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: فَذَكَرَهُ قَالَ: «§الْإِرْجَاءُ بِدْعَةٌ، وَالشَّهَادَةُ بِدْعَةٌ، وَالْبَرَاءَةُ بِدْعَةٌ»

عبد الله بن مسعود

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ

1779 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «§مَنْ شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَلْيَشْهَدْ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ»

1780 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَا مُؤْمِنٌ، قَالَ: " §قُلْ: إِنِّي فِي -[1049]- الْجَنَّةِ، وَلَكِنَّا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ "

1781 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَقِيتُ رَكْبًا، قُلْنَا: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: §نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " أَوَلَا قَالُوا: نَحْنُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ "

1782 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الزَّاهِدُ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الشَّهَادَاتِ فَإِنْ كُنْتُمْ لَا مَحَالَةَ فَاعِلِينَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِسَرِيَّةٍ فَأُصِيبُوا فَقَالُوا: رَبَّنَا بَلِّغْ عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ رَضِينَا وَرُضِيَ عَنَّا قَالَ: فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ أُصِيبُوا وَقَالَ: " §إِنَّهُمْ قَالُوا: رَبَّنَا بَلِّغْ عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا قَدْ رَضِينَا وَرُضِيَ عَنَّا، فَإِنَّهُ رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ بِأَنَّهُمْ رَضُوا عَنْهُ وَرَضِيَ عَنْهُمْ "

1783 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ §أَنَّ حَائِكًا مِنَ الْمُرْجِئَةِ بَلَغَهُ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْإِيمَانِ فَقَالَ: «زَلَّةٌ مِنْ عَالِمٍ»

التابعون

§التَّابِعُونَ

1784 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: «اجْتَمَعَ الضَّحَّاكُ الْمَشْرِقِيُّ، وَبُكَيْرٌ الطَّائِيُّ، وَمَيْسَرَةُ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ فَأَجْمَعُوا أَنَّ §الشَّهَادَةَ بِدْعَةٌ، وَالْبَرَاءَةَ بِدْعَةٌ، وَالْوِلَايَةَ بِدْعَةٌ، وَالْإِرْجَاءَ بِدْعَةٌ»

1785 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْآبَارُ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو الرَّازِيَّ قَالَ: نا جَرِيرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، وَالْمُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ، وَالْأَعْمَشَ، وَلَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْقَعْقَاعِ، وَابْنَ شُبْرُمَةَ، وَالْعَلَاءَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَعَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ، وَحَمْزَةَ بْنَ حَبِيبٍ الزَّيَّاتَ -[1051]-، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَابْنَ الْمُبَارَكِ، وَمَنْ أَدْرَكْتُ: «§يَسْتَثْنُونَ فِي الْإِيمَانِ، وَيَعِيبُونَ عَلَى مَنْ لَا يَسْتَثْنِي»

1786 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، يَقُولُ: كَانَ الْأَعْمَشُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَالْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَابْنُ شُبْرُمَةَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ يَقُولُونَ: «§نَحْنُ مُؤْمِنُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَيَعِيبُونَ عَلَى مَنْ لَا يَسْتَثْنِي»

1787 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحِلٍّ، قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ: " §إِذَا قِيلَ لَكَ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ فَقُلْ: آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ " 1788 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ مِثْلَهُ

1789 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، يَقُولُ: " §كَانَ الْحَسَنُ، وَمُحَمَّدٌ يَقُولَانِ: مُسْلِمٌ وَيَهَابَانِ: مُؤْمِنٌ "

1790 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: " إِذَا قِيلَ لَكَ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ فَقُلْ: {§آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} "

1791 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: قَالَ لِي الثَّوْرِيُّ وَأَنَا وَهُوَ فِي بَيْتِهِ مَا لَنَا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ: «§نَحْنُ مُؤْمِنُونَ، وَالنَّاسُ عِنْدَنَا مُؤْمِنُونَ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا أَفْعَالُ مَنْ مَضَى»

1792 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا أَبُو مُوسَى هَارُونُ بْنُ مَسْعُودٍ الدَّهَّانُ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: " أَهْلُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: " §الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُزَكُّوا أَنْفُسَهُمْ، لَا يَجُوزُ عَمَلٌ إِلَّا بِإِيمَانٍ، وَلَا إِيمَانٌ إِلَّا بِعَمَلٍ، فَإِنْ قَالَ: مَنْ إِمَامُكَ فِي هَذَا؟ فَقُلْ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ "

1793 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: نا مَالِكٌ أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ مِسْعَرٍ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ: وَقَلَّ مَا كَانَ يَخْرُجُ -[1053]- مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَّا وَمَعَهُ قِمَامَةٌ يَحْمِلُهَا، قَالَ: فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: طُوبَى لَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً صَائِمٌ نَهَارَكَ قَائِمٌ لَيْلَكَ، قَالَ: قَالَ مِسْعَرٌ عِنْدَ ذَلِكَ: §«لَيْتَنِي أَمُوتُ عَلَى الْإِسْلَامِ»

1794 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: «مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا إِلَّا عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ» قَالَ يَحْيَى: «§الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ» ، قَالَ يَحْيَى: " وَكَانَ سُفْيَانُ يُنْكِرُ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ " وَيُحَسِّنُ يَحْيَى الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ وَرَآهُ

1795 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: §" كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَعَاتَبَهُ رَجُلٌ عَلَى كَثْرَةِ قَوْلِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَأُرِيَ الرَّجُلُ فِي مَنَامِهِ أَنْتَ الْمُعَاتِبُ لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ لِكَثْرَةِ قَوْلِهِ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لَوْ أَرَادَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنْ يَثْقُبَ الْخَرْدَلَ بِقَوْلِهِ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَثَقَبَهُ "

1796 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ إِذَا سُئِلَ: " §أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ إِنْ شَاءَ لَمْ يُجِبْهُ، وَقَالَ: سُؤَالُكَ إِيَّايَ بِدْعَةٌ وَلَا أَشُكُّ فِي إِيمَانِي، وَلَا يُعَنِّفُ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ يَنْقُصُ أَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَيْسَ يُكْرَهُ، وَلَيْسَ بِدَاخِلٍ فِي الشَّكِّ "

1797 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: " سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قُلْتُ: أَتَرَى أَنْ يَشْهَدَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: وَمَنْ يَقُولُ هَذَا؟ قُلْتُ: وَكَيْفَ يَقُولُ؟ قَالَ: وَيَقُولُ أَرْجُو وَلَكِنَّهُمُ الْمُسْلِمُونَ تَحِلُّ مُنَاكَحَتُهُمْ، وَذَبَائِحُهُمْ وَتَجْرِي عَلَيْهِمُ الْحُدُودُ وَهُمْ فِي الِاسْمِ عِنْدَنَا مُسْلِمُونَ، وَلَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِهِمْ، وَلَا أَشْهَدُ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّجَاةِ ". قِيلَ: فَالشُّهَدَاءُ قَالَ: §الشُّهَدَاءُ فِي الْجَنَّةِ فَأَمَّا أَحَدٌ أُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ أَشْهَدُ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ فَلَا، قَالَ: وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ -[1055]- فِي الْجَنَّةِ» قَالَ: فَهَذَا وَأَشْبَاهُهُ مِنَ الْأَحَادِيثِ عِنْدَنَا حَقٌّ

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَسَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ: " §هَلْ نَدَعُ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَلَا أَشْهَدُ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ، وَلَأَنَا لِأَبِي بَكْرٍ بِرَحْمَةِ اللَّهِ أَوْثَقُ مِنِّي بِعَذَابِهِ أَلْفَ أَلْفَ ضِعْفٍ، وَلَا أُثْبِتُ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ، وَلَأَنَا لِأَبِي مُسْلِمٍ بِعَذَابِ اللَّهِ أَخْوَفُ عَلَيْهِ مِمَّا أَرْجُو مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ أَلْفَ أَلْفَ ضِعْفٍ وَلَا أُثْبِتُ عَلَيْهِ الشَّهَادَةَ، قَالَ: وَقَدْ خَافَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى نَفْسِهِ النِّفَاقَ، قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ عُمَرَ لَمْ يَخَفْ أَنْ يَكُونَ مُنَافِقًا حَتَّى يَسْأَلَ حُذَيْفَةَ وَلَكِنْ خَافَ أَنْ يُبْتَلَى بِذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْبِدَعِ، قَالَ: وَقَدْ قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ حِينَ ذَكَرَ الْحَدِيثَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، أَنْتُمْ تَقُولُونَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا مَا هُوَ؟ قَالَ: فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَكَرِهَ مَسْأَلَتِي عَنْهُ، قَالَ: وَقَدْ عَرَفْتُ، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْظُرُ مَا يَقُولُ، قَالَ: وَإِنَّمَا كَانُوا يُحَدِّثُونَ بِالْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءَتْ تَعْظِيمًا لِحُرُمَاتِ اللَّهِ وَلَا يَعُدُّونَ الذُّنُوبَ كُفْرًا وَلَا شِرْكًا -[1056]-، وَكَانَ يَقُولُ: الْمُؤْمِنُ حَدِيدٌ عِنْدَ حُرُمَاتِ اللَّهِ ". وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي الرَّجُلِ يُسْأَلُ أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ حَقًّا؟ قَالَ: «إِنَّ الْمَسْأَلَةَ عَمَّا يُسْأَلُ مِنْ ذَلِكَ بِدْعَةٌ، وَالشَّهَادَةُ عَلَيْهِ تَعَمُّقٌ لَمْ نُكَلَّفْهُ فِي دِينِنَا وَلَمْ يُشَرِّعْهُ نَبِيُّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَيْسَ لِمَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فِيهِ إِمَامٌ إِلَّا مِثْلُهُ، الْقَوْلُ بِهِ جَدَلٌ، وَالْمُنَازَعَةُ فِيهِ حَدَثٌ، وَلَعَمْرِي مَا شَهَادَتُكَ لِنَفْسِكَ بِالَّتِي وَجَبَتْ بِتِلْكَ حَقِيقَةٌ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ، وَلَا تَرْكُكَ الشَّهَادَةَ لِنَفْسِكَ بِهَا بِالَّتِي تُخْرِجُكَ عَنِ الْإِيمَانِ إِنْ كُنْتَ كَذَلِكَ، وَإِنَّ الَّذِي يَسْأَلُكَ عَنْ إِيمَانِكَ لَيْسَ يَسْأَلُكَ فِي ذَلِكَ مِنْكَ، وَلَكِنْ يُرِيدُ أَنْ يُنَازِعَ اللَّهَ عِلْمَهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى زَعَمَ أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ وَعِلْمَهُ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ، فَاصْبِرْ نَفْسَكَ عَلَى السُّنَّةِ وَقِفْ حَيْثُ وَقَفَ الْقَوْمُ، وَقُلْ مَا قَالُوا، وَكُفَّ عَمَّا كَفُّوا عَنْهُ، وَاسْلُكْ سَبِيلَ سَلَفِكَ الصَّالِحِ، فَإِنَّهُ يَسَعُكَ مَا وَسِعَهُمْ، وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الشَّامِ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذِهِ الْبِدْعَةِ حَتَّى قَذَفَهَا إِلَيْهِمْ -[1057]- بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِمَّنْ دَخَلَ فِي تِلْكَ الْبِدْعَةِ»

1798 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ سُئِلَ عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ، قِيلَ لَهُ: فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ: مُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ قَالَ: هَذَا بِدْعَةٌ، قِيلَ لَهُ: فَمَا يَرُدُّ عَلَيْهِ؟ قَالَ: يَقُولُ: مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، إِلَّا أَنْ يَسْتَثْنِيَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، ثُمَّ قَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ: §وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَزِيَادَتُهُ بِالْعَمَلِ، وَنُقْصَانُهُ بِتَرْكِ الْعَمَلِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] فَهُوَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْقُبُورِ لَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ: «وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ» فَاسْتَثْنَى وَقَدْ عَلِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَيِّتٌ فَاسْتَثْنَاهُ

سياق ما روي في تضليل المرجئة وهجرانهم، وترك السلام عليهم، والصلاة خلفهم، والاجتماع معهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَضْلِيلِ الْمُرْجِئَةِ وَهِجْرَانِهِمْ، وَتَرْكِ السَّلَامِ عَلَيْهِمْ، وَالصَّلَاةِ خَلْفَهُمْ، وَالِاجْتِمَاعِ مَعَهُمْ

1799 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ الْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ»

1800 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا أَبُو عُتْبَةَ، قَالَ: نا بَقِيَّةُ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي كِلَاهُمَا فِي النَّارِ: قَوْمٌ يَقُولُونَ: إِنَّمَا الْإِيمَانُ كَلَامٌ وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ " وَقَالَ: " وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: إِنَّ أَوَّلِينَا كَانُوا ضُلَّالًا يَقُولُونَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، وَإِنَّمَا هُمَا صَلَاتَانِ "

1801 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: نا الْمُعَافَى، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ -[1060]-: §«اتَّقُوا الْإِرْجَاءَ فَإِنَّهَا شُعْبَةٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ»

1802 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا أَبُو عُتْبَةَ، قَالَ: نا بَقِيَّةُ، قَالَ: نا زُرْعَةُ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: «لَقَدْ §لُعِنَتِ الْقَدَرِيَّةُ، وَالْمُرْجِئَةُ عَلَى لِسَانِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، آخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

1803 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§يَبْدَءُونَ فِيكُمْ مُرْجِئَةً، ثُمَّ يَكُونُونَ قَدَرِيَّةً، ثُمَّ يَصِيرُونَ مَجُوسًا»

1804 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §«سُؤَالُ الرَّجُلِ أَخَاهُ أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ مِحْنَةٌ بِدْعَةٌ كَمَا يُمْتَحَنُ الْخَوَارِجُ»

1805 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: " كَانَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ §يَدْعُو إِلَى هَذَا الرَّأْيِ، فَحَدَّثَ بِذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي يَا مُغِيرَةُ هَلْ يَدْعُو إِلَى هَذَا الرَّأْيِ فَإِنَّهُ حَلَفَ لِي بِاللَّهِ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى قَلْبِهِ أَنَّهُ يَرَى هَذَا الرَّأْيَ، وَقَدْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ يَدْعُو إِلَيْهِ وَلَكِنْ جَعَلْتُ لَا أُخْبِرُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ "

1806 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَصِيرُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: نا -[1061]- سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ يَعْنِي الْأَسَدِيَّ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لَأَنَا لِفِتْنَةِ الْمُرْجِئَةِ §أَخْوَفُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ فِتْنَةِ الْأَزَارِقَةِ»

1807 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: §«تَرَكَتِ الْمُرْجِئَةُ الدِّينَ أَرَقَّ مِنْ ثَوْبٍ سَابِرِيٍّ»

1808 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أنا شَرِيكٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: «§مَرَّ، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ»

1809 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ عُتَيْبَةَ بْنِ النَّهَّاسِ، يَقُولُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: §«الْمُرْجِئَةُ يَهُودُ الْقِبْلَةِ»

1810 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ -[1062]-: «رَآنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَنَا جَالِسٌ إِلَى طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ» قَالَ أَيُّوبُ: " وَمَا أَدْرَكْتُ بِالْبَصْرَةِ §أَعْبَدَ مِنْهُ وَلَا أَبَرَّ بِوَالِدَيْهِ مِنْهُ، يَعْنِي مِنْ طَلْقٍ وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الْمُرْجِئَةِ فَقَالَ سَعِيدٌ: أَلَمْ أَرَكَ جَالِسًا إِلَيْهِ لَا تُجَالِسْهُ " قَالَ أَيُّوبُ: «وَكَانَ وَاللَّهِ نَاصِحًا وَمَا اسْتَشَرْتُهُ»

1811 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ، قَالَ: نا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِذَرٍّ: «يَا ذَرُّ §مَا لِي أَرَاكَ كُلَّ يَوْمٍ تُجَدِّدُ دِينًا؟»

1812 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: نَا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا الْأَسْوَدُ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: شَكَا ذَرٌّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ قَالَ: مَرَرْتُ بِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: «§إِنَّ هَذَا كُلَّ يَوْمٍ يُجَدِّدُ دِينًا، لَا وَاللَّهِ لَا -[1063]- أُكَلِّمُهُ أَبَدًا»

1813 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الطَّوِيلُ الضَّرِيرُ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: §«مَثَلُ الْمُرْجِئَةِ مَثَلُ الصَّابِئِينَ»

وَأَنَا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: ذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْمُرْجِئَةَ قَالَ: فَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا فَقَالَ: " §مَثَلُهُمْ مَثَلُ الصَّابِئِينَ، إِنَّهُمْ أَتَوُا الْيَهُودَ فَقَالُوا: مَا دِينُكُمْ؟ قَالُوا: الْيَهُودِيَّةُ، قَالُوا: مَنْ نَبِيُّكُمْ؟ قَالُوا: مُوسَى، قَالُوا: فَمَاذَا لِمَنْ تَبِعَكُمْ؟ قَالُوا: الْجَنَّةُ، ثُمَّ أَتَوُا النَّصَارَى فَقَالُوا: مَا دِينُكُمْ؟ قَالُوا: النَّصْرَانِيَّةُ، قَالُوا: فَمَا كِتَابُكُمْ؟ قَالُوا: الْإِنْجِيلُ، قَالُوا: فَمَنْ نَبِيُّكُمْ؟ قَالُوا: عِيسَى، قَالُوا: فَمَاذَا لِمَنْ تَبِعَكُمْ؟ قَالُوا: الْجَنَّةُ، قَالُوا: فَنَحْنُ بَيْنَ دِينَيْنِ "

1815 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ إِجَازَةً، أنا مُحَمَّدُ -[1064]- بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّرَارِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّادٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: «§مَا لَيْلٌ بِلَيْلٍ، وَلَا نَهَارٌ بِنَهَارٍ مِنَ الْمُرْجِئَةِ بِالْيَهُودِ»

1816 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا إِسْحَاقُ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَقَتَادَةُ يَقُولَانِ: §«لَيْسَ مِنَ الْأَهْوَاءِ شَيْءٌ أَخْوَفَ عِنْدَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الْإِرْجَاءِ»

1817 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهِلٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: §«هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْمُرْجِئَةُ وَالرَّافِضَةُ»

1818 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ، قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ فِي شَيْءٍ: §«لَا أَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْمُرْجِئَةُ الضَّالَّةُ الْمُبْتَدِعَةُ»

1819 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ شَبَهٍ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: جَاءَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ إِلَى ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ فَدَقَّ عَلَيْهِ الْبَابَ وَقَالَ: «§أَيْنَ هَذَا الضَّالُّ، يَعْنِي بِالْإِرْجَاءِ»

1820 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنٌ؟» قَالَ: وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «وَكَفَا بِهِ عَمًى الَّذِي يَعْمَى عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَجَّاجِ» وَقَالَ مَنْصُورٌ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَذُكِرَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: {§أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18]

1821 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَبْيَارِيُّ، أنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: نا قَبِيصَةُ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §عَجِبْتُ لِإِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ: الْحَجَّاجُ مُؤْمِنٌ "

1822 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: نا عَاصِمٌ، سَمِعْتُ أَبَا رَزِينٍ، يَقُولُ: §«إِنْ كَانَ الْحَجَّاجُ عَلَى هُدًى إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ»

1823 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عُثْمَانُ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: «صَدَقُوا §مُؤْمِنٌ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ كَافِرٌ -[1066]- بِاللَّهِ»

1824 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا، ذَكَرَ الْمُرْجِئَةَ فَقَالَ: «§هُمْ أَخْبَثُ قَوْمٍ، وَحَسْبُكَ الرَّافِضَةُ خُبْثًا، وَلَكِنَّ الْمُرْجِئَةَ يُكَذِّبُونَ اللَّهَ»

1825 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا دَعْلَجٌ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْآبَّارُ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَكَانَ شَيْخًا حَجَّاجِيًّا قَالَ: " سَأَلْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ: أُصَلِّي خَلْفَ مَنْ يَقُولُ: §الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَا كَرَامَةَ "

1826 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرُ، نا الْقِلَابِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ -[1067]-: «§مَرَّتْ بِنَا جِنَازَةُ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، لَيْسَ فِيهَا سُفْيَانُ، وَلَا شَرِيكٌ»

1827 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا دَعْلَجٌ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ السَّرَخْسِيُّ، قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى " أَنَّ رَجُلًا بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ يَرَى الْإِرْجَاءَ، فَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: §لَا تُنَاكِحُوهُ "

1828 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ إِجَازَةً قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَسْلَمَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، يَقُولُ: «§مَنْ كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الْإِرْجَاءِ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ تُعَادُ»

1829 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: §" دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَفِي حِجْرِهِ الْمُصْحَفُ وَهُوَ يُقَلِّبُ الْوَرَقَ، فَقَالَ: مَا أَحَدٌ أَبْعَدَ مِنْهُ مِنَ الْمُرْجِئَةِ "

سياق ما نقل من مقابح مذاهب المرجئة

§سِيَاقُ مَا نُقِلَ مِنْ مَقَابِحِ مَذَاهِبِ الْمُرْجِئَةِ

1830 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا -[1069]- الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ، يَقُولُ: " §اسْتُتِيبَ أَبُو حَنِيفَةَ مَرَّتَيْنِ، قَالَ مَرَّةً: لَوْ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لِلَّهِ بَيْتًا إِلَّا أَنِّي لَا أَدْرِي أَهُوَ هَذَا أَوْ بَيْتٌ بِخُرَاسَانَ كَانَ عِنْدِي مُؤْمِنًا؟ وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا أَنِّي لَا أَدْرِي أَهُوَ الَّذِي بِالْمَدِينَةِ أَوْ رَجُلٌ كَانَ بِخُرَاسَانَ؟ كَانَ عِنْدِي مُؤْمِنًا "

1831 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: نا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا حَنِيفَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: §أَشْهَدُ أَنَّ الْكَعْبَةَ حَقٌّ وَلَكِنْ لَا أَدْرِي هِيَ هَذِهِ أَمْ لَا؟ فَقَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نَبِيٌّ لَكِنْ لَا أَدْرِي هُوَ الَّذِي قَبْرُهُ بِالْمَدِينَةِ أَمْ لَا؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا " قَالَ حَنْبَلٌ: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: «مَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ» وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ -[1070]-: «مَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ»

1832 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا نَضْرُ بْنُ عَمَّارٍ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: " §إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ وَإِيمَانُ إِبْلِيسَ وَاحِدٌ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَبِّ، وَقَالَ إِبْلِيسُ: يَا رَبِّ "

1833 - ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: نا ابْنُ أَبِي مُوسَى الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ النَّسَائِيِّ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: " اجْتَمَعَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فَجَاءَهُمْ، فَقَالُوا: §مَا تَقُولُ فِيمَنْ نَكَحَ أُمَّهُ، وَقَتَلَ أَبَاهُ، وشَرِبَ فِي قَحْفِهِ الْخَمْرَ؟ فَقَالَ: مُؤْمِنٌ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: لَا أَقْبَلُ لَكَ شَهَادَةً أَبَدًا. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: وَجْهِي مِنْ وَجْهِكَ حَرَامٌ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْكَ أَبَدًا، وَقَالَ شَرِيكٌ: لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، قَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: كَلَامُكَ عَلَيَّ حَرَامٌ أَبَدًا "

1834 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا أَبُو مُوسَى حُمْرَانُ بْنُ مَسْعُودٍ الدَّهَّانُ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: «§اتَّقُوا هَذِهِ الْأَهْوَاءَ» قِيلَ لَهُ: بَيِّنْ لَنَا رَحِمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ سُفْيَانُ: أَمَّا الْمُرْجِئَةُ فَيَقُولُونَ: الْإِيمَانُ كَلَامٌ بِلَا عَمَلٍ، مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُسْتَكْمِلُ الْإِيمَانِ، إِيمَانُهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَالْمَلَائِكَةِ، وَإِنْ قَتَلَ كَذَا وَكَذَا مُؤْمِنًا، وَإِنْ تَرَكَ الْغُسْلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَإِنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَهُمْ يَرَوْنَ السَّيْفَ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ "

1835 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: " §مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مُؤْمِنٌ فَهُوَ مُرْجِئٌ "

وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِيسَى، قَالَ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: «§مَنْ آمَنَ وَعَصَى، إِيمَانُهُ بِإِيمَانِ إِبْلِيسَ أَشْبَهُ مِنْهُ بِإِيمَانِ جِبْرِيلَ؛ لِأَنَّ جِبْرِيلَ آمَنَ وَأَطَاعَ، وَإِبْلِيسَ آمَنَ وَعَصَى»

1837 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا -[1072]- الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: " أَهْلُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: §الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، وَالْمُرْجِئَةُ تَقُولُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ، وَالْجَهْمِيَّةُ يَقُولُونَ: الْإِيمَانُ الْمَعْرِفَةُ "

1838 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ إِجَازَةً قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَحْمَسِيُّ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: نا هُدْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: " §مَرَّ أَبُو حَنِيفَةَ بِسَكْرَانَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ، يَا مُرْجِئُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: صَدَقْتَ، الذَّنْبُ مِنِّي، جِئْتُ سَمَّيْتُكَ مُؤْمِنًا مُسْتَكْمِلَ الْإِيمَانِ "

سياق ما روي متى حدث الإرجاء في الإسلام وفشا

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مَتَى حَدَثَ الْإِرْجَاءُ فِي الْإِسْلَامِ وَفَشَا

1839 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: نا زُبَيْدٌ، قَالَ: لَمَّا ظَهَرَتِ الْمُرْجِئَةُ أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، سَمِعَا أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» قَالَ شُعْبَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَمَّادٍ فَكَانَ يَقُولُ: يَا شُعْبَةُ، أَنْتَ مِنَّا إِلَّا قَطْرَةً، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَتَتَّهِمُ زُبَيْدًا؟ أَتَتَّهِمُ مَنْصُورًا؟ أَتَتَّهِمُ الْأَعْمَشَ بْنَ سُلَيْمَانَ؟ كُلُّهُمْ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَتَّهِمُ أَبَا وَائِلٍ

1840 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْمُلَيْحِ، قَالَ: وَسُئِلَ، يَعْنِي مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ عَنْ كَلَامِ الْمُرْجِئَةِ، فَقَالَ: §«أَنَا أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ»

1841 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أنا ابْنُ زَنْجَوَيْهِ، قَالَ: نا عَارِمٌ، قَالَ: نا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: §«إِنَّمَا حَدَثَ هَذَا الْإِرْجَاءُ بَعْدَ هَزِيمَةِ ابْنِ الْأَشْعَثِ»

1842 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا دَعْلَجٌ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، قَالَ: " وَذُكِرَ الْإِرْجَاءُ عِنْدَ الْأَعْمَشِ فَقَالَ: §مَا تَرْجُو مِنْ رَأْيٍ أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ " قَالَ جَرِيرٌ: وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَقُولُ: نا حَمَّادٌ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ مُرْجِئًا، وَرُبَّمَا قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَفْسُدَ

1843 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ -[1075]-: §«لَمْ يَزَلْ فِي النَّاسِ بَقِيَّةٌ حَتَّى دَخَلَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فِي الْإِرْجَاءِ فَتَهَافَتَ النَّاسُ فِيهِ»

1844 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: أنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ سَلَامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: «أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْمُرْجِئَةِ، §أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْإِرْجَاءِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ»

1845 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ خَيْثَمَةَ، قَالَ: أنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أُمُّهُ جَمَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ: فَالْحَسَنُ §أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْإِرْجَاءِ "

1846 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا الْفَضْلُ بْنُ سُهَيْلٍ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا مِسْعَرٌ، قَالَ: " رَأَيْتُ مُسْلِمًا الْبَطِينَ §يَهْجُو الْمُرْجِئَةَ فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ "

1847 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ -[1076]-، وَذُكِرَ الْمُرْجِئَةُ فَقَالَ: §«رَأْيٌ مُحْدَثٌ أَدْرَكْتُ النَّاسَ عَلَى غَيْرِهِ»

1848 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: «قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ وَهُوَ شَابٌّ يَوْمَئِذٍ ابْنُ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ فِينَا أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ سَنَةً §لَا يُعْرَفُ بِشَيْءٍ مِنَ الْإِرْجَاءِ حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ فَأَدْخَلَهُ فِي الْإِرْجَاءِ، فَكَانَ أَشْأَمَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى أَبِيهِ»

1849 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُؤَمَّلٌ، يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ فَقَالَ: §«ذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَ أَبَاهُ فِي الْإِرْجَاءِ»

سياق ما روى من رجع عن الإرجاء، وأنشد فيهم الشعر، وعاب عليهم آراءهم، ومدح أهل السنة

§سِيَاقُ مَا رَوَى مَنْ رَجَعَ عَنِ الْإِرْجَاءِ، وَأَنْشَدَ فِيهِمُ الشِّعْرَ، وَعَابَ عَلَيْهِمْ آرَاءَهُمْ، وَمَدَحَ أَهْلَ السُّنَّةِ

1850 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نَوْفَلٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ مِنْ آدَبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَفْقَهِهِمْ، §وَكَانَ مُرْجِئًا ثُمَّ رَجَعَ فَأَنْشَدَ يَقُولُ: [البحر الوافر] لَأَوَّلُ مَا نُفَارِقُ غَيْرَ شَكٍّ ... نُفَارِقُ مَا يَقُولُ الْمُرْجِئُونَا وَقَالُوا: مُؤْمِنٌ مِنْ أَهْلِ جَوْرٍ ... وَلَيْسَ الْمُؤْمِنُونَ بِجَائِرِينَا وَقَالُوا مُؤْمِنٌ دَمُهُ حَلَالٌ ... وَقَدْ حَرُمَتْ دِمَاءُ الْمُؤْمِنِينَا"

1851 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: نا مِسْعَرٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْقٍ: §وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلُهُ وَنَهَارُهُ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا مُؤْمِنٌ أَوْ مُكَذِّبُ فَإِنْ تَكُ إِلَّا مُؤْمِنًا أَوْ مُكَذِّبًا ... فَأَنْتَ إِذًا يَا أَحْمَقَ النَّاسِ تَذْهَبُ"

1852 - ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، بنَيْسَابُورَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَامِرٍ، يُنْشِدُ: [البحر الرمل] §أَيُّهَا الْقَائِلُ إِنِّي مُؤْمِنٌ ... إِنَّمَا الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلْ إِنَّمَا الْإِرْجَاءُ دِينٌ مُحْدَثٌ ... سَنَّهُ جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ انْتَحَلْ -[1078]- إِنَّ دِينَ اللَّهِ دِينٌ قَيِّمٌ ... فِيهِ صَوْمٌ وَصَلَاةٌ تُعْتَمَلْ وَزَكَاةٌ وَجِهَادٌ لِامْرِئٍ ... حَارَبَ الدِّينَ اعْتِدَاءً وَقُتِلْ لَيْسَ بِالْمُسْتَكْمِلِ الْإِيمَانَ مَنْ ... إِنْ رُئِيَ صَلَّى وَإِلَّا لَمْ يُصَلْ أَوْ أَتَى يَوْمًا عَلَى قَاذُورَةٍ ... تَرَكَ الْغُسْلَ مُجُونًا أَوْ كَسَلْ اسْمُ هَذَا مُؤْمِنُ الْإِقْرَارِ لَا ... مُؤْمِنٌ حَقًّا وَحَقًّا لَمْ يَقُلْ لَسْتُ بِالْمُرْجِئِ وَلَا الْحَرْبِيِّ لَا ... وَلَا أَرَى بِرَأْيِ مُعْتَزِلْ إِنَّ رَأْيِي رَأْيُ سُفْيَانَ وَمَا ... كَانَ سُفْيَانُ عَلَى رَأْيٍ فَضَلّ"

1853 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْأَصْمَعِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْنَا حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: " §قِيلَ لِأَعْرَابِيٍّ: أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: أُزَكِّي نَفْسِي، قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ حَمَّادٌ يُعْجِبُهُ قَوْلُهُ "

سياق ما روي من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، وما حفظ من قوله في المرجئة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، وَمَا حُفِظَ مِنْ قَوْلِهِ فِي الْمُرْجِئَةِ

أنا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّرَيْشِشِيُّ قَالَ: أنا الْقَاسِمُ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الطَّبَرِيُّ اللَّالَكَائِيُّ قَالَ: 1854 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَغَوِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي»

1855 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي الْمُنْتَابِ، قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ مُخَلَّدٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا تَقُولُ فِي الْقَدَرِيَّةِ؟ -[1082]- قَالَ: «مَجُوسٌ» قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي الرَّافِضَةِ؟ قَالَ: «هُمْ شَرٌّ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ أَوِ الْقَدَرِيَّةُ شَرٌّ مِنْهُمْ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الْمُرْجِئَةِ؟ قَالَ: «هُمْ دُونَهُمْ، وَهُمْ مُخَالِفُونَ لِلسُّنَّةِ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الشُّكَّاكِ؟ قَالَ: «لَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ مَنْ شَكَّ فِيَّ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِيكَ، وَلَكِنْ لَا يَدْرُونَ مَا هُمْ عِنْدَ اللَّهِ، قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَهَلْ يَدْرِي أَحَدٌ مَا هُوَ عِنْدَ اللَّهِ؟» . قَالَ الْحَسَنُ: أَتَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ فَسَأَلَاهُ عَنْ هَذِهِ الرُّؤْيَا، فَلَمَّا بَلَغَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الشُّكَّاكِ؟ قَالَ: أَلَا قُلْتَ: «قَوْمٌ مُشْفِقَةٌ»

سياق ما ورد من الآيات في كتاب الله تعالى في أن اسم الإيمان اسم مدح، وأن المؤمنين في الجنة قال الله تعالى: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون، وقال الله عز وجل: وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين، وقال إن المنافقين هم الفاسقون، فكيف يكون

§سِيَاقُ مَا وَرَدَ مِنَ الْآيَاتِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَنَّ اسْمَ الْإِيمَانِ اسْمُ مَدْحٍ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18] ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: 11] ، وَقَالَ {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67] ، فَكَيْفَ يَكُونُ مُؤْمِنًا فَاسِقًا مُنَافِقًا

وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8] وَمَنْ يَكُونُ مُؤْمِنًا حَقًّا عَلَى قَوْلِ الْمُرْجِئَةِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتُوبُ، وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّوْبَةَ تَكُونُ مِنَ الْمَحْظُورَاتِ وَالْمَنَاهِي. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، فَدَلَّتْ هَذِهِ الْآيَاتُ، وَالْأَخْبَارُ كُلُّهَا عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ اسْمُ مَدْحٍ يَسْتَحِقُّ الْمَدْحَ عَلَى أَفْعَالِهِ، وَالْفَاسِقَ اسْمُ ذَمٍّ يَسْتَحِقُّ الذَّمَّ عَلَى أَفْعَالِهِ. صِحَّةُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرُزِقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 3] وَقَالَ: {وَعَدَ اللُهُ الْمُؤْمِنُينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيْبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ، وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72] ، وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [المائدة: 65] ، وَقَالَ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْمُنَافِقِينَ: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [التوبة

: 68] ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ، وَرُوِيَ عَنْهُ " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ". وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْكَذِبُ يُجَانِبُ الْإِيمَانَ» . وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ. وَمِنَ التَّابِعِينَ عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، وَالزُّهْرِيِّ. وَمِنَ الْفُقَهَاءِ: الْأَوْزَاعِيُّ، وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَالَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ فِيمَا قَبْلُ.

1856 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: أنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» -[1086]-. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ،، وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ

1857 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: نا شَبَابَةُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»

1858 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ أَحَدٌ الْمُخَدِّرَ، يَعْنِي الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَنْتَهِبُ أَحَدُكُمْ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ أَعْيُنَهُمْ فِيهَا حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ حِينَ يَغُلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَإِيَاكُمْ وَإِيَّاكُمْ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1859 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح. -[1087]- 1860 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ قَارِنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا أَبُو حَاتِمٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يُشَرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، زَادَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: «وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» قَالَا: «وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

1861 - أنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ: قَالَ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، نُزِعَ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَلَا يَعُودُ إِلَيْهِ حَتَّى يَتُوبَ، فَإِذَا تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ»

1862 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: ح. -[1088]- 1863 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَإِنْ فَعَلَ شَيْئًا بَرِئَ الْإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ»

1864 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: نا نَافِعٌ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ وَكَانَ عَلَيْهِ ظِلُّهُ، فَإِذَا أَقْلَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ»

1865 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا جَدِّي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: نا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُسَيِّبُ بْنُ عَجْلَانَ أَخِي سَالِمِ بْنِ أُبَيٍّ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، إِنَّ الْإِيمَانَ -[1089]- كَالسِّرْبَالِ، فَإِذَا وَقَعَ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْخِلَالِ خُلِعَ كَمَا يُخْلَعُ السِّرْبَالُ» وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوَفَى وَعَائِشَةَ

قول ابن عباس

§قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ

1866 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ لِغِلْمَانِهِ: «§وَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ زَوَّجْنَاهُ، لَا يَزْنِي مِنْكُمْ زَانٍ إِلَّا نُزِعَ مِنْهُ الْإِيمَانُ، فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيْهِ رَدَّهُ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَمْنَعَهُ مَنَعَهُ»

1867 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا أَبُو عُتْبَةَ، قَالَ: نا بَقِيَّةُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ، يَعْنِي فِي قَرْنٍ وَاحِدٍ فَإِذَا انْتُزِعَ أَحَدُهُمَا مِنَ الْعَبْدِ -[1090]- اتَّبَعَهُ الْآخَرُ»

قول أبي هريرة

§قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ

1868 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: «§لَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، قَالَ عَطَاءٌ: «يَتَنَحَّى عَنْهُ الْإِيمَانُ»

1869 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ الْمُقْرِئِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: §«إِذَا أَتَى الرَّجُلُ امْرَأَةً حَرَامًا فَارَقَهُ الْإِيمَانُ هَكَذَا» وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَوَصَفَهَا سُوَيْدٌ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ثُمَّ قَالَ: «يُفَارِقُهُ الْإِيمَانُ هَكَذَا فَإِذَا رَجَعَ رَاجَعَهُ الْإِيمَانُ» وَرَدَّ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى

1870 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا الْعَوَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «§الْإِيمَانُ نَزِهٌ فَمَنْ زَنَا فَارَقَهُ الْإِيمَانُ، فَإِنْ لَامَ نَفْسَهُ وَرَجَعَ رَاجَعَهُ الْإِيمَانُ»

أبو الدرداء

§أَبُو الدَّرْدَاءِ

1871 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «§مَا الْإِيمَانُ إِلَّا كَقَمِيصِ أَحَدِكُمْ يَخْلَعُهُ مَرَّةً، وَيَلْبَسُهُ أُخْرَى، وَاللَّهِ مَا أَمِنَ عَبْدٌ عَلَى إِيمَانِهِ إِلَّا سُلِبَهُ فَوَجَدَ فَقْدَهُ»

أبو بكر الصديق

§أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ

1872 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ: ح. 1873 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: نا شُجَاعُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ: نا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، يَقُولُ: «§إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبٌ الْإِيمَانَ»

1874 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ -[1092]-: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «§يُجَانِبُهُ الْإِيمَانُ مَا دَامَ كَذَلِكَ، فَإِذَا رَجَعَ رَاجَعَهُ الْإِيمَانُ»

1875 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا عُبَيْدٌ الْبَزَّازُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ عُوَيْمٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: بَلَغَهُ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §«الْحَسَدُ يُفْسِدُ الْإِيمَانَ كَمَا يُفْسِدُ الصَّبْرُ الْعَسَلَ»

1876 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: نا أَبِي وَعَبَّادٌ، سَمِعَا فَضْلَ بْنَ يَسَارٍ، قَالَ: ح. 1877 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ يَسَارٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» ، فَقَالَ: هَذَا الْإِسْلَامُ، وَدَوَّرَ دَائِرَةً عَظِيمَةً، ثُمَّ دَوَّرَ دَائِرَةً فِي جَوْفِهَا أَصْغَرَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا الْإِيمَانُ مَقْصُورٌ فِي الْإِسْلَامِ، فَإِذَا هُوَ زَنَا أَوْ سَرَقَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ، فَإِذَا تَابَ رَجَعَ إِلَى الْإِيمَانِ، وَلَا يُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا الْكُفْرُ بِاللَّهِ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وعلامة المنافق فمعنى قوله والله أعلم أن المسلم إذا سب المسلم وقذفه فقد كذب، والكذاب فاسق، فيزول عنه اسم الإيمان، وباستحلاله قتاله يصير كافرا، وروي عن ابن مسعود معناه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ سِبَابَ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالَهُ كُفْرٌ، وَعَلَامَةِ الْمُنَافِقِ فَمَعْنَى قَوْلِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا سَبَّ الْمُسْلِمَ وَقَذَفَهُ فَقَدْ كَذَبَ، وَالْكَذَّابُ فَاسِقٌ، فَيَزُولُ عَنْهُ اسْمُ الْإِيمَانِ، وَبِاسْتِحْلَالِهِ قِتَالَهُ يَصِيرُ كَافِرًا، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَعْنَاهُ

1878 - أنا عَبْدُ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَرْبَعُ خِلَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا: مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ ذَلِكَ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ حَتَّى يَدَعَهَا ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ

1879 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ مِينَاءَ قَالُوا، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ §عَلَامَاتِ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ "

- 1880 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدٌ الْمُحْرِمُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ دَيْنٌ فَلَقِيَنِي فَتَقَاضَانِي، فَخِفْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي وَيَهْلِكَ عِيَالِي، فَوَعَدْتُهُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِذَا رَأَيْتُ الْهِلَالَ، فَلَمْ أَفْعَلْ، أَمُنَافِقٌ أَنَا؟ فَقَالَ: حَدَّثْتَهُ وَوَعَدْتَهُ فَأَخْلَفْتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَ أَنَّ أَبَاهُ لَمَّا حَضَرَ الْمَوْتَ قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ وَعَدْتُ فُلَانًا أَنْ أُزَوِّجَهُ فَزَوِّجُوهُ؛ لَا أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِثُلُثِ النِّفَاقِ» . فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، وَيَكُونُ ثُلُثُ الرَّجُلِ مُنَافِقًا، وَثُلُثُهُ مُسْلِمًا؟ قَالَ: هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ، قَالَ: فَحَجَجْتُ فَلَقِيتُ عَطَاءً، فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَمَا قَالَ لِيَ الْحَسَنُ وَمَا قُلْتُ لَهُ، قَالَ عَطَاءٌ: " أَعَجَزْتَ أَنْ تَقُولَ: أَخْبِرْنِي عَنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ أَلَمْ يَعِدُوا أَبَاهُمْ فَأَخْلَفُوا، وَائْتَمَنَهُمْ فَخَانُوا، وَحَدَّثُوهُ فَكَذَبُوا، أَمُنَافِقِينَ كَانُوا؟ أَفَلَمْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، أَبُوهُمْ نَبِيٌّ وَجَدُّهُمْ نَبِيٌّ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدِّثْنِي بِأَصْلِ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَصْلِ النِّفَاقِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا هَذَا الْحَدِيثُ فِي الْمُنَافِقِينَ خَاصَّةً، الَّذِينَ حَدَّثُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1096]- فَكَذَبُوهُ، وَائْتَمَنَهُمْ عَلَى سِرِّهِ فَخَانُوهُ، وَوَعَدُوهُ أَنْ يَخْرُجُوا مَعَهُ فِي الْغَزْوِ فَأَخْلَفُوهُ» فَقَالَ: وَأَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ تَوَجَّهَ وَهُوَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَاخْرُجُوا إِلَيْهِ وَاكْتُمُوا، قَالَ: فَكَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ مُحَمَّدًا يُرِيدُكُمْ فَخُذُوا حِذْرَكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27] ، وَنَزَلَ فِي الْمُنَافِقِينَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ} [التوبة: 75] إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَإِذَا أَتَيْتَ الْحَسَنَ فَأَخْبِرْهُ بِالَّذِي قُلْتُهُ لَكَ وَبِأَصْلِ هَذَا، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى الْحَسَنِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قُلْتُ لَفْظًا وَبِمَا قَالَ لِي، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَسَنُ بِيَدِي فَأَشَالَهَا ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ هَذَا، سَمِعَ مِنِّي حَدِيثًا فَلَمْ يَقْبَلْهُ حَتَّى اسْتَنْبَطَ أَصْلَهُ، صَدَقَ عَطَاءٌ، هَكَذَا الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي الْمُنَافِقِينَ

1881 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْقَرُ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَيْسَ الْخُلْفُ أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ وَفِي نِيَّتِهِ أَنْ يَفِيَ فَلَا يَفِيَ، وَلَكِنْ أَنْ يَعِدَ الرَّجُلُ وَفِي نِيَّتِهِ أَنْ لَا يَفِيَ فَلَا يَفِيَ»

1882 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ§: «إِذَا وَعَدَ الرَّجُلُ أَخَاهُ وَفِي نِيَّتِهِ أَنْ لَا يُخْلِفَهُ، فَلَمْ يَجِئْ لِلْمِيعَادِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ»

1883 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح 1884 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: «§سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: أَتَرْوِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ

1885 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: نا -[1098]- سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ , ح 1886 - وَنا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا يَحْيِي بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ، قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ

1887 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ بْنِ فَيْرُوزٍ الْأَزْرَقُ، قَالَ: نا ابْنُ مَهْدِيٍّ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ وَذَكَرْتُ الْمُرْجِئَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ سَعِيدٌ: فَحَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

1888 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ -[1099]- عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ§: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»

1889 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعْدَانَ الْبَغْدَادِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ كَثِيرٍ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا زُهَيْرٌ، عَنْ ح 1890 - وَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا أَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ الدَّلَّالُ قَالَ: نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ» وَلَفْظُهَا وَاحِدٌ

1891 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ§-[1100]-: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ» أَوْ قَالَ «سَبُّ الْمُسْلِمِ» أَوْ قَالَ: «الْمُؤْمِنِ فِسْقٌ» أَوْ قَالَ «فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» وَفِي الْبَابِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1892 - أنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ§: «مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا، فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1893 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح 1894 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: نا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ. . .» وَفِي حَدِيثِ شُعْبَةَ §«إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ» وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ: «فَقَدْ بَاءَ» يَعْنِي أَحَدَهُمَا

1895 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ وَجَبَ الْكُفْرُ عَلَى أَحَدِهِمَا "

1896 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا» ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1897 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَفْصِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ رَمَى رَجُلًا بِالْكُفْرِ، أَوْ رَمَاهُ بِالْفِسْقِ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ رُدَّتْ عَلَيْهِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1898 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ

1899 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ يُحَدِّثُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " §إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: أَنْتَ عَدُوِّي فَقَدْ بَرِئَ أَحَدُهُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ "، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: «إِلَّا إِنْ تَابَ»

1900 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §«مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، أَوْ سَاحِرًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذنوب التي عدهن في الكبائر مثل: الشرك بالله، والقتل والزنا، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وأكل الربا، والسحر، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات، وشهادة الزور، والسرقة، واستحلال

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الذُّنُوبِ الَّتِي عَدَّهُنَّ فِي الْكَبَائِرِ مِثْلَ: الشِّرْكِ بِاللَّهِ، والْقَتْلِ وَالزِّنَا، وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينِ الْغَمُوسِ، وَأَكْلِ الرِّبَا، وَالسِّحْرِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ، وَشَهَادَةِ الزُّورِ، والسَّرِقَةِ، وَاسْتِحْلَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، وانْقِلَابٍ إِلَى الْأَعْرَابِ " سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْكَبَائِرِ، أَسَبْعَةٌ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ إِلَى سَبْعِينَ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى سَبْعَةٍ» . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «الْإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ» -[1104]- وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «الْقُنُوطُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ، وَالْكَذِبُ» . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «شُرْبُ الْخَمْرِ مِنَ الْكَبَائِرِ»

1901 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُقَوِّمِ، قَالُوا: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: ح 1902 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَوَاصِلٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ» قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1903 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قَالَا: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ -[1105]-: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «ثُمَّ يَمِينُ الْغَمُوسِ» قَالَ: قُلْتُ لِعَامِرٍ وَمَا يَمِينُ الْغَمُوسِ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ وَهُوَ كَاذِبٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

1904 - أنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1905 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، أنا -[1106]- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ: ح 1906 - وَثنا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالْعُقُوقُ وَشَهَادَةُ الزُّورِ» ، أَوْ قَالَ: «قَوْلُ الزُّورِ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1907 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: نا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» . قَالَ: وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا قَالَ: «وَشَهَادَةُ الزُّورِ» أَوْ قَالَ: «وَقَوْلُ الزُّورِ» يَقُولُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1908 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: ح 1909 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ -[1107]-: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمِّهِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ» قِيلَ: وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: «يُسَابُّ الرَّجُلُ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1910 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ح 1911 - وَنا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: نا شَيْبَانُ، قَالَ: نا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " أَلَا إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ: §لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا "

1912 - أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: أَوَّلُهُنَّ الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِدَارًا أَنْ يَكْبُرُوا، وَفِرَارٌ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَرَمْيُ -[1108]- الْمُحْصَنَاتِ، وانْقِلَابٌ إِلَى الْأَعْرَابِ "

1913 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: نا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ الْمُصَلُّونَ، وَإِنَّ مَنْ يَقْضِي الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، كُلُّهُ حَقٌّ عَلَيْهِ، وَيُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ احْتِسَابًا، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ» ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §وَمَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «سَبْعٌ , أَعْظَمُهُنَّ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالسِّحْرُ، وَاسْتِحْلَالُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْهُنَّ كَانَ فِي جَنَّةٍ مَصَارِيعُهَا مِنْ ذَهَبٍ»

1914 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ -[1109]-: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §«لَيْسَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ مِنَ الْكَبَائِرِ، إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ يَوْمَ بَدْرٍ»

قول علي

§قَوْلُ عَلِيٍّ

1915 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: مِنَ الْكَبَائِرِ تَرْكُ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ: مَا سَمِعْنَا بِذَاكَ، فَسَكَتَ أَبُو سَلَمَةَ فَقَالَ رَجُلٌ حِينَ قَامَ: مَا كُنْتَ لِتَسْكُتَ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَقُولُ: §«رَجْعَةُ الْمُهَاجِرِ عَلَى عَقِبَيْهِ مِنَ الْكَبَائِرِ»

قول ابن عباس

§قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ

1916 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَجَّاجٍ، قَالَ: نا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §«كُلُّ مَا نَهَاكَ اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ كَبِيرَةٌ»

1917 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: نا فُلَيْحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عِيَاضٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ: الْكَبَائِرُ سَبْعٌ قَالَ -[1110]-: §«هِيَ إِلَى سَبْعِينَ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى سَبْعٍ»

1918 - وَأنا الْحُسَيْنُ بْنُ حَيْدَرَهْ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: نا الْحَكَمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ §عَنِ الْكَبَائِرِ، أَسَبْعَةٌ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ إِلَى سَبْعِينَ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَى سَبْعَةٍ»

1919 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: نا شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنِ الْكَبَائِرِ، أَسَبْعٌ هِيَ؟ قَالَ: §" هِيَ إِلَى السَّبْعِ مِائَةِ أَقْرَبُ إِلَّا إِنَّهُ لَا كَبِيرَةَ مَعَ الِاسْتِغْفَارِ، وَلَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ

1920 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ الْوَرَّاقِ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§الْإِضْرَارُ فِي الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ» ، ثُمَّ قَرَأَ: {غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ} [النساء: 12] إِلَى قَوْلِهِ: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229]

1921 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا -[1111]- مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: نا هُشَيْمُ، قَالَ: نا مُطَرِّفُ، عَنْ وَبْرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قَالَ: ح 1922 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا الْحُسَيْنُ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " §الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، والْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ " لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

1923 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُرْهِبِيُّ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا فِطْرٌ، عَنْ قُرَيْشِ بْنِ صَعْصَةَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قُلْنَا لِابْنِ مَسْعُودٍ فِي الْكَبَائِرِ قَالَ: §«الْقَتْلُ وَالْكَذِبُ»

1924 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا عُقْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: " كَانُوا يَعُدُّونَ الْكَبَائِرَ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ: §الشِّرْكَ بِاللَّهِ، وَقَتْلَ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَكْلَ الرِّبَا، وَقَذْفَ الْمُحْصَنَةِ، وَالسِّحْرَ، وَالْفَارَّ مِنَ الزَّحْفِ، وَإِلْحَادًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ". يَقُولُ ابْنُ مَسْعُودٍ: «أَيْنَ يَجْعَلُونَ يَمِينَ الْغَمُوسِ» ؟ -[1112]- قِيلَ: وَمَا يَمِينُ الْغَمُوسِ؟ قَالَ: «اقْتِطَاعُ الرَّجُلِ بِيَمِينِهِ مَالَ أَخِيهِ»

قول ابن عمر

§قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ

1925 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ قَالَ: أنا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: نا بَكَّارُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَارِئُ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: نا هِشَامُ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: «§الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالسِّحْرُ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ،. . . الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ، وَأَكْلُ الرِّبَا وَاسْتِحْلَالُ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ»

قول عبد الله بن عمرو

§قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

1926 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا بُنْدَارٌ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَرْبَعٌ §مِنَ الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ، والْإِيَاسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ "

1927 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَسَأَلُوهُ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَذَكَرَ مِنْهَا -[1113]- سِتًّا وَذَكَرَ فِيهَا شُرْبَ الْخَمْرِ، فَقِيلَ: §إِنَّ شُرْبَ الْخَمْرِ مِنَ الْكَبَائِرِ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ هُوَ مِنَ الْكَبَائِرِ، وَإِنَّهُ لَا يَشْرَبُ رَجُلٌ خَمْرًا حِينَ يُمْسِي إِلَّا كَانَ مُشْرِكًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَا يَشْرَبُهَا حِينَ يُصْبِحُ إِلَّا كَانَ مُشْرِكًا حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنَّ مُدْمِنَ الْخَمْرِ كَعَابِدِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى»

1928 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «§إِنِّي لَأَعْرِفُ الْيَوْمَ ذُنُوبًا هِيَ أَدَقُّ عَلَيْكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَبَائِرِ»

1929 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، أَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §«الْيَمِينُ الفَاجِرَةُ مِنَ الْكَبَائِرِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في تقديم التوبة عن المعاصي، واستحلال بعضهم بعضا قبل نزول الموت من مال، أو عرض، أو دم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَقْدِيمِ التَّوْبَةِ عَنِ الْمَعَاصِي، وَاسْتِحْلَالِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ مِنْ مَالٍ، أَوْ عِرْضٍ، أَوْ دَمٍ

1930 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ»

1931 - أنا عِيسَى بِنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ح -[1115]- 1932 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ§: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ جَمِيعًا

1933 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ التَّمِيْمِيُّ أَبُو خَبَّابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ جُمْعَةٍ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ، وَبِكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا، وَتُجْبَرُوا»

1934 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: أنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح 1935 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1936 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعِينَ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} [الأنعام: 158] "

1937 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ نَاصِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْفَرَزْدَقِ، قَالَ: نَظَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى قَدَمَيَّ فَقَالَ: يَا فَرَزْدَقُ أَرَى قَدَمَيْكَ -[1117]- صَغِيرَتَيْنِ فَاطْلُبْ لَهُمَا مَوْضِعًا فِي الْجَنَّةِ فَقُلْتُ: إِنَّ لِي ذَنُوبًا كَثِيرَةً فَقَالَ: لَا تَيْأَسْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِنَّ بِالْمَغْرِبِ بَابًا مَفْتُوحًا لَا يُغْلَقُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»

1938 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ: ح 1939 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الشَّامِيُّ، قَالَ: نا عَاصِمٌ، وَهُو ابْنُ عَلِيٍّ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ§: «إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِعَبْدِهِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْحِجَابُ؟ قَالَ: «أَنْ تَمُوتَ النَّفْسُ، وَهِيَ مُشْرِكَةٌ»

1940 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، ح 1941 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ§: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»

1942 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا حِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ، وَوَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن التوبة هي الندم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ التَّوْبَةَ هِيَ النَّدَمُ

1943 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، يَعْنِي الثَّوْرِيَّ، وَشَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَعْقِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ§: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ»

1944 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَأَلَ أَبِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟» قَالَ: نَعَمْ

1945 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصِيفٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ، نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: §«أَرْجُو أَنْ تَكُونَ تَوْبَةُ الْعَبْدِ مِنْ ذُنُوبِهِ نَدَامَتَهُ عَلَيْهِ»

1946 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ، وَتُوبِي إِلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ

1947 - أنا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَلَّوَيْهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ: {§تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8] ، أَنَّهُ قَالَ: «يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ، ثُمَّ لَا يَعُودُ أَبَدًا»

1948 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: {§تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]

1949 - وَأَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ، قَالَ: «§التَّوْبَةُ النَّصُوحُ أَنْ يَتُوبَ الْعَبْدُ مِنَ الْعَمَلِ السَّيِّئِ، ثُمَّ لَا يَعُودَ فِيهِ أَبَدًا»

1950 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «§التَّوْبَةُ النَّصُوحُ يَجْتَنِبُ الْعَبْدُ عَمَلَ السُّوءِ كَانَ يَعْمَلُهُ، ثُمَّ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ فَلَا يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا، فَتِلْكَ تَوْبَةُ النَّصُوحِ»

1951 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا جَعْفَرٌ، نا عَلِيٌّ الْفَارِسِيُّ، نا أَبُو غَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ أَخِي سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: §«التَّوْبَةُ النَّصُوحُ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ»

1952 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: §«لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ؛ فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً»

1953 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ§: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ»

سياق ما روي في أن القاتل عمدا له توبة وتفسير قوله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، وأنها منسوخة بقوله إن الله لا يغفر أن يشرك به وروي ذلك عن عمر وابن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وإحدى الروايتين عن ابن عباس، ومن التابعين

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الْقَاتِلَ عَمْدًا لَهُ تَوْبَةٌ وَتَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93] ، وَأَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -[1123]-، وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنَ التَّابِعِينَ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ

1954 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: نا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَرَى أَنَّ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا، فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ أَكَلَ مَالَ يَتِيمِهِ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَمَنْ يَأْكُلِ الرِّبَا فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ: {§إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ، فَلَمْ نَدْرِ مَنْ يَدْخُلُ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ، وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا فَكَفَفْنَا وَرَجَوْنَا "

1955 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَطَّانِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّابِرِيُّ، قَالَ: مُسْلِمُ بْنُ -[1124]- خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَبُتُّ عَلَى الْقَاتِلِ حَتَّى نَزَلَتْ: {§إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ} [النساء: 48] ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ فَأَمْسَكْنَا "

عمر

§عُمَرُ

1956 - أنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ غِيَاثٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَتَلْتُ، §فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَرَأَ عَلَيْهِ عُمَرُ: {حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وقَابِلِ التَّوبِ، شَدِيدِ الْعِقَابِ} [غافر: 2] ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «اعْمَلْ وَلَا تَيْئَسْ»

ابن عباس

§ابْنُ عَبَّاسٍ

1957 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدَانَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً فَأَبَتْ تَنْكِحُنِي وَخَطَبَهَا غَيْرِي فَأَحَبَّتْ أَنْ تَنْكِحَهُ فَغِرْتُ عَلَيْهَا، فَقَتَلْتُهَا فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: «أُمُّكَ حَيَّةٌ؟» قَالَ: لَا قَالَ: §تُبْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ فَذَهَبَ الرَّجُلُ، قَالَ عَطَاءٌ: فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ حَيَاةِ أُمِّهِ، فَقَالَ: «إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ»

1958 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: نا -[1125]- أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {§وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] فَقَالَ: «أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَىعِبَادَهُ بِحِلْمِهِ، وَكَرَمِهِ، وَسِعَةِ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ، فَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا، ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا، وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ أَعْظَمَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ»

1959 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي فَسَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَقَالَ: " §مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةٌ يَقْبَلُ اللَّهُ التَّوْبَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ "

1960 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §«لِقَاتِلِ الْمُؤْمِنِ تَوْبَةٌ»

1961 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَادَانَ، قَالَ: نا أَبُو سَلَمَةَ أُسَامَةُ بْنُ أَحْمَدَ التُّجِيبِيُّ بِمِصْرَ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي نَاجِيَةَ قَالَ: نا ضَمْرَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: §«مَا أَعْلَمُ لِقَاتِلِ الْمُؤْمِنِ تَوْبَةً إِلَّا الِاسْتِغْفَارَ» 1962 - ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ: أنا أَبِي قَالَ: نا الْعَلَاءُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: نا الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ -[1126]-، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ جَزَاهُ إِنْ جَازَاهُ» 1963 - وَرُوِيَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ مِثْلُهُ. 1964 - وَرَوَى عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي مَقِيسِ بْنِ صُبَابَةَ حِينَ قَتَلَ الْفِهْرِيَّ، وَكَانَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ؛ لِيَأْخُذَ دِيَةَ أَخِيهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ

1965 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الصِّدِّيقِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: لَا أُحَدِّثُكُمُ إِلَّا مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي " أَنَّ عَبْدًا §قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: أَبَعْدَ قَتْلِ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَفْسًا؟ قَالَ: فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَتَلَهُ، فَأَكْمَلَ بِهِ مِائَةً قَالَ: ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهَ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: مَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ اخْرُجْ -[1127]- مِنَ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ كَذَا وَكَذَا، فَاعْبُدْ رَبَّكَ فِيهَا، قَالَ: فَخَرَجَ فَعَرَضَ لَهُ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَقَالَ: إِبْلِيسُ لَمْ يَعْصِنِي سَاعَةً قَطُّ، فَقَالَتْ: مَلَائِكَةُ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّهُ خَرَجَ تَائِبًا " قَالَ هَمَّامُ: فَحَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: «فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَاخْتَصَمُوا إِلَيْهِ» ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ قَتَادَةَ قَالَ: «انْظُرُوا إِلَى أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ، فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا» قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ لَمَّا عَرَفَ الْمَوْتَ احْتَفَزَ بِنَفْسِهِ، فَقَرَّبَ اللَّهُ مِنْهُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، وَبَاعَدَ مِنْهُ الْقَرْيَةَ الْخَبِيثَةَ فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَسَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ

1966 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا مَوْهَبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: ضَمْرَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ: ح 1967 - وَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: نا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ عَنِ الْغَرِيفِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا حَدِيثًا لَيْسَ فِيهِ زِيَادَةٌ، وَلَا نُقْصَانٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَقْرَأُ وَمُصْحَفُهُ مُعَلَّقٌ فِي بَيْتِهِ، فَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَقُلْنَا: إِنَّمَا أَرَدْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَاحِبٍ لَنَا أَوْجَبَ، يَعْنِي بِالْقَتْلِ النَّارَ -[1128]-، فَقَالَ «§أَعْتِقُوا عَنْهُ، يُعْتِقِ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ مِنَ النَّارِ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، زَادَ مَوْهَبٌ: «وَحَتَّى إِنَّ فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ»

1968 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرَّوْيَانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا §فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَكَ وَالِدَةٌ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «أَلَكَ خَالَةٌ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَبَرَّهَا»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن المسلمين لا تضرهم الذنوب التي هي الكبائر إذا ماتوا عن توبة من غير إصرار، ولا يوجب التكفير وإن ماتوا عن غير توبة، فأمرهم إلى الله عز وجل إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم وعن أبي سفيان، قلت لجابر: " كنتم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَا تَضُرُّهُمُ الذُّنُوبُ الَّتِي هِيَ الْكَبَائِرُ إِذَا مَاتُوا عَنْ تَوْبَةٍ مِنْ غَيْرِ إِصْرَارٍ، وَلَا يُوجِبُ التَّكْفِيرَ وَإِنْ مَاتُوا عَنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ، فَأَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قُلْتُ لِجَابِرٍ: " كُنْتُمْ تَقُولُونَ لِأَهْلِ الْقِبْلَةِ: إِنَّكُمْ كُفَّارٌ؟ قَالَ: لَا "، وَعَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ: " أَكُنْتُمْ تَعُدُّونَ الذَّنْبَ شِرْكًا؟ قَالَ: لَا "، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّهُمْ كَانُوا يَرْجُونَ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ، وَصَلَّى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى قَتْلَى مُعَاوِيَةَ» ، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ: «شَهِدْتُ صِفِّينَ فَكَانُوا لَا يُجِيزُونَ عَلَى جَرِيحٍ، وَلَا يَطْلُبُونَ مُوَلِّيًا، وَلَا يَسْلُبُونَ قَتِيلًا» ، وَعَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ: «لَيْسَ فِيمَا طَلَبْتُ مِنَ الْعِلْمِ، وَرَحَلْتُ فِيهِ إِلَى الْعُلَمَاءِ» . وَسَأَلْتُ عَنْهُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِذَنْبٍ لَا أَغْفِرُ "، وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ، فَقَالَ

: «مُؤْمِنُونَ وَلَيْسُوا بِكُفَّارٍ» ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: «لَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ التَّابِعِينَ تَرَكُوا الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ تَأَثُّمًا» . وَعَنِ النَّخَعِيِّ: " لَمْ يَكُونُوا يَحْجُبُونَ الصَّلَاةَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ. وَعَنْ عَطَاءٍ: «صَلِّ عَلَى مَنْ صَلَّى إِلَى قِبْلَتِكَ» . وَعَنِ الْحَسَنِ: " إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ صَلِّ عَلَيْهِ ". وَعَنْ رَبِيعَةَ: «إِذَا عَرَفَ اللَّهَ فَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ حَقٌّ» . وَعَنْ مَالِكٍ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ: " إِنَّ أَصَوْبَ ذَلِكَ وَأَعَدَلَهُ عِنْدِي إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، ثُمَّ هَلَكَ، أَنْ يُغَسَّلَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ ". وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: " سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ: هَلْ تَتْرُكُ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْقِبْلَةِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمِلٍ؟ قَالَ: لَا ". وَعَنِ الشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي ثَوْرٍ، وَأَبِي عُبَيْدٍ مِثْلَهُ

1969 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا ابْنُ كَرَامَةَ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: ح -[1131]- 1970 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي , يَعْنِي مَعْمَرًا، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " لَمَّا بَلَغَ يَعْنِي سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى وَلَفْظُ ابْنِ كَرَامَةَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا هَبَطَ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ} [النجم: 16] مَا يَغْشَى قَالَ: فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ: فَأُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخُمُسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ §لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ، الْمُقْحِمَاتِ "، وَلَفْظُ ابْنِ الْمُغِيرَةِ: «غُفِرَ لِأُمَّتِهِ مَا لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ

1971 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ح 1972 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §" أَتَانِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ «-[1132]- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ» وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ " إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1973 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ §«مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» فَقُلْتُ: أَيْنَ تَذْهَبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ هَذَا قَبْلَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَقَبْلَ الْفَرَائِضِ

1974 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ: ح 1975 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §مَنْ عَمِلَ حَسَنَةً فَلَهُ عَشَرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَجَزَاءُ مِثْلِهَا وَأَغْفِرُ، ومَنْ عَمِلَ قُرَابَ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، ثُمَّ لَقِيَنِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَهَا مَغْفِرَةً، وَمَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي -[1133]- أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

1976 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ: ح 1977 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ إِنْ تَأْتِنِي §بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً بَعْدَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِي شَيْئًا جَعَلْتُ قُرَابَهَا مَغْفِرَةً لَكَ، وَلَا أُبَالِي "

1978 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا -[1134]- أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ قَالَ: «§مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» صَحِيحٌ

1979 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ السَّرَّاجُ، قَالَ: نا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُجَيْرٌ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: نا أَبُو رُهْمٍ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَاءَ يَعْبُدُ اللَّهَ §لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ» ، فَسَأَلُوهُ مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: «الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُسْلِمَةِ، وَفِرَارٌ يَوْمَ الزَّحْفِ»

1981 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: ح 1982 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ -[1135]- سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ: «§بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ. وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يُونُسَ، أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

1983 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَصَابَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا، فَعُوقِبَ بِهِ، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عُقُوبَتَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ»

1984 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْجَوْزَاءِ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ -[1136]- زُرَيْقًا، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: {§مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [التغابن: 11] قَالَ: «مَا أَصَابَ عَبْدٌ مَعْصِيَةً فِي الدُّنْيَا، فَأَخَذَهُ اللَّهُ بِهَا إِلَّا كَانَ أَكْرَمَ مِنْ أَنْ يُؤَاخِذَهُ اللَّهُ بِهَا غَدًا، وَمَا أَصَابَ عَبْدٌ مَعْصِيَةً فِي الدُّنْيَا فَسَتَرَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ أَكْرَمَ مِنْ أَنْ يُؤَاخِذَهُ بِهَا غَدًا فِي الْآخِرَةِ» قَالَ أَحْمَدُ، قَالَ مَرْوَانُ: مَا رُوِيَ فِي الْإِسْلَامِ حَدِيثٌ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا

أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: نا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: §«مَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟» قَالُوا: الْجَنَّةُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، قَالَ: «فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، قَالَ: " فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فَقَامَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدْلٍ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا؟ " قَالَ: «الْجَنَّةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، قَالَ: " فَمَا تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ مَاتَ فَقَامَ رَجُلَانِ فَقَالَا: لَا نَعْلَمُ إِلَّا -[1137]- شَرًّا؟ " قَالُوا: النَّارُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مُذْنِبٌ، وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»

1986 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي طَلْحَةَ الرَّاسِبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيَجِيئَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» ، فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: آللَّهِ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ، يُحَدِّثُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا هَمَّامٌ: ح 1988 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ، أَوْ قَالَ: عَمِلْتُ عَمَلًا فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ: عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ أَوْ قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ -[1138]- ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ: عَبْدِي عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1989 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: نا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {§الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] " قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنِ الْأَعْمَشِ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنَ الْأَعْمَشِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ

أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَبَّاسٌ التَّرْفُقِيُّ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §«مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي، مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا»

1991 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا -[1139]- عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غُنَيْمٍ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ: يَا عَبْدِي، §مَا عَبَدْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي غَافِرٌ لَكَ عَلَى مَا فِيكَ، يَا عَبْدِي، إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَمْ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا أَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً "

1992 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزَالُ الْمَغْفِرَةُ تَحِلُّ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ» ، قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا الْحِجَابُ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِهِ» ، قَالَ: «فَمَا مِنْ نَفْسٍ تَلْقَاهُ لَا تُشْرِكُ بِهِ إِلَّا حَلَّتْ لَهَا الْمَغْفِرَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهَا، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهَا» ثُمَّ قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {§إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]

1993 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَّ رَجُلًا مَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ فَقِيلَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْمَلُ؟ فَإِمَّا ذَكَرَ وَإِمَّا ذُكِّرَ فَقَالَ: كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكُنْتُ أُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، وَأَتَجَوَّزُ فِي السَّكَّةِ أَوِ النَّقْدِ فَغُفِرَ لَهُ " قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أنا سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

1994 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ح 1995 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §" أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيَاحِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا لَا يُعَذِّبُ بِهِ أَحَدًا " قَالَ: " فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهِ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا: رُدَّ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا -[1141]- صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ " -[1142]- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ ابْنِ صَاعِدٍ

1996 - أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {§ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر: 32] قَالَ: كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ "، وَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَوْ قَالَ: «بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ»

1997 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنْ قُدَامَةَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَدَّدَ هَذِهِ الْآيَةَ: {§إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118] الْآيَةَ

1998 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُشَيْشٍ، قَالَ: نا يَزْدَادُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَدْرٍ، يَذْكُرُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ -[1143]-: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §إِنِّي أَسْتَغْفِرُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأُذْنِبُ، قَالَ: «فَإِذَا أَذْنَبْتَ فَاسْتَغْفَرْ رَبَّكَ» ، فَقَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَةِ: «اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُونَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُورَ»

1999 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا حَفْصٌ، قَالَ: نا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فِي قَوْلِهِ: {§إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] قَالَ لَهُمْ: «وَمَا تَقُولُونَ فِيهَا؟» قَالُوا: اسْتَقَامُوا فَلَمْ يُذْنِبُوا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «حَمَلْتُمُ الْأَمْرَ عَلَى أَشُدِّهِ، اسْتَقَامُوا فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَى عُبَادَةِ الْأَوْثَانِ»

2000 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ خَيْرٌ لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا، قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ، وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31] ، وَقَوْلُهُ -[1144]-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ، وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ، وَقَوْلُهُ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} ، وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] ، وَقَالَ الْحُسَيْنُ: " وَأَنَا أَقُولُ: آيَةٌ خَامِسَةٌ خَيْرٌ لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147] "

2001 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو يَعْلَى، وَيَحْيَى الْحِنَّائِيُّ، قَالَا: نا شَيْبَانُ، قَالَ: نا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، قَالَ: نا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَا زِلْنَا نُمْسِكُ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ، لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ حَتَّى سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {§إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] «وَإِنِّي ادَّخَرْتُ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

2002 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، مُحَمَّدٌ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: §رَجُلٌ لَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا عَمِلَهُ إِلَّا -[1145]- أَنَّهُ كَانَ شَاكًّا، قَالَ: «هَلَكَ أَلْبَتَّةَ» ، قَالَ: قُلْتُ: رَجُلٌ لَمْ يَدَعْ مِنَ الشَّرِّ شَيْئًا إِلَّا عَمِلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، قَالَ: «عَشِّ وَلَا تَغْتَرَّ» 2003 - أنا عِيسَى، أنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا عَلِيٌّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْبَدٍ، قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ

2004 - أَنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ: أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَسَمِعْتَ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ آيَةٌ أَشَدُّ تَفْوِيضًا مِنْ قَوْلِهِ: {§يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا} [الزمر: 53] مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا الْآيَةَ " قَالَ: نَعَمْ

2005 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ، وَكَانَ يَتَأَوَّلُ آيًا مِنَ الْقُرْآنِ {§مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: 43] , {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15]

2006 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ الْأَقْطَعُ، قَالَ: نا، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ -[1146]-: §«لَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ أَحَدٌ يُسَمَّى كَافِرًا»

2007 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: نا الْمِنْهَالُ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " §أَكُنْتُمْ تَعُدُّونَ الذَّنْبَ شِرْكًا؟ قَالَ: لَا إِلَّا عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ "

2008 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا يَحْيَى، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَيْسٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ قَالَ: " قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَفِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ طَوَاغِيتٌ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: §أَكُنْتُمْ تَدْعُونَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ مُشْرِكًا؟ قَالَ: لَا "

2009 - ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: " §كُنْتُمْ تَقُولُونَ لِأَهْلِ الْقِبْلَةِ: أَنْتُمْ كُفَّارٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِأَهْلِ الْقِبْلَةِ: أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ "

2010 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ يَعْقُوبَ الْيَشْكُرِيِّ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي أَلْمَمْتُ بِذَنْبٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَأَقْبَلَ -[1147]- عَلَى الْقَوْمِ يُحَدِّثُهُمْ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ فَقَالَ لَهُ: «هَذَا أَدَانَكَ أَهَمَّكَ مَا جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْهُ، §إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ تُفْتَحُ، وَتُغْلَقُ غَيْرَ بَابِ التَّوْبَةِ عَلَيْهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ فَاعْمَلْ وَلَا تَيْئَسْ»

2011 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: لَا يَثْوِي فِي النَّارِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {§مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: 43] قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ "

2012 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَا: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: نا أَبُو الْجَوْزَاءِ، قَالَ: §لَيْسَ فِيمَا طَلَبْتُ مِنَ الْعِلْمِ وَرَحَلْتُ فِيهِ إِلَى الْعُلَمَاءِ وَسَأَلْتُ عَنْهُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ لِذَنْبٍ لَا أَغْفِرُ "

2013 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §«أَيْنَ الَّذِي يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ ثُمَّ يُذْنِبُ فَيَسْتَغْفِرُنِي، ثُمَّ يُذْنِبُ فَيَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، وَلَا هُوَ يَتْرُكُ ذَنْبَهُ وَلَا هُوَ يَيْأَسُ مِنْ رَحْمَتِي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ»

2014 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: نا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: «§شَهِدْتُ صِفِّينَ وَكَانُوا لَا يُجِيزُونَ عَلَى جَرِيحٍ، وَلَا يَطْلُبُونَ مُوَلِّيًا وَلَا يَسْلُبُونَ قَتِيلًا»

2015 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، قَالَ: نا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ أَبِي عَالِيَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ الرَّجُلُ يَكُونُ فِينَا رَجُلَ سُوءٍ فَيَشْرَبُ الشَّرَابَ فَيَمُوتُ أَنُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: §" فَإِلَى مَنْ تَكِلُونَ جَنَائِزَكُمْ؟ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ اسْتَلْقَى عَلَى فِرَاشِهِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ فَغَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ؟ "

2016 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا أَبُو. . . . قَالَ: نا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ مَنْصُورٍ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: نا أَبُو الْجَنُوبِ عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْيَشْكُرِيُّ: رَأَيْتُ عَلِيًّا وَشَهِدْتُ مَعَهُ صِفِّينَ فَأُتِيَ بِخَمْسَةَ عَشَرَ أَسِيرًا مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ فَكَانَ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ §غَسَّلَهُ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ

2017 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْمُطَّوِّعِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا جَعْفَرٌ، عَنْ -[1149]- أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " §صَلِّ عَلَى مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "

2018 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: «§لَا نَعْلَمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مِنْ غَيْرِهِمْ مِنَ التَّابِعِينَ تَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ تَأَثُّمًا مِنْ ذَلِكَ»

2019 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْغَسَّانَيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ، فَقَالَ: §«مُؤْمِنُونَ وَلَيْسُوا بِكُفَّارٍ»

2020 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ. . . . قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُرَحْبِيلَ أَبَا مَيْسَرَةَ وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: " §رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قِبَابًا مَضْرُوبَةً قُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الْقِبَابُ؟ فَقَالُوا: لِذِي الْمِكْلَاعِ، وَحَوْشَبٍ وَكَانَا مِمَّنْ قَاتَلَا مَعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالُوا: أَمَامَكَ قَالَ: قُلْتُ: وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؟ قِيلَ: إِنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، قَالَ: قُلْتُ فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهَرِ؟ قِيلَ: لَقُوا بِرَجَاءٍ -[1150]-، قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَعْتَقَ ذُو الْمِكْلَاعِ اثْنَى عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ "

2021 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ: §" أَتَشْهَدُ عَلَى الْحَجَّاجِ وَأَبِي مُسْلِمٍ أَنَّهُمَا فِي النَّارِ؟ قَالَ: لَا إِذَا أَقَرَّا بِالتَّوْحِيدِ "

2022 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: نا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، §سُئِلَ عَنْ فَاسِقٍ مَعْرُوفٍ بِفِسْقِهِ قَالَ: أَيُلْعَنُ؟ قَالَ: «نَرَى أَبَا مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانَ فَإِنَّهُمَا كَانَا مِنْ شِرَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَمَا أُحِبُّ لَعْنَهُمَا»

2023 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا. . . قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَسَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قُلْتُ: §" هَلْ نَدَعُ الصَّلَاةَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَإِنْ عَمِلَ بِكُلِّ عَمَلٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: وَإِنَّمَا كَانُوا يُحَدِّثُونَ بِالْأَحَادِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْظِيمًا لِحُرُمَاتِ اللَّهِ، وَلَا يَعُدُّونَ الذَّنْبَ كُفْرًا وَلَا شِرْكًا، وَكَانَ يُقَالُ: الْمُؤْمِنُ حَدِيدٌ عِنْدَ حُرُمَاتِ اللَّهِ "

2024 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ -[1151]-: " كَانَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ: عِمْرَانُ بَقَرَةٌ وَكَانَ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا مَاتَ §أُتِيَ بِجِنَازَتِهِ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَثَبُتُّ مَكَانِي، فَكَرِهْتُ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنِّي أَنِّي أَيِسْتُ لَهُ مِنْ رَحْمَتِهِ "

2025 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ شَمْسٍ الْمُقْرِئُ الْخَصِيبُ عَلَى نَهْرِ عِيسَى قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْجُرَشِيِّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: " كَانَ لِأَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيِّ ابْنُ أَخٍ يَرْكَبُ الْمَحَارِمَ فَاحْتُضِرَ، فَجَاءَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ يُشْبِهَانِ النَّسْرَيْنِ، فَجَلَسَا فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ، فَقَالَ أَحَدُ الطَّائِرَيْنِ لِصَاحِبِهِ: انْزِلْ فَفَتِّشْهُ، ثُمَّ غَرِقَ مِنْقَارُهُ فِي جَوْفِهِ، وَذَاكَ بِعَيْنِ أَبِي قِلَابَةَ، فَقَالَ الطَّائِرُ لِصَاحِبِهِ: اللَّهُ أَكْبَرُ، انْزِلْ إِلَيْهِ، فَقَدْ وَجَدْتُ فِي جَوْفِهِ تَكْبِيرَةً، كَبَّرَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى سُورِ أَنْطَاكِيَةَ، فَأَخْرَجَ الطَّائِرُ خِرْقَةً بَيْضَاءَ، فَلَفَّا وَجْهَهُ فِي الْخِرِقِ، ثُمَّ احْتَمَلَاهَا، ثُمَّ قَالَا: يَا أَبَا قِلَابَةَ قُمْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ فَادْفِنْهُ فَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو قِلَابَةَ عِنْدَ النَّاسِ مَرْضِيًّا، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَأَخْبَرَهُمْ بِالَّذِي رَأَى قَالَ: §فَمَا رَأَيْتُ جِنَازَةً أَكْثَرَ أَهْلًا مِنْهَا "

2026 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ عَامِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ الْكَوَّانُ بِالْعَسْكَرِ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ عُتْبَةَ الْكَرَابِيسِيُّ، قَالَ: نا مَيْمُونٌ الْمَرْئِيُّ، قَالَ: " كَانَ عِنْدَنَا ذَاعِرٌ فَمَاتَ فَتَحَامَاهُ النَّاسُ فَرَمَوْا بِهِ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ -[1152]- قَالَ: فَجَلَسْتُ أُفَكِّرُ فِيهِ وَتَجَنُّبِ النَّاسِ لَهُ إِذْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِطَائِرَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ادْخُلْ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى خَيْرًا؟ قَالَ: فَدَخَلَ فِي يَافُوخِهِ فَخَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ خَيْرًا، قَالَ: فَلَا تَعْجَلْ، فَدَخَلَ الثَّانِي فِي يَافُوخِهِ فَخَرَجَ مِنْ خُمْصَانَةِ قَدَمِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَلِمَةٌ لَاصِقَةٌ بِطُحَالِهِ وَهُوَ يَقُولُ: §أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِلنَّاسِ هَلُمُّوا، هَلُمُّوا "

2027 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمِطِيرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ عَامِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: " كَانَ إِنْسَانٌ يُغَسِّلُ الْمَوْتَى فِي مُرَبَّعَةِ الصَّاغَةِ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: دُعِيتُ إِلَى غُسْلِ مَيِّتٍ، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُ قَدَمَهُ فَجَعَلْتُ أُدَلِّكُهَا بِحَجَرٍ مَعِي، فَإِذَا قَدْ خَرَجَ عَلَى خُمْصَانِ قَدَمِهِ كِتَابٌ فَفَضَضْتُهُ فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: §أَنْقُوا غُسْلَ صَاحِبِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَهُ بَاتِّبَاعِهِ جِنَازَةٍ لَا يَعْرِفُهَا "

2028 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: " سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا، فِي دُعَائِهِ يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: إِلَهِي مَا تَوَهَّمْتُ سِعَةَ رَحْمَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَكَانَتْ نَغَمَةُ عَفْوِكَ تَمْلَأُ مَسَامِعِي: بِأَنِّي §قَدْ غَفَرْتُ لَكَ، فَلَا تُخَيِّبْ سِعَةَ أَمَلِي، وَصِدْقَ حُسْنِ ظَنِّي "

2029 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّدِيمُ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَادِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْخَفَّافَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ، قَالَ -[1153]-: " سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا، خَرَجَ مِنْ خَيْمَتِهِ فَوَقَفَ عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: إِلَهِي §إِنَّ اسْتِغْفَارِي لَكَ مَعَ إِصْرَارِي لَلُؤْمٌ، وَإِنَّ تَرْكِي الِاسْتِغْفَارَ مَعَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ لَعَجْزٌ، إِلَهِي كَمْ تَحَبَّبُ إِلَيَّ وَأَنْتَ عَنِّي غَنِيٌّ، وَكَمْ أَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَأَنَا إِلَيْكَ فَقِيرٌ، فَسُبْحَانَ مَنْ إِذَا وَعَدَ وَفَّى، وَإِذَا تَوَعَّدَ عَفَا ". قَالَ: وَخَرَجَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَخَافُكَ لِعَدْلِكَ، وَأَرْجُوكَ لِعَفْوِكَ، خَلِّصْنِي مِمَّنْ يُخَاصِمُنِي إِلَيْكَ؛ فَإِنَّهُ لَا يُخَاصِمُنِي إِلَيْكَ إِلَّا كُلُّ مَظْلُومٍ، وَأَنْتَ حَكَمٌ لَا تَجُورُ، عَوِّضْهُمْ بِكَرَمِكَ، وَخَلِّصْنِي بِعَفْوِكَ يَا كَرِيمُ "

2030 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي ابْنَ عَائِشَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَبُو سُفْيَانَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَقُولُ بِالْوَعِيدِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: أَنْتَ يَا أَبَا عُثْمَانَ رَجُلٌ فَصِيحُ اللِّسَانِ، لَيْسَ لَكَ عِلْمٌ بِمَعَانِي كَلَامِ الْعَرَبِ، §لَا تَعُدَّ الْعَافِيَ مُخْلِفًا، ثُمَّ أَنْشَدَ: [البحر الطويل] -[1154]- وَمَا يَرْهَبُ الْمَوْلَى وَلَا الْجَارُ صَوْلَتِي ... وَلَا أَخْشَى مِنْ سَوْرَةِ الْمُهَدِّدِ وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ وَوَعَدْتُهُ ... لَيُخْلَفُ إِيعَادِي وَيَصْدُقُ مَوْعِدِي" 2031 - حُكِيَ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّهُ نَاظَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فِي الْوَعِيدِ، فَاحْتَجَّ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَيْهِ بِأَنَّ إِخْلَافَ الْوَعِيدِ قَبِيحٌ وَذَمٌّ عِنْدَ أَهْلِ اللِّسَانِ، وَعَادَةُ اللُّغَةِ، لَوْ أَنْتَ. . . لَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ ولَا يَبِيتُ. . . فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرٍو: إِنْ كَانَ هَذَا الشَّاعِرُ قَدْ مُدِحَ بِالْأَمْرَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدَحَهُ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَعَّدَهُ فَقَالَ: [البحر البسيط] نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَوْعَدَنِي ... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ مَأْمُولُ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَوَقَعَ مِنْهُ مَوْقِعًا جَمِيلًا، وَعَفَا عَنْهُ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ وَوَعَدْتُهُ ... لَا أُخْلِفُ إِيعَادِي وَأُنْجِزُ مَوْعِدِي فَأَيْنَ كُنْتَ عِنْدَ اتِّبَاعِ هَذَا الْمَذْهَبِ مِنَ اللُّغَةِ، وَالْعَقْلُ يَشْهَدُ لَهُ؟

2032 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا هُدْبَةُ، قَالَ: نا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، قَالَ: نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[1155]-: «§مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَلَى عَمَلٍ ثَوَابًا فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، وَمَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا فَهُوَ فِيهِ بِالْخِيَارِ»

2033 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: قَالَ ضَيْغَمٌ: " جَاءَنِي قَوْمٌ مِنْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْوَعِيدِ يُكَلِّمُونِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: اجْمَعُوا بَيْنِي وَبَيْنَ صَاحِبِكُمْ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، §أَنَا عَلَى سُنَّتِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا عَنْكَ رَاضٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، أَنَا عَنْكَ رَاضٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في جواز الكذب للإصلاح بين الزوجين والناس، وفي الحرب، وأنه ليس بقبيح لنفسه، وإنما هو من جهة السمع قبيح

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَوَازِ الْكَذِبِ لِلْإِصْلَاحِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَالنَّاسِ، وَفِي الْحَرْبِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ بِقَبِيحٍ لِنَفْسِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ قَبِيحٌ

2034 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْحَرْبُ خُدْعَةٌ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

2035 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا -[1158]- زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا، أَوْ نَمَى خَيْرًا» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2036 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ نا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ:، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ": مَا لِي أَرَاكُمْ تَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ كَمَا يَتَهَافَتُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ، §إِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ لَا مَحَالَةَ، إِلَّا الرَّجُلَ يَكْذِبُ أَهْلَهُ لِيَرْضَوْا عَنْهُ، وَالرَّجُلَ يَكْذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، وَالرَّجُلَ يَكْذِبُ فِي الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ "

2037 - أنا أَحْمَدُ، أنا عَلِيٌّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: نا أَبُو قُدَامَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ: «أَفَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟» فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا فَعَلْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ مَا فَعَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كَفَّرَ اللَّهُ عَنْكَ كَذِبَكَ بِتَصْدِيقِكَ بِلَا -[1159]- إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»

2038 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَغُنْدَرٌ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، وَأَظُنُّهُ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«حَلَفَ رَجُلٌ بِالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَاذِبًا فَغُفِرَ لَهُ»

باب الشفاعة لأهل الكبائر

§بَابُ الشَّفَاعَةِ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة لأمته، وأن أهل الكبائر إذا ماتوا عن غير توبة يدخلهم الله إن شاء النار، ثم يخرجهم منها بفضل رحمته، ويدخلهم الجنة وقد مضى في حديث جابر وغيره في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم " أعطيت خمسا لم يعطهن نبي

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّفَاعَةِ لِأُمَّتِهِ، وَأَنَّ أَهْلَ الْكَبَائِرِ إِذَا مَاتُوا عَنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ إِنْ شَاءَ النَّارَ، ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنْهَا بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ، وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَقَدْ مَضَى فِي حَدِيثِ جَابِرٍ وَغَيْرِهِ فِي فَضَائِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أُعْطِيتُ -[1161]- خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي» وَذَكَرَ مِنْهَا الشَّفَاعَةَ

رواية أبي هريرة

§رِوَايَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ

2039 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ ح 2040 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا ح. 2041 - وَأَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَدَّخِرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2042 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ ح. -[1162]- 2043 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلٌّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» زَادَ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ يَعْنِي مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا

2044 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ ح. 2045 - وَأَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ ذَلِكَ أَوَّلُ مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ إِنَّ §أَسْعَدَ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ» اللَّفْظُ لِحَدِيثِ الدَّرَاوَرْدِيِّ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حَاتِمِ بْنِ -[1163]- إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرٍو

رواية جابر بن عبد الله

§رِوَايَةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

2046 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ قَوْمًا النَّارَ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنْهَا» ؟ قَالَ: نَعَمْ أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2047 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ قَوْمًا مِنَ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ» ؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

2048 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ، قَالَ: نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1164]-: §«يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا امْتَحَشُوا فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ» وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ» قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَاصِمٍ مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ فَلَوْلَا سَمِعَهُ مَنْ يَتَبَيَّنُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَا حَدَّثْتُهُ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَمَعَهُ رَجُلٌ تَابِعٌ لَهُ عَلَى هَوَاهُ، قَالَ: فَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْحِجْرَ فَصَلَّى فِيهِ، وَخَرَجَ صَاحِبُهُ وَقَامَ عَلَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ هَذَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَقَالَ: يَا ضَالُّ، أَمَا كُنْتَ تُخْبِرُ أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَهُوَ ذَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ» قَالَ: فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: لِهَذَا مَعْنًى لَا تَعْرِفُهُ قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: وَأَيُّ مَعْنًى يَكُونُ لِهَذَا؟ قَالَ: وَفَكَّ ثَوْبَهُ مِنْ يَدَيْهِ وَفَارَقَهُ

2049 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ -[1165]-: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَخْرُجُ أَقْوَامٌ بَعْدَ مَا صَارُوا فِيهَا فَحْمًا، فَيُنْطَلَقُ بِهِمْ إِلَى نَهْرِ الْجَنَّةِ فَيُغْسَلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَمْثَالَ الثَّعَارِيرِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ عُتَقَاءُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ»

2050 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّوَّايُّ، قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: نا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: نا أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدْ مَحَشَتْهُمْ فَيُنْطَلَقُ بِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا»

2051 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الْفُقَيْمِيُّ الثَّقَفِيُّ قَالَ: نا يَزِيدُ الْفَقِيرُ، قَالَ: " كَانَ قَدْ شَغَفَنِي رَأْيُ الْخَوَارِجِ فَكُنْتُ رَجُلًا شَابًّا، قَالَ: فَخَرَجْنَا فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ الْحَجَّ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا إِلَى سَارِيَةٍ وَإِذَا هُوَ يَذْكُرُ الْجَهَنَّمِيِّينَ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ وَاللَّهُ يَقُولُ {إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192] ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: فَهَلْ -[1166]- سَمِعْتَ بِالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ؟ قَالَ: ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ، وَمَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ قَالَ: فَأَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ حَفِظْتُ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ §قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ إِذْ كَانُوا فِيهَا، قَالَ: فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ قَالَ: فَيَدْخُلُونَ نَهْرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيُغْسَلُونَ فِيهِ قَالَ: فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ الْقَرَاطِيسُ الْبِيضُ قَالَ: فَرَجَعْنَا مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ وَاحِدٍ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ

2052 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ إِمْلَاءً مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ وَهُوَ بَسَّامٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، يَعْنِي ابْنَ صُهَيْبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرُوا الْخَوَارِجَ وَهَذِهِ الْأُمَّةَ وَمَا يَعْمَلُونَ نُسَمِّيهِمْ كُفَّارًا بِأَعْمَالِهِمْ قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْنَا جَابِرٌ ذَلِكَ فَجَعَلَ يَقْرَأُ آيَةً أَوَّلُهَا كُفْرٌ وَآخِرُهَا كُفْرٌ إِلَى قَوْلِهِ: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ} [الانشقاق: 22] ، وَقَوْلِهِ: {بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1] ، فَقَالَ: هَكَذَا أَمْرُ قَوْمِكُمْ؟، قُلْنَا: لَا، مَا نَعْرِفُهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يُعَذِّبُونَهُمْ بِذُنُوبِهِمْ فَيَكُونُونَ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُعَيِّرُهُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُخَالِفُونَا فِيهِ مِنْ تَصْدِيقِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ؟، لِمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُرِيَ أَهْلَ الشِّرْكِ مِنَ الْحَسْرَةِ فَلَا يَبْقَى مُوَحِّدٌ إِلَّا أَخْرَجَهُ اللَّهُ» ، ثُمَّ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: 2]

2053 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: قَالَ لِي طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ: " كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ تَكْذِيبًا بِالشَّفَاعَةِ حَتَّى لَقِيتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ كُلَّ آيَةٍ أَقْدِرُ عَلَيْهَا فِيهَا ذِكْرُ خُلُودِ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ لِي: يَا طَلْقُ، §أَتُرَاكَ أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَعْلَمَ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ مِنِّي؟ قَالَ: قُلْتُ لَا، قَالَ: فَإِنَّ الَّذِي قَرَأْتَ هُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ أَصَابُوا ذَنْبًا فَعُذِّبُوا، ثُمَّ أُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الَّذِي تَقْرَأُ "

2054 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، قَالَ: نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا} [المائدة: 37] وَإِنَّكُمْ تَجْعَلُونَ الْعَامَّ خَاصًّا، قَالَ: §فَاقْرَأْ مَا قَبْلَهَا، فَإِذَا هِيَ فِي الْكُفَّارِ "

2055 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ مَلَّاسٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي» فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جَابِرُ قَالَ: نَعَمْ يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ مَنْ زَادَ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَمَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ فَذَلِكَ الَّذِي يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَإِنَّمَا شَفَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ أَوْبَقَ نَفْسَهُ وَأَغْلَقَ ظَهْرَهُ

رواية أبي سعيد الخدري

§رِوَايَةُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

2056 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ أَشْكَابٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: ح. 2057 - وَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَعْقَاعِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، ح. 2058 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَخْرُجُ ضُبَارَةٌ مِنَ النَّارِ حَتَّى كَانُوا فَحْمًا، فَيُقَالُ: بُثُّوهُمْ فِي -[1169]- الْجَنَّةِ وَصُبُّوا عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَاءِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ " قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: كَأَنَّمَا كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عَوْفٍ، وَلَفْظُ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: «إِنَّ لِلنَّارِ أَهْلًا لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، فَأَمَّا نَاسٌ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِمُ الرَّحْمَةَ فَإِنَّ النَّارَ تُصِيبُهُمْ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الشُّفَعَاءُ، فَتَحْمِلُ الشَّفِيعَ لِلشُّفَعَاءِ مِنْهُمُ الضُّبَارُ فَيَبُثُّهُمُ اللَّهُ عَلَى نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمَالَةِ السَّيْلِ» قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تَرَوْنَ إِلَى الشَّجَرَةِ تَكُونُ خَضْرَاءَ تَكُونُ حَمْرَاءَ» ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالْبَادِيَةِ، وَزَادَ عَمْرُو بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ فِي حَدِيثِهِ: «ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَمْكُثُونَ فِيهَا فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ، ثُمَّ يَطْلُبُونَ إِلَى الرَّحْمَنِ فَيُذْهِبُ ذَلِكَ الِاسْمَ عَنْهُمْ فَيَلْحَقُونَ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ»

2059 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُمِرَ بِهِمْ إِلَى الْجَنَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ أَدَلُّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا» -[1170]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

رواية أنس بن مالك

§رِوَايَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

2060 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ مَا تُصِيبُهُمْ فِيهَا فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ»

2061 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ: ح. 2062 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: نا هِشَامٌ صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلْهَمُونَ لِذَلِكَ وَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، قَالَ: فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ وَذَكَرَ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَذَكَرَ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ، وَلَكِنِ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطَايَا أَصَابَهَا، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ، وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ -[1171]- هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: فَيَأْتُونِي " قَالَ: " فَأَنْطَلِقُ إِلَى رَبِّي، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي اللَّهُ مَا شَاءَ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: §ارْفَعْ رَأْسَكَ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ , أَيْ -[1172]- مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ

2063 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«يَخْرُجُ أَوْ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً»

2064 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا الْخَزْرَجُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: ح. 2065 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَخُو كَرْخَوَيْهِ قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا بِسْطَامُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنْ أَشْعَثَ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح. -[1173]- 2066 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا عُرْوَةُ الْعِرْقِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي»

2067 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ -[1174]- الْمُعَلَّى، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، يَعْنِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «§أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ وَحَّدَنِي، وَمَنْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ»

رواية عبد الله بن مسعود

§رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

2068 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: نا، ح. 2069 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ §آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا فَيُقَالُ لَهُ: انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَذْهَبُ يَدْخُلُ فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ " -[1175]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ

2070 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، حَدَّثَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَكُونُ فِي النَّارِ قَوْمٌ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونُوا، ثُمَّ يَرْحَمُهُمْ فَيُخْرِجُهُمْ فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فَيُغْسَلُونَ فِي نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ الْحَيَوَانُ يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ لَوْ أَضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَأَطْعَمَهُمْ وَسَقَاهُمْ، وَفَرَشَهُمْ، وَلَحَفَهُمْ» قَالَ حَمَّادٌ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: «وَزَوَّدَهُمْ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدَهُ شَيْئًا» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

رواية أبي ذر الغفاري

§رِوَايَةُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ

2071 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ: ح. 2072 - وَأَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: أنا عَلِيٌّ، قَالَ: نا عَبَّاسٌ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أنا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقَدْ عَلِمْتُ §آخِرَ النَّاسِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، رَجُلٌ يُؤْتَى فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ سَيِّئَاتُهُ وَتُخَبَّأُ عَنْهُ كَبَائِرُهُ فَيُقَالُ: أَتَذْكُرُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ وَهُوَ يُشْفِقُ مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ فَإِذَا فُرِغَ مِنْ عَرْضِ السَّيِّئَاتِ قِيلَ لَهُ: اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً فَيَقُولُ: قَدْ كَانَتْ لِي ذُنُوبٌ لَا أُرَاهَا "، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

رواية عبد الله بن عمر

§رِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

2073 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ: ح. 2074 - وَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: أنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قُرَادٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ؛ لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتَرَوْنَهَا لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ؟ لَا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ -[1177]- الْمُتَلَوِّثِينَ الْخَطَّائِينَ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ

رواية أبي موسى الأشعري

§رِوَايَةُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ

2075 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: نا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، فَإِنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتَرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ؟ لَا وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ وَالْخَطَّائِينَ وَالْمُتَلَوِّثِينَ»

رواية عوف بن مالك

§رِوَايَةُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ

2076 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ، قَالَ: نا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ الْعَطَّارُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمُلَيْحِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ §فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ»

2077 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَلَّاسٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا ابْنُ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَذَكَرَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الشَّفَاعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قُلْتُ لَهُ: وَنَشَدْتُكَ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالصَّحَابَةَ لَمَا سَأَلْتَ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: «يَا عَوْفُ، إِنَّ §شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْكُلِّ»

أبو أمامة

§أَبُو أُمَامَةَ

2078 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ح 2079 - وَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، قَالَ: نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: نا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - لَفْظُ حَدِيثِ يَزِيدَ -[1179]-: «§لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْلُ الْحَيَّيْنِ، أَوْ مِثْلُ الْجَيْشِ» ، - وَقَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ -: " أَحَدِ الْحَيَّيْنِ: رَبِيعَةَ، وَمُضَرَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَبِيعَةُ وَمُضَرُ؟ قَالَ: «إِنَّمَا أَقُولُ مَا أَقُولُ»

حذيفة

§حُذَيْفَةُ

2080 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ شُعْبَةُ: رَفَعَهُ مَرَّةً إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «§يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، فَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَيُسَمِّيهِمُ الْجَهَنَّمِيِّينَ»

عبد المطلب بن ربيعة

§عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ

2081 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: نا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي نُوَيْرَةَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«أَتَرْجُو سُلَيْمٌ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَرْجُوهَا بَنُوا عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟»

أم سلمة

§أُمُّ سَلَمَةَ

2082 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ الْكَاتِبُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ مَخْزُومٍ، قَالَ: نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْمَلِي وَلَا تَتَّكِلِي، فَإِنَّ §شَفَاعَتِي لِلْهَالِكِينَ مِنْ أُمَّتِي»

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

§عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

2083 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ: ح. 2084 - وَأَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ فَذَكَرَ الرَّجْمَ، فَقَالَ: لَا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ فَإِنَّهُ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، أَلَا وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَلَوْلَا أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ: زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَيْسَ فِيهِ لَكَتَبْتُ فِي نَاحِيَةِ الْمُصْحَفِ: شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ وَرَجَمْنَا مِنْ بَعْدِهِ، أَلَا وَإِنَّهُ §سَيَكُونُ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، وَالدَّجَّالِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَبِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتَحَشُوا "

حذيفة

§حُذَيْفَةُ

2085 - أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ -[1182]-، قَالَ: نا أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو مَالِكٍ، قَالَ: نا رِبْعِيٌّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، قَالَ: " سَمِعَ رَجُلًا، يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ تُصِيبُهُ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ، وَلَكِنَّ §الشَّفَاعَةَ لِلْمُذْنِبِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ "

2086 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الصَّايِغُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: نا صِلَةُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: §" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جُمِعَ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، وَمِنْكَ وَإِلَيْكَ وَلَا مَلْجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ سُبْحَانَ رَبِّ الْبَيْتِ، قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ يُشَفِّعُنِي "

أنس بن مالك

§أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ

2087 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ: ح. 2088 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: §«مَنْ كَذَّبَ بِالشَّفَاعَةِ فَلَا نَصِيبَ لَهُ فِيهَا» لَفْظُ ابْنِ الْمُبَارَكِ

2089 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ، يَقُولُ: §«مَنْ كَذَّبَ الشَّفَاعَةَ فَلَا يَنَالُهَا»

2090 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ: §مَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: " هَذِهِ أَحَادِيثُ صِحَاحٌ نُؤْمِنُ بِهَا وَنُقِرُّ، وَكُلُّ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسَانِيدَ جَيِّدَةٍ نُؤْمِنُ بِهَا وَنُقِرُّ، قُلْتُ لَهُ: وَقَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إِذَا لَمْ نُقِرَّ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَدَفَعْنَاهُ رَدَدْنَا عَلَى اللَّهِ أَمْرَهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] قُلْتُ: وَالشَّفَاعَةُ؟ قَالَ: كَمْ حَدِيثٍ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّفَاعَةِ وَالْحَوْضِ، فَهَؤُلَاءِ يُكَذِّبُونَ بِهَا وَيَتَكَلَّمُونَ، وَهُوَ قَوْلُ صِنْفٍ مِنَ الْخَوَارِجِ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَحَدًا بَعْدَ إِذْ أَدْخَلَهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَدَلَ عَنَّا مَا ابْتَلَاهُمْ بِهِ "

وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ حَنْبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: «§الْإِيمَانُ وَالتَّصْدِيقُ بِالشَّفَاعَةِ، وَبِأَقْوَالِهِمْ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا احْتَرَقُوا، وَصَارُوا فَحْمًا كَمَا جَاءَ الْأَثَرُ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ وَالتَّسْلِيمُ»

سياق ما روي في أن المقام المحمود هو الشفاعة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ هُوَ الشَّفَاعَةُ

2091 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ: ح. 2092 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، إِمْلَاءً قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ سَلَامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَصِيرُونَ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلَانُ اشْفَعْ لَنَا حَتَّى يَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ §الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْأَحْوَصِ

2093 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ وَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ»

2094 - أنا أَحْمَدُ بْنُ حَسْنُونَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ -[1185]-، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §" يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، فَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ "

2095 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ حُفَاةً، عُرَاةً، سُكُوتًا كَمَا خَلَقَهُمْ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ قَالَ: فَيُنَادَى يَا مُحَمَّدُ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلَكَ وَإِلَيْكَ، لَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأَ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَ رَبِّ الْبَيْتِ، وَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: {§عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] "

2096 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ -[1186]-، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {§عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قَالَ: «هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي أَشْفَعُ فِيهِ لِأُمَّتِي»

2097 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونيُّ الْأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةٌ مِنْ لَحْمٍ» وَقَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ، الْأُذُنِ فَبَيْنَمَا كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا: يَا نُوحُ فَيَقُولُ: لَسْتُ صَاحِبَ ذَلِكَ، ثُمَّ مُوسَى فَيَقُولُ كَذَلِكَ، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ، فَيَشْفَعُ يَقْضِي بَيْنَ الْخَلْقِ، فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الْجَنَّةِ، فَيَوْمَئِذٍ §يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ

2098 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ -[1187]-: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَهُ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي، فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36] الْآيَةَ، وَقَالَ عِيسَى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118] الْآيَةَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي أُمَّتِي» وَبَكَى وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَاسْأَلْهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ " فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَهُوَ أَعْلَمُ» فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يُونُسَ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَوْضِ

رواية ابن عمر، وابن مسعود، وجابر بن سمرة، وجندب.

§رِوَايَةُ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَجُنْدَبٍ.

2099 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ ح. -[1190]- 2100 - وَأَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ح. 2101 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا مَا بَيْنَ» وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى «كَمَا بَيْنَ جَرْبَا وَأَذْرُحَ» وَفِي حَدِيثِ فُضَيْلٍ قَالَ: «قَرْيَتَانِ بِالشَّامِ مَا بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ»

2102 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، ح. 2103 - وَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، ح. 2104 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " كَتَبَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ح. -[1191]- 2105 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: نا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا مِسْعَرٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«أَنَا فَرَطُكُمُ عَلَى الْحَوْضِ» هَذِهِ الْأَحَادِيثُ فِي الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا حَدِيثَ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ فَقَطْ

رواية زيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو، وأنس بن مالك، وحذيفة، وثوبان، وأبي بردة، وجابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري وبريدة

§رِوَايَةُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَثَوْبَانَ، وَأَبِي بُرْدَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَبُرَيْدَةَ

رواية زيد بن أرقم

§رِوَايَةُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ

2106 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ الْأَنْصَارِيَّ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:، ح 2107 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا وَهْبٌ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ: §«مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ مِنْ أُمَّتِي» -[1192]- قَالَ أَبُو حَمْزَةَ: فَقُلْتُ لِزَيْدٍ: كَمْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: ثَمَانِ مِائَةٍ أَوْ تِسْعُ مِائَةٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2108 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: وَقَالَتْ أَسْمَاءُ: ح. 2109 - وَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، قَالَ: نا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ زَوَايَاهُ سَوَاءٌ، وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَا يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَدًا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ وَجَدَهُ عَنْ دَاوُدَ

2110 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ قَدْرَ حَوْضِي مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءِ الْيَمَنِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ» -[1193]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2111 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ قَاضِي الْمَوْصِلِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ حَوْضِي لَأَبْعَدُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَعَدَنٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَلَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الْغَرِيبَةَ مِنَ الْإِبِلِ عَنْ حَوْضِهِ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ تَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ

2112 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا هَمَّامٌ، قَالَ: نا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«أنا بِعُقْرِ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَذُودُ عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ وَأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضُّوا عَنْهُمْ» فَقَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا سَعَتُهُ؟ قَالَ: " مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يُمِدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ: أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ " -[1194]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ

2113 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَخُو كَرْخَوَيْهِ، قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: نا شَدَّادٌ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَا بَيْنَ جَنْبَيْ حَوْضِي مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى صَنْعَاءَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، عَرْضُهُ كَطُولِهِ فِيهِ مِرْزَابَانِ يَثْغُبَانِ مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ وَرِقٍ وَذَهَبٍ، أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، فِيهِ أَبَارِيقُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ» إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ

2114 - أنا عُمَرُ بْنُ زَكَّارٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَلِيُّ -[1195]- بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح. 2115 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: نا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§أَنَا فَرَطُكُمْ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُونِي فَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ وَحَوْضِي قَدْرُ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ وَسَيَأْتِي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ بِقِرَبٍ وَآنِيَةٍ» وَفِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ: «يَأْتُونَ ثُمَّ لَا يَذُوقُونَ مِنْهُ شَيْئًا» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2116 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنِّي أَطْمَعُ أَنْ يَكُونَ حَوْضِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَوْسَعَ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى -[1196]- الْكَعْبَةِ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ لَأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ الْكَوَاكِبِ»

2117 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح. 2118 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ بَحْرٍ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّ لِي حَوْضًا طُولُهُ مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَبْيَضَ مِنَ اللَّبَنِ» مِنْ حَدِيثِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ " أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَكُلُّ نَبِيٍّ يَدْعُو أُمَّتَهُ، وَلِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ الْفِئَامُ مِنَ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْتِيهِ الْعُصَبُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ النَّفَرُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ الرَّجُلَانِ وَالرَّجُلُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ، فَيُقَالُ: قَدْ بَلَّغْتَ، وَإِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ

بريدة الأسلمي

§بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ

2119 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ: قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَضَّاحِ اللُّؤْلُؤِيُّ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ عَائِذِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§حَوْضِي مَا بَيْنَ عَمَّانَ وَالْيَمَنِ، فِيهِ آنِيَةٌ عَدَدَ النُّجُومِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا»

2120 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو أَبُو عُثْمَانَ الْأَحْمُوسِيُّ، عَنِ الْمُخَارِقِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنٍ وَعَمَّانَ، أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، أَكْوَابُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ عَلَيْهِ وُرُودًا صَعَالِيكُ الْمُهَاجِرِينَ» ، قَالَ قَائِلٌ: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمُ، الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمُ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمُ، الَّذِينَ لَا تُفْتَحُ لَهُمُ الْأَبْوَابُ السُّدَدُ، وَلَا يُنْكَحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ، الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلَا يَأْخُذُونَ الَّذِي لَهُمْ»

أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ لَقِيتُ قَوْمًا §يُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ أَنَسٌ: أُولَئِكَ الْكَذَّابُونَ لَا تُجَالِسْهُمْ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن المسلمين إذا دلوا في حفرتهم يسألهم منكر، ونكير، وأن عذاب القبر حق، والإيمان به واجب

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دُلُّوا فِي حُفْرَتِهِمْ يَسْأَلُهُمْ مُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ، وَأَنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ، وَالْإِيمَانَ بِهِ وَاجِبٌ

2121 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ -[1200]- هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح. 2122 - وَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: نا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {§يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم: 27] " وَهَذَا لَفْظُ أَبِي الْوَلِيدِ، أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ، وَالْبُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ

2123 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ -[1201]-، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئًا مَوْلَى عُثْمَانَ، يَذْكُرُ عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الرَّجُلِ وَقَفَ عَلَيْهِ وَقَالَ: §«اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا اللَّهَ لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ» أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالسَّاجِيُّ

2124 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا أَبُو هَمَّامٍ، قَالَ: نا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِنَّ أَحَدَكُمْ يُعْرَضُ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ، وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ يُقَالُ لَهُ: هَذَا مَكَانُكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

2125 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، قَالَ: نا الْفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ إِلَّا وَعُرِضَتْ رُوحُهُ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عَلَى النَّارِ»

2126 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْخَيَّاطُ، قَالَ: نا أَبُو مَنْصُورٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ حَتَّى يُعْرَضَ عَلَيْهِ أَهْلُ مَجْلِسِهِ، إِنْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ لَهْوٍ فَأَهْلُ لَهْوٍ، وَإِنْ كَانُوا أَهْلَ ذِكْرٍ فَأَهْلُ ذِكْرٍ»

2127 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ، ح. 2128 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: " سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْوَاتَ يَهُودَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَالَ: «هَذِهِ يَهُودُ §يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى

2129 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ فَحَادَتْ -[1203]- بِهِ فَكَادَتْ تَقْلِبُهُ، وَإِذَا قَبْرُ سِتَّةٍ أَوْ خَمْسَةٍ، أَوْ أَرْبَعَةٍ فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ لَتُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ثُمَّ قَالَ: «§تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ» ، قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الدَّجَّالِ» ، قُلْنَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الدَّجَّالِ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ

2130 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: نا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: نا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ: ح. 2131 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: نا حُمَيْدٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ سَمِعْتُ مِنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ صَوْتًا مِنْ قَبْرٍ مِنْ حِيطَانِ بَنِي النَّجَّارِ فَسَأَلَ عَنْهُ: فَقَالَ: دُفِنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَعْجَبَهُ قَالَ: §«لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ»

2132 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ §إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ -[1204]- خَفْقَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " قَالَ: " فَيَقُولُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَبْرَاهُمَا كِلَاهُمَا» قَالَ: قَالَ قَتَادَةُ: وَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُمْلَأُ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ: " وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ فَيَقُولُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ " قَالَ: " فَيُقَالُ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً فَيَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ "، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «فَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ

2133 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: «§إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ، فَكَانَ يَمْشِي بَيْنَ النَّاسِ بِالنَّمِيمَةِ» قَالَ: ثُمَّ أَخْرَجَ جَرِيدَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ -[1205]- قَبْرٍ وَاحِدَةً فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2134 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ، ح. 2135 - وَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتْ: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَتْ: وَكَذَّبْتُهَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهَا، قَالَتْ: فَخَرَجَتْ فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَجُوزًا مِنْ عَجَائِزِ يَهُودَ دَخَلَتْ عَلَيَّ فَزَعَمَتْ أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَقَالَ: «صَدَقَتْ، إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا» قَالَتْ: فَمَا رَأَيْتُهُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا §يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

2136 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «§اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ -[1206]- فِتْنَةِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْغُرْمِ، وَالْمَأْثَمِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ مِثْلُهُ سَوَاءٌ

2137 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: نا، ح. 2138 - وَأَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ، ح 2139 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِذَا قُبِرَ أَحَدُكُمْ أَوِ الْمَقْبُورُ» وَفِي حَدِيثِ يَزِيدَ " أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَزْرَقَانِ أَسْوَدَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا مُنْكَرٌ، وَالْآخَرِ نَكِيرٌ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ «زَادَ يَزِيدُ» مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: «فَهُوَ قَائِلٌ مَا كَانَ يَقُولُهُ» ، ثُمَّ اتَّفَقَا " فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ: «قَدْ كُنَّا» وَقَالَ يَزِيدُ: «إِنَّا كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا فَيُفْسَحُ -[1207]- لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ» زَادَ يَزِيدُ " ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: «نَمْ» ، ثُمَّ اتَّفَقَا " فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ مَرَّتَيْنِ " وَلَمْ يَقُلْ يَزِيدُ مَرَّتَيْنِ وَقَالَ: فَيَقُولَانِ: وَقَالَ: " فَيُقَالُ: «نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ» وَقَالَ يَزِيدُ: «الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثُهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ» زَادَ يَزِيدُ ذَلِكَ " فَإنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا - زَادَ يَزِيدُ: - فَكُنْتُ أَقُولُهُ " ثُمَّ اتَّفَقَا قَالَ: " فَيَقُولَانِ لَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْلَمُ «وَفِي حَدِيثِ بِشْرٍ» لَقَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، فَيَقُولُ لِلْأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَأِمُ عَلَيْهِ وَتَخْتَلِفُ عَلَيْهِ أَضْلَاعُهُ، فَلَا يَزَالَ مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَضْجَعِهِ " زَادَ يَزِيدُ ذَلِكَ

2140 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، بِمَكَّةَ قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَلَمْ يُلْحَدُ لَهُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ فِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «§اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي إِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ وَانْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، نَزَلَتْ إِلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ بِيضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ كَفَنِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ -[1208]- الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ " قَالَ: «فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنَ السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُونَهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَذَلِكَ الْحَنُوطِ، فَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ» ، قَالَ: " فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُونَ بِهِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُ، قَالَ: فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيَهُ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، أَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ رِيحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، فَهَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ، رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ ثَلَاثًا، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي " قَالَ: " وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَانْقِطَاعٍ مِنَ -[1209]- الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطِ اللَّهِ وَغَضَبِهِ، فَتَفَرَّقُ فِي أَعْضَائِهِ كُلِّهَا فَيَنْزِعُهَا كَمَا يُنْزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَتُقَطِّعُ مَعَهَا الْعُرُوقَ وَالْعَصَبَ قَالَ: فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا، لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ " قَالَ: " وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذِهِ الرُّوحُ الْخَبِيثَةُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُونَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهَا فَلَا يُفْتَحُ لَهَا قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40] " قَالَ: " ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، قَالَ: فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا " قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31] قَالَ: " فَتُعَادُ رُوحُهُ إِلَى جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ " قَالَ: " وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحٌ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوؤُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ -[1210]- بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ السَّيِّئُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ "

2141 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَى مَنْفُوسٍ إِنْ عَمِلَ، خَطِيئَةً قَطُّ فَقَالَ§: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ "

2142 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: كَانَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ صُبْحَتَانِ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَوَّلَ النَّهَارِ فَيَقُولُ " §ذَهَبَ اللَّيْلُ، وَجَاءَ النَّهَارُ وَعُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ، وَإِذَا كَانَ الْعَشِيُّ قَالَ: ذَهَبَ النَّهَارُ وَعُرِضَ آلُ فِرْعَوْنَ عَلَى النَّارِ " فَلَا يَسْمَعُ أَحَدٌ صَوْتَهُ إِلَّا اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ

2143 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجُ، قَالَ: شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: «لَا تُجَالِسُوهُمْ» فَسَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ: إِنَّ قَوْمًا §يُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ -[1211]- فَقَالَ: «لَا تُجَالِسُوهُمْ»

2144 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: نا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: {§يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] قَالَ: «يُحْرَقُونَ عَلَيْهَا وَيُعَذَّبُونَ»

2145 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرَوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نَصْرٍ الصَّايِغَ، يَقُولُ: " كَانَ أَبِي مُولَعًا بِالصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ مَنْ عَرَفَ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ خَرَجْتُ يَوْمًا مِنَ السُّوقِ أَشْتَرِي حَاجَةً فَصَادَفْتُ جِنَازَةَ رَجُلٍ مَعَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مَا أَعْرِفُ مِنْهُمْ أَحَدًا، قُلْتُ: أَمْضِي مَعَ هَذِهِ الْجِنَازَةِ أُصَلِّي عَلَيْهَا، وَأَقِفُ حَتَّى أُوَارِيَهَا، فَتَبِعْتُهَا، فَصَلَّوْا عَلَيْهَا وَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ وَأَدْخَلُوهَا الْمَقْبَرَةَ، وَجَاءُوا بِهَا إِلَى قَبْرٍ مَحْفُورٍ، فَنَزَلَ إِلَى الْقَبْرِ نَفْسَانِ وَجَذَبُوا الْمَيِّتَ فَأَخَذُوهُ وَسَرَّحُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَخَرَجَ وَاحِدٌ، وَبَقِيَ الْآخَرُ، وَحَثَى النَّاسُ التُّرَابَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ يَا قَوْمُ: يُدْفَنُ حَيٌّ مَعَ مَيِّتٍ؟ لَيْتَ لَا يَكُونُ شُبِّهَ لِي، ثُمَّ رَجَعْتُ فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ إِلَّا اثْنَيْنِ خَرَجَ الْوَاحِدُ، وَبَقِيَ الْآخَرُ لَا أَبْرَحُ مِنْ هَاهُنَا حَتَّى يَكْشِفَ اللَّهُ لِي عَمَّا رَأَيْتُ، فَجِئْتُ إِلَى الْقَبْرِ فَقَرَأْتُ عَشْرَ مَرَّاتٍ يَاسِينَ، وَتَبَارَكَ الْمُلْكِ وَبَكَيْتُ وَرَفَعْتُ يَدَيَّ وَقُلْتُ: يَا رَبِّ اكْشِفْ لِي عَمَّا رَأَيْتُ، فَإِنِّي خَائِفٌ عَلَى عَقْلِي وَدِينِي، فَانْشَقَّ الْقَبْرُ وَخَرَجَ مِنْهُ شَخَصٌ، فَوَلَّى مُدْبِرًا فَقُمْتُ وَرَاءَهُ، فَقُلْتُ: يَا هَذَا بِمَعْبُودِكَ إِلَّا وَقَفْتَ حَتَّى أَسْأَلَكَ فَمَا الْتَفَتَ إِلَيَّ وَوَلَّى، وَمَضَيْتُ خَلْفَهُ، فَقُلْتُ: يَا هَذَا بِمَعْبُودِكَ إِلَّا وَقَفْتَ حَتَّى أَسْأَلَكَ فَمَا الْتَفَتَ إِلَيَّ وَوَلَّى الثَّالِثَ، فَقُلْتُ: يَا هَذَا أَنَا رَجُلٌ شَيْخٌ لَيْسَ يُمْكِنُنِي -[1212]- النُّهُوضُ فَبِمَعْبُودِكَ إِلَّا وَقَفْتَ حَتَّى أَسْأَلَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ لِي: نَصْرٌ الصَّائِغُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَلَا تَعْرِفُنِي؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَنَحْنُ مَلَكَانِ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَةِ، وَقَدْ §وُكِّلْنَا بِأَهْلِ السُّنَّةِ إِذَا وُضِعُوا فِي قُبُورِهِمْ، وَنَزَلْنَا حَتَّى نُلَقِّنَهُمُ الْحُجَّةَ، وَغَابَ عَنِّي "

2146 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ السُّنِّيُّ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: " تَبِعْتُ جِنَازَةً بِالسَّاحِلِ فَقُلْتُ: بَارَكَ اللَّهُ لِي فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ السَّرِيرِ: وَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ؟ فَقَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ: فَدَخَلَ عَلَيَّ مِنْهُ رُعْبٌ حَتَّى مَا قَدَرْتُ أَحْمِلُ قَائِمَةَ السَّرِيرِ، فَدُفِنَ الْمَيِّتُ، وَانْصَرَفُوا وَقَعَدْتُ عِنْدَ الْقَبْرِ مُفَكِّرًا فِي الْقَائِلِ لِي مِنَ السَّرِيرِ: وَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ؟ فَغَلَبَتْنِي عَيْنَايَ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَإِذَا أَنَا بِشَخْصٍ مِنَ الْقَبْرِ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَطْيَبِهِ رِيحًا وَأَنْقَاهُ ثِيَابًا، وَهُوَ يَقُولُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ فَمَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا الْقَائِلُ لَكَ مِنَ السَّرِيرِ: وَمَا بَعْدَ الْمَوْتِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: فَبِالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، وَتَرَدَّى بِالْعَظَمَةِ إِلَّا قُلْتَ لِي: مَنْ أَنْتَ، فَقَالَ: §أَنَا السُّنَّةُ أَكُونُ لِصَاحِبِي فِي الدُّنْيَا حَافِظًا، وَعَلَيْهِ رَقِيبًا، وَفِي الْقَبْرِ نُورًا، وَمُؤْنِسًا وَفِي الْقِيَامَةِ سَائِقًا وَقَائِدًا إِلَى الْجَنَّةِ "

2147 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَيْرِيَّ الْمُزَكِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الصَّنْعَانِيُّ -[1213]-، قَالَ: سَمِعْتُ حَوْثَرَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمِنْقَرِيَّ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ الْوَاسِطِيَّ فِي الْمَنَامِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ لَيَالٍ فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: تَقَبَّلَ مِنِّي الْحَسَنَاتِ، وَتَجَاوَزَ عَنِ السَّيِّئَاتِ، وَوَهَبَ لِيَ التَّبَعُّلَ قُلْتُ: وَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَهَلْ يَكُونُ مِنَ الْكَرِيمِ إِلَّا الْكَرْمُ غَفَرَ لِي ذُنُوبِي، وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ، قُلْتُ لَهُ: بِمَا نِلْتَ الَّذِي نِلْتَ؟ قَالَ: §بِمَجَالِسِ الذِّكْرِ، وَتَوَلِّي الْحَقِّ، وَصِدْقِي فِي الْحَدِيثِ، وَطُولِ قِيَامِي فِي الصَّلَاةِ، وَصَبْرِي عَلَى الْفَقْرِ قُلْتُ: وَمُنْكَرٌ، وَنَكِيرٌ حَقٌّ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ أَقْعَدَانِي، وَقَالَا لِي: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَجَعَلْتُ أَنْفُضُ لِحْيَتِي الْبَيْضَاءَ مِنَ التُّرَابِ، فَقُلْتُ: مِثْلِي يُسْأَلُ، أَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ وَكُنْتُ فِي دَارِ الدُّنْيَا سِتِّينَ سَنَةً أُعَلِّمُ النَّاسَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: صَدِّقْهُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ فَلَا رَوْعَةَ عَلَيْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ "

سياق ما روي بما أرى الله أو أسمع من عذاب القبر في الصحابة والتابعين، ومن بعدهم؛ ليزدادوا إيمانا وعلى ربهم يتوكلون

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ بِمَا أَرَى اللَّهُ أَوْ أَسْمَعَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ؛ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

2148 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ، بِجَنَبَاتِ بَدْرٍ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْأَرْضِ فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ يُمْسِكُ بِطَرْفِهَا أَسْوَدُ فِي يَدِهِ مِرْزَبَّةٌ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَلَا أَدْرِي عَرَفَنِي أَمْ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لِي الْأَسْوَدُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْقِهِ ثُمَّ اجْتَذَبَهُ جَذْبَةً وَدَخَلَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَاكَ، فَقَالَ لِي: «وَقَدْ رَأَيْتَهُ؟ §ذَاكَ أَبُو جَهْلٍ وَذَاكَ عَذَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَضَرَبَهُ بِمِرْزَبَّتِهِ حَتَّى غَيَّبَهُ فِي الْأَرْضِ

2149 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ، قَالَ نا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى أَتَيْنَا الْمَقْبَرَةَ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَشْتَعِلُ نَارًا، فَجَعَلَتِ النَّاقَةُ تَحِيدُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَكُفُّهَا وَأَنْظُرُ إِلَى الْعَجَبِ -[1215]-، يَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، صُبَّ عَلَيَّ مِنَ الْمَاءِ، فَلَا أَدْرِي قَوْلَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَدْعُونِي بِاسْمِي أَوْ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْقَبْرِ آخِذًا بِطَرَفِ السِّلْسِلَةِ، فَقَالَ: لَا تَصُبَّ عَلَيْهِ وَلَا كَرَامَةَ، ثُمَّ أَخَذَ بِالسِّلْسِلَةِ حَتَّى أَدْنَاهُ مِنَ الْقَبْرِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ §يَشْتَعِلُ نَارًا حَتَّى دَخَلَ الْقَبْرَ " قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ سَالِمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى سَالِمٍ، وَسَالِمٌ لَمْ يَكْذِبْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ لَمْ يَكْذِبْ

وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو ظَفَرٍ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: " كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ §فَمَرَرْنَا بِمَاءِ الرُّوَيْثَةِ، فَأَتَيْنَا مَقَابِرَهَا، فَرَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَجَعَلَ يَدْعُو وَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ مَرَّ بِهَذَا الْمَاءِ قَالَ: حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ قَبْرٍ مِنْهَا، تَشْتَعِلُ نَارٌ أَوْ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ فِي عُنُقِهِ , ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ رَجُلٌ آخَرُ بِالسِّلْسِلَةِ وَفِي يَدِهِ سَوْطٌ مِنْ نَارٍ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَفْرِغْ عَلَيَّ مِنَ الْمَاءِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا فَلَمَّا رَأَتْهُ رَاحِلَتِي نَفَرَتْ , فَجَعَلْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُبَّنِي وَأَنَا أَضْبُطُهَا , فَقُلْتُ: أَعْرَفَنِي بِعَيْنَيَّ أَمْ هَذِهِ لُغَةٌ؟ فَقَالَ الَّذِي السِّلْسِلَةُ فِي يَدِهِ وَالسَّوْطُ فِي يَدِهِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اللَّهَ اللَّهَ لَا تُفْرِغْ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ كَافِرٌ، ثُمَّ ضَرَبَهُ وَجَذَبَهُ حَتَّى أَعَادَهُ فِي الْقَبْرِ "

2151 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَاِمِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ وَاصِلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ، قَالَ -[1216]-: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَقْبَلْنَا حُجَّاجًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصِّفَاحِ §تُوُفِّيَ صَاحِبٌ لَنَا، فَحَفَرْنَا لَهُ، فَإِذَا أَسْوَدُ قَدْ أَخَذَ اللَّحْدَ، حَتَّى حَفَرْنَا قَبْرًا آخَرَ، فَإِذَا الْأَسْوَدُ قَدْ أَخَذَ اللَّحْدَ، قَالَ: فَحَفَرْنَا لَهُ آخَرَ، فَإِذَا الْأَسْوَدُ قَدْ أَخَذَ اللَّحْدَ، قَالَ: فَتَرَكْنَاهُ، وَأَتَيْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ مَا تَأْمُرُنَا، قَالَ: «ذَاكَ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، اذْهَبُوا فَادْفِنُوهُ فِي بَعْضِهَا، فَوَاللَّهِ لَوْ حَفَرْتُمُ الْأَرْضَ كُلَّهَا وَجَدْتُمْ ذَلِكَ» ، فَأَلْقَيْنَاهُ فِي قَبْرٍ مِنْهَا، قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْنَا سَفَرَنَا، أَتَيْنَا امْرَأَتَهُ فَسَأَلْنَاهَا عَنْهُ، فَقَالَتْ: كَانَ رَجُلًا يَبِيعُ الطَّعَامَ , فَيَأْخُذُ قُوتَ أَهْلِهِ كُلَّ يَوْمٍ , فَيَنْظُرُ مِثْلَهُ مِنْ قَصَبِ الشَّعِيرِ فَيُقَطِّعُهُ فَيَخْلِطُهُ فِي طَعَامِهِ مَكَانَ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ "

2152 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَبُو الْأَصْبَغِ، قَالَ: نا الْمَاجِشُونُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يَقُولُ: «بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ §يُسَلِّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ دَابَّةً عَمْيَاءَ فِي يَدِهَا سَوْطٌ مِنْ حَدِيدٍ، رَأْسُهَا جَمْرَةٌ مِثْلُ غَرْبِ الْجَمَلِ، تَضْرِبُهُ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا تَرَاهُ وَلَا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمُهُ»

2153 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: " قَالَ لِي حَفَّارُ مَقَابِرَ: §أَعْجَبُ مَا رَأَيْتُ مِنَ هَذِهِ الْمَقَابِرِ أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ قَبْرٍ أَنِينًا كَأَنِينِ الْمَرِيضِ، وَسَمِعْتُ مِنْ قَبْرٍ وَالْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ وَهُوَ يُجِيبُهُ مِنَ الْقَبْرِ "

2154 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَفْصٍ، قَالَ: نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ مَشَايخِ أَهْلِ دِمَشْقَ قَالَ -[1217]-: " حَجَجْنَا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ §فَهَلَكَ صَاحِبٌ لَنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ عَلَى مَاءٍ مِنْ تِلَكِ الْمِيَاهِ , قَالَ: فَأَتَيْنَا أَهْلَ الْمَاءِ نَطْلُبُ شَيْئًا نَحْفِرُ بِهِ , فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا فَأْسًا وَمِجْرَفَةً , وَقَالُوا: نَحْنُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي تَرَوْنَ انْقِطَاعَهُ، وَإِنَّمَا وُضِعَ هَذَانِ لِمِثْلِ مَا طَلَبْتُمْ , فَأَعْطُونَا عَهْدًا لَتَرُدُّونَهَا إِلَيْنَا فَفَعَلْنَا، فَلَمَّا وَارَيْنَا صَاحِبَنَا , نَسِينَا الْفَأْسَ فِي الْقَبْرِ، فَأَعْظَمْنَا أَنْ نَنْبِشَهُ، فَقُلْنَا: نُرْضِي الْقَوْمَ مِنَ الثَّمَنِ , فَأَتَيْنَاهُمْ فَأَخْبَرْنَاهُمُ الْخَبَرَ، وَعَرَضْنَا عَلَيْهِمْ ثَمَنَ الْفَأْسِ، فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوهُ، وَقَالُوا: لَيْسَ نَجِدُ فِي مَوْضِعِنَا هَذَا مِنْهُ عِوَضًا , وَقَدْ أَعْطَيْتُمُونَا مَا قَدْ عَلِمْتُمْ، فَرَجَعْنَا إِلَى الرَّجُلِ فَنَبَشْنَاهُ , فَوَجَدْنَاهُ قَدْ جُمِعَ عُنُقُهُ وَيَدَاهُ وَرِجْلَاهُ فِي حَلْقَةِ الْفَأْسِ , فَسَوَّيْنَا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَعُدْنَا إِلَى الْقَوْمِ , فَأَخْبَرْنَاهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَى الْفَأْسِ سَبِيلٌ وَأَرْضَيْنَاهُمْ مِنَ الثَّمَنِ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا، جِئْنَا امْرَأَتَهُ فَسَأَلْنَاهَا عَنْهُ بِمَا كَانَ يَخْلُو بِهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَتْ: قَدْ كَانَ عَلَى مَا رَأَيْتُمْ مِنْ حَالِهِ يَحُجُّ وَيَغْزُو، فَلَمَّا أَخْبَرْنَاهَا الْخَبَرَ , قَالَتْ: صَحِبَهُ رَجُلٌ مَعَهُ مَالٌ، فَقَتَلَ الرَّجُلَ، وَأَخَذَ الْمَالَ، قَالَتْ: فَبِهِ كَانَ يَحُجُّ وَيَغْزُو "

2155 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ أَخُو أَبِي اللَّيْثِ الفَرَائِضِيِّ سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَسَدٍ الْمُحَاسِبِيَّ الْغَنَوِيَّ، وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِي: " يَا قَاسِمُ كُنْتُ فِي الْجَبَّانَةِ بِالْبَصْرَةِ مَعَ أَبِي عَلَى قَبْرٍ قَالَ: §فَأُسْمِعَ مِنَ الْقَبْرِ، أَوْهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ لِي أَبِي: وَيْحَكَ هُوَ ذَا تَسْمَعُ يَا حَارِثُ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: اضْبُطِ الْقَبْرَ قَالَ: فَذَهَبَ وَتَهَيَّأَ لِلصَّلَاةِ وَجَاءَ ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ أَنْتَ فَتَهَيَّأْ، قَالَ: فَلَمَّا أَنْ جَاءَ قَالَ: اذْهَبْ جِبْ لِيَ الْحَفَّارَ قَالَ: فَلَمَّا أَنْ جَاءَ قَالَ: إِيشِ اسْمُكَ؟ قَالَ: اسْمِي جَابِرٌ، قَالَ: تَعْرِفُ هَذَا الْقَبْرَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَدْ دَفَنْتُ صَاحِبَتَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَأُمُّهَا تَجِيءُ إِلَيْهَا وَهَذِهِ السَّنَةُ مَا جَاءَتْ , قَالَ: قُلْتُ: تَعْرِفُ -[1218]- بَيْتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ فِي الْمِرْبَدِ، قَالَ: فَقَالَ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى مَنْزِلِهَا، قَالَ: فَجِئْنَا إِلَى قَصْرٍ خَرَابٍ , قَالَ: فَأَدْخَلَنَاهُ قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا الْعَجُوزَ أُمَّهَا , قَالَ: فَقَالَ لَهَا: مَنْ مَاتَ لَكِ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً؟ قَالَتِ: ابْنَتِي، قَالَ: إِيشْ كَانَتْ تَعْمَلُ؟ قَالَتْ: وَلِمَ تَسْأَلُونِي عَنْ ذَا؟ قَالَ: فَحَلَّفْنَاهَا، قَالَتْ: كَانَتْ لِابْنَتِي حِبَّةٌ نَصْرَانِيَّةٌ قَالَتْ: وَكَانَتْ تَبِيتُ عَلَى هَذَا الدُّكَّانِ الَّذِي فِي بَيْتِي , قَالَتْ: فَجَاءَتْ لَيْلَةُ زَلْزَلَةٍ وَصَوَاعِقَ، قَالَ: فَنَزَلَتِ النَّصْرَانِيَّةُ، وَقَالَتْ: مَا أَقْوَى عَلَى هَذَا، فَقَالَتْ لَهَا ابْنَتِي: دَعِينَا حَتَّى نَدُقَّ الدُّنْيَا دَقًّا، قَالَتْ: فَأَصْبَحَتْ فَحُمَّتْ فَمَاتَتْ بَعْدَ سَاعَتَيْنِ , قَالَتْ: فَأَنَا أَزُورُهَا مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً "

2156 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ الْمُحَاسِبِيَّ، يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: " وَكُنْتُ فِي مَقْبَرَةٍ هَاهُنَا الَّذِي فِي بَابِ الْمَغْيَرِ مُشْرِفًا عَلَى مَقْبَرَةٍ قَالَ: §فَأُسْمِعَ صَوْتَ الْقَنَا بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ تَضْرِبُ، وَأَنَا مُشْرِفٌ عَلَى الْمَقْبَرَةِ، مِنْ قَبْرٍ وَهُوَ يَقُولُ: أَوَّهْ، أَوَّهْ، قَالَ: فَنَزَلْتُ مِنْ فَوْقُ إِلَى الْقَبْرِ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْهُ، وَقَالَ: فَأُشْكِلَ عَلَيَّ، قَالَ: فَصَوَّتُّ بِالْحَفَّارِ، قَالَ: قُلْتُ: تَعْرِفُ هَذَا الْقَبْرَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفُهُ مِنْ سِنِينَ، قَالَ: قُلْتُ: فَتَعْرِفُ لَهُ أَهْلًا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ كُنْتُ أَعْرِفُهُمْ كَانُوا يَجُونَ مُنْذُ سِنِينَ "

2157 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْهَرَوِيُّ، بِالسَّافِرِيَّةِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْحَوْشَبِيُّ، عَنْ عَمِّهِ الْعَوَّامِ بْنِ -[1219]- حَوْشَبٍ، قَالَ: " §نَزَلْتُ مَرَّةً حَيًّا وَإِلَى جَانِبِ الْحَيِّ مَقْبَرَةٌ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ انْشَقَّ مِنْهَا قَبْرٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حِمَارٍ وَجَسَدُهُ جَسَدُ إِنْسَانٍ فَنَهِقَ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ، ثُمَّ انْطَبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ، فَإِذَا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًا أَوْ صُوفًا، وَقَالَتِ امْرَأَةٌ: تَرَى تِلْكَ الْعَجُوزَ؟ قُلْتُ: مَا لَهَا؟ قَالَتْ: تِلْكَ أُمُّ هَذَا، قَالَ: وَمَا كَانَ قِصَّتُهُ؟ قَالَتْ: كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فَإِذَا رَاحَ تَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ، إِلَى مَتَى تَشْرَبُ هَذَا الْخَمْرَ؟ قَالَ: فَيَقُولُ لَهَا: إِنَّمَا أَنْتِ تَنْهَقِينَ كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ، قَالَتْ: فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ، قَالَتْ: فَهُوَ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ بَعْدَ الْعَصْرِ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْهَقُ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْقَبْرُ "

2158 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: " إِذَا صُيِّرَ الْعَبْدُ إِلَى لَحْدِهِ وَانْصَرَفَ عَنْهُ أَهْلُهُ، أُعِيدَ إِلَيْهِ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ؛ فَيُسْأَلُ حِينَئِذٍ فِي قَبْرِهِ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ: {§يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] ، يَعْنِي: الْقَبْرَ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى طَاعَتِهِ وَيُبَارَكَ لَنَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ، فَالسَّعِيدُ مَنْ أَسْعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: «نُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ»

2159 - وأنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيَّ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ يَقُولُ: " §نُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَنَقُولُ: إِنَّهُ حَقٌّ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُفْتَنُ فِي قُبُورِهَا، وَتُسْأَلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنُؤْمِنُ بِمُنْكرٍ وَنَكِيرٍ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر تعلق في شجر الجنة حتى يردها الله إلى أجسادهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَعَلَّقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرُدَّهَا اللَّهُ إِلَى أَجْسَادِهِمْ

2160 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ح -[1221]- 2161 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا §نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ» فِي حَدِيثِ مَالِكٍ «طَائِرٌ يُعَلَّقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ» ، وَفِي حَدِيثِ مَالِكٍ «إِلَى جَسَدِهِ»

2162 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ كَعْبًا الْوَفَاةُ أَتَتْهُ أُمُّ مُبَشِّرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنْ لَقِيتَ ابْنِي فُلَانًا فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ، نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ §أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ» ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فَهُوَ ذَاكَ

2163 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ -[1222]- هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا الرَّبِيعُ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّهُ قَالَ: " §تَخْرُجُ رُوحُ الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، فَتَعْرُجُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهُ فَتَلْقَاهُ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ: مَا هَذَا الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ؟ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: تَوِّجُوهُ، هَذَا فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ كَانَ يَعْمَلُ كَيْتَ وَكَيْتَ لِأَحْسَنِ عَمَلٍ لَهُ , قَالَ: فَيَقُولُونَ: حَيَّاكُمُ اللَّهُ، وَحَيَّا مَا جِئْتُمْ بِهِ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِي يَصْعَدُ فِيهِ قَوْلُهُ وَعَمَلُهُ، فَيُصْعَدُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ حَتَّى يَأْتِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَهُ بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ، وَرُوحُ الْكَافِرِ أَنْتَنُ يَعْنِي: مِنَ الْجِيفَةِ وَهُوَ بِوَادِي حَضْرَ مَوْتَ، ثُمَّ أَسْفَلَ الثَّرَى مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ "

2164 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «إِنَّ §أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ تَجُولُ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ تُعَلَّقُ فِي ثِمَارِ الْجَنَّةِ»

2165 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَرْوَاحُ آلِ فِرْعَوْنَ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ سُودٍ يُعْرَضُونَ عَلَى النَّارِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ يُقَالُ لَهُمْ: هَذِهِ دَارُكُمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {§يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46] "

2166 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أنا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: أنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §إِذَا قُبِضَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ عُرِجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتَلْقَاهُ أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَسْأَلُونَهُ مَا فَعَلَ؟ فَيَقُولُ الْمَلَكُ: ارْفُقُوا بِهِ فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنْ غَمٍّ وَكَرْبٍ شَدِيدٍ , فَيَسْأَلُونَهُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُ: خَيْرٌ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ هَدَيْتَهُ لِذَلِكَ فَثَبِّتْهُ لِذَلِكَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ فَيَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ وَلَا مَرَّ بِنَا سُلِكَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ فَبِئْسَتِ الْأُمُّ وَبِئْسَتِ المُرَبِّيَةُ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في استحباب الصدقة، وقراءة القرآن، والاستغفار، والترحم، والدعاء للميت، وأنه ينفعه ذلك ويخفف عنه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اسْتِحْبَابِ الصَّدَقَةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَالِاسْتِغْفَارِ، وَالتَّرَحُّمِ، وَالدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ، وَأَنَّهُ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ وَيُخَفِّفُ عَنْهُ

2167 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §تُوُفِّيَتْ أُمِّي وَلَمْ تُوصِ , أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»

2168 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[1225]- أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ §أُمِّي تُوُفِّيَتْ , أَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَإِنَّ لِي مَخْرَفًا فَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ رَوْحٍ

2169 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، قَالَ: أنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ §أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا , وَأَظُنُّ لَوْ أَنَّهَا تَكَلَّمَتْ لَتَصَدَّقَتْ , فَهَلْ لَهَا مِنْ أَجْرٍ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ

2170 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ وَالِدَيَّ مِنْ بَعْدِهِمَا شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا، فَهَذَا -[1226]- الَّذِي بَقِيَ عَلَيْكَ»

2171 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو رَبِيعٍ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " §يَمُوتُ الرَّجُلُ، وَيَدَعُ وَلَدًا فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ قَالَ: فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: اسْتِغْفَارُ وَلَدِكَ لَكَ "

2172 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»

2173 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ المَغَازِلِيُّ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا مَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«اقْرَءُوا عَلَى مَوْتَاكُمْ» يَعْنِي يَاسِينَ

2174 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ نا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ: " إِذَا أَنَا مِتُّ، فَأَدْخَلْتُمُونِي فِي اللَّحْدِ §فَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ هَيْلًا، وَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا، وَاقْرَءُوا عِنْدَ رَأْسِي بِفَاتِحَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَخَاتِمَتِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَسْتَحِبُّ ذَلِكَ " وَعَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

2175 - أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا حَمْزَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ الْقَنْطَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ، قَالَ: " رَأَى رَجُلٌ أَبَاهُ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ §مَا لَكَ لَا تَأْتِينَا هَدِيَّتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَهْ كَيْفَ تَأْتِيكَ هَدِيَّتُنَا؟ قَالَ: تَقُولُ يَا مَالِكُ يَا قَدِيرُ يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ نَدِيدٌ، وَرُبَّمَا قَالَ: نَظِيرٌ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِوَالِدِي إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " قَالَ: " فَقَالَهَا: فَرَآهُ بَعْدُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ قَدْ أَتَتْنَا هَدِيَّتُكَ "

2176 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ -[1228]- الشَّعْبِيِّ، قَالَ: «كَانَتِ §الْأَنْصَارُ تَسْتَحِبُّ أَنْ يُقْرَأَ عِنْدَ الْمَيِّتِ بِسُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ»

2177 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَقَّاسُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَاضِي، بِسَمَرْقَنْدَ قَالَ: " سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " §رَفَعْتُ شَيْئًا مِنَ الطَّرِيقِ فَقُلْتُ: أَجْرُ هَذَا لِشَيْخِي فَرَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الموتى في قبورهم لا يعلمون مما عليه الأحياء إلا إذا رد الله عليهم الأرواح، قال الله تبارك وتعالى: وما أنت بمسمع من في القبور

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهِمْ لَا يَعْلَمُونَ مِمَّا عَلَيْهِ الْأَحْيَاءُ إِلَّا إِذَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْأَرْوَاحَ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22]

2178 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: «§هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُمُ الْآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ» ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: وَهَلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: «إِنَّهُمُ الْآنَ يَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقًّا، وَإِنَّهُمْ لَفِي النَّارِ» ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [النمل: 80] "

2179 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: «§هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُمْ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ» ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: وَهَلَ ابْنُ عُمَرَ إِنَّمَا قَالَ: «لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ هُوَ الْحَقُّ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدَةَ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ

باب جماع وجوب الإيمان بالجنة والنار، والبعث بعد الموت، والميزان، والحساب والصراط يوم القيامة

§بَابُ جُمَّاعِ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْمِيزَانِ، وَالْحِسَابِ وَالصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

2180 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُنَادِي، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: نا أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ عَلَيْهِ عَنَاءُ سَفَرٍ , وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ , يَتَخَطَّى حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يَجْلِسُ أَحَدُنَا لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ §مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَحُجَّ وَتَعْتَمِرَ وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَتُتِمَّ الْوُضُوءَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ» ، قَالَ: فَإِنْ فَعَلْتُ هَذَا فَأَنَا مُسْلِمٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: «الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْمِيزَانِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: صَدَقْتَ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصور، والحشر، والنشر

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّورِ، وَالْحَشْرِ، وَالنَّشْرِ

2181 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ح 2182 - وَعَنْ عِمْرَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الصُّورَ بِفِيهِ , وَأَصْغَى سَمْعَهُ , وَأَحْنَى جَبْهَتَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ؟» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا " وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ

2183 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَاحِبَ الصُّورِ فَقَالَ: «عَنْ يَمِينِهِ جِبْرِيلُ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِيلُ»

2184 - أنا أَحْمَدُ، أنا عَلِيٌّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ، نا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شِغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الصُّورُ؟ قَالَ: «§قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ»

2185 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: نا يَزِيدُ الْأَصَمُّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§مَا طَرَفَ صَاحِبُ الصُّورِ مُذْ وُكِّلَ، مُسْتَعِدًّا يَنْظُرُ حَوْلَ الْعَرْشِ، مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ»

2186 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: نا بِشْرٌ، يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: نا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي مُرَايَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " إِنَّ §الْمَلَكَيْنِ النَّافِخَيْنِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا مُسْتَعِدَّانِ يَنْظُرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ يَنْفُخَانِ فِي الصُّورِ، قَالَ: وَرَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ، وَرِجْلَاهُ فِي الْمَغْرِبِ وَرَأْسُ الْآخَرِ بِالْمَغْرِبِ وَرِجْلَاهُ بِالْمَشْرِقِ "

2187 - أنا أَحْمَدُ، أنا عُمَرُ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا شَرِيكٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ الْبَارِقِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي قَوْلِهِ: {§وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} قَالَ: «نُفِخَ فِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَصَارُوا عِظَامًا وَرُفَاتًا ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ الثَّانِيَةَ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ»

2188 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ» قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ قَالُوا: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ قَالُوا: أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ قَالَ: «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَاءً، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ، وَلَيْسَ مِنَ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمٌ وَاحِدٌ وَهُوَ عَجَبُ الذَّنَبِ وَفِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في العرض والحساب يوم القيامة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَرْضِ وَالْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

2189 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْشِيُّ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ وَيُقَالُ: أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَةُ وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ الْآخِرُونَ "

2190 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقُشَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: ح 2191 - وَنا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيْسَ أَحَدٌ يُحَاسَبُ إِلَّا هَلَكَ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّهُ يَقُولُ: {حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] قَالَ: «ذَاكَ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2192 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ الْعَبَّاسِ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: نا مُسَدَّدٌ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ» ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ قَوْلُهُ: {§فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] ؟ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، ذَاكَ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ»

2193 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ بْنِ خَالِدِ بْنِ حَمْدُونَ بِبَالِسَ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْبَالِسِيُّ، قَالَ: نا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» قَالَتْ: بَلَى فَانْتَهَرَهَا، قَالَتْ حَفْصَةُ: {§وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] -[1237]- " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2194 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مِلَاسٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، قَالَ نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا شَيْبَانُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §" يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَعْرِفُ رَبِّ، ثُمَّ يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَعْرِفُ رَبِّ، ثُمَّ يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: أَعْرِفُ رَبِّ، فَيَبْلُغُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: إِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَسْتُرُهَا عَلَيْكَ الْيَوْمَ، قَالَ: وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ، فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ، أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ". أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ شَيْبَانَ

2195 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّاوِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، ح 2196 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ -[1238]- تُرْجُمَانٌ، يَنْظُرُ عَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ، يَعْنِي عَنْ يَمِينِهِ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ عَنْ أَشْأَمَ مِنْهُ، يَعْنِي عَنْ شِمَالِهِ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ أَمَامَهُ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

2197 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّاوِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ فِي لَيْلَةِ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، §لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا» ، قَالَ: " يَلْقَى الْعَبْدُ رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: أَيْ فُلُ أَلَمْ أُكْرِمْكَ وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ، وَالْإِبِلَ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي ثُمَّ يَقُولُ لِلْآخَرِ: أَيْ فُلُ أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ، وَالْإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ فَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: إِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي، ثُمَّ يَقُولُ الثَّالِثُ: آمَنْتُ بِكَ وَبِكِتَابِكَ وَبِرُسُلِكَ، وَصُمْتُ -[1239]-، وَتَصَدَّقْتُ، وَصَلَّيْتُ، وَيُثْنِي بِخَيْرِ مَا اسْتَطَاعَ، فَيَقُولُ لَهُ: فَهَاهُنَا إِذًا فَيَقُولُ: الْآنَ نَبْعَثُ عَلَيْكَ شَاهِدًا قَالَ: فَيَنْظُرُ فِي نَفْسِهِ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ؟ " قَالَ: " فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، فَيُقَالُ لِفَخِذِهِ: انْطِقِي، فَيَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ بِمَا كَانَ وَذَلِكَ؛ لِيُعْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ وَيَغْضَبُ عَلَيْهِ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: أَلَا تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، فَالشَّيَاطِينُ وَالصُّلُبُ يَتْبَعُهُمْ أَوْلِيَاؤُهُمْ، وَتَبْقَى آيَةُ الْمُؤْمِنِينَ ثَلَاثًا , فَيَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ هَؤُلَاءِ، فَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ عِبَادُ اللَّهِ الْمُؤْمِنُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ لَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، فَهَذَا مَقَامُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا , فَنَنْطَلِقُ حَتَّى نَأْتِيَ الْجِسْرَ وَعَلَيْهِ كَلَالِيبُ مِنْ نَارٍ تَخْطَفُ النَّاسَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَلَّتِ الشَّفَاعَةُ لِي، اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، أَيِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، فَإِذَا جَاوَزَ الْجِسْرَ، فَكُلُّ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِمَّا مَلَكَ مِنَ الْمَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَكُلُّ خَزَنَةِ الْجَنَّةِ يَدْعُوهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ فَتَعَالَ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَلِكَ الْعَبْدُ لَأَتَوْا عَلَيْهِ يَدَعُ بَابًا وَيَلِجُ مِنْ آخَرَ؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِهِ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2198 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، قَالَ -[1240]-: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ عَنْ سُوءِ الْحِسَابِ، مَا سُوءُ الْحِسَابِ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟ قَالَ: §«سُوءُ الْحِسَابِ أَنْ يُؤَاخَذَ الْعَبْدُ بِخَطَايَاهُ وَلَا يُغْفَرَ لَهُ مِنْهَا ذَنْبٌ»

2199 - وأنا عَلِيٌّ، أنا إِسْمَاعِيلُ، نا عَبَّاسٌ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§سُوءُ الْحِسَابِ أَنْ يُؤَاخَذَ الْعَبْدُ بِذُنُوبِهِ كُلِّهَا، وَلَا يُتْرَكُ لَهُ مِنْهَا شَيْءٌ»

2200 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: " §يُكَلِّمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ فَمَنْ يَقْضِي بَيْنَ الْخَلْقِ إِلَّا اللَّهُ، يُكَلِّمُهُ اللَّهُ عِنْدَهُ، وَيَسْأَلُهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُتَكَلِّمٌ لَمْ يَزَلْ يَأْمُرُ بِمَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ وَلَيْسَ لِلَّهِ عِدْلٌ وَلَا مِثْلٌ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن اليهود والنصارى إذا ماتوا على غير ملة الإسلام يدخلون النار قال الله عز وجل: ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده، فروي عن سعيد بن جبير، وقتادة أن " الهاء " راجع إلى اليهود والنصارى. وعن السدي: ومن يكفر به

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى إِذَا مَاتُوا عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ يَدْخُلُونَ النَّارَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} [هود: 17] ، فَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَقَتَادَةَ أَنَّ «الْهَاءَ» رَاجِعٌ إِلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. وَعَنِ السُّدِّيِّ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ} [هود: 17] " الْأَحْزَابُ: قُرَيْشٌ "

2201 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ح 2202 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، نا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا يُونُسَ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ» - وَفِي حَدِيثِ الْمُعَدَّلِ - «مِنْ يَهُودِيٍّ، وَلَا نَصْرَانِيٍّ يَمُوتُ» - فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - «ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِي» - وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ الْمُعَدَّلِ بِي -، قَالَ: «بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يُونُسَ

سياق ما روي في أن الإيمان بأن الحسنات والسيئات توزن بالميزان واجب قال الله عز وجل: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين، وقال تعالى: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ بِأَنَّ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ تُوزَنُ بِالْمِيزَانِ وَاجِبٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47] ، وَقَالَ تَعَالَى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 103] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 8]

2203 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رِيَاحٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى -[1243]- الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ " أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ فُضَيْلٍ

2204 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: نا أَبُو صَالِحٍ، وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالَا: نا اللَّيْثُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ اللَّهُ لَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: لَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا يَارَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ "

2205 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، نا إِسْمَاعِيلُ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ: " أَنَّ §مَلَكًا مُوَكَّلٌ بِالْمِيزَانِ، فَيُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ فَيُوقَفُ بَيْنَ -[1244]- كِفَّتَيِ الْمِيزَانِ فَإِنْ رَجَحَ، نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: سَعِدَ فُلَانٌ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ نَادَى الْمَلَكُ: شَقِيَ فُلَانٌ شَقَاوَةً لَا يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا "

2206 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ أَسَدٍ الْمُحَاسِبِيُّ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ ح 2207 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَا: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ نا أَبِي قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ» فِي حَدِيثِ الْحَارِثِ «يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَقَالَا: «أَثْقَلُ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ»

2208 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا -[1245]- أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: نا حَمَّادٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " §يُوضَعُ الْمِيزَانُ وَلَهُ كِفَّتَانِ، لَوْ وُضِعَ فِي أَحَدِهِمَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ لَوَسِعَهُ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَنْ يَزِنُ هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي: قَالَ فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ "

2209 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلَالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «§صَاحِبُ الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جِبْرِيلُ يَرُدُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، قَالَ فَيُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِ الظَّالِمِ فَتُرَدُّ عَلَى الْمَظْلُومِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ الْمَظْلُومِ، فَرُدَّتْ عَلَى الظَّالِمِ»

2210 - أَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ نا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نا هُرَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: " §ذُكِرَ الْمِيزَانُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَقَالَ: لَهُ لِسَانٌ وَكِفَّتَانِ "

2211 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47] وَقَالَ: «§فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، فَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَمَنْ رَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ عَلَى اللَّهِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن الكفار لا يحاسبون روي ذلك من الصحابة، عن عائشة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْكُفَّارَ لَا يُحَاسَبُونَ رُوِيَ ذَلِكَ مِنَ الصَّحَابَةِ، عَنْ عَائِشَةَ

2212 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ: ح 2213 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: نا عُبَيْدُ -[1247]- اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْقُطَعِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ نا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: نا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: " كُنْتُ أَخْدُمُ ابْنَ عُمَرَ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ §يُدْنِي الْمُؤْمِنَ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، وَيَسْتُرَهُ مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى نَفْسَهُ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ قَالَ: فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ، وَالْمُنَافِقُ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ «وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ» فَيُنَادَى عَلَى رُؤُوسِ الْأَشْهَادِ: {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] «وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ هَمَّامٍ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هَمَّامٍ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ قَتَادَةَ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي الصَّحِيحِ» إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِتَلْحَقْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ لَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا وَلَا وَثَنًا وَلَا صُورَةً إِلَّا ذَهَبُوا تَسَاقَطُوا فِي النَّارِ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَغُبَّرَاتُ أَهْلِ الْكِتَابِ " قَالَ: «ثُمَّ تُعْرَضُ جَهَنَّمُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا»

2214 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا أَبُو مَرْوَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " لَا يُحَاسَبُ رَجُلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، اللَّهُ يَقُولُ: {§فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] يُقْرَأُ عَلَيْهِ عَمَلُهُ، فَإِذَا عَرَفَهُ غُفِرَ لَهُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 39] وَيُلْقَى الْكُفَّارُ فَيُقَالُ: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ} [الرحمن: 41]

2215 - أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ، أَنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمْ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {§فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [المؤمنون: 117] قَالَ: «حِسَابُ الْكُفَّارِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117]

سياق ما روي في أن الإيمان بالصراط واجب

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ بِالصِّرَاطِ وَاجِبٌ

2216 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي فِي أَوَّلِ مَنْ يَجُوزُ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، فَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ كَشَوْكِ السَّعْدَانِ "، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ مَا يَدْرِي مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2217 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ شَوْكَرٍ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: ح 2218 - وَأَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: «§تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ -[1250]- الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ مَعَهَا سَحَابٌ؟ وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟» قَالَ: قُلْنَا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا؟ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: لِتَلْحَقْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا، وَلَا وَثَنًا، وَلَا صُورَةً إِلَّا ذَهَبُوا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَغُبَّرَاتُ أَهْلِ الْكِتَابِ "، قَالَ: «ثُمَّ يَعْرِضُ جَهَنَّمَ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، ثُمَّ يَضْرِبُ الْجِسْرَ» قُلْنَا: وَمَا الْجِسْرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِينَا أَنْتَ وَأُمِّنَا؟ قَالَ: " دَحْضٌ مَزِلَّةٌ لَهُ كَلَالِيبُ وَخَطَاطِيفُ وَحَسَكَةٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا عَقِيفًا، يُقَالُ: لَهُ السَّعْدَانَ، فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَلَمْحِ الْبَرْقِ، وَكَالطَّرْفِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْرِ، وَكَأَجْوَدِ الْخَيْلِ وَالرَّاكِبِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْدُوشٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَحَدٌ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ يَرَاهُ مُضِيًّا لَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي إِخْوَانِهِمْ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ

2219 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُؤْتَى بِالْمَوْتِ فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ بِهِ، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، رَبَّنَا هَذَا الْمَوْتُ، فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ، ثُمَّ -[1251]- يَقُولُ لِلْفَرِيقَيْنِ خُلُودًا، خُلُودًا فِيهَا تَخْلُدُونَ، فَلَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا "

2220 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، قَالَا: نا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ نا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْخَطَّابِ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: «أَنَا فَاعِلٌ» ، فَقُلْتُ: فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ؟ قَالَ: «اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ» ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ، قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْمِيزَانِ» ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ، قَالَ: «فَاطْلُبْنِي عِنْدَ الْحَوْضِ، فَإِنِّي لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ مَوَاطِنَ»

2221 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: نا حَمَّادٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: " §يُوضَعُ الصِّرَاطُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَهُ حَدٌّ كَحَدِّ الْمُوسَى، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ مَنْ يَمُرُّ عَلَى هَذَا؟ فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ "

2222 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنبا عُثْمَانُ، قَالَ: ثنا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: «§نُؤْمِنُ بِالصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، لَا نَدْفَعُ ذَلِكَ وَلَا نَرْتَابُ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة القيامة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ

2223 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: ح 2224 - وَأَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أَنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا آدَمُ: قُمْ فَابْعَثْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ §وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعٌ مِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَبْقَى وَاحِدٌ " قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج: 2] ، هَكَذَا أَقَرَأَهَا الْأَعْمَشُ، {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2] , قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُ مِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَبْقَى وَاحِدٌ فَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: «أَبْشِرُوا مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ» هَذَا لَفْظُ مُسْلِمِ بْنِ جُنَادَةَ، وَزَادَ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ مِنْ هَذَا «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» قَالَ: فَكَبَّرُوا وَحَمَّدُوا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» قَالَ: فَكَبَّرُوا وَحَمَّدُوا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي -[1253]- لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» قَالَ: فَكَبَّرُوا وَحَمِدُوا اللَّهَ قَالَ: فَقَالَ: «مَا أَنْتُمْ فِي الْأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2225 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: «يَقُومُونَ فِي رَشْحِهِمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2226 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ: ح 2227 - وَأَنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُدْنِيَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْعِبَادِ مِيلًا أَوِ اثْنَيْنِ» قَالَ -[1254]- سُلَيْمٌ: لَا أَدْرِي الْمِيلَيْنِ مَسَافَةُ الْأَرْضِ أَوِ الْمِيلُ الَّذِي يُكَحَّلُ بِهِ الْعَيْنُ؟ قَالَ: «فَتَصْهَرُهُمُ الشَّمْسُ فَيَكُونُ الْعَرَقُ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى عَقِبِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُهُ إِلَى حِقْوِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2228 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقْتَصَّ لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ نَطَحَتْهَا» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2229 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ نا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ نا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ الْمُخَارِقِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَإِذَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ يُحَدِّثُونَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ عُبَادَةُ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ الْأَوَّلِينَ، وَالْآخِرِينَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ يُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِيَ وَيَقُولُ اللَّهُ: {§هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ} [المرسلات: 39] الْيَوْمَ لَا يَنْجُو مِنِّي جَبَّارٌ عَنِيدٌ، وَلَا سُلْطَانٌ -[1255]- مَرِيدٌ " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: " فَإِنَّا نَتَحَدَّثُ يَوْمَئِذٍ أَنَّهَا عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَتَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ نَادَتْ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى ثَلَاثَةٍ أَنَا أَعْرَفُ بِهِمْ مِنَ الْأَبِ بِوَلَدِهِ وَمِنَ الْأَخِ بِأَخِيهِ، لَا يُغْنِيهِمْ عَنِّي وَزَرٌ، وَلَا تُخْفِيهِمْ عَنِّي خَافِيَةٌ: الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، وَكُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَكُلُّ سُلْطَانٍ مَرِيدٍ، فَتَنْطَوِي عَلَيْهِمْ فَتَقْذِفُ بِهِمْ فِي النَّارِ قَبْلَ الْحِسَابِ بِأَرْبَعِينَ سَنَةً "

2230 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: «§يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرْضَاتٍ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ، وَأَمَّا الْعَرْضَةُ الثَّالِثَةُ فَعِنْدَهَا تَطَايَرُ الصُّحُفُ، وَاحِدٌ بِيَمِينِهِ وَالْآخَرُ بِشِمَالِهِ»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الجنة والنار مخلوقتان

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ

2231 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ أَبُو صَالِحٍ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ: ح 2232 - وَأَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: نا زِيدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح 2233 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ رِيَاحٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ -[1257]-، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا عَمِلَ» 2234 - وَأنا مُحَمَّدٌ، أنا مُحَمَّدٌ، نا عَلِيٌّ، نا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرًا يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: «إِنَّهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ مِنْ أَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ

2235 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: نا إِسْمَاعِيلُ، ح 2236 - وَأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ح 2237 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2238 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ -[1258]-، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، نا أَبُو رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: ح 2239 - وَأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَلْمِ بْنِ زُرَيْرٍ، وَعَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ وَقَالَ: تَابَعَهُ عَبْدُ الْوَارِثِ

2240 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: نا اللَّيْثُ، قَالَ: أنا ابْنُ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ح 2241 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا فَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ قَالَ -[1259]- أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرِ بْنِ لُحَيٍّ يَجُرُّ قَصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2242 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ §عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، يَعْنِي حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

2243 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا بَكْرُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَبِالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " -[1260]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

2244 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح 2245 - وَأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: نا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، نا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالْمَسْأَلَةِ، فَقَالَ مَرَّةً: «§سَلُونِي، فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ» ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي؟ قَالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ» وَالرَّجُلُ اسْمُهُ خَارِجَةُ قَالَ: وَأَنْصَتَ النَّاسُ، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْفِتَنِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأَيْتُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ كَالْيَوْمِ قَطُّ، إِنَّها صُوِّرَتْ لِيَ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَأَبْصَرْتُهُمَا بُعْدَ ذَلِكَ الْحَائِطِ» أَوْ كَمَا قَالَ أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ

2246 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: نا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ»

2247 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " §أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

2248 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] قَالَ: «إِنَّ §فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا تَنْقَطِعُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2249 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، قَالَ: نا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1262]-: " إِنَّ §فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ فُلَيْحٍ

2250 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَجَاءَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَرَجَعَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَ فِيهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، قَالَ: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا، وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَرَجَعَ فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، فَرَجَعَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ "

2251 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نا حُمَيْدٌ، قَالَ: نا أَنَسٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَّتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فِي -[1263]- حَوْمَةِ الْمَاءِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ، أَوْ أَعْطَاكَ رَبُّكَ "

2252 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: نا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسُقَّاطُهُمْ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَمْ يَظْلِمِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ شَيْئًا، وَيُلْقِي فِي النَّارِ فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ، فَهُنَاكَ تُمْلَأُ وَتُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَتَقُولُ قَطْ قَطْ "

2253 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّايِغُ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: فِيَّ الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ " قَالَ: " فَقَضَى بَيْنَهُمَا: إِنَّكِ الْجَنَّةُ أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَإِنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكِلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا " -[1264]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عُثْمَانَ

2254 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ وَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ

2255 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُهَاجِرَ أَبَا الْحَسَنِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ» أَوْ قَالَ: «انْتَظِرُوا؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

2256 - أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ -[1265]- الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح 2257 - وَأَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَا: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَكِيلُ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ، لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا»

2258 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، قَالَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ: ح 2259 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الصُّفَارِيُّ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ، أنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» ، أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ

2260 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ: ح 2261 - وَأنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو هَمَّامٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[1266]-: «§إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» ، أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ

2262 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا فَقَرَأَ نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، قَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ أَوْ أُرِيْتُ الْجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا لَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ بِمَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَأُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» ، قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «بِكُفْرِهِنَّ» ، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: " يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا -[1267]- قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالْعُلَمَاءُ كُلُّهُمْ

2263 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا، حَدَّثَهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: " أَتَيْتُ عَائِشَةَ حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامًا يُصَلُّونَ فَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ فَقُلْتُ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ فَأَشَارَتْ أَنْ نَعَمْ، قَالَتْ: فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي الْمَاءَ، فَحَمِدَ اللَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، قَالَ: §«مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ» ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ وَجَمِيعُ الْعُلَمَاءِ

2264 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: نا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ حَتَّى جَعَلُوا يَخِرُّونَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ مِثْلَ -[1268]- ذَلِكَ قَالَ: وَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَأَخَّرُ، فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ §عُرِضَ عَلَيَّ كُلُّ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ، فَعُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قُطْفًا لَأَخَذْتُهُ أَوْ قَالَ: تَنَاوَلْتُ مِنْهَا قُطْفًا، فَقَصُرَتْ يَدِي عَنْهُ «هِشَامٌ شَكَّ» وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَجَعَلْتُ أَتَأَخَّرُ مِنْهَا رَهْبَةَ أَنْ تَغْشَاكُمْ، وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً حِمْيَرِيَّةً سَوْدَاءَ طَوِيلَةً تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، وَرَأَيْتُ أَبَا ثُمَامَةَ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ يَجُرُّ قَصَبَةً فِي النَّارِ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ

2265 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِيُّ، أنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَذَلِكُمُ الْبِرُّ فَذَلِكُمُ الْبِرُّ "

2266 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ: أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ قَامَ عَلَى سُورِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الشَّرْقِيِّ، فَبَكَى فَقَالَ بَعْضُهُمْ: §مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ، قَالَ: «مِنْ هَاهُنَا أَخْبَرَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1269]- أَنَّهُ رَأَى جَهَنَّمَ»

2267 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: " §إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ جَهَنَّمَ فَتَطْلُعُ فِي قَرْنِ شَيْطَانٍ، أَوْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، فَمَا تَرْتَفِعُ فِي السَّمَاءِ مِنْ قَصَمَةٍ لَهَا بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ كُلِّهَا، قَالَ: فَكَانَ يُنْهَى عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ وَعِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الرحمة التي يتراحم بها الخلق مخلوقة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الرَّحْمَةَ الَّتِي يَتَرَاحَمُ بِهَا الْخَلْقُ مَخْلُوقَةٌ

2268 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: نا يُونُسُ: ح 2269 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: نا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أنا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ، وَمُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الريح مخلوقة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ الرِّيحَ مَخْلُوقَةٌ

2270 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَزِيدَ بْنَ جَعْدِيَّةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ §خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيحِ بِسَبْعِ سِنِينَ، وَدُونَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ، فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الرَّوْحُ مِنْ خَلَلِ الْبَابِ، وَلَوْ فُتِحَ لَأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ، وَهِيَ عِنْدَ اللَّهِ الْأَزِيبُ، وَهِيَ فِيكُمُ الْجَنُوبُ»

سياق ما روي في أن السحر له حقيقة قال الله عز وجل: ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر، وقال: فلما جاء السحرة، وقال: وجاءوا بسحر عظيم، وعن عمر، وعثمان، وجندب، وعائشة، وحفصة، أنهم أمروا بقتل الساحر

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ السِّحْرَ لَهُ حَقِيقَةٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102] -[1284]-، وَقَالَ: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ} [يونس: 80] ، وَقَالَ: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 116] -[1285]-، وَعَنْ عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَجُنْدُبٍ، وَعَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ، أَنَّهُمْ أَمَرُوا بِقَتْلِ السَّاحِرِ

2271 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«سُحِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ فَعَلَ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى

2272 - أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابَهُ شَيْءٌ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ، فَانْتَبَهَ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ، §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ، أَتَانِي آتِيَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: مَا بَالُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ -[1286]-: لَبِيدُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: فِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جُفِّ طَلْعَةٍ تَحْتَ رَعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ ". قَالَتْ: " فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبِئْرَ، فَاسْتَخْرَجَهُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي رَأَيْتُهَا كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةٌ مِنَ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ» . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تَنْتَصِرُ؟ قَالَ: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا» ، قَالَتْ: «وَنَزَلَتْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، حَتَّى خَتِمَتِ السُّورَةَ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ

2273 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ إِدْرِيسَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدَّيْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ» . أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ

2274 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ -[1287]- عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ النُّجُومِ، تَعَلَّمَ بَابًا مِنَ السِّحْرِ، فَمَنْ زَادَ زَادَ»

2275 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَرْوَةَ الْبَكْرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ: مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتَّبِعُ السَّحَرَةَ، وَمَنْ لَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ "

2276 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ح 2277 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ بَجَالَةَ يَقُولُ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَتَانَا كِتَابُ -[1288]- عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: «§اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ» ، فَقَتَلْنَا ثَلَاثَ سَوَاحِرَ، وَجَعَلَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَحَرِيمَتِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَصَنَعَ طَعَامًا كَثِيرًا وَأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ أَوْ بَغْلَيْنِ مِنْ وَرِقٍ، وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ، فَأَكَلُوا بِغَيْرِ زَمْزَمَةٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2278 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطُ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَذْكُرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، شَيْخٌ مِنْ ثَقِيفٍ مِنْ وَلَدِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ سَمِعَ أُمَّهُ وَجَدَّتَهُ , سَمِعَ امْرَأَةً تَسْأَلُ عَائِشَةَ: هَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَزُمَّ جَمَلِي؟ قَالَتْ: لَا، قَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهَا تَعْنِي زَوْجَهَا، قَالَتْ: رُدُّوهَا عَلَيَّ، فَقَالَتْ: «§مُلْحَةٌ مُلْحَةٌ فِي النَّارِ، اغْسِلُوا عَلَى أَثَرِهَا بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ»

سياق ما روي في كيف السحر

§سِيَاقُ مَا رُوِي فِي كَيْفَ السِّحْرُ

2279 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: " §قَدِمَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، جَاءَتْ تَبْتَغِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ حَدَاثَةَ ذَلِكَ، تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ دَخَلَتْ فِيهِ مِنْ أَمْرِ السِّحْرِ وَلَمْ تَعْلَمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ لِعُرْوَةَ: يَا ابْنَ أَخِي فَرَأَيْتُهَا تَبْكِي حِينَ لَمْ تَجِدْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَشْفِيَهَا، فَكَانَتْ تَبْكِي حَتَّى إِنِّي لَأَرْحَمُهَا تَقُولُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ , كَانَ لِي زَوْجٌ فَغَابَ عَنِّي فَدَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزٌ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: إِنْ فَعَلْتِ مَا آمُرُكِ فَأَجْعَلُهُ يَأْتِي، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ جَاءَتْنِي بِكَلْبَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، فَرَكِبْتُ أَحَدَهُمَا، وَرَكِبَتِ الْآخَرَ، فَلَمْ يَكُ كَشَيءٍ حَتَّى دُفِعْنَا بِبَابِلَ، فَإِذَا بِرَجُلَيْنِ مُعَلَّقِيْنِ بِأَرْجُلِهِمَا، فَقَالَا: مَا جَاءَ بِكِ؟ فَقُلْتُ: أَتَعَلَّمُ السِّحْرَ، فَقَالَا: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرِي وَارْجِعِي، فَأَبَيْتُ وَقُلْتُ: لَا , فَقَالَا: اذْهَبِي إِلَى ذَلِكَ التَّنُّورِ فَبُولِي فِيهِ، فَذَهَبَتْ فَفَزِعَتْ، وَلَمْ تَفْعَلْ، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِمَا فَقَالَا: أَفَعَلْتِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَا: هَلْ رَأَيْتِ شَيْئًا؟، قُلْتُ: لَمْ أَرَ شَيْئًا، فَقَالَا: لَمْ تَفْعَلِي، فَارْجِعِي إِلَى بِلَادِكِ، وَلَا تَكْفُرِي، فَأَرَدْتُ وَأَبَيْتُ، فَقَالَا: اذْهَبِي إِلَى ذَلِكَ التَّنُّورِ فَبُولِي فِيهِ، فَذَهَبْتُ فَاقْشَعَرَّ جِلْدِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، فَقَالَا: مَا رَأَيْتِ؟ فَقُلْتُ: لَمْ أَرَ شَيْئًا، فَقَالَا: كَذَبْتِ , لَمْ تَفْعَلِي , ارْجِعِي إِلَى بِلَادِكِ وَلَا تَكْفُرِي، فَإِنَّكِ عَلَى رَأْسِ أَمْرِكِ، فَأَرَدْتُ وَأَبَيْتُ، فَقَالَا: اذْهَبِي إِلَى ذَلِكَ التَّنُّورِ فَبُولِي فِيهِ، فَذَهَبْتُ فَبُلْتُ فِيهِ، فَرَأَيْتُ فَارِسًا مُقَنَّعًا بِحَدِيدٍ خَرَجَ مِنِّي، حَتَّى ذَهَبَ إِلَى السَّمَاءِ، وَغَابَ عَنِّي، حَتَّى مَا -[1290]- أَرَاهُ فَجِئْتُهُمَا، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، فَقَالَا: فَمَا رَأَيْتِ؟ قُلْتُ: رَأَيْتُ فَارِسًا مُقَنَّعًا بِحَدِيدٍ خَرَجَ مِنِّي، فَذَهَبَ فِي السَّمَاءِ، حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَقَالَا: صَدَقْتِ ذَلِكَ إِيمَانُكِ خَرَجَ مِنْكِ اذْهَبِي، فَقُلْتُ لِلْمَرْأَةِ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ شَيْئًا، وَمَا قَالَا لِي شَيْئًا، فَقُلْتُ: بَلَى؛ لَنْ تُرِيدِي شَيْئًا إِلَّا كَانَ , خُذِي هَذَا الْقَمْحَ فَابْذُرِي، فَبَذَرْتُ فَقُلْتُ: اطْلَعِي، فَطَلَعَ، فَقُلْتُ: أَحْقِلِي فَأَحْقَلَتْ، ثُمَّ قُلْتُ: أَفْرِكِي فَفُرِكَتْ، ثُمَّ قُلْتُ: أَيْبِسِي، فَيَبِسَتْ، ثُمَّ قُلْتُ: اطْحَنِي فَطُحِنَتْ، ثُمَّ قُلْتُ: اخْبِزِي فَتَخَبَّزَتْ، فَلَمَّا رَأَيْتُ أَنِّيَ لَا أُرِيدُ شَيْئًا إِلَّا كَانَ، سُقِطَ فِي يَدِي، وَنَدِمْتُ وَاللَّهِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا فَعَلْتُ شَيْئًا، وَلَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا. فَسَأَلَتْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَاثَةَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ، فَمَا دَرَوْا مَا يَقُولُونَ لَهَا وَكُلُّهُمْ هَابَ وَخَافَ أَنْ يُفْتِيَهَا بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ قَالَ لَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَوْ بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ: لَوْ كَانَ أَبَوَاكِ حَيَّيْنِ أَوْ أَحَدُهُمَا، قَالَ هِشَامٌ: فَلَوْ جَاءَتْنَا الْيَوْمَ أَفْتَيْنَاهَا بِالضَّمَانِ قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: وَكَانَ هِشَامٌ يَقُولُ: " إِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا أَهْلَ وَرَعٍ وَخَشْيَةٍ مِنَ اللَّهِ وَبُعْدٍ مِنَ التَّكْلِيفِ وَالْجُرْأَةِ عَلَى اللَّهِ، ثُمَّ يَقُولُ هِشَامٌ: لَكِنَّهَا لَوْ جَاءَتْ، لَوَجَدَتْ نَوْكَى حَمْقَى وَتَكَلُّفًا بِغَيْرِ عِلْمٍ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن إبليس خلق من خلق الله يرون من يريهم الله لا كما زعمت المبتدعة أن الجن لا حقيقة لهم، وأن إبليس كل رجل سوء

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ إِبْلِيسَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَرَوْنَ مَنْ يُرِيهِمُ اللَّهُ لَا كَمَا زَعَمَتِ الْمُبْتَدِعَةُ أَنَّ الْجِنَّ لَا حَقِيقَةَ لَهُمْ، وَأَنَّ إِبْلِيسَ كُلُّ رَجُلِ سُوءٍ

2280 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي -[1292]- مُعَاوِيَةُ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ الْجِنَّ عَلَى ثَلَاثٍ، فَثُلُثٌ لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وَكِلَابٌ، وَثُلُثٌ يَحِلُّونَ وَيَظْعَنُونَ»

2281 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَحْتَفِظَ بِزَكَاةِ رَمَضَانَ، وَأَتَانِي آتٍ مِنَ اللَّيْلِ فَجَعَلَ يَحْثُوا مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَحَالِي شَدِيدَةٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ §مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ اللَّيْلَةَ؟» قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ مُحْتَاجٌ وَحَالَهُ شَدِيدَةٌ , فَرَحِمْتُهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ» , فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الثَّانِيَةُ وَجَدَهُ، فَخَبَّأَ، فَأَخَذَهُ، فَقَالَ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , زَعَمْتَ أَنَّكَ لَا تَعُودُ، فَقَدْ عُدْتَ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَحَالِي شَدِيدَةٌ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ اللَّيْلَةَ؟» ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَكَا حَاجَةً وَعِيَالًا، وَإِنِّي رَحِمْتَهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ» . فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ رَصَدَهُ فَخَبَّأَ، فَأَخَذَهُ، فَقَالَ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , هَذَا آخِرُ ثَلَاثِ لَيَالٍ , زَعَمْتَ أَنَّكَ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ , قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ -[1293]- اللَّهُ بِهَا، قَالَ: وَكَانُوا حَرِيصِينَ عَلَى الْخَيْرِ، قَالَ: إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ اللَّيْلَةَ» ؟ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلَّمَنِي كَلِمَاتٍ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ يَنْفَعُنِي بِهَا. قَالَ: «وَمَا هِيَ؟» قَالَ: أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيَّ مِنَ اللَّهِ حَافَظٌ، وَلَا يَقْرَبُنِي شَيْطَانٌ حَتَّى أُصْبِحَ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ , تَدْرِي مَنْ يُخَاطِبُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَذَاكَ شَيْطَانٌ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْهَيْثَمِ

2283 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا أَبُو عَقِيلٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَاعِدًا عَلَى الْمَخْرَجِ، أَوْ عَلَى الْكَنِيفِ، فَجَاءَ شَيْخٌ طَوِيلُ اللِّحْيَةِ، مُكَلَّحُ الْوَجْهِ، كَاشِرٌ عَنْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ: رَأَيْتَ مِثْلِي؟ فَلَطَمَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَقَالَ لَهُ: رَأَيْتَ مِثْلِي؟

قَالَ: 2284 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الصَّفَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: " §لَمَّا حَضَرَتْ أَبِي الْوَفَاةُ كُنْتُ عِنْدَهُ، وَكَانَ حَرَقَ فِيمَا هُوَ فِيهِ، وَبِيَدِي خِرْقَةٌ أَمْسَحُ بِهَا عَيْنَيْهِ سَاعَةً فَسَاعَةً، فَفَتَحَ أَبِي عَيْنَيْهِ، وَحَدَّقَ بِهِمَا، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: لَا بَعْدُ، دُفْعَاتٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ مَنْ تُخَاطِبُ؟ فَقَالَ: هَذَا إِبْلِيسُ قَائِمٌ بِحَضْرَتِي، عَاضًّا عَلَى أَنَامِلِهِ يَقُولُ: يَا أَحْمَدُ: شَيْءٌ، فَقُلْتُ: لَا حَتَّى أَمُوتَ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في خروج الدجال والإيمان به خلاف ما قالت المبتدعة: إن الدجال كل رجل خبيث

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وَالْإِيمَانِ بِهِ خِلَافَ مَا قَالَتِ الْمُبْتَدِعَةُ: إِنَّ الدَّجَّالَ كُلُّ رَجُلٍ خَبِيثٍ

2285 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا §أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ , بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ: كَافِرٌ ". أَخْرَجَهُ -[1295]- الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ

2286 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالُوا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَنِي أَنَّ مَعَ الدَّجَّالِ أَنْهَارًا وَمَاءً وَجِبَالَ خُبْزٍ، فَقَالَ: «§هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ» ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: «فَكُنْتُ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ سُؤَالًا عَنْهُ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ هُوَ بِالَّذِي يَضُرُّكَ» . وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرٍ وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ

2287 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَايِنِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ ح 2288 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: نا الْفَضْلُ، قَالَ: نا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَدِيثًا مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ؟ إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالَّتِي يَقُولُ إِنَّهَا الْجَنَّةُ هِيَ النَّارُ، وَالَّتِي يَقُولُ إِنَّهَا النَّارُ هِيَ الْجَنَّةُ، فَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شَيْبَانَ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في طاعة الأئمة والأمراء ومنع الخروج عليهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ وَالْأُمَرَاءِ وَمَنْعِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ

2289 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، ح وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَا: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ , وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي , وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ أَخْرَجُهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَالْبُخَارِيُّ , وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ

2290 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بِنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا أَبُو هَيْثَمِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: نا أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ ح 2291 - وأنا جَعْفَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: §بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ -[1297]- وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُ مَا كُنَّا لَا نَخَافُ لَوْمَةَ لَائِمٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ

2292 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَزُورِيُّ، قَالَ: نا مِحْدَمُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا قُتَيْبَةُ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§عَلَيْكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي مَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَيُسْرِكَ» ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ: «وَعُسْرِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ

2293 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي، تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَهُوَ يَقُولُ: «§إِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2294 - أنا أَحْمَدُ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ -[1298]- حُصَيْنٍ، عَنْ أُمِّ حُصَيْنٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَلَوْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَاسْمَعُوا لَهُ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ»

2295 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، أنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ: «§اسْمَعْ وَأَطِعْ، وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2296 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ السَّامِرِيُّ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: نا بُحَيْرُ بْنُ سَعْدٍ ح 2297 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا أَبُو عُتْبَةَ، قَالَ: نا بَقِيَّةُ، عَنْ بُحَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَظَهُمْ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَبِمَ تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، §وَإِيَّاكُمْ -[1299]- وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ بَقِيَّةَ

2298 - أنا عُمَرُ بْنُ زَكَّارٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«سَيَأْتِيكُمْ بَعْدِي وُلَاةٌ , فَيَلِيكُمُ الْبَرُّ مِنْهُمْ بِبِرِّهِ , وَيَلِيكُمُ الْفَاجِرُ بِفِجُورِهِ، وَاسْمَعُوا لَهُمْ وَأَطِيعُوا فِي كُلِّ مَا وَافَقَ الْحَقَّ، وَصَلُّوا وَرَاءَهُمْ، فَإِنْ أَحْسَنُوا فَلَهُمْ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ»

2299 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«الْجِهَادُ وَاجِبٌ مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا، وَالصَّلَاةُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍّ بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا، وَإِنْ عَمِلَ الْكَبَائِرَ»

2300 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ح وأنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: نا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تُكَفِّرُوا أَهْلَ مِلَّتِكُمْ وَإِنْ عَمِلُوا الْكَبَائِرَ، وَصَلُّوا خَلْفَ كُلِّ إِمَامٍ، وَصَلُّوا عَلَى كُلِّ مَيِّتٍ، وَجَاهِدُوا مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ» وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى أَبُو سَعِيدٍ، وَالصَّوَابُ أَبُو سَعْدٍ

2301 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الدَّقَّاقُ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُشْبَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الْإِسْلَامِ: الْكَفُّ عَمَّنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , لَا يُكَفَّرُ بِذَنْبٍ، وَلَا نُخْرِجُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ بِعَمَلٍ، وَالْإِيمَانُ مَاضٍ -[1301]- مِنْهُ يَعْنِي أَنَّهُ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ آخِرُ أُمَّتِي الدَّجَّالَ، وَالْإِيمَانُ بِالْأَقْدَارِ كُلِّهَا "

2302 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا عُقْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي جُنَادَةُ، قَالَ: قَالَ لِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: «§عَلَيْكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ أَوْ أَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ يَأْمُرُوكَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ بَوَاحًا» يَعْنِي خَالِصًا

2303 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، §كَانَ يُصَلِّي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ إِذَا أَصَابَ الْوَقْتَ، وَمَرَّةً مَعَ الْحَجَّاجِ إِذَا أَصَابَ الْوَقْتَ، وَأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: " أَمِنِّي أَنْتَ؟ قَالَ: «لَا مِنْكَ، وَلَا عَلَيْكَ» ، وَأَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ: أَمِنِّي أَنْتَ؟ قَالَ: «لَا مِنْكَ، وَلَا عَلَيْكَ»

2304 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَكِيلِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُثَنَّى، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالْحَجَّاجُ مُحَاصِرُهُ , فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُصَلِّي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَإِذَا فَاتَتْهُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَسَمِعَ مُؤَذِّنَ الْحَجَّاجِ، يُصَلِّي مَعَ الْحَجَّاجِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُصَلِّي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَعَ الْحَجَّاجِ؟ فَقَالَ: «§إِذَا دَعَوْنَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَجَبْنَا، وَإِذَا دَعَوْنَا إِلَى الشَّيْطَانِ تَرَكْنَاهُمْ»

2305 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ §غَزَا مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي الْبَحْرِ

2306 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ §كَانَ يَغْزُو مَعَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ

2307 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: §" صَلِّ عَلَى كُلِّ مَنْ وَضَعَ عَلَى هَذَا الْبَابِ مِمَّنْ يَسْتَقْبِلُ قِبْلَتَكَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ لَهُ أُنَاسًا، فَقَالَ لَهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ: صَلِّ عَلَى كُلِّ مَنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَةِ مِنْهُمْ "

2308 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَقَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» . فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ يُرِيدُ قَتْلَ أَخِيهِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَوَارِجِ

2309 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ -[1304]-، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي» ، أَوْ «§سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي، قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ عَنْ حُلُوقِهِمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يَعُودُونَ فِيهِ , هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ» . قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: «سِيمَاهُمُ التَّحَالُقُ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَافِعِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ

2310 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ , يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا تَرَى شَيْئًا، ثُمَّ تَنْظُرُ فِي الْقَدَحِ فَلَا تَرَى شَيْئًا، ثُمَّ تَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا تَرَى شَيْئًا، وَتَتَمَارَى فِي الْفُوَقِ» -[1305]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى

2311 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ»

2312 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ وَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ وَنَحْنُ مِنْ ذَا الشَّطِّ، قَالَ: فَنَادَيْنَاهُ: أَبَا فَيْرُوزَ، وَيْحَكَ هَذَا مَوْلَاكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، فَقَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ؟ فَقُلْنَا: يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ: هِجْرَتِي بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ , طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ»

2313 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى: مَا فَعَلَ أَبُوكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، فَقَالَ: عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ كِلَابُ النَّارِ، ثَلَاثًا، قَالَ: فَقُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ خَاصَّةً، أَوِ الْخَوَارِجُ كُلُّهُمْ؟ قَالَ: §«الْخَوَارِجُ كُلُّهُمْ كِلَابُ النَّارِ»

2314 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: نا أَبِي عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْطٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِلخَوَارِجِ حِينَ أَخَذُوهُ بِالْأَهْوَازِ: ارْضُوا مِنِّي بِمَا رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسْلَمْتُ، قَالُوا: وَمَا رَضِيَ بِهِ مِنْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: §أَتَيْتُهُ فَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنِّي، قَالَ: فَأَبَوْا، فَقَتَلُوهُ

2315 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْخَوَارِجُ، وَمَا يَلْقَوْنَ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: " §لَيْسُوا بِأَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، ثُمَّ هُمْ يَضِلُّونَ

2316 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي، يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ: [البحر الوافر] §بَرِئْتُ مِنَ الْخَوَارِجِ لَسْتُ مِنْهُمْ ... مِنَ الْغَزَّالِ مِنْهُمْ وَابْنِ بَابِ وَمِنْ قَوْمٍ إِذَا ذَكَرُوا عَلِيًّا ... يَرُدُّونَ السَّلَامَ عَلَى السَّحَابِ وَلَكِنِّي أُحِبُّ بِكُلِّ قَلْبِي ... وَأَعْلَمُ أَنَّ ذَاكَ مِنَ الصَّوَابِ رَسُولَ اللَّهِ وَالصِّدِّيقَ حَقًّا ... بِمَا أَرْجُو بِهِ حُسْنَ الثَّوَابِ

2317 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُطَّوِّعِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالرَّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَصَمِّ يَقُولُ: طَافَ خَارِجِيَّانِ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذَا الْخَلْقِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: §" جَنَّةٌ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ بُنِيَتْ لِي وَلَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: هِيَ لَكَ، وَتَرَكَ رَأْيَهُ

سياق ما دل من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في أن بني آدم خير من الملائكة قال الله عز وجل: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين، وقال تعالى: الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به

§سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنَّ بَنِي آدَمَ خَيْرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34] ، وَقَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] ، وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنَ التَّابِعِينَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ

2318 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُكْتِبُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِخُنَاصِرَةَ، وَعِنْدَهُ -[1309]- أُمَيَّةُ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ، فَتَمَارَوْا فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: §مَا أَحَدٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: مَا أَحَدٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 27] ، وَمَا خَدَعَ إِبْلِيسُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَّا بِالْمَلَائِكَةِ، فَقَالَ: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20] ، فَالْمَلَائِكَةُ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَرُسُلُهُ وَخَزَنَةُ الدَّارِ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ , قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَمَا تَقُولُ أَنْتَ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ بِيَدِهِ، وَأَمَرَ مَلَائِكَتَهُ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ، وَجَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلًا، وَجَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ مَنْ تَزُورُهُ الْمَلَائِكَةُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد: 23] ، وَأَمَّا قَوْلُكُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] ، لَيْسَ هَذَا لِبَنِي آدَمَ خَاصَّةً، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} [غافر: 7] ، وَالْمَلَائِكَةُ يُؤْمِنُونَ، وَقَالَ فِي سُورَةِ الْجِنِّ: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} [الجن: 13] ، ثُمَّ جَمَعَ الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] ، فَهُمْ خَيْرُ الْمَلَإِ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ "

باب جماع فضائل الصحابة رضي الله عنهم

§بَابُ جِمَاعِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

سياق ما روي في أن معرفة فضائل الصحابة من السنة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ مَعْرِفَةَ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ مِنَ السُّنَّةِ

2319 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أنا -[1311]- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَامِرِيُّ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: نا فَضْلُ بْنُ مُوَفَّقٍ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §«حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّةِ»

2320 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَقْبُرِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ صَالِحٍ أَبُو بَكْرٍ الْوَزَّانُ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ -[1312]- إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §" كُنَّا نَرَى أَنَّ ذِكْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ السُّنَّةِ , أَوْ حُبَّهُمَا مِنَ السُّنَّةِ شَكَّ مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ

2321 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَدَقَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: §حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: لَا، فَرِيضَةٌ

2322 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: نا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: " §حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّةِ

2323 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْأَحْوَلُ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: " §حُبُّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَعْرِفَةُ فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّةِ

2324 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: نا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §مَنْ جَهِلَ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَدْ جَهِلَ السُّنَّةَ

2325 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سَعْدَانَ الْبَغْدَادِيُّ، نَزِيلُ الرَّيِّ، قَالَ: نا أَبُو الْعَيْنَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: §" كَانَ السَّلَفُ يُعَلِّمُونَ أَوْلَادَهُمْ حُبَّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا يُعَلِّمُونَ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ

2326 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: §سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ عَنِ الْجَمَاعَةِ، فَقَالَ: «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ»

2327 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ عُتْبَةَ يَقُولُ: §حُبُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهِمْ سُنَّةٌ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على حب الصحابة وذكر محاسنهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم، والكف عن مساوئهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَثِّ عَلَى حُبِّ الصَّحَابَةِ وَذِكْرِ مَحَاسِنِهِمْ، وَالتَّرَحُّمِ عَلَيْهِمْ، وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَالْكَفِّ عَنْ مَسَاوِئِهِمْ

2328 - أَخْبَرَنَا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: ح 2329 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَسَوِيُّ، قَالَ: نا حَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْأَنْصَارِ: «§لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ»

2330 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ» -[1315]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ

2331 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2332 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَيْلِيُّ الْحَافِظُ، سَنَةَ عِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ يَسْأَلُ أَبَا النَّضْرِ هَاشِمَ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ , فَسَمِعْتُ هَاشِمًا يَقُولُ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَفْخَرِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أنا ابْنُ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَجْتَمِعُ حُبُّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ إِلَّا فِي مُؤْمِنٍ، أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ»

2333 - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: نا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرْسَويُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: §مَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ فَقَدْ أَقَامَ الدِّينَ، وَمَنْ أَحَبَّ عُمَرَ فَقَدْ أَوْضَحَ السَّبِيلَ، وَمَنْ أَحَبَّ عُثْمَانَ فَقَدِ اسْتَنَارَ بِنُورِ الدِّينِ، وَمَنْ أَحَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةَ الْوُثْقَى، وَمَنْ قَالَ الْحُسْنَى فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ "

2334 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَيْلِيُّ، سَنَةَ عِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ §اخْتَارَ أَصْحَابِي عَلَى جَمِيعِ الْعَالَمِينَ سِوَى النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَاخْتَارَ لِي مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ، فَهَؤُلَاءِ خَيْرُ أَصْحَابِي، وَأَصْحَابِي كُلُّهُمْ خَيْرٌ، وَاخْتَارَ أُمَّتِي عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ "

2335 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ السَّكْسَكِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: نا خَازِمُ بْنُ جَبَلَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: «وَاللَّهِ §إِنِّي لَأُحِبُّكُمَا، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمَا بِحُبِّ اللَّهِ إِيَّاكُمَا، وَاللَّهِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتُحِبُّكُمَا بِحُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمَا , وَأَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّكُمَا , وَوَصَلَ مَنْ وَصَلَكُمَا، قَطَعَ اللَّهُ مَنْ قَطَعَكُمَا , أَبْغَضَ اللَّهُ مَنْ أَبْغَضَكُمَا فِي دُنْيَاكُمَا وَأُخْرَاكُمَا»

2336 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَنْجَلَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَذْكُرُوا مَسَاوِئَ أَصْحَابِي فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ عَلَيْهِمْ، وَاذْكُرُوا مَحَاسِنَ أَصْحَابِي حَتَّى تَأْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ عَلَيْهِمْ»

2337 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، نا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَرْبَعِينَ شَخْصًا مِنَ التَّابِعِينَ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«مَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ أَصْحَابِي وَتَوَلَّاهُمْ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ جَعَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمْ فِي الْجَنَّةِ»

2338 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ: أَوْصِنِي قَالَ: " §أُوصِيكَ بِحُبِّ الشَّيْخَيْنِ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، قُلْتُ: إِنَّ اللَّهَ أَعْطَى مِنْ ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا، قَالَ: أَيْ لُكَعُ، وَاللَّهِ لَأَرْجُو لَكَ عَلَى حُبِّهِمَا مَا أَرْجُو لَكَ عَلَى التَّوْحِيدِ "

2339 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ، قَالَ -[1319]-: «§لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَيَقْتَتِلُونَ»

2340 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سِوَاكٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا نَصْرٍ، أَلَيْسَ قَدْ مِتَّ؟ قَالَ: بَلَى، فَقُلْتُ: إِلَى مَا صِرْتَ؟ قَالَ: إِلَى خَيْرٍ , مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: §مَنْ صَلَّى عَلَى أَبِي بَكْرٍ، أَوْ تَرَحَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَكَأَنَّمَا صَلَّى ثَلَاثَمِائَةِ رَكْعَةٍ "

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الوعيد على من لعن الصحابة أو تنقصهم، أو نال منهم، وتتبع عوراتهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَعِيدِ عَلَى مَنْ لَعَنَ الصَّحَابَةَ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ، أَوْ نَالَ مِنْهُمْ، وَتَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ

2341 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّادِ الْمَكِّيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْمَدِينِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا فَجَعَلَ لِي مِنْهُمْ وُزَرَاءَ وَأَنْصَارًا وَأَصْهَارًا، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا»

2342 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ح 2343 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ ح 2344 - وَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ -[1321]-: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدًا أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ» وَاللَّفْظُ لِأَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ

2345 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§دَعُوا لِي أَصْحَابِي، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَوْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ يَبْلُغْ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ»

2346 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي رَائِطَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1322]-: §«اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي , لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا مِنْ بَعْدِي، مَنْ أَحَبَّهُمْ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ»

2347 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ح، 2348 - وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْرَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِيُّ الْعَلَوِيُّ، قَالَا: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُقْرِئِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِصَامٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَيْفٍ الْخُوَارِزْمِيُّ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي»

2349 - أنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالُوا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«أُمِرُوا بِالِاسْتِغْفَارِ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2350 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: §«لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّ مَقَامَ أَحَدِهِمْ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَهُ كُلَّهُ»

2351 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أنا أَبُو قَحْذَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي -[1324]- أَبُو قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا»

2352 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: نا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " §ذُكِرَ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَقَالَ قَوْمٌ: سَبَقَتْ لَهُمْ سَوَابِقُ، وَأَصَابَتْهُمْ فِتَنٌ، فَرُدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

2353 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا رَجُلٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَنَا بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَيَقْتَتِلُونَ»

2354 - أَخبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، إِجَازَةً , قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: نا -[1325]- أَبُو بَدْرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: " §النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ، فَمَضَتْ مَنْزِلَتَانِ، وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، فَأَحْسَنُ مَا أَنْتُمْ كَائِنُونَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونُوا عَلَى الَّتِي بَقِيَتْ. قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الحشر: 8] هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرُونَ، وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ، قَالَ: وَهَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ، وَهَذِهِ مَنْزِلَةٌ قَدْ مَضَتْ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ، قَدْ مَضَتْ هَاتَانِ، وَبَقِيَتْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ، فَأَحْسَنُ مَا أَنْتُمْ كَائِنُونَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونُوا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الَّتِي قَدْ بَقِيَتْ، يَقُولُ: أَنْ تَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ

2355 - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ شُعْبَةُ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: «يَا مَيْمُونُ §لَا تَسُبَّ السَّلَفَ، وَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ»

2356 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1326]-: §«إِنَّ أَرْبَى الرِّبَا عِنْدَ اللَّهِ اسْتِحْلَالُ عِرْضِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ» ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} [الأحزاب: 58] الْآيَةَ

2357 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ مَصْقَلَةَ الْعَبْدِيُّ أَخُو رُقْبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: §قَاذِفُ الْمُحْصَنَةِ يَهْدِمُ عَمَلَ سِتِّينَ سَنَةً، وَشَتْمُ أَبِي بَكْرٍ يَهْدِمُ عَمَلَ سِتِّينَ سَنَةً

2358 - أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَجَعْفَرًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَقَالَا: «§تَوَلَّهُمَا وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدًى» . وَقَالَ: قَالَ جَعْفَرٌ: «أَبُو بَكْرٍ جَدِّي، فَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ»

2359 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَا لَهُمْ وَلَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ، وَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْحَسَنِ §إِذَا رَأَيْتَ أَحَدًا يَذْكُرُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوءٍ فاتَّهِمْهُ عَلَى الْإِسْلَامِ "

سياق ما روي من دعاء السلف الصالح على اللعانين، وما أظهر الله من تعجيل العقوبة والنكال لهم في الدنيا، وما أعد الله لهم في الآخرة أكثر

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ دُعَاءِ السَّلَفِ الصَّالِحِ عَلَى اللَّعَّانِينَ، وَمَا أَظْهَرَ اللَّهُ مِنْ تَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ وَالنَّكَالِ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ

2360 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَرَّاءُ، قَالَ: نا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: " شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ، حَتَّى قَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. قَالَ: فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا §فَكُنْتُ أُصَلِّي لَهُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَيِ الْعِشَاءَيْنِ، لَا أَخْرِمُ عَنْهُمَا أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَبَا إِسْحَاقَ. قَالَ: فَبَعَثَ رِجَالًا يَسْأَلُونَ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَكَانُوا لَا يَأْتُونَ مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ الْكُوفَةِ إِلَّا قَالُوا خَيْرًا، وَأَثْنَوْا خَيْرًا، وَأَثْنَوْا مَعْرُوفًا، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِدًا مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي عَبْسٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سَعْدَةَ: فَأَمَّا إِذْ نَاشَدْتُمُونَا، فَإِنَّهُ كَانَ لَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ، وَلَا يَعْدِلُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ. فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَعَرِّضْ بِهِ الْفِتَنَ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُ النِّسَاءَ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2361 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: نا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ -[1328]-: أَقْبَلَ سَعْدٌ مِنْ أَرْضٍ لَهُ، فَإِذَا النَّاسُ عُكُوفٌ عَلَى رَجُلٍ، فَاطَّلَعَ فَإِذَا هُوَ يَسُبُّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا، فَنَهَاهُ، فَكَأَنَّمَا زَادَهُ إِغْرَاءً، فَقَالَ: وَيْلَكَ مَا تُرِيدُ إِلَى أَنْ تَسُبَّ أَقْوَامًا هُمْ خَيْرٌ مِنْكَ، لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَدْعُوَنَّ عَلَيْكَ، فَقَالَ: هِيهِ، فَكَأَنَّمَا تُخَوِّفُنِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ. فَانْطَلَقَ فَدَخَلَ دَارًا، فَتَوَضَّأَ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا قَدْ §سَبَّ أَقْوَامًا قَدْ سَبَقَ لَهُمْ مِنْكَ خَيْرٌ أَسْخَطَكَ سَبُّهُ إِيَّاهُمْ فَأَرِنِي الْيَوْمَ بِهِ آيَةً تَكُونُ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَتَخْرُجُ بُخْتِيَّةٌ مِنْ دَارِ بَنِي فُلَانٍ نَادَّةً لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ، حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَيْهِ , وَيَتَفرَّقُ النَّاسُ عَنْهُ، فَتَجْعَلُهُ بَيْنَ قَوَائِمِهَا، فَتطَؤُهُ حَتَّى طَفِئَ. قَالَ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ يَتْبَعُهُ النَّاسُ وَيَقُولُونَ: اسْتَجَابَ اللَّهُ لَكَ أَبَا إِسْحَاقَ، اسْتَجَابَ اللَّهُ لَكَ أَبَا إِسْحَاقَ

2362 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّ أَرْوَى خَاصَمَتْهُ فِي أَرْضٍ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقٍّ طُوِّقَ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَأَعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا فِي دَارِهَا. قَالَ: فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الْجُدُرَ، تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، بَيْنَمَا هِيَ تَمْشِي فِي الدَّارِ خَرَّتْ فِي بِئْرِ الدَّارِ فَوَقَعَتْ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2363 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ قَالَ: نا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " كُنْتُ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَمَا أَظُنُّ أَنْ تَغْفِرَ لِي , قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ كَمَا تَقُولُ، قَالَ: إِنِّي كُنْتُ قَدْ أَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْدًا إِنْ قَدَرْتُ أَنْ أَلْطِمَ وَجْهَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَطَمْتُهُ، فَلَمَّا قُتِلَ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ فِي الْبَيْتِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ، دَخَلْتُ كَأَنِّي أُصَلِّي، فَوَجَدْتُ خَلْوَةً، فَرَفَعْتُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَلَطَمْتُهُ، §وَتَنَحَّيْتُ وَقَدْ يَبِسَتْ يَمِينِي، فَإِذَا هِيَ يَابِسَةٌ سَوْدَاءُ، كَأَنَّهَا عُودُ شِيزٍ

2364 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا نُعَيْمُ بْنُ هَيْصَمٍ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، ح 2365 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: نا عُمَيْرٌ أَبُو الْحُبَابِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: §خَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ فِي الْبَحْرِ، وَعَلَيْنَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ، فَكَانَ مَعَنَا فِي الْمَرْكَبِ رَجُلٌ يُكَنَّى أَبَا حِمَّانَ، فَأَقْبَلَ يَشْتُمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَنَهَيْنَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وزَجَرْنَاهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ، فَأَتَيْنَا عَلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فَأَرْفَيْنَا إِلَيْهَا ثُمَّ خَرَجْنَا، وَتَفَرَّقْنَا نُرِيدُ الْوُضُوءَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَأُخْبِرْنَا أَنَّ الدَّبْرَ، يَعْنِي الزَّنَابِيرَ، وَقَعَتْ عَلَى أَبِي حِمَّانَ فَأَتَتْ عَلَى نَفْسِهِ، قَالَ: فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ مَيِّتٌ، قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: فَزَادَنِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ نَجْدَةُ بْنُ الْمُبَارَكِ السُّلَمِيُّ قَالَ -[1330]-: سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ يَذْكُرُ شَيْئًا، فَأَخْبَرَ النَّاسَ، فَتَعَجَّبُوا وَقَالُوا: هَذِهِ كَانَتْ مَأْمُورَةً. قَالَ نَجْدَةُ: فَأَقْبَلَ قَوْمٌ يَحْفِرُونَ، فَاسْتَوْعَرَتْ عَلَيْنَا الْأَرْضُ وَصَلُبَتْ، فَلَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَحْفِرَ لَهُ، فأَلْقَيْنَا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ وَوَرَقَ الشَّجَرِ ". وَاللَّفْظُ لِيَعْقُوبَ، زَادَ ابْنُ مَنِيعٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ خَلَفٌ: «وَكَانَ صَاحِبٌ لَنَا يَبُولُ، فَوَقَعَتْ نَحْلَةٌ عَلَى ذَكَرِهِ فَلَمْ تَضُرَّهُ، فَعَلِمْنَا أَنَّهَا كَانَتْ مَأْمُورَةً»

2366 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا الْوَضَّاحُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: نا أَبُو الْمُحَيَّاةِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: " خَرَجْنَا نُرِيدُ مَدَانَ، وَمَعَنَا رَجُلٌ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، قَالَ: فَنَهَيْنَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، وَانْطَلَقَ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ، §فَوَقَعَ عَلَيْهِ الدَّبْرُ، فَلَمْ يُقْلِعْ عَنْهُ حَتَّى قَطَعَهُ "

2367 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا نُعَيْمُ بْنُ هَيْصَمٍ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: ح، 2368 - وَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: نا بِشْرٌ أَبُو الْخَصِيبِ، قَالَ: " كُنْتُ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكُنْتُ مُوسِرًا، وَكُنْتُ أَسْكُنُ بِمَدَائِنِ كِسْرَى وَذَاكَ فِي زَمَانِ طَاعُونِ هُبَيْرَةَ، فَأَتَانِي أَجِيرٌ لِي يُدْعَى أَشْرَفَ، فَذَكَرَ أَنَّ رَجُلًا مَيِّتًا فِي بَعْضِ خَانَاتِ الْمَدَائِنِ، فَأَقْبَلْتُ عَلَى دَابَّتِي، حَتَّى دَخَلْتُ ذَلِكَ الْخَانَ، فَدَفَعْتُ إِلَى رَجُلٍ مَيِّتٍ مُسَجًّى , عَلَى بَطْنِهِ لَبِنَةٌ، وَمَعَهُ -[1331]- نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَذَكَرُوا مِنْ عِبَادَتِهِ وَفَضْلِهِ، فَبَعَثْتُ إِلَى كَفَنٍ لِيُشْتَرَى لَهُ، وَبَعَثْنَا إِلَى حَافِرٍ يَحْفِرُ لَهُ قَبْرًا، وَهَيَّأْتُ لَهُ لَبِنًا، وَجَلَسْنَا نُسَخِّنُ لَهُ الْمَاءَ لِنُغَسِّلَهُ، فَإِنَّا كَذَلِكَ إِذْ وَثَبَ الْمَيِّتُ وَثْبَةً، فَنَدَرَتِ اللَّبِنَةُ عَنْ بَطْنِهِ، وَهُوَ يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَالنَّارِ , وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَنِيعٍ: فَفَزِعَ أَصْحَابُهُ عَنْهُ، قَالَ: فدَنَوْتُ حَتَّى أَخَذْتُ بِعَضُدِهِ فَهَزَزْتُهُ، ثُمَّ قُلْتُ: مَا رَأَيْتَ؟ وَمَا حَالُكَ؟ قَالَ: صَحِبْتُ مَشْيَخَةً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ أَبُو الْخَصِيبِ: فَذَكَرَ أَحَدَ الثَّلَاثِ خِصَالٍ، قَالَ: فَقَالَ: أَدْخَلُونِي فِي دِينِهِمْ، أَوْ قَالَ: هَوَاهُمْ، أَوْ قَالَ: رَأْيِهِمْ , الشَّكُّ مِنْ أَبِي الْخَصِيبِ عَلَى سَبِّ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا، قَالَ: فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَا تَعُدْ، قَالَ: فَقَالَ: وَمَا يَنْفَعُنِي، وَقَدِ انْطُلِقَ بِي إِلَى مُدْخَلِهِمْ مِنَ النَّارِ، فَأُرِيتُهُ ثُمَّ قِيلَ لِي: إِنَّكَ تَرْجِعُ إِلَى أَصْحَابِكَ، فَتُحَدِّثُهُمْ بِمَا رَأَيْتَهُ، ثُمَّ تَعُودُ إِلَى حَالِكَ، قَالَ: فَمَا أَدْرِي انْقَضَتْ كَلِمَتُهُ، أَوْ عَادَ مَيِّتًا عَلَى حَالِهِ الْأُولَى، فَانْتَظَرْتُ حَتَّى أَتَيْتُ بِالْكَفَنِ، فَأَخَذْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ لَا كَفَّنْتُهُ، وَلَا غَسَّلْتُهُ، وَلَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّ النَّفَرَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ هُمُ الَّذِينَ تَوَلَّوْا غُسْلَهُ، وَدَفْنَهُ، وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَقَالُوا لِقَوْمٍ: مَا الَّذِي اسْتَنْكَرْتُمْ مِنْ صَاحِبِنَا؟ قَالُوا: §إِنَّمَا كَانَتْ خَطْفَةً مِنْ شَيْطَانٍ تَكَلَّمَ عَلَى لِسَانِهِ، قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْخَصِيبِ، هَذَا الَّذِي حَدَّثَنِي لَمُشْهَدٌ مِنْكَ؟ قَالَ: بَصَرُ عَيْنِي، وَسَمْعُ أُذُنِي ". وَاللَّفْظُ لِيَعْقُوبَ، إِلَّا كَلِمَةً بَيَّنْتُهَا فِي خِلَالِ الْحَدِيثِ

2369 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا الْوَضَّاحُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: نا. . " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَكَانَ قَدْ صَحِبَنَا فِي سَفَرٍ، فَنَهَيْنَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ، فَقُلْنَا لَهُ: اجْتَنِبْنَا، فَفَعَلَ، فَلَمَّا أَرَدْنَا الرُّجُوعَ تَذَمَّمْنَا، فَقُلْنَا: لَوْ صَحِبَنَا حَتَّى -[1332]- نَرْجِعَ، فَلَقِيَنَا غُلَامُهُ، فَقُلْنَا لَهُ: قُلْ لِمَوْلَاكَ يَرْجِعْ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ بِي أَمْرٌ عَظِيمٌ، فَأَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ، فَإِذَا هُمَا ذِرَاعَا خِنْزِيرٍ، فَتَحَوَّلَ إِلَيْنَا، فَكَانَ مَعَنَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى قَرْيَةٍ كَثِيرَةِ الْخَنَازِيرِ، §فَلَمَّا رَآهَا صَاحَ صِيَاحَ الْخَنَازِيرِ، فَوَثَبَ مِنْ دَابَّتِهِ، فَإِذَا هُوَ خِنْزِيرٌ، فَاخْتَلَطَ مَعَ الْخَنَازِيرِ، فَلَمْ نَعْرِفْهُ، فَجِئْنَا بِمَتَاعِهِ وَغُلَامِهِ إِلَى الْكُوفَةِ "

2370 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: نا حَمَّادٌ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ لَهُ: مُرْ غُلَامَكَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى وَجْهِ هَذَا الرَّجُلِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ تَكْفِينِي، أَخْبِرْنِي عَنْهُ، فَقَالَ: §إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ، كَانَ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، فَجَعَلْتُ أَنْهَاهُ فَجَعَلَ لَا يَنْتَهِي، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ كَانَتْ لَهُمْ سَوَابِقُ وَقَدَمٌ، فَإِنْ كَانَ مُسْخِطًا لَكَ مَا يَقُولُ فَأَرِنِي بِهِ آيَةً، وَاجْعَلْهُ آيَةً لِلنَّاسٍ، فَسَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ

2371 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، بِسِمْتِيَاطَ، قَالَ: نا أَبُو الصَّقْرِ الْخِلَاطِيُّ، عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: " كُنْتُ امْرَأً أَغْدُو إِلَى الصَّلَاةِ بِغَلَسٍ، فَغَدَوْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَكَانَ لَنَا جَارٌ كَانَ لَهُ كَلْبٌ عَقُورٌ، فَقَعَدْتُ أَنْظُرُ حَتَّى يَتَنَحَّى، فَقَالَ لِي الْكَلْبُ: جُزْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنَّمَا §أُمِرْتُ بِمَنْ يَشْتُمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ "

2372 - ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الطَّيِّبِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الصَّايِغُ، وَأَشَارَ إِلَى -[1333]- أُسْطُوَانَةِ الْجَامِعِ , يَعْنِي بِمَدِينَةِ الْمَنْصُورِ، يَقُولُ: عِنْدَ تِلْكَ الْأُسْطُوَانَةِ، قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ فِي جِيرَانِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَجُلٌ، وَكَانَ مِمَّنْ يُمَارِسُ الْمَعَاصِيَ وَالْقَاذُورَاتِ، فَجَاءَ يَوْمًا مَجْلِسَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَكَأَنَّ أَحْمَدَ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَدًّا تَامًّا، وَانْقَبَضَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِمَ تَنْقَبِضُ مِنِّي؟ إِنِّي قَدِ انْتَقَلْتُ عَمَّا كُنْتَ تَعْهَدُهُ مِنِّي بِرُؤْيَا رَأَيْتُهَا. قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ رَأَيْتَ تَقَدَّمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهُ عَلَى عُلُوٍّ مِنَ الْأَرْضِ، وَنَاسٌ كَثِيرٌ أَسْفَلَ جُلُوسٌ، قَالَ: فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ رَجُلٌ مِنْهُمْ إِلَيْهِ، فَيَقُولُونَ: ادْعُ لَنَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ قُبْحِ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا فُلَانُ، لِمَ لَا تَقُومُ وَتَسْأَلُنِي أَدْعُو لَكَ؟ فَكَأَنِّي قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَقْطَعُنِي الْحَيَاءُ مِنْ قُبْحِ مَا أَنَا عَلَيْهِ، قَالَ: إِنْ كَانَ يَقْطَعُكَ الْحَيَاءُ فَقُمْ فَسَلْنِي أَدْعُو لَكَ، §إِنَّكَ لَا تَسُبُّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَقُمْتُ فَدَعَا لِي، قَالَ: فَانْتَبَهْتُ، وَقَدْ بَغَّضَ اللَّهُ إِلَيَّ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ "، قَالَ: فَقَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: يَا جَعْفَرُ، يَا فُلَانُ، يَا فُلَانُ حَدِّثُوا بِهَذَا، وَاحْفَظُوا فَإِنَّهُ يَنْفَعُ " 2373 - حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَيَّاطُ، شَيْخٌ صَالِحٌ كَانَ فِي جِوَارِنَا، وَكَانَ يَسْكُنُ فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، فَانْتَقَلَ إِلَى الْغَرْبِيِّ، وَكَانَ فِي خِدْمَةِ شَاشُنَيْكِيرَ الْحَاجِبِ، قَالَ: كَانَ فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ فِي وَقْتٍ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ بُوَيْهِ رَجُلٌ دَيْلَمِيٌّ مِنْ قُوَّادِهِ يُسَمَّى جَبْنَه مَشْهُورٌ، وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ عَسْكَرِهِ، وَيَذْكُرُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ لِهَذِهِ الْحِكَايَةِ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مَشْهُورًا لَهُ مَالٌ وَنَجْدَةٌ وَجَمَالٌ، قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ وَاقِفٌ يَوْمًا فِي مَوْسِمِ الْحَجِّ بِبَغْدَادَ، وَقَدْ أَخَذَ النَّاسُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى مَكَّةَ إِذْ عَبَرَ بِهِ رَجُلٌ يُعْرَفُ بِعَلِيٍّ الدَّقَّاقِ الْمَعَافِرِيِّ، قَالَ يُوسُفُ: هُوَ حَدَّثَنِي بِهَذِهِ الْقِصَّةِ، وَشَرَحَهَا إِذْ هُوَ صَاحِبُهَا، وَالْمُبْتَلَى بِهَا , وَكُنْتُ أَسْمَعُ غَيْرَهُ مِنَ النَّاسِ يَذْكُرُونَهَا لِشُهْرَتِهَا، إِلَّا إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ -[1334]-: عَبَرْتُ عَلَى جَبْنَةَ، فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ هُوَ ذَا تَحُجُّ هَذِهِ السَّنَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ تَتَّفِقْ لِي حَجَّةٌ إِلَّا الْآنَ، وَأَنَا فِي طَلَبِهَا، فَقَالَ لِي جَوَابًا عَنْ كَلَامِي: أَنَا أُعْطِيكَ حَجَّةً. فَقُلْتُ لَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَصِحَّ فِي نَفْسِي كَلَامُهُ: هَاتِهَا، فَقَالَ: يَا غُلَامُ مُرَّ إِلَى عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيِّ وَقُلْ لَهُ يَزِنْ لَكَ عِشْرِينَ دِينَارًا، فَمَرَرْتُ مَعَ غُلَامِهِ فَوَزَنَ لِي عُثْمَانُ عِشْرِينَ دِينَارًا وَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي: أَصْلِحْ أُمُورَكَ، فَإِذَا عَزَمْتَ عَلَى الرَّحِيلِ فَأَرِنِي وَجْهَكَ لِأُوصِيَكَ بِوَصِيَّةٍ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهُ، وَهَيَّأْتُ أُمُورِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي أَوَّلًا: قَدْ وَهَبْتُ هَذِهِ الْحَجَّةَ لَكَ، وَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا، وَلَكِنْ أُحَمِّلُكَ رِسَالَةً إِلَى مُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ: مَا هِيَ؟ قَالَ: قُلْ لَهُ أَنَا بَرِيءٌ مِنْ صَاحِبَيْكَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ اللَّذَيْنِ هُمَا مَعَكَ، ثُمَّ حَلَّفَنِي بِالطَّلَاقِ إِنَّكَ لَتَقَولَنَّهَا، وَتُبَلِّغَنَّ هَذِهِ الرِّسَالَةَ إِلَيْهِ , فَوَرَدَ عَلَيَّ مَوْرِدٌ عَظِيمٌ، وَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ مَهْمُومًا حَزِينًا، وَحَجَجْتُ، وَدَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، وَزُرْتُ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصِرْتُ مُتَرَدِّدًا فِي الرِّسَالَةِ، أُبَلِّغُهَا أَمْ لَا؟ وَفَكَّرْتُ فِي أَنِّي إِنْ لَمْ أُبَلِّغْهَا طُلِّقَتِ امْرَأَتِي، وَإِنْ بَلَّغْتُهَا عَظُمَتْ عَلَيَّ مِمَّا أُوَاجِهُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ تَعَالَى فِي الْقَوْلِ، وَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا , وَأَدَّيتُ الرِّسَالَةَ بِعَيْنِهَا، وَاغْتَمَمْتُ غَمًّا شَدِيدًا، وَتَنَحَّيْتُ نَاحِيَةً، فَغَلَبَتْنِي عَيْنَايَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ الرِّسَالَةَ الَّتِي أَدَّيْتَهَا، فَإِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ اللَّهِ يَوْمَ التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ قُدُومِكَ بَغْدَادَ بِنَارِ جَهَنَّمَ. وَقُمْتُ وَخَرَجْتُ، وَرَجَعْتُ إِلَى بَغْدَادَ، فَلَمَّا عَبَرْتُ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، فَكَّرْتُ وَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا رَجُلُ سَوْءٍ، بَلَّغْتُ رِسَالَتَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُبَلِّغُ رِسَالَتَهُ إِلَيْهِ، وَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أُخْبِرَهُ بِهَا حَتَّى يَأْمُرَ بِقَتْلِي أَوْ يَقْتُلَنِي بِيَدِهِ، وَأَخَذْتُ أُقَدِّمُ وَأُؤَخِّرُ، فَقُلْتُ -[1335]-: لَأَقُولَنَّهَا لَوْ كَانَ فِيهَا قَتْلِي، وَلَا أَكْتُمُ رِسَالَتَهُ، وَأُخَالِفُ أَمْرَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ قَبْلَ الدُّخُولِ عَلَى أَهْلِي، فَمَا هُوَ أَنْ وَقَعَ عَيْنُهُ عَلَيَّ، فَقَالَ لِي: يَا دَقَّاقُ مَا عَمِلْتَ فِي الرِّسَالَةِ؟ قُلْتُ: أَدَّيْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ قَدْ حَمَّلَنِي جَوَابَهَا، قَالَ: مَا هِيَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ رُؤْيَايَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَالَ: إِنَّ قَتْلَ مِثْلِكَ عَلَيَّ هَيِّنٌ، وَسَبَّ وَشَتَمَ، وَكَانَ بِيَدِهِ زَوْبَيْنُ يَهُزُّهُ، فَهَزَّهُ فِي وَجْهِي، وَلَكِنْ لَأَتْرُكَنَّكَ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ذَكَرْتَهُ بِهَذَا الزَّوْبَيْنِ، وَأَشَارَ إِلَى الزَّوْبَيْنِ، وَلَامَنِي الْحَاضِرُونَ، وَقَالَ لِغُلَامِهِ: احْبِسْهُ فِي الْإِسْطَبْلِ وَقَيِّدْهُ. فَحُبِسْتُ وَقُيِّدْتُ، وَجَاءَنِي أَهْلِي وَبَكَوْا عَلَيَّ وَرَثَوْا لِي وَلَامُونِي، فَقُلْتُ: قُضِيَ الَّذِي كَانَ، وَلَا مَوْتَ إِلَّا بِأَجَلٍ، وَلَمْ تَزَلْ تَمُرُّ بِيَ الْأَيَّامُ، وَالنَّاسُ يَتَفَقَّدُونَنِي، وَيَرْحَمُونَنِي فِيمَا أَنَا فِيهِ، حَتَّى مَضَتْ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّامِنَةُ وَالْعِشْرُونَ، وَاتَّخَذَ الدَّيْلَمِيُّ دَعْوَةً عَظِيمَةً أحْضَرَ فِيهَا عَامَّةَ وُجُوهِ قُوَّادِ الْعَسْكَرِ، وَجَلَسَ مَعَهُمْ لِلشُّرْبِ، فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ جَاءَنِي السَّايِسُ، فَقَالَ: يَا دَقَّاقُ، الْقَائِدُ أَخَذَتْهُ حُمَّى عَظِيمَةٌ، وَقَدْ تَدَثَّرَ بِجَمِيعِ مَا فِي الدَّارِ وَوَقَعَ عَلَيْهِ الْغِلْمَانُ فَوْقَ الثِّيَابِ، وَهُوَ يَنْتَفِضُ فِي الثِّيَابِ نَفْضًا عَظِيمًا، وَكَانَ عَلَى حَالَتِهِ الْيَوْمَ الثَّامِنَ وَالْعِشْرِينَ، وَأَتَى لَيْلَةُ التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ، وَدَخَلَ السَّايِسُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَقَالَ: يَا دَقَّاقُ مَاتَ الْقَائِدُ، وَحَلَّ عَنِّي الْقَيْدَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا اجْتَمَعَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَجَلَسَ الْقُوَّادُ لِلْعَزَاءِ، وَأُخْرِجْتُ أَنَا، وَكَانَتْ قِصَّتِي مَشْهُورَةً، وَاسْتَعَادُونِي فَقَصَصْتُ عَلَيْهِمْ، وَرَجَعَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ عَنْ مَذَاهِبِهِمُ الرَّدِيَّةِ، وَخُلِّيتُ أَنَا "

سياق ما روي عن السلف في أجناس العقوبات والحدود التي أوجبوها وأقاموها على من سب الصحابة روي عن عمر أنه جلد ثلاثين سوطا من خرج على أم سلمة، وأن ابنه عبيد الله شتم المقداد، فهم عمر بقطع لسانه، فكلمه أصحاب محمد فقال: ذروني أقطع لسان ابني حتى لا يجترئ أحد

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ السَّلَفِ فِي أَجْنَاسِ الْعُقُوبَاتِ وَالْحُدُودِ الَّتِي أَوْجَبُوهَا وَأَقَامُوهَا عَلَى مَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ جَلَدَ ثَلَاثِينَ سَوْطًا مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَنَّ ابْنَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ شَتَمَ الْمِقْدَادَ، فَهَمَّ عُمَرُ بِقَطْعِ لِسَانِهِ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: ذَرُونِي أَقْطَعْ لِسَانَ ابْنِي حَتَّى لَا يَجْتَرِئَ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي فَيَسُبَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَنَّ ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى سَأَلَ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِيمَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ عُنُقَهُ، قُلْتُ: فَعُمَرَ؟ قَالَ: أَضْرِبُ عُنُقَهُ. وَأَنَّ عَلِيًّا بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ السَّوْدَاءِ تَنَقَّصَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ , فَدَعَا بِهِ وَبِالسَّيفِ فَهَمَّ بِقَتْلِهِ، فَكُلِّمَ فِيهِ فَقَالَ: لَا يُسَاكِنِّي بَلَدًا أَنَا فِيهِ , فَنَفَاهُ إِلَى الشَّامِ وَانْتَقَلَ حُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَنْظَلَةُ، وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى قَرْقِيسِيَا، وَقَالُوا

: لَا نُقِيمُ بِبَلْدَةٍ يُشْتَمُ فِيهَا عُثْمَانُ. وَمِنَ التَّابِعِينَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَرَبَ مَنْ شَتَمَ عُثْمَانَ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَعَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، وَكَانَ مُحْتَسِبًا لِخُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ أَنَّهُ ضَرَبَ مَنْ شَتَمَ عُثْمَانَ سَبْعِينَ سَوْطًا فِي دُفْعَاتٍ. وَضَرَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَنْ سَبَّ مُعَاوِيَةَ أَسْوَاطًا. وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يُضْرَبُ , وَمَا أُرَاهُ عَلَى الْإِسْلَامِ. وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ كَانَ يُقَالُ: شَتْمُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الْكَبَائِرِ. وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ: شَتْمُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الْكَبَائِرِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [النساء: 31] . وَقَالَ زَائِدَةُ لِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ: الْيَوْمُ الَّذِي أَصُومُ فِيهِ أَقَعُ فِي الْأُمَرَاءِ؟ قَالَ: لَا , قُلْتُ: فَمَنْ يَتَنَاوَلُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، قَالَ: نَعَمْ. وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: بُغْضُ بَنِي هَاشِمٍ نِفَاقٌ، وَبُغْضُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ نِفَاقٌ، وَالشَّاكُّ فِي أَبِي بَكْرٍ كَالشَّاكِّ فِي السُّنَّةِ. وَمِنَ الْفُقَهَاءِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ مَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ فَلَا سَهْمَ لَهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْفَيْءِ

وَسُئِلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَبَّ عَائِشَةَ فَأَفْتَى بِقَتْلِهِ. وَقَتَلَ الْحَسَنُ وَمُحَمَّدٌ ابْنَا زَيْدٍ الدَّاعِي الطَّبَرِسْتَانِيِّ اللَّذَانِ وَلِيَا دِيَارَ طَبَرِسْتَانَ رَجُلَيْنِ مِمَّا قَذْفَا عَائِشَةَ

2374 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَأَكْبَرَ ذَلِكَ، وَتَلَا الْقُرْآنَ، فَلَمَّا نَزَلَ §أَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ

2375 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ ح، 2376 - وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ وَائِلٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: " وَقَعَ بَيْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَبَيْنَ الْمِقْدَادِ كَلَامٌ، فَشَتَمَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْمِقْدَادَ، فَقَالَ عُمَرُ: عَلَيَّ بَالْحَدَّادِ أَقْطَعْ لِسَانَهُ , §لَا يَجْتَرِئُ أَحَدٌ بَعْدَهُ فَيَشْتُمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ حَنْبَلٍ

2377 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ونا عِيسَى بْنُ -[1339]- عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: نا أُسَيْدُ بْنُ زَيْدٍ الْجَمَّالُ، قَالَ: نا قَيْسٌ، عَنْ وَائِلٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: سَبَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، فَهَمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَطْعِ لِسَانِهِ، فَكَلَّمَهُ فِيهِ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «§ذَرُونِي أَقْطَعْ لِسَانَ ابْنِي، حَتَّى لَا يَجْتَرِئَ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي يَسُبُّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا»

2378 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ، قَالَ: نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْآدَمِيُّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: §لَوْ أُتِيتَ بِرَجُلٍ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مَا كُنْتَ صَانِعًا؟ قَالَ: أَضْرِبُ عُنُقَهُ. قُلْتُ: فَعُمَرَ؟ قَالَ: أَضْرِبُ عُنُقَهُ

2379 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، قَالَ: بَلَغَ عَلِيًّا أَنَّ ابْنَ الْأَسْوَدِ يَنْتَقِصُ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، فَدَعَا بِهِ , وَدَعَا بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: فَهَمَّ بِقَتْلِهِ، فَكُلِّمَ فِيهِ، فَقَالَ: §لَا يُسَاكِنِّي بِبَلَدٍ أَنَا فِيهِ , فَنَفَاهُ إِلَى الشَّامِ. وَالصَّوَابُ الْمَدَائِنُ

2380 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: نا أَبُو -[1340]- الْأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: بَلَغَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَسْوَدِ يَنْتَقِصُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ , فَهَمَّ بِقَتْلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: §تَقْتُلُ رَجُلًا يَدْعُو إِلَى حُبِّكُمْ أَهْلِ الْبَيْتِ؟ فَقَالَ: لَا يُسَاكِنِّي فِي دَارٍ أَبَدًا

2381 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: تَحَوَّلَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَحَنْظَلَةُ، وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى قَرْقِيسِيَا، وَقَالُوا: §لَا نُقِيمُ بِبَلَدٍ يُشْتَمُ فِيهِ عُثْمَانُ

2382 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مَطَرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَوْلُهُ، §فَأَمَرَ عُمَرُ أَنْ يُجْلَدَ مِائَتَيْ جَلْدَةٍ

2383 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُيَيْنَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أُتِيَ بِرَجُلٍ سَبَّ عُثْمَانَ، فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ سَبَبْتَهُ؟ قَالَ: أَبْغَضْتُهُ. قَالَ: أَبْغَضْتَ رَجُلًا وَسَبَبْتَهُ. قَالَ: §فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ثَلَاثِينَ سَوْطًا

2384 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، قَالَ: قَالَ عَاصِمٌ , يَعْنِي الْأَحْوَلَ -[1341]-: §أُتِيتُ بِرَجُلٍ قَدْ سَبَّ عُثْمَانَ، قَالَ: فَضَرَبْتُهُ عَشَرَةَ أَسْوَاطٍ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ لِمَا قَالَ , فَضَرَبْتُهُ عَشَرَةً أُخْرَى , قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَسُبُّهُ حَتَّى ضَرَبَهُ سَبْعِينَ سَوْطًا

2385 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَرَبَ إِنْسَانًا قَطُّ، إِلَّا إِنْسَانًا شَتَمَ مُعَاوِيَةَ، فَضَرَبَهُ أَسْوَاطًا

2386 - وأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ رَجُلٍ سَبَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَرَى أَنْ يُضْرَبَ، فَقُلْتُ لَهُ: حُدَّ، فَلَمْ يَقِفْ عَلَى الْحَدِّ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: §يُضْرَبُ، وَمَا أُرَاهُ عَلَى الْإِسْلَامِ

2387 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا أَبِي، أنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: §شَتْمُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الْكَبَائِرِ

2388 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي الْمِقْدَادِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيَّ يَقُولُ: §شَتْمُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ الْكَبَائِرِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ -[1342]-: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31]

2389 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أنا جَعْفَرُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: §بُغْضُ بَنِي هَاشِمٍ نِفَاقٌ، وَبُغْضُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ نِفَاقٌ، وَالشَّاكُّ فِي أَبِي بَكْرٍ كَالشَّاكِّ فِي السُّنَّةِ

2390 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا عُثْمَانُ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا مُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ: §أَتَنَاوَلُ السُّلْطَانَ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَتَنَاوَلُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَنَاوَلُونَ أَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ، قَالَ: نَعَمْ

2391 - وَأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُوسَى الدَّارِمِيُّ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ زَائِدَةَ، قَالَ: " §قُلْتُ لِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ: الْيَوْمُ الَّذِي أَصُومُهُ أَقَعُ فِي الْأُمَرَاءِ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَقَعُ فِيمَنْ يَتَنَاوَلُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: بَلَى

2392 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا عَمَّارٌ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، يَعْنِي ابْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ -[1343]-: §مَا أَرَى رَجُلًا يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَتَيَسَّرُ لَهُ تَوْبَةٌ

2393 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مَحْمُودُ بْنُ حِرَاشٍ، قَالَ: نا أَسْبَاطٌ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §بَرِئَ اللَّهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

2394 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ يَمْلَأُوا هَذَا الْبَيْتَ ذَهَبًا وَفِضَّةً عَلَى أَنْ أَكْذِبَ لَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ لَفَعَلُوا , وَكَانَ يَقُولُ: §لَوْ كَانَتِ الشِّيعَةُ مِنَ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَمًا، وَلَوْ كَانُوا مِنَ الدَّوَابِّ لَكَانُوا حُمُرًا

2395 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، أنا مُصْعَبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْمَهْدِيَّ، يَقُولُ: §مَا فَتَّشْتُ رَافِضِيًّا إِلَّا وَجَدْتُهُ زِنْدِيقًا، وَلَا فَتَّشْتُ. . . . إِلَّا وَجَدْتُهُ زِنْدِيقًا

2396 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَشْيَبِ يَقُولُ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ: أُتِيَ الْمَأْمُونُ بِالرَّقَّةِ بِرَجُلَيْنِ شَتَمَ أَحَدُهُمَا فَاطِمَةَ، وَالْآخَرُ عَائِشَةَ، §فَأَمَرَ بِقَتْلِ الَّذِي شَتَمَ فَاطِمَةَ، وَتَرَكَ الْآخَرَ، فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: مَا حُكْمُهُمَا -[1344]- إِلَّا أَنْ يُقْتَلَا؛ لِأَنَّ الَّذِي شَتَمَ عَائِشَةَ رَدَّ الْقُرْآنَ

2397 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: نا أَبُو عُمَرَ، أَنَّ مُوسَى بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْجُبَيْلِيَّ قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: §مَا سَبَّ أَحَدٌ عُثْمَانَ إِلَّا افْتَقَرَ

2398 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: نا رِشْدِينُ، قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِي: §لَعَلَّكَ تُبْغِضُ عَلِيًّا، فَأَقْطِفَ رَأْسَكَ؟ فَقُلْتُ: لَا

2399 - وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً , قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَشَجُّ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، قَالَ: سَمِعْنَا أَنَّهُ §مَا سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَدٌ إِلَّا مَاتَ قَتْلًا أَوْ فَقْرًا

2400 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: §مَنْ سَبَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَ لَهُ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ؛ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الحشر: 8] الْآيَةَ. هَؤُلَاءِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} -[1345]- هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارُ ثُمَّ قَالَ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} فَالْفَيْءُ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ؛ فَمَنْ سَبَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَ مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ، وَلَا حَقَّ لَهُ فِي الْفَيْءِ

2401 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ: §لَوْلَا أَنِّي عَلَى وُضُوءٍ لَأَخْبَرْتُكَ بِبَعْضِ مَا تَقُولُ الشِّيعَةُ

2402 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكَاتِبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى الْهَاشِمِيَّ الْمَنْصُورِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الْحَسَنِ الْجَرَاحِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا السَّائِبِ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيَّ قَاضِيَ الْقُضَاةِ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمًا بِحَضْرَةِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الدَّاعِي بِطَبَرِسْتَانَ، وَكَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ، وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيُوَجِّهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ تُفَرَّقُ عَلَى صَغَائِرِ وَلَدِ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ ذَكَرَ عَائِشَةَ بِذِكْرٍ قَبِيحٍ مِنَ الْفَاحِشَةِ , فَقَالَ: يَا غُلَامُ اضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَلَوِيُّونَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِنَا , فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ , §هَذَا رَجُلٌ طَعَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} ، فَإِنْ كَانَتْ عَائِشَةُ خَبِيثَةً , فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبِيثٌ، فَهُوَ كَافِرٌ , فاضْرِبُوا عُنُقَهُ , فَضَرَبُوا عُنُقَهُ وَأَنَا حَاضِرٌ

2403 - وَسَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَحْمَدَ الطَّبَرِيَّ يَحْكِي عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْفَضْلِ الطَّبَرِيِّ , أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ زَيْدٍ أَخَا الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ قَدِمَ عَلَيْهِ مِنَ الْعِرَاقِ رَجُلٌ يَنُوحُ بَيْنَ يَدَيْهِ , §فَذَكَرَ عَائِشَةَ بِسُوءٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ بِعَمُودٍ وَضَرَبَ بِهِ دِمَاغَهُ , فَقَتَلَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا مِنْ شِيعَتِنَا، وَمِمَّنْ يَتَوَلَّانَا، فَقَالَ: هَذَا سَمَّى جَدِّي قرتان، وَمَنْ سَمَّى جَدِّي قرتان اسْتَحَقَّ عَلَيْهِ الْقَتْلَ فَقَتَلْتُهُ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل أبي بكر الصديق رضوان الله عليه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ

2404 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ سَالِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ قَالَ يُونُسُ: أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ح 2405 - ونا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -[1348]- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ. ح 2406 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ بِتِنِّيسَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: نا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: §إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ. زَادَ ابْنُ وَهْبٍ «خَلِيلًا , وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ» . وَفِي حَدِيثِ الْبُخَارِيِّ: «إِلَّا خُلَّةَ الْإِسْلَامِ , أَلَا لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2407 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ح 2408 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يَعْلَى يُحَدِّثُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: «لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، §لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ -[1349]- النَّاسِ خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ , سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2409 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا، وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2410 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنَّ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ خَلِيلًا» , قَضَى بِأَنَّ الْجَدَّ أَبٌ: أَبُو بَكْرٍ. وَفِي الْبَابِ عَنْ جُنْدُبٍ , وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ

2411 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ح 2412 - وَأنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي -[1350]- سَعِيدٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ» . قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا أَنَا وَمَالِي لَكَ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ حَسَّانَ: «إِلَّا لَكَ»

2413 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا أَوْ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ» ، أُرَاهُ قَالَ: " فِي سَبِيلِ اللَّهِ , دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ: يَا مُسْلِمُ هَذَا بِرٌّ هَلُمَّ إِلَيْهِ ". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا رَجُلٌ لَا تُودَى عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ إِلَّا مَالُ أَبِي بَكْرٍ» . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: وَهَلْ نَفَعَنِي اللَّهُ إِلَّا بِكَ؟ وَهَلْ نَفَعَنِي اللَّهُ إِلَّا بِكَ؟

2414 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ رَبِيعٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ، ح -[1351]- 2415 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الْمِسْكِينِ الْبَلَدِيُّ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ زُرَيْقِ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّسْعَنِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَخَرْتُ لِمَالِ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ أَلْفَ أَلْفِ أُوقِيَّةٍ , قَالَتْ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَلِينِي يَا عَائِشَةُ، فَإِنِّي §كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ»

2416 - وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي يَعْقُوبُ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كَانَ مَالُ أَبِي بَكْرٍ قَدْ بَلَغَ الْغَايَةَ أَلْفَ أُوقِيَّةٍ فِضَّةً، لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا مَالُ قُرَشِيٍّ قَطُّ، ثُمَّ أَنْفَقَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي اللَّهِ فَقَالَ فُلَيْحٌ: أُخْبِرْتُ أَنَّ الْغَايَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ غَايَةَ الْغِنَى أَلْفُ أُوقِيَّةٍ فِضَّةً، وَفِي الْأَنْصَارِ جُذَاذُ أَلْفِ وَسْقٍ بِالصَّاعِ الْأَوَّلِ، وَالْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا، وَفِي صَاعَيْهِ وِقْرٌ حِمْلُ بَعِيرٍ

2417 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ح 2418 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ -[1352]- جَعْفَرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ مِلَاسٍ بِدِمَشْقَ قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ، قَالَ: نا مَالِكٌ، وَعُرْوَةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مَنْ بَابِ الصَّدَقَةِ» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، وَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْهَا كُلِّهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2419 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» . قُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ: «أَبُوهَا» . قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2420 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -[1353]-: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «عَائِشَةُ» ، قَالَ: إِنِّي لَسْتُ أَعْنِي النِّسَاءَ , أَنَا أَعْنِي الرِّجَالَ، فَقَالَ: «أَبُو بَكْرٍ» أَوْ «أَبُوهَا»

2421 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: نا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ ح 2422 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: نا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: نا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ؛ زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَنَقَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وأَعْتَقَ بِلَالًا مِنْ مَالِهِ»

2423 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: نا هَمَّامٌ ح 2424 - وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ قَالَ: نا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَثنا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، وَثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَثنا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، قَالَ: نا -[1354]- هَمَّامٌ، قَالُوا: نا ثَابِتٌ، قَالَ: نا أَنَسٌ - وَصَلَهُ حَبَّانُ - , أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ. قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ §مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2425 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى إِذَا انْتَهَيَا إِلَى الْغَارِ مِنْ ثَوْرٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: §كَمَا أَنْتَ حَتَّى أُدْخِلَ يَدِي فَأُحَسِّنَهُ، وَأَقُصَّهُ، وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ دَابَّةٌ أَصَابَتْنِي قَبْلَكَ. قَالَ نَافِعٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ فِي الْغَارِ جُحْرٌ أَلْقَمَ أَبُو بَكْرٍ رِجْلَهُ ذَلِكَ الْجُحْرَ تَخَوُّفًا أَنْ تَخْرُجَ مِنْهُ دَابَّةٌ أَوْ شَيْءٌ تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2426 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسْنُونَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُونُسَ، قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ: وَاللَّهِ لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَيَوْمٌ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ هَلْ لَكَ بِأَنْ أُحَدِّثَكَ بِلَيْلَتِهِ وَيَوْمِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أَمَّا لَيْلَتُهُ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَارِبًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، خَرَجَ لَيْلًا فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ -[1355]- يَمْشِي مَرَّةً أَمَامَهُ، وَمَرَّةً خَلْفَهُ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِهِ، وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ مَا أَعْرِفُ هَذَا مِنْ فِعْلِكَ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذْكُرُ الرَّصَدَ فَأَكُونُ أَمَامَكَ، وَأَذْكُرُ الطَّلَبَ فَأَكُونُ خَلْفَكَ، وَمَرَّةً عَنْ يَمِينِكَ، وَمَرَّةً عَنْ يَسَارِكَ، لَا آمَنُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَهُ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ حَتَّى حَفِيَتْ رِجْلَاهُ، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ أَنَّهَا قَدْ حَفِيَتْ حَمَلَهُ عَلَى كَاهِلِهِ، وَجَعَلَ يَشْتَدُّ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ الْغَارَ، فَأَنْزَلَهُ ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تَدْخُلُهُ حَتَّى أَدْخُلَهُ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ شَيْءٌ نَزَلَ بِي قَبْلَكَ، فَدَخَلَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَحَمَلَهُ وَأَدْخَلَهُ، وَكَانَ فِي الْغَارِ خَرْقٌ فِيهِ حَيَّاتٌ وَأَفَاعٍ، فَخَشِيَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُمْ شَيْءٌ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَمَهُ قَدَمَهُ، فَجَعَلْنَ تَضْرِبْنَهُ أَوْ تَلْسَعْنَهُ الْحَيَّاتُ وَالْأَفَاعِي، وَجَعَلَتْ دُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يَا أَبَا بَكْرٍ {لَا تَحْزَنْ، إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] ، {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ} [التوبة: 40] أَيْ: طُمَأْنِينَتَهُ لِأَبِي بَكْرٍ، فَهَذِهِ لَيْلَتُهُ، وَأَمَّا يَوْمُهُ:

2427 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُبُلِيُّ، قَالَ: نا ظَفِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْغَارِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فَأَدْخُلَ قَبْلَكَ، فَإِنْ كَانَتْ حَيَّةً أَوْ قَالَ: خِيفَةً أَوْ شَيْئًا كَانَ بِي دُونَكَ. فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَلْتَمِسُ الْغَارَ بِيَدِهِ، فَلَا يَمُرُّ بِجُحْرٍ إِلَّا شَقَّ مِنْ ثَوْبِهِ فَأَلْقَمَهُ الْجُحْرَ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى الثَّوْبِ كُلِّهِ بَقِيَ جُحْرٌ، فَأَلْقَمَهُ عَقِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: ادْخُلْ -[1356]- يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمَّا أَضَاءَ لَهُمُ الصُّبْحُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ مَا فَعَلَ ثَوْبُكَ؟ فَأَخْبَرَهُ بِمَا صَنَعَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَبَا بَكْرٍ مَعِيَ فِي دَرَجَتِي فِي الْجَنَّةِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ قَدِ اسْتَجَبْتُ لَكَ»

2428 - أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابٍ، قَالَ: نا شَبَابَةُ، قَالَ: نا أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ: «§هَلْ قُلْتَ فِي أَبِي بَكْرٍ؟» قَالَ: قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «قُلْ وَأَنَا أَسْمَعُ» , فَقَالَ: [البحر البسيط] وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي الْغَارِ وَقَدْ ... طَافَ الْعَدُوُّ بِهِمْ إِذْ صَعِدُوا الْجَبَلَا وَكَانَ حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمُوا ... مِنَ الْبَرِيَّةِ لَمْ يَعْدِلْ بِهِ رَجُلَا قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ: «صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ»

2429 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ قَالَ: نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَصَدَّقَ، وَوَافَقَ ذَلِكَ مَالٌ عِنْدِي فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَاذَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» فَقُلْتُ: مِثْلَهُ. قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَالٍ عِنْدَهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَاذَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟» قَالَ: §أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ -[1357]- وَرَسُولَهُ. قُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا

2430 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، قَالَ: أنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: جَاءَ عُمَرُ بِصَدَقَةٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْلَنَهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ صَدَقَةٌ لَكَ عِنْدِي. فَعَادَ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ صَدَقَةٌ وَلِي عِنْدَ اللَّهِ. فَعَادَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«فَضْلُ مَا بَيْنَ صَدَقَتَيْكُمَا مَا بَيْنَ كَلَامَيْكُمَا»

2431 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعَجَلِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَمَّارُ أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا، فَقُلْتُ: §حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا مَا نَفَذْتُ مِنْ فَضَائِلِ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ "

2432 - أنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَوْ وُضِعَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى إِيمَانِ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَرَجَحَ بِهَا»

2433 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْشِي أَمَامَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ §أَتَمْشِي أَمَامَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ "

2434 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُكْتِبُ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1359]-: §إِنَّ اللَّهَ لَيَتَجَلَّى لِلنَّاسِ عَامَّةً، وَيَتَجَلَّى لِأَبِي بَكْرٍ خَاصَّةً "

2435 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَحَدَ شِقَّيْ إِزَارِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ. فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يُرِيدُ الْخُيَلَاءَ»

سياق ما روي في بيعة أبي بكر وترتيب الخلافة وكيفية البيعة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ وَتَرْتِيبِ الْخِلَافَةِ وَكَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ

2436 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا وَنَحْنُ بِمِنًى، أَتَانِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مَنْزِلِي عِشَاءً فَقَالَ: لَوْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ فُلَانًا يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَقَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْتَصِبُوا الْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمَوْسِمَ مَجْمَعُ رِعَاعِ النَّاسِ وَغَوْغَائِهِمْ، وَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ، وَإِنِّي أَخْشَى إِنْ قُلْتَ الْيَوْمَ مَقَالَةً أَنْ يُطَيِّرُوا بِهَا كُلَّ مُطَيَّرٍ، وَلَا يَعُوهَا، وَلَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، وَلَكِنْ أَمْهِلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى تَقْدُمَ الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، وَتَخْلُصَ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعُوا مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَأَقُومَنَّ بِهَا فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ , قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَاءَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، هَجَّرْتُ لَمَّا حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ -[1361]-، فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ، قَالَ: فَقُلْتُ وَهُوَ مُقْبِلٌ: أَمَا وَاللَّهِ لَيَقُولَنَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ الْيَوْمَ مَقَالَةً لَمْ تُقَلْ قَبْلَهُ، قَالَ: فَغَضِبَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: وَأَيُّ مَقَالَةٍ يَقُولُ لَمْ يُقَلْ قَبْلَهُ؟ قَالَ فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ الْمِنْبَرَ أَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ أَذَانِهِ قَامَ عُمَرُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقُولَ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي، فَمَنْ وَعَاهَا وَعَقَلَهَا وَحَفِظَهَا، فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ تَنْتَهِي رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعِيَهَا فَإِنِّي لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ , إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ مَعَهُ الْكِتَابَ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ آيَةُ الرَّجْمِ، §فَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ , وَإِنِّي خَائِفٌ أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ، فَيَقُولَ قَائِلٌ: وَاللَّهِ مَا نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؛ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ , أَلَا وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ، وَقَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَمْلُ وَالِاعْتِرَافُ، ثُمَّ قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ: لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ "، ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَلَا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً، وَقَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ؛ فَإِنَّهُ كَانَ خَيْرَنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِنَّ عَلِيًّا، وَالزُّبَيْرَ، وَمَنْ مَعَهُمَا تَخَلَّفُوا عَنَّا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ، وَتَخَلَّفَتْ عَنَّا الْأَنْصَارُ بِأَسْرِهَا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ -[1362]- بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ، فَلَقِينَا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فَقَالَا: أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلَاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَا: فَارْجِعُوا، فَاقْضُوا أَمْرَكُمْ بَيْنَكُمْ , فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ فَأَتَيْنَاهُمْ، فَإِذَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ رَجُلٌ مُزَمَّلٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، قُلْتُ: وَشَأْنُهُ؟ قَالُوا: هُوَ وَجِعٌ. قَالَ: فَقَامَ خَطِيبُ الْأَنْصَارِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَنَحْنُ الْأَنْصَارُ، وَكَتِيبَةُ الْإِسْلَامِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَهْطٌ مِنَّا، وَقَدْ دَفَّتْ إِلَيْنَا مِنْكُمْ دَافَّةٌ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا، وَيَحْضُنُونَا مِنَ الْأَمْرِ، وَقَدْ زَوَّرْتُ فِي نَفْسِي مَقَالَةً، وَكُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، وَكُنْتُ أُدَارِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ بَعْضَ الْحِدَّةِ، وَكَانَ أَوْقَرَ مِنِّي وَأَحْلَمَ فَلَمَّا أَرَدْتُ الْكَلَامَ قَالَ: عَلَى رِسْلِكَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْصِيَهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكَ كَلِمَةً كُنْتُ زَوَّرْتُهَا إِلَّا جَاءَ بِهَا أَوْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا فِي بَدِيهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلَمْ تَعْرِفِ الْعَرَبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَنَسَبًا، وَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، وَأَخَذَ بِيَدِي، وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا كَرِهْتُ مِمَّا قَالَ شَيْئًا غَيْرَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ، كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا قَضَى أَبُو بَكْرٍ مَقَالَتَهُ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا جُزَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَإِلَّا أَحَلْنَا الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ جَذَعَةً. قَالَ: مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ سَيْفَانِ -[1363]- فِي غِمْدٍ وَاحِدٍ، وَلَكِنْ مِنَّا الْأُمَرَاءُ، وَمِنْكُمُ الْوُزَرَاءُ. قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ: فَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ بَيْنَنَا، وَكَثُرَ اللَّغَطُ حَتَّى أَشْفَقْتُ الِاخْتِلَافَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ. قَالَ: فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، وَبَايَعَتْهُ الْأَنْصَارُ قَالَ: وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدٍ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدًا قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا، وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرِنَا أَمْرًا كَانَ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ أَنْ يُحْدِثُوا بِبَيْعَةٍ بَعْدَنَا، فَإِمَّا أَنْ نُبَايِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ، فَيَكُونَ فَسَادًا، فَلَا يَغُرَّنَّ امْرَأً أَنْ يَقُولَ: إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً، فَقَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ فِيكُمْ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُ لَا يُبَايَعُ لَهُ وَلَا هُوَ، وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةَ أَنْ يُقْتَلَا قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَاهُمَا مِنَ الْأَنْصَارِ عُوَيْمِرُ بْنُ سَاعِدَةَ، وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالَّذِي قَالَ: أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2437 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّالِمِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ح 2438 - وَأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ -[1364]- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ، وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ عُمَرُ: مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا , لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ، عَلَى رِسْلِكَ. فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ , فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَلَا §مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ، وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] ، فَنَشَجَ النَّاسُ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ , فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ , فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا وَأَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ , ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: وَاللَّهِ لَا نَقْبَلُ أَبَدًا، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا , وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ؛ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعَزُّهُمْ أَحْسَابًا، بَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ. فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ , فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا , وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَخَذَ عُمَرُ يَدَهُ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ، قَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ وَاللَّفْظُ لِيَعْقُوبَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ

2439 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّويَانِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ نُبَيْطٍ، يَعْنِي ابْنَ شَرِيطٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ , وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بِكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ. فَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بِكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: §" ادْعُوا إِلَيَّ إِنْسَانًا أَعْتَمِدْ عَلَيْهِ. فَجَاءَتْ بَرِيرَةُ وَآخَرُ مَعَهَا فَاعْتَمَدَ عَلَيْهِمَا، وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى أَتَوْا أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ، فَحَبَسَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ: لَإِنْ تَكَلَّمَ أَحَدٌ بِمَوْتِهِ لَأَضْرِبَنَّهُ بِسَيْفِي هَذَا. فَأَخَذَ بِسَاعِدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ فَأَوْسَعُوا لَهُ، حَتَّى دَنَا مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْكَبَّ عَلَيْهِ، حَتَّى كَادَ يَمَسُّ وَجْهُهُ وَجْهَهُ، حَتَّى اسْتَبَانَ لَهُ أَنَّهُ قَدْ تُوُفِّيَ، فَقَالَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ، فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ , فَقَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ تُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، بَيِّنْ لَنَا كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: يَجِيءُ قَوْمٌ فَيُصَلُّونَ، ثُمَّ يَجِيءُ آخَرُونَ. قَالُوا: يَا -[1366]- صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ يُدْفَنُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: وَأَيْنَ؟ قَالَ: حَيْثُ قَبَضَ اللَّهُ رُوحَهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقْبِضْ رُوحَهُ إِلَّا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ، ثُمَّ قَالَ: عِنْدَكُمْ صَاحِبُكُمْ. وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ فَجَعَلُوا يَبْكُونَ يَتَدَارَوْنَ بَيْنَهُمْ، فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا الْأَنْصَارِ؛ فَإِنَّ لَهُمْ فِي هَذَا الْحَقِّ نَصِيبًا. فَأَتَوْهُمْ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَقَالَ عُمَرُ وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ: سَيْفَانِ فِي غِمْدٍ وَاحِدٍ لَا يَصْطَلِحَانِ , أَوْ قَالَ: لَا يَصْلُحَانِ، وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ لَهُ هَذِهِ الثَّلَاثَةُ: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} [التوبة: 40] مَنْ صَاحِبُهُ؟ {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40] مَنْ هُمَا؟ {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] مَعَ مَنْ؟ ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: بَايِعُوا. فَبَايَعَ النَّاسُ بِأَحْسَنِ بَيْعَةٍ، وَأَجْمَلِهَا

2440 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِبَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَنَادَى فِيهِمْ فَأَسْمَعَهُمْ: §أَيُّكُمْ يُؤَخِّرُ مَنْ قَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، فَجَاءَ عَلِيٌّ بِكَلِمَةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِمِثْلِهَا

2441 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: §مَنْ قَدَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَحَدًا فَقَدْ أَرْزَى عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ

2442 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ -[1367]- هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَمِّي، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا. فَأَخَذَ بِيَدِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: أَلَا تَرَى؟ إِنَّكَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا، وَإِنِّي لَأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فاذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §فَسَلْ فِيمَنْ يَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ , فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا أَمَرْتَهُ فَأَوْصَى بِنَا. قَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ وَهْبٍ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفَاةُ وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ مِنْهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: §«هَلُمُّوا لِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ» . فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ. فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا لَهُ يَكْتُبْ -[1368]- لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «قُومُوا عَنِّي» . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ بِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ

2443 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: §مَنْ كَانَ عِنْدَهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَأْتِنَا. قَالَ عُمَرُ: لَوْ كَانَ مِنْهُ عَهْدٌ كَانَ عَهْدُهُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكَ

2444 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: " هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَكَيْفَ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ بِالْوَصِيَّةِ؟ فَقَالَ: §أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " قَالَ الْهُذَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: وَأَبُو بَكْرٍ كَانَ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدًا فَخَزَمَ أَنْفَهُ بِخِزَامٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2445 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: §كَانَ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ لَمْ يَكْفُرْ بِالسَّاعَةِ قَطُّ

2446 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ حَلَفَ بِاللَّهِ §أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَ أَبَا بَكْرٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَ أَبَا بَكْرٍ

2447 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ نا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: §انْظُرُوا مَا زَادَ فِي مَالِي مُنْذُ دَخَلْتُ فِي الْإِمَارَةِ فَابْعَثُوا بِهِ إِلَى الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِي، وَكَلِمَةً تَكَلَّمَهَا، وَقَدْ كُنْتُ أَصَبْتُ مِنَ الْوَدَكِ نَحْوًا مِمَّا كُنْتُ أَصَبْتُ فِي التِّجَارَةِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا مَاتَ نَظَرْنَا، فَإِذَا عَبْدٌ قَوِيٌّ كَانَ يَحْمِلُ صِبْيَانَهُ، وَنَاضِحٌ كَانَ يَسْتَقِي عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَبَعَثْنَا بِهِ إِلَى عُمَرَ. قَالَتْ: فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ تَعَبًا شَدِيدًا

2448 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، أنا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[1370]-، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «§خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ مُفْتَرٍ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي»

2449 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا عَبْدُ الْجَبَّارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا حُضِرَ أَبِي دَعَانِي، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَعْطَيْتُكِ خَيْبَرَ، وَلَمْ تَكُونِي حُزْتِيهَا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَرُدِّيهَا عَلَيَّ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَتِ، وَاللَّهِ §لَوْ كَانَتْ خَيْبَرُ ذَهَبًا جَمِيعًا لَرَدَدْتُهَا عَلَيْكَ. قَالَ: فَهِيَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ يَا بُنَيَّةُ، إِنِّي كُنْتُ أَتْجَرَ قُرَيْشٍ وَأَكْثَرَهُمْ مَالًا، فَلَمَّا شَغَلَتْنِي الْإِمَارَةُ رَأَيْتُ إِنْ أَصَبْتُ مِنَ الْمَالِ، فَذَكَرَ دَاوُدُ كَلِمَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً لَمْ أَحْفَظْ أَنَا، ثُمَّ قَالَ: الْعَبَاءَةَ الْقَطَوَانِيَّةَ , وَالْخِلَابَ , وَالْعَبْدَ، فَإِذَا قَضَيْتُ فَأَسْرِعِي بِهِ إِلَى ابْنِ الْخَطَّابِ , يَا بُنَيَّةُ، ثِيَابِي هَذِهِ فَكَفِّنِينِي بِهَا. قَالَتْ: فَبَكَيْتُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ نَحْنُ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ، وَهَلْ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمَهَلِ؟ قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ بَعَثْتُ بِذَلِكَ إِلَى ابْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَاكِ، لَقَدْ أَحَبَّ أَنْ لَا يَتْرُكَ لِقَائِلٍ مَقَالًا

2450 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ عَلَيْهِ حُلَّةً حِبَرَةً، وَعَلَى صَدْرِهِ كُتْبَانٌ، فَقَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «§حُلَّةٌ حِبَرَةٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ وَلَدِكَ، وَالْكُتْبَانُ إِمَارَةُ سَنَتَيْنِ أَوْ تَلِي أَمْرَ النَّاسِ سَنَتَيْنِ»

2451 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: §لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ، فَسَمِعَ ذَلِكَ أَبُو قُحَافَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: مَا صَنَعَ النَّاسُ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: وَلَّوُا ابْنَكَ. قَالَ: أَفَرَضِيَتْ بِذَلِكَ بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ. فَلَمَّا مَاتَ ابْنُهُ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ بِمَوْتِهِ وَوَفَاتِهِ، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: تُوُفِّيَ ابْنُكَ. قَالَ: هَذَا خَبَرٌ جَلِيلٌ

2452 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قُدَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَفَاةُ، دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَأَمْلَى عَلَيْهِ عَهْدَهُ: §هَذَا مَا عَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ عِنْدَ آخِرِ عَهْدِهِ بِالدُّنْيَا خَارِجًا مِنْهَا، وَأَوَّلِ عَهْدِهِ بِالْآخِرَةِ دَاخِلًا فِيهَا، وَحَتَّى يُؤْمِنَ الْكَافِرُ، وَيَتُوبَ الْفَاجِرُ، إِنِّي اسْتَخْلَفْتُ مِنْ بَعْدِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنْ عَدَلَ فَذَلِكَ رَأْيِي فِيهِ وَظَنِّي، وَإِنْ جَارَ وَبَدَّلَ فَالْحَقَّ أَرَدْتُ، وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ، {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} [هود: 88] , {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227]

كلام أهل البيت في أبي بكر وعمر

§كَلَامُ أَهْلِ الْبَيْتِ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

2453 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَّابٍ، قَالَ: نا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: §أَفْضَلُنَا أَبُو بَكْرٍ

2454 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْرٍ، قَالَ: نا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي نَاسٍ نَتَرَحَّمُ عَلَى عُمَرَ حِينَ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ؛ فَإِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ، فَظَنَنْتُ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا. فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2455 - أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو عُمَرَ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ هِلَالٍ، نا أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ، قَالَ: نا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: وَافَقْنَا مِنْ عَلِيٍّ ذَاتَ يَوْمٍ طِيبَ نَفْسٍ وَمِزَاجٍ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ خَاصَّةً. قَالَ: كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1373]- أَصْحَابِي. فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. قَالَ: §ذَاكَ امْرُؤٌ أَسْمَاهُ اللَّهُ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَلِسَانِ مُحَمَّدٍ، كَانَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى الصَّلَاةِ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا، وَرَضِينَاهُ لِدُنْيَانَا

2456 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: أنا أَبِي قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنَ الشِّيعَةِ يَتَنَاوَلُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيَنْتَقِصَونَهُمَا، فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ يَذْكُرُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا لَهُ أَهْلٌ، وَلَوْلَا أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّكَ تُضْمِرُ لَهُمَا عَلَى مِثْلِ مَا أَعْلَنُوا مَا اجْتَرَءُوا عَلَى ذَلِكَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُضْمِرَ لَهُمَا إِلَّا الَّذِي نَخْتَارُ عَلَيْهِ الْمُضِيَّ، §لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَضْمَرَ لَهُمَا إِلَّا الْحَسَنَ الْجَمِيلَ، أَخَوَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَاهُ وَوَزِيرَاهُ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا. ثُمَّ نَهَضَ دَامِعَ الْعَيْنَيْنِ يَبْكِي قَابِضًا عَلَى يَدِي حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ مُتَمَكِّنًا قَابِضًا عَلَى لِحْيَتِهِ، وَهُوَ يَنْظُرُ فِيهَا، وَهِيَ بَيْضَاءُ حَتَّى اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ، ثُمَّ قَامَ فَتَشَهَّدَ بِخُطْبَةٍ مُوجَزَةٍ بَلِيغَةٍ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَذْكُرُونَ سَيِّدَيْ قُرَيْشٍ وَأَبَوَيِ الْمُسْلِمِينَ مَا أَنَا عَنْهُ مُتَنَزِّهٌ، وَمِمَّا قَالُوهُ بَرِيءٌ، وَعَلَى مَا قَالُوا مُعَاقِبٌ , أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَا يُحِبُّهُمَا إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَلَا يُبْغِضُهُمَا إِلَّا فَاجِرٌ رَدِيءٌ، صَحِبَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ، يَأْمُرَانِ وَيَنْهَيَانِ، وَيُعْفِيَانِ وَيُعَاقِبَانِ، فَمَا يُجَاوِزَانِ فِيمَا يَصْنَعَانِ رَأْيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى كَرَأْيِهِمَا رَأْيًا، وَلَا يُحِبُّ كَحُبِّهِمَا أَحَدًا , مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاضٍ عَنْهُمَا، وَمَضَيَا وَالْمُؤْمِنُونَ عَنْهُمَا رَاضُونَ , أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلَاةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَصَلَّى بِهِمْ تِسْعَةَ أَيَّامٍ -[1374]- فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ، وَاخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، وَلَّاهُ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ، وَفَوَّضُوا إِلَيْهِ الزَّكَاةَ؛ لِأَنَّهُمَا مَقْرُونَتَانِ، ثُمَّ أَعْطَوْهُ الْبَيْعَةَ طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَنَّ لَهُ ذَلِكَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ لِذَلِكَ كَارِهٌ يَوَدُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَّا كَفَاهُ ذَلِكَ، وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ، أَرْحَمَهُ رَحْمَةً، وَأَرْأَفَهُ رَأْفَةً، وَأَكْيَسَهُ وَرَعًا، وَأَقْدَمَهُ سِنًّا وَإِسْلَامًا، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِيكَائِيلَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً، وَبِإِبْرَاهِيمَ عَفْوًا وَوَقَارًا، فَسَارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَضَى عَلَى ذَلِكَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، ثُمَّ وَلِيَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ عُمَرُ، فَاسْتَأْمَرَ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَضِيَ، وَمِنْهُمْ مِنْ كَرِهَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ رَضِيَ، فَلَمْ يُفَارِقْ عُمَرُ الدُّنْيَا حَتَّى رَضِيَ بِهِ مَنْ كَانَ كَرِهَهُ، فَأَقَامَ الْأَمْرَ عَلَى مِنْهَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبِهِ , يَتَّبِعُ آثَارَهُمَا كَمَا يَتَّبِّعُ الْفَصِيلُ أَثَرَ أُمِّهِ، فَكَانَ وَاللَّهِ رَقِيقًا رَحِيمًا بِالضُّعَفَاءِ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَوْنًا، وَنَاصِرًا لِلْمَظْلُومِينَ عَلَى الظَّالِمِينَ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ، وَجَعَلَ الصِّدْقَ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَظُنُّ أَنَّ مَلَكًا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ، أَعَزَّ اللَّهُ بِإِسْلَامِهِ الْإِسْلَامَ، وَجَعَلَ هِجْرَتَهُ لِلدِّينِ قِوَامًا، أَلْقَى لَهُ فِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ الرَّهْبَةَ، وَفِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَحَبَّةَ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِبْرِيلَ فَظًّا غَلِيظًا عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَبِنُوحٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنِيفًا مُغْتَاظًا عَلَى الْكَافِرِينَ، الضَّرَاءُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ آثَرُ عِنْدَهُ مِنَ السَّرَّاءِ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَمَنْ لَكُمْ بِمِثْلِهِمَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَرَزَقَنَا الْمُضِيَّ عَلَى سَبِيلِهِمَا، فَإِنَّهُ لَا يُبْلَغُ مَبْلَغُهُمَا إِلَّا بِاتِّبَاعِ آثَارِهِمَا وَالْحُبِّ لَهُمَا، فَمَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُمَا، وَمَنْ لَمْ يُحِبَّهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي أَمْرِهِمَا لَعَاقَبْتُ عَلَى هَذَا أَشَدَّ الْعُقُوبَةِ، وَلَكِنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ أُعَاقِبَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ، أَلَا فَمَنْ أُتِيتُ بِهِ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِنَّ عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي , أَلَا وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، ثُمَّ -[1375]- اللَّهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ أَيْنَ هُوَ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَيَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ

2457 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: §الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ. حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًى، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً , وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلًا، وأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ , جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا , صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} [الزمر: 33] : مُحَمَّدٌ، {وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] : أَبُو بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ يَخْلُو، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلَافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ , كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْمُنَافِقِينَ، وَكُرْهِ -[1376]- الْحَاسِدِينَ، قُمْتَ بِالْأُمَّةِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلَاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ كَلَامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلًا , كُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلًا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِيرًا حِينَ أَقْبَلُوا , كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَكْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلَا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِيلًا فِي الْأَرْضِ، كَبِيرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلَا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لِأَحَدٍ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ , بَيَانُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِيَتِ النِّيرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الْإِيمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وَثَبَتَ الْإِسْلَامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي -[1377]- السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّيْنِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عِزًّا وَفَيْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا؛ فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى انْقَضَى كَلَامُهُ، ثُمَّ بَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2458 - سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ الْفَرَائِضِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْأَبْهَرِيَّ الْفَقِيهَ يَقُولُ: دَخَلْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ أُمِّ شَيْبَانَ الْقَاضِي لِتَهْنِئَتِهِ فِي بَعْضِ الْأَعْيَادِ، فَدَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ نَافِعٍ لِتَهْنِئَتِهِ، فَتَحَدَّثَ فَقَالَ: اجْتَمَعْتُ مَعَ أَبِي طَاهِرٍ الْعَلَوِيِّ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تُخْرِجَ لِي حَدِيثَ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ , يَعْنِي قَوْلَ عَلِيٍّ فِي أَبِي بَكْرٍ حِينَ مَاتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي، وَقُلْتُ: §رَجُلٌ عَلَوِيٌّ، وَفَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ لَا آمَنُهُ , أَوْ مَعْنَى هَذَا، قَالَ: وَكُنْتُ صَحِبْتُ أَبَا الْفَضْلِ بْنَ عَبْدِ السَّمِيعِ الْهَاشِمِيَّ إِمَامَ سَامَرَّاءَ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ، فَإِذَا أَنَا بِهِ يَدُقُّ عَلَيَّ الْبَابَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ فِي السَّحَرِ، فَفَتَحْتُ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ لِي: مَا الَّذِي أَحْدَثْتَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَحْدَثْتُ أَمْرًا وَلَا مَكْرُوهًا، قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَنَا وَأَنْتَ دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَامِعِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الرُّوَاقِ الَّذِي بَيْنَ الصَّحْنَيْنِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، فَسَلَّمْتُ أَنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ، وَسَلَّمْتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْكَ. . .، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مِمَّنْ لَا يُتَّهَمُ، قَالَ: فَقَالَ لِيَ: إِنَّهُ كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنَّهُ قَدْ ضَجَعَ، قَالَ عَبْدُ الْبَاقِي: فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ مِنِّي وَمِنِ ابْنِ طَاهِرٍ، فَقَالَ لِي: أَخْرِجْهُ وَاحْمِلْهُ إِلَيْهِ هَذَا لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ

قول عبد الله بن جعفر

§قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

2459 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، ثنا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: §وَلِيَنَا أَبُو بَكْرٍ، خَيْرُ خَلِيفَةٍ، أَرْحَمُهُ بِنَا، وَأَحْنَاهُ عَلَيْنَا

قول علي بن الحسين

§قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

2460 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ الضَّرِيرُ وَالْمَعْرُوفُ بِأَبِي الْعَيْنَاءِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ , عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: كَيْفَ كَانَتْ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ§: كَمَنْزِلَتِهِمَا الْيَوْمَ وَهُمَا ضَجِيعَاهُ

2461 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: نا يَحْيَى الْعَتَكِيُّ، قَالَ: قَالَ هَارُونُ الرَّشِيدُ لِمَالِكٍ: كَيْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: §كَقُرْبِ قَبْرِهِمَا مِنْ قَبْرِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. قَالَ: شَفَيْتَنِي يَا مَالِكُ

قول محمد بن علي بن الحسين

§قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

2462 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ -[1379]-: نا أَبُو عَقِيلٍ، يَعْنِي يَحْيَى الْحَذَّاءَ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَرَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ هَلْ ظَلَمَاكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ مِنْ شَيْءٍ أَوْ ذَهَبَا بِهِ؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي أَنْزَلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، مَا ظَلَمَانَا مِنْ حَقِّنَا شَيْئًا. قَالَ: قُلْتُ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، فَأَتَوَلَّاهُمَا؟ قَالَ: وَيْحَكَ تَوَلَّهُمَا، §لَعَنَ اللَّهُ مُغِيرَةَ وَبَيَانًا؛ فَإِنَّهُمَا كَذَبَا عَلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ

2463 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا شَرِيكٌ، قَالَ: وَنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: نا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ: يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ: لَا. ثُمَّ قَالَ: §أَحِبَّهُمَا وَاسْتَغْفِرْ لَهُمَا وَتَوَلَّاهُمَا

قول جعفر بن محمد

§قَوْلُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

2464 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي الْأَزْدِيَّ، قَالَ: نا حَفْصٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §مَا يَسُرُّنِي بِشَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا الْعَمُودُ ذَهَبًا، يَعْنِي سَارِيَةً مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ

2465 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نا سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: §أَبُو بَكْرٍ جَدِّي، فَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ؟ لَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ إِنْ لَمْ -[1380]- أَكُنْ أَتَوَلَّاهُمَا، وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا

2466 - وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا أَبُو النَّضْرِ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَهُوَ مَرِيضٌ فَأُرَاهُ قَالَ مِنْ أَجْلِي: §اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَتَوَلَّاهُمَا , اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي، يَعْنِي خِلَافَ هَذَا، فَلَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

2467 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ غِيَاثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ عَلِيٍّ شَيْئًا إِلَّا وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ، وَلَقَدْ وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ قُلْتُ: مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَدُّهُ مَرَّتَيْنِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ أُمَّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَهِيَ زَوْجَةُ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَأُمُّ أُمِّ فَرْوَةَ هِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَأَبُو بَكْرٍ جَدُّهُ مِنْ وَجْهَيْنِ

قول زيد بن علي في أبي بكر

§قَوْلُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي أَبِي بَكْرٍ

2468 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَضِرِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ -[1381]-: §أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ إِمَامُ الشَّاكِرِينَ , ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]

2469 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ. . . , قَالَ: نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: §الْبَرَاءَةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ

قول عبد الله بن الحسن بن الحسن

§قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ

2470 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً , قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي، قَالَ: نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا أَبُو خَالِدٍ، يَعْنِي الْأَحْمَرَ، قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: §صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا، وَلَا صَلَّى عَلَى مَنْ لَا يُصَلِّي عَلَيْهِمَا

2471 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، قَالَ: §أَدْرَكْتُ الشِّيعَةَ الْأُولَى مَا يُفَضِّلُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَدًا

2472 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ مَوْلَى هَاشِمٍ قَالَ: بَلَغَ عَائِشَةَ أَنَّ أُنَاسًا يَتَنَاوَلُونَ أَبَا بَكْرٍ، فَبَعَثَتْ إِلَى أَزْفَلَةٍ مِنْهُمْ، فَلَمَّا حَضَرُوا سَدَلَتْ أَسْتَارَهَا، ثُمَّ دَنَتْ، فَحَمِدَتِ اللَّهَ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ، وَصَلَّتْ عَلَى نَبِيِّهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَذَلَتْ وَقَرَعَتْ، وَقَالَتْ: أَبِي وَمَا أَبِيهِ أَبِي، وَاللَّهِ لَا -[1382]- تَعْطُوهُ الْأَيْدِي §ذَاكَ طَوْدٌ مُنِيفٌ، وَفَرْعٌ مَدِيدٌ , هَيْهَاتَ كَذَبَتِ الظُّنُونُ، أَنْجَحَ إِذْ كَذَبْتُمْ، وَسَبَقَ إِذْ وَنَيْتُمْ سَبْقَ الْجَوَادِ إِذَا اسْتَوْلَى عَلَى الْأَمَدِ، فَتَى قُرَيْشٍ نَاشِئًا، وَكَهْفُهَا كَهْلًا، يَفُكُّ عَانِيَهَا، وَيَرِيشُ مُمَلَّقَهَا، وَيَرْأَبُ شَعِثَهَا، حَتَّى حَلَّتْهُ قُلُوبَهَا، ثُمَّ اسْتَشْرَى فِي دِينِهِ، فَمَا بَرِحَتْ شَكِيمَتُهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ حَتَّى اتَّخَذَ بِفِنَائِهِ مَسْجِدًا، يُحْيِي فِيهِ مَا أَمَاتَهُ الْمُبْطِلُونَ؛ فَكَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ غَزِيرَ الدَّمْعَةِ، وَقِيدَ الْجَوَارِحِ، شَجِيَّ النَّشِيجِ، فَانْقَصَفَتْ إِلَيْهِ نِسْوَانُ مَكَّةَ وَوِلْدَانُهَا يَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ، {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15] ، فَأَكْبَرَتْ ذَلِكَ رِجَالَاتُ قُرَيْشٍ، فَحَنَتْ لَهُ قِسِيَّهَا، وَفَوَّقَتْ لَهُ سِهَامَهَا، وَامْتَثَلُوهُ غَرَضًا، فَمَا فَلُّوا لَهُ سَيْفًا، وَلَا وَصَفُوا لَهُ قَنَاةً، وَمَرَّ عَلَى سِيسَبَائِهِ، حَتَّى إِذَا ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ، وَأَلْقَى بَرَكَتَهُ، وَأُرْسِيَتْ أَوْتَادُهُ، وَدَخَلَ النَّاسُ فِيهِ أَفْوَاجًا، وَمِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ أَشْتَاتًا وَأَرْسَالًا، اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَبَ الشَّيْطَانُ رِوَاقَهُ، وَمَدَّ طُنُبَهُ، وَنَصَبَ حَبَائِلَهُ، وَأَجْلَبَ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ، فَظَنَّ رِجَالٌ أَنْ قَدْ تَحَقَّقَتْ أَطْمَاعُهُمْ، وَلَاتَ حِينَ يَرْجُونَ , وَأَنَّى وَالصِّدِّيقُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَقَامَ حَاسِرًا مُشَمِّرًا، فَجَمَعَ حَاشِيَتَهُ، فَرَدَّ بَشِيرَ الْإِسْلَامِ عَلَى غُرْبَةٍ، وَلَمَّ شَعَثَهُ بِطَيِّهِ , وَأَقَامَ أَوْدَهُ بِثِقَافِهِ، فَابْدَعَرَ النِّفَاقَ بِوَطْأَتِهِ، وَانْتَاشَ الدِّينَ فَنَعَشَهُ، فَلَمَّا رَاحَ الْحَقُّ عَلَى أَهْلِهِ، وَأَقَرَّ الرُّؤُوسَ عَلَى كَوَاهِلِهَا، وَحَقَنَ الدِّمَاءَ فِي أُهْبِهَا، أَتَتْهُ مَنِيَّتُهُ، فَسَدَّ ثُلْمَتَهُ بِنَظِيرِهِ فِي الرَّحْمَةِ، وَشَقِيقِهِ فِي السِّيرَةِ وَالْمَعْدَلَةِ، ذَاكَ ابْنُ الْخَطَّابِ، لِلَّهِ أُمٌّ حَمَلَتْ بِهِ وَدَرَّتْ عَلَيْهِ، لَقَدْ أَوْحَدَتْ بِهِ، فَفَتَحَ الْكَفَرَةَ وَذَيَّحَهَا، وَشَرَّدَ الشِّرْكَ شَذَرَ مَذَرَ، وَبَعَجَ الْأَرْضَ وَبَخَعَهَا، فَقَاءَتْ أُكُلَهَا، وَلَفِظَتْ خَبِيثَهَا تَرْأَمُهُ، وَيَصْدِفُ عَنْهَا، وَتَصَّدَّى لَهُ وَيَأْبَاهَا، ثُمَّ وَزَّعَ فِيهَا فَيْئَهَا، وَوَدَّعَهَا كَمَا صَحِبَهَا، فَأَرُونِي مَاذَا يَرِثُونَ؟ وَأَيَّ يَوْمَيْ أَبِي تَنْقِمُونَ: يَوْمَ مَقَامِهِ إِذْ عَدَلَ فِيكُمْ، أَوْ يَوْمَ ظَعْنِهِ -[1383]- وَقَدْ نَظَرَ لَكُمْ؟ وَأَسْتَغْفِرُ لِي وَلَكُمْ

2473 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: لَمَّا انْقَضَى الْجَمَلُ قَامَتْ عَائِشَةُ، فَتَكَلَّمَتْ، فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لِي عَلَيْكُمْ حُرْمَةَ الْأُمُومَةِ، وَحَقَّ الْمَوْعِظَةِ، لَا يَهُمُّنِي إِلَّا مَنْ عَصَى رَبَّهُ , §قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَا إِحْدَى نِسَائِهِ فِي الْجَنَّةِ، لَهُ ادَّخَرَنِي رَبِّي، وَخَصَّنِي مِنْ كُلِّ بِضَاعَةٍ، وَالصَّوَابُ: بُضْعٍ، مَيَّزَ بِي مُؤْمِنَكُمْ مِنْ مُنَافِقِكُمْ، وَفِي رُخِّصَ لَكُمْ فِي صَعِيدِ الْأَقْرَاءِ , وَأَبِي رَابِعُ أَرْبَعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَوَّلُ مُسَمًّى صِدِّيقًا، قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ، فَتَطَوَّقَهُ. . . وَاهِقُ الْإِمَامَةِ، ثُمَّ اضْطَرَبَ حَبْلُ الدِّينِ، فَأَخَذَ بِطَرَفَيْهِ، وَرَبَقَ لَكُمْ أَسْلَمَهُ، فَوَقَذَ النِّفَاقَ، وَأَغَاضَ نَبْعَ الرِّدَّةِ، وَأَطَفْأَ مَا خَبَّأَتْ يَهُودُ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ جُحْظٌ تَنْتَظُرُونَ الْغَدْوَةَ، وَتَسْتَمِعُونَ الصَّيْحَةَ، فَرَأَبَ الثَّأْيَ، وَأَوْذَمَ الْعَطِلَةَ، وَامْتَاحَ مِنَ الْمِهْوَاةِ، وَاجْتَهَدَ دَفْنَ الرِّوَاءِ، فَقُبِضَ وَاللَّهِ أَطْفَأَ عَلَى هَامَةِ. . النِّفَاقِ، مُذْكِيًا نَارَ الْحَرْبِ لِلْمُشْرِكِينَ، يَقْظَانَ فِي نُصْرَةِ الْإِسْلَامِ، صَفُوحًا عَنِ الْجَاهِلِينَ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

§سِيَاقِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

2474 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَاجِشُونِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي §رَأَيْتُ أَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ قَصْرًا أَبْيَضَ بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قِيلَ: لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ؛ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ يَا عُمَرُ ". فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ عَلَيْكَ أَغَارُ؟ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ

2475 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ عَنْ. ح، 2476 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُعْتَمِرٌ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَدْخُلَهُ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِلَّا مَا أَعْلَمُ مِنْ غَيْرَتِكَ ". قَالَ: وَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ -[1385]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ

2477 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ §رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَعَلَيْكَ أَغَارُ؟ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2478 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، كُلُّهُمْ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ -[1386]- قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ " وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ

2479 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا جَدِّي، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، وَثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، أَوْ قَالَ: §وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، قُلْتُ: لَوِ اتَّخَذْنَا، أَوْ لَوِ اتَّخَذْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَقْرَيْتُهُنَّ فَقُلْتُ: تَكْفُفْنَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْكُنَّ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْنَ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ؟ فَأَمْسَكْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] وَهَذَا لَفْظُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2480 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، نا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي نَزَعْتُ عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ -[1387]- نَزَعَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ مِنْهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ وَلْيَغْفِرْهُ اللَّهُ، فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، §فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا نَزَعَ نَزْعَهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2481 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ. ح 2482 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نا وَهْبٌ، وَثَنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْرَفِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ، جَمِيعًا عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عَلَى بِئْرٍ وَأَرَى جَمِيعَ النَّاسِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِيهِ ضَعْفٌ وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ بِيَدِهِ غَرْبًا، §فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ الرِّجَالِ يَفْرِي فَرْيَهُ، حَتَّى ضَرَبَ -[1388]- النَّاسُ بِأَعْطَانِهِمْ» اللَّفْظُ لِحَدِيثِ أَبِي عَاصِمٍ، وَفِي حَدِيثِ جَعْفَرٍ: «بِعَطَنٍ»

2483 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا أَبُو حَامِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: نا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، ثُمَّ جِئْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَنَزَعْتَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَإِنَّكَ لَضَعِيفٌ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، ثُمَّ نَزَعَ مِنْهَا حَتَّى اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ» . فَعَبَّرَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: إِلَيَّ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ، وَيَلِيهِ عُمَرُ. قَالَ: «وَكَذَلِكَ عَبَّرَهَا الْمَلَكُ»

2484 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسٍ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1389]-: «§عُمَرُ مَعِي، وَأَنَا مَعَ عُمَرَ، وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ»

2485 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«جُعِلَ الْحَقُّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِهِ»

2486 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«قَدْ كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ فَهُوَ عُمَرُ»

2487 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ مُوسَى الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنْ كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وَإِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ، فَهُوَ عُمَرُ» 2488 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا الْحُمَيْدِيُّ، أنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، مِثْلَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: «الْمُحَدَّثُ أَعْلَمُهُمْ بِالصَّوَابِ الَّذِي يُلْقَى عَلَى فِيهِ»

2489 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، أنا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ»

2490 - وأنا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ -[1392]- الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، وَهِشَامِ بْنِ الْغَازِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ»

2491 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مَهْدِيٍّ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عُمَرَ، وَعَنْ مِشْرَحِ بْنِ عَاهَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ»

2492 - وأنا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَوْفَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ: §«أَنْتَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

2493 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: §«أَيُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ؟» قَالَتْ: «أَبُو بَكْرٍ» . قُلْتُ: «فَمَنْ بَعْدَهُ؟» قَالَتْ: «عُمَرُ» . قُلْتُ: «فَمَنْ بَعْدَ عُمَرَ؟» قَالَتْ: «أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»

2494 - أنا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: §«أَيُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ؟» قَالَتْ: «أَبُو بَكْرٍ» . قُلْتُ: «فَمَنْ بَعْدَهُ؟» قَالَتْ: «عُمَرُ» . قُلْتُ: «فَمَنْ بَعْدَهُ؟» قَالَتْ: «أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» . قُلْتُ: «فَمَنِ الرَّابِعُ؟» فَسَكَتَتْ 2495 - قَالَ ابْنُ مَنِيعٍ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ: " كَانَ أَبُو أُسَامَةَ يَذْهَبُ إِلَى هَذَا

2496 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى فِي غَنَمِهِ عَدَى عَلَيْهِ الذِّئْبُ، فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً -[1394]-، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ، فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ؟ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي، وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ، فَقَالَتْ: أَنَا لَمُ أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُومِنُ بِذَلِكَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2497 - نا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَلُّوَيْهِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَبِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " §بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً، فَأَرَادَ أَنْ يَرْكَبَهَا، فَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحِرَاثَةِ ". قَالَ: فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنِّي آمَنْتُ بِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ» . وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " بَيْنَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ جَاءَ ذِئْبٌ فَذَهَبَ بِشَاةٍ، فَطَلَبَهُ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ لَفِظَهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الذِّئْبُ، قَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَا يَكُونُ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي ". قَالَ: فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنِّي آمَنْتُ بِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ» . وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو -[1395]- بَكْرٍ، وَلَا وَعُمَرُ

2498 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ ح 2499 - وأنا عَبْدُ اللَّهِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ»

2500 - قَالَ أَبُو حَامِدٍ: وثنا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً أُخْرَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَلَمْ يَذْكُرْ زَائِدَةَ فِي حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ: «§اقْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ»

2501 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا الْعَلَاءُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ وَيُكْنَى بِأَبِي سَهْلِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا مَسْرُوقُ بْنُ الضَّحَّاكِ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ فَتًى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ انْصَرَفَ: " سَمِعْتُكَ تَخْطُبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجُمُعَةِ، تَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَصْلِحْنَا بِمَا أَصْلَحْتَ بِهِ الْخُلَفَاءَ الرَّاشِدِينَ» ، فَمَنْ هُمْ؟ " قَالَ: فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، يَعْنِي ثُمَّ انْهَمَلَتْ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «§أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، إِمَامَا الْهُدَى، وَشَيْخَا الْإِسْلَامِ، وَالْمُقْتَدَى بِهِمَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَنِ اتَّبَعَهُمَا هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَمَنِ اقْتَدَى بِهِمَا رَشَدَ، وَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِمَا فَهُوَ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ، وَحِزْبُ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»

2502 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، نا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، عَنْ يَمِينِهِ رَجُلٌ وَعَنْ يَسَارِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: " §إِنْ كُنْتَ وُلِّيتَ فَاقْتَدِ بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ "

2503 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ -[1397]-، قَالَ: نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا»

2504 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§نِعْمَ الرَّجُلُ لَكُمْ أَبُو بَكْرٍ، وَنِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ»

2505 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: أنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، ح 2506 - وأنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ مُبَشِّرُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَفِيهِ الْمُهَاجِرُونِ وَالْأَنْصَارُ، §مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنْ حَبْوَتِهِ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَإِنَّهُ يَتَبَسَّمُ إِلَيْهِمَا، وَيَتَبَسَّمَانِ إِلَيْهِ»

2507 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا أَبُو يَعْلَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، قَالَ: نا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ هَذَا الدِّينِ كَمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ»

2508 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: نا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: نا مِسْعَرٌ ح -[1399]- 2509 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَلِأَبِي بَكْرٍ: «§مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ، مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ أَوْ يَكُونُ فِي الصَّفِّ» 2510 - أنا أَحْمَدُ، أنا عَلِيٌّ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ: «قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ» ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ

2511 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ الْخَزَّارُ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ آخِذًا بِأَيْدِيهِمَا، قَالَ: §«هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

2512 - أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ أَنَا، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ آتِي الْبَقِيعَ فَتَنْشَقُّ عَنْهُمْ، ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ فَتَنْشَقُّ عَنْهُمْ، فَأُبْعَثُ بَيْنَهُمَا»

2513 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: نا رَبَاحٌ وَهُوَ ابْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: " §أَلَا أُخْبِرُكُمَا بِمَثَلِكُمَا فِي الْمَلَائِكَةِ، وَمَثَلِكُمَا فِي الْأَنْبِيَاءِ؟ أَمَّا مَثَلُكَ أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَلَائِكَةِ كَمَثَلِ مِيكَائِيلَ يَتَنَزَّلُ بِالرَّحْمَةِ، وَمَثَلُكَ أَيْضًا فِي الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ إِذْ كَذَّبَهُ قَوْمُهُ وَصَنَعُوا بِهِ مَا صَنَعُوا، قَالَ: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] ، وَمَثَلُكَ يَا عُمَرُ فِي الْمَلَائِكَةِ مَثَلُ جِبْرِيلَ يَتَنَزَّلُ بِالْبَأْسِ وَالشِّدَّةِ وَالنِّقْمَةِ عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ، وَفِي الْأَنْبِيَاءِ مَثَلُ نُوحٍ إِذْ قَالَ: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] "

2514 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ فَوْقَهُمْ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ، كَمَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى النَّجْمِ طَالِعًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا» 2515 - أنا عَلِيٌّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَرَفَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ فِي قَوْلِهِ «وَأَنْعَمَا» قَالَ: «وَأَرْفَعَا» 2516 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبَشٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا أَبُو زُهَيْرٍ، وَالصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ وَمَعْنَاهُ

2517 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ ح 2518 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: نا -[1402]- الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، قَالَ: نا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: قُلْتُ لِأَبِي: «يَا أَبَتَاهُ، §أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ» . قَالَ: «ثُمَّ مَنْ؟» قَالَ: «عُمَرُ» . قَالَ: " فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ: ثُمَّ مَنْ؟ فَيَقُولَ: عُثْمَانُ ". قَالَ: فَقُلْتُ: «فَأَنْتَ يَا أَبَتَاهُ؟» قَالَ: «أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2519 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: أنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُسْتَانٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَرَعُوا الْبَابَ، فَقَالَ: «§قُمْ فَافْتَحْ لَهُمَا، وَبَشِّرْهُمَا بِالْجَنَّةِ» . غَيْرَ أَنَّهُ خَصَّ عُثْمَانَ بِشَيْءٍ دُونَ صَاحِبَيْهِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2520 - أنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «§مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُمَرَ» . ثُمَّ قَالَ: «كَيْفَ قُلْتُ» ؟ فَقُلْنَا لَهُ، فَقَالَ: «أَعَزُّ وَالْوَلَدُ. . . . . .»

سياق ما روي في ترتيب خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما استخلفه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عِنْدَمَا اسْتَخْلَفَهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

2521 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا شَبَابَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §كَتَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَهْدَ الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ لَا يُسَمِّيَ أَحَدًا، وَتَرَكَ اسْمَ الرَّجُلِ، فَأُغْمِيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ إِغْمَاءَةً، فَأَخَذَ عُثْمَانُ الْعَهْدَ فَكَتَبَ فِيهِ اسْمَ عُمَرَ. قَالَ: فَأَفَاقَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: «أَرِنَا الْعَهْدَ» ، فَإِذَا فِيهِ اسْمُ عُمَرَ، فَقَالَ: «مَنْ كَتَبَ هَذَا؟» فَقَالَ عُثْمَانُ: «أَنَا» . فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ وَجَزَاكَ خَيْرًا، فَوَاللَّهِ لَوْ كَتَبْتَ نَفْسَكَ لَكُنْتَ لِذَلِكَ أَهْلًا»

2522 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قُدَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: " §لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرِ الصِّدِّيقَ الْوَفَاةُ دَعَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَأَمْلَى عَلَيْهِ عَهْدَهُ، فَأُغْمِيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَبْلَ أَنْ يُسَمِّيَ أَحَدًا، فَكَتَبَ عُثْمَانُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَأَفَاقَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ: «كَتَبْتَ أَحَدًا؟» قَالَ: «ظَنَنْتُكَ لِمَا بِكَ وَخَشِيتُ الْفُرْقَةَ، فَكَتَبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» . فَقَالَ: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ، لَوْ كَتَبْتَ نَفْسَكَ لَكُنْتَ لَهَا أَهْلًا» . فَدَخَلَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: " أَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي إِلَيْكَ، يَقُولُونَ: «قَدْ عَلِمْتَ غِلْظَةَ عُمَرَ عَلَيْنَا فِي حَيَاتِكَ، فَكَيْفَ بَعْدَ وَفَاتِكَ إِذَا أَفَضْتَ إِلَيْهِ أُمُورَنَا؟ وَاللَّهُ -[1404]- سَائِلُكَ عَنْهُ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ قَائِلٌ لَهُ» . فَقَالَ: " أَجْلِسُونِي، أَبِاللَّهِ تُخَوِّفُونَنِي؟ قَدْ خَابَ امْرُؤٌ وَظَنَّ مِنْ أَمْرِكُمْ وَهْمًا، إِذَا سَأَلَنِي اللَّهُ قُلْتُ: «اسْتَخْلَفْتُ عَلَى أَهْلِكَ خَيْرَهُمْ لَهُمْ، فَأَبْلِغْهُمْ هَذَا عَنِّي»

2523 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَجْلِسُ إِلَيْهِ يُحَرِّكُ يَدَهُ وَمَعَهُ شَدِيدٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «اسْمَعُوا لِقَوْلِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ» يَقُولُ لَكُمْ: §«وَاللَّهِ مَا أَلَوْتُكُمْ خَيْرًا» . وَمَعَ شَدِيدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ بِاسْتِخْلَافِ عُمَرَ

2524 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا زُهَيْرٌ ح 2525 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: " §أَفْرَسُ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: الْعَزِيزُ الَّذِي تَفَرَّسَ فِي يُوسُفَ، وَالْمَرْأَةُ الَّتِي تَفَرَّسَتْ فِي مُوسَى، فَقَالَتْ: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ، وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ "

2526 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ -[1405]- وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ تُؤْنِسُونَ مِنِّي شِدَّةً وَغِلْظَةً، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُنْتُ عَبْدَهُ وَخَادِمَهُ، وَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} ، فَكُنْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ إِلَّا أَنْ يَغْمِدَنِي أَوْ يَنْهَانِي عَنْ أَمْرٍ فَأَكُفَّ، وَإِلَّا أَقْدَمْتُ عَلَى النَّاسِ لِمَكَانِ لِينِهِ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ §حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرًا، وَأَنَا بِهِ أَسْعَدُ، ثُمَّ قُمْتُ ذَلِكَ الْمَقَامَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ، وَكَانَ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ فِي كَرَمِهِ وَدَعَتِهِ وَلِينِهِ، فَكُنْتُ خَادِمَهُ، وَكُنْتُ كَالسَّيْفِ الْمَسْلُولِ بَيْنَ يَدَيْهِ أَخْلِطُ شِدَّتِي بِلِينِهِ، إِلَّا أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَيَّ فَأَكُفَّ وَإِلَّا أَقْدَمْتُ، فَلَمْ أَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ كَثِيرًا، وَأَنَا بِهِ أَسْعَدُ، ثُمَّ صَارَ أَمْرُكُمُ الْيَوْمَ إِلَيَّ، وَأَنَا أَعْلَمُ، فَسَيَقُولُ قَائِلٌ: كَانَ لَيَشْتَدُّ عَلَيْنَا وَالْأَمْرُ إِلَى غَيْرِهِ، فَكَيْفَ إِذَا صَارَ إِلَيْهِ؟ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَا تَسْأَلُونَ عَنِّي أَحَدًا، قَدْ عَرَفْتُمُونِي وَجَرَّبْتُمُونِي، وَعَرَفْتُ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَرَفْتُ، وَمَا أَصْبَحْتُ نَادِمًا عَلَى شَيْءٍ أَكُونُ أُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ إِلَّا وَسَأَلْتُهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِدَّتِي الَّتِي كُنْتُمْ تَرَوْنَ قَدِ ازْدَادَتْ أَضْعَافًا إِذْ صَارَ الْأَمْرُ إِلَيَّ عَلَى الظَّالِمِ وَالْمُتَعَدِّي، وَالْأَخْذِ لِلْمُسْلِمِينَ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ قَوِيِّهِمْ، وَإِنِّي بَعْدَ شِدَّتِي تِلْكَ وَاضِعٌ خَدِّي بِالْأَرْضِ لِأَهْلِ الْعَفَافِ وَالْكَفِّ مِنْكُمْ وَالتَّسْلِيمِ، وَإِنِّي لَا آبَى إِنْ كَانَ مِنِّي وَمِنْ أَحَدٍ -[1406]- مِنْكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَحْكَامِكُمْ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ إِلَى مَنْ أَحْبَبْتُمْ مِنْكُمْ، فَلْيَنْظُرْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَأَعِينُونِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ بِكَفِّهَا عَنِّي، وَأَعِينُونِي عَلَى نَفْسِي بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَإِحْضَارِي النَّصِيحَةَ فِيمَا وَلَّانِي اللَّهُ مِنْ أَمْرِكُمْ ". ثُمَّ نَزَلَ. قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: " فَوَاللَّهِ لَقَدْ وَفَّى بِمَا قَالَ، وَزَادَ: فِي مَوْضِعِ الشِّدَّةِ عَلَى أَهْلِ الرَّيْبِ وَالظُّلْمِ، وَالرِّفْقِ بِأَهْلِ الْحَقِّ مَنْ كَانُوا "

2527 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا خَطَبَ فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي الْإِمَارَةِ عَهْدًا، وَلَكِنَّهُ رَأَى رَأْيَنَا، فَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَامَ وَاسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينَ بِجِرَانِهِ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَامَ وَاسْتَقَامَ، حَتَّى ضَرَبَ الدِّينَ بِجِرَانِهِ، ثُمَّ إِنَّ قَوْمًا طَلَبُوا الدُّنْيَا، يَغْفِرُ الله عَنْ مَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ

2528 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ وَكَانَ سَيِّدَ النَّاسِ اسْتَعْمَلَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الْكُوفَةِ زَمَنَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: «§أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ عُمَرُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِهَا بَعْدَ عُمَرَ؟» ثُمَّ سَكَتَ

2529 - وأنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ ح 2530 - وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنْ سِنَانٍ، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو بَكْرٍ، أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ مِنْ كَوَّةٍ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي قَدْ عَهِدْتُ، أَفَتَرْضَوْنَ؟» قَالَ النَّاسُ: «قَدْ رَضِينَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . فَقَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: «لَا نَرْضَى إِلَّا أَنْ يَكُونَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ»

2531 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ح 2532 - وأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَا: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: «§مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» قَالَ: «يَا بُنَيَّ، وَمَا تَعْلَمُ؟» قُلْتُ: «لَا» . قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ» . قُلْتُ: «ثُمَّ مَنْ؟» قَالَ: «يَا بُنَيَّ، أَوَمَا تَعْلَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: «لَا» . قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ» . قَالَ: " ثُمَّ بَدَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، ثُمَّ أَنْتَ الثَّالِثُ؟ " قَالَ: فَقَالَ لِي: «يَا بُنَيَّ، أَبُوكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَهُ مَا لَهُمْ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْهِمْ»

2533 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا -[1408]- جُنَيْدُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ، قَالَ: نا خَازِمُ بْنُ أَبِي جَبَلَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: «§خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ»

2534 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ بِإِسْنَادٍ يُسْنِدُهُ، قَالَ: مَا كَانَ أُسْنِدَ إِلَيَّ غَيْرُهُ، قَالَ: " §مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَّا حُجَّةً عَلَى النَّاسِ؛ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: «مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ بِمِثْلِ عَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ؟» فَيُقَالُ: «أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ، فَكَانَا حُجَّةً عَلَى النَّاسِ "

2535 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَكْرِيُّ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، قَالَ: نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: نا سَلَمَةُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ حَسَّانَ قَالَ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: [البحر المنسرح] §ثَلَاثَةٌ بَرَزُوا بِفَضْلِهِمُ ... نَضَّرَهُمْ رَبُّهُمْ إِذَا نُشِرُوا فَلَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ لَهُ بَصَرٌ ... يُنْكِرُ تَفْضِيلَهُمْ إِذَا ذُكِرُوا عَاشُوا بِلَا فُرْقَةٍ ثَلَاثَتُهُمْ ... وَاجْتَمَعُوا فِي الْمَمَاتِ إِذْ قُبِرُوا

2536 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: نا -[1409]- سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، قَالَ: [البحر الكامل] §أَنَّى تُعَاتِبُ لَا أَبَا لَكَ عُصْبَةً ... عَلَقُوا الْفِرَى، وَبَرِئُوا مِنَ الصِّدِّيقِ وَبَرِئُوا سِفَاهًا مِنْ وَزِيرِ نَبِيِّهِمْ ... تَبًّا لِمَنْ يَبْرَأُ مِنَ الْفَارُوقِ إِنِّي عَلَى رَغْمِ الْعُدَاةِ لَقَائِلٌ ... دَائِنٌ بِدِينِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ

2537 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبُو عَمْرٍو الْحَارِثُ بْنُ -[1410]- مِسْكِينٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ "، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَعَثَ جَيْشًا أَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يُدْعَى سَارِيَةَ. قَالَ: فَبَيْنَا عُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمًا، قَالَ: فَجَعَلَ يَصِيحُ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «§يَا سَارِيَ الْجَبَلَ، يَا سَارِيَ الْجَبَلَ» . قَالَ: فَقَدِمَ رَسُولُ الْجَيْشِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقِينَا عَدُوَّنَا فَهَزَمْنَاهُمْ، فَإِذَا بِصَائِحٍ يَصِيحُ: «يَا سَارِيَ الْجَبَلَ، يَا سَارِيَ الْجَبَلَ» ، فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا بِالْجَبَلِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ ". فَقِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «إِنَّكَ كُنْتَ تَصِيحُ بِذَلِكَ» قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: وَحَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ بِذَلِكَ

2538 - وأنا الْحَسَنُ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَرَجِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: نا أَبُو تَوْبَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ جُمُعَةٍ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي خُطْبَتِهِ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «§يَا سَارِيَ الْجَبَلَ، يَا سَارِيَ الْجَبَلَ» ، ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ، فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ مِنْهُ، فَلَمَّا نَزَلَ وَصَلَّى، قِيلَ لَهُ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنَّا نَعْرِفُهُ» قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قِيلَ -[1411]-: «قُلْتَ كَذَا وَكَذَا» ، وَذَكَرُوا مَا نَادَى بِهِ، فَقَالَ: «مَا كَانَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا» ، فَقَالُوا: «بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ» . قَالَ: «فَأَثْبِتُوا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ، ثُمَّ انْظُرُوا» . وَكَانَ بَعَثَ سَارِيَةَ فِي بَعْثٍ فَظَفِرَ بِالْعَدُوِّ، فَحِيزَ إِلَى الْجَبَلِ، وَقَالَ سَارِيَةُ لَمَّا انْصَرَفَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ نُقَاتِلُ الْعَدُوَّ، وَسَمِعْنَا صَوْتًا لَا نَدْرِي مَا هُوَ: يَا سَارِيَ الْجَبَلَ ثَلَاثًا، فَدَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنَّا بِهِ «، فَنَظَرُوا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ فَإِذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قَالَ فِيهِ عُمَرُ مَا قَالَ»

2539 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ ح 2540 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ بِهِ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: " خَطَبَ عُمَرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي §رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ، وَإِنِّي لَا أُرَاهُ إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَالْخِلَافَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ» قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ يُسَمِّي هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ: " عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُضَيِّعْ خِلَافَتَهُ، وَالَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ. فِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ هِشَامٍ: وَإِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قَوْمًا أُولَئِكَ لَنْ يَسْتَطِيعُوا فِي هَذَا الْأَمْرِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى حَدِيثِ أَبِي قَطَنٍ، وَأَنَا ضَرَبْتُهُمْ بِيَدِي عَلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْكَفَرَةُ الضُّلَّالُ ". ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَقْطَارِ أَنِّي إِنَّمَا -[1412]- بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ، وَيَقْسِمُوا فَيْأَهُمْ، وَيُرْجِعُوا إِلَيَّ مَا شَكَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ أُمُورِهِمْ

2541 - أنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نا حُصَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَهُوَ يَقُولُ: §«تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ؟» فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «لَوْ شِئْتُ لَأَضْعَفْتُ الْأَرْضَ» . قَالَ عُثْمَانُ: «حَمَّلْتُ أَرْضِي أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ» . فَقَالَ عُمَرُ: «انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ» . ثُمَّ قَالَ: «لَإِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا» . قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ فَقَالَ: «اسْتَوُوا» . فَإِذَا اسْتَوُوا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ فِي مَكَانِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «قَتَلَنِي الْكَلْبُ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ» ، فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ. قَالَ: وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، وَكَانَ الْعِلْجُ فِي يَدَيْهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ، لَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى أَصَابَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لِيَأْخُذَهُ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ يَأْخُذُهُ نَحَرَ نَفْسَهُ، فَصَلَّوُا الْفَجْرَ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وَهُمْ -[1413]- يَقُولُونَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ» ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: «مَنْ قَاتِلِي؟» فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: «غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ» ، وَكَانَ نَجَّارًا، فَقَالَ عُمَرُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِرَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ، قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ مَعْرُوفًا» . ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: «لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ» . وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَاهُمْ» . فَقَالَ: «بَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِكُمْ، وَصَلَّوْا بِصَلَاتِكُمْ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ» . فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: «لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ» . فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ أَحْمَرَ، وَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ احْسِبْهُ» . فَحَسَبَهُ فَإِذَا هُوَ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا، فَقَالَ: " إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَسَلْ قُرَيْشًا، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَأَدِّهَا عَنِّي، ثُمَّ ائْتِ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَسَلِّمْ وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ وَلَا تَقُلْ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَسْتُ الْيَوْمَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ". فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَسَلَّمَ وَقَالَ: «اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ» . فَقَالَتْ: «كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّهُ عَلَى نَفْسِي» . فَلَمَّا جَاءَ قَالُوا: «هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ» ، قَالَ: «ارْفَعَانِي» ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا لَدَيْكَ؟» قَالَ: «قَدْ أُذِنَ» . قَالَ: «مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ اسْتَأْذِنْ، فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلْنِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ» . فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُمِلَ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ: «اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» ، فَأَذِنَتْ لَهُ حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ رَسُولِهِ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا لَهُ -[1414]- حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ: «لَا أَحَدَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، أَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي» . فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، «فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا وَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ، فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ» . وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ، فَلَمَّا خَلَوْا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْكُمْ» . فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ، وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ، وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَائْتَمَرَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلْآخَرِينَ: «أَيُّكُمَا يَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرِ إِلَيَّ عَلَى أَلَّا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَكُمْ؟» فَسَكَتَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «أَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، أَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا، فَوَاللَّهِ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَهُمْ» . فَقَالَا: «نَعَمْ» . فَخَلَا بِعَلِيٍّ، فَقَالَ: «إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقِدَمِ وَلِلَّهِ عَلَيْكَ لَإِنِ اسْتَخْلَفْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَإِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَتُطِيعَنَّ؟» ثُمَّ خَلَى بِعُثْمَانَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ» ، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ بَايَعَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ بَايَعَهُ النَّاسُ. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أُوصِي الْخَلِيفَةَ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ، وَبِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْلَمَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا، فَهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ، فَإِنَّهُمْ -[1415]- أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ، فَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفَّى بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ بِطُولِهِ

2542 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَ مَاتَ عُمَرُ: §«مَا مِنْ بَيْنِ أَهْلِ بَيْتٍ حَاضِرٍ وَلَا بَادٍ إِلَّا وَقَدْ دَخَلَهُ مِنْ مَوْتِ عُمَرَ نَقْصٌ»

2543 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: " أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ قَدِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: «اقْرَأْ» ، فَقَرَأَ، فَقَالَ: «مَنْ أَقْرَأَكَ؟» ، قَالَ: «أَبُو حَكِيمٍ» . . .، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ: «اقْرَأْ» ، فَقَالَ: «مَنْ أَقْرَأَكَ؟» ، قَالَ: «أَقْرَأَنِي عُمَرُ» . قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: «اقْرَأْ كَمَا أَقْرَأَكَ عُمَرُ» . ثُمَّ بَكَى، حَتَّى رَأَيْتُ دَمْعَهُ يَقْطُرُ عَلَى الْحَصَى، ثُمَّ قَالَ: §«إِنَّ عُمَرَ كَانَ حِصْنًا حَصِينًا عَلَى الْإِسْلَامِ يَدْخُلُ النَّاسُ فِيهِ وَلَا يَخْرُجُونَ -[1416]- مِنْهُ، فَأَصْبَحَ الْحِصْنُ قَدِ انْثَلَمَ، فَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ مِنْهُ وَلَا يَدْخُلُونَ فِيهِ»

2544 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَيْلَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَزَّازُ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى رَجُلَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ قَدِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ أَحَدُهُمَا: «أَقْرَأَنِيهَا عُمَرُ» ، وَقَالَ الْآخَرُ: «أَقْرَأَنِيهَا أُبَيٌّ» ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «اقْرَأْ كَمَا أَقْرَأَكَهَا عُمَرُ» ، ثُمَّ هَمَلَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى بَلَّ الْحَصَى وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: §«إِنَّ عُمَرَ كَانَ حَائِطًا كَنِيفًا يَدْخُلُهُ الْمُسْلِمُونَ وَلَا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَاتَ عُمَرُ فَانْسَلَمَ الحَائِطُ فَهُمْ يَخْرُجُونَ وَلَا يَدْخُلُونَ، وَلَوْ أَنَّ كَلْبًا أَحَبَّ عُمَرَ لَأَحْبَبْتُهُ، وَمَا أَحْبَبْتُ أَحَدًا حُبِّي لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، بَعْدَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُبِّي لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ»

2545 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الصَّقْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §بَكَتِ الْجِنُّ عَلَى عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ بِثَلَاثٍ: [البحر الطويل] أَبْعَدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَصْبَحَتْ ... لَهُ الْأَرْضُ تَهْتَزُّ الْحَصَاةُ بِأَسْوُقِ جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ -[1417]- فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لِيُدْرِكَ مَا لَبَّدْتَ بِالْأَمْرِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ ... بِكَفَّيْ سَبَنْتَى أَخْضَرِ الْعَيْنِ أَزْرَقِ

2546 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ، ثنا عُبَيْدٌ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: نا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَمِيلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ سَمِعُوا: [البحر الطويل] §عَلَيْكَ سَلَامٌ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ... لِيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ فِي الْخَيْرِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِجَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَتْ عَائِشَةُ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ، قَالَتْ: فُتِقَتْ بَعْدَهُ

فضائل ابن عمر

§فَضَائِلُ ابْنِ عُمَرَ

2547 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ، ثنا عُبَيْدٌ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أنا أَبُو النَّضْرِ الْمِنْهَالُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا §أَلْزَمَ لِلْأَمْرِ الْأَوَّلِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

سياق ما روي في ترتيب خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

2548 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءٍ ابْنُ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، قَالَ: ثنا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ " أَنَّ الرَّهْطَ الَّذِي وَلَّاهُمْ عُمَرُ اجْتَمَعُوا فَتَشَاوَرُوا، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: «لَسْتُ بِالَّذِي أُنَافِسُكُمْ هَذَا الْأَمْرَ، وَلَكِنَّكُمْ إِنْ شِئْتُمْ أَجَزْتُ لَكُمْ» . فَجَعَلُوا ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَلَمَّا وَلَّوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَمْرَهُمُ انْثَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَمَالُوا عَلَيْهِ حَتَّى مَا أَرَى أَحَدًا فِي الْأَرْضِ مِنَ النَّاسِ يَتْبَعُ أَحَدًا مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ -[1420]-، وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ، فَمَالَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُشَاوِرُونَهُ وَيُنَاجُونَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَصْبَحْنَا فِيهَا، فَبَايَعْنَا عُثْمَانَ، قَالَ الْمِسْوَرُ: طَرَقَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَ هَجْعٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَضَرَبَ الْبَابَ، فَاسْتَيْقَظْتُ، فَقَالَ: «لَا أُرَاكَ نَائِمًا، فَوَاللَّهِ مَا اكْتَحَلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِكَبِيرِ نَوْمٍ فَادْعُ الزُّبَيْرَ» ، فَدَعَوْتُهُ، فَنَاجَاهُ حَتَّى إِبْهَارِ اللَّيْلِ، ثُمَّ قَامَ مِنْ عِنْدِهِ عَلَى طَمَعٍ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُخْفِي مِنْ عَلِيٍّ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُ عُثْمَانَ» ، فَنَاجَاهُ طَوِيلًا، حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمُ الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّاسُ الصُّبْحَ جَمَعَ أُولَئِكَ الرَّهْطَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَأَرْسَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى مَنْ كَانَ خَلْفَنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَأَرْسَلَ إِلَى الْأُمَرَاءِ، وَكَانَ قَدْ وَافَوْا تِلْكَ الْحَجَّةَ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَشَهَّدَ فَقَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنِّي قَدْ نَظَرْتُ فِي أَمْرِ النَّاسِ، فَلَمْ أَرَهُمْ يَعْدِلُونَ بِعُثْمَانَ، فَلَا تَجْعَلَنَّ عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا» ، وَأَخَذَ بِيَدِ عُثْمَانَ، وَقَالَ: «عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخَلِيفَتَيْنِ مِنْ بَعْدِهِ» ، فَبَايَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ وَالْمُسْلِمِينَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءٍ

2549 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّايِغُ، قَالَ: نا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: نا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شُرَيْحٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأَمْرِ الشُّورَى؛ لِأَنِّي كُنْتُ رَسُولَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[1421]- بْنِ عَوْفٍ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الثَّالِثَةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي دَارِ الْقَضَاءِ، قَدْ جَاءَتِ الْأَنْصَارُ مِنْ دُورِهَا، فَالْمَسْجِدُ. . . يَنْظُرُونَ مَا كَانَ فِي صَبَاحِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَكَلَّمَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا كَانَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ» . قَالَ: " إِنَّكَ يَا سَعْدُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ: ابْنُ عَمِّهِ خَلِيفَةٌ، وَإِنَّكَ يَا مِسْوَرُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ: خَالُهُ خَلِيفَةٌ، وَاللَّهِ لَأَنْ تُؤْخَذَ مُدْيَةٌ، فَأَشَارَ إِلَى لَبَّتِهِ، فَتُوضَعَ هَاهُنَا، وَمَرَّ بِيَدِهِ إِلَى لَبَّتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا ". فَقَامَ سَعْدٌ إِلَى بَيْتِهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا إِسْحَاقَ، اشْهَدِ الصُّبْحَ، وَالْبَسِ السَّيْفَ» . قَالَ: وَدَعَانِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَى عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فَائْتِنِي بِهِمَا» . قَالَ: وَكَانَ هَوَايَ فِي عَلِيٍّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ مَا فِي نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ؟ قَالَ: «بِأَيِّهِمَا شِئْتَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: آتِيكَ بِهِمَا جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى؟ قَالَ: «لَا بَلْ جَمِيعًا» . قَالَ عَبْدَانُ لِعَلِيٍّ: فَكَانَ هَوَايَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ خَالِي، قَالَ: «أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ إِلَى عُثْمَانَ. قَالَ: «بِأَيِّنَا أَمَرَكَ أَنْ تَبْدَأَ» ؟ قُلْتُ: قَدْ سَأَلْتُهُ، قَالَ: بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، فَبَدَأْتُ بِكَ. فَقَالَ: «جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى؟» . قَالَ: لَا، بَلْ جَمِيعًا. قَالَ: فَقَعَدَ عَلِيٌّ عَلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، وَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكَ» . قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَوَجَدْتُهُ يُوتِرُ فِي بَيْتِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ عُثْمَانُ عَاقِدًا إِزَارَهُ فِي عُنُقِهِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: إِنَّ خَالِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، فَقَالَ: هَلْ أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ، إِلَى عَلِيٍّ، فَسَأَلْتُهُ بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ، فَقَالَ: بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، وَقَدْ بَدَأْتُ بِعَلِيٍّ، وَهُوَ يَنْتَظِرُكَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ حَتَّى جِئْنَا عَلِيًّا، ثُمَّ خَرَجْنَا ثَلَاثَتُنَا حَتَّى جِئْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي مَجْلِسِهِ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يَتَكَلَّفُ الْكَلَامَ وَلَا الْخُطَبَ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهُ خَطَبَ قَبْلَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ: «§إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ، وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا، هَلْ -[1422]- أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ؟» قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ أُبَايِعُكَ عَلَى طَاقَتِي» . قَالَ: فَصَمَتَ شَيْئًا ثُمَّ تَكَلَّمَ مَا دُونَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ: إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا هَلْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى إِنْ وَلَّيْتُكَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ عَلَى طَاقَتِي. ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أُبَايِعُكَ عَلَى إِنْ وَلَّيْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ» . قَالَهَا عُثْمَانُ فِي الثَّالِثَةِ: ثُمَّ كَانَتِ الثَّالِثَةُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: «اسْمَعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» . قَالَ: «فَمَا تَرَى، وَعَسَى أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ خَيْرًا» . قَالَ: " فَأُحِبُّ أَنْ تَقُومَا عَنِّي. قَالَ: مَا شِئْتُمَا أَوْ إِنْ شِئْتُمَا ". فَقَامَا عَنْهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَاعْتَمَّ وَلَبِسَ السَّيْفَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَعِدَ، وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ يُبَايِعُ لِعَلِيٍّ لَمَّا رَأَيْتُ حِرْصَهُ عَلَى عَلِيٍّ. قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ رَقَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ، وَهُوَ حَجْرَةً مِنَ النَّاسِ مَا هُوَ بِقَرِيبٍ، فَقَالَ: «ادْنُ» ، فَبَايَعَهُ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّ خَالِي قَدْ كَانَ أَصَوَبَ رَأْيًا، أُشْكِلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ، فَأَعْطَاهُ أَحَدُهُمَا الْوُثْقَى، وَأَبَى الْآخَرُ

2550 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَامِدٍ الطَّبَرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَخْبَرَهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -[1423]-، أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: «ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَانْظُرْ فِي أُمُورِ النَّاسِ» . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «إِنَّهُ §لَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ إِلَّا لَامَهُ النَّاسُ»

2551 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ الشَّامِيُّ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا ح 2552 - وأنا أَحْمَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: " وَاللَّهِ §مَا بَايَعْتُ لِعُثْمَانَ حَتَّى سَأَلْتُ صِبْيَانَ الْكُتَّابِ، فَقَالُوا: عُثْمَانُ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ "

2553 - وأنا أَحْمَدُ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: " §لَقَدْ شَاوَرْتُ فِي الشُّورَى، حَتَّى شَاوَرْتُ. . . . فَكُلٌّ يَقُولُ: «عُثْمَانُ»

2554 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: §سَمِعْتُ الْحَادِيَ يَحْدُو: إِنَّ الْأَمِيرَ بَعْدَهُ ابْنُ عَفَّانَ

2555 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ، نا -[1424]- حَنْبَلٌ، نا حَجَّاجٌ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا أُمِّرَ عُثْمَانُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: §«لَقَدْ أَمَّرْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ وَلَمْ نَأْلُ»

2556 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا عُثْمَانُ، نا حَنْبَلٌ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ §سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانِيَةَ أَمْيَالٍ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ مَاتَ» ، فَلَمْ يُرَ نَشِيجٌ أَكْثَرَ مِنْ يَوْمَئِذٍ، «ثُمَّ اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَلَمْ نَأْلُ عَنْ خَيْرِنَا ذِي فوقٍ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَبَايَعْنَاهُ، فَبَايِعُوهُ»

2557 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ أَخُو خَطَّابٍ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: «§لَئِنْ قَدَّمْتَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ، لَقَدْ قُلْتَ إِنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَانُوا»

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

2558 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، ح 2559 - وأنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ثُمَّ تَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ: وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَلَمْ تَهَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ فَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ» ؟ فَقَالَ: §«أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» ؟ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ جَمَاعَةٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ

2560 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ صَاحِبِ الْمَقْصُورَةِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنَ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ. فَذَكَرَ: ثُمَّ -[1426]- جَاءَ عُثْمَانُ، فَفَتَحَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ بَعْدَ بَلَاءٍ شَدِيدٍ يُصِيبُهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا لَكَ لَمْ تَصْنَعْ هَذَا حِينَ جِئْنَا، وَصَنَعْتَ حِينَ جَاءَ عُثْمَانُ» ؟ فَقَالَ: §«إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ»

2561 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: «يُشْبِهُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَحِي مِنْهُ»

2562 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ السَّكْسِيُّ بِبَيْتِ لِهْيَا، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: نا عُمَيْرُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُزَوِّجَ كَرِيمَتَيَّ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ»

2563 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: أنا أَبُو سَعِيدٍ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: أنا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ بْنُ الطُّفَيْلِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ عُثْمَانَ " أَنَّهُ خَطَبَ إِلَى عُمَرَ ابْنَتَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا رَاحَ عَلَيْهِ عُمَرُ، قَالَ: «يَا عُمَرُ أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ لَكَ مِنْ عُثْمَانَ، وَأَدُلُّ عُثْمَانَ عَلَى خَيْرٍ لَهُ مِنْكَ؟» قَالَ: «نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ» . قَالَ: «§زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ، وَأُزَوِّجُ ابْنَتِي عُثْمَانَ»

2564 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَشْكُرِيَّةُ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أَرْسَلَتْنِي إِلَيْهَا عَمَّتِي، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَرَيْنَ فِي النَّاسِ أَكْثَرُوا فِي عُثْمَانَ وَشَتَمُوهُ وَلَعَنُوهُ؟ فَقَالَتْ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَهُ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى صَدْرِي، وَجِبْرِيلُ يُوحِي إِلَيْهِ، وَعُثْمَانُ عَنْ يَمِينِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «§اكْتُبْ عُثْمَانُ» ، فَمَا نَزَلَ تِلْكَ الْمَنْزِلَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2565 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمَّارُ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: " لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ وَأُحِيطَ بِهِ، أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ انْتَفَضَ بِنَا حِرَاءٌ، فَقَالَ: §«اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» ؟ فَقَالُوا: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قَالَ: " أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ: «مَنْ يُنْفِقُ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟» وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُعْسِرُونَ مُجْهَدُونَ، فَجَهَّزْتُ ثُلُثَ ذَلِكَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي؟ " فَقَالُوا: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قَالَ: «أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَنَّ بِئْرَ رُومَةَ مَا كَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا بِثَمَنٍ فَابْتَعْتُهَا بِمَالِي، وَجَعَلْتُهَا لِلْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيلِ؟» قَالُوا: " اللَّهُمَّ نَعَمْ. فِي أَشْيَاءَ عَدَّدَهَا

2566 - وأنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَادَةَ الزُّرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " حَضَرْنَا عُثْمَانُ يَوْمَ حُصِرَ، قَالَ: وَإِنَّ النَّاسَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَلَوْ أَنَّ حَصَاةً أُلْقِيَ مَا سَقَطَ إِلَّا عَلَى رَأْسِ رَجُلٍ. قَالَ: فَرَأَيْتُ عُثْمَانَ أَشْرَفَ مِنْ خَوْخَةٍ الَّتِي تَلِي مَقَامَ جِبْرِيلَ، فَقَالَ: «أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟» قَالَ -[1429]-: فَسَكَتُوا، قَالَ: «أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟» فَسَكَتُوا، قَالَ: «أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟» فَقَامَ طَلْحَةُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: " مَا كُنْتُ أَرَاكَ فِي جَمَاعَةِ قَوْمٍ تَسْمَعُ نِدَائِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَا تُجِيبُنِي، نَشَدْتُكَ اللَّهَ يَا طَلْحَةُ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِمَكَّةَ قَدْ أَوْحَدَ، وَأَنَا وَأَنْتَ مَعَهُ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، فَقَالَ لَكَ: «يَا طَلْحَةُ، إِنَّ §لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقًا مِنْ أُمَّتِهِ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ عُثْمَانَ هَذَا رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ» ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ» . قَالَ: فَانْصَرَفَ عَنْهُ

2567 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: نا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، قَالَ: نا أَبُو مَسْلَمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَائِطًا بِالْمَدِينَةِ، فَتَسَجَّى بِثَوْبِهِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ §افْتَحْ عَنِ الضَّارِبِ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَفَتَحْتُ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: «أَبْشِرْ بِبُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» . فَحَمِدَ اللَّهَ وَقَعَدَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ افْتَحْ عَنِ الضَّارِبِ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ» . فَفَتَحْتُ فَإِذَا عُمَرُ، فَقُلْتُ: «أَبْشِرْ بِبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ» . فَحَمِدَ اللَّهَ وَقَعَدَ، فَلَبِثْنَا شَيْئًا، فَجَاءَ رَجُلٌ -[1430]- فَضَرَبَ الْبَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ افْتَحْ عَنِ الضَّارِبِ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَسَيَلْقَى وَيَلْقَى» . فَفَتَحْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: " أَبْشِرْ بِبُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَيَلْقَى وَيَلْقَى» . فَحَمِدَ اللَّهَ وَقَعَدَ كَئِيبًا، مَا هَذِهِ الَّتِي قَالَهَا وَلَمْ يَقُلْهَا لِصَاحِبَيَّ؟

2568 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ وَهُوَ جَدُّ مُوسَى إِلَى أُمِّهِ، قَالَ: " بَعَثَنِي الزُّبَيْرُ إِلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، وَهُوَ عَلَى كُرْسِيٍّ، وَعِنْدَهُ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَرَاكِنُ مَمْلُؤَةٌ مِنْ مَاءٍ، وَرِبَاطٌ مَطْرُوحَةٌ، فَقُلْتُ: بَعَثَنِي إِلَيْكَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: «إِنِّي عَلَى طَاعَةٍ، لَمْ أُبَدِّلْ وَلَمْ أَنْكُثْ، فَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتُ الدَّارَ مَعَكَ، وَكُنْتُ رَجُلًا مَعَكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَقَمْتُ، وَإِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَعَدُونِي أَنْ يُصْبِحُوا عَلَى بَابِي، ثُمَّ يَمْضُوا عَلَى مَا آمُرُهُمْ بِهِ» . فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ قَالَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَصَمَ أَخِي، أَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَقُلْ: إِنْ تَدْخُلِ الدَّارَ لَا تَكُنْ إِلَّا رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ، وَمَكَانُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَدْفَعَ بِكَ عَنِّي ". فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَامَ، فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " بَلَى يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§تَكُونُ مِنْ بَعْدِي أُمُورٌ» . فَقُلْنَا: أَيْنَ الْمَنْجَا مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِلَى الْأَمِيرِ وَحِزْبِهِ» . وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -[1431]-، فَقَامَ النَّاسُ فَقَالُوا: قَدْ أَمْكَنَّا الْبَصَائِرَ، فَأْذَنْ لَنَا فِي الْجِهَادِ. قَالَ عُثْمَانُ: إِنِّي أَعْزِمُ، أَوْ كَلِمَةً، عَلَى مَنْ كَانَ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ أَلَّا يُقَاتِلَ

2569 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: نا الْمِنْهَالُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§إِنَّ اللَّهَ سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصًا، إِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ» . قَالَ: قِيلَ لَهَا: أَيْنَ كُنْتِ لَمْ تَذْكُرِينَ هَذَا؟ قَالَتْ: نَسِيتُهُ

2570 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فَقَالَ: §«هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى» . فَأَخَذْتُ بِضَبْعِهِ، فَفَتَلْتُهُ أَوْ قَلَبْتُهُ، فَاسْتَقْبَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «هَذَا» . فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ

2571 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: «خَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَدْرٍ عَلَى ابْنَتِهِ، وَضَرَبَ لِي بِسَهْمِي وَأَجْرِي، وَفِيَّ كَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ، ثُمَّ ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ، §وَشِمَالُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنْ يَمِينِي»

2572 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: نا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " §كَانَ عُثْمَانُ مُحَبَّبًا فِي قُرَيْشٍ، يُومِئُونَ إِلَيْهِ وَيُعَظِّمُونَهُ، وَإِنْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الْعَرَبِ لَتُرَقِّصُ صَبِيَّهَا تَقُولُ: [البحر الرجز] أُحِبُّكَ وَالرَّحْمَنْ ... حُبَّ قُرَيْشٍ عُثْمَانْ

2573 - أنا عُبَيْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: " §إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] "

2574 - وأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " §كَانَ عُثْمَانُ مِنَ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [المائدة: 93] إِلَى قَوْلِهِ -[1434]-: {ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93] "

2575 - وأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: نا ضَمْرَةُ، قَالَ: نا ابْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: نا مَطَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: لَقِيتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ الْجَمَلِ بِالْجَزِيرَةِ، فَقَالَ لِي: «مَا الَّذِي بَطَّأَكَ عَنَّا؟ أَحُبُّ عُثْمَانَ بَطَّأَ بِكَ عَنَّا؟» قَالَ: ثُمَّ حَرَّكَ دَابَّتَهُ، وَحَرَّكْتُ دَابَّتِي أَعْتَذِرُ إِلَيْهِ، قَالَ: قَالَ لِي: §إِنْ تُحِبَّهُ فَقَدْ كَانَ خَيْرَنَا وَأَوْصَلَنَا لِلرَّحِمِ "

2576 - أنا أَحْمَدُ بْنُ غَالِبٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ، نا تَيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ أَبَانَ يَقُولُ: قَالَ لِي حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: تَدْرِي لِمَ سُمِّيَ عُثْمَانُ ذَا النُّورَيْنِ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: §" لَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ ابْنَتَيْ نَبِيٍّ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَحَدٌ إِلَّا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ

سياق ما روي في فضل عثمان رضي الله عنه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي فَضْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

2577 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُثْمَانَ أَصْبَحَ فَحَدَّثَ النَّاسَ، فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: «§يَا عُثْمَانُ أَفْطِرْ عِنْدَنَا» . فَأَصْبَحَ صَائِمًا، وَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ

2578 - وأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: يَا كَثِيرُ بْنَ الصَّلْتِ، مَا أَرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَاتِلِيَّ. قُلْتُ: بَلْ يَنْصُرُكَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: يَا كَثِيرُ بْنَ الصَّلْتِ مَا أَرَى الْقَوْمَ إِلَّا قَاتِلِيَّ. قَالَ: قُلْتُ: أُخْبِرْتَ فِي ذَلِكَ بِشَيْءٍ أَوْ قِيلِ لَكَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي سَهِرْتُ لَيْلَتِي الْمَاضِيَةَ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْفَجْرِ أَغْفَيْتُ إِغْفَاءَةً، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الْحَقْنَا وَلَا تَحْبِسْنَا، فَنَحْنُ نَنْتَظِرُكَ. فَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ

2579 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا سَعْدَانُ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: §تَرَكْتُمُوهُ كَالثَّوْبِ النَّقِيِّ مِنَ الدَّنَسِ، ثُمَّ قَرَّبْتُمُوهُ -[1438]- فَذَبَحْتُمُوهُ كَمَا يُذْبَحُ الْكَبْشُ، فَهَلَّا كَانَ هَذَا قَبْلَ هَذَا؟ قَالَ لَهَا مَسْرُوقٌ: هَذَا عَمَلُكِ، كُنْتِ كَتَبْتِ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتِهِمْ أَنْ يَخْرُجُوا إِلَيْهِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَا وَالَّذِي آمَنَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَكَفَرَ بِهِ الْكَافِرُونَ، مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ سَوْدَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ حَتَّى جَلَسْتُ مَجْلِسِي هَذَا قَالَ الْأَعْمَشُ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهَا

2580 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §«لَقَدْ عِبْتُمْ عَلَى عُثْمَانَ أَشْيَاءَ لَوْ أَنَّ عُمَرَ فَعَلَهَا مَا عِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ»

2581 - وأنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: نا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: " أَدْرَكْتُ عُثْمَانَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ، فَسَمِعْتُهُ يَخْطُبُ وَشَهِدْتُهُ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا تَنْقِمُونَ عَلَيَّ؟» وَقَالَ: وَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلَّا وَهُمْ يَقْتَسِمُونَ فِيهِ خَيْرًا، فَيُقَالُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، §اغْدُوا عَلَى أَرْزَاقِكُمْ، فَيَغْدُونَ فَيَأْخُذُونَهَا وَافِرَةً، يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اغْدُوا عَلَى كُسْوَتِكُمْ، فَيُجَاءُ بِالْحُلَلِ، فَتُقْسَمُ بَيْنَهُمْ. قَالَ الْحَسَنُ: حَتَّى وَاللَّهِ سَمِعَ أُذُنَايَ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، اغْدُوا عَلَى السَّمْنِ وَالْعَسَلِ. قَالَ الْحَسَنُ: وَالْعَدُوُّ مَنْفِيٌّ -[1439]-، وَالْأُعْطِيَاتُ وَالْعَطِيَّاتُ دَائِرَةٌ، وَذَاتُ الْبَيْنِ حَسَنٌ، وَالْخَيْرُ كَثِيرٌ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ يَخَافُ مُؤْمِنًا، مَنْ لَقِيَ مِنْ أَيِّ الْأَجْنَادِ كَانَ أَخَاهُ وَمُؤَدِّبَهُ وَأُلْفَتَهُ وَنُصْرَتَهُ أَنْ يَسُلَّ عَلَيْهِ سَيْفًا

2582 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاهِدٍ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: نا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ " أَنَّ عَلِيًّا أَتَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: «إِنِّي قَدْ جِئْتُ لِأَنْصُرَكَ» . فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ، وَقَالَ: «لَا حَاجَةَ لِي» . فَأَخَذَ عَلِيٌّ عِمَامَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، فَأَلْقَاهَا فِي الدَّارِ الَّتِي فِيهَا عُثْمَانُ، وَهُوَ يَقُولُ: {§«ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ» } [يوسف: 52]

2583 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ خَلِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: " لَمَّا دُخِلَ عَلَى عُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ خَرَجْتُ فَمَلَأْتُ فُرُوجِي، فَمَرَرْتُ مُجْتَازًا فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ فِي ظُلَّةِ النِّسَاءِ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، وَحَوْلَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةٍ، فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ الرَّجُلُ؟» قَالَ -[1440]-: قُلْتُ: قُتِلَ. قَالَ: §«تَبًّا لَهُمْ آخِرَ الدَّهْرِ»

2584 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَكْرِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: §«لَوْ أَعْلَمُ بَنِي أُمَيَّةَ يَذْهَبُ مَا فِي نَفْسِهَا لَحَلَفْتُ خَمْسِينَ يَمِينًا مُرَدَّدَةً بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ أَنِّي لَمْ أَقْتُلْ عُثْمَانَ، وَلَمْ أُمَالِئْ عَلَى قَتْلِهِ»

2585 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: «§لَوْ كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ هُدًى لَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ لَبَنًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ ضَلَالًا، فَاحْتَلَبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ دَمًا»

2586 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: نا لَيْثٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَلِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §«لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ لَرُمُوا بِالْحِجَارَةِ كَمَا رُمِيَ قَوْمُ لُوطٍ»

2587 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا -[1441]- يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَامَ رَجُلٌ فَنَالَ مِنْهُ، فَوَذَأَهُ النَّاسُ فَاتَّذَأَ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا يَمْنَعُكَ مَكَانُ ابْنِ سَلَامٍ أَنْ تَسُبَّ نَعْثَلًا؛ فَإِنَّهُ مِنْ شِيعَةِ عُثْمَانَ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ §قُلْتَ الْقَوْلَ الْعَظِيمَ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فِي الْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ "

2588 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا مُكْرَمٌ، قَالَ: نا عَبْدُ الْكَرِيمِ، قَالَ: نا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ يَوْمَ الْجَمَلِ: «اللَّهُمَّ إِنَّا §كُنَّا قَدْ دَاهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ، وَأَنَا. . . بُدًّا مِنَ الْمُبَالَغَةِ، اللَّهُمَّ فَخُذْ لِعُثْمَانَ مِنِّي حَتَّى تَرْضَاهُ»

2589 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: نا رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: " لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ: وَاللَّهِ وَاللَّهِ §إِنَّهُ لَفِي الْجَنَّةِ، وَاللَّهِ وَاللَّهِ إِنَّ قَتَلَتَهُ فِي النَّارِ "

2590 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ، قَالَ: نا يَحْيَى، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ خَالِدٍ الرَّبْعِيِّ، قَالَ -[1442]-: " وُجِدَ فِي الْكُتُبِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَائِمٌ فِي الطَّرِيقِ يَقُولُ: §يَا رَبِّ، قَتَلَنِي عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ الْمُؤْمِنُونَ "

2591 - وأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ، قَالَ: نا يَحْيَى، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: أنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّ عُثْمَانَ §يَحْكُمُ فِي قَتَلَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

2592 - وأنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عِيسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَقُولُ: " §سَمِعْتُ صَوْتًا يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: أَبْشِرْ يَا ابْنَ عَفَّانَ بِغُفْرَانٍ وَرِضْوَانٍ. قَالَ: فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا "

2593 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: نا أَشْعَثُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: " §نَظَرْتُ إِلَى مُصْحَفِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَلَى {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] قَطْرَةٌ مِنْ دَمٍ "

2594 - ذَكَرَ غَالِبُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ قَالَ: أنا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا ابْنُ نَاحِيَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، قَالَ: نا شَيْخُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: " مَا سَمِعْتُ مِنَ مَرَاثِي عُثْمَانَ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ قَوْلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: [البحر الطويل] §وَكَفَّ يَدَيْهِ وَأَغْلَقَ بَابَهُ ... وَأَيْقَنَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِغَافِلِ وَقَالَ لِأَهْلِ الدَّارِ لَا تَقْتُلُوهُمُ ... عَفَى اللَّهُ عَنْ كُلِّ امْرِيءٍ لَمْ يُقَاتِلِ فَكَيْفَ رَأَيْتَ اللَّهَ صَبَّ عَلَيْهِمُ ... الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ بَعْدَ التَّوَاصُلِ وَكَيْفَ رَأَيْتَ الْخَيْرَ أَدْبَرَ بَعْدَهُ ... عَنِ النَّاسِ إِدْبَارَ الرِّيَاحِ الْجَوَافِلِ

2595 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى عُثْمَانَ جَعَلْنَا نَطَّلِعُ خِلَالَ الْحُجْرَةِ، فَنَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ: §وَيْحَكُمْ، لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ. قَالُوا: أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ حَمَى الْحِمَى، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا} [يونس: 59] ، وَحَمَيْتَ الْحِمَى. قَالَ: مَا أَنَا بِأَوَّلِ مَنْ حَمَى الْحِمَى، حَمَى عُمَرُ -[1444]- بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا وُلِّيتُ زَادَتِ الصَّدَقَةُ، فَزِدْتُ فِي الْحِمَى قَدْرَ مَا زَادَتْ نَعَمُ الصَّدَقَةِ، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. قَالُوا: فَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ أَغْلَقَ بَابَ الْهِجْرَةِ. قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَرَى أَنَّ مَنْ قَاتَلَ عَلَى هَذَا الْمَالِ أَحَقُّ مِمَّنْ لَمْ يُقَاتِلْ عَلَيْهِ، فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُهَاجِرْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَجْلِسْ. قَالَ: فَمَا سَأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ، فَانْطَلَقَ الْقَوْمُ وَهُمْ رَاضُونَ حَتَّى أَتَوْا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَرَأَوْا رَاكِبًا فَاسْتَرَابُوا بِهِ، وَأَخَذُوهُ فَفَتَّشُوهُ، فَوَجَدُوا الْكِتَابَ الَّذِي زَعَمَ النَّاسُ أَنَّهُ كَتَبَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عَامِلِهِ بِمِصْرَ أَنِ اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ. قَالَ: فَرَجَعُوا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَوَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ وَلَا أَمْلَيْتُ. قَالُوا: فَهَذَا غُلَامُكَ. قَالَ: مَا أَمْلِكُ غُلَامِي. قَالُوا: فَهَذِهِ رَاحِلَتُكَ. قَالَ: مَا أَمْلِكُ رَاحِلَتِي، قَالُوا: فَهَذَا كَاتِبُكَ. قَالَ: مَا أَمْلِكُ كَاتِبِي، يَا قَوْمِ وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ وَمَا أَمْلَيْتُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: انْتَفَخَ سِحْرُكَ يَا مَالِكُ. فَوَثَبُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ

2596 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، قَالَ: نا غَيْرُ وَاحِدٍ سَمِعُوا هَارُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: §لَوْ أَدْرَكْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَرَبْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالسَّيْفِ

2597 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ §الرَّكْبَ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ عَامَّتُهُمْ جُنُّوا

سياق ما روي في التفضيل

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي التَّفْضِيلِ

2598 - أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: نا شَاذَانُ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ، ح 2599 - وَأنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْرِي، قَالَ: نا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: أنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ -[1446]- لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2600 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُتُونِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §نَعُدُّ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2601 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ مُلَاسٍ بِدِمَشْقَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ: §أَفْضَلُ أُمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ

2602 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ -[1447]-، وَعُثْمَانُ اسْتَوَى النَّاسُ، فَيَبْلُغُ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يُنْكِرُ

2603 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُسَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا نُحَدِّثُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ §خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَقَدْ أُعْطِيَ عَلِيٌّ ثَلَاثًا لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ: تَزَوُّجُهُ فَاطِمَةَ وَوَلَدَتْ مِنْهُ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَسَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ

2604 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، أنا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا بَعْدَ مَقَامِي هَذَا فَهُوَ مُفْتَرٍ، عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي

2605 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ -[1448]- بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالَ: نا خَالِدٌ الزَّيَّاتُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ أَبِي عَلَى شُرْطَةِ عَلِيٍّ، وَكَانَ تَحْتَ مِنْبَرِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: §خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ

2606 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا أَبُو بِشْرٍ إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ §بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَرَجُلٌ آخَرُ

2607 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ لِقَوْمٍ مِنَ الشِّيعَةِ: إِنَّا مَا عَلِمْنَا بِعَلِيٍّ حِينَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: §إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَاللَّهِ مَا سَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ يَا جَاهِلُ، أَفَتُرَانَا حِينَ يَقُومُ فَنَقُولُ لَهُ كَذَبْتَ

أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، ح 2609 - وَأنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ الْجَارُودِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ وَأَمْلَاهُ عَلَيَّ قَالَ: نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: حَدَّثَنِي وَمَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَنْبَلَ مِنْهُ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَنْ أَدْرَكْتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ، مَا كَانَ قَوْلُهُمْ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ؟ قَالَ: مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ §لَمْ يَخْتَلِفُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَفَضْلِهِمَا، إِنَّمَا كَانَ الِاخْتِلَافُ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ

2610 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا حَازِمٌ،. . . الْهُذَيْلُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: §مَنْ فَضَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَزْرَى عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2611 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ يُونُسَ الزَّيَّاتُ، نا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا سَوَادَةُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ -[1450]-: §مَضَتِ السُّنَّةُ بِتَفْضِيلِ أَبِي بَكْرٍ، وَسَبْقِ حُبِّ عَلِيٍّ إِلَى الْقُلُوبِ

2612 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّارُ، قَالَ نا أَبُو سَلَمَةَ أُسَامَةُ بْنُ عَلِيٍّ التُّجِيبِيُّ قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، فَقَالَ: §مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِمَّنْ يُقْتَدَى بِهِ إِلَّا وَهُوَ يَرَى الْكَفَّ عَنْهُمَا، يُرِيدُ التَّفْضِيلَ بَيْنَهُمَا، فَقُلْتُ لَهُ: فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ شَكٌّ، يُرِيدُ أَنَّهُمَا أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِمَا، ثُمَّ قَرَأَ مَالِكٌ: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]

2613 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ، قَالَ: نا الْعَلَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: نا حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ، سَمِعْتُ سَلَمَةَ يَقُولُ: جَالَسْتُ الْمُسَيَّبَ بْنَ نَجَبَةَ الْفَزَارِيَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ سَنَةً وَنَاسًا مِنَ الشِّيعَةِ كَثِيرًا؛ فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ تَكَلَّمَ فِي أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِخَيْرٍ، §وَمَا كَانَ الْكَلَامُ إِلَّا فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ

2614 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا إِدْرِيسُ بْنُ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ فِي الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ: §أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ، -[1451]- 2615 - قَالَ: وَنا بِذَلِكَ الْحَرَّانِيُّ يَعْنِي أَبَا سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ قَوْلِ الشَّافِعِيِّ

2616 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أنا يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: أَمَا تَعْجَبُ مِنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ وَسُؤَالِهِ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَاللَّهِ §لَوْ كَانَ عَلِيٌّ هَاهُنَا مَا سَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

2617 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ، نا يَزْدَادُ، نا أَبُو سَعِيدٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: سَأَلْتُ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ مَنْ قَالَ: لَا أُفَضِّلُ أَحَدًا عَلَى أَحَدٍ. قَالَ: هَذَا أَحْمَقُ؛ أَلَيْسَ §قَدْ فُضِّلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: فَأَدْرَكْتَ أَحَدًا يُفَضِّلُ عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا مُفْتَضَحٌ قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَنْ فَضَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَدْ عَابَهُمَا. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَعَابَ مَنْ فَضَّلَ عَلَيْهِمَا

2618 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ ابْنَ الْمُبَارَكِ عَنْ رَجُلٍ. . . لَا يُفَضِّلُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ هَلْ يَضْرِبُهُ؟ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: §مَنْ لَمْ يُفَضِّلْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَهُوَ أَهْلٌ أَنْ يُجْفَى وَيُقْصَى قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يُفَضِّلُ أَبَا بَكْرٍ، وَيَسْكُتُ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، وَكَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يُعَظِّمُ الْفُضَيْلَ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، وَلَوْ كَانَا عَلَى غَيْرِ تَفْضِيلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَمْ يُعَظِّمْهُمَا

2619 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ لَفْظًا قَالَ: سَمِعْتُ عَارِمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: §مَنْ قَدَّمَ عُثْمَانَ عَلَى عَلِيٍّ فَحُجَّتُهُ قَوِيَّةٌ؛ لِأَنَّ الْخَمْسَةَ قَدَّمُوهُ

2620 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّاجِيُّ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: قَالَ لِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: §لَئِنْ زَعَمْتَ أَنَّ عَلِيًّا أَفْضَلُ مِنْ عُثْمَانَ لَقَدْ زَعَمْتَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ خَانُوا

2621 - وَأنا أَحْمَدُ، نا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نُصَيْرٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُكْرَمٍ قَالَا: نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّوِيلُ صَاحِبُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ؟ قَالَ: §مَنْ قَالَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ

2622 - وَحَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ يَقُولُ: §مَنْ قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ فَهُوَ أَحْمَقُ

2623 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، مَا مُوَافَقَةُ السُّنَّةِ؟ قَالَ: §تَقْدِمَةُ الشَّيْخَيْنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لَا -[1453]- يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى تُقَدِّمَ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا عَلَى مَنْ بَعْدَهُمَا

2624 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ إِجَازَةً قَالَ: نا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَحْمُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ وَهُوَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ النَّقَّالُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَبِيُّ يَقُولُ لِلشَّافِعِيِّ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا يُفَضِّلُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى عَلِيٍّ غَيْرَكَ. فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: عَلِيٌّ ابْنُ عَمِّي وَابْنُ خَالِي، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ مَكْرُمَةً لَكُنْتُ أَوْلَى بِهِمَا مِنْكَ، وَلَكِنْ §لَيْسَ الْأَمْرُ عَلَى مَا تَحْسَبُ

2625 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي أَحْمَدَ أَيْضًا، سُئِلَ عَنِ التَّفْضِيلِ، فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، وَأَمَّا الْخِلَافَةُ فَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً» . وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كُنَّا نُفَاضِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَلَا نَتَعَدَّى الْأَثَرَ وَالِاتِّبَاعَ، فَالِاتِّبَاعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ بَعْدِهِ لِأَصْحَابِهِ إِذَا رَضِيَ أَصْحَابُهُ بِذَلِكَ، وَكَانُوا هُمْ يُفَاضِلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ هُوَ ذَا، فَلَا يَعِيبُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، §فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَّبِعَ مَا مَضَى عَلَيْهِ سَلَفُنَا، وَنَقْتَدِيَ بِهِمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ

2626 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ، قَالَ -[1454]-: سَأَلَ النَّضْرُ بْنُ عَمْرٍو الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ أَمْ عَلِيٌّ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا سَوَاءَ، سَبَقَتْ لِعَلِيٍّ سَوَابِقُ شَرَكَهُ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْدَثَ أَحْدَاثًا لَمْ يَشْرَكْهُ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، §أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ. قَالَ: فَعُمَرُ أَفْضَلُ أَمْ عَلِيٌّ؟ فَذَكَرَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: عُمَرُ أَفْضَلُ. قَالَ: فَعَلِيٌّ أَفْضَلُ أَمْ عُثْمَانُ؟ فَذَكَرَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: عُثْمَانُ أَفْضَلُ. فَطَمِعَ الشَّامِيُّ، فَقَالَ: عَلِيٌّ أَفْضَلُ أَمْ مُعَاوِيَةُ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَا سَوَاءَ، سَبَقَتْ لِعَلِيٍّ سَوَابِقُ لَمْ يَشْرَكْهُ فِيهَا مُعَاوِيَةُ، وَأَحْدَثَ عَلِيٌّ أَحْدَاثًا شَرَكَهُ مُعَاوِيَةُ فِي أَحْدَاثِهِ، عَلِيٌّ أَفْضَلُ مِنْ مُعَاوِيَةَ

2627 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: نا حَبِيبٌ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَتَاهُ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفَةِ وَالْجَزِيرَةِ، فَسَأَلُوهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: انْظُرْ إِلَى هَؤُلَاءِ يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، §لَهُمَا عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ عَلِيٍّ

2628 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ حَاتِمٍ الْمُرَادِيُّ هَذَا الشِّعْرَ لِأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ قَالَ: [البحر الرجز] §هُمَا ضَجِيعَاهُ مَعًا فِي حُفْرَتِهْ ... وَخَيْرُ مَنْ قَامَ لَهُ مِنْ قِبْلَتِهْ وَصَلَّيَا مِنْ بَعْدِهِ لِأُمَّتِهْ ... وَوَفَّيَا مِنْ بَعْدِهِ بِذِمَّتِهْ وَسَلَكَا فِي الْحُكْمِ قَصْدَ سِيْرَتِهْ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

2629 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَبُو دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ §تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» أَخْرَجَاهُ جَمِيعًا

2630 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ -[1456]- بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: §«أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى»

2631 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا نُعَيْمُ بْنُ هَيْصَمٍ، قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ جَعْفَرٌ: أَظُنُّهُ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ خَلَّفَ عَلِيًّا بِالْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: وَكَرِهَ صُحْبَتَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا، فَشَقَّ عَلَيْهِ. قَالَ: فَتَبِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ حَتَّى قَالُوا: مَلَّهُ وَكَرِهَ صُحْبَتَهُ. قَالَ: §«مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» قَالَ الْبَغَوِيُّ: هَكَذَا قَالَ نُعَيْمٌ عَنْ جَعْفَرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِالشَّكِّ. 2632 - ونا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، قَالَ: نا جَعْفَرٌ، عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. 2633 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ، فَذَكَرَهُ

2634 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ -[1457]-: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: نا قُتَيْبَةُ، قَالَ: نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثَلَاثٌ قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ وَخَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي» . وَسَمِعْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» . قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا، قَالَ: أَيْنَ عَلِيٌّ؟ فَأُتِيَ بِهِ وَهُوَ أَرْمَدُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ

2635 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النَّضْرِ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، قَالَ: أنا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى يَدَيْهِ. فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمِئِذٍ. فَدَعَا عَلِيًّا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ وَلَا تَلْتَفِتْ، فَقَاتِلْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ، فَصَبَرَ هُنَيْهَةً، ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مَا أُقَاتِلُ؟ قَالَ: قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ " -[1458]- أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2636 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ قَالَ: نا أَبُو الْأَزْهَرِ، أَمْلَى مِنْ أَصْلِهِ، قَالَ: نا أَبُو الْجَوَّابِ الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، قَالَ: نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَيْنِ، فَأَمَّرَ عَلَى أَحَدِهِمَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلَى الْآخَرِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَقَالَ: §إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلَى النَّاسِ عَلِيٌّ. وَقَالَ: فَفَتَحَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَصْرًا. وَقَالَ أَبُو الْأَزْهَرِ مَرَّةً: فَفَتَحَ عَلِيٌّ حِصْنًا، فَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ جَارِيَةً، فَكَتَبَ مَعِي خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ يَشِي بِهِ، فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ، قَالَ: " مَا يَقُولُ فِي رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

2637 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ، ح 2638 - وَأنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ خَيْرَانُ قَالَ: نا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قَطَنٍ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1459]-: §«مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ: «فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ»

2639 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَنْشُدُ النَّاسَ: مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، إِلَّا قَامَ. فَقَامَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ فَشَهِدُوا

2640 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا هِلَالُ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بِسْطَامٍ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ النَّاسِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَعَ بَيْنَ أُسَامَةَ وَبَيْنَ عَلِيٍّ تَنَازُعٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، يَقُولُ هَذَا لِأُسَامَةَ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّهُ» . وَقَالَ لِأُسَامَةَ: «يَا أُسَامَةُ، يَقُولُ هَذَا لِعَلِيٍّ، فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ»

2641 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: نا الْأَعْمَشُ ح 2642 - وَأنا جَعْفَرٌ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ §لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ» وَاللَّفْظُ لِعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ

2643 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا هِلَالُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُوسَى الطَّوِيلُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ صَاحِبِ الرُّمَّانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: «§مُحِبُّكَ مُحِبِّي، وَمُبْغِضُكَ مُبْغِضِي»

2644 - أنا مَهْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا أَبُو الْأَزْهَرِ أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: «§أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا، سَيِّدٌ فِي الْآخِرَةِ، مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ، وَمَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَبَغِيضِي بَغِيضُ اللَّهِ، فَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي»

2645 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ -[1462]- بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: نا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: §كُنَّا نَعْرِفُ نِفَاقَ الرَّجُلِ بِبُغْضِهِ لِعَلِيٍّ

2646 - وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §مَا كُنَّا نَعْرِفُ مُنَافِقِينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ إِلَّا بِبُغْضِهِمْ عَلِيًّا

2647 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، نا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، ح 2648 - وَأنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدَانَ الْفَزَارِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا حَرْمَلَةُ، قَالَ: نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَبَلًا يُقَالُ لَهُ حِرَاءٌ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَتَحَرَّكَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اسْكُنْ حِرَاءُ، فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» . فَسَكَنَ الْجَبَلُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ

2649 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ حُمَيْدٍ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا أَبُو دِرْهَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَقُولُ، وَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ: مَا تَقُولُ فِي أَبِي تُرَابٍ؟ قَالَ: وَمَنْ أَبُو تُرَابٍ؟ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: أَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ مِنَ الْمُهْتَدِينَ. فَقَالَ: هَاتِ مَا تَقُولُ بُرْهَانًا. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [البقرة: 143] ، §فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلَ مَنْ هَدَى اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوَّلَ مَنْ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: يَقُولُ الْحَجَّاجُ: رَأْيٌ عِرَاقِيٌّ. قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ

2650 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَلَوِيُّ، مِنْ بَنِي عَلِيِّ بْنِ سَوْكٍ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ الْحَسَنُ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ لَهُ: §مَا تَقُولُ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟ قَالَ: أَقُولُ فِيهِمَا كَمَا قَالَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي بَيْنَ يَدَيْ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْكَ. قَالَ: وَمَنْ ذَاكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَشَرٌّ مِنِّي؟ قَالَ: مُوسَى وَفِرْعَوْنُ، حِينَ قَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى، قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي} [طه: 52]

2651 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ -[1465]- حَمْدَانَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا بِالْمَدِينَةِ وَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قُتِلَ عُثْمَانُ. قَالَ: §اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ إِنِّي لَمْ أَرْضَ وَلَمْ أُمَالِئْ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا

2652 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: نا أَبُو حَمْزَةَ ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ اسْتَخْفَى عَلِيٌّ فِي دَارٍ لِأَبِي عُمَرَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ الدَّارَ، فَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ لِيُبَايِعُوهُ تَدَاكَّ الْإِبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا، وَقَالُوا: نُبَايِعُكَ. قَالَ: §لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، عَلَيْكُمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ. قَالَ: فَانْطَلِقْ إِذًا مَعَنَا. قَالَ لِي أَبُو أَرْوَى السَّدُوسِيُّ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا رَأَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ. فَخَرَجَ عَلِيٌّ وَأَنَا مَعَهُ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى أَتَيْنَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا لِيُبَايِعُونِي، وَلَا حَاجَةَ لِي فِي بَيْعَتِهِمْ، فَابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي وَأَحَقُّ؛ لِسَابِقَتِكَ وَقَرَابَتِكَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ لَكَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ مَنْ قَدْ تَفَرَّقَ عَنِّي. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَخَافُ أَنْ تَنْكُثَ بَيْعَتِي وَتَغْدِرَ بِي. قَالَ: لَا تَخَافَنَّ ذَلِكَ، فَوَاللَّهِ لَا تَرَى مِنْ قِبَلِي أَبَدًا شَيْئًا تَكْرَهُهُ. قَالَ: اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ كَفِيلٌ. قَالَ: اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِكَ كَفِيلٌ. قَالَ: ثُمَّ أَتَى الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِطَلْحَةَ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي رَدَّ -[1466]- عَلَيْهِ طَلْحَةُ، وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ أَخَذَ لِقَاحًا لِعُثْمَانَ، وَمَفَاتِيحَ بَيْتِ الْمَالِ، وَكَانَ النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لِيُبَايِعُوهُ، وَلَمْ يَفْعَلُوا، فَضَرَبَتِ الرُّكْبَانُ بِخَبَرِهِ إِلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بِسَرِفَ، فَقَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى إِصْبَعِهِ تُبَايِعُ بِخِبٍّ وَغَرَرٍ. قَالَ سَالِمٌ: وَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَلِيٍّ قَالُوا لَهُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ، وَلَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ إِمَامٍ، وَلَا نَجِدُ لِهَذَا الْأَمْرِ أَحَقَّ مِنْكَ، وَلَا أَقْدَمَ سَابِقَةً، وَلَا أَقْرَبَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمًا مِنْكَ. قَالَ: لَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي وَزِيرٌ خَيْرٌ مِنِّي لَكُمْ أَمِيرًا. قَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَحْنُ بِفَاعِلِينَ أَبَدًا حَتَّى نُبَايِعَكَ. وَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ، فَلَّمَا رَأَى ذَلَكَ قَالَ: إِنَّ بَيْعَتِي لَا تَكُونُ فِي خَلْوَةٍ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ ظَاهِرًا. وَأَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى: الْمَسْجِدَ الْمَسْجِدَ، فَخَرَجَ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: حَقٌّ وَبَاطِلٌ، وَلِكُلٍّ أَهْلٌ، فَلَئِنْ كَثُرَ الْبَاطِلُ لَقَدْ نَمَا بِمَا فُعِلَ، وَلَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ، وَلَرُبَّمَا وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ، وَلَئِنْ رُدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ إِنَّكُمْ لَسُعَدَاءُ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونُوا فِي فَتْرَةٍ، وَمَا عَلَيَّ إِلَّا الْجَهْدُ، سَبَقَ الرَّجُلَانِ، وَقَامَ الثَّالِثُ ثَلَاثَةٍ، وَاثْنَانِ لَيْسَ مَعَهُمَا سَادِسٌ، مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَمَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ، وَصِدِّيقٌ نَجَا، وَسَاعٍ مُجْتَهِدٌ، وَطَالِبٌ يَرْجُو أَثَرَ السَّادِسِ، هَلَكَ مَنِ ادَّعَى، وَخَابَ مَنِ افْتَرَى، الْيَمِينُ وَالشِّمَالُ مَضَلَّةٌ، وَالْوُسْطَى الْجَادَّةُ مَنْهَجٌ عَلَيْهِ بِمَا فِي الْكِتَابِ وَآثَارِ النُّبُوَّةِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّوْطِ وَالسَّيْفِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِمَا عِنْدَنَا هَوَادَةٌ، فَاسْتَتِرُوا بِسَوْآتِكُمْ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، وَتَعَاطَوُا الْحَقَّ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَمَنْ أَبْرَزَ صَفْحَتَهُ مُعَانِدًا لِلْحَقِّ هَلَكَ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ. فَهِيَ أَوَّلُ خِطْبَةٍ خَطَبَهَا بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ

2653 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَجَّتِي، وَحَضَرْتُهُ حِينَ طُعِنَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ إِلَّا هَيْبَتُهُ، وَكَانَ رَجُلًا مَهِيبًا، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، وَكَانَ عُمَرُ لَا يُكَبِّرُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ بِوَجْهِهِ، فَإِنْ كَانَ مُتَقَدِّمًا فِي الصَّفِّ أَوْ مُتَأَخِّرٌ ضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُتَقَدِّمِ، فَلَمَّا أَقْبَلَ إِلَى الصَّلَاةِ عَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَنَاجَاهُ عُمَرُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلَاثَ طَعَنَاتٍ بِخِنْجَرٍ مَعَهُ، فَسَمِعْتُ عُمَرَ وَهُوَ بَاسِطٌ يَدَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكَمُ الْكَلْبَ، عِنْدَكُمُ الْكَلْبَ، فَإِنَّهُ قَدْ قَتَلَنِي. فَمَاجَ النَّاسُ، فَجُرِحَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ، فَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ، فَأَخَذَ عَضُدَيْهِ فَضَبَطَهُ، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ إِلَى أَهْلِهِ، وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، حَتَّى قَالُوا: الصَّلَاةُ عِبَادَ اللَّهِ طَلُعَتِ الشَّمْسُ، فَدَفَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَنَادَى فِي النَّاسِ أَعَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ هَذَا؟ قَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ مَا عَلِمْنَا وَلَا اطَّلَعْنَا. ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِيَ الطَّبِيبَ. فَدُعِيَ لَهُ الطَّبِيبُ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ. قَالَ: اسْقُوهُ نَبِيذًا، فَسُقِيَ، فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا صَدِيدٌ، اسْقُوهُ لَبَنًا، فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتَهِ، فَقَالَ: مَا إِخَالُكَ أَنْ تَمْشِيَ، فَافْعَلْ مَا كُنْتَ فَاعِلًا. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَاوِلْنِي الْكَتِفَ، فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ -[1468]- يُمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ. قَالَ: أَنَا أَكْفِيكَ مَحْوَهَا. قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي. فَمَحَاهَا عُمَرُ بِيَدِهِ. قَالَ: وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدًا. قَالَ: فَمَا كَلَّمَ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، لَعَلَّ هَؤُلَاءِ يَعْرِفُونَ لَكَ قَرَابَتَكَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أَعْطَاكَ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ. قَالَ: ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، لَعَلَّ الْقَوْمَ يَعْرِفُونَ لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَشَرَفَكَ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْمِلْ بَنِي أَبِي مُغِيرَةَ عَلَى رِقَابِ الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي صُهَيْبًا. فَدَعَوْا لَهُ صُهَيْبًا، فَقَالَ: صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَاجْعَلْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فِي بَيْتٍ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ، فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَلْيَضْرِبُوا عُنُقَهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَنْ أَدْبَرُوا قَالَ: §إِنْ وَلَّوْهَا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ. يَعْنِي عَلِيًّا، فَقِيلَ: فَمَا يَمْنَعُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُوَلِّيَهَا إِيَّاهُ؟ قَالَ: أَنْ أَتَحَمَّلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا. وَمَاتَ مِنَ الَّذِينَ جَرَحَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ كَعْبٌ، فَقَالَ: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60] ، قَدْ أَنْبَأْتُكَ أَنَّكَ شَهِيدٌ، فَقُلْتَ: مِنْ أَيْنَ لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ؟

سياق ما روي في ترتيب الخلافة بين الأربعة

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ الْخِلَافَةِ بَيْنَ الْأَرْبَعَةِ

2654 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنا حَمَّادٌ، عَنْ ح 2655 - وَأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَا: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَفِينَةَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا، ثُمَّ يَكُونُ الْمُلْكُ» . ثُمَّ قَالَ سَفِينَةُ: أَمْسَكَ سَنَتَيْنِ أَبُو بَكْرٍ، وَعَشْرًا عُمَرُ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ عُثْمَانُ، وَسِتًّا عَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ "

وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: نا أَبُو طَلْحَةَ يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُمْهَانَ يُحَدِّثُ عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَكُونُ الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا أَوْ مُلُوكًا -[1470]-. شَكَّ أَبُو طَلْحَةَ. قَالَ: فَعَدَّ لِي سِنِي أَبِي بَكْرٍ، وَسِنِي عُمَرَ، وَسِنِي عُثْمَانَ، وَسِنِي عَلِيٍّ، قُلْتُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ لَا يَعُدُّونَ سِنِي عَلِيٍّ. قَالَ: كَذَبَتِ اسْتَاهُ بَنِي الزَّرْقَا

2657 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْمِقْسَمِيُّ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: وَفَدْنَا مَعَ زِيَادٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَيْهِ وَأُدْخِلْنَا إِلَيْهِ، قَالَ لِأَبِي: يَا أَبَا بَكْرَةَ، حَدِّثْنَا بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا. وَذَكَرَ كَلِمَاتٍ»

2658 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا حَنْبَلٌ، قَالَ: نا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، - وَاللَّفْظُ لِحَجَّاجٍ -، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ الْأَقْرَعِ مُؤَذِّنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ إِلَى الْأَسْقُفِّ، فَدَعَوْتُهُ، فَجَعَلْتُ أُظِلُّهُمَا مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ: يَا أَسْقُفُّ، هَلْ تَجِدُنَا فِي الْكُتُبِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ تَجِدُنِي؟ قَالَ -[1471]-: §أَجِدُكَ قَرْنًا. قَالَ: فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ، قَالَ: وَيْحَكَ مَا قَرْنٌ؟ قَالَ: قَرْنٌ حَدِيدٌ، أَمِينٌ شَدِيدٌ. قَالَ: فَكَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدِي؟ قَالَ: أَجِدُهُ خَلِيفَةً صَالِحًا، غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْثِرُ قَرَابَتَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ عُثْمَانَ، ثَلَاثًا. قَالَ: فَكَيْفَ تَجِدُ الَّذِي بَعْدَهُ؟ قَالَ: أَجِدُهُ حَدًّا حَدِيدًا. قَالَ: فَوَضَعَ عُمَرُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: وَادَفْرَاهُ، وَادَفْرَاهُ. فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ خَلِيفَةٌ صَالِحٌ، غَيْرَ أَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ حِينَ يُسْتَخْلَفُ وَالسَّيْفُ مَسْلُولٌ، وَالدَّمُ مُهْرَاقٌ

2659 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ كَنِيسَةً مِنْ بَعْضِ كَنَائِسِ الشَّامِ، فَنَظَرَ إِلَى تَمَاثِيلَ مُصَوَّرَةٍ، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقِيلَ لَهُ: §هَذِهِ صُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ، فَطَفِقُوا يُخْبِرُونَهُ بِاسْمِ نَبِيٍّ نَبِيٍّ فِي أَوَّلِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَيْنَ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: لَيْسَ تَحْصُلُ صُورَتُهُ فِي كَنَائِسِنَا. قَالَ: فَنَظَرَ أَثَرَ عِيسَى تَابُوتًا مُطْبَقًا، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَمَا تَحْتَ هَذَا التَّابُوتِ؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي. فَأَمَرَ بِالتَّابُوتِ فَكَسَرُوهُ، فَإِذَا تَحْتَهُ رَجُلَانِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، فَقَالَ: مَنْ هَذَانِ؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي مَا نَعْرِفُهُمَا. قَالَ: فَمَنْ يَعْرِفُهُمُا؟ فَأَخْبَرُوهُ بِوَاحِدٍ مِنْ كُبَرَائِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ، فَضَحِكَ، فَاسْتَحْلَفَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَعَزَمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذِهِ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الْعَرَبِ، وَهَذَا صَاحِبُهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَقَدْ كُنَّا نَكْرَهُ أَنْ تَعْرِفُوا هَذَا. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَنْ صَاحِبُهُ فِي كِتَابِكُمْ؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. قَالَ: وَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَى رُؤُوسِهِمَا كِتَابًا، فَدَعَا مَنْ يَقْرَؤُهُ، فَإِذَا هُوَ -[1472]- كَمَا قَالَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ غَطَّيْتُمُوهُمَا وَلَمْ تُظْهِرُوهُمَا كَغَيْرِهِمَا؟ قَالَ: حَسَدًا لَكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ

2660 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: نا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ الْكُوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو حُصَيْنٍ وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ يَقُولَانِ: §أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ " وَيَقِفَانِ، وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَالْأَعْمَشُ يَقُولَانِ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ

2661 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: §الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعُمَرُ. قَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَمَنْ عُمَرُ؟ قَالَ: إِنَّ -[1473]- عِشْتَ سَتَرَاهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ مَهْدِيٌّ إِلَّا هَذَا الَّذِي فِي الْمَقْصُورَةِ، يَعْنِي إِذْ ذَاكَ، يَدْخُلُ فِي الْخَزِّ وَالْوَشْيِ

2662 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ يَذْكُرُ عَنْ عَبَّادٍ السَّمَّاكِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: §الْأُمَرَاءُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

2663 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: نا رَجَاءٌ أَبُو عُمَرَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عُبَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: §مَنِ الْأَئِمَّةُ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ

2664 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبَّادٌ السَّمَّاكُ وَكَانَ يُجَالِسُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ: §الْخُلَفَاءُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَنْ سِوَاهُمْ مُنْتَزُونَ

2665 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الْأُمَّةِ، يَقُولُ: اجْتَمَعْنَا يَوْمًا نَسِيرُ مِنْ وَادٍ، وَمَا مَعَنَا إِلَّا فَقِيهٌ أَوْ مُحَدِّثٌ، وَذَاكَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمُعْتَمِدِ، فَذَكَرُوا قَوْلَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ: §الْخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ: الْأَرْبَعَةُ الرَّاشِدُونَ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُلْنَا كُلُّنَا: السَّادِسُ الْمُهْتَدِي، مَا اخْتَلَفْنَا فِي ذَلِكَ

2666 - أنا عَلِيٌّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ غَيْلَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمِصْرِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §الْخُلَفَاءُ خَمْسَةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

2667 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ زِيرَكَ الْفَقِيهُ، قَالَ: نا هَمِيمُ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ: نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى الشَّافِعِيِّ لَسَمِعْتُهُ وَسَأَلْتُهُ عَنِ §الْخُلَفَاءِ مَنْ هُمْ، فَأَمْلَى عَلَيَّ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

2668 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ إِجَازَةً قَالَ: أنا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: نا أَبُو عِيسَى بْنُ عِيَاضِ بْنِ أَبِي شَحْمَةَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ أَبُو بَكْرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ يَحْيَى الْمُزَنِيَّ يَقُولُ: [البحر الطويل] §شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... وَأَشْهَدُ أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ وَأَنَّ عُرَى الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُبَيَّنٌ ... وَفِعْلٌ زَكِّيٌّ قَدْ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَبِّهِ ... وَكَانَ أَبُو حَفْصٍ عَلَى الْخَيْرِ يَحْرِصُ وَأُشْهِدُ رَبِّي أَنَّ عُثْمَانَ فَاضِلٌ ... وَأَنَّ عَلِيًّا فَضْلُهُ متُخَصِّصُ أَئِمَّةُ قَوْمٍ مُقْتَدًى بِهُدَاهُمُ ... لَحَا اللَّهُ مَنْ إِيَّاهُمُ يَتَنَقَّصُ -[1475]- فَمَا لِعُتَاةٍ يَشْهَدُونَ سَفَاهَةً ... وَمَا لِسَفِيهٍ لَا يَحِيصُ وَيَخْرُصُ

2669 - ذَكَرَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَابِرٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُسْتَمْلِيَ يَقُولُ: كُنْتُ أَسْأَلُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، فَيَقُولُ: دَعْ هَذَا. فَلَزَزْتُهُ يَوْمًا إِلَى حَائِطٍ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ كَأَنَّهُ جَزْمٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ: §أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ

2670 - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: نا وَزِيرُهُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حِينَ أَظْهَرَ التَّرْبِيعَ بِعَلِيٍّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ اللَّفْظَةَ تُوجِبُ الطَّعْنَ عَلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ. فَقَالَ لِي: بَيِّنْ مَا قُلْتَ، وَمَا نَحْنُ، وَحَرْبُ الْقَوْمِ نَذْكُرُهَا؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا حِينَ رَبَعَتْ وَأُوجِبَتْ لَهُ الْخِلَافَةُ، وَمَا يُحِبُّ لِلْأَئِّمَةِ قَبْلَهُ. قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ. فَقَالَ لِي: §عُمَرُ حِينَ طُعِنَ قَدْ رَضِيَ عَلِيًّا لِلْخَلَافَةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَأَدْخَلَهُ فِي الشُّورَى، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ سَمَّى نَفْسَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَقُولُ أَنَا: لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِأَمِيرٍ. فَانْصَرَفَ عَنْهُ

أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نا حَنْبَلٌ -[1476]-، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ سُئِلَ عَنِ التَّفْضِيلِ، قَالَ: حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي التَّفْضِيلِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَفِي الْخِلَافَةِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، حَدِيثُ سَفِينَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ»

2672 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَا بَأْسَ، وَمَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَلَا بَأْسَ، وَمَنْ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ

2673 - أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ، أنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُقْرِي، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحُبَابِ بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَاسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، ثُمَّ جَعَلَ عُمَرُ الشُّورَى إِلَى سِتَّةٍ عَلَى أَنْ يُوَلُّوهَا وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَوَلَّوْهَا عُثْمَانَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَذَلِكَ أَنَّهُ اضْطُرَّ النَّاسُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَجِدُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ فَوَلَّوْهُ رِقَابَهُمْ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي عن الغلو في الحب والبغض في تفضيل الصحابة والاستغراق في الإطراء والذم لهم للاغتراء

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّهْيِ عَنِ الْغُلُوِّ فِي الْحُبِّ وَالْبُغْضِ فِي تَفْضِيلِ الصَّحَابَةِ وَالِاسْتِغْرَاقِ فِي الْإِطْرَاءِ وَالذَّمِّ لَهُمْ لِلِاغْتِرَاءِ

2674 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالُوا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ

2675 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَيْرَنَا، وَابْنَ خَيْرِنَا، وَيَا سَيِّدَنَا، وَابْنَ سَيِّدِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، أَنْزِلُونِي حَيْثُ أَنْزَلَنِي اللَّهُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»

2676 - نا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَوْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §لَا يَنْبَغِي الصَّلَاةُ مِنْ أَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1479]- 2677 - وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَذِكْرُ سَعِيدٍ وَهْمٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ

2678 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: نا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ نُوحٍ الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ قَالَ: نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ مَا شَاءَ أَنْ يَذْكُرَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ نَاسًا يُفَضِّلُونَنِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِي ذَلِكَ لَعَاقَبْتُ، وَلَكِنْ أَكْرَهُ الْعُقُوبَةَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ، مَنْ أُتِيتُ بِهِ مِنْ بَعْدِ مَقَامِي قَدْ قَالَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ مُفْتَرٍ، عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي. ثُمَّ قَالَ: §إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا

2679 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ: نا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ: §خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ النَّمَطُ الْأَوْسَطُ، يَلْحَقُ بِهِمُ التَّالِي، وَيَرْجِعُ إِلَيْهِمُ الْغَالِي

2680 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ. . . . قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا وَكِيعٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: §يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ: مُفْرِطٌ فِي حِبِّي، وَمُفْرِطٌ فِي بُغْضِي

2681 - وَأنا عُبَيْدُ اللَّهِ، أنا أَحْمَدُ، نا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: نا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ -[1481]-: صَعِدَ عَلِيٌّ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: §اللَّهُمَّ الْعَنْ كُلَّ مُبْغِضٍ لَنَا، وَكُلَّ مُحِبٍّ لَنَا غَالٍ

2682 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، نا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، §أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ، فَوَاللَّهِ مَا زَالَ حُبُّكُمْ بِنَا حَتَّى صَارَ شَيْنًا

2683 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ التَّمَّارُ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ §أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ، فَوَاللَّهِ إِنْ زَالَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا شَيْنًا

2684 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرَادٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: §مَنْ زَعَمَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ طَاعَتَهُ مُفْتَرَضَةٌ عَلَى الْعِبَادِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ مِنْهُمْ بَرَاءٌ فَأُحَذِّرُ ذَلِكَ إِلَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأُولِي الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ

2685 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ -[1482]- الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ §يَشْهَدُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ: الصِّدِّيقُ وَعُمَرَ: الْفَارُوقُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَالرَّافِضَةُ تُنْكِرُ ذَلِكَ

2686 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، نا يُوسُفُ بْنُ شُعَيْبٍ، نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، نا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَزْرَمِيِّ، قَالَ: أُتِيَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِدَابَّةٍ يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ، فَرَفَعْنَاهُ حَتَّى رَكِبَهَا، فَقَالَ: §اللَّهُمَّ اخْزِ قَوْمًا يَزْعُمُونَ وَيَقُولُونَ أَنِّي أَذْهَبُ فِي لَيْلَةٍ إِلَى الْكُوفَةِ، وَأَرْجِعُ مِنْ لَيْلَتِي

2687 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْجُعْفِيُّ إِجَازَةً قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَزْدَقُ الْفَزَارِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: §إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالْأَنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ، ثُمَّ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} [آل عمران: 68] ، يَعْنِي مُحَمَّدًا وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُ، فَلَا تُغَيِّرُوا، فَإِنَّمَا وَلِيُّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَعَدُوُّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللَّهَ، وَإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ

2688 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْخَضِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ -[1483]-، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: مَكَثْتُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَتَتَبَّعُ فِي الْقُرْآنِ هَلْ لِمَا تَقُولُ الرَّافِضَةُ أَصْلٌ فِي قَوْلِهِمْ أَنَّ عَلِيًّا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْلَاهُ، فَوَجَدْتُ فِي الْقُرْآنِ: {§مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 79] الْآيَةَ

أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا ابْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْحَدَّادُ، قَالَ: نا خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ الْمَزْرَفِيُّ، قَالَ: نا أَبُو شَيْبَةَ النُّعْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَلَفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ: أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: §مَا أَتَانَا ذَلِكَ الْأَمْرُ إِلَّا مِنْ قِبَلِكُمْ

2690 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: نا مُصْعَبٌ، قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ لِرَجُلٍ يَغْلُو فِيهِمْ: وَيْحَكَ، أَحِبُّونَا لِلَّهِ، فَإِنْ أَطَعْنَا اللَّهَ فَأَحِبُّونَا، وَإِنْ عَصَيْنَا اللَّهَ -[1484]- فَأَبْغِضَونَا، §وَلَوْ كَانَ اللَّهُ نَافِعًا أَحَدًا بِقَرَابَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِ طَاعَةٍ لَنَفَعَ بِذَلِكَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، قُولُوا فِينَا الْحَقَّ، فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فِيمَا تُرِيدُونَ، وَنَحْنُ نَرْضَى مِنْكُمْ

2691 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرَادٍ، قَالَ: نا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: §مَنْ زَعَمَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ طَاعَتَهُ مُفْتَرَضَةٌ عَلَى الْعِبَادِ فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ مِنْهُ بَرَاءٌ، إِلَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأُولِي الْأَمْرِ بَعْدَهُ

2692 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا يُوسُفُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَزْرَمِيِّ، قَالَ: أُتِيَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بِدَابَّةٍ يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَهَا فَلَمْ يَقْدِرْ، فَرَفَعْنَاهُ حَتَّى رَكِبَهَا، فَقَالَ: §اللَّهُمَّ اخْزِ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَوْ يَقُولُونَ: أَذْهَبُ فِي لَيْلَةٍ إِلَى الْكُوفَةِ، وَأَرْجِعُ مِنْ لَيْلَتِي

2693 - وَأنا أَحْمَدُ، أنا مُحَمَّدٌ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، نا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ: يَا سُدِّيُّ، §أَخْبِرْنَا عَنْ شِيعَتِنَا قِبَلَكُمْ بِالْكُوفَةِ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ قَوْمًا يَنْتَحِلُونَ حُبَّكُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْأَرْوَاحَ تَتَنَاسَخُ. فَقَالَ لِي: يَا سُدِّيُّ، كَذَبَ هَؤُلَاءِ، لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِنَّا، وَلَا نَحْنُ مِنْهُمْ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ عِنْدَنَا قَوْمًا يَنْتَحِلُونَكُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْعِلْمَ يُكْتَبُ فِي -[1485]- قُلُوبِكُمْ. فَقَالَ: يَا سُدِّيُّ، لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِنَّا، وَلَا نَحْنُ مِنْهُمْ، يَا سُدِّيُّ، مَنْ أَتَى مِنَّا الْفُقَهَاءَ وَجَالَسَهُمْ كَانَ عَالِمًا، وَإِنْ لَمْ يَأْتِهِمْ كَانَ مِنْهُمْ جَاهِلًا

2694 - وَأنا أَحْمَدُ، أنا مُحَمَّدٌ، ثنا أَحْمَدُ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَعْلَمُ كُلَّ مَا يَسْأَلُونَنَا عَنْهُ، وَلَغَيْرُنَا أَعْلَمُ مِنَّا

2695 - أنا أَحْمَدُ، أنا مُحَمَّدٌ، نا أَحْمَدُ، أنا مُصْعَبٌ، قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: §هَلْ فِيكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنْسَانٌ مُفْتَرَضٌ طَاعَتُهُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هَذَا فِينَا، وَمَنْ قَالَ هَذَا فَهُوَ كَذَّابٌ. وَذَكَرْتُ لَهُ الْوَصِيَّةَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَمَاتَ أَبِي وَمَا أَوْصَى بِحَرْفَيْنِ، قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، إِنْ كَانُوا لَيَأْكُلُونَ بِنَا

2696 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَقَالٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ لِأَبِي جَعْفَرٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ: «أَجْلِسُ؟» وَأَبُو جَعْفَرٍ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنْتَ رَجُلٌ مَشْهُورٌ، وَلَا أُحِبُّ أَنْ تَجْلِسَ إِلَيَّ. قَالَ: فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِ أَبِي جَعْفَرٍ وَجَلَسَ، فَقَالَ لِأَبِي جَعْفَرٍ: أَنْتَ إِمَامٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: §فَإِنَّ قَوْمًا بِالْكُوفَةِ يَزْعُمُونَ إِنَّكَ إِمَامٌ. قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ لَهُمْ؟ قَالَ: تَكْتُبُ إِلَيْهِمْ تُخْبِرُهُمْ. قَالَ: لَا يُطِيعُونَنِي، إِنَّمَا نَسْتَدِلُّ عَلَى مَنْ غَابَ عَنَّا بِمَا حَضَرَنَا، قَدْ أَمَرْتُكَ أَنْ لَا تَجْلِسْ فَلَمْ تُطِعْنِي، وَكَذَلِكَ أُولَئِكَ لَوْ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ مَا أَطَاعُونِي. فَلَمْ يَقْدِرْ أَبُو حَنِيفَةَ أَنْ يُدْخِلَ فِي الْكَلَامِ حَرْفًا وَاحِدًا

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل طلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي عبيدة بن الجراح

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضَائِلِ طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ

2697 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ ح 2698 - وَأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا غُنْدَرٌ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْرِ سَعْدٍ، فَإِنَّهُ يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلَ يَقُولُ: §«ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2699 - أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: نَثَلَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالَ: §«ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» -[1487]- أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2700 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: وَاللَّهِ §إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَقَدْ أُرِيتُنَا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقَ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرَ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَمُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ

2701 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ , وَسُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: " مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ فَقَامَ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: §«إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيِّ الزُّبَيْرُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَالْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ

2702 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ الزُّبَيْرَ حَوَارِيِّ وَابْنُ عَمَّتِي

2703 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ح، 2704 - وَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: نا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا سِنَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالُوا: هَذَا قَاتِلُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1489]- يَقُولُ: §«إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ»

2705 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ فِي اللَّهِ الزُّبَيْرُ، نَفْخَةٌ نَفَخَهَا الشَّيْطَانُ، أُخِذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ فَسَلَّ الزُّبَيْرُ سَيْفَهُ، ثُمَّ خَرَجَ يَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، قَالَ: " §مَا لَكَ يَا زُبَيْرُ؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّكَ أُخِذْتَ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُ وِلِسَيْفِهِ

2706 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ -[1490]-: جَاءَ بِشْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَجَفَاهُ وَقَالَ: هَكَذَا يُصْنَعُ بِأَهْلِ الْبَلَاءِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: بِفِيكَ الْحَجَرُ، §إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]

2707 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا عَمِّي، قَالَ: نا الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: «مَنِ الرَّجُلُ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» فَرَكِبَ الزُّبَيْرُ فَجَاءَ بِخَبَرِ الْقَوْمِ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَلَمَّا رَكِبَ الزُّبَيْرُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيِّ الزُّبَيْرُ وَابْنُ عَمَّتِي. قَالَ: وَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ أَبَوَيْهِ، فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَنُّ وَأَفْضَلُ

2708 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: نا أَبُو غَزِيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: مَرَّ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بِمَجْلِسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[1491]-، وَحَسَّانُ يُنْشِدُهُمْ شِعْرَهُ، وَهُمْ غَيْرُ نِشَاطٍ لِمَا يَسْمَعُونَ مِنْهُ، فَجَلَسَ مَعَهُمُ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ قَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ غَيْرَ أَذِنِينَ لِمَا تَسْمَعُونَ مِنْ شِعْرِ ابْنِ الْفُرَيْعَةِ؟ فَلَقَدْ كَانَ §يَعْرِضُ بِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُحْسِنُ اسْتِمَاعَهُ، وَيُحَرِّكُ عِنْدَهُ ثَوْبَهُ، وَلَا يُشْغَلُ عَنْهُ بِشَيْءٍ. فَقَالَ حَسَّانُ: [البحر الطويل] أَقَامَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ وَهَدْيِهِ ... حَوَارِيُّهُ وَالْقَوْلُ بِالْفِعْلِ يُعْدَلُ أَقَامَ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَطَرِيقِهِ ... يُوَالِي وَلِيَّ الْحَقِّ وَالْحَقُّ أَعْدَلُ هُوَ الْفَارِسُ الْمَشْهُورُ وَالْبَطَلُ الَّذِي ... يَصُولُ إِذَا مَا كَانَ يَوْمٌ مُحَجَّلُ إِذَا كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا الْحَرْبُ حَشَّهَا ... بِأَبْيَضَ سَبَّاقٍ إِلَى الْمَوْتِ يَرْفُلُ وَإِنَّ امْرَأً كَانَتْ صَفِيَّةُ أُمَّهُ ... وَمِنْ أَسَدٍ فِي بَيْتِهَا لَمُرَفَّلُ لَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قُرْبَى قَرِيبَةٌ ... وَمِنْ نُصْرَةِ الْإِسْلَامِ مَجْدٌ مُؤَثَّلُ وَكَمْ كُرْبَةٍ ذَبَّ الزُّبَيْرُ بِسَيْفِهِ ... عَنِ الْمُصْطَفَى وَاللَّهُ يُعْطِي وَيُجْزِلُ ثَنَاؤُكَ خَيْرٌ مِنْ فِعَالِ مَعَاشِرٍ ... وَفِعْلُكَ يَا ابْنَ الْهَاشِمِيَّةِ أَفْضَلُ

2709 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ح، 2710 - وَأَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: أنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«أَوْجَبَ طَلْحَةُ يَوْمَ أُحُدٍ»

2711 - أنا جَعْفَرٌ، قَالَ: أنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا شَبَابٌ الْعُصْفُرِيُّ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: لَمَّا صَعِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْلُوَ صَخْرَةً، §فَبَرَكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى عَلَا الصَّخْرَةَ

2712 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: §رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ الَّتِي وَقَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ قَدْ شُلَّتْ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2713 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: نا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ خَمْسَمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَقُولُ: §عَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ

2714 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«بَاءَ طَلْحَةُ بِالْجَنَّةِ»

2715 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا. فَبَعَثَ مَعَهُمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَقَالَ: §«هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ»

2716 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلُوهُ أَنْ يَبْعَثَ مَعَهُمْ رَجُلًا يُعَلِّمُهُمْ، فَبَعَثَ مَعَهُمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، وَقَالَ: §«هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادٍ

2717 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِسْكِينُ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ رُزَيْقٍ، قَالَ: نا الْجُدِّيُّ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ -[1495]-: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: ابْعَثْ لَنَا رَجُلًا أَمِينًا. فَقَالَ: «§لَأَبْعَثَنَّ أَمِينًا حَقَّ الْأَمِينِ. قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2718 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: نا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبَاحُ بْنُ الْحَارِثِ ح وَأنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: نا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، فَحَيَّاهُ الْمُغِيرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ، فَسَبَّ وَسَبَّ، فَقَالَ: يَا مُغِيرَةُ أَلَا تَسْمَعُ؟ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسَبُّونَ عِنْدَكَ لَا تُنْكِرُ وَلَا تُغَيِّرُ؟ أَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَكْذِبُ عَلَيْهِ كَذِبًا يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ» ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ. قَالَ: فَرَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ التَّاسِعُ؟ قَالَ -[1496]-: نَاشَدْتُمُونِي بِاللَّهِ، وَاللَّهِ الْعَظِيمِ أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَسُولُ اللَّهِ الْعَاشِرُ. ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ يَمِينًا، وَاللَّهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغَبِّرُ وَجْهَهُ أَفْضَلُ مِنْ عُمْرِ أَحَدِكُمْ، وَلَوْ عُمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

2720 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ لَالٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْحَافِظُ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الشَّافِعِيُّ الْمَعْرُوفُ بعَبْدَانَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: نَزَلَ عَلِيُّ بْنُ الْجَهْمِ بِشِيرَازَ، فَقَالَ لِي: أَخُصُّكَ بِحَدِيثٍ؟ فَقُلْتُ: افْعَلْ. قَالَ: قَالَ لِيَ الْمُتَوَكِّلُ: يَا عَلِيُّ هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعَشَرَةُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْجَنَّةِ» ، أَيُّ حَدِيثٍ هُوَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَصَحُّ حَدِيثٍ. قَالَ: فَمَنْ رَوَاهُ؟ -[1497]- قُلْتُ: رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عَشَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ» فَقَالَ: مَا أَحْسَنَهُ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ حَضَرَنِي شَيْءٌ فَأَقُولُهُ؟ قَالَ: قُلْ. فَقُلْتُ: [البحر السريع] مُحَمَّدٌ خَيْرُ بَنِي النَّضْرِ ... حَكَاهُ بِالْعَدْلِ أَبُو بَكْرِ صَدِيقُ خَيْرِ الْخَلْقِ لَا وَانِيًا ... فِي نَصْرِهِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَثَالِثُ الْقَوْمِ الَّذِي بَعْدَهُمْ ... يَخْلُفُهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ذَاكَ أَبُو حَفْصٍ مِثْلُهُ ... يَكُونُ حَتَّى آخِرِ الدَّهْرِ سُبْحَانَ مَنْ أَكْرَمُهُمْ بِالتُّقَى ... وَصَيَّرَ الْأَبْرَارَ فِي قَبْرِ هَذَا هُوَ الْفَخْرُ وَلَا غَيْرُهُ ... مَا بَعْدَ ذَلِكَ الرَّمْسِ مِنْ فَخْرِ وَرَابِعُ الْقَوْمِ إِمَامُ الْهُدَى ... عُثْمَانُ ذُو النُّورِ أَبُو عَمْرِو كَفَى رَسُولَ اللَّهِ مَا هَمَّهُ ... وَجَيَّشَ الْجَيْشَ لَدَى الْعُسْرِ -[1498]- يَخْمِسُهُمُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ... إِمَامُ عَدْلٍ ظَاهِرُ النَّصْرِ صَاحِبُ صِفِّينَ وَمَا قَبْلَهَا ... إِلَى حُنَيْنٍ وَإِلَى بَدْرِ وَطَلْحَةُ الْخَيْرِ لَهُمْ سَادِسٌ ... أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنَ الْكُفْرِ وَسَابِعُ الْقَوْمُ الزُّبَيْرُ الَّذِي ... كَانَ حَلِيفَ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ هَذَا وَسَعْدٌ لَهُمْ ثَامِنٌ ... مَعَ ابْنِ عَوْفٍ طَيِّبِ النَّثْرِ وَحَمْزَةُ السَّيِّدُ فِي قَوْمِهِ ... عَلَى وُجُوهِ الْقَوْمِ كَالْبَدْرِ وَسَيِّدُ الْخَلْقِ فَلَا تَمْتَرِي ... أَبُو الْمُلُوكِ السَّادَّةِ الزُّهْرِ فَالْمُلْكُ فِيهِمْ أَبَدًا ثَابِتٌ ... مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَى الْحَشْرِ قَالَ: فَضَحِكَ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَالًا عَظِيمًا، يَعْنِي فَقَسَمَهُ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَقُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَعْطَانِي مِنْهُ صَدْرًا صَالِحًا

سياق ما روي من فضائل العباس وحمزة عمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضوان الله عليهما وغيرهما

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ فَضَائِلِ الْعَبَّاسِ وَحَمْزَةَ عَمَّيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَغَيْرِهِمَا

2721 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ نَبِيِّكُمْ، أَجْوَدُ كَفٍّ وَأَوْصَلُهَا»

2722 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِذَا لَقِيَ قُرَيْشٌ بَعْضُهُمُ بَعْضًا لَقُوهُمْ بِالْبِشَارَةِ، وَإِذَا لَقِينَاهُمْ لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا. قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ -[1500]- وَلِرَسُولِهِ»

2723 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا مُحَاضِرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ ح وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ نَجِيءُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ وَيَقْطَعُونَ حَدِيثَهُمْ. فَقَالَ: «وَاللَّهِ §لَا يَدْخُلُ قَلْبَ أَحَدِهِمُ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِكُمْ مِنِّي» -[1501]- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ يَحْيَى

2725 - وَأنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا يَحْيَى، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زَمَنٍ مِنَ الْقَيْظِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ، فَقَامَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْتُرُهُ، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: §«اللَّهُمَّ اسْتُرِ الْعَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ»

2726 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ فِي أَبٍ كَانَ لِلْعَبَّاسِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ. فَلَبِسَ الْقَوْمُ السِّلَاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ؟» قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: «§فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ؛ لَا تَسُبُّوا مَوْتَانَا، فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا» . قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

2727 - أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي الزُّبَيْرِ مَوْلَى النَّوْفَلِيِّينَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي أَذْهَبْ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى أُهَاجِرَ إِلَيْكَ، فَأَكُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْعُدْ يَا عَمِّ؛ §فَإِنَّكَ خَاتَمُ الْمُهَاجِرِينَ كَمَا أَنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ»

2728 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ ابْنُ مَنِيعٍ ح وَحَدَّثَنَا، يَعْنِي دَاوُدَ، مَرَّةً أُخْرَى عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ -[1503]- مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو رِشْدِينَ كُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: §«إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُجِلُّ الْعَبَّاسَ إِجْلَالَ الْوَلَدِ وَالِدَهُ، خَاصَّةً خَصَّ اللَّهُ الْعَبَّاسَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَمَا يَنْبَغِي لِلنَّبِيِّ أَنْ يُجِلَّ أَحَدًا إِلَّا وَالِدًا أَوْ عَمًّا»

2730 - وَثَنَا عِيسَى، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «أَخَذَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَقَبَةِ حِينَ وَافَاهُ سَبْعُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ، §وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَاشْتَرَطَ لَهُ، وَذَلِكَ فِي عِزَّةِ الْإِسْلَامِ وَأَوَّلِهِ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ أَحَدٌ عَلَانِيَةً»

2731 - وَأَنَا عِيسَى، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: " ابْنَ أَخِي , لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ تَعْظِيمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَمْرًا عَجَبًا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَأْخُذُهُ الْخَاصِرَةُ، ثُمَّ أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَاشْتَدَّتْ بِهِ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخِفْنَا عَلَيْهِ، وَفَزِعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَظَنَنَا أَنَّ بِهِ ذَاتَ الْجَنْبِ، فَلَدَدْنَاهُ، ثُمَّ إِنَّهُ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفَاقَ، فَعَرَفَ أَنَّهُ قَدْ لَدَدْنَاهُ، وَوَجَدَ أَثَرَ اللَّدُودِ، فَقَالَ -[1504]-: «ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَلَّطَهَا عَلَيَّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ إِلَّا عَمِّي. فَرَأَيْتُهُمْ يَلُدُّونَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا» اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ

2732 - أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقَطَّانُ، قَالَ: نا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ رَبِّي. قَالَ: «يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، §سَلِ اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»

2733 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، نا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَالِهِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيِّزٍ لِأَبِي طَالِبٍ إِذْ أَشْرَفَ عَلَيْنَا، فَبَصُرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا عَمِّ، أَلَا تَنْزِلُ فَتُصَلِّيَ مَعَنَا» ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي -[1505]-، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ عَلَى الْحَقِّ، وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ أَسْجُدَ فَتَعْلُوَنِي اسْتِي، وَلَكِنِ انْزِلْ يَا جَعْفَرُ فَصِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ. فَنَزَلَ جَعْفَرٌ، فَصَلَّى يَسَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ الْتَفَتَ إِلَى جَعْفَرٍ، فَقَالَ: «أَمَا §إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَصَلَكَ بِجَنَاحَيْنِ تَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا وَصَلْتَ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ»

2734 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا جَدِّي، قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، ح 2735 - وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: §السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2736 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: نا عَارِمٌ، قَالَ: نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَهُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ -[1506]-: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى، ثُمَّ يَضُمُّنَا ثُمَّ يَقُولُ: §«اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا»

2737 - أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: نا هَوْذَةُ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: §«اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2738 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنَا ابْنُ أَبِي مَذْعُورٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْحَسَنِ: §«اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2739 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ، ح 2740 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّأْسِ إِلَى الصَّدْرِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ " وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ: «كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَشْبَهَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّدْرِ إِلَى أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ»

2741 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَ: نا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: نا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ -[1508]- اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§نَحْنُ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، نَحْنُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَا وَعَلِيٌّ وَحَمْزَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْمَهْدِيُّ»

فضائل أمهات المؤمنين

§فَضَائِلُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ

2742 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ»

2743 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَيْلَانَ الْخَرَّازُ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: نا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ , وَهُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: §بَشَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

2744 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَيْرُوزَ وَأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ -[1510]-، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

2745 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُعَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ، وَإِذَا رَجَعَ كَانَ أَوَّلُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ»

2746 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، ح 2747 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، قَالَ: ح 2748 - ونَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[1511]-: «§كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2749 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنِّي رَأَيْتُكِ قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ: رَأَيْتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: اكْشِفْ، فَكَشَفَ، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ "

2750 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: نا يُوسُفُ الْمَاجِشُونُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ أَزْوَاجُكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «إِنَّكِ مِنْهُنَّ. فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ ذَلِكَ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرِي»

2751 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا أَبُو حَامِدٍ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: نا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: نا زَكَرِيَّاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرًا الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ. قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "

2752 - أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكِ؟» فَقَالَتْ: سَبَّتْنِي فَاطِمَةُ. فَقَالَ: «يَا فَاطِمَةُ سَبَبْتِ عَائِشَةَ؟» قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: §أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ، وَتُبْغِضِينَ مَنْ أُبْغِضُ؟ قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: «فَإِنِّي أُحِبُّ عَائِشَةَ، فَأَحِبِّيهَا» . قَالَتْ: فَإِنِّي لَا أَقُولُ لِعَائِشَةَ شَيْئًا يُؤْذِيهَا أَبَدًا

2753 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ -[1513]-، قَالَ: نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، نا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: «§تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِي، وَفِي بَيْتِي، وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2754 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْخَيَّاطُ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَدْخَلَتْهُ، فَقَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ تُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ، §إِنَّكِ كُنْتِ مِنْ أَحَبِّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَكَانَ لَا يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، وَنَزَلَتْ فِيكِ آيَاتٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَلَيْسَ بِمَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ. فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْ تَزْكِيَتِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا "

2755 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ، نا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامٍ السَّوَّافُ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، سَأَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ -[1514]-: «عَائِشَةُ» . قَالَ: لَسْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ النِّسَاءِ، عَنِ الرِّجَالِ. قَالَ: «أَبُوهَا»

2756 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: وَقَالَ حَيْوَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي، فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ، وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ» . فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ. قَالَ: فَقَالَ: لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَسُرُّكِ دُعَائِي» ؟ قَالَتْ: وَمَا بِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ. قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ

2757 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: نا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيثِهَا، وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ اقْتِصَاصًا، وَوَعَيْتُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ -[1515]- الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، ذَكَرُوا أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا اقْتَرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ، وَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حَتَّى فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوِهِ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ أَذِنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ أَذِنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَنِي فِيهِ، فَحَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّي فِيهِ، وَكَانَتِ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبَّلْنَ، وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ؛ لِمَا يَأْكُلُونَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَحَلُوهُ، فَرَفَعُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا، وَوَجَدْتُ الْعِقْدَ بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ لَهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ مُعَطَّلٍ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِيَ بِجِلْبَابِي , وَوَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً، وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ عَلَى يَدِهَا، فَرَكِبْتُ، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ -[1516]- أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُهَا شَهْرًا، §وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، وَلَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي. . . . . . اللُّطْفِ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُسَلِّمُ وَيَقُولُ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟ فَذَلِكَ يَحْزُنُنِي» ، وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقَهْتُ، وَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَلَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأُوَلِ فِي التَّنَزُّهِ، كُنَا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عَنْ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا ابْنَةُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَابْنَةُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ، أَتَسُبِّينَ رَجُلًا قَدْ شَهِدَ بَدْرًا؟ قَالَتْ: أَيْ هَنَاهْ أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «كَيْفَ تِيكُمْ؟» قُلْتُ: تَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَتْ: وَأَنَا أُرِيدُ حِينَئِذٍ أَنْ أَتَيَقَّنَ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ، فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّهْ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا. قَالَتْ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ. قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَعْلَمُهُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا -[1517]- رَسُولَ اللَّهِ، هُمْ أَهْلُكَ، وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ. قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقَالَ: أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ شَيْئًا يُرِيبُكِ مِنْ عَائِشَةَ؟ قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ وَإِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي؟ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي» . فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: أَعْذُرُكَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. قَالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَأَنْتَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ. فَثَارَ الْحَيَّانِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ. قَالَتْ: وَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، ثُمَّ بَكَيْتُ لَيْلَتِي الْمُقْبِلَةَ لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَأَبَوَايَ يَظُنَّانِ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبَيْنَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي. قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ -[1518]- اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ. قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ، وَلَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي. قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْ

2758 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى النَّسَوِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ -[1520]- بْنُ الْوَلِيدِ، نا حَفْصٌ الْحَلَبِيُّ , مَوْلَى. . . . عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §" أُعْطِيتُ تِسْعًا لَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا مِنَ النِّسَاءِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ بِصُورَتِي فِي كَفِّهِ، وَأَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَتَزْوِيجِي، وَتَزَوَّجَنِي بِكْرًا، وَلَمْ يُزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرِي، وَقُبِضَ وَرَأْسُهُ فِي نَحْرِي، وَقَبْرُهُ فِي بَيْتِي، وَحَفَّتِ الْمَلَائِكَةُ بَيْتِي، وَكَانَ يَنْزِلُ الْوَحْيُ فَيُفَرِّقُ عَنْهُ أَهْلَهُ، وَيَنْزِلُ وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافِهِ، وَأَنَا ابْنَةُ خَلِيفَتِهِ وَصَدِيقِهِ، وَنَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ فِي الْقُرْآنِ، وَجُعِلْتُ طَيِّبَةً لِطَيِّبٍ، وَوُعِدْتُ مَغْفِرَةً وَرِزْقًا كَرِيمًا "

2759 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، نا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَعْلَمَ بِطِبٍّ وَلَا بِفِقْهٍ وَلَا بِشِعْرٍ مِنْ -[1521]- عَائِشَةَ

2760 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْآدَمِيُّ، نا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْوَشَّاءُ، أنا شَبَابَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، قَالَ: " جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ إِلَى عَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّهْ. فَقَالَتْ: مَا أَنَا لَكَ بِأُمٍّ. قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ وَإِنْ كَرِهْتِ، §وَإِنَّكِ لَزَوْجَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

2761 - وَأَنَا عَلِيٌّ، ثنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، نا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ذَكَرَ عَائِشَةَ، فَقَالَ: §لَوْ كَانَتِ امْرَأَةٌ تَكُونُ خَلِيفَةً لَكَانَتْ عَائِشَةُ خَلِيفَةً

2762 - وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، ثنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: §كَانَتْ عَائِشَةُ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَحْسَنَ النَّاسِ رَأْيًا فِي الْعَامَّةِ

2763 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، نا مِنْجَابٌ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ -[1522]-: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْخَى، كَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهُ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ فَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا لِغَدٍ

2764 - وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، نا قَبِيصَةُ، نا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ §تَقْسِمُ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَهِيَ تُرَقِّعُ دِرْعَهَا "

2765 - وَأَنَا عَلِيٌّ، نا أَحْمَدُ، ثنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، نا حَبَّانُ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيَّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْلَغَ مِنْ عَائِشَةَ

2766 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا هَارُونُ، يَعْنِي ابْنَ مَعْرُوفٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: " سَأَلَ مُعَاوِيَةُ زِيَادًا: §أَيُّ النَّاسِ أَبْلَغُ؟ قَالَ: أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ. قَالَ: أَمَّا إِذَا عَزَمْتَ عَلَيَّ فَعَائِشَةُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَمَا إِنَّهَا مَا فَتَحَتْ بَابًا قَطُّ تُرِيدُ أَنْ تُغْلِقَهُ إِلَّا أَغْلَقَتْهُ، وَلَا أَغْلَقَتْ بَابًا تُرِيدُ أَنْ تَفْتَحَهُ إِلَّا فَتَحَتْهُ

2767 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، نا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خُطْبَةَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَالْخُلَفَاءِ بَعْدُ , §فَمَا سَمِعْتُ الْكَلَامَ مِنْ فِي مَخْلُوقٍ أَفْخَمَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْ فِي عَائِشَةَ أُمِّ -[1523]- الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

2768 - أنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِينِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا ذُكِرَتْ عِنْدَ رَجُلٍ فَسَبَّهَا، فَقِيلَ: أَتَسُبُّ أُمَّكَ؟ قَالَ: مَا هِيَ أُمِّي. فَبَلَغَهَا، فَقَالَتْ: صَدَقَ، §أَنَا أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَمَّا الْكَافِرُونَ فَلَسْتُ لَهُمْ بِأُمٍّ

وَأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا أَمُّ عُمَرَ بِنْتُ حَسَّانَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَتْ: حَدَّثَنِي صَاحِبِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: §لَا يَنْتَقِصُنِي أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا تَبَرَّأْتُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ

2770 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: نا نَهَارٌ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: §مَا زَنَتِ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطُّ

سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَضَائِلِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

2771 - أنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ح 2772 - ونَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا الْوَلِيدُ، قَالَ: نا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ إِلَى قُبَاءٍ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَتُطْعِمُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَأَطْعَمَتْهُ، وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَتْ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «§نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ، غُزَاةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكٌ عَلَى الْأَسِرَّةِ» أَوْ قَالَ: مِثْلُ الْمُلُوكِ "، شَكَّ إِسْحَاقُ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِيَ مِنْهُمْ. فَقَالَ: «أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ» . فَرَكِبَتْ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حَيْثُ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ فَمَاتَتْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2773 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَتِ إِدْوَاةٌ يَحْمِلُهَا أَبُو هُرَيْرَةَ يُوَضِّئُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ مُعَاوِيَةُ إِدْوَاةً مِثْلَهَا، وَكَانَ يَتَّبِعُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ، وَقَالَ: «§إِنْ وُلِّيتَ أَمْرًا فَاتَّقِ اللَّهَ وَاعْدِلْ» 2774 - قَالَ مُعَاوِيَةُ: قَدْ عَرَفْتُ أَنِّي لَا أُفَارِقُ الدُّنْيَا حَتَّى أُبْتَلَى؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ وُلِّيتَ أَمْرًا فَاتَّقِ اللَّهَ وَاعْدِلْ»

2775 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَاسِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ وَقَدْ حَبَسَ الْعَطَاءَ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ: " يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ لَيْسَ بِمَالِكَ وَلَا مَالِ أَبِيكَ وَلَا مَالِ -[1526]- أُمِّكَ. فَأَشَارَ مُعَاوِيَةُ إِلَى النَّاسِ أَنِ امْكُثُوا، وَنَزَلَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ ذَكَرَ أَنَّ هَذَا الْمَالَ لَيْسَ بِمَالِ أَبِي وَلَا مَالِ أُمِّي، وَصَدَقَ أَبُو مُسْلِمٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§الْغَضَبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَالشَّيْطَانُ مِنَ النَّارِ، وَالْمَاءُ يُطْفِئُ النَّارَ» ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَغْتَسِلْ. اغْدُوا عَلَى أُعْطِيَاتِكُمْ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ "

2776 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ. . . . السَّكْسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْقَاسِمِ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ الْحُبُلَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَشَارَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي شَيْءٍ، فَقَالَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» . قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَا: أَمَا كَانَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مَا يَجِدُونَ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» . فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: §«حَمِّلُوهُ أَمْرَكُمْ؛ فَإِنَّهُ قَوِيٌّ أَمِينٌ»

2777 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِمُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ»

2778 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَبُو مُسْهِرٍ، نا سَعِيدٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ -[1528]- أَبِي عَمِيرَةَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مُعَاوِيَةَ: «§اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مُهْتَدِيًا، وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ»

2779 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، سَكَنَ الدُّجَيْلَ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . فَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ قَالَ مِنَ الْغَدِ وَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ قَالَ مِنَ الْغَدِ مِثْلَ ذَلِكَ فَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذَا هُوَ؟ قَالَ: «هَذَا هُوَ» . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَنْتَ مِنِّي يَا مُعَاوِيَةُ وَأَنَا مِنْكَ، أَنْتَ تُزَاحِمُنِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ» السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى قَالَ: وَجَمَعَهُمَا

2780 - أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُرْجَانِيُّ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، نا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَلَا يُقَاعِدُونَهُ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ. قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ: أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ أُزَوِّجُكَهَا. قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: §مُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بَيْنَ يَدَيْكَ. قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: وَتُمِدُّنِي حَتَّى أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كَمَا كُنْتُ أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: «نَعَمْ» ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ، وَأَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

2781 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: نا أَبُو سُفْيَانَ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: نا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ -[1530]-: §مَا رَأَيْتُ رَجُلًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: عُمَرُ كَانَ خَيْرًا مِنْهُ، وَكَانَ هُوَ أَسْوَدَ مِنْهُ

2782 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: نا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، §أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ كَانَا يَقْبَلَانِ جَوَائِزَ مُعَاوِيَةَ

2783 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الطَّبَّاعُ، قَالَ: نا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: نا الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْثَنَى فَسَلَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَرَآنِي كَأَنِّي تَعَجَّبْتُ أَوْ قَالَ: سَرَّنِي. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا الدِّينَ الَّذِي أَدِينُ اللَّهَ بِهِ، §وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: خَزَاهُ اللَّهُ أَوْ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ، وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا

2784 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنَا الْحَسَنُ بْنُ -[1531]- عَرَفَةَ، ثنَا عَنْبَسُ بْنُ مَرْحُومِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، ثنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَحِبُّوا قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ»

2785 - أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، قَالَ: نا رِيَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ أَيْنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؟ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لَا يُقَاسُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، مُعَاوِيَةُ صَاحِبُهُ، وَصِهْرُهُ، وَكَاتِبُهُ، وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِ اللَّهِ، وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§دَعُوا لِي أَصْحَابِي وَأَصْهَارِي، فَمَنْ سَبَّهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»

2786 - أنبا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ -[1532]- بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَلَيْسَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ صِهْرٍ وَكُلُّ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ إِلَّا صِهْرِي وَنَسَبِي؟» قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: §هَذِهِ كُلُّهَا لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ

م وَوَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ وَالِدِ أَبِي أَحْمَدَ وَأَبِي طَاهِرٍ، قَالَ: نا أَبُو الْقَاسِمِ بُكَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، نا أَبُو أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: ثنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ خَلِيلٍ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ قَوْمٍ مِنَ الْكُتَّابِ، فَتَنَاوَلُوا مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقُمْتُ مُغْضَبًا، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي، فَقَالَ لِي: «§تَعْرِفُ مَنْزِلَةَ أُمِّ حَبِيبَةَ مِنِّي؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ لِي: «مَنْ أَغْضَبَهَا فِي أَخِيهَا فَقَدْ أَغْضَبَنِي»

2787 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: «أَمَّا بَعْدُ، §فَاتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ كَفَاكَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ إِذَا اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَمْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»

2788 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، نا يَحْيَى، نا الْحُسَيْنُ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْوَرْدِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أَنِ اكْتُبِي إِلَيَّ بِكِتَابٍ تُوصِينِي فِيهِ، وَلَا تُكْثِرِينَ فِيهِ، وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ. فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §" مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ

2789 - أنا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أنا يَحْيَى، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ بُرْقَانَ , يَعْنِي جَعْفَرًا أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُعَاتِبُهُ فِي التَّأَنِّي، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: " أَمَّا بَعْدُ -[1534]-، §فَإِنَّ التَّفَهُّمَ فِي الْخَبَرِ زِيَادَةٌ وَرُشْدٌ، وَإِنَّ الرَّاشِدَ مَنْ رَشَدَ عَنِ الْعَجَلَةِ، وَإِنَّ الْخَائِبَ مَنْ خَابَ عَنِ الْأَنَاةِ، وَإِنَّ الْمُتَثَبِّتَ مُصِيبٌ أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُصِيبًا، وَإِنَّ الْعَجِلَ مُخْطِئٌ أَوْ كَادَ أَنْ يَكُونَ مُخْطِئًا، وَإِنَّهُ مَنْ لَا يَنْفَعْهُ الرِّفْقُ يَضُرَّهُ الْخَرْقُ، وَمَنْ لَا تَنْفَعْهُ التَّجَارِبُ لَا يُدْرِكِ الْمَعَالِيَ وَلَا يَبْلُغْ مَبْلَغَ الرَّأْيِ، حَتَّى يَغْلِبَ عِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَصَبْرُهُ شَهْوَتَهُ، وَلَا يَبْلُغُ ذَلِكَ إِلَّا بِقُوَّةِ الْحِلْمِ

2790 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: نا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §الدُّهَاةُ أَرْبَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ لِلْأَنَاةِ وَالْحِلْمِ، وَعَمْرٌو لِلدَّاهِيَةِ وَالْحَرْبِ، وَالْمُغِيرَةُ لِلْمُعْضِلَاتِ الشَّدَائِدِ، وَزِيَادٌ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ

2791 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسٌ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: مَرِضَ مُعَاوِيَةُ مَرَضًا عِيدَ فِيهِ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُ ذِرَاعَيْهِ كَأَنَّهَا عَسِيبُ نَخْلٍ وَهُوَ يَقُولُ: §هَلِ الدُّنْيَا إِلَّا مَا ذُقْنَا وَجَرَّبْنَا , وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَا أَغْبُرُ فِيكُمْ فَوْقَ ثَلَاثٍ حَتَّى أَلْحَقَ بِاللَّهِ. قَالُوا: إِلَى مَغْفِرَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ. قَالَ: إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ قَضَاءٍ لِي، قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنِّي لَمْ آتِ، وَمَا كُرِهَ إِلَيْهِ غَيْرُهُ

2792 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ -[1535]- الْحَسَنِ، قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَ: نا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ دَعَا أَبَا سُفْيَانَ يُعَزِّيهِ بِابْنِهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ: مَنْ جَعَلْتَ عَلَى عَمَلِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: §جَعَلْتُ أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ، وَابْنَاكَ مُصْلِحَانِ، وَلَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَنْزِعَ مُصْلِحَيْنِ

2793 - أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " §فُقِدَتِ الْأَصْوَاتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا يَقُولُ: يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ، وَالْمُسْلِمُونَ يَقْتَتِلُونَ. . .، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ. . . ابْنُهُ يَزِيدَ

2794 - أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا. . . . . قَالَ: نا شَبَابَةُ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنَا مُجَاهِدٌ، قَالَ: سَارَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى عُمَرَ يَسْتَعْدِيهِ عَلَى أَبِي سُفْيَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ ظَلَمَنِي حَدِّي بِمَكَّةَ. فَقَالَ عُمَرُ: " §فَأَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ الْحَدِّ، وَلَرُبَّمَا لَعِبْتُ أَنَا وَأَنْتَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ غِلْمَانٌ، فَإِذَا قَدِمْتَ مَكَّةَ فَأْتِنِي. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عُمَرُ مَكَّةَ أَتَاهُ الْمَخْزُومِيُّ، وَجِيءَ بِأَبِي سُفْيَانَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ مَعَهُ إِلَى ذَلِكَ الْحَدِّ، فَقَالَ: غَيِّرْ يَا أَبَا سُفْيَانَ، فَخُذْ هَذَا -[1536]- الْحَجَرَ مِنْ هَاهُنَا، فَضَعْهُ هَاهُنَا. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا تَفْعَلَنَّ. قَالَ: وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: فَعَلَاهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: خُذْ لَا أُمَّ لَكَ. قَالَ: فَأَخَذَهُ أَبُو سُفْيَانَ، فَوَضَعَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي أَمَرَهُ عُمَرُ. قَالَ: فَكَأَنَّ عُمَرُ دَخَلَهُ مِمَّا صَنَعَ بِأَبِي سُفْيَانَ شَيْءٌ، فَاسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، وَقَالَ: " اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ لَمْ تُمِتْنِي حَتَّى غَلَبْتَ أَبَا سُفْيَانَ عَلَى هَوَاهُ، وَذَلَّلْتَهُ لِي بِالْإِسْلَامِ. قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ الْبَيْتَ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ لَمْ تُمِتْنِي حَتَّى أَدْخَلْتَ قَلْبِي مِنَ الْإِسْلَامِ مَا ذَلَّلْتَنِي بِهِ لِعُمَرَ

سياق ما روي من إمارة معاوية وتسليم الحسن بن علي الأمر إليه

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ وَتَسْلِيمِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَمْرَ إِلَيْهِ

2795 - أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ح 2796 - وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا نَصْرٌ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَحَسَنٌ مَعَهُ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: «§إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

2797 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: نا دَاوُدُ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: نا شُعْبَةُ أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُرِيدُ الْخِلَافَةَ. فَقَالَ: §كَانَتْ جَمَاجِمُ الْعَرَبِ بِيَدِي، يُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ، وَيُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ، فَتَرَكْتُهَا الْتِمَاسَ رَحْمَةِ اللَّهِ، ثُمَّ ابْتُلِيَ بِهَا نَاسٌ. . .

2798 - نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ -[1538]- غِيَاثٍ الْقَاضِي، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: نا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ وَفَاةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " §إِنَّ كُلَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَإِنَّ أَمْرَ اللَّهِ وَاقِعٌ وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنَّ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ، فَهَرَاقَ فِيهِ مِحْجَمَةً مِنْ دَمٍ، قَدْ عَلِمْتُ مَا يَنْفَعُنِي مِمَّا يَضُرُّنِي، فَالْحَقُوا بِمَطِيِّكُمْ

2799 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: عَلِمَ مُعَاوِيَةُ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ كَانَ أَكْرَهَ النَّاسَ للِفتْنَةِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيٌّ بَعَثَ، فَأَصْلَحَ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ سِرًّا، وَأَعْطَاهُ مُعَاوِيَةُ عَهْدًا إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ وَالْحَسَنُ حَيٌّ لَيَجْعَلَنَّ الْأَمْرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا تَوَثَّقَ مِنْهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ الْحَسَنِ إِذْ ذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ: يَا هَنَاهِ اجْلِسْ. فَجَلَسْتُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُتَابِعَنِي عَلَيْهِ. قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَغْدُوَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَنْزِلَهَا، وَأُخَلِّيَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ هَذَا الْحَدِيثِ، §فَقَدْ طَالَتِ الْفِتْنَةُ، وَسُفِكَتْ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَقُطِّعَتِ الْأَرْحَامُ، وَعُطِّلَتِ الْحُدُودُ وَالْفُرُوجُ، وَقُطِّعَتِ السُّبُلُ -[1539]-. قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، أَنَا مَعَكَ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ. ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي الْحُسَيْنَ. فَأُتِيَ بِهِ، فَأَعَادَ مِثْلَ قَوْلِهِ لِأَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تُكَذِّبَ عَلِيًّا فِي قَبْرِهِ، وَتُصَدِّقَ مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ أَمْرًا قَطُّ إِلَّا خَالَفْتَنِي إِلَى غَيْرِهِ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَقْذِفَكَ فِي بَيْتٍ وَأُطَيِّنَهُ عَلَيْكَ حَتَّى أَقْضِيَ مِنْ أَمْرِي. فَلَمَّا رَأَى الْحُسَيْنُ غَضَبَهُ، قَالَ: أَنْتَ أَكْبَرُ وَلَدِ عَلِيٍّ وَخَلِيفَتُهُ، فَرَأْيُنَا لِرَأْيِكَ تَبَعٌ، فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ. فَقَامَ الْحَسَنُ فَخَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي كُنْتُ أَكْرَهَ النَّاسِ لَأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ، وَإِنِّي أَصْبَحْتُ لِذِي حَقٍّ أَدَّيْتُ إِلَيْهِ حَقَّهُ أَحَقَّ مِنِّي، أَوْ حَقٍّ حَدَثَ فِي صَلَاحِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَلَّاكَ يَا مُعَاوِيَةُ هَذَا الْحَدَثَ، فَخَيْرٌ يَعْلَمُهُ عِنْدَكَ أَوْ شَرٌّ يَعْلَمُهُ فِيكَ، {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأنبياء: 111] ، ثُمَّ نَزَلَ

2800 - أنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: نا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَارِثِ بْنِ حُجْرٍ: مَا حَمَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَنْ يُبَايِعَ لِمُعَاوِيَةَ وَيُسَلِّمَ لَهُ الْأَمْرَ؟ قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ مَنْ يَقُولُ: §لَا تَكْرَهُوا إِمْرَةَ مُعَاوِيَةَ

سياق ما روي في مخازي الروافض الذين يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتدينون بذلك وكفرهم، وما نقل من حماقاتهم وترهاتهم

§سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي مَخَازِي الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يَسُبُّونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتَدَيَّنُونَ بِذَلِكَ وَكُفْرِهِمْ، وَمَا نُقِلَ مِنْ حَمَاقَاتِهِمْ وَتُرَّهَاتِهِمْ

2801 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيُّ، ح 2802 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ، قَالَ: نا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، فِي حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي، فَغَدَتْ إِلَيْهِ فَاطِمَةُ وَمَعَهَا عَلِيٌّ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " §أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ، أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا مَنْ يَزْعُمُ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْوَاهِبِ: وَإِنَّ لَمَنْ يَزْعُمُ، أَقْوَامٌ يُضَفِّرُونَ الْإِسْلَامَ ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ -[1541]- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، لَهُمْ نَبَزٌ، يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَهُمْ فَجَاهِدْهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ يُشْرِكُونَ ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الْعَلَامَةُ فِيهِمْ؟ قَالَ: «لَا يَشْهَدُونَ جُمُعَةً، وَلَا جَمَاعَةً، يَطْعَنُونَ عَلَى السَّلَفِ»

2803 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: نا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ الطَّائِيُّ الْأَثْرَمُ قَالَ: نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ فُضَيْلٌ: هُوَ ابْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي حُبَابٍ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتَهُ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ §إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَنَا قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ» وَقَالَ عَلِيٌّ: سَيَكُونُ بَعْدَنَا قَوْمٌ يَنْتَحِلُونَ مَوَدَّتَنَا، يَكْذِبُونَ عَلَيْنَا، مَارِقَةٌ , آيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَسُبُّونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرُ. قَالَهُ فُضَيْلٌ. قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ: دَخَلَ عَلَيَّ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعِيدٍ، فَذَكَرَ مِنْ قَرَابَتِي وَيُشَبِّهُنِي بِرَسُولِ اللَّهِ، وَكُنْتُ أَشْبَهَ وَأَنَا شَابٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَعَنَهُمَا وَبَرِئَ مِنْهُمَا. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَعِنْدِي؟ قَالَ: فَخَنَقْتُهُ -[1542]- تَخْنِيقًا. . . . .، فَإِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَمْرٍو، وَهُوَ أَحَدُهُمْ. . . . قَالَ: فَخَرَجْنَا وَنَحْنُ نَضْحَكُ، فَقَالَ الرَّافِضِيُّ: إِنَّمَا خَنَقَهُ بِالْكَلَامِ. قَالَ فُضَيْلٌ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَخَنَقْتَهُ بِالْكَلَامِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ خَنَقْتُهُ حَتَّى أَدْلَعَ لِسَانَهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ: يَقُولُ: مَرَقَتْ وَاللَّهِ عَلَيْنَا الرَّافِضَةُ كَمَا مَرَقَتِ الْحَرُورِيَّةُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ إِنَّ قَتْلَكَ لَقُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ. قَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنَّمَا تَقُولُ هَذَا تَمْزَحُ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِالْمَزْحِ، وَلَكِنَّهُ الْجِدُّ. وَمَا أَتْرُكُكَ لَوْ تَرَكْتُكَ إِلَّا لِجِوَارٍ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَئِنْ أَمْكَنَنَا اللَّهُ مِنْكُمْ لَنُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ. قَالَ فُضَيْلٌ: وَسَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ لَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا تَزْعُمُونَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ اخْتَارَ عَلِيًّا لِهَذَا الْأَمْرِ وَالْقِيَامِ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَرَكَ عَلِيٌّ أَمْرَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْ يَقُومَ بِهِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِهِ أَوْ يَعْذُرَ فِيهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ خَطِيئَةً وَذَنْبًا لَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا تَرَكَ أَمْرَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَقَالَ الرَّافِضِيُّ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» ؟ قَالَ: بَلَى، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ يَعْنِي بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِمْرَةَ وَالسُّلْطَانَ وَالْقِيَامَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَهُ لَأَفْصَحَ لَهُمْ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ كَمَا أَفْصَحَ لَهُمْ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ، فَمَنْ -[1543]- أَنْصَحُ كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

2804 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا فُضَيْلٌ، يَعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَةِ: «§وَاللَّهِ إِنَّ قَتْلَكَ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وَمَا أَمْتَنِعُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِالْجِوَارِ»

2805 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ إِجَازَةً، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا يَعْقُوبُ، قَالَ: أنا عُمَرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ يَقُولُ: §اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ لَهُمْ بِإِمَامٍ

2806 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ سَرِيَّةٌ لِعَلِيٍّ، سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: §يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلَامَ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. . . .

2807 - وَأَنَا مُحَمَّدٌ، أنا عَبْدَانُ، قَالَ سُمَيْعُونُ. . . . قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ أَبِي الْجَنَادِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: §يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ لَهُمْ نَبَزٌ يُقَالُ لَهُمُ الرَّافِضَةُ يُعْرَفُونَ بِهِ، يَنْتَحِلُونَ شِيعَتَنَا، وَلَيْسُوا مِنْ شِيعَتِنَا، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَسُبُّونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، أَيْنَمَا أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ

2808 - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ الْحَلِيمِيِّ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: نا فُضَيْلٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ شَهْرًا عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، وَلَا يَحْضُرُ جُمُعَةً وَلَا جَمَاعَةً، قَالَ: §هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ

2809 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: نا مَالِكٌ أَبُو هِشَامٍ، قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ مِسْعَرٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الرَّافِضَةِ قَالَ: فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ لَهُ مِسْعَرٌ: §تَنَحَّ عَنِّي فَإِنَّكَ شَيْطَانٌ

2810 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: نا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §مَا أَحَدٌ أَشْهَدَ عَلَى اللَّهِ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ

2811 - أنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: نا أَبُو زُرْعَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §مَا رَأَيْتُ فِي الْأَهْوَاءِ قَوْمًا أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ

2812 - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ -[1545]-: مَا تَقُولُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: " §قَدْ فَضَّلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ أَخَذَ رَجُلَيْنِ مِنَ الرَّافِضَةِ، فَقَالَ لَهُمَا: وَاللَّهِ لَإِنْ لَمْ تُخْبِرَانِي بِالَّذِي يَحْمِلُكُمَا عَلَى تَنَقُّصِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ لَأَقْتُلَنَّكُمَا. فَأَبَيَا، فَقَدَّمَ أَحَدَهُمَا فَضَرَبَ عُنُقَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ: وَاللَّهِ لَإِنْ لَمْ تُخْبِرْنِي لَأُلْحِقَنَّكَ بِصَاحِبِكَ. قَالَ: فَتُؤَمِّنِّي؟ قَالَ لَهُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّا أَرَدْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: لَا يُتَابِعُنَا النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَصَدْنَا قَصْدًا هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَتَابَعَنَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: مَا أَرَى الرَّافِضَةَ وَالْجَهْمِيَّةَ إِلَّا زَنَادِقَةً

2813 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا أَبُو غَسَّانَ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ شَيْخًا حَجَّاجًا، قَالَ: سَأَلْتُ الثَّوْرِيَّ: §يُصَلَّى خَلْفَ مَنْ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: لَا

أنا عُثَيٌّ. . . حَفْصٌ، قَالَ: أنا أَبُو الْهَيْثَمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْفٍ. . .، قَالَ نا أَبُو حَازِمٍ , إِبْرَاهِيمُ بْنُ. . . . بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَابِدٍ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ -[1546]- بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ: §فَمَا تَرَى فِي الصَّلَاةِ خَلْفَ مَنْ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: أَلَسْتَ تَجِدُ غَيْرَهُمْ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: لَا تُصَلِّ خَلْفَهُمْ

2815 - وَأَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ. . . . بِالْكُوفَةِ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: §لَوْ كَانَ رَافِضِيًّا مَا صَلَّيْتُ خَلْفَهُ

أنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: نا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِنْ جِنَازَةِ فُلَانٍ. قَالَ سُفْيَانُ: لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ سَنَةً، فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَلَا تَعُدْ، §نَظَرْتَ إِلَى رَجُلٍ يَشْتُمُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، فَاتَّبَعْتَ جَنَازَتَهُ؟

2817 - أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ النَّهْرَسَابِسِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْخَطِيبُ، قَالَ: نا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي. . . .، قَالَ: سَمِعْتُ الدُّورِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: §إِنَا لَا نَأْكُلُ ذَبِيحَةَ رَجُلٍ رَافِضِيٍّ، فَإِنَّهُ عِنْدِي مُرْتَدٌّ

2818 - أنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ طَاهِرٍ، قَالَ: أنا شَيْخُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ -[1547]- شُمَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ يَقُولُ: §الْقَدَرُ دِينُ الْخُوزِ، وَالرَّفْضُ دِينُ النَّبَطِ، وَالْإِرْجَاءُ دِينُ الْمُلُوكِ

2819 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: نا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نا أَبُو بِشْرٍ هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَزَّارُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ صُبَيْحٍ السَّمَّاكَ يَقُولُ: عَلِمْتُ أَنَّ أَصْحَابَ مُوسَى، وَأَنَّ النَّصَارَى لَا يَسُبُّونَ أَصْحَابَ عِيسَى، فَمَا بَالُكَ يَا جَاهِلُ تَسُبُّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، قَدْ عَلِمْتَ مِنْ أَيْنَ أُتِيتَ؟ §لَمْ يَشْغَلْكَ ذَنْبُكَ، أَمَا لَوْ شَغَلَكَ ذَنْبُكَ لَخِفْتَ رَبَّكَ، لَقَدْ كَانَ فِي ذَنْبِكَ شُغُلٌ عَنِ الْمُسِيئِينَ، وَيْحَكَ فَكَيْفَ لَمْ يَشْغَلْكَ عَنِ الْمُحْسِنِينَ؟ أَمَا لَوْ كُنْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ لَمَا تَنَاوَلْتَ الْمُسِيئِينَ وَرَجَوْتَ لَهُمْ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَلَكِنَّكَ مِنَ الْمُسِيئِينَ، فَمِنْ ثَمَّ عِبْتَ الشُّهَدَاءَ وَالصَّالِحِينَ، أَيُّهَا الْعَائِبُ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ نِمْتَ لَيْلَكَ، وَأَفْطَرْتَ نَهَارَكَ لَكَانَ خَيْرًا لَكَ مِنْ قِيَامِ لَيْلِكَ، وَصِيَامِ نَهَارِكَ مَعَ سُوءِ قَوْلِكَ فِي أَصْحَابِ نَبِيِّكَ، وَيْحَكَ، فَلَا قِيَامَ لَيْلٍ، وَلَا صِيَامَ نَهَارٍ، وَأَنْتَ تَتَنَاوَلُ الْأَخْيَارَ، وَأَبْشِرْ بِمَا لَيْسَ فِيهِ الْبُشْرَى إِنْ لَمْ تَتُبْ مِمَّا تَسْمَعُ وَتَرَى، وَيْحَكَ، هَؤُلَاءِ تَشَرَّفُوا فِي بَدْرٍ، وَهَؤُلَاءِ تَشَرَّفُوا فِي أُحُدٍ إِذْ إِنَّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ جَاءَ عَنِ اللَّهِ الْعَفْوُ عَنْهُمْ فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَّقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 155] -[1548]-، فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ؟ نَحْنُ نَحْتَجُّ لِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ قَالَ: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36] ، فَقَدْ عَرَّضَ لِلْعَاصِي بِالْغُفْرَانِ، وَلَوْ قَالَ: فَإِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أَوْ عَذَابُكَ عَذَابٌ أَلِيمٌ كَانَ قَدْ عَرَّضَ لِلِانْتِقَامِ، فِيمَنْ تَحْتَجُّ أَنْتَ يَا جَاهِلُ إِلَّا بِالْجَاهِلِينَ لِبِئْسَ الْخَلَفُ خَلَفٌ يَشْتُمُونَ السَّلَفَ , لَوَاحِدٌ مِنَ السَّلَفِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِنَ الْخَلَفِ، وَهَؤُلَاءِ جَاءَ الْعَفْوُ عَنْهُمْ فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ التَّقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 155] ، فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ؟، فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ؟

2820 - أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو الْفُضَيْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: نا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: نا يَحْيَى بْنُ حَيْوَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: §مَا أَرَى النَّاسَ ابْتُلُوا بِشَتْمِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لِيَزِيدَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ ثَوَابًا عِنْدَ انْقِطَاعِ عَمَلِهِمْ

2821 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: نا عِيسَى بْنُ حَامِدٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَمِّي جُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالُوا جَمِيعًا: نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا: §يَا رَبِّ اجْعَلْ أَهْلَ الْأَرْضِ لَا يَذْكُرُونِي إِلَّا بِخَيْرٍ -[1549]-. قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا يَحْيَى لَمْ أَجْعَلْ هَذَا لِي، فَأَجْعَلُهُ لَكَ؟

2822 - أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا أَقْبَلَ فِي عِمَامَةٍ يُقَالُ لَهَا السَّحَابُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا عَلِيٌّ أَبُو حَسَنٍ» أَوْ هَذَا أَبُو حَسَنٍ §قَدْ أَقْبَلَ فِي عِمَامَةِ السَّحَابَةِ " يَعْنِي عِمَامَةً عَلَى عَلِيٍّ. قَالَ جَعْفَرٌ: فَحَرَّفَ هَؤُلَاءِ، وَقَالُوا: عَلِيٌّ فِي السَّحَابِ

2823 - أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: نا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: نا. . . . .، قَالَ: أنا وُهَيْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: يَا مَالِكُ، لَوْ أَرَدْتُ أَنْ يُعْطُونِي رِقَابَهُمْ عَبِيدًا أَوْ أَنْ يَمْلَؤُوا بَيْتِي ذَهَبًا عَلَى أَنْ أَكْذِبَ لَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ لَفَعَلُوا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا كَذَبْتُ عَلَيْهِ أَبَدًا، يَا مَالِكُ، إِنَّنِي قَدْ §دَرَسْتُ الْأَهْوَاءَ كُلَّهَا، فَلَمْ أَرَ قَوْمًا هُمْ أَحْمَقُ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ، لَوْ كَانُوا مِنَ الدَّوَابِّ لَكَانُوا حُمُرًا، وَلَوْ كَانُوا مِنَ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَمًا، وَقَالَ: أُحَذِّرُكَ الْأَهْوَاءَ الْمُضِلَّةَ، وَشَرُّهَا الرَّافِضَةُ، وَذَلِكَ أَنَّ مِنْهُمْ -[1550]- يَهُودَ يَغْمِصُونَ الْإِسْلَامَ لِتَحْيَا ضَلَالَتُهُمْ كَمَا يَغْمِصُ بُولَسُ بْنُ شَاؤُلَ، مَلِكٌ، لِيَغْلِبُوا، لَمْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ رَغْبَةً وَلَا رَهْبَةً مِنَ اللَّهِ، وَلَكِنْ مَقْتًا لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَطَعْنًا عَلَيْهِمْ، فَأَحْرَقَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِالنَّارِ، وَنَفَاهُمْ مِنَ الْبُلْدَانِ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَإٍ، نَفَاهُ إِلَى سَابَاطَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبَابٍ نَفَاهُ إِلَى جَازَتَ، وَأَبُو الْكُرُوشِ وَابْنُهُ، وَذَلِكَ أَنَّ مِحْنَةَ الرَّافِضَةِ مِحْنَةُ الْيَهُودِ، قَالَتِ الْيَهُودُ: لَا يَصْلُحُ الْمُلْكُ إِلَّا فِي آلِ دَاوُدَ، وَقَالَتِ الرَّافِضَةُ: لَا تَصْلُحُ الْإِمَارَةُ إِلَّا فِي آلِ عَلِيٍّ، وَقَالَتِ الْيَهُودُ: لَا جِهَادَ فِي سَبِيلٍ حَتَّى يَخْرُجَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ، أَوْ يَنْزِلَ عِيسَى مِنَ السَّمَاءِ، وَقَالَتِ الرَّافِضَةُ: لَا جِهَادَ حَتَّى يَخْرُجَ الْمَهْدِيُّ، ثُمَّ يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَالْيَهُودُ يُؤَخِّرُونَ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ، وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ» ، وَالْيَهُودُ يُوَلُّونَ عَنِ الْقِبْلَةِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ، وَالْيَهُودُ تَسْدِلُ أَثْوَابَهَا -[1551]-، وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ، وَقَدْ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ فَقَمَصَهُ عَلَيْهِ، وَالْيَهُودُ حَرَّفُوا التَّوْرَاةَ وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ حَرَّفُوا القُرْآنَ، وَالْيَهُودُ يَسْتَحِلُّونَ دَمَ كُلِّ مُسْلِمٍ، وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ، وَالْيَهُودُ لَا يَرَوْنَ الطَّلَاقَ ثَلَاثًا شَيْئًا، وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ، وَالْيَهُودُ لَا يَرَوْنَ عَلَى النِّسَاءِ عِدَّةً، وَكَذَلِكَ الرَّافِضَةُ، وَالْيَهُودُ يُبْغِضُونَ جِبْرِيلَ، وَيَقُولُونَ: هُوَ عَدُوُّنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَكَذَلِكَ صِنْفٌ مِنَ الرَّافِضَةِ، يَقُولُونَ: غَلَطَ بِالْوَحْيِ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَفُضِّلَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى عَلَى الرَّافِضَةِ بِخَصْلَتَيْنِ: سُئِلَتِ الْيَهُودُ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ؟ قَالُوا: أَصْحَابُ مُوسَى، وَسُئِلَتِ الرَّافِضَةُ: مَنْ شَرُّ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ؟ قَالُوا: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، وَسُئِلَتِ النَّصَارَى: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ؟ قَالُوا: حَوَارِيُّ عِيسَى، وَسُئِلَتِ الرَّافِضَةُ: مَنْ شَرُّ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ؟ -[1552]- قَالُوا: حَوَارِيُّ مُحَمَّدٍ، أُمِرُوا بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ فَسَبُّوهُمْ، فَالسَّيفُ مَسْلُولٌ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يَثْبُتُ لَهُمْ قَدَمٌ، وَلَا تَقُومُ لَهُمْ رَايَةٌ، وَلَا تَجْتَمِعُ لَهُمْ كَلِمَةٌ، دَعْوَتُهُمْ مَدْحُوضَةٌ، وَجَمْعُهُمْ مُتَفَرِّقٌ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

§1/1