سنن ابن ماجه ت الأرنؤوط

ابن ماجه

السُّنن تصنيف الإمام الحَافظ أبي عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني (209 - 273 هـ) حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه شعيب الأرنؤوط عادل مرشد محمَّد كامل قره بللي عَبد اللّطيف حرز الله الجزء الأول دار الرسالة العالمية

بسم الله الرحمن الرحيم

السُّنن (1)

بسم الله الرحمن الرحيم جميع الحقُوق محفُوظة للِناّشر الطبعة الأولى 1430هـ - 2009 م دار الرسالة العالمية جميع الحقوق محفوظة يمنع طبع هذا الكتاب أو أي جزء منه بجميع طرق الطبع والتطوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها إلا بأذن خطى من شركة الرسالة العالمية م. م. al-Resalah AL-A'Lamiah m publishers الإدارة العامة Head Office دمشق - الحجاز شارع مسلم البارودى بناء خولى وصلاحى 2212773 - 11 (963) 2234305 - 11 (963) الجمهورية العربية السورية Syrian Arab Republic [email protected] http://www.resalahonline.com فرع بيروت BEIRUT/ LEBANON TELEFAX:815112 - 319039 - 818615 P.O BOX:117460

مقدمة التحقيق

مقدمة التحقيق إن الحمدَ لله، نَحمَدُهُ ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ به مِن شرورِ أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يَهْدِهِ اللهُ، فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ، فلا هَادِيَ له. ونشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، ونشهدُ أن محمداً عبدُه ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70 - 71]. أما بعد، فهذا كتابُ "السُّنن" للإمام الحافظ أبي عبد الله محمَّد ابن يزيد بن ماجَهْ القَزْوِيني، نَضَعُهُ بينَ يدي الشيوخ وطلاب العلم بعد أن اضطَلَعْنا بأعباءِ تحقيقه على أصولٍ خطيةٍ مُتقنة، غايةً في

النفاسة، وضبطِ نصوصه وتخريجِ أحاديثه، وبيانِ درجة كُل حديثٍ منها على نحوِ نرجو أن يجدَ فيه طلبةُ العلم بُغْيتَهم، ويُشبِعَ رغبتهم، وينالَ إعجابَهم بما تميزت به هذه الطبعةُ المتقنة المتميِّزة عن سابقاتها، والله الموفق لا ربَّ سواه.

التعريف بالمصنف

التعريف بالمصنِّف * اسمه ونسبه ومولده: هو الحافظُ الكبيرُ الحجةُ المفسِّرُ، أبو عبد الله محمدُ بنُ يزيدَ ابنُ ماجَهْ، الرَّبَعي مولاهم، القَزْوِيني، مصنف "السُّنن" و"التاريخ" و"التفسير"، وحافظُ قَزْوين في عصره (¬1). وماجَهْ: بفتح الميم والجيم وبينهما ألف، وفي آخره هاء ساكنة (¬2)، وهو لقب والده يزيد كما نقله عبدُ الكريم الرافعي في "أخبار قزوين" بخط أبي الحسن القطان راوي "السُّنن" عن ابن ماجه (¬3)، وكذلك قال أبو يعلى الخليلي (¬4). والرَّبَعي: بفتح الراء والباء المُوَحدَةِ، وبعدها عينٌ مهملة، وهي نسبة إلى رَبِيعة (¬5). قال القاضي أبو يعلى الخليلي: وَلاؤُه لِربيعة (¬6). والقَزْوِيني: بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، نِسبةً إلى قَزْوِينَ (¬7)، وكانت تُسمى ¬

_ (¬1) "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي 13/ 277. (¬2) "وفيات الأعيان" لابن خلكان 4/ 279. (¬3) "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 49. (¬4) "سير أعلام النبلاء" 13/ 278. (¬5) "وفيات الأعيان" 4/ 279. (¬6) "سير أعلام النبلاء" 13/ 278. (¬7) "وفيات الأعيان " 4/ 279.

بالفارسيةِ: كَشْوين، ومعناها: الحدُّ المنظورُ إليه، أي: المحفوظ، فعُرّبت هذه اللفظةُ، فقيل: قزوين (¬1)، ولم يزل لأهلِ فارسَ مقاتِلةٌ مِن الأساوِرَةِ يُرابطون فيه، فيدفعون الدَّيلمَ إذا لم يكن بينهم هُدنة، ويحفظون بَلَدَهُم من مُتلصصيهم وغيرِهم إذا جرى بينهم صلح (¬2). وقد افتتحها البراءُ بنُ عازب رضي الله عنه في خِلافة عثمانَ بن عفان رضي الله عنه صُلحًا، وولاَّه عثمانُ على الرَّيِّ سنةَ (24) للهجرة (¬3). وتقع هذه المدينة اليومَ في الشمال الغربي مِن طهران عاصمةِ إيران، على بُعدِ مئةِ ميل منها، وهي إذ ذاك أحدُ أهمِّ ثغورِ المسلمين (¬4). وفي شمالها يقع البحر المسمى باسمها بحر قزوين. وقد خرج منها جماعةٌ مِن العلماء والأئمةِ الفضلاء في كل فنٍّ ونوع، منهم أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي الحافظ صاحب كتاب "الإرشاد" المتوفَّى سنةَ (446 هـ). ومنهم الإمامُ الفقيهُ المحدث عبدُ الكريم بنُ محمَّد الرافعي القزويني شارحُ كتاب "الوجيز" للغزالي، وصاحبُ كتاب "التدوين في أخبار قزوين"، المتوفى سنة (623 هـ). ¬

_ (¬1) "فتوح البلدان" لأبي الحسن البلاذُري ص 317، و"التدوين في أخبار قزوين" للرافعي 1/ 37، و"معجم البلدان" لياقوت الحموي 4/ 342. (¬2) "فتوح البلدان" ص 317. (¬3) "معجم البلدان" 4/ 342. (¬4) "بلدان الخلافة الشرقية" كي لسترنج ص 253.

* ولادته

* ولادته: وُلد أبو عبد الله ابن ماجه سنةَ تسعٍ ومئتين (¬1)، صرَّح هو بذلك فيما نقله أبو الفضلِ محمدُ بنُ طاهر المقدسي مِن خط جعفر بنِ إدريسَ القزويني صاحبِ ابنِ ماجه عنه (¬2). * أسرته: لم يكن أبو عبد الله ابنُ ماجه وحدَه ممن اعتنى بطلبِ العلم من أسرة يزيد المعروف بماجه، بل ظهر غيرُ واحدِ من أفراد هذه الأسرة ذُكِرُوا بالعلم والفقه، فقد كان له إخوةٌ، ذكر بعضَهم صاحبُ ابنِ ماجه جعفرُ بنُ إدريس القزويني، وهم: أبو بكر وأبو عبد الله (¬3)، وذكر الخطيبُ البغدادي أيضاً مِن إخوته أبا محمدِ الحسن بن يزيد (¬4)، قال عنه الرافعي: من ثقات الشيوخ (¬5)، وهذا الأخير له ولد اسمه أبو الحسن أحمد، ذكره حمزة بن يوسف السهمي والرافعي (¬6)، وله أيضاً حفيدٌ اسمُه محمَّد بنُ حمزة بن ¬

_ (¬1) "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 50، و"وفيات الأعيان" 4/ 279، و"سير أعلام النبلاء" 13/ 277. (¬2) "شروط الأئمة الستة" لأبي الفضل محمَّد بن طاهر المقدسي ص 16، و"تهذيب الكمال" للمزي 27/ 41. (¬3) "شروط الأئمة الستة" ص 16 - 17. (¬4) "تاريخ بغداد" 7/ 453. (¬5) "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 439. (¬6) "تاريخ جرجان" للسهمي ص 108، و"التدوين" 2/ 157.

* ثقافته العلمية وعصره

الحسن، قال عنه الرافعي: مِن بيت العلم والحديث (¬1)، وحفيدٌ آخرُ اسمُه علي بن أحمد بن الحسن، ذكره الرافعي (¬2). إلا أن رائدَهم ومقدَّمهم في العلمِ وأشهرَهم هو أبو عبدِ الله محمدُ بن يزيد رحمه الله تعالى. وكان لابن ماجه عقبٌ، فقد ذكر صاحبُه جعفرُ بنُ إدريس ولدَه عبدَ الله حين تحدَّث عن وفاته ودفنه (¬3). * ثقافته العلمية وعصره: تنوعت معارفُ الإمام ابنِ ماجه وتعدَّدَتْ جوانبُ ثقافته، فهو مع كونه إماما في الحديث، حافظ ناقدٌ كما وصفه الإمامُ الذهبي (¬4)، وكان لديه باعٌ في علم التفسير، ودراية قوية بعلم التاريخ، وله في ذلك مصنفات عرفها أهلُ العلم، واستفادُوا منها. وليس ذلك بالأمرِ الغريب لمثل هذا الإمام، مع ما كان يتمتَع به من الذكاء، وقوةِ الحافظة، والصبرِ على طلب العلم، والمصابرةِ فيه، وتحملِ المشاق في سبيل الرحلة لنيله وتحصيله، فلم يَقنَعْ بما أخذه عن عُلماء قزوين أمثالِ عليّ بن محمَّد الطَّنافسي الكوفي ثم القزويني، وعمرو بنِ رافع البجلىِّ الرازي ثم القزويني، وإسماعيلَ بنِ ¬

_ (¬1) "التدوين" 1/ 274. (¬2) "التدوين" 3/ 328. (¬3) "شروط الأئمة الستة" ص 17. (¬4) في "سير أعلام النبلاء" 13/ 277.

تَوْبة الثقفي نزيلِ قزوين، ولكنه آثر تركَ الوطن وطِيبِ المُقام في بلده قزوين التي كانت ذات طبيعة خَلّابة، ورحل إلى أقطار بعيدة، وأمصار نائية، وحَرَصَ على الالتقاء بأكابر أهلِ العلمِ فيها، فارتحل إلى الريِّ وسَمِعَ بها مِن الحافظ محمَّد بن حُمَيد الرازي، وإلى نيسابور وسمعَ بها من الحافظ محمَّد بن يحيى الذُهْلي، وإلى العراق وسَمِعَ بها من ابني أبي شَيْبة أبي بكر وعثمان، ومِن أحمد ابن عَبْدة وزهير بنِ حرب، وإلى الشام وسَمِعَ بها من هشام بنِ عمار ومحمد بن المصفَّى ودُحَيم، وإلى مصر ولقي بها أبا طاهر بن السًرْح، ومحمدَ بنَ رُمح ويونس بن عبد الأعلى، وإلى الحجاز وسمع بها من ابن أبي عمر وأبي مروان العثماني بمكة، وبالمدينة من إبراهيم بن المنذر الحِزامي وأبي مصعب الزهري (¬1). وقد تمَّ له ذلك وهو في ريعان شبابه، واكتمال قوته، نتبيَّن ذلك مِن سماعه من الشيوخ الذين تقدَّمت وَفَياتُهم، كزهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نُمَير، وكانا بالعراق، وقد تُوفِّيا سنة (234 هـ)، وبذلك يكون عمره حين سمع منهما خمسًا وعشرين سنة والله أعلم. وقد التقى في رحلته هذه بعددٍ من الفقهاء أيضاً، كحَرْملةَ بنِ يحيى التُجيبي والربيعِ بنِ سليمان المُرَادي صاحبَي الإمامِ الشافعي رحمه الله، ويونس بن عبد الأعلى الفقيه المالكي، وكان هذا الأخيرُ أيضاً مِن شيوخ الإقراء على قراءتي نافع بن عبد الرحمن ¬

_ (¬1) "تاريخ دمشق" لابن عساكر 56/ 271، و"التدوين" 2/ 49 - 50، و"التقييد لمعرفة السُّنن والمسانيد" لابن نقطة (137).

* شيوخه

وحمزة بن حبيب الزيات، وكلاهما من القراء السبعة، ومن شيوخ الإقراء الذين لقيهم كذلك عبدُ الله بن أحمد بن بشير بن ذَكْوان أحد الرواة الأثبات عن ابن عامر الدمشقي أحد السبعة. ولا شكَّ أنه بلقائه أولئك الأئمةَ قد استفاد منهم، وحَرَصَ على ملازمتهم مدةَ مُكْثِه بتلك البلاد، شأنَ طلاب العلم في ذلك العصر، الذين لم يكن يحجُزُهم بُعدُ الشُقَة عن تجشُّم المشقَّة، وكانوا يغتنمون الفرصة، ويستثمرون وقتهم كله في حضور مجالس العلماء والأخذ عنهم والإفادة منهم، وتدوين ما يسمعونه منهم. وكان تفرقُ العلماءِ في تلك الأمصار واختصاصُ كل منهم بما ليس عند غيره مِن أصناف العلوم حافزاً للنَّبَغَةِ مِن طلاب العلم إلى الرحيل إليهم، وقصدِ مواطن إقامتهم، يستسهلون الصعبَ، ويتحمَّلون المشاقَ، ويتبلغون باليسير، تلبيةَ لنداء الله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]، ولتحقيق رضوانِ الله ورغبتهم فيما عنده من الثواب والأجر، ونَدَرَ أن يوجد طالبُ علمٍ في ذلك الزمان ليست له رِحْلة. * شيوخه: بما أن الإمامَ ابنَ ماجه كانت له رحلةٌ واسعة، شَمِلَتْ مناطقَ عديدةً مِن بلاد خراسان وما وراء النهر، كما شَمِلَتْ أهمَّ حواضر العلم في بلاد الشام والعراق ومصر والحجاز، فلم يكن غريبًا أن

يكونَ له شيوخ كثيرون من تلك البلاد، أخذ عنهم، وروى عنهم، وأفاد منهم، قال الحافظ المِزي في ترجمته من "تهذيب الكمال": سمع بخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وغيرِها من البلاد جماعةً يطولُ ذكرهم، قد ذكرنا منهم في كتابنا هذا مَن وقفنا عليه منهم. اهـ. وقد استقصى الشيخ محمَّد عبد الرشيد النعماني في كتابه "الإمام ابن ماجه وعلم الحديث" -وهو باللغة الأُردية- أسماءَ شيوخِ ابن ماجه الذين روى عنهم في "سننه" و"تفسيره"، ورتبهم على بلادهم، فبلغ عددهم (310)، وكلهم مُترجَمون في "تهذيب الكمال" للحافظ المزي، وفروعه مثل: "تهذيب التهذيب" و"تقريب التهذيب" و"خلاصة تذهيب تهذيب الكمال" وغيرها. وصنَّف الإمام الحافظ ابن عساكر صاحب "تاريخ دمشق" المتوفى سنة (571 هـ) معجمًا يَشْتَمِلُ على ذكرِ أسماءِ شيوخ الأئمةِ الستة، وهو مطبوعٌ باسم "المُعجَم المُشتمل على ذكر أسماء شيوخ الأئمة النَّبَل". قلنا: وقد قمنا باستقصاء عددهم في "السُّنن" وحدَها فبلغوا (303) شيخٍ تقريبًا، منهم مَن ليس له سوى حديث أو حديثين أو ثلاثة. وقد شارك ابنُ ماجه البخاريَ ومسلمًا في كثيرٍ من شيوخهما كمحمد بنِ بشار بُندار، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كُريب محمَّد بن العلاء، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وغيرهم.

ومن الشيوخ الذين أكثر ابنُ ماجه عنهم هؤلاء الأربعة الذين شارك البخاري ومسلمًا في الرواية عنهم، وأكثَرَ أيضًا عن محمَّد بن يحيى الذهلي، وعليِّ بنِ محمَّد الطنَافسي، وعبدِ الرحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف بدُحَيْم، ومحمد بن رُمْح المصري، ومحمد بن الصَّبَّاح الجَرْجَرَائي، وهشام بن عمار. ونترجم لهم هنا تراجمَ مُوجَزة: 1 - الإمام الحافظ راوية الإسلام أبو بكر محمَّد بن بشار بن عثمان البصري، الملقَّب بُندارًا، ومعناه: الحافظ، جمع حديث بلده وحفظه، ووصفه ابن خُزيمة بأنه إمامُ أهل زمانه في العلم والأخبار، ولد سنة 167، ولم يرحل مبكرًا برًّا بأمه، ثم رحل بعدَ موتها، وقال: كَتَب عني خمسةُ قُرون، وحدَّثتُ وأنا ابن ثماني عشرة سنة، توفي سنة 252 (¬1). وهو شيخُ الستة: البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. 2 - الإمامُ الحافظُ عديمُ النظير أبو بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي شيبة العَبْسي مولاهم الكوفي، صاحبُ "المسند" و"المصنف" وغيرهما، كان أحفظَ أهلِ زمانه، قال أبو عبيد القاسم بن سَلام: أحسنُهم وضعًا لكتابٍ أبو بكر بن أبي شيبة. توفي سنة 235 (¬2). وهو شيخ البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه. ¬

_ (¬1) "تهذيب الكمال" للمزي 24/ 511 - 518، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي 12/ 144 - 149. وأراد بالقُرون -والله أعلم- جمعَ القَرن، ومن معانيه: عشر سنين، والمعنى أنه قد أُخذ عنه الحديثُ خمسين سنة. (¬2) "تهذيب الكمال" 16/ 34 - 41، و"تذكرة الحفاظ" للذهبي 2/ 432 - 433.

3 - الحافظ أبو كُرَيب محمَّد بن العلاء بن كريب الهَمْداني الكوفي، وُلِدَ سنةَ 161، وكان عارفًا بحديثِ أهلِ الكوفة، مِنْ أحفظِ أهل زمانه، توفي سنة 248 وله 87 عاما (¬1). وهو شيخ الستة. 4 - الحافظُ الحجة محمَّد بن عبد الله بن نُمير، أبو عبد الرحمن الهَمْداني ثم الخارفي مولاهم الكوفي، ولد سنة نَيف وستين ومئة، وكان رأسًا في العلم والعمل، كان أحمدُ يُعظمه، وقال أبو حاتم: ثقة يُحتج بحديثه. توفي سنة 234 (¬2). وهو شيخُ البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجه. 5 - الإمامُ الحافظُ البارعُ إمام أهل الحديث بخُرَاسان أبو عبد الله محمَّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذُّهلي مولاهم النيسابوري، وُلِدَ سنةَ بضع وسبعين ومئة، جمع علمَ الزهري وصنَّفه وجوَّده، وكان أحمدُ يُثني عليه ويَنْشُرُ فضلَه، وقال عنه أبو حاتم: إمام أهل زمانه، وقال ابن أبي داود: كان أميرَ المؤمنين في الحديث. توفي سنة 258 (¬3). وحدَّث عنه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. 6 - الإمامُ الحافظُ المتقنُ أبو الحسن عليُّ بن محمَّد الطنافسيُّ الكوفي، ابنُ أخت الطنافسيين علماءِ الكوفة محمَّد ويعلى وعمر وإبراهيم، سكن قزوين، قال أبو حاتِمٍ: كان ثقةً صدوقًا، هو أحبُّ ¬

_ (¬1) "تهذيب الكمال" 16/ 243 - 247، و "سير أعلام النبلاء" 11/ 394 - 398. (¬2) "تهذيب الكمال" 25/ 566 - 569، و"السير" 11/ 455 - 457. (¬3) "تهذيب الكمال" 26/ 617 - 631، و"السير" 12/ 273 - 285.

إليَّ مِن أبي بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح، وأبو بكر أكثرُ منه حديثا وأفهمُ. توفي سنة 233 (¬1). وانفرد ابن ماجه من بين الستة بالرواية عنه. 7 - الإمام الحافظُ القاضي الفقيه أبو سعيد عبدُ الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون الدمشقي، وُلِدَ سنة 170، وكان يُلقَّب بدُحيمٍ اليتيم، قال أبو حاتم: كان دُحيم يُميِّزُ ويَضْبِطُ وهو ثقة. وقال الذهبي: عُنِيَ بهذا الشأن، وفاق الأقرانَ، وجمع وصنَف، وجرَّح وعدَّل، وصحَّح وعلَّل، وكان على مذهب الأوزاعي. توفي سنة 245 (¬2). وهو شيخ البخاري وأبي داود والنسائي وابن ماجه. 8 - الإمام المحدَث محمَّد بن الصباح بن سفيان، أبو جعفر الجَرْجَرَائي، مولى عمر بن عبد العزيز، وجَرْجَرايا: قرية بينَ واسط وبغداد، كان أحمد يُجِلُّه ويُعظمُه، توفي بجرجرايا سنة 240 (¬3). وهو شيخُ أبي داود وابن ماجه. 9 - الحافظ الثبت أبو عبد الله محمَّد بن رُمح بن المهاجر بن المحرر التُّجِيبي مولاهم المصري، كان معروفًا بالإتقانِ الزائدِ والحفظ، قال النسائي: لو كان كتَبَ عن مالك لأثبتُّه في الطبقة الأولى مِن أصحابه، يعني لحفظه وإتقانه. وقال الذهبي: أنا أتعجبُ من البخاري كيف لم يرو عنه، فهو أهل لذلك، بل هو أتقن من ¬

_ (¬1) "تهذيب الكمال" 21/ 120 - 122، و"السير" 11/ 459 - 461. (¬2) "تاريخ دمشق" لابن عساكر 34/ 163 - 171، و"السير" 11/ 515 - 518. (¬3) "تهذيب الكمال" 25/ 384 - 386، و"السير" 10/ 672 - 673.

* تلاميذه

قتيبة بنِ سعيد رحمهما الله. توفي سنة 242 (¬1). وهو شيخ مسلم وابن ماجه. 10 - الإمامُ الحافظُ المقرئُ أبو الوليد هشامُ بنُ عمار بن نُصَير ابن مَيْسرة السُّلَمي الدمشقي، ولد سنة 153، وكان من أوعية العلم، وحدَّث عنه الكبار، توفي سنة 245 (¬2). وهو من شيوخ البخاري وأبي داود والنسائي وابن ماجه. * تلاميذه: وقد تلقى العلمَ من الإمامِ ابنِ ماجه وأخذ الروايةَ عنه غيرُ واحد، حمل بعضُهم عنه كتابه "السُّنن"، واكتفى بعضُهم برواية شيء من حديثه، فمن الذين رَوَوْا عنه كتابَ "السُّنن": 1 - الحافظُ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سَلَمة بن بَحْر القَطّان القزويني، وهو أشهرُ رواة "السُّنن"، وروايته هي المتداوَلةُ بين أهل العلم. وُلِدَ أبو الحسن سنة 254، قال أبو يعلى الخليلي: عالم بجميع العلوم: التفسيرِ والنحوِ واللغةِ والفقهِ القديمِ، لم يكن له نظيرٌ دينًا ودِيانةً وعِبادةً، عُمِّر حتى أدركه الأحداثُ، له أولاد ثلاثة: محمَّد والحسن والحسين. توفي سنة 345 (¬3). وله زيادات على "السُّنن" عن غير واحدٍ من شيوخه سوى ابن ماجه، وقد ميزناها في طبعتنا هذه بإثبات دائرة سوداء في أولها. ¬

_ (¬1) "تهذيب الكمال" 25/ 203 - 205، و"السير" 11/ 498 - 500. (¬2) "تهذيب الكمال" 30/ 242 - 254، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 420 - 435. (¬3) "الإرشاد" 2/ 735، و"التقييد" لابن نقطة (531).

2 - أبو عبد الله أحمدُ بنُ إبراهيم بن الخليل الخَلِيلي، جدُّ الحافظ أبي يعلى الخليلي، قال الخليليُّ عن جده: سمع بقزوين أبا عبد الله ابن ماجه، وكتب "مسنده" (¬1). وذكر أنه سَمِعَ الحديث بنهاوند وهَمَذَان على عدد مِن شيوخها (¬2). 3 - أبو داود سليمان بن يزيد بن سليمان الفاميّ القزويني، قال الخليلي: شيخ قديم مُسِنّ. ارتحل إلى الريّ والعراق ومكة وصنعاء، توفي سنة 339 (¬3). 4 - أبو جعفر محمَّد بن عيسى المُطَّوِّعي الأَبهَري (¬4). 5 - أبو بكر حامد بن ليثوية الأبهري (¬5). وأشهر هؤلاء جميعًا أبو الحسن القطان، وقد نالت روايتُه القَبولَ من بين سائر الروايات لجلالة قدره في العلم، وبسببه انتشر الكتاب. وبقية الروايات لا تكادُ تُذكر بَلْهَ وجودَ تراجم لأصحابها خلا سليمان بن يزيد الفاميّ، فقد ذُكر فيمن أخذ "السُّنن" من طريقه أحمد بن محمَّد بن المَرْزُبانِ أبو الحسين الصوفي القزويني (¬6)، وعلي بن الحسن بن أحمد بن إدريس العمري القزويني (¬7). ¬

_ (¬1) يريد كتابه "السُّنن". (¬2) "الإرشاد" 2/ 765 - 766، و"التدوين" 2/ 134. (¬3) "الإرشاد" للخليلي 2/ 736، و"التدوين" للرافعي 3/ 57. (¬4) "التدوين" 2/ 50. (¬5) المرجع السابق 2/ 50. (¬6) المرجع السابق 2/ 252. (¬7) "التدوين" 3/ 343 و 4/ 7.

* مصنفاته

وأما تلاميذ ابن ماجه الذين رووا بعضَ الأحاديث عنه، فقد ذكر الحافظ ابن حجر منهم: علي بن سعيد بن عبد الله الغُدَاني العسكري، وإبراهيمَ بنَ دينار الحَوْشَبي الهَمَذاني، وأبا الطيب أحمد بن رَوْح الشَعْراني، وإسحاقَ بن محمَّد القزويني، وجعفرَ بن إدريس، والحسينَ بن علي بن يزدانيار، ومحمدَ بنَ عيسى الصفار، وأبا عمرو أحمد بن محمَّد بن حكيم المديني الأصبهاني (¬1). وذكر الخليلي في تلاميذه أيضًا محمَّد بن علي بن خشرماه القزويني (¬2). وذكر الرافعيُّ فيهم محمدَ بنَ عبد الله الأصبهاني أبا بكر القزويني (¬3). * مصنفاته: إن من شأن العلم أنه إذا لم يُقيَّد نُسِيَ وضاع بموت حامله، ومن هنا حَرَصَ أهلُ العلم مِن سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عنهم على تدوين ما اكتسبوه من العلوم، رغبةً منهم في أن ينتشرَ العلمُ، وتستفيدَ منه الأجيال اللاحقة، ولا يبقى حبيسَ صدورهم، فيزولَ بزوالهم. وكان أهلُ العلم إلى ذلك يعتنون بمصنَّفاتهم تلك، ويضبطونها أيَّما ضَبْطٍ، ويُقْرِؤُونها التلاميذَ ويُجيزونهم بنقلها وإقرائها لمن بعدهم. ¬

_ (¬1) "تهذيب التهذيب" 3/ 737. (¬2) "الإرشاد" 2/ 719، و"التدوين" 1/ 461، وسماه: ابن خسروماه. (¬3) "التدوين" 1/ 435.

وكان الإمامُ ابن ماجه من أولئك الذين اعتنوا بجمع مروياتهم وتصنيفها، فألَّف: 1 - كتاب "التفسير": قال أبو يعلى الخليلي: له سنن وتفسير وتاريخ، وكان عارفًا بهذا الشأن (¬1). وقد ذكره الحافظ ابن كثير وقال: هو تفسير حافل (¬2). وذكره الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عتبة بن يقظان، وأورد منه حديثًا، وقال الحافظ شمس الدين الداوودي: كان عارفًا بهذا الشأن (¬3). وقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيميَّة في جملة التفاسير التي يُذكر فيها تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم صِرفًا (¬4). وهذا الكتاب لم يصل إلينا مِنه شيء، وأغلبُ الظن أنه فُقِدَ في جملة ما فُقِدَ مِن الكتب في كائنةِ تيمورلنك سنة (853 هـ) في دمشق، فإنه يُفهم من كلام الذهبي المتوفى سنة (748 هـ)، وابن كثير المتوفى سنة (774 هـ) أنهما رأياه، ثم لم نجد له بعدَ ذلك ذكرًا في "معجم" الحافظ ابن حجر المتوفى سنة (852 هـ)، ولا في المعاجم والفهارس المتأخرة. 2 - "السُّنن": وهو هذا الكتاب، وسيأتي الكلامُ عليه مُفَصَّلًا في مبحث خاص إن شاء الله تعالى. ¬

_ (¬1) "التقييد" لابن نقطة (137)، و"شروط الأئمة الستة" ص 17. (¬2) "البداية والنهاية" 11/ 56. (¬3) "طبقات المفسرين" 2/ 273 - 274. (¬4) "مجموع الفتاوى" 13/ 355.

* ثناء أهل العلم عليه

3 - "التاريخ": ذكره أبو يعلى الخليلي (¬1). وقال ابنُ طاهر المقدسي: ورأيتُ له بقزوين تاريخًا على الرجال والأمصار مِن عهد الصحابة إلى عصره (¬2). وذكره كذلك الرافعي في "أخبار قزوين" مرارًا وأكثَرَ النقلَ منه (¬3). وقال ابنُ خَلِّكان: له "تاريخ" مليح (¬4). وقال ابنُ كثير: لابن ماجه "تاريخ" كامل مِن لَدُنِ الصحابة إلى عصره (¬5). * ثناء أهل العلم عليه: لا شك أن إخلاصَ المرء وتفانيَه في خدمة العلم وحرصَه على نفع طلاب العلم مما يَنْشُرُ فضلَه ويُطيِّب سيرتَه، ويُخلِّد ذِكرَه مِن بعده، وقد كان ابنُ ماجه -رحمه الله- مِمن لَهِجَتْ ألسِنةُ أهلِ العلم بالثناء عليه والإشادة بعلمه، والتنويه بفضله. قال أبو يعلى الخليلي: هو ثقة كبيرٌ متفقٌ عليه محتَجٌّ به، له معرفةٌ بالحديث وحِفظٌ، ارتحل إلى العراقَينِ ومكة والشام ومصر والري لكَتْب الحديث (¬6). وقال عبد الكريم بن محمَّد الرافعي: إمام من أئمة المسلمين، كبيرٌ مُتقِن، مقبول بالاتفاق (¬7). ¬

_ (¬1) "شروط الأئمة الستة" ص 17، و"التقييد" (137). (¬2) "شروط الأئمة الستة" ص 16. (¬3) انظر: 1/ 295 و451 و 2/ 49 و 3/ 398. (¬4) "وفيات الأعيان" 4/ 279. (¬5) "البداية والنهاية" 11/ 56. ولم نقف عليه مخطوطًا ولا مطبوعًا. (¬6) "تهذيب الكمال" 27/ 41، و"سير أعلام النبلاء" 13/ 279. (¬7) "التدوين في أخبار قزوين" 2/ 49.

وقال ابنُ خَلِّكانَ: الحافظُ المشهورُ، كان إمامًا في الحديث، عارفًا بعلومه وجميع ما يتعلَّقُ به (¬1). وقال شِيرويه الدَّيلَمي في "تاريخ هَمَذَان": ومِن أعيان الأئمةِ مِن أهل قزوين محمدُ بنُ يزيد ابنُ ماجه أبو عبد الله القزويني الحافظُ (¬2). وقال المِزَي: محمدُ بن يزيد الرَّبَعي مولاهم، أبو عبد الله ابن ماجه القزويني الحافظ، صاحبُ كتاب "السُّنن"، ذو التصانيف النافعة، والرحلةِ الواسعة (¬3). وقال ابنُ الأثير: كان عاقلًا إمامًا عالمًا (¬4). وقال ابنُ عبد الهادي: الحافظُ الكبير المفسر أبو عبد الله القَزويني (¬5). وقال الذهبي: الحافظُ الكبيرُ الحجةُ المفسرُ، حافظ قزوين في عصره. وقال أيضًا: كان ابنُ ماجه حافظًا ناقدًا صادقًا، واسعَ العلم (¬6). ¬

_ (¬1) "وفيات الأعيان" 4/ 279. (¬2) "معجم البلدان" لياقوت الحموي- قزوين. (¬3) "تهذيب الكمال" 27/ 40. (¬4) "الكامل في التاريخ " 7/ 152. (¬5) "طبقات علماء الحديث" 2/ 341. (¬6) " سير أعلام النبلاء" 13/ 277 و 278.

* مذهبه

وقال الحافظ ابنُ كثير: صاحبُ "السُّنن" المشهورة، وهي دالَّةٌ على عمله وعلمه، وتبحُّره واطلاعه، واتباعه للسنة في الأصولِ والفروعِ (¬1). * مذهبه: لم تذكر المصادِرُ التي بين أيدينا المذهبَ الفقهي الذي دَرَجَ عليه الإمام ابنُ ماجه، لكن يغلب على الظن أنه نشأ على مذهب الإمام الشافعي كمعظم أهل بلده في تلك الأزمنة، ويعزز هذا ما جاء في كتاب "التدوين في أخبار قزوين" للإمام الرافعي الفقيه الشافعي، فقد روى بإسناده إلى ابنِ ماجه قال: جاء يحيى بنُ مَعِين يومًا إلى أحمدَ بنِ حنبل، فقَعَدَ عنده، فمر به الشافعيُّ على بغلته، فقامَ إليه أحمد، فتبعه حتى تغيَّب عنه، وأبطأ على يحيى، فلما أن جاء قال له يحيى بنُ معين: يا أبا عبدِ الله، مَن هذا؟ قال: دع ذا، إن أردتَ الفقه فالزَمْ ذنَبَ البغلة (¬2). وقد سُئلَ شيخُ الإسلام ابن تيمية عن عددٍ من الأئمة المصنفين منهم الأئمةُ الستة، هل كانوا مجتهدين لم يقلدوا أحدًا من الأئمة، أم كانوا مقلدين؟ فقال: أما البخاري وأبو داود فإمامانِ في الفقه مِن أهل الاجتهاد، وأما مسلم والترمذي والنسائي وابنُ ماجه وابن خُزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم، فهم على مذهب أهلِ الحديث، ¬

_ (¬1) "البداية والنهاية" 11/ 56. (¬2) "التدوين" 2/ 50.

* وفاته

ليسوا مقلدين لِواحد بعينه من العلماء، ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق (¬1). وأغلب الظن أنه كان يعمل ويفتي بما أداه إليه اجتهاده في فهم الكتاب والسنة، لأن أهل العصر الذي كان فيه ابنُ ماجه لم يكن علماؤه يَرْضَوْنَ لأنفسهم التقليد، لا حفاظُ الحديثِ ولا أئمةُ الفقه، رحمهم الله. * وفاته: قال محمدُ بنُ طاهر المقدسيُّ: رأيتُ بقزوين له -يعني ابنَ ماجه- تاريخًا على الرجال والأمصار مِن عهد الصحابةِ إلى عصره، وفي آخره بخط جعفر بنِ إدريس صاحبِه: مات أبو عبد الله محمدُ ابنُ يزيد ابنُ ماجه المعروف في يومِ الاثنين، ودُفِنَ يومَ الثلاثاء، لثمانِ بَقِينَ مِن شهرِ رمضانَ مِن سنة ثلاث وسبعين ومئتين، ومات وله أربعٌ وستون سنة، وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولَّى دفنَه أبو بكر وأبو عبد الله أخواه، وابنُه عبد الله (¬2). ¬

_ (¬1) "مجموع الفتاوى" 20/ 40. (¬2) "شروط الأئمة الستة" ص 16 - 17.

التعريف بكتاب "السنن"

التعريف بكتاب "السُّنن" يُعَدُّ كتابُ ابنِ ماجه أحدَ الأصولِ الستة (¬1) التي تلقاها العلماءُ بالقَبُول، واعتنى بها المحدِّثون والفقهاءُ طبقةً بعدَ طبقةٍ، واشتهرت فيما بينَ الناس، وتصدَّت لها أقلام أهلِ العلم شرحًا لغريبها، وفحصًا عن رجالها، واستنباطًا لفقهها، وجمعًا لمتونها، وتهذيبًا لها. وهذه الأصولُ الستة قد اشتملت على أحكامِ الإسلام وآدابه، وشرائعه وتوجيهاته، ويرى الإمام النووي -رحمه الله- أنه لم يَفُتْها مِن الحديث الصحيح والحسن إلا النَّزْرُ اليسيرُ. وأولُ مَنْ أضاف "سننَ ابن ماجه" إلى الكتب الخمسةِ، مكمِّلًا بها الستة، الحافظُ أبو الفضل محمدُ بنُ طاهر المقدسي المتوفى سنة (507 هـ) في "أطراف الكتب الستة" له، وكذا في "شروط الأئمة ¬

_ (¬1) هي "الجامع الصحيح" للأمام محمدِ بنِ إسماعيل البخاري المتوفى سنة (251) هـ، و"الصحيحُ" للإمام مسلم بن الحجاج القشيري المتوفى سنة (261) هـ، و"السننُ" لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة (275) هـ، و"الجامع" لأبي عيسى محمَّد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي المتوفى سنة (279) هـ، و"السُّنن" لأحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة (303) هـ، و"السُّنن" لأبي عبد الله محمَّد بن يزيد ابن ماجه القزويني المتوفى سنة (273) هـ. قال الحافظ المزي: ولكل واحدٍ مِن هذه الكتب مزيةٌ يعرفُها أهلُ هذا الشأن، وقد اشتهرت بينَ الأنام، وانتشرت في بلاد الإسلام، وعَظُمَ الانتفاعُ بها، وحَرَصَ طلابُ العلم على تحصيلها.

الستة" له أيضًا، ثم الحافظُ عبدُ الغني المقدسي المتوفى سنة (600 هـ)، وأول مَنْ جمع أطرافَه مع السننِ الثلاثة الحافظ أبو القاسم ابنُ عساكر المتوفى سنة (571 هـ). فتبعهم على ذلك أصحابُ الأطرافِ، وهذا يشير إلى أن إضافة "سنن ابن ماجه" إلى الخمسةِ إنما كان في أول المئةِ السادسةِ، ولا يُؤثَر في ذلك عن القدماء شيءٌ. وابنُ ماجه كأصحابِ السُّنن الثلاثة لم يشترِط في كتابه إيرادَ الأحاديث الصحيحة فقط، بل أدرجَ فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنكر، ووقع له بضعةُ أحاديث موضوعة لا تَصِحُّ نسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولهذا وَجَبَ تمييزُ صحيحها مِن سقيمها، وتبيين ما يحتجُّ به مما لا يُحتج به منها، نصحًا لله ولرسوله ولِعامة المسلمين. وبالرجوع إلى عملنا الدقيق الذي قُمنا به في دراسة أحاديث هذا الكتاب تبين لنا أن الإمامَ ابن ماجه انفردَ مِن بين أصحاب الكتب الخمسة بـ (1213) حديثًا بالمكرَّر، منها (98) حديثًا مما صح إسناده، ومنها (113) أحاديث صحيحة بالمتابعات، ومنها (219) حديثًا تصح بالشواهد، ومنها (58) حديثًا أسانيدُها حسنة، ومنها (42) حديثًا هي حسنةٌ بالمتابعات، ومنها (65) حديثًا هي حسنةٌ بالشواهد، ومنها (6) أحاديث محتملة للتحسين، ومنها (7) أحاديث أوردها مرفوعةً وصححناها موقوفة، ومنها (4) مراسيل، ومنها (384) حديثًا كلها ضعاف، ومنها (184) حديثًا وهي ضعيفة جدًا، ومنها حديث واحد شاذٌ باللفظ الذي ساقه المصنف، ومنها (21) حديثًا منكرًا وموضوعًا، ومنها (11) حديثًا لم نجزم بالحكم عليها.

ويظهر مِن هذا الإحصاء أن مجموع الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها ولغيرها، التي انفردَ بها ابنُ ماجه عن الكتب الخمسة بلغت (600) حديث، وهي تُساوي نصفَ ما انفرد به تقريبا. وهذه النتيجة التي توصلنا إليها من خلال دراستنا للأسانيد دراسةَ دقيقة، تَرُدُّ قولَ مَنْ يقولُ: إنَّ كل ما انفردَ به ابنُ ماجه عن الكتب الخمسة، فهو ضعيف. لكن كتاب "سنن ابن ماجه" دونَ الكتبِ الخمسة في المرتبة، كما قال العلامةُ السِّندي في مقدمة تعليقه. وقد صرح غيرُ واحد مِن الحفاظ أنه لا يجوزُ الاحتجاجُ بحديثِ رواه أصحابُ السُّنن والمسانيد التي لم يَشْتَرِطْ مَن جمعها الصحةَ ولا الحُسنَ ما لم يَتَثبَّت مِن صحته بدراسة إسنادِه، وانتفاء الشذوذ والعِلَّةِ عنه. وقد تولينا بتوفيق الله كل ذلك في تحقيقنا هذا، وأبَنَّا عن درجةِ كل حديث مِن أحاديثه من حيث الصحةُ أو الحسنُ أو الضعفُ. وقد ذكر أهلُ العلم أن ابن ماجه تفرَّد بجملة أحاديثَ عن رجال متَّهَمين بالكذب وسرقة الحديث، حكم عليها الأئمةُ بالبُطْلان والوضع. وقد أدرج منها العلامة ابنُ الجوزي في كتاب "الموضوعات" (34) حديثًا، وأرقامها على التوالي: 65، 120، 141، 184، 256، 1332، 1333، 1384، 1386، 1583، 1602، 1613، 1615، 1862، 2146، 2289، 2307، 2474،

من أقوال أهل العلم في "السنن"

2620، 2705، 2780، 3013، 3221، 3305، 3330، 3340، 3352، 3450، 3487، 4057، 4058، 4126، 4140. وقد نوزع في غير حديث منها كما هو مبيَّن في تعليقاتنا عليها. وثَمتَ أحاديثُ أخرى عنده حكمنا عليها بالبطلان والوضع فاتت ابنَ الجوزي، انظر على سبيل المثال الأحاديث: 49، 55، 248، 1461، 1485، 1749، 3318، 3355، 3357، 3358. من أقوال أهل العلم في "السُّنن": قال الحافظ ابنُ كثير في ترجمة ابن ماجه (¬1): صاحبُ "السُّنن" المشهورة، وهي دالَّة على عمله وعلمه، وتبحُّره واطِّلاعه، واتباعه للسُّنة في الأصول والفروع، ويشتمل على اثنين وثلاثين كتابًا وألفٍ وخمس مئة باب، وعلى أربعة آلاف حديث كلها جِيَادٌ سوى اليسيرة. وقال أيضًا في "اختصار علوم الحديث": هو كتابٌ مفيدٌ قويُ التبويب في الفقه. وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة المصنف من "تهذيب التهذيب": وكتابها "السُّنن" جامعٌ جيدٌ كثير الأبواب والغرائب. ¬

_ (¬1) في "البداية والنهاية" 11/ 56.

المعتنون بـ "سنن ابن ماجه"

المُعتَنون بـ "سنن ابن ماجه" عُني أهلُ العلم بكتابِ ابن ماجه روايةً ودرايةً، وشرحًا وتعليقًا، وكلامًا على رجاله، وتجريدًا لزوائده. 1 - فشَرَحَه العلامةُ الفقيه النحوي الطبيب ذو الفنون موفق الدين أبو محمَّد عبدُ اللطيف ابن الفقيه يوسف بن محمَّد بن علي الموصلي البغدادي الشافعي نزيل حلب المتوفى سنة (629 هـ) (¬1). وهو شرح موسَّع كما يُفهم من "الأربعين الطبِّية" للبِرْزالي. 2 - و"الأربعون الطبِّية" استخرجها الحافظ زكي الدين محمَّد ابن يوسف البِرزالي المتوفى سنة (636 هـ) (¬2) من "سنن ابن ماجه" و"شرحِه" للعلامة عبد اللطيف البغدادي، وقد طبع أولًا في المغرب، ثم طبع في بيروت، وقد جاء في مقدمته: يقول كاتبه محمَّد بن يوسف البرزالي: لما خرجت من مكة شَرَّفها الله تعالى وَقْفةَ الأربعاء قصدتُ الشام بسبب "سنن ابن ماجه"، فلقيت الشيخ أبا محمَّد عبد اللطيف بن يوسف بن محمَّد البغدادي أبقاه الله، فأعُلِمتُ أنها روايتُه، فسألته أن أقرأها عليه، فأنعَمَ، وشرعتُ في قراءتها، فلما وصلتُ أبوابَ الطب سألتُه أن يُوضِّحَ لي مُشكِلَها، ويُبيِّن لي ما تضمنته مِن المعارف الشريفة، والحِكَمِ الغامضة المُنيفة، فأنعم ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 22/ 320 - 323. (¬2) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 23/ 55 - 56.

وتفضَّل، وأصاب في شرحها، وذكر فيه مِن غرائب الحديث ما لم يذكره في شرحه الكبير في غريب الحديث، فوافق ذلك أن جاءت أربعينَ حديثًا، فاستأذنتُه في إفرادها بأسانيدها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن أذكر بعد الأحاديث شرحَها، فأذن لي في روايتها عنه كذلك فخرجتها. وقال في آخره: انتهت الأربعون حديثًا مِن "سنن ابن ماجه" وشرحها للشيخ أبي محمَّد عبد اللطيف البغدادي مِن شرحه الكبير على "السُّنن"، جرَّده منها بإذنه تلميذُه محمَّد بن يوسف البرزالي. 3 - وشَرَحَ الإمامُ الحافظ علاء الدين مُغُلْطَاي بن قُلَيجٍ الحنفي المتوفى سنة (762 هـ) قطعة مِن "سنن ابن ماجه"، وسماه "الإعلام بسُنًته عليه السلام" (¬1). 4 - وشرح زوائدَ "السُّنن" الإمامُ سراج الدين عمر بن علي بن المُلقِّن المتوفى سنة (804 هـ) في ثماني مجلدات، وسماه "ما تمسُّ إليه الحاجة على سنن ابن ماجه"، ابتدأه في ذي القعدة سنة (800)، وفرغ منه في شوال سنة (801 هـ) (¬2). 5 - وشرحه العلامةُ الشيخ محمَّد بن موسى بن عيسى بن علي أبو البقاء الدَّمِيريُّ الأصلِ القاهريُّ الشافعي المتوفى سنة (808 هـ) في خمس مجلدات، ومات قبل إتمامه، وسماه "الديباجة في شرح سنن ابن ماجه"، قال الشيخ محمَّد عبد الرشيد النعماني: رأيت منه ¬

_ (¬1) انظر "تاريخ التراث العربي" لسزكين 1/ 287، و"الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي" مؤسسة آل البيت 1/ 209. (¬2) انظر "كشف الظنون" 2/ 1004.

نسخة مخطوطة في خزانة محمَّد آباد طونك من أعمال راجبوتانه بالهند تحت رقم (332) قال في فاتحتها: ولا بُد للحديثيِّ من معرفة ما تَمسُّ إليه الحاجة مِن الكتب الستة التي فتح اللهُ بها مِن علم السنة رِتاجَه، وألبس كلاَّ مِن مصنفيها حُلَّة الإكرامِ وتاجَه، وكلها مشروحةٌ سوى كتاب أبي عبد الله محمَّد بن يزيد ابن ماجه، فهو كما قال القاضي ابن العربي: قد خُلِّفت من معرفته النساجة، ونورُ مصباح فهمه مفتقرٌ إلى زجاجة، فاستخرتُ الله تعالى وكتبتُ عليه "الديباجة"، وهي إن شاء الله شافيةٌ لما في الصدور من كلماته، كافيةٌ لمعاني أحاديثه وتفسير آياته، وافيةٌ ببيانِ أحكامه وطرق رواياته، حَذَوتُ فيه حَذْوَ "شرح مسلم" لشيخ الإسلام النووي، مع بيانِ الصحيح والحسن والضعيف والقوي، واللهَ أسأل أن يُعينَ على إكماله، وأن يجعله خالصا لوجهه بمنِّه وإفضاله. 6 - وأفرد زوائده على الكتب الخمسة العلامة الحافظ أحمد بن أبي بكر البُوصِيري المتوفى سنة (840 هـ) في كتاب سماه "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"، ومنه نسخة في المكتبة الأحمدية بحلب، وطبع أكثر من طبعة، إلا أنها جميعًا طبعات رديئة يفشو فيها التحريف والتصحيف. قال البوصيري في مقدمته: قد استخرتُ الله عز وجل في إفراد زوائد الإمام الحافظ أبي عبدِ الله محمَّد بن يزيد ابن ماجه القزويني على الخمسة الأصولِ: صحيحي البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي الصغرى رواية ابن السُّنِّي، فإن كان الحديثُ في الكتب

الخمسة أو أحدها مِن طريق صحابي واحد لم أُخرجه إلا أن يكونَ فيه زيادة عند ابن ماجه تدل على حكم، وإن كان مِن طريق صحابيينِ فأكثر، وانفرد ابن ماجه بإخراجِ طريقٍ منها أخرجتُه ولو كان المتنُ واحدًا، وأُنبِّهُ عَقِبَ كلِّ حديث أنه في الكتب الخمسة المذكورة أو أحدها من طريق فلان مثلًا إن كان، فإن لم يكن ورأيتُ الحديث في غيرهما، نبهتُ عليه للفائدة، ولِيُعلَمَ أن الحديثَ ليس بفرد، ثم أتكلم على كُلِّ إسناد بما يليقُ بحاله مِن صحة وحسن وضعف وغيرِ ذلك، وما سكتُّ عليه، ففيه نظر. قلنا: وقد خالفناه في مواضعَ غيرِ قليلة فيما ذهب إليه، ولم نلتزِمْ الإشارة إلى هذه المخالفات في تعليقاتنا. 7 - ولشيخ الحديث بالديار الحلبية العلامةِ الإمامِ الحافظِ إبراهيم بن محمَّد بن خليل المعروف بسِبط ابن العَجَمي المتوفى سنة (841 هـ) تعليق لطيف على "سنن ابن ماجه". 8 - واختصره العلامة محمَّد بن محمَّد بن محمَّد شمس الدين المصري المالكيُّ المتوفى سنة (844 هـ)، وسماه "الغُيوث الثَجّاجة في مختصر ابنِ ماجه"، ثم شرحه في "الديباجة لتوضيح منتخب ابن ماجه". 9 - وللحافظِ عبد الرحمن بن أبي بكر السُّيوطي المتوفى سنة (910 هـ) تعليقٌ على "سنن ابن ماجه" باسم "مصباح الزجاجة" (¬1). ¬

_ (¬1) انظر نُسَخَه الخطية في "الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي" 3/ 1510.

10 - وللعلامة المحدِّث الكبير أبي الحسن محمَّد بن عبد الهادي السنْدي الحنفي نزيل المدينة المنورة المتوفى سنة (1138 هـ) شرحٌ لطيف بالقول مشهور بحاشية السندي، وقد طُبعَ عدةَ طبعات، قال في مقدمته: وتعليقُنا هذا إن شاء الله يقتصِرُ على حلِّ ما يحتاجُ إليه القارئ والمدرسُ مِن ضبط اللفظِ، وإيضاحِ الغريب والإعراب، رزقنا الله ختمةَ خيرٍ قَبْلَ حلولِ الأجل، ثم يرزقنا حسنَ الإتمام بفضله. آمين يا رب العالمين. 11 - وللعلامة المحدث المحقق الشيخ عبد الغني الدِّهْلَوي المتوفى سنة (1296 هـ) شرحٌ مختصر باسم "إنجاح الحاجة"، وقد طُبعَ في دهلي على هامش "السُّنن". 12 - وللشيخ فَخْر الحَسَن بن عبد الرحمن الكَنْكُوهي الحنفي المتوفى سنة (1315 هـ) حاشية طويلة نفيسة على "السُّنن" جمعها من "إنجاح الحاجة" و"مصباح الزجاجة" مع زيادات. 13 - وقد جمع الإمام الحافظ الذهبي المتوفى سنة (748 هـ) رجال "السُّنن" في كتاب "المُجرِّد في رجال سنن ابن ماجه"، وهو مطبوع (¬1). ¬

_ (¬1) وللتوسع في الكلام على "سنن ابن ماجه" واعتناء أهل العلم به انظر كتاب الشيخ محمَّد عبد الرشيد النعماني رحمه الله "الإمام ابن ماجه وكتابه السُّنن" المطبوع بتحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في مكتب المطبوعات الإسلامية.

وصف الأصول الخطية

وصف الأصول الخطية قد اعتمدنا في تحقيق "سنن ابن ماجه" على ثلاث نسخٍ مصوَّرة عن أصولٍ خطية متقنة، وهي: أولًا: النسخةُ المرموز إليها بـ (س)، المعتمدةُ عندنا أصلًا في الأعم الأغلب: وهي نسخة مصورة عن الأصل الخطي المحفوظِ في المكتبة السُّليمانية في إستنبول تحت رقم (37)، وهي تامةٌ متقنةٌ، واضحةُ الخط، جليّة الضبط، يَنْدُرُ وقوعُ الخطأ فيها، وتقع في مجلد واحد، وعَدَدُ أوراقها (327) ورقة، في كل لوحة منها (25) سطرًا، وفي كل سطر (15) كلمة تقريبا. فرغ ناسخها -وهو علي بن محمَّد الشامي- مِن نسخها يومَ الثلاثاء تاسعَ شهر شوال سنةَ (861 هـ). ومالكُها هو القاضي سعد الدين كما ذكر الناسخ في آخرها. وقد قُوبِلَتْ مقابلةً دقيقةً على نسخةٍ مشمولة بخط العلامة الحافظ برهان الدين سِبْط ابنِ العَجَمي (¬1)، والعلامة شمس الدين محمَّد بن ناصر الدين حافظ دمشق (¬2)، والعلامة شهاب الدين أبي ¬

_ (¬1) هو إبراهيم بن محمَّد المتوفى سنة 841 هـ، انظر ترجمته في "الضوء اللامع" 1/ 138 - 145. (¬2) هو محمَّد بن عبد الله المتوفى سنة 842 هـ، انظر ترجمته في "الضوء اللامع" 8/ 103 - 106، و"شذرات الذهب" 7/ 243 - 245.

ثانيا: النسخة المرموز إليها بـ (م)

العباس أحمد بن الصلاح الأمَوي الشهير بمصر بابن المُحمَّرة قاضي دمشق (¬1)، وكانت مقابلتُها في مجالس آخِرُها ثالث شهر جمادى الأولى سنة (862)، كما جاء في الورقةِ الأخيرةِ منها. ومع هذه المقابلة الدقيقة لا يكاد يخلو هامشُ ورقةٍ من أوراقها مِن تصويبات وتصحيحات، وفوائد متنوعة. وفي أول النسخة سَنَدٌ منقولٌ عن النسخةِ الأصل -فيما يغلب على ظننا- وهو مِن رواية عماد الدين عبد الحافظ ابن بَدْران (¬2) عن الفقيه المحدِّث صاحب "المغني" العلامة موفق الدين ابن قُدَامة بإسناده الآتي في وصف النسخة (م). ثانيًا: النسخة المرموز إليها بـ (م): وهي نسخة مصورة عن الأصلِ الخطي المحفوظِ في دار الكتب المصرية في الخزانةِ التيمورية تحت رقم (522). وهي نسخةٌ تامة جيدة، قُسِّمت إلى (17) جزءًا في مجلدين، تسعةُ أجزاء في المجلدِ الأول، وثمانيةٌ في المجلد الثاني. وعَدَدُ أوراقِ المجلد الأول (273) ورقة، وعَدَدُ أوراق المجلد الثاني (223) ورقة. والمجلدُ الأول ينتهي بالحديث رقم (2525) من كتاب العتق؛ وفي كل لوحة مِن هذه النسخة (23) سطرًا في الأغلب، وفي كل سطر (15) كلمة تقريبًا. ¬

_ (¬1) المتوفى سنة 840 هـ، انظر ترجمته في "الضوء اللامع" 2/ 186. (¬2) المتوفى سنة 698 هـ، انظر ترجمته في "العبر" للذهبي 5/ 388.

وقد صُرِّح في لوحة المجلد الثاني أنه بخط المحدث الفقيه ابن قدامة المقدسي، أما المجلد الأول فيظهر أنه قد نسخه غيرُ واحد، وقد ذُكر ابن قدامة فيمن سمعه. وعلى هوامِشِ هذه النسخة سماعاتٌ على ابن قدامة في الجامع الأموي أوائلَ القرنِ السابع، وتتكرر هذه السماعات كُلَّ ثلاثة أوراق. وفي نهاية كل جزء من الأجزاء السبعة عشر مجموعة من السماعات مدونة بخطوطٍ مختلفة مؤرخةِ بأزمنة متباعدة من القرن السادس (560) هـ حتى القرن الثامن. منها سماعٌ بقراءة الحافظ صلاح الدين العلائي على الحافظ جمال الدين المِزِّي، وأبي محمَّد القاسم بن مظفَّر ابن عساكر الطبيب. ومنها سماعٌ على الحافظ الذهبي. وهذه السماعات جميعها تمت بدمشق في الجامع الأموي، وفي الجامع المظفَّري، وفي المدرسة الضيائية، وفي مدرسة الصاحب محيي الدين ابن الجَوْزي، وفي دار الحديث الأشرفية، وفي الرباط السُّمَيْساطي، وفي دار القرآن الجَزَرية، وفي دار الحديث الشُقَيشِقية، وفي المدرسة الصدرية، وفي رباط الناصرية. ونُعرِّف هنا بإيجاز بالمساجد والمدارس والرباطات التي قرئت فيها سنن ابن ماجه وهي بدمشق وضواحيها:

أما الجامع الأموي، فهو أعظمُ جوامع دمشق، بناه الوليدُ بن عبد الملك أيامَ خلافته سنة (87 هـ)، وتوفي الوليدُ ولم يتم البناءُ، فأتمَّه مِن بعده أخوه سليمان. وأما الجامعُ المظفَّري، فهو بسفح جبل قاسيون، ويُقال له: جامع الجبل وجامع الحنابلة، شرع في بنائه الشيخ أبو عمر محمَّد ابن أحمد بن قدامة المقدسي سنة (598)، ولا زال إلى يومنا هذا تقام فيه الصلوات الخمس، وخطبة الجمعة. وأما المدرسةُ الضيائية، فهي بسفح جبل قاسيون شرقَ الجامع المظفَّري، بناها مِن ماله واقِفُها الحافظ محمَّد بن عبد الواحد السعدي المقدسي صاحب "الأحاديث المختارة" المعروف بالضياء، وأعانه عليها بعضُ أهلِ الخير، وجعلها دارَ حديث، وقد نُهبت في نكبة الصالح أيام قازان سنة (699)، وذهب منها شيء كثير، ثم دَرَسَت في جملة ما دَرَسَ من مدارس دمشق. وأما مدرسة الصاحب محيي الدين، فهي في سوق البُزُورية غربي قصر العظم، أوقفها الفقيهُ الأصولي الواعظُ الشهير يوسفُ ابن الإمام عبد الرحمن بن علي الجوزي القرشي البكري البغدادي المتوفى سنة (656 هـ)، ودرَّس بها غيرُ واحد من أكابرِ أهل العلم كالمَرْداوي وابن مُفلح صاحب "المبدع شرح المقنع"، وقد اختلس جيرانُها معظمها، وبقي منها بقيةٌ صارت محكمة إلى سنة (1905م)، ثم أُقفلت ثم احترقت سنة (1925) أثناءَ الثورة السورية الكبرى،

ولم تزل كذلك حتى أُنشِى مكانَها مخازنُ وحوانيت وجُعل فوقها مسجدٌ صغير تُقامُ فيه الجماعة. وأما دار الحديث الأشرفية، فهي الأشرفية البَرّانية المقدسية، وهي بسفح قاسيون على حافة نهر يزيد، بناها الملكُ الأشرف مِن أجل الحافظِ جمال الدين عبد الله ابن الحافظ تقي الدين عبد الغني المقدسي، وهي خاصة بالحنابلة، وبانيها الملكُ الأشرف هو نفسُه باني دار الحديث الأشرفية المعروفة التي في أوائلِ سوق العصرونية من الجانب الغربي، وفيها الآن إعدادية للعلوم الشرعية، ويُنفق عليها جماعةٌ من أهل الخير، وتُقام فيها الصلوات الخمس وخطبة الجمعة. وأما الرِّباط السُّمَيساطي، ويُسمى الخانقاه، فهو عندَ بابِ الجامع الأموي الشمالي، واقفُه أبو القاسم السميساطي علي بن محمَّد بن يحيى السلمي الدمشقي، له ترجمة في "العبر" للذهبي 3/ 229 - 230، وفيه الآن مدرسة للصفوف الابتدائية. وأما دارُ القرآن الجَزَرية، فأنشأها الحافظُ الإمامُ المقرئ شمس الدين محمَّد بن محمَّد بن يوسف بن الجزري المتوفى سنة (843 هـ) صاحب كتاب "النشر في القراءات العشر"، وكانت بدربِ الحجر، وهو في أواخر السوق الكبيرِ الذي يعرف الآن بسوق مدحت باشا، وقد إندثرت منذ عهدٍ طويل. وأما دار الحديث الشُّقَيشِقية، فهي دارُ الشيخ المحدث نجيب الدين أبي الفتح نصر الله بن أبي العبر مظفر بن عقيل الشيباني

الدمشقي الصفَّار، فأوقفها دارَ حديث، وهي بدرب البانياسي بدمشق، وكان يسكنُها الحافظ المزي قبلَ انتقاله إلى دار الحديث الأشرفية. وأما المدرسة الصَّدْرية، فهي بدرب الريحان بجوار تربة القاضي جمال الدين المصري، عند القبور التي يزعم الناس أن مِن جملتها قبر معاوية، أنشأها الشيخ أسعد بن عثمان التنوخي، ثم الدمشقي المتوفى سنة (657 هـ)، وأوقفها على الحنابلة، ودُفِنَ بها. ودرَّس بها ابنُ عبد الهادي وابنُ القيم. وأما رباطُ الناصرية، فهو دار الحديث الناصرية التي تقع بمحلة الفواخير بسفح قاسيون قِبْلي جامع الأَفرَم، أنشأها الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي فاتح بيت المقدس (¬1). ثم هناك سماعات على الحافظ أبي الوفاء برهان الدين الحلبي المعروف بسبط ابن العجمي بقراءةِ محمَّد بن زريق سنة (837 هـ) بحلب. ومنه يظهر أن هذه النسخة كانت بدمشق من القرن السادس إلى القرن الثامن، ثم انتقلت إلى حلب في القرن التاسع. وفي الورقة الأولى من المجلد الأول ما نصه: سمعه العالمُ الصدرُ الكبيرُ شيخُ الإسلام موفق الدين أبو محمَّد عبد الله بن أحمد ¬

_ (¬1) "الدارس في أخبار المدارس" للتميمي، و"منادمة الأطلال" لعبد القادر بدران بتصرف.

ابن محمَّد بن قدامة المقدسي أيَّدهُ اللهُ بسماعه من أبي زُرعة بسنده بقراءة الإمامِ العالم المقرئ شهاب الدين أبي محمَّد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم النسائي، فسمعه الفقهاء (وذكر جماعة من أهل العلم) وصح في مجلسٍ واحد بتاريخ يوم الأحد رابع المحرم مِن سنة اثنتين وست مئة في دمشق. والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله. وفي الورقة الثانية ما نصه: قُرِئَ على الشيخ الصالح أبي زُرعة طاهر بن محمَّد بن طاهر المقدسي وأنا أسْمَعُ في يومِ السبت سادسَ عشر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمس مئة قيل له: أخبركم الشيخُ العالم أبو منصور محمَّد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقوِّمي القزويني إجازةً إن لم يكن سماعًا قال: أنبأنا أبو طلحة القاسمُ بنُ أبي المنذر الخطيب قال: حدثنا أبو الحسن علي ابنُ إبراهيم بن سلمة بن بحر القطان قال: حدثنا أبو عبد الله محمدُ ابن يزيد ابنُ ماجه. قلنا: وقد خلت هذه النسخةُ مِن بعض الأحاديث في مواضع متفرقة، وهي مثبتة في بقية النسخِ وفي "تحفة الأشراف" للمزي، ومعظمُها مما لم يذكره أبو القاسم ابن عساكر في كتابه "الإشراف في معرفة الأطراف"، أو ذكره وقال: ليس في السماع. وقد أشرنا إلى هذه الأحاديث في مواضعها. كما قد خلت هذه النسخة من زياداتِ أبي الحسن القطان في الأغلب.

تراجم رجال إسناد النسخة (م) وكلهم أثبات ثقات

تراجم رجال إسناد النسخة (م) وكلهم أثبات ثقات: 1 - ابن قدامة المقدسي: هو الشيخُ العلامةُ المجتهدُ الإمامُ أبو محمَّد عبد الله بن أحمد ابن محمَّد بن قدامة المقدسي الجمَّاعيلي، ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي، صاحبُ الكتاب العظيم "المغني"، في فقه الخِلاَف، ولد بجمَّاعيل مِن عمل نابلس سنةَ (541)، وهاجر إلى دمشق، وارتحل إلى بغداد، قال ابن النجار: كان إمامَ الحنابلة بجامعِ دمشق، وكان ثقةً حُجةً نبيلًا، غزير الفضلِ، نَزِهًا وَرِعًا، عابدًا على قانون- السلف، عليه النور والوَقَار، ينتفع الرجلُ برؤيته قبل أن يسمع كلامه، توفي سنة (625). ترجم له الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 22/ 165 - 173، وفي "العبر" 5/ 79. 2 - أبو زرعة المقدسي: هو الشيخُ العالم المُسند الصدوق الخير أبو زُرْعة طاهرُ ابنُ الحافظ محمَّد بن طاهر بن علي الشيباني المقدسي، وُلِدَ بالري سنة (480)، وقيل: سنة (481)، وقَدِمَ بغداد وحدَّث بها، وتفرَّد بالكتب والأجزاء، وتوفي بهَمَذان سنةَ (566). قال الذهبي: سمعنا مِن طريقه "مسند الشافعي" و"المجتبى" و"سنن ابن ماجه" وأجزاء. ترجم له الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 20/ 503 - 504، وفي "العبر" 4/ 192 - 193.

3 - أبو منصور المقومي

3 - أبو منصور المُقَوِّميُّ: هو الشيخُ الصدوق أبو منصور محمدُ بنُ الحسين بن أحمد بن الهيثم القزويني المقوِّمي، وُلِدَ سنة (398 هـ)، وسمع مِن ابن أبي المنذر سنة (408) وله عشر سنين، وكان حيا سنة (484). له ترجمة في "سير أعلام النبلاء" 18/ 530 - 531، و"العبر" 3/ 306. 4 - القاسم بن أبي المنذر: هو القاسمُ بنُ محمَّد بن أحمد بن منصور أبو طلحة القزويني الخطيب، قال الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" 4/ 79: سَمِعَ "سنن" أبي عبد الله ابن ماجه من أبي الحسن القطان، وسمع أبا الفتح الراشدي سنة (456) وروى عنه علي بن أحمد بن المَرزُبان بن منجويه، ومحمد بن الحسن بن عبد الملك البزاز، وأبو منصور المقومي وغيرهم. وقال الخليلي في "الإرشاد" 2/ 740 وهو يترجم أباه: وكان له بنون سمعوا من أبي الحسن القطان، ولم يبلغ الرواية منهم إلا أبو طلحة -يعني أنهم ماتوا شبابا-. توفي أبو طلحة سنة (410 هـ). 5 - أبو الحسن القطان: تقدمت ترجمته في تلاميذِ ابن ماجه. ثالثًا: النسخة المرموز إليها بـ (ذ): وهي نسخة مصورة عن الأصل الخطي المحفوظِ في مكتبة باريس الوطنية تحت رقم (706)، ومنها صورةٌ في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض. وهي نسخة تامةٌ

متقنةٌ، واضحة الخط، تقع في مجلد واحد، وعَدَدُ أوراقها (304) ورقات، وفي كُل لوحةٍ منها (24) سطرًا، وفي كل سطرٍ منها (16) كلمة تقريبًا. وقد تم نسخها يوم الجمعة 14 من ذي الحجة سنة (730)، وقرئت على خمسة أشياخ سنة (735) وعُورِضَت بأصلِ الحافظ المنذري، ثم قُرئت على الذهبي بالمدرسةِ الصدرية من سنة (739) إلى سنة (742)، وتناوبَ على قراءتها على الذهبي عمادُ الدين ابن السراج (¬1) وابنُ عبد الحق القرشي (¬2). كما قرئت على قاضي القضاة بدر الدين ابن جَمَاعة كما في هامش الورقة 21 والورقة 33، ولم يذكر كاتب السماع تاريخه. أما الأشياخ الخمسة المشارُ إليهم، فقد ذُكرت أسماؤُهم في الورقة (302)، وهم: 1 - الصدر الرئيس شهاب الدين أبو العباس أحمد بن منصور ابن إبراهيم الحلبي الجوهري، ولد سنة (660)، وتوفي سنة (738)، ¬

_ (¬1) هو أبو بكر بن أحمد بن أبي الفتح الدمشقي، عالم مقرئ ديِّن عاقل، ولد سنة 705، وسمع من المزي والذهبي والحجار وطبقتهم، وتوفي في شوال سنة 782. ترجم له الذهبي في "المعجم المختص" (385)، وابن حجر في "الدرر الكامنة" 1/ 437. (¬2) هو محمَّد بن محمَّد بن عبد الحق بن فتيان القرشي المصري الشافعي، عالم نحوي، ولد سنة 713، وسمع بمصر ودمشق من المزي والذهبي وغيرهما، وتوفي في شعبان سنة 743. ترجم له الذهبي في "المعجم المختص" (327).

قال ابن حجر في "الدرر الكامنة" 1/ 319: كان خيرًا ساكنًا، مُحبّا لأهل الحديث، حسن الأخلاق. 2 - الشيخُ الصالحُ المحدِّث المكثر بدر الدين أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن خالد بن محمَّد الفارقي، ولد سنة (660)، وحفظ "التنبيه" وقرأ القراءات، وسَمِعَ بالقاهرة والإسكندرية ومكة والمدينة واليمن وغيرها. قال ابنُ حجر في "الدرر الكامنة" 3/ 315: كان ديِّنا خيِّرًا، كثيرَ المروءة، مُحبًّا للسماع، وتوفي سنة (741). 3 - العدلُ الكبيرُ كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن عبد الصمد التِّزْمَنْتي (نسبة إلى تِزْمَنْت قرية من عمل البَهْنسا على غربي النيل من صعيد مصر) ولد سنة (663)، وتوفي سنة (742). ترجم له ابن حجر في "الدرر الكامنة" 1/ 62 وبيَّض لشيوخه، وقال: حدثنا عنه أبو المعالي الأزهري وغيره. 4 - الأجلَّ الكبيرُ ناصر الدين أبو عبد الله محمَّد بن إسماعيل ابن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب، قال ابنُ حجر في "الدرر" 3/ 388: ناصر الدين بن العادل بن العزيز بن المعظَّم بن العادل الأيوبي المعروف بابن الملوك، ولد سنة (674)، وسمع من ابن خطيب المِزَّة وغيره، وحدَّث وتفرَّد، وتوفي سنة (756)، حدثنا عنه شيخنا العراقي وجمال الدين الرشيدي وآخرون. 5 - الشيخُ المحدثُ زينُ الدين أبو بكر بن قاسم بن أبي بكر ابن عبد الرحمن الرَّحَبِي الحنبلي، ولد سنة (666)، وسَمِعَ بدمشق، وسكن مصر سنة (700)، وسمع بها الكثير. وصفه الذهبي في

"المعجم المختص" (391) بالمحدِّث العالم العابد الصالح، وقال ابن حجر في "الدرر الكامنة" 1/ 455: كان ديِّنا خيِّرًا حسنَ المحاضرة، وقد تخرَّج به شيخنا الشيخ سراج الدين ابن الملقن، وبيض ابن حجر لوفاته، وذكره ابنُ فهد في "لحظ الألحاظ" في وفيات سنة (749 هـ). وفي الورقة الأولى منها إسناد الكتاب: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن عثمان الذهبي قال: أخبرنا القاضي تاج الدين أبو محمَّد عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان البَعْلبَكي قال: أخبرنا الإمام موفق الدين أبو محمَّد عبد الله بن أحمد بن محمَّد بن قدامة المقدسي ... ببقية الإسناد السالف ذكره في النسخة (م). أما الذهبي فهو الحافظ مؤرخ الإسلام محمَّد بن أحمد الذهبي، صاحب "سير أعلام النبلاء" و"تذكرة الحفاظ" و"تاريخ الإسلام" و"العِبَر" وغيرها، المتوفى سنة (748) رحمه الله تعالى. وشيخه هو تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام بن سعيد بن علوان البعلبكي الشافعي، القاضي الإمام الفقيه العالم المتفنِّن، كان خيرًا صالحًا متواضعًا زاهدًا، قال الذهبي في "معجم الشيوخ" 1/ 352: أكثرتُ عنه، ونِعمَ الشيخ كان. ولد سنة (603)، وتوفي سنة (696)، رحمه الله تعالى. وانظر "شذرات الذهب" 5/ 435. وابن قدامة فمن فوقه سلفت تراجمهم في وصف النسخة (م).

عملنا في الكتاب

ونكرِّر هنا -والمكرَّر يحلو- شكرَنا الجزيل وامتناننا العظيمَ لِصاحبنا العلامة الشيخ محمَّد بن ناصر العجمي الذي بعث إلينا بالنسختين (س) و (م)، وهذه تُعَد في مَكرُماته الكثيرة لِطلبة العلم، ويغلب على ظنِّنا -ولا نزكِّي على الله أحدًا- أنه يبتغي من وراء ذلك إرضاءَ الله تعالى، ثم خدمةَ أهل العلم وتزويدَهم بالأصول الجيدة التي تقع له، فنسأل الله أن يجزيه عنا خيرَ الجزاء، وأن يجعل ذلك في صحيفته يوم القيامة. عملنا في الكتاب: لقد جرينا في تحقيق هذا الكتاب على المنهجِ المتَّبَع عندنا في كل ما ننشره من الأصول، وهو البحثُ عن الأصولِ الخطية المتقنَة الموثَقة، وتصويرُها مِن مكتبات العالم المختلفة، واعتمادُها في الطبع دونما التفاتٍ إلى الطبعاتِ السابقة التي تولى نشرها مَن ليس له حَظّ كبير في هذه الصناعة. 1 - ثم قمنا بمقابلة المطبوعِ بالأصول الخطية، وأثبتنا الفروق المهمة، ولم ننبه على الأخطاء التي وقعت في النسخ المطبوعة إلا لِمامًا. 2 - ضبطنا متونَ الأحاديثِ ضبطًا قريبًا مِن التمام، وضبطنا ما يُشكِلُ من أسماءِ الرواة وكُناهم وألقابهم ضبطَ قلم، وربما ضبطنا بعضها بالحروف في الحاشية.

3 - قمنا بدراسة الإسناد دراسة دقيقة، والإبانة عن درجة كل حديث، كما هو دَأْبنا في كل ما يصدر عنّا، كما قمنا بتمييز الرواة المُهمَلين وبيان أسماء مَن ذُكروا بكناهم أو ألقابهم. 4 - تخريجُ الحديث من الكتب الخمسة، والاقتصار عليها إذا كان الحديث فيها، وتطريقُ أسانيدها (¬1). 5 - الإحالةُ إلى المصادر التي استوفينا فيها تخريجَ الحديث لِيرجع إليها مَنْ يريدُ التوسع. 6 - وما كان من الأحاديث التي لم تُخرَّج عندنا في المصادر التي حققناها، فإننا نتوسعُ في تخريجها ونحكم على كُلِّ حديث منها بما يليق به من صحة أو حسن أو ضعف. وقد وفقنا الله -وله الحمدُ- في كل ما شرحناه، وحققناه من الأصول، أن نراعيَ هذا الجانب المهمَّ، جانبَ التصحيح والتضعيف، ونُعنَى به أشدَ العناية، ونتوسعَ فيه غايةَ التوسع، لنتحلل مِن تَبَعةِ التقصير فيما أوجبه الله علينا من هذا العلم الذي أكرمنا به. 7 - وقد ضمَّنَّا الكتابَ تعليقاتٍ حافلةً تشتمِلُ على شرح غريب الحديث، وما يستفاد منه، ومِن توضيح لِبعض الأحكام المستنبَطة من الأحاديث التي تَرِدُ عندَ ابن ماجه. ¬

_ (¬1) والإحالة إلى "جامع الترمذي" و"سنن النسائي الكبرى" و"سنن الدارقطني" في عملنا هي إلى طبعاتنا المحققة بترقيمنا.

8 - وألحقنا به في كل جزء فهرسًا يتضمن الكتب والأبواب الفقهية الموجودة فيه، وفي آخره فهرسًا شاملًا لأطراف الأحاديث والآثار على نَسَقِ حروف المعجم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين شعيب الأرنَؤُوط عادل مرشد عمَّان في 1 شعبان 1426هـ 5 أيلول 2005م

اللوحة الأولى من نسخة (س)

اللوحة الأخيرة من نسخة (س)

لوحة العنوان من المجلد الأول من نسخة (م)

اللوحة الأولى من المجلد الأول من نسخة (م)

اللوحة الأخيرة من المجلد الأول من نسخة (م)

لوحة العنوان من المجلد الثاني من نسخة (م)

اللوحة الأولى من المجلد الثاني من نسخة (م)

اللوحة الأخيرة من المجلد الثاني من نسخة (م)

اللوحة الأولى من نسخة (ذ)

اللوحة قبل الأخيرة من نسخة (ذ)

اللوحة الأخيرة من نسخة (ذ)

السُّنن تصنيف الإمام الحافظ أبي عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني 209 - 273 هـ حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه شعيب الأرنؤوط عادل مرشد محمَّد كامل قره بللي عبد اللطيف حرز الله الجُزء الأوّل دار الرسالة العالمية

أبواب السنة

بسم الله الرحمن الرحيم أَبْوَابُ السُّنَّةِ (¬1) 1 - بَابُ اتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1 - حدَثنا أبو بَكْر بنُ أبي شَيْبةَ، حدثنا شَرِيكٌ، عن الأعمَش، عن أبي صالح عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما أمَرتكم به فخُذُوهُ، وما نَهَيتكُم عنه فانتَهُوا" (¬2). 2 - حدَثنا مُحمَّدُ بنُ الصَباح، أخبرنا جَريرٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ذَرُوني ما تَرَكتكُم، فإنَّما هَلَكَ مَن كان قَبلَكم بسُؤَالِهِم واختِلافِهم على أنبيائِهم، فإذا أمَرتكم بشيءٍ - فخُذُوا منه ما استَطَعتُم، وإذا نَهَيتكُم عن شيءٍ فانتَهُوا" (¬3). ¬

_ (¬1) هذا العنوان لم يرد في شيء من الأصول الخطية، واقتبسناه من عمل الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" فإنه يخرج من هذه الأبواب عند ابن ماجه باسم: السُّنة. (¬2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وان كان سيىء الحفظ تابعه عبد الله بن نمير عند أحمد في "المسند" (10429)، ومسلم بإثر الحديث (2357)، وجرير بن عبد الحميد عند المصنف وهو الحديث التالي، وأبو معاوية عند الترمذي (2874). (¬3) إسناده صحيح. =

3 - حدَثنا أبو بكر بنُ أبي شَيْبةَ، حدثنا أبوْ مُعاويةَ ووَكيعٌ، عن الأعمش، عن أبي صالحِ عن أبي هُرَيرةَ، قال: قال رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَن أطاعَني، فقد أطاعَ اللهَ، ومَن عَصَاني، فقد عَصَى الله" (¬1). 4 - حدّثنا مُحمَّدُ بنُ عَبد الله بنِ نُمَيرٍ، حدثنا زَكريا بنُ عَدِي، عن ابن المُبارَكِ، عن مُحمَّدِ بنِ سُوقَةَ، عن أبي جَعفَر، قال: كان ابنُ عمرَ إذا سَمِعَ من رسولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حديثًا لم يَعْدُهُ ولم يُقصّرْ دونَه (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2357) / (131)، والترمذي (2874) من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7288)، ومسلم بإثر الحديث (2357)، والنسائي 5/ 110 - 111 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7367) و (10429)، و"صحيح ابن حبان" (18 - 21). (¬1) إسناده صحيح. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 2/ 212. وسيأتي عند المصنف بأطول مما هنا برقم (2859). وأخرجه بأطول مما هنا البخاري. (2957)، ومسلم (1835)، والنسائي 7/ 154 و 8/ 276 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7434) و (10089)، و"صحيح ابن حبان" (4556). (¬2) إسناده صحيح. أبو جعفر: هو محمَّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لقبه: الباقر. وأخرجه الدارمي (318)، وابن حبان في "صحيحه" (264) من طريق محمَّد ابن سوقة، به. قوله: "لم يعدُه"، قال السندي: بسكون العين، أي: لم يتجاوز بالزيادة على قدر الوارد في الحديث، والافراط فيه. "ولم يقصر" في التقصير دونه، بأن لا يعمل =

5 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَفْطَسُ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْفَقْرَ وَنَتَخَوَّفُهُ، فَقَالَ: "آلْفَقْرَ تَخَافُونَ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُصَبَّنَّ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا صَبًّا حَتَّى لَا يُزِيغَ قَلْبَ أَحَدِكُمْ إِزَاغَةً إِلَّا هِيَهْ، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ". قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: صَدَقَ وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، تَرَكَنَا- وَاللَّه-ِ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ (¬1). 6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" (¬2). ¬

_ = بذلك الحديث أصلًا، أو يأتي بأقل من القدر الوارد. والحاصل أنه كان واقفًا عند الحد الوارد في الحديث ولم يأت بإفراط فيه ولا تفريط. تنبيه: هذا الحديث لم يرد في (م)، ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر في كتابه "الإشراف على معرفة الأطراف" كما نبه على ذلك المزي في "تحفة الأشراف" (7442). (¬1) إسناده حسن، هشام بن عمار ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سُميع فيهما كلام يحطهما عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وعن العرباض بن سارية، وعمرو بن عوف، وعقبة بن عامر، وعوف بن مالك، عند أحمد في "المسند" برقم (11865) و (17142) و (17234) و (17433) و (23982)، وهي أحاديث صحيحة. قوله: "إلا هِيَه"، قال السندي: هي ضمير الدنيا، والهاء في آخره للسكت. (¬2) إسناده صحيح. =

7 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَوَّامَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ -عز وجل- لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا" (¬1). 8 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ قَالَ: ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2337) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15596)، و"صحيح ابن حبان" (61) و (6834). وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند البخاري (3640)، ومسلم (1921). وعن معاوية عند البخاري (3641)، ومسلم بإثر (1923) / (174). وعن جابر وعقبة بن عامر عند مسلم (1923) و (1924). قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 13/ 66 - 67: أما هذه الطائفة، فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد: أهل السنة والجماعة، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. قلت (القائل هو الإمام النووي): ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض. قلنا: وهذا الذي انتهى إليه الإمام النووي هو الصواب الذي لا مَعدِلَ عنه. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 296 - 297 عن عبد الله ابن يوسف، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 307 عن محمَّد بن المبارك، كلاهما عن يحيى بن حمزة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8274)، و "صحيح ابن حبان" (6835) من طريقين عن محمَّد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا سند قوي.

سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ، وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ" (¬1). 9 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ مُعَاوِيَةُ خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا وَطَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ، لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ نَصَرَهُمْ" (¬2). 10 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وهو في "المسند" (17787)، و"صحيح ابن حبان" (326) من طريق الهيثم ابن خارجة، عن الجراح بن مليح، بهذا الإسناد. وقال البوصيري في "الزوائد": هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات! (¬2) إسناده ضعيف لضعف يعقوب بن حميد، وجهالة القاسم بن نافع، وتدليس الحجاج بن أرطأة، لكن الحديث صحيح من طريق عمير بن هانئ عن معاوية عند البخاري (3641)، ومسلم بإثر الحديث (1923) / (174) بلفظ: "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، وعند- مسلم: "وهم ظاهرون على الناس". وأخرجه مسلم بإثر الحديث (1923) من طريق يزيد بن الأصم، عن معاوية مرفوعًا: "ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة". وهو في "مسند أحمد" (16932).

عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 11 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، سَمِعْتُ مُجَالِدًا يَذْكُرُ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَّ خَطًّا، وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَخَطَّ خَطَّيْنِ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الْخَطِّ الْأَوْسَطِ، فَقَالَ: "هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ". ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثَد الرَّحَبي. وأخرجه مسلم (1920)، وأبو داود (4252)، والترمذي (2379) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مطولة. وهو في "مسند أحمد " (22395). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. وأخرجه عبد بن حميد (1141)، وابن أبي عاصم في "السنة" (16)، ومحمد ابن نصر المروزي في "السنة" (13)، والآجري في "الشريعة" ص 12،- واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (95) من طريقين عن مجالد، بهذا الإسناد. وهو في: مسند أحمد" (15277). وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أحمد (4142)، وإسناده حسن. تنيه: لم يرد هذا الحديث في (م)، ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر فيما أشار إليه المزي في "تحفة الأشراف" (2357).

2 - باب تعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتغليظ على من عارضه

2 - بَابُ تَعْظِيمِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالتَّغْلِيظِ عَلَى مَنْ عَارَضَهُ 12 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلُ مَا حَرَّمَ الله" (¬1). 13 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي بَيْتِهِ -أَنَا سَأَلْتُهُ عنه-، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ -ثُمَّ مَرَّ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: أَوْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، ¬

_ (¬1) حديث صحيح دون قوله: "ألا وإن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرَّم الله"، فقد إنفرد بها الحسن بن جابر، وهو مستور كما قال الحافظ الذهبي في "المجرد في أسماء رجال سنن ابن ماجه"، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول؛ أي: عند المتابعة وإلا فليَّن، وقد رواه من هو أوثق منه بدونها. وأخرجه الترمذي (2855) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وهو في "مسند أحمد" (17194). وأخرجه أبو داود (4604) من طريق حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف، عن المقدام بن معدي كرب، ولم يقل فيه: "ألا وان ما حرَّم رسول الله .. " إلخ، وسنده صحيح ورجاله ثقات. وهو في "مسند أحمد" (17174)، و"صحيح ابن حبان" (12). قوله: "متكأ على أريكته"، قال السندي: أي: جالسا على سريره المزيَّن.

عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ" (¬1). 14 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ، فَهُوَ رَدٌّ" (¬2). 15 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْمِصْرِيُّ، قال: أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (4605)، والترمذي (2854) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولكنهما لم يذكرا زيد بن أسلم، وقرن الترمذي بأبي الضر محمدَ بنَ المنكدر. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (23861). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)، وأبو داود (4606) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24450). وقوله: "فهو رد" معناه: مردود من إطلاق المصدر على اسم المفعول، مثل خلق ومخلوق ونسخ ومنسوخ، وكأنه قال: فهو باطل غير مُعتَد به. قال الحافظ: وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام، وقاعدة من قواعده، فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصلٌ من أصوله، فلا يلتفت إليه، وهذا الحديث -كما قال النووي- مما ينبغي أن يُعتنى بحفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به كذلك.

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأنْصَارِيُّ: سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ. فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنْ كَانَ ابْن عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ قَالَ: "يَا زُبَيْرُ، اسْقِ، ثُم َّاحْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ (¬1) "، قَالَ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)} [النساء: 65] (¬2). ¬

_ (¬1) ضُبط في (ذ) بفتح الدال، وفي "فتح الباري" 5/ 37 تعليقًا على رواية البخاري (2359): قال ابن التين: ضُبط في أكثر الروايات بفتح الدال وفي بعضها بالسكون، وهو الذي في اللغة، وهو أصل الحائط. والمعنى- كما قال القرطبي-: أن يصل الماء إلى أصول النخل. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2359)، ومسلم (2357)، وأبو دود (3637)، والترمذي (1414) و (3276)، والنسائي 8/ 245 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2361) و (4585) من طريق معمر، و (2362) من طريق ابن جريج، و (2708) من طريق شعيب، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، أن الزبير ... إلخ، لم يذكروا فيه عبد الله بن الزبير. وهو في "مسند أحمد" (16116)، و"صحيح ابن حبان" (24). وسيأتي برقم (2480). وأخرجه النسائي 8/ 238 - 239 من طريق ابن وهب، عن الليث ويونس بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن أخيه عبد الله بن الزبير، عن أبيه الزبير، به. قال =

16 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ أَنْ يُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ". فَقَالَ ابْنٌ لَهُ: إِنَّا لَنَمْنَعُهُنَّ، قال: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتَقُولُ: إِنَّا لَنَمْنَعُهُنَّ؟! (¬1) 17 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَأَبُو عَمْرٍو حَفْصُ بْنُ عمرو (¬2)، قالا حدَّثنا عبدُ الوهَّاب الثَّقَفيُّ، حدَّثنا أيوبُ، عن سعيد بن جُبَيرٍ ¬

_ = الحافظ في "الفتح" 5/ 35: كأن ابن وهب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذِكر الزبير، والله أعلم. قوله: "في شِراج الحرة"، قال السندي: بكسر الشين: جمع شَرْجة -بفتح فسكون- وهي مسايل الماء بالحرة: وهي أرض ذات حجارة سود. "سرِّح الماء" من التسريح، أي: أرسِل. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (865) و (873) و (5238)، ومسلم (442) (134) و (135) و (137)، والنسائي 2/ 42 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، والبخاري (899)، ومسلم (442) (138) و (139)، وأبو داود (568)، والترمذي (577) من طريق مجاهد، والبخاري (900)، ومسلم (442) (136)، وأبو داود (566) من طريق نافع، ومسلم (442) (140) من طريق بلال بن عبد الله بن عمر، وأبو داود (567) من طريق حبيب بن أبي ثابت، خمستهم عن ابن عمر، عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وذكر في رواية مجاهد عند مسلم أن ابن عبد الله بن عمر الذي زجره اسمه واقد، وذكر في رواية بلال بن عبد الله أن الذي زجره عبد الله هو بلال. وهر في " مسند أحمد" (4522)، و "صحيح ابن حبان" (2208). (¬2) في الأصول الخطية ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي وكذا المطبوع من "تحفة الأشراف" (9657): حفص بن عُمَر، وما أثبتناه. من نسخة على هامش (م) ومن =

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا إِلَى جَنْبِهِ ابْنُ أَخٍ لَهُ، فَخَذَفَ، فَنَهَاهُ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْهَا، وَقَالَ: "إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا، وَلَا تَنْكأ عَدُوًّا، وَإِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ، وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ". قَالَ: فَعَادَ ابْنُ أَخِيهِ يَخْذِفُ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْهَا، ثُمَّ تَخْذِفُ (¬1)؟ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا (¬2). 18 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيَّ النَّقِيبَ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزَا مَعَ مُعَاوِيَةَ أَرْضَ الرُّومِ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَبَايَعُونَ كِسَرَ الذَّهَبِ بِالدَّنَانِيرِ (¬3)، وَكِسَرَ الْفِضَّةِ بِالدَّرَاهِمِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ¬

_ = "تهذيب الكمال" وفروعه، كذلك لم يختلف كل من ترجم لحفص أن اسم أبيه عَمْرو، وذكر المزي في "التهذيب" خلافًا في كنيته، فقيل: أبو عَمْرو، وقيل: أبو عُمَر. ووقعت كنيته في (م): أبو عمر. (¬1) في النسخ المطبوعة: ثم عدت تخذف. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (4841) و (6220)، ومسلم (1954) (55)، وأبو داود (5270) من طريق عقبة بن صهبان، والبخاري (5479)، ومسلم (1954) (54)، والنسائي 8/ 47 من طريق عبد الله بن بريدة، ومسلم (1954) (56) من طريق سعيد بن جبير، ثلاثتهم عن عبد الله بن مغفل مرفوعًا. وهو في "مسند أحمد" (16794)، و"صحيح ابن حبان" (5949). الخذف: هو رميُك حصاة أو نواة تأخذها بين سبابتيك وترمي بها، أو تتخذ مِخذفةً من خشب، ثم ترمي بها الحصاة بين إبهامك والسبابة. (¬3) في (ذ) و (م): بالدينار.

إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ الرِّبَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَبْتَاعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لَا زِيَادَةَ بَيْنَهُمَا وَلَا نَظِرَةَ". فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ، لَا أَرَى الرِّبَا فِي هَذَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْ نَظِرَةٍ. فَقَالَ عُبَادَةُ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَتُحَدِّثُنِي عَنْ رَأْيِكَ! لَئِنْ أَخْرَجَنِي اللَّهُ لَا أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ لَكَ عَلَيَّ فِيهَا إِمْرَةٌ. فَلَمَّا قَفَلَ لَحِقَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، وَمَا قَالَ مِنْ مُسَاكَنَتِهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِلَى أَرْضِكَ، فَقَبَحَ اللَّهُ أَرْضًا لَسْتَ فِيهَا وَأَمْثَالُكَ. وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ: لَا إِمْرَةَ لَكَ عَلَيْهِ، وَاحْمِلْ النَّاسَ عَلَى مَا قَالَ، فَإِنَّهُ هُوَ الْأَمْرُ (¬1). 19 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْخَلَّادِ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (¬2)، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، أخبرنا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، قبيصة بن ذؤيب لم يسمع من عبادة بن الصامت. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (390) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأصل الحديث في "الصحيحين" من حدبث عبادة سوى هذه القصة التي ذكرها، وانظر ما سياتي برقم (2254). (¬2) زيدَ هنا في النسخ المطبوعة بين يحص وبين ابن عجلان "عن شعبة"، وهذه الزيادة ليست في الأصول الخطية ولا في "الزوائد" للبوصيري ولا في "تحفة الأشراف" (9532) للمزي وأُقحمت في المطبوع منه إقحامًا بين حاصرتين، وهو- أي: المزي- لم يَرقُم على رواية شعبة عن محمَّد بن عجلان في "التهذيب" برقم ابن ماجه أو غيره من أصحاب الكتب الستة.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (¬1). 20 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: إِذَا حُدَّثتم (¬2) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين عون -وهو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود- وبين عم أبيه عبد الله بن مسعود. وأخرجه الدارمي (591) من طريق عبد العزيز بن محمَّد، وأبو يعلى (5259) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وسيأتي هذا القول مرويًا عن علي بن أبي طالب في الحديث الذي بعده، وهو أصحُّ. قوله: "الذي هو أهياه" كذا في (س) و (م) بالياء، وفي (ذ): "أهناه" بالنون، وهو الذي شرح عليه السندي فقال: أي الذي هو أوفق به من غيره، وأهدى وأليق بكمال هداه. "وأتقاه" أي: وأنسب بكمال تقواه، وهو أن قوله صوابٌ ونصحٌ، واجبٌ العمل به. (¬2) المثبت من (ذ) و (م) و"تحفة الأشراف" للمزي (10177)، وفي (س) و"مصباح الزجاجة" للبوصيري والنسخ المطبوعة من "السُّنن": حدَّثتكم. (¬3) إسناده صحيح وهو موقوف من قول علي رضي الله عنه. وأخرجه الطيالسي (99)، والدارمي (592)، وأبو يعلى (591)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 246، والضياء في "الأحاديث المختارة" (572) و (573) و (574) من طرق عن عمرو بن مرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (985).

* قال أبو الحسن: حدثنا يحيى بن عبد الله الكرابيسي، حدثنا علي بن الجعد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، مثل حديث علي رضي الله عنه (¬1). 21 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، حَدَّثَنَا الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "لَا أَعْرِفَنَّ مَا يُحَدَّثُ أَحَدُكُمْ عَنِّي الْحَدِيثَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: اقْرَأْ قُرْآنًا! مَا قِيلَ مِنْ قَوْلٍ حَسَنٍ فَأَنَا قُلْتُهُ" (¬2). 22 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) زيادة أبي الحسن القطان هذه وقعت في الأصول بعد الحديث رقم (22)، ومكانها الصحيح هنا كما أثبتناها. وسقطت هذه الزيادة من (م). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، المقبري -وهو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد- متروك ذاهب الحديث. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص50 من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 44 من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، كلاهما عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8801). وفي الباب ما يغني عنه عن المقدام بن معدي كرب وأبي رافع، سلفا عند المصنف برقم (12) و (13).

3 - باب التوقي في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لِرَجُلٍ: يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا حَدَّثْتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا فَلَا تَضْرِبْ لَهُ الْأَمْثَالَ (¬1). 3 - بَابُ التَّوَقِّي فِي الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 23 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ الْبَطِينُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ عَشِيَّةَ خَمِيسٍ إِلَّا أَتَيْتُهُ فِيهِ. قَالَ: فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَنَكَسَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وهُوَ قَائِمٌ مُحَلَّلَةً أَزْرَارُ قَمِيصِهِ، قَدْ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ. قَالَ: أَوْ دُونَ ذَلِكَ، أَوْ فَوْقَ ذَلِكَ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، أَوْ شَبِيهًا بِذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناد هناد بن السري حسن، وإسناد محمَّد بن عباد ضيف. وسيأتي ضمن حديث برقم (485)، ويأتي تخريجه هناك. تنبيه: حديثًا أبي هريرة (21) و (22) لم يردا في (م)، والأول قال أبو القاسم ابن عساكر بإثره في كتابه "الإشراف": ليس في سماعنا. والثاني لم يذكره، وقال المزي في "التحفة" (15070): هذا الحديث ليس في روايتنا. (¬2) إسناده صحيح، ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، وإبراهيم التيمي: هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي. وأخرجه الدارمي (270)، والطبراني في "الكبير" (8617)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 111 من طريقين عن ابن عون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4321). قال السندي: قوله: ما أخطأني، أي: ما فاتني لقاؤه. =

24 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا فَفَرَغَ مِنْهُ، قَالَ: أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 25 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قُلْنَا لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ: كَبِرْنَا وَنَسِينَا، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَدِيدٌ (¬2). ¬

_ = إلا أتية: استثناء من أعم الأحوال بتقدير "قد"، وهذا الاستثناء من قبيل قوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [الدخان: 56]، إذ معلوم أنه لا تفوته الملاقاة حال إتيانه إياه، فهذا تأكيد للزوم الملاقاة في عشية كل خميس، ويحتمل أن المراد بيان أن ابن مسعود كان يجيئه، فإن كان ما جاءه يومًا أتاه هو فيه. لشيء، أي: في شيء. فنكس، أي: طأطأ رأسه وخفضه. اغرورقت عيناه، أي: دمعتا، كأنهما غرقتا في دمعهما. (¬1) إسناده صحيح. قال البوصيري: وقد روينا عن جماعة من الصحابة نحو ما فعله أنس من الحذر والاحتياط. وأخرجه الدارمي (676) و (677) من طريقين عن محمَّد بن سيرين، بهذا الأسناد. وهو في "مسند أحمد" (13124). (¬2) إسناده صحيح. غندر: هو محمَّد بن جعفر. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 754 - 755. =

26 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ سَنَةً فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا (¬1). 27 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنا كُنَّا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ، وَالْحَدِيثُ يُحْفَظُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَّا إِذَا رَكِبْتُمْ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ، فَهَيْهَاتَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (676)، والبغوي في "الجعديات" (69)، والطبراني في "الكبير" (4978)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (737)، والخطيب في "الكفاية" ص 265 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19304). (¬1) إسناده صحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه البخاري (7267)، ومسلم (1944) ضمن حديث في جواز أكل الضب، من طريق شعبة، عن توبة العنبري، قال: قال لي الشعبي: قاعدتُ ابن عمر قريبا من سنتين أو سنة ونصف، فلم أسمعه يحدث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير هذا. وساق الحديث. وهو في "مسند أحمد" (5564). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" باب رقم (4)، والنسائي في "الكبرى" (5838) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.

28 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ قَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: بَعَثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْكُوفَةِ وَشَيَّعَنَا، فَمَشَى مَعَنَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ: صِرَارٌ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ مَشَيْتُ مَعَكُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: لِحَقِّ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِحَقِّ الْأَنْصَارِ. قَالَ: لَكِنِّي مَشَيْتُ مَعَكُمْ لِحَدِيثٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ، فأَرَدْتُ أَنْ تَحْفَظُوهُ لِمَمْشَايَ مَعَكُمْ، إِنَّكُمْ تَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ لِلْقُرْآنِ فِي صُدُورِهِمْ هَزِيزٌ كَهَزِيزِ الْمِرْجَلِ، فَإِذَا رَأَوْكُمْ مَدُّوا إِلَيْكُمْ أَعْنَاقَهُمْ، وَقَالُوا: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم أَنَا شَرِيكُكُم (¬1). ¬

_ = وأخرج مسلم أيضًا من طريق مجاهد، قال: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس، فجعل يُحدِّث ويقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فجعل ابن عباس لا يَأذَنُ لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس، ما لي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا تسمع! فقال ابن عباس: إنا كنا مرةً إذا سمعنا رجلًا يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس ألا ما نعرف. وقوله: "الصعب والذلول" قال النووي في "شرح مسلم" 1/ 80: أصل الصعب والذلول في الإبل، فالصعب: العَسِرُ المرغوب عنه، والذلول: السهل الطيب المحبوب المرغوب فيه، فالمعنى: سلك الناس كل مسلك مما يُحمد ويُذم. وقوله: فهيهات، أي: بَعُدت استقامتكم، أو بَعُد أن نثق بحديثكم. (¬1) أثر صحيح، مجالد -وهو ابن سعيد- وإن كان ضعيفًا، قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الحاكم 1/ 102، والمزي في ترجمة قرظة من "تهذيب الكمال" 23/ 565 - 566 من طريق بيان بن بشر، عن عامر الشعبي، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، له طرق تُجمع ويذاكر بها، وقرظة بن كعب الأنصاري صحابي، سمع من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. =

4 - باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

29 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَمَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحَدِيثٍ وَاحِدٍ (¬1). 4 - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَعَمُّدِ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 30 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ ابْنِ زُرَارَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬2). ¬

_ = قوله: "كهزيز المرجل"، قال السندي: الهزيز -بزاءين معجمتين-: الصوت. "المرجل" - بكسر الميم-: إناء يغلى فيه الماء، سواء كان من نحاس أو غيره، وله صوت عند غليان الماء فيه. وفي بعض النسخ: النحل، وهو ذباب العسل، والمراد: لهم إقبال على قراءة القرآن. (¬1) أثر صحيح، ورجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وأخرجه الدورقي في "مسند سعد" (134)، والشاشي في "مسنده" 1/ 125، وابن عدي في ترجمة ابن لهيعة من "الكامل" 4/ 1467، والدارقطني (1943)، والحاكم 3/ 497، والبيهقي في "السُّنن" 4/ 106 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ، تابعه شعبة بن الحجاج عند الترمذي (2407). وأخرجه الترمذي أيضًا (2850) من طريق زر بن حبيش، عن ابن مسعود. وهو في "مسند أحمد" (3694)، وهو حديث متواتر.

31 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّ الْكَذِبَ عَلَيَّ يُولِجُ النَّارَ" (¬1). 32 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ -حَسِبْتُهُ قَالَ: مُتَعَمِّدًا - فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬2). 33 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك متابع. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الترمذي (2851) و (4048) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد. والرواية الثانية مطولة. وأخرجه البخاري (106)، ومسلم (1) في المقدمة، والنسائي في "الكبرى" (5880) من طريق شعبة، عن منصور، به. وهو في "مسند أحمد" (629)، وسيأتي عند المصنف برقم (38). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (108)، ومسلم (2) في المقدمة، والنسائي في "الكبرى" (5882) من طريق عبد العزيز بن صهيب، والترمذي (2852) من طريق الزهري، والنسائي في "الكبرى" (5883) من طريق سليمان التيمي، ثلاثتهم عن أنس، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو في "مسند أحمد" (11942)، و"صحيح ابن حبان" (31).

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬1). 34 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬2). 35 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، هشيم -وهو ابن بشير- صرح بالتحديث عند الدارمي وأبي يعلى وأحمد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 763، والدارمي (231)، وأبو يعلى (1847) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14255). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو في "مسند أحمد" (10513)، و"صحيح ابن حبان" (28) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (110)، ومسلم في المقدمة (3)، والنسائي في "الكبرى" (5884) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. (¬3) إسناده حسن، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في بعض مصادر التخريج، فانتفت شبهة تدليسه. =

36 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: مَا لِيَ لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلَانًا وَفُلَانًا؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً، يَقُولُ: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬1). 37 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَطِيَّةَ ¬

_ = وأخرجه الدارمي (237)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (413) و (414) من طريق معبد بن كعب، وهناد في "الزهد" (1388)، والحاكم 1/ 111، وابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات" 1/ 70 من طريق ابن كعب -لم يسموه-، وابن عدي في "الكامل" 1/ 17، والحاكم 1/ 111 - 112، وابن الجوزي في مقدمة "الموضوعات " 1/ 71 من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك، والشافعي في "المسند" 1/ 17، والبخاري في "الأدب المفرد" (904) من طريق أسيد بن أبي أسيد عن أمه، كلهم عن أبي قتادة. ووقع عند الحاكم في الموضع الأول: ابن كعب وغيره عن أبي قتادة. واختُلف في اسم ابن كعب الذي لم يُسم، والأكثر على أنه معبد. وهو في "مسند أحمد" (22538). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (107)، وأبو داود (3651)، والنسائي في "الكبرى" (5881) من طريقين عن عامر بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1413)، و "صحيح ابن حبان" (6982).

5 - باب من حدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا وهو يرى أنه كذب

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬1). 5 - بَابُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ 38 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن سعيد وعطية -وهو ابن سعد العوفي-، وقد صحَّ عن أبي سعيد من غير طريقهما كما سيأتي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 762، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (401) من طريق عطية العوفي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (3004)، والطحاوي (402)، والخطيب في "تقييد العلم" ص30 - 31 من طريق همام بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11344). تنبيه: هذان الحديثان (36) و (37) لم يردا في (م)، وذكر المزي في "التحفة" (3623) و (4245) عن أبي القاسم بن عساكر أنهما ليسا في سماعه. (¬2) حديث صحيح، ابن أبي ليلى -واسمه محمَّد- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 595. وأخرجه البزار في "مسنده" (621) من طريق عبيد الله بن موسى، عن محمَّد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (165) من طريق محمَّد بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب. =

39 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (903) من طريق الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، به. وسيأتي برقم (40) بإسناد صحيح. قال السندي: قوله: "وهو يرى أنه كذب" بضم الياء من "يرى"، أي: يظنُّ، قال النووي: وذكر بعض الأئمة جواز فتح الياء من "يرى"، ومعناه: يَعلمُ، ويجوز أن يكون بمعنى: يَظُنُ أيضًا، فقد حُكي "رَأَى" بمعنى: ظن. قلت: اعتبار الظن أَبلغ وأَشمل، فهو أَولى، قال النووي: وقُيد بذلك، لأنه لا يأثم إلا برواية ما يعلمه أو يظنه كذبًا، وأما ما لا يعلمه ولا يظنه فلا إثم عليه في روايته وإن ظنه غيرُه كذبا أو عَلِمَه. قلت: وهذا يدل على أنه لا إثم على من يروي وهو في شك في كونه صادقًا أو كاذبًا، وكذا من يروي وهو غافل عن ملاحظة الأمرين، والأقرب أن الحديث يدل مفهومًا على أن غير الظان لا يُعد من جملة الكاذبين عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأما أنه لا يأثم فلا، فليتأمل. قوله: "فهو أحد الكاذبين"، قال النووي: المشهور روايته بصيغة الجمع، أي: فهو واحد من جملة الواضعين للحديث، والمقصود أن الرواية مع العلم بوضع الحديث كوضعه، قالوا: هذا إذا لم يبين وضعه، وقد جاء بصيغة التثنية والمراد: أن الراوي له يشارك الواضع في الإثم، قال الطِّيبي: فهو كقولهم: القلم أحد اللسانين، والجَدُّ أحد الأبوين، كأنه يشير إلى ترجيح التثنية بكثرة وقوعها في أمثاله، فهو المتبادر إلى الأفهام. (¬1) إسناده صحيح. =

* [قال أبو الحسن]: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبدك (¬1)، أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، عَنْ شُعْبَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ. 40 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ" (¬2). 41 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ" (¬3). ¬

_ = وأخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" باب رقم (1) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20163)، و"صحيح ابن حبان" (29). (¬1) في النسخ المطبوعة: محمَّد بن عبد الله، وما أثبتناه من (س) و (ذ)، وهو كذلك في النسخة الهندية- فيما ذكره الأستاذ محمَّد فؤاد عبد الباقي رحمه الله في حاشية طبعته- وفي هامشها: الكاف في "عبدك" علامة التصغير في اللغة الفارسية. قلنا: وهذا الإسناد من زيادات أبي الحسن القطان، وقد وقع في الأصل بإثر حديث علي التالي، فقذمناه إلى هذا الموضع لأنه به أنسب. ولم يرد في (م). (¬2) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (38). تنبيه: هذا الحديث ليس في (م)، وذكر المزي في "التحفة" (10212) عن ابن عساكر أنه ليس في سماعه. (¬3) صحيح لغيره، ميمون بن أبي شبيب قيل: لم يدرك أحدًا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. سفيان: هو الثوري. =

6 - باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين

6 - بَابُ اتِّبَاعِ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ 42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ -يعني ابن زَبْرٍ- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ. فَقَالَ: "عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا (¬1) حَبَشِيًّا، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم في مقدمة "صحيحه" باب رقم (1)، والترمذي (2853) من طريق سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بسفيان: شعبة بن الحجاج. وهو في "مسند أحمد" (18184). ويشهد له الحديثان السابقان. (¬1) في (س): وإن كان عبدًا. (¬2) حديث صحيح بطرقه وشواهده كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" (17142). وهذا الإسناد في الظاهر جيِّد متصل، ورواته معروفون مشهورون، وقد صرًح فيه يحيى بن أبي المطاع بالسماع من العرباض، واعتمد سماعه منه البخاري في "تاريخه" 8/ 306 بناء على هذه الرواية، إلا أن حفاظ أهل الشام أنكروا ذلك وقالوا: يحيى بن أبي المطاع لم يسمع من العرباض ولم يلقه، وهذه الرواية غلط، وممن ذكر ذلك أبو زرعة الدمشقي وحكاه عنه دُحيم، وهؤلاء أعرف بشيوخهم من غيرهم، والبخاري رحمه الله يقع له في "تاريخه" أوهام في أخبار أهل الشام. قاله الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/ 110 ح (28). =

43 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّوَّاقُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، فمَنْ يَعِش مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا (¬1)، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ، حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (26) و (55)، والطبراني في "الكبير" 18/ (622)، والحاكم 1/ 97 من طريق يحيى بن أبي المطاع، به. وانظر ما بعده. النواجذ: الأضراس. (¬1) في (س): وإن عبدٌ حبشيٌّ. وكلاهما جائز متوجِّه في العربية. (¬2) حديث صحيح، عبد الرحمن بن عمرو السلمي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه هذا الترمذي، وابن حبان، والحاكم، والذهبي، والبزار، وابن عبد البر، والضياء المقدسي وغيرهم، وتابعه عليه حُجر بن حجر، وباقي رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2870) و (2871) من طريق خالد بن معْدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، بهذا الإسناد. وقرن أبو داود بعبد الرحمن: حُجرَ بن حُجر، وهو مجهول. ولم يذكرا في روايتيهما قولَه: "تركتكم على البيضاء" .. إلى قوله: "إلا هالك"، وقولَه: "فإنما المؤمن كالجمل ... " الخ، وهما في رواية "مسند أحمد" (17142) عن عبد الرحمن بن مهدى، بهذا الإسناد. =

7 - باب اجتناب البدع والجدل

44 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمِسْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً. فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 7 - بَابُ اجْتِنَابِ الْبِدَعِ وَالْجَدَلِ 45 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ، وَيَقُولُ:" بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ". وَيَقْرِنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، ثم يَقُولُ:" أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْأُمُورِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ". وَكَانَ يَقُولُ: "مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَعَلَيَّ وَإِلَيَّ" (¬2). ¬

_ = وهو في "صحيح ابن حبان" (5) من طريق خالد بن معدان دونها. قال السندي: "على البيضاء" أي: المِلَة والحجة الواضحة التي لا تقبل الشُّبَه. والجمل الأنِف، أي: الذي جُعل الزمام في أنفه فيجره من يشاء من صغير وكبير إلى حيث يشاء. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر ما قبله. تنبيه: لم يرد هذا الحديث (44) في (م). (¬2) إسناده صحيح. جعفر بن محمَّد: هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. =

46 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْمَدَينِيُّ أَبُو عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ: الْكَلَامُ، وَالْهَدْيُ، فَأَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، أَلَا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدِثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. أَلَا لَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، أَلَا إِنَّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَإِنَّمَا الْبَعِيدُ مَا لَيْسَ بِآتٍ. أَلَا إِنَّمَا الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ. أَلَا إِنَّ قِتَالَ الْمُؤْمِنِ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ. أَلَا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ بِالْجِدِّ وَلَا بِالْهَزْلِ، وَلَا يَعِدُ الرَّجُلُ صَبِيَّهُ ثُمَّ لَا يَفِي لَهُ، وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارَ، وَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَيُقَالُ ¬

_ = وأخرجه مسلم (867) (43) و (44) و (45)، والنسائي 3/ 58 و 188 - 189 من طرق عن جعفر بن محمَّد، بهذا الإسناد. ورواية النسائي في الموضع الأول مختصرة. وهو في "مسند أحمد" (14334)، و"صحيح ابن حبان" (10). والفقرة الأخيرة منه ستأتي برقم (2416). قوله: "ضَياعًا" أي: عِيالًا.

لِلْكَاذِبِ: كَذَبَ وَفَجَرَ، أَلَا وَإِنَّ الْعَبْدَ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل كَذَّابًا" (¬1). 47 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب} ِ [آل عمران: 7]، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِذَا رَأَيْتُمْ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيهِ، فَهُمْ الَّذِينَ عَنَاهُمْ اللَّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحح موقوفًا أكثره عن ابن مسعود، وهذا إسناد قابل للتحسين، عبيد بن ميمون روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وباقي رجاله ثقات. والصواب أن أكثر هذه الكلمات موقوفة على ابن مسعود من قوله غير آخره في الكذب والصدق فمرفوع. وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" (3896). وأخرج مسلم (2606) قطعة منه من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: إن محمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ألا أنبئكم ما العَضه؟ هي النميمة، القالةُ بين الناس" وإن محمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:" إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقًا، ويكذب حتى يكتب كذابا". (¬2) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وقد سمع من عائشة. وأخرجه البخاري (4547)، ومسلم (2665)، وأبو داود (4598)، والترمذي (3236) و (3237) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، عن ابن أبي مليكة، عن =

48 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ (ح) وَحَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ" ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون} [الزخرف: 58] (¬1). ¬

_ = القاسم بن محمَّد، عن عائشة. فذكر يزيد بن إبراهيم بين ابن أبي مليكة وبين عائشة: القاسم بن محمَّد. ولفظه عندهم: "فإذا رأيتم الذي يتبعون ما تشابه منه" ولفظه عند الترمذي (3237): "فإذا رأيتموهم فاعرفوهم". وأخرجه الترمذي (3237) من طريق أبي عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. ولم يذكر القاسم بن محمَّد. قال الترمذي: هكذا روى غير واحد هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، ولم يذكروا فيه: عن القاسم بن محمَّد، وإنما ذكر يزيدُ بن إبراهيم: عن القاسم بن محمَّد في هذا الحديث. قلنا: وهو في "مسند أحمد" (24210)، و "صحيح ابن حبان" (76) من طريق أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة. وفيهما تمام تخريجه. ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رسالة مطولة في بيان المحكم والمتشابه أوردها العلامة القاسمي في كتابه "محاسن التأويل" 2/ 8 - 52، فارجع إليها فإنها غاية في النفاسة. تنبيه: حديث محمَّد بن خالد بن خداش ليس في (م)، وذكر المزي في "التحفة" (16236) أنه لم يذكره ابن عساكر في كتابه. (¬1) حديث حسن بطرقه وشواهده. أبو غالب: هو البصري نزيل أصبهان. وأخرجه اقرمذي (3535) عن عبد بن حميد، عن محمَّد بن بشر ويعلى بن عبيد، عن حجاج بن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22164). وفي الباب عن أبي أمامة أيضًا عند أبي داود (4800). =

49 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو هَاشِم ابنِ أَبِي خِدَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِحْصَنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لِصَاحِبِ بِدْعَةٍ صَوْمًا، وَلَا صَلَاةً، وَلَا صَدَقَةً، وَلَا حَجًّا وَلَا عُمْرَةً، وَلَا جِهَادًا، وَلَا صَرْفًا وَلَا عَدْلًا، يَخْرُجُ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا تَخْرُجُ الشَّعَرَةُ مِنْ الْعَجِينِ" (¬1). 50 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الخياط (¬2)، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ ¬

_ = وقوله: "إلا أوتوا الجدل" هو مقابلة الحجة بالحجة، والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والمراد به في الحديث الخصومة بالباطل، وطلب المغالبة به، لا المناظرة لإظهار الحق واستكشاف الحال، واستعلام ما ليس معلومًا عنده، أو تعليم غيره ما ليس عنده، فإن ذلك محمود، لقوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]. (¬1) موضوع، آفته محمَّد بن محصن: هو ابن محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمَّد بن عُكاشة بن محصن العُكَّاشي، نسب إلى جده الأعلى، كذّبه يحيى بن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: شيخ يضع الحديث على الثقات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدارقطني: متروك، يضع. وقال ابن عدي بعد أن أورد له عدة أحاديث في "الكامل" 6/ 2176 - 2178: هذه الأحاديث بأسانيدها مع غيرها مما لم أذكره لمحمد بن إسحاق العكاشي: كلها مناكير موضوعة. تنبيه: أشار في هامش (ذ) إلى أن هذا الحديث ساقط في نسخة، وذكر أبو القاسم بن عساكر أنه ليس في سماعه، حكاه عنه المزي في "تحفة الأشراف" (3369). (¬2) هكذا في (ذ) و (س) بالخاء المعجمة والياء، وهو كذلك في "تحفة الأشراف" (6569)، وفي "تهذيب الكمال" وفروعه: الحناط، بالحاء المهملة والنون.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَته" (¬1). 51 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ، بُنِيَ لَهُ قَصْرٌ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِهَا [وَمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلَاهَا] (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، مسلسل بالمجاهيل، قال أبو زرعة كما في "الجرح والتعديل" 9/ 373: لا أعرف أبا زيد ولا أبا المغيرة ولا بشر بن منصور الذي روى عن أبي زيد هذا. وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 325: بشر بن منصور، شيخ للأشج -وهو عبد الله بن سعيد- يُجهَّل. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (39)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 185، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (210) من طريق عبد الله بن سعيد، بهذا الإسناد. وقرن الخطيب بعبد الله بن سعيد عثمانَ بن سنان. وفي الباب عن أنس بن مالك عند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 3/ 610 - 611، والطبراني في "الأوسط" (4214)، والبيهقي في "الشعب" (9457) من طريق هارونَ بنِ موسى الفَرْوِيِّ، أخبرنا أنس بن عياض، عن حميد الطويل، عن أنس، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الله احتجب التوبةَ عن كل صاحب بدعة". وهارون بن موسى الفروي قال فيه أبو حاتم: شيخ، أي: يكتب حديثه ولا يحتج به. وأورده الذهبي في ترجمته من "ميزان الاعتدال"، وقال بإثره: هذا منكر. ومع نكارة متنه وضعف إسناده أورده الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2054) و (2055)!! وأدرجه الألباني في "صحيحته" (1620)!! (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في (ذ) و (س)، وهو في النسخ المطبوعة. (¬3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمة بن وردان. =

8 - باب اجتناب الرأي والقياس

8 - بَابُ اجْتِنَابِ الرَّأْيِ وَالْقِيَاسِ 52 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَعَبْدَةُ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَحَفْصُ ابْنُ مَيْسَرَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ؛ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِن َّاللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يبْق عَالِمٌ (¬1) اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2111) عن عقبة بن مُكْرَم العَمّي، عن ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن. ويشهد له حديث أبي أمامة عند أبي داود (4800)، وإسناده حسن. وحديث معاذ بن جبل عند الطبراني 20/ (217)، وفي إسناده ضعف لكن في هذين الحديثين: البيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وهو محق، والبيت في وسطها لمن ترك الكذب. ويشهد له أيضًا حديث ابن عباس عند الطبراني (11290): "أنا الزعيم ببيت في رباض الجنة وببيت في أعلاها ويبيت في أسفلها لمن ترك الجدل وهو محق، وترك الكذب وهو لاعب، وحسَّن خلقه للناس" فكأنه جعل الثلاثة واحدًا. وإسناده ضعيف. قوله: "في ربض الجنة"، قال السندي: بفتحتين، أي: حوالي الجنة وأطرافها، لا في وسطها، وليس المراد: خارجًا عن الجنة كلما قيل. "ومن ترك المراء" بكسر الميم والمد، أي: الجدال خوفًا من أن يقع صاحبه في اللجاج الموقع في الباطل. تنبيه: الأحاديث (49) و (50) و (51) ليست في (م)، وذكر المزي في "التحفة" (3369) أن الحديث الأول منها ليس في سماع ابن عساكر. (¬1) في (ذ) والنسخ المطبوعة: يُبقِ عالمًا.

فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا" (¬1). 53 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ ابْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبَتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ" (¬2). 54 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنِي رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، وَجَعْفَرُ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ ابْنِ أَنْعُمٍ -هُوَ الْإِفْرِيقِيُّ-، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ، فَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وعبدة: هو ابن سليمان، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه البخاري (100)، ومسلم (2673) (13) و (14)، والترمذي (2843)، والنسائي في "الكبرى" (5907) و (5908) من طريقين عن عروة بن الزبير، ومسلم (2673) (13) من طريق عمر بن الحكم، كلاهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص، بهذا الحديث. وهو في "مسند أحمد" (6511)، و"صحيح ابن حبان" (4571) و (6719) و (6723). (¬2) إسناده حسن، مسلم بن يسار حسن الحديث ومن دونه ثقات. وأخرجه أبو داود (3657) من طريق بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نَعِيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، به. وعمرو بن أبي نعيمة مجهول الحال. وهو في "مسند أحمد" (8266). (¬3) إسناده ضعيف لضعف ابن أنعُم الإفريقي -واسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعُم-، وضعف عبد الرحمن بن رافع: وهو التنوخي المصري قاضي إفريقية. =

55 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْيَمَنِ قَالَ:"لَا تَقْضِيَنَّ وَلَا تَفْصِلَنَّ إِلَّا بِمَا تَعْلَمُ، وإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ أَمْرٌ فَقِفْ حَتَّى تَبَيَّنَهُ أَوْ تَكْتُبَ إِلَيَّ فِيهِ" (¬1). 56 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ الْمُوَلَّدُونَ، وَأَبْنَاءُ (¬2) سَبَايَا الْأُمَمِ، فَقَالُوا بِالرَّأْيِ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا" (¬3). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2885) من طريق ابن وهب، عن ابن أنعُم، بهذا الإسناد. قوله: "آية محكمة"، قال السندي: أي: غير منسوخة. "سنة قائمة" أي: ثابتة إسنادًا، بأن تكون صحيحةً، أو حكمًا بأن لا تكون منسوخة. "فريضة عادلة" في القَسم، والمراد بالفريضة: كل ما يجب العمل به، وبالعادلة: المساوية لما يؤخذ من القرآن والسنة وجوب العمل بها. (¬1) موضوع، آفته محمَّد بن سعيد بن حسان: وهو ابن قيس الأسدي المصلوب، فقد اتهمه بالوضع أحمد بن حنبل والنسائي وابن حبان والحاكم وغيرهم. وقد ورد بغير هذه السياقة عن معاذ بن جبل بإسناد أصحَّ من هذا الإسناد، انظره في "مسند أحمد" (22057). (¬2) وقع في مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: المولَّدون أبناء، بإسقاط الواو، وما أثبتناه من (ذ) و (س)، وهو كذلك في "تحفة الأشراف" (8882) و"مصباح الزجاجة". (¬3) إسناده ضعيف لضعفِ ابنِ أبي الرجال واسمه حارثة. وأخرجه البزار في "مسنده" (2424) من طريق قيس بن الربيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكره. =

9 - باب في الإيمان

9 - بَابٌ فِي الْإِيمَانِ 57 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ بَابًا، فأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ" (¬1). 57م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ (ح) ¬

_ = قال البزار: لا نعلم أحدًا قال: عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو، إلا قيس، ورواه غير قيس مرسلًا. قلنا: وهو ضعيف يعتبر به في الشواهد والمتابعات. وأورده مرسلًا ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/ 136، قال: قال ابن وهب: وأخبرني يحيى بن أيوب، عن هشام بن عروة أنه سمع أباه يقول ... فذكره. وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 285 وقال: والمرسل المذكور أخرجه الحميدي في "النوادر" - والبيهقي في "المدخل" من طريقه - عن ابن عيينة قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره كرواية قيس سواء. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/ 180، وعزاه للبزار، وقال: وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة، وقال ابن القطان: هذا إسناد حسن! قوله: "سبايا الأمم"، قال السندي: جمع سَبِيَّة، وهي المرأة المنهوبة. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م). (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو صالح: هو ذكوان السمّان. وأخرجه تامًا ومقطعًا البخاري (9)، ومسلم (35)، والترمذي (2801)، والنسائي 8/ 110 من طرق عن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8926)، و"صحيح ابن حبان" (166).

وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬1). 58 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ: "إِنَّ الْحَيَاءَ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ" (¬2). 59 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حبة (¬3) مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عُيينة، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (24)، ومسلم (36)، وأبو داود (4795)، والترمذي (2803)، والنسائي 8/ 121 من طرق عن محمَّد بن مسلم الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4554)، و"صحيح ابن حبان" (610). قوله: "يعظ أخاه في الحياء" أي: يعاتب عليه في شأنه ويحثُّه على تركه. قاله السندي. (¬3) في النسخ المطبوعة: ذَرّة، وهي في نسخة أُشير إليها في بعض أُصولنا الخطية. (¬4) حديث صحيح، سويد بن سعيد وسعيد بن مسلمة متابَعان. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي.

60 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا خَلَّصَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ النَّارِ وَأَمِنُوا، فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا، أَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ، قَالَ: يَقُولُونَ: رَبَّنَا، إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ مَعَنَا، فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ. فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَخْرَجْنَا مَنْ قَدْ أَمَرْتَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنْ الْإِيمَانِ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ هَذَا فَلْيَقْرَأْ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَال َذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (91) (47) و (48) و (49)، وأبو داود (4091)، والترمذي (2116) و (2117) من طريقين عن إبراهيم بن يزيد النخعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3913)، و "صحيح ابن حبان" (224). وسيأتي مكررًا برقم (4173). قوله: "لا يدخل النار ... " قال النووي في "شرح مسلم" 2/ 91: المراد به دخول الكفار وهو دخول الخلود. (¬1) إسناده صحيح. =

61 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ -وَكَانَ ثِقَةً- عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا (¬1). 62 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نِزَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صِنْفَانِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ: الْمُرْجِئَةُ، وَالْقَدَرِيَّةُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (7439)، ومسلم (183)، والتر مذي (2781)، والنسائي 8/ 112 - 113 من طرق عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وروايتا البخاري ومسلم بنحوه، ورواية الترمذي مختصرة. وهو في "مسند أحمد" (11898)، و"صحيح ابن حبان" (7377). (¬1) إسناده صحيح. أبو عمران الجوني: اسمه عبد الملك بن حبيب. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 221، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (799) و (825)، والطبراني في "الكبير" (2678)، وابن عدي في ترجمة حماد بن نجيح من "الكامل" 2/ 667، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 4/ 71، وابن منده في "الإيمان" (208)، والبيهقي في "السُّنن" 3/ 120، وفي "شعب الإيمان" (51) من طرق عن حماد بن نجيح، بهذا الإسناد. قوله: حزاورة، قال السندي: جمع الحَزْوَر، بفتح الحاء المهملة، وسكون زاي معجمة، وفتح واو، ثم راء، ويقال له: الحزوَّر -بتشديد الواو- وهو الغلام إذا اشتد وقوي وحَزُم. كذا في "الصحاح". (¬2) إسناده ضعيف جدًا، علي بن نزار قال ابن معين وابن عدي: ليس حديثه شيء، وقال الأزدي: ضعيف جدًا، وذكره يعقوب بن سمان في (باب من يُرغَب =

63 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاء َرَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ شَعَرِ الرَّأسِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَفَر (¬1)، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، قال: فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْنَدَ رُكْبَتَهُ إِلَى رُكْبَتِهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ. قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا مِنْهُ، يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَرُسُلِهِ، وَكُتُبِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْقَدَرِ ¬

_ = عن الرواية عنهم وسمعت أصحابنا يضغفونهم). وأبوه نزار ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يأتي عن عكرمة بما ليس من حديثه حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به. وذكر ابن عدي في "الكامل" في ترجمة ابنه علي حديثَه هذا عن عكرمة في المرجئة والقدرية ثم قال: هذا الحديث أحد ما أُنكر على علي بن نزار وعلى والده. وأخرجه الترمذي (2289) عن واصل بن عبد الأعلى الكوفي، عن محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وقرن بعلي بن نزار: القاسمَ بنَ حبيب. والقاسم هذا قال فيه يحيى بن معين: ليس بشى. وأخرجه أيضًا (2290) من طريق سلام بن أبي عمرة، عن عكرمة، به. وسلام هذا قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال الأزدي: واهي الحديث، وذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يروي عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره، وهو الذي روى عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا "صنفان .. "، وذكر الحديث. وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (73) عن ابن عباس وجابر بن عبد الله. (¬1) في (ذ) والنسخ المطبوعة: سفرٍ.

خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا مِنْهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ" قَالَ: فَمَا أَمَارَتُهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا -قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي: تَلِدُ الْعَجَمُ الْعَرَبَ- وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبِنَاءِ". قَالَ: ثُمَّ قَالَ: فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَقَالَ:" أَتَدْرِي مَنْ الرَّجُلُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "ذَاكَ جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِينِكُم" (¬1). * قال أبو الحسن القطان: حدثنا يحيى بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا كهمَسٌ، مثله (¬2). 64 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (8)، وأبو داود (4695) و (4696) و (4697)، والترمذي (2794) و (2795) و (2796)، والنسائي 97/ 8 - 101 من طرق عن يحيى بن يعمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (184)، و"صحيح ابن حبان" (168). قال السندي: قوله: "أن تلد الأمة ربتها" أي: أن تحكم البنت على الأم من كثرة العقوق حكمَ السيدة على أَمَتها ... وقد ذكروا وجوهًا أُخر في معناه منها ما رواه المصنف عن وكيع، وهو إشارة إلى كثرة السبايا. (¬2) زيادة أبي الحسن القطان هذه من (س) وحدها، ولم ترد في (ذ) و (م) والنسخ المطبوعة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاه ُرَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لَا (¬1) تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا: إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْغَنَمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ". فَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (¬2). 65 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) في النسغ المطبوعة: ولا. (¬2) إسناده صحيح. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، وأبو زُرعة: هو ابن عمرو بن جرير. وأخرجه البخاري (50) و (4777)، ومسلم (9) و (10)، وأبو داود (4698)، والنسائي 8/ 101 من طريق أبي زرعة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9501)، و"صحيح ابن حبان" (159). وسيأتي عند المصنف برقم (4044).

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَقَوْلٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ" (¬1). قَالَ أَبُو الصَّلْتِ: لَوْ قُرِئَ هَذَا الْإِسْنَادُ عَلَى مَجْنُونٍ لَبَرَأَ. 66 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، ¬

_ (¬1) خبر باطل موضوع، اَفته أبو الصلت، وهو عبد السلام بن صالح الهروي، اتهمه غير واحد بالكذب. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 156، والآجري في "الشريعة" ص 130 - 131، والبيهقي (16) و (17) من طرق عن عبد السلام بن صالح أبي الصلت الهروي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1621) من طريق عبد الله بن جعفر بن محمَّد، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 255 - 256، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 128 - 129 من طريق علي بن غراب ومحمد بن سهل بن عامر البجلي، وابن الجوزي 1/ 128 - 129 من طريق أحمد بن عامر بن سليمان الطائي وداود بن سليمان بن وهب، خمستهم عن علي بن موسى الرضا، به. قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لم يقله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثم نقل عن الدارقطني قوله: المتهم بوضع هذا الحديث أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح. وأما من تابع أبا الصلت، فقال ابن الجوزي: فأما عبد الله بن أحمد بن عامر فإنه روى عن أهل البيت نسخة باطلة، وأما علي بن غراب فقال السعدي: هو ساقط، وقال ابن حبان: حدث بالأشياء الموضوعة فبطل الاحتجاج به، وأما محمَّد ابن سهل وداود فمجهولان. وقد قال الدارقطني كما في "تاريخ بغداد" 11/ 51: لم يحدث بهذا الحديث إلا من سرقه من أبي الصلت، فهو الابتداء في هذا الحديث. قلنا: وذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/ 106 في ترجمة علي بن موسى الرضا، وقال: يروي عن أبيه العجائب، كأنه كان يهم ويخطئ.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" لَا يُؤْمِنُ أَحَد (¬1) حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ -أَوْ قَالَ: لِجَارِهِ- مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (¬2). 67 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (¬3). 68 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) هكذا في (س) و (م)، وفي (ذ) والنسخ المطبوعة: أحدكم. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (13)، ومسلم (45) (71) و (72)، والترمذي (2684)، والنسائي 8/ 115 من طريقين عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12851)، و"صحيح ابن حبان" (234) و (235). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (15)، ومسلم (44) (70)، والنسائي 8/ 114 - 115 من طريق قتادة بن دعامة، والبخاري (15)، ومسلم (44) (69)، والنسائي 8/ 115 من طريق عبد العزيز بن صهيب، والنسائي 8/ 94 - 95 من طريق طلق بن حبيب، ثلاثتهم عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12814)، و"صحيح ابن حبان" (179). (¬4) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. =

69 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 624 - 625. لكن قرن بأبي معاوية: ابنَ نمير، بدلًا من وكيع. وأخرجه مسلم (54) (93) و (94)، وأبو داود (5193)، والترمذي (2883) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9709)، و"صحيح ابن حبان" (236). وسيأتي برقم (3692). (¬1) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وأبو وائل: اسمه شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه البخاري (48) و (6044) و (7076)، ومسلم (64) (116) و (117)، والترمذي (2098) و (2825)، والنسائي 7/ 122 من طريق أبي وائل شقيق، والترمذي (2824)، والنسائي 7/ 122 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، والنسائي 7/ 121 و 122 من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن عبد الله بن مسعود. وهو في "مسند أحمد" (3647)، و "صحيح ابن حبان" (5939). وقوله: "وقتاله كفر"، أي: كفرٌ عمليٌّ، ليس يخرج المتلبِّس به عن المِلّة، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 138: ظاهره غير مراد، لكن لما كان القتال أشدَّ من السِّباب، لأنه مُفضِ إلى إزهاق الروح، عبَّر عنه بلفظ أشد من الفسوق وهو الكفر، ولم يُرد حقيقةَ الكفر التي هي الخروج عن الملة، بل أطلق الكفر مبالغة في التحذير، معتمدًا على ما تقرر من القواعد أن مثل ذلك لا يُخرج عن الملة مثل =

70 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَعِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، مَاتَ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ". قَالَ أَنَسٌ: وَهُوَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَبَلَّغُوهُ عَنْ رَبِّهِمْ قَبْلَ هَرْجِ الْأَحَادِيثِ وَاخْتِلَافِ الْأَهْوَاءِ، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي آخِرِ مَا نَزلَ الله (¬1) عز وجل: {فَإِنْ تَابُوا} قَالَ: بخَلْع (¬2) الْأَوْثَانِ وَعِبَادَتهَا {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ} [التوبة: 5] وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11] (¬3). ¬

_ = حديث الشفاعة، ومثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48 و 116]، أو أطلق عليه الكفر لشبهه به، لأن قتال المؤمن من شأن الكافر، وقيل: المراد هنا الكفر اللغوي وهو التغطية، لأن حق المسلم على المسلم أن يُعينه وينصره، ويكف عنه أذاه، فلما قاتله، كان كأنه غطى على هذا الحق. وروى البيهقي في "سننه" 8/ 20 بإثر هذا الحديث عن ابن عباس، قال: إنه ليس بالكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ينقلُ عن ملة، كُفْرٌ دون كفر. (¬1) في النسخ المطبوعة ونسخة على هامش (ذ) زيادة: يقول الله. (¬2) المثبت من نسخة على هامش (ذ) وصُحِّح عليها، وفي أصولنا الخطية والنسخ المطبوعة: خَلْع، بحذف الباء. (¬3) إسناده ضعيف، أبو جعفر الرازي- واسمه: عيسى بن أبي عيسى: عبد الله ابن ماهان- سيئ الحفظ، والربيع بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر الرازي عنه، لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرًا. أبو أحمد: هو الزبيري، واسمه: محمَّد بن عبد الله بن الزبير. =

* [قال أبو الحسن القطان]: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلَهُ (¬1). 71 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (7 - زوائد الهيثمي)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1549)، والحاكم 2/ 331، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6856)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2122) و (2123) من طرق عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإسناد. (¬1) زيادة أبي الحسن القطان هذه ليست في (م). (¬2) إسناده ضعيف لضعف أبي جعفر -وهو الرازي-، والحسن -وهو البصري- لم يلقَ أبا هريرة، فهو منقطع أيضًا. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ويونس: هو ابن عبيد. وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (6)، والدارقطني في "سننه" (1884)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 159 و 3/ 25، والبيهقي 8/ 177 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (8544)، وابن راهوية في "مسنده" (272)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 35 - 36، وابن خزيمة (2248)، والدارقطني (892) و (1885)، والمروزي (8)، والحاكم 1/ 387 من طريق سعيد بن كثير بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وكثير بن عبيد -وهو التيمي مولاهم- لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول؛ أي: عند متابعة مُعتبَرة وإلا فلين الحديث. وقد روي حديث أبي هريرة هذا من غير وجه صحيح عنه ليس فيه "ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"، هكذا أخرجه أحمد (8163) من طريق همام بن منبه، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = والبخاري (2946)، ومسلم (21) (33)، والنسائي 6/ 4 - 5 و 6، و 7/ 77 - 78 و 79 من طريق سعيد ابن المسيب، ومسلم (21) (34) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرقة، ومسلم (21) (35)، وأبو داود (2640)، والترمذي (2789)، والنسائي 7/ 79، وابن ماجه (3927) من طريق ذكوان أبي صالح السمان، والنسائي 7/ 79 من طريق زياد بن قيس، وغيرهم عن أبي هريرة. وفي رواية عبد الرحمن بن يعقوب زيادة وهي "ويؤمنوا بي وبما جئت به"، وهي من رواية ابنه العلاء عنه، والعلاء قال أبو حاتم الرازي: صالح روى عنه الثقات ولكنه أُنكر من حديثه أشياء، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما وهم. وروي كحديث الحسن عن أبي هريرة من حديث ابن عمر عند البخاري (25)، ومسلم (22) من طريق شعبة، عن واقد بن محمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا. لم يرو عنه من غير هذا الطريق، وقد استبعد قوم -كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"- صحته بهذه الزيادة بأن الحديث لو كان عند ابن عمر لَمَا ترك أباه ينازع أبا بكر في قتال مانعي الزكاة، ولو كانوا يعرفونه لما كان أبو بكر يقرُّ عمر على الاستدلال بقوله عليه الصلاة والسلام: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله"، وينتقل عن الاستدلال بهذا النص إلى القياس والاستنباط إذ قال: لأقاتلنَ من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. وأجاب الحافظ عن ذلك بأجوبة ليست بالقوية. وفي الباب أيضًا -بهذه الزيادة- عن معاذ بن جبل وهو الحديث التالي عند المصنف، وفي سنده شهر بن حوشب، وهو ضعيف وله أوهام، وقال ابن عون: إن شهرًا نزكوه. أي: طعن فيه أهل العلم. وروي أيضًا عن أنس بن مالك في قصة منازعة عمر لأبي بكر عند النسائي 6/ 67 من طريق عمرو بن عاصم الكلابي عن عمران أبي العوام القطان عن معمر عن الزهري عن أنس. وعمرو بن عاصم وعمران القطان كلاهما يَهِمُ ويغلط، وعمران القطان رُمي برأي الخوارج، وقال النسائي بإثره: عمران القطان ليس بالقوي في الحديث وهذا الحديث خطأ، والذي قبله الصواب حديثُ الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة. =

72 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ" (¬1). 73 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا نِزَارُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = قلنا: وحديث أبي هريرة الذي أشار إليه النسائي دون قوله: "ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"، وهو مخرَّج أيضًا من الطريق التي أشار إليها عند البخاري (1399)، ومسلم (20)، وسيأتي عند المصنف من غير هذا الطريق برقم (3927). وروي كذلك من غير هذه الزيادة من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (21)، وسيأتي عند المصنف برقم (3928). ومن حديث أوس الثقفي عند النسائي 7/ 81، وسيأتي عند المصنف برقم (3929). وسنده صحيح. وروي عن أنس رفعه: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قِبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرُمت علينا دماؤهم وأموالُهم إلا بحقها، وحسابهم على الله". أخرجه البخاري (392) من طريق حميد الطويل عن أنس. (¬1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقال ابن عون: إن شهرًا نَزَكوه. أي: طعنوا فيه. وأخرجه البزار (2669) و (2670)، والطبراني في "الكبير" 20/ (115)، والدارقطني (900) من طريق شهر بن حوشب، بهذا الإسناد. وروايتا البزار ضمن حديث مطول. وهو مطول أيضًا في "مسند أحمد" (22122).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ: أَهْلُ الْإِرْجَاءِ، وَأَهْلُ الْقَدَرِ" (¬1). * 74 - [قال أبو الحسن] (¬2): حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبُخَارِيُّ سَعِيدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ -يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ- عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عباس، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: الْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، وقد سلف من حديث ابن عباس وحده برقم (62) من طريق علي بن نزار عن أبيه. فانظر الكلام على نزار بن حيان هناك، وأما عبد الله ابن محمَّد الليثي فمجهول. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (344)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/ 367 من طريق يونس بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6065)، وابن عدي في ترجمة سهل بن قرين من "الكامل" 3/ 1280 من طريق قرين بن سهل بن قرين، عن أبيه، عن محمَّد بن أبي ذئب، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر وحده مرفوعًا. وذكره الهيثمي في "المجمع" 7/ 206 وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه قرين بن سهل وهو كذاب. (¬2) هذا الأثر والذي بعده من زيادات أبي الحسن القطان، وأخطأ بعضهم قديمًا فظنهما من أصل تصنيف ابن ماجه فأدخل أبا عثمان سعيدَ بن سعد في جملة شيوخه، نبه على ذلك الحافظ المزي في ترجمة أبي عثمان من "تهذيب الكمال" في الأوهام. (¬3) إسناده واهٍ، عبد الوهاب بن مجاهد متروك، وقد كذَّبه الثوري. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص111، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1712) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الوهاب بن مجاهد، به.

10 - باب في القدر

* 75 - [قال أبو الحسن]: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبُخَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ الْحَارِثِ، أَظُنُّهُ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: الْإِيمَانُ يَزْدَادُ وَيَنْتقُصُ (¬1). 10 - بَابٌ فِي الْقَدَرِ 76 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ- أَنَّهُ قال: "يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يومًا، ¬

_ (¬1) الحارث: هو ابن مخمر أبو حبيب قاضي حمص وثقه أحمد، وقد تصحف في السنة لعبد الله بن أحمد (623) وعند اللالكائي (1709) إلى الحارث ابن محمَّد وجاء على الصواب في "تاريخ دمشق" 4/ 125 - 126. وهذا السند منقطع، مجاهد لم يسمع أبا الدرداء. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 46 - 47: ذهب السلفُ إلى أن الإيمانَ يزيدُ ويَنْقُصُ، وأنكر ذلك أكثرُ المتكلمين، وقالوا: متى قَبِلَ ذلك كان شكًا. قال الشيخ محي الدين النووي: والأظهرُ المختارُ: أن التصديقَ يزيدُ ويَنْقُصُ بكثرة النظرِ، ووضوحِ الأدِلةِ، ولهذا كان إيمانُ الصديق أقوى مِن إيمان غيره، بحيث لا تعتريه الشُبهة، ويُؤيده أن كُل أحدِ يعلم أن ما في قلبه يتفاضَلُ، حتى إنه يكونُ في بعضِ الأحيان الإيمانُ أعظمُ يقينا وإخلاصًا وتوكلًا منه في بعضها، وكذلك في التصديقِ والمعرفةِ بِحَسَبِ ظهورِ البراهين وكثرتِها. وقد نقل محمدُ بنُ نصر المروزي في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" عن جماعة من الأئمة نحو ذلك، وما نُقِلَ عن السلَفِ صرَح به عبدُ الرزاق في "مصنفه" عن سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وابن جريج ومعمر وغيرهم، وهؤلاء فقهاءُ الأمصار في عصرهم. وكذا نقله أبو القاسم اللالكائي في "كتاب السنة" عن الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي عُبيد وغيرهم مِن الأئمة.

ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِ الْمَلَكَ، فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَأَجَلَه، ُ وَرِزقَه، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا" (¬1). 77 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سِنَانٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ، خَشِيتُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيَّ دِينِي وَأَمْرِي، فَأَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ: أَبَا الْمُنْذِرِ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي (¬2) شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَدَرِ فَخَشِيتُ عَلَى دِينِي وَأَمْرِي، فَحَدِّثْنِي ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه البخاري (3208)، ومسلم (2643)، وأبو داود (4708)، والترمذي (2271 - 2273)، والنسائي في "الكبرى" (11182) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3624)، و"صحيح ابن حبان" (6174). قوله: "الكتاب"، قال السندي: أي: المكتوب الذي كتبه الملَك. والحديث لا ينافي عموم المواعيد الواردة في الآيات القرآنية والأحاديث، مثل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30]، لأن المعتبر في كلِّها الموت على سلامة العاقبة وحسن الخاتمة. (¬2) في (ذ) و (م): إنه قد وقع في قلبي.

مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ كَانَ لَكَ جَبَل أُحُدٍ ذَهَبًا -أَوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ- تُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا قُبِلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، فَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ، وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأتِيَ أَخِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَتَسْأَلَهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ، فَسَأَلْتُهُ، فَذَكَرَ مِثْلَ مَا قَالَ أُبَيٌّ، وَقَالَ لِي: وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ حُذَيْفَةَ، فَأَتَيْتُ حُذَيْفَةَ، فَسَألتُه، فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَا، وَقَالَ: ائْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَاسْأَلْهُ. فَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَو كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا -أَوْ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا- تُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، فَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأن مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّكَ إِنْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلْتَ النَّارَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده قوي، وهو موقوف من حديث أبي بن كعب، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، ومرفوع من حديث زيد بن ثابت. أبو سنان: هو سعيد بن سنان الشيباني، وابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز. وأخرجه أبو داود (4699) من طريق سفيان الثوري، عن أبي سنان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21589)، و"صحيح ابن حبان" (727).

78 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِيَدِهِ عُودٌ، فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: لَا، اعْمَلُوا وَلَا تَتَّكِلُوا، وكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليل: 5 - 10] (¬1). 79 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْن حَبَّانَ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1362)، ومسلم (2647)، وأبو داود (4694)، والترمذي (2270) و (3638)، والنسائي في "الكبرى" (11614) و (11615) من طرق عن سعد بن عبيدة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (621)، و"صحيح ابن حبان" (334).

أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ" (¬1). 80 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عليهما السلام، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ: أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنْ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ. فَقَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلَامِهِ وَخَطَّ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى" ثلاثًا (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، ربيعة بن عثمان -وهو التيمي المدني- صدوق حسن الحديث. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث وقد بينّا ذلك في تعليقنا على "المسند". وأخرجه مسلم (2664)، والنسائي في "الكبرى" (15386) من طريق عبد الله ابن إدريس، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (8791)، و"صحح ابن حبان" (5721). وسيأتي برقم (4168). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6614)، ومسلم (2652) (13)، وأبو داود (4701)، والنسائي في "الكبرى" (11123) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3409) و (4736) و (4738) و (6614) و (7515)، ومسلم (2652)، والترمذي (2269)، والنسائي (10918) و (10919) و (10994) و (11065) و (11122) و (11266) و (11379) من طرق عن أبي هريرة- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وهو في "مسند أحمد" (7387)، و"صحيح ابن حبان" (6179). =

81 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَالْبَعْثِ (¬1) بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْقَدَرِ" (¬2). ¬

_ = قال الإمام الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 322: قد يحسب كثير من الناس أن معنى القدر من الله والقضاء منه معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وقدره، ويتوهم أن فَلْجَ آدم في الحجة على موسى إنما كان من هذا الوجه، وليس الأمر في ذلك على ما يتوهمونه، وإنما معناه: الإخبارُ عن تقدُّم علم الله سبحانه بما يكون من أفعال العباد وأكسابهم، وصدورها عن تقديرٍ منه، وخلقِ لها خيرها وشرها. والقدر: اسم لما صار مقدورًا عن فعل القادر، كما الهدمُ والقبضُ والنشر أسماء لما صدر عن فعل الهادم والقابض والناشر، يقال: قدَرْتُ الشى وقدرتُه خفيفة وثقيلة بمعنى واحد. والقضاء في هذا معناه: الخلق، كقوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12]، أي: خلقهن. وإذا كان الأمر كذلك فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم أفعالهم وأكسابهم ومباشرتهم تلك الأمور، وملابستهم إياها عن قصد وتعمد وتقديم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليه. وقال ابن أبي العز في "شرح الطحاوية" 1/ 136: الصحيح أن آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب، وهو كان أعلم بربه وذنبه، بل آحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر، فإنه باطل، وموسى عليه السلام كان أعلم بأبيه وبذنبه من أن يلوم آدم عليه السلام على ذنب قد تاب منه، وتاب الله عليه، واجتباه وهداه، وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة، فاحتج آدم عليه السلام بالقدر على المصيبة لا على الخطيئة، فإن القدر يُحتج به عند المصائب، لا عند المعايب. (¬1) المثبت من (س)، وفي (ذ) و (م) والنسخ المطبوعة: وبالبعث. بالباء. (¬2) رجاله ثقات رجال الصحيح، غير شريك -وهو وإن كان سيئ الحفظ- قد =

82 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى جِنَازَةِ غُلَامٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طُوبَى لِهَذَا، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ لَمْ يَعْمَلْ السُّوءَ وَلَمْ يُدْرِكْهُ. قَالَ: "أَوَ غَيْرُ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِمْ، وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا، خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ فِي أَصْلَابِ آبَائِهِم" (¬1). ¬

_ = توبع، لكن قال الدارقطني في "العلل" 3/ 196 لما سئل عن حديث ربعي هذا: حدث به شريك وورقاء وعمرو بن أبي قيس عن منصور، عن ربعي، عن علي، وخالفهم سفيان الثوري وزائدة وأبو الأحوص وسليمان التيمي، فرووه عن منصور، عن ربعي، عن رجل من بني أسد، عن علي، وهو الصواب. وأخرجه الترمذي (2283) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2284) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي، عن رجل، عن علي. وقال الترمذي: حديث أبي داود عن شعبة عندي أصح من حديث النضر، وهكذا روى غير واحد عن منصور عن ربعي، عن علي. وهو في "مسند أحمد" (758)، و"صحيح ابن حبان" (178)، وانظر تفصيل تخريجه فيهما. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2662)، وأبو داود (4713)، والنسائي 4/ 57 من طريق عائشة بنت طلحة، به. =

83 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24132)، و"صحيح ابن حبان" (138) و (6173). قوله: "أو غير ذلك ... " إلخ، قال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": أي: لا يَحسُن الجزمُ في حق أحد، ولو صغيرًا. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 16/ 207 - 258 وهو بصدد شرح حديث أبي هريرة: "كل مولود يولد على الفطرة": أجمع من يُعْتَدُّ به مِن علماء المسلمين على أن مَنْ مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة، لأنه ليس مكلفًا، وتوقف فيه بعضُ من لا يُعتد به، لحديث عائشة هذا. وأجاب العلماءُ بأنه لعله نهاها عن المسارعةِ إلى القطع مِن غير أن يكونَ عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: "أعطه إني لأراه مؤمنًا" قال: "أو مسلمًا" ... الحديث [أخرجه مسلم (150)]، ويُحتمل أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال هذا قبل أن يعلم أن أطفالَ المسلمين في الجنة فلما علم قال ذلك في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فيما أخرجه البخاري (1248) من حديث أنس، وسيأتي عند ابن ماجه (1605)]: "مَا مِنْ مسلم يموتُ له ثلاثةٌ من الولد لم يبلغوا الحِنْثَ إلا أدخله اللهُ الجنة بفضل رحمته إياهم" وغير ذلك من الأحاديث. والله أعلم. وأما أطفالُ المشركين، ففيهم ثلاثةُ مذاهب: قال الأكثرون: هُمْ في النار تبعًا لآبائهم، وتوقفت طائفةٌ فيهم، والثالث -وهو الصحيحُ الذي ذهب إليه المحققون-: أنَهم من أهلِ الجنة، ويُستدل له بأشياء: منها حديثُ إبراهيم الخليل عليه السلامُ حين رآه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الجنة وحولَه أولادُ الناس، قالوا: يا رسولَ الله، وأولاد المشركين، قال: "وأولادُ المشركين" رواه البخاري في "صحيحه" (7047)، ومنها قولُه تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15]. ولا يتوجه على المولود التكليف، ويلزمه قولُ الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"حتى يبلغ"، وهذا متفق عليه. والله أعلم.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْقَدَرِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48 - 49] (¬1). 84 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ عُثْمَانَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، فَذَكَرَ لَهَا شَيْئًا مِنْ الْقَدَرِ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ تَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقَدَرِ سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِيهِ لَمْ يُسْأَلْ عَنْهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، زياد بن إسماعيل -وهو القرشي المخزومي- ضعفه ابن معين، وقال يعقوب بن سفيان: ليس حديثه بشئ، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ. وصحح حديثه هذا مسلم والترمذي وابن حبان، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مسلم (2656)، والترمذي (2296) و (3574) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (9736)، و"صحيح ابن حبان" (6139). وقال الزجاج في "تفسيره" 5/ 92: معنى "بقَدَرٍ"، أي: كل شيء خلقاه بقدر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه، ونُصِبَ "كل شيء" بفعل مضمر، المعنى: إنا خلقنا كل شى خلقناه بقدر. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، يحيى بن عثمان قال فيه البخاري وابن معين وابن حبان: منكر الحديث، وزاد الأخير: لا يجوز الاحتجاج به. ويحيى بن عبد الله بن أبي مليكة لين الحديث. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (744 - زوائد الهيثمي)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 419 - 420، والآجري في "الشريعة" ص 235، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2678 من طريق يحيى بن عثمان، بهذا الإسناد.

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَاهُ خازِمُ (¬1) بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سِنان، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 85 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ، فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنْ الْغَضَبِ، فَقَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُمْ، أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، بِهَذَا هَلَكَتْ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ". قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ تَخَلَّفْتُ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَتَخَلُّفِي عَنْهُ (¬2). ¬

_ (¬1) تصحف في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: حازم، بالحاء المهملة، والتصويب من (س) و (م)، وهو كذلك على الصواب في "التدوين في أخبار قزوين" للرافعي 2/ 485 - 486، و"الإرشاد" للخليلي ص 623، و"تاريخ بغداد" 8/ 338، وهو خازم بن يحيى بن إسحاق أبو إسحاق الحلواني، قال الرافعي: ورد قزوين وحدَّث بها سنة ثلاث وسبعين ومئتين، وسمع منه إسحاق بن محمَّد وعلي ابن مهرويه وأبو الحسن القطان. وقال فيه الخليلي في "الإرشاد": ارتحل إلى الشام وإلى خراسان، وكان حافظًا يعرف هذا الشأن، وكتب عنه شيوخ البلد ورضوه. (¬2) إسناده حسن. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1308) من طريق عمرو ابن شعيب، بهذا الإسناد. وذكر فيه: يتنازعون في القدر، كما عند المصنف. وهو هكذا في "مسند أحمد" (6668). وأخرجه عبد الرزاق (20367)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 43، والطبراني في "الأوسط" (515)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2258)، والبغوي =

86 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ" فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الْبَعِيرَ يَكُونُ بِهِ الْجَرَبُ فَيُجْرِبُ الْإِبِلَ كُلَّهَا؟! قَالَ: "ذَلِكُمْ الْقَدَرُ، فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟ " (¬1). ¬

_ = (121) من طريق عمرو بن شعيب أيضًا، لكن دون ذكر القدر، وقال بعضُهم: يتمارون في القرآن، بدل القدر. وأخرج بنحوه مسلم (2666)، والنسائي في "الكبرى" (8095)، والطبراني في "الأوسط" (2472)، واليهقي في "الشعب" (2259) من طريق عبد الله بن رباح الأنصاري، عن عبد الله بن عمرو. وعندهم أن الاختلاف وقع في آية. وفيه أن عبد الله بن عمرو كان شاهدًا حاضرًا حين وقع هذا الاختلاف، فلعلهما حادثتان مختلفتان في معنى متفِق. وفي "المسند" (6846) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر، هذا ينزع آيةَ، وهذا ينزع آيةَ، فذكر الحدث. قوله: "بهذا أُمرتم، أولهذا خلقتم"، قال السندي في "حاشيته على مسند أحمد": لعل المراد بالبعث: الخلق والإحداث من العدم إلى الوجود، وقد علم أن بحثهم كان في القدر، فالمراد: هذا البحث عن القدر والاختصام فيه هل هو المقصود من خلقكم؟ أو: هو الذي وقع التكليف به حتى اجترأتم عليه؟ يريد: أنه ليس بشيء من الأمرين، فأيُّ حاجة إليه؟ (¬1) صحيح لغيره، وهذا -كما قال البوصيري- إسناد ضعيف لضعف يحيى ابن أبي حية، ولكونه روى عن أبيه بصيغة العنعنة، فإنه كان يدلس. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 39 - 40. وسيأتي عن ابن أبي شيبة وحده برقم (3540). =

87 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى (¬1)، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الْكُوفَةَ، أَتَيْنَاهُ فِي نَفَرٍ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فقَالَ: أَتَيْتُ ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7684)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 488 في ترجمة حي بن أبي حية الكلبي الكوفي والد أبي جناب يحيى بن أبي حية، من طريق أبي جناب، به. وهو في "مسند أحمد" (4775). ويشهد له -دون قوله: " ذلكم القدر"- غيرُ ما حديث، انظر تخريجها عند حديث ابن مسعود في "المسند" برقم (4198). وأخرج البخاري (5753)، والنسائي في "الكبرى" (9232) من طريق سالم ابن عبد الله بن عمر، والبخاري (5772)، ومسلم (2225) (116)، والنسائي (9233) من طريق سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر، كلاهما عن عبد الله بن عمر مرفوعًا: "لا عدوى ولا طيرة، والشؤم في ثلاث: في المرأة والدار والدابة". قوله "لا عدوى"، قال البيهقي: هو على الوجه الذي كانوا يعتقدونه في الجاهلية من إضافة الفعل الله غير الله تعالى، وقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح مَن به شئ مِن هذه العيوب سببًا لحدوث ذلك. "ولا طيرة"، قال السندي: هي بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن: التشاؤم بالشئ، وأصله أنهم كانوا في الجاهلية إذا خرجوا لحاجة فإن رأوا الطير طار عن يمينهم، فرحوا به، واستمروا، وإذا طار عن يسارهم، تشاءموا به ورجعوا، وربما هيجوا الطير لتطير، فيعتمدوا ذلك، فكان يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه لا تأثير له في جلب نفع أو دفع ضر. "ولا هامة"، قال: بتخفيف الميم، وجُوِّز تشديدها: طائر كانوا يتشاءمون به. (¬1) في النسخ المطبوعة زيادة الجرّار في اسمه، وتصحف في بعضها إلي: الخزاز، بمعجمات. والجرّار أصح.

النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ" أَسْلِمْ تَسْلَمْ". قُلْتُ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ فَقَالَ: "تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِالأَقْدَارِ كُلِّهَا خَيْرِهَا وَشَرِّهَا، حُلْوِهَا وَمُرِّهَا" (¬1). 88 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ، تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد الأعلى بن أبي المساور متروك، وكذبه ابن معين. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (135)، والطبراني في "الكبير" 17/ (182)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 68 - 69 من طريق عبد الأعلى بن أبي المساور، بهذا الإسناد. وقصة قدوم عدي على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد صحت بغير هذه السياقة، انظر تخريجها في "مسند أحمد" (18260). (¬2) صحيح موقوفًا، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبان الرَّقاشي لكنه مُتابَع، وباقي رجاله ثقات، وقد اختلف في رفعه ووقفه والموقوف أرجح. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (228) من طريق أسباط بن محمَّد، بهذا الإسناد. ورواه سعيد بن إياس الجريري عن غنيم بن قيس فاختلف عليه في وقفه ورفعه، فرواه عنه موقوفًا شعبة كما في "مسند ابن الجعد" (1472)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 261، وخالد بن عبد الله الواسطي عند مسدَّد في "مسنده" فيما قاله البوصيري في "الزوائد"، وإسماعيل ابن عُلية فيما قاله الإمام أحمد بإثر الحديث (19757). وسعيد بن إياس الجريري كان قد اختلط، إلا أن رواية هؤلاء عنه قبل اختلاطه، فهي صحيحة.

89 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارِيَةً أَعْزِلُ عَنْهَا؟ قَالَ: سَيَأْتِيهَا مَا قُدِّرَ لَهَا". فَأَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَدْ حَمَلَتْ الْجَارِيَةُ! فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا قُدِّرَ لِنَفْسٍ شَيْءٌ إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ" (¬1). ¬

_ = ورواه عنه مرفوعًا يزيد بن هارون عند أحمد (19757)، وعبد بن حميد (535)، وابن أبي عاصم (227)، والبزار (3037)، والروياني في "مسنده" (568)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (753). ويزيد روى عن الجريري بعد اختلاطه. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (358) عن عاصم الأحول، عن رجل من بني سدوس، عن أبي موسى موقوفًا. والرجل المبهم هو أبو كبشة السدوسي، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف. ورواه عن عاصم أيضًا موقوفًا علي بن مسهر عند ابن أبي شيبة 13/ 385 - 386، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 263، وأبو معاوية محمَّد بن خازم عند هناد في "الزهد" (1237). وخالفهم عبد الواحد بن زياد فرواه عنه مرفوعًا عند أحمد (19661)، والبزار (3191)، والبيهقي في "الشعب" (752). ومن وقفه أكثر عددًا وأحفظ. الفَلاة: الأرض الخالية من العمران. (¬1) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو ابن إسحاق الطنافسي، وخاله يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه عبد الرزاق (12552)، وابن أبي شيبة 4/ 220، وأبو يعلى (1910)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 35 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14362)، و"صحيح ابن حبان" (4194). وفي الباب عن أنس بن مالك، عند أحمد (12420). العَزْل: هو الإنزال خارج الفَرج عند الجِماع.

90 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ للخَطِيئَة (¬1) يَعْمَلُهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: بخطيئة. (¬2) حسن لغيره دون قوله: "إن الرجل ليُحرم الرزقَ للخطيئة يعملها"، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن أبي الجعد لم يروِ عنه غير اثنين، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ثم هو كوفي، وثوبان شامي، فيغلب على الظن أنه لم يسمع منه، وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وهو في "الزهد" لوكيع (407). وأخرجه تامًا ومختصرًا ابن المبارك في "الزهد" (86)، وابن أبي شيبة 10/ 441 - 442، والنسائي في "الكبرى" (11775)، والطبراني في "الكبير" (1442)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3069)، والحاكم 1/ 493، والبغوي في "شرح السنة" (3418) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22386)، و"صحيح ابن حبان" (872)، وفيهما تمام تخريجه، وذِكرُ شواهده. وسيتكرر عند المصنف برقم (4022). قال ابن حبان في "صحيحه": قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا الخبر لم يُرِد به عمومه، وذاك أن الذنبَ لا يَحرِمُ الرزق الذي رُزق العبد، بل يكدر عليه صفاءَه إذا فكر في تعقيب الحالة فيه، ودوام المرء على الدعاء يطيب له ورود القضاء، فكأنه رده لقِلَّة حِسِّه بألمه، والبرُّ يطيبُ العيش حتى كأنه يُزاد في عمره بطيب عيشه، وقلة تعذر ذلك في الأحوال.

91 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْعَمَلُ فِيمَا جَفَّ بِهِ الْقَلَمُ، وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، أَمْ فِي أَمْرٍ مُسْتَقْبَلٍ؟ قَالَ: "بَلْ فِيمَا جَفَّ بِهِ الْقَلَمُ وَجَرَتْ بِهِ الْمَقَادِيرُ، وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ" (¬1). 92 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مَجُوسَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُكَذِّبُونَ بِأَقْدَارِ اللَّهِ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ، وَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ فَلَا تُسَلِّمُوا عَلَيْهِم" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار وعطاء بن مسلم الخفاف، وإن كان فيهما ضعف قد توبعا عند مُسدَّد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (307)، فقد رواه مسدَّد عن إسماعيل ابن عُلية، عن روح بن القاسم، عن أبي الزبير، عن سراقة. وأخرجه مسلم (2648) من طريق أبي الزبير، عن جابر قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم، قال: يا رسول الله ... فذكره. وهو في "مسند أحمد" (14116) ضمن حديث مطول، و"صحيح ابن حبان" (336). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، مسلسل بالمدلسين، محمَّد بن المصفّى وبقية بن الوليد يدلسان تدليس التسوية، وابن جريج وأبو الزبير مدلسان ولم يصرحا بالتحديث. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (328)، والطبراني في "الصغير" (615)، وفي "الأوسط" (4058) و (4452)، والآجري في "الشريعة" ص 190 - 191، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (244) من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود (4691). وهو في "مسند أحمد" (5584) وإسناده ضعيف، وانظر تتمة الكلام على إسناده هناك.

11 - باب في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

11 - باب فِي فَضَائِلِ أَصَحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فضائل أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 93 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلَّتِهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ" (¬1). قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي نَفْسَهُ. 94 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ، مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ" قال: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: هَلْ (¬2) أَنَا وَمَالِي إِلَّا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ (¬3)! ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نَضلة. وأخرجه مسلم (2383) (3 - 7)، والترمذي (3984)، والنسائي في "الكبرى" (8050) و (8051) من طرق عن أبي الأحوص، به. وأخرجه مسلم (2383) (5) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن مسعود، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (3580)، و"صحيح ابن حبان" (6855). (¬2) في النسخ المطبوعة قبل هذا زيادة: يا رسول الله. (¬3) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. =

95 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، لَا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ مَا دَامَا حَيَّيْنِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 6 - 7. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8056) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه بأطول مما هنا الترمذي (3990) من طريق يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (7446)، و "صحيح ابن حبان" (6858). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن عمارة والحارث الأعور، وقد توبعا. سفيان: هو ابن عيينة، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني. وأخرجه الترمذي (3996) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقَّي، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3995) من طريق الوليد بن محمَّد الموقَّري، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب، فذكره. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، والوليد بن محمَّد الموقري يضعَّف في الحديث، ولم يسمع علي بن الحسين من علي بن أبي طالب. وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1683) من طريق عاصم -وهو ابن أبي النجود- عن زر عن علي. وهذا سند حسن. وهو في زيادات عبد الله بن أحمد علي "مسند" أبيه (602) من طريق الحسن ابن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب. وهذا سند حسن أيضًا. وله شاهد من حديث أبي جحيفة، يأتي برقم (100)، وصححه ابن حبان (6904). =

96 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى يَرَاهُمْ مَنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ كَمَا يُرَى الْكَوْكَبُ الطَّالِعُ فِي الْأُفُقِ مِنْ آفَاقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ، وَأَنْعَمَا" (¬1). ¬

_ = وآخر من حديث أنس، عند الترمذي (3664) وحسنه. والمراد بالكهل في هذا الحديث: الحليم العاقل، على ما قرًّره المناوي في "فيض القدير"، والله تعالى أعلم. (¬1) صحيح دون قوله:"وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية بن سعد: وهو العوفي. وأخرجه أبو داود (3987)، والترمذي (3987) من طريق عطية العوفي، به. ولفظه عند أبي داود بغير هذا السياق. وهو في "مسند أحمد" (11213). وأخرجه أحمد أيضًا (11206) من طريق مجالد بن سعيد عن أبي الودَّاك عن أبي سعيد. ومجالد ضعيف. وسياقه فيه اختلاف. وأخرجه البخاري (3256)، ومسلم (2831) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا بلفظ: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف مِن فوقهم كما تراءون الكوكب الدُّرَّيَّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين". وأخرجه البخاري (6556) من طريق النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، بلفظ: "إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي". قوله: "وأَنعَما"، قال السندي: من أنعَمَ: إذا زاد، أي: زاد على تلك المرتبة والمنزلة، أو من أنعم: إذا دخل في النعيم.

97 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاش عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ، فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي"، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ (¬1). 98 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ اكْتَنَفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ، أَوْ قَالَ: يُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ، قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، ¬

_ (¬1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة مولى ربعي ابن حراش -واسمه: هلال-، فقد تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير، وذكره ابن حبان وحده في "الثقات"، وساقه الذهبي في "الميزان" لجهالته. وكيع: هو ابن الجراح، ومؤمل: هو ابن إسماعيل، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (3991) من طريق زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، مرفوعًا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (23245)، وفيه بسطنا القول في الخلاف في إسناده، وذكرنا شواهد الحديث. قوله: "اقتدوا باللذين من بعدي"، قال السندي في "حاشيته على المسند": فيه بيان قوة اجتهادهما وإصابتهما الحق غالبا، وفيه إخبار عن خلافتهما، إذ لا بعديَّة في الوجود إلا أن يقال: يمكن البعدية في البقاء، وعلى الوجهين سواءً حُمِلَ على البعدية في الخلافة أو البقاء ففيه معجزة له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث أخبر عن شى قبل وجوده، فوُجِدَ كما أخبر، والله تعالى أعلم. قلنا: وحمله على البعدية في البقاء أقوى.

وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ قَدْ زَحَمَنِي، وَأَخَذَ بِمَنْكِبِي، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، ثُمَّ قَالَ: مَا خَلَّفْتُ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ، إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ أَكْثَرُ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ" وَ"دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ" وَ"خَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ"، فَكُنْتُ أَظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ (¬1). 99 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَرَجَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: "هَكَذَا نُبْعَثُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي مليكة، اسمه: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله. وأخرجه البخاري (3677) و (3685)، ومسلم (2389)، والنسائي في "الكبرى" (8061) من طريق عمر بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (898). قوله: "اكتنفه الناس" أي: أحاطوا به من جميع جوانبه. "يُثْنون ويصلُّون" أي: يترحمون عليه. "فلم يَرُعني" أي: لم يفزعني، والمعنى: لم أشعر إلا به قد زحمني. (¬2) إسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة. وأخرجه الترمذي (4000) عن عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد، عن سعيد بن مسلمة، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي.

100 - حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ" (¬1). 101 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ" قِيلَ: مِنْ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد القدوس بن بكر بن خنيس روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وباقي رجاله ثقات غير أبي شعيب شيخ ابن ماجه فإنه صدوق حسن الحديث. وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (661)، وابن حبان (6904) من طريق محمَّد بن عقيل بن خويلد، عن خنيس بن بكر بن خنيس (وهو أخو عبد القدوس)، عن مالك بن مِغْوَل، بهذا الإسناد. وخنيس هذا ضعّفه صالح جزرة كما قال الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 432، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، ومحمد بن عقيل الراوي عنه قال الحافظ في "التقريب": صدوق حدَّث من حفظه بأحاديث فأخطأ في بعضها. وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (95). (¬2) إسناده صحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه الترمذي (4228) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وهو في "صحيح ابن حبان" (7107). ويشهد له حديث عمرو بن العاص عند البخاري (3662) و (4358)، ومسلم (2384).

فضل عمر رضي الله عنه

فَضْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 102 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَيُّ أَصْحَابِهِ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ؟ قَالَتْ: أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّهُمْ؟ قَالَتْ: عُمَرُ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّهُمْ؟ قَالَتْ: أَبُو عُبَيْدَةَ (¬1). 103 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ الحَوْشَبِيُّ، عَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ نَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَقَدْ اسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بِإِسْلَامِ عُمَرَ (¬2). 104 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، أخبرنا دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، والجُريري: هو سعيد بن إياس، وقد رواه عنه أيضًا إسماعيل ابن عُلَية، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط. وأخرجه الترمذي (3986)، والنسائي في "الكبرى" (8144) من طريقين عن سعيد الجريري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" ضمن حديث مُطَول برقم (25829) عن إسماعيل ابن عُلية ويزيد بن هارون، كلاهما عن سعيد الجريري به. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن خراش ضعفه الدارقطني وغيره، وقال أبو زرعة: ليس بشئ، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. واتهمه الساجي وابن عمار الموصلي بالكذب. وأخرجه الطبراني (11109)، والحاكم 3/ 84، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1525 من طريق عبد الله بن خراش، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (6883)، وذلك أن ابن حبان حسَّن الرأي في ابن خراش فذكره في "ثقاته" 8/ 340 - 341 وقال: ربما أخطأ.

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُهُ الْحَقُّ عُمَرُ، وَأَوَّلُ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ (¬1). 105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو عُبَيْدٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمَاجِشُونِ، حَدَّثَنِي الزَّنْجِيُّ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَاصَّةً" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، ومتنه منكر، داود بن عطاء قال البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال أحمد: رأيته وليس بشئ، وقال الدارقطني: متروك. ونقل البوصيري في "الزوائد" عن السيوطي أن الحافظ ابن كثير قال في "جامع المسانيد": هذا الحديث منكر جدًا، وما هو أبعد من أن يكون موضوعًا، والآفة فيه من داود بن عطاء. وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (630)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1245) من طريق إسماعيل بن محمَّد الطلحي، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/ 84 من طريق الفضل بن جبير الوراق، عن إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، به. والفضل بن جبير ذكره العقيلي في "الضعفاء" 3/ 444، وقال: لا يتابع على حديثه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الملك بن الماجشون: وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وكذا الزنجي ابن خالد: واسمه مسلم. وأخرجه ابن حبان (6882) من طريق عبد الملك بن الماجشون، عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/ 83، وعنه البيهقي 6/ 370 من طريق يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا الماجشون بن أبي سلمة -وهو عبد العزيز =

106 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ (¬1). 107 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ، قال: أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ ابْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَنِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالَتْ: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا". ¬

_ = ابن عبد الله بن أبي سلمة- عن هشام بن عُروة، عن أبيه به. وصححه الحاكم، وكذا الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 48، وهو كما قالا. وقد روي من حديث ابن عمر بلفظ: "اللهم أعزَ الإسلام بأحبِّ هذين الرجلينِ إليك: بأبي جهل، أو بعمر بن الخطاب"، قال: وكان أحبَّهما إليه عُمَرُ. أخرجه أحمد (5696)، والترمذي (4013)، وابن حبان (6881)، وهو حديث حسن، وانظر تمام الكلام عليه في "المسند". (¬1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن سلمة -وهو المرادي- ضعفه البخاري وأبو حاتم والنسائي والعمل والدارقطني، لكنه متابع. وأخرجه أحمد (833)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1202) بإسناد حسن عن أبي جحيفة، عن علي. وأخرج البخاري (3671)، وأبو داود (4629) من طريق محمَّد ابن الحنفية قال: قلت لأبي -أي: علي بن أبي طالب-: أي الناس خير بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر. وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.

فضل عثمان رضي الله عنه

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ: عَلَيْكَ (¬1)، بِأَبِي وَأُمِّي، يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَغَارُ (¬2). 108 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ، يَقُولُ بِهِ" (¬3). فَضْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 109 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي عُثْمَانُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ فِي الجَنَّةِ، وَرَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ" (¬4). ¬

_ (¬1) في (م) والنسخ المطبوعة: أعليك، بزيادة همزة الاستفهام، والمثبت من (ذ) و (س) بحذفها، وكلاهما جائز. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3242)، ومسلم (2395)، والنسائي في "الكبرى" (8074) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8470)، و"صحيح ابن حبان" (6888). (¬3) حديث صحيح، محمَّد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/ 416، وهو متابع. وأخرجه أبو داود (2962) من طريق زهير بن حرب، عن محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21457). (¬4) إسناده ضعيف جدًا، عثمان بن خالد -وهو أبو عثمان المدني العثماني القرشي- متروك الحديث. =

110 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي عُثْمَانُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَقِيَ عُثْمَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: "يَا عُثْمَانُ، هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثلِ صَدَاقِ رُقَيَّةَ، عَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا" (¬1). 111 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ¬

_ = وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (757) و (843)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1289)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 199، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1822، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 205 من طريق أبي مروان محمَّد ابن عثمان العثماني، بهذا الإسناد. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، أما عبد الرحمن بن أبي الزناد، فقال أحمد: هو مضطرب الحديث، وقال يحيى والرازي: لا يحتج به، وأما عثمان العثماني فقد نسب إلى الوضع. وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله عند الترمذي (4031)، وإسناده لا يصح فيه راو مبهم، وقال الترمذي: هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع. تنبيه: هذا الحديث (109) لم يرد في (م). (¬1) إسناده ضعيف جدًا كسابقه. وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (844)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2982)، والطبراني في "الكبير" 22/ (1063)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1822، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 365 من طريق أبي مروان، بهذا الإسناد. وفي باب تزويج عثمان بن عفان بوحي من السماء عن غيرِ واحدِ من الصحابة، أوردها الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9/ 83، ولا يخلو إسنادُ أحدها من مقال.

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا، فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى". فَوَثَبْتُ، فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْ عُثْمَانَ، ثُمَّ اسْتَقْبَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: "هَذَا" (¬1). 112 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا عُثْمَانُ، إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ (¬2) أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ، فَلَا تَخْلَعْهُ". يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ النُّعْمَانُ: فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا مَنَعَكِ أَنْ تُعْلِمِي النَّاسَ بِهَذَا؟ قَالَتْ: أُنْسِيتُهُ والله (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن محمَّد بن سيرين لم يسمع من كعب بن عجرة، والصواب أن هذا الحديث من مسند كعب بن مرة كما هو مبين في التعليق على الحديث في "مسند أحمد" (18118). وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 41، والطبراني في "الكبير" 19/ (359) و (360) من طريق هشام بن حسان، بهذا الإسناد. الضَّبْع: العَضُد. (¬2) في (م) وحدها: المشركون المنافقون على. (¬3) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف الفرج بن فضالة. وأخرجه الترمذي (4038) من طريق معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان بن بشير، عن عائشة. وقال: هذا حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (24566) بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (6915).

113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ: "وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي بَعْضَ أَصْحَابِي. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَا نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَسَكَتَ. قُلْنَا: أَلَا نَدْعُو لَكَ عُمَرَ؟ فَسَكَتَ. قُلْنَا: أَلَا نَدْعُو لَكَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: "نَعَم"، فَجَاءَ عثمان، فَخَلَا بِهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكَلِّمُهُ وَوَجْهُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ (¬1). قَالَ قَيْسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَأَنَا صَائِرٌ إِلَيْهِ. وَقَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ: وَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ (¬2). قَالَ قَيْسٌ: فَكَانُوا يُرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الخلال في "السنة" (419)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 58 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو بهذا الإسناد في "مسند أحمد" (25797)، و"صحيح ابن حبان" (6918). وأخرجه الحميدي (268)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1176)، وأبو يعلى (4805)، والحاكم 3/ 99، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 391 من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن قيس، عن أبي سهلة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكرت الحديث، فأدخلوا أبا سهلة بين قيس وبين عائشة. وهو بهذا الإسناد في "مسند أحمد" (24253)، وفيه تمام تخريجه. (¬2) صحيح، أبو سهلة مولى عثمان لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم، ووثقه العجلي والحافظ في "التقريب" وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه هو والترمذيُ والحاكم، وما قبله يشهد له. =

فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

فَضْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 114 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ لَا يُحِبُّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُنِي إِلَّا مُنَافِقٌ (¬1). 115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: "أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ " (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (4044) من طريق وكيع ويحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (407)، و"صحيح ابن حبان" (6918). (¬1) رجاله ثقات، وانظر الكلام عليه في "مسند أحمد" (642). وأخرجه مسلم (78)، والترمذي (4069)، والنسائي 8/ 115 - 116 و 117 من طريق سليمان الأعمش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3706)، ومسلم (2404) (31)، والنسائي في "الكبرى" (8086) من طريق محمَّد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4416)، ومسلم (2404)، والترمذي (4058) و (4063)، والنسائي (8082 - 8085) و (8342) و (8343) و (8375 - 8383) و (8387) و (8388) و (8390) و (8391) و (8458) من طرق عن سعد بن أبي وقاص، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم فيه: "إلا أنه لا نبي بعدي". وهو في "مسند أحمد" (1490)، و "صحيح ابن حبان" (6926). =

116 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ، فَنَزَلَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَمَرَ الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَقَالَ: "أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ:" أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: "فَهَذَا وَلِيُّ مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، اللَّهُمَّ عَادِ مَنْ عَادَاهُ" (¬1). 117 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: ¬

_ = وسيأتي عند المصنف من طريق عبد الرحمن بن سابط عن سعد برقم (121). وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 24 - 25 بسند قوي فيما قاله الحافظ في "الفتح" 7/ 74 من حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم، قالا: لما كان عند غزوة جيش العُسرة وهي تبوك، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي بن أبي طالب: "إنه لا بُد من أن أقيم أو تقيم" فخلَّفه، فلما فصل رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غازيا، قال ناس: ما خلَّف عليا إلا لشيء كرهه منه، فبلغ ذلك عليا، فاتبع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى انتهى إليه، فقال له: "ما جاء بك يا علي" قال: يا رسول الله إلا أني سمعت ناسًا يزعمون أنك إنما خلفتني لشيء كرهته مني، فتضاحك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال: "يا علي، أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال: "فإنه كذلك". وانظر "منهاج السنة" 5/ 23 بتحقيق الدكتور محمَّد رشاد سالم. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (8473) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب. وهو في "مسند أحمد" (18479)، وانظر شواهده فيه.

كَانَ أَبُو لَيْلَى يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ، فَكَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، فَقُلْنَا: لَوْ سَأَلْتَهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ". قَالَ: فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلَا بَرْدًا بَعْدَ يَوْمِئِذٍ، وَقَالَ: "لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ" فَتَشَوفَ (¬1) لَهُ النَّاسُ، فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ (¬2). 118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: فتشرَّف، بالراء. (¬2) صحيح لغيره دون قصة دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي بذهاب الحر والبرد عنه، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- وهو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى-، قال عنه شعبة: ما رأيت أحدًا أسوأ حفظًا من ابن أبي ليلى، ووَصَفَه غير واحد بسوء الحفظ. الحكم: هو ابن عُتيبة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8345) من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وقرن بالحكم المنهالَ بن عمرو. وأخرجه النسائي أيضًا (8483) من طريق أيوب بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وأيوب بن إبراهيم، قال الذهبي: مجهول، ولم يرو عنه غير هاشم بن مخلد، ولم يوثقه غير ابن حبان. وهو في "مسند أحمد" (778). ويشهد لقوله: "لأبعثن رجلًا يحب الله ورسوله ... " إلخ حديثُ سعد بن أبي وقاص الآتي برقم (121)، وهو في "الصحيحين"، وانظر تتمة شواهده في "المسند".

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا" (¬1). 119 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا عَلِيٌّ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده تالف، المعلى بن عبد الرحمن متهم بالوضع، قال ابن المديني: ضعيف الحديث كان يضع الحديث رميت بحديثه، وضعفه جدًا، وقال الدارقطني: ضعيف كذاب، وقال معلى: متروك. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب. وأخرجه الحاكم 3/ 168 من طريق محمَّد بن موسى، بهذا الإسناد. قلنا: لكن الحديث دون قوله: "وأبوهما خيرٌ منهما" صحيح من حديث غير واحد من الصحابة، وقد ذكرناها عند حديث أبي سعيد الخدري في "المسند" (10999). وأما زيادة "وأبوهما خير منهما" فقد رُويت من حديث حذيفة، ومن حديث معاوية بن قرة عند الطبراني (2608) و (2617)، ومن حديث علي بن أبي طالب عند الخطيب في "تاريخه" 1/ 140، وأسانيدها كلها ضعيفة. (¬2) إسناده ضعيف شريك -وهو ابن عبد الله- سيئ الحفظ، وأبو إسحاق موصوف بالتدليس، وقد تغير بأخرة. والحديث أخرجه الترمذي (4053)، والنسائي في "الكبرى" (8400) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (8091) و (8405) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (17505) و (17506). =

120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أخبرنا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، وَأَخُو رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ، صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ بسَبْعِ (¬1) سِنِينَ (¬2). ¬

_ = وقد انتقد شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/ 63 هذا الحرف "لا يؤدي عني إلا علي" وعدَّه من الكذب، وقال: وعامة من بلغ عنه غيرُ أهل بيته، فقد بعث أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام، ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذًا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة، فأين قول من زعم أنه لا مبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته. (¬1) في النسخ المطبوعة: لسَبع، باللام. (¬2) إسناده ضعيف، عباد بن عبد الله -وهو الأسدي الكوفي- قال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وذكر له حديث علي هذا، وقال: الرواية في هذا فيها لين. وقال علي ابن المديني: ضعيف، وقد ضرب الإمام أحمد على حديث علي: "أنا الصديق الأكبر" وقال: هو منكر. وأخرجه ابن أبي شيبة 368/ 6، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1324)، وفي "الآحاد والمثاني" (178) عن عبد الله بن نمير، والنسائي في "الكبرى" (8340) عن أحمد بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/ 111 - 112 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي. وقال: صحيح على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال، وهو ليس على شرط واحد منهما، بل ولا هو بصحيح، بل حديث باطل فتدبره، وعباد قال ابن المديني: ضعيف. =

121 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ سَابِطٍ -وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ- عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ فِي بَعْضِ حَجَّاتِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا، فَنَالَ مِنْهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، وَقَالَ: تَقُولُ هَذَا لِرَجُلٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ" وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي"، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ "؟ (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (186) من طريق نوح بن قيس، عن رجل قد سماه -ذهب عن أبي موسى اسمه-، عن معاذة بنت عبد الله العدوية قالت: سمعت عليًا يخطب على المنبر وهو يقول: أنا الصديق الأكبر، آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم. وهذا سند ضعيف لجهالة الراوي عن معاذة العدوية. (¬1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8343) من طريق عبد السلام بن حرب، عن موسى بن مسلم الصغير، بهذا الإسناد. وأخرجه بأطول مما هنا دون قوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه": مسلم (2404) (32)، والترمذي (4058) من طريق قتيبة بن سعيد، عن حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه. وقوله: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" سلف برقم (115) وهو في "الصحيحين". وقوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه" أورده السيوطي في "الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة" برقم (100). وانظر ما سلف برقم (116).

فضل الزبير رضي الله عنه

فَضْلِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 122 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ قُرَيْظَةَ: "مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. فَقَالَ: "مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " فقَال الزُّبَيْرُ: أَنَا (¬1)، ثَلَاثًا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ" (¬2). 123 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ (¬3). ¬

_ (¬1) قوله: "فقال الزبير: أنا" في هذا الموضع سقط من (ذ). (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه البخاري (2846)، ومسلم (2415)، والترمذي (4078)، والنسائي في "الكبرى" (8154) من طريق محمَّد بن المنكدر، والنسائي (8792) من طريق وهب بن كيسان، كلاهما عن جابر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (14297)، و"صحيح ابن حبان" (6985). قوله: "حواريٌ"، قال السندي: بتشديد الياء، لفظه مفرد بمعنى: الخالص والناصر، والياء فيه للنسبة، وأصل معناه: البياض، فهو منصرف منون. وقوله: "وإن حواري"، أصله بالإضافة إلى ياء المتكلم، لكن حذفت الياء اكتفاءً بالكسرة، وقد تبدل فتحةَ للتخفيف، ويروى بالكسرة والفتحة. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9957) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. =

فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

124 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَهَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَتْ لي عَائِشُةُ: يَا عُرْوَةُ كَانَ أَبَوَاكَ مِنْ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ: أَبُو بَكْرٍ، وَالزُّبَيْرُ (¬1). فَضْلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 125 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ طَلْحَةَ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: شَهِيدٌ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ" (¬2). ¬

_ =وهو في "مسند أحمد" (1408). وقوله في الحديث: "يوم أحد" خطأ، ولعله من أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير، فقد رواه غيرُ واحد عن هشام بن عروة وذكروا فيه أن ذلك كان يوم الخندق. أخرجه كذلك البخاري (3720)، ومسلم (2416)، والترمذي (4076)، والنسائي في "الكبرى" (8156) من طرق عن هشام بن عروة، به. وهو في "المسند" (1409)، و "صحيح ابن حبان" (6984) وأكثر الرواياتِ ذكرت فيه قصة. قوله: "جمع لي" أي: جمعهما في التفدية، فقال: فِداكَ أبي وأُمي، كما وقع في بعض مصادر الحديث. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4077)، ومسلم (2418) من طريق هشام بن عروة. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، الصلت -وهو ابن دينار- الأزدي متروك. وأخرجه الترمذي (4072) من طريق صالح بن موسى، عن الصلت بن دينار، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت بن دينار، =

126 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى طَلْحَةَ، فَقَالَ: "هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ" (¬1). ¬

_ = وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وضعفه، وتكلموا في صالح بن موسى. وانظر ما بعده. وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1403)، والطبراني (215)، والضياء المقدسي في "المختارة" (850) وحسن إسناده. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/ 149 وعزاه للطبراني وقال: فيه سليمان بن أيوب الطلحي وقد وُثق وضعفه جماعة، وفيه جماعة لم أعرفهم. وقد روي حديث طلحة بلفظ حديث معاوية التالي: "هذا ممن قضى نحبه"، أخرجه الترمذي (3481) و (4075) وإسناده حسن. وعن عائشة عند ابن سعد 3/ 218، والحاكم 2/ 415 - 416 و 3/ 376، وأبي يعلى (4898) والطبراني في "الأوسط" (9378). وفي إسناده صالح بن موسى وهو متروك. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، إسحاق بن يحيى بن طلحة متروك. وأخرجه الترمذي (3408) و (4073) من طريق إسحاق بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث معاوية إلا من هذا الوجه. ويغني عنه حديث طلحة بن عبيد الله، انظر تخريج الحديث السالف. وانظر ما بعده. قوله: "ممن قضى نحبه"، قال السندي: أي: وفي بنذره وعزمه على أن يموت في سبيل الله تعالى، أو يحارب أعداء الله تعالى أشد المحاربة، فقد مات أو حارب كما ترى، قيل: وكان في الصحابة ممن عزموا على ذلك، فطلحة ممن وفي بذلك.

فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

127 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا إِسْحَاقُ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ" (¬1). 128 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ، وَقَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُد (¬2). فَضْلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: "ارمِ سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا كسابقه. (¬2) إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيل: هو ابن أبي حازم. وأخرجه البخاري (3724) و (4063) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1385)، و"صحيح ابن حبان" (6981). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2905)، ومسلم (2411)، والنسائي في "الكبرى" (9947 - 9949) من طريق سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3040) و (3041) و (4086)، والنسائي (9950) من طريق سعيد بن المسيب، عن علي بن أبي طالب. وهو في "مسند أحمد" (709)، و"صحيح ابن حبان" (6988). =

130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُدٍ أَبَوَيْهِ، فَقَالَ: "ارمِ سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي" (¬1). 131 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَخَالِي يَعْلَى وَوَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (¬2). ¬

_ = قلنا: وقد جمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبويه للزبير بن العوام كما سلف برقم (123). قال الحافظ في "الفتح" 7/ 84: ويُجمَع بينهما بأن عليا رضي الله عنه لم يَطلع على ذلك، أو مراده بذلك بقَيْدِ يوم أحد. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار وإسماعيل بن عياش متابعان. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه البخاري (3725)، ومسلم (2412)، والترمذي (3042) و (4087)، والنسائي في "الكبرى" (8158) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2412)، والنسائي (9955) من طريق عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص. وهو في "مسند أحمد" (1495). (¬2) إسناده صحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه البخاري (3728)، ومسلم (2966)، والترمذي (2522) و (2523)، والنسائي في "الكبرى" (8161) من طريق قيس بن أبي حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (1566)، و"صحيح ابن حبان" (6989).

فضائل العشرة رضي الله عنهم

132 - حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ (¬1). فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ 133 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ، عَنْ جَدِّهِ رِيَاحِ (¬2) بْنِ الْحَارِثِ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَاشِرَ عَشَرَةٍ، فَقَالَ: "أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ". فَقِيلَ لَهُ: مَنْ التَّاسِعُ؟ قَالَ: أَنَا (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مسروق بن المرزبان، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (3727) عن إبراهيم بن موسى، عن ابن أبي زائدة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري أيضًا (3726) عن مكي بن إبراهيم و (3858) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن هاشم، به. ورواية مكي مختصرة: "لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام". (¬2) في (س): رَباح، براء مفتوحة وباء موحدة، وهو تصحيف. (¬3) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (4650)، والنسائي في "الكبرى" (8137) من طريقين عن صدقة بن الحارث، بهذا الإسناد. =

فضل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اثْبُتْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ". وَعَدَّهُمْ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَابْنُ عَوْفٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ (¬1). فَضْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 135 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ (ح) ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4649)، والنسائي في "الكبرى" (8147) من طريق عبد الرحمن ابن الأخنس، والنسائي (8139) من طريق حميد بن عبد الرحمن، كلاهما عن سعيد بن زيد، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (1629). وانظر ما بعده. (¬1) حديث صحيح، عبد الله بن ظالم متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (4648)، والترمذي (4090)، والنسائي في "الكبرى" (8134) من طريق هلال بن يساف، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه الترمذي (4091)، والنسائي (8100) من طريق عبد الرحمن بن الأخنس، عن سعيد بن زيد. وهو في "مسند أحمد" (1630) و (1638)، و"صحيح ابن حبان" (6996). وانظر ما قبله. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2417)، وهو في "المسند" (9430)، وانظر تتمة شواهده هناك.

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَهْلِ نَجْرَانَ: "سَأَبْعَثُ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ". قَالَ: فَتَشَرَّفَ لَها (¬1) النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ (¬2). 136 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ: "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: له. والمثبت من أصولنا الخطية، قال السندي: فتشرف، أي: انتظر، أي: للبعث وفي نسخة: لها، أي: لهذه الكلمة. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السبيعي. وأخرجه البخاري (3745)، ومسلم (2420)، والنسائي في "الكبرى" (8198) من طريق شبة، والبخاري (4380) من طريق إسرائيل، ومسلم (2420)، والترمذي (4129)، والنسائي (8141) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23272)، و"صحيح ابن حبان" (6999). قوله: "حق أمين"، قال السندي: أي: بلغ في الأمانة الغايةَ القصوى، قيل: الأمانة كانت مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة، لكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خصَّ بعضهم بصفات غلبت عليهم وكان بها أخصَّ، وقيل: خصه بالأمانة لكمال هذه الصفة فيه. (¬3) إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. =

فضل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

فَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 137 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفًا أَحَدًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لَاسْتَخْلَفْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ" (¬1). 138 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ ¬

_ وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8140) من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3930)، وانظر شواهده فيه. (¬1) إسناده ضعيف لضعف الحارث: وهو الأعور. سفيان: هو الثوري. وأخرجه أحمد في "المسند" (739)، والترمذي (4143) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (566) وغيره من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ورواه منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق فاختُلف عليه: فرواه عنه زهير ابن معاوية عند أحمد (846) و (852)، والترمذي (4142) عن الحارث عن علي. ورواه عنه القاسم بن معن عند النسائي في "الكبرى" (8210) عن عاصم بن ضمرة عن علي. وهذه رواية شاذة، والحارث عن علي أصح، وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحارث عن علي. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ 65 أنه روي أيضًا -فيما قيل- عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي، ورواه مالك بن مغول عن أبي إسحاق مرسلًا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: فهو على هذا مضطرب أيضًا.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ" (¬1). 139 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْمَعَ (¬2) سِوَادِي حَتَّى أَنْهَاكَ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- صدوق حسن الحديث. زر: هو ابن حبيش. وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1554)، والبزار (2681)، وأبو يعلى (17) و (5059)، والطبراني في "الكبير" (8423) من طريقين عن ابن مسعود، به. وهو في "مسند أحمد" (35)، و"صحيح ابن حبان" (7066). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8198) و (8200) من طريق قيس بن مروان، و (8199) من طريق علقمة بن مسعود، كلاهما عن عمر بن الخطاب وحده. وهو في "المسند" (175) ضمن حديث مطول. قوله: "غضًا" بالغين المعجمة، قال السندي: قيل: الغض: الطريُ الذي لم يتغير، أراد طريقه في القراءة وهيئاته فيها. (¬2) في النسخ المطبوعة: تسمع. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2169)، والنسائي في "الكبرى" (8204) من طريق الحسن ابن عبيد الله، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3833). قوله: "سِوادي" بكسر السين: السِّرَار، يُقال: ساودتُ الرجل مساودةً: إذا ساررتَه.

فضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

فَضْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ 140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنَّا نَلْقَى النَّفَرَ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ، فَيَقْطَعُونَ حَدِيثَهُمْ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَحَدَّثُونَ، فَإِذَا رَأَوْا الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي قَطَعُوا حَدِيثَهُمْ، وَاللَّهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّهُمْ لِلَّهِ وَلِقَرَابَتِهِمْ مِنِّي" (¬1). 141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (¬2)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، أبو سبرة الخعي لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن معين: لا أعرفه، ومحمد بن كعب لم يدرك العباس بن عبد المطلب. وأخرجه البزار (1321)، والحاكم 4/ 75 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أحمد في "المسند" (1773) و (17515)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/ 639 من طريق يزيد بن أبي زياد الهاشمي مولاهم، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب بن ربيعة، قال: دخل العباس على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وهذا سند ضعيف، يزيد بن أبي زياد الجمهور على تضعيفه، وقال الدارقطني: ضعيف يخطئ كثيرًا ويُلقَن إذا لُقِّن. وهو من طريق يزيد بن أبي زياد هذا بلفظ قريب منه عند الترمذي (4092)، والنسائي في "الكبرى" (8120). (¬2) في (س): عمر، دون واو، وهو خطأ.

فضائل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهم

اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، فَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬1) تُجَاهَيْنِ، وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ" (¬2). فَضائلِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ابْنيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم 142 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ لِلْحَسَنِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ"، قَالَ: وَضَمَّهُ إِلَى صَدْرِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في (ذ)، وفي (س): ومنزل إبراهيم يوم القيامة، وفي (م): ومنزل إبراهيم في الجنة. (¬2) إسناده ضجف جدًا، عبد الوهاب بن الضحاك متروك، وقد اتهم. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 78، والخطيب في "التاريخ" 5/ 227، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 32 من طريق عبد الوهَّاب، بهذا الإسناد. قال العقيلي: لا يتابعه -يعني عبد الوهاب- إلا من هو دونه أو مثله، وليس للحديث أصل عن ثقة. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/ 177، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 32 عن محمَّد بن عبدة بن حرب، عن أحمد بن معاوية الباهلي، عن ابن عياش، به. قال ابن عدي: أحمد بن معاوية يحدث عن الثقات بالبواطيل، يسرق الحديث، وهذا الحديث يُعرف بعبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل بن عياش، وأحمد بن معاوية هذا سرقه من عبد الوهاب، على أن عبد الوهاب كان يتهم فيه. قلنا: وقد صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قوله: "إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا" من حديث جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم (532). (¬3) إسناده صحيح.

143 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ أَبِي الْجَحَّافِ -وَكَانَ مَرْضِيًّا- عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَد أَبْغَضَنِي" (¬1). 144 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ أَنَّ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ حَدَّثَهُمْ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ، فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ فِي السِّكَّةِ. قَالَ: فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَامَ القَوْمِ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَفِرُّ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وَيُضَاحِكُهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أَخَذَهُ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقنِهِ، وَالْأُخْرَى فِي فَأْسِ رَأْسِهِ، فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: "حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2122)، ومسلم (2421)، والنسائي في "الكبرى" (8108) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7398)، و"صحيح ابن حبان" (6963). (¬1) إسناده حسن. سفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8112) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7876). (¬2) حديث حسن إن شاء الله، سعيد بن أبي راشد -ويقال: سعيد بن راشد- لم يرو عنه غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، وذكره ابن حبان في "ثقاته"، وحسَّن له الترمذي حديثه وصححه له ابن حبان والحاكم. =

145 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: "أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ، حَرْبٌ (¬1) لِمَنْ حَارَبْتُمْ" (¬2). ¬

_ =أخرجه الترمذي برقم (4109) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وهو في "مسند أحمد" (17561)، و"صحيح ابن حبان" (6971). وروي هذا الحديث عن أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية ابن صالح، عن راشد بن سعد، عن يعلى. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 414 - 415، وفي "الأدب المفرد" (364)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/ 308 - 309، والطبراني في "الكبير" (2586) و 22/ (701). وراشد بن سعد هذا ثقة، لكن عبد الله بن صالح سيئ الحفظ، ومع ذلك فقد قدّم البخاري في "التاريخ" روايته هذه على رواية ابن خثيم واعتبرها أصحَّ. والله تعالى أعلم. وقوله: "فاس رأسه"، قال السندي: هو طرف مؤخَّرِه المنتشر على القفا. وقوله: "سِبط من الأسباط"، قيل: يُطلق السبط على القبيلة وهو المراد ها هنا، والمقصود الإخبار ببقائه وكثرة أولاده. تنبيه: وقع في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي بعد هذا الحديث: "حدثنا علي بن محمَّد، ثنا وكيع، عن سفيان مثله"، وهذا السند مقحم هنا وليس في (س) و (م)، وكذا لم يذكره المزي في "التحفة" (11850). (¬1) في النسخ المطبوعة: وحربٌ. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة حال صُبيح مولى أم سلمة، وأسباط بن نصر كثير الخطأ ويُغرِب. وأخرجه الترمذي (4208) من طريق علي بن قادم، عن أسباط بن نصر، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف. وهو في "صحيح ابن حبان" (6977). وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد في "المسند" (9698). وإسناده ضعيف جدًا.

فضل عمار بن ياسر

فَضْلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ 146 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَاسْتَأْذَنَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ" (¬1). 147 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَن الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئ، قَالَ: دَخَلَ عَمَّارٌ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، هانئ بن هانئ روى له أصحاب السُّنن، وقال النسائي: ليس به بأس، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات". سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (4131) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (779)، و"صحيح ابن حبان" (7075). (¬2) صحح لغيره، وهذا إسناد حسن كالذي قبله. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان" (93)، وفي "المصنف" 12/ 121، وابن حبان (7076)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 139 من طريق عثام، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود عند النسائي 8/ 111، والحاكم 3/ 392، وإسناده صحيح. قوله: "إلى مشاشه"، قال السندي: بضم ميم وتخفيف: هي رؤوس العظام، كالمرفقين والكتفين والركبتين، وعلى هذا فيمكن أن يقال: إنه طيب بأصل الخلقة، والله تعالى أراد فيه ذلك بحيث ملأه منه.

فضل سلمان وأبي ذر والمقداد

148 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا جَمِيعًا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ حَبيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَمَّارٌ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا" (¬1). فَضْلِ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ وَالْمِقْدَادِ 149 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الإِيَادِيِّ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: عَلِيٌّ مِنْهُمْ، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثًا، وَأَبُو ذَرٍّ، وَسَلْمَانُ، وَالْمِقْدَادُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، عبد العزيز بن سياه صدوق وقد توبع. وأخرجه الترمذي (4132)، والنسائي في "الكبرى" (8218) من طريق عبيد الله ابن موسى، عن عبد العزيز بن سياه، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (24820) من طريق عبد الله بن حبيب، عن حبيب بن أبي ثابت. (¬2) إسناده ضعيف، أبو ربيعة الإيادي ضعيف، وشريك -وهو النخعي- سيئ الحفظ. ابن بريدة: هو عبد الله. وأخرجه الترمذي (4052) عن إسماعيل بن موسى الفزاري، عن شريك، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب! وهو في "مسند أحمد" (22968).

[فضائل بلال]

[فضائل بلال] 150 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمْ الْمُشْرِكُونَ، وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَّا بِلالًا، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَخَذُوهُ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ (¬1). 151 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 149 و 14/ 313، وأحمد (3832)، والشاشي في "مسنده" (641)، وابن حبان (7083)، والحاكم 3/ 284، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 149 و 172، والبيهقي في "الدلائل" 2/ 281 - 282 من طريق زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وانظر تفصيل الكلام عليه في "المسند".

[فضائل خباب]

عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا مَا وَارَى إِبِطُ بِلَالٍ" (¬1). 152 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ شَاعِرًا مَدَحَ بِلَالَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ خَيْرُ بِلَالٍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، لَا، بَلْ: بِلَالُ رَسُولِ اللَّهِ خَيْرُ بِلَالٍ (¬2). [فَضَائِلِ خَبَّاب] 153 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ، قَالَ: جَاءَ خَبَّابٌ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: ادْنُ، فَمَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الْمَجْلِسِ مِنْكَ إِلَّا عَمَّارٌ. فَجَعَلَ خَبَّابٌ يُرِيهِ آثَارًا بِظَهْرِهِ مِمَّا عَذَّبَهُ الْمُشْرِكُونَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (2640) من طريق روح بن أسلم، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (12212)، و"صحيح ابن حبان" (6560). قوله: "أتت علىَّ ثالثة" أي: ليلة ثالثة. وقوله: "ذو كبدِ" أي: يأكله حيٌّ. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عمر بن حمزة: وهو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" لأبيه (5638) عن إبراهيم ابن سعيد، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وبلال بن عبد الله الممدوح: أبوه هو عبد الله بن عمر بن الخطاب. (¬3) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. =

[فضائل زيد بن ثابت]

[فَضَائِلِ زيد بن ثابت] 154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (¬1)، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"، 3/ 165، وابن أبي شيبة 12/ 118 و 14/ 313، وأحمد في "فضائل الصحابة" (1596)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 359 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. (¬1) قوله: "وأقضاهم علي بن أبي طالب" ليس في (ذ) و (م)، ولم نتبينه في نسخة (س) بسبب سوء التصوير في هذا الموضع. وهو في المطبوع وفي النسخة التي شرح عليها السندي، والله تعالى أعلم. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (4125) عن محمَّد بن بشار، والنسائي في "الكبرى" (8229) عن محمَّد بن يحيى بن أيوب، كلاهما عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، بهذا الإسناد. ولم يذكر محمَّد بن يحيى فيه عثمان ولا عليا ولا أُبيا، ومحمد بن بشار لم يذكر فيه عليًّا. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه النسائي (8185) من طريق وهيب، عن خالد الحذاء، به. ولم يذكر عليّا. وأخرجه الترمذي (4124) من طريق معمر، عن قتادة، عن أنس. ولم يذكر عليَّا أيضًا. والحديث في "مسند أحمد"، (12904)، و"صحيح ابن حبان" (7131). ولقوله: "أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" انظر ما سلف برقم (135) و (136).

[فضل أبي ذر]

155 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، مِثْلَهُ (¬1). [فَضْلِ أَبِي ذَرٍّ] 156 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرّ" (¬2). فَضْلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ 157 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَرَقَةٌ مِن حَرِيرٍ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَدَاوَلُونَهَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ " فَقَالُوا لَهُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فقَالَ: "وَالَّذِي ¬

_ (¬1) هكذا في (ذ) و (س)، وساق الحديث بتمامه في (م) -وهي نسخة ابن قدامة المقدسي- إلا أنه يقول في حق زيد: "وأعلمهم بالفرائض". (¬2) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لضعف عثمان بن عمير. وأخرجه الترمذي (4135) عن محمود بن غيلان، عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6519)، وانظر شواهده فيه. وأخرجه ابنُ حبان (7132) من حديث أبي ذر، وقال بإثره: يُشبه أن يكون هذا خطابًا خرج على حسبِ الحالِ في شيء بعينه، إذ محالٌ أن يكونَ هذا الخطابُ على عمومه وتحتَ الخضراء المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والصديقُ والفاروقُ رضي الله عنهما.

فضل جرير بن عبد الله البجلي

نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا" (¬1). 158 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ" (¬2). فَضْلِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ 159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلاّم بن سُليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي. وأخرجه البخاري (3249)، ومسلم (2468)، والترمذي (4182)، والنسائي في "الكبرى" (8164) من طريق أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18544)، و"صحيح ابن حبان" (7035). قوله: "سَرَقة من حرير"، أي: قطعة من جيد الحرير، وجمعها: سَرَقٌ. (¬2) إسناده صحح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه البخاري (3803)، ومسلم (2466) (124) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2466) (123)، والترمذي (4183) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14153)، و"صحيح ابن حبان" (7029). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 124: المراد باهتزاز العرش استبشاره وسروره بقدوم روحه، يقال لكل من فرح بقدوم قادم عليه: اهتزَّ له، ومنه: اهتزت الأرض بالنبات: إذا اخضرَّت وحَسُنت.

[فضل أهل بدر]

عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي، وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، وقَالَ: "اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْديًّا" (¬1). [فَضْلِ أَهْلِ بَدْرٍ] (¬2) 160 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بنِ خَدِيجٍ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ أَوْ مَلَكٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فِيكُمْ؟ قَالُوا: خِيَارَنَا. قَالَ: كَذَلِكَ هُمْ عِنْدَنَا، خِيَارُ الْمَلَائِكَةِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3035) و (3036)، ومسلم (2475) (135) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا دون قصة التثبيت والدعاء له: البخاري (3822)، ومسلم (2475) (134)، والترمذي (4155) و (4156) من طريق قيس بن أبي حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (19173)، و"صحيح ابن حبان" (7200). وأخرج قصة التثبيت ضمن قصة هدم ذي الخَلَصة البخاري (3020)، ومسلم (2476)، والنسائي في "الكبرى" (8245) من طريق قيس بن أبي حازم، عن جرير. وهو في "المسند" (19204)، و"صحيح ابن حبان" (7201). قوله: "ما حجبني" قال السندي: أي: ما منعني الدخول عليه حين أردت ذلك. (¬2) هذا العنوان هنا من النسخ المطبوعة، وفي (ذ) و (س) مكانه: فضل الأنصار. ولم يرد هنا عنوان في (م). (¬3) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وسفيان: هو الثوري، ويحيى بن سعيد: هو التيمي أبو حيان. =

فضائل الصحابة

فضائل الصحابة (¬1) 161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ؛ جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري من طريق معاذ بن رفاعة الزرقي، عن أبيه -وكان أبوه من أهل بدر- قال جاء جبريل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: ... وأخرجه البخاري (3993) من طريق معاذ بن رفاعة بن رافع، وكان رفاعة من أهل بدر، وكان رافع من أهل العقبة، فكان يقول لابنه: ما يسرني أني شهدت بدرًا بالعقبة، قال: سأل جبريلُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بهذا. وأخرجه (3994) من طريق معاذ بن رفاعة: أن ملكًا سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وهو في "مسند أحمد" (15820)، و"صحيح ابن حبان" (7224)، وفيهما تمام تخريجه. (¬1) هذا العنوان من نسخة على هامش (ذ). (¬2) إسناده صحيح. وذِكرُ أبي هريرة فيه وهمٌ، والصواب أنه عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري، ذكر ذلك الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" (4001)، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 35 - 36 بتفصيل، قال الحافظ ابن حجر: قد وجدته في نسخة قديمة جدًا من ابن ماجه قرئت في سنة بضع وسبعين وثلاث مئة وهي في غاية الإتقان وفيها: عن أبي سعيد. والحديث عند مسلم (2540) من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. فَعَده المزي في "التحفة" وهمًا وقع من مسلم في حال كتابته لا في حفظه. =

فضائل الأنصار

162 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً، خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ (¬1). فَضائلِ الْأَنْصَار (¬2) 163 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ أَبْغَضَهُ اللَّه". قَالَ شُعْبَةُ: قلت لِعَدِيٍّ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؟ قَالَ: إِيَّايَ حَدَّثَ (¬3). ¬

_ = وأما من حديث أبي سعيد على الجادَّة، فهو عند البخاري (3673)، ومسلم (2541)، وأبو داود (4658)، والترمذي (4198) و (4199)، والنسائي في "الكبرى" (8250) من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه. وهو من حديث أبي سعيد في "مسند أحمد" (11079)، و"صحيح ابن حبان" (7255). (¬1) إسناده قوي. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 178، وأحمد في "فضائل الصحابة" (15) و (20) و (1729) و (1736)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1006)، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 323 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. (¬2) هذا العنوان من نسخة على هامش (ذ). (¬3) إسناده صحيح. =

164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْأَنْصَارُ شِعَارٌ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ، وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ اسْتَقْبَلُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، وَاسْتَقْبَلَتْ الْأَنْصَارُ وَادِيًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (3783)، ومسلم (75)، والترمذي (4239)، والنسائي في "الكبرى" (8276) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18500)، و"صحيح ابن حبان" (7272). (¬1) متن الحديث صحيح من غير هذا الوجه، وهذا إسناد ضعيف جدًا، عبد المهيمن بن عباس متفق على ضعفه، وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: لما فَحُشَ الوهم في روايته، بطل الاحتجاج به. والحديث في "الصحيحين" البخاري (4330) و (7245)، ومسلم (1061) من حديث عبد الله بن زيد، وهو في "مسند أحمد" (16475). وهو عند البخاري أيضًا من حديث أبي هريرة (3779) دون قوله: "الأنصار شعار والناسُ دثار"، وهو في "المسند" (8169)، وذكرنا هناك أحاديثَ الباب. قوله: "شعار"، قال السندي: بكسر الشين: هو الثوب الذي يلي الجسد. والدثار: بكسر الدال: ثوب يكون فوق ذلك، أي: الأنصار هم الخواص، والناس عوام، يريد أن الأنصار لكثرة إخلاصهم وإحسانهم يستحقون أن يتخذهم أخلاء وخواص له، أو هم لذلك خواص، بخلاف الناس الآخرين، فإن غالبهم لا يسلمون لذلك، بل هم من العوام. وقوله: "أو شعبًا" قال: بكسر الشين: الطريق في الجبل، أو انفراج بين الجبلين. وقوله: "ولولا الهجرة" أي: لولا شرفها وجلالة قدرها عند الله. "لكنت امرأ من الأنصار" أي: لعددت نفسي واحدًا منهم، لكمال فضلهم وشرفهم بعد فضل الهجرة وشرفها. والمقصود: الإخبار بما لهم من المزية بعد =

[فضل ابن عباس]

165 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَحِمَ اللَّهُ الْأَنْصَارَ، وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ" (¬1). [فَضْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ] 166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِ، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ" (¬2). ¬

_ = مزية الهجرة، وأنها مزية يرضى بها مثلُه، وإلا فالانتقال لا يتصور، سيما الانتساب بالنسب، فإنه حرام دينًا أيضًا. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف خالد بن مخلد وشيخِه كثير بن عبد الله. والحديث في "الصحيحين" البخاري (4906)، ومسلم (2506) من حديث زيد بن أرقم، وهو في "مسند أحمد" (19292). وهو في "المسند" أيضًا من حديث أنس (12414). وذكرنا عنده أحاديث الباب. (¬2) إسناده صحيح. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وعكرمة: هو مولى ابن عباس. وأخرجه البخاري (3756)، والترمذي (4159)، والنسائي في "الكبرى" (8121) من طريق عكرمة عن ابن عباس، مرفوعًا. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (143)، ومسلم (2477)، والنسائي في "الكبرى" (8121) من طريق عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل الخلاء، فوضعتُ له وَضوءًا، قال: "من وضع هذا؟ " فأخبر، فقال: "اللهم فقهه في الدين". =

12 - باب في ذكر الخوارج

12 - بَابٌ فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ 167 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: وَذَكَرَ الْخَوَارِجَ، فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، أَوْ مَوْدنُ الْيَدِ، أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ، عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬1). ¬

_ = وأخرج الترمذي (4158)، والنسائي (8122) من طريق عطاء، عن ابن عباس، قال: دعا لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يؤتينى الحكمة مرتين. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث عطاء. وأخرج الترمذي (4157) من طريق أبي جهضم، عن ابن عباس: أنه رأى جبريل عليه السلام مرتين، ودعا له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرتين. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، وأبو جهضم لم يدرك ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (1840)، و"صحيح ابن حبان" (7054) و (7055). قوله: "علمه الحكمة " قيل: المراد بالحكمة: معرفة حقائق الأشياء والعمل بما ينبغي، وهو المذكور في كتاب الله تعالى، وقيل: الظاهر أن يراد بها السنة لأنها قرنت بالكتاب، قال تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة: 129]. (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعَبيدة: هو السَّلْماني. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 15/ 303 - 304. وأخرجه مسلم (1066) (155)، وأبو داود (4763)، والنسائي في "الكبرى" (8519) و (8520) من طريق محمَّد بن سيرين، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (626)، و"صحيح ابن حبان" (6938). =

168 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ النَّاسِ، يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَمَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ" (¬1). 169 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ¬

_ = قوله: "مخدج اليد"، قال السندي: بخاء معجمة ثم دال مهملة ثم جيم: اسم مفعول من أخدج، أي: ناقص اليد، أي: قصيرها. وكذا "مودن اليد" بالدال المهملة لفظا ومعنى. و"مثدون" كمفعول، بثاء مثلثة ودال مهملة، أي: صغير اليد مجتمعها، والمثدون: الناقص الخَلْق. وقوله: "ولولا أن تبطروا" كتفرحوا لفظا ومعنى، والمراد: لولا خشيةُ أن تفرحوا فرحًا يؤدي إلى ترك الأعمال وكثرة الطغيان. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. عاصم: هو ابن أبي النجود، وزر: هو ابن حُبيش. وأخرجه الترمذي (2333) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (3831)، وفيه تتمة شواهده. قوله: "أحداث الأسنان"، أي: صغار الأسنان، أي: ضعفاء الأسنان، فإن حداثة السن محل للفساد عادةً. قاله السندي. والرميّة، قال ابن الأثير: الصيد الذي ترميه فتقصدُه، وينفُذُ فيه سهمك.

قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْكُرُ فِي الْحَرُورِيَّةِ شَيْئًا؟ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ قَوْمًا يَتَعَبَّدُونَ: "يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصَوْمَهُ مَعَ صَوْمِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، أَخَذَ سَهْمَهُ فَنَظَرَ فِي نَصْلِهِ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَنَظَرَ فِي رِصَافِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَنَظَرَ فِي قِدْحِهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَنَظَرَ فِي الْقُذَذِ فَتَمَارَى هَلْ يَرَى شَيْئًا أَمْ لَا" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، وقد توبع. وأخرجه البخاري (6931)، ومسلم (1064) (147) من طريق محمَّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة وعطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11291) عن يزيد بن هارون به. وأخرجه بنحوه مطولًا ومختصرًا البخاري (5058)، ومسلم (1064)، وأبو داود (4764)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 87 - 88، وفي "الكبرى" (8035) و (8507) و (11156) و (11157) من طرق عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11008) و (11285)، و"صحيح ابن حبان" (6737) و (6741). قوله: الحرورية، قال السندي: بفتح الحاء وضم الراء الأولى: نسبة إلى حروراء، وهو موضع قريب من الكوفة، أي: في الخوارج، فإن خروجهم كان منها، ويتعبدون أي: يتكلفون في العبادة. "في رِصافه"، جمع رَصَفة -بفتحتين- وهو عصب يلوى على مدخل النصل في السهم. "في قِدْحه": هو خشب السهم. "في القَذَذ": هي ريش السهم، واحدها قُذة بالضم. "فتمارى" أي: شك.

170 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - أَوْ سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي - قَوْما يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ، هُمْ شِرَارُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَافِعِ بْنِ عَمْرٍو، أَخِي الحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ، فَقَالَ: وَأَنَا أَيْضًا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 171 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي، يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 15/ 306. وأخرجه مسلم (1067) من طريق سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20342)، و"صحيح ابن حبان" (6738). قوله: "هم شرار الخلق والخليقة"، قال السندي: الخلق: الناس، والخليقة: البهائم، وقيل: هما بمعنى، ويريد بهما جميع الخلق. (¬2) صحيح لغيره، سماك -وهو ابن حرب- روايته عن عكرمة فيها اضطراب. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 535 و15/ 322. =

172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْجِعْرَانَةِ وَهُوَ يَقْسِمُ التِّبْرَ وَالْغَنَائِمَ، وَهُوَ فِي حِجْرِ بِلَالٍ، فَقَالَ «رَجُلٌ:» اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ، فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ! فَقَالَ: "وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ بَعْدِي إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟! "، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى أَضْرِبَ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ هَذَا فِي أَصْحَابٍ، أَوْ أُصَيْحَابٍ، لَهُ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ" (¬1). 173 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ الْأَعْمَشِ ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (2687)، والفريابي في "فضائل القرآن" (194)، وأبو يعلى (2354)، والطبراني في "الكبير" (11734) و (11775) من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2312). ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري في "الصحيحين"، وحديث أبي ذر عند مسلم، وقد سلفا قبله. وانظر بقية شواهده في "المسند". (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1063)، والنسائي في "الكبرى" (8033) و (8034) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وأخرجه البخاري (3138) مختصرًا من طريق عمرو بن دينار، عن جابر، قال: بينما رسول الله يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل: اعدل. فقال له: "شقيتُ إن لم أعدل". وهو من طريق أبي الزبير عن جابر في "مسند أحمد" (14804)، و"صحيح ابن حبان" (4819). الجِعرانة: بكسر الجيم وتسكين العين، ويقال بكسر الجيم والين وتشديد الراء، ضُبط على الوجهين، وهو موضع قرب مكة.

عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّار" (¬1). 174 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ" -قَالَ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً- "حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمْ الدَّجَّالُ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح دون لفظ "الخوارج"، فإن هذا المصطلح استُحدث بعد زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإسناد هذا الحديث منقطع، فإن الأعمش لم يسمع عبدَ الله بن أبي أوفى فيما قاله الإمام أحمد وغيره. وللحديث طريق أخرى يتقوى بها كما سيأتي. إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 30. وأخرجه أحمد في "المسند" (19130)، وابن أبي عاصم في "السنة" (904)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2311)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 56، والخطيب في "تاريخه" 6/ 316، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 168 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (822)، وأحمد (19415)، وابن أبي عاصم (905)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 847، والحاكم 3/ 571 من طريق الحشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان، عن عبد الله بن أبي أوفى. وسنده حسن إن شاء الله. ويشهد له حديث أبي أمامة الآتي برقم (176)، وهو حديث صحيح بطرقه. (¬2) إسناده حسن من أجل هشام بن عمار. وأخرجه أحمد في "المسند" (5562/ 3) من طريق أبي جناب يحيى بن أبي حية، عن شهر بن حوشب، عن ابن عمر، رفعه. وأبو جناب وشهر بن حوشب ضعيفان. =

175 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَوْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، أَوْ حُلُوقَهُمْ، سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ، إِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ أَوْ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ" (¬1) 176 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (¬2)، يَقُولُ: شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، ¬

_ = قوله: "كلما خرج قرن" أي: ظهرت طائفة منهم. "قطع"، أي: استحق أن يقطع. قاله السندي. وقوله: "في عِراضهم"، أي: في ناحيتهم، وفي بعض النسخ -كما أشار إلى ذلك السندي-: "في أعراضهم"، والأعراض: جمع عُرْض، وهو الناحية أيضًا. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (4765) و (4766) من طريقين عن قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (13036). قوله: "سيماهم التحليق"، قال السندي -نقلاَ عن النووي بتصرف-: أي: العلامة، والأفصح فيها القصر، وبه جاء القرآن، والمد لغة، والمراد بالتحليق: حلق الرأس، ولا دلالة فيه على كراهة الحلق، فإن كون الشيء علامة لهم لا ينافي الإباحة، كقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "وآيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة" معلوم أن هذا ليس بحرام ولا مكروه، وقد جاء في "سنن أبي داود" بإسناد صحيح، أنه صلى الله تعالى عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض رأسه، فقال: "احلقوه كله أو اتركوه كله"، وهذا صريح في إباحة حلق الرأس لا يحتمل تاويلًا. انتهى. (¬2) في (م): عن أبي غالب سمع أبا أمامة.

13 - باب فيما أنكرت الجهمية

وَخَيْرُ قتلى مَنْ قَتَلُوا، كِلَابُ أهل النار، كلاب أَهْلِ النَّارِ (¬1)، قَدْ كَانوا هَؤُلَاءِ مُسْلِمِينَ فَصَارُوا كُفَّارًا. قُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، هَذَا شَيْءٌ تَقُولُهُ؟ قَالَ: بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). 13 - بَابٌ فِيمَا أَنْكَرَتْ الْجَهْمِيَّةُ 177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَوَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، قَالَ: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا" ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] (¬3). ¬

_ (¬1) قوله: "كلاب أهل النار" مرة ثانية من (م) فقط. (¬2) حديث صحيح، أبو غالب -وهو البصري واسمه حَزَوَّر- مختلف فيه، وهو ممن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع. وأخرجه الترمذي (3245) من طريقين عن أبي غالب، بهذا الإسناد. وهو من طريق أبي غالب في "مسند أحمد" (22183). وهو في "المسند" (22150) من طريق سيار بن عبد الله، و (22314) من طريق صفوان بن سليم، كلاهما عن أبي أمامة. فهو صحيح بهذه الطرق. (¬3) إسناده صحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وأخرجه البخاري (554) و (7436)، ومسلم (633)، وأبو داود (4729)، والترمذي (2727)، والنسائي في "الكبرى" (460) و (7713) من طريق قيس بن أبي حازم، بهذا الإسناد. =

178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: "فَكَذَلِكَ لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (19190) و"صحيح ابن حبان" (7442). قوله: "لا تُضَامُون"، بضم التاء وتخفيف الميم، هكذا ضبطت في نسخنا الخطية، من الضَيم: وهو الظُّلم، قال المباركفوري في شرحه على الترمذي: قال الحافظ: وهو الأكثر، أي: لا ينالكم ضيم وظلم في رؤيته، فيراه بعض دون بعض، وروي بفتح التاء وتشديد الميم من التًضَامِّ بمعنى التزاحم، وبالضم والتشديد من المُضامة: وهي المزاحَمة، وهو حينئذ يحتمل كونه للفاعل والمفعول، وحاصل معنى الكل: لا تَشْكُون في رؤيته. وقوله: "أن لا تغلبوا" على بناء المفعول، أي: لا يغلبكم الشيطان حتى تتركوهما أو تؤخروهما عن الأول. قاله السندي. (¬1) حديث صحيح، يحيى بن عيسى الرملي -وإن كان ضعيفًا- متابعٌ. وأخرجه الترمذي (2731) من طريق جابر بن نوح الحِمّاني، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وجابر ضعيف. وأخرجه بنحوه مسلم (2968)، وأبو داود (4730) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، به. وهو من طريق أبي صالح في "مسند أحمد" (9058)، و"صحيح ابن حبان" (7445). وأخرجه البخاري (806) و (6573)، ومسلم (182) من طريق سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7717) عن عطاء وحده.

179 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: "تُضَارُّونَ (¬1) َ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: فَتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فِي غَيْرِ سَحَابٍ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: "إِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ إِلَّا كَمَا تَضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا" (¬2). 180 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكلُّنا نَرَى (¬3) اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ؟ قَالَ: "يَا أَبَا رَزِينٍ، أَلَيْسَ ¬

_ (¬1) هكذا في (ذ) و (س)، وفي (م) والنسخ المطبوعة: تضامون. (¬2) إسناده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (11120) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو قوي. وأخرجه البخاري (4581) و (7439)، ومسلم (183) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. في أول حديث مطوَّل. وإعلال الإمام الترمذي حديث عبد الله بن إدريس هذا بأنه غير محفوظ لا يُسلم له، فقد تابعه أبو بكر بن عياش- وهو لا بأس به- عند أحمد (11120)، ولا مانع أن يكون أبو صالح قد سمعه من أبي هريرة ومن أبي سعيد، وقد روي الحديث عن كليهما من طرق أخرى، ونقل ابن خزيمة في "التوحيد" ص 169 عن محمَّد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري: الحديث محفوظ عن أبي هريرة وعن أبي سعيد. (¬3) في النسخ المطبوعة: "أنرى" بإسقاط لفظ "كلنا".

كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ مُخْلِيًا بِهِ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: "فَاللَّهُ أَعْظَمُ، وَذَلِكَ آيَته فِي خَلْقِهِ" (¬1). 181 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَيَضْحَكُ الرَّبُّ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: لَنْ نَعْدِمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا (¬2). 182 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة وكيع بن حُدس. وأخرجه أبو داود (4731) من طريق يعلى بن عطاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16186)، و"صحيح ابن حبان" (6141). مُخليًا: منفردًا. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطيالسي (1092)، وابن أبي عاصم في "السنة" (554)، وعبد الله ابن أحمد في "السنة" (264)، والطبراني في "الكبير" 19/ (469)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 473 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16187). القنوط: اليأس. والغِيَر: بمعنى تغير الحال وتحويله. وقوله: "لن نعدم"، أي: لن نفقد.

عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ: "كَانَ فِي عَمَاءٍ، مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَمَا ثَمَّ خَلْقٌ، عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ (¬1) " (¬2). 183 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنِ عُمَرَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْكُرُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يُدْنَى الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَضَعَ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، ثُمَّ يُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، هَلْ تَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَعْرِفُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ، قَالَ: ¬

_ (¬1) في (ذ) و (س): وما فوقه هواء وماءٌ ثم خَلَقَ عرشَه على الماء. وفي (م): وما فوقه هواء ثم خلق العرش على الماء. والمثبت من نسخ معتمدة أشار إليها السندي في حاشية، قال: قوله: "وما ثمَ خَلْق .. " إلخ هكذا في نسخ ابن ماجه المعتمدة، والظاهر أن قوله: "وما" تأكيد للنفي السابق، ويحتمل أن يكون "ثمَّ" بفتح المثلثة اسم إشارة إلى المكان، و"خَلْق" بمعنى مخلوق، وقوله: "عرشه على الماء" جملة أخرى، وبعضهم جعل "وماء" بالمد عطفًا على هواء، والأقرب أنه تصحيف. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة وكيع بن حُدُسِ. وأخرجه الترمذي (3368) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن! وهو في "مسند أحمد" (16188)، و"صحيح ابن حبان" (6141)، وانظر تعليق ابن حبان على قوله: "كان في عماء". العَماء: السحاب الأبيض، هكذا هو في كلام العرب. كما قال أبو عبيد في "غريب الحديث".

إِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، قَالَ: ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ وكِتَابَهُ (¬1) بِيَمِينِهِ، قَالَ: وَأَمَّا الْكَافِرُ، أَوْ الْمُنَافِقُ فَيُنَادَى عَلَى رُؤوسِ الْأَشْهَادِ-قَالَ خَالِدٌ: فِي "الْأَشْهَادِ" شَيْءٌ مِنْ انْقِطَاعٍ- {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] " (¬2). 184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذْ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ، فَرَفَعُوا رُؤوسَهُمْ، فَإِذَا الرَّبُّ قَد أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَذَلِكَ قَولُ اللَّهِ سبحانه: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)} [يس: 58]. قَالَ: فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى شَيْءٍ مِنْ النَّعِيمِ مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى يَحْتَجِبَ عَنْهُمْ، وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ فِي دِيَارِهِم" (¬3). ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: أو كتابه. (¬2) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (2441)، ومسلم (2768)، والنسائي في "الكبرى" (11178) و (11802) من طريق قتادة بن دعامة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5436)، و"صحيح ابن حبان" (7356). قوله: "في النجوى"، قال السندي: يريد مناجاة الله للعبد يوم القيامة. "يضع عليه كَنَفَه" أي: ستره عن أهل الموقف حتى لا يطلع على سرة غيرُه. (¬3) إسناده ضعيف لضعف أبي عاصم العَبّاداني والفضل بن عيسى الرقاشي. =

185 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ عَنْ (¬1) أَيْمَنَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ (1) أَيْسَرَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَمَامَهُ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَل" (¬2). 186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ ¬

_ = وأخرجه البزار (2253 - كشف الأستار)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 274، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2039 - 2040، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (836)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 208 - 209. (¬1) في النسخ المطبوعة: من عن، وفي (ذ) و (س): عن من، والمثبت من (م) بحذف "من". (¬2) إسناده صحيح. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن الجعفي. وسيأتي مكررًا برقم (1843). وأخرجه البخاري (6539)، ومسلم (1016) (67)، والترمذي (2581) و (2582) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1413)، والنسائي 5/ 74 - 75 من طريق مُحِل بن خليفة، ومسلم (1016) (66) من طريق عبد الله بن معقل، كلاهما عن عدي بن حاتم. وهو في "مسند أحمد" (18246)، و"صحيح ابن حبان" (473) و (7365).

وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ سبحانه وَتَعَالَى إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ" (¬1). 187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْآيَةَ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26]، قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ اللَّهُ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُنْجِنَا مِنْ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الحِجَابَ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعَطَاهُمْ اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ، يَعْنِي إِلَيْهِ، وَلَا أَقَرَّ لِأَعْيُنِهِمْ" (¬2). 188 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عمران الجوني اسمه: عبد الملك بن حبيب، وعبد الله ابن قيس: هو أبو موسى الأشعري. وأخرجه البخاري (4878)، ومسلم (180)، والترمذي (2698)، والنسائي في "الكبرى" (7717) و (11377) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19682)، و "صحيح ابن حبان" (7386). (¬2) إسناده صحيح. حجاج: هو ابن منهال، وحماد: هو ابن سلمة. وأخرجه مسلم (181)، والترمذي (2728) و (3362)، والنسائي في "الكبرى" (7718) و (11170) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18935)، و"صحيح ابن حبان" (7441).

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، تَشْكُو زَوْجَهَا، وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] (¬1). 189 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نفْسِهِ بِيَدِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه النسائي 6/ 168 من طريق جرير، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24195) عن أبي معاوية. وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (2063) من طريق أبي عبيدة بن معن عن الأعمش، وسمَّى فيه المجادِلة وهي خولة بنت ثعلبة، وأما زوجها فهو أوس بن الصامت. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. ولفظة "بيده" في هذا الحديث شاذة، وقد بينّا ذلك في التعليق على هذا الحديث في "مسند أحمد" برقم (9597). وأخرجه الترمذي (3855) من طريق صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4295) من طريق أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان. وأخرجه دون هذه الزيادة البخاري (3194) و (7404) و (7422) و (7453) و (7553) و (7554)، ومسلم (2751)، والنساني في "الكبرى" (7703) و (7704) من طرق عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (7500) و (8127) و (8958)، و"صحيح ابن حبان" (6143) و (6144).

190 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ الحراميُّ (¬1)، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "يَا جَابِرُ، أَلَا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لِأَبِيكَ؟ "، وَقَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ: يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟ " قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: "أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:"مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ، تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً. فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يَرْجِعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] (¬2). ¬

_ (¬1) تصحف في النسخ المطبوعة إلى: الحِزَامي. والحَرَامي: بفتح الحاء والراء، نسبة إلى الجد الأعلى، وهو حَرَامٌ الأنصاري جدُّ جابر بن عبد الله بن عمرو ابن حَرَام كما في "الأنساب" للسمعاني. (¬2) إسناده جيد. وأخرجه الترمذي (3256) عن يحيى بن حبيب بن عربي، بهذا الإسناد. وحسنه. وهو في "مسند أحمد" (14881)، و"صحيح ابن حبان" (7022)، ورواية "المسند" مختصرة. وسيتكرر برقم (2800). قوله: "كفاحًا"، قال السندي: بكسر الكاف، أي: مواجهةَ، ليس بينهما حجاب ولا رسول.

191 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ يَضْحَكُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، كِلَاهُمَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُسْتَشْهَدُ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى قَاتِلِهِ، فَيُسْلِمُ، فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُسْتَشْهَدُ" (¬1). 192 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟ " (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو الزناد اسمه: عبد الله ابن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 296 - 297. وأخرجه البخاري (2826)، ومسلم (1890) (128)، والنسائي 6/ 38 و 39 من طريق أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1890) (129) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7326)، و"صحيح ابن حبان" (215) و (4666). (¬2) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (6519) و (7382)، ومسلم (2787)، والنسائي في "الكبرى" (7645) و (11391) من طريق يونس بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4812) من طريق الزهري، عن ألى سلمة، عن أبي هريرة. =

193 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنْتُ بِالْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ، وَفِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: "مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ؟ " قَالُوا: السَّحَابُ. قَالَ: "وَالْمُزْنُ" قَالُوا: وَالْمُزْنُ، قَالَ: "وَالْعَنَانُ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالُوا: وَالْعَنَانُ، قَالَ: "كَمْ تَرَوْنَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ؟ " قَالُوا: لَا نَدْرِي. قَالَ: "فَإِنَّ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا إِمَّا وَاحِدة أَوْ ثنتين أَوْ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَالسَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ" حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ، "ثُمَّ فَوْقَ السَّمَاءِ (¬1) السَّابِعَةِ بَحْرٌ، بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ، بَيْنَ أَظْلَافِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِنَّ الْعَرْشُ، بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ كَمَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ اللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى" (¬2). ¬

_ = وعلقه البخاري (7382) و (7413) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ووصله الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/ 336 - 337 و 343. وهو في "مسند أحمد" (8863). (¬1) لفظ "السماء" ليس في (م). (¬2) إسناده ضعيف، سماك -وهو ابن حرب وإن كان صدوقا- كان ربما لُقِّن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة كما قال الحافظ في "التهذيب"، وقد تفرد بالرواية عن عبد الله بن عميرة كما قال مسلم في "الوحدان" ص140، وعبد الله بن عميرة ذكره العقيلي وابن عدي في جملة الضعفاء، وقال الذهبي: لا يعرف. وذكر أبو بكر بن العربي: أن الحديث متلقَّف عن أهل الكتاب ليس له أصل في الصحة. وأخرجه أبو داود (4723 - 4725)، والترمذي (3608) من طريق سماك بن حرب، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي!

194 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قَضَى اللَّهُ أَمْرًا فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بأَجْنِحَتَهَا (¬1) خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ، فـ {إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ: 23]. قال: فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ، فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا إِلَى الَّذِي تَحْتَهُ، فَيُلْقِيهَا عَلَى لِسَانِ الْكَاهِنِ أَوْ السَّاحِرِ، فَرُبَّمَا لَمْ يُدْرَكْ حَتَّى يُلْقِيَهَا، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَتَصْدُقُ تِلْكَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سُمِعَتْ مِنْ السَّمَاءِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1770). قوله: "والمزن"، قال السندي: بضم الميم: السحاب أو أبيضه. "والعنان"، قال: كسَحَاب وزنًا ومعنى. "أوعال": جمع وَعِل -بفتح فكسر-: تيس الجبل، والمراد من الملائكة على صورة الأوعال. (¬1) في (ذ) و (م) والنسخ المطبوعة: أجنحتها، والمثبت من (س). (¬2) حديث صحيح، يعقوب بن كاسب شيخ المصنف -وإن كان ضعيفًا- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (4701) و (4800) و (7481)، وأبو داود (3989)، والترمذي (3502) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأبو داود لم يسق لفظة، ورواية الترمذي مختصرة. وهو في "صحيح ابن حبان" (36). الصفوان: الحجر الأملس.

195 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" (¬1). 196 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (179) من طريق عمرو بن مرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19587) و (19632)، و"صحيح ابن حبان" (266). وانظر ما بعده. قوله: "يخفض القسط ويرفعه"، قال السندي: قيل: أُريدَ بالقسط: الميزان، وسمي الميزان، قسطا لأنه يقع به العدل في القسمة، وهو الموافق لحديث أبي هريرة: "يرفع الميزان ويخفضه"، والمعنى: أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه وأرزاقهم النازلة من عنده، كما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، فهو تمثيل وتصوير لما يقدّر الله تعالى وينزل، ويحتمل أنه أشار إلى قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} أي: أنه يحكم بين خلقه بميزان العدل، فأمره كأمر الوزان الذي يزن فيخفض يده ويرفعها، وهذا المعنى أنسب بما قبله، كأنه قيل: كيف كان يجوز عليه النوم وهو الذي يتصرف أبدًا في ملكه بميزان العدل؟ وقيل: أريد بالقسط: الرزق، لأنه قسط كل مخلوق، أي: نصيبه، وخفضه: تقليله، ورفعه: تكثيره، انتهى.

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ اللَّهَ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَوْ كَشَفَهَا لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ". ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ: {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 8] (¬1). 197 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قال: "يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ، يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُ. قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ فإنه لَمْ يَنْقُصْ مِمَّا فِي يَدَيْهِ شَيْئًا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله- سماع وكيع منه قبل الاختلاط، وقد تابعه الأعمش في الرواية السابقة. (¬2) حديث صحيح، محمَّد بن إسحاق -وإن رواه بالعنعنة- تابعه السفيانان وغيرهما. وأخرجه البخاري (4684)، ومسلم (993) (36)، والترمذي (3294)، والنسائي في "الكبرى" (7686) و (11175) من طريق أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7419)، ومسلم (993) (37) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (10500)، و"صحيح ابن حبان" (725). قوله: "سَحّاء"، قال السندي: بتشديد الحاء والمد: دائمة الصب بالعطاء، من سحَّ سحًا، وروي بالتنوين مصدرًا، قيل: ما أتم هذه البلاغة، وأحسن هذه الاستعارة، فلقد نبه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بهذا اللفظ على معاني دقيقة، منها: وصف يده تعالى في=

198 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرضيه بِيَدِهِ (¬1) -وَقَبَضَ بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ "، قَالَ: وَيَتَمَيَّلُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شماله (¬2)، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ (¬3). 199 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: ¬

_ = الإعطاء بالتفوق والاستعلاء، فإن السح إنما يكون من علو، ومنها: أن العطية عن ظهر غنى، لأن المائع إذا انصب من فوق انصب بسهولة، ومنها جزالة عطاياه سبحانه، فإن السح يستعمل فيما ارتفع عن حد التقاطر إلى حد السيلان، ومنها: أنه لا مانع لها، لأن الماء إذا أخذ في الانصباب من فوق لم يستطع أحد أن يرده. (¬1) في (م) والنسخ المطبوعة: وأرضَه، والمثبت من (س)، وضبطت في (ذ) بالوجهين. (¬2) في (ذ) و (م) والنسخ المطبوعة: يساره، والمثبت من (س). (¬3) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وسيأتي مكررًا برقم (4275). وأخرجه مسلم (2788) (25) و (26)، والنسائي في "الكبرى" (7642) و (7648) من طريق عبيد الله بن مقسم، به. وأخرجه بنحوه البخاري (7412)، ومسلم (2788) (24)، وأبو داود (4732) من طريقين عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (5414)، و"صحيح ابن حبان" (7324).

حَدَّثَنِي النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ الْكِلَابِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ"، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يَا مُثَبِّتَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ"، قَالَ: "وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ، يَرْفَعُ أَقْوَامًا، وَيَخْفِضُ آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬1). 200 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ لَيَضْحَكُ إِلَى ثَلَاثَةٍ: لِلصَّفِّ فِي الصَّلَاةِ، وَلِلرَّجُلِ يُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَلِلرَّجُلِ يُقَاتِلُ - أُرَاهُ قَالَ: خَلْفَ الْكَتِيبَةِ" (¬2). 201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ -يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيَّ- عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل هشام. ابن جرير: هو عبد الرحمن ابن يزيد، وأبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7691) من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد. وهو صحيح. وهو في "مسند أحمد" (17630)، و"صحيح ابن حبان" (943). (¬2) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- وجهالة عبد الله ابن إسماعيل. أبو الودّاك: هو جَبر بن نوف. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 325 و5/ 289، وأبو يعلى (1004)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 472 من طريق مجالد بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11761).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْسِمِ، فَيَقُولُ: "أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي" (¬1). 202 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَزِيرُ بْنُ صَبِيحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَلْبَسٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]، قَالَ: "مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجَ كَرْبًا، وَيَرْفَعَ قَوْمًا، وَيَخْفِضَ آخَرِينَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (4734)، والترمذي (3152)، والنسائي في "الكبرى" (7680) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (15192). (¬2) الوزير بن صبيح قال دحيم: ليس بشئ، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (301)، وابن حبان (689) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 64/ 60 - 61 من طريق يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن أبيه عن أم الدرداء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وأم الدرداء هذه هي الصغرى، وهي تابعية. وعلقه البخاري في "صحيحه" في تصير سورة الرحمن من قول أبي الدرداء، وقد وصله أبو يعلى في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 14، فقال: حدثنا عبد الله بن أبان الكوفي، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء موقوفًا. ومعاوية بن يحيى هو الصدفي الشامي، ضعيف.

14 - باب من سن سنة حسنة أو سيئة

14 - بَابُ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ سَيِّئَةً 203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا، وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا (¬1) لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا" (¬2). 204 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، حدثني أبي، حَدَّثَنِي أَبِي (¬3)، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَحَثَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَمَا بَقِيَ فِي الْمَجْلِسِ رَجُلٌ إِلَّا تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِمَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ اسْتَنَّ خَيْرًا ¬

_ (¬1) زاد في (م) هنا: من بعده. (¬2) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (1017) (69) و (70) وبين يدي الحديث (2674)، والترمذي (2869)، والنسائي 5/ 75 - 77 من طريق المنذر بن جرير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (19156) و (19174)، و"صحيح ابن حبان" (3308). (¬3) قوله: "حدثني أبي" مرة ثانية لم يرد في أصولنا الخطية، وأثبتناه من نسخة على هامش (م)، ومن "تحفة الأشراف" (14443)، وهو كذلك في "مسند أحمد" (10749) عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه.

فَاسْتُنَّ بِهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ كَامِلًا، وَمِنْ أُجُورِ مَنْ اسْتَنَّ بِهِ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ اسْتَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَاسْتُنَّ بِهِ، فَعَلَيْهِ وِزْرُهُ كَامِلًا، وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِي (¬1) اسْتَنَّ بِهِ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا" (¬2). 205 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا" (¬3). ¬

_ (¬1) في أصولنا الخطية: الذين، بالجمع، والمثبت من النسخ المطبوعة، وهو أصح، لإفراده الفعل الذي يليه. (¬2) إسناده صحيح. عبد الوارث الجد: هو ابن سعيد بن ذكوان العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه مسلم (2674)، وأبو داود (4609)، والترمذي (2868) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (10749)، و"صحيح ابن حبان" (112). وسيأتي نحوه دون القصة برقم (206). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعد بن سنان، وباقي رجاله ثقات، وله طريق آخر بسند حسن عند أحمد (13803)، والبيهقي في "الشعب" (8680) و (8681)، فروياه من طريق مالك بن محمَّد بن حارثة الأنصاري، عن أنس بن مالك مرفوعًا. ويشهد له ما قبله وما بعده.

206 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ فَعَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ اتَّبَعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيئًا" (¬1). 207 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أبو إِسْرَائِيلُ (¬2)، عَنْ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً عُمِلَ (¬3) بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِهِمْ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا" (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف مطولًا برقم (204). (¬2) في أصولنا الخطة: إسرائيل، بإسقاط "أبو"، وأشير في هامش (م) إلى أن الصواب أبو إسرائيل. وهو كذلك على الصواب في "تحفة الأشراف" (11800) ولم يشر المزي إلى خلاف فيه في نسخه المعتمدة. (¬3) في النسخ المطبوعة: فعمل. (¬4) صحيح بما قبله من الأحاديث، وهذا إسناد حسن من أجل أبي إسرائيل: واسمه إسماعيل بن خليفة. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، والحكم: هو ابن عُتيبة، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4386) من طريق غسان بن الربيع، عن أبي إسرائيل، بهذا الإسناد وذكر فيه قصة. وغسان بن الربيع وثقه ابن حبان وضعفه الدارقطني كما في "لسان الميزان".

15 - باب من أحيا سنة قد أميتت

208 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ دَاعٍ يَدْعُو إِلَى شَيْءٍ إِلَّا وُقِفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَازِمًا لِدَعْوَتِهِ، مَا دَعَا إِلَيْهِ، وَإِنْ دَعَا رَجُلٌ رَجُلًا" (¬1). 15 - بَابُ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً قَدْ أُمِيتَتْ 209 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً، فَعُمِلَ بِهَا، كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شَيْئًا" (¬2). 210 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وقد اضطرب في تسمية شيخه وصحابي الحديث. فقد أخرجه الترمذي (3508) من طريق المعتمر بن سليمان، عن ليث، عن بشر -غير منسوب- عن أنس. وقال الترمذي: حديث غريب. (¬2) إسناده ضعيف لضعف كثير بن عبد الله بن عمرو. وأخرجه الترمذي (2872) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن كثير بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن.

16 - باب فضل من تعلم القرآن وعلمه

عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ النَّاسِ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِ النَّاسِ شَيْئًا، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً لَا يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّ عَلَيْهِ مِثْلَ إِثْمِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ النَّاسِ، لَا يَنْقُصُ مِنْ آثَامِ النَّاسِ شَيْئًا" (¬1). 16 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ 211 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: - قَالَ شُعْبَةُ: "خَيْرُكُمْ"، وَقَالَ سُفْيَانُ: "أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" (¬2). 212 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5027) و (5028)، وأبو داود (1452)، والترمذي (3131) و (3132)، والنسائي في "الكبرى" (7982 - 7984) من طريق علقمة بن مرثد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (405)، و"صحيح ابن حبان" (118). (¬3) إسناده صحيح كسابقه.

213 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ. قَالَ: وَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا أُقْرِئُ (¬1). 214 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ، وَلَا رِيحَ لَهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، الحارث بن نبهان متروك. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (20)، والدورقي في "مسند سعد" (50)، والدارمي (3339)، والبزار في "مسنده" (1157)، وأبو يعلى (814)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 217، والشاشي في "مسنده" (71)، والطبراني في "الأوسط" (6339) من طريق الحارث بن نبهان، بهذا الإسناد. ويغني عنه حديث عثمان بن عفان الذي قبله. (¬2) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه البخاري (5520)، ومسلم (797)، وأبو داود (4829) و (4830)، والترمذي (3081)، والنسائي 8/ 124 - 125 من طريق قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (19549)، و"صحيح ابن حبان" (770). =

215 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ" (¬1). 216 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ (¬2) أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ ¬

_ = قوله: "كمثل الأترجة"، قال السندي: بضم الهمزة والراء وتشديد الجيم، وفي بعض النسخ: "أترنجة" بزيادة النون وتخفيف الجيم، وهي من أفضل الثمار لكبر جرمها ومنظرها وطيب طعمها، ولين ملمسها، ولونها يسرُّ الناظرين، وفيه تشبيه الإيمانِ بالطعم الطيب لكونها خيرًا باطنيًا لا يظهر لكل أحد، والقرآنِ بالريح الطيب ينتفع بسماعه كل أحد، ويظهر بمحاسنه لكل سامع. (¬1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن بديل، فإنه لا بأس به كما قال ابن معين وأبو داود والنسائي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7977) عن عبيد الله بن سعيد، عن عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12279). قوله: "أهلين"، قال السندي: إنما يجمع تنبيهًا على كثرتهم. "أهل القرآن"، أي: حَفَظة القرآن يقرؤونه آناء الليل وأطراف النهار العاملون به. "أهل الله"، أي: أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به. (¬2) لفظة "وحفظه" لم ترد في (س) و (م)، وأثبتناها من (ذ).

بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدْ اسْتَوْجَب النَّارَ" (¬1). 217 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاقْرَؤوهُ، وَارْقُدُوا، فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ وَمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَامَ بِهِ، كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ كُلَّ مَكَانٍ، وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَرَقَدَ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِيَ عَلَى مِسْكٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أبو عمر -واسمه حفص بن سليمان البزار- متروك، وكثير بن زاذان مجهول. وأخرجه الترمذي (3129) عن علي بن حجر، عن أبي عمر حفص بن سليمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1286). (¬2) إسناده ضعيف، عطاء مولى أبي أحمد لم يرو عنه غير سعيد المقبري، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": لا يعرف. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة بن زيد. وأخرجه مطولًا الترمذي (3097)، والنسائي في "الكبرى" (8696) من طريق عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (2126) و (2578). وأخرجه الترمذي (3098) عن طريق الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أبي أحمد، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، ولم يذكر فيه: عن أبي هريرة، وقد رجح رواية الإرسال هذه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ (2995) وأبو حاتم في "العلل" (827). "أُوكي"، قال السندي: من أوكيت السقاء: إذا ربطت فمه بالوكاء، والوكاء- بالكسر-: خيط تشد به الأوعية.

218 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ ابْنَ أَبْزَى. قَالَ: وَمَنْ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا. قَالَ عُمَرُ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قاضٍ. قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ" (¬1). 219 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْبَحْرَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَبَا ذَرٍّ، لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ، وَلَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنْ الْعِلْمِ عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، أبو إسحاق المدني. وأخرجه مسلم (817) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (232)، و"صحيح ابن حبان" (772). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن زياد البحراني، وضعف علي بن زيد بن جُدعان. وضعفه البوصيري في "الزوائد".

17 - باب فضل العلماء والحث على طلب العلم

17 - بَابُ فَضْلِ الْعُلَمَاءِ وَالْحَثِّ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ 220 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" (¬1). 221 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "الْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ، وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري السامي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5808) من طريق شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبى هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (7194). (¬2) إسناده جيد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (904)، وفي "مسند الشاميين" (1106) و (2191)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1005 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (310)، وانظر تمام تخريجه هناك. وأخرجه دون قوله: "الخير عادة والشر لجاجة" البخاري (71) من طريق حميد ابن عبد الرحمن، ومسلم (1037) من طريق عبد الله بن عامر اليحصبي، كلاهما عن معاوية، مرفوعًا. وهو في "مسند أحمد" (16834)، و"صحيح ابن حبان" (89) و (3401). قال المناوي في "فيض القدير" 3/ 510: "الخير عادة" لعود النفس إليه وحرصها عليه من أصل الفطرة، قال في "الاحياء": من لم يكن في أصل الفطرة =

222 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ أَبُو سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ" (¬1). 223 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ! أَتَيْتُكَ مِنْ الْمَدِينَةِ، مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ: فَمَا جَاءَ بِكَ؟ تِجَارَةٌ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: وَلَا جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، ¬

_ = جوادًا مثلًا فيتعود ذلك بالتكلف، ومن لم يخلق متواضعًا يتكلفه إلى أن يتعوده، وكذلك سائر الصفات يعالج بصدّها إلى أن يحصل الغرض، وبالمداومة على العبادة ومخالفة الشهوات تحسنُ صورة الباطن. "والشر لجاجة" لما فيه من العوج وضيق النفس والكرب، والعادة مشتقة من العود إلى الشيء مرة بعد أخرى، قال العامري في "شرح الشهاب": وأكثر ما تستعمل العرب العادة في الخير، وفيما يسر وينفع. (¬1) إسناده ضعيف جدًا لضعف روح بن جناح، وشدد القول فيه ابن حبان وأبو سعيد النقاش فاتهماه بالوضع. وأخرجه الترمذي (2876) من طريق موسى بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب. تنبيه: من هذا الحديث إلى حديث رقم (238)، وعددها 17 حديثًا قد سقطت من نسخة (م).

وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هم وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ" (¬1). 224 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن بشواهده كما هو مبين في تعليقنا على الحديث في "مسند أحمد" (21715)، وهذا إسناد ضعيف لضعف كثير بن قيس. وأخرجه أبو داود (3641)، والترمذي (2877) من طريق كثير بن قيس، وأبو داود (3642) من طريق عثمان بن أبي سودة، كلاهما عن أبي الدرداء، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (¬2) حديث حسن بطرقه وشواهده -فيما ذهب إليه المزي والسيوطي وغيرهما من أهل العلم- دون قوله: "وواضع العلم عند غير أهله ... " إلخ، فضعيف جدًا، فإن حفص بن سليمان- وهو الكوفي القارئ- متروك الحديث. وانظر تخريج أحاديث "الإحياء" للعراقي 1/ 55 - 57، و"المقاصد الحسنة" ص 275 - 277. وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 316، وابن عبد البر في "بيان العلم وفضله" 1/ 9، والمزي في ترجمة كثير بن شنظير من "تهذيب الكمال" 24/ 126 من طريق حفص بن سليمان، بهذا الإسناد. واقتصر ابن عبد البر على أوله. وأخرج الشطر الأول منه أبو يعلى (2837) و (2903) و (4035)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 250، والطبراني في "الأوسط" (9) و (2008) و (2462) و (8381) و (8834)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2091، والبيهقي في "الشعب" =

225 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، فيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ" (¬1). ¬

_ = (1663 - 1666)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 156 و 207 - 208 و 7/ 386، وابن عبد البر 1/ 7 - 9، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 67 - 71 من طرق عن أنس بن مالك مرفوعًا. قال السندي: قوله: "طلب العلم فريضة" قال البيهقي في "المدخل": أراد -والله تعالى أعلم- العلمَ الذي لا يسع البالغَ العاقلَ جهلُه، أو علم ما يطرأ له، أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به مَن به كفاية، وقال: سئل ابنُ المبارك عن تفسير هذا الحديث. فقال: ليس هو الذي يظنون، إنما هو أن يقع الرجل في شيء من أمور دينه فيسأل عنه حتى يعلمه. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومقطعًا مسلم (2590) و (2699)، وأبو داود (1455) و (3643) و (4946)، والترمذي (1487) و (1488) و (2043) و (2837) و (3174)، والنسائي في "الكبرى" (7244 - 7520) من طريق أبي صالح، به. =

226 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: أُنْبِطُ الْعِلْمَ (¬1). قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا، رِضًا بِمَا يَصْنَعُ" (¬2). 227 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (7427)، و"صحيح ابن حبان" (84) و (534). الكُربة: الشِّدة. وقوله: "ومن أبطأ به عمله"، قال السندي: أي: من أخره عن الشيء تفريطه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شرف النسب، وقيل: يريد أن التقرب لله لا يحصل بالنسب وكثرة العشائر، بل بالعمل الصالح، فمن لم يتقرب بذلك لا يتقرب إليه بعلو النسب. (¬1) في (س): ابتغاء العلم، والمثبت من (ذ)، وهي كذلك في رواية معمر عند ابن خزيمة (193) وابن حبان (85) و (1325). (¬2) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود. وأخرجه الترمذي (3845) و (3846)، والنسائي 1/ 98 من طريق عاصم، بهذا الإسناد. ووقفاه، ومثله لا يقال بالرأي. وهو في "مسند أحمد" (18089)، و"صحيح ابن حبان" (1100). ويشهد له حديث أبي الدرداء السالف برقم (223). قال السندي: قوله: "أنبط العلم" من: نَبَط البئرَ، كضرب ونصر: إذا استخرج ماءَه، والمراد: أطلب العلم وأستخرجه من قلوب العلماء وأحصله في قلبي.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِهِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ" (¬1). 228 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ، وَقَبْضُهُ أَنْ يُرْفَعَ، وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي ¬

_ (¬1) حديث ضعيف، واختلف على سعيد المقبري في إسناده، فرواه جمعٌ عن أبي صخر -وهو حميد بن زياد الخراط، وتفرد حاتم بن إسماعيل فسماه في روايته حميد بن صخر! - عن المقبري، عن أبي هريرة رفعه، وحميد هذا مختلفٌ فيه، قال أحمد: ليس به بأس، ومثله قال ابن معين في رواية، وفي رواية أخرى ضعفه، وضعّفه النسائي أيضا. وساق حديثه هذا ابن عدي في "الكامل"، فمثله لا يقبل عند المخالفة. ورواه عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث، عن كعب الأحبار قوله. ورواه ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب قوله. ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 191 - 192، ثم قال: وقول عبيد الله ابن عمر أشبه بالصواب. والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 209. وأخرجه أبو يعلى (6472)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 691، والحاكم 1/ 91 من طريق حميد بن صخر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8603)، و"صحيح ابن حبان" (87). وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5911)، وسنده ضعيف.

تَلِي الْإِبْهَامَ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ: الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ شَرِيكَانِ فِي الْأَجْرِ، وَلَا خَيْرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ بعد (¬1) " (¬2). 229 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِحَلْقَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ، وَالْأُخْرَى يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ، هَؤُلَاءِ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلَاءِ يَتَعَلَّمُونَ، ويعلمون، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا"، فَجَلَسَ مَعَهُمْ (¬3). ¬

_ (¬1) لفظ "بعدُ" من (س)، وليس في (ذ) والنسخ المطبوعة. (¬2) إسناده ضعيف، عثمان بن أبي عاتكة ضعيف في روايته عن علي بن يزيد، وعلي بن يزيد ضعيف، وقال يحيى بن معين: علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة هي ضِعاف كلها. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7875)، والخطيب في "تاريخه" 2/ 212، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 28 من طريق عثمان بن أبي عاتكة، بهذا الإسناد. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، داود بن الزبرقان: متروك، وبكر بن خنيس ضعيف، وكذا عبد الرحمن بن زياد: وهو ابن أنعُم الإفريقي. وأخرجه الطيالسي (225) عن عبد الله بن المبارك، والدارمي (349) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، كلاهما عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو. وعبد الرحمن بن رافع -وهو التنوخي- ضعيف أيضًا.

18 - باب من بلغ علما

18 - بَابُ مَنْ بَلَّغَ عِلْمًا 230 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ فُضَيْلٍ، قال حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ أَبِي هُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ ليس بفَقِيهٍ (¬1)، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ". زَادَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: "ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنُّصْحُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ): "غير فقيه"، والمثبت من (س). (¬2) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سُليم. عباد والد أبي هبيرة: هو عبّاد بن شيبان الأنصاري السلمي، قال الحافظ في "التقريب": صحابي. وأخرج القطعة الأولى منه أبو داود (3660)، والترمذي (2847)، والنسائي في "الكبرى" (5816) من طريق أبان بن عثمان بن عفان، عن زيد بن ثابت. وأخرجه تامًا الدارمي (229)، وابن أبي عاصم في "السنة" (94)، والطبراني في "الكبير" (4890) و (4925)، وفي "الأوسط" (7271)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1736) و (1737) من طرق عن زيد بن ثابت. وهو في "مسند أحمد" (21590)، و"صحيح ابن حبان" (67) و (680). وقوله: "لا يَغِل"، قال ابن الأثير: من الغِل، وهو الحقد والشحناء، أي: لا يدخله حقد يزيله عن الحق، ويروى بضم الياء من الإغلال، وهو الخيانة، والمعنى: أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن تمسك بها، طهر قلبه من الخيانة والدَّخَل والشر.

231 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى فَقَالَ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ" (¬1). 231م- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ. 232 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، أن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَحْفَظُ مِنْ سَامِعٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد السلام -وهو ابن أبي الجنوب- متروك الحديث، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن. وسيأتي مكررًا برقم (3056) وفيه زيادة. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2604)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1602)، والطبراني في "الكبير" (1542) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (228)، وأبو يعلى (7413)، والطحاوي (1601)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 4 - 5، والطبراني (1541) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن الزهري، عن محمَّد بن جبير بن مطعم، به. لم يذكروا فيه عبد السلام. وسيأتي دون ذكر عبد السلام في المكرر الذي بعده. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وهو متابَع. =

233 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ أَمْلَاهُ عَلَيْنَا، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ رَجُلٍ آخَرَ هُوَ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي بكرة عن أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: "لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ يَبْلُغُهُ أَوْعَى لَهُ مِنْ سَامِعٍ" (¬1). 234 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مُعَاوِيَةَ الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ" (¬2). ¬

_ وأخرجه الترمذي (2848) و (2849) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، به. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (4157)، و"صحيح ابن حبان" (66). (¬1) إسناده صحيح، والرجل المبهم: هو حميد بن عبد الرحمن كما صُرح به في مصادر التخريج، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 576: وإنما كان عند ابن سيرين أفضل من عبد الرحمن بن أبي بكرة لأنه (أي: عبد الرحمن) دخل في الوِلايات، وكان حميد زاهدًا. وأخرجه البخاري (1741)، ومسلم (1679) (31)، والنسائي في "الكبرى" (4078) و (5819) من طريق محمَّد بن سيرين، بالإسنادين جميعًا. وأخرجه البخاري (67)، ومسلم (1679) (29 - 31)، والنسائي (4077) و (5820) من طريق محمَّد بن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة بالإسناد الأول. وهو في "مسند أحمد" (20386)، و"صحيح ابن حبان" (3848) و (5973). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، بهز بن حكيم وأبوه صدوقان. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. =

235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ يَسَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لِيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ" (¬1). 236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، عَنْ مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ الْمَكِّيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا، ثُمَّ بَلَّغَهَا عَنِّي فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (401)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (401) و (402)، والطبراني في "الكبير" 19/ (969 - 972)، والحاكم 4/ 600، وابن عبد البر في ترجمة حكيم من "الاستيعاب" (492) من طريق بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله وما بعده. وهو في "مسند أحمد" (20037). (¬1) صحيح لغيره، وهذا سند ضعيف لجهالة محمَّد بن الحصين التميمي، وسماه بعضهم أيوب. وأخرجه أبو داود (1278) من طريق وهيب، عن قدامة بن موسى، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله. وهو في "مسند أحمد" (5811). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناده ضعيف، محمَّد بن إبراهيم الدمشقي منكر الحديث، ولكن له طرق أخرى يصحُّ بها. وأخرجه أحمد في "المسند" (13350)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 42 من طرق عن معان بن رفاعة، بهذا الإسناد.

19 - باب من كان مفتاحا للخير

19 - بَابُ مَنْ كَانَ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ 237 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ، مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9444)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1584، وابن عبد البر 1/ 42، والضياء في "الأحاديث المختارة" (2328) و (2329) من طرق عن أنس بن مالك مرفوعًا. ويشهد له حديثًا زيد بن ثابت وابن مسعود السالفان (230) و (232)، وانظر تتمة شواهده في "المسند". (¬1) إسناده ضعيف، محمَّد بن أبي حميد، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري وابن معين وابن أبي حاتم: منكر الحديث. وأخرجه الطيالسي (2082)، وحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (967)، وابن أبي عاصم في "السنة" (297) من طريق محمَّد بن أبي حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (697) من طريق حميد المزني، عن أنس، رفعه. وحميد المزني مجهول. وروي هذا من قول أبي الدرداء، أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (949) عن محمَّد بن شعيب، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول الشامي أن أبا الدرداء كان يقول: من الناس مفاتيح للخير ومغاليق للشر، ولهم بذلك أجر، ومن الناس مفاتيح للشر ومغاليق للخير، وعليهم بذلك إصْر، وتفكُر ساعة خير من قيام ليلة. قلنا: وهذا إسناد حسن لولا أن مكحولًا لم يدرك أبا الدرداء. =

20 - باب ثواب معلم الناس الخير

238 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ لهَذَا (¬1) الْخَيْر خَزَائِن، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ" (¬2). 20 - بَابُ ثَوَابِ مُعَلِّمِ النَّاسَ الْخَيْرَ 239 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْبَحْرِ" (¬3). ¬

_ = قوله: "مفاتيح للخير"، قال السندي: أي أن الله تعالى أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير- كالعلم والصلاح- على الناس، حتى كأنه ملكهم مفاتيح الخير ووضعها في أيديهم. (¬1) في (ذ): "هذا"، والمثبت من (س). (¬2) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (296)، وأبو يعلى (7526)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 329 من طريقين عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وقد سقط من المطبوع من "السنة" لابن أبي عاصم: "عبد الرحمن بن". (¬3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان بن عطاء، ولانقطاعه، فإن عطاءً -وهو ابن مسلم الخراساني- لم يسمع من أبي الدرداء. وقد سلف الحديث مطولًا برقم (223) من طريق كثير بن قيس عن أبي الدرداء. ويشهد له حديث أبي أمامة عند الترمذي (2880)، وإسناده محتمل للتحسين.

240 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ، لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ" (¬1). 241 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنيْسَةَ، عَنْ زيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ مَا يُخَلِّفُ الرَّجُلُ مِنْ بَعْدِهِ ثَلَاثٌ: وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، وَصَدَقَةٌ تَجْرِي يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا، وَعِلْمٌ يُعْمَلُ بِهِ بَعْده (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف سهل بن معاذ، ويحيى بن أيوب لم يدرك سهلًا، بينهما زَبَّان بن فائد، وزبان ضعيف أيضًا. فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (446) من طريق ضرار بن صرد، وأبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (40) من طريق ابن عبد الحكم، كلاهما عن يحيى بن أيوب، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، به. ويغني عنه في الباب حديث أبي مسعود الأنصاري عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من دل على خيرِ فله مثلُ أجر فاعله". أخرجه مسلم (1893) وغيره. (¬2) في النسخ المطبوعة: مِن بعده. (¬3) إسناده صحيح. محمَّد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي، وأبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد بن سماك بن رستم. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "التحفة" (12097) عن إسماعيل بن أبي كريمة، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (93) و (4902).

[قَالَ أَبُو الْحَسَنِ]: وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا (¬1) مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ -يَعْنِي أَبَاهُ- حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا نَشَرَهُ (¬2)، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، تلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) قوله: "حدثنا" سقط من (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي، وأثبتناه من (ذ) و (م). وأبو حاتم: هو الرازي محمَّد بن إدريس. وهذا الإسناد ضعيف لضعف محمَّد بن يزيد بن سنان وأبيه. (¬2) في النسخ المطبوعة: "علمًا علَّمه ونشره"، والمثبت من أصولنا الخطية و"مصباح الزجاجة" للبوصيري. (¬3) إسناده ضعيف لضعف مرزوق بن أبي الهذيل. وأخرجه ابن خزيمة (2490)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (3448) عن محمَّد بن يحيى، بهذا الإسناد. وقد صح الحديث بغير هذه السياق عند مسلم (1631)، وأبي داود (2880)، والترمذي (1430)، والنسائي 6/ 251 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعًا بلفظ: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وهو في "مسند أحمد" (8844)، و"صحيح ابن حبان" (3016).

21 - باب من كره أن يوطأ عقباه

243 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ الْمَدينِيُّ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ عِلْمًا، ثُمَّ يُعَلِّمَهُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ" (¬1). 21 - بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبَاهُ (¬2) 244 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ، وَلَا يَطَأُ عَقِبَيْهِ رَجُلَانِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، يعقوب بن حميد ضعيف، وإسحاق بن إبراهيم -وهو ابن سعيد الصواف- لين الحديث، ثم هو منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه المزي في ترجمة عبيد الله بن طلحة الخزاعي من "تهذيب الكمال" 19/ 59 - 60 من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، بهذا الإسناد. (¬2) في أصولنا الخطية: عقبيه، والمثبت من المطبوع، وهو الصواب. (¬3) إسناده حسن، شعيب بن عبد الله بن عمرو: هو شعيب بن محمَّد بن عبد الله ابن عمرو، والد عمرو بن شعيب، وقوله: "عن أبيه" يريد أباه الأعلى، وهو جده عبد الله، وسماه أباه لأنه هو الذي رباه، وشعيب هذا صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 642. وأخرجه أبو داود (3770) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6549). وقوله: "ما رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يأكل متكئًا" له شاهد من حديث أبي جحيفة عند البخاري (5398). =

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَحَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، صَاحِبُ الْقَفِيزِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. 245 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، وَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ، فَجَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ، لِئَلَّا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنْ الْكِبْرِ (¬1). ¬

_ = وقوله: "ولا يطأ عقبيه رجلان" له شاهد من حديث جابر سيأتي برقم (246). قوله: "ولا يطأ عقبيه رجلان"، قال السندي: أي: لا يمشي رجلان خلفه، فضلًا عن الزيادة، يعني أنه من غاية التواضع لا يتقدم أصحابَه في المشي، بل إما أن يمشي خلفهم ويسوق أصحابه، أو يمشي فيهم. (¬1) إسناده ضعيف من أجل علي بن يزيد: وهو الألْهاني. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وأخرجه أحمد في "المسند" (22292)، والطبراني في "الكبير" (7869)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (298) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. قوله: "وقر ذلك في نفسه"، قال السندي: أي: ثقل فكرهه. وقوله: "لئلا يقع ... " إلخ، قال: هذا على حسب ظن الراوي، فقد لا يكون السبب ذلك بل هو غيره، كما سيجيء في الحديث الآتي (يعني حديث جابر الآتي بعده في مشي الملائكة خلفه)، وعلى تقدير أن الراوي أخذ ذلك من جهته، فيمكن أنه قال ذلك للتنبيه على ضعف حالة البشر، وأنه محلٌّ للآفات كلها لولا عصمة الله =

22 - باب الوصاة بطلبة العلم

246 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا مَشَى، مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ، وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلَائِكَةِ (¬1). 22 - بَابُ الْوَصَاةِ بِطَلَبَةِ الْعِلْمِ 247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَاشِدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ: مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَاقْنُوهُمْ" (¬2). ¬

_ = الكريم، فلا ينبغي له الاغترار، بل ينبغي له زيادة الخوف والأخذ بالأحوط والتجنب عن الأسباب المؤدية إلى الآفات النفسانية. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ونُبيح العنزي: هو ابن عبد الله. وأخرجه الدارمي (45)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2075)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص 94، والحاكم 4/ 281، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 117 من طريق الأسود بن قيس، بهذا الإسناد. ورواية الدارمي ضمن حديث مطول، وفيها: وقام أصحابه، فخرجوا بين يديه، وكان يقول: "خلوا ظهري للملائكة". وهو في "مسند أحمد" (14236)، و"صحيح ابن حبان" (6312). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، أبو هارون العبدي -واسمه عمارة بن جوين- ضعيف باتفاقهم، وبعضهم كذبه. وسيأتي بنحوه برقم (249). وأخرجه الترمذي (2841) و (2842) من طريق أبي هارون العبدي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون عن أبي سعيد. =

قُلْتُ لِلْحَكَمِ: مَا "اقْنُوهُمْ"؟ قَالَ: عَلِّمُوهُمْ. 248 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ حَتَّى مَلَأْنَا الْبَيْتَ، فَقَبَضَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ نَعُودُهُ حَتَّى مَلَأْنَا الْبَيْتَ، فَقَبَضَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى مَلَأْنَا الْبَيْتَ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ لِجَنْبِهِ، فَلَمَّا رَآنَا قَبَضَ رِجْلَيْهِ (¬1)، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ مِنْ بَعْدِي يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، فَرَحِّبُوا بِهِمْ، وَحَيُّوهُمْ، وَعَلِّمُوهُمْ". قَالَ: فَأَدْرَكْنَا -وَاللَّهِ- أَقْوَامًا مَا رَحَّبُوا بِنَا، وَلَا حَيَّوْنَا، وَلَا عَلَّمُونَا إِلَّا بَعْدَ أَنْ كُنَّا نَذْهَبُ إِلَيْهِمْ، فَيَجْفُونَا (¬2). 249 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: ¬

_ = وأخرج تمام في "فوائده" (93)، وابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل" 2/ 12، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (21)، والحاكم 1/ 88 من طريق سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أنه قال: مرحبًا بوصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوصينا بكم. وهذا سند ضعيف من أجل الجريري، واسمه: سعيد، فقد اختلط قبل موته بثلاث سنين، وعباد بن العوام روى عنه بعد الاختلاط. وروي نحوه من وجوه أخرى لا يصح منها شيءٌ. (¬1) في (م): رجليه إليه. (¬2) خبر موضوع، المعلى بن هلال بن سويد الحضرمي كذبه أحمد ويحيى بن معين وابن المبارك وأبو داود وغيرهم، وقال البخاري: تركوه.

23 - باب الانتفاع بالعلم والعمل به

كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَنَا: "إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإِنَّهُمْ سَيَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ، فَإِذَا جَاؤُوكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا" (¬1). 23 - بَابُ الِانْتِفَاعِ بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ 250 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ" (¬2). 251 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى ابْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. وقد سلف برقم (247). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قد أُعل بالانقطاع بين سعيد -وهو المقبُري- وبين أبي هريرة، وجاء ذكرُ الواسطة بينهما مصرَّحًا به في رواية الليث بن سعد عن سعيد المقبري عند المصنف برقم (3837)، وأبي داود (1548)، والنسائي 8/ 263 و 284 - 285، وهو عَبَّاد بن أبي سعيد المقبُري، وهو مجهول، وذكر ابنُ المديني في "العلل" ص 79 أن ابن أبي ذئب رواه عن سعيد المقبري عن عبد الرحمن ابن مِهران عن أبي هريرة. وابن مهران صدوق حسن الحديث. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة"10/ 187. وأخرجه النسائي 8/ 284 من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8488). وفي الباب عن غير واحد من الصحابة رضوان الله عليهم، انظر تخريج أحاديثهم عند حديث عبد الله بن عمرو في "مسند أحمد" (6557).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ" (¬1). 252 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ، لَا يعلمه (¬2) إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنْ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" يَعْنِي: رِيحَهَا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، موسى بن عُبيدة -وهو الربذي- ضعيف، وشيخه محمَّد ابن ثابت مجهول. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 281. وأخرجه الترمذي (3916) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3804) و (3833). وله شاهد حسن من حديث أنس بن مالك عند الطبراني في "الدعاء" (1405)، والحاكم 1/ 510، والبيهقي في "الدعوات" (210) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن سليمان بن موسى، عن مكحول أنه دخل على أنس بن مالك، قال: فسمعه يذكر أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقول: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علمًا تنفعني به". (¬2) هكذا في أصولنا الخطية، وفي النسخ المطبوعة: يتعلَّمه. (¬3) إسناده حسن إن شاء الله، فليح بن سليمان -وإن تكلم فيه- قد انتقى له البخاري أحاديث في الفضائل والرقائق، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 731، وعنه أخرجه أبو داود (3664). وهو في "مسند أحمد" (8057)، و"صحيح ابن حبان" (78). ويشهد له حديث جابر الآتي برقم (254).

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: أخبرنا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قال: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 253 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَرِبٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَهُوَ فِي النَّارِ" (¬1). 254 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَالنَّارُ النَّارُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف حماد بن عبد الرحمن، وجهالة أبي كرب الأزدي. وله شاهد من حديث كعب بن مالك عند الترمذي (2845)، وسنده ضعيف. ويشهد له حديث جابر الآتي. وانظر ما سيأتي برقمي (259) و (260) بإسنادين واهيين. (¬2) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح لكن فيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير. وأخرجه الحاكم 1/ 86، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 187 من طريق ابن أبي مريم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (77). قوله: "ولا تخيروا به المجالس" قال السندي: أي: لا تختاروا به خيار المجالس وصدورها. وقوله: "فالنار" أي: فله النارُ، أو فيستحق النارَ.

255 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ عبدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أُمَّتِي سَيَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ، وَيَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ، وَيَقُولُونَ: نَأْتِي الْأُمَرَاءَ فَنُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ، وَنَعْتَزِلُهُمْ بِدِينِنَا. وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ، كَمَا لَا يُجْتَنَى مِنْ الْقَتَادِ إِلَّا الشَّوْكُ، كَذَلِكَ لَا يُجْتَنَى مِنْ قُرْبِهِمْ إِلَّا" (¬2). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ: كَأَنَّهُ يَعْنِي: الْخَطَايَا. 256 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحُزْنِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا جُبُّ الْحُزْنِ؟ قَالَ: "وَادٍ فِي جَهَنَّمَ تعوَّذُ (¬3) مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ" قيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ¬

_ (¬1) هكذا في أصولنا الخطية مكبرًا: عَبد الله، وفي "التحفة" (5825) والنسخ المطبوعة: عبيد الله، مصغَرًا، وكلاهما مأثور في اسمه، وهو عُبيد الله أو عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عبيد الله بن المغيرة بن أبي بردة، فقد تفرد بالرواية عنه يحيى بن عبد الرحمن الكندي، ولم يوثقه أحد، وقال الذهبي: مجهول. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8236)، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 161 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. القَتَاد: شجر ذو شوك، لا يكون له ثمر سوى الشوك. (¬3) في النسخ المطبوعة: يتعوَّذ.

مَنْ يَدْخُلُهُ (¬1)؟ قَالَ: "أُعِدَّ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ بِأَعْمَالِهِمْ، وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْقُرَّاءِ إِلَى اللَّهِ الَّذِينَ يَزُورُونَ الْأُمَرَاءَ".قَالَ الْمُحَارِبِيُّ: "الْجَوَرَةَ" (¬2). [قَالَ أَبُو الْحَسَنِ]: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، قَالَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: قَالَ عَمَّارٌ: لَا أَدْرِي مُحَمَّدا أَوْ أَنَس بْن سِيرِينَ (¬3). 257 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ النَّصْرِيِّ، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ، عَنْ الْأَسْوَدِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ صَانُوا الْعِلْمَ وَوَضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا بِهِ أَهْلَ زَمَانِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ بَذَلُوهُ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا بِهِ مِنْ دُنْيَاهُمْ، فَهَانُوا عَلَيْهِمْ، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ¬

_ (¬1) في (س) و (م): من يدخلها. والمثبت من (ذ). (¬2) إسناده ضعيف لضعف عمار بن سيف الضبي وجهالة أبي معاذ، ويقال: أبو مُعان. وأخرجه الترمذي (2541) من طريق عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب. الجَوَرَة: الظَّلَمة. (¬3) هذا الإسناد من زيادات أبي الحسن القطان، لذلك لم يذكره الحافظ المزي في "التحفة" (14586)، ووهم الحافظ ابن حجر فاستدركه عليه في "النكت الظراف"، ومما يدل على أنه من زيادات أبي الحسن القطان كونه مرويًا عن إبراهيم ابن نصر: وهو إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز أبو إسحاق الرازي، وهو من شيوخ القطان، فقد سمع منه "مسنده" فيما ذكره الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني في "الإرشاد" ص 650 في ترجمة إبراهيم هذا. وهذا الإسناد لم يرد في (م).

"مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا، هَمَّ آخِرَتِهِ، كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَك" (¬1) َ. قال أبو الحسن: حدثنا خازم بن يحيى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد [بن عبد الله] (¬2) بن نُميرٍ، قالا: حدثنا عبد الله بن نُميرٍ، عن معاوية النصري، وكان ثقة، ثم ذكر الحديث نحوه بإسناده. ¬

_ (¬1) إسناده تالف، نهشل -وهو ابن سعيد بن وردان الورداني- كذبه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، متروك الحديث، ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال مرة: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وضعفه ابن معين وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم، وقال البخاري: روى عنه معاوية النصرىِ أحاديث مناكير. معاوية النصري: هو معاوية بن سلمة النصري، والضحاك: هو ابن مزاحم. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 221، وابن أبي عاصم "الزهد" (274)، والبزار (1638)، والشاشي في "مسنده" (317)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 105 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وسأتي المرفوع مكررًا برقم (4106). والمرفوع من الحديث صحيح من حديث ابن عمر، أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (166) عن الحلواني -وهو الحسن بن علي بن محمَّد الخلال-، عن يزيد ابن هارون، عن عاصم بن محمَّد بن زيد، عن أخيه عمر بن محمَّد بن زيد، عن عبد الله بن دينار أو نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذا إسناد صحيح. وأخرج حديث ابن عمر أيضًا الحاكم 2/ 443 و 4/ 329، والبيهقي في "الزهد" (16) من طريق أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن عمر بن محمَّد بن زيد عن نافع، عن ابن عمر. وفي رواية البيهقي: نافع وعبد الله بن دينار. ويحيى بن المتوكل ضعيف، إلا أن متابعه هو عاصم بن محمَّد ثقة. وانظر حديث زيد بن ثابت الآتي برقم (4105). (¬2) زيادة من المطبوع.

258 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، وَأَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللَّهِ، أَوْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬1). 259 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ (¬2) بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَشْعَثَ بْنَ سَوَّارٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ لِتَصْرِفُوا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، خالد بن دريك لم يدرك ابن عمر. وأخرج الترمذي (2846)، والنسائي في "الكبرى" (5879) من طريق محمَّد ابن عباد الهنائي، بهذا الإسناد. وحسَّنه الترمذي! (¬2) كذا في النسخ المطبوعة و"تهذيب الكمال" للمزي وفروعه، وفي أصولنا الخطية: بشْر. قالَ سبط ابن العجمي في "الكشف الحثيث" ص 76: بِشر بن ميمون الواسطي الخراساني، كذا رأيته بخط الحافظ صدر الدين سليمان بن مُفلح الياسوفي في حاشيته على نسخة من "الميزان" قال عنه: راوي حديث مقبرة عسقلان .. وقد ذكر الذهبي حديث مقبرة عسقلان في ترجمة بشير بن ميمون بزيادة ياء مثناة تحت، وكذا كلام البخاري وابن معين في بَشير، والله أعلم، وقد راجعتُ نسخة عندي من "الموضوعات" وهي غير صحيحة قال فيها: بشير بن ميمون، بزيادة ياء، فيُحرَّر مع من الصواب، والله أعلم. (¬3) إسناده تالف، بشير بن ميمون متروك، قال البخاري: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: متهم بالوضع، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وقال في موضع آخر: متروك الحديث. =

24 - باب من سئل عن علم فكتمه

260 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أخبرنا وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، ويماري (¬1) بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ" (¬2). 24 - بَابُ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ 261 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عِمَارَةُ ابْنُ زَاذَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا عَطاَءٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَحْفَظُ عِلْمًا فَيَكْتُمُهُ إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ النَّارِ" (¬3). ¬

_ = وأخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (22) من طريق أحمد بن عاصم العباداني، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب أيضًا (21) من طريق عطاء بن عجلان، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، رفعه. وعطاء بن عجلان متروك، قال الحافظ في "التقريب": بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب. وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (253). (¬1) في النسخ المطبوعة: ويجاري. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن سعيد المقبري متروك، واتهمه يحيى بن سعيد بالكذب، وقال أحمد: منكر الحديث، متروك الحديث، وضعفه ابن معين، وأبو زرعة وغيرهما. محمَّد بن إسماعيل: هو ابن سمرة الأحمسي. وعزاه العجلوني في "كشف الخفاء" 2/ 410 إلى الطبراني من حديث أبي هريرة. وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (253). (¬3) حديث صحيح، عمارة بن زاذان وإن كان فيه ضعف -قد تابعه حماد بن سلمة كما سيأتي. =

*قَالَ أَبُو الْحَسَنِ- أَيِ الْقَطَّانُ-: وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عِمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 262 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَاللَّهِ، لَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مَا حَدَّثْتُ عَنْهُ - يَعْنِي عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا أَبَدًا، لَوْلَا قَوْلُ اللَّهِ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ ... } إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ. [البقرة: 174 و 175] (¬2). 263 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَمَنْ كَتَمَ حَدِيثًا فَقَدْ كَتَمَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ" (¬3). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2840) من طريق عبد الله بن نمير، عن عمارة بن زاذان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3658) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم، به. وهو في "مسند أحمد" (7571)، و"صحيح ابن حبان" (95). وسيأتي برقم (266) من طريق محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة. اللَّجام: ما يشدُّ به فم الدابة فيسهل قيادها. (¬1) إسناد أبي الحسن القطان هذا لم يرد في (ذ) و (م). (¬2) أثر صحيح. وأخرجه البخاري (118)، والنسائي في "الكبرى" (5836) من طريق الأعرج، به. وهو في "مسند أحمد" (7276). (¬3) ضعيف جدًا، الحسين بن أبي السري -وهو ابن المتوكل بن عبد الرحمن ابن حسان الهاشمي مولاهم العسقلاني، اتهمه أخوه محمَّد وأبو عروبة بالكذب، =

264 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنِي عمرو بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ" (¬1). 265 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حِبَّانَ (¬2) بْنِ وَاقِدٍ الثَّقَفِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ، ¬

_ = وضعفه أبو داود، لكنه قد توبع، وعبد الله بن السري ضعيف، ضعفه العقيلي وابن حبان وأبو نعيم الأصبهاني وابن الجوزي، وقال البخاري: لا أعرف عبد الله، ولا له سماعًا من ابن المنكدر. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 197، وابن أبي عاصم في "السنة" (994)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 264 وابن عدي في "الكامل" 4/ 1528، والخطيب في "تاريخه" 9/ 471 من طرق عن خلف بن تميم بهذا الإسناد. قال العقيلي: وقد رواه غير خلف فأدخل بين عبد الله بن السري ومحمد بن المنكدر رجلين مشهورين بالضعف. ثم أخرجه 2/ 265 من طريق أحمد بن إسحاق البزار، وأخرجه ابن عدي من طريق سعيد بن زكريا، كلاهما عن عبد الله بن السري، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمَّد بن زاذان، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر. وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد أشبه وأولى. قلنا: وعنبسة وزاذان متروكان، وزاذان متهم بالوضع. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، يوسف بن إبراهيم -وهو التميمي أبو شيبة الواسطي- قال البخاري: صاحب عجائب، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب. وقال ابن حبان: يروي عن أنس ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 168/ 3 و 449/ 4، والمزي في ترجمة عمر ابن سليم من "تهذيب الكمال" 21/ 379 من طريق الهيثم بن جميل، بهذا الإسناد. ويغني عنه حديث أبي هريرة السالف برقم (261). (¬2) في (ذ) و (م) و"مصباح الزجاجة": حَيّان، بالياء المثناة. وكذلك وقع للحافظ ابن عساكر في "المشايخ النَّبَل"، قال الحافظ المزي في "التهذيب": وأظنه واهمًا في ذلك، والله أعلم.

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَابٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ فِي أَمْرِ النَّاسِ، في الدِّينِ (¬1)، أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ النَّار" (¬2). 266 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرَابِيسِيُّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يعلمه فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: في أمر الناس أمر الدين. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن داب، قال أبو زرعة: ضعيف الحديث، يكذب. وقال الأصمعي: قال لي خلف الأحمر: ابن داب يضع الحديث بالمدينة، وقيل: إن ابن داب الذي ذكره خلف هو عيسى بن يزيد. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 99 من طريق عبد الله بن عاصم بهذا الإسناد. ويغني عنه حديث أبي هريرة السالف برقم (261). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وانظر ما سلف برقم (261).

أبواب الطهارة وسننها

أَبْوَابُ الطَّهَارَةِ وَسُنَنِهَا 1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مِقْدَارِ الْمَاءِ لِلْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ 267 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية، وأبو ريحانة: هو عبد الله بن مطر البصري، وسفينة: هو مولى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 65. وأخرجه مسلم (326)، والترمذي (56) من طريق أبي ريحانة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21930). وانظر ما بعده. قوله: "بالمد"، قال السندي: بضم الميم وتشديد الدال: مكيال معروف، الجمهور على أنه رطل وثلث بالبغدادي، وأبو حنيفة على أنه رطلان بالبغدادي. "بالصاع"، قال: أربعة أمداد، وقيل: قد عُلم أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان معتدلًا في الخَلق مربوعًا، فمن كان كذلك فالسنة في حقه هذا، والقصير والطويل ينقص ويزيد بقدر نقصان جسده وطوله من حد الاعتدال، والحق عند أهل التحقيق أنه لا حدَ في قدر ماء الطهارة، فقد جاء أقل من هذا القدر وأكثر في أحاديث، كما لا يخفى على المتتبع، والمقصود الاستيفاء مع مراعاة السُّنن والآداب بلا إسراف ولا تقتير، ويراعى الوقت وكثرة الماء وقلته وغير ذلك.

268 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ (¬1). 269 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ، وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاع (¬2). 270 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الصَّبَّاحِ، وَعَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَبَّانَ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُجْزِئُ مِنْ الْوُضُوءِ مُدٌّ، وَمِنْ الْغُسْلِ صَاعٌ"، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا يُجْزِئُنَا، فَقَالَ: قَدْ كَانَ يُجْزِئُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ وَأَكْثَرُ شَعَرًا، يَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (92)، والنسائي 1/ 180 - من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/ 180 من طريق الحسن، عن أمه، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24898). (¬2) حديث صحيح، وهذا سند فيه عنعة أبي الزبير، لكنه متابع. وأخرجه أبو داود (93) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر. ويزيد بن أبي زياد أيضًا متابع. وهو في "مسند أحمد" (14250) وفيه تمام تخريجه. (¬3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي، ويزيد بن أبي زياد. =

2 - باب: لا يقبل الله صلاة بغير طهور

2 - بَابٌ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ 271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، خَتَنُ الْمُقْرِئِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ أَبِيهِ -واسمه أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً إِلَّا بِطُهُورٍ، وَلَا يَقْبَلُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ" (¬1). 271م- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ شُعْبَةَ، نَحْوَهُ. 272 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ (ح) ¬

_ = وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1516 - ترجمة عبد الله بن فروخ- من طريق ابن عقيل بن أبي طالب، عن أبيه، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يكفي من الوضوء مد، ومن الغسل صاع". ويشهد للمرفوع منه أحاديث الباب، فيصح بها. والقصة فيه ورد نحوها عن جابر عند البخاري (252)، والنسائي 1/ 127 - 128 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي جعفر الباقر: أنه كان عند جابر هو وأبوه وعنده قومه، فسألوه عن الغسل، فقال: يكفيك صاعٌ، فقال رجل: ما يكفيني، فقال جابر: كان يكفي مَن هو أوفى منك شعرًا وخير منك. ثم أمنا في ثوب. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (59)، والنسائي 1/ 87 - 88 و5/ 56 - 57 من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20708)، و"صحيح ابن حبان" (1705). قوله: "من غلول"، قال السندي: بضم الغين المعجمة: الخيانة في الغنيمة، والمراد ها هنا مُطلَق الحَرَام.

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً إِلَّا بِطُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ" (¬1). 273 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ" (¬2). 274 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب. وأخرجه مسلم (224)، والترمذي (1) من طريق سماك بن حرب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن. وهو في "مسند أحمد" (4700)، و"صحيح ابن حبان" (3366). ويشهد له ما قبله. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سنان بن سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 5، وأبو عوانة (639)، وأبو يعلى (4251)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 320 من طريق يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. ويشهد له الحديثان قبله. (¬3) إسناده ضعيف جدًا. الخليل بن زكريا متروك. =

3 - باب: مفتاح الصلاة الطهور

3 - بَابٌ: مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ 275 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 931 و 6/ 2332، والمزي في ترجمة الخليل ابن زكريا من "تهذيب الكمال" 8/ 336 من طريق الخليل بن زكريا، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي 6/ 2291 و 2332 من طريق محمَّد بن عبد العزيز الدِّينَوري، عن المنهال بن بحر، عن هشام بن حسان، به. وقال: وهذا بهذا الإسناد تفرد به محمَّد بن عبد العزيز الدينوري، عن المنهال بن بحر، عن هشام، وهو باطل بهذا الإسناد، وقد رواه الخليل بن زكريا، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد، والمنهال خير من الخليل بن زكريا. انتهى. قلنا: وأحاديث الباب تُغْني عنه. (¬1) حسن لغيره، عبد الله بن محمَّد بن عقيل حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجال الإسناد ثقات. سفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (61) و (618)، والترمذي (3) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1006). وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري وهو الآتي بعد هذا. وآخر من حديث جابر عند الترمذي (4)، وإسناده ضعيف. وثالث من حديث عبد الله بن زيد عند الطبراني في "الأوسط" (7175)، وفي إسناده الواقدي، وهو ضعيف. وقد صح عن ابن مسعود موقوفًا عليه عند ابن أبي شيبة 1/ 229، والبيهقي 2/ 16. قوله: "مفتاح الصلاة الطهور"، قال السندي: الظاهر أن المراد الفعل، فهو بالضم، والفتح إن جُوِّز الفتح في الفعل، وقيل: يجوز الفتح على أن المراد الآلة، لأن الفعل لا يتأتى إلا بالآلة، قلت (القائل السندي): وهو غير منايسب بما بعده. =

4 - باب المحافظة على الوضوء

276 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ طَرِيفٍ السَّعْدِيِّ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ" (¬1). 4 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوُضُوءِ 277 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ" (¬2). ¬

_ = وقوله: "وتحريمها"، أي: تحريم ما حرم الله فيها من الأفعال، وكذا "تحليلها"، أي: تحليل ما حل خارجها من الأفعال. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سفيان طريف بن شهاب السعدي. أبو نضرة، اسمه: المنذر بن مالك بن قِطْعة. وأخرجه الترمذي (238) من طريق أبي سفيان السعدي، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن. وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح، وهذا سند فيه انقطاع بين سالم بن أبي الجعد وبين ثوبان، نبه على ذلك غير واحد من الأئمة، لكن له طريق أخرى متصلة كما سيأتي في التخريج. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الطيالسي (996)، وابن أبي شيبة 1/ 5 - 6، والدارمي (655)، والحاكم 1/ 130، والبيهقي 1/ 82 و 457، والبغوي (155) وغيرهم من طريق =

278 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَعْمَالِكُمْ (¬1) الصَّلَاةَ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ" (¬2). ¬

_ = سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، رفعه. وهو من هذه الطريق في "مسند أحمد" (22378). قال البغوي: هذا منقطع، ويروى متصلًا عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن ثوبان. قلنا: وهذه الطريق المتصلة أخرجها الدارمي (656)، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (167)، والطبراني في "الكبير" (1444) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ابن ثوبان، حدثني حسان بن عطية، أن أبا كبشة السلولي حدثه، أنه سمع ثوبان ... وهذا سند حسن، وصححه ابن حبان (1037) وهو في "مسند أحمد" (22433). وانظر ما بعده. قوله: "استقتيموا"، قال السندي: الاستقامة: اتباع الحق، والقيام بالعدل، وملازمة المنهج المستقيم من الإتيان بجميع المأمورات والانتهاء عن جميع المناهي، وذلك خطب عظيم لا يطيقه إلا من استضاء قلبه بالأنوار القدسية وتخلص من الظلمات الإنسية، وأيده الله تعالى من عنده، وقليل ما هم، فأخبر بعد الأمر بذلك أنكم لا تقدرون على إيفاء حقه والبلوغ إلى غايته بقوله: "ولن تحصوا"، أي: ولن تطيقوا، وأصل الإحصاء العدل والإحاطة به، لئلا يغفلوا عنه، فلا يتكلوا على ما يوفون به، ولا ييأسوا من رحمته فيما يذرون، عجزًا وقصورًا لا تقصيرًا. وقيل: معناه: لن تحصوا ثوابه، والله تعالى أعلم. (¬1) في (م) و"مصباح الزجاجة": واعلموا أن خير أعمالكم. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سليم. مجاهد: هو ابن جبر. =

5 - باب: الوضوء شطر الإيمان

279 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَسِيدٍ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الدِّمَشْقِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ، قَالَ: "اسْتَقِيمُوا وَنِعِمَّا إِنْ اسْتَقَمْتُمْ، وَخَيْرُ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ" (¬1). 5 - بَابٌ: الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ 280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ أَخِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تملأ (¬2) الْمِيزَانِ، وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 6، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (169)، والبيهقي في "الشعب" (2714)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 319 من طريق ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله. (¬1) إسناده ضعيف، لضعف إسحاق بن أسيد، وجهالة أبي حفص الدمشقي. وأخرجه ابن نصر المروزي (174)، والطبراني في "الكبير" (8124) والبيهقي في، الشعب، (2804)، والمزي في ترجمة أبي حفص الدمشقي من "تهذيب الكمال" 33/ 253 من طريق سعيد بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وانظر الحديثين قبله. (¬2) في (ذ) والنسخ المطبوعة: ملءُ.

6 - باب ثواب الطهور

وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا" (¬1). 6 - باب ثواب الطهور 281 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. معاوية بن سلام: هو ابن أبي سلام ممطور الحبشي، وأخوه: اسمه زيد بن سلام، وجده أبو سلام: هو ممطور الحبشي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/ 5 - 8، وفي "الكبرى" (9925) من طريق محمَّد بن شعيب بن شابور، بهذا الإسناد. وهو من هذا الطريق في "صحيح ابن حبان" (844). ورواية "الكبرى" مختصرة. وأخرجه مسلم (223)، والترمذي (3826)، والنسائي في "الكبرى" (9924) من طريق أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري، رفعه. وقال الترمذي: حديث صحيح. قلنا: وهو من هذه الطريق بهذا السند في "مسند أحمد" (22902)، وهو سند منقطع، فإن أبا سلام لم يسمع من أبي مالك الأشعري، بينهما عبد الرحمن بن غنم، كما في رواية معاوية ابن سلام عند المصنف والنسائي وابن حبان السالف تخريجها. وانظر تمام الكلام عليه في تعليقنا على "المسند". (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه البخاري (477) و (647) و (2119)، ومسلم بإثر الحديث (661) / (272)، وأبو داود (559)، والترمذي (609)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" =

282 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَأَنْفِهِ، وإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ -يعني- مِنْ وَجْهِهِ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ، فَإِذَا مَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رَأْسِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ أُذُنَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِ رِجْلَيْهِ، وَكَانَتْ صَلَاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً" (¬1). 283 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ¬

_ = كما في "تحفة الأشراف" (12379) من طريق سليمان الأعمش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه بنحوه مسلم (666) من طريق أبي حازم الأشجعي، والنسائي في "المجتبى" 2/ 42 من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة رفعه. وهو في "مسند أحمد" (7430)، و"صحيح ابن حبان" (2043)، وسيرد عند المصنِّف برقم (774). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي، عبد الله الصنابحي، الصواب أنه أبو عبد الله الصنابحي، وهو عبد الرحمن بن عسيلة، تابعي لم يدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد بسطنا الكلام فيه في ترجمته في "المسند" 31/ 409 - 412. وأخرجه النسائي 1/ 74 - 75 من طريق مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19064).

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ يَدَيْهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ ذِرَاعَيْهِ وَرَأْسِهِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَّتْ خَطَايَاهُ مِنْ رِجْلَيْهِ" (¬1). 284 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: غُرٌّ مُحَجَّلُونَ بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يزيد بن طلق، وضعف عبد الرحمن ابن البيلماني. وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطول مسلم (832) من طريق عكرمة بن عمار، حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير، عن أبي أمامة (قال عكرمة: ولقي شدَّاد أبا أمامة وواثلة، وصحب أنسًا إلى الشام) عن أبي أمامة قال: قال عمرو ابن عنبسة السلمي ... وهو في "مسند أحمد" (17019). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه الطيالسي (361)، وابن أبي شيبة 1/ 6، وأبو يعلى (5048) و (5300) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3820)، و"صحيح ابن حبان" (1047) و (7242). قوله: "محجلون"، قال السندي: من التحجيل، وهو الدواب التي قوائمها بيض، والمراد: ظهور النور في أعضاء الوضوء. "بُلْق"، بضم فسكون: جمع أبلق، وهو من الفرس، ذو سواد وبياض، وكأنهم شبهوا بظهور النور في أعضاء الوضوء دون غيرها بالخيل البلق، وإلا فحاشاهم من السواد في ذلك اليوم، ولذلك قال: من آثار الوضوء، أي: أنواره الظاهرة على أعضائه.

* قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَاه أَبُو حَاتِمٍ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. 285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي حُمْرَانُ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَاعِدًا فِي الْمَقَاعِدِ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَقْعَدِي هَذَا تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَلَا تَغْتَرُّوا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، أبو عمرو. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (175) عن محمود بن خالد، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (159) و (160) و (164) و (1934) و (6433)، ومسلم (226) و (227) و (229)، وأبو داود (106) و (107) و (109)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 64 و 65 و80 و91 من طرق عن حمران مولى عثمان، به. وزيد في أكثر الروايات: صلاة ركعتين بعد الوضوء. وهو في "مسند أحمد/ (459) و (478)، و"صحيح ابن حبان" (360) و (1041). وقوله: "لا تغتروا"، أي: لا تحملوا الغفران على عمومه في جميع الذنوب، فتسترسلوا اتكالًا على غفرانها بالصلاة، وقيل: إن المكفَّر بالصلاة هي الصغائر، فلا تغتروا فتعملوا الكبيرة بناءً على تكفير الذنوب بالصلاة، فإنه خاص بالصغائر. انظر "فتح الباري" 11/ 251. ودعوى البوصيري في "الزوائد" أن البخاري خرج الحديث دون قوله: "لا تغتروا" وهم منه رحمه الله، فهو عنده بهذه الزيادة في الرقاق: الباب الثامن من "صحيحه" برقم (6433).

7 - باب السواك

285 - (م) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي حُمْرَانُ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ. 7 - بَابُ السِّوَاكِ 286 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ (¬1). 287 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وأبو وائل اسمه: شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (245) و (889) و (1136)، ومسلم (255)، وأبو داود (55)، والنسائي 1/ 8 و 3/ 212 من طريق أبي وائل شقيق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23242)، و"صحيح ابن حبان" (1072). قوله: "يشوص"، أي: يدلك. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 331. =

288 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ (¬1). 289 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ عن أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَسَوَّكُوا فَإِنَّ السِّوَاكَ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ، ومَا جَاءَنِي جِبْرِيلُ إِلَّا أَوْصَانِي بِالسِّوَاكِ، حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيَّ وَعَلَى أُمَّتِي، وَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُهُ لَهُمْ، وَإِنِّي لَأَسْتَاكُ حَتَّى لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُحْفِيَ مَقَادِمَ فَمِي" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (887) و (7240)، ومسلم (252)، وأبو داود (46)، والنسائي 1/ 12 من طريق عبد الرحمن الأعرج، والترمذي (22) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة، مرفوعًا. وهو في "مسند أحمد" (7339)، و"صحيح ابن حبان" (1068) و (1531). (¬1) حديث صحيح. سفيان بن وكيع- وإن كان ضعيفا- متابَع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (404) و (1345) عن قتيبة بن سعيد، عن عثام ابن علي، بهذا الإسناد. لم يذكر في موضعيه: "بالليل". ونقل النسائي في الموضع الأول قول عثام: يعني: الركعتين قبل الفجر. وهو في "مسند أحمد" (1881). وسيأتي برقم (1321) بلفظ: "كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصلي بالليل ركعتين ركعتين" دونَ ذكر السواك. (¬2) حسن بشواهده وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن يزيد الألهالي. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. =

290 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ ابْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرِينِي: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْدَأُ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا دَخَلَ يَبْدَأُ بِالسِّوَاكِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطبراني (7876) من طريق عثمان بن أبي العاتكة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد في "المسند" (22269) من طريق عبيد الله بن زحر، عن علي ابن يزيد، به، مختصرًا ولفظه: "ما جاءني جبريل عليه السلامُ قط إلا أمرني بالسواك، لقد خشيتُ أن أحفي مقدَّم فمي". وله شاهد من حديث أنس عند البزار (497). وآخر من حديث أم سلمة عند الطبراني في "الكبير" 23/ (510) والبيهقي 7/ 49، ونقل البيهقي عن البخاري تحسينه. وثالث من حديث ابن عباس، عند الطبراني في "الأوسط" (6960) وفي "الكبير" (12286). ورابع من حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (6522) والبيهقي 7/ 49 - 50. وهذه الشواهد وان كانت لا تخلو من ضعف - يتقوى بها الحديث. ولقوله: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" شواهد يصِحُّ بها: من حديث أبي بكر في "المسند" (7)، وحديث ابن عمر في "المسند" أيضًا (5865)، وإسناداهما ضعيفان، وحديث عائشة في "المسند" (24253) وإسناده حسن. ولقوله: "ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم" شاهد عند البخاري (887)، ومسلم (252) من حديث أبي هريرة رفعه بلفظ: "لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". قوله: "أحفي"، قال السندي: من الإحفاء، وهو الاستئصال. ومقادم الفم: هي الأسنان المتقدمة، أي: خشيت أن أذهبها من أصلها بكثرة السواك بإكثار جبريل فيه الوصية. وقيل: المراد اللِّثَات، جمع لِثَة -بكسر اللام وتخفيفها-: ما حول الأسنان من اللحم، وهذا أقرب. (¬1) حديث صحيح، شريك -وان كان في حفظه شيء- متابع. =

291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: "إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقٌ لِلْقُرْآنِ، فَطَيِّبُوهَا بِالسِّوَاكِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 168. وأخرجه مسلم (253) (43)، وأبو داود (51)، والنسائي 1/ 13 من طريق مسعر بن كدام، ومسلم (253) (44) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن المقدام ابن شريح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24144) و (24795)، و "صحيح ابن حبان" (1074) و (2514). (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، سعيد بن جبير لم يسمع من علي، ولضعف بحر ابن كنيز وعثمان بن ساج. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 296، والسمعاني في "أدب الاملاء والاستملاء" ص 27 من طريق مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد، مرفوعًا. وأورده الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 70 وقال: رواه أبو نعيم ووقفه ابن ماجه، ورواه أبو مسلم الكجي في "السُّنن" وأبو نعيم من حديث الوضين، وفي إسناده مندل وهو ضعيف. وأخرج البزار (603) من طريق فضيل بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن علي أنه أمر بالسواك، وقال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن العبد إذا تسوك، ثم قام يصلي قام الملَك خلفه فتسمَّع لقراءته فيدنو منه أو كلمة نحوها يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن". وفضيل بن سليمان ضعيف يعتبر به. ووقفه البيهقي في "السُّنن" 1/ 38 من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن عمرو بن عوف الواسطي، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن الحسن بن عبيد الله، بهذا الإسناد. وهذا إسناد صحيح، فهو موقوفًا أصحُّ. =

8 - باب الفطرة

8 - بَابُ الْفِطْرَةِ 292 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْفِطْرَةُ خَمْسٌ- أَوْ خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ-: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ" (¬1). 293 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ ابن الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَالِاسْتِنْشَاقُ بِالْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ" يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ. ¬

_ = تنبيه: هذا الحديث لم يرد في (م)، وأشار المزي في "التحفة" (10103) إلى أنه لم يذكره أبو القاسم بن عساكر في كتابه، وهو في الرواية. (¬1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 195 و 589. وأخرجه البخاري (5889) و (5891) و (6297)، ومسلم (257)، وأبو داود (4198)، والترمذي (2960)، والنسائي 1/ 13 و 14 و 8/ 181 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/ 128 - 129 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا، و 8/ 129 من طريق مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة موقوفًا. وهو في "مسند أحمد" (7139)، و"صحيح ابن حبان" (5479 - 5482).

قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ: مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ (¬1). 294 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مِنْ الْفِطْرَةِ: الْمَضْمَضَةُ، وَالِاسْتِنْشَاقُ، وَالسِّوَاكُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ ¬

_ (¬1) الصحيح وقفُه على طَلْق بن حبيب، وهذاسند ضعيف، مصعب بن شيبة انفرد برفعه، وقد وثقه ابن معين والعجلي، وقال أحمد: روى أحاديث مناكير، وقال أبو حاتم: لا يحمدونه وليس بقوي، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: في حديثه شيء، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوي ولا بالحافظ، وقال ابن عدي: تكلموا في حفظه. قلنا: وبقية رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 195. وأخرجه مسلم (261)، وأبو داود (53)، والترمذي (2961)، والنسائي 8/ 128 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (261) من طريق يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، به. وهو في "مسند أحمد" (25060). وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 77 بعد عزوه لمسلم: وصححه ابن السكن، وهو معلول. قلنا: ورواه سليمان التيمي وأبو بشر جعفر بن إياس فيما أخرجه النسائي 8/ 128 كلاهما عن طلق بن حبيب قولَه، قال النسائي: وحديث سليمان التيمي وجعفر بن إياس أشبه بالصواب من حديث مصعب بن شيبة، ومصعب منكر الحديث، وقال الدارقطني في "العلل" 5/ الورقة 24: وهما أثبت من مصعب بن شيبة، وأصح حديثًا.

الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَالِانْتِضَاحُ، وَالِاخْتِتَانُ" (¬1). * [قال أبو الحسن]: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، مِثْلَهُ (¬2). 295 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ: أَنْ لَا تترك أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. سلمة بن محمَّد بن عمار لم يدرك جده عمارًا، ثم هو مجهول لم يرو عنه غير علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وهو ضعيف. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك، وحماد: هو ابن سلمة. وأخرجه أبو داود (54) عن موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب، قالا: حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمَّد بن عمار بن ياسر-قال موسى: عن أبيه، وقال داود: عن عمار بن ياسر-، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن من الفطرة ... ". قال المنذري في "المختصر": حديث سلمة بن محمَّد عن أبيه مرسل، لأن أباه ليست له صحبة، وحديثه عن جده، قال ابن معين: مرسل. قلنا: لعل موسى بن إسماعيل أراد بأبيه جدَّه عمارًا. وهو في "مسند أحمد" (18327). (¬2) هذا من زرائد أبي الحسن القطان، ولم يرد في (ذ) ر (م). (¬3) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل جعفر بن سليمان. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب. وأخرجه مسلم (258)، وأبو دارد (4200) والترمذي (2962) و (2963)، والنسائي 1/ 15 من طرق عن أبي عمران الجوني، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12232).

9 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

9 - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ 296 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالخَبَائِثِ" (¬1). 296 م - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأعْلَى (ح) ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (6)، والنسائي في "الكبرى" (9820) من طريق شعبة بن الحجاج، والنسائي (9821) من طريق إسماعيل ابن عُلَيَّة، عن سعيد بن أبي عَرُوبة، كلاهما (شعبة وسعيد) عن قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (9822) من طريق يزيد بن زريع، و (9823) من طريق عبدة ابن سليمان، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن قاسم الشيباني، عن زيد بن أرقم، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (19286)، و"صحيح ابن حبان" (1406)، وقد بسطنا القول في الاختلاف على قتادة في هذا الإسناد في "المسند". قوله: "هذه الحُشوش"، قال السندي: أصله جماعة النخل الكثيف، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل اتخاذ الكُنُف في البيوت. "محتضرة" بفتح الضاد، أي: تحضرها الشياطين. "الخُبُث" بضمتين: جمع الخبيث. و"الخبائث": جمع الخبيثة، والمراد: ذكور الشياطين وإناثهم. وقد جاءت الرواية بإسكان الباء في "الخبث" أيضًا، إما على التخفيف، أو على أنه اسم بمعنى الشر، فالخبائث: صفة النفوس، فيشمل ذكور الشياطين وإناثهم جميعًا، والمراد: التعوذ من الشر وأصحابه.

وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قالا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. 297 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ الْحَكَمِ النَّصَرِيِّ (¬1)، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سِتْرُ مَا بَيْنَ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللَّهِ" (¬2). 298 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ" (¬3). 299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ ¬

_ (¬1) في أصولنا الخطية: البصري، بالموحدة، والصواب كما أثبتناه بالنون، وانظر "تهذيب الكمال" 7/ 106، و"تحفة الأشراف" (10312). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمَّد بن حميد: وهو الرازي. الحكم النصري: هو ابن عبد الله. وأخرجه الترمذي (612) عن محمَّد بن حميد الرازي، بهذا الإسناد. وله شواهد مذكررة في تعليقنا على "سنن الترمذي". (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (142)، ومسلم (375)، وأبو داود (4) و (5)، والترمذي (5) و (6)، والنسائي 1/ 20 من طريق عبد العزيز بن صهيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11947)، و"صحيح ابن حبان" (1407).

10 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَعْجِزْ أَحَدُكُمْ، إِذَا دَخَلَ مِرْفَقَهُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الرِّجْسِ النَّجِسِ، الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (¬1). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: وَحَدَّثَنَاه أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِهِ: "مِنْ الرِّجْسِ النَّجِسِ"، إِنَّمَا قَالَ: "مِنْ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ، الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". 10 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلَاءِ 300 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، علي بن يزيد ضعيف، وقال يحيى بن معين: علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة هي ضعاف كلها، وقال ابن حبان: إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم فذاك مما عملته أيديهم. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7849)، وفي "الدعاء" (366)، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 200 من طريق سعيد بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وله شواهد من حديث أنس عند الطبري في "تفسيره " 8/ 32، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (18)، والطبراني في "الدعاء" (365)، وفي "الأوسط " (8825). وحديث ابن عمر عند الطبراني في "الدعاء" (367). وحديث علي بن أبي طالب وبريدة بن الحصيب عند ابن عدي في "الكامل" 2/ 794. وأسانيدها كلها ضعيفة. قوله: "الخبيث المخبث"، قال في "النهاية": الخبيث: ذو الخبث في نفسه. والمخبث: الذي أعوانه خبثاء، كما يقول للذي فرسه ضعيف: مُضْعِف، وقيل: هو الذي يعلمهم الخبث ويوقعهم فيه.

11 - باب ذكر الله عز وجل على الخلاء والخاتم في الخلاء

دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ مِنْ الْغَائِطِ قَالَ: "غُفْرَانَكَ" (¬1). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: وأَخْبَرَنَاه أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، نَحْوَهُ. 301 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ مِنْ الْخَلَاءِ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنِّي الْأَذَى وَعَافَانِي" (¬2). 11 - بَابُ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْخَلَاءِ وَالْخَاتَمِ فِي الْخَلَاءِ 302 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ (¬1) إسناده حسن، يوسف بن أبي بردة حسن الحديث. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 2. وأخرجه أبو داود (30)، والترمذي (7) -وحسنه-، والنسائي في "الكبرى" (9824) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25220)، وصححه ابن حبان (1444)، وابن خزيمة (95) والحاكم 1/ 158. (¬2) إسناده ضعيف إسماعيل بن مسلم وهو المكي متفق على تضعيفه. وفي الباب عن أبي ذر عند النسائي في "الكبرى" (9825) مرفوعًا وموقوفًا (9826) و (9827) وفي سنده أبو الفيض، ويقال: أبو علي الأزدي كما في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 2 وهو مجهول.

12 - باب كراهية البول في المغتسل

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ (¬1). 303 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ وَضَعَ خَاتَمَهُ (¬2). 12 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْبَوْلِ فِي الْمُغْتَسَلِ 304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، عبد الله البهي وثقه ابن سعد، واحتج به مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه مسلم (373)، وأبو داود (18) والترمذي (3681) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24410)، و"صحيح ابن حبان" (801). قوله: "كان يذكر الله على كل أحيانه"، قال السندي: والذكر محمول على الذكر النفسي، فإنه لا مانع منه، ويمكن حمله على اللساني، ويخص عموم الأحيان بالعقل أو العادة، فقد قيل: لا يذكر الله بلسانه على قضاء الحاجة، ولا في المجامعة، بل في النفس، ويمكن إرجاع ضمير "أحيانه" إلى الذكر، أي: الأحيان المناسبة، وكلام المصنف مبني على المعنى الأول. (¬2) إسناده ضيف، ابن جريج مدلس وقد عنعن. وأعله النسائي وأبو داود والدارقطني، فقال النسائي: هذا حديث غير محفوظ، وقال أبو داود: منكر، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه، وأشار إلى شذوذه، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. انظر "التلخيص الحبير" 1/ 107 - 108. وأخرجه أبو داود (19)، والترمذي (1844)، والنسائي 8/ 178 من طريق همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (1413).

13 - باب ما جاء في البول قائما

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ فَإِنَّ عَامَّةَ الْوَسْوَاسِ مِنْهُ" (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَاجَهْ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيَّ يَقُولُ: إِنَّمَا هَذَا فِي الْحَفِيرَةِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمُغْتَسَلَاتُهُمْ الْجِصُّ وَالصَّارُوجُ وَالْقِيرُ، فَإِذَا بَالَ وأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فلَا بَأْسَ بِهِ" (¬2). 13 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبَوْلِ قَائِمًا 305 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَهُشَيْمٌ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ عَلَيْهَا قَائِمًا (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره دونَ قوله: "فإن عامة الوسواس منه" فهو موقوف، الحسن -وهو البصري- لم يصرح بسماعه من عبد الله بن مغفل. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (978). وأخرجه أبو داود (27)، والترمذي (21)، والنسائي 1/ 34 من طريق معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20563)، و"صحيح ابن حبان" (1255). وله شاهد بأطول مما هنا دون قوله: "إن عامة الوسواس منه" عن رجل صحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عند أحمد في "المسند" (17011)، وإسناده صحيح. (¬2) وقال الخطابي في "معالم السُّنن": المستحَم: المغتسَل، ويسمى مستحمًا باسم الحميم وهو الماء الحار الذي يُغتسل به، وإنما نهي عن ذلك إذا لم يكن المكان جَدَدًا صُلْبا، أو لم يكن مسلك ينفذ فيه البول، ويسيل فيه الماء، فيوهم المغتسِل أنه أصابه من قطره ورشاشه، فيورثه الوسواس. والصاروج، قال الجواليقي: هي النورة وأخلاطها التي تُطلى بها الحياضُ والحمامات، وفي "اللسان": النورة من الحجر الذي يحرق ويُسوى منه الكلسُ. (¬3) إسناده صحيح. شريك: هو ابن عبد الله النخعي القاضي، وهشيم: هو ابن بشير، وأبو وائل: اسمه شقيق بن سلمة. =

306 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا (¬1). قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ عَاصِمٌ يَوْمَئِذٍ: وَهَذَا الْأَعْمَشُ يَرْوِيهِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، وَمَا حَفِظَهُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ مَنْصُورًا فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا. ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 123. وأخرجه البخاري (224) و (225) و (226) و (2471)، ومسلم (273)، وأبو داود (23)، والترمذي (13)، والنسائي 1/ 19 و25 من طريق أبي وائل شقيق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23241)، و"صحيح ابن حبان" (1424). قوله: "سُبَاطة قوم"، قال السندي: بضم مهملة وتخفيف موحدة: مَلْقى التراب ونحوه، وإضافتها إلى القوم إضافة اختصاص لا ملك، وكانت مباحة، أو إضافة ملك، وكان عالمًا برضاهم، وكانت عادته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - البول قاعدًا، ولذلك ذكر العلماء في قوله: "قائما" وجوهًا على الاحتمال، كمرض يمنع القعود ويرجى برؤه بالقيام، أو عدم وجود مكان يصلح للقعود، والله تعالى أعلم. (¬1) حديث صحيح من حديث حذيفة، فقد ذكر الدارقطني في "العلل" 7/ 95 أن عاصم بن بهدلة وحماد بن أبي سليمان وَهِما فيه على أبي وائل، وقال: ورواه الأعمش ومنصور عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو الصواب. وقال الترمذي بإثر الحديث (13): وحديث أبي وائل عن حذيفة أصح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وعاصم: هو ابن بهدلة. وأخرجه عبد بن حميد (396) و (399)، وابن خزيمة (63)، والطبراني في "الكبير"20/ (966)، والبيهقي 1/ 101 من طريق عاصم بن بهدلة، بهذا الإسناد. وقرن بعضهم بعاصمِ حمادَ بن أبي سليمان. وهو في "مسند أحمد" (18150)، وانظر تتمة الكلام عليه هناك.

14 - باب: في البول قاعدا

14 - بَابٌ: فِي الْبَوْلِ قَاعِدًا 307 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقْهُ أَنَا رَأَيْتُهُ يَبُولُ قَاعِدًا (¬1). * [قال أبو الحسن القطان]: سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أحمد بن عبد الرحمن المخزومي يقول: قال سفيان الثوري في حديث عائشة: أنا رأيته يبول قاعدًا؛ قال: الرجال أعلم بهذا منها. قال أحمد بن عبد الرحمن: وكان من شأن العرب البول قائمًا، ألا تراهُ في حديث عبد الرحمن بن حسنة يقول: فقعد يبول كما تبول المرأة (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيء الحفظ، قد توبع. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 123 - 124. وأخرجه الترمذي (12)، والنسائي 1/ 26 من طريق شريك، بهذا الإسناد. وهو من طريق شريك في "صحيح ابن حبان" (1430). وأخرجه أحمد في "مسنده" (25045) من طريق سفيان الثوري، والحاكم 1/ 185، والبيهقي 1/ 101 - 102 من طريق إسرائيل، كلاهما عن المقدام بن شريح، به. وانظر تتمة تخريجه في "المسند". قوله: "بال قائمًا" أي: اعتاد البول قائمًا، ويؤيده رواية الترمذي (12): من حدثكم أنه كان يبول قائمًا ... الحديث، وكذا التعليل بقوله: أنا رأيته يبول قاعدًا، أي: يعتاد البول قاعدًا، فلا ينافي هذا الحديث حديثَ حذيفة؛ وذلك لأن ما وقع منه قائمًا كان نادرًا، والمعتاد خلافه. (¬2) سيأتي برقم (346).

308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَر عَنْ عُمَرَ، قال: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أَبُولُ قَائِمًا، فَقَالَ: "يَا عُمَرُ، لَا تَبُلْ قَائِمًا" فَمَا بُلْتُ قَائِمًا بَعْدُ (¬1). 309 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَبُولَ قَائِمًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي أُمية عبد الكريم بن أبي المخارق. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15924)، ومن طريقه أخرجه الحاكم 1/ 185، والبيهقي 1/ 102 عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأورده الترمذي عقب الحديث (12)، وقال: وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم ابن أبي المخارق، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ضعفه أيوب السختياني وتكلم فيه. وروى عُبيدُ الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال عمر: ما بلتُ قائمًا منذ أسلمت. قلنا: وعبيد الله هذا ثقة مأمون مجمع على ثقته كما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 24. وخبر عبيد الله أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 124، والبزار (244 - كشف الأستار) من طرق عنه عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، فذكره. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عدي بن الفضل -وهو التيمي البصري- متروك. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطعة العَوَقي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 2013، ومن طريقه البيهقي 1/ 102 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد.

15 - باب كراهية مس الذكر باليمين والاستنجاء باليمين

15 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَسِّ الذَّكَرِ بِالْيَمِينِ وَالِاسْتِنْجَاءِ بِالْيَمِينِ 310 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي العِشْرِينَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، قال: أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا بَالَ أَحَدُكُم فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يَسْتَنْجِ بِيَمِينِهِ" (¬1). 310 م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ (¬2). 311 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: مَا تَغَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ، وَلَا مَسِسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابَع. وأخرجه البخاري (154) عن محمَّد بن يوسف، عن الأوزاعى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (153) و (5630)، ومسلم (267)، وأبو داود (31)، والترمذي (15)، والنسائي 1/ 25 و 43 و 43 - 44 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وهو في "مسند أحمد" (19419)، و"صحيح ابن حبان" (1434). (¬2) إسناده صحيح. (¬3) إسناده ضعيف، الصلت بن دينار -وهو الأزدي الهُنائي- ضعفه غير واحد لأئمهَ، وقال أحمد وعمرو بن علي والدارقطني: متروك. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 13/ 225 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقوله: "ما تغنيت" فسره المحب الطبري في "الرياض النضرة" بالغِناء. =

16 - باب الاستنجاء بالحجارة والنهي عن الروث والرمة

312 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إِذَا اسْتَطَابَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَسْتَطِبْ بِيَمِينِهِ، لِيَسْتَنْجِ بِشِمَالِهِ" (¬1). 16 - بَابُ الِاسْتِنْجَاءِ بِالْحِجَارَةِ وَالنَّهْيِ عَنْ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ 313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ أُعَلِّمُكُمْ، إِذَا أَتَيْتُمْ الْغَائِطَ، فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا". وَأَمَرَ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَى عَنْ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ، وَنَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ (¬2). ¬

_ = وقوله: "ما تمنيت" قال في "النهاية ": أي: ما كذبتُ، التمني: التَكَذبُ، تَفَعُّلٌ من: مَنَى يَمني: إذا قدَر، لأن الكاذبْ يقدر الحديث في نفسه، ثم يقوله. (¬1) حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف، لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب. وأخرجه مجموعًا مع الحديث الآتي بعده أبو داود (8)، والنسائي 1/ 38 من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرج مسلم (265) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن القعقاع، به، مرفوعًا: "إذا جلس أحدكم على حاجته، فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها" ليس فيه النهي عن الاستنجاء باليمين. وهو في "مسند أحمد" (7368)، و"صحيح ابن حبان" (1431) و (1440). (¬2) إسناده حسن. وقد سلف تخريجه في الذي قبله.

314 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، - قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ -، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى الْخَلَاءَ، فَقَالَ: "ائْتِنِي بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ" فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: "هِيَ رِكسٌ (¬1) " (¬2). 315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي خُزَيْمَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ ¬

_ (¬1) في (ذ) والنسخ المطبوعة: رجس. بالجيم، وكلاهما بمعنَى. (¬2) إسناده صحيح. زهير: هو ابن معاوية الجعفي، وأبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السبيعي، وأبو عببدة: هو ابن عبد الله بن مسعود، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 257: إنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن -مع أن روايته عن أبي عبيدة أعلى له- لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح، فتكون منقطعة، بخلاف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة ... فمراد أبي إسحاق هنا بقوله: ليس أبو عبيدة ذكره، أي: لست أرويه الآن عن أبي عبيدة، وإنما أرويه عن عبد الرحمن. وأخرجه البخاري (156)، والنسائي 1/ 39 - 41 من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (17) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود. وهو في "مسند أحمد" (3685) و (3966). قوله: "هي ركس"، قال السندي: بكسر راء وسكون كاف، وفي بعض النسخ: رجس، والمراد أنها نجس من ذوات النجاسة.

عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فِي الِاسْتِنْجَاءِ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ، لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ" (¬1). 316 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ لَهُ بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ، وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ: إِنِّي أَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةِ، قَالَ: أَجَلْ، أَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَأن لَا نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا، وَلَا نَكْتَفِيَ بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ، وَلَا عَظْمٌ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي خزيمة، واسمه: عمرو بن خزيمة المزني، وقد اختلف فيه على هشام بن عروة، وقد بينا ذلك في تعليقنا على "المسند" (21856). وأخرجه أبو داود (41) من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله وما بعده. وانظر تتمة شواهده في "المسند". قوله: "رجيع"، قال السندي: هو الخارج من الإنسان أو الحيوان، يشمل الروث والعذرة، سمي رجيعًا لأنه رجع عن حالته الأولى، فصار ما صار بعد أن كان علفًا أو طعامًا. (¬2) إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه مسلم (262)، وأبو داود (7)، والترمذي (16)، والنسائي 1/ 38 - 39 من طرق عن الأعمش وحده، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (262)، والنسائي 1/ 44 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بالإسناد الثاني. وهو في "مسند أحمد" (23703).

17 - باب النهي عن استقبال القبلة بالغائط والبول

17 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ بِالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ 317 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ"، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ (¬1). 318 - حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قال: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَسْتَقْبِلَ الَّذِي يَذْهَبُ إِلَى الْغَائِطِ الْقِبْلَةَ، وَقَالَ: "شَرِّقُوا، أَوْ غَرِّبُوا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 151، وأحمد (17703)، وعبد بن حميد (487)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2485)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 232، والطبراني في "الأوسط" (6500)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 326 من طريق يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 496، والطحاوي 4/ 233، وابن حبان (1419)، والطبراني في "الأوسط" (4939) من طرق عن عبد الله بن الحارث، به. وانظر تتمة تخريجه في "المسند". (¬2) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (144) و (394)، ومسلم (264)، وأبو داود (9)، والترمذي (8)، والنسائي 1/ 22 و 23 من طريق محمَّد بن مسلم الزهري، بهذا الإسناد. =

319 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى الثَّعْلَبِيِّينَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ الْأَسَدِيِّ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَتَيْنِ بِغَائِطٍ أَوْ بِبَوْلٍ (¬1). 320 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قال: ¬

_ = وأخرجه النسائي 1/ 21 - 22 من طريق رافع بن إسحاق مولى أبي طلحة، عن أبي أيوب الأنصاري، به. وهو في "مسند أحمد" (23524)، و"صحيح ابن حبان" (1416). قوله: "شرقوا أو غربوا"، قال السندي: أي: استقبلوا جهة الشرق والغرب لقضاء الحاجة، وهذا خطاب لأهل المدينة ومَن قِبلَتُه في تلك الجهة، والمقصود الإرشاد إلى جهة أخرى لا يكون فيها استقبال القبلة ولا استدبارها، وهذا مختلف بحسب البلاد، فلكل أن يأخذوا هذا الحديث بالنظر إلى المقصود، لا بالنظر إلى المفهوم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف خالد بن مخلد، وجهالة أبي زيد مولى الثعلبيين. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 150. وأخرجه أبو داود (10) من طريق وهيب بن خالد، عن عمرو بن يحيى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17838)، وفيه تمام تخريجه. وبعض من أخرج حديث معقل هذا رواه بلفظ: "نهى أن نستقبل القبلة" على الإفراد، وهو الذي ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غير حديث معقل، كما في أحاديث الباب. وانظر تعليقنا على مسألة استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة في "المسند" عند حديث ابن عمر رقم (4606).

18 - باب الرخصة في ذلك في الكنف، وإباحته دون الصحارى

حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، أَنَّهُ يشهد عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى أَنْ تسْتَقْبلَ الْقِبْلَة بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ (¬1). 321 - قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: وَحَدَّثَنَاهُ أبو سعد، عُمَيْرُ بْنُ مِرْدَاسٍ الدَّوْنَقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَانِي أَنْ أَشْرَبَ قَائِمًا، وَأَنْ أَبُولَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ (¬2). 18 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ فِي الكنف، وَإِبَاحَتِهِ دُونَ الصَّحَارِى 322 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَمَّهُ وَاسِعَ بْنَ حَبَّانَ أَخْبَرَهُ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وأخرجه أحمد (11089) و (11117) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وانظر تمام الكلام عليه فيه. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه، وهو من زيادات أبي الحسن القطان على "سنن ابن ماجه". وأخرجه أحمد (11089) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وانظر شواهد النهي عن الشرب قائمًا فيه. وجاءت الرخصة في الشرب قائمًا عن غير واحد من الصحابة، منها حديث علي ابن أبي طالب عند البخاري (5615)، وانظر تتمتها عند أحمد في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص (6627). فالنهي في هذا الحديث محمول على التنزيه، وشربُه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائمًا لبيان الجواز. وانظر "شرح مشكل الآثار" 5/ 346، و"فتح الباري" 10/ 82 - 84.

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: يَقُولُ نَاسٌ: إِذَا قَعَدْتَ لِلْغَائِطِ فَلَا تَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ، وَلَقَدْ ظَهَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ الْأَيَّامِ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ، مُسْتَقْبِلًا بَيْتِ الْمَقْدِسِ. هَذَا حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ (¬1). 323 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عِيسَى الْحَنَّاطِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كَنِيفِهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ. قَالَ عِيسَى: فَقُلْتُ ذَلِكَ لِلشَّعْبِيِّ، فَقَالَ: صَدَقَ ابْنُ عُمَرَ وَصَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ. أَمَّا قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: فِي صَّحْرَاء لَا يَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلَا يَسْتَدْبِرْهَا. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ، فَإِنَّ الْكَنِيفَ لَيْسَ فِيهِ قِبْلَةٌ، اسْتَقْبِلْ فِيهِ حَيْثُ شِئْتَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (145)، ومسلم (266)، وأبو داود (12)، والترمذي (11)، والنسائي 1/ 23 - 24 من طريق محمَّد بن يحيى بن حبان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4606)، و"صحيح ابن حبان" (1418). (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عيسى الحناط هو أحد الضعفاء المتروكين. وأخرجه أحمد (5747) من طريق أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن نافع، بهذا الإسناد، بلفظ: رأيت رسولَ الله يتخلَّى على لبنتين مستقبل القبلة. وأيوب بن عتبة ضعيف. وأخرج أحمد (5715) من طريق أبي المغيرة بن حنين، عن ابن عمر، قال: رأيت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَذْهبا مُواجِهَ القبلة. وإسناده ضعيف. =

* قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 324 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ عِرَاكِ ابْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْمٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا بِفُرُوجِهِمْ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: "أُرَاهُمْ قَدْ فَعَلُوهَا؟! اسْتَقْبِلُوا بِمَقْعَدَتِي الْقِبْلَةَ" (¬1). ¬

_ = قال السندي: المراد بالمذهب محل قضاء الحاجة، والمشهور أنه رأى مذهبه المواجه لبيت المقدس دون الكعبة، فيحتمل أنه أراد القبلة المنسوخة، ويحتمل أنه قال: المستدبر، فصحفه بعض الرواة، والله تعالى أعلم. وأخرج أبو داود (11) من طريق صفوان بن عيسى، عن الحسن بن ذكوان، عن مروان الأصفر، قال: رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة، ثم جلس يبول إليها، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، أليس قد نُهي عن هذا؟ قال: بلى، إنما نُهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس. والحسن بن ذكوان ضعيف، لكن صححه الدارقطني في "السُّنن" (161)، وحسنه الحازمي في "الاعتبار" ص 38. (¬1) إسناده ضعيف على نكارة فيه، خالد بن أبي الصلت على ضعفه لم يسمع من عراك. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 151. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1541)، وإسحاق بن راهويه (1095)، وأحمد في "مسنده" (25063)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 156، وابن المنذر في "الأوسط" (261)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 234، والدارقطني (167) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =

19 - باب الاستبراء بعد البول

* [قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ]: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عبدك، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، مِثْلَهُ. 325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يحدث (¬1) عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِبَوْلٍ. فَرَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِعَامٍ يَسْتَقْبِلُهَا (¬2). 19 - بَابُ الِاسْتِبْرَاءِ بَعْدَ الْبَوْلِ 326 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قالا: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ الْيَمَانِيِّ ¬

_ = ثم إن فيه اضطرابًا، فقد روي من طريق أخرى عن خالد الحذاء، فقال: عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز، قال: ما استقبلت القبلة بفرجي كذا وكذا، فحدث عراك بن مالك، عن عائشة. وروي من طريق خالد الحذاء، عن خالد بن أبي الصلت، وقال: فقال عراك: حدثتني عائشة، به. وروي من طريق خالد، عن عراك، عن عائشة، دون ذكر ابن أبي الصلت. وروي بألوان أخرى من الاضطراب، انظر تفصيل ذلك في "مسند أحمد". (¬1) لفظ "يحدث، من (ذ) و (م). (¬2) إسناده حسن، فقد صرح محمَّد بن إسحاق بالتحديث عند أحمد وغيره. وأخرجه أبو داود (13)، والترمذي (9) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وقرن الترمذي بابن بشار: محمَّد بن المثنى، وقال: حديث جابر في هذا الباب حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (14872)، و"صحيح ابن حبان" (1420).

20 - باب من بال ولم يمس ماء

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلْيَنْتُرْ ذَكَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" (¬1). * قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 20 - بَابُ مَنْ بَالَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً 327 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى التَّوْأَمِ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: انْطَلَقَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبُولُ فَاتَّبَعَهُ عُمَرُ بِمَاءٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عُمَرُ؟ " قَالَ: مَاءٌ. قَالَ: "مَا أُمِرْتُ كُلَّمَا بُلْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ، وَلَوْ فَعَلْتُ لَكَانَتْ سُنَّةً" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وعيسى بن يزداد وأبوه مجهولان. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 161، وأحمد في "المسند" (19053)، وأبو داود في "المراسيل" (4)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 238 و 239، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1102) من طريق زمعة بن صالح، بهذا الإسناد. وانظر أحاديث الباب في تعليقنا على "مسند أحمد". (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن يحيى وجهالة أم ابن أبي مليكة. وأخرجه أبو داود (42) من طريق عبد الله بن يحيى التوأم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24643). وفي الباب عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج من الخلاء فأتي بطعام فذَكَروا له الوضوء، فقال: "أريد أن أصلي فأتوضأ؟! " أخرجه مسلم (374). وانظر الحديث الآتي برقم (354) عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج من غائط قط إلا مَس ماءَ. وإسناده صحيح. وفي رواية أحمد (25561): كان إذا خرج من الخلاء توضأ. وإسناده ضعيف.

21 - باب النهي عن الخلاء على قارعة الطريق

21 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْخَلَاءِ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ 328 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ، قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَتَحَدَّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَيَسْكُتُ عَمَّا سَمِعُوا، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو مَا يَتَحَدَّثُ بِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ، مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ هَذَا، وَأَوْشَكَ مُعَاذٌ أَنْ يفتيكم فِي الْخَلَاءِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا، فَلَقِيَهُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ عَمْرٍو، إِنَّ التَّكْذِيبَ بِحَدِيث رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِفَاقٌ، وَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَالظِّلِّ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ" (¬1). ¬

_ (¬1) المرفوع منه حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سعيد الحميري، ثم هو لم يسمع من معاذ. وأخرج المرفوع فقط أبو داود (26) من طريق نافع بن يزيد، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (269)، وهو في "مسند أحمد" (8853). وحديث ابن عباس عند أحمد في "المسند" (2715). وحديث جابر وابن عمر الاَتيان بعد هذا. قوله: "الملاعن"، قال السندي: جمع ملعنة، وهي الفِعلة التي يُلْعَن بها فاعلها، كأنه مظنة اللعن ومحل له. "البراز"، قال السندي: في "النهاية": بالفتح، اسم للفضاء الواسع، فكنوا به عن قضاء الحاجة، كما كنوا عنه بالخلاء، لأنهم كانوا يتبرزون في الأمكنة الخالية من الناس. قال الخطابي: المحدثون يروونه بالكسر، وهو خطأ، لأنه بالكسر مصدر من المبارزة في الحرب. انتهى. لكن صرح في "القاموس" بأنه بالكسر بمعنى =

329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ، قَالَ: قَالَ سَالِمٌ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، وَالصَّلَاةَ عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا مَأْوَى الْحَيَّاتِ وَالسِّبَاعِ، وَقَضَاءَ الْحَاجَةِ عَلَيْهَا، فَإِنَّهَا مِنْ الْمَلَاعِنِ" (¬1). ¬

_ = الغائط، كالجوهري، فالكسر هو الوجه رواية ودراية، هذا غاية ما يفيده كلامهم، والوجه أن المقصود هاهنا التغوط الذي هو معنى مصدري، لا الغائط الذي هو نفس الخارج، فلعل الخطابي أنكر الكسر بالنظر إلى المعنى المراد، فليتأمل. و"الموارد"، أي: طرق الماء. و"الظل"، المراد به: ما اتخذه الناس ظلًا لهم ومقيلًا أو مناخًا. و"قارعة الطريق" قيل: أعلاه، وقيل: وسطه، وهي من طريق ذات قرع، أي: مقروعة بالقدم. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن أبي سلمة وسالم -وهو ابن عبد الله الخياط- ضعيفان، ثم هو منقطع، فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر، ولا عبرة بتصريحه بالسماع هنا، فالإسناد إليه ضعيف. زهير: هو ابن محمد التميمي. وأخرجه عبد الرزاق (9247)، وابن أبي شيبة 2/ 401 و 9/ 30، وأبو يعلى (2219)، وابن خزيمة (2548) و (2549) من طريق الحسن البصري، بهذا الإسناد. وسيأتي مختصرًا برقم (3772). وهو في "مسند أحمد" (14277). ويثمهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (269) و (1926). ويثمهد له كذلك ما قبله وما بعده. قوله: "جوادّ الطريق"، قال السندي: بتشديد الدال، جمع جادة، وهي معظم الطريق.

22 - باب التباعد للبراز في الفضاء

330 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُصَلَّى عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، أَوْ يُضْرَبَ الْخَلَاءُ عَلَيْهَا، أَوْ يُبَالَ فِيهَا (¬1). 22 - بَابُ التَّبَاعُدِ لِلْبَرَازِ فِي الْفَضَاءِ 331 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا ذَهَبَ الْمَذْهَبَ أَبْعَدَ (¬2). 332 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عمر بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عمر ابْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وشيخه قرة بن عبد الرحمن. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13120) من طريق عمرو بن خالد الحراني، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1010 من طريق رشدين بن سعد، عن قرة ابن عبد الرحمن وعُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، به. ورشدين بن سعد ضعيف، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة. ويشهد له الحديثان قبله. (¬2) إسناده حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي. وأخرجه أبو داود (1)، والترمذي (20)، والنسائي 1/ 18 من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18171).

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَتَنَحَّى لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ (¬1). 333 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا ذَهَبَ إِلَى الْغَائِطِ أَبْعَدَ (¬2). 334 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ - وَاسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ -،عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ وَالْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ، قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، فَأَبْعَدَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء -وهو ابن أبي مسلم- الخراساني لم يسمع من أنس، وعمر بن المثنى ضعفه العقيلي والأزدي، ولم يوثقه أحد. وأخرجه ابن عدي في ترجمة عطاء بن عبد الله الخراساني من "الكامل" 5/ 1998، والمزي في ترجمة عمر بن المثنى من "تهذيب الكمال" 21/ 495 من طريق عمر بن عبيد، بهذا الإسناد. وسيأتي بنحوه برقم (548) ليس فيه: فتنحى لحاجته. (¬2) إسناده ضعيف، يونس بن خباب الأُسَيدي ضعيف، ضعفه يحيى بنُ سعيد القطان، وابنُ مهدي، وابنُ معين، والنسائي، وقال البخاري: منكرُ الحديث، وقال في موضع آخر: مضطرب الحديث. ويغني عنه حديث المغيرة بن شعبة السالف (331). (¬3) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 106. وأخرجه النسائي 17/ 1 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15660).

23 - باب الارتياد للغائط والبول

335 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ فَلَا يُرَى (¬1). 336 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَبْعَدَ (¬2). 23 - بَابُ الِارْتِيَادِ لِلْغَائِطِ وَالْبَوْلِ 337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعد الْخَيْرِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عبد الملك ضعيف يُعتبر به، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 11/ 490. وأخرجه أبو داود (2) من طريق إسماعيل بن عبد الملك، بهذا الإسناد. ويشهد له الأحاديث السالفة. (¬2) إسناده ضعيف، كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني متفق على ضعفه، قال أحمد: منكر الحديث، ليس بشئ، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، ليس بشئ، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وكذبه الشافعي، وأبو داود. وأخرجه الطبراني (1142) و (1143)، وابن عدي في ترجمة كثير بن عبد الله المزني من "الكامل" 6/ 2082، والمزي في ترجمة عبد الله بن كثير بن جعفر من "تهذيب الكمال" 15/ 463 من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو، بهذا الإسناد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا، فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ، وَمَنْ لَاكَ فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَتَى الْخَلَاءَ فَلْيَسْتَتِرْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا كَثِيبًا مِنْ رَمْلٍ فَلْيَمْدهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ ابْنِ آدَمَ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ" (¬1). 338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ. وَزَادَ فِيهِ: "وَمَنْ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ" (¬2). 339 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، حصين الحميري- ثم الحُبراني- مجهول تفرد بالرواية عنه ثور بن يزيد الحمصي، وقوله: "عن أبي سعد الخير" وهم من بعض الرواة، وإنما هو أبو سعيد الحُبراني، فالصواب التفريق بينهما كما قال الحافظ في "التهذيب"، فقد نص على كون أبي سعد الخير صحابيًا: البخاري وأبو حاتم وابن حبان والبغوي وابن قانع وجماعة، وأما أبو سعيد فتابعي قطعًا، وهو مجهول تفرد بالرواية عنه حصين الحبراني. وأخرجه أبو داود (35) من طريق ثور بن يزيد، بهذا الإسناد. وقال: عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (8838)، و"صحيح ابن حبان" (1410). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه. وسيأتي برقم (3498).

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، فَقَالَ لِي: "ائْتِ تِلْكَ الْأَشَاءَتَيْنِ - قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي النَّخْلَ الصِّغَارَ، وقال أبو بكر: القصار (¬1) - فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا"، فَاجْتَمَعَتَا، فَاسْتَتَرَ بِهِمَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: "ائْتِهِمَا فَقُلْ لَهُمَا: لِتَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا إِلَى مَكَانِهَا" فَقُلْتُ لَهُمَا، فَرَجَعَتَا (¬2). 340 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ ¬

_ (¬1) قوله: "وقال أبو بكر: القصار" ليس في النسخ المطبوعة. (¬2) قال البوصيري: إسناده ضعيف، لأن المنهال بن عمرو لم يسمع من يعلى ابن مرة، قال المزي في "الأطراف" (11249): رواه أبو بكر بن أبي شيبة [في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (8712)]، عن وكيع، فلم يقل: عن أبيه، وهو الصواب، قال البخاري: قال وكيع: عن أبيه، وهو وهم. انتهى. وأخرجه أحمد (17564)، والطبراني 22/ (679) و (680)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (292)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 20 و21 و 22، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 221 من طريق سليمان الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (17548) من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة، ولم يذكر: عن أبيه. وعبد الرحمن بن عبد العزيز مجهول. وفي الباب عن جابر عند مسلم (3012)، قال: سِرنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى نزلنا واديًا أفيح، فذهب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقضي حاجته، فاتبعته بإداوة من ماء، فنظر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلم ير شيئًا يستترُ به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي على بإذن الله"، فانقادت معه كالبعير المَخشُوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: "انقادي على بإذن الله"، فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمَنْصَف مما بينهما، لأمَ بينهما، فقال: "التئما علي بإذن الله"، فالتأمتا ...

24 - باب النهي عن الاجتماع على الخلاء والحديث عنده

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِحَاجَتِهِ: هَدَفٌ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ (¬1). 341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: عَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الشِّعْبِ فَبَالَ، حَتَّى إنِّي آوِي لَهُ مِنْ فَكِّ وَرِكَيْهِ حِينَ بَالَ (¬2). 24 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الْخَلَاءِ وَالْحَدِيثِ عِنْدَهُ 342 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أخبرنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ عَلَى غَائِطِهِمَا، يَنْظُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَوْرَةِ صَاحِبِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو النعمان: اسمه محمَّد بن الفضل، ولقبه: عارم. وأخرجه مسلم (342)، وأبو داود (2549) من طريق مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1745)، و"صحيح ابن حبان" (1411) و (1412). قوله: "هدف"، قال السندي: بفتحتين: كل مرتفع من بناء أو كثيب رمل أو جبل. "حائش نخل" أي: الملتف المجتمع من النخل. (¬2) إسناده ضعيف، محمَّد بن ذكوان قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، كثير الخطأ. وقال النسائي: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه، وضعفه الدارقطني.

25 - باب النهي عن البول في الماء الراكد

يَمْقُتُ عَلَى ذَلِكَ" (¬1). 342/ 1 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَهُوَ الصَّوَابُ. 342/ 2 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نَحْوَهُ. 25 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ 343 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ نَهَى عَنْ أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عياض بن هلال، وهو الصوابُ في اسمه كما نصَّ على ذلك غير واحد من أهل العلم، وهو كذلك في الروايتين التاليتين، ثم إن في هذا الإسناد اضطرابًا فصلناه في "المسند" (11310). وأخرجه أبو داود (15)، والنسائي في "الكبرى" (36) و (37) من طريق عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي سعيد مرفوعًا: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة" وهو حديث صحيح مخرج في "صحيح مسلم" (338)، وسيأتي برقم (661). وانظر حديث ابن عمر الآتي برقم (353)، وهو في، صحيح مسلم" (370)، وفيه: أن رجلًا مرَّ ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يبول، فسَلم، فلم يرد عليه. (¬2) إسناده صحيح، وقد ذكرنا في "صحيح ابن حبان" (1250) أن عنعنة أبي الزبير هنا لا تضر، لأنه رواه عنه الليث بن سعد، وقد قالوا: يحتج بحديثه إذا قال: "عن" مما رواه عنه الليث بن سعد خاصة، فقد روى سعيد بن أبي مريم، عن الليث، قال: =

344 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ" (¬1). 345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ النَّاقِعِ" (¬2). ¬

_ = جئت أبا الزبير، فدفع إليَّ كتابين، فانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو أنني عاودته، فسألته: أسمعَ هذا كله من جابر، فسألتُه، فقال: منه ما سمعت ومنه ما حُدثت عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعتَ منه، فأعلم لي على هذا الذي عندي. وأخرجه مسلم (281)، والنسائي 1/ 34 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14777)، و"صحيح ابن حبان" (1250). (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان، واسمه محمَّد. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 141. وأخرجه أبو داود (70) من طريق ابن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (239)، ومسلم (282)، وأبو داود (69)، والترمذي (68)، والنسائي 1/ 49 و125 و 197 من طرق عن أبي هريرة. وزادوا فيه: "ثم يغتسل منه"، وفي بعض الروايات: "ثم يتوضأ منه". وهو في "مسند أحمد" (7525) و (9596)، و"صحيح ابن حبان" (1251) و (1257). (¬2) إسناده ضعيف جدًا كما قال البوصيري، ابن أبي فروة -وهو إسحاق بن عبد الله- متفق على تركه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2822) من طريق ابن أبي فر وة، بهذا الإسناد. ويغني عنه الحديثان قبله.

26 - باب التشديد في البول

26 - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الْبَوْلِ 346 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي يَدِهِ الدَّرَقَةُ، فَوَضَعَهَا، ثُمَّ جَلَسَ فَبَالَ إِلَيْهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ، فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "وَيْحَكَ، أَمَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَوْلُ قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِيضِ، فَنَهَاهُمْ (¬1)، فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ" (¬2). * قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أخبرنا الْأَعْمَشُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 347 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَبْرَيْنِ جَدِيدَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ: أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: فنهاهم عن ذلك. (¬2) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 122. وأخرجه أبو داود (22)، والنسائي 1/ 26 - 27 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17758)، و"صحيح ابن حبان" (3127). قوله: "الدرقة"، قال السندي: بفتحتين: الترس إذا كان من جلد، وليس فيه خشب ولا عصب.

يَسْتَنْزِهُ (¬1) مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ" (¬2). 348 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْ الْبَوْلِ" (¬3). 349 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، حَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ مَرَّارٍ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ: أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيُعَذَّبُ فِي الْبَوْلِ، وَأَمَّا ¬

_ (¬1) في (س): يستتر. (¬2) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 122 و 3/ 375. وأخرجه البخاري (216) و (218)، ومسلم (292)، وأبو داود (20) و (21)، والترمذي (70)، والنسائي 1/ 28 - 29 و 4/ 106 من طريق مجاهد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1980)، و"صحيح ابن حبان" (3128). قوله: "في كبير"، قال السندي: أي: في أمر يشق عليهما الاحتراز عنه. و"لا يستنزه": لا يجتنب ولا يحترز عن وقوعه عليه. (¬3) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 122. وأخرجه أحمد (8331)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5192)، وابن المنذر في "الأوسط" (689)، والآجري في "الشريعة" ص 362 و 363، والدارقطني (465)، والحاكم 1/ 183 من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر تمام تخريجه في "المسند".

27 - باب الرجل يسلم عليه وهو يبول

الْآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي الْغيبَةِ" (¬1). 27 - بَابُ الرَّجُلِ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبُولُ 350 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَا (¬2): حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ أَبِي سَاسَانَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عمير (¬3) بْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ قَالَ: "إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ أَنْ أَرُدَّ علَيْكَ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجالُه ثقات رجال الصحيح غيرَ بحر بن مرار -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي بكرة- فهو صدوق لا بأس به، وروايته عن جده مرسلة، وقد روي الحديث عنه، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، أخرجه أحمد (20373). وصوب الدارقطني في "العلل" 7/ 157 الرواية الموصولة، وقال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/ 370: هي أصح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 122 و 3/ 386. وأخرجه أحمد (20411)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5191)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (124) من طريق الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر تخريج الرواية الموصولة في "المسند". (¬2) من قوله: وأحمد، إلى هنا لم يرد في (س) و (م). (¬3) المثبت من "التحفة" وكتب التراجم، وفي أصولنا الخطية: عمرو. (¬4) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، والحسن: هو البصري. وأخرجه أبو داود (17)، والنسائي 1/ 37 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19034)، و"صحيح ابن حبان" (853).

* قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 351 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ ضَرَبَ بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ، فَتَيَمَّمَ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ (¬1). 352 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَأَيْتَنِي عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، مسلمة بن علي -وهو أبو سعيد الخُشَنيُّ الشامى- متروك. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3641)، وابن عدي في ترجمة مسلمة من "الكامل" 6/ 2314 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وتغني عنه أحاديث الباب. وفي باب قصة التيمم حديث أبي الجهيم في "الصحيحين"، وهو عند أحمد (17541). (¬2) إسناده حسن في المتابعات والشواهد. وهو حديث أورده ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله كما ترى، وكذا جاء في "الكامل" في ترجمة هاشم بن البريد 7/ 2574 من طريقين عن عيسى بن يونس، عن هاشم بن البريد، بهذا الإسناد. =

28 - باب الاستنجاء بالماء

353 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ (¬1). 28 - بَابُ الِاسْتِنْجَاءِ بِالْمَاءِ 354 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ مِنْ غَائِطٍ قَطُّ إِلَّا مَسَّ مَاءً (¬2). ¬

_ = ورواه أحمد (17597) بنحوه عن محمَّد بن عبيد، عن هاشم بن البريد، عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل، عن ابن جابر. وابن جابر اسمه عبد الله، وهو أنصاري بياضي، ذكره البخاري في الصحابة، وقال ابن حبان: له صحبة. وهذا اختلاف في اسم الصحابي الذي روى الحديث، وهو من الاختلاف الذي لا يضر. (¬1) إسناده صحيح. أبو داود: هو عمر بن سعد بن عبيد الحفري، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (370)، وأبو داود (16)، والترمذي (90) و (2917)، والنسائي 1/ 35 - 36 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر تمام تخريجه في "سنن الترمذي". (¬2) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد. وأخرجه أحمد (25561)، وابن حبان (1441) من طريق الأسود بن يزيد، بهذا الإسناد. ولفظ رواية أحمد: كان إذا خرج من الخلاء توضأ. وفي الباب عن أنس عند البخاري (150) و (152)، ومسلم (271)، وفيه: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام إداوة من ماء وعَنزَة، يستنجي بالماء.

355 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ، فَمَا طُهُورُكُمْ؟ قَالُوا: نَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ، وَنَغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ، وَنَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ. قَالَ: "فَهُوَ ذَاكَ، فَعَلَيْكُمُوهُ" (¬1). 356 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عتبة بن أبي حكيم، ثم إن طلحة لم يدرك أبا أيوب. وأخرجه ابن الجارود (40)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4740)، والدارقطني (174)، والحاكم 1/ 155 من طريق عتبة بن أبي حكيم، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيأتي عند المصنف برقم (357). وآخر من حديث عويم بن ساعدة الأنصاري عند أحمد في "المسند" (15485)، وفيه تمام تخريجه. وثالث من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11065)، والحاكم 1/ 187 - 188، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 212: إسناده حسن إلا أن فيه ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه. ورابع من حديث أبي أمامة عند الطبراني (7555)، وإسناده ضعيف. وخامس من حديث محمَّد بن عبد الله بن سلام بإسناد ضعيف عند أحمد (23833)، وفيه تمام تخريجه.

29 - باب من دلك يده بالأرض بعد الاستنجاء

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَغْسِلُ مَقْعَدَتَهُ ثَلَاثًا. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَعَلْنَاهُ، فَوَجَدْنَاهُ دَوَاءً وَطُهُورًا (¬1). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ وَإِبْرَاهِيمُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، نَحْوَهُ. 357 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نَزَلَتْ فِي أَهْلِ قُبَاءَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] " قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ (¬2). 29 - بَابُ مَنْ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ بَعْدَ الِاسْتِنْجَاءِ 358 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ¬

_ (¬1) إسناده مسلسل بالضعفاء، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- وزيد العمي، ضعيفان. وأخرجه إسحاق بن راهويه (1604)، وأحمد (25762) من طريق شريك، بهذا الإسناد. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يونس بن الحارث، وجهالة إبراهيم بن أبي ميمونة. وأخرجه أبو داود (44)، والترمذي (3357) من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. ويشهد له حديث أبي أيوب وجابر وأنس السالف برقم (355)، وذكرنا هناك سائر شواهده.

30 - باب تغطية الإناء

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ اسْتَنْجَى مِنْ تَوْرٍ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ (¬1). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، نَحْوَهُ. 359 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ الْغَيْضَةَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، فَأَتَاهُ جَرِيرٌ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَاسْتَنْجَى مِنْهَا، وَمَسَحَ يَدَهُ بِالتُّرَابِ (¬2). 30 - بَابُ تَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ 360 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو النخعي- سيء الحفظ. وأخرجه أبو داود (45)، والنسائي 1/ 45 من طريق شريك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8104)، و"صحيح ابن حبان" (1405). وسيأتي مختصرًا برقم (473). وفي الاستنجاء بالماء غير ما حديث، انظر الباب السالف والتعليق عليه. والتور: إناء من نُحاس. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن جرير- وإن كان صدوقا- لم يسمع من أبيه. وأخرجه النسائي 1/ 45 من طريق أبان بن عبد الله البجلي، بهذا الإسناد. وانظر تعليقنا على "المسند" (8695). قوله: "الغَيضة"، قال السندي: بفتح الغين المعجمة: موضع يجتمع فيه الأشجار. "بإداوة"، قال: بكسر الهمزة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء.

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُوكِيَ أَسْقِيَتَنَا، وَنُغَطِّيَ آنِيَتَنَا (¬1). 361 - حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا حَرِيشُ بْنُ خِرِّيت، أخبرنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَة عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أضع لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَةَ آنِيَةٍ مِنْ اللَّيْلِ مُخَمَّرَةً: إِنَاءً لِطَهُورِهِ، وَإِنَاءً لِسِوَاكِهِ، وَإِنَاءً لِشَرَابِهِ (¬2). 362 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُطَهَّرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي جَمْرَةَ الضبعي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَكِلُ طُهُورَهُ إِلَى أَحَدٍ، وَلَا صَدَقَتَهُ الَّتِي يَتَصَدَّقُ بِهَا، يَكُونُ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّاهَا بِنَفْسِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس. وسيأتي مطولًا برقم (3410). (¬2) إسناده ضعيف لضعف حَريش بن الخِرِّيت. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (828)، والحاكم 4/ 141 من طريق حرمي ابن عمارة، بهذا الإسناد. وتحرف حريش بن الخريت في المطبوع من "مستدرك الحاكم" إلى: حريثي بن الحريث. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وسيرد مكررًا برقم (3412). قوله: "مخمرة"، قال السندي: اسم مفعول من التخمير بمعنى. التغطية. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، مُطَهر بن الهيثم متروك، وشيخه علقمة مجهول. وأخرجه المزي في ترجمة علقمة من "تهذيب الكمال" 20/ 296 من طريق عباد بن الوليد، بهذا الأسناد.

31 - باب غسل الإناء من ولوغ الكلب

31 - بَابُ غَسْلِ الْإِنَاءِ مِنْ وُلُوغِ الْكَلْبِ 363 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَضْرِبُ جَبْهَتَهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنِّي أكذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَكُونَ لَكُمْ الْمَهْنَأُ وَعَلَيَّ الْإِثْمُ، أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ" (¬1). 364 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو رزين: هو مسعود بن مالك الأسدي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 173 مختصرًا دون قصة أبي هريرة. وأخرجه بتمامه النسائي في "الكبرى" (9712) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا دون قصة أبي هريرة مسلم (279) (89)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 53 و 176 - 177 من طريق الأعمش، به. وقرنا بأبي رزين أبا صالح السمان. وسيأتي بعد هذا من طريق الأعرج عن أبي هريرة، ويأتي تخريجه من هذه الطريق هناك. وأخرجه مسلم (279) (91) و (92)، وأبو داود (71) و (73)، والترمذي (91)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 52 - 53 و 177 و 177 - 178 من طرق أخرى عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7346) و (9483)، و "صحيح ابن حبان" (1296).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا شرب الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ" (¬1). 365 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ بِالتُّرَابِ" (¬2). 366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ (¬3)، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "موطأ مالك" 1/ 34، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (172)، ومسلم (279) (90)، وأبو داود في رواية أبي الحسن بن العبد -كما في "التحفة" (13799) -، والنسائي 1/ 52. وهو في "مسند أحمد" (9929)، و"صحيح ابن حبان" (1294). (¬2) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 174. وأخرجه مسلم (280)، وأبو داود (74)، والنسائي 1/ 54 و 177 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16792)، و"صحيح ابن حبان" (1298). (¬3) في أصولنا الخطية: عُبيد الله، مصغرًا، وهو كذلك في النسخ المعتمدة عند السندي، ونقل عن "زوائد البوصيري" أنه عنده عبد الله مكبرًا كما في النسخ المطبوعة من "سنن ابن ماجه"، وهو كذلك عند المزي في "التحفة" (7735)، وأشار إلى أنه وقع في بعض النسخ: عُبيد الله، مصغرًا، ووهمه.

32 - باب الوضوء بسؤر الهرة والرخصة في ذلك

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ" (¬1). 32 - بَابُ الْوُضُوءِ بِسُؤْرِ الْهِرَّةِ وَالرُّخْصَةِ فِي ذلك 367 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أخبرنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ (¬2) بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبٍ، وَكَانَتْ تَحْتَ بَعْضِ وَلَدِ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهَا صَبَّتْ لِأَبِي قَتَادَةَ مَاءً يَتَوَضَّأُ بِهِ، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ تَشْرَبُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ أَخِي، أَتَعْجَبِينَ؟ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. ابن أبي مريم: اسمه سعيد بن الحكم. وأخرجه الطبراني (3357) عن يحيى بن أيوب، عن سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله مكبرًا، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 173 عن حماد بن خالد، عن العمري -وهو عبد الله ابن عمر-، به موقوفًا. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 36، والرافعي في "تاريخ قزوين" 2/ 325 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عُبيد الله مصغرًا، عن نافع، به. وأخرجه ابن عدي في ترجمة سويد بن عبد العزيز من "الكامل" 3/ 1261 من طريق مطرف بن الشخير، عن ابن عمر، به. وتشهد له أحاديث الباب السالفة. (¬2) في (س) و (م): حميدة بنت حميد، وفي (ذ) و (س): رافع بدل رفاعة.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، هِيَ مِنْ الطَّوَّافِينَ أَوْ الطَّوَّافَاتِ" (¬1). 368 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَتَوَضَّأُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ قَدْ أَصَابَتْ مِنْهُ الْهِرَّةُ قَبْلَ ذَلِكَ (¬2). 369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ الْحَنَفِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، صححه غير واحد من الأئمة. ومن طريق مالك أخرجه أبو داود (75)، والترمذي (92)، والنسائي 1/ 55 و 178. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (22580). وصححه أيضًا ابن خزيمة (104)، وابن حبان (1299)، والحاكم 1/ 160. قوله: "فأصغى لها"، قال السندي: أي: أمال لها الإناء. "من الطوافين أو الطوافات" قال: شك من الراوي، والبيان أن ذكورها من الطوافين، والإناث من الطوافات، والجمع بالواو والنون في الذكور تشبيها له بالعبيد والخدم العقلاء الذين يدخلون على الإنسان ويطوفون حوله للخدمة، وهذا إشارة إلى علة الحكم بطهارتها، وهي أنها كثيرة الدخول، ففي الحكم بنجاستها حرج مرفوع. (¬2) متن الحديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حارثة: وهو ابن أبي الرجال. وأخرجه عبد الرزاق (356)، والدارقطني (214) و (215)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 19، وفي "شرح مشكل الآثار" (2651) و (2652) من طريق حارثة بن أبي الرجال، بهذا الإسناد. والشطر الأول من الحديث سيأتي بإسناد صحيح برقم (376). وأما التوضؤ بما أصابت منه الهرة، فقد أخرجه أبو داود (76) في آخر حديث عن عائشة بسند حسن في المتابعات والشواهد.

33 - باب الرخصة بفضل وضوء المرأة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْهِرَّةُ لَا تَقْطَعُ الصَّلَاةَ، لِأَنَّهَا مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ" (¬1). 33 - بَابُ الرُّخْصَةِ بِفَضْلِ وَضُوءِ الْمَرْأَةِ 370 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اغْتَسَلَ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جَفْنَةٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَغْتَسِلَ أَوْ يَتَوَضَّأَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا. فقَالَ: الْمَاءُ لَا يُجْنِبُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن موقوفًا، عبيد الله بن عبد المجيد خالفه عبد الله بن وهب عن ابن أبي الزناد فوقفه، وابن أبي الزناد حديثه من باب الحَسَن. وأخرجه ابن خزيمة (828)، والحاكم 1/ 254 - 255، وابن عدي في ترجمة عبد الرحمن بن أبي الزناد من "الكامل" 4/ 1586 من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، بهذا الإسناد. ورواية ابن خزيمة أوردها في: باب مرور الهر بين يدي المصلي إن صح الخبر مسندًا، فإن في القلب من رفعه. وأخرجه ابن خزيمة (829) عن الربيع بن سليمان، حدثنا ابن وهب، عن ابن أبي الزناد، به موقوفًا. وإسناده حسن. وقال ابن خزيمة: ابن وهب أعلم بحديث أهل المدينة من عبيد الله بن عبد المجيد. وأخرجه ابن خزيمة (103) مختصرًا مرفوعًا: "الهرة من متاع البيت" عن محمَّد بن يحيى، عن إبراهيم بن الحكم بن أبان، حدثني أبي، عن عكرمة، قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فذكره. وإبراهيم بن الحكم ضعيف. (¬2) صحيح لغيره لكن بلفظ: "الماء لا ينجسه شيء"، وهذا إسناد حسن، سماك صدوق حسن الحديث، لكن في بعض رواياته عن عكرمة اضطراب، وحديثه هذا قد جاء ما يشهد له عن غير ابن عباس. =

371 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اغْتَسَلَتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فَتَوَضَّأَ أو اغْتَسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهَا (¬1). 372 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ بِفَضْلِ غُسْلِهَا مِنْ الْجَنَابَةِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (68)، والترمذي (65) وغيرهما من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن سماك، بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه النسائي 1/ 173 من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به بلفظ: "إن الماء لاينجسه شيء". وقد صح عن ابن عباس عند مسلم (323) وغيره أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يغتسل بفضل ميمونة، وهو في: "المسند" (3465). ويشهد له بلفظ حديث سفيان عن سماك حديثُ أبي سعيد الخدري عند أحمد في "مسنده" (11119)، وانظر تتمة شواهده هناك. وحديثا جابر وأبي أمامة الآتيان عند المصنف برقمي (520) و (521). (¬1) صحيح لغيره، وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي. وسماك -وهو ابن حرب- روايته عن عكرمة مضطربة. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وهو في "مسند الطيالسي، (1625)، ومن طريقه أخرجه أحمد (26801)، والطبراني 24/ (34)، والدارقطني (141). =

34 - باب النهي عن ذلك

34 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ 373 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي حَاجِبٍ عن الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ وَضُوءِ الْمَرْأَةِ (¬1). ¬

_ =وأخرج مسلم (323) من طريق ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل بفضل ميمونة. وهو في "مسند أحمد" (3465). وأخرج مسلم (322)، والترمذي (62)، والنسائي 1/ 129 من طرق عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، عن ميمونة، قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من إناء واحد. وسيأتي برقم (377). وأخرجه البخاري (253) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، عن عمرو، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد. ورجَّح البخاري رواية أبي نعيم بإسقاط ميمونة على رواية الجماعة عن سفيان. وانظر "مسند أحمد" (26797)، و"فتح الباري" 1/ 366. (¬1) رجاله ثقات. أبو داود: هو الطيالسي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو حاجب: هو سوادة بن عاصم. وقد أُعِلَّ بالوقف كما بيناه في "المسند" (17863). وأخرجه أبو داود (82)، والترمذي (64)، والنسائي 1/ 179 من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (63) من طريق سليمان التيمي، عن أبي حاجب، عن رجل من بني غفار. وهو في "صحيح ابن حبان" (1260). قلنا: وهذا الحديث يُعارضه حديثُ ابن عباس وحديث ميمونة في الباب قبلَه. قال الحافظ ابن حجر: ويمكن الجمعُ بأن تحمل أحاديثُ النهي على ما تساقط مِن =

374 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ وَضُوءِ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ بِفَضْلِ الرَّجُلِ، وَلَكِنْ يَشْرَعَانِ جَمِيعًا (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَاجَهْ: الصَّحِيحُ هُوَ الْأَوَّلُ، وَالثَّانِي وَهْمٌ. *قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو عُثْمَانَ البخاري (¬2)، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نَحْوَهُ. 375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ ¬

_ = الأعضاء، والجواز على ما بقي من الماء، وبذلك جمع الخطابي، أو يحمل على التنزيه جمعًا بين الأدلة. والله أعلم. وانظر تتمة كلامه في "الفتح" 1/ 300، وانظر "شرح معاني الآثار" 1/ 24 - 26. (¬1) رجاله ثقات، وقد أُعل بالوقف كما هو مبين في التعليق على "المسند" (17863). وأخرجه أبو يعلى (1564)، والطحاوي 1/ 24، والدارقطني (417)، وابن حرَّم في "المحلى" 1/ 212، والبيهقي 1/ 192 من طريق عبد العزيز بن المختار، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني (418)، والبيهقي 1/ 192 - 193 من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس، موقوفًا. قال الدارقطني: وهر أولى بالصواب. (¬2) في (س) والنسخ المطبوعة: المحاربي، والمثبت من (م)، وترجم له المزي في "التهذيب" باسم سعيد بن سعد بن أيوب البخاري، ولم ينسبه محاربيًا، وكذا ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 32. وزيادة أبي الحسن القطان هذه ليست في (ذ).

35 - باب الرجل والمرأة يغتسلان من إناء واحد

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلُهُ يَغْتَسِلُونَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَلَا يَغْتَسِلُ أَحَدُهُمَا بِفَضْلِ صَاحِبِهِ (¬1). 35 - بَابُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ 376 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف الحارث: وهو ابن عبد الله الأعور. عبيد الله: هو ابن موسى العبسي، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 36، وأحمد (572)، والبزار (846) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وقد صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كان يغتسل هو وأهله من إناء واحد، كما في الباب الآتي. (¬2) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه البخاري (250) و (263) و (273) و (7339)، ومسلم (319) (41)، وأبو داود (238) معلقًا، والترمذي (1851)، والنسائي 1/ 57 و 127 و 128 و 179 و201 من طرق عن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (261) و (263) و (299)، ومسلم (321) (43) و (45) و (46)، وأبو داود (77)، والنسائي 1/ 129 و130 و201 و 202 و 203 من طرق عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24014).

377 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (¬1). 378 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اغْتَسَلَ وَمَيْمُونَةَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فِي قَصْعَةٍ فِيهَا أَثَرُ الْعَجِينِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 35. وأخرجه مسلم (322)، والترمذي (62)، والنسائي 1/ 129 من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (26797). وأخرجه البخاري (253) من حديث ابن عباس، ولم يقل فيه: عن ميمونة. وانظر الحديث السالف برقم (372) وتخريجه. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد -وهو ابن جبر المكي- لا يُعرف له سماع من أم هانىء فيما قال البخاري والترمذي. وأخرجه النسائي 1/ 131 من طريق إبراهيم بن نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26895). واغتساله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وميمونة من إناء واحد صحيح من حديث ميمونة نفسها كما سلف قبله. أما اغتساله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قصعة فيها أثر العجين، فقد روي من طريق آخر عن أم هانئ، فقد أخرجه النسائي 1/ 202 - 203 من طريق موسى بن أعين، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، عن أم هانئ. وعطاء لم يسمع من أم هانئ =

379 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَزْوَاجُهُ يَغْتَسِلُونَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (¬1). 380 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حدثنا أبو سَلَمَةَ (¬2)، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَغْتَسِلَانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (¬3). ¬

_ = فيما قاله ابن المديني في "علله" ص 71، وقد وقع تصريح عطاء بسماعه من أم هانئ عند النسائي، وهو خطأ من موسى بن أعين كما هو مبين في "المسند" (26888). وأخرجه أحمد (26887) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أم هانئ. والمطلب كثير التدليس والإرسال، وهو لم يلق أم هانئ. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وعبد الله بن محمَّد بن عقيل ضعيف. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 36. وتشهد له أحاديث الباب. (¬2) قوله: حدثنا أبو سلمة، سقط من (س)، ورُمج في (ذ)، وأثبتناه من (م) والنسخ المطبوعة. (¬3) إسناده صحيح. إسماعيل ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، وهشام الدستوائي: هو ابن أبي عبد الله سنبر، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (322)، ومسلم (296) و (324) من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26566). ورواياتهم مطولة عدا رواية مسلم الثانية.

36 - باب الرجل والمرأة يتوضآن من إناء واحد

36 - بَابُ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ يَتَوَضَّآنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ 381 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّؤونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (¬1). 382 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ أبي النُّعْمَانِ (¬2)، وَهُوَ ابْنُ سَرْجٍ عَنْ أُمِّ صُبَيَّةَ الْجُهَنِيَّةِ، قَالَتْ: رُبَّمَا اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْوُضُوءِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وهو في "موطأ مالك" 1/ 24، ومن طريقه أخرجه البخاري (193)، وأبو داود (79)، والنسائي 1/ 57 و 179. ولفظ مالك في "موطئه" وعندهم: "جميعًا" بدل "من إناء واحد"، وهي ثابتة من رواية غيره كما سيأتي. وأخرجه أبو داود (79) من طريق أيوب، و (80) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر. وعندهما: "من إناء واحد". وهو في "مسند أحمد" (4481)، وانظر لزامًا "فتح الباري" 1/ 299 - 300. (¬2) في أصولنا الخطية: سالم بن النعمان، والمثبت من نسخة على هامش (م)، ومن "التحفة" (18333). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد. وأخرجه أبو داود (78) من طريق وكيع، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27067) بإسناد صحيح عن سالم بن سَرج. تنبيه: جاء عقب هذا الحديث في (ذ) والنسخ المطبوعة ما نصه: قال أبو عبد الله ابن ماجه: سمعت محمدًا يقول: أم صبية هى خولة بنت قيس. فذكرت لأبي زرعة، فقال: صدق. قلنا: وهذه الزيادة جاءت في نسخة (س) وكتب فوقها (من- إلى) =

37 - باب الوضوء بالنبيذ

383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرَمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُمَا كَانَا يَتَوَضَّآنِ جَمِيعًا لِلصَّلَاةِ (¬1). 37 - بَابُ الْوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ 384 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ الْعَبْسِيِّ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ: عِنْدَكَ طَهُورٌ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا شَيْءٌ مِنْ نَبِيذٍ فِي إِدَاوَةٍ. قَالَ: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ" فَتَوَضَّأَ (¬2). هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ. ¬

_ = إشارة إلى حذفها، وأما في (م) فكتبت بهامشها بخط مغاير، وكتب فوقها: حاشية. وانظر "علل الرازي" 1/ 61. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حبيب بن أبي حبيب. وأخرجه ابن خزيمة (119) من طريق معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وهذا إسناد صحيح. وانظر ما سلف برقم (676) بلفظ: كنت أغتسل أنا ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من إناء واحد. (¬2) إسناده ضعيف، أبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا تعرف له رواية غير هذا الحديث. وكيع: هو ابن الجراح، وأبوه: هو الجراح بن مليح الرؤاسي، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وأبو فزارة العبسي: هو راشد بن كيسان والإسنادان يلتقيان عند أبي فزارة. وأخرجه أبو داود (84)، والترمذي (88) من طريق شريك، عن أبي فزارة، بهذا الإسناد. وضعفه الترمذي بأبي زيد. وهو في "مسند أحمد" (3782)، و"صحيح ابن حبان" (1357) و (1358). وانظر ما بعده.

38 - باب الوضوء بماء البحر

385 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عن قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ لَيْلَةَ الْجِنِّ: "مَعَكَ مَاءٌ؟ " قَالَ: لَا، إِلَّا نَبِيذ فِي سَطِيحَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ، صُبَّ عَلَيَّ" قَالَ: فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَتَوَضَّأَ بِهِ (¬1). 38 - بَابُ الْوُضُوءِ بِمَاءِ الْبَحْرِ 386 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، هُوَ مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنْ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-. حنش الصنعاني: هو ابن عبد الله. وأخرجه أحمد (3782)، والطحاوي 1/ 94، والطبراني (9961)، والدارقطني (243) و (244) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وهو عند أحمد والطبراني والدارقطني من مسند عبد الله بن مسعود. وأخرجه أحمد (4353)، والطحاوي 1/ 95، والدارقطني (247 - 252) من طرق عن ابن مسعود، وأسانيدها ضعيفة كلها، انظر وجوه تضعيفها في "سنن الدارقطني" وفي التعليق على "المسند" (3782). (¬2) حديث صحيح، وفي إسناده خلاف بيَّنّاه في التعليق على "المسند" (7233). =

387 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَخْشِيٍّ عَنْ ابْنِ الْفِرَاسِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَصِيدُ وَكَانَتْ لِي قِرْبَةٌ أَجْعَلُ فِيهَا مَاءً، وَإِنِّي تَوَضَّأْتُ بِمَاءِ الْبَحْرِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬1). 388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ ابْن مِقْسَمٍ، يعني عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬2). ¬

_ = وهو في "موطأ مالك" 1/ 22، ومن طريقه أخرجه أبو داود (83)، والترمذي (69)، والنسائي 1/ 50 و 176 و 7/ 207. وسيأتي برقم (3246). وهو في "مسند أحمد" (7233)، و"صحيح ابن حبان" (1243). (¬1) إسناده ضعيف لجهالة مسلم بن مَخشِي، وابن الفراسي لم يدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فهو مرسل. وقد روي الحديث عن مسلم بن مخشي، عن الفراسي كما في "التمهيد" 16/ 218. والفراسي له صحبة ولم يدركه مسلم بن مخشي، وإنما يروي عنه بواسطة ابنه، فهو بهذا الإسناد منفطع، نص عليه ابن القطان في "الوهم والإيهام" 2/ 440 - 441. وانظر "نصب الراية"1/ 99. وانظر ما قبه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي القاسم وإسحاق. وهو في "مسند أحمد" (15012)، ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجارود (879)، وابن خزيمة (112)، وابن حبان (1244)، والدارقطني (70)، والبيهقي 1/ 251 - 252. =

39 - باب الرجل يستعين على وضوئه فيصب عليه

* قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهَسْنَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نحوه. 39 - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَعِينُ عَلَى وُضُوئِهِ فَيَصُبُّ عَلَيْهِ 389 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ تَلَقَّيْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَتْ الْجُبَّةُ، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَهُمَا، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا (¬1). 390 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ¬

_ = وانظر تمام الكلام عليه في "المسند". ويشهد له سابقاه. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. الأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (363) و (388) و (2918) و (5798)، والنسائي 1/ 82 من طريق الأعمثى، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك البخاري (182) و (203) و (206) و (4421)، ومسلم (274) وفي كتاب الصلاة (105)، وأبو داود (149) و (150) و (151)، والنسائي 1/ 62 و 63 و 82 من طرق عن المغيرة. وهو في "مسند أحمد" (18134)، و"صحيح ابن حبان" (1342) و (2224).

عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِيضَأَةٍ، فَقَالَ: "اسْكُبِي" فَسَكَبْتُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، وَأَخَذَ مَاءً جَدِيدًا، فَمَسَحَ بِهِ رَأْسَهُ مُقَدَّمَهُ وَمُؤَخَّرَهُ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (¬1). 391 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ الْأَزْدِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ: صَبَبْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَاءَ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ فِي الْوُضُوءِ (¬2). 392 - حَدَّثَنَا كُرْدُوسُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا أَبِي رَوْحُ بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، ولضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل، ولاضطراب في متنه. وأخرجه أبو داود (126 - 130)، والترمذي (33) و (34) من طريق عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد، بألفاظ مختلفة. وقال الترمذي: حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادًا. قلنا: حديث عبد الله بن زيد أخرجه البخاري (185)، ومسلم (235)، والترمذي (28)، وأبو داود (119)، وسيأتي مختصرًا (405)، وهو شاهد صحيح لحديث الرُّبيع، إلا أنه ليس فيه الماء الجديد. وللماء الجديد شاهد صحيح من حديث عبد الله بن زيد أيضًا من وجه آخر عند مسلم (236)، والترمذي (35). وحديث الربيع في "المسند" (27015). وانظر ما سيأتي بالأرقام (418) و (438) و (440) و (458). (¬2) إسناده ضعيف، الوليد بن عقبة وشيخه حذيفة مجهولان.

40 - باب الرجل يستيقظ من منامه هل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها

عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَبِيهِ أُمِّ عَيَّاشٍ، وَكَانَتْ أَمَةً لِرُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: كُنْتُ أُوَضِّئُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنَا قَائِمَةٌ وَهُوَ قَاعِدٌ (¬1). 40 - بَاب الرَّجُلِ يَسْتَيْقِظُ مِنْ مَنَامِهِ هَلْ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا 393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يُفْرِغَ عَلَيْهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الكريم بن روح، وجهالة أبيه وجده. كردوس ابن أبي عبد الله الواسطي هو خلف بن محمَّد. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 8/ 296 في ترجمة خلف بن محمَّد من طريق خلف (كردوس)، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. والشك في قوله: "مرتين أو ثلاثًا" من الأوزاعي فيما يظهر، فلم يذكره أحد من الرواة عن الزهري غيره هنا وعند الترمذي والنسائي 1/ 215. وأخرجه مسلم (278)، والترمذي (24)، والنسائي 1/ 6 - 7 و 99 و215 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. ورواية مسلم والنسائي في الموضع الأخير عن سعيد وحده، ورواية النسائي في الموضعين الآخَرين عن أبي سلمة وحده. وأخرجه البخاري (162)، ومسلم (278)، وأبو داود (103) و (104) و (105) من طرق عن أبي هريرة. وقد ذكر بعض الرواة: "ثلاثًا" ولم يذكرها بعضهم كما بيَّنه الإمام مسلم في "صحيحه". وهو في "مسند أحمد" (7282)، و"صحيح ابن حبان" (1062).

394 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَجَابِرُ (¬1) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا" (¬2). 395 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ النَّوْم فَأَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي وَضُوئِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ، وَلَا عَلَى مَا وَضَعَهَا" (¬3). ¬

_ (¬1) في (س) و (م): وحاتم بن إسماعيل، والمثبت من (ذ) ونسخة على هامش (م)، ومن "تحفة الأشراف" (6894). (¬2) حديث صحيح. رواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة قوية، وهو متابع أيضًا من جابر بن إسماعيل، وهو حسن الحديث في المتابعات. وباقي رجاله ثقات. عُقَيل: هو ابن خالد، وابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن خزيمة (146)، والدارقطني (129)، والبيهقي 1/ 46 من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. (¬3) صحيح لغيره دون قوله: "ولا على ما وضعها"، وهذا إسناد ضعيف، زياد ابن عبد الله في حديثه لين. وأخرج مسلم (278) (88) من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي هريرة، دون قوله: "ولا على ما وضعها". وهو في "مسند أحمد" (9238)، وفيه تصريح أبي الزبير بالسماع من جابر. وانظر ما قبله.

41 - باب ما جاء في التسمية على الوضوء

396 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، قَالَ: دَعَا عَلِيٌّ بِمَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا الْإِنَاءَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَنَعَ (¬1). 41 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّسْمِيَةِ عَلَى الْوُضُوءِ 397 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث: وهو ابن عبد الله الأعور. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ضمن حديث مطول في الوضوء أبو داود (117) من طريق عبيد الله الخولاني، عن ابن عباس، والنسائي 1/ 69 - 70 من طريق الحسين بن علي، كلاهما عن علي بن أبي طالب، وإسناد النسائي صحيح. وهو في "مسند أحمد" (1133) بإسناد صحيح. (¬2) إسناده ضعيف لضعف رُبيح بن عبد الرحمن وكثير بن زيد. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو، وأبو أحمد الزبيري: هو محمَّد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 2 - 3، وأحمد (11370) و (11371)، وعبد بن حميد (910)، والدارمي (691)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 112 - 113، =

398 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو ثِفَالٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّتَهُ بِنْتَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ تَذْكُرُ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" (¬1). 399 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" (¬2). ¬

_ = وأبو يعلى (1060) و (1221)، وابن السني في داعمل اليوم والليلة، (26)، وابن عدي في ترجمة ربيح بن عبد الرحمن من "الكامل" 3/ 1034، والحاكم 1/ 147، والبيهقي 1/ 43، والدارقطني (223) من طريق كثير بن زيد، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده ضعيف، أبو ثِفال المُري -وهو ثمامة بن وائل- ضعيف. وأخرجه الترمذي (25) من طريقين عن بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن أبي ثفال، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16651). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة يعقوب بن سلمة الليثي ووالده، قال البخاري: يعقوب بن سلمة مدني لا يعرف له سماع من أبيه، ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. وأخرجه أبو داود (101) عن قتيبة بن سعيد، عن محمَّد بن موسى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9418).

400 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ، وَلَا صَلَاةَ لِمَنْ لَم يُحِبّ الْأَنْصَارَ" (¬1). * قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عبيس (¬2) بْنُ مَرْحُومٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5698)، والدارقطني (1342)، والحاكم 1/ 269 من طريق عبد المهيمن بن عباس، والطبراني (5699) من طريق أُبي بن عباس، كلاهما عن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، وأبي ضعيف، واقتصر الطبراني والدارقطني من طريق عبد المهيمن على ذكر الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يذكر الطبراني من طريق أبي حب الأنصار. قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب": ولا شك أن الأحاديث التي وردت في البسملة وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال، فإنها تتعاضد بكثرة طرقها وتكتسب قوة. ونقل الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 237 أنه ثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحسن. وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 75: والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلًا. وقد حسنه بمجموع الأحاديث الواردة فيها ابن القيم وابن كثير والحافظ العراقي. (¬2) المثبت من (س)، وفي (ذ) و (م): عيسى، وكتب في هامش (م): صوابه عبيس.

42 - باب التيمن في الوضوء

42 - بَابُ التَّيَمُّنِ فِي الْوُضُوءِ 401 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ (ح) وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي الطُّهُورِ إِذَا تَطَهَّرَ، وَفِي تَرَجُّلِهِ إِذَا تَرَجَّلَ، وَفِي انْتِعَالِهِ إِذَا انْتَعَلَ (¬1). 402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا تَوَضَّأْتُمْ فَابْدَؤوا بِمَيَامِنِكُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده من جهة هناد بن السري صحيح، وفي إسناده الثاني سفيان بن وكيع، وهو متابع. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي، وأبو الشعثاء: هو سُليم بن أسود. وأخرجه البخاري (168)، ومسلم (268)، وأبو داود (4140)، والترمذي (614)، والنسائي 1/ 78 و 8/ 185 من طريق أشعث، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24627). و"صحيح ابن حبان" (1091). وأخرج أبو داود (33) من طريق إبراهيم النخعي، عن عائشة قالت: كانت يد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى. ثم أخرجه (34) من طريق إبراهيم، عن الأسود، عنها. (¬2) إسناده صحيح. أبو جعفر النفيلي: هو عبد الله بن محمَّد بن علي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه أبو داود (4141) عن النفيلي، بهذا الإسناد. =

43 - باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد

* قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يحيى بْنُ صَالِحٍ وَابْنُ نُفَيْلٍ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 43 - بَابُ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ 403 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ (¬1)، [قالا:] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ غُرْفَةٍ وَاحِدَةٍ (¬2). 404 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ، فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ (¬3). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (8652)، و"صحيح ابن حبان" (1090) وزادوا: "إذا لَبِستم، وإذا توضاتم ... ". (¬1) لفظة "الباهلي" لم ترد في (ذ) و (س). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي. أبو بكر بن خلاد الباهلي: اسمه محمَّد. وأخرجه مطولًا البخاري (140)، وأبو داود (137)، والنسائي 1/ 73 و 74 من طرق عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2416). وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (411). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وهو متابع. عبد خير: هو ابن يزيد الهمداني. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 38. =

405 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَأَلَنَا وَضُوءًا، فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مطولًا ومختصرًا أبو داود (111)، والنسائي 1/ 68 من طريق أبي عوانة، وأبو داود (113)، والنسائي 1/ 68 - 69 و 69 من طريق شعبة، وأبو داود (112)، والنسائي 1/ 67 من طريق زائدة، ثلاثتهم عن خالد بن علقمة، بهذا الإسناد. إلا أن شعبة سمى شيخه: مالك بن عرفطة، قال النسائي: هذا خطأ، والصواب خالد بن علقمة ليس مالك بن عرفطة. ورواية زائدة لفظها عند النسائي: أنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ففعل هذا ثلاثًا ... وهو في "مسند أحمد" (1199). وقوله: من كف واحد: كذا في الأصول، والجادة: من كف واحدة، كما في رواية مسلم وغيره. قال في "المصباح المنير": الكف من الإنسان وغيره، أنثى، ونقل صاحب "عون المعبود" عن أبي حاتم السجستاني: أنه يذكر ويؤنث، وقال ابن الطيب الفاسي: هي مؤنثة، وتذكيرها غلط غير معروف، وإن جوز بعضهم تأويلًا، وقال بعض: هي لغة قليلة، فالصواب أنه لا يعرف. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي الحسين العُكلي: وهو زيد ابن الحباب. يحيى: هو ابن عمارة الأنصاري. وأخرجه البخاري (191)، ومسلم (235)، وأبو داود (119)، والترمذي (28) من طريق خالد بن عبد الله، ومسلم (235) من طريق سليمان بن بلال، والبخاري (185)، ومسلم (235) من طريق مالك، والبخاري (186) و (192)، ومسلم (235) من طريق وهيب، أربعتهم عن عمرو بن يحيى، بهذا الإسناد. ولفظ سليمان كلفظ خالد، ولم يقل مالك: "من كف واحدة"، ولفظ وهيب: "فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث غرفات". وهو في "مسند أحمد" (16445).

44 - باب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار

44 - بَابُ الْمُبَالَغَةِ فِي الِاسْتِنْشَاقِ وَالِاسْتِنْثَارِ 406 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْثُرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ" (¬1). 407 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ عن أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ الْوُضُوءِ. قَالَ: أَسْبِغْ الْوُضُوءَ، وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سُلَيم الحنفي، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في، "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 27. وأخرجه الترمذي (27)، والنسائي 1/ 41 و 67 من طريقين عن منصور، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18817). وانظر ما سيأتي برقم (409). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن سُليم الطائفي، فهو صدوق لا بأس به في غير عبيد الله بن عمر، وروايته هنا عن غيره، ثم هو متابع. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 11 و 27. وأخرجه أبو داود (142) و (143) و (144)، والترمذي (38)، والنسائي 1/ 66 من طرق عن إسماعيل بن كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16385)، و، "صحيح ابن حبان" (1054). وانظر ما سيأتي برقم (448).

408 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ الْمُرِّيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْتَنْثِرُوا مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا" (¬1). 409 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده قوي من أجل قارظ بن شيبة، فهو صدوق لا بأس به. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن. وأخرجه أبو داود (141)، والنسائي في "الكبرى" (97) من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2011). (¬2) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري، وأبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 27، وفي "الموطأ" 1/ 19، ومن طريق مالك أخرجه مسلم (237) (22)، والنسائي 1/ 66 - 67. وأخرجه البخاري (161)، ومسلم (237) (22) من طريق يونس، عن الزهري، به. وأخرجه نحوه البخاري (162)، ومسلم (237) (20)، وأبو داود (140)، والنسائي 1/ 65 - 66 من طريق الأعرج، ومسلم (237) (21) من طريق همام، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7221).

45 - باب ما جاء في الوضوء مرة مرة

45 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً 410 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيك، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، قُلْتُ لَهُ: حُدِّثْتَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَمَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَثَلَاثًا ثَلَاثًا؟ قَالَ: نَعَمْ (¬1). 411 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ غُرْفَةً غُرْفَةً (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وضعف ثابت بن أبي صفية. وأخرجه الترمذي (45) عن إسماعيل بن موسى الفزاري، عن شريك، بهذا الإسناد. ثم قال: وروى وكيع هذا الحديث عن ثابت بن أبي صفية قال: قلت لأبي جعفر: حدثك جابر: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توضأ مرة مرة؟ قال: نعم. حدثنا بذلك هناد وقتيبة قالا: حدثنا وكيع، عن ثابت. وهذا أصح من حديث شريك، لأنه قد روي من غير وجه هذا عن ثابت نحو رواية وكيع، وشريك كثير الغلط. وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من وجوهٍ صحاح أنه توضأ مرةَ مرةَ ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثًا: ثبت الوضوء مرة مرة عن عبد الله بن عباس عند البخاري (157). ومرتين مرتين عن عبد الله بن زيد بن عاصم المزني عنده أيضًا (158). وثلاثًا ثلاثًا عن عثمان بن عفان عند البخاري (159)، ومسلم (226) و (230). وانظر ما سيأتي بالأرقام (411 - 420). (¬2) إسناده صحيح. أبو بكر بن خلاد: اسمه محمَّد، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (157)، وأبو داود (138)، والترمذي (42)، والنسائي 1/ 62 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2072).

46 - باب الوضوء ثلاثا ثلاثا

412 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، أخبرنا الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ (¬1) تَوَضَّأَ وَاحِدَةً وَاحِدَةً (¬2). 46 - بَابُ الْوُضُوءِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا 413 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ (¬3) ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ، وَعَلِيًّا يَتَوَضَّآنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيَقُولَانِ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬4). ¬

_ (¬1) هكذا في أصولنا الخطية و"التحفة" (10403) و"مصباح الزجاجة"، وفي النسخ المطبوعة: غزوة تبوك. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه عبد بن حميد (12) من طريق عبد الله بن لهيعة -وهو ضعيف-، والبزار (292) من طريق رشدين بن سعد -وهو ضعيف-، كلاهما عن الضحاك بن شرحبيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (149) و (151). (¬3) في (م) وحدها: حدثنا. (¬4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. وعنعنة الوليد بن مسلم لا تضر، فإنه متابع. وأخرجه أبو داود (110) من طريق عامر بن شقيق بن جمرة، عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان ... فذكر نحوه، ولم يذكر عليًا. وهو في "مسند أحمد" (403). وعامر بن شقيق بن جمرة لين. =

* قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَاهُ أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 414 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ = وأخرج حديث عثمان بن عفان مطولًا في الوضوء ثلاثًا ثلاثًا البخاري (159)، ومسلم (226) و (230)، وأبو داود (106) و (107) و (108) و (109)، والنسائي 1/ 64 و65 من طرق عن عثمان. وهو في "مسند أحمد" مطولًا (418) وبعضهم لا يذكر المضمضة والاستنشاق ثلاثًا، وبعضهم يذكر مسح الرأس ثلاثًا، لكن قال أبو داود: أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس مرة، فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثًا، وقالوا فيها: ومسح رأسه، ولم يذكروا عددًا كما ذكروا في غيره. قلنا: ورواية البخاري ومسلم ليس فيها مسح الرأس ثلاثًا. أما حديث علي بن أبي طالب، فأخرجه بنحو هذا اللفظ أبو داود (116)، والترمذي (44) من طريق أبي حية بن قيس الوادعي، عن علي. وأبو حية صدوق حسن الحديث. وهو في "مسند أحمد" (928) وقال الترمذي بإثره: حديث علي أحسنُ شيء في هذا الباب وأصح. وأخرجه من حديثه مطولًا أبو داود (111) و (112) و (113) و (114) و (115)، والترمذي (48) و (49)، والنسائي 1/ 68 و 68 - 69 و 69 و 69 - 70 و70، من طرق عنه. وهو في "مسند أحمد" (1027)، وإسناده صحيح. وانظر ما قبله. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل المطلب بن عبد الله بن حنطب، وروي عن ابن عمر موقوفًا، وهو أصح. وأخرجه مرفوعًا النسائي 1/ 62 - 63 من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4534).=

415 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (¬1). 416 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً (¬2). 417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (¬3). ¬

_ = وأخرجه موقوفًا ابن أبي شية 1/ 10 عن محمَّد بن فضيل، عن الحسن بن عبد الله عن مسلم بن صبيح، قال: رأيت ابن عمر يتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأذنيه، وهذا إسناد صحيح. وانظر ما قبله. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل خالد بن حيان، وهو الرّقي. وأخرجه أبو يعلى (4695) عن أبي كريب، به. وأخرجه عن أبي هريرة وحده مطولًا أحمد (7577). لكنه لم يذكر تثليث غسل القدمين. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده تالف بمرة، فائد بن عبد الرحمن متروك لا يشتغل به. ويُغني عنه ما قبله. (¬3) إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب، ثم هو لم يسمعه من أبي مالك الأشعري، بينهما عبد الرحمن بن غنم كما سيأتي في التخريج. =

47 - باب ما جاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثا

418 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (¬1). 47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا 419 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنِي مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَقَالَ: "هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاةً إِلَّا بِهِ"، ثُمَّ تَوَضَّأَ اثنتين اثنتين (¬2)، فَقَالَ: "هَذَا وُضُوءُ الْقَدْرِ مِنْ الْوُضُوءِ"، وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَقَالَ: "هَذَا أَسْبَغُ الْوُضُوءِ، وَهُوَ وُضُوئِي وَوُضُوءُ خَلِيلِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ: أَشْهَدُ أَنْ ¬

_ = وأخرجه ضمن حديث مطول عبد الرزاق (2499)، وأحمد (22893) و (22898) و (22901)، والطبراني (3411) و (3412) و (3413) من طريق قتادة، عن شهر، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك. ويغني عنه ما سلف برقم (413) و (415). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب، وقد اضطرب فيه. وأخرجه مطولًا أبو داود (126) و (127) من طريق عبد الله بن عقيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27015). وانظر تمام الكلام عليه وتخريجه فيه. (¬2) في (س): مرتين مرتين.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، قال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" 1/ 45: عبد الرحيم ابن زيد متروك الحديث، وزيد العمي ضعيف الحديث، ولا يصح هذا الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقال أبو زرعة: هو عندي حديثٌ واهِ، ومعاوية بن قرة لم يلحق ابن عمر، وقد تابع عبد الرحيم بن زيد، سلامٌ الطويل، قال أبو حاتم: وهو متروك الحديث. وأخرجه أبو يعلى (5598)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 288، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 171 - 172 من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1924)، والدارقطني (259) و (260)، والبيهقي 1/ 80 من طريق سلام الطويل، والدارقطني (258) من طريق محمَّد بن الفضل بن عطية، كلاهما عن زيد العمي، به. وسلام متروك الحديث، ومحمد بن الفضل كذبوه. وخالفهم أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي، فرواه عن زيد العمي، عن نافع، عن ابن عمر أخرجه من طريقه أحمد (5735)، ومن طريق أحمد أخرجه الدارقطني (272)، وأبو إسرائيل الملائي سيئ الحفظ. وخالفهم عبد الله بن عرادة الشيباني، فرواه عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن عبيد بن عمير، عن أبي بن كعب، أخرجه العقيلي 2/ 288، والدارقطني (273)، وهو الحديث التالي عند المصنف. وابن عرادة ضعيف الحديث. وخالفهم المسيب بن واضح، فرواه عن حفص بن ميسرة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أخرجه من طريقه الدارقطني (261)، والبيهقي 1/ 80، وضعّفاه بالمسيب بن واضح. ويغني عنه ما ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه توضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثًا من حديث ابن عباس وعبد الله بن زيد بن عاصم وعثمان بن عفان، سلف ذكر أحاديثهم عند الرواية (410). وقد صحت قصة التشهد عقب الوضوء من حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغُ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا =

48 - باب ما جاء في القصد في الوضوء وكراهية التعدي فيه

420 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَعْنَبٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً، فَقَالَ: هَذَا وَظِيفَةُ الْوُضُوءِ، أَوْ قَالَ: "وُضُوءٌ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْهُ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً"، ثُمَّ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا وُضُوءٌ مَنْ تَوَضَّأَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ كِفْلَيْنِ مِنْ الْأَجْرِ"، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، فَقَالَ: "هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الْمُرْسَلِينَ قَبْلِي (¬1) " (¬2). 48 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقَصْدِ فِي الْوُضُوءِ وَكَرَاهَيةِ التَّعَدِّي فِيهِ 421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانًا يُقَالُ لَهُ: وَلَهَانُ، فَاتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ" (¬3). ¬

_ = إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" أخرجه مسلم (234)، وهو في "مسند أحمد" (17314). (¬1) في النسخ المطبوعة: من قبلي. (¬2) إسناده ضعيف، وتقدم بيانه في الذي قبله. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، خارجه بن مصعب متروك الحديث، وعتي بن ضمرة فيه جهالة. وأخرجه الترمذي (57) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21238).

422 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ عَنْ الْوُضُوءِ، فَأَرَاهُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا، فَقَدْ أَسَاءَ، أَوْ تَعَدَّى، أَوْ ظَلَمَ" (¬1). 423 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ كُرَيْبًا يَقُولُ: ¬

_ (¬1) إسناده حسن. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أحمد (6684)، والنسائي 1/ 88 من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، وابن الجارود (75)، وابن خزيمة (174) من طريق عُبيد الله بن عُببد الرحمن الأشجعي، كلاهما عن سفيان بن سعيد الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 8 - 9 عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن سفيان الثوري، به وزاد في روايته: "أو نقص". وأخرجه أبو داود (135) من طريق أبي عوانة اليشكري، عن موسى بن أبي عائشة، به. وزاد في روايته: "أو نقص". وهذه اللفظة شاذة أو منكرة لم يذكرها يعلى الطنافسي وعبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري. وهي مخالفة لما ثبت أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتوضأ مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثًا، كما سلف بيانه عند الحديث (410). وقال الترمذي عقب حديث علي رقم (44): والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن الوضوء يجزئ مرة مرة، ومرتين مرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء، وقال ابن المبارك: لا آمَنُ إذا زاد في الوضوء على الثلاث أن يأثم، وقال أحمد وإسحاق: لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى. وانظر "عون المعبود" عند شرح حديث أبي داود، ففيه زيادة بيان.

سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنَّةٍ وُضُوءًا، يُقَلِّلُهُ، فَقُمْتُ، فَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ (¬1). 424 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: "لَا تُسْرِفْ، لَا تُسْرِفْ" (¬2). 425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِسَعْدٍ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: "مَا هَذَا السَّرَفُ؟ " فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (138) و (859)، ومسلم (763)، والنسائي 2/ 218 بنحوه من طريق كريب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1912). قوله: "شنة" أي: سقاء عتيق، قاله السندي. (¬2) إسناده تالف، آفته محمَّد بن الفضل -وهو ابن عطية العبدي- فقد كذبوه. وانظر ما بعده. (¬3) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة وحُيي بن عبد الله المَعافري، قاله البوصيري في "مصباح الزجاجة" الورقة 33. وهو في "مسند أحمد" (7065) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وفي باب النهي عن السرف في الوضوء حديث عبد الله بن مغفَّل مرفوعًا: "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" أخرجه أبو داود (96). وصححه ابن حبان (6764).

49 - باب ما جاء في إسباغ الوضوء

49 - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ 426 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ جَهْضَمٍ (¬1) أبو جهضم، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ (¬2). 427 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَزِيدُ بِهِ فِي الْحَسَنَاتِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) كذا جاء في أصولنا الخطية، قال المزي في "تحفة الأشراف" (5791): وهو وهم. وقال في "تهذيب الكمال" 15/ 253 في ترجمة عبد الله بن عبيد الله ابن عباس: قال ابن ماجه في روايته: أبو جهضم موسى بن جهضم، ووهم في ذلك، رواه أبو بكر بن خزيمة (175) عن أحمد بن عبدة على الصواب. يعني: موسى بن سالم أبو جهضم، وهكذا هو على الصواب في النسخ المطبوعة من "سنن ابن ماجه"! (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (808)، والترمذي (1796)، والنسائي 1/ 89 و 6/ 224 - 225 من طريق موسى بن سالم، بهذا الإسناد مطولًا. وهو في "مسند أحمد" (1977). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وإن كان فيه كلام يعتبر به. =

50 - باب ما جاء في تخليل اللحية

428 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كَفَّارَاتُ الْخَطَايَا إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ (¬1) " (¬2). 50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَخْلِيلِ اللِّحْيَةِ 429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قال: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ بِلَالٍ ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 7، وأحمد (10994)، وعبد بن حمبد (984)، والدارمي (698) و (699) وأبو يعلى (1355)، وابن خزيمة (177)، والبيهقي 2/ 16 من طريق عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد، وهو عند أحمد وعبد ابن حميد وأبي يعلى في الموضع الأول والبيهقي مطولٌ. وأخرجه ابن خزيمة (177) و (357)، وابن حبان (402)، والحاكم 1/ 191 - 192 من طريق عبد الله بن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، عن سعيد بن المسيب، به. ولفظ ابن حبان مطولٌ. ويشهد له حديث أبي هريرة التالي، وهو عند مسلم (251). (¬1) قوله: "وانتظار الصلاة بعد الصلاة" لم يرد في (س) و (م). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب. وأخرجه مسلم (251)، والترمذي (51) و (52)، والنسائي 1/ 89 - 90 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7209) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحُرقي.

عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ (¬1). 430 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ (¬2). 431 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ أَبُو النَّضْرِ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذان إسنادان ضعيفان، الأول فيه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية، وهو ضعيف الحديث، والثاني-وإن كان رجاله ثقات- فيه انقطاع، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 86: لم يسمعه ابن عيينة من سعيد، ولا قتادة من حسان، قلنا: لكن صرح ابن عيينة بالسماع من ابن أبي عروبة عند الحاكم 1/ 149، فتبقى العلة الثانية، وهي الانقطاع بين قتادة وحسان. وانظر "علل الترمذي الكبير" 1/ 115 - 116. وأخرجه الترمذي (29) و (30) من طريق سفيان بن عيينة، بهذين الإسنادين. تنبيه: وقع في إسناد الحاكم: عبد الكريم الجزري، وهو خطأ، فهذا ثقة، والصواب ما عند ابن ماجه وغيره: عبد الكريم أبو أمية، وهو ابن أبي المخارق. (¬2) حسن لغيره، وقد نقل الترمذي في "علله الكبير" 1/ 115 عن البخاري قوله: أصحُّ شيء عندي في التخليل حديث عثمان، قال له الترمذي: إنهم يتكلمون في هذا الحديث، فقال: هو حسن. قلنا: عامر بن شقيق مختلف فيه، حسن البخاري حديثه كما ترى، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وأخرجه الترمذي (31) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عائشة أم المؤمنين عند أحمد (25970)، وإسناده حسن، وانظر تتمة شواهده هناك.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ وَفَرَّجَ أَصَابِعَهُ مَرَّتَيْنِ (¬1). 432 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا تَوَضَّأَ عَرَكَ عَارِضَيْهِ بَعْضَ الْعَرْكِ، ثُمَّ شَبَكَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ مِنْ تَحْتِهَا (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره دون قوله: وفرج أصابعه مرتين، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن كثير أبي النضر صاحب البصري، وضعف شيخه يزيد الرقاشي، وهو ابن أبان. وأخرجه أبو داود (145) من طريق الوليد بن زوران، عن أنس بن مالك. قال أبو داود: لا ندري سمع من أنس أو لا، حكاه عنه الآجري. وهو في "شرح السنة" للبغوي (215). وانظر ما قبله. (¬2) إسناده ضعف لضعف عبد الواحد بن قيس، وقد اختُلف عليه فيه، فرواه عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عنه، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا كما عند المصنف، وأخرجه من هذا الطريق الدارقطني (374)، والبيهقي 1/ 55. ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الأوزاعي، عنه، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا، أخرجه كذلك الدارقطني (375)، والبيهقي 1/ 55. وتابع عبد الواحد على وقفه عبد الله بن عامر الأسلمي المدني عند البيهقي 1/ 55، ولكنه متروك الحديث فلا يمرح بمتابعته. وصوّب الدارقطني الموقوف، ووافقه ابن التركماني في "الجوهر النقي"، وخالفه ابن القطان لوجود عبد الواحد في إسناده، انظر "بيان الوهم" (1108). ورواه أبو المغيرة أيضًا، عن الأوزاعي، عنه، عن يزيد الرقاشي، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، أخرجه البيهقي 1/ 55، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 31: قال أبي: =

433 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ (¬1). ¬

_ = روى هذا الحديث، عن الأوزاعي، عن عبد الواحد، عن يزيد الرقاشي، وقتادة، قالا: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو أشبه. ورواه بلفظ آخر الطبراني في "الأوسط" (1385) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان إذا توضأ خلل لحيته وأصابع رجليه، ويزعم أنه رأى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعل ذلك. ومؤمل والعمري ضعيفان. وقد صح عن ابن عمر أنه كان يخلل لحيته إذا توضأ. انظر "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 12 و13، و"مصنف عبد الرزاق" (991) و (992). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف واصل بن السائب وأبي سورة ابن أخي أبي أيوب. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/ 121، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 327، وابن عدي 7/ 2547 من طريق محمَّد بن ربيعة الكلابي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4068) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن واصل بن السائب، به. ولفظه مطول بذكر الوضوء كله. وأخرجه أحمد (23541)، وعبد بن حميد (218)، والترمذي في "العلل" 1/ 115، والهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (1137) من طريق محمَّد بن عبيد، عن واصل، به بلفظ: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا توضأ تمضمض ومسح لحيته من تحتها بالماء. قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل": هذا لا شيء، وقال عن أبي سورة: عنده مناكير، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب. وانظر ما سلف برقم (430).

51 - باب ما جاء في مسح الرأس

51 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الرَّأْسِ 434 - حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أخبرنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى: هَلْ تَسْطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ. فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ (¬1). 435 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (185)، ومسلم (235)، وأبو داود (118) و (119)، والترمذي (32) و (47)، والنسائي 1/ 71 و71 - 72 و 72 من طريق عمرو بن يحيى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16431)، و"صحيح ابن حبان، (1084). وأخرجه بنحوه مختصرًا مسلم (236)، وأبو داود (125)، والترمذي (35) من طريق واسع بن حبان، عن عبد الله بن زيد. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وعطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يدرك عثمان بن عفان رضي الله عنه. =

436 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 9 و15، وعبد الله بن أحمد في زوائد "المسند" (472) من طريق الحجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (8578) من طريق ابن جريج، عن عطاء، به. وهو عند عبد الرزاق (124) عن ابن جريج عن عطاء أنه بلغه عن عثمان فذكره. وأخرجه ضمن حديث الوضوء مطولًا البخاري (159)، ومسلم (226)، وأبو داود (106)، والنسائي 1/ 64 و65 و80، وهو في "مسند أحمد" (418) من طريق حمران مولى عثمان، وأخرجه أبو داود (108) من طريق ابن أبي مليكة، و (109) من طريق أبي علقمة، ثلاثتهم عن عثمان، به. ولفظه عندهم: ثم مسح برأسه. ذكروه ضمن ذكر الوضوء ثلاثًا ثلاثًا، قال أبو داود بإثر الحديث (108): أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة، فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثًا، وقالوا فيها: ومسح رأسه، ولم يذكروا عددًا كما ذكروا في غيره. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حية -وهو ابن قيس الوادعي-، فهو صدوق حسن الحديث، وهو متابع. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو داود (116)، والترمذي (48)، والنسائي 1/ 70 - 71 و 79 من طريق أبي حية الوادعي، عن علي بن أبي طالب. وليس عند أبي داود والنسائي ذكر عدد في مسح الرأس بل أطلقاه، وقد ذكراه ضمن الوضوء ثلاثًا ثلاثًا، وذكره الترمذي كالمصنف مرة فيُحمَل عليه. وهو في "المسند" (1046). وأخرجه أبو داود (111) و (112) و (113)، والترمذي (49)، والنسائي 1/ 68 و 68 - 69 و 69 من طريق عبد خير، وأخرجه أبو داود (115) من طريق عبد الرحمن =

437 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً (¬1). 438 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّتَيْنِ (¬2). ¬

_ = ابن أبي ليلى، والنسائي 1/ 69 - 70 من طريق الحسين بن علي بن أبي طالب، ثلاثتهم عن علي بن أبي طالب، به. ولم يسق أبو داود في الموضع الثالث ولا الترمذي لفظه، وبعضهم لا يذكر عددًا في مسح الرأس، وأكثرهم ذكره مرةً واحدةً. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن راشد البصري. يزيد مولى سلمة: هو ابن أبي عبيد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6285)، وابن عدي في ترجمة يحيى بن راشد من "الكامل" 7/ 2668، والبيهقي 2/ 179 من طريق يحيى بن راشد، بهذا الإسناد. وأخرجه موقوفًا ابن سعد في "طبقاته" 4/ 307 عن حماد بن مسعدة، عن يزيد ابن أبي عبيد، عن سلمة: أنه توضأ فمسح مقدم رأسه. وهذا إسناد صحيح. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ضمن حديث الوضوء أبو داود (126) و (127)، والترمذي (33) من طريق عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27015)، وانظر تمام تخريجه والكلام عليه فيه.

52 - باب ما جاء في مسح الأذنين

52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الْأُذُنَيْنِ 439 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسَحَ أُذُنَيْهِ دَاخِلَهُمَا بِالسَّبَّابَتَيْنِ، وَخَالَفَ بإِبْهَامَيْهِ إِلَى ظَاهِرِ أُذُنَيْهِ، فَمَسَحَ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا (¬1). 440 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ الرُّبَيِّعِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ ظَاهِرَ أُذُنَيْهِ وَبَاطِنَهُمَا (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل محمَّد بن عجلان فهو صدوق لا بأس به. وأخرجه الترمذي (36)، والنسائي في "الكبرى" (106) من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد، والنسائي ذكره ضمن حديث الوضوء. وأخرجه أبو داود (137) من طريق هشام بن سعد، والنسائي 1/ 73 من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، كلاهما عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه أبو داود (133) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به، وقد ذكره ضمن حديث الوضوء بلفظ: ومسح برأسه وأذنيه. ويشهد له الحديثان اللذان يليانه. (¬2) صحيح لغيره، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- متابع، وعبد الله بن محمَّد بن عقيل، يعتبر بحديثه في المتابعات والشواهد. وأخرجه أبو داود (126) و (127) و (129) و (131)، والترمذي (33) و (34) من طرق عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل، به. الرواية الثالثة لأبي داود والثانية للترمذي فيها مطلق المسح، ولفظ الرواية الأخيرة لأبي داود: توضأ فأدخل إصبعيه في جحري أذنيه. وهو في "مسند أحمد" (27016).

53 - باب الأذنان من الرأس

441 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، قَالَتْ: تَوَضَّأَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي جُحْرَيْ أُذُنَيْهِ (¬1). 442 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا (¬2). 53 - بَابُ الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ 443 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ" (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، كسابقه. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الرحمن ابن ميسرة الحضرمي، وهشام بن عمار متابع. وأخرجه أبو داود (121) و (122) و (123) من طريق حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17188). (¬3) إسناده ضعيف لضعف سويد بن سعيد الحَدَثاني، فإنه عمي فصار يتلقّن، وقد تفرّد به، وقد قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 91: بينتُ أنه مدرج في كتابي في ذلك. وانظر ما بعده.

444 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ"، وَكَانَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ مَرَّةً، وَكَانَ يَمْسَحُ الْمَأْقَيْنِ (¬1). 445 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف سنان بن ربيعة وشهر بن حوشب على الاختلاف في رفعه ووقفه. وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 91: إنه مدرج. وأخرجه أبو داود (134)، والترمذي (37) ضمن حديث الوضوء من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22223)، وانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك. قوله: "يمسح المأقين" المَأق بفتح فسكون، وكذا المُؤق: مؤخر العين الذي يلي الأنف. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عمرو بن الحصين -وهو العُقَيلي البصري- متروك الحديث. وشيخه محمَّد بن عبد الله بن علاثة ضعيف الحديث. وأخرجه الدارقطني (352) من طريق عمرو بن الحصين، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6370)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 110، والدارقطني (347) من طريق علي بن هاشم بن البريد، عن إسماعيل بن مسلم المكي، عن عطاء، عن أبي هريرة. وعلي بن هاشم وشيخه إسماعيل ضعيفان. وأخرجه الدارقطني (354) من طريق البختري بن عبيد، عن أببه، عن أبي هريرة. والبختري ضعيف جدًا، وأبوه مجهول. وأخرجه الدارقطني (339) من طريق علي بن عاصم، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن أبي هريرة مرفوعًا. وعلي بن عاصم ضعيف، ورجح الدارقطني المرسل: سليمان بن موسى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. =

54 - باب تخليل الأصابع

54 - بَابُ تَخْلِيلِ الْأَصَابِعِ 446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصِرِهِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (353) من طريق عبد الله بن محرر، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة موقوفا. وابن محرر متروك الحديث. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، فقد رواه عن ابن لهيعة قتيبة بن سعيد وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ، وقد سمعوا منه قبل احتراق كتبه وسوء حفظه، وقد تابع ابن لهيعة في روايته الليثُ بن سعد وعمرو بن الحارث المصريان، وعليه قال الحافظ ابن سيد الناس في "النفح الشذي بشرح جامع الترمذي" 1/ ورقة 12 - نسخة المحمودية-: الحديث صحيح مشهور. وأخرجه أبو داود (148)، والترمذي (40) عن قتيبة بن سعيد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 36 من طريق عبد الله بن وهب، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 109، والطبراني في"الكبير" 20/ (728) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي حاتم الرازي في مقدمة "الجرح والتعديل" 1/ 31 - 32، والبيهقي 1/ 76 - 77 من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه عبد الله ابن وهب، عن الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن عمرو، به. وقد شكك الحافظ ابن حجر في صحة رواية أحمد بن عبد الرحمن عن عمه في "إتحاف المهرة" 13/ 177 كما هو مبين في التعليق على الرواية (18010) من "مسند أحمد". وفي الباب عن عثمان عند الدارقطني (286) وغيره وفي سنده لين. وانظر ما بعده.

* قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 447 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعْدُ (¬1) بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ، وَاجْعَلْ الْمَاءَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ" (¬2). 448 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَسْبِغْ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الْأَصَابِعِ" (¬3). ¬

_ (¬1) كذا في (ذ): سعد، وفي (س) و (م): سعيد، بزيادة ياء، وصُوِّب على هامش (م) إلى سَعْد. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد: وهو عبد الرحمن. وأخرجه الترمذي (39) عن إبراهيم بن سعيد، عن سعد بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2604)، وانظر تتمة تخريجه فيه. وانظر ما قبه. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يحيى بن سُلَيم الطائفي صدوق حسن الحديث، وهو متابع. وأخرجه أبو داود (142) و (143) و (144)، والترمذي (38) و (798)، والنسائي 1/ 79 من طرق عن إسماعيل بن كثير، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (16381). وانظر ما سلف برقم (407).

55 - باب غسل العراقيب

449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ حَرَّكَ خَاتَمَهُ (¬1). 55 - بَابُ غَسْلِ الْعَرَاقِيبِ 450 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْمًا يَتَوَضَّؤونَ، وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ، فَقَالَ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، فإن مَعمر بن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع منكر الحديث، وكذا أبوه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2443 - ومن طريقه البيهقي 1/ 57 - من طريق زكريا بن يحيى الضرير، والدارقطني (273) من طريق أبي قلابة عبد الملك ابن محمَّد، و (311) من طريق علي بن سهل بن المغيرة، ثلاثتهم عن معمّر بن محمَّد بن عبيد الله، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (956) من طريق محمَّد بن خالد بن حرملة، عن إبراهيم بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، به. ومحمد بن خالد مجهول، وشيخه إبراهيم لم نعرفه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو يحيى -وهو مِصدَع الأعرج- روى له مسلم، وقال العجلي: تابعي ثقة، وروى عنه جمع. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه مسلم (241) (26)، وأبو داود (97)، والنسائي 1/ 77 - 78 و 89 من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6528) و (6809). =

* 451 - [قَالَ أبو الحسن الْقَطَّانُ]: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ ابْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيه عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ" (¬1). 452 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه البخاري (60) و (96) و (163)، ومسلم (241) (27) من طريق يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: تخلف عنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاةُ ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثًا. وهو في "مسند أحمد" (7976). ولقوله: "أسبغوا الوضوء" انظر الرواية السالفة برقم (448)، والآتية برقم (455). قوله: "ويل للأعقاب" الأعقاب جمع عقب، بفتح الأول وكسر الثاني، وهو مؤخر القدم، والمعنى: ويل لصاحب العقب المقصر في غسلها، نحو {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82] قاله السندي في شرح النسائي، 1/ 77. (¬1) إسناده صحيح، وهو من زيادات أبي الحسن القطان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4149) من طريق عبد المؤمن بن علي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (240)، والترمذي في "العلل الكبير"1/ 119 من طريق سالم مولى شداد، عن عائشة، ونقل الترمذي عن البخاري تحسينه. وهو في "مسند أحمد" (24516). وانظر ما بعده. تنبيه: حديث القطان هذا ليس في (م).

رَأَتْ عَائِشَةُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَتْ: أَسْبِغْ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنْ النَّارِ" (¬1). 453 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ" (¬2). 454 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنْ النَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، محمَّد بن عجلان صدوق لا بأس به. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وأخرجه عبد الرزاق (69)، والشافعي في "مسنده" 1/ 33، والحميدي (161)، وابن أبي شيبة 1/ 26، وأحمد (24123)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 118، وأبو يعلى (4426)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 38، وابن حبان (1059) من طرق عن محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (242) (30)، والترمذي (41) من طريق سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (165)، ومسلم (242) (28) و (29)، والنسائي 1/ 77 من طريق محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة. (¬3) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبِيعي، وروايته عن سعيد بن أبي كَرِب من رواية الأكابر عن الأصاغر لأنه أكبر منه.

56 - باب ما جاء في غسل القدمين

455 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَةُ بْنُ الْأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، كُلُّ هَؤُلَاءِ سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "أَتِمُّوا الْوُضُوءَ، وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ" (¬1). 56 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الْقَدَمَيْنِ 456 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ طُهُورَ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (1797)، وابن أبي شيبة 1/ 26، وأحمد (14965)، وأبو يعلى (2065) و (2145)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 38، والطبراني في "الأوسط" (2851) و (5646) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، فإن شيبة بن الأحنف -وهو الأوزاعي الشامي- قد وثقه ابن حبان، وعده أبو زرعة الدمشقي في تسمية من لهم أسنان وعلم، وروى عنه ثلاثة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 247 - 248، وابن خزيمة (665)، والبيهقي 2/ 89، والمزي في ترجمة شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه من "التهذيب" 12/ 427 من طريق صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وروايتهم مُطولة. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (450). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي حية -وهو ابن قيس الوادعي- فهو حسن الحديث، وهو متابع.

457 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا (¬1). 458 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ الرُّبَيِّعِ بنت معوذ، قَالَتْ: أَتَانِي ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْنِي حَدِيثَهَا الَّذِي ذَكَرَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ ¬

_ = وأخرجه ضمن حديث الوضوء أبو داود (116)، والترمذي (48)، والنسائي 1/ 70 و 79 من طريق أبي حية الوادعي، عن علي بن أبي طالب. وهو في "المسند" (1046). وأخرجه ضمن حديث الوضوء أيضًا أبو داود (111) و (112) و (113)، والترمذي (49)، والنسائي 1/ 68 و 68 - 69 و 69 من طريق عبد خير، والنسائي 1/ 69 - 70 من طريق الحسين بن علي بن أبي طالب، كلاهما عن علي بن أبي طالب. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الرحمن ابن ميسرة، وهو الحضرمي. والوليد بن مسلم متابع. وأخرجه ضمن حديث الوضوء الطبراني 20/ (655) من طريق صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ضمن حديث الوضوء الطبراني أيضًا 20/ (654)، وفي "مسند الشاميين" (1076) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس الخولاني، عن حريز بن عثمان، به. وهو في "مسند أحمد" (17188) ضمن حديث الوضوء. وانظر ما قبله.

57 - باب ما جاء في الوضوء على ما أمر الله تعالى

وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّاسَ أَبَوْا إِلَّا الْغَسْلَ، وَلَا أَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا الْمَسْحَ (¬1). 57 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى 459 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي صَخْرَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ فِي الْمَسْجِدِ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، فَالصَّلَوات الْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ" (¬2). 460 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل، والآية الكريمة بما ثبت بالقراءة فيها تحتمل المسح والغسل، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - المُبين عن الله ما نزل إليه أوجب الغسلَ، فكان بيانه هو الفيصلَ في هذه المسألة. وأخرجه ضمن حديث الوضوء دون أثر ابن عباس أبو داود (126) من طريق بشر بن المفضل، عن ابن عقيل، به. وهو في "مسند أحمد" (27015)، وفيه قول ابن عباس: ما أجد في كتاب الله إلا مسحتين وغسلتين. وانظر ما قبله. وسلف برقم (390). (¬2) إسناده صحيح. حمران: هو ابن أبان مولى عثمان بن عفان. وأخرجه مسلم (231)، والنسائي 1/ 91 من طريق أبي صخرة جامع بن شداد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (406)، و"صحيح ابن حبان" (1043). وانظر ما سلف برقم (285).

58 - باب ما جاء في النضح بعد الوضوء

عَنْ عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّهَا لَا تَتِمُّ صَلَاةٌ لِأَحَدٍ حَتَّى يُسْبِغَ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، يَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَيَمْسَحُ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ" (¬1). 58 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّضْحِ بَعْدَ الْوُضُوءِ 461 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: قَالَ مَنْصُورٌ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ، ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ، فَنَضَحَ بِهِ فَرْجَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حجاج: هو ابن المنهال، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. وأخرجه أبو داود (858)، والنسائي 2/ 225 - 226 من طريق همام بن يحيى العَوْذي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (857) من طريق حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد، عن عمه رفاعة، ولم يذكر حمادٌ في إسناده يحيى بن خلاد والد علىّ. وانظر تتمة الكلام على إسناده عند الحديث (18995) من "مسند أحمد". (¬2) إسناده ضعيف لاضطرابه، وانظر تمام الكلام عليه في "مسند أحمد" عند الحديث (15384). وأخرجه أبو داود (166)، والنسائي 1/ 86 من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن سفيان بن الحكم أو الحكم بن سفيان. وأخرجه النسائي 1/ 86 من طريق عمار بن رزيق، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان. وأخرجه أبو داود (168) من طريق زائدة بن قدامة، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم أو ابن الحكم، عن أبيه. =

462 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، قال: حَدَّثَني أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ عن أبيه زيد بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَّمَنِي جِبْرَيلُ الْوُضُوءَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْضَحَ تَحْتَ ثَوْبِي لِمَا يَخْرُجُ مِنْ الْبَوْلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ" (¬1). * قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التَّنِّيسِيُّ، حدثنا ابْنِ لَهِيعَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 463 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ سَلَمَةَ الْيَحْمِدِيُّ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ ¬

_ = وأخرجه النسائي 1/ 86 من طريق شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم، عن أبيه. وأخرجه أبو داود (167) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن رجل من ثقيف، عن أبيه. (¬1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله- على اضطراب في إسناده ومتنه، قال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه 1/ 46: هذا حديث كذب باطل. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 168، وأحمد (17480)، وعبد بن حميد (283)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (258) و (259)، والدارقطي (390) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد، ولفظ ابن أبي شيبة- وعنه ابن أبي عاصم (259) -: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توضأ، ثم أخذ كفًّا مِن ماء، فنضح به فرجه. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "المسند" عند الحديثين (17480) و (21771).

59 - باب المنديل بعد الوضوء وبعد الغسل

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَضِحْ" (¬1). 464 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَضَحَ فَرْجَهُ (¬2). 59 - بَابُ الْمِنْدِيلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ وَبَعْدَ الْغُسْلِ 465 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ، ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، الحسن بن علي الهاشمي متفق على ضعفه. وأخرجه الترمذي (50)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 234، وابن عدي في "الكامل" 2/ 733 من طريق سلم بن قتيبة، بهذا الإسناد، ولفظه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "جاءني جبريل، فقال: يا محمَّد، إذا توضات فانتضح"، من قول جبريل. (¬2) إسناده ضعيف لضعف قيس -وهو ابن الربيع- وشيخه ابن أبي ليلى، وهو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأخرجه ابن عدي في ترجمة نوح بن أبي مريم من "الكامل" 7/ 2506 من طريق نوح بن أبي مريم، عن أبيه، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد. ونوح متهم بالكذب. وأخرجه مرة أخرى 7/ 2506 - 2507 من طريق نوح، عن أبي الزبير، به، لم يذكر أبا نوح في الإسناد. (¬3) إسناده صحيح. أبو مرة: اسمه يزيد. =

466 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَضَعْنَا لَهُ مَاءً فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بِمِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ فَاشْتَمَلَ بِهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْوَرْسِ عَلَى عُكَنِهِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (336) (71) و (72) من طريق سعيد بن أبي هند، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (357)، ومسلم (336) (70) وبإثر الحديث (719) (82)، والترمذي (2932)، والنسائي 1/ 126 من طريق سالم أبي النضر، عن أبي مرة مولى أم هانئ أخبره، أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوب. وهو في "مسند أحمد" (27379)، و"صحيح ابن حبان" (1188). (¬1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، ومحمد بن شرحبيل مجهول، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 114: لم يصح إسناده. وأخرجه أحمد (23844) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10083) من طريق عيسى بن يونس، عن ابن أبي ليلى، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد. فقال: عمرو بن شرحبيل، وتابعه على ذلك علي بن هاشم بن البريد عند الطبراني في "الكبير" 18/ (890). وأخرجه ضمن حديث مطول أبو داود (5185)، والنسائي (10084) من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: سمعت يحيى بن أبي كثير، يقول: حدثني محمَّد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن قيس بن سعد -بإسقاط محمَّد بن شرحبيل. وهو في "مسند أحمد" (15476) وانظر تمام تخريجه والكلام عليه فيه. =

467 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ (¬1) سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِثَوْبٍ، حِينَ اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ، فَرَدَّهُ وَجَعَلَ يَنْفُضُ الْمَاءَ (¬2). 468 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ، حَدَّثَنَا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَقَلَبَ جُبَّةَ صُوفٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، فَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ (¬3). ¬

_ = وسيأتي بنحوه برقم (3604) بالإسناد نفسه. قوله: "ورسية" مصبوغة بالورس، وهو نبت أصفر يصبغ به. "على عكنه" بضم ففتح، أي: طبقات بطنه، وفي "المصباح" العكنة: الطي في البطن من السِّمَن، والجمع: عكن، مثل: غرفة وغرف. قاله السندي. (¬1) في (س) وحدها: حدثنا. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا البخاري (259) و (266) و (274) و (276)، ومسلم (317)، وأبو داود (245)، والنسائي 1/ 137 - 138 و 200 و 204 و 208 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26856)، و"صحيح ابن حبان" (1190). (¬3) إسناده حسن إن سلم من الانقطاع بين محفوظ بن علقمة وسلمان، فقد قال المزي في "التهذيب" 27/ 288: يقال: مرسل، يعني: محفوظ عن سلمان. وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (657) من طريق العباس بن الوليد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (661) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن الجعفي، عن مروان بن محمَّد، عن يزيد بن السمط، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد، عن =

60 - باب ما يقال بعد الوضوء

60 - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ الْوُضُوءِ 469 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ (¬1) (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، [قَالُوا]: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ أَبُو سُلَيْمَانَ النَّخَعِيُّ، قال: حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ" (¬2). * قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، بِنَحْوِهِ. ¬

_ = محفوظ، عن سلمان، فزاد في الإسناد: يزيد بن مرثد بين الوضين ومحفوظ. قلنا: ويزيد بن مرثد ثقة. وسيأتي مكررًا برقم (3564). وفي الباب عن عائشة ومعاذ رضي الله عنهما عند الترمذي برقمي (53) و (54)، وسندهما ضعيف. (¬1) إسناد موسى بن عبد الرحمن ليس في (م)، وأشار المزي في "التحفة" (842) إلى أنه ليس في سماعه ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر. (¬2) صحيح لغيره، دونَ ذكر العدد، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد العمي. وأخرجه ابن أبي شبة 1/ 4 و10/ 451، والدولابي في "الكنى" 2/ 118، والطبراني في "الدعاء" (385) و (386)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (33)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 252 من طريق عمرو بن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (13792). وانظر ما بعده.

61 - باب الوضوء في الصفر

470 - حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ" (¬1). 61 - بَابُ الْوُضُوءِ في الصُّفْرِ 471 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ، فَتَوَضَّأَ بِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن عبد الله بن عطاء لم يسمعه من عقبة بن عامر كما نص هو على ذلك، انظر "التاريخ الكبير" للبخاري 5/ 165. وقد توبع. وأبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله، وروايته عنه من رواية الأكابر عن الأصاغر. وأخرجه مسلم (234)، وأبو داود (169)، والنسائي 1/ 92 - 93 من طرق عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب. وهو في "المسند" (17314) وانظر تتمة تخريجه فيه. وأخرجه الترمذي (55) من طريق أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن عمر. لم يذكرا فيه عقبة. وأخرجه أبو داود (170) من زهرة بن معبد، عن ابن عمه، عن عقبة. لم يذكر فيه عمر، وسنده ضعيف. (¬2) إسناده صحيح، أحمد بن عبد الله: هو ابن يونس الكوفي، وعمرو بن يحيى: هو ابن عُمارة بن أبي حسن الأنصاري. =

472 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَنَّهُ كَانَ لَهَا مِخْضَبٌ مِنْ صُفْرٍ قَالَتْ: كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فِيهِ] (¬1) (¬2). 473 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (197)، وأبو داود (100) من طريق عبد العزيز بن الماجشون، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (405). قوله: "تور من صفر" التور: إناء صغير، والصفر بضم الصاد: النحاس. (¬1) لفظة "فيه" ليست في أصولنا الخطية، وأثبتناها من النسخ المطبوعة. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختُلف فيه على عبد العزيز الدرَاوَردي كما بيناه في "مسند أحمد" (26753)، وقد خالفه حمادُ بنَ خالد الخياط -وهو أوثق منه- فرواه عن عبد الله بن عمر العمري الضعيف أخي عبيد الله في "مسند أحمد" (26752)، وقد قال الإمام أحمد عن الدراوردي: وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عُبيد الله بن عمر. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3093)، والطبراني في "الكبير" 24/ (139) و (144) من طريق يعقوب بن حميد، وابن المنذر في "الأوسط" (239) 1/ 315 من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن الدراوردي، بهذا الإسناد. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "المسند" (26752) و (26753). قوله: "مخضب من صفر" المخضب بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الضاد: طست تغسل فيه الثياب ونحوها. والصُّفر: النحاس.

62 - باب الوضوء من النوم

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فِي تَوْرٍ (¬1). 62 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ النَّوْمِ 474 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنَامُ حَتَّى يَنْفُخَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ (¬2). قَالَ الطَّنَافِسِيُّ: قَالَ وَكِيعٌ: تَعْنِي وَهُوَ سَاجِدٌ. 475 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى (¬3). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. وقد سلف باتم من هذا برقم (358). (¬2) حديث صحيح، وقد اختلف في إسناده على إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- كما هو مبين في "مسند أحمد" (25036). وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 132 - 133، وأحمد (25036)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1490) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر تتمة تخريجه في "المسند". ويشهد له حديث ابن عباس عند البخاري (138) و (183) ومسلم (763) (181). وانظر ما بعده. قوله: "ولا يتوضأ" هذا خاص بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 288: ولا يلزم من كون نومه لا ينقض وضوءَه أن لا يقع منه حدث وهو نائم، نعم خصوصيته أنه إن وقع شعر به، بخلاف غيره. (¬3) حديث صحيح كسابقه، وقد اختلف فيه على إبراهيم أيضًا كما هو مبين في "المسند" (4051) و (4052). =

476 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حُرَيْثِ ابْنِ أَبِي مَطَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ أَبِي هُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ نَوْمُهُ ذَلِكَ وَهُوَ جَالِسٌ (¬1) (¬2). 477 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬3) بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ، فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬4). ¬

_ = وأخرجه أحمد (4052)، وأبو يعلى (5411) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وزاد أبو يعلى في روايته: فذكرته لعطاء فقال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن كغيره. (¬1) في النسخ المطبوعة زيادة: يعني النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذه الزيادة ليست في أصولنا الخطية، وهي نسخة على هامش (ذ). (¬2) إسناده ضعيف لضعف حُريث بن أبي مطر. وأخرج أبو داود (202)، والترمذي (77) من طريق أبي خالد يزيد الدالاني، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يسجد وينام وينفخ، ثم يقوم فيصلي، ولا يتوضأ. قال: فقلت له: صليتَ ولم تتوضأ وقد نمتَ؟ فقال: "إنما الوضوء على من نام مضطجعًا، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله". وقال أبو داود بإثره: هو حديث منكر، وأعله بأبي خالد الدالاني. (¬3) في أصولنا الخطية: عبد الله، والصواب ما أثبتناه من النسخ المطبوعة و"تحفة الأشراف" (10208)، وكنية عبد الرحمن أبو عبد الله. (¬4) إسناده ضعيف، بقية بن الوليد ضعيف ويدلس تدليس التسوية وهو شر أنواعه، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات السند، وفي الوضين بن عطاء كلام، وعبد الرحمن بن عائذ حديثه عن علي مرسل. والحديث ضعفه أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/ 47. =

63 - باب الوضوء من مس الذكر

478 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ: كَانَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُنَا أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا مِنْ جَنَابَةٍ لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ وَبَوْلٍ وَنَوْمٍ (¬1). 63 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ 479 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (203) من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه في "المسند" (887). وفي الباب عن معاوية عند أحمد (16879) وسنده ضعيف، وروي موقوفًا أيضًا. قوله: "السَّه" هو حلقة الدبر. والوكاء: الخيط الذي تشد به القربة والكيس ونحوهما. (¬1) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، زِرٌ: هو ابن حُبَيش. وأخرجه الترمذي (96) و (3845)، والنسائي 1/ 83 و 83 - 84 و 98 من طريق عاصم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18091)، و "صحيح ابن حبان" (1100). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (181)، والنسائي 1/ 100 و100 - 101 من طريق عبد الله ابن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، والنسائي 1/ 216 من طريق ابن شهاب الزهري، كلاهما عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان. =

480 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ؛ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ، فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ" (¬1). 481 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (82)، والنسائي 1/ 216 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن هشام بن عروة، والترمذي (83) من طريق أبي الزناد، كلاهما عن عروة بن الزبير، عن بسرة بنت صفوان. وانظر تفصيل الكلام على إسناده في "مسند أحمد" عند الحديثين (27293) و (27295). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عقبة بن عبد الرحمن، وهو الحجازي. وانظر ما قبله. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن مكحولًا الشامي روايته عن عنبسة ابن أبي سفيان مرسلة فيما قاله البخاري وأبو مسهر وغيرهما. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 164، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 159، وأبو يعلى (7144)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/ 75، والطبراني في "الكبير" =

64 - باب الرخصة في ذلك

482 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ عن أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ" (¬2). 64 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ 483 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ طَلْقٍ الْحَنَفِيَّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ وُضُوءٌ، إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ" (¬3). ¬

_ = 23/ (450) و (451) والبيهقي 1/ 130 من طريق مكحول، بهذا الإسناد. وقال الترمذي عقبه: سألت أبا زرعة عن حديث أم حبيبة، فاستحسنه ورأيته كأنه يعده محفوظا. (¬1) في أصولنا الخطية و"مصباح الزجاجة" والمطبوع: عبد الله، وما أثبتاه من "تحفة الأشراف" (3470)، و "نصب الراية" 1/ 57 للزيلعي، و"المعجم الكبير" (3928) للطبراني، وعبد الله وعبد الرحمن أخوان، والله تعالى أعلم. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، سفيان بن وكيع -وهو ابن الجراح- ضعيف، وإسحاق بن أبي فروة -وهو ابن عبد الله بن أبي فروة المدني- متروك الحديث. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3928) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل ويحيى الحماني، كلاهما عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. (¬3) حديث حسن، ومحمد بن جابر -وهو ابن سيار الحنفي- وإن كان فيه ضعف متابع، وقيل بن طلْق صدوق حسن الحديث، وصححه عمرو بن علي الفلاس وعلي ابن المديني والطحاوي، وابن حبان والطبراني وابن حزم. وأخرجه أبو داود (183) من طريق محمَّد بن جابر، بهذا الإسناد. =

484 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ جزء مِنْكَ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (16292)، و"صحيح ابن حبان" (1119). وأخرجه أبو داود (182)، والترمذي (85)، والنسائي 1/ 101 من طريق عبد الله ابن بدر الحنفي اليمامي، عن قيس بن طلق، به. وعبد الله بن بدر ثقة. وقال الترمذي: وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبعض التابعين: أنهم لم يروا الوضوء من مس الذكر، وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك، وهذا الحديث أحسن شيء في هذا الباب. قلنا: ويجمع بين حديث بسرة وحديث طلق بأن يحمل الأمر بالوضوء في حديث بُسرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلق كما هو مذهب الحنفية، وجاء في صحيح ابن خزيمة 1/ 22: باب استحباب الوضوء من مس الذكر، وذكر الحديث ثم أسند إلى الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مس الذكر استحبابا ولا أُوجبه. (¬1) إسناده ضعيف جدًا مِن أجل جعفر بن الزبير -وهو الحنفي- فهو متروك الحديث. وأخرجه ابن عدي في ترجمة جعفر بن الزبير من "الكامل" 2/ 559 من طريق جعفر بن الزبير، بهذا الإسناد. ويغني عنه الحديث السابق. قوله: "جزء" هكذا هو في أصولنا الخطية و"مصباح الزجاجة"، وفي النسخ المطبوعة: "حِذية"، قال السندي: قوله: "حذية" بكسر الحاء المهملة، وسكون الذال المعجمة: ما قطع من اللحم طولًا، أو القطعة الصغيرة، وفي بعض النسخ: جزء، وفي بعضهاة حِذوة، بكسر الحاء وسكون الذال المعجمة بعدها واو، بمعنى القطعة من اللحم.

65 - باب الوضوء مما غيرت النار

65 - بَابُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ 485 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَوَضَّؤوا مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ". فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَوَضَّأُ مِنْ الْحَمِيمِ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا سَمِعْتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا، فَلَا تَضْرِبْ لَهُ الْأَمْثَالَ (¬1). 486 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة، وقد توبع. وأخرجه الترمذي (79) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10542)، و"صحيح ابن حبان" (1146) و (1147). وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 63 من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وسنده صحيح. وسلف برقم (22) مختصرًا. وأخرجه مسلم (352)، وأبو داود (194)، والنسائي 1/ 105 و105 - 106 و 106 من طرق عن أبي هريرة. وبعض طرقه مختصرة. وهو في "المسند" (7605) و (9907)، و"صحيح ابن حبان" (1148). قوله: "من الحميم" أي: الماء الحار. قلنا: وهذا الحكم في الوضوء مما مست النار منسوخ بما سيأتي عند المصنف في الباب التالي، وبحديث جابر عند أبي داود (192)، والنسائي 1/ 108 ولفظه: كان آخرَ الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تركُ الوضوء مما مست النار. وسنده صحيح.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" تَوَضَّؤوا مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ" (¬1). 487 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَيَقُولُ: صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "تَوَضَّؤوا مِمَّا مَسَّتْ النَّارُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن الزهري لم يسمعه عن عروة، بينهما سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، فقد أخرجه مسلم (353) من طريق عُقيل بن خالد، عن الزهري، أخبرني سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان: أنه سأل عروة بن الزبير عن الوضوء مما مست النار، فقال عروة: سمعت عائشة، فذكرته. وهذا أشبه كما قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 26. وهو في "مسند أحمد" (24580) كذلك من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سعيد بن خالد، عن عروة، به. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف خالد بن يزيد بن أبي مالك، وروي عن أنس من أوجه أخرى كما سيأتي. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6720)، وفي "الشاميين" (5/ 1614)، وابن عدي في ترجمة خالد بن يزيد من "الكامل" 3/ 883 من طريق هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (289 - كشف الأستار) من طريق مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس مرفوعًا. وسنده ضعيف. وقال عقبه: هكذا رواه مبارك عن الحسن عن أنس، وقال مطرف: عن الحسن بن أبي طلحة، وقال أشعث: عن الحسن عن أبي هريرة. وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 51، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (901) عن إسماعيل ابن عُلَية، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، قال: =

66 - باب الرخصة في ذلك

66 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ 488 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَكَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَتِفًا ثُمَّ مَسَحَ يَدَيْهِ بِمِسْحٍ كَانَ تَحْتَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ (¬1) فَصَلَّى (¬2). ¬

_ = أتيت أنسًا فلم أجده، فقعدتُ حتى جاء، فجاء وهو مغضب، فقال: كنا عند هذا -يعني الحجاج- فأتي بطعام فأكلوا، ثم قاموا فصلوا ولم يتوضؤوا! فقلت: أو ما كنتم تفعلون هذا؟ فقال: لا، ما كنا نفعله. وهذا إسناد صحيح. وهو عند عبد الرزاق (670) بنحوه. وأخرجه ابنُ منيع أيضًا (952) عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن أبي قلابة، عن أنس بنحو اللفظ السابق. وأخرجه موقوفًا مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (898) عن يحيى القطان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة: أن أنس بن مالك كان يتوضأ مما غيّرت النار ... وهذا إسناد صحيح. (¬1) قوله: "إلى الصلاة" ليست في (م) وأثبتناها من (ذ)، وهي مثبتة في النسخ المطبوعة. وكانت في (س) ثم رمِّجت. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لأن سماك بن حرب روايته عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه أبو داود (189) عن مسدد، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وأخرجه دون ذكر مسح اليدين: البخاري (5405) من طريق أيوب وعاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهو في "المسند" (2289). وأخرجه كذلك البخاري (207) و (5405)، ومسلم (354)، وأبو داود (187) و (190)، والنسائي 1/ 108 من طرق عن ابن عباس. وانظر ما بعده.

489 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَكَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خُبْزًا وَلَحْمًا وَلَمْ يَتَوَضَّؤوا (¬1). 490 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حدثنا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَضَرْتُ عَشَاءَ الْوَلِيدِ أَوْ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ قُمْتُ لِأَتَوَضَّأَ، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ أَكَلَ طَعَامًا مِمَّا غَيَّرَتْ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي بِمِثْلِ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (191) من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر بنحوه. وأخرجه ضمن قصة الترمذي (80) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل ومحمد بن المنكدر، عن جابر، وفيه: فأتته -يعني امرأة من الأنصار- بعُلالةٍ من عُلالةِ الشاة، فأكل، ثم صلى العصر ولم يتوضأ. قال الترمذي: وهذا آخر الأمرين من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ترك الوضوء مما مست النار. وهو في "مسند أحمد" (14262). وأخرجه أبو داود (192)، والنسائي 1/ 108 من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر، قال: كان آخر الأمرين من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ترك الوضوء مما غيرت النار. (¬2) إسناداه صحيحان. =

491 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ ابْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَتِفِ شَاةٍ، فَأَكَلَ مِنْهُ، وَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (¬1). 492 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ أخبرنا سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِأَطْعِمَةٍ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلَّا بِسَوِيقٍ فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ فَاهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ (¬2). ¬

_ = وأخرج حديث عمرو بن أمية البخاري (208)، ومسلم (355)، والترمذي (1941) من طريق الزهري، بهذا الإسناد بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (17249). وأخرج حديث علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه مسلم (354) و (355) (93) من طريق الزهري، عن علي بن عبد الله، به. وهو في "مسند أحمد" (2552). وانظر ما سلف برقم (488). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 1/ 107 - 108 من طريق جعفر بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1934)، والنسائي في "الكبرى" (4672) و (6622)، وفي "المجتبى" 1/ 108 من طرق عن أم سلمة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (26502). (¬2) إسناده صحيح. =

67 - باب ما جاء في الوضوء من لحوم الإبل

493 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، فَمَضْمَضَ وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَصَلَّى (¬1). 67 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ 494 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْوُضُوءِ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، فَقَالَ: "تَوَضَّؤوا مِنْهَا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (209)، والنسائي 1/ 108 - 109 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15799)، و"صحيح ابن حبان" (1152). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الطيالسي (2411)، وأحمد (9049)، والترمذي في "الشمائل" (177)، والبزار (297 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (42)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 67، وابن حبان (1151)، والبيهقي 1/ 156 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به، وزادوا فيه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكل أثوار أقط، فتوضأ منه، ثم صلى. وأثوار: جمع ثورِ، وهي قِطعة من الأقِطِ، وهو لبن جامد مستحجر. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا أبو داود (184)، والترمذي (81) من طريق أبي معاوية محمَّد ابن خازم وحده، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18538)، و "صحيح ابن حبان" (1128).

495 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا نَتَوَضَّأَ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ (¬1). 496 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - وَكَانَ ثِقَةً. وَكَانَ الْحَكَمُ يَأْخُذُ عَنْهُ -، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَوَضَّؤوا مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ، وَتَوَضَّؤوا مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ" (¬2). 497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "تَوَضَّؤوا مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا تَوَضَّؤوا مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ، وَتَوَضَّؤوا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (360) من طريق جعفر بن أبي ثور، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20811)، و"صحيح ابن حبان" (1124). (¬2) إسناده ضعيف الحجاج بن أرطأة مدلس وقد عنعن، وقد اضطرب فيه. وأخرجه أحمد (19097) عن محمَّد بن مقاتل، عن عباد بن العرام، بهذا الإسناد بنحوه. وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه في "المسند". وانظر ما بعده.

68 - باب المضمضة من شرب اللبن

مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ، وَلَا تَوَضَّؤوا مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ، وَصَلُّوا فِي مرابض (¬1) الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ" (¬2). 68 - بَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ 498 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَضْمِضُوا مِنْ اللَّبَنِ فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ): مُرَاح. والمثبت من (س) و (م) و"مصباح الزجاجة"، وكلاهما بمعنَى، ومفرد المرابِض مَربِض بوزن مَجلِس: وهو مأوى الغنم ليلًا. (¬2) صحيح لغيره دون قوله: "وتوضؤوا من ألبان الإبل، ولا توضؤوا من ألبان الغنم" وهذا إسناد ضعيف لضعف بقة بن الوليد الحمصي، وجهالة حال خالد بن يزيد بن عمر. وأخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عمر" (11)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 477 من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد، لكن وقع في إسناد السهمي: حدثنا عبيد أو عتبة بن قيس الهاشمي، بدل خالد بن يزيد، وجاء على الجادة عند الطرسوسي. ولقوله: "وصلّوا في مرابض الغنم، ولا تصلّوا في معاطن الإبل" شواهد صحيحة منها حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن مغفل وحديث سبرة بن معبد رضي الله عنهم، وستأتي أحاديثهم عند المصنف على التوالي بالأرقام (768) - (770). وانظر ما سلف بالأرقام (494) و (495) وأ496). (¬3) رجال إسناده ثقات، لكن قوله فيه: "مَضمِضوا" بصيغة الأمر، فيه نظر فقد أخرجه البخاري (211) و (5659)، ومسلم (358)، وأبو داود (196)، والترمذي (89)، والنسائي 1/ 109 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد ولفظه: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شرب لبنا فمضمض وقال: "إن له دسما". =

499 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ عن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا شَرِبْتُمْ اللَّبَنَ فَمَضْمِضُوا فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا" (¬1). 500 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: مَضْمِضُوا مِنْ اللَّبَنِ، فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن خزيمة (46) من طريق محمَّد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس بلفظ: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شرب لبنا، ثم مضمض، كرواية الجمهور. وهو في "مسند أحمد" (1951)، و"صحيح ابن حبان" (1158). وانظر ما بعده. (¬1) إسناده ضعيف لضعف خالد بن مخلد -وهو القطواني- وشيخه موسى بن يعقوب ضعيف كذلك، لكن صحت المضمضة من فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما بيناه في الرواية السابقة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 57، ومن طريقه أخرجه الطبراني 23/ (703). وأخرجه الطبراني أيضًا 23/ (702) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن موسى ابن يعقوب، به. ووقع في "المصنف" و"معجم الطبراني" الرواية (702): ابن أبي عبيدة، وهو خطأ. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد. وأخرجه الروياني (1086)، والطبراني (5721) من طريق عبد المهيمن، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (498).

69 - باب الوضوء من القبلة

501 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّوَّاقُ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ شِهَاب عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَلَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَاةً، فشَرِبَ مِنْ لَبَنِهَا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ فَاهُ، وَقَالَ: "إِنَّ لَهُ دَسَمًا" (¬1). 69 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ الْقُبْلَةِ 502 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. فقُلْتُ: مَا هِيَ إِلَّا أَنْتِ! فَضَحِكَتْ (¬2). 503 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّةِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره دون قصة حلب الشاة، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح. وأخرج أبو داود (197) من طريق مطيع بن راشد، عن توبة العنبري، عن أنس يقول: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شرب لبنا فلم يمضمض ولم يتوضأ وصلى. ومطيع مجهول. وانظر ما سلف برقم (498). (¬2) حديث صحيح، وانظر بسط القول في إسناده في "مسند أحمد" (25766). وأخرجه أبو داود (179)، والترمذي (86) من طريق الأعمش، عن حبيب، بهذا. وأخرجه أبو داود (178)، والنسائي 1/ 104 من طريق إبراهيم التيمي عن عائشة. وإبراهيم عن عائشة منقطع. وانظر ما بعده.

70 - باب الوضوء من المذي

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يُقَبِّلُ وَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ، وَرُبَّمَا فَعَلَهُ بِي (¬1). 70 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ الْمَذْيِ 504 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ (¬2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمَذْيِ فَقَالَ: "فِيهِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطأة- مدلس وقد عنعن، وزينب السهمية مجهولة. وأخرجه الدارقطني (506) و (507) من طريق عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطأة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (509)، والدارقطني (505) من طريق الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، به. وقال الدارقطني عقبه: زينب هذه مجهولة ولا تقوم بها حجة. وانظر الحديث السالف. (¬2) في (م) وحدها: أخبرنا. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو الهاشمي الكوفي. وأخرجه الترمذي (114) من طريق يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (662). وأخرجه أبو داود (206)، والنسائي 1/ 111 و 112 من طريق حصين بن قبيصة، عن علي، بسند صحيح. وهو في "المسند" (868)، و"صحيح ابن حبان" (1102) و (1107). وأخرجه أحمد (847) من طريق يزيد بن شريك، عن علي. وأخرجه مختصرًا بذكر الوضوء من المذي: البخاري (132) و (178) و (269)، ومسلم (303)، وأبو داود (209)، والنسائي 1/ 96 و 97 و 214 من طرق عن علي.

505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الرَّجْلِ يَدْنُو مِنْ امْرَأَتِهِ فَلَا يُنْزِلُ؟ قَالَ: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَنْضَحْ فَرْجَهُ - يَعْنِي: يَغْسِلْهُ - وَيَتَوَضَّأْ" (¬1). 506 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كُنْتُ أَلْقَى مِنْ الْمَذْيِ شِدَّةً، فَأُكْثِرُ مِنْهُ الِاغْتِسَالَ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّمَا يُجْزِيكَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِمَا يُصِيبُ ثَوْبِي؟ قَالَ: إِنَّمَا يَكْفِيكَ كَفٌّ مِنْ مَاءٍ تَنْضَحُ بِهِ مِنْ ثَوْبِكَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ أَصَابَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنه منقطع، فإن سليمان بن يسار لم يسمع من المقداد بن الأسود، وسليمان بن يسار قد أخذ هذا الحديث عن ابن عباس عن علي أنه أرسل المقداد يسال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما سيأتي في التخريج. وأخرجه كرواية المصنف أبو داود (207)، والنسائي 1/ 97 و 215 من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (23819). وأخرجه أحمد (16725) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المقداد. ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن. وأخرجه مسلم (303) (19)، والنسائي 1/ 214 من طريق سليمان بن يسار، عن ابن عباس، عن علي، قال: أرسلت المقداد إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسأله عن المذي .. إلخ. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده حسن من أجل محمَّد بن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث، وقد صَرح بالسماع فأمُن تدليسه. =

71 - باب وضوء النوم

507 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي حَبِيبِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَتَى أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَمَعَهُ عُمَرُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُ مَذْيًا، فَغَسَلْتُ ذَكَرِي وَتَوَضَّأْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَوَيُجْزِي ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: نَعَمْ (¬1). 71 - بَابُ وُضُوءِ النَّوْمِ 508 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ (¬2) يَقُولُ لِزَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ: يَا أَبَا الصَّلْتِ، هَلْ سَمِعْتَ فِي هَذَا شَيْئًا؟ قال: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (210)، والترمذي (115) من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (15973)، و"صحيح ابن حبان" (1103). قوله: "ترى" بضم التاء بمعنى: تظن، وبفتح التاء بمعنى: تبصر. قال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في المذي يُصيب الثوب، فقال بعضهم: لا يجزئه إلا الغسل، وهو قول الشافعي وإسحاق، وقال بعضهم: يجزئه النَّضح، وقال أحمد: أرجو أن يجزئه النضح بالماء. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. مصعب بن شيبة -وهو العَبدري- لين الحديث، وشيخه أبو حبيب مجهول. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 90 - 91، وأحمد في "مسنده" (21110) عن محمَّد ابن بشر، بهذا الإسناد. ورواية أحمد مطولة. (¬2) في (م): سفيان الثوري.

72 - باب الوضوء لكل صلاة والصلوات كلها بوضوء واحد

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ مِنْ اللَّيْلِ، فَدَخَلَ الْخَلَاءَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ (¬1)، ثُمَّ نَامَ (¬2). 508 م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أخبرنا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، أخبرنا بُكَيْرٌ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ (¬3): فَلَقِيتُ كُرَيْبًا فَحَدَّثَنِي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬4). 72 - بَابُ الْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ وَالصَّلَوَاتِ كُلِّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ 509 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ ¬

_ (¬1) في (م): غسل كفيه ثم نام. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6316)، ومسلم (304) و (763) (181) و (187)، وأبو داود (5043)، والنسائي 2/ 218 من طريق سلمة بن كهيل، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مطولة. وهو في "المسند" (2083). (¬3) أي: سلمة بن كهيل. (¬4) إسناده صحيح، بكير: هو ابن عبد الله بن الأشج الثقة، لا بكير بن عبد الله الطويل المعروف بالضخم الضعيف الذي ذهب إليه الحافظ المزي في "التهذيب"، وللدكتور بشار عواد تحقيق نفيس على ترجمة الثاني في هامش الكتاب المذكور بيَّنَ فيه أن بكيرًا في هذا الحديث هو ابن الأشج. ثم إنه لم يتفطن لذلك عند تعليقه على هذا الحديث في تحقيقه لسنن ابن ماجه، فظنه بكير بن عبد الله الطائي الطويل الضعيف!

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَكُنَّا نَحْنُ نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ (¬1). 510 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ صَلَّى الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ (¬2). 511 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُبَشِّرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، فَقُلْتُ: ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن سعيد -وهو الحَدَثاني-، وضعف شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- لكنهما متابعان. وأخرجه أبو داود (171) عن محمَّد بن عيسى، عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (214)، والترمذي (59) من طريق سفيان الثوري، والنسائي 1/ 85 من طريق شعبة بن الحجاج، كلاهما عن عمرو بن عامر، به. وهو في "المسند" (12346). وأخرجه بنحوه الترمذي (58) من طريق حميد الطويل، عن أنس. قال الترمذي: وقد كان بعض أهل العلم يرى الوضوء لكل صلاة استحبابًا لا على الوجوب. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (277)، وأبو داود (172)، والترمذي (61)، والنسائي 1/ 86 من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، به. وهو في "مسند أحمد" (22966)، و"صحيح ابن حبان" (1706).

73 - باب الوضوء على طهارة

مَا هَذَا؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصْنَعُ هَذَا، فَأَنَا أَصْنَعُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 73 - بَابُ الْوُضُوءِ عَلَى طَّهَارَةِ 512 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي مَجْلِسِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ قَامَ فَتَوَضَّأَ فصَلَّى ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ الْعَصْرُ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ الْمَغْرِبُ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَفَرِيضَةٌ أَمْ سُنَّةٌ، الْوُضُوءُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ قَالَ: أَوَ فطنت إِلَيَّ، وَإِلَى هَذَا مِنِّي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لَا، لَوْ تَوَضَّأْتُ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ لَصَلَّيْتُ بِهِ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا مَا لَمْ أُحْدِثْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ (¬2)، فَلَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ" إِنَّمَا رَغِبْتُ فِي الْحَسَنَاتِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف الفضل بن مُبشر -وهو الأنصاري. وأخرجه أبو داود (191) من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر في حديث أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى الظهر والعصر بوضوء واحد. وإسناده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (14453)، و"صحيح ابن حبان" (1130). (¬2) في (ذ) والنسخ المطبوعة: على كل طهر، وكانت كذلك في (س) ثمِ رمجت. (¬3) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وجهالة أبي غُطيف. وأخرجه أبو داود (62)، والترمذي (60) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به. وقال الترمذي: وهو إسناد ضعيف.

74 - باب: لا وضوء إلا من حدث

74 - بَابٌ: لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ 513 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "لَا، حَتَّى يَجِدَ رِيحًا أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا" (¬1). 514 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أخبرنا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ التَّشَبُّهِ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وسعيد: هو ابن المسيّب. وأخرجه البخاري (137)، ومسلم (361)، وأبو داود (176)، والنسائي 1/ 98 - 99 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (177) و (2056) من طريق ابن عيينة، عن الزهري، عن عباد بن تميم وحده، عن عمه عبد الله بن زيد. وهو في "مسند أحمد" (16450). فائدة: ذهب المزي في "تحفة الأشراف" (5296) في هذا الحديث إلى ظاهر الإسناد، فجعله من رواية الزهري عن سعيد وعباد كلاهما عن عبد الله بن زيد. وذهب الدارقطني في "العلل" 4/ 367 إلى أن رواية سعيد عن النبي مرسلة. ويؤيده رواية عبد الرزاق في "مصنفه"، فقد أخرجه (534) من طريق الزهري، عن سعيد ابن المسيب مرسلًا. (¬2) صحيح لغيره وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن المحاربي -وهو عبد الرحمن ابن محمَّد- لم يسمع من معمر، ثم هو مدلس وقد عنعن. واستنكر هذا الحديث الإمام أحمد كما في "العلل" له 3/ 363. وعدَه الدارقطني في "العلل" 4/ 367 وهمًا، وقال: المحفوظ عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلًا. قلنا: وتقدم =

515 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ" (¬1). ¬

_ = تخريج طريق سعيد في الحديث السابق. لكن قد جاء الحديث من طريق آخر. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" 3/ 363 عن أبي كريب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1029) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عياض بن هلال، عن أبي سعيد الخدري. وعياض -وإن كان مجهولًا- متابعة غيره له ترفع من شأن روايته هنا. وهو في "المسند" (11082)، و"صحيح ابن حبان" (2665). وأخرجه أحمد في "مسنده" (11912) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد، وعلي بن زيد -وإن كان ضعيفًا- يصلح حديثُه في المتابعات. وأخرجه أيضًا (11913) من طريق علي بن زيد، عن أبي نضرة وسعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري. وانظر ما قبله. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (362)، وأبو داود (177)، والترمذي (74) و (75) من طريق سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. ولفظ مسلم: "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه، أخَرَجَ منه شيء أم لا. فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا"، ولفظ أبي داود والترمذي في الموضع الثاني نحو لفظ مسلم. وهو في "المسند" (9313).

75 - باب مقدار الماء الذي لا ينجس

516 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: رَأَيْتُ السَّائِبَ (¬1) يَشُمُّ ثَوْبَهُ فَقُلْتُ: مِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ رِيحٍ أَوْ سَمَاعٍ" (¬2). 75 - بَابُ مِقْدَارِ الْمَاءِ الَّذِي لَا يُنَجَّسُ 517 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ ¬

_ (¬1) هكذا في (م) غير منسوب، وفي (ذ) و (س): السائب بن يزيد، وقد أشار الحافظ مغلطاي إلى اضطراب نسخ ابن ماجه في هذا الموضع فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (3798) وقال: ووقع في نسخة قديمة صحيحة "السائب بن يزيد" فكان الوهم في ذلك من ابن ماجه، لأنه في "مسند" شيخه ابن أبي شيبة: السائب بن خباب. قلنا: وهو الصواب، وجاء كذلك على الصواب عند أحمد والطبراني وابن قانع. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 429. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 298، والطبراني في "الكبير" (6622)، وفي "الشاميين" (1354) من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (15506) من طريق محمَّد بن عبد الله بن مالك، عن محمَّد بن عمرو بن عطاء، به. وجاء عندهم جميعًا على الصواب: السائب بن خباب. وانظر ما قبله.

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ الْمَاءِ يَكُونُ بِالْفَلَاةِ مِنْ الْأَرْضِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنْ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ" (¬1). 517 م- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬2). 518 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع عند الدارقطني (17) فأمن تدليسه، وهو متابع. وأخرجه أبو داود (64)، والترمذي (67) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي عند المصنف برقم (518) من طريق عاصم بن المنذر، عن عبيد الله ابن عبد الله، به. وأخرجه أبو داود (63)، والنسائي 1/ 46 من طريق الوليد بن كثير، عن محمَّد بن جعفر، عن عبد الله- بالتكبير- بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وفي بعض طرقه عن الوليد عند أبي داود: محمَّد بن عباد بن جعفر عن عبد الله بن عبد الله. وانظر تحقيق الكلام على هذه الطرق في التعليق على الحديث (4605) من "مسند أحمد". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن المنذر -وهو ابن الزبير بن العوام- فهو صدوق لا بأس به.

76 - باب الحياض

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَابْنُ عَائِشَةَ الْقُرَشِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 76 - بَابُ الْحِيَاضِ 519 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ الْحِيَاضِ الَّتِي بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، يرِدُهَا السِّبَاعُ وَالْكِلَابُ وَالْحُمُرُ، وَعَنْ الطَّهَارَةِ مِنْهَا؟ فَقَالَ: "لَهَا مَا حَمَلَتْ فِي بُطُونِهَا، وَلَنَا مَا غَبَرَ طَهُورٌ" (¬1). 520 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ طَرِيفِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (65) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في"مسند أحمد" (4753). (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2647)، والبيهقي 1/ 258 من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 142 عن أبي معاوية، عن عاصم الأحول، عن عكرمة مرسلًا. وأخرج أبو داود (66) و (67)، والترمذي (66)، والنسائي 1/ 174 من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن رافع، عن أبي سعيد بلفظ: أنه قيل: يا رسول الله، أنتوضا من بئر بضاعة، وهي بئر يطرح فيها الحِيَض ولحم الكلاب والنتن؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" الماء طهور لا ينجسه شيء". وهو في "مسند أحمد" (11119) وانظر بسط الكلام عليه فيه.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى غَدِيرٍ فَإِذَا فِيهِ جِيفَةُ حِمَارٍ، قَالَ: فَكَفَفْنَا عَنْهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ"، فَاسْتَقَيْنَا وَأَرْوَيْنَا وَحَمَلْنَا" (¬1). 521 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، أخبرنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ ابْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَى رِيحِهِ وَطَعْمِهِ وَلَوْنِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ وطريف بن شهاب ضعيف. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 12 من طريق شريك، بهذا الإسناد، لكن قال فيه: عن جابر أو أبي سعيد. وأخرجه الطيالسي (2155)، ومن طريقه الببهقي 1/ 258 عن قيس بن الربيع عن طريف بن شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. وقيس ضعيف. ويشهد للمرفوع منه حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد في "مسنده" (1119) وانظر تتمة شواهده فيه. وانظر ما بعده. (¬2) صحيح لغيره دون قوله: "إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه"، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وهذه الزيادة لم تصح سندًا، وقد أجمع العلماء على العمل بها، قال ابن المنذر: أجمع العلماء على أن الماء القليل والكثير، إذا وقعت فيه نجاسة، فغيرت له طعما أو لونا أو ريحا، فهو نجس، نقله عنه الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 15. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7503)، والدارقطني (47)، والبيهقي 1/ 259 من طريق رشدين بن سعد، بهذا الإسناد. =

77 - باب ما جاء في بول الصبي الذي لم يطعم

77 - بَابُ مَا جَاءَ فِي بَوْلِ الصَّبِيِّ الَّذِي لَمْ يُطْعَمْ 522 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنْ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: بَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي ثَوْبَكَ وَالْبَسْ ثَوْبًا غَيْرَهُ، فَقَالَ: "إِنَّمَا يُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَى" (¬1). 523 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه البيهقي 1/ 259 - 260 من طريق بقية بن الوليد، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، به. وبقية ضعيف ومدلس. وأخرجه الدارقطني (45) من طريق رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن ثوبان مرفوعًا. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 16، والدارقطني (49) من طريق الأحوص بن حكيم، عن راشد بن سعد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. قال أبو حاتم كما في "العلل" (97): يوصله رشدين عن أبي أمامة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورشدين ليس بقوي، والصحيح مرسل. وأخرجه الدارقطني (50) من قول ابن عون وراشد بن سعد. وقال: الصواب من قول راشد. وانظر ما قبله. (¬1) حديث صحيح وقد اختلف في إسناده على سماك بن حرب كما هو مبين في التعليق على "مسند أحمد" عند الحديث (26875) 0 أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي. وأخرجه أبو داود (375) من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (26878) من طريق عبد الله بن الحارث، عن أم الفضل لبابة بنت الحارث، به. وإسناده صحيح.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَأَتْبَعَهُ الْمَاءَ وَلَمْ يَغْسِلْهُ (¬1). 524 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَأْكُلْ الطَّعَامَ، فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَرَشَّ عَلَيْهِ (¬2). 525 - حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، أخبرنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي بَوْلِ الرَّضِيعِ: "يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (222)، ومسلم (286)، والنسائي 1/ 157 من طريق هشام ابن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24256). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (223)، ومسلم (287) وبإثر الحديث (2213) (86)، وأبو داود (374)، والترمذي (71)، والنسائي 1/ 157 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26996)، و"صحيح ابن حبان" (1373). (¬3) إسناده صحيح، وقد اختلف في وقفه ورفعه، قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 38: إسناده صحيح، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، وفي وصله وإرساله، وقد رجح البخاري صحته، وكذا الدارقطني. =

526 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ حدثني أَبُو السَّمْحِ، قَالَ: كُنْتُ خَادِمَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجِيءَ بِالْحَسَنِ أَوْ الْحُسَيْنِ فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَغْسِلُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رُشَّهُ، فَإِنَّهُ يُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ بَوْل (¬1) الْغُلَامِ" (¬2). 527 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "بَوْلُ الْغُلَامِ يُنْضَحُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ" (¬3). ¬

_ = وصحح كذلك الحافظ في "الفتح" 1/ 326 إسناد المرفوع، وقال عن الرواية الموقوفة: وليس ذلك بعلة قادحة. وأخرجه أبو داود (378)، والترمذي (616) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (563). وأخرجه أبو داود (377) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به موقوفًا. (¬1) هكذا في (س)، وفي (م): ويرشُّ على بول، وفي (ذ) والنسخ المطبوعة: ويرشُّ من بول. (¬2) إسناده جيد، يحيى بن الوليد -وهو الطائي- ليس به بأس. وأخرجه أبو داود (376)، والنسائي 1/ 158 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه فإن عمرو بن شعيب لم يسمع من أم كُرز. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد.

* [قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ]: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مَعْقِلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْمِصْرِيُّ (¬1)، قَالَ: سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلَامِ، وَيُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ"، وَالْمَاءَانِ جَمِيعًا وَاحِدٌ! قَالَ: لِأَنَّ بَوْلَ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَبَوْلَ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: فَهِمْتَ؟ أَوْ قَالَ: لَقِنْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ! فَصَارَ بَوْلُ الْغُلَامِ مِنْ الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَصَارَ بَوْلُ الْجَارِيَةِ مِنْ اللَّحْمِ وَالدَّمِ. قَالَ: قَالَ لِي: فَهِمْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قال: قَالَ لِي: نَفَعَكَ اللَّهُ بِهِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (27370)، والطبراني 25/ (408) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. (¬1) قوله: أبو اليمان، خطأ، قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 4/ 610: الصواب أبو لقمان، واسمه محمَّد بن عبد الله بن خالد الخُراساني. قلنا: وهو لا يُعرَف. (¬2) هذا الخبر عن الإمام الشافعي من زيادات أبي الحسن القطان، وهو لم يرد في (ذ) و (م)، وكتب على هامش (س): هذا في بعض الأصول وساقط في أكثرها. وقوله: "خلقت حواء من ضلعه القصير" فيه نظر، فإن الثابت عند العلماء المحققين أنها خُلقت مما خُلق منه آدم عليه السلام، وأن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث الصحيح:"إن المرأة خُلقت من ضِلَع" استعير للعِوَج، والمعنى: خُلقت وفي طبعها الاعوجاج، وهو كقوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: 37] أي: خُلق عجولًا، قال الزجاج: خوطبت العرب بما تعقل، والعرب تقول للذي يكثر منه اللعب: إنما خلقت من لعب يريدون المبالغة في وصفه بذلك، يوضح ذلك رواية الحديث عند البخاري في "صحيحه" (5184): "المرأة كالضلع" ولفظ ابن حبان (4180): "إنما مثل المرأة كالضلع إن أردت إقامتها كسرت، وإن تستمتع بها تستمتع بها وفيها عوج".

78 - باب الأرض يصيبها البول كيف تغسل

78 - بَابُ الْأَرْضِ يُصِيبُهَا الْبَوْلُ كَيْفَ تُغْسَلُ 528 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عن أَنَسٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُزْرِمُوهُ"، ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّ عَلَيْهِ (¬1). 529 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ، وَلَا تَغْفِرْ لِأَحَدٍ مَعَنَا! فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: "لَقَدْ احْتَظَرْتَ وَاسِعًا"، ثُمَّ وَلَّى، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَشَجَ يَبُولُ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدَ أَنْ فَقِهَ: فَقَامَ إِلَيَّ، بِأَبِي وَأُمِّي، فَلَمْ يُؤَنِّبْ وَلَمْ يَسُبَّ، فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ لَا يُبَالُ فِيهِ، وَإِنَّمَا بُنِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ وَلِلصَّلَاةِ"، ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْلٍ مِنْ مَاءٍ، فَأُفْرِغَ عَلَى بَوْلِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البُناني. وأخرجه البخاري (6025)، ومسلم (284) (98)، والنسائي 1/ 47 و175 من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (13368). وأخرجه البخاري (219)، ومسلم (285) من طريق إسحاق بن أبي طلحة، والبخاري (220)، ومسلم (284) (99)، والترمذي (148)، والنسائي 1/ 47 - 48 و 48 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، كلاهما عن أنس بن مالك. قوله: "لا تزرموه" أي: لا تقطعوا عليه بولَه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة اللثي- وقد توبع. =

530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهُذَلِيِّ- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وهُوَ عِنْدَنَا ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ- أخبرنا أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ؛ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِكَ إِيَّانَا أَحَدًا، فَقَالَ: "لَقَدْ حَظَرْتَ وَاسِعًا، وَيْحَكَ! أَوْ وَيْلَكَ! " قَالَ: فَشَجَ يَبُولُ، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَهْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دَعُوهُ" ثُمَّ دَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّ عَلَيْهِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (6010)، وأبو داود (882)، والنسائي 3/ 14 من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مختصرًا بقصة دعاء الأعرابي. وأخرجه أبو داود (380)، والترمذي (147)، والنسائي 3/ 14 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. ورواية النسائي مختصرة بقصة الدعاء. وأخرجه البخاري (220)، والنسائي 1/ 48 - 49 من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (10533)، و"صحيح ابن حبان، (1400). قوله: "احتظرت" أي: منعت. "فشج" بالخفيف، وقيل بالتشديد، قال في "النهاية": الفشج: تفريج ما بين الرجلين. "بسَجْل" بفتح السين المهملة وسكون الجيم، وهو الدلو الكبير الممتلى ماءَ. قاله السندي. تنبيه: بعد هذا في (ذ) و (س): حدثنا أبو حاتم، حدثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، وهو من حديث أبي بكر بن الأصبهاني. قلنا: وهذا من زيادات أبي الحسن القطان، ولم ترد في (م). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبيد الله بن أبي حميد الهذلي متروك الحديث. =

79 - باب: الأرض يطهر بعضها بعضا

79 - بَابٌ: الْأَرْضُ يُطَهِّرُ بَعْضُهَا بَعْضًا 531 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لعَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬1) بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهَا سَأَلَتْ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ أُطِيلُ ذَيْلِي، فَأَمْشِي فِي الْمَكَانِ الْقَذِرِ. فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُطَهِّرُهُ مَا بَعْدَهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطبراني 22/ (192) من طريق علي بن غراب، عن عبيد الله بن أبي حميد، بهذا الإسناد. ويغني عنه ما سلف. (¬1) هكذا في أصولنا الخطية: أم ولد لعبد الرحمن، وهو كذلك عند الترمذي، وفي النسخ المطبوعة: أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن، وهو كذلك عند أبي داود وغيره، وأشار المزي في "التحفة" (18296) إلى رواية الترمذي، وجعل رواية ابن ماجه كرواية أبي داود، فاستدرك الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" فأشار إلى أنه عند ابن ماجه كما أثبتنا، وصحَّح الترمذي عقب الحديث أنها أم ولدٍ لإبراهيم بن عبد الرحمن. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لابهام أم ولد عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو داود (383)، والترمذي (143) من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26488). ويَشهد له الحديثان اللذان يليانه. قال ابن المنذر في "الأوسط" 2/ 170: وقد اختلف أهلُ العلم في معناه، فكان أحمد يقول: ليس معناه إذا أصابه بول ثم مر بعده على الأرض أنها تُطهًره، ولكنه يمرُّ بالمكان فيقذره فيمرُّ بمكان أطيبَ منه فيطهر هذا ذاك وليس على أنه يصيبه شيء. وكان مالك يقول في قوله:"الأرض تطهر بعضها بعضا" إنما هو أن =

532 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَنَطَأُ الطَّرِيقَ النَّجِسَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأَرْضُ يُطَهِّرُ بَعْضُهَا بَعْضًا" (¬1). 533 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ¬

_ = يطأ الأرض القذرة، ثم يطأ الأرض اليابسة النظيفة، قال: يطهر بعضها بعضًا، فأما النجاسة الرطبة مثل البول وغيره يصيب الثوب، أو بعض الجسد حتى يُرطبه، فإن ذلك لا يجزيه ولا يُطهره إلا الغَسل، وهذا إجماعُ الأمة. وكان الشافعي يقول في قوله: "يُطهرُه ما بعده" إنما هو ما جُر على ما كان يابسًا لا يعلق بالثوب منه شيء، فأما إذا جُر على رطب فلا يطهرُ إلا بالغَسل ولو ذهب ريحه ولونُه وأثره. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن إسماعيل اليشكري مجهول، وابن أبي حبيبة -وهو إبراهيم بن إسماعيل- ضعيف. أبو سفيان: هو مولى عبد الله بن أبي أحمد بن جحش القرشي. وأخرجه ابن عدي في ترجمة إبراهيم بن إسماعيل من "الكامل" 1/ 236، ومن طريقه البيهقي 2/ 406 من طريق إبراهيم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (385) من طريق الأوزاعي قال: أنبئت أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدث عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور" وهذا ضعيف لإبهام شيخ الأوزاعي فيه، وهو وإن جاء بيانه فيما أخرجه أبو داود (386) حيث قال: عن ابن عجلان، لكن في إسناده محمَّد بن كثير الصنعاني، وهو ضعيف الحديث. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (650)، وصححه ابن خزيمة (1017)، وابن حبان (2185). وانظر ما بعده.

80 - باب مصافحة الجنب

عَنْ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ طَرِيقًا قَذِرَةً، قَالَ: "فَبَعْدَهَا طَرِيقٌ أَنْظَفُ مِنْهَا؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "فَهَذِهِ بِهَذِهِ" (¬1). 80 - بَابُ مُصَافَحَةِ الْجُنُبِ 534 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ لَقِيَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ فَانْسَلَّ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: "أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ حَتَّى أَغْتَسِلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤْمِنُ لَا يَنْجُسُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخَعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع. وأخرجه أبو داود (384) من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الله بن عيسى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27452) و (27453). (¬2) إسناده صحيح، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه البخاري (283)، ومسلم (371)، وأبو داود (231)، والترمذي (121)، والنسائي 1/ 145 - 146 من طريق حميد الطويل، بهذا الإسناد. وسقط من "صحيح مسلم" بكر بن عبد الله. وانظر "النكت الظراف" للحافظ ابن حجر (14648). وهو في "المسند" (7211)، و"صحيح ابن حبان" (1259). قوله: "لا ينجس" بفتح الجيم وضمها، أي: لا يصير نجسًا بما يصيبه من الحدث أو الجنابة، والحاصل أن الحدث ليس بنجاسة فيمنع عن المصاحبة، وإنما هو أمر تعبدي، فيمنع عما جعل مانِعًا منه، ولا يقاس عليه غيره. قاله السندي.

81 - باب المني يصيب الثوب

535 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، جَمِيعًا عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَقِيَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَحِدْتُ عَنْهُ فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ: "مَا لَكَ؟ " قُلْتُ: كُنْتُ جُنُبًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ" (¬1). 81 - بَابُ الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ 536 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ عَنْ الثَّوْبِ يُصِيبُهُ الْمَنِيُّ: أَيغْسِلُهُ أَوْ يغْسِلُ الثَّوْبَ كُلَّهُ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصِيبُ ثَوْبَهُ فَنغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فِي ثَوْبِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، وَأَنَا أَرَى أَثَرَ الْغَسْلِ فِيهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. مِسْعَر: هو ابن كِدام، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه مسلم (372)، وأبو داود (230)، والنسائي 1/ 145 من طريق مسعر ابن كدام، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/ 145 من طريق أبي بردة، عن حذيفة بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (23264)، و"صحيح ابن حبان" (1258). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (229)، ومسلم (289)، وأبو داود (373)، والترمذي (117)، والنسائي 1/ 156 من طريق عمرو بن ميمون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24207)، و"صحيح ابن حبان" (1381).

82 - باب في فرك المني من الثوب

82 - بَابٌ فِي فَرْكِ الْمَنِيِّ مِنْ الثَّوْبِ 537 - [حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) و] (¬1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ جَمِيعًا، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِي (¬2). 538 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬3)، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ. قَالَ: نَزَلَ بِعَائِشَةَ ضَيْفٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِمِلْحَفَةٍ لَهَا صَفْرَاءَ، فَاحْتَلَمَ فِيهَا، فَاسْتَحْيَى أَنْ يُرْسِلَ بِهَا وَفِيهَا أَثَرُ الِاحْتِلَامِ، فَغَمَسَهَا فِي الْمَاءِ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ أَفْسَدَ عَلَيْنَا ثَوْبَنَا؟ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَفْرُكَهُ بِإِصْبَعِهِ، رُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِصْبَعِي (¬4). ¬

_ (¬1) إسناد علي لم يرد في أصولنا الخطية، وهو في النسخ المطبوعة، وأثبته المزي في "التحفة" (17676)، وفي هامش إحدى نسخ "التحفة" أشار إلى أنه لم يذكره أبو القاسم بن عساكر في "أطرافه". (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. ويأتي تخريجه في الحديث الذي يليه. (¬3) بعد هذا في النسخ المطبوعة: "وعلي بن محمَّد قالا"، وليست في أصولنا الخطية، ولم يذكرها المزي في "التحفة" (17677). (¬4) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه الترمذي (116) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه مسلم (288) (156) من طريق حفص بن غياث، والنسائي 1/ 156 من طريق يحيي بن سعيد، كلاهما عن الأعمش، به. واقتصرا على المرفوع، وقُرن همام عند مسلم بالأسود بن يزيد. =

83 - باب الصلاة في الثوب الذي يجامع فيه

539 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَجِدُهُ فِي ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَحُتُّهُ (¬1). 83 - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُ فِيهِ 540 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ ¬

_ = وأخرجه مسلم (288) (107)، والنسائي 1/ 156 من طريق منصور بن المعتمر، وأبو داود (371)، والنسائي 1/ 156 من طريق الحكم، عن إبراهيم النخعي، به. ولم يسق مسلم لفظه، واقتصر النسائي على المرفوع، وأما رواية أبي داود ففيها أن الغسل وقع على ثوب الرجل، وليس على الملحفة. وأخرجه النسائي 1/ 156 من طريق الحارث بن نوفل، عن عائشة، مختصرًا بالمرفوع. والحديث في "مسند أحمد" (24158). وانظر ما بعده. (¬1) حديث صحيح، هشيم -وهو ابن بشير السلمي، وان لم يصرح بالتحديث- قد توبع. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي. وأخرجه مسلم (288) (105)، وأبو داود (372)، والنسائي 1/ 156 - 157 و 157 من طريق إبراهيم النخعي، بهذا الإسناد. وقرن عند مسلم بالأسود علقمة، وروايته مطولة بلفظ: أن رجلًا نزل بعائشة، فأصبح يغسل ثوبه، فقالت عائشة: إنما كان يجزئك إن رأيته أن تغسل مكانه، فإن لم تَرَ نضحت حوله، ولقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فركًا فيصلي فيه. وأخرج المرفوع منه مسلم (288) (106) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به، وقرن بالأسود همام بن الحارث.

عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ أُخْتَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يُجَامِعُ فِيهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَذًى (¬1). 541 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً فَصَلَّى بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّي بِنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ أُصَلِّي فِيهِ، وَفِيهِ"، أَيْ: قَدْ جَامَعْتُ فِيهِ (¬2). 542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ (ح) ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (366)، والنسائي 1/ 155 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26760) و (27404)، و"صحيح ابن حبان" (2331). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن يحيى الخُشَني. وأخرجه ابن عدي في ترجمة الحسن بن يحيى من "الكامل" 2/ 736 من طريق هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد. ولصلاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ثوب واحد متوشحًا به قد خالف بين طرفيه، شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (360) ولفظه: "من صلى في ثوب، فليخالف بين طرفيه"، وهو في "المسند" (7466). وآخر من حديث عمر بن أبي سلمة عند البخاري (354)، ومسلم (517). وثالث من حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (519)، وهو في "مسند أحمد" (11072) وانظر تتمة شواهده عنده. ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم أصلي فيه ... " شاهدٌ من حديث أم حبيبة السالف قبله.

84 - باب ما جاء في المسح على الخفين

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي يَأْتِي فِيهِ أَهْلَهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِلَّا أَنْ يَرَى فِيهِ شَيْئًا فَيَغْسِلَهُ" (¬1). 84 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ 543 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: بَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْعَلُهُ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، ومال الإمام أحمد وأبو حاتم إلى وقفه، وصححه مرفوعًا ابن حبان والبوصيري والذهبي في "السير" 8/ 312. وأخرجه أحمد في "مسنده" (20825) وابنه عبد الله (20920)، وأبو يعلى (7460) و (7479)، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 192، وابن حبان في "صحيحه" (2333)، والطبراني (1881) من طريق عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وخالف عُبيدَ الله بن عمرو ثقتان، فروياه عن عبد الملك بن عمير موقوفًا، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 482، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 157 من طريق أسباط ابن محمَّد، وأخرجه الطحاوي في "معاني الآثار" 1/ 53 من طريق أبي عوانة الوضاح، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن جابر موقوفًا. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (387)، ومسلم (272)، والترمذي (93)، والنسائي 1/ 81 و 2/ 73 - 74 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19168)، و"صحيح ابن حبان" (1335). وأخرجه أبو داود (154) من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير، والترمذي (94) من طريق شهر بن حوشب، كلاهما عن جرير بن عبد الله، به.

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ يُعْجِبُهُمْ حَدِيثُ جَرِيرٍ، لِأَنَّ إِسْلَامَهُ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ. 544 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (¬1) (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبِي وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ؛ جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (¬2). 545 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عن أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ، فَاتَّبَعَهُ الْمُغِيرَةُ بِإِدَاوَةٍ فِيهَا مَاءٌ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ (¬3). ¬

_ (¬1) هذا الإسناد ليس في (م)، وأشار المزي في "التحفة" (3335) إلى أنه ليس في سماعه ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر في "أطرافه". (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، وأبو وائل: هو شقيق ابن سلمة. وأخرجه مسلم (273) (73)، وأبو داود (23)، والترمذي (13)، والنسائي 1/ 19 و25 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23241)، و"صحيح ابن حبان" (1424). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (182)، ومسلم (274) (75)، والنسائي 1/ 82 من طريق سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. =

546 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ عن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟! فَاجْتَمَعْا عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ سَعْدٌ لِعُمَرَ: أَفْتِ ابْنَ أَخِي فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ: كُنَّا (¬1) مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَمْسَحُ عَلَى خِفَافِنَا، لَا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَإِنْ جَاءَ مِنْ الْغَائِطِ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬2). 547 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه بنحوه مختصرًا ومطولًا مسلم بإثر الحديث (421)، وأبو داود (149)، والنسائي 1/ 62 من طريق عباد بن زيد، وأخرجه البخاري (206)، ومسلم (274) (79) و (80)، وأبو داود (151)، والنسائي 1/ 63 من طريق عامر الشعبي، كلاهما عن عروة بن المغيرة، به. وأخرجه بنحوه مختصرًا ومطولًا مسلم (274) (82) و (83)، وأبو داود (150)، والترمذي (100)، والنسائي 1/ 76 من طريق الحسن بن المغيرة بن شعبة، عن أبيه. وهو في "المسند" (18226)، و"صحيح ابن حبان" (1326). (¬1) في (ذ): كنا ونحن. (¬2) إسناده صحيح. ومحمد بن سواء له في "صحيح البخاري" رواية عن سعيد بن أبي عروبة. وأخرجه ابن خزيمة (184) من طريق محمَّد بن سواء، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد بإثر الحديث (237) من طريق معمر، عن أيوب، به. وأخرجه أحمد (237) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. وأخرجه بنحوه البخاري (202)، والنسائي 1/ 82 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن عمر، به.

عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَأَمَرَنَا (¬1) بِالْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ (¬2). 548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ لَحِقَ بِالْجَيْشِ، فَأَمَّهُم (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م) و"مصباح الزجاجة" و"التحفة" (4800): أو أمرنا. (¬2) حديث صحيح، عبد المهيمن بن العباس بن سهل بن سعد الساعدي -وإن كان فيه ضعف- متابع. فقد أخرجه الطبراني (5895)، وابن السكن -كما في "نصب الراية" 1/ 167 - من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه قال: رأيت سهل بن سعد يبول بول الشيخ الكبير يكاد أن يسبقه قائمًا، ثم توضأ ومح على خفيه، فقلت: ألا تنزع هذا؟ فقال: لا رأيت خيرًا مني ومنك يفعل هذا، رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعله. ونقل الزيلعي بإثره عن ابن دقيق العيد قوله: هذا إسناد على شرط "الصحيحين". وأخرجه الطبراني (5817) من طريق عبد الله بن جعفر المديني، عن أبي حازم، به. (¬3) حديث صحيح بغير هذه السياقة، وهذا إسناد ضعيف، عمر بن المثنى ضعيف، وعطاء الخراساني -وهو ابن أبي مسلم- لم يسمع من أنس لكنهما قد توبعا. وأخرجه أبو يعلى (3657) و (3658) من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (1318) من طريق أبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نِسطاس قال: سألت أنس بن مالك عن المسح على الخفين، فقال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يمسح عليهما. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.

85 - باب في مسح أعلى الخف وأسفله

549 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عن أَبِيهِ: أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ، فَلَبِسَهُمَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ (¬1) عَلَيْهِمَا (¬2). 85 - بَابُ فِي مَسْحِ أَعْلَى الْخُفِّ وَأَسْفَلِهِ 550 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ¬

_ (¬1) هكذا في النسخ المطبوعة ونسخة على هامش (م)، وهو كذلك عند أبي داود والترمذي من طريق وكيع، وفي سائر أصولنا الخطية: ثم مسح عليهما، ولم يذكر الوضوء. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، دلهم بن صالح الكِنْدي ضعيف، وحُجير بن عبد الله الكندي مجهول. وأخرجه أبو داود (155)، والترمذي (3030) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22981). وسيأتي برقم (3620). وأخرج البيهقي 1/ 283 عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي العباس الأصم، عن العباس الدوري، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن أبي إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - توضأ ومسح على خفيه، قال: فقال رجل عند المغيرة بن شعبة، يا مغيرة، ومن أين كان للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خفان؟ قال: فقال المغيرة: أهداهما إليه النجاشي، قال البيهقي: وهذا شاهد لحديث دلهم ابن صالح. قلنا: رجال إسناده ثقات كلهم. قوله: "ساذجين" أي: لم يخالطهما لون آخر. قال صاحب "القاموس": الساذج: معرب سادَهْ.

عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسَحَ أَعْلَى الْخُفِّ وَأَسْفَلَهُ (¬1). 551 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، قال: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي مُنْذِرٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلٍ يَتَوَضَّأُ وَيَغْسِلُ خُفَّيْهِ، فَقَالَ بِيَدِهِ كَأَنَّهُ دَفَعَهُ: "إِنَّمَا أُمِرْتَ بِالْمَسْحِ" وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ هَكَذَا: مِنْ أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ إِلَى أَصْلِ السَّاقِ وَخَطَّطَ بِالْأَصَابِعِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، الوليد بن مسلم -وهو الدمشفي- يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه، ثم إن بين ثور بن يزيد وبين رجاء بن حيوة انقطاعًا، وانظر تمام الكلام عليه في "المسند" (18197). وأخرجه أبو داود (165)، والترمذي (97) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث معلول لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم، وسألت أبا زرعة ومحمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقالا: ليس بصحيح، لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور، عن رجاء بن حيوة، قال: حُدِّثت عن كاتب المغيرة مرسل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يذكر فيه المغيرة. (¬2) إسناده ضعيف جدًا لضعف بقية -وهو ابن الوليد-، وجرير بن يزيد -وهو البجلي-، وجهالة منذر، وقال صاحب "التنقيح" كما في "نصب الراية" 1/ 180: كأنه ابن زياد الطائي، وقد كذبه الفلاس، وقال الدارقطني: متروك. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1135) من طريق بقية، به. ولم يذكر في إسناده منذرًا. ويغني عنه أحاديث الباب في المسح على الخفين. تنبيه: هذا الحديث ليس في أصولنا الخطية، وهو في النسخ المطبوعة، وأشار المزي في "التحفة" (3084) إلى أنه ليس في سماعه ولم يذكره أبو القاسم بن عساكر في "أطرافه"، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/ 160: هو في بعض نسخ ابن ماجه دون بعض.

86 - باب ما جاء في التوقيت في المسح للمقيم والمسافر

86 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّوْقِيتِ فِي الْمَسْحِ لِلْمُقِيمِ وَالْمُسَافِرِ 552 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا فَسَلْهُ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي، فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ عَنْ الْمَسْحِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُنَا أَنْ نَمْسَحَ: لِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَلِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ (¬1). 553 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُون عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثًا، وَلَوْ مَضَى السَّائِلُ عَلَى مَسْأَلَتِهِ لَجَعَلَهَا خَمْسًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي. وأخرجه مسلم (276)، والنسائي 1/ 84 من طريق الحكم بن عتيبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (748)، و"صحيح ابن حبان" (1322). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين عمرو بن ميمون، وخزيمة بن ثابت، والواسطة بينهما أبو عبد الله الجدلي -وهو ثقة- كما جاء في رواية عبد الرحمن بن مهدي وأبي نعيم الفضل بن دكين عند أحمد (21871)، ورواية عبد الرزاق عنده أيضًا (21881) ثلاثتهم عن سفيان الثوري، وكما جاء في رواية منصور بن المعتمر عن إبراهيم اليمي عند أحمد (21857)، وإبراهيم التيمي قد صرح بسماعه هذا الحديث من عمرو بن ميمون عند الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 172، والبيهقي 1/ 277 من طريق منصور بن المعتمر عنه. وإسناده صحيح. =

554 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ" أَحْسِبُهُ قَالَ: "وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ" (¬1). ¬

_ = وقد صحيح هذا الحديث يحيى بن معين فيما نقله عنه الترمذي بإثر الحديث (95)، وصححه الترمذي أيضًا وابن حبان، وصححه أبو زرعة الرازي فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 22. وقال البخاري: لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح، لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت، نقله عنه الترمذي في "علله" 1/ 173. وذلك لما أصَّله من اشتراط ثبوت اللقاء مع المعاصرة، وقد خولف في ذلك، وانظر تعليقنا على الحديث (21851) في "مسند أحمد". وأخرجه الترمذي في "جامعه" (95) من طريق سعيد بن مسروق الثوري، وفي "العلل الكبير 1/ 172 - 173 من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، وهو في "المسند" (21857). وأخرجه أبو داود (157) من طريق شعبة، عن الحكم وحماد، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، عن خزيمة بن ثابت، وإبراهيم -وهو النخعي- لم يسمع الجدلي كما قال شعبة بن الحجاج فيما نقله عنه الترمذي في "الجامع" بإثر الحديث (96). وانظر ما بعده. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع كما بيناه في الحديث السابق، والحارث بن سويد لم يذكره إلا سلمة بن كهيل، عن إبراهيم التيمي. وأخرجه أحمد (21853) عن محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه فيه. وانظر ما قبله.

555 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قال: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي خَثْعَمٍ اليمامي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الطُّهُورُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: "لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ" (¬1). 556 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَبِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قال: حَدَّثَنَا الْمُهَاجِرُ أَبُو مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ رَخَّصَ لِلْمُسَافِرِ، إِذَا تَوَضَّأَ وَلَبِسَ خُفَّيْهِ ثُمَّ أَحْدَثَ وُضُوءًا أَنْ يَمْسَحَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. عمر بن عبد الله بن أبي خثعم -وإن كان ضعيفًا- متابع. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 171 عن محمَّد بن حميد الرازي، عن زيد بن حباب، بهذا الإسناد. وقال بإثره: سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: عمر بن أبي خثعم منكر الحديث ذاهب. وضعف حديث أبي هريرة في المسح. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 179 عن وكيع، عن جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة به. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه ابن عدي في ترجمة سعيد بن أبي راشد من "الكامل" 3/ 1225 من طريق سعيد بن أبي راشد، عن عطاء، عن أبي هريرة. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل المهاجر بن مَخلد أي مخلد، فهو حسن الحديث. قد روى عنه جمع، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". =

87 - باب ما جاء في المسح بغير توقيت

87 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ بِغَيْرِ تَوْقِيتٍ 557 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عِمَارَةَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ الْقِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: يَوْمًا؟ قَالَ: "وَيَوْمَيْنِ" قَالَ: وَثَلَاثًا؟ حَتَّى بَلَغَ سَبْعًا، قَالَ لَهُ: "وَمَا بَدَا لَكَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 32، وابن أبي شيبة 1/ 179، وابن الجارود (87)، وابن خزيمة (192)، وابن حبان (1324)، والدارقطني 1/ 194، والبيهقي 1/ 276 و 282، والبغوي في "شرح السنة" (237) من طرق عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، بهذا الإسناد. تنبيه: هذان الحديثان (555) و (556) ليسا في أصولنا الخطية، وهما في النسخ المطبوعة، وذكرهما المزي في "التحفة" (15414) و (11692) وأشار إلى أنهما ليسا في سماعه ولم يذكرهما أبو القاسم بن عساكر في "أطرافه". (¬1) إسناده ضعيف جدًا لجهالة عبد الرحمن بن رَزين ومحمد بن يزيد بن أبي زياد وأيوب بن قَطَن، على اختلاف في إسناده كما قال أبو داود في "سننه". وقال الدارقطني في "سننه": هذا الإسناد لا يثبت، وقد اختلف فيه على يحيى بن أيوب اختلافا كثيرًا، وعبد الرحمن ومحمد بن يزيد وأيوب بن قطن مجهولون كلهم. وانظر "الوهم والإيهام" لابن القطان 3/ 323. وقال الإمام النووي في "خلاصة الأحكام"1/ 121: اتفقوا على ضعفه واضطرابه. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 79، والدارقطني (765)، والطبراني في "الأوسط" (3408) و"الكبير" (546)، والبيهقي 1/ 278 - 279 من طريق يحيى ابن أيوب، به. =

558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قال: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلَوِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ مِصْرَ فَقَالَ: مُنْذُ كَمْ لَمْ تَنْزِعْ خُفَّيْكَ؟ قَالَ: مِنْ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، قَالَ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ (¬1). ¬

_ =وأخرجه أبو داود (158) - ومن طريقه البيهقي 1/ 279 - من طريق عمرو بن الربيع، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمَّد بن يزيد، عن أيوب بن قطن، عن أبي بن عمارة، ليس فيه عبادة بن نسي. وأخرجه الطحاوي 1/ 79، والحاكم 1/ 170، والبيهقي 1/ 279 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمَّد بن يزيد، عن عبادة، عن أُبي به، وليس فيه أيوب بن قطن. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحكم بن عبد الله البَلَوي، والصواب في اسمه عبد الله بن الحكم كما سماه عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعد ومفضل بن فضالة، عن يزيد بن أبي حيب عند الدارقطني (756)، وعبد الله بن الحكم وثقه ابن معين وابن حبان، ولم يرو عنه إلا يزيد بن أبي حيب فمثله حسن الحديث، وهو متابع. وأخرجه الدارقطني (756) و (766)، والبيهقي 1/ 280 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الحكم البلوي، عن علي بن رباح، عن عقبة، به. وأخرجه الدارقطي (757)، والبيهقي 1/ 280 من طريق بشر بن بكر، عن موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، به. وقال الدارقطني: صحيح الإسناد. وأخرجه الدارقطني (767) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن علي بن رباح، عن عقبة، به. ولم يذكر بين يزيد وبين علي بن رباح أحدًا. =

88 - باب ما جاء في المسح على الجوربين والنعلين

88 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ 559 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ (¬1). ¬

_ = تنبيه: هذا الحديث ليس في أصولنا الخطية، وهو في النسخ المطبوعة، وذكره المزي في "التحفة" (10610) وأشار إلى أنه ليس في سماعه ولم يذكره أبو القاسم ابن عساكر في "أطرافه". (¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات ولم ينفرد به أبو قيس الأودي -وهو عبد الرحمن ابن ثروان- بل تابعه فضالة بن عمرو -ويقال: عمير- الزهراني، وعمرو بن وهب الثقفي، وقد صححه الترمذي وابن حبان وابن التركماني. وأخرجه أبو داود (159)، والترمذي (99)، والنسائي في "الكبرى" (130) من طريق أبي قيس الأودي، عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة. وهو في "مسند أحمد" (18206)، و"صحيح ابن حبان" (1338). وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "معجم شيوخه" 2/ 703 - 704 (الترجمة 327) من طريق داود بن أبي هند، عن أبي العالية الرياحي، عن فضالة بن عمرو الزهراني، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 4/ 14 (786) من طريق سعيد بن عبد الرحمن -وهو البصري أخو أبي حرة- عن محمَّد بن سيرين، عن عمرو بن وهب الثقفي، كلاهما (فضالة وعمرو) عن المغيرة بن شعبة، به. ولفظ حديث عمرو: رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يمسح على العمامة والجوربين والخفين. وفي الباب عن ثوبان مولى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: بعث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سرية، فاصابهم البرد، فلما قدموا على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين، أخرجه أحمد (22383)، وإسناده صحيح. والتساخين: ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوه، انظر "غريب الحديث" للخطابي 2/ 61. =

560 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، وَبِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عِيسَى بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى ¬

_ = وعن بلال بن رباح عند الطبراني في "الكبير" كما في "نصب الراية" للحافظ جمال الدين الزيلعي 1/ 185 - 186 من طريق ابن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يمسح على الخفين والجوربين. قال الحافظ ابن حجر في "الدراية في تخريج أحاديث الهداية" 1/ 82: ورجاله ثقات. وثبت المسح على الجوربين عن عدد من الصحابة. فعن أنس بن مالك، أخرجه عبد الرزاق (779) عن معمر، وابن أبي شيبة 1/ 188 من طريق هشام، كلاهما عن قتادة، عنه. وإسناده صحيح. وعن أبي مسعود، عند عبد الرزاق (777)، وابن أبي شيبة 1/ 188 من طريق همام بن الحارث، وعبد الرزاق (774) من طريق خالد بن سعد وابن أبي شيبة 1/ 189 من طريق أبي وائل، ثلاثتهم عن أبي مسعود الأنصاري، وإسناده صحيح. وعن عبد الله بن مسعود، عن عبد الرزاق (781) من طريق إبراهيم النخعي أن ابن مسعود كان يمسح على خفيه ويمسح على جوربيه، وإبراهيم النخعي مراسيلُه عن ابن مسعود صحيحة، قال ابن رجب في "شرح العلل" 1/ 294 بعد ذكره ما رواه الترمذي من كلام إبراهيم النخعي: أنه كان إذا أرسل، فقد حدثه به غير واحد، وإن أسند لم يكن عنده إلا عمن سماه. قال ابن رجب: وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة. وعن علي بن أبي طالب عند ابن أبي شيبة 1/ 189، وابن المنذر في "الأوسط" 1/ 462 من طريق عمرو بن حريث المخزومي، عنه. وإسناده صحيح. وعن البراء بن عازب عند عبد الرزاق (778)، وابن أبي شيبة 1/ 189، وابن المنذر 1/ 463، وإسناده صحيح.

89 - باب ما جاء في المسح على العمامة

الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ، قَالَ الْمُعَلَّى فِي حَدِيثِهِ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: وَالنَّعْلَيْنِ (¬1). 89 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ 561 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ بِلَالٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَار (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عيسى بن سنان -وهو القَسملي الحنفي-. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 97 من طريق معلى بن منصور وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 383 من طريق عيسى بن سنان، به. وانظر ما قبله. تنبيه: هذا الحديث ليس في أصولنا الخطية، وهو في النسخ المطبوعة، وذكره المزي في "التحفة" (9007) وقال: هذا الحديث في رواية الأسداباذي عن المقومي، ولم يذكره أبو القاسم. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا هشام بن عمار، ففيه كلام ينزله عن رتبة الثقة، وهو متابع. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه مسلم (275)، والترمذي (101)، والنسائي 1/ 75 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23884). وأخرجه أحمد (23898) من طريق الأعمش، والنسائي 1/ 76 من طريق شعبة، كلاهما عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال به، ليس فيه كعب بن عجرة، وابن أبي ليلى لم يدرك بلالًا. وأخرجه أحمد (23915) من طريق زائدة بن قدامة، والنسائي 1/ 75 - 76 من طريق زائدة وحفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن =

562 - حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ (¬1)، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَني أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ جعفر بن عَمْرِو (¬2) عن أبيه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ (¬3). 563 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى زَيْدِ ابْنِ صُوحَانَ، قَالَ: ¬

_ = ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، عن بلال. فصار البراء مكان كعب بن عجرة. وليس فيه ذكر المسح على الخمار. وأخرجه بنحوه أبو داود (153) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب، عن بلال. قوله: "الخمار" هو العمامة، وسُميت العمامة خمارًا لأنها تخمر الرأس، أي: تغطيه. (¬1) إسناد أبي بكر بن أبي شيبة ليس في (س) و (م)، وهو في النسخ المطبوعة، وذكره المزي في "التحفة" (10701) ولم يذكر إسناد دحيم، وقال: حديث ابن ماجه ليس في الرواية ولم يذكره أبو القاسم. (¬2) سقط من (س) و (م) جعفر، فصار الحديث من رواية أبي سلمة عن عمرو ابن أمية، دون واسطة، والمثبت من النسخ المطبوعة ومن "التحفة" (10701)، وهو الصواب في حديث محمَّد بن مصعب كما عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 23، وأحمد في "المسند" (17245). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (255)، والنسائي 1/ 81 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جعفر بن عمرو، عن أبيه. ولم يذكر النسائي في روايته العِمامة. وهو في "مسند أحمد" (17616)، و "صحيح ابن حبان" (1343).

كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ فَرَأَى رَجُلًا يَنْزِعُ خُفَّيْهِ لِلْوُضُوءِ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: امْسَحْ عَلَى خُفَّيْكَ وَعَلَى خِمَارِكَ وَبِنَاصِيَتِكَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ (¬1). 564 - حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مَعْقِلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ قِطْرِيَّةٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْعِمَامَةِ فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ، وَلَمْ يَنْقُضْ الْعِمَامَةَ (¬2). ¬

_ (¬1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي شريح وأبي مسلم. وأخرجه أبو داود الطيالسي (656)، وابن أبي شيبة 1/ 22 - 23 و 178، وأحمد (23717)، والترمذي في "العلل" 1/ 181 - 182، وابن حبان (1344) و (1345)، والطبراني (6164) - (6166) من طرق عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عبد العزيز بن مسلم -وهو المدني- وشيخِه أبي معقل. وأخرجه أبو داود (147) عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. قوله: "قِطرية" بكسر القاف وتشديد الياء، نسبة إلى قَطَر بفتحتين. قاله السندي. تنيه: هذه الأحاديث الثلاثة (562 - 564) ليست في (ذ)، والحديثان (563 - 564) ليسا في (س) و (م)، وهي في النسخ المطبوعة، وقال المزي عن الأول منها في "التحفة" (10701): ليس في الرواية ولم يذكره أبو القاسم. وقال عن الثاني منها (4511): ليس في السماع ولم يذكره أبو القاسم. وسكت عن الثالث، فاستدرك ابن حجر في "النكت الظراف" (1725) وذكر عن أبي زرعة ابن العراقي أنه لم يره في نسخته من ابن ماجه، ثم قال ابن حجر: سقط من رواية ابن القطان، وثبت في رواية غيره. =

[أبواب التيمم]

[أبواب التيمم] 90 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التيمم (¬1) 565 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَقَطَ عِقْدُ عَائِشَةَ، فَتَخَلَّفَتْ لِالْتِمَاسِهِ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهَا فِي حَبْسِهَا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرُّخْصَةَ فِي التَّيَمُّمِ، قَالَ: فَمَسَحْنَا يَوْمَئِذٍ إِلَى الْمَنَاكِبِ، فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَ: مَا عَلِمْتُ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ (¬2). ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: باب ما جاء في السبب، وأُقحم فيها قبله بين حاصرتين: أبواب التيمم. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، لأن عُبيد الله بن عبد الله -وهو ابن عتبة- لم يدرك عمارًا كما قال المزي في "تحفة الأشراف" (103363)، وقد جاء متصلًا بذكر ابن عباس بينهما من طريق صالح بن كيسان وغيره عن الزهري كما سيأتي في التخريج. وأخرجه منقطعا أبو داود (318) و (319) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، بهذا الإسناد. وستأتي طريق يونس هذه عند المصنف برقم (571). وهو في "مسند أحمد" (18888) و (18893). وأخرجه موصولًا أبو داود (320)، والنسائي 1/ 167 من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمار. وهو في =

566 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيه عن عَمَّارِ، قَالَ: تَيَمَّمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَنَاكِبِ (¬1). 567 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ جَمِيعًا عَنْ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا" (¬2). ¬

_ = "المسند" (18322) وسيأتي موصولًا عند المصنف في الحديث التالي من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عمار. قال أبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله عبد الرحمن بن أبي حاتم في "العلل" 1/ 32: إن الصحيح طريق عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار، وإن طريق عبد الله، عن ابن عباس، عن عمار خطأ. لكن النسائي قال في "سننه الكبرى" بإثر الحديث (297): كلاهما محفوظ. (¬1) إسناده صحيح. عمرو: هو ابن دينار. وأخرجه النسائي 1/ 168 من طريق مالك بن أنس، عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (1310). وانظر ما قبله. قال البغوي في "شرح السنة" 2/ 114: وما روي عن عمار أنه قال: تيممنا إلى المناكب، فهو حكاية فعله، ولم ينقله عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما حكى عن نفسه التمعك في حالة الجنابة، فلما سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأمره بالوجه والكفين (سيأتي برقم 569)، انتهى إليه، وأعرض عن فعله. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من جهة أبي إسحاق الهروي -وهو إبراهيم بن عبد الله بن حاتم- وقد توبع. =

91 - باب: في التيمم ضربة واحدة

568 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً، فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُنَاسًا فِي طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمْ الصَّلَاةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوْا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكِ منه مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً (¬1). 91 - بَابٌ: فِي التَّيَمُّمِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً 569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ¬

_ = وأخرجه مسلم (523) (5)، والترمذي (1635) من طريق إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد- وروايتهما مطولة بذكر الخمسة الأمور التي اختُص بها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دون الأنبياء. وهو في "مسند أحمد" (9337)، و"صحيح ابن حبان" (2313)، تنبيه: الأحاديث الثلاثة (565 - 567) ليست في (م)، وأشار في حاشية (س) إلى ذلك، فقال: هي في بعض النسخ فقط وهي صحيحة. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (336)، ومسلم (367) (109)، وأبو داود (317)، والنسائي 1/ 172 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (334)، ومسلم (367) (108)، والنسائي 1/ 163 - 164 من طريق القاسم بن محمَّد، عن عائشة مطولًا بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (24299)، و"صحيح ابن حبان" (1709).

عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ الْمَاءَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا تُصَلِّ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَمَا تَذْكُرُ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ الْمَاءَ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا أَتَيْتُ (¬1) النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ" وَضَرَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدَيْهِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِمَا، وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ (¬2). ¬

_ (¬1) في (م): أتينا. (¬2) إسناده صحيح. الحكم: هو ابن عتيبة، وذر: هو ابن عبد الله المُرهِبي، وابن عبد الرحمن: اسمه سعيد. وأخرجه البخاري (338) و (339)، ومسلم (368) (112) و (113)، وأبو داود (326)، والنسائي 1/ 169 و170 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقرن شعبةُ عند مسلم والنسائي في الموضع الثاني بالحكم سلمةَ بن كهيل. وفي رواية النضر عن شعبة عند البخاري (339)، ومسلم (368) (113) عن الحكم: أنه سمعه أيضًا من ابن عبد الرحمن بن أبزى دون واسطة. وهو في "مسند أحمد" (18332)، و"صحيح ابن حبان" (1306). وأخرجه أبو داود (324) و (325)، والنسائي 1/ 165 من طريق شعبة عن سلمة بن كهيل، عن ذر، به. وأخرجه أبو داود (327)، والترمذي (144)، والنسائي في "الكبرى" (302) من طريق عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عمار: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمره بالتيمم للوجه والكفين. وهو في "المسند" (18319). وأخرجه أبو داود (322)، والنسائي 1/ 168 من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهيل، عن أبي مالك -وقرن النسائي به عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى- عن عبد الرحمن بن أبزى، به. وانفرد سفيان في هذا الحديث فسمى ابن عبد الرحمن ابن أبزى: عبد الله، والصواب أنه من رواية أخيه سعيد بن عبد الرحمن. وهو في "المسند" (18882). =

92 - باب في التيمم ضربتين

570 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ أَنَّهُمَا سَأَلَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنْ التَّيَمُّمِ، فَقَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّارًا أَنْ يَفْعَلَ هَكَذَا، وَضَرَبَ بِيَدَيْهِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ نَفَضَهُمَا، وَمَسَحَ عَلَى وَجْهِهِ، قَالَ الْحَكَمُ: وَيَدَيْهِ، وَقَالَ سَلَمَةُ: وَمِرْفَقَيْهِ (¬1). 92 - بَابٌ فِي التَّيَمُّمِ ضَرْبَتَيْنِ 571 - حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ وَهْبٍ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (323) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن سلمة ابن كهيل، عن ابن أبزى، عن عمار، ولم يذكر أبا مالك. وكان سلمة يذكر في حديثه المسح إلى الذراعين أو المرفقين، فقال له منصور ذات يوم كما في رواية أبي داود (325): انظر ما تقول، فإنه لا يذكر الذراعين غيرُك. قلنا: ورواية سلمة هذه في الذراعين أو المرفقين شاذة. وأخرجه البخاري (347)، ومسلم (368) (110) و (111)، وأبو داود (321)، والنسائي 1/ 170 - 171 من طريق شقيق بن سلمة عن أبي موسى الأشعري عن عمار بن ياسر. وهو في "المسند" (18328). (¬1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن- فهو ضعيف سيى الحفظ. قال ابن أبي حاتم في "العلل" (4): سألت أبا زرعة عن حديث رواه ابن أبي ليلى، عن سلمة والحكم، عن ذر، عن ابن أبي أوفى، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في التيمم. فقال: هذا خطأ، وإنما الصحيح: سلمة والحكم، عن ذر، عن ابن أبزى، عن عمار. قلنا: هو الحديث السالف. والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5632) من طريق عثمان بن أبي شيبة" بهذا الإسناد. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م).

93 - باب: في المجروح تصيبه الجنابة فيخاف على نفسه إن اغتسل

عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ حِينَ تَيَمَّمُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَ الْمُسْلِمِينَ فَضَرَبُوا بِأَكُفِّهِمْ التُّرَابَ وَلَمْ يَقْبِضُوا مِنْ التُّرَابِ شَيْئًا، فَمَسَحُوا بِوُجُوهِهِمْ (¬1) مَسْحَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ عَادُوا فَضَرَبُوا بِأَكُفِّهِمْ الصَّعِيدَ مَرَّةً أُخْرَى فَمَسَحُوا بِأَيْدِيهِم (¬2). 93 - بَابٌ: فِي الْمَجْرُوحِ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ فَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ اغْتَسَلَ 572 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي رَأْسِهِ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلَامٌ فَأُمِرَ بِالِاغْتِسَالِ، فَاغْتَسَلَ، فَكُزَّ فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ، أَوَلَمْ يَكُنْ شِفَاءَ الْعِيِّ السُّؤَالُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (س): وجوههم. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع كما بيناه عند الرواية السالفة برقم (565). (¬3) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع فإن الأوزاعي -وهو عبد الرحمن بن عمرو- لم يسمع هذا الحديث من عطاء كما صرح بذلك في بعض الروايات. وأخرجه أبو داود (337) من طريق محمَّد بن شعيب بن شابُور، عن الأوزاعي أنه بلغه عن عطاء بن أبي رباح، أنه سمع عبد الله بن عباس. وهو في "مسند أحمد" (3056) عن أبي المغيرة الخولاني، عن الأوزاعي قال: بلغني أن عطاء بن أبي رباح ... =

94 - باب ما جاء في الغسل من الجنابة

قَالَ عَطَاءٌ: وَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ غَسَلَ جَسَدَهُ وَتَرَكَ رَأْسَهُ حَيْثُ أَصَابَهُ الْجِرَاحُ" (¬1). 94 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ 573 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ¬

_ = وأخرجه الحاكم 1/ 178 من طريق بشر بن بكر التنيسي، عن الأوزاعي، حدثنا عطاء بن أبي رباح، وبشر -وإن كان ثقة- يغرب، وقد تفرد من بين أصحاب الأوزاعي الثقات بذكر التصريح بالسماع. وأخرجه بنحوه ابن الجارود في "المنتقى" (128)، وصححه ابن خزيمة (273)، وابن حبان (1314)، والحاكم 1/ 165، والبيهقي 1/ 226 من طريق الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح، عن عمه عطاء بن أبي رباح، به. والوليد وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه الدارقطني. وليس في هذه الرواية ذكر الغسل وإنما لفظه: "قد جعل الله الصعيد أو التيمم طهورًا". وانظر تمام الكلام على الحديث في "المسند" و"صحيح ابن حبان". قوله: "فكُز" بكاف وزاي مشددة على بناء المفعول، في "النهاية": الكُزاز: داء يتولد من البرد، وقيل: هو نفس البرد، وفي "الصحاح": الكزاز بالضم داء يأخذ من شدة البرد. "العي" بكسر العين: الجهل. قاله السندي. (¬1) ضعيف لإرساله. وأخرجه عبد الرزاق (867)، والدارمي (752)، وأبو يعلى (2421)، والدارقطني (731 - 733)، والحاكم 1/ 178، والبيهقي 1/ 227 من طرق عن الأوزاعي، عن عطاء مرسلًا. ورواه الزبير بن خُريق عند أبي داود (336) عن عطاء فوصله عن جابر بن عبد الله عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. والزبير بن خريق لين الحديث.

عَنْ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُسْلًا، فَاغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ، فَأَكْفَأَ الْإِنَاءَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى فَرْجِهِ، ثُمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَفَاضَ الْمَاءَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى (¬1) فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ (¬2). 574 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَمَّتِي وَخَالَتِي، فَدَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْنَاهَا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصنع عِنْدَ غُسْلِهِ مِنْ الْجَنَابَةِ؟ قَالَتْ: كَانَ يُفِيضُ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُدْخِلُهَا فِي الْإِنَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ رَأْسَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى جَسَدِهِ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّا نَغْسِلُ رُؤْوسَنَا خَمْسَ مَرَّاتٍ مِنْ أَجْلِ الضَّفْرِ (¬3). ¬

_ (¬1) في (س): وتنحَّى. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه برقم (467). (¬3) صحيح دون قول عائشة: وأما نحن فإنا نغسل رؤوسنا خمس مرات من أجل الضفر، وهذا إسناد ضعيف لضعف جُميع بن عُمير التيمي، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (241)، والنسائي في "الكبرى" (242) من طريق صدقة بن سعيد، عن جُميع بن عُمير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5552). وأخرجه البخاري (248) و (262) و (272)، ومسلم (316)، وأبو داود (242) والترمذي (104)، والنسائي 1/ 134 و135 و205 و 206 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يُدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره، ثم =

95 - باب: في الغسل من الجنابة

95 - بَابٌ: فِي الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ 575 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: تَمَارَوْا فِي الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَّا أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَ أَكُفٍّ" (¬1). 576 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، جَمِيعًا عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ ¬

_ = يصب على رأسه ثلاث غُرف بيديه، ثم يفيض على جِلْده كله. واللفظ للبخاري. وهو في "المسند" (24257)، و"صحيح ابن حبان" (1196). وقد صح من حديث عائشة خلاف ما جاء هنا في غسل النساء ذوات الضفائر من الجنابة أنهن يمرغن ثلاث إفراغات كما في "صحيح مسلم" (331) عن عُبيد بن عمير قال: بلغ عائشة أن عبد الله بن عمرو يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن، فقالت: يا عجبًا لابن عمرو هذا، يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن، أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن! لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد، ولا أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات. ونحوه عند البخاري (277). (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه البخاري (254)، ومسلم (327)، وأبو داود (239)، والنسائي 1/ 135 و 207 من طريق أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16749).

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ: ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنْ شَعْرِي كَثِيرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أَكْثَرَ شَعْرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ (¬1). 577 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِي أَرْضٍ بَارِدَةٍ، فَكَيْفَ الْغُسْلُ مِنْ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَّا أَنَا فَأَحْثُو عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد العَوفي. وهو عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" 1/ 65، وفي "مسنده" أيضًا كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (979). وهو في "مسند أحمد" (11510). وانظر ما قبله. ويشهد له حديث أبي هريرة الآتي برقم (578). وحديث جابر بن عبد الله عند البخاري (256)، ومسلم (329). وهو في "المسند" (14188). (¬2) إسناده صحيح. جعفر بن محمَّد: هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الصادق، وأبوه محمَّد بن علي الباقر. وأخرجه البخاري (255) و (256)، ومسلم (329)، والنسائي 1/ 207 من طريق أبي جعفر محمَّد بن علي الباقر، عن جابر. وروايتُهم حكايةُ فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذلك. وهو في "مسند أحمد" (14188). وأخرجه مسلم (328) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر، بلفظ المصنف. وهو عند أحمد في "مسنده" (14259).

96 - باب: في الوضوء بعد الغسل

578 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بِنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَأَلَهُ رَجُلٌ: كَمْ أُفِيضُ عَلَى رَأْسِي وَأَنَا جُنُبٌ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَحْثُو عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ، قَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ شَعْرِي طَوِيلٌ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكْثَرَ شَعْرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ (¬1). 96 - بَابٌ: فِي الْوُضُوءِ بَعْدَ الْغُسْلِ 579 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان -وهو محمَّد-، فهو صدوق لا بأس به. وأخرجه الحميدي (977)، وابن أبي شيبة 1/ 64، والبزار (314 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (6538) من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7418). وتشهد له أحاديثُ الباب السابقة. تنبيه: هذا الباب مع أحاديثه الأربعة ليس في (س) و (م)، وهو في النسخ المطبوعة. أما الأول فذكره المزي في "التحفة" (3186)، وقال: ليس في السماع ولم يذكره أبو القاسم. وأما الثاني فلم يذكره المزي ولا البوصيري في "الزوائد" ولم يستدركه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"، وذكره الهيثمي في "غاية المقصد في زوائد المسند" يعني مسند أحمد، وهو زوائده على الكتب الستة، وهذا يشير إلى أنه ليس في نسخته من ابن ماجه. وأما الثالث فقد ذكره المزي (2603) وقال أيضًا: ليس في السماع ولم يذكره أبو القاسم. وأما الرابع فلم يذكره المزي ولا البوصيري في "الزوائد"، واستدركه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (13063) وقال: لم يذكره (يعني المزي) تبعًا لابن عساكر، وهو في الرواية.

97 - باب: في الجنب يستدفئ بامرأته قبل أن تغتسل

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَتَوَضَّأُ بَعْدَ الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ (¬1). 97 - بَابٌ: فِي الْجُنُبِ يَسْتَدْفِئُ بِامْرَأَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ 580 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُرَيْثٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ ثُمَّ يَسْتَدْفِئُ بِي قَبْلَ أَنْ أَغْتَسِلَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه الترمذي (107)، والنسائي 1/ 137 و 209 من طريق شريك بن عبد الله النخعي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (24389). وأخرجه إسحاق بن راهويه (1555)، وأبو داود (250)، والترمذي (107)، وأبو يعلى (4531) و (4834)، والنسائي 1/ 137 و 209، والحاكم 1/ 153، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 222 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. وزاد أبو داود في روايته: ويصلي الركعتين وصلاة الغداة، وقد إنفرد بها زهير بن معاوية من بين أصحاب السبيعي. وانظر لذلك "مسند أحمد" (25205). (¬2) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وشيخه حُريث -وهو ابن أبي مطر- ضعيفان. وأخرجه الترمذي (123) من طريق وكيع، عن حريث، بهذا الإسناد. قال أبو بكر بن العربي في "العارضة" 1/ 191: حديث لم يصح ولم يستقم، فلا يثبت به شيء.

98 - باب: في الجنب ينام كهيئته لا يمس ماء

98 - بَابٌ: فِي الْجُنُبِ يَنَامُ كَهَيْئَتِهِ لَا يَمَسُّ مَاءً 581 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُجْنِبُ ثُمَّ يَنَامُ وَلَا يَمَسُّ مَاءً، حَتَّى يَقُومَ بَعْدَ ذَلِكَ فَيَغْتَسِلَ (¬1). 582 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى أَهْلِهِ حَاجَةٌ قَضَاهَا، ثُمَّ يَنَامُ كَهَيْئَتِهِ لَا يَمَسُّ مَاءً (¬2). 583 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح دون قولها: "ولا يمس ماء" فشاذ، وقد بسطنا الكلام عليه في "مسند أحمد" (24706)، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه الترمذي (118)، والنسائي في "الكبرى" (9003) من طريق أبي بكر ابن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (228)، والترمذي (119)، والنسائي (9004) و (9005) من طريق أبي إسحاق السبيعي، به. وسيأتي من طريق أبي الأحوص برقم (582)، ومن طريق الثوري برقم (583) كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي. (¬2) إسناده صحيح دون قولها: "ولا يمس ماء" فشاذ كسابقه.

99 - باب من قال: لا ينام الجنب حتى يتوضأ وضوءه للصلاة

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُجْنِبُ ثُمَّ يَنَامُ كَهَيْئَتِهِ لَا يَمَسُّ مَاءً (¬1). قَالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُ الْحَدِيثَ يَوْمًا، فَقَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ (¬2): يَا فَتَى، يُشَدُّ هَذَا الْحَدِيثُ بِشَيْءٍ؟ 99 - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا يَنَامُ الْجُنُبُ حَتَّى يَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ 584 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح كسابقه. (¬2) هو إسماعيل بن أبي خالد فيما نظن. وقد جاء الحديث من طريقه عن أبي إسحاق عند النسائي في "الكبرى" (9005)، وأحمد في "مسنده" (25135). تنبيه: هذا الحديث وسابقه ليسا في (م). (¬3) إسناده صحيح. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (305) (21)، وأبو داود (222) و (223)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 139 وفي "الكبرى" (8994) و (8995) و (8996) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وزاد في رواية أبي داود الثانية ورواية النسائي في "المجتبى": وإذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه. وستأتي هذه الزيادة وحدها عند المصنف من طريق أبي سلمة عن عائشة برقم (593)، ومن طريق الأسود عن عائشة برقم (591) لكن بلفظ: توضأ بدل غسل يديه. وهو في "مسند أحمد" (24083)، و"صحيح ابن حبان" (1217). وأخرجه البخاري (286) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وأخرجه البخاري أيضًا (288)، والنسائي في "الكبرى" (8993) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة.

585 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ" (¬1). 586 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ بِاللَّيْلِ، فَيُرِيدُ أَنْ يَنَامَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَنَامَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وأخرجه البخاري (287) و (289)، ومسلم (306) (23) و (24)، والنسائي 139/ 1 و140 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (230)، و"صحيح ابن حبان" (1215). وأخرجه بنحوه البخاري (295)، ومسلم (306) (25)، وأبو داود (221)، والنسائي 1/ 140 من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9518) من طريق أبي سلمة، عن ابن عمر. وأخرجه الترمذي (120)، وأبو داود (221)، والنسائي في "الكبرى" (9006) و (9009) و (9010) و (9014) و (9019) و (9020) من طريق عبد الله بن عمر، عن أبيه عمر بن الخطاب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9014) من طريق أبي قلابة، عن عمر بن الخطاب. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمَّد -وهو الدراوردي- فهو صدوق لا بأس به، وقد توبع. وأخرجه أبو يعلى (1365) من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11523) من طريق حيوة بن شُريح المصري، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، به. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م).

100 - باب: في الجنب إذا أراد أن يعود توضأ

100 - بَابٌ: فِي الْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أن يعَوْدَ تَوَضَّأَ 587 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ، فَلْيَتَوَضَّأ" (¬1). 101 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَغْتَسِلُ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ غُسْلًا وَاحِدًا 588 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو أَحْمَدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِدٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عاصم الأحول: هو ابن سليمان البصري، وأبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي البصري. وأخرجه مسلم (308)، وأبو داود (220)، والترمذي (141)، والنسائي 1/ 142 من طريق عاصم الأحول، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11036)، و"صحيح ابن حبان" (1215). (¬2) إسناده صحيح. أبو أحمد: هو محمَّد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (140)، والنسائي 1/ 143 - 144 من طريق معمر بن راشد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (309) من طريق هشام بن زيد بن أنس بن مالك، وأبو داود (218)، والنسائي 1/ 143 من طريق حميد الطويل، كلاهما عن أنس بن مالك، به. وهو في "مسند أحمد" (11946) و (12640)، و "صحيح ابن حبان" (1207). وانظر ما بعده.

102 - باب: فيمن يغتسل عند كل واحدة غسلا

589 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: وَضَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُسْلًا، فَاغْتَسَلَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ (¬1). 102 - بَابٌ: فِيمَنْ يَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ غُسْلًا 590 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ سَلْمَى عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ، فكَانَ يَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَجْعَلُهُ غُسْلًا وَاحِدًا؟ فَقَالَ: هُوَ أَزْكَى وَأَطْيَبُ وَأَطْهَرُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل صالح بن أبي الأخضر، وهو متابع في إسناد الحديث السابق، فانظره. تنبيه: هذا الحديث ليس في (س) و (م)، وهو في النسخ المطبوعة، وذكره المزي في "التحفة" (1504) وقال: هذا الحديث ليس في رواية أبي الحسن القطان فيما قيل، ولا في رواية إبراهيم بن دينار، ولم يذكره أبو القاسم. (¬2) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن أبي رافع لم يرو عنه غير حماد بن سلمة، وقال ابن معين: صالح، وعمته سلمى روى عنها غير واحد، وقال ابن القطان: لا تعرف. وقد تفردا به، وليس هما ممن يحتمل تفردهما، وخالفا ما ثبت عن أنس بن مالك من أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يطوف على نسائه في غسل واحد، في "صحيح مسلم" وغيره وقد سلف قبله. وقال أبو داود: حديث أنس أصح من هذا. وأخرجه أبو داود (219)، والنسائي في "الكبرى" (8986) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23862). تنببه: هذا الحديث ليس في (م).

103 - باب: في الجنب يأكل ويشرب

103 - بَابٌ: فِي الْجُنُبِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ 591 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، وَغُنْدَرٌ وَوَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ، وَهُوَ جُنُبٌ، تَوَضَّأَ (¬1). 592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْجُنُبِ: هَلْ يَنَامُ أَوْ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ؟ قَالَ: "نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن ترك شعبة حديث الحكم هذا فيما قاله الإمام أحمد عقب روايته الحديث عن يحيى القطان عن شعبة في "مسنده" (25584). والصواب في هذا الحديث عن عائشة ما رواه أبو سلمة عنها فأقامه، قالت: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه. وسيأتي عند المصنف برقم (593). ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم، وغندر: هو لقب محمَّد بن جعفر، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وحديث الأسود أخرجه مسلم (305) (22)، وأبو داود (224)، والنسائي 1/ 138 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وفي باب الوضوء للجنب عند اكل عن عمار بن ياسر عند أبي داود (225)، والترمذي (614)، وأحمد (18886). وسنده ضعيف. وعن جابر بن عبد الله، وهو الآتي عند المصنف برقم (592). (¬2) إسناده ضعيف لضعف شرحبيل بن سعد. وأخرجه ابن خزيمة (217)، وابن المنذر في "الأوسط" 1/ 91 من طريق إسماعيل بن أبان، عن أبي أويس، بهذا الإسناد. =

104 - باب من قال: يجزيه غسل يديه

104 - بَابُ مَنْ قَالَ: يُجْزِيهُ غَسْلُ يَدَيْهِ 593 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ وَهُوَ جُنُبٌ، غَسَلَ يَدَيْهِ (¬1). 105 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ 594 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْتِي الْخَلَاءَ، فَيَقْضِي الْحَاجَةَ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَأْكُلُ مَعَنَا الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَلَا يَحْجُبُهُ -وَرُبَّمَا قَالَ: ولَا يَحْجُزُهُ- عَنْ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلَّا الْجَنَابَةُ (¬2). ¬

_ = وانظر ما قبله. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م). (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه أبو داود (223)، والنسائي 1/ 139 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24872). وانظر الحديثين السابقين. (¬2) إسناده حسن، عبد الله بن سَلِمة -وهو المرادي الكوفي- وثقه يعقوب بن شيبة وابن حبان والعجلي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وصحح حديثه هذا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، ووافقه الذهبي. وقال شعبة: هذا الحديث ثُلث رأس مالي، وقال: لا أروي أحسن منه عن عمرو بن مرة. وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 408: والحق أنه من قبيل الحسن يصلُح للحجة، وقال الترمذي: حسن صحيح.=

106 - باب تحت كل شعرة جنابة

595 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ الْجُنُبُ وَلَا الْحَائِضُ" (¬1). *596 - قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ وَالْحَائِضُ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ" (¬2). 106 - بَابُ تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةٌ 597 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ¬

_ = وأخرجه بنحوه أبو داود (229)، والنسائي 1/ 144 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (146)، والنسائي 1/ 144 من طريق الأعمش- وقرن الترمذي به ابن أبي ليلى- عن عمرو بن مرة، به بلفظ: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا. لفظ الترمذي، ولفظ النسائي: كان يقرأ القرآن على كل حال ليس الجنابة. وهو في "مسند أحمد" (627) و (639)، و"صحيح ابن حبان" (799). (¬1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز منكرة، وقد روى هنا عن موسى بن عقبة المدني. وأخرجه الترمذي (131) عن علي بن حُجر والحسن بن عرفة، عن إسماعيل ابن عياش، بهذا الإسناد. (¬2) ننبيه: هذا الحديث من زوائد القطان، وهو وسابقه ليسا في (م).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً فَاغْسِلُوا الشَّعَرَ، وَأَنْقُوا الْبَشَرَةَ" (¬1). 598 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهَا" قُلْتُ: وَمَا أَدَاءُ الْأَمَانَةِ؟ قَالَ: "غُسْلُ الْجَنَابَةِ، فَإِنَّ تَحْتَ كُلِّ شَعَرَةٍ جَنَابَةً" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف من أجل الحارث بن وجيه، قال أبو داود بإثر حديثه هذا: حديثه منكر، وبنحوه قال أبو حاتم كما في "العلل" (53). وأخرجه أبو داود (248)، والترمذي (106) من طريق الحارث بن وجيه، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث الحارث بن وجيه حديث غريب لا نعرفه إلا من حديثه. وانظر ما بعده. (¬2) صحيح لغيره دون قوله: "وأداء الأمانة، ... غسل الجنابة ... " إلخ وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن طلحة بن نافع لم يسمع من أبي أيوب الأنصاري كما قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "المراسيل"، وهو وإن صرّح بسماعه منه هنا، لكن عتبة بن أبي حكيم الراوي عنه ليس ممن يُعتمد عليه في إثبات السماع. ولهذا لم يعبأ أبو حاتم به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3989)، وفي "الشاميين" (732)، والبيهقي في "الشعب" (2748) من طريق يحيى بن حمزة، بهذا الإسناد. ويشهد لقصة الكفارة حديث أبي هريرة عند مسلم (233)، وهو في "مسند أحمد" (15285) ولفظه: "الصلاة الخَمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تُغْش الكبائر". وانظر الحديث السابق.

107 - باب في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل

599 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ تَرَكَ شَعَرَة (¬1) مِنْ جَسَدِهِ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يَغْسِلْهَا، فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنْ النَّارِ". قَالَ عَلِيٌّ: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ شَعَرِي. وَكَانَ يَجُزُّهُ (¬2). 107 - بَابُ فِي الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ 600 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: موضع شعرة. (¬2) إسناده ضعيف مرفوعًا، فإن عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وحماد بن سلمة سمع منه قبل الاختلاط وبعده، والذي يغلب على ظننا أنه مما سمعه منه بعد الاختلاط فقد ذكر علي بن المديني عن يحيى القطان أنه قال: ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح، إلا حديثين كان شعبة يقول: سمعتهما منه بأخرة عن زاذان. قلنا: أحد هذين الحديثين حديثنا هذا، فقد أخرجه الحافظ ابن المظفر البزاز في "غرائب شعبة" ورقة 26 - فيما أفاده محقق "الكواكب النيرات" ص330 - من طريق شعبة، عن عطاء، عن زاذان، عن علي، به، مرفوعًا. وقد روى هذا الحديث عن عطاء بن السائب موقوفًا على علي بن أبي طالب حمادُ بن زيد. وهو ممن اتفقوا على أنه روى عن عطاء قبل اختلاطه، ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 3/ 208. وأخرجه أبو داود (249) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (727). تنبيه: هذا الحديث وسابقه ليسا في (م).

عَنْ أُمِّهَا أَمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَتْهُ عَنْ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، قَالَ: "إِذَا (¬1) رَأَتْ الْمَاءَ فَلْتَغْتَسِلْ" فَقُلْتُ: فَضَحْتِ النِّسَاءَ، وَهَلْ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا إِذًا" (¬2). 601 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَأَتْ ذَلِكَ فَأَنْزَلَتْ، فَعَلَيْهَا الْغُسْلُ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَكُونُ هَذَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، مَاءُ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ أَوْ عَلَا، أَشْبَهَهُ الْوَلَدُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في النسخ المطبوعة: نعم إذا. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (130)، ومسلم (313)، والترمذي (122)، والنسائي 1/ 114 - 115 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26503)، و"صحيح ابن حبان" (1165). وانظر ما بعده. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م). (¬3) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وأخرجه النسائي 1/ 112 و115 - 116 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12222)، و"صحيح ابن حبان" (1164). =

108 - باب ما جاء في غسل النساء من الجنابة

602 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ: "لَيْسَ عَلَيْهَا غُسْلٌ حَتَّى تُنْزِلَ، كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ غُسْلٌ حَتَّى يُنْزِلَ" (¬1). 108 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ النِّسَاءِ مِنْ الْجَنَابَةِ 603 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، أَفَأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِي عَلَيْهِ ¬

_ = وأخرجه مختصرًا مسلم (310) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، و (312) من طريق أبي مالك الأشجعي، كلاهما عن أنس بن مالك. وأخرجه مسلم (311)، والنسائي في "الكبرى" (9029) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن أم سليم. وانظر ما قبله. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد -وهو ابن عبد الله ابن جدعان-، وقد توبع. وأخرجه الدارمي (762)، والنسائي 1/ 115 من طريق عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن سعيد بن المسيب، عن خولة بنت حكيم، به دون قوله: "كما أنه ليس على الرجل غسل حتى يُنزل ". وهو في "مسند أحمد" (27312). وانظر ما قبله. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م).

ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ تُفِيضِي عَلَيْكِ مِنْ الْمَاءِ فَتَطْهُرِينَ" أَوْ قَالَ: "فَإِذَا أَنْتِ قَدْ طَهُرْتِ" (¬1). 604 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: بَلَغَ عَائِشَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَأْمُرُ نِسَاءَهُ إِذَا اغْتَسَلْنَ، أَنْ يَنْقُضْنَ رُؤوسَهُنَّ، فَقَالَتْ: يَا عَجَبًا لِابْنِ عَمْرٍو هَذَا، أَفَلَا يَأْمُرُهُنَّ أَنْ يَحْلِقْنَ رُؤوسَهُنَّ، لَقَدْ كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فَلَا أَزِيدُ عَلَى أَنْ أُفْرِغَ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَ إِفْرَاغَاتٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (335)، وأبو داود (251)، والترمذي (105)، والنسائي 1/ 131 من طريق أيوب بن موسى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26477)، و"صحيح ابن حبان" (1198). وأخرجه أبو داود (252) من طريق أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أم سلمة أن امرأة جاءت إلى أم سلمة فذكرته. ليس فيه عبد الله بن رافع. (¬2) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس. وأخرجه مسلم (331)، والنسائي 1/ 203 من طريق أبي الزبير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24160). وأخرج البخاري (277)، وأبو داود (253) من طريق صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: كنا إذا أصاب إحدانا جنابةٌ أخذت بيدها فوق رأسها، ثم تأخذ بيدها على شقها الأيمن، وبيدها الأخرى على شقها الأيسر. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م).

109 - باب الجنب ينغمس في الماء الدائم أيجزئه

109 - بَابُ الْجُنُبِ يَنْغَمِسُ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ أَيُجْزِئُهُ 605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ أَنَّ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ وَهُوَ جُنُبٌ" فَقَالَ: كَيْفَ يَفْعَلُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فقَالَ: يَتَنَاوَلُهُ تَنَاوُلًا (¬1). 110 - بَابُ الْمَاءُ مِنْ الْمَاءِ 606 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَخَرَجَ ورَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَقَالَ: "لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "إِذَا أُعْجِلْتَ أَوْ أُقْحِطْتَ، فَلَا غُسْلَ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ الْوُضُوءُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله. وأخرجه مسلم (283)، والنسائي 1/ 124 - 125 و175 - 176 و 197 طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (1252). (¬2) إسناده صحيح. ذكوان: هو أبو صالح السَّمَّان. وأخرجه البخاري (180)، ومسلم (345) عن طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11162)، و"صحيح ابن حبان" (1171). =

111 - باب ما جاء في وجوب الغسل إذا التقى الختانان

607 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُعَادَ عن أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمَاءُ مِنْ الْمَاءِ" (¬1). 111 - بَابُ مَا جَاءَ فِي وُجُوبِ الْغُسْلِ إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ 608 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (¬2) وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، أَخبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ، فَاغْتَسَلْنَا (¬3). ¬

_ وأخرجه مسلم (343) (80) من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، ومسلم (343) (81)، وأبو داود (217) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلفظ: "إنما الماء من الماء". (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن السائب- ويقال ابن السائبة- وشيخِه عبد الرحمن بن سُعاد. وأخرجه النسائي 1/ 115 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23531). وانظر تخريج الحديث السابق. قوله: "الماء من الماء" أي: وجوب الاغتسال بالماء من أجل خروج الماء، فالأول الماء المطهر، والثاني المنى. وهذا الحديث يفيد الحصر عرفًا، أي: لا يجب الغسل بلا ماء فينبغي أن لا يجب بالإدخال إن لم ينزل، فقيل: منسوخ، وقيل: هو في الاحتلام لا في الجماع. قاله السندي. وانظر "صحيح ابن حبان" (1173) و (1179). (¬2) طريق علي بن محمَّد ليس في (س) و (م)، وأثبتناه من (ذ) و"تحفة الأشراف" (17499). (¬3) إسناد صحيح. =

609 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أخبرنا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ أخبرنا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِالْغُسْلِ بَعْدُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (108) والنسائي في "الكبرى" (194) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25281)، و"صحيح ابن حبان" (1176). وأخرجه الترمذي (109) من طريق سعيد بن المسيب، عن عائشهَ. وأخرجه موقوفًا ابن أبي شبة 1/ 86 عن ابن عُلية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه وعن نافع قالا: قالت عائشة: إذا خالط الختان الختان فقد وجب الغسل. وأخرجه مرفوعًا من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (349) من طريق أبي موسى الأشعري، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "إذا جلس بين شعبها الأربع، ومسّ الختان الختان فقد وجب الغُسل". قوله: "الختانان" الختان بكسر الخاء، يطلق على موضع القطع من الذكر، وهو المراد ها هنا، والمراد بالثاني موضع القطع من الفرج، والمراد إدخال ذكره في فرجها. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح، وسماع الزهري من سهل بن سعد ثابت في "الصحيحين" في غير هذا الحديث، على أنه قد جاء التصريح بسماعه من سهل في هذا الحديث كما بيناه في "مسند أحمد" برقم (21100) و (21102)، ثم هو متابع. وأخرجه أبو داود (214)، والترمذي (110) و (111) من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (21100)، و"صحيح ابن حبان" (1173). وجاء عند أبي داود أن الزهري قال: حدثني بعض من أرضى أن سهل بن سعد الساعدي أخبره، وهذا لا يضر فيكون الزهري سمعه من هذا الرجل أولًا ثم لقي سهلًا فسمعه منه. وهذا الرجل قال عنه ابن حبان: وقد تتبعت طرق هذا الخبر على أن أجد أحدًا رواه عن سهل بن سعد، فلم أجد أحدًا في الدنيا إلا أبا حازم. =

610 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ" (¬1). 611 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ، وَتَوَارَتْ الْحَشَفَةُ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (215) عن محمَّد بن مهران البزاز الرازي، عن مبشّر بن إسماعيل الحلبي، عن أبي غسان محمَّد بن مطرّف، عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن سهل، عن أبى، وإسناده صحيح. (¬1) إسناده صحيح. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، وأبو رافع: هو نُفَيع الصائغ. وأخرجه البخاري (291)، ومسلم (348)، وأبو داود (216)، والنسائي 1/ 110 من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وقرن مسلم في إحدى رواياته بقتادة مطرًا الوراق. وهو في "مسند أحمد" (7198)، و"صحيح ابن حبان" (1174). وأخرجه النسائي 1/ 111 من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة. وخطأ هذه الطريق. قوله: "شُعبها الأربع" بضم الشين المعجمة وفتح العين المهملة، أي: نواحيها، قيل: يداها ورجلاها، وقيل: نواحي الفرج الأربع. "ثم جهدها" أي: جامعها، والحديث يدل على أن الإنزال غير شرط في وجوب الغسل، بل المدار على الإيلاج، قاله السندي. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج -وهو ابن أرطأة. أبو معاوية: هو محمَّد بن حازم الضرير. =

112 - باب من احتلم ولم ير بللا

112 - بَابُ مَنْ احْتَلَمَ وَلَمْ يَرَ بَلَلًا 612 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ الْعُمَرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَرَأَى بَلَلًا، وَلَمْ يَرَ أَنَّهُ احْتَلَمَ اغْتَسَلَ، وَإِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ احْتَلَمَ وَلَمْ يَرَ بَلَلًا، فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 1/ 89. وأخرجه أحمد في "مسنده" (6670) عن أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/ 311 و 6/ 282 من طريقين عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4489) من طريق أبي حنيفة النعمان، عن عمرو بن شعيب، به وزاد في آخره: "أنزل أو لم ينزل". قوله: "توارت" أي: غابت. "الحشفة": رأس الذكر، قاله السندي. تنبيه: هذا الحديث وسابقه ليسا في (م). (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري، وهو عبد الله بن عمر أخو عبيد الله بن عمر الثقة. وأخرجه أبو داود (236)، والترمذي (113) من طريق عبد الله العمري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26195)، وانظر شواهده فيه. وأخرج مسلم (314) (33) من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة أن امرأة قالت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ فقال: "نعم". وهو عند أبي داود (237)، والنسائي 1/ 112 بنحوه. وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما يدل على أنه لا غُسل بعد الاحتلام إلا برؤية الماء عن أم سلمة عند البخاري (130)، ومسلم (313)، وهو في "مسند أحمد" (26503) ولفظه: هل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعم إذا رأت الماء".

113 - باب ما جاء في الاستتار عند الغسل

113 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاسْتِتَارِ عِنْدَ الْغُسْلِ 613 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلَّاسُ وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنِي أَبُو السَّمْحِ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ قَالَ: "وَلِّنِي" فَأُوَلِّيهِ قَفَايَ، وَأَنْشُرُ الثَّوْبَ فَأَسْتُرُهُ بِهِ (¬1). 614 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله بْنِ نَوْفَلٍ (¬2)؛ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبَّحَ فِي سَفَرٍ حَتَّى أَخْبَرَتْنِي أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَدِمَ عَامَ الْفَتْحِ، فَأَمَرَ بِسِتْرٍ فَسُتِرَ عَلَيْهِ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ سَبَّحَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل يحيى بن الوليد -وهو الطائي أبو الزعراء- فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه أبو داود (376)، والنسائي 1/ 126 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. (¬2) هكذا في نسخنا الخطية، وفي نسخة المزي التي اشتغل عليها في "التحفة" (18003): عبد الله بن الحارث بن نوفل. والصواب في رواية ابن ماجه ما في نسخنا، ويؤيده رواية النسائي في "الكبرى" من طريق الليث كرواية ابن ماجه. (¬3) حديث صحيح، وقد وهم الليث في إسناده فأسقط منه والدَ عبد الله بن عبد الله، فإن عبد الله بن الحارث هو الذي دخل على أم هانئ، وليس ابنه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (486) عن قتيبة، عن الليث، عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الله بن عبد الله، عن أم هانئ. =

114 - باب ما جاء في النهي للحاقن أن يصلي

615 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَغْتَسِلَنَّ أَحَدُكُمْ بِأَرْضِ فَلَاةٍ وَلَا فَوْقَ سَطْحٍ لَا يُوَارِيهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَى، فَإِنَّهُ يُرَى" (¬1). 114 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ لِلْحَاقِنِ أَنْ يُصَلِّيَ 616 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه مسلم بإثر الحديث (719) / (81)، والنسائي في "الكبرى" (488) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي (487) من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، كلاهما عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن أم هانئ. ووقع في الرواية الثانية للنسائي: عبيد الله بن عبد الله مصغرًا. وأخرجه البخاري (1103) و (1176)، ومسلم بإثر الحديث (719) / (80)، وأبو داود (1291)، والترمذي (478) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، والبخاري (357)، ومسلم (336) وبإثر (719) / (82)، والنسائي 1/ 126 من طريق أبي مرة مولى أم هانئ، كلاهما عن أم هانئ. والحديث في "مسند أحمد" (26901)، و"صحيح ابن حبان" (1187) و (2538). وسيأتي بنحوه برقم (1323) من طريق كريب مولى ابن عباس، وبرقم (1379) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، كلاهما عن أم هانئ. (¬1) إسناده ضعيف من أجل الحسن بن عمارة فهو متروك الحديث، وأبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وأخرجه ابن عدي في ترجمة الحسن بن عمارة من "الكامل" 2/ 704 من طريق عبد الله بن بزيع، عن الحسن بن عمارة، بهذا الإسناد. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ الْغَائِطَ، وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَلْيَبْدَأْ بِهِ" (¬1). 617 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ السَّفْرِ بْنِ نُسَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ حَاقِنٌ (¬2). 618 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ وَبِهِ أَذًى" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (88)، والترمذي (142)، والنسائي 2/ 110 - 111 من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15959)، و"صحيح ابن حبان" (2071). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف السفر بن نسير، ثم قد اختلف في إسناده على يزيد بن شريح الحضرمي كما بيناه في "مسند أحمد". وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 422 وأحمد بن حنبل (22152)، وأحمد بن منيع كما في "إتحاف الخيرة" (1595)، والطبراني في "الكبير" (7557)، وفي "الشاميين" (1997) من طريق معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (565)، وهو في "المسند" (24166). وانظر ما قبله. قوله: "وهو حاقن" أي: حابس للبول أو الغائط. قاله السندي. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن عبد الرحمن الأودي والد إدريس، فهو صدوق حسن الحديث. =

115 - باب ما جاء في المستحاضة التي قد عدت أيام أقرائها قبل أن يستمر بها الدم

619 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَقُومُ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ حَاقِنٌ حَتَّى يَتَخَفَّفَ" (¬1). 115 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ الَّتِي قَدْ عَدَّتْ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَمِرَّ بِهَا الدَّمُ 620 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 422، وإسحاق بن راهويه (467) من طريق إدريس ابن يزيد، به. وأخرجه أحمد (9697) من طريق داود بن يزيد الأودي، عن أبيه، به. وأخرجه أبو داود (91) من طريق أبي حى المؤذن، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حَقِنٌ حتى يتخفف". والحديث في "صحيح ابن حبان" (2072). قوله: "وبه أذى" أي: حاجة بول أو غائط، وكذا كل ما يشوش القلب لكن هذا إن أمكن زواله والوقتُ باقٍ. قاله السندي. (¬1) صحيح لغيره، وهذا الإسناد قد اختلف فيه على يزيد بن شريح الحضرمي كما بيناه في "مسند أحمد" (22152). وأخرجه مطولًا أبو داود (90)، والترمذي (357) من طريق إسماعيل بن عياش، عن حبيب بن صالح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22415). وانظر ما سلف برقم (616) و (618). تنبيه: هذا الحديث ليس في (س) و (م) و (ذ)، وهو في النسخ المطبوعة، وذكره المزي في "التحفة" (2089)، وقال: ليس في السماع، ولم يذكره أبو القاسم.

أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَشَكَتْ إِلَيْهِ الدَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ، فَانْظُرِي إِذَا أَتَى قَرْؤُكِ فَلَا تُصَلِّي، فَإِذَا مَرَّ الْقَرْءُ فَتَطَهَّرِي ثُمَّ صَلِّي مَا بَيْنَ الْقَرْءِ إِلَى الْقَرْءِ" (¬1). 621 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: "لَا، إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي" (¬2). هَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ. ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة المنذر بن المغيرة. وأخرجه أبو داود (280)، والنسائي 1/ 121 و 183 - 184 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على عروة بن الزبير كما بيناه في "مسند أحمد" (27360). وانظر ما بعده. قوله: "أتى قرؤك" المراد بالقرء هنا الحيض، أي: انقضت وتمت. قاله السندي. تنبيه: هذا الحديث ليس في (س) و (م) و (ذ) ولم يعزه المزي في "التحفة" (18019) إلى "سنن ابن ماجه"، وهو ثابت في نسخة السندي التي شرح عليها. (¬2) إسناده صحيح. والراوي عن هشام بن عروة هنا اثنان، وهما حماد بن زيد ووكيع -وهو ابن الجراح-. عروة: هو ابن الزبير. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 125، ومن طريقه أخرجه مسلم (333) (62). =

622 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ - إِمْلَاءً عَلَيَّ مِنْ كِتَابِهِ، وَكَانَ السَّائِلُ غَيْرِي -. أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمر بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً طَوِيلَةً، قَالَتْ: فَجِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ، قَالَتْ: فَوَجَدْتُهُ عِنْدَ أُخْتِي زَيْنَبَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ أَيْ هَنْتَاهُ" قُلْتُ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً طَوِيلَةً كَبِيرَةً وَقَدْ مَنَعَتْنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهَا؟ قَالَ: "أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ، فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ" قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ. فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ شَرِيكٍ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (228)، ومسلم (333)، وأبو داود (282) و (283)، والترمذي (125)، والنسائي 1/ 122 و 123 - 124 و 124 و 184 و185 - 186 و 186 من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25622)، و"صحيح ابن حبان" (1354). وسيأتي برقم (626) من طريق عروة وعمرة، عن عائشة، لكن جاءت تسمية المستحاضة فيه: أم حبيبة بنت جحش. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وقد وهم ابن جُريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- هنا في قوله: "عمر بن طلحة" صوابه: "عمران ابن طلحة"، قال الترمذي: رواه عبيد الله بن عمرو الرقي وابن جريج وشريك عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل، عن إبراهيم بن محمَّد بن طلحة، عن عمه عمران، عن أمه حمنة. إلا أن ابن جريج يقول: عمر بن طلحة، والصحيح عمران بن طلحة. وأخرجه مطولًا أبو داود (287)، والترمذي (128) من طريق زهير بن محمَّد، عن عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد. ونقل الترمذي عن البخاري قوله: حديث حسن، وعن أحمد قوله: حسن صحيح. ووهَّن إسناده أبو حاتم فيما نقله =

623 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سَأَلَتْ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: "لَا وَلَكِنْ دَعِي قَدْرَ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: "وَقَدْرَهُنَّ مِنْ الشَّهْرِ، ثُمَّ اغْتَسِلِي، وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ، وَصَلِّي" (¬1). ¬

_ = عنه ابنه في "العلل" 1/ 51، والقول قوله، على أن أبا داود نقل عن أحمد أنه قال: حديث ابن عقيل في نفسي منه شيء. وهو في "مسند أحمد" (27144)، وحديث شريك سيأتي برقم (627). قوله: "أي هنتاه" أي: يا هذه، قال الجوهري: هذه اللفظة تختص بالنداء. وقوله: "الكُرسُف" هو القطن، كأنه ينعتُه لها لتحتشي به، فيمنع نزول الدم، ثم يقطعه. تنبيه: هذان الحديثان (621 - 622) ليسا في (س) و (م). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن فيه بين سليمان ابن يسار وأم سلمة رجلًا كما في بعض روايات الحديث، ولم يصرح سليمان في شيء من روايات هذا الحديث بسماعه من أم سلمة، فتعين أنه لم يسمعه منها، ولذا حكم بانقطاعه النسائي في "السُّنن الكبرى" بإثر الحديث (218)، والطحاوي في "شرح المشكل" عقب الحديث (2726)، والبيهقي 1/ 333. وأخرجه أبو داود (274)، والنسائي 1/ 119 - 120 و 182 من طريقين عن نافع مولى ابن عمر، وأبو داود (278) من طريق أيوب السختياني، كلاهما عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة. وأخرجه أبو داود (275 - 277) من طرق عن نافع، عن سليمان، عن رجل، عن أم سلمة. وهو في مسند أحمد" (26510)، و"شرح مشكل الآثار" (2725) و (2726). =

624 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ (¬1) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ قَالَ: "لَا إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْس بِالْحَيْضَةِ. اجْتَنِبِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ مَحِيضِكِ ثُمَّ اغْتَسِلِي وَتَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَإِنْ قَطَرَ الدَّمُ عَلَى الْحَصِيرِ" (¬2). 625 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" أيضًا (26593) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن سالم أبي النضر، عن أبي سلمة، عن أم سلمة. وإسناده ضعيف لضعف العمري. ويشهد له حديث عائشة السالف برقم (621)، وإسناده صحيح. قوله: "استثفري" من الاستثفار وهو أن تشد ثوبها، أي: تحتجز به ليمسك الدم ليمنع السيلان. قاله السندي. (¬1) في (م): عروة، ولم ينسبه. (¬2) حديث صحيح، وفي سماع حبيب من عروة بن الزبير خلاف، لكن تابعه هشام بن عروة عن أبيه فيما سلف برقم (621). وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه أبو داود (298) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24145). وقد سلف برقم (621) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، بهذا الإسناد. دون قوله: "وإن قطر الدم على الحصير". ويشهد لهذه القطعة حديث عائشة عند البخاري (309) و (310) قالت: اعتكفت مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امرأة مستحاضة من أزواجه، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي.

116 - باب ما جاء في المستحاضة إذا اختلط عليها الدم فلم تقف على أيام حيضها

عَنْ جَدِّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمُسْتَحَاضَةُ تَدَعُ الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَتَصُومُ وَتُصَلِّي" (¬1). 116 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ إِذَا اخْتَلَطَ عَلَيْهَا الدَّمُ فَلَمْ تَقِفْ عَلَى أَيَّامِ حَيْضِهَا 626 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: اسْتُحِيضَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ، وَهِيَ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ سَبْعَ سِنِينَ، فَشَكَتْ ذَلِكَ للنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي". قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلَاةٍ ثُمَّ تُصَلِّي، وَكَانَتْ تَقْعُدُ فِي مِرْكَنٍ لِأُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حَتَّى إِنَّ حُمْرَةَ الدَّمِ لَتَعْلُو الْمَاءَ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وجهالة والد عدي بن ثابت، فلم يرو عنه غير ابنه. أبو اليقظان: هو عثمان بن عمير البجلي. وأخرجه أبوداود (297)، والترمذي (126) و (127) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه النسائي 1/ 117 من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24538)، و"صحيح ابن حبان" (1353). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 118 - 119، وفي "الكبرى" (209)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 99، وفي "شرح مشكل الآثار" (2739) من طريق الهيثم بن حميد، أخبرني النعمان- هو ابن المنذر- والأوزاعي وأبو مُعَيد حفص بن غيلان، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (327)، وأبو داود (291) من طريق ابن أبي ذئب، ومسلم (334) (64) وأبو داود (285) و (288)، والنسائي 1/ 119من طريق عمرو بن الحارث، ومسلم (334) (63)، وأبو داود (290)، والنسائي 1/ 119 من طريق الليث بن سعد، وأبو داود (286) من طريق محمَّد بن عمرو، و (289) من طريق يونس بن عبيد، خمستهم عن الزهري، به، ولفظ ابن أبي ذئب عند البخاري: أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين، فسألت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك، فامرها أن تغتسل، فقال:"هذا عرق" فكانت تغتسل لكل صلاة. وقال الليث بن سعد عند مسلم: لم يذكر ابن شهاب أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر أم حبيبة بنت جحش أن تغتسل عند كل صلاة، ولكنه شيء فعلته هي. وأخرجه النسائي 1/ 120 - 121 و 183 من طريق يزيد ابن الهاد، عن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، ولفظه: "إنها ليست بالحيضة، ولكنها ركضة من الرحم، فلتنظر قدر قَرئها التي كانت تحيض لها، فلتترك الصلاة ثم تنظر ما بعد ذلك فلتغتسل عند كل صلاة، وفي هذه الرواية لفظان منكران: الأول: "فلتنظر قدر قرئها التي كانت تحيض" فذكر القرء بمعنى الحيض ليس محفوظًا من حديث عائشة، كما نقل ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 798 - 799، لأن عائشة تقول: الأقراء الأطهار، كما أخرجه الطبري عنها بإسناد صحيح في "تفسيره" (4700)، ولو كانت روت هذا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما جانبته وفسرت القرء بالأطهار، واللفظ الثاني: "فلتغتسل عند كل صلاة" حيث جعلها من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا يصح ذلك، بل الصحيح أن أم حبيبة بنت جحش هي التي فعلت ذلك كما أخبرت عائشةُ في هذا الحديث، ولم يأمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وكما سبق بيانه في رواية الليث. =

117 - باب ما جاء في البكر إذا ابتدأت مستحاضة أو كان لها أيام حيض فنسيتها

117 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِكْرِ إِذَا ابْتَدَأَتْ مُسْتَحَاضَةً أَوْ كَانَ لَهَا أَيَّامُ حَيْضٍ فَنَسِيَتْهَا 627 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمِّهِ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا اسْتُحِيضَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَت: إِنِّي اسْتُحِضْتُ حَيْضَةً مُنْكَرَةً شَدِيدَةً، قَالَ لَهَا: "احْتَشِي كُرْسُفًا" قَالَتْ لَهُ: إِنَّهُ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ. إِنِّي أَثُجُّ ثَجًّا. قَالَ: "تَلَجَّمِي وَتَحَيَّضِي فِي كُلِّ شَهْرٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ اغْتَسِلِي غُسْلًا، فَصَلِّي وَصُومِي ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ، أَوْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ، وَأَخِّرِي الظُّهْرَ وَقَدِّمِي الْعَصْرَ، وَاغْتَسِلِي لَهُمَا غُسْلًا، وَأَخِّرِي الْمَغْرِبَ وَعَجِّلِي الْعِشَاءَ، وَاغْتَسِلِي لَهُمَا غُسْلًا، وَهَذَا (¬1) أَحَبُّ الْأَمْرَيْنِ إِلَيَّ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (292) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وفيه: فأمرها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالغسل لكل صلاة. وهذه لفظة منكرة كذلك، ومحمد بن إسحاق ضعيف في الزهري كما قال ابن معين في رواية الدارمي عنه. قولها: "مِركَن" قال في "النهاية": هي الإجَّانة التي يُغسل فيها الثياب، والميم زائدة. (¬1) في (س): وهو. (¬2) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وضعف شيخه عبد الله بن محمَّد بن عقيل. وقد سلف برقم (622) بأخصر مما هنا، وقد أحال هناك على لفظ حديث شريك هذا. =

118 - باب: في ما جاء في دم الحيض يصيب الثوب

118 - بَابٌ: فِي مَا جَاءَ فِي دَمِ الْحَيْضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ 628 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ دَمِ الْحَيْضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، قَالَ: "اغْسِلِيهِ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ، وَحُكِّيهِ وَلَوْ بِضِلَعٍ" (¬1). 629 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنهما قَالَتْ: سألت (¬2) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ دَمِ الْحَيْضِ يَكُونُ فِي الثَّوْبِ، قَالَ: اقْرُصِيهِ وَاغْسِلِيهِ وَصَلِّي فِيهِ" (¬3). ¬

_ = قوله:"كرسفًا" هو القطن. "أثجُّ" من الثج، وهو جري الدم والماء جريًا شديدًا. "تلجَّمي" أي: اجعلي ثوبك كاللجام، أي: اربطي موضع الدم بالثوب. "تحيضي" أي: عُدِّي نفسك حائضًا. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأم قيس بنت محصن: هي أخت الصحابي الجليل عُكاشة بن محصن. وأخرجه أبو داود (363)، والنسائي 1/ 154 - 15و195 - 196 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26998). قوله: "بضِلَع" أي: بعود، قال ابن الأثير: وقد تسكن اللام تخفيفًا. (¬2) في النسخ المطبوعة: "سُئل". (¬3) إسناده صحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. =

630 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهَا قَالَتْ: إِنْ كَانَتْ إِحْدَانَا لَتَحِيضُ ثُمَّ تَقْترُصُ الدَّمَ مِنْ ثَوْبِهَا عِنْدَ طُهْرِهَا فَتَغْسِلُهُ وَتَنْضَحُ عَلَى سَائِرِهِ، ثُمَّ تُصَلِّي فِيهِ (¬1). ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 95. وأخرجه البخاري (227)، ومسلم (291)، وأبو داود (361) و (362)، والترمذي (138)، والنسائي 1/ 155 و195 من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (360) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن فاطمة بنت المنذر، به. وهو في "مسند أحمد" (26920)، و"صحيح ابن حبان" (1396). (¬1) إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، والقاسم: هو ابن محمَّد بن أبي بكر. وأخرجه البخاري (308) عن أصبغ بن الفرج، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (388) من طريق أم جحدر العامرية، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24370). وأخرج أبو داود (269) و (2166)، والنسائي 1/ 150 - 151 و 188 - 189 و 2/ 73 من طريق خِلاس بن عمرو الهجري، عن عائشة قالت: كنت أنا ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نبيتُ في الشعار الواحد وأنا حائض طامث، فإن أصابه مني شيء غسل مكانَه، ولم يعدُه، ثم صلى فيه ... فجعله من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (24173). وإسناده صحيح. وأخرج البخاري (312)، وأبو داود (358) من طريق مجاهد، وأبو داود أيضًا (364) من طريق عطاء، كلاهما عن عائشة قالت: ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض به، فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها فقصعته بظفرها.

119 - باب الحائض لا تقضي الصلاة

119 - بَابُ الْحَائِضِ لَا تَقْضِي الصَّلَاةَ 631 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْهَا: أَتَقْضِي الْحَائِضُ الصَّلَاةَ؟ قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قَدْ كُنَّا نَحِيضُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ نَطْهُرُ، وَلَمْ يَأْمُرْنَا بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ (¬1). 120 - بَابُ الْحَائِضِ تَتَنَاوَلُ الشَّيْءَ مِنْ الْمَسْجِدِ 632 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْبَهِيِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنْ الْمَسْجِدِ"، فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ: "لَيْسَتْ حَيْضَتُكِ فِي يَدِكِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ومعاذة العدوية: هي بنت عبد الله. وأخرجه البخاري (321)، ومسلم (335)، وأبو داود (262) و (263)، والترمذي (130)، والنسائي 1/ 191 - 192 و 4/ 191 من طرق عن معاذة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24036)، و"صحيح ابن حبان" (1349). وانظر ما سيأتي برقم (1670). قولها: "أحرورية" هي طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء بالمد والقصر موضع قريب من الكوفة. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على البهيّ -وهو عبد الله- كما أوضحناه في "المسند" (24794) 0 أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. =

633 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُدْنِي رَأْسَهُ إِلَيَّ وَأَنَا حَائِضٌ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ -تَعْنِي مُعْتَكِفًا- فَأَغْسِلُهُ وَأُرَجِّلُهُ (¬1). 634 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورِ ابْنِ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّهِ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (298)، وأبو داود (261)، والترمذي (134)، والنسائي 1/ 146 و 192 من طريق القاسم بن محمَّد، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24184). قوله: "الخمرة" قال ابن الأثير: هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات. (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه البخاري (295) و (296) و (2028) و (2029) و (2046) و (5925)، ومسلم (297)، وأبو داود (2467) و (2468) و (2469)، والترمذي (815)، والنسائي 1/ 148 و 193 من طرق من عروة، بهذا الإسناد. وقرن عروة بعمرة بنت عبد الرحمن عند البخاري (2029)، ومسلم (297) (6) و (7)، والترمذي، وأبي داود (2467) و (2468). وأخرجه البخاري (301) و (2031)، ومسلم (297) (10)، والنسائي 1/ 193 من طريق الأسود، عن عائشة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (24041) و (24238). (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور ابن صفية: هو ابن عبد الرحمن الحَجَبي، ونسب هنا إلى أمه صفية بنت شيبة العبدرية القرشية. =

121 - باب ما للرجل من امرأته إذا كانت حائضا

121 - بَابُ مَا لِلرَّجُلِ مِنْ امْرَأَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَائِضًا 635 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ؛ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا كَانَتْ حَائِضًا أَمَرَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَأْتَزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا، وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْلِكُ إِرْبَهُ؟ (¬1). 636 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، ¬

_ = وأخرجه البخاري (297)، ومسلم (351)، وأبو داود (260)، والنسائي 1/ 147 و191 من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24397) و (24862). (¬1) إسناده صحيح من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حسن من طريقي عبد الله ابن الجراح ومحمد بن إسحاق -وهو المطلبي-، فهما صدوقان حسنا الحديث. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، والشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (302)، ومسلم (293) (2)، وأبو داود (273) من طريق عبد الرحمن بن الأسود، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24046). وانظر ما بعده.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ إِحْدَانَا إِذَا حَاضَتْ أَمَرَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَأْتَزِرَ بِإِزَارٍ، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا (¬1). 637 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي لِحَافِهِ، فَوَجَدْتُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ مِنْ الْحَيْضَةِ، فَانْسَلَلْتُ مِنْ اللِّحَافِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَفِسْتِ؟ " قُلْتُ: وَجَدْتُ مَا تَجِدُ النِّسَاءُ مِنْ الْحَيْضَةِ، قَالَ: "ذَلِكِ مَا كَتَبَ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ". قَالَتْ: فَانْسَلَلْتُ، فَأَصْلَحْتُ مِنْ شَأْنِي ثُمَّ رَجَعْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَعَالَي فَادْخُلِي مَعِي فِي اللِّحَافِ" قَالَتْ: فَدَخَلْتُ مَعَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (300)، ومسلم (293) (1)، وأبو داود (268)، والترمذي (132)، والنسائي 1/ 151 و 189 من طريق إبراهيم النخعي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 151/ 1 و 189 من طريق أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني، عن عانشة. وهو في "مسند أحمد" (24824)، و"صحيح ابن حبان" (1364). وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فأسقط الواسطة بين أبي سلمة -وهو ابن عبد الرحمن- وبين أم سلمة رضي الله عنها، وهي زينب بنت أم سلمة، وأثبتها يحيى بن أبي كثير الطائي وهو أوثق وأثبت من محمَّد بن عمرو. وأخرجه البخاري (298)، ومسلم (296)، والنسائي 1/ 149 - 150 و 188 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم سلمة. =

122 - باب النهي عن إتيان الحائض

638 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا محمَّد بنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ خُدَيْجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: سَأَلْتُهَا: كَيْفَ كُنْتِ تَصْنَعِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَيْضَةِ؟ (¬1) قَالَتْ: كَانَتْ إِحْدَانَا، فِي فَوْرِهَا أَوَّلَ مَا تَحِيضُ، تَشُدُّ عَلَيْهَا إِزَارًا إِلَى أَنْصَافِ فَخِذَيْهَا، ثُمَّ تَضْطَجِعُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). 122 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ الْحَائِضِ 639 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَكِيمٍ الْأَثْرَمِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ" (¬3). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (26566). وهو في "مسند أحمد" أيضا (26525) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي، بإسناد المصنف. (¬1) في (س) والنسخ المطبوعة: الحيضة. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لعنعنة ابن إسحاق. وانظر ما سلف برقم (635) و (637). (¬3) رجاله لا بأس بهم إلا أنه منقطع، أبو تميمة الهجيمي لا يُعرَف له سماع من أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (3904)، والترمذي (135)، والنسائي في "الكبرى" (8967) و (8968) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =

123 - باب: في كفارة من أتى حائضا

123 - بَابٌ: فِي كَفَّارَةِ مَنْ أَتَى حَائِضًا 640 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ قَالَ: "يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (9290). وأخرجه الحاكم 1/ 8، وعنه البيهقي في "السُّنن" 8/ 135 من طريق عوف، عن خلاس ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعًا: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإسناده صحيح، وصححه الحافظ العراقي في "أماليه"، وقال الذهبي في "مختصر سنن البيهقي" إسناده قوي. نقله عنهما المناوي في "الفيض". وسيأتي عند المصنف برقم (1923) بلفظ: "لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها"، وإسناده حسن في الشواهد. وفي باب النهي عن إتيان المرأة في الدبر عن ابن عباس عند الترمذي (1200)، والنسائي في "الكبرى" (8952)، وصححه ابن حبان (4202) و (4203). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6706)، والنسائي (8947). وعن خزيمة بن ثابت عند أحمد (21858). وفي باب النهي عن إتيان الكاهن عن جابر عند البزار (3045 - زوائده)، وإسناده صحيح. وعن عمران بن حصين عنده أيضًا (3044)، ورجاله ثقات. وإطلاق الكفر في هذا الحديث على التغليظ والتشديد عند أهل العلم، ولا يخرج صاحبه المتلبس به عن الملة. (¬1) رجاله لا بأس بهم، وقد روي مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وشعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، وعبد الحميد: هو ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه أحمد (2032)، وأبو داود (264) و (2168)، والنسائي في "المجتبى" 53/ 11 و 188، وفي "الكبرى" (278) و (9050) و (9051) من طريق شعبة، بهذا الإسناد مرفوعًا. قال شعبة في رواية سعيد بن عامر عنه عند النسائي (9051): أما حفظي فمرفوع، وقال فلان وفلان: إنه كان لا يرفعه. وأخرجه ابن الجارود (110)، والبيهقي 1/ 315 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارمي (1106) عن أبي الوليد، والبيهقي 1/ 314 - 315 من طريق عفان وسليمان بن حرب، أربعتهم عن شعبة، به موقوفًا. قال ابن مهدي: فقيل لشعبة: إنك كنت ترفعه، قال: إني كنت مجنونًا فصححت. ورواه عمرو بن قيس، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس مرفوعًا، بإسقاط عبد الحميد، أخرجه النسائي (9052) ولفظه: "بنصف دينار" دون شك. وكذلك رواه أبو عبد الله الشقري -وهو سلمة بن تمام- عن الحكم، إلا أنه وقفه على ابن عباس. أخرجه النسائي (9053)، وفيه الشك: "بدينار أو بنصف دينار". وتابعه على وقفه عن الحكم الأعمش عند الدارمي (1112). ورواه أشعث بن سوار، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عباس موقوفًا. أخرجه النسائي (9054)، وأشعث ضعيف. ورواه قتادة واختلف عليه فيه: فرواه سعيد بن أبي عروبة عنه، عن عبد الحميد، عن مقسم، عن ابن عباس مرفوعًا (كرواية شعبة عن الحكم)، أخرجه النسائي (9055). وروي عن سعيد أيضًا بإسقاط عبد الحميد، أخرجه أحمد (2121)، والنسائي (9056). ورواه عاصم بن هلال عنه، عن مقسم، به موقوفًا، أخرجه النسائي (9057)، وعاصم فيه لين. ورواه عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس مرفوعًا. أخرجه أحمد (3473)، والترمذي (137)، والنسائي (9058) و (9059)، وسيأتي عند المصنف برقم (650). وعبد الكريم هذا قال المزي: إنه ابن مالك الجزري، لكن صحح الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (6491) أنه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية -وهو =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = ضعيف- ونقله عن غير واحد من العلماء. ولم يختلف على عبد الكريم في الرفع والوقف، لكن اختلف عليه في لفظه، فلفظ المصنف الآتي والنسائي في الموضع الثاني: "يتصدق بنصف دينار" ولفظ الترمذي والنسائي في الموضع الأول: "إذا كان دمًا أحمر (عند النسائي: عبيطًا) فدينار، وإن كان دمًا أصفر (عند النسائي: فيه صفرة) فنصف دينار". ورواه خُصيف بن عبد الرحمن الجزري -وهو سيئ الحفظ- عن مقسم، واختلف عليه فيه: فرواه شريك عند أحمد (2458)، والترمذي (136)، وأبي داود (266)، والنسائي (9064)، وابن جريج عند النسائي (9060) عنه مرفوعًا. وشريك سئ الحفظ، ولفظهما: "بنصف دينار". ورواه معمر عنه موقوفًا على ابن عباس، أخرجه النسائي ولفظه: "تصدق بدينار" وقال مقسم: فإن أصابها بعدما ترى الطهر فنصف دينار ما لم تغتسل. ورواه أبو خيثمة عند النسائي (9061)، وسفيان الثوري عند أحمد (2995)، والنسائي (9062)، كلاهما عنه، عن مقسم، مرسلًا، ولفظه: "بنصف دينار". ورواه شريك عنه، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا، أخرجه النسائي (9065)، وشريك سيئ الحفظ. ورواه حجاج بن أرطأة عنه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفًا، أخرجه النسائي (9066)، ولفظه: "إذا وقع في الدم العبيط تصدق بدينار، وإن كان في الصفرة فنصف دينار" وحجاج مدلس ورواه بالعنعنة. ورواه علي بن بذيمة -وهو ثقة- عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله، إني أصبت امرأتي وهي حائض، فأمره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يعتق نسمة، قال ابن عباس: وقيمة النسمة يومئذ دينار. أخرجه النسائي (9067) و (9068)، لكن في إسناده إلى علي بن بذيمة مقال. ورواه أبو الحسن الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس موقوفًا، أخرجه أبو داود (265) و (2169) ولفظه: إذا أصابها في أول الدم فدينار، وإذا أصابها في انقطاع الدم فنصف دينار. وأبو الحسن الجزري قيل: إنه عبد الحميد بن عبد الرحمن ثقة مأمون، وخطأه ابن حجر في "التقريب" وجهل أبا الحسن.

124 - باب: في الحائض كيف تغتسل

124 - بَابٌ: فِي الْحَائِضِ كَيْفَ تَغْتَسِلُ 641 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا، وَكَانَتْ حَائِضًا: "انْقُضِي شَعْرَكِ وَاغْتَسِلِي". قَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ: "انْقُضِي رَأْسَكِ" (¬1). 642 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَفِيَّةَ تُحَدِّثُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه ضمن قصة حجة الوداع البخاري (316)، ومسلم (1211)، وأبو داود (1781)، والنسائي 1/ 132 و5/ 165 - 166 من طريقين عن عروة، بهذا الإسناد. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 418: وظاهر الحديث وجوب نقض المرأة شعرها عند غسل المحيض، وبه قال الحسن وطاووس في الحائض دون الجنب، وبه قال أحمد، ورجح جماعة من أصحابه أنه للاستحباب فيهما، قال ابن قدامة في "المغني" 1/ 298 - 299: ولا أعلم أحدًا قال بوجوبه فيهما إلا ما روي عن عبد الله بن عمرو، قال الحافظ: وهو في "صحيح مسلم" (331) عنه، وفيه إنكار عائشة عليه الأمر بذلك، لكن ليس فيه تصريح بأنه كان يوجبه. وقال النووي: حكاه أصحابنا عن النخعي. واستدل الجمهور على عدم الوجوب بحديث أم سلمة قالت: يا رسول الله، إني امرأة أشذُ ضفر رأسي أفانقضه لغسل الجنابة؟ قال: "لا". رواه مسلم (330)، وفي رواية له: "للحيضة والجنابة" وحملوا الأمر في حديث عائشة على الاستحباب جمعًا بين الروايتين، أو يجمع بالتفصيل بين من لا يصل الماء إليه بالنقض فيلزم، وإلا فلا.

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ «أَسْمَاءَ» سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْغُسْلِ مِنْ الْمَحِيضِ، فَقَالَ: "تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَهَا فَتَطْهُرُ، فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، أَوْ تَبْلُغُ فِي الطُّهُورِ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطْهُرُ بِهَا" قَالَتْ أَسْمَاءُ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟ قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِي بِهَا" قَالَتْ عَائِشَةُ - كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ-: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ، قَالَتْ: وَسَأَلَتْهُ عَنْ الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ: "تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا فَتَطْهُرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ أَوْ تَبْلُغُ فِي الطُّهُورِ، حَتَّى تَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جَسَدِهَا". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ كن نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح دون ذكر غسل الجنابة، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل إبراهيم بن المهاجر الكوفي، فقد روى له مسلم متابعة، وقد تابعه منصور بن عبد الرحمن ابن صفية، وهي بنت شيبة. شيبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (332) (61)، وأبو داود (314) و (315) و (316) من طريق إبراهيم بن المهاجر. وهو في "مسند أحمد" (25145). وأخرجه البخاري (314)، ومسلم (332) (60)، والنسائي 1/ 135 - 136 من طريق منصور بن عبد الرحمن الحَجَبي، عن أمه صفية بنت شيبة، عن عائشة، أن امرأة سألت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن غسلها من المحيض، فأمرها كيف تغتسل، قال: "خذي فِرصة من مِسْك فتطهري بها". قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: "سبحان الله، تطهري"، فاجتبذتُها إلي فقلتُ: تتعبي بها أثر الدم. وهو في "مسند أحمد" (24907). وانظر حديث أم سلمة السالف برقم (603). قوله: "فِرْصة" أي: قطعة من قطن أو صوف. "ممسكة" أي: مطلية بالمسك. قاله السندي.

125 - باب في مؤاكلة الحائض وفي سؤرها

125 - بَابُ فِي مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ وَفي سُؤْرِهَا 643 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَتَعَرَّقُ الْعَظْمَ وَأَنَا حَائِضٌ، فَيَأْخُذُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ كَانَ فَمِي، وَأَشْرَبُ مِنْ الْإِنَاءِ، فَيَأْخُذُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ كَانَ فَمِي، وَأَنَا حَائِضٌ (¬1). 644 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا لَا يَجْلِسُونَ مَعَ الْحَائِضِ فِي بَيْتٍ، وَلَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الْجِمَاعَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (300)، وأبو داود (259)، والنسائي 1/ 56 - 57 و 148 - 149 و 149 و 178 و190 و190 - 191 و191 من طرق عن المقدام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24328)، و"صحيح ابن حبان" (1360) و (1361). قولها: "أتعرَّق العظم" أي: آخُذُ عنه اللحم بأسناني. (¬2) إسناده صحيح. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وثابت: هو ابن أسلم. وأخرجه مطولًا مسلم (302)، وأبو داود (258) و (2165)، والترمذي (3218)، والنسائي 1/ 152 و 187 من طرق عن حماد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12354) و (13576)، و"صحيح ابن حبان" (1362).

126 - باب: في ما جاء في اجتناب الحائض المسجد

126 - بَابٌ: فِي مَا جَاءَ فِي اجْتِنَابِ الْحَائِضِ الْمَسْجِدَ 645 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ مَحْدُوجٍ الذُّهْلِيِّ، عَنْ جَسْرَةَ، قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَرْحَةَ هَذَا الْمَسْجِدِ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "إِنَّ الْمَسْجِدَ لَا يَحِلُّ لِجُنُبٍ وَلَا حَائِضٍ" (¬1). 127 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَائِضِ تَرَى بَعْدَ الطُّهْرِ الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ 646 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ النَّحْوِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ أَنَّهَا أَخْبَرَتْ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَرْأَةِ تَرَى مَا يَرِيبُهَا بَعْدَ الطُّهْرِ، قَالَ: "إِنَّمَا هِيَ عِرْقٌ أَوْ عُرُوقٌ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: يُرِيدُ بَعْدَ الطُّهْرِ بَعْدَ الْغُسْلِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة أبي الخطّاب الهَجَري ومَحدوج الذُّهْلي. وقد خالفهما أفلَتُ بن خليفة، فرواه عن جَسرة بنت دجاجة، عن عائشة عند أبي داود (232)، وإسناده حسن. وقد صحح أبو زرعة الرازي أنه من حديث عائشة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 99 أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وابن أبي غنية: هو عبد الملك بن حميد بن أبي غنية. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم بكر الراوية عن عائشة. شيبان النحوي: هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه أبو داود (293) من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. =

647 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: لَمْ نَكُنْ نَرَى الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ شَيْئًا (¬1). 647 (م) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: كُنَّا لَا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ شَيْئًا (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24428). وقد صح من حديث عائشة في قصة أم حبيبة بنت جحش التي كانت تُستحاض فشكت ذلك إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال لها: "إن هذه ليست بالحيضة، وإنما هو عرق ... " وقد أخرجه البخاري (327)، ومسلم (334). (¬1) إسناده صحيح. معمر: هو ابن رشد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني وابن سيرين: هو محمَّد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1216). وأخرجه البخاري (326)، وأبو داود (308)، والنسائي 1/ 186 - 187 من طريق إسماعيل ابن علية، عن أيوب، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. ويجمع بين حديث عائشة الذي أخرجه مالك في "موطئه" 1/ 59، وفيه: "لا تعجلْن حتى ترين القَصَّةَ البيضاء" وبين حديث أم عطية هذا بأن ذلك محمول على ما إذا رأت الصفرة أو الكدرة في أيام الحيض، وأما في غير أيام الحيض، فعلى ما قالته أم عطية. (¬2) إسناده صحيح. وُهَيب: هو ابن خالد، وحفصة: هي بنت سيرين أم الهُذَيل أخت محمَّد بن سيرين الفقيه. وأخرجه أبو داود (307) من طريق قتادة، عن أم الهذيل -وهي حفصة- بهذا الإسناد، بلفظ: "كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا". وانظر ما قبله.

128 - باب النفساء كم تجلس

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وُهَيْبٌ أَوْلَاهُمَا عِنْدَنَا بِهَذَا (¬1). 128 - بَابُ النُّفَسَاءِ كَمْ تَجْلِسُ 648 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ مُسَّةَ الْأَزْدِيَّةِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتْ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَجْلِسُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَكُنَّا نَطْلِي وُجُوهَنَا بِالْوَرْسِ مِنْ الْكَلَفِ (¬2). ¬

_ (¬1) محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 426: وما ذهب إليه البخاري من تصحيح رواية إسماعيل (يعني ابن علية) أرجح لموافقة معمر له، ولأن إسماعيل أحفظ لحديث أيوب من غيره، ويمكن أن أيوب سمعه منهما. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف فيه مُسَّة الأزدية، وهي مجهولة الحال. أبو سهل: هو كثير بن زياد. وأخرجه أبو داود (311) و (312)، والترمذي (139) من طريقين عن أبي سهل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26561). وفي الباب عن أنس بن مالك سيأتي بعده. وعن عثمان بن أبي العاص عند الدارقطني (856)، والحاكم 1/ 176 بلفظ: "وقت لنساء في نفاسهن أربعين يومًا" وإسناده ضعيف. وعن أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 5/ 1861، وفيه العلاء بن كثير، وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" (465)، وفي إسناده عبيد ابن جَنَّاد، وهو ضعيف. وانظر تتمة شواهده في "المسند" (26561).

129 - باب من وقع على امرأته وهي حائض

649 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ - أَوْ سَلْمٍ (¬1) شَكَّ أَبُو الْحَسَنِ، وَأَظُنُّهُ هُوَ أَبُو الْأَحْوَصِ -، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَّتَ لِلنُّفَسَاءِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ (¬2). 129 - بَابُ مَنْ وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ حَائِضٌ 650 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ، إِذَا وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهِيَ حَائِضٌ، أَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَصَدَّقَ بِنِصْفِ دِينَارٍ (¬3). ¬

_ (¬1) في (س) و (م): سلمة، والمثبت من النسخ المطبوعة، وهو الصواب حيث لم يذكر المزي في "تهذيب الكمال" سلمة في الخلاف في اسم أبيه، وإنما قال: سلام بن سَلْم، ويقال: ابن سُليم، ويقال: ابن سليمان، والصواب: ابن سَلْم. اهـ، قلنا: العبارة التي بين المعترضتين لم ترد في (ذ). (¬2) إسناده ضعيف، سلام بن سُلَيم -وهو الطويل- متروك الحديث، وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 44 ظنًا منه أن سلاّمًا هذا هو أبو الأحوص الثقة، وأخطأ في ذلك. المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمَّد، وأبو الحسن الذي شك: هو القطان راوي "السُّنن" عن ابن ماجه، وحميد: هو الطويل. وأخرجه أبو يعلى (3791)، والدارقطني (852) من طريق عبد الله بن سعيد أبي سعيد الأشج، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 1/ 343 من طريق زيد العمي، عن أبي إياس، عن أنس، وإسناده ضعيف لضعف زيد العمي. (¬3) صحيح موقوفًا، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن الجرّاح فهو صدوق. أبو الأحوص: هو سلاّم بن سُليم، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وقد سلف برقم (640) وخرجناه هناك.

130 - باب: في مؤاكلة الحائض

130 - بَابٌ: فِي مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ 651 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ عن عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ، فَقَالَ: "وَاكِلْهَا" (¬1). 131 - بَابُ في الصَّلَاةِ فِي ثَوْبِ الْحَائِضِ 652 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ، وَأَنَا حَائِضٌ، وَعَلَيَّ مِرْطٌ لِي، وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (212)، والترمذي (133) من طريق العلاء بن الحارث، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود بلفظ: وذكر مؤاكلة الحائض، وساق الحديث. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (19007) مطولًا. تنبيه: هذان البابان مع حديثيهما من النسخ المطبوعة، ولم يردا في أصولنا الخطية، وذكرهما المزي في "التحفة" (6491) و (5326)، وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" في الثاني منهما: سقط هذا من الرواية المشهورة، وثبت في بعض النسخ، والله أعلم. (¬2) إسناده قوي، طلحة بن يحيى -وهو ابن طلحة بن عبيد الله التيمي- صدوق لا بأس به. وأخرجه مسلم (514)، وأبو داود (375)، والنسائي 2/ 71 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. =

132 - باب: إذا حاضت الجارية لم تصل إلا بخمار

653 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عن مَيْمُونَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ، عليه بَعْضُهُ، وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ، وَهِيَ حَائِضٌ (¬1). 132 - بَابٌ: إِذَا حَاضَتْ الْجَارِيَةُ لَمْ تُصَلِّ إِلَّا بِخِمَارٍ 654 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا، فَاخْتَبَأَتْ مَوْلَاةٌ لَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"حَاضَتْ؟ " فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَشَقَّ لَهَا مِنْ عِمَامَتِهِ، فَقَالَ: "اخْتَمِرِي بِهَذَا" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (25064). قوله: "مِرْط" هو من أكسية النساء، قال ابن الأثير: ويكون من صوف، وربما يكون من خز أو غيره. (¬1) إسناده صحيح. الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق. وأخرجه أبو داود (369) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26804). وأخرج نحوه البخاري (333)، ومسلم (513)، وأبو داود (656) من طريق الشيباني، به. وهو في "المسند" (26806). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الكريم -وهو ابن أبي المُخارِق -وهو متابع. سفيان: هو الثوري. وعمرو بن سعيد: هو ابن العاص الأموي. =

655 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، وَأَبُو النُّعْمَانِ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ عن عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (642) من طريق محمَّد بن سيرين، عن عائشة أنها قالت: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل وفي حجرتي جارية، فألقى عليها حقوه، وقال لي: "شُقيه بشقتين، فأعطي هذه نصفًا والفتاة التي عند أم سلمة نصفًا، فإني لا أراها إلا قد حاضت، أو لا أُراهُما إلا قد حاضتا". وهو في "مسند أحمد" (24646). قلنا: ابن سيرين لم يسمع من عائشة. لكن جاء الحديث عند ابن الأعرابي في "معجمه" (1996) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن صفية بنت الحارث، عن عائشة. فإن كان الوصل محفوظًا عنده فالإسناد صحيح. وانظر تمام الكلام عليه في "المسند" (24646). (¬1) إسناده حسن، صفية بنت الحارث بن طلحة العبدرية أم طلحة الطلحات، وكانت عائشة رضي الله عنها تنزل عليها بالبصرة عقب وقعة الجمل، ذكرها ابن حبان في ثقات التابعين 4/ 385 - 386، روى عنها محمَّد بن سيرين وقتادة، وعدها ابن حجر في "التقريب" صحابية، ولم يُتابَع. وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو الوليد: هو الطيالسي، وأبو النعمان: هو محمَّد بن الفضل السدوسي. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1284) و (1285)، وابن أبي شيبة 2/ 230، وأحمد (25167)، وأبو داود (641)، والترمذي (378)، وابن الأعرابي في "معجمه" (1994)، والبيهقي 2/ 232 و 6/ 57، والبغوي في "شرح السنة" (527) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه ابن خزيمة (775)، وابن حبان (1711) و (1712)، والحاكم 1/ 251. وفي الباب آثار موقوفة عن عائشة وأم سلمة وميمونة وابن عباس خرجناها في "المسند" عند الحديث (24646). =

133 - باب الحائض تختضب

133 - بَابُ الْحَائِضِ تَخْتَضِبُ 656 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُعَاذَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَخْتَضِبُ الْحَائِضُ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نَخْتَضِبُ، فَلَمْ يَكُنْ يَنْهَانَا عَنْهُ (¬1). 134 - بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْجَبَائِرِ 657 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: انْكَسَرَتْ إِحْدَى زَنْدَيَّ، فَسَأَلْتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَنِي أَنْ أَمْسَحَ عَلَى الْجَبَائِرِ (¬2). * قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: أخبرناه الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، نَحْوَهُ (¬3). ¬

_ = قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 5/ 443: والذي عليه فقهاء الأمصار بالحجاز والعراق أن على المرأة الحرة أن تغطي جسمها كله بدرع صفيق سابغ وتخمر رأسها، فإنها كلها عورة إلا وجهها وكفيها، وأن عليها ستر ما عدا وجهها وكفيها. (¬1) إسناده صحيح. حجاج: هو ابن منهال، ومعاذة: هي بنت عبد الله العدوية. (¬2) إسناده تالف جدًا، عمرو بن خالد -وهو القرشي- كذبه بعضهم وتركه آخرون، وقال أحمد بن حنبل: كذاب يروي عن زيد بن علي عن آبائه أحاديث موضوعة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (623)، ومن طريقه أخرجه الدارقطني (878). وأخرجه الدارقطني (879)، والبيهقي 1/ 228 من طريق سعيد بن سالم القداح، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. (¬3) الدبري: هو إسحاق بن إبراهيم راوي "المصنف" عن عبد الرزاق. تنبيه: زيادة القطان هذه لم ترد في (ذ).

135 - باب اللعاب يصيب الثوب

135 - بَابُ اللُّعَابِ يُصِيبُ الثَّوْبَ 658 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَامِلَ الحسين (¬1) بْنِ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ، وَلُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ (¬2). 136 - بَابُ الْمَجِّ فِي الْإِنَاءِ 659 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ ¬

_ (¬1) كذا جاء في أصولنا الخطية ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي، وكذا رواه الذهبي في "السير" 11/ 461 من طريق ابن ماجه. وجاء في "تحفة الأشراف" و"مصباح الزجاجة": "الحسن"، وهو موافق لرواية أحمد عن وكيع، كما سيأتي في التخريج. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني. وأخرجه أحمد في "مسنده" (9779)، وفي "فضائل الصحابة" (1370) عن وكيع بن الجراح، وإسحاقُ بن راهويه في "مسنده" (52) عن عفان بن مسلم، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولفظ أحمد: "الحسن"، ولفظ عفان: "الحسن أو الحسين". وأخرجه عبد الرزاق (6940) - وعنه أحمد (7758) - عن معمر، عن محمَّد ابن زياد، به، وقال: "الحسين". قوله: "رأيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حاملَ الحسينِ" بإضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، ورواية أحمد: "حاملًا الحسن".

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِدَلْوٍ فَمَضْمَضَ مِنْهُ فَمَجَّ فِيهِ مِسْكًا أَوْ أَطْيَبَ مِنْ الْمِسْكِ، وَاسْتَنْثَرَ خَارِجًا مِنْ الدَّلْوِ (¬1). 660 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ قَدْ عَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي دَلْوٍ مِنْ بِئْرٍ لَهُمْ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه، وبينهما في هذا الحديث واسطة جاء بيانها في رواية أبي نعيم الفضل بن دكين عن مسعر، وهم أهل عبد الجبار، حيث قال: حدثني أهلي عن أبي ... ، وجهالة أهله لا تضر، لأنهم جمع، كما بينا ذلك في التعليق على "المسند" عند الحديث (11737). أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، ومسعر: هو ابن كدام. وأخرجه الحميدي (886)، والفاكهي في "أخبار مكة" (1136) من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 69 من طريق أبي أسامة، به. وأخرجه أحمد (18851)، والطبراني 22/ (70) من طريق وكيع، وأحمد (18874) عن أبي أحمد عبد الله بن الزبير، كلاهما عن مسعر، به. وأخرجه أحمد (18838)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 182، والطبراني 22/ (119) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن مسعر، عن عبد الجبار، حدثني بعض أهلي، عن أبي. وأخرجه الطبراني 22/ (120) من طريق المقدام بن داود، عن أسد بن موسى، عن ابن عيينة، عن عبد الجبار، عن بعض أهله، عن أبيه. والمقدام ضعيف. (¬2) إسناده صحيح، وقد اختلف فيه على إبراهيم بن سعد اختلافًا لا يضر، فهو يرويه عن الزهري مباشرة كما عند المصنف هنا وعند البخاري (1185)، ويرويه أيضًا عن صالح بن كيسان عن الزهري كما عند البخاري (189)، والطريقان محفوظان، ويكون إبراهيم سمعه أولًا من صالح، ثم سمعه من الزهري، وسماعه من الزهري معروف. =

137 - باب النهي أن يرى عورة أخيه

137 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يَرَى عَوْرَةَ أَخِيهِ 661 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَنْظُرْ الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ وَلَا يَنْظُرْ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ" (¬1). 662 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَوْلًى لِعَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا نَظَرْتُ -أَوْ مَا رَأَيْتُ- فَرْجَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطُّ (¬2). ¬

_ =وأخرجه البخاري (77)، ومسلم بإثر الحديث (657)، والنسائي في "الكبرى" (5834) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23620)، و"صحيح ابن حبان" (4534). وسيأتي ضمن حديث مطول برقم (754). (¬1) إسناده قوي، زيد بن الحباب والضحاك بن عثمان صدوقان لا بأس بهما. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 106، ومن طريقه أخرجه مسلم (338). وأخرجه مسلم (338)، وأبو داود (4018)، والترمذي (3001)، والنسائي في "الكبرى" (9185) من طريق الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11601)، و"صحيح ابن حبان" (5574)، و"شرح مشكل الآثار" (3257)، و"شرح السنة" للبغوي (2250). (¬2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن عائشة. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 106 إلا أن فيه: "عن مولاة لعائشة". =

138 - باب من اغتسل من الجنابة فبقي من جسده لمعة لم يصبها الماء

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَقُولُ: عَنْ مَوْلَاةٍ لِعَائِشَةَ. 138 - بَابُ مَنْ اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ فَبَقِيَ مِنْ جَسَدِهِ لُمْعَةٌ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ (¬1) 663 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مسلم بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الرَّحَبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ، فَرَأَى لُمْعَةً لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَقَالَ بِجُمَّتِهِ فَبَلَّهَا عَلَيْهَا. قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: فَعَصَرَ شَعْرَهُ عَلَيْهَا (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 383 - 384، وأحمد (24344)، والترمذي في "الشمائل" (352) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقرن ابن سعد أبا نعيم الفضل بن دكين في روايته بوكيع. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1038) عن الفضل بن دكين الملائي، وأحمد (25568)، والبيهقي 7/ 94 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1383) من طريق مؤمل بن إسماعيل، ثلاثتهم عن سفيان، به، وقالوا: عن مولاة لعائشة. والفضل بن دكين هو أبو نعيم الذي أشار أبو بكر بن أبي شيبة إلى روايته. (¬1) زاد في (م) والنسخ المطبوعة: كيف يصنع. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، أبو علي الرحبي -واسمه حسين بن قيس الواسطي- متروك، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 45: أجمعوا على ضعفه. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/ 42، وأحمد (2180) من طريق أبي علي الرحبي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 41، وأبو داود في "المراسيل" (7) من طرق عن إسحاق بن سويد، عن العلاء بن زياد، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، ورجالهما ثقات. قوله: "لمعة": أراد بقعة يسيرة من جسده.

139 - باب من توضأ فترك موضعا لم يصبه الماء

664 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد اللَّهِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنْ الْجَنَابَةِ، وَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ فَرَأَيْتُ قَدْرَ مَوْضِعِ الظُّفْرِ لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ كُنْتَ مَسَحْتَ عَلَيْهِ بِيَدِكَ أَجْزَأَكَ" (¬1). 139 - بَابُ مَنْ تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعًا لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ 665 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ مَوْضِعَ الظُّفْرِ لَمْ يُصِبْهُ الْمَاءُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، سويد بن سعيد ضعيف، ومحمد بن عبيد الله -وهو العرزمي- متروك الحديث، وسعد بن معبد الهاشمي والد الحسن مجهول الحال، لم يرو عنه غير ابنه ولم يوثقه غير ابن حبان. وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 45، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (469)، وأبو الحجاج المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سعد بن معبد الهاشمي 10/ 305 من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن مسعود عند أبي يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (991) وضعّف البوصيري إسناده. (¬2) إسناده صحيح، جرير بن حازم- وإن تكلموا في روايته عن قتادة- أخرج له الشيخان من روايته عنه، ولم يأت هنا بما يُنكر، فالحديث صحيح من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره. =

666 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ الظُّفْرِ عَلَى قَدَمِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ. قَالَ: فَرَجَعَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (173) عن هارون بن معروف، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12487). وله شاهد صحيح من حديث عمر عند مسلم (243)، وهو الحديث الآتي بعد هذا عند المصنف. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة -وهو عبد الله- قوية، لأنها قبل اختلاطه بسبب احتراق كتبه، وقد توبع أيضًا. وأخرجه مسلم (243) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر. وهو في "مسند أحمد" (134). وأخرجه موقوفًا على عمر عبد الرزاق (118) من طريق أبي قلابة، وأبو يعلى (2312) من طريق أبي سفيان، عن جابر، كلاهما عن عمر موقوفًا. ولا يستبعد أن يكون عمر أفتى بما سمع من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. تنبيه: هذا الباب مع حديثيه ليس في (م)، والحديث الأول ليس في أصل أبي زرعة بن العراقي من ابن ماجه كما يفهم من "النكت الظراف" لابن حجر (1148)، والثاني قال في "النكت" (10421): سقط من بعض نسخ ابن ماجه.

أبواب مواقيت الصلاة

أَبْوَابُ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ 1 - [باب] 667 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، أخبرنا سُفْيَانُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "صَلِّ مَعَنَا هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ" فَلَمَّا زَالَتْ الشَّمْسُ أَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ (¬1)، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتْ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْيَوْمِ الثَّانِي، أَمَرَهُ فَأَذَّنَ الظُّهْرَ فَأَبْرَدَ بِهَا، وَأَنْعَمَ أَنْ يُبْرِدَ بِهَا، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، أَخَّرَهَا فَوْقَ الَّذِي كَانَ، وصَلَّى الْمَغْرِبَ، قَبْلَ أَنْ يَغِيبَ الشَّفَقُ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَمَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، وَصَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا، ثُمَّ قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "وَقْتُ صَلَاتِكُمْ بَيْنَ مَا رَأَيْتُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) أُقحم في النسخ المطبوعة بعد هذا: ثم أمره فأقام الظهر. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. =

2 - باب وقت صلاة الفجر

668 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا عَلَى مَيَاثِرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَخَّرَ عُمَرُ الْعَصْرَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَمَا إِنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى أمَامَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ! قَالَ: سَمِعْتُ بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "نَزَلَ جِبْرِيلُ فَأَمَّنِي، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَعَهُ". يَحْسُبُ بِأَصَابِعِهِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ (¬1). 2 - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْفَجْرِ 669 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ = وأخرجه مسلم (613)، والترمذي (152)، والنسائي 1/ 258 - 259 من طريق علقمة بن مرثد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22955)، و"صحيح ابن حبان" (1492). قوله: وأَنعَمَ أن يُبرد بها، أي: بالغ في الإبراد فيه. قاله السندي. وقوله: فأسفر بها، أي: أدخلها في وقت إسفار الصبح، أي: انكشافه وإضاءته. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (521)، ومسلم (610)، وأبو داود (394)، والنسائي 1/ 245 - 246 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17089)، و"صحيح ابن حبان" (1448). قوله: "مياثر عمر" هي جمع ميثرة بكسر الميم، وهي الفراش المحشو.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّ نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ يُصَلِّينَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى أَهْلِهِنَّ فَلَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ. تَعْنِي مِنْ الْغَلَسِ (¬1). 670 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]،قَالَ:" تَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (372)، ومسلم (645)، والنسائي 1/ 271 و 3/ 82 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (867)، وأبو داود (423)، والترمذي (153)، والنسائي 1/ 271 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، والبخاري (874) من طريق القاسم بن محمَّد، كلاهما عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24051)، و"صحيح ابن حبان" (1498). قوله: "من الغلس" هو ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. قاله صاحب "النهاية" 4/ 377. وقوله: "لا يعرفهن أحد من الغلس" فيه دليل للجمهور على أن وجه المرأة ليس بعورة، لأن مفهومه أنه لولا الظلمة لعرفن، وإنما يعرفن بكشف الوجه. (¬2) حديث صحيح، الإسناد الأول رجاله ثقات، وإبراهيم -وهو ابن يزيد النخَعي، وان لم يدرك عبد الله، وهو ابن مسعود- صحح جماعة من الأئمة مراسيله عنه، لأنه ثبت عنه أنه قال للاعمش: إذا حدثتُك عن رجل عن عبد الله، فهو الذي سميتُ، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله، كما في "شرح العلل" للحافظ ابن رجب 1/ 277. قلنا: ومن أصحاب ابن مسعود المكثرين عنه علقمة =

671 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا نَهِيكُ بْنُ يَرِيمَ الْأَوْزَاعِيُّ حدثنا مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الصُّبْحَ بِغَلَسٍ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: هَذِهِ صَلَاتُنَا كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَسْفَرَ بِهَا عُثْمَانُ (¬1). ¬

_ = ابن قيس النخعي وعبد الرحمن بن يزيد النخعي والأسود بن يزيد النخعي وأبو وائل شقيق بن سلمة، وغيرهم ممن عُرف إبراهيم النخعي بالسماع منهم فقد كان من أعلم أهل الكوفة بأصحاب عبد الله وطريقتهم كما قال ابن المديني. قلنا: وكلهم ثقات أثبات، والظن أنه يقصد مثل هؤلاء. وأما إسناد أبي هريرة فصحيح. وأخرجه أحمد (10133) والطبري في "تفسيره" 15/ 139 بالإسنادين جميعًا. وأخرج حديث أبي هريرة الترمذي (3401)، والنسائي في "الكبرى" (11229) من طريق أسباط بن محمَّد، عن الأعمش، به. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3402) من طريق علي بن مُسهر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وأخرج الطبري نحوه في "تفسيره" 15/ 139 و140 من طريقين عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود موقوفًا عليه. قوله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي: صلاة الفجر، وإنما سُميت قرآنا لأنه ركنها. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. والوليد بن مسلم قد صرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد فانتفت شبهة تدليسه. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه أبو يعلى (5747)، وابن حبان (1496) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 176، والبيهقي 1/ 456 من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد.

3 - باب وقت صلاة الظهر

672 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ - وَجَدُّهُ بَدْرِيٌّ - يُخْبِرُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ" أَوْ "لِأَجْرِكُمْ" (¬1). 3 - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ 673 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا دَحَضَتْ الشَّمْسُ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان -وهو محمَّد- فهو صدوق لا بأس به، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (424) والنسائي 1/ 272 من طريق ابن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (154) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر، به. وأخرجه النسائي 1/ 272 من طريق زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رجال من الأنصار. وهو في "مسند أحمد" (15819)، و"صحيح ابن حبان" (1489). وانظر شرح هذا الحديث وبعض أقوال أهل العلم في "المسند" تحت الحديث المذكور. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، فهو صدوق حسن الحديث. =

674 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي صَلَاةَ الْهَجِيرِ الَّتِي تَدْعُونَهَا الظُّهْرَ، إِذَا دَحَضَتْ الشَّمْسُ (¬1). * [قال أبو الحسن القطَّانُ]: حدثنا أبو حاتمِ، حدَّثنا الأنصاريُّ، حدثنا عوف نحوه. 675 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّ الرَّمْضَاءِ، فَلَمْ يُشْكِنَا (¬2). ¬

_ =وأخرجه مسلم (618)، وأبو داود (856) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21016). وأخرج مسلم (606)، وأبو داود (403) من طريق سماك عن جابر بن سمرة: أن بلالًا كان يؤذن إذا دَحَضت. وقوله: "دحضت" أي: زالت عن وسط السماء إلى جهة المغرب، كأنها دحضت، أي: زلقت. قاله ابن الأثير. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (541)، ومسلم (647)، وأبو داود (398)، والنسائي 1/ 246 و 262 من طريق أبي المنهال سيار بن سلامة، عن أبي برزة. وهو في "مسند أحمد" (19797)، و"صحيح ابن حبان" (1503). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه اختُلف فيه على أبي إسحاق السبيعي، فقد رواه عنه الأعمش كما في هذه الرواية عن حارثة بن مضرب، وتابعه عليه شريك النخعي ويونس بن أبي إسحاق السبيعي في رواية الطحاوي. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = ورواه سفيان الثوري وشعبة وأبو الأحوص سلام بن سُليم وزهير بن معاوية وإسرائيل وزياد بن خيثمة الجعفي عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن وهب، عن خباب. وكذا رواه يونس بن أبي إسحاق عند ابن المنذر والطبراني، وصحح أبو حاتم وأبو زرعة رواية سفيان وشعبة ومن تابعهما فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 95 و135. ونقل ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 522 عن علي بن المديني قوله: الأعمش يضطرب في حديث أبي إسحاق. قلنا: وشريك النخعي لا يعتبر بمتابعته هنا، ويونس بن أبي إسحاق الرواية الثانية عنه أصح ورجالها أوثق. وأخرجه الحميدي (153)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 185، والشاشي في "مسنده" (1017)، والطبراني في "الكبير" (3676) و (3677) من طرق عن الأعمش، والطحاوي 1/ 185، والطبراني (3678) من طريق شريك النخعي، والطحاوي 1/ 185 من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب. وأخرجه مسلم (619)، والنسائي 1/ 247 من طريق زهير بن معاوية، ومسلم (619) والشاشي (1022) من طريق أبي الأحوص، والطيالسي (1052)، وأبو عوانة (1010)، والطبراني (3699) من طريق شعبة، وعبد الرزاق (2055)، وأبو عوانة (1011)، والشاشي (1019)، والطبراني (3698) من طريق سفيان الثوري، والشاشي (1020) من طريق الرُّحيل بن معاوية، والطحاوي 1/ 185 من طريق زياد ابن خيثمة، والشاشي (1021) و (1023)، والطبراني (3700) من طريق إسرائيل ابن أبي إسحاق، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 358، والطبراني (3703)، والبيهقي 1/ 438 - 439 من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثمانيتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن وهب الهمداني، عن خباب. وأخرجه ابن حبان (1480) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، عن سفيان بن عيينة عن الأعمش، عن عمارة بن عُمير، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن خباب. وإبراهيم بن بشار حافظ، لكن له أوهامًا، فإن كان حفظ هذا الإسناد فهو صحيح. =

676 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ (¬1)، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّ الرَّمْضَاءِ، فَلَمْ يُشْكِنَا (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" 4/ 41، والشاشي (1018)، والطبراني (3704)، واليهقي 2/ 107 من طريق محمَّد بن جحادة عن سليمان بن أبي هند -أو هندية- عن خباب. وسليمان هذا على جهالته روايته عن خباب مرسلة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9794) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب، عن عبد الله بن مسعود، فجعله من مسند عبد الله بن مسعود، والذي يغلب على ظننا أنه وهم من يحيى بن سعيد الأموي أو ممن دونه، وقد خالفه وكيع عند المصنف وحفص بن غياث عند الطحاوي ويحيى بن عيسى التميمي عند الطبراني كما سلف تخريجه. حيث جعلوه عن خباب. وانظر ما بعده. وحر الرمضاء: الرمل الحار بحرارة الشمس. وقوله: فلم يُشكِنا، من أشكى: إذا أزال شكواه، أي: أنهم شكوا مشقة إقامة صلاة الظهر في أول وقتها، لأجل ما يُصيب أقدامهم من حرّ الرمضاء فلم يُزل شكوانا. (¬1) تحرف في (س) و (ذ) والمطوع إلى: جبيرة. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهم فيه معاوية بن هشام كما قال الدارقطني في "العلل" 5/ 50، وقال: وإنما رواه الثوري، عن زيد بن جبير، عن خشف قال: كنا نصلي مع ابن مسعود الظهر والجنادب تنقز من شدة الحر. غير مرفوع. قلنا: فخالف الثوريَّ في رفع الحديث، وزيادة رجل مجهول في الإسناد وهو مالك الطائي والد خشف. وأخرجه البزار في "مسنده" (1921) وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 46 من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإسناد. وأخرج الموقوف ابن أبي شيبة 1/ 324 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن زيد بن جبير، عن خشف قال: صلى بنا عبد الله ... وهذا إسناد صحيح.

4 - باب الإبراد بالظهر في شدة الحر

4 - بَابُ الْإِبْرَادِ بِالظُّهْرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ 677 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" (¬1). 678 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" (¬2). 679 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه البخاري (533) من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (536)، ومسلم (615)، وأبو داود (402)، والترمذي (157)، والنسائي 1/ 248 - 249 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7130)، و "صحيح ابن حبان" (1504). وقوله: "أبردوا" أي: أخروها إلى أن يبرد الوقت، فإن شدة حر الشمس في الصيف كشدة حرً جهنم، أي: فيه مشقة مثله فاحذروها، وفيح جهنم، أي: سطوع حرها وانتشاره. (¬2) إسناده صحيح. وانظر ما قبله.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" (¬1). 680 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الظُّهْرِ بِالْهَاجِرَةِ، فَقَالَ لَنَا: "أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ (¬2)، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" (¬3). 681 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كُريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأبو سعيد: هو سعد بن مالك الخدري. وأخرجه البخاري (538) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11062). (¬2) في (س): بالظهر. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، بيان: هو ابن بِشر. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 133، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 136، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/ 187، والطبراني في "الكبير" 20/ (949)، والبيهقي 1/ 439 من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18185)، و"صحيح ابن حبان" (1505). وانظر ما قبله.

5 - باب وقت صلاة العصر

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ" (¬1). 5 - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ 682 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي، وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ (¬2). 683 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِي، لَمْ يظهر (¬3) الْفَيْءُ بَعْدُ (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (533) من طريق نافع عن ابن عمر بلفظ: "إذا اشتد الحرُّ فابْرِدُوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم". (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (550) و (7329)، ومسلم (621)، وأبو داود (404)، والنسائي 1/ 252 و 253 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وتابع ابن شهاب إسحاق بن عبد الله في رواية النسائي الثانية. والحديث في "مسند أحمد" (12644)، و"صحيح ابن حبان" (1518). (¬3) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: يُظهرها. (¬4) إسناده صحيح. عروة: هو ابن الزبير بن العوام الأسدي. وأخرجه البخاري (522) و (544)، ومسلم (611)، وأبو داود (407)، والترمذي (159)، والنسائي 1/ 252 من طريقين عن عروة بن الزبير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24095)، و"صحيح ابن حبان" (1521).

6 - باب المحافظة على صلاة العصر

6 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ 684 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: "مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى" (¬1). 685 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ وَمَالُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بَهدلَة -وهو ابن أبي النجُود- وبَهدلة أمه. وقد توبع. وأخرجه البخاري (2931)، ومسلم (627)، وأبو داود (409)، والترمذي (3226)، والنسائي 1/ 236 من طرق عن علي. وهو في "مسند أحمد" (591) و (1287). (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (626)، والنسائي 1/ 254 - 255 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4545). وأخرجه البخاري (552)، ومسلم (626)، وأبو داود (414)، والترمذي (173)، والنسائي في "الكبرى" (362) و (364) من طريق نافع، وأخرجه النسائي 1/ 237 - 238 من طريق عراك بن مالك، كلاهما عن ابن عمر. وقوله: "فكأنما وتر أهله وماله" قال النووي: روي بنصب اللامين ورفعهما، والنصب هو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور، على أنه مفعول ثانٍ، ومن رفع، =

7 - باب وقت صلاة المغرب

686 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ، فَقَالَ: "حَبَسُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا" (¬1). 7 - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ 687 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّجَاشِيِّ، قَالَ: ¬

_ = فعلى ما لم يسم فاعله، ومعناه: انتزع منه أهله وماله وهذا تفسير مالك بن أنس، وأما على رواية النصب، فقال الخطابي وغيره: معناه: نقص هو أهله وماله وسلبه، فبقي بلا أهل ولا مال، فليحذر من تفويتها كما يحذر من ذهاب أهله وماله. وقال ابن عبد البر: معناه عند أهل اللغة والفقه أنه كالذي يُصاب بأهله وماله إصابة يطلب بها وترًا، والوتر: الجناية التي يطلب ثأرها، فيجتمع عليه غمان: غم المصيبة وغم مقاساة طلب الثأر. (¬1) صحيح لغيره، محمَّد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي- أخرج له البخاري متابعة، وقد اختلف فيه، فوثقه أحمد والعجلي، وقال ابن معين: صالح، وقال مرة: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مسلم (628)، والترمذي (180) و (3227) من طريق محمَّد بن طلحة، بهذا الإسناد، ولفظه عند الترمذي: "صلاةُ الوسطى صلاة العصر". وهو في "مسند أحمد" (3716). وانظر الحديث السالف برقم (684).

سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ (¬1). 688 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (¬2). 689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أخبرنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو النجاشي: هو عطاء بن صُهيب مولى رافع بن خديج. وأخرجه البخاري (559)، ومسلم (637) من طريقين عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17275)، و"صحيح ابن حبان" (1515). قال النووي في "شرح مسلم": معناه أنه يُبكر بها في أول وقتها بمجرد غروب الشمس حتى ننصرف ويرمي أحدنا النبل عن قوسه ويبصر موقِعَه لبقاء الضوء. وفي هذين الحديثين أن المغرب تُعجل عقب غروب الشمس، وهذا مجمع عليه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، يعقوب بن حميد بن كاسب ضعيف يعتبر به، وقد توبع. وأخرجه البخاري (561)، ومسلم (636)، وأبو داود (417)، والترمذي (162) من طرق عن يزيد بن أبي عبيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16532)، و "صحيح ابن حبان" (1523). وقوله: إذا توارت بالحجاب: الضمير للشمس بقرينة المقام، أي: استترت الشمس بما يكون كالحجاب بينها وبين الرَّائِينَ، وهو الأفق، والمراد حين غابت. قاله السندي.

عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ" (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمَّد بن يزيد بْنُ مَاجَهْ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: اضْطَرَبَ النَّاسُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِبَغْدَادَ، فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ الْأَعْيَنُ إِلَى الْعَوَّامِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا أَصْلَ أَبِيهِ، فَإِذَا الْحَدِيثُ فِيهِ. * [قال أبو الحسن القطان]: حدثنا أبو يحيى الزعفراني، حدثنا إبراهيم بن موسى نحوه (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عمر بن إبراهيم -وهو العبدي- في روايته عن قتادة ضعف، وقال الإمام أحمد: وقد روى عباد بن العوّام عنه حديثًا منكرًا. قلنا: هذا هو الحديث الذي عناه الإمام أحمد. وقد عيب بتفرده عن قتادة بأشياء مستنكرة. وأخرج الدارمي (1210)، وابن خزيمة (340)، والطبراني في "الأوسط" (1791)، والحاكم 1/ 191، والبيهقي 1/ 448 من طريق إبراهيم بن موسى، بهذا الإسناد. لكن زاد الحاكم -ومن طريقه البيهقي- في الإسناد معمرًا بين عمر بن إبراهيم وبين قتادة، ومعمر في روايته عن قتادة ضعف. قال الدارقطني في "العلل" فيما حكاه عنه الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 508: معمر سيئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش. وحكى عن ابن معين قوله: قال معمر: جلستُ إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه الأسانيد. وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري وعقبة بن عامر عند أبي داود (418)، وأحمد في "مسنده" (17329) وإسناده حسن. قوله: "تشتبك النجوم" هو أن يظهر الكثير منها فيختلط بعضها ببعض من الكثرة، وهذا يدل على استحباب التعجيل. قاله السندي. (¬2) أبو يحيى الزعفراني -واسمه جعفر بن محمَّد بن الحسن الزعفراني- ذكره الدارقطني فقال: صدوق، وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه وهو صدوق ثقة. =

8 - باب وقت صلاة العشاء

8 - بَابُ وَقْتِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ 690 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ" (¬1). 691 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ" (¬2). ¬

_ = مترجم في "تاريخ بغداد" 7/ 184 - 185. وإبراهيم بن موسى -وهو الفراء- ثقة اتفقا على إخراج حديثه. وزيادة أبي الحسن القطان هذه ليست في (م). (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرمز. وأخرجه أبو داود (46)، والنسائي 1/ 266 - 267 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7339). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه الترمذي (165) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد وقال: حديث حسن صحيح. وانظر ما قبله. وهو في "المسند" (7412)، و "صحيح ابن حبان" (1531).

692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: هَلْ اتَّخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَمًا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَخَّرَ لَيْلَةً صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا صَلَّى أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمْ الصَّلَاةَ" (¬1). قَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ. * [قال أبو الحسن القطان]: حدثنا أبو حاتم، حدثنا الأنصاري، حدثنا حميد نحوه (¬2). 693 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَغْرِب، ثُمَّ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه البخاري (572)، والنسائي 1/ 268 من طريقين عن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (640)، والنسائي 8/ 194 من طريق ثابت البناني، وأخرجه البخاري (600) من طريق الحسن، ومسلم (640)، والنسائي 8/ 174 من طريق قتادة، ثلاثتهم عن أنس بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (12880)، و"صحيح ابن حبان" (1537). قوله: "وبيص خاتمه" أي: بريقه. (¬2) زيادة أبي الحسن القطان هذه ليست في (م).

9 - باب ميقات الصلاة في الغيم

النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَأَنْتُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمْ الصَّلَاةَ، وَلَوْلَا الضَّعِيفُ وَالسَّقِيمُ أَحْبَبْتُ أَنْ أُؤَخِّرَ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ" (¬1). 9 - بَابُ مِيقَاتِ الصَّلَاةِ فِي الْغَيْمِ 694 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةٍ، فَقَالَ: "بَكِّرُوا بِالصَّلَاةِ فِي الْيَوْمِ الْغَيْمِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ حَبِطَ عَمَلُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي. وأخرجه أبو داود (422) والنسائي 1/ 268 من طريقين عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11015)، وصححه ابن خزيمة (345). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه الأوزاعي فقال: عن أبي المهاجر عن بريدة، والصحيح أنه عن أبي المَليح الهُذَلي عن بريدة، كما نبه عليه المزي في ترجمة أبي المهاجر من "تهذيب الكمال" 34/ 326، وابن حجر في "تهذيبه" 4/ 594، وكما رواه هشام الدستوائي وشيبان النحوي ومعمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير. ووهم الأوزاعي كذلك في متنه فأدرج فيه قوله: بكروا بالصلاة في اليوم الغيم. والصحيح أن هذا الحرف من قول بُريدة كما دلّت عليه رواية البخاري الآتية من طريق هشام الدستوائي. وأخرجه أحمد في "مسنده" (23055) عن وكيع، عن الأوزاعي. بهذا الإسناد والمتن. =

10 - باب من نام عن الصلاة أو نسيها

10 - بَابُ مَنْ نَامَ عَنْ الصَّلَاةِ أَوْ نَسِيَهَا 695 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ عَنْ الرَّجُلِ يَغْفُلُ عَنْ الصَّلَاةِ أَوْ يَرْقُدُ عَنْهَا، قَالَ: "يُصَلِّيهَا إِذَا ذَكَرَهَا" (¬1). 696 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (22957)، والبخاري (553)، والنسائي 1/ 236 من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه أحمد (22959) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وأخرجه عبد الرزاق (5005) - وعنه أحمد (23045) - عن معمر بن راشد، ثلاثتهم (هشام وشيبان ومعمر) عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي المَليح بن أسامة الهُذَلي، قال: كنا مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم، فقال: بكروا بصلاة العصر، فإن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" لفظ حديث هشام الدستوائي، ولفظ الآخرين مختصر بذكر المرفوع. (¬1) إسناده صحيح. حجّاج: هو ابن حجاج الباهلي الأحول. وأخرجه النسائي 1/ 293 - 294 عن حميد بن مسعدة، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (597)، ومسلم (684)، وأبو داود (442)، والترمذي (176)، والنسائي 1/ 293 من طرق عن قتادة، عن أنس بلفظ:"من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها" زاد البخاري ومسلم في إحدى رواياته وأبو داود: "لا كفارة لها إلا ذلك". وهو في "مسند أحمد" (11972)، و"صحيح ابن حبان" (1555). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شيخ ابن ماجه جُبارة بن المُغَلِّس، لكنه قد توبع في الرواية التي قبله. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

697 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ، فَسَارَ لَيْلَة، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْكَرَى عَرَّسَ، وَقَالَ لِبِلَالٍ: "اكْلَأْ لَنَا اللَّيْلَ" فَصَلَّى بِلَالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ، وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ، فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلَالٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الْفَجْرِ، فَغَلَبَتْ بِلَالًا عَيْنَاهُ، وَهُوَ مُسْتَنِدٌ (¬1) إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ بِلَالٌ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمْ الشَّمْسُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوَّلَهُمْ اسْتِيقَاظًا، فَفَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَيْ بِلَالُ! " فَقَالَ بِلَالٌ: أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "اقْتَادُوا"، فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيْئًا. ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى بِهِمْ الصُّبْحَ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّلَاةَ قَالَ: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: {وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] " (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): مُستسند. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، حرملة بن يحيى -وهو التُّجيبي صاحب الشافعي- صدوق حسن الحديث. وقد تابعه أحمد بن صالح المصري عند أبي داود. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه مسلم (680)، وأبو داود (435) و (436)، والترمذي (3434)، والنسائي 1/ 295 و 296 و 296 - 297 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وروايات النسائي مختصرة. وهو في "صحيح ابن حبان" (2069). وأخرجه مسلم (680)، والنسائي 1/ 298 من طريق أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة مختصرًا. وهو في "المسند" (9534).

11 - باب وقت الصلاة في العذر والضرورة

قَالَ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقْرَؤُهَا: لِلذِّكْرَى. 698 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: ذَكَرُوا تَفْرِيطَهُمْ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: نَامُوا حَتَّى طَلَعَتْ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، وَلِوَقْتِهَا مِنْ الْغَدِ" (¬1). قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ: فَسَمِعَنِي عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ وَأَنَا أُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ: يَا فَتًى، انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ؟ فَإِنِّي شَاهِدٌ لِلْحَدِيثِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَمَا أَنْكَرَ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا. 11 - بَابُ وَقْتِ الصَّلَاةِ فِي الْعُذْرِ وَالضَّرُورَةِ 699 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنْ الْأَعْرَجِ، يُحَدِّثُونَهُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أحمد بن عبدة: هو الضبي، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه مسلم (681)، وأبو داود (437) و (441)، والترمذي (175)، والنسائي 1/ 294 و295 من طرق عن ثابت البناني، بهذا الإسناد. ورواية مسلم وأبي داود مطولة بذكر قصة نومهم عن صلاة الفجر. وهو في "مسند أحمد" (22546)، و"صحيح ابن حبان" (1460). قوله: "فليصلها إذا ذكرها ولوقتها من الغد" قال النووي في "شرح مسلم": معناه أنه إذا فاتته صلاة فقضاها لا يتغير وقتها ويتحول في المستقبل، بل يبقى كما كان، فإذا كان الغدُ صلى صلاة الغد في وقتها المعتاد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَمَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا" (¬1). 700 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصُّبْحِ رَكْعَةً ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز الدراوردي، وقد توبع. وأخرجه البخاري (579)، ومسلم (608)، والترمذي (184)، والنسائي 1/ 257 - 258 من طريق مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/ 273 من طريق عبد الله بن سعيد، عن الأعرج وحده، به. وأخرجه بنحوه البخاري (556)، ومسلم (608)، والنسائي 1/ 257 من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهو في "المسند" (7216) و (7798)، و"صحيح ابن حبان" (1557). وانظر ما سيأتي برقم (1122). تنبيه: أخرج النسائي 1/ 257 هذا الحديث من طريق المعتمر بن سليمان، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن أبي هريرة، فقال: "من أدرك ركعتين من صلاة العصر" وخالفه ابنُ المبارك عند مسلم (608) و (165)، وأبي داود (412)، وعبدُ الرزاق (2227)، ورباحُ بن زيد الصنعاني عند أحمد (7798)، ثلاثتهم عن معمر، جميعًا بلفظ: "من أدرك ركعة" كرواية جمهور الرواة عن أبي هريرة، فرواية معتمر بن سليمان شاذة. وانظر ما سيأتي برقم (700 م).

12 - باب النهي عن النوم قبل صلاة العشاء وعن الحديث بعدها

قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَمَنْ أَدْرَكَ مِنْ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ (¬1) الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا" (¬2). 700 م- حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ... ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬3). 12 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ النَّوْمِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَعَنْ الْحَدِيثِ بَعْدَهَا 701 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا (¬4). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): تغيب. (¬2) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه مسلم (609)، والنسائي 1/ 273 من طريقين، عن يونس بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24489)، و "صحيح ابن حبان" (1584). (¬3) حديث صحيح. وقد سلف برقم (699). (¬4) إسناده صحيح. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (541) و (547) و (568) و (599)، ومسلم (647)، وأبو داود (398) (4849)، والترمذي (166)، والنسائي 1/ 246 و 262 من طرق عن أبي المنهال، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19767)، و"صحيح ابن حبان" (1503).

702 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا نَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَلَا سَمَرَ بَعْدَهَا (¬1). 703 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَدَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي، وقد توبع. وأخرجه الطيالسي (1414)، وأحمد (26280)، وأبو يعلى (4784)، والبيهقي 1/ 451 - 452 من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي الثقفي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (5547) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: سمعتني عائشة وأنا أتكلم بعد العشاء الآخرة، فقالت: يا عُرَي، ألا تريح كاتبك، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ينام قبلها، ولا يتحدث بعدها. وإسناده صحيح. وانظر ما قبله، وما بعده. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، لأن عطاء قد وهم في إسناد هذا الحديث كما نبه عليه الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" 5/ 158 فقال: وهذا الحديث وهم عطاء بن السائب في إسناده، فقد رواه الأعمشُ ومنصورٌ وأبو الحصين عن أبي وائل، عن سليمان بن ربيعة قال: جَدَب لنا عمرُ السمَر، وخالفهم عطاء بن السائب وعاصم، فقالا: عن أبي وائل، عن ابن مسعود، ثم اختلفا فرفعه عطاءٌ ووقفه عاصم، ووهما في ذلك، والصحيحُ قول منصور والأعمش، قاله أبو بكر بن الأثرم، وذكر مسلم نحوه في "التمييز". =

13 - باب النهي أن يقال: صلاة العتمة

قال ابن ماجه: يَعْنِي زَجَرَنَا عنه، أي نهانا عنه. 13 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَالَ: صَلَاةُ الْعَتَمَةِ 704 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 279، وابن خزيمة (1340)، والبيهقي 1/ 452 من طريق محمَّد بن فضيل، وأحمد (3686) من طريق الجراح بن مليح، وابن خزيمة (1340) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (2031) من طريق همام بن يحيى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 330 من طريق وهيب بن خالد وحماد بن سلمة، ستتهم عن عطاء بن السائب، به. وأخرجه أحمد (3603)، وأبو يعلى (5378) من طريق جرير بن عبد الحميد، وعبد الرزاق (2130)، والبيهقي 1/ 452 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن منصور، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن رجل من قومه، عن عبد الله بن مسعود بلفظ: "لا سمر بعد الصلاة -يعني العشاء الآخرة- إلا لأحد رجلين: مصلٍّ أو مسافر" وإسناده ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10519) و"الأوسط" (5721)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/ 198 عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زياد بن حُدير، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا بلفظ: "لا سمر إلا لمصل أو مُسافر" وإسناده حسن، إبراهيم بن يوسف الحضرمي الصيرفي روى عنه جمع، ووثقه موسى بن إسحاق، وقال مطيّن: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: ليس بالقوي. ويشهد له حديث أبي برزة الأسلمي وحديث عائشة السالفان قبله. قوله: جدب، أي: ذم وعاب.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، فَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَإِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالْإِبِلِ" (¬1). 705 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ"- زَادَ ابْنُ حَرْمَلَةَ: "فَإِنَّمَا هِيَ الْعِشَاءُ، وَإِنَّمَا يَقُولُونَ: الْعَتَمَةُ، لِإِعْتَامِهِمْ بِالْإِبِلِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (644)، وأبو داود (4984)، والنسائي 1/ 270 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4572)، و"صحيح ابن حبان" (1541). (¬2) حديث صحيح، يعقوب بن حميد بن كاسب -وإن كان ضعيفًا- متابع. وأخرجه أحمد (9600)، والطبراني في "الأوسط" (7391) من طريقين عن محمَّد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ويشهد له ما قبله.

أبواب الأذان والسنة فيها

أَبْوَابُ الْأَذَانِ وَالسُّنَّةِ فِيها 1 - بَابُ بَدْءِ الْأَذَانِ 706 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ هَمَّ بِالْبُوقِ، وَأَمَرَ بِالنَّاقُوسِ فَنُحِتَ، فَأُرِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، يَحْمِلُ نَاقُوسًا، فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، تَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قُلْتُ: أُنَادِي بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ يَحْمِلُ نَاقُوسًا، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْخَبَرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ أري رُؤْيَا، فَاخْرُجْ مَعَ بِلَالٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأَلْقِهَا عَلَيْهِ، وَلْيُنَادِ بِلَالٌ، فَإِنَّهُ

أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ بِلَالٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلْتُ أُلْقِيهَا عَلَيْهِ وَهُوَ يُنَادِي بِهَا، فَسَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالصَّوْتِ، فَخَرَجَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى (¬1). قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحَكَمِيُّ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ فِي ذَلِكَ: أَحْمَدُ اللَّهَ ذَا الْجَلَالِ وَذَا الْإِكْـ ... ـرَامِ حَمْدًا عَلَى الْأَذَانِ كَثِيرًا إِذْ أَتَانِي بِهِ الْبَشِيرُ مِنْ اللَّـ ... ـهِ فَأَكْرِمْ بِهِ لَدَيَّ بَشِيرًا فِي لَيَالٍ وَالَى بِهِنَّ ثَلَاثٍ ... كُلَّمَا جَاءَ زَادَنِي تَوْقِيرًا. 707 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَشَارَ النَّاسَ لِمَا يُهِمُّهُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَذَكَرُوا الْبُوقَ فَكَرِهَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ، ثُمَّ ذَكَرُوا النَّاقُوسَ، فَكَرِهَهُ مِنْ أَجْلِ النَّصَارَى، فَأُرِيَ النِّدَاءَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ ¬

_ (¬1) إسناده حسن محمَّد بن إسحاق -وهو ابن يسار المطلبي- صدوق حسن الحديث وقد صرح بالتحديث، ورواية شعر عبد الله بن زيد آخر الحديث لا تصح لجهالة أبي بكر الحكمي، ثم هو لم يدرك عبد الله بن زيد. وأخرجه أبو داود (499)، والترمذي (187) من طريقين عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مختصرة، وزاد أبو داود ذكر الإقامة. وهو في "مسند أحمد" (16477) و (16478)، و"صحيح ابن حبان" (1679). قوله: "أندى صوتًا" أفعل تفضيل من النداء، أي: أرفع. قاله السندي.

لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَطَرَقَ الْأَنْصَارِيُّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلًا، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَالًا، فَأَذَّنَ به (¬1). قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَزَادَ بِلَالٌ فِي نِدَاءِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ، فَأَقَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى، وَلَكِنَّهُ سَبَقَنِي (¬2). ¬

_ (¬1) في (س) و (م): فأتى به، والمثبت من (ذ). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن خالد بن عبد الله الواسطي متروك الحديث، لكن صح الحديث من طريق وهب بن بقية الواسطي، عن خالد بن عبد الله كما سيأتي. عبد الرحمن بن إسحاق: هو ابن عبد الله المدني، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو يعلى (5503) و (5504)، والطبراني في "الأوسط" (7878) من طريق وهب بن بقية الواسطي، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق المدني، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن سعد 1/ 247 - 248 عن أحمد بن محمَّد الأزرقي، عن مسلم بن خالد، عن عبد الرحيم بن عمر، عن الزهري، به نحوه. ومسلم ضعيف وشيخه عبد الرحيم استنكر له العقيلي حديثًا آخر في "ضعفائه" 3/ 79. وصح عن ابن عمر بلفظ مغاير للفظ المصنف أنه كان يقول: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة ليس ينادى لها، فتكلموا يومًا في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقًا مثل قرن اليهود. فقال عمر: أولا تبعثون رجلًا ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يا بلال، قم فناد بالصلاة". أخرجه البخاري (604)، ومسلم (377)، والترمذي (188)، والنسائي 2/ 2 - 3، وهو في "مسند أحمد" (6357). وانظر الحديث السابق. وقصة: الصلاة خير من النوم، ستأتي موصولة عند المصنف برقم (716).

2 - باب الترجيع في الأذان

2 - بَابُ التَّرْجِيعِ فِي الْأَذَانِ 708 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ بْنِ مِعْيَرٍ، حِينَ جَهَّزَهُ إِلَى الشَّامِ، فَقُلْتُ لِأَبِي مَحْذُورَةَ: أَيْ عَمِّ، إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الشَّامِ وَإِنِّي أُسْأَلُ عَنْ تَأْذِينِكَ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ قَالَ: خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ فَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالصَّلَاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ عَنْهُ مُتَنَكِّبُونَ، فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ تهزُّأ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا قَوْمًا فَأَقْعَدُونَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "أَيُّكُمْ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدْ ارْتَفَعَ؟ " فَأَشَارَ إِلَيَّ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَصَدَقُوا، فَأَرْسَلَ كُلَّهُمْ وَحَبَسَنِي، وَقَالَ لِي: "قُمْ فَأَذِّنْ"، فَقُمْتُ وَلَا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: قُلْ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ"، ثُمَّ قَالَ لِي: "ارْفَعْ فمد مِنْ صَوْتِكَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا

شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ" ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ، [ثُمَّ] من بين ثَدْيَيْهِ ثُمَّ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ بَلَغَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُرَّةَ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَرْتَنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ قَدْ أَمَرْتُكَ" فَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ كَرَاهِيَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ، عَامِلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ، فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلَاةِ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ذَلِكَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَا مَحْذُورَةَ عَلَى مَا أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ. 709 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، أَنَّ مَكْحُولًا حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ حَدَّثَهُ ¬

_ (¬1) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه أبو داود (503) مختصرًا، والنسائي 2/ 5 - 6 من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15380)، و "صحيح ابن حبان" (1680). وأخرجه بنحوه مطولًا ومختصرًا أبو داود (500) و (504)، والترمذي (189) من طريق عبد الملك بن أبي محذورة، وأبو داود (501)، والنسائي 2/ 7 من طريق السائب مولى أبي محذورة وأم عبد الملك بن أبي محذورة ثلاثتهم عن أبي محذورة. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "المسند" (15376)، و (15379). وانظر ما بعده.

أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، وَالْإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، الْأَذَانُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ". وَالْإِقَامَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً: "اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح بطرقه، وهذا إسناد حسن من أجل عامر الأحول، فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه مسلم (379)، وأبو داود (502)، والترمذي (190)، والنسائي 2/ 4 و 4 - 5 من طريق عامر الأحول، به. ولم يذكر مسلم والنسائي في الموضع الثاني الإقامة. واقتصر الترمذي والنسائي في الموضع الأول على قوله: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علمه الأذان تع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة. وهو في "مسند أحمد" (15381)، و"صحيح ابن حبان" (1681). وانظر ما قبه.

3 - باب السنة في الأذان

3 - بَابُ السُّنَّةِ فِي الْأَذَانِ 710 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ مُؤَذِّنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَجْعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَقَالَ: "إِنَّهُ أَرْفَعُ لِصَوْتِكَ" (¬1). 711 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْأَبْطَحِ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، فَخَرَجَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ فَاسْتَدَارَ فِي أَذَانِهِ، وَجَعَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن سعد بن عمار ابن سعد القَرَظ وجهالة أبيه. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1175)، والبيهقي 1/ 396 من طريق هشام ابن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5448)، وابن عدي في ترجمة عبد الرحمن بن سعد من الكامل 4/ 1622، والحاكم 3/ 607 من طريق عبد الرحمن بن سعد، عن أبيه، عن جده مرسلًا. ويشهد له حديث أبي جُحيفة الآتي بعده. (¬2) حديث صحيح، حجاج بن أرطأة لهان كان فيه كلام متابع. وفي ذكر الاستدارة في الأذان خلاف في ثبوت خبرها، فقد صححها الترمذي وضعفها البيهقي كما أوضحناه في "المسند" (18759). وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (634)، ومسلم (503)، وأبو داود (520)، والترمذي (195)، والنسائي 2/ 12 و 8/ 220 من طريق سفيان الثوري، عن عون بن أبي جحيفة، بهذا الإسناد. وليس عندهم قصة جعل الإصبعين في الأذنين إلا الترمذي. وهو في "مسند أحمد" (18759) وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه فيه.

712 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَصْلَتَانِ مُعَلَّقَتَانِ فِي أَعْنَاقِ الْمُؤَذِّنِينَ لَلْمُسْلِمِينَ: صيامهم وصَلَاتُهُمْ" (¬1). 713 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ بِلَالٌ لَا يخرم الْأَذَانَ عَنْ الْوَقْتِ، وَرُبَّمَا أَخَّرَ الْإِقَامَةَ شَيْئًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده تالف. مروان بن سالم -هو الغفاري- متروك الحديث -وبقية وهو ابن الوليد الحمصي- ضعيف ومدلس. وأخرجه ابن عدي في ترجمة مروان بن سالم من "الكامل" 6/ 384، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 198، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 11/ 337 من طريق محمَّد بن مصفى، بهذا الإسناد - وتحرف اسم بقية عند أبي نعيم إلى سعيد، وقال أبو نعيم: غريب من حديث نافع لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي رواد، تفرد به عنه. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي-. ومن طريق شريك أخرجه الطيالسي في "مسنده" (770)، وابن سعد في "الطبقات" 3/ 235، وأبو يعلى (7450)، والطبراني في "الكبير" (1947)، والبيهقي 1/ 438. وأخرجه مسلم (606)، وأبو داود (403) و (537)، والترمذي (200) من طرق عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: كان بلال يؤذن إذا دَحَضت الشمس -زاد أحمد: لا يخرم- فلا يقيم حتى يخرج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه. واقتصر أبو داود في الموضع الأول على ذكر الأذان، والترمذي على الإقامة. =

714 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لَا أَتَّخِذَ مُؤَذِّنًا يَأْخُذُ عَلَى الْأَذَانِ أَجْرًا (¬1). 715 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ بِلَالٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ أُثَوِّبَ فِي الْفَجْرِ، وَنَهَانِي أَنْ أُثَوِّبَ فِي الْعِشَاءِ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (20849). وانظر ما سلف برقم (673). قوله: لا يخرِم، أي: لا يؤخر عن الوقت، كاللفظ الذي جاء في بعض روايات الحديث. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أشعث -وهو ابن سَوَّار الكندي-، وقد توبع. وليس هو أشعث بن عبد الملك الحمراني كما توهمه ابن حزم، وتابعه الألباني، وقد وقع منسوبًا بابن سوَّار في "معجم الطبراني الكبير" (3378)، و"الحلية" لأبي نعيم 8/ 134، وعليه مشى المزي في ترجمة حفص بن غياث من "التهذيب"، فرقم على روايته عن أشعث بن سوَّار برقمي الترمذي وابن ماجه. وأخلى روايته عن أشعث بن عبد الملك الحمراني من الرقوم. وأخرجه الترمذي (207) من طريق عبثر بن القاسم، عن أشعث، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (531)، والنسائي 2/ 23 من طريق أبي العلاء يزيد بن عبد الله ابن الشخير، عن أخيه مطرف، عن عثمان بن أبي العاص. وهذا إسناد صحيح. وهو في "مسند أحمد" (16271). (¬2) حسن بطرقه وشواهده إن شاء الله تعالى، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسرائيل -وهو إسماعيل بن خليفة المُلائي- وقد اضطرب فيه كما أوضحناه في =

716 - حَدَّثَنَا عَمْرو (¬1) بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ بِلَالٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقِيلَ: هُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ، فَأُقِرَّتْ فِي تَأْذِينِ الْفَجْرِ، فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ (¬2). ¬

_ = "المسند" مع بيان طرقه بالأرقام (23912) و (23913) و (23914)، ثم إن في السند إنقطاعًا بين عبد الرحمن بن أبي ليلى وبلال، فإنه لم يدركه. وأخرجه الترمذي (196) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن أبي إسرائيل، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي محذورة عند أحمد (15376) وهو حديث صحيح بطرقه. وعن أنس: من السنة أن يقول في صلاة الفجر: الصلاة خير من النوم. أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 208، وابن خزيمة (386)، والدارقطني (945)، والبيهقي 1/ 423 وإسناده صحيح. (¬1) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: عُمر. (¬2) حديث حسن لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن سعيد بن المسيب لم يسمع بن بلال، فهو مرسل، ومراسيل سعيد بن المسيب صحاح عند الإمام أحمد وعلي بن المديني، ونقل الربيع عن الشافعي أن إرسال سعيد بن المسيب عنده حسن. وأخرجه عبد الرزاق (1820)، والطبراني في "الكبير" (1078) من طريق معمر، وابن أبي شيبة 1/ 208 وأحمد في "المسند" في آخر الحديث (16477) من طريق محمَّد بن إسحاق، والبيهقي 1/ 422 - 423 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1192)، وأبو داود في "المراسيل" (22)، والبيهقي 1/ 422 من طريق عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن حفص بن عمر بن سعد، عن أهله: أن بلالًا أتى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُؤذنه لصلاة الفجر، فقالوا: إنه نائم، فنادى بلال بأعلى صوته: الصلاة خير من النوم، فأقرَّت في أذان صلاة الفجر. =

4 - باب ما يقال إذا أذن المؤذن

717 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الِإِفْرِيقِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ فَأَمَرَنِي فَأَذَّنْتُ، فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ قَدْ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ" (¬1). 4 - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ 718 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقُولُوا مِثْلَ قَوْلِهِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطبراني (1081) من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن حفص بن عمر، عن بلال بنحوه. وانظر ما سلف برقم (707). وفي الباب عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (4158). وعن عائشة عنده أيضًا (7583)، وكلاهما سنده ضعيف. (¬1) إسناده ضعيف لضعف الإفريقي، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعُم. وأخرجه أبو داود (514)، والترمذي (197) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17537). (¬2) صحيح من حديث أبي سعيد الخدري، ضعيف من حديث أبي هريرة كما قال الإمام الترمذي عقب حديث أبي سعيد الخدري برقم (206)، وقاله النسائي في "الكبرى" بإثر (9779)، ونقله الحافظ في "الفتح" 2/ 91 عن أحمد بن صالح وأبي حاتم وأبي داود، فقد خالف فيه عتاد بن إسحاق -وهو عبد الرحمن بن إسحاق المدني، ويسمى عبادًا- مالكًا الذي رواه عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، =

719 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أخبرنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُمُّ حَبِيبَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ، إِذَا كَانَ عِنْدَهَا فِي يَوْمِهَا وَلَيْلَتِهَا، فَسَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ، قَالَ كَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ (¬1). ¬

_ = عن أبي سعيد الخدري، وقال الترمذي: وهكذا روى معمر وغير واحد، عن الزهري مثل حديث مالك. وأخرج حديث أبي هريرة النسائي في "الكبرى" (9779) من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد. وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه البخاري (611)، ومسلم (383)، وأبو داود (522)، والترمذي (206)، والنسائي 2/ 23 من طريق مالك بن أنس، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11020)، و"صحيح ابن حبان" (1686). وسيأتي برقم (720). وأخرجه النسائي 2/ 24 من طريق النضر بن سفيان، أنه سمع أبا هريرة يقول: كنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقام بلال ينادي، فلما سكت قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من قال مثل هذا يقينًا دخل الجنة"، وهو في "مسند أحمد" (8624)، وإسناده محتمل للتحسين. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان، فلم يذكروا في الرواة عنه غير أبي المليح بن أسامة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9780) من طريق أبي بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (9782) من طريق غندر، عن شعبة، عن أبي بشر، عن أبي المليح، عن أم حبيبة. ليس فيه عبد الله بن عتبة. وروي من أوجه أخرى عن شعبة بإثباته، وهو الصواب كما هو مبين في التعليق على "المسند" برقم (26767). وانظر ما قبله فإنه يشهد له. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في "المسند" (6568)، وانظر تتمة شواهده فيه.

720 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا سَمِعْتُمْ النِّدَاءَ فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ" (¬1). 721 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِىُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الْحُكَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، غفِر الله لَهُ ذَنْبُهُ" (¬2). 722 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْأَلْهَانِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، إِلَّا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه عند الحديث (718). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (386)، وأبو داود (525)، والترمذي (208)، والنسائي 2/ 26 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1565)، و"صحيح ابن حبان" (1693).

5 - باب فضل الأذان وثواب المؤذنين

حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 5 - بَابُ فَضْلِ الْأَذَانِ وَثَوَابِ الْمُؤَذِّنِينَ 723 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ: إِذَا كُنْتَ فِي الْبَوَادِي فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالْأَذَانِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يَسْمَعُهُ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ، وَلَا شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (614)، وأبو داود (529)، والترمذي (209)، والنسائي 2/ 26 - 27 من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14817)، و "صحيح ابن حبان" (1689). (¬2) إسناده صحيح. وقد وهم فيه سفيان بن عينة في تسمية شيخه، والصواب في اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة كما أشار إليه الإمام الشافعي في "السُّنن المأثورة" (146)، والإمام أحمد عقب الحديث (11031). وكما سيأتي من غير طريق ابن عيينة. وأخرجه الشافعي في "السُّنن المأثورة" (143)، وعبد الرزاق (1865)، والحميدي (732)، وأحمد (11031)، وابن خزيمة (389)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 224 من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (997) عن يحيى بن عبد الحميد، وأبو يعلى (982) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي صعصعة، عن أبيه. وكانت أمه في حجر أبي سعيد ... فلم يُسمّيا ابن أبي صعمعة، وذكر أبو خيثمة أن أمه التي كانت في حجر أبي سعيد لا أباه!

724 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: سَمِعْتُ من في رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عنه مَا بَيْنَهُمَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البزار في "مسنده" كما في "النكت الظراف" (4105) عن عمرو بن علي الفلاس وأحمد بن عبدة الضبي، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، به، فسماه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، وهو الصواب في اسمه، ويكون أبوه منسوبا فيه لجده. وأخرجه مالك في "موطئه"1/ 69، ومن طريقه البخاري (609)، والنسائي 2/ 12 عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن، به. وهو في "مسند أحمد" (11305)، و"صحيح ابن حبان" (1661). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، موسى بن أبي عثمان، روى عن جمع وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الثوري: كان مؤدبا ونعم الشيخ كان، وقال أبو حاتم: شيخ، وشخه أبو يحيى -وهو المكي مولى آل جعدة كما بيناه في "المسند" (9542) - لا بأس به، روى عنه اثنان، ووثقه ابن معين، وروى له مسلم حديثًا واحدًا متابعة. وأخرجه أبو داود (515)، والنسائي 2/ 12 - 13 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9542)، و"صحيح ابن حبان" (1666) من طريق شعبة. وأخرجه أحمد أيضًا برقم (7611) من طريق منصور، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة، وسنده محتمل للتحسين. =

725 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬1)، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬2). 726 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى أَخُو سُلَيْمٍ الْقَارِئ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِيُؤَذِّنْ خِيَارُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ قُرَّاؤُكُمْ" (¬3). ¬

_ = وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد في "المسند" برقم (6201)، وذكرت شواهده عنده. قوله:"مدى صوته" قيل: معناه: قدر صوته وحده، فإن بلغ الصوت الغاية، بلغت المغفرة الغاية، وإن كان صوته دون ذلك، فالمغفرة كذلك. أو المعنى: لو كان له ذنوب تملأ ما بين محله الذي يؤذن فيه إلى ما ينتهي إليه صوته، لغفر له. وقيل: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة. قوله: "ما بينهما" أي: ما بين الأذان والصلاة، أو ما بين الصلاتين. قاله السندي. (¬1) أُقحم هنا في النسخ المطبوعة: حدثنا عثمان. وهو خطأ. (¬2) إسناده حسن، طلحة بن يحيى -وهو ابن طلحة التيمي، وإن روى له مسلم في "صحيحه" - ينحط عن رتبة الصحيح، فهو حسن الحديث. وأخرجه مسلم (387) من طريقين عن طلحة بن يحيى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16861)، و"صحيح ابن حبان" (1669). (¬3) إسناده ضعيف، حسن بن عيسى -وهو ابن مسلم الحنفي- متفق على ضعفه، وقال البخاري عن حديثه هذا: منكر، ذكره عنه المزي في ترجمة الحسين ابن عيسى من "التهذيب" 6/ 463. وأخرجه أبو داود (590) عن عثمان بن أبي شبة، بهذا الإسناد. =

727 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ غَسَّانَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْأَزْرَقُ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَذَّنَ مُحْتَسِبًا سَبْعَ سِنِينَ، كَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنْ النَّارِ" (¬1). 728 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ عن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً" (¬2). ¬

_ = وأخرج عبد الرزاق (1872) و (3847)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 224 من طريق إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي -وهو متروك-، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا: "لا يؤم الغلام حتى يحتلم، وليؤذن لكم خياركم" هذا لفظ عبد الرزاق، ولفظ ابن عدي: "لا يؤذن غلام حتى يحتلم" والباقي مثله. (¬1) إسناده ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف. أبو حمزة: هو محمَّد بن ميمون المروزي السكري. وأخرجه الترمذي (204) من طريق أبي حمزة، بهذا الإسناد. وقال: غريب. وانظر ما بعده. (¬2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن صالح -وهو أبو صالح كاتب الليث- سيئ الحفظ، وابن جريج -وهو عبد الملك- مدلس وقد عنعن. =

6 - باب إفراد الإقامة

6 - بَابُ إِفْرَادِ الْإِقَامَةِ 729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ¬

_ = وقد ذكره البخاري في "تاريخه الكبير" 8/ 306: عن يحيى بن المتوكل -وهو الباهلي البصري، وهو صدوق- عن ابن جريج، عمن حدثه عن نافع. ثم ذكر رواية أبي صالح، وقال: الأول أشبه. قلنا: لكن للحديث طريق آخر حسن سيأتي في التخريج. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8733)، وابن عدي في ترجمة أبي صالح من "الكامل" 4/ 1523، والحاكم 1/ 204 - 205، والبيهقي في "سننه" 1/ 433، وفي "الشعب" (3059)، والبغوي في "شرح السنة" (418)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (668) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد. بلفظ: "كُتب له بتاذينه في كل مرة ستون حسنة، وبإقامته ثلاثون حسنة". ونقل البيهقي بإثره قول البخاري السالف ذكره. وأخرجه الحاكم 1/ 205 - وعنه البيهقي في "السُّنن" 1/ 433، وفي "الشعب" (3057) - عن محمَّد بن صالح بن هانئ، عن محمَّد بن إسماعيل بن مهران، عن أبي الطاهر وأبي الربيع، عن عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، به. قلنا: ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- رواية ابن وهب عنه صالحة، لكن في الطريق إليه محمَّد بن صالح بن هانئ شيخ الحاكم، وقد أكثر من الرواية عنه، وهو نيسابوري كذلك وكنيته أبو جعفر، ترجمه ابن الجوزي في "المنتظم" وفيات سنة (340) وقال عنه: سمع الحديث الكثير، وكان له فهم وحفظ، وكان من الثقات. وعليه يكون الحديث حسنا، والله تعالى أعلم. وأخرجه ابن الجوزي (667) من طريق محمَّد بن الفضل، عن مقاتل بن حيان وحمزة النصيبي، عن مكحول ونافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "من أذن سبع سنين احتسابا كتب له براءة من النار". قلنا: وفي سنده محمَّد بن الفضل بن عطية متهم بالكذب، وحمزة النصيبي مثله.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: الْتَمَسُوا شَيْئًا يُؤْذِنُونَ بِهِ عِلْمًا لِلصَّلَاةِ، فَأُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬1). 730 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عن أَنَسٍ، قَالَ: أُمِرَ بِلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ (¬2). 731 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ بن عَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَذَانَ بِلَالٍ كَانَ مَثْنَى مَثْنَى، وَإِقَامَتَهُ مُفْرَدَةٌ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن الجراح، وقد توبع. وأخرجه البخاري (603) و (605)، ومسلم (378)، وأبو داود (508) و (509)، والترمذي (191)، والنسائي 2/ 3 من طريق أبي قلابة، به. وزاد بعضهم: إلا الإقامة. يعني أنه كان يشفع قوله: قد قامت الصلاة. وهو في "مسند أحمد" (12001)، و"صحيح ابن حبان" (1675). وانظر ما بعده. قوله: عَلَما، يعني علامةً. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه في الذي قبله. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن سعد ضعيف، وأبوه سعدٌ مجهول الحال. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1171) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد مطولًا. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5448)، والحاكم 3/ 607 من طريقين عن عبد الرحمن بن عمار بن سعد (كذا سمياه)، عن أبيه، عن جده، به مطولًا. =

7 - باب: إذا أذن وأنت في المسجد فلا تخرج

732 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُعَمَّرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ؛ قَالَ: رَأَيْتُ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَثْنَى مَثْنَى، وَيُقِيمُ وَاحِدَةً (¬1). 7 - بَابٌ: إِذَا أُذِّنَ وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَا تَخْرُجْ 733 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْمَسْجِدِ يمشي (¬2)، فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3). ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (906)، والبيهقي 1/ 394 و415 من طريق عبد الرحمن ابن سعد بن عمار، عن عبد الله بن محمَّد بن عمار وعمار وعمر ابني حفص بن عمر بن سعد، ثلاثتهم عن عمار بن سعد، عن أبيه سعد القرظ، به مطولًا. ويشهد له ما قبله. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، مُعمَّر بن محمَّد منكر الحديث، وأبوه محمَّد بن عُبيد الله متروك. وأخرجه الدارقطني (934) من طريق عمر بن شبة، عن معمر بن محمَّد، بهذا الإسناد. وانظر الحديثين قبله. (¬2) في النسخ المطبوعة: يَميس. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل إبراهيم بن المهاجر، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاه عند مسلم وغيره، وباقي رجاله ثقات.=

734 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أخبرنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِيهِ (¬1) عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَدْرَكَهُ الْأَذَانُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ لَمْ يَخْرُجْ لِحَاجَةٍ، وَهُوَ لَا يُرِيدُ الرَّجْعَةَ، فَهُوَ مُنَافِقٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (655)، وأبو داود (536)، والترمذي (202)، والنسائي 29/ 2 من طرق عن أبي الشعثاء، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (9315)، و"صحيح ابن حبان" (2062). (¬1) قوله: "عن أبيه" ليس في (س) و (ذ) و (م)، واستدركناه من "تحفة الأشراف" (9841)، وهو في النسخ المطبوعة، وقد نُبه على هامش (م) أنه سقط من النسخة. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عبد الجبار بن عمر ضعيف، وابن أبي فروة- واسمه إسحاق بن عبد الله- متروك الحديث. وأخرجه ابن عدي في ترجمة عبد الجبار من "الكامل" 5/ 1962 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الجبار، عن إسحاق الفروي، عن محمَّد بن يوسف، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن أبيه عثمان، به. فزاد في الإسناد: عمرو بن عثمان! ويغني عنه الحديث السابق.

أبواب المساجد والجماعات.

أَبْوَابُ الْمَسَاجِدِ وَالْجَمَاعَاتِ. 1 - [بَابُ] ومَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا 735 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ ابْنُ سَعْدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِيُّ، حدثنا عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ جَمِيعًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ الْعَدَوِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، عثمان بن عبد الله بن سراقة -وهو ابن بنت عمر- قال ابن حجر: أدركه وسمع منه، وأيد ذلك بأنه قد وقع التصريح بسماعه منه عند الطبري في "تهذيب الآثار"، والوليد بن أبي الوليد المدني وثقه أبو زرعة وابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقول الحافظ في "التقريب": لين الحديث، وهم منه رحمه الله، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 310 و 5/ 351، وأحمد (126)، وأبو يعلى (253)، وابن حبان (1608) و (4628)، والبيهقي 9/ 172 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ولم يرد في سند رواية أبي يعلى -وعنه ابن حبان في الرواية (4628) - يزيد ابن عبد الله بن الهاد. ورواية ابن أبي شيبة الثانية وأبي يعلى والبيهقي مطولة. =

736 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ" (¬1). 737 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا مِنْ مَالِهِ لله، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة في: "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (5888) عن داود بن عبد الله الجعفري، عن عبد العزيز الدراوردي، به مطولًا. وأخرجه أحمد (376) من طريق ابن لهيعة، عن الوليد بن أبي الوليد، به مطولًا. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (533) (25)، وبإثر الحديث (2983) (44)، والترمذي (318) من طريق عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (450)، ومسلم (533) (24) وبإثر الحديث (2983) (43) من طريق عبيد الله الخولاني، عن عثمان، به. وهو في "المسند" (434)، و"صحيح ابن حبان" (1609). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، لكنه قد توبع، وشيخه ابن لهيعة سيئ الحفظ، وعروة لم يسمع من علي. أبو الأسود: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1467 في ترجمة ابن لهيعة، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 180 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم باثره: غريب من حديث عروة، تفرد به عبد الله بن لهيعة، رواه عنه الكبار ابن المبارك وابن وهب. =

2 - باب تشييد المساجد

738 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (¬1). 2 - بَابُ تَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ 739 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3259) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي المصري، عن ابن لهيعة، به، وقال: لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة. وانظر ما قبله. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 332، وابن خزيمة (1292)، والطحاوي في "شرح المشكل" (1557) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. ورواية البخاري وابن خزيمة مطولة. قوله: "كمفحص قطاة" المفحص بوزن المذهب، وكذا الأُفحوص بوزن العصفور: هو الموضع الذي تجثم فيه وتبيض. والقطاة: نوع من اليمام يؤثر الحياة في الصحراء، ويتخذ أفحوصه في الأرض، ويطير جماعات، ويقطع مسافات شاسعة، وبيضه مرقط. ويجمع على قطا وقَطَوات وقطيات. (¬2) إسناده صحيح. أيوب: هو السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. =

740 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَرَاكُمْ سَتُشَرِّفُونَ مَسَاجِدَكُمْ بَعْدِي كَمَا شَرَّفَتْ الْيَهُودُ كَنَائِسَهَا، وَكَمَا شَرَّفَتْ النَّصَارَى بِيَعَهَا" (¬1). 741 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (449)، والنسائي 2/ 32 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (12379)، و"صحيح ابن حبان" (1614). وأخرجه أبو داود (449) عن محمَّد بن عبد الله الخزاعي، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس، به. (¬1) إسناده ضعيف لضعف جبارة بن المغلس، وقد أخطأ في سند هذا الحديث ومتنه. فقد رواه معتمر بن سليمان عند أبي يعلى (2454)، والطبراني (13001)، والثوري عنده أيضًا (13002)، كلاهما عن ليث -وهو ابن أبي سليم- عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ: "لم أُومر بتشييد المساجد". وليث- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع على هذا السند والمتن. فقد أخرجه عبد الرزاق (5127)، وأبو داود (448)، وابن حبان (1615)، والطبراني (13000) و (13003)، والبيهقي 2/ 438 - 439، والبغوي في "شرح السنة" (463) من طريقين عن أبي فزارة راشد بن كيسان، بهذا الإسناد والمتن. وزادوا بإثره: قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهودُ والنصارى. قلنا: وهذا إسناد صحيح. وانظر "فتح الباري" 1/ 540.

3 - باب أين يجوز بناء المساجد

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا سَاءَ عَمَلُ قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا زَخْرَفُوا مَسَاجِدَهُمْ" (¬1). 3 - بَابُ أَيْنَ يَجُوزُ بِنَاءُ الْمَسَاجِدِ 742 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ الضُّبَعِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَمَقَابِرُ لِلْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَامِنُونِي بِهِ" قَالُوا: لَا نَأْخُذُ لَهُ ثَمَنًا أَبَدًا، قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْنِيهِ وَهُمْ يُنَاوِلُونَهُ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: أَلَا إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَة، فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَة" قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَبْنى الْمَسْجِدَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ (¬2). 743 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الدَّلَّالُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف جبارة بن المغلس. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة" ورقة (50)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 152، والرافعي في "تاريخ قزوين" 3/ 30 - 31 من طريق جبارة بن المغلس، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. أبو التياح يزيد بن حميد. وأخرجه البخاري (428)، ومسلم (524) و (1805) (129)، وأبو داود (453) و (454)، والنسائي 2/ 39 - 40 من طريق أبي التياح، بهذا الإسناد، وزاد بعضهم: وكان يصلي في مرابض الغنم. والحديث بطوله في "المسند" (12178)، و"صحيح ابن حبان" (2328).

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ مَسْجِدَ الطَّائِفِ حَيْثُ كَانَ طَاغِيَتُهُمْ (¬1). 744 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَسُئِلَ عَنْ الْحِيطَانِ تُلْقَى فِيهَا الْعَذِرَاتُ، فَقَالَ: "إِذَا سُقِيَتْ مِرَارًا فَصَلُّوا فِيهَا". يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، محمَّد بن عبد الله بن عياض تفرد بالرواية عنه سعيد بن السائب، ولم يوثقه سوى ابن حبان، فهو مجهول. أبو همام الدلال: هو محمَّد بن محبَّب. وأخرجه أبو داود (450)، والبز ار في "مسنده" (2327)، والطبراني (8355)، والحاكم 618/ 3، والبيهقي 2/ 439، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 228 من طريق أبي همام الدلال، بهذا الإسناد. قوله: "طاغيتهم" هي ما كانوا يعبدونه من دون الله من الأصنام وغيرها. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عمرو بن عثمان -وهو ابن سيار الكلابي مولاهم-. وأخرجه الدارقطني (881) من طريق محمَّد بن فضيل، عن أبان بن أبي عياش، عن نافع، به. وأخرجه ابن عدي في ترجمة ابن أبي عياش من "الكامل" 1/ 386، والدارقطني (880) من طريق أبي حفمى الأبار، عن أبان، عن مجاهد، عن ابن عمر، به. وقال عقبه: اختلفا في الإسناد. يعني ابن فضيل وأبا حفص الأبار. قلنا: وأبان ابن أبي عياش متروك، فلا يفرح به. قوله: "الحيطان" جمع حائط، أي: البساتين. "العذرات" جمع عذَرِة بفتح فكسر: هي الغائط.

4 - باب المواضع التي يكره فيها الصلاة

4 - بَابُ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يكره فِيهَا الصَّلَاةُ 745 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُون، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ" (¬1). 746 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُصَلَّى فِي سَبْعِ مَوَاطِنَ: فِي الْمَزْبَلَةِ، وَالْمَجْزَرَةِ، وَالْمَقْبَرَةِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالْحَمَّامِ، وَمَعَاطِنِ الْإِبِلِ، وَفَوْقَ الْكَعْبَةِ (¬2). 747 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وقد فصلنا القول فيه في "مسند أحمد" (11784) و (11788)، وفي الموضع الثاني بيان أن رواية سفيان الثوري لهذا الحديث مرسلة. وأخرجه أبو داود (492)، والترمذي (317) من طريقين عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "صحيح ابن حبان" (1699). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، زيد بن جبيرة متروك. وأخرجه الترمذي (346) و (347) من طريق زيد بن جبيرة، بهذا الإسناد. وقال: ليس إسناده بذاك القوي. وانظر ما قبله، وما بعده.

5 - باب ما يكره في المساجد

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "سَبْعُ مَوَاطِنَ لَا تَجُوزُ فِيهَا الصَّلَاةُ: ظَاهِرُ بَيْتِ اللَّهِ، وَالْمَقْبَرَةُ وَالْمَزْبَلَةُ، وَالْمَجْزَرَةُ، وَالْحَمَّامُ، وَعَطَنُ الْإِبِلِ، وَمَحَجَّةُ الطَّرِيقِ" (¬1). 5 - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الْمَسَاجِدِ 748 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جَبِيرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خِصَالٌ لَا تَنْبَغِي فِي الْمَسْجِدِ: لَا يُتَّخَذُ طَرِيقًا، وَلَا يُشْهَرُ فِيهِ سِلَاحٌ، وَلَا يُنْبَضُ فِيهِ بِقَوْسٍ، وَلَا ينثر (¬2) فِيهِ نَبْلٌ، وَلَا يُمَرُّ فِيهِ بِلَحْمٍ نِيءٍ، وَلَا يُضْرَبُ فِيهِ حَدٌّ، وَلَا يقص (¬3) فِيهِ مِنْ أَحَدٍ، وَلَا يُتَّخَذُ سُوقًا" (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، أبو صالح -وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث -سيئ الحفظ، وقد سقط من رواية ابن ماجه عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف كذلك، وقد أشار إلى سقوطه منها الحفاظ ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" 1/ 301، وابن كثير في "مسند عمر" ص 161، وابن حجر في "التلخيص" 1/ 215. وأخرجه البزار (161)، وأبو بكر النجاد في "مسند عمر" كما في "تكملة شرح الترمذي" للعراقي1/ ورقة 179، وأبو بكر الإسماعيلي في "مسند عمر" كما في "مسند عمر" لابن كثير ص 161 من طرق عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، به، على الصواب. وانظر ما قبله. (¬2) في المطبوع: يُنشر. (¬3) في المطبوع: يقتصُّ. (¬4) إسناده ضعيف جدًا. زيد بن جبيرة متروك. =

749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْبَيْعِ، وَالِابْتِيَاعِ وَعَنْ تَنَاشُدِ الْأَشْعَارِ فِي الْمَسَاجِدِ (¬1). 750 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ (¬2) صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ، وَشِرَاركُمْ، وَبَيْعَكُمْ، وَخُصُومَاتِكُمْ، وَرَفْعَ ¬

_ = وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 310، وابن عدي في ترجمة زيد بن جبيرة من "الكامل" 3/ 1059، وابن الجوزي في، العلل 1/ 402 من طريق زيد بن جبيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13219)، و"الأوسط" (31) من طريق يحيى ابن صالح الوحاظي، عن علي بن حوشب، عن أبي قبيل، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة " وهذا إسناد حسن، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 205: لا بأس به. (¬1) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (1079)، والترمذي (322)، والنسائي 2/ 47 - 48 و 48 من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وهو في "المسند" (6676). (¬2) في أصولنا الخطية: مساجدنا، والمثبت من نسخة على هامش (س)، وصحح عليها، وهي الرواية التي اعتمدها أكثر مخرجي الحديث.

6 - باب النوم في المسجد

أَصْوَاتِكُمْ وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ، وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ، وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ" (¬1). 6 - بَابُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ 751 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، الحارث بن نبهان متروك، وعتبة بن يقظان ضعيف، وأبو سعيد -وهو الشامي- مجهول. وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة المنورة" 1/ 35، والطبراني في "الكبير" 22/ (136)، وفي "الشاميين" (3385) من طريق الحارث بن نبهان، بهذا الإسناد. وسمى الطبراني في "الشاميين" أبا سعيد عبد القدوس بن حبيب، وهذا يخالف صنيع المزي، وعبد القدوس قال الذهبي في "المغني": تركوه. وأخرجه العقيلي 3/ 347 - 348، والطبراني في "الكبير" (7601)، وابن عدي في ترجمة العلاء بن كثير من "الكامل" 5/ 1861، والبيهقي 10/ 103، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 402 - 403 من طريق أبي نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي، عن العلاء بن كثير الشامي، عن مكحول، عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بنحوه. قلنا: والعلاء بن كثير الشامي متروك، فلا يفرح بمتابعته. وأخرجه عبد الرزاق (1726)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي 1/ 324، والطبراني 20/ (369) من طريق محمَّد بن مسلم الطائفي عن عبد ربه بن عبد الله الشامي، عن يحيى بن العلاء، عن مكحول، عن معاذ بن جبل مرفوعًا. وليس في إسناد عبد الرزاق وابن راهويه: يحيى بن العلاء وهو متروك متهم، ومكحول لم يُدرك معاذًا. وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي في "الكامل" 4/ 1453 - 1454 ولا يصح. وعن ابن مسعود أورده صاحب "نصب الراية" 2/ 492 وضعفه. قوله: "جمروها" أي: بخروها وزنًا ومعنى.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 752 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ يَعِيشَ بْنَ قَيْسِ بْنِ طِخْفَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "انْطَلِقُوا" فَانْطَلَقْنَا إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، وَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنْ شِئْتُمْ نِمْتُمْ هَاهُنَا، وَإِنْ شِئْتُمْ انْطَلَقْتُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ" قَالَ: فَقُلْنَا: بَلْ نَنْطَلِقُ إِلَى الْمَسْجِدِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (445)، ومسلم (2479)، والنسائي 2/ 50 من طريق عبيد الله ابن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (4607)، و"صحيح ابن حبان" (7070). وأخرجه البخاري (1121)، ومسلم (2479)، والترمذي (321) من طريق سالم، عن ابن عمر مطولًا ومختصرًا. وسيأتي مطولًا من طريق سالم عند المصنف برقم (3919). (¬2) إسناده ضعيف لاضطرابه ولجهالة ابن طخفة، وقد اضطربوا في اسمه واسم أبيه كما هو مبين في "مسند أحمد" (15543). وأخرجه مطولًا النسائي في "الكبرى" (6587) عن إبراهيم بن بعقوب، عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا أبو داود (5040) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (5550). تنبيه: هذا الحديث ليس في (م).

7 - باب: أي مسجد وضع أول

7 - بَابٌ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلُ 753 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلُ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ" قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: "ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى" قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ عَامًا، ثُمَّ الْأَرْضُ لَكَ مُصَلًّى، فَصَلِّ حَيْثُ مَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ" (¬1). 8 - بَابُ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ 754 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ قَدْ عَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ دَلْوٍ فِي بِئْرٍ لَهُمْ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وأخرجه البخاري (3366)، ومسلم (520)، والنسائي 2/ 32 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (21333)، و"صحيح ابن حبان" (1598) و (6228). قال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 49 - 50 بتحقيقنا: وقد أشكل هذا الحديث على من لم يعرف المراد به فقال: معلوم أن سليمان بن داود هو الذي بني المسجد الأقصى، وبينه وبين إبراهيم أكثر من ألف عام. وهذا وهم من هذا القائل، فإن سليمان إنما كان له من المسجد الأقصى تجديده لا تاسيسه، والذي أسسه يعقوب بن إسحاق صلى الله عليهما وآلهما وسلم بعد بناه إبراهيم الكعبة بهذا المقدار. وانظر "شرح مشكل الآثار" 1/ 109 - 110 للإمام الطحاوي.

عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ السَّالِمِيِّ، وَكَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ بَنِي سَالِمٍ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ مِنْ بَصَرِي، وَإِنَّ السَّيْلَ يَأْتِي فَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي، وَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنِي فَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى فَافْعَلْ، قَالَ: "أَفْعَلُ". فَغَدَا عليَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَارُ، وَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنْتُ لَهُ، فلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ لَكَ مِنْ بَيْتِكَ؟ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ احْتَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرَةٍ تُصْنَعُ لَهُمْ (¬1). 755 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ الْخُرْقِي (¬2)، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (424) و (425)، ومسلم بإثر الحديث (657)، والنسائي 2/ 80 و105 و 3/ 64 - 65 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (16482)، و"صحيح ابن حبان" (223) و (1612). وأخرجه مسلم (33)، والنسائي في "الكبرى" (10880) من طريق أنس بن مالك، عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك. وهو في "مسند أحمد" (23771). وأخرجه مسلم (33) من طريق أنس بن مالك، عن عتبان. دون ذكر محمود ابن الربيع. (¬2) في أصولنا الخطية: المقرئ، ولم نجد هذه النسبة لهذا الرجل في "تهذيب الكمال" وفروعه ولا في شيء من كتب الرجال التي ترجمت له، ولعلها تحرفت قديمًا عن: الخرقي.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ أَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَعَالَ فَخُطَّ لِي مَسْجِدًا فِي دَارِي أُصَلِّي فِيهِ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا عَمِيَ، فَجَاءَ فَفَعَلَ (¬1). 756 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَنَعَ بَعْضُ عُمُومَتِي لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَعَامًا، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْكُلَ فِي بَيْتِي وَتُصَلِّيَ فِيهِ. قَالَ: فَأَتَاهُ، وَفِي الْبَيْتِ فَحْلٌ مِنْ هَذِهِ الْفُحُولِ، فَأَمَرَ بِنَاحِيَةٍ مِنْهُ، فَكُنِسَ وَرُشَّ، فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَاجَهْ: الْفَحْلُ هُوَ الْحَصِيرُ الَّذِي قَدْ اسْوَدَّ. ¬

_ (¬1) إسناده حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- صدوق حسن الحديث. وأخرجه ابن حبان (4798) من طريق أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز القشيري التمار، عن حماد، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 398 - 399، وأحمد (12103)، وأبو يعلى- (4206) و (4227)، وابن حبان (5295) من طريق عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (670)، وأبو داود (657) من طريقين عن شعبة، عن أنس ابن سيرين قال: سمعت أنسًا يقول: قال رجل من الأنصار: إني لا أستطيع الصلاة معك، وكان رجلًا ضخمًا، فصنع للنبي - صلى الله عليه وسلم - طعاما فدعاه إلى منزله فبسط له حصيرًا، ونضح طرف الحصير فصلى عليه ركعتين، فقال رجل من آل الجارود لأنس: أكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي الضحى؟ قال: ما رأيته صلاها إلا يومئذ. وهو في "مسند أحمد" (12329)، و"صحيح ابن حبان" (2070).

9 - باب تطهير المساجد وتطييبها

9 - بَابُ تَطْهِيرِ الْمَسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا 757 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَخْرَجَ أَذًى مِنْ الْمَسْجِدِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (¬1). 758 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، أخبرنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِالْمَسَاجِدِ أَنْ تُبْنَى فِي الدُّورِ، وَأَنْ تُطَهَّرَ وَتُطَيَّبَ (¬2). 759 - حَدَّثَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن صالح المدني، على انقطاع في إسناده، فإن مسلم بن أبي مريم لم يسمع من أبي سعيد الخدري. ومع ذلك قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 198: في إسناده احتمال للتحسين. ولتطهير المساجد وتنظيفها انظر حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى نخامة في جدار المسجد، فتناول حصاة فحكها، وسيأتي برقم (761). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (455)، والترمذي (600) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (26386)، و"صحيح ابن حبان" (1634). وأخرجه الترمذي (601) و (602) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا.

10 - باب كراهية النخامة في المسجد

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُطَهَّرَ وَتُطَيَّبَ (¬1). 760 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْرَجَ فِي الْمَسَاجِدِ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ (¬2). 10 - بَابُ كَرَاهِيَةِ النُّخَامةِ فِي الْمَسْجِدِ 761 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ أَبُو مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ (¬3) ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى نُخَامَةً فِي جِدَارِ الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ حَصَاةً فَحَكَّهَا، ثُمَّ قَالَ: "إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْزُقْ عَنْ شِمَالِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى" (¬4). ¬

_ (¬1) حديث صحيح كسابقه. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، خالد بن إياس -وهو العدوي المدني- متروك الحديث. (¬3) في (س): حدثنا. (¬4) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (408 - 411)، ومسلم (548) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11555)، و"صحيح ابن حبان" (2268). وأخرجه البخاري (416) من طريق همام بن منبه، ومسلم (555)، والنسائي 1/ 163 من طريق أبي رافع نُفيع الصائغ، كلاهما عن أبي هريرة وحده. =

762 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَس بن مالك: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَحَكَّتْهَا، وَجَعَلَتْ مَكَانَهَا خَلُوقًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَحْسَنَ هَذَا" (¬1). 763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيْ النَّاسِ، فَحَتَّهَا، ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ مِنْ الصَّلَاةِ: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فإن اللَّهَ (¬2) قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَد قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ" (¬3). ¬

_ = وهو في "المسند" (7405) من طريق أبي رافع، و (8234) من طريق همام بن منبه. وسيأتي عند المصنف برقم (1022) من طريق أبي رافع. وأخرجه البخاري (414)، ومسلم (548)، والنسائي 2/ 51 - 52 من طريق حميد بن عبد الرحمن، وأبو داود (480) من طريق عياض بن عبد الله، كلاهما عن أبي سعيد الخدري وحده. وهو في "المسند" (11025) من طريق حميد، و (11185) من طريق عياض. (¬1) إسناده حسن. عائذ بن حبيب صدوق حسن الحديث. وأخرجه النسائي 2/ 52 - 53، وابن خزيمة (1296) من طريق عائذ بن حبيب، به. قوله: خَلُوقًا، بفتح الخاء المعجمة، طيب مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب، قاله السندي. (¬2) في (ذ): كان اللهُ. (¬3) إسناده صحيح. =

11 - باب النهي عن إنشاد الضوال في المسجد

764 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَكَّ بُزَاقًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ (¬1). 11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْشَادِ الضَّوَالِّ فِي الْمَسجِدِ 765 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَجُلٌ: مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا وَجَدْتَهُ، إِنَّمَا بُنِيَتْ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ" (¬2). 766 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا ابْنُ لَهِيعَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه البخاري (406)، ومسلم (547)، وأبو داود (479)، والنسائي 2/ 51 من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وهو في "المسند" (4509). (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه البخاري (407)، ومسلم (549) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "المسند، (25075) و (25156). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (569)، والنسائي في "السُّنن الكبرى" (9931) من طريق علقمة بن مرثد، به. وهو في "مسند أحمد" (23044)، و"صحيح ابن حبان" (1652). وأخرجه مرسلًا النسائي (175) من طريق مسعر بن كدام، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ...

12 - باب الصلاة في أعطان الإبل [ومراح الغنم]

عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِي الْمَسْجِدِ (¬1). 767 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَسَدِيِّ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ: لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا" (¬2). 12 - بَابُ الصَّلَاةِ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ [وَمُرَاحِ الْغَنَمِ] (¬3) 768 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ ابْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنْ لَمْ تَجِدُوا إِلَّا مَرَابِضَ الْغَنَمِ وَأَعْطَانَ الْإِبِلِ، فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ" (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (1079) من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد، مجموعًا إليه المتن السالف برقم (749). (¬2) حديث صحيح. يعقوب بن حميد مُتابَع. وأخرجه مسلم (568)، وأبو داود (473) من طريق حيوة بن شريح، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1321)، والنسائي في "السُّنن الكبرى" (9933) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة. وهو في "المسند" (8588)، و"صحيح ابن حبان" (1650). (¬3) ما بين الحاصرتين أثبتناه من النسخ المطبوعة. (¬4) إسناده صحيح. =

769 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (¬1)، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ الشَّيَاطِينِ" (¬2). 770 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يُصَلَّى فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، وَيُصَلَّى فِي مُرَاحِ الْغَنَمِ" (¬3). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (348) من طريق محمَّد بن سيرين، و (349) من طريق أبي صالح السمان، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9825)، و"صحيح ابن حبان" (1384) و (1700). (¬1) في (ذ) و (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: أبو نُعيم، بدل هُشيم، والتصويب من (م)، و"تحفة الأشراف" (9651)، و"مصباح الزجاجة"، وهي كذلك على الصواب في مصنف ابن أبي شيبة 1/ 384. (¬2) إسناده صحيح. هشيم صرح بالسماع عند ابن حبان، والحسن سماعه من ابن مغفل صحيح. وأخرجه النسائي مختصرًا 2/ 56 من طريق أشعث، عن الحسن، عن عبد الله ابن مغفل. وهو في "مسند أحمد" (16788) و (20541)، و"صحيح ابن حبان" (1752) و (5657). وقوله: "فإنها خلقت من الشياطين" قال الخطابي: يريد أنها لما فيها من النفور والشرود ربما أفسدت على المصلي صلاته، والعرب تسمي كل ماردٍ شيطانا. (¬3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الملك بن الربيع بن سبرة، فهو صدوق حسن الحديث. =

13 - باب الدعاء عند دخول المسجد

13 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ 771 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ عن فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُولُ: "بِاسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ" وَإِذَا خَرَجَ قَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ، وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ" (¬1). 772 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 150، وأحمد (15341)، والطبراني في "الكبير" (6543 - 6545)، والدارقطني (1077 - 1579)، والبيهقي 2/ 449، والبغوي (502) من طريق عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه. (¬1) صحيح لغيره، دون قوله: "اللهم اغفر لي ذنوبي" فحسن، وهذا إسناد منقطع. أم عبد الله بن الحسين -وهي فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب- لم تدرك فاطمة الكبرى بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ليث -وهو ابن أبي سُليم، وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وأخرجه الترمذي (314) من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن، وليس إسناده بمتصل. وله شاهد من حديث أبي حميد وأبي أسيد قالا: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك"، وهو عند مسلم (713). وانظر لزامًا "المسند" (16057). وانظر ما بعده، وما سيأتي عند المصنف من حديث أبي هريرة (773).

عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ [عَلَى النَّبِيِّ] (¬1)، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ" (¬2). 773 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (¬3). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين لم يَرد في أصولنا الخطية، وأثبتناه من النسخ المطبوعة، ومن النسخة التي شرح عليها السندي، وكذلك جاء في روايات بعض مخرجي الحديث كالدارمي (1394)، وأبي داود (465)، وأبي عوانة (1234)، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 442، وقال البيهقي: لفظ التسليم فيه محفوظ. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها. وأخرجه مسلم (713) عن يحيى بن يحيى، عن سليمان بن بلال، وأبو داود (465) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، وابن حبان (2048) من طريق بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية، ثلاثتهم عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سجد بن سويد، عن أبي حميد أو عن أبي أسيد. على الشك في اسم الصحابي، ولا يضر ذلك. وأخرجه أحمد (16057)، والنسائي 2/ 53، وابن حبان (2049) من طريق أبي عامر العقدي، عن سليمان بن بلال، به. لكنه قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان. هكذا بالعطف! (¬3) حسن بشواهده فيما قال الحافظ ابن حجر في "تخريج الأذكار"، ونقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 2/ 47. =

14 - باب المشي إلى الصلاة

14 - بَابُ الْمَشْيِ إِلَى الصَّلَاةِ 774 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ، مَا كَانَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ" (¬1). 775 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9838) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (2047) و (2050). وأخرجه النسائي (9839) من طريق محمَّد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، و (9840) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن كعب الأحبار قال: يا أبا هريرة، احفظ مني اثنتين، أوصيك بهما: إذا دخلت المسجد، فصل على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرجت ... فجعله عن كعب الأحبار موقوفًا. وقال بإثر رواية ابن أبي ذئب: ابن أبي ذئب أثبت عندنا من محمَّد بن عجلان ومن الضحاك ابن عثمان في سعيد المقبري، وحديثه أولى بالصواب، وبالله التوفيق. (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه برقم (281). وسيأتي آخره عند المصنف برقم (799).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قال رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا" (¬1). 776 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَزِيدُ بِهِ فِي الْحَسَنَاتِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (636)، ومسلم (602)، وأبو داود (572) من طرق عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (10893)، و"صحيح ابن حبان" (2146). وأخرجه البخاري (958)، ومسلم (602)، وأبو داود (573)، والترمذي (327) من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به. وهو في "مسند أحمد" (7252). وأخرجه مسلم (602)، والترمذي (328) و (329)، والنسائي 2/ 114 - 115 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، به. وهو في "المسند" (7250)، و"صحيح ابن حبان" (2145). وأخرجه مسلم (602) (154) من طريقين عن هشام بن حسان، عن محمَّد ابن سيرين، عن أبي هريرة، ولفظه: "صل ما أدركت واقْضِ ما سبقك". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عبد الله بن محمَّد بن عقيل. وقد سلف تخريجه برقم (427).

777 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُنَنَ الْهُدَى، وَلَعَمْرِي لَوْ أَنَّ كُلَّكُمْ صَلَّى فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، فَيَعْمِدُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي فِيهِ، فَمَا يَخْطُو خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَ اللَّهُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً (¬1). 778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْمُوَفَّقِ أَبُو الْجَهْمِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً ¬

_ (¬1) حديث صحيح. إبراهيم -وهو ابن مسلم الهجري، وإن كان فيه لين- تابعه علي بن الأقمر وعبد الملك بن عمير كما سيأتي. وأخرجه مسلم (654)، وأبو داود (550)، والنسائي 2/ 108 - 109 من طريق علي بن الأقمر، ومسلم (654) من طريق عبد الملك بن عمير، كلاهما عن أبي الأحوص، به. وهو في "المسند" (3936) من طريق علي بن الأقمر، و"صحيح ابن حبان" (2100) من طريق عبد الملك بن عمير.

وَلَا سُمْعَةً، وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ" (¬1). 779 - حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ إِسْمَاعِيل بْنِ رَافِعٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمَشَّاؤُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ فِي الظُّلَمِ، أُولَئِكَ الْخَوَّاضُونَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 272. وأخرجه أحمد بن حنبل في "مسنده" (11156)، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 53، وابن خزيمة في "التوحيد" (15)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2118) و (2119)، والطبراني في "الدعاء" (421)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (85)، وأبو نعيم الأصبهاني في "كتاب الصلاة" كما في "نتائج الأفكار"1/ 273، والحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 272 من طريق فضيل ابن مرزوق، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 211 عن وكيع بن الجراح، عن فضيل، به موقوفًا. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنُه في "العلل" 2/ 184: الموقوفُ أشبه. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع، وتدليس الوليد بن مسلم الدمشقي. وأخرجه ابن عدي في ترجمة إسماعيل بن رافع من "الكامل" 1/ 278 - 279، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (687) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (847) من طريق أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة. وحسّن إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 30. ويشهد له حديث سهل بن سعد وحديث أنس بن مالك الآتيان بعده. =

780 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُلَبِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الشِّيرَازِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِيَبْشَرْ الْمَشَّاؤونَ فِي الظُّلَمِ إلى المساجد (¬1) بِنُورٍ تَامٍّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬2). 781 - حَدَّثَنَا مَجْزَأَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَسِيدٍ مَوْلَى ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الصَّائِغُ (¬3)، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ¬

_ = وثالث من حديث بريدة الأسلمي أخرجه أبو داود (561)، والترمذي (221). ورابع من حديث أبي الدرداء عند الدارمي (1422)، وابن حبان في "صحيحه" (2046)، والطبراني في "مسند الشاميين" (3488) و (3513). وله شواهد أخرى أوردها الحافظ الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/ 52. (¬1) قوله: "إلى المساجد" سقط من النسخ المطبوعة. (¬2) إسناده حسن من أجل إبراهيم بن محمَّد الحلبي وشيخه يحيى بن الحارث الشيرازي، فهما صدوقان حسنا الحديث. وأخرجه ابن خزيمة (1498)، والحاكم 1/ 212، والبيهقي 3/ 63، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يحيى بن الحارث 31/ 260 من طريق إبراهيم بن محمَّد الحلبي، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1499)، والطبراني في "الكبير" (5800)، والحاكم 2/ 211، والبيهقي 3/ 63 من طريق إبراهيم بن محمَّد الحلبي، عن يحيى بن الحارث، عن أبي غسان محمَّد بن مطرف المدني، عن أبي حازم، عن سهل. وانظر ما قبله. (¬3) في (س): الطائفي الصائغ، وفي (ذ) و (م): الطائفي، وكتب فوقها في (م): الصائغ، قال المزي في حاشية نسخته من "تهذيب الكمال" في ترجمة سليمان ابن داود هذا: وقع في بعض النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه: الطائفي، وفي =

15 - باب الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 15 - بَابٌ الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنْ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا 782 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ ¬

_ = الأصول القديمة منه: الصائغ، وهو الصواب. قلنا: وهو الموافق لمصادر ترجمة هذا الرجل، فلم ينسبه أحدٌ ممن ترجم له طائفيًا، ولعلها تحرفت عن الصائغ متاخرًا، والله أعلم. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمان بن داود، فقد قال عنه العقيلي 2/ 140: لا يتابع على حديثه، ولا يُعرف إلا به. وسماه سليمان بن مسلم، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 53: روى عن ثابت، وقيل: عن أبيه عن ثابت، وليس له عند ابن ماجه سوى هذا الحديث، ولم يكن له شيء في بقية الكتب، ومجزأة لم أرَ لأحد فيه كلامًا. رواه الحاكم في "المستدرك" عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن محمَّد بن أيوب، عن سليمان بن مسلم، عن أبيه، عن ثابت، به، فاضطرب إسناده. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (685) من طريق ابن ماجه، بهذا الإسناد. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 140، والقضاعي في "مسند الشهاب" (751)، والحاكم 2/ 211، والبيهقي 3/ 63 من طرق عن داود بن سليمان بن مسلم، عن أبيه، عن ثابت البناني، عن أنس. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5953) عن محمَّد بن محمَّد التمار، عن سليمان بن داود بن سليمان مؤذن مسجد ثابت البناني، قال: حدثني أبي، عن ثابت، عن أنس. وأخرجه القُضاعي (753) من طريق أبي هاشم كثير بن سُليم الأبلِّي، عن أنس ابن مالك. وأبو هاشم هذا قال عنه الذهبي في "المقتنَى": واهٍ.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنْ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا" (¬1). 783 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ الصَّلَاةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَتَوَجَّعْتُ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا فُلَانُ، لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ الرَّمَضَ، وَيَرْفَعُكَ مِنْ الْوَقَعِ، وَيَقِيكَ هَوَامَّ الْأَرْضِ! فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي بِطُنُبِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ: فَحَمَلْتُ بِهِ حِمْلًا حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ، فَذَكَرَ لَهُ مِثْلَ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد، عبد الرحمن بن مهران لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب -واسمه محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث-، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقال الدارقطني: يعتبر به. وأخرجه أبو داود (556) من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8618). وفي باب فضل كثرة الخطأ إلى المساجد لبعد المنزل انظر حديث أنس عند البخاري (655) و (656)، وهو في "المسند" (12033). وسيأتي (784). وحديث جابر عند مسلم (664) و (665)، وهو في "المسند" (14566). وحديث أبي بن كعب عند مسلم (663)، وهو في "المسند" (21212). وسيأتي بعده. وحديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3226).

ذَلِكَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ" (¬1). 784 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَرَادَتْ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْ دِيَارِهِمْ إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَكَرِهَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُعْرُوا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: "يَا بَنِي سَلِمَةَ، أَلَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ" فَأَقَامُوا (¬2). 785 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (663) من طريق عاصم الأحول، ومسلم (663)، وأبو داود (557) من طريق سليمان التيمي، كلاهما عن أبي عثمان النهدي، به. وهو في "مسند أحمد" (21212)، و"صحيح ابن حبان" (2045). وقوله: "الرَّمَض": بفتحتين، شدةُ وقْع الشمس على الرمْل وغيره. و"الوَقَعُ"، بفتحتين، أي: الحجارة المحدَّدة. وقوله: "بطُنُب" بضمتين، أو سكون الثاني: الحبل الذي تُشَدُّ به الخيمة ونحوها، والجمع أطناب. والمعنى: ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (655) و (656) و (1887) من طرق عن حميد الطويل، به. وهو في "المسند" (12033). قوله: "أن يُعروا المدينة" أي: أن يُخلوها، من العراء وهو الخلاء.

16 - باب فضل الصلاة في جماعة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ الْأَنْصَارُ بَعِيدَةً مَنَازِلُهُمْ مِنْ الْمَسْجِدِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقَتربُوا، فَنَزَلَتْ: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12] قَالَ: فَثَبَتُوا (¬1). 16 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ 786 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً" (¬2). 787 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سماك -وهو ابن حرب- مضطرب في روايته عن عكرمة. وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/ 154 من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله، وما سلف برقم (783). وله شاهد آخر من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (664) و (665). وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3506)، وقال: حديث حسن غريب. (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه ضمن حديث مطول البخاري (477)، ومسلم بإثر الحديث (661)، وأبو داود (559) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (7430)، و"صحيح ابن حبان" (2043). وانظر ما بعده.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "فَضْلُ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا" (¬1). 788 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً" (¬2). 789 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ رُسْتَه، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَفْضُلُ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (648)، ومسلم (649)، والترمذي (214)، والنسائي 1/ 241 و 2/ 103 من طريق الزهري، به. وقرن البخاري بسعيد بن المسيب أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وكذا مسلم في إحدى روايات الحديث عنده. وهو في "المسند" (7185). وانظر الحديث السالف. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل هلال بن ميمون، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (560) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وزاد في روايته: "فإذا صلاها في فلاة، فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة". وهو في "صحيح ابن حبان" (1749). وأخرجه البخاري (646) من طريق عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11521). (¬3) إسناده صحيح. =

17 - باب التغليظ في التخلف عن الجماعة

790 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ أَوْ: خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً" (¬1). 17 - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي التَّخَلُّفِ عَنْ الْجَمَاعَةِ 791 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (645)، ومسلم (650)، والترمذي (215)، والنسائي 2/ 103 من طريقين عن نافع مولى ابن عمر، به. وهو في "مسند أحمد" (4670) و (5332)، و"صحيح ابن حبان" (2052). (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن أبي بصير، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 132 بعد أن نسب الحديث لجمع من الصحابة: واتفق الجميع على "خمس وعشرين" سوى رواية أُبي، فقال: أربع أو خمس على الشك، ولا أثر للشك. وأخرجه ضمن حديث مطول الضياء في "المختارة" (1196) من طريق محمَّد ابن معمر، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (657)، ومسلم (651)، وأبو داود (548) من طريق سليمان بن مهران الأعمش، به. =

792 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنِّي كَبِيرٌ، ضَرِيرٌ، شَاسِعُ الدَّارِ، وَلَيْسَ لِي قَائِدٌ يُلَاوِمُنِي، فَهَلْ تَجِدُ مِنْ رُخْصَةٍ؟ قَالَ: "هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (9486)، و"صحيح ابن حبان" (2597). وأخرجه البخاري (644) و (2420)، ومسلم (651)، وأبو داود (549)، والترمذي (217)، والنسائي 2/ 107 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "المسند" (7328)، و"صحيح ابن حبان" (2096). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- لم يسمع من ابن أم مكتوم، فيما نص عليه ابن معين وابن القطان لكنه قد توبع. عاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود أيضًا. وأخرجه أحمد (15490)، وأبو داود (552) من طريق عاصم بن بهدلة، به. وأخرجه بنحوه أبو داود (553)، والنسائي 2/ 109 - 110 من طريق عبد الرحمن ابن أبي ليلى، وأحمد (15491)، وابن خزيمة (1479)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5087)، والدارقطني (1435)، والحاكم 1/ 247 من طريق عبد الله بن شداد بن الهاد، والطحاوي (5086)، والحاكم 3/ 635 من طريق زر بن حبيش، ثلاثتهم عن ابن أم مكتوم. قال الطحاوي بإثر حديث زر بن حبيش: هذا الحديث أحسن ما وجدنا في هذا الباب، وصحح سماع عبد الله بن شداد وزر بن حبيش من ابن أم مكتوم، وجود الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 274 إسناد رواية ابن شداد. وأخرج ابن أبي شيبة 1/ 346، والطحاوي في "شرح المشكل" (5089) من طريق عمرو بن مرة، عن أبي رزين، عن أبي هريرة، قال: جاء ابن أم مكتوم ... الحديث. وسنده صحيح، وهذا يؤيد أن أبا رزين لم يسمعه من ابن أم مكتوم مباشرة. وفي الباب عند أبي هريرة عند مسلم (653).

793 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، أخبرنا هُشَيْمٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ، إِلَّا مِنْ عُذْرٍ" (¬1). 794 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِهِ: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجَمَاعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ" (¬2). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات، إلا أن هشيمًا لم يصرح بالسماع هنا ولا عند ابن حبان، ورواه الحاكم 1/ 245 من طريق هشيم قال: حدثنا شعبة. وقد رواه غير واحد من الثقات من أصحاب شعبة فاوقفوه على ابن عباس، منهم وهب بن جرير، وحفص ابن عمر الحوضي، وسليمان بن حرب، ووكيع بن الجراح، وعلي بن الجعد. انظر "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 345، و"مسند ابن الجعد" (496)، و"سنن البيهقي" 3/ 174. وصحح وقفه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 274، وأقره ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/ 96. وأخرجه أبو داود (551) من طريق أبي جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن مغراء العبدي، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رفعه: "من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عُذرٌ- قالوا: وما العذر؟ قال: خوف أو مرض- لم تُقبل منه الصلاة التي صلى"، وهذا سند ضعيف لضعف أبي جناب الكلبي. وهو عند ابن حبان في "صحيحه" (2064) من طريق هُشيبم بن بشير. وقال بإثره: في هذا الخبر دليل أن أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بإتيان الجماعات أمرُ حَتم لا ندب، إذ لو كان القصد في قوله: "فلا صلاة له إلا من عذرِ" يُريد به في الفضل، لكان المعذور إذا صلى وحده، كان له فضل الجماعة، فلما استحال هذا وبطل، ثبت أن الأمر بإتيان الجماعة أمر إيجاب لا ندبِ. (¬2) صحيح بلفظ: "الجُمُعات" لا "الجماعات"، وإن بوب له ابن ماجه بالتغليظ =

795 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْهُذَلِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزَّبْرِقَانِ بْنِ عَمْرٍو الضَّمْرِيِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ عَنْ تَرْكِ الْجَمَاعَةِ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ بُيُوتَهُمْ" (¬1). ¬

_ = في التخلف عن الجماعة، ذلك أن مخرجي الحديث قد رووه بلفظ: "الجُمُعات"، والحديث هنا قد دلسه يحيى بن أبي كثير، إذ بينه وبين الحكم بن ميناء رجل أو رجلان أو أكثر كما سيأتي. فقد أخرجه أحمد (3099)، وابن حبان (2785) من طريقين عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وابن عباس. وأخرجه أحمد (2290) من طريق أبان العطار، والنسائي في "الكبرى" (1671) من طريق علي بن المبارك، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وابن عباس. وأخرجه النسائي 3/ 88 - 89 من طريق أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عباس وابن عمر. قلنا: لعل هذه الرواية هي أصح الروايات عن يحيى بن أبي كثير، والله تعالى أعلم. وأخرجه مسلم (865) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وأبي هريرة. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن الزِّبرقان بن عمرو لم يسمع من أسامة بن زيد فيما ذكره المزي في "التهذيب". قلنا: بينهما فيه رجل يقال له: زُهرة، وهو مجهول، ثم إن الوليد بن مسلم مدلس، وقد عنعن. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (354) من طريق يحيى القطان، عن ابن أبي ذئب، به. وهو في "مسند أحمد" (21792)، وصححه الضياء في "مختارته" (1310)! وأخرجه النسائي في "الكبرى" (359) من طريق أبي داود الطيالسي، عن ابن أبي ذئب، عن الزبرقان، عن زهرة، عن أسامة وزيد بن ثابت. =

18 - باب صلاة العشاء والفجر في جماعة

18 - بَابُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ فِي جَمَاعَةٍ 796 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا" (¬1). 797 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه كذلك (360) من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن زيد بن ثابت، وقال النسائي بإثره: هذا خطأ، والصواب: ابن أبي ذئب، عن الزبرقان بن عمرو بن أمية، عن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد. ويشهد له حديث أبي هريرة السالف برقم (791). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (386) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (385) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى ابن أبي كثير، عن محمَّد بن إبراهيم، عن يُحنَّس بن أبي موسى، عن عائشة. فذكر يحنَّس، بدل: عيسى. وكلاهما ثقة، فلا يضر ذلك بصحة إسناد الحديث. وهو في "المسند" (24506) من طريق شيان. (¬2) إسناده صحيح. =

798 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ ابْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدٍ جَمَاعَةً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَا تَفُوتُهُ الرَّكْعَةُ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِتْقًا مِنْ النَّارِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (657)، ومسلم (651) من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (9486)، و"صحيح ابن حبان" (2098). وأخرجه البخاري (615)، ومسلم (437)، والنسائي 1/ 269 و 2/ 23 من طريق مالك بن أنس، عن سمّي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي صالح، به. وهو في "المسند" (7226)، و"صحيح ابن حبان" (1659). (¬1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، ثم إن عمارة بن غزية لم يسمع من أنس فيما قاله الترمذي والدارقطني. وقد رجح الترمذي الموقوف عند الحديث رقم (238). وأخرجه أبو يعلى في "المسند الكبير" كما في "مسند الفاروق" لابن كثير 1/ 197، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2876)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 475 من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وذكر الدارقطني في "العلل" 2/ 118 أن محمَّد بن إسحاق قد رواه كإسماعيل ابن عياش، يعني أنه تابعه. ورواه يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن رجل، عن أنس، عن عمر فيما قاله الدارقطني في "العلل" 2/ 118. وقد روي من أوجه أخرى لا يصح منها شيء، وقد بسطنا القول في عللها وتخريجها في "جامع الترمذي" عند الحديث رقم (238).

19 - باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة

19 - بَابُ لُزُومِ الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارِ الصَّلَاةِ 799 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ" (¬1). 800 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه البخاري (477) و (647) و (2119)، ومسلم بإثر (661) / (272)، وأبو داود (559)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/ 353 من طريق سليمان بن مهران الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (445) و (659)، ومسلم بإثر (661)، وأبو داود (469) و (470)، والنسائي 2/ 55 من طريق عبد الرحمن الأعرج، والبخاري (176) من طريق سعيد المقبري، ومسلم بإثر (661)، وأبو داود (471) من طريق أبي رافع نفيع الصائغ، ومسلم بإثر (661)، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/ 330 و 343 و 356 من طريق محمَّد بن سيرين، ومسلم بإثر (661) من طريق همام بن منبه، خمستهم عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7430)، و"صحيح ابن حبان" (2043). وانظر ما سلف برقم (774).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْر، ِ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ إليه (¬1) كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ، إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ)، والنسخ المطبوعة: له. (¬2) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في إسناده كما سيأتي بيانه، ومع ذلك فقد صحيح إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 54، وسكت عنه عبد الحق الإشبيلي. وأخرجه الطيالسي (2334)، وابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" بإثر (1478)، وأحمد بن حنبل (8350) و (9841)، وابن خزيمة (1503)، وابن حبان (1607) و (2278)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 213، وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء" ص 43 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1477)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2939) من طريقين عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة. فأسقط من إسناده سعيد بن يسار! وأخرجه أحمد (8065) عن هاشم بن القاسم، وابن خزيمة (1491) من طريق شعيب بن الليث بن سعد، كلاهما عن الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. فزاد في إسناده أبا عبيدة، وهو مجهول كما قال الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 196. وأخرجه الحارث بن محمَّد بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1478) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن الليث، عن المقبري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. فأسقط من إسناده أبا عبيدة. وذكر الدارقطني في "العلل " 3/ ورقة 196 أن قتيبة بن سعيد قد رواه عن الليث كذلك. وأخرجه ابن خزيمة (359) عن محمَّد بن بشار بندار، عن يحيى القطان، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (1476) عن يحيى القطان، به، لكنه وقفه على أبي هريرة. =

801 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَغْرِبَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسْرِعًا، قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: "أَبْشِرُوا، هَذَا رَبُّكُمْ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى" (¬1). 802 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} الْآيَةَ [التوبة: 18] " (¬2). ¬

_ = والبَشُّ: قال ابن الأثير: فرح الصديق بالصديق، واللطف في المسألة والإقبال عليه، وقد بَشِشْت به أبَش، وهذا مثل ضربه لتلقيه إياه ببره وتقريبه وإكرامه. (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو أيوب: هو المراغي الأزدي. وأخرجه أحمد (6750) و (6752) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (6751) و (6946)، والبزار في "مسنده" (2365) من طريق مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. (¬2) إسناده ضعيف، لضعف دراج أبي السَّمح في روايته عن أبي الهيثم، وهو سليمان بن عمرو العتواري. وأخرجه الترمذي (2617) و (3093) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو ابن الحارث، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11651)، و"صحيح ابن حبان" (1721).

تم الجزء الأول من "سنن ابن ماجه" ويلبه الجزء الثاني وأوله: أبواب إقامة الصلوات والسنة فيها

السُّنن تصنيف الإمام الحَافظ أبي عبد اللهِ محمَّد بن يزيد بنِ مَاجَة القزويني 209 - 273 هـ حَقّقهُ وَضبَط نصَّه، وخرَّج أحَاديثه، وعَلق عليه شعيب الأرنؤوط عادل مرشد سَعيِد اللّحَّام الجُزء الثّاني دار الرسالة العالمية

السُّنن (2)

بِسمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ جَميع الحقُوق محفُوظة للِنّاشِر الطبعة الأولى 1430هـ - 2009 م دار الرسالة العالمية جميع الحقوق محفوظة يمنع طبع هذا الكتاب أو أي جزء منه بجميع طرق الطبع والتطوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها إلا بأذن خطى من شركة الرسالة العالمية م. م. al-Resalah AL-A'Lamiah m publishers الإدارة العامة Head Office دمشق - الحجاز شارع مسلم البارودى بناء خولى وصلاحى 2625 2212773 - 11 (963) 2234305 - 11 (963) الجمهورية العربية السورية Syrian Arab Republic [email protected] http://www.resalahonline.com فرع بيروت BEIRUT/ LEBANON TELEFAX:815112 - 319039 - 818615 P.O BOX:117460

أبواب إقامة الصلوات والسنة فيها

أَبْوَابُ إِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا 1 - بَابُ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ 803 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ" (¬1). 804 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ضمن حديث الصلاة: البخاري في "رفع اليدين" (3) و (4)، وأبو داود (730) و (963)، والترمذي (304) و (305) من طريق عبد الحميد بن جعفر، به. وهو في "مسند أحمد" (23599)، و"صحيح ابن حبان" (1867) و (1870). وأخرجه ضمن حديث الصلاة كذلك البخاري في "صحيحه" (828) من طريق محمَّد بن عمرو بن حلحلة، عن محمَّد بن عمرو بن عطاء، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (1869). وسيأتي مطولًا بالأرقام (862) و (863) و (1061)، وتأتي تتمة تخريجاته هناك.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَفْتِحُ صَلَاتَهُ (¬1) يَقُولُ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" (¬2). 805 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا كَبَّرَ سَكَتَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، فَأَخْبِرْنِي مَا تَقُولُ، قَالَ: "أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَالثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (س): الصلاة. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن شاء الله. وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد في "مسنده" (11473)، وأبو داود (775)، والترمذي (242)، والنسائي 2/ 132 من طريق جعفر بن سليمان، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث عائشة سيأتي برقم (806)، وإسناده ضعيف. وآخر موقوفًا بإسناد صحيح عن عمر عند ابن أبي شيبة 1/ 232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 198 وغيرهما. وقد فاتتنا الإشارة في العليق على "المسند" إلى صحة هذه القطعة من الحديث لشاهديها. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (744)، ومسلم (598)، وأبو داود (781)، والنسائي 1/ 50 - 51 و 176 و 2/ 128 - 129 من طريق عمارة بن القعقاع، به. =

2 - باب الاستعاذة في الصلاة

806 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَارِثَةُ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ" (¬1). 2 - بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ 807 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا" ثَلَاثًا، الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (7164)، و "صحيح ابن حبان" (1775). وأخرجه النسائي 2/ 128 من طريق سفيان الثوري، عن عمارة بن القعقاع، به بلفظ: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانت له سكتة إذا افتتح الصلاة. وهو في "المسند" (9781). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حارثة بن أبي الرّجال قد تكلم فيه من قبل حفظه. وأخرجه الترمذي (241) من طريق أبي معاوية محمَّد بن خازم، بهذا الإسناد. وقد فاتنا في تحقيقنا على الترمذي تخريج هذا الحديث من "سنن ابن ماجه" فيُستدرك من هنا. وأخرجه أبو داود (776) من طريق طلق بن غنام، عن عبد السلام بن حرب، عن بُدَيل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة. وقال بإثره: وهذا الحديث ليس بمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بُديل جماعة، لم يذكروا فيه شيئًا من هذا. ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري السالف برقم (804).

["الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا" ثَلَاثًا] (¬1)، "سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" ثَلَاثَ مَرَّاتِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ" (¬2). قَالَ عَمْرٌو: هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ. ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في (س) و (م)، وأثبتناه من (ذ) والمطبوع، لكن ليس في (ذ) قوله: ثلاثًا، والصواب إثباتها كما توضحه رواية أبي داود وغيره. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عاصم العنزي، قال البزار: لا يُعرف، وقال ابن خزيمة بإثر ح (469): وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يُدرى من هما. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 489: لا يصح، وكذلك ضعف هذا الخبر الطبري في "تهذيب الآثار" -قسم مسند عمر- 2/ 655، لكن صححه ابن خزيمة (468)، وابن حبان (1779)، والحاكم 1/ 235. وأخرجه أحمد (16784)، وأبو داود (764) من طريقين عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (16760)، والبخاري في "تاريخه" 6/ 489 من طريق حصين ابن عبد الرحمن السلمي، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع، به. فسماه عباد بن عاصم! وأخرجه البخاري 6/ 489 من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن عمار بن عاصم، عن نافع، به. فسماه عمارًا! وأخرجه أحمد (16739)، وأبو داود (765) من طريق مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن رجل، عن نافع. فلم يذكر اسمه. وقد صوّب الدارقطي في "العلل" 4/ ورقة 105 رواية شعبة بن الحجاج في تسمية شيخ عمرو بن مرة، وهي رواية المصنف. ويشهد له دون قوله: "اللهم إني أعوذ بك ... " حديث عبد الله بن عمر عند أحمد (4627) ومسلم (601)، وانظر تمام شواهده عند أحمد. ولقوله: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان ... " شاهد من حديث عبد الله بن مسعود عند أحمد (3828)، وسيأتي بعده. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد (11473)، وسنده ضعيف.

3 - باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة

808 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عن ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَهَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ" (¬1). قَالَ: هَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ. 3 - بَابُ وَضْعِ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلَاةِ 809 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ عن أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَؤُمُّنَا فَيَأْخُذُ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب قد اختلط بأخرة ومحمد بن فضيل سمع منه بعد الاختلاط، وقد ضعف الطبري هذا الحديث في "تهذيب الآثار" -قسم مسند عمر- 2/ 655. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 185، وأحمد في "مسنده" (3830)، وأبو يعلى (4994) و (5077)، والطبري في "تهذيب الآثار" -قسم مسند عمر-2/ 646، وابن خزيمة (472)، والحاكم 1/ 207، والبيهقي 2/ 36 من طرق عن محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (3828)، وأبو يعلى (5380) من طريق عمار بن رُزَيق، والبيهقي 2/ 36 من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. ولم يذكر أحدٌ متى سمع عمار وورقاء من عطاء قبل الاختلاط أو بعده. وأخرجه موقوفًا الطيالسي (371)، والطبراني في "الكبير" (9302)، والبيهقي 2/ 36 من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء، به. وسماع حماد بن سلمة من عطاء ابن السائب قديم قبل الاختلاط، فإسناد الموقوف حسن. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب، واسم هُلْب: يزيد بن قُنافة. =

810 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ (ح) وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمَفَضَّلِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي؛ فَأَخَذَ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ (¬1). 811 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ، أَخبرنَا هُشَيْمٌ، أَخبرنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ السُّلَمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا وَاضِعٌ يَدِي الْيُسْرَى عَلَى الْيُمْنَى، فَأَخَذَ بِيَدِي الْيُمْنَى فَوَضَعَهَا عَلَى الْيُسْرَى (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (250) من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وهر في "المسند" (21967)، وزيادات عبد الله على "المسند" (21974). ويشهد له حديث سهل بن سعد عند البخاري (740)، وحديث وائل بن حجر عند مسلم (401)، وانظر تتمة شواهده في "المسند" عند حديث جابر (15090)، و "العواصم والقواصم" 3/ 9 - 14. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه ضمن حديث مطول أبو داود (726) و (727) و (957)، والنسائي 2/ 126 - 127 و 3/ 35 - 36 من طريق عاصم بن كليب، به. وهو في "المسند" (18850)، و"صحيح ابن حبان" (1860). وأخرجه بنحوه مسلم (401)، وأبو داود (723)، والنسائي 2/ 125 - 126 من طريق علقمة بن وائل، عن أبيه. وسمى أبو داود في روايته علقمة: وائل بن علقمة، وهر خطأ من بعض الرواة. (¬2) إسناده محتمل للتحسين من أجل الحجاج بن أبي زينب، وقد اختلف عليه في إسناده. =

4 - باب افتتاح القراءة

4 - بَابُ افْتِتَاحِ الْقِرَاءَةِ 812 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬1). 813 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (ح) وَحَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (755)، والنسائي 2/ 126، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 283 - 284، وابن عدي في "الكامل" 2/ 647، والدارقطني في "السُّنن" (1105)، والبيهقي 2/ 28 من طريق هشيم بن بشير، والدارقطني (1107) من طريق محمَّد بن يزيد، كلاهما عن حجاج بن أبي زينب، به. وأخرجه أحمد (15090)، والطبراني في "الأوسط" (7853)، وابن عدي 2/ 648، والدارقطني (1106) من طريق محمَّد بن الحسن الواسطي، عن حجاج ابن أبي زينب، عن أبي سفيان، عن جابر بنحوه. قال الدارقطني في "العلل" 5/ 339: قول هشيم أصح، وحسن الحافظ في "الفتح" 2/ 224 إسناد حديث هشيم هذا. وأخرجه مرسلًا ابن عدي 2/ 648 من طريق يزبد بن هارون، عن حجاج، عن أبي عثمان: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مر برجل ... (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا مسلم (498)، وأبو داود (783) من طريق حسين المعلم، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (24030) و (24791)، و"صحيح ابن حبان" (1768).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬1). 814 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬2). 815 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَقَلَّمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشَدَّ عَلَيْهِ فِي الْإِسْلَامِ حَدَثًا مِنْهُ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقْرَأُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ، فَإِنِّي صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ ¬

_ (¬1) صحيح. وأخرجه البخاري (743)، ومسلم (399)، وأبو داود (782)، والترمذي (244)، والنسائي 2/ 133 من طرق عن قتادة عن أنس. زاد مسلم في روايته: لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم، وجاء عنده بلفظ آخر أيضًا، وهو: صليت مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم. وهو عند ابن حبان (1799). والحديث في "مسند أحمد" (11991)، و"صحيح ابن حبان" (1798). (¬2) حسن بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن رافع، وجهالة أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6221) عن نصر بن علي الجهضمي، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد.

5 - باب القراءة في صلاة الفجر

عُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ رَجُلًا مِنْهُمْ يَقُولُهُ، فَإِذَا قَرَأْتَ فَقُلْ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (¬1). 5 - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ 816 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 10] (¬2). 817 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَصْبَغَ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فكان يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ، كَأَنِّي أَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} [التكوير: 15 - 16] (¬3). ¬

_ (¬1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير ابن عبد الله بن مغفل، وقد سُمي في رواية أحمد: يزيد، ويزيد هذا قد روى عنه ثلاثة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وأخرجه الترمذي (242)، والنسائي 2/ 135 من طريق أبي نَعَامة قيس بن عباية، به. وهو في "المسند" (16787). ويشهد له حديث أنس الصحيح السالف برقم (813). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (457)، والترمذي (306)، والنسائي 2/ 157 من طريق زياد ابن عِلاقة، به. وهو في "المسند" (18903)، و"صحيح ابن حبان" (1814). (¬3) صحيح، أصبغ مولى عمرو بن حريث المخزومي متابعْ، وباقي رجاله ثقات. =

818 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَهُ أَبُو الْمِنْهَالِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى الْمِائَةِ (¬1). 819 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِنَا، فَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى [مِنْ الظُّهْرِ] (¬2) وَيُقْصِرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَكَذَلِكَ فِي الصُّبْحِ (¬3). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (817) من طريق عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (456) و (475)، والنسائي 2/ 157 من طريق الوليد بن صريع، عن عمرو بن حريث. وهو في "مسند أحمد" (18733)، و"صحيح ابن حبان" (1819). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (541)، ومسلم (461) و (647)، وأبو داود (398)، والنسائي 1/ 246 و 262 و265 و 2/ 157 من طرق عن سيار أبي المنهال، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (19764)، و "صحيح ابن حبان" (1503) و (1822). (¬2) ما بين الحاصرتين لم يَرِد في أصولنا الخطية، وهو من المطبوع، وقد جاء في رواية مسلم (451)، وأبي داود (798) من طريق ابن أبي عدي. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (759)، ومسلم (451)، وأبو داود (798) و (799)، والنسائي 2/ 164 و165 و 166 من طريق يحيي بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. =

6 - باب القراءة في صلاة الفجر يوم الجمعة

820 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَرَأَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِـ "الْمُؤْمِنينَ"، فَلَمَّا أَتَى عَلَى ذِكْرِ عِيسَى، أَصَابَتْهُ شَرْقَةٌ فَرَكَعَ، يَعْنِي: سَعْلَةً (¬1). 6 - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 821 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (19418) و (22525)، و "صحيح ابن حبان" (1831) و (1855) و (1857). (¬1) حديث صحيح، وقد أخطأ ابن عيينة في هذا الحديث، فقال: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 87: هذا خطأ، إنما هو ابن جريج، عن محمَّد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو العامري، عن عبد الله بن السائب، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو الصواب. ثم قال؟ لم يضبط ابن عيينة، كان ابن عيينة إذا حدث عن الصغار كثيرًا ما يُخطئ. قلنا: وعبد الله بن عمرو المذكور صوب الحافظ ابن حجر أنه ابنُ عبدٍ القاري على ما وقع في رواية عبد الرزاق في "مصنفه" (2707). وأخرجه الحميدي (821)، ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 130 عن سفيان بن عيينة، بإسناد المصنف. وأخرجه مسلم (455)، وأبو داود (649) من طريق ابن جريج، عن محمَّد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب. وهو في "مسند أحمد" (15394)، و"صحيح ابن حبان" (1815).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ، وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} (¬1). 822 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ من يَوْم الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} (¬2). 823 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} و {َهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (879)، وأبو داود (1074) و (1075)، والترمذي (520)، والنسائي 2/ 159 و 3/ 111 من طريق مخوَّل، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (1993)، و"صحيح ابن حبان" (1821). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، الحارث بن نبهان متروك الحديث، وقد أخطأ في إسناد هذا الحديث، وخالفه الحسين بن واقد، فرواه عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، وهو الصحيح كما قال البخاري فما نقله الترمذي في "العلل الكبير" بترتبب القاضي 1/ 280، وكما قال البزار بإثر الحديث (1158). وأخرجه البزار (1158)، وأبو يعلى (813)، والهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (74) من طرق عن الحارث بن نبهان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 279، والبزار (1720)، والبيهقي 3/ 201 من طرق عن الحسين بن واقد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. وإسناده حسن. (¬3) إسناده صحيح. =

824 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، أَخبرنَا إِسْحَاق بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخبرنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الفجر يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} و {َهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (891)، ومسلم (880)، والنسائي 2/ 159 من طريق سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9561). وانظر ما بعده. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد اختلف في وصله وإرساله، وقد رجح المرسل البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير"، وأبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 204، وكذا الدارقطني في "العلل" 5/ 0332 أبو فروة: هو مسلم بن سالم الجهني، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 280، والبزار في "مسنده" (2066) من طريق عمران بن عيينة، والطبراني في "المعجم الكبير" (10116)، وفي "المعجم الأوسط" (6689)، وفي "المعجم الصغير" (887) من طريق مِسعَر بن كِدَام، وأبو نعيم في"الحلية" 7/ 183 من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة بن الحجاج، والخطيب في "تاريخه" 2/ 183 من طريق حمزة الزيات، أربعتهم عن أبي فروة الجهني، به. زاد الدارقطني في "العلل" 5/ 329 - 330 فيمن تابع هؤلاء الخمسة في وصله: عبد الله بن الأجلح وسليمان التيمي ومحمد بن جابر. ثم قال: وخالف حجاجَ بن نصير أصحابُ شعبة: غندرٌ ومعاذٌ وابنُ مهدي وغيرهم، فرووه عن شعبة، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص مرسلًا. وكذلك رواه الثوري وزهير وزائدة، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص مرسلًا. وكذلك قال ابنُ عيينة سفيانُ مرسلًا، وقيل عنه متصلًا. =

7 - باب القراءة في الظهر والعصر

قَالَ إِسْحَاق: هَكَذَا حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، لَا أَشُكُّ فِيهِ. 7 - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ 825 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: لَيْسَ لَكَ فِي ذَلِكَ خَيْرٌ. قُلْتُ: بَيِّنْ رَحِمَكَ اللَّهُ. قَالَ: كَانَتْ الصَّلَاةُ تُقَامُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الظُّهْرَ، فَيَخْرُجُ أَحَدُنَا إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقْضِي حَاجَتَهُ، ويَجِيءُ فَيَتَوَضَّأُ، فَيَجِدُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ الظُّهْرِ (¬1). 826 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10085) من طريق محمَّد بن عياش ابن عمرو العامري، وفي "الأوسط" (6655)، وفي "الصغير" (986)، وفي "مسند الشاميين" (515) من طريق عمرو بن قيس الملائي، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 5/ 331 أن محمَّد بن عبيد الله العرزمي قد رواه أيضًا متصلًا، وأنه قد خالفه عمرو بن قيس الملائي وميسرة بن حبيب النهدي وشريك فرووه عن أبي إسحاق، عن أبي فروة، عن أبي الأحوص مرسلًا. قلنا: العرزمي متروك الحديث، ومحمد بن عياش مجهول، وعمرو بن قيس الملائي اختلف عنه كما ترى، ولهذا قال الدارقطني: وحديث أبي الأحوص القول فيه قول من أرسله. وقد روي هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود من وجه آخر، من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، خرجناه عند الحديث السالف، وسنده حسن. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (454)، والنسائي 2/ 164 من طريقين عن قَزَعة، به. ْوهو في "المسند" (11307)، و"صحيح ابن حبان" (1854).

قُلت لِخَبَّابٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ (¬1) (¬2). 827 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ ابْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ فُلَانٍ. قَالَ: وَكَانَ يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ (¬3). 828 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: اجْتَمَعَ ثَلَاثُونَ (¬4) مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: تَعَالَوْا حَتَّى نَقِيسَ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا ¬

_ (¬1) في (س): لَحيَيه، وفي (ذ) كتبت على الوجهين بالياء والتاء. واللَّحي: منبت اللحية من الإنسان وغيره. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (746)، وأبو داود (801) من طريق سليمان الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (21056)، وداصحيح ابن حبان" (1826) و (1830). (¬3) إسناده قوي، الضحاك بن عثمان -وإن روى له مسلم- ينحط عن رتبة الصحيح. وأخرجه النسائي 2/ 167 و 167 - 168 من طريق الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (7991)، و"صحيح ابن حبان" (1837). (¬4) في (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: ثلاثون بدريًا، بزيادة "بدريًا" ووضع في (س) فوقها إشارة نسخة.

8 - باب الجهر بالآية أحيانا في صلاة الظهر والعصر

لَمْ يَجْهَرْ فِيهِ مِنْ الصَّلَاةِ فَمَا اخْتَلَفَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ، فَقَاسُوا قِرَاءَتَهُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ الظُّهْرِ بِقَدْرِ ثَلَاثِينَ آيَةً، وَفِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى قَدْرَ النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وَقَاسُوا ذَلِكَ فِي الْعَصْرِ عَلَى قَدْرِ النِّصْفِ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ (¬1). 8 - بَابُ الْجَهْرِ بِالْآيَةِ أَحْيَانًا فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ 829 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ بِنَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- اختلط، ورواية أبي داود الطيالسي عنه بعد اختلاطه، وقد تابعه يزيد بن هارون، وهو ممن سمع المسعودي في الاختلاط أيضًا، وزيد العمي -وهو ابن الحواري- ضعيف الحديث. وأخرجه أحمد (23097) عن يزيد بن هارون، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 207، وفي "شرح مشكل الآثار" (4628) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد. والصحيح عن أبي سعيد ما أخرجه أحمد (10986)، ومسلم (452)، وأبو داود (804)، والنسائي 1/ 237، وابن حبان (1828) من طريق أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نَحزِرُ قيام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الظهر والعصر. قال: فحزرنا قيام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الظهر في الركعتين الأوليين قدْرَ قراءة ثلاثين آية، قدر قراءة سورة تنزيل السجدة. قال: وحَزَرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في العصر في الركعتين الأوليين على النصف من ذلك. قال: وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من الأوليين. (¬2) إسناده صحيح. =

9 - باب القراءة في صلاة المغرب

830 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِنَا الظُّهْرَ، فَنَسْمَعُ مِنْهُ الْآيَةَ بَعْدَ الْآيَاتِ، مِنْ سُورَةِ لُقْمَانَ وَالذَّارِيَاتِ (¬1). 9 - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ 831 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّهِ - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: هِيَ لُبَابَةُ - أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (¬2). 832 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (759)، ومسلم (451)، وأبو داود (798) و (799)، والنسائي 2/ 164 و 164 - 165 و165 و 166 من طريق يحيى بن أبي كثير، به. وهو في "مسند أحمد" (19418) و (22520)، و "صحيح ابن حبان" (1831). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سلم بن قتيبة فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه النسائي 2/ 163 من طريق سلم بن قتيبة، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (763)، ومسلم (462)، وأبو داود (810)، والترمذي (308)، والنسائي 2/ 168 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (26868)، و"صحيح ابن حبان" (1832).

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ (¬1). قَالَ جُبَيْرٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [الطور: 35 - 38] كَادَ قَلْبِي يَطِيرُ (¬2). 833 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (765)، ومسلم (463)، وأبو داود (811)، والنسائي 2/ 169 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "المسند" (16735)، و"صحيح ابن حبان" (1833). (¬2) أخرج هذه القطعة الحميدي في "مسنده" (556) وعنه البخاري (4854)، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 148. لفظ البخاري عن جبير بن مطعم قال: سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37)} [الطور: 35 - 37] كاد قلبي أن يطير. قال سفيان: فأما أنا فإنما سمعت الزهري يحدّث عن محمَّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه: سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأ في المغرب بالطور، لم أسمعه زاد الذي قالوا لي. (¬3) ضعيف، أحمد بن بديل ضعفه ابن عدي. وقال الدارقطني عن هذا الحديث تفرد به حفص بن غياث عن عبيد الله. وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 248: ولم أر حديثًا مرفوعًا فيه التنصيص على القراءة فيها شيء من قصار المفصل إلا حديثًا في ابن ماجه عن ابن عمر نص فيه على الكافرون والإخلاص، ومثله لابن حبان (1841) =

10 - باب القراءة في صلاة العشاء

10 - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ 834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ؛ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (¬1). 835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ؛ جَمِيعًا عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ مِثْلَهُ (¬2). قَالَ: فَمَا سَمِعْتُ إِنْسَانًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ. 836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ = عن جابر بن سمرة (قلنا: في إسناده سعيد بن سماك لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل": متروك الحديث) فأما حديث ابن عمر، فظاهر إسناده الصحة إلا إنه معلول، قال الدارقطني: أخطأ فيه بعض رواته. اهـ. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13395)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 4/ 153، والخطيب في "تاريخه" 4/ 50 من طريق أحمد بن بديل، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (767)، ومسلم (464)، وأبو داود (1221)، والترمذي (310)، والنسائي 2/ 173 من طريقين عن عدي بن ثابت، به. وهو في "المسند" (18503)، و"صحيح ابن حبان" (1838). (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه في الذي قبله.

11 - باب القراءة خلف الإمام

عَنْ جَابِرٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ فَطَوَّلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ له النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقْرَأْ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ" (¬1). 11 - بَابُ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ 837 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، وَإِسْحَاق بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (465)، والنسائي 2/ 172 - 173 من طريق الليث بن سعد، به. وأخرجه أحمد (14307)، ومسلم (465)، وأبو داود (790)، وابن حبان (2400) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزببر. لكن اقتصر عند أحمد وأبي داود على سورتي الأعلى والليل، وعند مسلم ذكر سورة الضحى بدل سورة العلق، وقد جاء الحديث عندهم خلا مسلم موهمًا أن أبا الزبير أرسله، أما مسلم فقد وضح في روايته أنه عن جابر. وأخرجه أحمد (14190)، والبخاري (705)، والنسائي 2/ 168 و 172 من طريق محارب بن دثار، والبخاري (6106) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن جابر بن عبد الله. وقد اقتصر بعضهم على سورتي الشمس والأعلى، وبعضهم ذكر الأعلى والضحى والانفطار، وجاء عند أحمد والنسائي في الموضع الأول أن ذلك كان في صلاة المغرب! وسيأتي بأطول مما ها هنا برقم (986). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (756)، ومسلم (394)، وأبو داود (822)، والترمذي (245)، والنسائي 2/ 137 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. زاد في رواية أبي داود: "فصاعدًا". =

838 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ أَنَّ أَبَا السَّائِبِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ". فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ. فَغَمَزَ ذِرَاعِي وَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (394) من طريق يونس بن يزيد و (394) من طريق صالح بن كيسان، ومسلم (394)، والنسائي 2/ 137 - 138 من طريق معمر بن راشد، ثلاثتهم عن الزهري، به. زاد معمر في روايته: "فصاعدًا". والحديث في "مسند أحمد" (22677)، و"صحيح ابن حبان" (1782). وأخرجه أحمد (22671) و (22745)، وأبو داود (823)، والترمذي (311) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت قال: صلى بنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقرأ، فثقُلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: "تقرؤون؟ " قلنا: نعم يا رسول الله، قال: "لا عليكم ألا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة إلا بها". وإسناده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من مكحول عند أحمد في الموضع الثاني. واللفظ المذكور لأحمد. وأخرجه أبو داود (824) من طريق زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت. وقد حسن الدارقطني هذا الإسناد بعد أن أخرج الحديث في "سننه" (1220). (¬1) إسناده صحيح، فقد صرح ابن جريج بالسماع عند أحمد (7406). وأخرجه مسلم (395)، وأبو داود (821)، والترمذي (3185)، والنسائي 2/ 135 - 136 من طريق العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، به. وهو في "مسند أحمد" (7406)، و"صحيح ابن حبان" (1784). وأخرجه مسلم (395)، والترمذي (3184) و (3185)، والنسائي في "الكبرى" (7959) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقرن مسلم =

839 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ (ح) وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدُ وَسُورَةٍ، فِي فَرِيضَةٍ أَوْ غَيْرِهَا" (¬1). 840 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِدَاجٌ" (¬2). ¬

_ = في إحدى رواياته والترمذي في الموضع الثاني بعبد الرحمن بن يعقوب الحرقي أبا السائب مولى ابن زهرة. وهو في "المسند" (7291). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سفيان السعدي: واسمه طريف بن شهاب. وأخرجه الترمذي (235) من طريق أبي سفيان السعدي، به. وله شاهد من حديث رفاعة بن رافع عند أحمد (18995)، وصححه ابن حبان (1787) وفيه: "ثم اقرأ بأم القرآن، ثم اقرأ بما شئتَ ... ثم اصنع ذلك في كل ركعة". وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (757)، ومسلم (397) وفيه:"إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ... ثم افعل ذلك في صلاتك كلها". وهو في "المسند" (9635). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، فقد صرح ابن إسحاق بسماعه عند أحمد (26356). =

841 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُّكَيْنِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّلْعِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ" (¬1). 842 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ابْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَقْرَأُ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَفِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَعَمْ" فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: وَجَبَ هَذَا (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 360، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (908)، وأحمد (25099)، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (9)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1087)، وفي "شرح معاني الآثار" 1/ 215، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (89) و (90) من طرق عن محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (10) و (14)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (96) و (97) و (169) و (236) و (301) من طرق عن عمرو ابن شعيب، به. وأخرجه عبد الرزاق (2787)، وأحمد (6903)، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (170) من طرق عن عمرو بن شعيب، به. ولم يذكروا في رواياتهم فاتحة الكتاب وإنما ذكروا مطلق القراءة. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف معاوية بن يحيى الصدفي، لكنه متابع. وأخرجه النسائي 2/ 142 من طريق زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن أبي الدرداء. وزاد فيه: فالتفتَ =

843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬1). ¬

_ = إليَّ وكنتُ أقرب القوم منه، فقال: ما أرى الإمام إذا أمَّ إلا قد كفاهم. قال النسائي: هذا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء، ولم يُقرأ مع هذا الكتاب. قلنا: وكذلك قال الدارقطني بعد إخراجه الحديث (1280) وعزا الوهم فيه لزيد بن الحباب، ورواه عن ابن وهب، عن معاوية بن صالح على الصواب. وقوّى ابن القطان في "بيان الوهم" 3/ 371 أنه من كلام أبي الدرداء، لا لوهم زيد في رفعه، لكن للشك الذي في قوله: "ما أُرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم". وهو في "مسند أحمد" (21720) و (27530). (¬1) إسناده صحيح وهو موقوف كما قال المزي في "التحفة" (3144). مِسعَر: هو ابنُ كِدام. وأخرجه البيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 170، وفي "القراءة خلف الإمام" (228) من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 371، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (287)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 210، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 2/ 63، وفي "القراءة" (359) من طرق عن مسعر، به- وزادوا: وكنا نتحدث أنه لا تجزئ صلاة إلا بفاتحة الكتاب، وزادوا أيضًا خلا البخاري: فما زاد، أو فما فوق ذلك، أو فما أكثر من ذلك، على اختلاف رواياتهم. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9244) من طريق عثمان بن الضحاك، عن أبيه، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله قال: سنة القراءة في الصلاة: أن يقرأ في الأوليين بأم القرآن وسورة، وفي الأخريين بأم القرآن. وعثمان بن الضحاك ضعيف الحديث وانفرد بقوله: سنة القراءة، فأوهم الرفع، وخالفه غيره من الثقات. =

12 - باب: في سكتتي الإمام

12 - بَابٌ: فِي سَكْتَتَيْ الْإِمَامِ 844 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَمِيلٍ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: سَكْتَتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَكَتَبْنَا إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ بِالْمَدِينَةِ، فَكَتَبَ أَنَّ سَمُرَةَ قَدْ حَفِظَ (¬1). ¬

_ = فقد أخرج ابن أبي شيبة 1/ 376 عن وكيع، عن الضحاك بن عثمان، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر قال: لا يقرأ خلف الإمام. وأخرجه موقوفًا كذلك عبد الرزاق (2661) و (2662)، والطحاوي 1/ 210 من طرق عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر. وأخرج مالك في "موطئه" 1/ 84 عن وهب بن كيسان، عن جابر قال: من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا وراء الإمام. وإسناده صحيح. وقال البيهقي في "القراءة خلف الإمام" عقب الحديث (358): قوله: إلا وراء الإمام، يحتمل أن يكون مذهبه جواز ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة، فقد روينا عنه فيما تقدم: كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في الركعتين بفاتحة الكتاب وسورة، وفي الأخريين بفاتحة الكتاب، ويحتمل أن يكون المراد به الركعة التي يدركُ المامومُ إمامه راكعًا فتجزئ عنه بلا قراءة وإلى هذا التأويل ذهب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي فما حكاه محمَّد بن إسحاق بن خزيمة عنه. (¬1) رجاله ثقات غير جميل بن الحسن العتكي فإنه ضعيف لكنه متابع، وعبد الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى السامي، وإن كان لا يُدرى متى سماعه من سعيد بن أبي عروبة قبل أو بعد إلاختلاط- متابع أيضًا، والحسن -وهو البصري- مختلف في سماعه من سمرة لغير حديثي العقيقة والنهي عن المثلة. وأخرجه أبو داود (780)، والترمذي (249) عن محمَّد بن المثنى، عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (779) من طريق يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة، به. =

13 - باب: إذا قرأ الإمام فأنصتوا

قَالَ سَعِيدٌ: فَقُلْنَا لِقَتَادَةَ: مَا هَاتَانِ السَّكْتَتَانِ؟ قَالَ: إِذَا دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ، وَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ. ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: وَإِذَا قَرَأَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُمْ إِذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ، أَنْ يَسْكُتَ حَتَّى يَتَرَادَّ إِلَيْهِ نَفَسُهُ. 845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِشْكَابَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ سَمُرَةُ: حَفِظْتُ سَكْتَتَيْنِ فِي الصَّلَاةِ، سَكْتَةً قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَسَكْتَةً عِنْدَ الرُّكُوعِ. فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَكَتَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَصَدَّقَ سَمُرَةَ (¬1). 13 - بَابٌ: إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا 846 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ (¬2): ¬

_ = وأخرجه أيضًا (777) و (778) من طريقين عن الحسن البصري، به. لكن جعل السكتة الثانية بعد الفراغ من القراءة قبل الركوع. وهو في "مسند أحمد" (20081)، و"صحيح ابن حبان" (1807). وانظر ما بعده. ويشهد للسكتة الأولى حديث أبي هريرة عند البخاري (744)، ومسلم (598). (¬1) رجاله ثقات. وانظر الحديث السالف قبله. (¬2) في (س): قرأ.

{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا (¬1) " (¬2). 847 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ ¬

_ (¬1) في المطبوع: جلوسًا أجمعين. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان -وهو محمَّد- لكنه متابع. وأخرجه أبو داود (604)، والنسائي 2/ 141 - 142 من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. قال أبو داود: هذه الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد. فجعل الوهم من أبي خالد، مع أنه تابعه عليها محمَّد بن سعد الأنصاري عند النسائي 2/ 142، ولهذا قال النسائي في "الكبرى" (996): لا نعلم أحدًا تابع ابن عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا". فجعل التفرد من ابن عجلان لا من أبي خالد، وهو الصحيح. وقد صحح هذه الزيادة الأئمة مسلم والطبري والمنذري وابن حجر. وهو في "مسند أحمد" (8889). وأخرجه مسلم (415)، وأبو داود (603) من طرق عن أبي صالح، به، دون الزيادة المذكورة. وأخرجه البخاري (722)، ومسلم (414) من طريق همام بن منبه، والبخاري (734)، ومسلم (414) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم (417) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة، ومسلم (416) من طريق أبي علقمة بنحوه مختصرًا، ثلاثتهم عن أبي هريرة. دون الزيادة المذكورة. وهو في "مسند أحمد" (8156) و (8502)، و "صحيح ابن حبان" (2107) و (2115). وسيأتي برقم (1239)، وبنحوه مختصرًا برقم (960).

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَرَأَ الْإِمَامُ فَأَنْصِتُوا، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ذِكْرِ أَحَدِكُمْ التَّشَهُّدُ" (¬1). 848 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أُكَيْمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: صَلَّى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَصْحَابِهِ صَلَاةً، نَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحُ، فَقَالَ: "هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: "إِنِّي أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ! " (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وسليمان التيمي: هو ابن طَرْخان، وقتادة: هو ابن دِعامة، وأبو غلآب: هو يونس بن جبير. وأخرجه مسلم (404)، وأبو داود (973) من طريقين عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19723). وقال أبو داود: قوله: "وأنصتوا" ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث. وكذلك أعله الدارقطني في "العلل" 7/ 254 تفرد سليمان التيمي به. قلنا: بل تابعه عمر بن عامر السلمي، فقد أخرجه البزار (3060)، وابن عدي في ترجمة سالم بن نوح من "الكامل" 3/ 1184، والبيهقي 2/ 156 من طريق محمَّد بن يحيى القُطَعي، عن سالم بن نوح العطار، عن عمر بن عامر، عن قتادة، به. وقرن عمر بن عامر بسعيد بن أبي عروبة عند البزار وابن عدي. وقال ابن عدي: وهذا قد رواه أيضًا عن قتادة سليمانُ التيمي، وهو به أشهر من رواية سالم عن عمر ابن عامر وابن أبي عروبة. قلنا: والقطعي ثقة، وسالم وعمر صدوقان. أما ابن أبي عروبة فقد ذكره الدارقطني فيمن خالف التيمي، ولم يذكر الزيادة، فلعله اختلف عليه فيه، أو أن سالم بن نوح حمل رواية سعيد على رواية عمر. واللْه أعلم. وسيأتي حديث التشهد مطولًا برقم (901) ونخرجه هناك. (¬2) إسناده صحيح. ابن أُكيمة: هو عمارة، وقيل غير ذلك. وأخرجه أبو داود (826) و (827)، والترمذي (312)، والنسائي 2/ 140 - 141 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (7270)، و"صحيح ابن حبان" (1843).

849 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أُكَيْمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَزَادَ فِيهِ: قَالَ: فَسَكَتُوا بَعْدُ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ الْإِمَامُ (¬1). 850 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ الْحَسَنِ ابْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ، فَإن قِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لضعف جميل بن الحسن، ولكنه متابع كما في الرواية السالفة قبل. وهذه الزيادة التي أشار إليها المصنف من كلام الزهري كما صححه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 38، والخطيب في "الفصل للوصل للمدرج في النقل " 1/ 292، ونقل الحافظ في "التلخيص" 1/ 231 اتفاق أبي داود ويعقوب بن سفيان والذهلي والخطابي وغيرهم على ذلك. وانظر "القراءة خلف الإمام" للبيهقي ص 141 - 143. (¬2) إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو الجُعفي-، وأبو الزبير- وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُسَ المكي- لم يصرح بسماعه من جابر. وأخرجه عبد بن حميد (1050)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 217، والدارقطني (1253) و (1254)، وابن عدي 2/ 542 و 6/ 2107، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (343) و (344) و (345) و (395) من طرق عن جابر بن يزيد الجعفي، به، وقرن الطحاوي في أحد المواضع عنده والدارقطني في الموضع الأول وابن عدي في الموضع الثاني والبيهقي في الموضعين الثاني والثالث بجابر الجعفي ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف كذلك سيئ الحفظ. قال ابن عدي: وهذا معروف بجابر الجعفي عن أبي الزبير، يرويه عنه الحسن بن صالح، إلا أن إسحاق بن منصور السَّلولي ويحيى بن أبي بكير رويا عن الحسن بن صالح، عن ليث وجابر فجمعا بينهما. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (1501)، والطبراني في "الأوسط" (7899)، والبيهقي في "القراءة" (346) من طريق سهل بن العباس المروزي، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، والبيهقي (347) و (348) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. وسهل بن العباس قال الدارقطني: متروك. وابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. وأخرج نحوه الطحاوي 1/ 228، والدارقطني (1241)، والبيهقي في "القراءة" (349) من طريق يحيى بن سلام، عن مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، إلا أن يكون وراء إمام" قال الدارقطني: يحيى بن سلام ضعيف، والصواب موقوف. قلنا: هو في "الموطأ" 1/ 84 عن وهب بن كيسان، عن جابر موقوفًا. وإسناده صحيح. وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" ص 307، ومن طريفه أبو يوسف القاضي في كتاب "الآثار" (113)، ومحمد بن الحسن في "موطئه" (117)، والطحاوي 1/ 217، والدارقطني (1233) و (1234)، والبيهقي في "السُّنن" 2/ 159، وفي "القراءة" (334) و (335) عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن جابر. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 376 عن شريك النخعي وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن في "موطئه" (124) عن إسرائيل بن يونس، والطحاوي 1/ 217 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، وابن عدي 7/ 2477 من طريق جرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وشعبة، والبيهقي في "السُّنن" 2/ 160، وفي "القراءة" (336) و (337) من طريق عبد الله بن المبارك عن سفيان وشعبة وأبي حنيفة، سبعتهم عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد مرسلًا. وقال البيهقي في "معرفة السُّنن والآثار" (916): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ (وهو الحاكم) قال: سمعتُ سلمة بن محمَّد الفقيه يقول: سألت أبا موسى الرازي الحافظ عن الحديث المروي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" فقال: لم يصح فيه عندنا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيء، إنما اعتمد مشايخنا فيه على الروايات عن علي وعبد الله بن مسعود والصحابة. قال أبو عبد الله: أعجبني هذا لما سمعتُه، فإن أبا موسى أحفظ مَن رأينا من أصحاب الرأي على أديم الأرض. =

14 - باب الجهر بآمين

14 - بَابُ الْجَهْرِ بِآمِينَ 851 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬1). ¬

_ = قلنا: ويخالفه أن جابر بن عبد الله قال: كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة، وفي الأخريين بفاتحة الكتاب، وإسناده صحيح موقوف، وقد سلف برقم (843). وانظر تمام تخريجه ودراسة طرقه في "المسند" (14643). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6402)، والنسائي 2/ 143 - 144 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (410)، وأبو داود (936)، والترمذي (248)، والنسائي 2/ 144 من طرق عن الزهري، به. وقرن بعضهم بسعيد بن المسيب أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (780)، ومسلم (410)، والنسائي 2/ 143 و 144 و 144 - 145 من طرق عن أبي هريرة. وأخرج البخاري (782)، وأبو داود (935)، والنسائي 2/ 144 من طريق مالك، عن سُميٍّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقولوا: آمين ... " فجعل التامين للمأمومين دون الإمام. وهو في "المسند" (7187) و (7244)، و"صحيح ابن حبان" (1804). وانظر ما بعده.

852 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَجَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ؛ جَمِيعًا عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬1). 853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: تَرَكَ النَّاسُ التَّأْمِينَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: آمِينَ حَتَّى يَسْمَعَهَا أَهْلُ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَيَرْتَجُّ بِهَا الْمَسْجِدُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح كسابقه. وقد سلف تخريجه في الحديث الذي قبله. (¬2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن رافع وجهالة أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (934) عن نصر بن علي، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (1806)، والدارقطني (1274)، والحاكم 1/ 223، والبيهقي في "السُّنن" 2/ 58 من طريق ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا فرغ من قراءة أم القرآن، رفع صوته، وقال: "آمين". قال الدارقطني: إسناده حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. =

854 - حَدَّثَنَا عثمان بنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬1)، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: "آمِينَ" (¬2). 855 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَعَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَلَمَّا قَالَ: "وَلَا الضَّالِّينَ" قَالَ: "آمِينَ" فَسَمِعْنَاهَا منه (¬3). ¬

_ = وأخرج النسائي 2/ 134، وابن خزيمة (499)، وابن حبان (1797) من طريق نُعيم بن عبد الله المُجمر قال: صليتُ وراء أبي هريرة فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن حتى إذا بلغ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقال: آمين، فقال الناس: آمين ... الحديث، وقال في آخره: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وإسناده صحيح. وانظر حديث أبي هريرة السالف قبله. (¬1) وقع في "تحفة الأشراف" (10065): أبو بكر بن أبي شيبة! (¬2) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن- وحُجَيَّةَ بن عدي، وقد اضطرب فيه ابن أبي ليلى كما بينه أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه 1/ 92، والدارقطني في "العلل" 3/ 185 - 186. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 92 من طريق عيسى بن المختار، عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وسأل أباه عن هذا الحديث فقال: هذا عندي خطأ، إنما هو سلمة، عن حجر أبي العنبس، عن وائل بن حجر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: سيأتي تخريجه عند الحديث الآتي بعده. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، لأن عبد الجبار بن وائل ابن حجر لم يسمع من أبيه. ومع ذلك صحيح الدارقطني إسناده في "سننه" (1271)، وقد روي من وجه آخر صحيح كما سيأتي. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه أحمد (18873)، والنسائي 122/ 2 و145 من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (932)، والترمذي (246) من طريق سفيان الثوري، وأبو داود (933)، والترمذي (247) من طريق العلاء بن صالح، كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن حُجر بن عنبس، عن وائل بن حجر. وصححه الدارقطني (1267)، والبيهقي في "المعرفة" (3168)، والحافظ في "التلخيص" 1/ 236، وقال الترمذي: حديث حسن، لكن أعله ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم" 3/ 374 - 385 بجهالة حجر بن عنبس واضطراب المتن! وخالفهما شعبة بن الحجاج فيما أخرجه عنه الطيالسي (1024) - ومن طريقه البيهقي 2/ 57 - وأحمد (18854) عن محمَّد بن جعفر، وأبو مسلم الكجي في "سننه" كما في "التلخيص الحبير" 1/ 237 عن عمرو بن مرزوق، والدارقطني (1270) من طريق يزيد بن زريع، وابن حبان (1805) من طريق وهب بن جرير وعبد الصمد، والطبراني في "الكبير" 22/ (2) من طريق سليمان بن حرب، و (3) من طريق عفان، ثمانيتهم عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل، عن وائل بن حجر: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خفض صوته بآمين. وفي رواية الطيالسي وعمرو بن مرزوق أن حجرًا أبا العنبس قال: سمعت علقمة بن وائل يحدث عن وائل، وقد سمعتُ من وائل. وجاء في رواية محمَّد بن جعفر على الشك. قلنا: وبذلك يكون شعبة قد رواه على الوجهين: مرة بذكر علقمة بن وائل، ومرة بإسقاطه كسفيان الثوري والعلاء بن صالح، ولا يكون بذلك واهما في إسناده. قال البيهقي في "السُّنن" 2/ 57 ردًا على البخاري في تخطئة شعبة في إسناده وقد نقله عنه الترمذي عند الحديث (246): أما خطؤه في متنه فبيّن، وأما قوله: حجر أبو العنبس، فكذلك ذكره محمَّد بن كثير، عن الثوري، وأما قوله: عن علقمة، فقد بين في روايته أن حُجرًا سمعه من علقمة وقد سمعه أيضًا من وائل نفسه، وقد رواه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رواية الثوري ثم أسنده من طريقه وقال: قال: "آمين" رافعا بها صوته. =

856 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عن عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ، مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ" (¬1). 857 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلَّالُ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ، مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى قول: آمِينَ، فَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: آمِينَ" (¬2). ¬

_ = قلنا: وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (109) من طريق أبي الوليد الطيالسي أيضًا عن شعبة، عن سلمة، عن حجر أبي العنبس، عن وائل بن حجر لكنه قال: قال: "آمين" فأخفى بها صوته! فوافق الثوري في الإسناد، لكنه خالفه في المتن. قال الحافظ في "التلخيص" 1/ 237: فبهذا تنتفي وجوه الاضطراب عن هذا الحديث، وما بقي إلا التعارض الواقع بين شعبة وسفيان في الرفع والخفض. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (988)، وفي "التاريخ الكبير" 1/ 22، وابن خزيمة (574) و (1585) من طريق سهيل بن أبي صالح، به. ورواية ابن خزيمة ضمن حديث مطول. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/ 22 من طريق مجاهد، عن محمَّد بن الأشعث، عن عائشة. وفي سنده عبد الله بن ميسرة الحارثي وهو ضعيف. وانظر "مسند أحمد" (25029). (¬2) إسناده ضعيف بمرة، طلحة بن عمرو -وهو الحضرمي المكي- متروك الحديث. ويغني عنه ما قبله.

15 - باب رفع اليدين إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع

15 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ 858 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ، وَلَا يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ (¬1). 859 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (735)، ومسلم (390)، وأبو داود (721) و (722)، والترمذي (253) و (254)، والنسائي 2/ 121 و121 - 122 و 122 و 182 و 194 - 195 و 206 و231 و 3/ 3 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4540)، و"صحيح ابن حبان" (1861). (¬2) إسناده صحيح. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه مسلم (391) (25) من طريق أبي عوانة، و (26)، والنسائي 2/ 123 و 182 و 194 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، وأبو داود (745)، والنسائي 2/ 122 - 123 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20531) و (20535). =

860 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (737)، ومسلم (391) (24) من طريق أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث. وأخرجه النسائي 2/ 205 - 206 و 206 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به، بزيادة رفع اليدين بعد السجود- وتحرف سعيد في الموضع الأول عند النسائي إلى: شعبة، وهو على الصواب في "السُّنن الكبرى" (676) - وهي زيادة شاذة خالف سعيدًا فيها أبو عوانة وشعبة، وسعيد نفسه لم يذكرها في رواية جماعة من أصحابه عنه كما سلف قبل قليل. وأخرجه بهذه الزيادة أيضًا النسائي 2/ 206 و 231 من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن قتادة، به. ومعاذ صدوق، وقد خالفه يزيد بن زريع-وهو ثقة- فلم يذكرها، وهي روابة المصنف هنا. (¬1) حديث صحيح دون رفع اليدين حين السجود، وهذا إسناد ضعيف لضعف رواية إسماعيل بن عياش -وهو حمصي- عن غير أهل بلده، وهذا منها، فإن صالح ابن كيسان مدني، لكن صح الحديث عن أبي هريرة من طريق أخرى. عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز. وأخرجه أبو داود (738)، وابن خزيمة (694) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، وابن خزيمة (695) من طريق عثمان بن الحكم، كلاهما عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وقد صرح ابن جريج بالتحديث في رواية عثمان بن الحكم عنه. وفي رواية أبي داود: "وإذا رفع للسجود" أي: رفع رأسه من الركوع قبل السجود. وزاد يحيى وعثمان في حديثيهما الرفع من القيام من الركعتين. وصحح هذا الحديث الحافظ ابن حجر في "أماليه". وهو في "مسند أحمد" (6163)، وانظر فيه أيضًا (7657) و (7659).

861 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ الْغَسَّانِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ (¬1). 862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدُهُمْ أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كَانَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ اعْتَدَلَ قَائِمًا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُ أَكَبْرُ"، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، فَإِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" ورَفَعَ يَدَيْهِ اعْتَدَلَ، فَإِذَا قَامَ مِنْ الثِّنْتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بهما مَنْكِبَيْهِ، كَمَا صَنَعَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، هشام بن عمار كبر فصار يتلقن، ورِفدة بن قضاعة ضعيف، وعبد الله بن عبيد بن عمير لم يسمع من أبيه. الأوزاعي: هو عبد الرحمن ابن عمرو. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 213 - 214 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومختصرًا أبو داود (730) و (963)، والترمذي (304)، والنسائي 2/ 187 و211 و 3/ 2 - 3 و 34 - 35 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =

863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ: اجْتَمَعَ أَبُو حُمَيْدٍ وَأَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَمُحَمَّدُ ابْنُ مَسْلَمَةَ، فَذَكَرُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ حِينَ كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَاسْتَوَى حَتَّى رَجَعَ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَوْضِعِهِ (¬1). 864 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو أَيُّوبَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (23599)، و"صحيح ابن حبان" (1865). وقد سلف برقم (803) مختصرًا جدًا. وانظر ما بعده، وسيأتي مطولًا برقم (1061)، وتأتي تتمة تخريجه هناك. (¬1) حديث صحيح، فليح بن سليمان قد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو عامر: هو العقدي عبد الملك بن عمرو. وأخرجه مطولًا ومختصرًا أبو داود (734) و (967)، والترمذي (259) و (269) و (293) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (1871). وانظر ما قبله، وما سيأتي برقم (1061).

فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا قَامَ مِنْ السَّجْدَتَيْنِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬1). 865 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ (¬2)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ (¬3). 866 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَإِذَا رَكَعَ (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (744) و (761)، والترمذي (3721) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وروايته مطولة. وهو في "مسند أحمد" (717). وصححه الإمام أحمد كما نقله الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 412 عن "علل الخلال". قوله: "قام من السجدتين" أراد بالسجدتين هنا الركعتين، كما قال النووي في "الخلاصة"، ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 413. (¬2) في (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد: رَبَاح، وهو تصحيف. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، عمر بن رياح متروك الحديث. (¬4) رجاله ثقات، لكن الصواب وقفه كما قال الطحاوي والدارقطني. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وحميد: هو الطويل. =

867 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَيْفَ يُصَلِّي؟ فَقَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى حَاذَتَا بأُذُنَيْهِ، فَلَمَّا رَكَعَ رَفَعَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مرفوعًا ابن أبي شببة 1/ 235، والبخاري في "رفع اليدين" (8)، وأبو يعلى (3752) و (3793)، والدارقطني (1119) من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد. قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 227: هم يزعمون أنه خطأ، وأنه لم يرفعه أحد إلا عبد الوهاب الثقفي خاصة، والحفاظ يوقفونه على أنس رضي الله عنه. وقال الدارقطني: لم يروه عن حميد مرفوعًا غير عبد الوهاب، والصواب من فعل أنس. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 235، والبخاري في "رفع اليدين" (74) و (101) من طرق عن حميد، به موقوفًا. وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (20) من طريق عاصم الأحول، عن أنس، موقوفًا. (¬1) إسناده قوي، كليب -وهو ابن شهاب- صدوق، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مطولًا أبو داود (726) و (957)، والنسائي 2/ 126 - 127 و211 و 236 و 3/ 34 - 35 و35 و35 - 36 من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18850)، و"صحيح ابن حبان" (1860). وأخرجه كذلك مسلم (401)، وأبو داود (723) من طريق عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم، عن أبيه وائل بن حجر. وعند أبي داود: وائل بن علقمة، وهو وهم. وأخرجه أبو داود (725) من طريق عبد الجبار، حدثني بعض أهلي، عن أبي. وأخرجه (724) من طريق عبد الجبار، عن أبيه وائل بن حجر.

16 - باب الركوع في الصلاة

868 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ. وَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ يَدَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ (¬1). 16 - بَابُ الرُّكُوعِ فِي الصَّلَاةِ 869 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَكَعَ لَمْ يَشْخَصْ رَأْسَهُ وَلَمْ يُصَوِّبْهُ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. أبو حذيفة -واسمه موسى بن مسعود- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. قال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 414: وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرفع يديه إذا كبر، وإذا رفع رأسه من الركوع. (¬2) إسناده صحيح. حسين المعلم: هو ابن ذكوان، وبديل: هو ابن ميسرة البصري، وأبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الربعي. وأخرجه مطولًا مسلم (498)، وأبو داود (783) من طريق حسين المعلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24035)، و"صحيح ابن حبان" (1768). قوله: "لم يُشخِص رأسَه" من أشخص، أي: لم يرفعه. وقوله: "ولم يُصَوِّبْه" من التصويب، أي: لم يخفضه.

870 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ فِيهَا صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ" (¬1). 871 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بَدْرٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، وَكَانَ مِنْ الْوَفْدِ، قَالَ: خَرَجْنَا حتى قدمنا على رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2)، فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ، فَلَمَحَ بِمُؤْخِرِ عَيْنِهِ رَجُلًا لَا يُقِيمُ صَلَاتَهُ، يَعْنِي -صُلْبَهُ- فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّلَاةَ، قَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صِحيح. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمى: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي، وأبو مسعود: هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري صحابي جليل. وأخرجه أبو داود (855)، والترمذي (264)، والنسائي 2/ 183 و 214 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17073)، و"صحيح ابن حبان" (1892) و (1893). (¬2) في النسخ المطوعة: خرجنا إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (¬3) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 193، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1678). وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 551، وأحمد (16297)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 275 - 276، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1678)، =

17 - باب وضع اليدين على الركبتين

872 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَابِصَةَ بْنَ مَعْبَدٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي، فَكَانَ إِذَا رَكَعَ سَوَّى ظَهْرَهُ، حَتَّى لَوْ صُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ لَاسْتَقَرَّ (¬1). 17 - بَابُ وَضْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ 873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: رَكَعْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي فَطَبَّقْتُ، فَضَرَبَ يَدِي، وَقَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا، ثُمَّ أُمِرْنَا أَنْ نَرْفَعَ إِلَى الرُّكَبِ (¬2). ¬

_ = والطحاوي في "مشكل الآثار" (3901)، وابن خزيمة (593) و (667)، والبيهقي 3/ 105 من طريق ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، طلحة بن زيد القرشي الرَّقي متروك الحديث، قال أحمد وعلي ابن المديني وأبو داود: كان يضع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (400) من طريق عبد الله بن عثمان بن عطاء، بهذا الإسناد. ويغني عنه ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (535) (30) و (31)، والنسائي 2/ 185 من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (790)، ومسلم (535) (29)، وأبو داود (867)، والترمذي (258)، والنسائي 2/ 185 من طريق أبي يعفور، عن مصعب بن سعد، به. وهو في "مسند أحمد" (1570)، و"صحيح ابن حبان" (1882). قوله: "فطبقت" أي: ألصقت بين باطني كفىَّ وجعلتها بين ركبتىَّ في حال الركوع.

18 - باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع

874 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَارِثَةَ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْكَعُ فَيَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيُجَافِي بِعَضُدَيْهِ (¬1). 18 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ 875 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" قَالَ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حارثة بن أبي الرجال. عمرة: هي بنت عبد الرحمن. وسيأتي مطولًا برقم (1062)، ويأتي تخريجه هناك. ويشهد له حديث وائل بن حجر عند أحمد (18877) و (18878)، وسنده صحيح. وحديث أبي حميد الساعدي عند الترمذي (259)، وأبي داود (734)، وسنده حسن في الشواهد. (¬2) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (4560) من طريق إبراهيم بن سعد، ومسلم (675) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي 2/ 201 من طريق ابن أبي حمزة، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (675) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد وحده، به. =

876 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" (¬1). 877 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (392) (30)، والنسائي 2/ 181 من طريق يونس بن يزيد، والنسائي 2/ 195 و235 من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به. وقرن معمر بأبي سلمة في الموضع الثاني أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. وأخرجه البخاري (789)، ومسلم (392) (29)، والنسائي 2/ 233 من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (392) (28) من طريق ابن جريج، كلاهما عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (795) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7661) و (8253) و (9837)، و"صحيح ابن حبان" (1972). (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه مطولًا البخاري (689)، ومسلم (411)، وأبو داود (601)، والترمذي (361)، والنسائي 2/ 83 و 98 - 99 و195 - 196 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12074) و (12652) و (12656)، و"صحيح ابن حبان" (1908) و (2152). وانظر ما سيأتي برقم (1238). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الله بن محمَّد بن عقيل ضعفه بعضهم، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال الترمذي: صدوق. =

878 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ" (¬1). 879 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: ذُكِرَتْ الْجُدُودُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: جَدُّ فُلَانٍ فِي الْخَيْلِ، وَقَالَ آخَرُ: ¬

_ = وأخرجه مطولًا أحمد (10994)، وعبد بن حميد (984)، وأبو يعلى (1355)، والبيهقي 2/ 16 من طريق عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (402) من طريق أبي عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن سعيد بن المسيب، به. قال ابن خزيمة في "صحيحه" بإثر الحديث (177): هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم، فإن كان أبو عاصم قد حفظه فهذا إسناد غريب ... والمشهور في هذا المتن: عبد الله بن محمَّد ابن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد، لا عن عبد الله بن أبي بكر. ويشهد له حديثًا أبي هريرة وأنس السالفان قبله. وحديث أبي موسى عند مسلم (404). (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وابن أبي أوفى: هو عبد الله صحابي جليل. وأخرجه مسلم (476) (202) و (203)، وأبو داود (846) من طريق عبيد بن الحسن، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (476) (204) من طريق مَجْزَأة بن زاهر، عن ابن أبي أوفى. وهو في "مسند أحمد" (19104).

19 - باب السجود

جَدُّ فُلَانٍ فِي الْإِبِلِ، وَقَالَ آخَرُ: جَدُّ فُلَانٍ فِي الْغَنَمِ، وَقَالَ آخَرُ: جَدُّ فُلَانٍ فِي الرَّقِيقِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاتَهُ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ آخِرِ الرَّكْعَةِ، قَالَ: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ".وَطَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَوْتَهُ بِـ"الْجَدِّ"، أي: لِيَعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ (¬1). 19 - بَابُ السُّجُودِ 880 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا سَجَدَ جَافَى يَدَيْهِ، فَلَوْ أَنَّ بَهْمَةً أَرَادَتْ أَنْ تَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ لَمَرَّتْ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لسوء حفظ شريك وجهالة أبي عمر: وهو المَنْبِهي. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (882) عن إسماعيل بن موسى، بهذا الإسناد. ويشهد لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهم ربنا لك الحمد .. ولا ينفع ذا الجد منك الجد" بعد ما يرفع رأسه من الركوع حديث علي عند مسلم (478). وحديث أبي سعيد الخدري عنده أيضًا (477). قو له: "الحدود" أي: الحظوظ. وقوله: "لا ينفع ذا الجد منك الجد" أي: لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده، إنما ينفعه وينجيه رحمتُك. وانظر "شرح صحيح مسلم" للإمام النووي رحمه الله 4/ 196. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مسلم (496)، وأبو داود (898)، والنسائي 2/ 213 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. =

881 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبدِ اللَّهِ بْنِ عبيدِ اللَّهِ (¬1) بْنِ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ، فَمَرَّ بِنَا رَكْبٌ فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي أَبِي: كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَّى آتِيَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَأُسَائِلَهُمْ، قَالَ: فَخَرَجَ، وَجِئْتُ -يَعْنِي دَنَوْتُ- فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَحَضَرْتُ الصَّلَاةَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عُفْرَتَيْ إِبْطَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّمَا سَجَدَ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (26809). قوله: "بهمة" هي واحدة البَهْم، وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث، قال مجنون ليلى: صغيرين نرعى البَهمَ يا ليتَ أننا ... إلى اليوم لم نَكبَرْ ولم تكبرِ البَهمُ (¬1) هكذا في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي، ونسخة خطية من "مصنف ابن أبي شيبة"، وهكذا كانت في (س)، ثم صححت بالقلم إلى: عبيد الله بن عبد الله، وفي (م): عبد الله بن عبد الله. وسيأتي في آخر الحديث أن الناس يقولون: عبيد الله بن عبد الله. وهو الصواب في اسمه كما في "تهذيب الكمال" وفروعه. (¬2) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 257 - 258، وأخرجه الترمذي (274)، والنسائي 2/ 213 من طريق داود بن قيس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16401). قوله: "نمرة" اسم مكان قرب عرفة. والبَهْم: أولاد الغنم. والعفرة، بضم العين المهملة وفتحها، وسكون الفاء: بياضى غير خالص، كلون وجه الأرض، أراد منبت الشعر من الإبطين بمخالطة بياض الجلد سواد الشعر، والمراد أنه كان يجافي عضديه عن الإبطين حتى يرى مَن خلفه عفرة إبطيه. قاله السندي.

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: يَقُولُ النَّاسُ: عبيدُ اللَّهِ بْنُ عبدِ اللَّهِ (¬1). 881م- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَصَفْوَانُ ابْنُ عِيسَى، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَقْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬2). 882 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ، وَإِذَا قَامَ مِنْ السُّجُودِ رَفَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في نسخا الخطية الثلاث، وفي المطبوع: عبد الله بن عبيد الله. (¬2) إسناده صحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وانظر تخريجه فيما قبله. (¬3) حديث حسن إن شاء الله، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، لكنه لم ينفرد به، وكليب والد عاصم صدوق، وباقي رجال هذا الإسناد ثقات. وأخرجه أبو داود (838)، والترمذي (268)، والنسائي 2/ 206 و 234 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وصححه ابن خزيمة (626) و (629)، وابن حبان (1912)، والحاكم 1/ 226، ولم يتعقبه الذهبي. وأخرج أبو داود (839) من طريق همام، عن محمَّد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فذكر حديث الصلاة، قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه. وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن عبد الجبار توفي أبوه وهو صغير فلم يسمع منه، فهو منقطع. وقال أبو داود بإثره: قال همام: وحدثنا شقيق قال: حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بمثل هذا. وفي حديث أحدهما- وأكبر علمي أنه في حديث محمَّد بن جحادة-: وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه. =

883 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ" (¬1). 884 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه في "المراسيل" (42) عن يزيد بن خالد، عن عفان، عن همام، عن شقيق أبي ليث، به. وهو مرسل، وشقيق لم يرو عنه غير همام. وانظر لزاما التعليق على "صحيح ابن حبان" (1912)، و"زاد المعاد" 1/ 222 - 231. قال الخطابي في "معالم السُّنن": اختلف الناسُ في هذا، فذهب أكثر العلماء إلى وضع الركبتين قبل اليدين، وهذا أرفق بالمصلي وأحسن في الشكل وفي رأي العين. وقال مالك: يضع يديه قبل ركبتيه، وكذلك قال الأوزاعي. وانظر "المجموع" للنووي 3/ 421، وفيه أن ابن المنذر حكى القول الأول عن عمر بن الخطاب والنخعي ومسلم بن بشار وسفيان الثوري وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي، قال: وبه أقول. (¬1) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري. وأخرجه البخاري (809)، ومسلم (490) (227) و (228)، وأبو داود (889) و (890)، والترمذي (272)، والنسائي 2/ 208 و 215 و 216 من طرق عن عمرو ابن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1927)، و"صحيح ابن حبان" (1923). وعندهم زيادة: "ولا أكفَّ شعرًا ولا ثوبًا" وستأتي هذه الزيادة وحدها عند المصنف برقم (1040) بهذا الإسناد نفسه. وانظر ما بعده.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلَا أَكُفَّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا" (¬1). قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: الْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، وَكَانَ يَعُدُّ الْجَبْهَةَ وَالْأَنْفَ وَاحِدًا. 885 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ وَكَفَّاهُ وَرُكْبَتَاهُ وَقَدَمَاهُ" (¬2). 886 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، وابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (812)، ومسلم (490) (229 - 231) من طريق ابن طاووس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1940)، و"صحيح ابن حبان" (1924). وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح، يعقوب بن حميد بن كاسب- وإن كان ضعيفًا- متابَع. وأخرجه مسلم (491)، وأبو داود (891)، والترمذي (271)، والنسائي 208/ 2 و210 من طريقين عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1764)، و"صحيح ابن حبان" (1921). قوله: "سجد معه سبعة آراب" آراب كآداب، أي: أعضاء، والمراد الأمر، أي: ليسجد معه سبعة أعضاء، أو الإخبار، أي: فليضع هذه الأعضاء على وجهها، وليُظهر فيها آثار الخشوع لكونها ساجدة. قاله السندي.

20 - باب التسبيح في الركوع والسجود

حَدَّثَنَا أَحْمَرُ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَأْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِمَّا يُجَافِي بِيَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ إِذَا سَجَدَ (¬1). 20 - بَابُ التَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ 887 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي إِيَاسَ بْنَ عَامِرٍ، قال: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 74] قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ" فَلَمَّا نَزَلَتْ: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عباد بن راشد ضعيف يُعتبر به، ولم يخرج له البخاري سوى حديث واحد في تفسير سورة البقرة بمتابعة يونس له (4529). وكيع: هو ابن الجراح، والحسن: هو البصري، وأحمر: هو ابن جَزء صحابي. وأخرجه أبو داود (900) من طريق عباد بن راشد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19012). وله شاهد من حديث ميمونة رضي الله عنها سلف برقم (880). وآخر من حديث عبد الله بن أقرم سلف برقم (881). قوله: "لنأوي" قال السندي في حاشيته على "المسند": من آوى: إذا رق وترحم، أي: لَنترحم ونرق ونتالم لمّا نراه في شدة وتعب بسبب المبالغة في المجافاة وقلة الاعتماد، والله تعالى أعلم. (¬2) إسناده حسن، إياس بن عامر الغافقي لم يرو عنه غير ابن أخيه موسى بن أيوب، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 33 و35، وقال في "صحيحه" بإثر الحديث (1898): إياس بن عامر من ثقات المصريين، وقال العجلي: لا بأس به، وصحح =

888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: "سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬1). ¬

_ = ابن خزيمة حديثه هذا (600) و (670)، وكذا الحاكم 1/ 225 و 2/ 477، وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" في ثقات المصريين. وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (869) من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17414)، و"صحيح ابن حبان" (1898). وأخرجه أبو داود (870) عن أحمد بن يونس، عن الليث، عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة، بزيادة: فكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا ركع قال: "سبحان ربي العظيم وبحمده" ثلاثًا، وإذا سجد قال: "سبحان ربي الأعلى وبحمده " ثلاثًا. قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف ألا تكون محفوظة. قلنا: لكن لها شواهد تتقوى بها، وإن كان لا يخلو واحد منها من مقال، منها حديث ابن مسعود عند أبي داود (886)، والترمذي (261)، وسيأتي برقم (889)، وإسناده منقطع. وانظر بقية شواهده هناك. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. قلنا: وفي الباب أيضًا عن حذيفة، لكن دون تقييد الذكر في الركوع والسجود بعدد، وهو عند مسلم (772)، وهو الآتي في تخريج الحديث التالي. (¬1) حديث صحيح دون التقييد بثلاث مرات، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- ضعيف لاختلاطه بعد احتراق كتبه، وأبو الأزهر -وهو المصري- مجهول. وأخرجه مطولًا مسلم (772)، وأبو داود (871)، والترمذي (261) و (262)، والنسائي 2/ 176 - 177 و195 و 224 من طريق الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر العبسي، عن حذيفة- دون ذكر العدد. =

889 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ (¬1): "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي". يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه كذلك أبو داود (874)، والنسائي 2/ 199 - 200 و231 من طريق أبي حمزة الأنصاري، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة. قال النسائي في "الكبرى" بإثر الحديث (1382): هذا الرجل (يعني العبسي) يشبه أن يكون صلةَ بنَ زفر. وهو في "مسند أحمد" (23240) و (23375)، و"صحيح ابن حبان" (1897). وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 235 من طريق مجالد بن سعيد، وابن أبي شيبة 1/ 248، والدارقطني (1292)، وابن خزيمة (604) و (668) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، كلاهما عن الشعبي، عن صلة، عن حذيفة، وزادا فيه:"ثلاثا" في الركوع والسجود. ومجالد وابن أبي ليلى ضعيفان. لكن لهذه الزيادة شواهد تتقوى بها وإن كان كل واحد منها لا يخلو من مقال، أشرنا إليها في تخريج الحديث السالف. (¬1) لفظة "وسجوده" ليست في (ذ) و (م). (¬2) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (794)، ومسلم (484) (217)، وأبو داود (877)، والنسائي 2/ 190 و 219 و. 22 من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24163)، و"صحيح ابن حبان" (1929) و (1930). وأخرجه البخاري (4967) من طريق أبي الأحوص، ومسلم (484) (219) من طريق مفضل، كلاهما عن الأعمش، عن أبي الضحى، به، بلفظ: ما صلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة بعد أن أنزلت عليه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] إلا أن يقول فيها ... =

890 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، ثَلَاثًا، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّ رُكُوعُهُ، وَإِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، ثَلَاثًا، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّ سُجُودُهُ، وَذَلِكَ أَدْنَاهُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (484) (218) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به، بلفظ: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكثر أن يقولَ قبلَ أن يموت: "سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك". قولها: "يتأول القرآن" أي: يفعل ما أُمر به فيه، وقد بينت روايةُ الأعمش أن المرادَ بالقرآن بعضه، وهو السورةُ المذكورةُ، والذكرُ المذكورُ. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود كما نص عليه الترمذي في "سننه". وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن. وأخرجه أبو داود (886)، والترمذي (260) من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سلف عند المصنف برقم (887). وآخر من حديث جبير بن مطعم، أخرجه البزار (3447)، والطبراني (1572)، والدارقطني (1296)، وفي إسناده عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي، وهو ضعيف. وثالث من حديث أبي مالك الأشعري، أخرجه أحمد (22906)، وإسناده ضعيف. ورابع من حديث عبد الله بن أقرم بن زيد الخزاعي، أخرجه الدارقطني (1297)، وفي إسناده من لا يُعرف. وخامس من حديث أبي بكرة، أخرجه البزار (3686)، وفيه من لا يعرف أيضًا. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم يستحبون أن لا يَنقُصَ الرجلُ في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. =

21 - باب الاعتدال في السجود

21 - بَابُ الِاعْتِدَالِ فِي السُّجُودِ 891 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَعْتَدِلْ، وَلَا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ الْكَلْبِ" (¬1). 892 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَسْجُدْ أَحَدُكُمْ وَهُوَ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ" (¬2). ¬

_ = وقال البغوي: اختلف أهلُ العلم في وجوب التسبيح في الركوع والسجود، فذهب الحسن إلى إيجابه، وبه قال إسحاق، فأما عامةُ الفقهاء، فعلى أنه سنة لا تفسدُ الصلاةُ بتركه. (¬1) إسناده قوي. علي بن محمَّد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه الترمذي (274) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (14276). (¬2) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (532) و (822)، ومسلم (493)، وأبو داود (797)، والترمذي (275)، والنسائي 2/ 183 و211 - 212 و 213 - 214 من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12066)، و"صحيح ابن حبان" (1926) و (1927).

22 - باب الجلوس بين السجدتين

22 - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ 893 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا، فَإِذَا سَجَدَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا، وَكَانَ يَفْتَرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى (¬1). 894 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُقْعِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حسين المعلم: هو ابن ذكوان، وبديل: هو ابن ميسرة، وأبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الرَّبَعي. وأخرجه مسلم (498)، وأبو داود (783) من طريق حسين المعلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24030)، و"صحيح ابن حبان" (1768). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث -وهو الأعور- ولانقطاعه فإن أبا إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- لم يسمع هذا الحديث مِن الحارث كما قال أبو داود في "سننه" بإثر الحديث (908). وأخرجه الترمذي (281) من طريق عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد، بلفظ: "يا علي، إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تُقع بين السجدتين". وهو في "مسند أحمد" (1244). ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (498) ولفظه: كان ينهى عن عُقْبة الشيطان. وفسره أبو عبيدة معمر بن المثنى وصاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة بالإقعاء، وهو أن يُلصق أَلْيَتَيْهِ بالأرض، ويَنصبَ ساقيه، ويضعَ يديه على الأرض، وهذا هو النوع المكروه الذي ورد فيه النهي في هذا الحديث. =

895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوَابٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وَأَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا عَلِيُّ، لَا تُقْعِ إِقْعَاءَ الْكَلْبِ" (¬1). 896 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنْ السُّجُودِ، فَلَا تُقْعِ كَمَا يُقْعِي الْكَلْبُ، ضَعْ أَلْيَتَيْكَ (¬2) بَيْنَ قَدَمَيْكَ، وَأَلْزِقْ ظَاهِرَ قَدَمَيْكَ بِالْأَرْضِ" (¬3). ¬

_ = ونوع آخر مِن الإقعاء: وهو أن يجعل أليتيه على عقبيه بين السجدتين، فهذا من السنة، فقد أخرج مسلم (536) عن طاووس قال: قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين، فقال: هي السنة، فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل، فقال ابن عباس: بل هي سنة نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وانظر "شرح مسلم" للإمام النووي 5/ 19. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أبو نعيم النخعي -وهو عبد الرحمن بن هانئ- ضعيف جدًا، وأبو مالك -وهو النخعي الواسطي- متروك. وانظر ما قبله. (¬2) في (س): أليتك. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، العلاء أبو محمَّد -وهو ابن زيد ويعرف بابن زيدل الثقفي- متروك، واتهمه بعضهم بالوضع. وأخرج أحمد (13437)، والبزار (549 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6174)، والبيهقي 2/ 120 من طريق يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الإقعاء والتورك في الصلاة. وقال البزار: لا يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه، وأظن يحيى أخطأ فيه. وانظر تعليقنا على "مسند أحمد". =

23 - باب ما يقول بين السجدتين

23 - بَابُ مَا يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ 897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُذَيْفَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عن حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي" (¬1). 898 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ كَامِلٍ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي، وَارْفَعْنِي" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده من جهة الأعمش صحيح، أما إسناد العلاء بن المسيب، ففيه طلحة بن يزيد -وهو أبو حمزة الأنصاري- لم يرو عنه غير عمرو بن مرة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولم يخرج له البخاري سوى حديث واحد متابعة، كما هو مبسوط في التعليق على "المسند" (19268)، لكنه متابع على كل حال. وأخرجه ضمن حديث مطوَّل أبو داود (874)، والنسائي 2/ 199 - 200 و231 من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن طلحة بن يزيد، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة، وقال النسائي في "سننه الكبرى" بإثر الحديث (1382): هذا الرجل يشبه أن يكون صلة بن زفر. وهو في "مسند أحمد" (23375) و (23399). (¬2) إسناده حسن، كامل أبو العلاء -وهو كامل بن العلاء التميمي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. =

24 - باب ما جاء في التشهد

24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَهُّدِ 899 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، وَعَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ - يَعْنُونَ الْمَلَائِكَةَ -، فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّ (¬1) اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسْتُمْ فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (850)، والترمذي (283) و (284) من طريق كامل أبي العلاء، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم في "المستدرك" 1/ 262. وهو في "مسند أحمد" (2895). (¬1) في المطبوع هنا زيادة: "لا تقولوا: السلام على الله فإن ... "، وليست في شيء من أصولنا الخطية. (¬2) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه البخاري (831) و (835) و (6230)، ومسلم (402) (58)، وأبو داود (968)، والنسائي 2/ 241 و 3/ 41 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3622)، و"صحيح ابن حبان" (1948). =

899 (م1) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، وُحُصَيْنٍ، وَأَبِي هَاشِمٍ، وَحَمَّادٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1202) من طريق حصين بن عبد الرحمن، و (7381) من طريق مغيرة الضبي، والنسائي 2/ 240 و241 من طريق حماد بن أبي سليمان، ثلاثتهم عن شقيق بن سلمة، به. وأخرجه البخاري (6265)، ومسلم (402) (59)، والنسائي 2/ 241 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سيف بن سليمان، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن عبد الله بن مسعود. وأخرجه أبو داود (970) من طريق زهير بن معاوية، عن الحسن بن حر، عن القاسم بن مخيمرة قال: أخذ علقمة بيدي فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده، وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخذ بيد عبد الله فعلمه التشهد ... وانظر ما بعده. قال البزار لما سُئل عن أصح حديث في التشهد، قال: هو عندي حديث ابن مسعود، روي عن نيف وعشرين طريقًا، ثم سرد أكثرها، وقال: ولا أعلم في التشهد أثبت منه، ولا أصح أسانيد، ولا أشهر رجالًا. وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 315: ولا اختلاف بين أهل الحديث في ذلك، وممن جزم بذلك البغوي في "شرح السنة"، ومن رجحانه أنه متفق عليه دون غيره، وأن الرواة عنه من الثقات لم يختلفوا في ألفاظه بخلاف غيره، وأنه تلقاه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تلقينًا ... إلخ. (¬1) إسناده صحيح. الثوري: هو سفيان بن سعيد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وأبو هاشم: هو الرُّماني، وحماد: هو ابن أبي سليمان، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك الجشمي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3061). =

899 (م2) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، أَخبرنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (ح) وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَالْأَسْوَدِ وَأَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُعَلِّمُهُمْ التَّشَهُّدَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 900 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٍ ¬

_ = وأخرجه النسائي 2/ 241 من طريق شعبة، عن الأعمش ومنصور وحماد والمغيرة وأبي هاشم، عن أبي وائل، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/ 40 من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، به. وأخرجه البخاري (6328)، ومسلم (402) (55) من طريق جرير، ومسلم (402) (56) من طريق شعبة، كلاهما عن منصور، عن أبي وائل، به. وأخرجه الترمذي (288)، والنسائي 2/ 237 - 238 من طريق عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود، به. وأخرجه النسائي 2/ 239 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به. وأخرجه الترمذي (1131)، والنسائي 2/ 238 - 239 من طريق الأعمش، والنسائي 2/ 238 من طريق شعبة، وأبو داود (969) من طريق شريك، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به. وسيأتي مطولًا برقم (1892). وانظر ما قبله. (¬1) إسناده صحيح. قبيصة: هو ابن عقبة، وأبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود. وانظر الحديثين السالفين قبله.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، فَكَانَ يَقُولُ: "التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" (¬1). 901 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَهِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ -وَهَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَنَا وَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا، وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا، فَقَالَ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ فَكَانَ عِنْدَ الْقَعْدَةِ، فَلْيَكُنْ مِنْ أَوَّلِ قَوْلِ أَحَدِكُمْ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس. وأخرجه مسلم (403) (60)، وأبو داود (974)، والترمذي (290)، والنسائي 2/ 242 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (403) (61) من طريق عبد الرحمن بن حميد، عن أبي الزبير، عن طاووس، به. وهو في "مسند أحمد" (2665)، و"صحيح ابن حبان" (1952). قوله: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات" قال النووي: تقديره: والمباركات والصلوات والطيبات، لكن حذفت الواو اختصارًا، وهو جائز معروف في اللغة.

أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَبْعُ كَلِمَاتٍ هُنَّ تَحِيَّةُ الصَّلَاةِ" (¬1). 902 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ: "بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ، التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ (¬2)، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم. وأخرجه مطولًا مسلم (404)، وأبو داود (972)، والنسائي 2/ 196 و 241 - 242 و 3/ 41 - 42 من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19665)، و "صحيح ابن حبان" (2167). (¬2) في المطبوع: والطيبات لله. (¬3) أيمن بن نابل صدوق، لكن له أوهام، وهذا منها، فقد وهم في إسناده ومتنه، فقد رواه الليث بن سعد الإمام الثقة عن أبي الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي- عن سعيد بن جبير وطاووس، عن ابن عباس، ولم يقل في أوله: "باسم الله وبالله" ولا في آخره: "أسال الله الجنة، وأعوذ بالله من النار"، أخرج رواية الليث مسلم (403)، وقد سلفت عند المصنف برقم (900)، ورواه عبد الرحمن ابن حميد الرؤاسي عن أبي الزبير كرواية الليث فيما قال البخاري.=

25 - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -

25 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 903 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ؛ قالا: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا السَّلَامُ عَلَيْكَ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: قُولُوا: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ" (¬1). ¬

_ = وأما رواية أَيمن بن نابل فقد أخرجها النسائي 2/ 243 و 3/ 43، وأبو يعلى (2232)، والطحاوي 1/ 264، والحاكم 1/ 266 - 267 و 267، والبيهقي 2/ 141 و 142 من طرق عنه، بهذا الإسناد. وقال النسائي في الموضع الثاني: لا نعلم أحدًا تابع أيمن بن نابلِ على هذه الرواية، وأيمن عندنا لا بأس به والحديث خطأ. وخطَّأ أيمن بن نابل إضافة إلى النسائي غيرُ واحد من الحفاظ كالبخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 226، ومسلم في "التمييز" بإثر الحديث (58)، والترمذي في "جامعه" بإثر الحديث (290)، والدارقطني كما في "هدي الساري" ص 392، وقد ذكرنا أقوالهم في التعليق على "جامع الترمذي". (¬1) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه البخاري (4798) و (6358)، والنسائي 3/ 49 من طريق يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري (4798) بصيغة الجزم عن أبي صالح، عن الليث، عن يزيد ابن الهاد، به. وهو في "مسند أحمد" (11433). قوله: "هذا السلام عليك قد عرفناه" أي: إن الله تعالى أمرنا بالصلاة والسلام عليك، فالسلام معلوم عندنا، فيمكن لنا العمل به، والمراد أنه كسلام بعضنا على =

904 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْنَا: قَدْ عَرَفْنَا السَّلَامَ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" (¬1). 905 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ طَالُوتَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُمِرْنَا بِالصَّلَاةِ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى ¬

_ = بعض، أو أنه كالسلام في التشهد، وعلى التقديرين هو معلوم، لكن الصلاة غير معلومة، فلا بد من بيانها، إذ لا يمكن العمل بدونها. (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وشعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن. وأخرجه البخاري (4797) و (6357)، ومسلم (406)، وأبو داود (976) و (977) و (978)، والترمذي (48)، والنسائي 3/ 47 و 48 من طرق عن الحكم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3370) من طريق عبد الله بن عيسى، عن ابن أبي ليلى، به. وهو في "مسند أحمد" (18104)، و"صحيح ابن حبان" (912).

مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ (¬1) إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" (¬2). 906 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ (¬3) بْنُ بَيَانٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: فَعَلِّمْنَا. قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ (¬4) وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (¬5). ¬

_ (¬1) لفظة "آل" ليست في (س). (¬2) حديث صحيح، عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون متابَع، وباقي رجاله ثقات. وهو في "موطأ مالك" 1/ 165، ومن طريقه أخرجه البخاري (3369) و (6360)، ومسلم (407)، وأبو داود (979)، والنسائي 3/ 49. وهو في "مسند أحمد" (23600) من طريق مالك أيضًا. (¬3) في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: الحسن. وهو خطأ. (¬4) المثبت من (س) و (م)، وهو لفظ رواية عبد الرزاق وأبي يعلى، وفي (ذ) والمطبوع: صلاتك، وهي رواية الطبراني. (¬5) حديث صحيح، الحسين بن بيان -وهو البغدادي- روى عنه أبو حاتم الرازي =

907 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ الْعَبْدُ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ" (¬1). ¬

_ = وقال: شيخ، وزياد بن عبد الله -وهو البكائي- في حديثه عن غير ابن إسحاق لين، وهما متابعان، فقد تابع البكائىَّ جماعة ممن رووا عن المسعودي -وهو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عتبة- قبل اختلاطه، وقد توبع المسعودي أيضًا كما سيأتي. أبو فاختة: هو سعيد بن عِلاقة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8594) من طريق عبد الله بن رجاء البصري، ومن طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (157) من طريق جعفر بن عون المخزومي الكوفي، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (61) عن عاصم بن علي، وأبو يعلى الموصلي (5267) من طريق عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبيد البصري أبي سعيد مولى بني هاشم، خمستهم عن المسعودي، بهذا الإسناد. وعبد الله بن رجاء صدوق، وأبو نعيم وجعفر بن عون وأبو سعيد مولى بني هاشم ثقات، وقد نص ابن الكيال في "الكواكب النيرات" على أن عبد الله ابن رجاء وجعفر بن عون سمعا من المسعودي قبل الاختلاط، والمسعودي ثقة. وأخرجه عبد الرزاق (3109)، ومن طريقه الطبراني (8595)، عن الثوري، عن أبي سلمة، عن رجل، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود. قال الطبراني: أبو سلمة هذا الذي روى عنه الثوري هذا الحديث مسعر بن كدام. قلنا: وهو ثقة، وهذه متابعة صحيحة للمسعودي، والرجل المبهم هو أبو فاختة سعيد بن علاقة فيمايغلب على ظننا. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله -وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب- وباقي رجاله ثقات، وقد روي من وجه آخر بلفظ أصح كما سيأتي. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1026)، والطيالسي (1142)، وعبد بن حميد (317)، وأحمد (15680)، والقاضي إسماعيل بن إسحاق في "فضل الصلاة =

908 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ، خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ" (¬1). ¬

_ = على النبي" (6)، وأبو يعلى (7196)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1868، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 180، والبيهقي في "الشعب" (1557)، والبغوي في "شرح السنة" (688) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" (2480)، وابن حجر كما في "القول البديع" للسخاوي ص 114. وأخرجه البيهقي في "الشعب" أيضًا (1558) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، به- بلفظ: "من صلى علي صلاة صلى الله بها عشرًا، فليكثر علىَّ عبدٌ من الصلاة أو ليُقل". وأخرجه عبد الرزاق (3115)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 180 عن عبد الله بن عمر العمري، عن عبد الرحمن بن القاسم -وهو ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق- عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، رفعه بلفظ: "من صلى على صلاة صلى الله عليه عشرًا، فأكثروا أو أقلوا" ورجاله ثقات غير عبد الله بن عمر العمري فهو ضعيف. ووقع في إسناده سقط في المطبوع من "المصنف" يُستدرك من "الحلية". ولهذا اللفظ الأخير شاهد بتمامه من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده، عند إسماعيل القاضي (3)، وفي إسناده ضعف. ولقوله: "من صلى على صلاة صلى الله عليه عشرًا" شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (408). (¬1) إسناده ضعيف، جُبارة بن المغلِّس متروك الحديث، كذبه ابن معين، وقال ابن نمير: ما هو عندي ممن يكذب، كان يوضع له الحديث فيحدث به، ما كان عندي ممن يتعمد الكذب. =

26 - باب ما يقال في التشهد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -

26 - بَابُ مَا يُقَالُ في التَّشَهُّدِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 909 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ" (¬1). 910 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12819)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 603، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 91 من طريق جبارة بن المغلس، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 9/ 286، وفي "الشعب" (1574) من حديث أبي هريرة، وفي إسناده محمَّد بن سليمان ويغلب على الظن أنه الشطوي البغدادي، وهو ضعيف. وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (41 - 44) عن محمَّد ابن علي الباقر مرسلًا. ومعنى: "من نسي الصلاة علىَّ" أي: نسي الصلاة عليه عندما يذكر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عنده. (¬1) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه مسلم (588) (129) و (130)، وأبو داود (983)، والنسائي 3/ 58 من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7237)، و"صحيح ابن حبان" (1967). وأخرج تعوذه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من هذه الأربعة أو أمرِه بالتعوذ منها دون تقييد ذلك بآخر التشهد البخاري (1377)، ومسلم (588) (131 - 133)، والترمذي (3930)، والنسائي 4/ 103 و 8/ 275 - 278 من طرق عن أبي هريرة.

27 - باب الإشارة في التشهد

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرَجُلٍ: "مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ " قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فَقَالَ: "حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ" (¬1). 27 - بَابُ الْإِشَارَةِ فِي التَّشَهُّدِ 911 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ نُمَيْرٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى فِي الصَّلَاةِ، وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن خزيمة (725)، وابن حبان (868) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (792) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (15898)، وسيأتي برقم (3847). قوله: "دندنتك" بفتحات، ما عدا النون الأولى وسكونها، أي: مسألتك الخفية، وكلامك الحنفي، والدندنة: أن يتكلم الرجل بكلام تسمع نغمته ولا تفهمه، وضمير "حولها" للجنة، أي: حول تحصيلها، أو للنار، أي: حول التعوذ منها، أولهما بتأويل كل واحدة، ويؤيده "حول هاتين" في رواية (قلنا: هي رواية أبي داود (793) من حديث جابر)، أو لمسألته، أي: حول مسألتك أو مقالتك، والمقصود تسليته بأن مرجع كلامنا وكلامك واحد، والله تعالى أعلم. قاله السندي في "حاشية المسند". (¬2) صحيح لغيره، مالك بن نمير الخزاعي لم يرو عنه غيرُ عصام بن قدامة، ولم يُوْثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: يُعتبر به. =

912 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ حَلَّقَ الْإِبْهَام (¬1) وَالْوُسْطَى، وَرَفَعَ الَّتِي تَلِيهِمَا، يَدْعُو بِهَا فِي التَّشَهُّدِ (¬2). 913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ الْيُمْنَى الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، فَيَدْعُو بِهَا، وَالْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ، بَاسِطَهَا عَلَيْهَا (¬3). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (991)، والنسائي 3/ 38 و 39 من طريق عصام بن قدامة، بهذا الإسناد. وعند أبي داود والنسائي في الموضع الثاني زيادة: "قد حناها شيئًا"، وهي زيادة ضعيفة. وهو في "مسند أحمد" (15866)، و"صحيح ابن حبان" (1946). وله شاهد من حديث وائل بن حجر، سيأتي بعده. وآخر من حديث ابن عمر، أخرجه مسلم (580). وثالث من حديث عبد الله بن الزبير، أخرجه مسلم (579). (¬1) في (ذ) و (م): بالإبهام، والمثبت من (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي. (¬2) إسناده قوي، كليب والد عاصم صدوق، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (726) و (727) و (957)، والنسائي 2/ 126 و 3/ 34 و35 و 37 من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد. زاد زائدة بن قدامة عن عاصم عند النسائي 2/ 126 و 3/ 37: "رأيته يحركها يدعو بها"، وهي زيادة شاذة انفرد بها زائدة بن قدامة كما هو مبين في "المسند". وهو في "مسند أحمد" (18850) و (18870)، و"صحيح ابن حبان" (1860) و (1945). (¬3) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. =

28 - باب التسليم

28 - بَابُ التَّسْلِيمِ 914 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وبركاته (¬1) " (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (580) (114)، والترمذي (294)، والنسائي 3/ 37 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (580) (115) من طريق أيوب السختياني، عن نافع، به. وأخرجه مسلم أيضًا (585) (116)، والنسائي 2/ 236 و 3/ 36 من طريق علي بن عبد الرحمن المعاوي، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (6348) و (5543)، و"صحيح ابن حبان" (1942) و (1947). (¬1) لفظة "وبركاته" ليست في (م) والمطبوع، وأثبتناها من (ذ) و (س)، وهي في نسخة الحافظ ابن حجر من "السُّنن" كما في "التلخيص" 1/ 271. وفي نسخة صحيحة مقروءة منها راجعها الصنعاني فيما ذكر في "سبل السلام"، وكذلك هي ثابتة في رواية عمر بن عبيد عند ابن خزيمة في "الصحيح" (728). (¬2) حديث صحيح دون قوله: "وبركاته" فإنها زيادة شاذَّة تفرد بها عمر بن عبيد عن أبي إسحاق -وهو السبيعي- ورواه جماعة عنه فلم يذكروها إلا ما روي عن سفيان الثوري عند ابن حبان (1993) عن الفضل بن الحباب عن محمَّد بن كثير عنه، وهي عنده -على ذلك- في التسليمة الثانية فقط، وخالف الفضلَ بنَ الحباب أبو داود السجستاني فرواه في "سننه" (996) عن محمَّد بن كثير عن سفيان فلم يذكرها، كلما رواه جماعة عن سفيان عند أحمد (3699) و (4241) والترمذي (295) والنسائي 3/ 63 وغيرهم فلم يذكروها. =

915 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ¬

_ = ورويت هذه الزيادة في التسليمتين عند ابن حرَّم في "المحلى" 3/ 275 في حديث أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود من رواية ابن الأعرابي عن الدَّبَري عن عبد الرزاق بإسناده عن أبي الضحى، وهذا الحديث في "مصنف عبد الرزاق" برقم (3127) برواية الدَّبَري وعنه الطبراني في "الكبير" (10177) وليست فيه هذه الزيادة، وكذلك رواه الشعبي عن مسروق عند ابن حبان (1994) والبيهقي 2/ 177. ورويت هذه الزيادة أيضًا في التسليمة الأولى عند الطبراني في "الكبير" (10191)، و"الأوسط" (5768) من طريق عبد الملك بن الوليد بن معدان، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش وأبي وائل، عن ابن مسعود. وعبد الملك بن الوليد ضعيف منكر الحديث. وأخرجه دون هذه الزيادة أبو داود (996)، والنسائي 3/ 63 من طريق عمر بن عبيد، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة، ولم يسق أبو داود لفظ رواية عمر بن عبيد. وأخرجه أبو داود (996)، والترمذي (295)، والنسائي 3/ 63 من طرق عن أبي إسحاق، به. وأخرجه النسائي 3/ 63 - 64 من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. وأخرجه النسائي 2/ 230 و 3/ 62 من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود. وهو في "مسند أحمد" (3660) و (3699)، و"صحيح ابن حبان" (1990) (1991). وفي الباب عن وائل بن حجر عند أبي داود (997)، وفيه زيادة "وبركاته" في التسليمة الأولى، وسنفصل القول فيها في عملنا هناك إن شاء الله تعالى.

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (¬1). 916 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مصعب بن ثابت، وهو متابع. وأخرجه مسلم (580)، والنسائي 3/ 61 من طريق عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمَّد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1484)، و"صحيح ابن حبان" (1992). (¬2) هذا الإسناد اختلفت فيه نسخ "سنن ابن ماجه" كما نبه عليه الزيلعي وابن حجر والبوصيري وغيرهم، ففي نسخنا الخطية: صلة بن زفر عن عمار، وفي نسخ أخرى: صلةُ بنُ زفر عن حذيفة، وفي مسند حذيفة ذكره ابن عساكر في "الأطراف" كما في "نصب الراية" 1/ 431، والمزي في "تحفة الأشراف" (3356)، واستدركه عليه ابن حجر في مسند عمار في "النكت الظراف" (10355)، وعزاه صاحب "التنقيح" لابن ماجه من حديث حذيفة وقال: ويوجد في بعض النسخ عوض حذيفة: عمار بن ياسر، وهو وهم. وأخرجه بنحوه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 229، والطحاوي 1/ 268، والدارقطني (1347) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد عن عمار. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 299 عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي، وعبد الرزاق (3134) عن معمر بن راشد، والطحاوي 1/ 271 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، عن عمار من فعله. ونقل الترمذي في "علله" عن البخاري ترجيح الموقوف على المرفوع. وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (914).

29 - باب من يسلم تسليمة واحدة

917 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: صَلَّى بِنَا عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ صَلَاةً ذَكَّرَنَا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَسِينَاهَا، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ تَرَكْنَاهَا، يسَلَّمَ عَلَى يَمِينِهِ وَعَلَى شِمَالِهِ (¬1). 29 - بَابُ مَنْ يُسَلِّمُ (¬2) تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً 918 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدِينِيُّ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَلَّمَ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ (¬3). 919 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده حسن، أبو بكر بن عياش صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 241، والطحاوي 1/ 267 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وزادا فيه: "يكبر في كل رفع وخفض وقيام وقعود، ويُسلم ... ". (¬2) في (س): سَلَّم. (¬3) إسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عباس. وأخرجه الطبراني (5753)، والدارقطني (1354) و (1355) من طريق عبد المهيمن بن عباس، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

30 - باب رد السلام على الإمام

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ (¬1). 920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى فَسَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً (¬2). 30 - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى الْإِمَامِ 921 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، زهير بن محمَّد -وهو التميمي- رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، وعبد الملك شامي على كلام فيه أيضًا. وأخرجه الترمذي (296) من طريق عمرو بن أبي سلمة الشامي، عن زهير، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (1995). وأخرج أحمد (25987) و (25988) من طريق بهز بن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة في وصف صلاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالليل: أنه كان يُسلم تسليمة واحدة. وهو حديث صحيح. ولتسليمه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تسليمة واحدة شاهد من حديث أنس عند البيهقي 2/ 179، ورجاله ثقات. وآخر من حديث ابن عمر عند أحمد (5461)، وهو في تسليمه بين الشفع والوتر من الليل، وإسناده قوي. (¬2) إسناده ضعيف لضعف يحيى بن راشد: وهو المازني البصري. يزيد مولى سلمة: هو ابن أبي عبيد الأسلمي. وأخرجه البيهقي 2/ 179 من طريق محمَّد بن الحارث، بهذا الإسناد.

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ فَرُدُّوا عَلَيْهِ" (¬1). 922 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ (¬2) بْنُ الْقَاسِمِ، أخبرنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، وأبو بكر الهذلي متروك الحديث، والحسن -وهو البصري- مدلس ولم يصرح بسماعه من سمرة. وأخرجه الطبراني (6899) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1001)، وابن خزيمة (1711)، والطبراني (6890)، والبيهقي 2/ 181 من طريق سعيد بن بشر، عن قتادة، به- بلفظ: أمرنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نرد على الإمام، وأن نتحاب، وأن يُسلم بعضنا على بعض. وأخرج البيهقي 2/ 179 من طريق روح بن عطاء بن أبي ميمونة، عن الحسن، به- بلفظ: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسلم في الصلاة تسليمة قبالة وجهه، فإذا سلم عن يمينه سلم عن يساره. وروح ضعيف. وأخرجه أبو داود (975)، والبيهقي 2/ 181 من طريق جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة مرفوعًا بلفظ: "سلموا على اليمين، ثم سلموا على قارئكم وعلى أنفسكم". وجعفر ضعيف، وخبيب وسليمان مجهولان. وانظر ما بعده. (¬2) كذا وقع في (س) و (م)، وفي النسخة التي اعتمدها الحافظ المزي في "التحفة" (4597) وفي "تهذيب الكمال" 16/ 365، وقد خطَّأ المزي ابنَ ماجه في هذه التسمية، وقال: الصواب عبد الأعلى بن القاسم. قلنا: وجاء على الصواب في (ذ)، فلعله من تصرف بعضهم، والله تعالى أعلم.

31 - باب لا يخص الإمام نفسه بالدعاء

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُسَلِّمَ عَلَى أَئِمَّتِنَا، وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ (¬1). 31 - بَابٌ لَا يَخُصَّ الْإِمَامُ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ 923 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَؤُمُّ عَبْدٌ فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، الحسن البصري مدلس ورواه بالعنعنة. همام: هو ابن يحيى العوذي البصري، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه ابن خزيمة (1710)، والبيهقي 2/ 181 من طريق عبد الأعلى بن القاسم، بهذا الإسناد. وتحرف لفظ "أئمتنا" في المطبوع من "صحيح ابن خزيمة" إلى: أيماننا. وانظر ما قبله. (¬2) يزيد بن شريح روى عنه جمع، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الدارقطني: يعتبر به، وباقي رجال هذا الإسناد ثقات غير محمَّد بن المصلى فإنه صدوق، وبقية فإنه ضعيف ومدلس ورواه بالعنعنة، لكنه متابع. وأخرجه أبو داود (90)، والترمذي (357) من طريق إسماعيل بن عياش، عن حبيب بن صالح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه أبو داود (91) من طريق ثور بن يزيد، عن يزيد بن شريح، عن أبي حي المؤذن، عن أبي هريرة. فجعله من حديث أبي هريرة. قال الترمذي: وكأن حديث يزيد بن شريح عن أبي حي المؤذن عن أبي هريرة أجود إسنادًا وأشهر. وهو في "مسند أحمد" (22415)، وانظر أيضًا (22152) ففيه تفصيل الاختلاف في إسناده.

32 - باب ما يقال بعد التسليم

32 - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ التَّسْلِيمِ 924 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ؛ قالا: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إِلَّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (¬1). 925 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ حِينَ يُسَلِّمُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان. وأخرجه مسلم (592)، وأبو داود (1512)، والترمذي (298) و (299)، والنسائي 3/ 69 من طرق عن عبد الله بن الحارث، به. وهو في "مسند أحمد" (24338)، و"صحيح ابن حبان" (2000). وفي الباب عن ثوبان، سيأتي برقم (928). (¬2) إسناده ضعيف لإبهام مولى أم سلمة، وقد اختلفت الروايات في تسميته كما هو مبين في "المسند" (26521). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9850) من طريق سفيان الثوري، عن موسى ابن أبي عائشة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26602).

926 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ وَابْنُ (¬1) الْأَجْلَحِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَصْلَتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا" فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ: "فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُمِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَ وَحَمِدَ وَكَبَّرَ مِائَةً، فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ سَيِّئَةٍ" قَالُوا: وَكَيْفَ لَا يُحْصِيهِمَا؟ قَالَ: "يَأْتِي أَحَدَكُمْ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى يَنْفَكَّ الْعَبْدُ لَا يَعْقِلُ، وَيَأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلَا يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (س) و (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: وأبو، والمثبت من (م) وهو الصواب، فإنه عبد الله بن الأجلح الكوفي، وكنيته أبو محمَّد. (¬2) حديث حسن، ابن علية -وهو إسماعيل بن إبراهيم- ومحمد بن فضيل وأبو يحيى التيمي -وهو إسماعيل بن إبراهيم الأحول- وابن الأجلح سمعوا من بعد الاختلاط، لكن تابعهم من سمع منه قبله كما سيأتي. وأخرجه الترمذي (3709) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (5065) من طريق شعبة، عن عطاء، به. وشعبة سمع من عطاء قبل اختلاطه. وهو في "مسند أحمد" (6498) و (6910)، و "صحيح ابن حبان" (2012) و (2018). =

927 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ-: ذَهَبَ أَهْلُ الْأَمْوَالِ وَالدُّثُورِ بِالْأَجْرِ، يَقُولُونَ كَمَا نَقُولُ، وَيُنْفِقُونَ وَلَا نُنْفِقُ! قَالَ لِي: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ أَدْرَكْتُمْ مَنْ قَبْلَكُمْ وَفُتُّمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، تَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، وَتُسَبِّحُونَه وَتُكَبِّرُونَه ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَأَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ". قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1502)، والترمذي (3710) و (3792)، والنسائي 3/ 79 من طريق الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعقد التسببح بيده. وفي الباب عن علي عند أحمد (838). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم والد بشر، وهو عاصم ابن سفيان بن عبد الله الثقفي، وباقي رجاله ثقات. وهو في زوائد الحسين بن الحسن المروزي على كتاب "الزهد" لابن المبارك (1157). وأخرجه الحميدي (133)، وابن خزيمة (748) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وزاد عند الحميدي: "وعند منامك مثل ذلك"، وعند ابن خزيمة: "وإذا أويت إلى فراشك"، وجعل سفيان عند ابن خزيمة التكبير ثلاثًا وثلاثين فيها كلها. وأخرجه أحمد (21411) من طريق عمر بن سعيد، عن بشر بن عاصم، به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (810) من طريق حزام بن حكيم، عن أبي ذر، وذكر التكبير فيه ثلاثًا وثلاثين، وجعل تكملة المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وفيه زيادة، وفي إسناده ضعف، ووقع فيه حزام بن حكيم مقلوبًا. =

928 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ (ح) [وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ] (¬1) حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ حدثني ثَوْبَانُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أيضًا (1879) من طريق الحسن بن جابر، عن عاصم بن حميد، عن أبي ذر، وجعل التكبير ثلاثًا وثلاثين وأن تَختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له. وفي إسناده ضعف أيضًا. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (843)، ومسلم (595). وعن كعب بن عجرة عند مسلم (596). ولرواية ابن عيينة. "وعند منامك مثل ذلك" شاهد من حديث علي عند البخاري (3113)، ومسلم (2727). قوله: "الدثور" هي جمع دَثْر: وهو المال الكثير. (¬1) ما بين الحاصرتين زيادة من المطبوع، ولم يرد في نسخنا الخطية، ولم يذكره المزي في "التحفة" (2099). (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وشداد أبو عمار: هو ابن عبد الله، وأبو أسماء الرحبي: هو عمرو بن مرثد. وأخرجه مسلم (591)، وأبو داود (1513)، والترمذي (300)، والنسائي 3/ 68 - 69 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22365)، و"صحيح ابن حبان" (2003). وفي الباب عن عائشة سلف برقم (924). قوله: "انصرف من صلاته" المراد بالانصراف السلام. قاله النووي.

33 - باب الانصراف من الصلاة

33 - بَابُ الِانْصِرَافِ مِنْ الصَّلَاةِ 929 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَّنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ جَانِبَيْهِ جَمِيعًا (¬1). 930 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ جُزْءًا، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ (¬2) أَنْ لَا يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ، قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قبيصة بن هلب. أبو الأحوص: هو سَلام بن سليم الكوفي، وسماك: هو ابن حرب. وأخرجه أبو داود (1041)، والترمذي (301) من طريق سماك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21967). ويشهد له الحديثان الآتيان بعده. (¬2) في (ذ) و (م): حقا لله عليه، والمثبت من (س) وهو الموافق لمصادر التخريج. (¬3) إسناده صحيح. والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (852)، ومسلم (707)، وأبو داود (1042)، والنسائي 3/ 81 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. =

34 - باب إذا حضرت الصلاة ووضع العشاء

931 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ فِي الصَّلَاةِ (¬1). 932 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ هِنْدٍ بِنْتِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، ثُمَّ يَلْبَثُ فِي مَكَانِهِ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ (¬2). 34 - بَابٌ إِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ وَوُضِعَ الْعَشَاءُ 933 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (3631) و (4383)، و"صحيح ابن حبان" (1997). وفي الباب عن أنس عند مسلم (807) بلفظ: أما أنا فأكثر ما رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينصرف عن يمينه. وللجمع بين حديث أنس وحديث ابن مسعود انظر "شرح صحيح مسلم" للإمام النووي 5/ 220، و"فتح الباري" 2/ 338. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. حسين المعلم: هو ابن ذكوان. وأخرجه أحمد (6627) و (6679) و (6928) و (7021) من طرق عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. ويشهد له الحديثان السالفان قبله وحديث أنس عند مسلم، وقد ذكرناه في تخريج الحديث السالف. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (837)، وأبو داود (1040)، والنسائي 3/ 67 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26541) و (26644).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤوا بِالْعَشَاءِ" (¬1). 934 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤوا بِالْعَشَاءِ". قَالَ: فَتَعَشَّى ابْنُ عُمَرَ لَيْلَةً وَهُوَ يَسْمَعُ الْإِقَامَةَ (¬2). 935 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ؛ جَمِيَعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ، وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَابْدَؤوا بِالْعَشَاءِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (672)، ومسلم (557)، والترمذي (353)، والنسائي 2/ 111 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11971) و (12076)، و"صحيح ابن حبان" (2066). (¬2) إسناده صحيح. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري البصري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (673)، ومسلم (559)، وأبو داود (3757)، والترمذي (354) من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4709)، و"صحيح ابن حبان" (2067). (¬3) إسناده صحيح. سهل بن أبي سهل: هو سهل بن زنجلة، وعروة: هو ابن الزبير. =

35 - باب الجماعة في الليلة المطيرة

35 - بَابُ الْجَمَاعَةِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ 936 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ [عن أبي قلابة] (¬1) عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ: خَرَجْتُ فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ، فَلَمَّا رَجَعْتُ اسْتَفْتَحْتُ، فَقَالَ أَبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو الْمَلِيحِ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ ¬

_ = وأخرجه البخاري (671)، ومسلم (558) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24120). وأخرجه أبو داود (89) من طريق عبد الله بن محمَّد، عن عائشة مرفوعًا: "لا يصلي بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان" وهو في "صحيح ابن حبان" (2073)، وعبد الله بن محمَّد: هو عبد الله بن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وجاء في "سنن أبي داود" أنه أخو القاسم يعني ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق! والمحفوظ ما ذكرنا كما في "تهذيب الكمال 16/ 51. (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في أصولنا الخطية، وأثبتناه من "التحفة" (133)، وهو ثابت في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 234 في هذا الإسناد، ورواية المصنف من طريقه، وهو كذلك ثابت فيه عند أحمد (20707)، وابن خزيمة (1657)، والطبراني (500)، والضياء المقدسي في "المختارة" (1405)، وروايتهم جميعًا من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية. على أنه قد روي بإسقاطه في رواية هشيم عند ابن أبي شيبة 2/ 233 - 234، وبشر بن المفضل عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 11، وأشعث بن سوار عند الطبراني في "الأوسط" (8827)، وعبد الوهاب بن عطاء الثقفي عند البيهقي 3/ 71، أربعتهم عن خالد الحذاء، عن أبي المليح. قلنا: والإسناد متصل على الوجهين، فلكل من خالد الحذاء وأبى قلابة رواية عن أبي الملح.

الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَصَابَتْنَا سَمَاءٌ لَمْ تَبُلَّ أَسَافِلَ نِعَالِنَا، فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ" (¬1). 937 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُنَادِي مُنَادِيهِ فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ، أَوْ اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ ذَاتِ الرِّيحِ: "صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ" (¬2). 938 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُحَدِّثُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. خالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأبو المليح: هو ابن أسامة بن عمير الهذلي. وأخرجه عبد الرزاق (1924)، ومن طريقه الطبراني (496)، وأحمد (20704)، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 21 من طريق سفيان الثوري، وأبو داود (1059)، وابن خزيمة (1863)، والحاكم 1/ 293 من طريق سفيان بن حبيب، وابن حبان (2079) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، به. وأخرجه أبو داود (1057)، والنسائي 2/ 111 من طريق قتادة، عن أبي المليح، به. وهو في "مسند أحمد" (20703)، إلا أن قتادة جعل القصةَ يومَ حنين. (¬2) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (632)، ومسلم (697)، وأبو داود (1060 - 1064)، والنسائي 2/ 15 من طرق عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4478)، و"صحيح ابن حبان" (2077).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يَوْمِ مَطَرٍ: "صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ" (¬1). 939 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَذَلِكَ يَوْمٌ مَطِيرٌ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ له: نَادِ فِي النَّاسِ فَلْيُصَلُّوا فِي بُيُوتِهِمْ. فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلَ هَذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، تَأْمُرُنِي أَنْ أُحرِجَ النَّاسَ (¬2) فَيَأْتُونِي يَدُوسُونَ الطِّينَ إِلَى رُكَبِهِمْ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور. وانظر ما بعده. (¬2) في (م) والمطبوع: أن أُخرِجَ الناسَ -بخاء معجمة- من بيوتهم، والمثبت من (س) و (ذ). (¬3) إسناده صحيح. عاصم الأحول: هو ابن سلمان، وعبد الله بن الحارث: هو أبو الوليد الأنصاري البصري نسيب ابن شرين، وتسميته هنا: عبد الله بن الحارث ابن نوفل، وهمٌ من أحد الرواة أو النساخ، فعبد الله بن الحارث البصري هو الذي يروي عنه عاصم الأحول، بخلاف ابن نوفل الهاشمي القرشي، فعاصم لا يروي عنه. وأخرجه البخاري (616)، ومسلم (699)، وأبو داود (1066) من طرق عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2503).

36 - باب ما يستر المصلي

36 - بَابُ مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّي 940 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عن أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي وَالدَّوَابُّ تَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَضُرُّهُ مَنْ مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ" (¬1). 941 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُخْرَجُ لَهُ حَرْبَةٌ فِي السَّفَرِ، فَيَنْصِبُهَا فَيُصَلِّي إِلَيْهَا (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وأخرجه مسلم (499)، وأبو داود (685)، والترمذي (335) من طريق سماك ابن حرب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1388)، و"صحيح ابن حبان" (2379) و (2381). ويشهد له حديث ابن عمر عند البخاري (494)، ومسلم (501)، وهو الآتي بعده. وحديث عائشة عند مسلم (500). قوله: "مؤخرة الرحل" هي الخشبة التي في آخر الرحل، يستند إليها راكب البعير. (¬2) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (494)، ومسلم (501)، وأبو داود (687)، والنسائي 2/ 62 من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. ولفظ مسلم: كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه، فيصلي إليها، والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمن ثَمَّ اتخذها الأمراء. =

942 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَصِيرٌ يُبْسَطُ بِالنَّهَارِ وَيَحْتَجِرُهُ بِاللَّيْلِ، يُصَلِّي إِلَيْهِ (¬1). 943 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أُمَيَّةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ جَدِّهِ حُرَيْثِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه النسائي 3/ 183 من طريق أيوب، عن نافع، به، ولفظه: كان يُخرِج العَنَزة يوم الفطر ويوم الأضحى يَركُزها فيصلي إليها. وهو يوم "مسند أحمد" (4614) و (5734)، وسيأتي برقم (1304) و (1305). قوله. "حربة" هي دون الرمح عريضة النصل. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. سعيد بن أبي سعيد: هو المقبري. وأخرجه مطولًا البخاري (730)، ومسلم (782)، والنسائي 2/ 68 - 69 من طرق عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24124)، و"صحيح ابن حبان" (2571). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة راويه أبي عمرو بن محمَّد بن عمرو بن حريث، وقد اضطربوا في تسميته، فقيل: عن أبي عمرو بن محمَّد بن عمرو بن حريث عن جده، وقيل: عن أبي محمَّد بن عمرو بن حريث عن جده، وقيل: عن أبي عمرو ابن حريث عن أبيه. =

37 - باب المرور بين يدي المصلي

37 - بَابُ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي 944 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَرْسَلُونِي إِلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أَسْأَلُهُ عَنْ الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي، فَأَخْبَرَنِي عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَأَنْ يَقُومَ أَرْبَعِينَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ". قَالَ سُفْيَانُ: فَلَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، أَو شَهْرًا، أَوْ صَبَاحًا، أَوْ سَاعَةً (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (690) من طريق علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمَّد بن عمرو بن حريث، عن جده، عن أبي هريرة. قال ابن المديني: قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه، فتفكر ساعة ثم قال: ما أحفظ إلا أبا محمَّد بن عمرو، قال سفيان: قدم ها هنا رجل بعدما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ أبا محمَّد حتى وجده، فسأله عنه، فخلط عليه. وأخرجه أبو داود (689) من طريق بشر بن المفضل، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمَّد بن حريث، به. وهو في "مسند أحمد" (7392)، و "صحيح ابن حبان" (2361). (¬1) حديث صحيح على خطأ في إسناده، فالصواب أنه من مسند أبي جهيم، وأن زيد بن خالد أرسل بسر بن سعيد إلى أبي جهيم يسأله، كما في الحديث الآتي بعده. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 147: روى ابن عيينة هذا الحديث مقلوبًا عن أبي النضر، عن بسر بن سعيد، جعل في موضع زيد بن خالد أبا جهيم، وفي موضع أبي جهيم زيدَ بن خالد. وقال أيضًا 21/ 148: سئل يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال: خطأ، إنما هو زيد إلى أبي جهيم، كما روى مالك. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (3749): ومن جعل الحديث من مسند زيد بن خالد فقد وهم. قلنا: رواية مالك التي أشار إليها ابن معين هي في "موطئه" 1/ 154 - 155. وهو في "مسند أحمد" (17051) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

942 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي جُهَيْمٍ الْأَنْصَارِيِّ يَسْأَلُهُ: مَا سَمِعْتَ مِنْ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الرَّجُلِ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْ الرَّجُلِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ وَهُوَ يُصَلِّي، كَانَ لَأَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ" قَالَ: لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ عَامًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا "خَيْرٌ لَهُ مِنْ ذَلِكَ" (¬1). 946 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ، عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي (¬2) أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ مُعْتَرِضًا فِي الصَّلَاةِ، كَانَ لَأَنْ يُقِيمَ مِائَةَ عَامٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ الْخَطْوَةِ الَّتِي خَطَاهَا" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وسالم: هو ابن أبي أمية. وأخرجه مسلم (507) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (510)، ومسلم (507)، وأبو داود (701)، والترمذي (336)، والنسائي 2/ 66 من طريق مالك، عن سالم أبي النضر، به. وهو في "موطأ مالك" 1/ 154 - 155. وهو في "مسند أحمد" (17540)، و"صحيح ابن حبان" (2366). (¬2) الحرف "في" ليس في (س) و (ذ). (¬3) إسناده ضعيف، عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ضعيف، وعمه -وهو عبيد الله بن عبد الله بن موهب- مجهول الحال. =

38 - باب ما يقطع الصلاة

38 - بَابُ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ 947 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِعَرَفَةَ، فَجِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ عَلَى أَتَانٍ، فَمَرَرْنَا عَلَى بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْنَا عَنْهَا وَتَرَكْنَاهَا، ثُمَّ دَخَلْنَا فِي الصَّفِّ (¬1). ¬

_ = وأخرجه عبد بن حميد (1452)، وابن خزيمة (814)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (87)، وابن حبان (2365)، والطبراني في "الصغير" (420)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 299، وابن عبد البر في "الاستذكار" 6/ 169 من طرق عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة. وفيه عند عبد بن حميد "أربعين عامًا" مكان قوله: "مئة عام". وأخرجه أحمد (8837)، وابن خزيمة (814) من طريق أبي أحمد الزبيري محمَّد بن عبد الله، عن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن عمه عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن أبي هريرة. فقلب الاسمين، جعل اسم العم لابن أخيه، واسم ابن الأخ لعمه. وانظر" شرح مشكل الآثار" (87)، و "فتح الباري"1/ 585. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمَّد بن مسلم، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. وأخرجه البخاري (76)، ومسلم (504)، وأبو داود (715)، والترمذي (337)، والنسائي 2/ 64 - 65 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (716) و (717)، والنسائي 2/ 65 من طريق الحكم بن عتيبة، عن يحيى بن الجزار، عن أبي الصهباء، عن ابن عباس، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (1891)، و"صحيح ابن حبان" (2151).

948 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، هُوَ قَاصُّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - عَنْ أَبيهِ (¬1) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَمَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ أَوْ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ بِيَدِهِ هكذا، فَرَجَعَ، فَمَرَّتْ زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَمَضَتْ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "هُنَّ أَغْلَبُ" (¬2). 949 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا جَابِرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَقْطَعُ الصَّلَاةَ: الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ، وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ" (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في أصولنا الخطية و"مصباح الزجاجة" ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي، وفي بعض نسخ ابن ماجه -كما قال البوصيري وصاحب "تحفة الأشراف": عن أمه. قال البوصيري: وكلاهما لا يُعرف. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة قيس أبي محمَّد، أو أم محمَّد، على الروايتين، وباقي رجاله ثقات غير أسامة بن زيد -وهو الليثي- فهو صدوق حسن الحديث. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 283، وفيه: عن أمه. وأخرجه أحمد (26523)، والطبراني في "الكبير" 23/ (851) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة" ومن طريق عثمان بن أبي شيبة" ثلاثتهم "أحمد وابنا أبي شيبة" عن وكيع، بهذا الإسناد. وعند أحمد: عن أمه، وعند الطبراني: عن أبيه. قوله "هن أغلب" أي: النساء، فلذلك ما قَبِلَت البنت الإشارة، وقَبِلَها الابن. قاله السندي. (¬3) رجاله ثقات، والصحيح أنه موقوف، كما سيأتي. يحيى بن سعيد: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة، وجابر: هو ابن زيد أبو الشعثاء. =

950 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ أَبُو طَالِبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "يَقْطَعُ الصَّلَاةَ: الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (703)، والنسائي 2/ 64 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقرن النسائي بشعبة هشامًا إلا أن هشامًا وقفه. وقال أبو داود: وقفه سعيد وهشام وهمام عن قتادة، عن جابر بن زيد، على ابن عباس. وليس عندهما وصف الكلب بالأسود. وهو في "مسند أحمد" (3241)، و"صحيح ابن حبان" (2387). قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/ 461 - 463 بعد أن أورد حديث عائشة: أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي وهي معترضة بين يديه، وحديث ابن عباس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي بالناس بمنى، فمر بين يدي بعض الصف ... (وهو السالف برقم 947)، قال: في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم: أنه لا يقطع صلاة المصلي شيء مر بين يديه؛ ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" [أخرجه أبو داود (719)]، وقال: وهذا قول علي وعثمان وابن عمر، وبه قال ابن المسيب والشعبي وعروة، وإليه ذهب مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي، وذهب قوم إلى أنه يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب، يُروى ذلك عن أنس ... وقالت طائفة: يقطعها المرأة الحائص والكلب الأسود، روى ذلك عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح، وقالت طائفة: لا يقطعها إلا الكلب الأسود، روي ذلك عن عائشة، وهو قول أحمد وإسحاق. (¬1) إسناده صحيح على اختلاف كبير فيه على قتادة، كما بسطناه في التعليق على "مسند أحمد" (7983)، ورواية أحمد عن معاذ بن هشام بهذا الإسناد. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. =

951 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ وَالْحِمَارُ" (¬1). 952 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلَاةَ، إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْ الرَّجُلِ مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ، الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ". قُلْتُ: مَا بَالُ الْأَسْوَدِ مِنْ الْأَحْمَرِ؟ فقَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَمَا سَأَلْتَنِي، فَقَالَ: الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ شَيْطَانٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (511) (266) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة مرفوعًا، وزاد: "ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل" وعبيد الله بن عبد الله بن الأصم روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يوثقه غيره، واحتج به مسلم. وله شاهد من حديث أبي ذر الآتي برقم (952). وانظر في الكلام على متن الحديث في التعليق على "المسند" (7983) أيضًا، والتعليق على الحديث السالف. (¬1) صحيح لغيره، رجاله ثقات غير جميل بن الحسن -وهو العتكي الجهضمي- وقد توبع، وفيه عنعنة الحسن البصري. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه أحمد (16797)، والطحاوي 1/ 458، وابن حبان (2386) من طرق عن سعيد، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. =

39 - باب ادرأ ما استطعت

39 - بَابُ ادْرَأ مَا اسْتَطَعْتَ 953 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى أَبُو الْمُعَلَّى، عَنْ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ، فَذَكَرُوا الْكَلْبَ وَالْحِمَارَ وَالْمَرْأَةَ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي الْجَدْيِ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي يَوْمًا، فَذَهَبَ جَدْيٌ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَبَادَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقِبْلَةَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (510)، وأبو داود (702)، والترمذي (338)، والنسائي 2/ 63 - 64 من طرق عن حميد بن هلال، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21323)، و"صحيح ابن حبان" (2385). قوله: "الكلب الأسود شيطان" أي: إن ضرره أشد من غيره، فسُمي شيطانا على المجاز، قال أبو جعفر الطبري: الشيطان في كلام العرب كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء، وكذلك قال ربنا جل ثناؤه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112] فجعل من الإنس شياطين مثل الذي جعل من الجن، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وركب بِرذَونًا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبختُرًا، فنزل عنه وقال: ما حملتموني إلا على شيطان، ما نزلت عنه حتى أنكرتُ نفسي. وإنما سُمِّي المتمرد من كل شيء شيطانًا لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعالَه، وبُعدِه من الخير. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد منقطع، الحسن العرني -وهو الحسن بن عبد الله- لم يسمع من ابن عباس. أبو المعلى يحيى: هو ابن ميمون العطار. وأخرجه أحمد (2222)، والطبراني (12696) و (12704) من طريق أبي المعلى العطار، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (2804) و (3193) من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، به- بلفظ: أن جديا سقط بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يصلي، فلم يقطع صلاته.=

954 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ، وَلْيَدْنُ مِنْهَا، وَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يَمُرُّ، فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (2653)، وأبو داود (709) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس لم يسمعه منه: أن جديًا أراد أن يمر بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو يصلي، فجعل يتقيه. وهذا إسناد منقطع فقد صرح يحيى ابن الجزار بأنه لم يسمعه من ابن عباس. لكن رواه البيهقي 2/ 268 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن عمرو، عن يحيى بن الجزار، عن صهيب البصري، عن ابن عباس. وهذا إسناد حسن. وأخرج ابن خزيمة (727)، وابن حبان (2371)، والحاكم 1/ 254 من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم والزبير بن خِرِّيت، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي، فمرت شاة بين يديه، فساعاها إلى القبلة حتى ألصق بطنه بالقبلة. وهذا إسناد صحيح. قوله: "فبادره القبلة" أي سبقه إلى جهة القبلة ليمنعه من المرور بين يديه بتضييق الطريق عليه. (¬1) إسناده قوي من أجل محمَّد بن عجلان، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات. أبو غريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وعبد الرحمن ابن أبي سعيد: هو الخدري. وأخرجه أبو داود (798) من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (2372). وأخرجه مسلم (505) (258)، وأبو داود (697)، والنسائي 2/ 66 من طريق مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه رفعه بلفظ: "إذا كان أحدكم يصلي، فلا يدع أحدًا يمر بين يديه ... ". =

40 - باب من صلى وبينه وبين القبلة شيء

955 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، وَالْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْمُنْكَدِرِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ". وَقَالَ الْمُنْكَدِرِيُّ: "فَإِنَّ مَعَهُ الْعُزَّى" (¬1). 40 - بَابُ مَنْ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ شَيْءٌ 956 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ = وأخرجه البخاري (509)، ومسلم (505) (259)، وأبو داود (700) من طريق أبي صالح السمان، والنسائي 8/ 61 - 62 من طريق عطاء بن يسار، كلاهما عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، بلفظ: "إذا صلى أحدكم إلى شيءٍ يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفعه" وفيه قصة. وأخرجه أبو داود (699) من طريق عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: "من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته أحد فليفعل". وهو في "مسند أحمد" (11299)، و "صحيح ابن حبان" (2367). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الضحاك بن عثمان، فإنه حسن الحديث. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. وأخرجه مسلم (506) من طريقي أبي بكر الحنفي وابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5585)، و"صحيح ابن حبان" (2362) و (2369). ويشهد له حديث أبي سعيد السالف قبله لكنه بلفظ: "فإنه شيطان". أما رواية المنكدري، فهي شاذة إن لم تكن مصحَّفة عن "القرين"، والله أعلم.

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، كَاعْتِرَاضِ الْجِنَازَةِ (¬1). 957 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُهَا بِحِيَالِ مَسْجَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). 958 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي وَأَنَا بِحِذَائِهِ، وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعروة: هو ابن الزبير بن العوام. وأخرجه البخاري (383) و (384) و (512) و (515) و (997)، ومسلم (512) (267 - 269)، وأبو داود (710 - 712)، والنسائي 2/ 67 من طرق عن عروة، به. وأخرجه البخاري (382) و (508) و (511) و (513) و (514) و (519) و (1209) و (6276)، ومسلم (512) (270 - 272) و (744) (35)، وأبو داود (713) و (714)، والنسائي1/ 101 - 102 و 102 من طرق عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24088)، و"صحيح ابن حبان" (2341). وقد بيَّنت معظم الروايات عن عائشة أنها ذكرت ذلك ردًا على من قال: إن المرأة تقطع الصلاة. (¬2) إسناده صحيح، سويد بن سعيد وإن كان فيه كلام تابعه هنا بكر بن خلف، وهو ثقة. خالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه أبو داود (4148) عن مسدد، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26733). (¬3) إسناده صحيح. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. =

959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمِقْدَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُصَلَّى خَلْفَ الْمُتَحَدِّثِ وَالنَّائِمِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (333)، ومسلم (513)، وأبو داود (656) من طرق عن سليمان الشياني، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26806). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أبو المقدام -وهو هشام بن زياد بن أبي يزيد- متروك، وبينه وبين محمَّد بن كعب راوٍ مجهول يقال له يحيى بن فلان فيما نقله مسلم في مقدمة "صحيحه" (باب 5) عن عفان بن مسلم. وأخرجه أبو داود (694) من طريق عبد الملك بن محمَّد بن أيمن، عن عبد الله ابن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن ابن عباس. وعبد الملك وعبد الله مجهولا الحال، والرجل المبهم الظاهر أنه أبو المقدام المتروك، والله أعلم. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 1/ 587 عند قول البخاري: باب الصلاة خلف النائم، قال: وكأنه أشار أيضًا إلى تضعيف الحديث الوارد في النهي عن الصلاة إلى النائم، فقد أخرجه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن عباس، وقال أبو داود: طرقه كلها واهية، يعني حديث ابن عباس. وفي الباب عن ابن عمر أخرجه ابن عدي، وعن أبي هريرة أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5246)، وهما واهيان أيضًا. قلنا: وأخرج البخاري في هذا الباب حديث عائشة -وهو السالف برقم (956) -: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي وهي معترضة بينه وبين القبلة. والصلاة إلى النائم كرهها مجاهد وطاووس ومالك خشية أن يبدو من النائم ما يلهي المصلي عن صلاته، أما الصلاة إلى المتحدث فقد كرهها الشافعي وأحمد، وذلك من أجل أن كلامهم يشغل المصلي عن صلاته، وكان ابن عمر لا يصلي خلف رجل يتكلم إلا يوم الجمعة. راجع "فتح الباري" 1/ 587، و"معالم السُّنن" للخطابي 1/ 187.

41 - باب النهي أن يسبق الإمام بالركوع والسجود

41 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسْبَقَ الْإِمَامُ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ 960 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا أَنْ لَا نُبَادِرَ الْإِمَامَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ (¬1)، وَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا (¬2). 961 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أبو القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ؟ " (¬3). ¬

_ (¬1) لفظة "والسجود" ليست في نسخنا الخطية، وهي في المطبوع، وهي موافقة لرواية أحمد. (¬2) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه أحمد (9682)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (12460) من طريق محمَّد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (415) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به. وروايتهم أطول من رواية المصنف، وانظر ما سلف برقم (846)، وما سيأتي برقم (1239). (¬3) إسناده صحيح، وسويد بن سعيد متابع في هذا الإسناد نفسه. وأخرجه البخاري (691)، ومسلم (427)، وأبو داود (623)، والترمذي (589)، والنسائي 2/ 96 من طرق عن محمَّد بن زياد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7534)، و"صحيح ابن حبان" (2282). =

962 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ دَارِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ (¬1) ¬

_ = قال الحافظ في "الفتح" 2/ 183: ظاهرُ الحديث يقتضي تحريم الرفع قبلَ الإمام، لكونه توعد عليه بالمسخ، وهو أشدُّ العقوبات، وبذلك جزم النووي في "شرح المهذب"، ومع القولِ بالتحريم، فالجمهور على أن فاعله يأثمُ، وتجزئ صلاته، وعن ابن عمر: تَبطُلُ، وبه قال أحمد في رواية، وأهل الظاهر، بناءً على أن النهي يقتضي الفسادَ، وفي "المغني" عن أحمد أنه قال في "رسالته" (وهي الرسالة الموسومة بالصلاة وهي مطبوعة، والإمام الذهبي ينفي نسبتها إلى الإمام أحمد في "سير أعلام النبلاء" (11/ 287): ليس لمن سبق الإمام صلاة لهذا الحديث، قال: ولو كانت له صلاة، لرجي له الثوابُ، ولم يُخش عليه العقاب. واختلف في معنى الوعيد المذكور فقيل: يحتمل أن يرجع ذلك إلى أمر معنوي، فإن الحمارَ موصوف بالبلادة، فاستعير هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه مِن فرض الصلاة ومتابعة الإمام، ويُرَجِّحُ هذا المجازي أن التحويلَ لم يقع مع كثرة الفاعلين، لكن ليس في الحديث ما يدُل على أن ذلك يقع ولا بُد، وإنما يدل على كون فاعله متعرضًا لذلك، وكون فعله ممكنًا لأن يَقَعَ ذلك الوعيد، ولا يلزم من التعرض للشيء وقوعُ ذلك الشيء، قاله ابنُ دقيق العيد، وقال ابن بَزِيزة: يحتمل أن يراد بالتحويل المسخ، أو تحويل الهيئة الحسية أو المعنوية أو هما معا. وحمله آخرون على ظاهره! (¬1) قوله: "عن أبي بردة" ليس في نسخنا الخطية، ولم يذكره المزي في "التحفة" (8994)، وأثبتناه من المطبوع. واختلف صنيع المزي فيه، فلم يذكره في "التحفة"، بينما لم يذكر في ترجمة سعيد من "التهذيب" أنه يروي عن جده أبي موسى، وإنما ذكر روايته عن أبيه أبي بردة، وروى الحديث في ترجمة دارم 8/ 375 بإسناده إلى سعيد عن أبي بردة عن أبي موسى، وقال: رواه ابن ماجه، ولم يذكر خلافًا. وأبو بردة ثابت في الإسناد في مصادر التخريج الآتية.

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي قَدْ بَدَّنْتُ، فَإِذَا رَكَعْتُ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعْتُ فَارْفَعُوا، وَإِذَا سَجَدْتُ فَاسْجُدُوا، وَلَا أُلْفِيَنَّ رَجُلًا يَسْبِقُنِي إِلَى الرُّكُوعِ وَلَا إِلَى السُّجُودِ" (¬1). 963 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُبَادِرُونِي بِالرُّكُوعِ وَلَا بِالسُّجُودِ، فَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا رَكَعْتُ، تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْتُ، وَمَهْمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ إِذَا سَجَدْتُ تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْتُ، إِنِّي قَدْ بَدَّنْتُ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دارم الكوفي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 253، والبزار (3124)، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 375 من طرق عن شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. وذكروا جميعًا فيه أبا بردة. وانظر شواهده فيما بعده. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل ابن عجلان، واسمه محمَّد. سفيان: هو ابن عيينة، وابن محيريز: هو عبد الله. وأخرجه أبو داود (619) من طريق يحيى بن سجد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16838)، و "صحيح ابن حبان" (2230). وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (2231)، وإسناده قوي. وآخر من حديث ابن مسعدة عند أحمد (17592)، ورجاله ثقات لكنه منقطع. =

42 - باب ما يكره في الصلاة

42 - بَابُ مَا يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ 964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بن هارون بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ مِنْ الْجَفَاءِ أَنْ يُكْثِرَ الرَّجُلُ مَسْحَ جَبْهَتِهِ، قَبْلَ الْفَرَاغِ مِنْ صَلَاتِهِ" (¬1). 965 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ ¬

_ = قوله: "فمهما أسبقكم به" أي: أي جزء وأي قدر أسبقكم به، أي: إذا تقدمت عليكم بشئ من الأول، فإنكم تدركون ذلك القدر إذا تأخرت عنه في الآخر. "بدَّنتُ": تعليل لإدراك ذلك القدر بأنه قدر يسير بواسطة أنه قد بَدن، فلا يسبق إلا بقدر قيل، وهو بالتشديد، أي: كَبِرتُ، وأما التخفيف مع ضم الدال فلا يناسب لكونه من البدانة بمعنى كثرة اللحم، ولم يكن من صفته، ورُدَّ بأنه قد جاء في صفته: "بادن متماسك" أي: ضخم يمسك بعضُ أعضائه بعضًا، فهو معتدل الخلق، وقد جاء عن عائشة كما في "صحيح مسلم" (746): فلما أسن وأخذه اللحم. قاله السندي في حاشيته على "مسند أحمد". (¬1) إسناده ضعيف لضعف هارون بن هارون. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه البيهقي 2/ 286 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، بهذا الإسناد. وأخرج الطبراني في "الأوسط" (5998) من طريق سعيد بن عبيد الله بن زياد الثقفي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه مرفوعًا: "ثلاث من الجفاء: مسحُ الرجلِ الترابَ عن وجهه ... " ورجاله ثقات إلا أن سعيد بن عبيد الله له أوهام، وقد خالفه قتادة عند البيهقي 2/ 285، فرواه عن ابن بريدة، عن ابن مسعود موقوفًا عليه: أربع من الجفاء ... وذكر منها: مسح الرجل التراب عن وجهه وهو في صلاته.

عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُفَقِّعْ (¬1) أَصَابِعَكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ" (¬2). 966 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ سُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُغَطِّيَ الرَّجُلُ فَاهُ فِي الصَّلَاةِ (¬3). 967 - حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ بن (¬4) أبي سعيد الْمَقْبُرِيِّ ¬

_ (¬1) المثبت من (ذ) و (م)، وفي (س): تقعقع. قال في "النهاية": التفقيع: فرقعة الأصابع وغمز مفاصلها حتى تصوِّت. (¬2) إسناده ضيف لضعف الحارث: وهو ابن عبد الله الأعور. أبو قتيبة: هو سَلم بن قتيبة الشعِيري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وفي الباب عن معاذ بن أنس عند أحمد (15621)، وإسناده ضعيف. وعن ابن عباس موقوفًا عليه عند ابن أبي شيبة 2/ 344، وإسناده ضعيف أيضًا. وثمة آثار عن سعيد بن جبير ومجاهد وإبراهيم النخعي وعطاء في كراهية ذلك عند ابن أبي شيبة، فانظرها فيه. (¬3) إسناده ضعيف لضعف الحسن بن ذكوان. وأخرجه أبو داود (643) عن محمَّد بن العلاء وإبراهيم بن موسى، عن ابن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء، بهذا الإسناد. إلا أن رواية محمَّد بن العلاء مرسلة. قال الخطابي في "معالم السُّنن": من عادة العرب التلثم بالعمائم على الأفواه، فنُهوا عن ذلك إلا أن يعرض للمصلي التثاؤبُ فيغطي فمه عند ذلك للحديث الذي جاء فيه. (¬4) في (س) و (ذ): عن أبي سعيد المقبري، والمثبت من (م) و"التحفة" وهو الصواب.

عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَجُلًا قَدْ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي الصَّلَاةِ، فَفَرَّجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أَصَابِعِهِ (¬1). ¬

_ (¬1) شاذٌ بهذا اللفظ، أبو بكر بن عياش صدوق لكن في حفظه شيء، وقد خالفه من هو أوثق منه، فقد رواه قُران بن تمام الأسدي عند أحمد (18115)، وسفيان الثوري عند عبد الرزاق (3334)، والدارمي (1377)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5567)، وأبو خالد الأحمر عند ابن خزيمة (444)، وخالد ابن الحارث عند الطبراني 19/ (336)، وعبد الملك بن جريج عند أحمد (18114)، والليث بن سعد عند الترمذي (387)، ومحمد بن إسحاق عند الطحاوي (5568)، وابن عيينة عند الطبراني 19/ (335)، ثمانيتهم عن محمَّد بن عجلان، عن سعيد المقبري، بلفظ: "إذا توضات فاحسنت وضوءك ثم عمدت إلى المسجد فأنت في صلاة فلا تشبك بين أصابعك" إلا أنهم اختلفوا في إسناده، فرواه قُرَّان الأسدي والثوري وأبو خالد الأحمر وخالد بن الحارث، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن كعب بن عجرة (كإسناد أبي بكر بن عياش)، ورواه ابن جريج والليث وابن إسحاق وابن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن بعض بني كعب (وعند بعضهم: عن رجل) عن كعب. ورواه شريك بن عبد الله النخعي عند أحمد (18130) عن ابن عجلان، عن سعيد، عن كعب، بلفظ: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد وقد شبكتُ بين أصابعي، فقال لي: "يا كعب، إذا كنت في المسجد فلا تشبك بين أصابعك، فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة". وشريك سيئ الحفظ. وأخرجه أحمد (18103)، وأبو داود (562) من طريق داود بن قيس، عن سعد بن إسحاق بن فلان بن كعب، عن أبي ثمامة الحفاظ، عن كعب بن عجرة رفعه بلفظ: "إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدًا إلى الصلاة، فلا يُشبِّك بين يديه، فإنه في الصلاة". وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي ثمامة، وانظر تتمة الكلام على هذا الإسناد في العليق على "المسند". وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5570)، وابن حبان (2150)، والبيهقي 3/ 230 - 231 من طريقين عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، =

968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ، وَلَا يَعْوِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ" (¬1). 969 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = عن الحكم -وهو ابن عتيبة- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. وهذا إسناد حسن. قلنا: وتعليل نهيه عن تشبيك الأصابع في الطريق إلى المسجد بأنه في صلاة، يدل من باب أولى على أن التشبيك ليس من شأن المصلي في الصلاة. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري متروك، وباقي رجاله ثقات. لكن صح الحديث من طريق آخر فقد أخرجه الترمذي (2949)، والنسائي في "الكبرى" (9974) من طريق محمَّد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، بنحو اللفظ الذي سنذكره لاحقًا. وأخرجه البخاري (3289)، وأبو داود (5028)، والترمذي (2950)، والنسائي (9972) و (9973) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبيه أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا تثاءب أحدكم، فليرده ما استطاع، ولا يقل: هاه هاه، فإنما ذلكم الشيطان يضحك منه". وأخرجه مسلم (2994)، والترمذي (370) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع". وهو في "مسند أحمد" (7599)، و"صحيح ابن حبان" (2357 - 2359).

43 - باب من أم قوما وهم له كارهون

عَنْ جَدِّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْبُزَاقُ وَالْمُخَاطُ وَالْحَيْضُ وَالنُّعَاسُ فِي الصَّلَاةِ، مِنْ الشَّيْطَانِ" (¬1). 43 - بَابُ مَنْ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ 970 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثَةٌ لَا يقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ: الرَّجُلُ يَؤُمُّ الْقَوْمَ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَالرَّجُلُ لَا يَأْتِي الصَّلَاةَ إِلَّا دِبَارًا - يَعْنِي بَعْدَ مَا يَفُوتُهُ الْوَقْتُ - وَمَنْ اعْتَبَدَ مُحَرَّرًا" (¬2). 971 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَرْحَبِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "ثَلَاثَةٌ لَا تَرْتَفِعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ شِبْرًا: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وضعف أبي اليقظان: وهو عثمان بن عمير الكوفي الأعمى. وأخرجه الترمذي (2951) عن علي بن حجر، عن شريك، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك عن أبي اليقظان. (¬2) إسناده ضعيف، الإفريقي- واسمه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم- وعمران -وهو ابن عبدٍ المعافري المصري- ضعيفان. وأخرجه أبو داود (593) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.

44 - باب الاثنان جماعة

وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ" (¬1). 44 - بَابُ الِاثْنَانِ جَمَاعَةٌ 972 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ جَرَادٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا جَمَاعَةٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل يحيى الأرحبي وعبيدة بن الأسود، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن حبان (1757)، والطبراني (12275) من طريق يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي أمامة عند الترمذي (360)، وإسناده ضعيف. وعن جابر بن عبد الله عند ابن حبان (5355)، وإسناده ضعيف جدًا. وعن سلمان عند ابن أبي شيبة 1/ 407 - 408، رواه عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن القاسم بن مخيمرة، عن سلمان. وهذا إسناد ظاهره الصحة، لكن قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، وكان ذلك وهما منه رحمه الله، وهو لم يلق ابن جابر، وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف. انتهى من "تهذيب الكمال" 18/ 8. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، الربيع بن بدر متروك، ووالده وجده مجهولان. وأخرجه عبد بن حميد (567)، وأبو يعلى (7223)، والطحاوي 1/ 308، وابن عدي في "الكامل" 3/ 989، والدارقطني (1087)، والبيهقي 3/ 69، والخطيب 8/ 415 و11/ 45 - 46، وابن عساكر في "تاريخه" 15/ 188 من طريق الربيع بن بدر، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند الدارقطني (1088)، ولفظه كحديث أبي موسى. =

973 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (¬1). ¬

_ = وعن أنس بن مالك عند ابن عدي 3/ 1203، والبيهقي 3/ 69، ولفظه: "الاثنان جماعة، والثلاثة جماعة، وما كثر فهو خير". وعن الحكم بن عمير الثُّمالي عند ابن سعد 7/ 415، وابن عدي 5/ 1890، ولفظه: "اثنان فما فوق ذلك جماعة". وهذه الأحاديث لا تخلو من ضعف شديد، لكن جاء هذا الحرف من مرسل القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي ومكحول عند أبي داود في "المراسيل" (26)، ومن مرسل الوليد بن أبي مالك عند أحمد (22315) وأسانيدها صحاح إلى مُرسِليها. ويشهد لصحة معناه أحاديث التصدق على الرجل الذي فاتته الجماعة بالصلاة معه، كحديث أبي سعيد عند الترمذي (220)، ويشهد له أيضًا حديث مالك ابن الحويرث عند البخاري (630)، ومسلم (674) و (293) بلفظ: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له ولصاحب له: "إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما وليؤمكما أكبركما"، وهو الآتي برقم (979). (¬1) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه مطولًا البخاري (728) من طريق عاصم الأحول، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2413). وأخرجه مطولًا أيضًا البخاري (697) و (699) و (5919)، وأبو داود (611) و (1357)، والنسائي 2/ 87 من طريق سعيد بن جبير، والبخاري (183) و (698) و (726) و (859) و (6316)، ومسلم (763) (181) و (184) و (185) و (186) و (187)، وأبو داود (1364)، والترمذي (229) من طريق غريب مولى ابن عباس، ومسلم (763) (193)، وأبو داود (610) من طريق عطاء، ثلاثتهم عن ابن عباس، به. =

974 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (¬1). 975 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ وَبِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَصَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَلْفَنَا (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1843)، و"صحيح ابن حبان" (2592) و (2626). وانظر ما سيأتي برقم (1363). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل: وهو ابن سعد. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد، والضحاك بن عثمان: هو ابن عبد الله ابن خالد الأسدي. وأخرجه مطولًا أحمد (14496)، وابن خزيمة (1535) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وأخرجه ضمن حديث طويل مسلم (3010)، وأبو داود (634) من طريق يعقوب بن مجاهد، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن جابر. وهو في "صحيح ابن حبان" (2197). وأخرجه مسلم (766) من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (14789). (¬2) إسناده صحيح. أبو نصر: هو علي بن نصر الجهضمي. وأخرجه مسلم (660) (269)، وأبو داود (609)، والنسائي 2/ 86 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (660) (268)، والنسائي 2/ 86 من طريق ثابت، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (3019)، و"صحيح ابن حبان" (2206).

45 - باب من يستحب أن يلي الإمام

45 - بَابُ مَنْ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَلِيَ الْإِمَامَ 976 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ، وَيَقُولُ: "لَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، ولِيَلِنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" (¬1). 977 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، لِيَأْخُذُوا عَنْهُ (¬2). 978 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو معمر: هو عبد الله ابن سخبرة الأزدي، وأبو مسعود الأنصاري: هو عقبة بن عمرو الخزرجي البدري. وأخرجه مسلم (432) (122)، وأبو داود (674)، والنسائي 2/ 87 - 88 و 90 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17102)، و"صحيح ابن حبان" (2172). الأحلام: العقول الراجحة، واحدها حِلم -بالكسر- لأن العقل الراجح سببٌ للحلم والأناة والتثبت في الأمور. والنُّهَى: جمع نُهْية- بالضم- بمعنى العقل لأنه ينهى صاحبه عن القبيح. قاله السندي. (¬2) إسناده صحيح. عبد الوهاب: هو ابن عبد الحميد الثقفي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8253) من طريق خالد بن الحارث، عن حميد، به. وهو في "مسند أحمد" (11963)، و "صحيح ابن حبان" (7258).

46 - باب من أحق بالإمامة

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ: "تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ" (¬1). 46 - بَابُ مَنْ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ 979 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَمَّا أَرَدْنَا الِانْصِرَافَ قَالَ لَنَا: "إِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، وأبو الأشهب: هو جعفر بن حيان العطاردي، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي. وأخرجه مسلم (438)، وأبو داود (680)، والنسائي 2/ 83 من طريق أبي الأشهب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (438)، والنسائي 2/ 83 من طريق الجريري، عن أبي نضرة. به. وهو في "مسند أحمد" (11142). وعلقه البخاري عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بصيغة التمريض في كتاب الأذان، باب الرجل ياتم بالإمام وياتم الناس بالماموم، وصيغة التمربض لا تختص بالضعيف، بل قد تستعمل في الصحيح أيضًا، بخلاف صيغة الجزم فإنها لا تستعمل إلا في الصحيح. قاله الحافظ في "الفتح" 2/ 205. (¬2) إسناده صحيح. خالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرمي. =

980 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَوْسَ بْنَ ضَمْعَجٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانَتْ الْهِجْرَةُ سَوَاءً، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ سِنًّا، وَلَا يُؤَمَّ الرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ وَلَا فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يُجْلَسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنٍ" أَوْ "بِإِذْنِهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (630) و (658) و (7246)، ومسلم (674) (293)، وأبو داود (589)، والترمذي (203)، والنسائي 2/ 8 - 9 و 21 و 77 من طريق خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15601)، و"صحيح ابن حبان" (2129) و (2130). وأخرجه البخاري (628) و (631) و (6008) و (7246)، ومسلم (674) (292)، والنسائي 2/ 9 من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة، به. وهو في "مسند أحمد" (15598)، و"صحيح ابن حبان" (1658). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (673) (291)، وأبو داود (582) و (583)، والنسائي 2/ 77 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة. وأخرجه مسلم (673) (290)، وأبو داود (584)، والترمذي (235) و (2977)، والنسائي 2/ 76 من طريق الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، به. وزاد بعد القراءة: "فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرة ... ". وهو في "مسند أحمد" (17063)، و"صحيح ابن حبان" (2127) و (2133) قوله: "تكرمته" قال العلماء: التكرمة: الفراش-ونحوه مما يُبسط لصاحب المنزل ويُخَصُّ به.

47 - باب ما يجب على الإمام

47 - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ 981 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخُو فُلَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ يُقَدِّمُ فِتْيَانَ قَوْمِهِ يُصَلُّونَ بِهِمْ، فَقِيلَ لَهُ: تَفْعَلُ، وَلَكَ مِنْ الْقِدَمِ مَا لَكَ؟! قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْإِمَامُ ضَامِنٌ، فَإِنْ أَحْسَنَ فَلَهُ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَسَاءَ - يَعْنِي - فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ" (¬1). 982 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُمِّ غُرَابٍ، عَنْ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: عَقِيلَةُ عَنْ سَلَامَةَ بِنْتِ الْحُرِّ أُخْتِ خَرَشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُومُونَ سَاعَةً، لَا يَجِدُونَ إِمَامًا يُصَلِّي بِهِمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الحميد بن سليمان: وهو الخزاعي الضرير. أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج. ويشهد لقوله: "الإمام ضامن" حديث أبي هريرة عند أحمد (7169)، وأبي داود (517)، والترمذي (207)، وهو حديث صحيح. وحديث أبي أمامة عند أحمد (22238)، وإسناده حسن. ويشهد للقطعة الثانية منه حديث أبي هريرة عند البخاري (694)، ولفظه: "يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم". وحديث عقبة الآتي برقم (983). (¬2) إسناده ضعيف، أم غراب -واسمها طلحة- وعقيلة مجهولتا الحال. =

48 - باب من أم قوما فليخفف

983 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ: أَنَّهُ خَرَجَ فِي سَفِينَةٍ فِيهَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ، فَحَانَتْ صَلَاةٌ مِنْ الصَّلَوَاتِ فَأَمَرْنَاهُ أَنْ يَؤُمَّنَا، وَقُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ أَحَقُّنَا بِذَلِكَ، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَبَى، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ فَالصَّلَاةُ لَهُ وَلَهُمْ، وَمَنْ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ" (¬1). 48 - بَابُ مَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ 984 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل، عَنْ قَيْسٍ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (581) عن هارون بن عباد الأزدي، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن طلحة أم غراب، بهذا الإسناد، بلفظ: "إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون إمامًا يُصلي بهم". وهو في "مسند أحمد" (27137). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مُحرِز بن سلمة صدوق، وعبد الرحمن ابن حرملة روى له مسلم متابعة، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. ابن أبي حازم: هو عبد العزيز، وأبو علي الهمداني: هو ثُمامة بن شُفَي. وأخرجه أبو داود (580) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17305)، و"صحيح ابن حبان" (2221). ويشهد له حديث سهل بن سعد السالف برقم (981). وحديث أبي هريرة عند البخاري (694)، وقد ذكرناه بلفظه عند حديث سهل السالف.

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ لِمَا يُطِيلُ بِنَا فِيهَا، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطُّ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ مِنْهُ غضبا يَوْمَئِذٍ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيتجَوِّزْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ" (¬1). 985 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخبرنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوجِزُ وَيُتِمُّ الصَّلَاةَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيل: هو ابن أبي حازم. وأخرجه البخاري (90)، ومسلم (466)، والنسائي في "الكبرى" (5860) من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17065)، و "صحيح ابن حبان" (2137). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (469) (188) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (706) من طريق عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، به. وأخرجه البخاري (708)، ومسلم (469) (189) و (190)، و (473)، وأبو داود (853)، والترمذي (237)، والنسائي 2/ 94 - 95 من طرق عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (11917) و (11990)، و "صحيح ابن حبان" (1759). وقوله: "يوجز ويتم الصلاة" معناه: أنه كان يخفف القراءة وغيرها مع تمام الأركان والركوع والسجود، أي: أن تخفيفه لم يكن يفضي إلى اختلال في الأركان. وانظر ما سيأتي برقم (989).

986 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: صَلَّى مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْأَنْصَارِيُّ بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْعِشَاءِ، فَطَوَّلَ عَلَيْهِمْ، فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَّا فَصَلَّى، فَأُخْبِرَ مُعَاذٌ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ لَهُ مُعَاذٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا يَا مُعَاذُ؟ إِذَا صَلَّيْتَ بِالنَّاسِ فَاقْرَأْ بِالشَّمْسِ وضحاها، وَسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ (¬1). 987 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَقُولُ: كَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أَمَّرَنِي عَلَى الطَّائِفِ، قَالَ لِي: "يَا عُثْمَانُ، تَجَاوَزْ فِي الصَّلَاةِ وَاقْدِرْ النَّاسَ بِأَضْعَفِهِمْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الْكَبِيرَ وَالصَّغِيرَ وَالسَّقِيمَ وَالْبَعِيدَ وَذَا الْحَاجَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وقد سلف مختصرًا برقم (836)، وانظر تخريجه هناك. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث عند الحميدي (905)، وابن خزيمة (1608)، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (531)، والنسائي 2/ 23 من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن مطرف =

* 988 - [قال أبو الحسن القطان]: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: حَدَّثَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ: أَنَّ آخِرَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَمَمْتَ قَوْمًا فَأَخِفَّ بِهِمْ" (¬1). ¬

_ = ابن عبد الله بن الشخير، عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمامَ قومي، قال: "أنت إمامهم، واقتدِ باضعفهم ... ". وأخرجه مسلم (468) (186) من طريق موسى بن طلحة، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له: "أُم قومك، قال: قلت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي شيئا، قال: "ادنُة" فجلَّسني بين يديه ثم وضع كفه في صدري بين ثدييَّ، ثم قال: "تحول" فوضعها في ظهري بين كتفيَّ، ثم قال: "أُمَّ قومك، فمن أمَ قوما فليخفف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء". وهو في "مسند أحمد" (16273) من طريق محمَّد بن إسحاق، وانظر تخريج هذه الطريق فيه. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. علي بن إسماعيل: هو ابن كعب الدقاق المترجم في "تاريخ بغداد" 11/ 345، وعمرو بن علي: هو الفلاس الصيرفي، ويحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه مسلم (468) (187) من طريق محمَّد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16277). تبيه: هذا الحديث ليس في (م)، وهو من زيادات أبي الحسن القطان، وليس من رواية ابن ماجه.

49 - باب الإمام يخفف الصلاة إذا حدث أمر

49 - بَابُ الْإِمَامِ يُخَفِّفُ الصَّلَاةَ إِذَا حَدَثَ أَمْرٌ 989 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ وأنا (¬1) أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي، مِمَّا أَعْلَمُ لِوَجْدِ أُمِّهِ بِبُكَائِهِ" (¬2). 990 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي الصَّلَاةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: وإني. (¬2) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه البخاري (709) و (710)، ومسلم (470) (192) من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (470) (191) من طريق ثابت البناني، والترمذي (377) من طريق حميد، كلاهما عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12067)، و"صحيح ابن حبان" (2139). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن عبد الله بن علاثة ضعيف، والحسن -وهو ابن أبي الحسن يسار المصري- لم يسمع من عثمان بن أبي العاص. إسماعيل بن أبي كريمة: هو إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة. وأخرجه البزار (2323)، والطبراني في "الكبير" (8379)، وفي "الأوسط" (7978)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2228 من طريق محمَّد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مطولة. ويشهد له ما قبله وما بعده.

50 - باب إقامة الصفوف

991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، وَبِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ" (¬1). 50 - بَابُ إِقَامَةِ الصُّفُوفِ 992 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ " قَالَ: قُلْنَا: وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: "يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه البخاري (707) و (868)، وأبو داود (789)، والنسائي 2/ 95 من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22602). (¬2) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه مسلم (430)، وأبو داود (661)، والنسائي 2/ 92 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20964) و (21024)، و"صحيح ابن حبان" (2154) و (2162).

993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ" (¬1). 994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسَوِّي الصَّفَّ حَتَّى يَجْعَلَهُ مِثْلَ الرُّمْحِ أَوْ الْقِدْحِ، قَالَ: فَرَأَى صَدْرَ رَجُلٍ نَاتِئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. علي: هو ابن نصر الجهضمي. وأخرجه البخاري (723)، ومسلم (433)، وأبو داود (668) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12813)، و"صحيح ابن حبان" (2171) و (2174). وأخرجه البخاري (718)، ومسلم (434) من طريق عبد العزيز بن صهيب، و (719) و (725)، والنسائي 2/ 92 و105 من طريق حميد، و 2/ 91 من طريق ثابت البناني، ثلاثتهم عن أنس رفعه بلفظ: "أقيموا صفوفكم وتراصُّوا، فإني أراكم من وراء ظهري". وهو في "مسند أحمد" (12011) و (12646)، و"صحيح ابن حبان" (2173). (¬2) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مسلم (436) (128)، وأبو داود (663) و (665)، والترمذي (227)، والنسائي 2/ 89 من طريق سماك، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (717)، ومسلم (436) (127) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن النعمان بن بشير. واقتصر على القطعة الأخيرة منه: "لتسوُّن صفوفكم أو ليُخالِفَن الله بِن وجوهكم". =

995 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ ابْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (662) من طريق أبي القاسم الجَدَلي، عن النعمان بن بشير قال: أقبل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الناس بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم- ثلاثًا- والله لتقيمُن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم" قال: فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه. وأبو القاسم الجدلي- واسمه الحسين ابن الحارث- صدوق حسن الحديث، وقد انفرد بقوله: وركبته بركبته. وهو في "مسند أحمد" (18376) و (18441)، و"صحيح ابن حبان" (2165). قوله: "القِدح" أي: السهم قبل أن يُراش ويُركَب نصله فيه. انظر "النهاية" 4/ 20. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد فيه ضعف لضعف رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده، وقد توبع. وأخرجه أحمد (24587) عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1513)، وأحمد (25270)، والبيهقي 3/ 103 من طريق سفيان الثوري، وابن خزيمة (1550)، وابن المنذر في "الأوسط" (1983)، وابن حبان (2163)، والحاكم 4/ 211، والبيهقي 3/ 151 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، دون قوله: "ومن سد فرْجة رفعه الله بها درجة". وأخرجه عبد الرزاق (2470)، وأحمد (24381)، والبيهقي 3/ 103 من طرق سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائسة، دون الزيادة المذكورة.

51 - باب فضل الصف المقدم

51 - بَابُ فَضْلِ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ 996 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلصَّفِّ الْمُقَدَّمِ ثَلَاثًا، وَلِلثَّانِي مَرَّةً (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن حبان (2164) من طريق عبد الرحمن بن عمر رُستَه، عن حسين بن حفص، عن الثوري، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، دون الزيادة أيضًا. وصوَّب الدارقطني رواية سفيان عن أسامة عن عثمان، وذهب البيهقي إلى أن الوجهين (عن عثمان وعن عبد الله) محفوظان. أما قوله: "ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة" فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5797) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عروة، عن عائشة، بزيادة: "وبنى له بيتا في الجنة"، ومسلم الزنجي ضعيف. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (3771) بلفظ: "ولا يَصِلُ عبد صفًا إلا رفعه الله به درجة، وذرت عليه الملائكة من البِر" وإسناده مسلسل بالضعفاء. وآخر من حديث أبي جحيفة عند البزار (511 - زوائد) بلفظ: "من سدَّ فرجة في الصف غُفر له" قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": إسناده حسن. وثالث من حديث ابن عمر عند أبي داود (666)، والنسائي 2/ 93 بلفظ: "من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله" وعند أبي داود زيادة، وهو حديث صحيح. وانظر بقية شواهده في التعليق على "المسند" (24587). وانظر ما سيأتي برقم (1005). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع بين خالد بن معدان وبين العرباض ابن سارية، بيهما جبير بن نُفير كما سيأتي، وهو ثقة. هشام الدستوائي: هو ابن عبد الله، ومحمد بن إبراهيم: هو التيمي. =

997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَ عَوْسَجَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ" (¬1). ¬

_ وأخرجه الطيالسي (1163)، وأحمد (17141) و (17148)، والدارمي (1265)، وابن خزيمة (1558)، والطبراني في "الكبير" 18/ (639)، والحاكم 1/ 214 من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4252) - ومن طريقه الطبراني 18/ (638) - عن معمر وعكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 379، وأحمد (17156)، والدارمي (1265 م)، وابن حبان (2158) و (2159)، والطبراني 18/ (637)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 13 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمَّد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن العرباض. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه أحمد (17157)، والنسائي 2/ 92 - 93، والبيهقي 3/ 102 من طريق بقية بن الوليد، وأحمد (17162)، والطبراني 18/ (645)، والبغوي في "شرح السنة" (816) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن بَحِير بن سعد، عن خالد ابن معدان، عن جبير، به. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا أبو داود (664)، والنسائي 2/ 89 - 90 من طريق منصور بن المعتمر، عن طلحة بن مصرف، بهذا الإسناد. وعند أبي داود: "الصفوف الأُوَل"، وعند النسائي: "الصفوف المتقدمة". وهو في "مسند أحمد" (18506) و (18643)، و"صحيح ابن حبان" (2157) و (2161).

52 - باب صفوف النساء

998 - حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ لَكَانَتْ قُرْعَةٌ" (¬1). 999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ" (¬2). 52 - بَابُ صُفُوفِ النِّسَاءِ 1000 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم، وخلاس: هو ابن عمرو الهجري، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه مسلم (439) من طريق أبي قطن، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (615)، ومسلم (437)، والترمذي (223)، والنسائي 1/ 269 و 2/ 23 من طريق أبي صالح السمَّان، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7226)، و"صحيح ابن حبان" (1659). قوله: "لكانت قرعة"، أي: لو يعلمون ما في الصف الأول من الفضيلة، لَجَاؤُوا إليه دفعَةً واحدة، وضاق عنهم، ثم لم يسمح بعضهم لبعض به، ولاقترعوا عليه. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن المصفى ومحمد بن عمرو ابن علقمة صدوقان، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6342) عن محمَّد بن علي الصائغ، عن محمَّد بن المصلى، بهذا الإسناد. وتشهد له الأحاديث السالفة قبله.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا" (¬1). 1001 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ مُقَدَّمُهَا، وَشَرُّهَا مُؤَخَّرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ مُؤَخَّرُهَا، وَشَرُّهَا مُقَدَّمُهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمَّد -وهو الدراوردي- وقد توبع. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي، وسهيل: هو ابن أبي صالح ذكوان السَّمّان. وأخرجه مسلم (440)، وأبو داود (678)، والترمذي (222)، والنسائي 2/ 93 - 94 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8428) من طريق سهيل. وهو فيه أيضًا (10290)، وفي "صحيح ابن حبان" (2179) من طريق العلاء، عن أبيه. قال السندي: قوله: "خير صفوف النساء" أي: أكثرها ثوابًا "وشرها" أي: أقلُّها ثوابًا .. وذلك لأن مقاربة أنفاس الرجال للنساء يُخاف منها أن تشوش المرأة على الرجال والرجل على المرأة، ثم هذا التفصيل في صفوف الرجال على إطلاقه وفي صفوف النساء عند إلاختلاط بالرجال، كذا قيل، ويمكن حمله على إطلاقه لمراعاة الستر. (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله ابن محمَّد بن عقيل. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 379 و385، وأحمد (14123) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =

53 - باب الصلاة بين السواري في الصف

53 - بَابُ الصَّلَاةِ بَيْنَ السَّوَارِي فِي الصَّفِّ 1002 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ أَبُو طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو قُتَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نُنْهَى أَنْ نَصُفَّ بَيْنَ السَّوَارِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَنُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا (¬1). 54 - بَابُ صَلَاةِ الرَّجُلِ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ 1003 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بَدْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ ¬

_ = وأخرجه أحمد (14123) و (15161) من طريق زائدة، عن عبد الله بن محمَّد ابن عقيل، به. (¬1) إسناده حسن، هارون بن مسلم -وهو أبو مسلم البصري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 581، وباقي رجاله ثقات. أبو قتيبة: هو سَلم بن قتيبة، وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وهو في "مسند الطيالسي" (1073)، ومن طريقه أخرجه البيهقي 3/ 104، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 113. وأخرجه ابن خزيمة (1567)، وابن حبان (2219)، والطبراني 19/ (39) و (40)، والحاكم 1/ 218 من طريق هارون بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال ابن حبان: وهذا الفعل ينهى عنه بين السواري جماعةً، وأما استعمال المرء مثله منفردًا فجائز. وفي الباب عن أنس بن مالك عند أبي داود (673)، والترمذي (226)، والنسائي 2/ 94 وحسنه الترمذي، وقال: وقد كره قوم من أهل العلم أن يصف بين السواري، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقد رخص قوم من أهل العلم في ذلك، قال ابن العربي: ولا خلاف في جوازه عند الضيق، وأما عند السعة فهو مكروه للجماعة فأما الواحد، فلا بأس به، وقد صلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الكعبة بين سواريها.

عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، وَكَانَ مِنْ الْوَفْدِ، قَالَ: خَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْنَاهُ، وَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ، قال: ثُمَّ صَلَّيْنَا وَرَاءَهُ صَلَاةً أُخْرَى، فَقَضَى الصَّلَاةَ، فَرَأَى رَجُلًا فَرْدًا يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ، قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ انْصَرَفَ، قَالَ: "اسْتَقْبِلْ صَلَاتَكَ، لَا صَلَاةَ لِلَّذِي خَلْفَ الصَّفِّ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 193 و 14/ 156، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1678). وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن سعد في "الطبقات" 5/ 551، وأحمد (16297)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 275 - 276، وابن خزيمة (1569)، وابن حبان (2202) و (2203)، والبيهقي 3/ 105 من طرق عن ملازم بن عمرو، بهذا الإسناد. قوله: "فرأى رجلًا فردًا يصلي خلف الصف": كأنه كان مسبوقا، فقام يتم ما فاته مع الإمام. وقوله: "لا صلاة للذي خلف الصف" ظاهره بطلان صلاة الفرد خلف الصف مطلقا، لضرورة أم لغير ضرورة (وبه يقول أحمد وإسحاق)، ومن لا يرى البطلان (وهم الجمهور) حمله على نفي الكمال، والإعادةُ على التأديب أو على النصح، والله تعالى أعلم. قاله السندي في "حاشية المسند". واستظهر شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" 23/ 396 صحة صلاة المنفرد خلف الصف إذا تعذر انضمامه إلى الصف، وحجته أن جميع واجبات الصلاة تسقط بالعجز. وقال ابن أبي شيبة في "المصنف" 2/ 193: حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن في الرجل يدخل المسجد فلا يستطيع أن يدخل في الصف، قال: كان يرى ذلك يجزيه إن صلى خلفه.

55 - باب فضل ميمنة الصف

1004 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي زِيَادُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ فَأَوْقَفَنِي عَلَى شَيْخٍ بِالرَّقَّةِ، يُقَالُ لَهُ: وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ. فَقَالَ: صَلَّى رَجُلٌ خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُعِيدَ (¬1). 55 - بَابُ فَضْلِ مَيْمَنَةِ الصَّفِّ 1005 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، رجاله ثقات غير زياد بن أبي الجعد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولا يضر ذِكرُه في الإسناد، فقد حضر هلال المجلس الذي حدَّث فيه زياد بالحديث بين يدي وابصة، وأقره وابصة، وتحمل هلال الحديث من قراءة زياد على وابصة كما بينتها رواية أحمد (18002)، فيعتبر من رواية هلال عن وابصة مباشرة، فالإسناد صحيح متصل. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وأخرجه الترمذي (227) من طريق حصين، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (18002)، و"صحيح ابن حبان" (2199). وفي رواية أحمد أن الذي صلى خلف الصف هو وابصة نفسه. وأخرجه أحمد (18004) من طريق شِفر بن عطية، عن هلال بن يساف، عن وابصة. وهذا إسناد صحيح متصل كما سبق بيانه. وأخرجه أبو داود (282)، والترمذي (228) من طريق عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة. وهو في "مسند أحمد" (18000)، و"صحيح ابن حبان" (2199)، وعمرو بن راشد مجهول الحال، لكن ذكره في هذا الإسناد لا يضر، لأن هلالًا لقي وابصة وروى هذا الحديث بقراءة زياد عليه كما سبق، والوجهان محفوظان عن هلال كما قال ابن حبان في "صحيحه" 5/ 578.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ" (¬1). 1006 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ابْنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ الْبَرَاءِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ مِسْعَرٌ: مِمَّا نُحِبُّ أَوْ مِمَّا أُحِبُّ أَنْ نَقُومَ عَنْ يَمِينِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، إلا أن معاوية بن هشام وهمَ في قوله: "على ميامن الصفوف"، والصحيح أنه بلفظ: "على الذين يَصِلون الصفوف" كما سلف برقم (995)، وسلف هناك تخريج هذا اللفظ الصحيح وبيان الاختلاف في إسناده على أسامة بن زيد. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه أبو داود (676) عن عثمان بن أبي شيبة" عن معاوية بن هشام، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (2160). وقال البيهقي في "سننه" 3/ 103: كذا قال، والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الله وملائكته يُصلُّون على الذين يَصِلون الصفوف" ومعاوية بن هشام ينفرد بالمتن الأول، فلا أراه محفوظا. قلنا: ومع ذلك حسنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 213. (¬2) إسناده صحيح، ابن البراء: سُمي في رواية أبي داود (676) عُبيدًا، وسُمي في رواية أحمد (18553) يزيد، وأُبهم في سائر الروايات، وعبيد ويزيد ابنا البراء ثقتان. ومسعر: هو ابن كدام. وأخرجه بأطول مما هنا مسلم (709)، وأبو داود (615)، والنسائي 2/ 94 من طريق مسعر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18553) و (18711). وذكره الحافظ في "الفتح" 2/ 213 وصححه.

56 - باب القبلة

1007 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سَلِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ مَيْسَرَةَ الْمَسْجِدِ تَعَطَّلَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ عَمَّرَ مَيْسَرَةَ الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ الْأَجْرِ" (¬1). 56 - بَابُ الْقِبْلَةِ 1008 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ طَوَافِ الْبَيْتِ، أَتَى مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مَقَامُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي قَالَ اللَّهُ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]. قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: أَهَكَذَا قَرَأَ {وَاتَّخِذُوا}؟ قَالَ: نَعَمْ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عمرو بن عثمان الكلابي وليث بن أبي سليم. محمَّد بن أبي الحسين: هو محمَّد بن جعفر السَّمناني. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 237، والطبراني في "الأوسط" (4678)، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (95) من طريق عمرو بن عثمان الكلابي، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11459)، وفي إسناده بقية بن الوليد، وهو على ضعفه يدلس تدليس التسوية. (¬2) صحيح بغير هذا السياق، فقد رواه أصحاب جعفر بن محمَّد ومنهم مالك عند النسائي 5/ 236 بغير هذا السياق كما سيأتي، وهذا إسناد رجاله ثقات غير شيخ ابن ماجه العباس بن عثمان الدمشقي فإنه صدوق له أوهام. محمَّد: هو ابن علي بن الحسين المعروف بالباقر. =

1009 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوْ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى؟ فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] (¬1). 1010 - حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَصُرِفَتْ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ بَعْدَ دُخُولِهِ الْمَدِينَةِ بِشَهْرَيْنِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَكْثَرَ تَقَلُّبَ وَجْهِهِ فِي السَّمَاءِ، وَعَلِمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ يَهْوَى الْكَعْبَةَ، ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3969)، والترمذي (872) و (878) و (3205)، والنسائي 5/ 228 و235 و 236 و240 - 241 من طرق عن جعفر الصادق بن محمَّد، بهذا الإسناد. وعندهم جميعًا: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما فرغ من الطواف قرأ هو هذه الآية وصلى ركعتين عند المقام. وسيتكرر عند المصنف بإسناده ومتنه برقم (2960). وانظر حديث جابر الطويل برقم (3074). وقول الوليد: أهكذا قرأ: {واتخِذوا} أي: بكسر الخاء على صيغة الأمر، وهي قراءة الجمهور، وقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على صيغة الخبر. (¬1) إسناده صحيح، هشيم -وهو ابن بشير- صرح بالتحديث عند أحمد والترمذي وغيرهما. حميد الطويل: هو ابن أبي حميد. وأخرجه البخاري (402)، والترمذي (3196)، والنسائي في "الكبرى" (10931) من طرق عن حميد، به. وهو في "مسند أحمد" (157)، و"صحيح ابن حبان" (6896).

فَصَعِدَ جِبْرِيلُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ، وَهُوَ يَصْعَدُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، يَنْظُرُ مَا يَأْتِيهِ بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} الْآيَةَ [البقرة: 144]، فَأَتَانَا آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ صُرِفَتْ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَقَدْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسٍ وَنَحْنُ رُكُوعٌ فَتَحَوَّلْنَا، فَبَنَيْنَا عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلَاتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا جِبْرِيلُ، كَيْفَ حَالُنَا فِي صَلَاتِنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] (¬1). 1011 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) علقمة بن عمرو الدارمي صدوق له غرائب، وأبو بكر بن عِاش صدوق أيضًا، لكن سماعه من أبي إسحاق ليس بذاك القوي فيما ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 1/ 35. وقوله: "بعد دخوله المدينة بشهرين" يناقض قوله: "ثمانية أشهر"، وقد رواه يحيى بن آدم عن ابن عياش عند الطبري في "التفسير" (2151)، وفيه: سبعة عشر شهرًا بعد قدومه المدينة. ورواه أبو هشام الرفاعي محمَّد بن يزيد عنه عند الدارقطني (1072)، وفيه: ستة عشر شهرًا بعد قدومه المدينة. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (40)، ومسلم (525)، والترمذي (340)، والنسائي 1/ 242 - 243 من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد، وفيه: صلينا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، ثم صُرِفنا نحو الكعبة. وأخرجه النسائي 1/ 243 و 2/ 60 - 61 من طريق ابن أبي زائدة، عن أبي إسحاق السبيعي، به، وفيه: "ستة عشر شهرًا" دون شك. وهو في "مسند أحمد" (18496)، و"صحيح ابن حبان" (1716).

57 - باب من دخل المسجد فلا يجلس حتى يركع

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ" (¬1). 57 - بَابُ مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ 1012 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ" (¬2). 1013 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ ابْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: واسمه نجيح بن عبد الرحمن. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الترمذي (342) و (343) من طريق أبي معشر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (344) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وإسناده حسن، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ونقل الترمذي عن البخاري قوله: حديث عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عثمان بن محمَّد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أقوى وأصح من حديث أبي معشر. وفي الباب عن ابن عمر مرفوعًا عند الحاكم 1/ 205، والدارقطني (1060) و (1061)، والبيهقي 2/ 9، وقد روي موقوفًا، وهو أصح. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، المطلب بن عبد الله لم يسمع من أبي هريرة. ابن أبي فديك؟ هو محمَّد بن إسماعيل. وأخرجه ابن خزيمة (1325) من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. ويشهد له ما بعده.

58 - باب من أكل الثوم فلا يقربن المسجد

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ" (¬1). 58 - بَابُ مَنْ أَكَلَ الثُّومَ فَلَا يَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ 1014 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خَطِيبًا، أَوْ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ: هَذَا الثُّومُ، وَهَذَا الْبَصَلُ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرَّجُلَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوجَدُ رِيحُهُ مِنْهُ، فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ حَتَّى يُخْرَجَ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنْ كَانَ آكِلَهَا لَا بُدَّ، فَلْيُمِتْهَا طَبْخًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "موطأ مالك" 1/ 162، ومن طريقه أخرجه البخاري (444)، ومسلم (714) (69)، وأبو داود (467)، والترمذي (316)، والنسائي 2/ 53. وأخرجه البخاري (1163)، ومسلم (714) (70)، والنسائي في "الكبرى" (524) من طريق عمرو بن سُليم، به. وأخرجه أبو داود (468) من طريق أبي عميس عتبة بن عبد الله، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن رجل من بني زريق، عن أبي قتادة، مرفوعًا بنحوه، وزاد: "ثم ليقعد بعدُ إن شاء أو ليذهب لحاجته". وهو في "مسند أحمد" (22523)، و "صحيح ابن حبان" (2495). (¬2) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 510 - 511 و 8/ 304، وعنه أخرجه مسلم (567). =

1015 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الثُّومِ فَلَا يُؤْذِينَا بِهَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا" (¬1). قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانَ أَبِي يَزِيدُ فِيهِ: الْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. يَعْنِي أَنَّهُ يَزِيدُ عَلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الثُّومِ. 1016 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ شَيْئًا فَلَا يَأْتِيَنَّ الْمَسْجِدَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (567)، والنسائي 2/ 43 من طريق هشام الدستوائي، ومسلم (567) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. ورواية مسلم مطولة. وهو مطولًا أيضًا في "مسند أحمد" (89)، و"صحيح ابن حبان" (2091). وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (3363). (¬1) إسناده صحيح. أبو مروان العثماني: هو محمَّد بن عثمان، وابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (563) من طريق معمر، عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7583)، و"صحيح ابن حبان" (1645). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (853)، ومسلم (561)، وأبو داود (3825) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4619)، و "صحيح ابن حبان" (2088).

59 - باب المصلي يسلم عليه كيف يرد

59 - بَابُ الْمُصَلِّي يُسَلَّمُ عَلَيْهِ كَيْفَ يَرُدُّ 1017 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَسْجِدَ قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ، فَجَاءَتْ رِجَالٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا وَكَانَ مَعَهُ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ (¬1). 1018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 3/ 5 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4568). وأخرجه أبو داود (925)، والترمذي (367)، والنسائي 3/ 5 من طريق نابل صاحب العباء، عن ابن عمر، عن صهيب قال: مررتُ برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو يصلي فسلمتُ عليه، فردَّ إليَّ إشارة، وقال: لا أعلم إلا أنه قال: إشارة بإصبعه. وهو في "مسند أحمد" (18931)، وإسناده حسن. وأخرجه أبو داود (927)، والترمذي (368) من طريق هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر قال: قلت لبلال: كيف كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرد عليهم حين كانوا يُسلِّمون عليه وهو في الصلاة؟ قال: كان يشير بيده. وهو في "مسند أحمد" (23886)، وهشام بن سعد حسن الحديث في الشواهد والمتابعات. قال الترمذي: وكلا الحديثين عندي صحيح، لأن قصة حديثِ صهيب غيرُ قصة حديث بلال، وإن كان ابن عمر روى عنهما، فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعًا.

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِحَاجَةٍ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَانِي، فَقَالَ: "إِنَّكَ سَلَّمْتَ عَلَيَّ آنِفًا وَأَنَا أُصَلِّي" (¬1). 1019 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ، فَقِيلَ لَنَا: إِنَّ فِي الصَّلَاةِ لَشُغْلًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه مسلم (540) (36)، والنسائي 3/ 6 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (540) (37)، وأبو داود (926) من طريق زهر بن معاوية، والنسائي 3/ 6 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن أبي الزبير، به، بنحوه. وأخرجه البخاري (1217)، ومسلم (540) (38) من طريق عطاء، عن جابر، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (14345)، و"صحيح ابن حبان" (2516). قوله "فأشار إلي" الذي يتحصل من روايات حديث جابر هذا أن إشارته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الصلاة بيده، لم تكن ردًا للسلام، بل هي للنهي والمنع من محادثته - صلى الله عليه وسلم - أثناء الصلاة، وأمره بالجلوس ريثما ينتهي منها. انظر "شرح معاني الآثار" 1/ 456، و"بذل المجهود" 5/ 208. وقوله: "إنك سلمتَ علي آنفا وأنا أصلي" أي: كوني أصلي هو ما منعني أن أرد عليك السلام، كما في رواية مسلم وغيره: "إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنتُ أصلي". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يونس بن أبي إسحاق مختلف فيه، وضعَّف أحمد حديثه عن أبيه، وقد تابعه ابنه إسرائيل عند الطحاوي 1/ 455 وغيرِه. =

60 - باب من يصلي لغير القبلة وهو لا يعلم

60 - بَابُ مَنْ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ 1020 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَتَغَيَّمَتْ السَّمَاءُ وَأَشْكَلَتْ عَلَيْنَا الْقِبْلَةُ، فَصَلَّيْنَا، وَأَعْلَمْنَا، فَلَمَّا طَلَعَتْ الشَّمْسُ إِذَا نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنَا لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1199)، ومسلم (538)، وأبو داود (923) من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن ابن مسعود قال: كنا نُسلِّم على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو في الصلاة، فيرد علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه، فلم يرد علينا، فقلنا: يا رسول الله، كنا نُسلِّم عليك في الصلاة فترد علينا، فقال: "إن في الصلاة شغلًا". وأخرجه أبو داود (924)، والنسائي 3/ 19 من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود قال: كنا نُسلِّم في الصلاة ونأمر بحاجتا، فقدمتُ على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو يصلي فسلَّمتُ عليه، فلم يرد على السلام، فأخذني ما قَدُم وما حَدُث، فلما قضى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصلاة قال: "إن الله يُحدث من أمره ما يشاء، وإن الله عز وجل قد أحدث من أمره أن لا تكلموا في الصلاة" فرد علي السلام. وأخرجه النسائي 3/ 19 من طريق الزبير بن عدي، عن كلثوم، عن ابن مسعود، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (3563)، و"صحيح ابن حبان" (2243) و (2244). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أشعث بن سعيد السمان متروك، وعاصم بن عبيد الله ضعيف. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، والحديث في "مسنده" (1145)، ومن طريقه أخرجه الدارقطني 2/ 11، وقرن أبو داود بأشعث السمان عمرَ بن قيس -وهو المكي المعروف بسَندل -وهو متروك أيضًا، لكنه تحرف في المطبوع من =

61 - باب المصلي يتنخم

61 - بَابُ الْمُصَلِّي يَتَنَخَّمُ 1021 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا صَلَّيْتَ فَلَا تَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَلَا عَنْ يَمِينِكَ، وَلَكِنْ ابْزُقْ عَنْ يَسَارِكَ أَوْ تَحْتَ قَدَمِكَ" (¬1). 1022 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ¬

_ = "مسند الطيالسي" إلى عمرو بن قيس، ولم يتنبه الشيخ ناصر الألباني رحمه الله في "إرواء الغليل" 1/ 323 إلى هذا التحريف فظنه عمرو بن قيس المُلائي الثقة. وأخرجه الترمذي (345) و (3191) من طريق وكيع، عن أشعث السمان، بهذا الإسناد. وضعفه الترمذي. وله شاهد من حديث جابر عند الدارقطني (1062) و (1064)، والبيهقي 2/ 10 و11 و 12، وله ثلاثة طرق كلها ضعيفة مُعلَّة. وانظر بسط الكلام على هذا الحديث وشاهده في "بيان الوهم والإيهام" 3/ 357 - 361، و"نصب الراية" 1/ 304 - 305، و"تفسير ابن كثير" 1/ 228 - 229. قوله: "وأعلمنا" أي: وضعنا العلامة على الجهة التي صلينا إليها، لنعلم أن قد أصبنا أو أخطأنا. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه أبو داود (478)، والترمذي (578)، والنسائي 2/ 52 من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27221).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: "مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَهُ رَبَّهُ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ؟ إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْزُق عَنْ شِمَالِهِ، أَوْ لِيَقُلْ هَكَذَا فِي ثَوْبِهِ". ثُمَّ أَرَانِي إِسْمَاعِيل: يَبْزُقُ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ يَدْلُكُهُ (¬1). 1023 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عن حُذَيْفَةَ أَنَّهُ رَأَى شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ بَزَقَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا شَبَثُ، لَا تَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَنْهَى عَنْ ¬

_ (¬1) إسناده قوي من أجل القاسم بن مهران، وباقي رجاله ثقات. إسماعيل ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم، وعُلية أمه، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني نزيل البصرة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 364، ومن طريقه أخرجه مسلم (550). وأخرجه مسلم (550)، والنسائي 1/ 163 من طرق عن القاسم بن مهران، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7405). وأخرجه البخاري (416) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي اللهَ ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكًا، وليبصق عن يساره أو تحت قدميه فيدفنها". وهو في "مسند أحمد" (8234)، و"صحيح ابن حبان" (1783). وأخرجه أبو داود (477) من طريق عبد الرحمن بن أبي حَدْرَد الأسلمي، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "من دخل هذا المسجد، فبزق فيه، أو تنخَم، فليحفر فليدفنه، فإن لم يفعل فليبزق في ثوبه ثم ليخرج به". وهو في "مسند أحمد" (7531)، وإسناده حسن. وانظر ما سلف برقم (761).

ذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، حَتَّى يَنْقَلِبَ أَوْ يُحْدِثَ حَدَثَ سُوءٍ" (¬1). 1024 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَزَقَ فِي ثَوْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ دَلَكَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو بكر بن عياش وعاصم -وهو ابن أبي النجود الكوفي- صدوقان، وقد توبعا، وباقي رجاله ثقات. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 364 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (924) من طريق أبي العوام، عن عاصم، به. وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (122) من طريق حماد بن زيد، عن ربعي بن حراش: أن شبث بن ربعي بزق في قبلته، فقال حذيفة ... فذكر نحوه. وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (1213)، ومسلم (547). وتشهد له أحاديث الباب السالفة قبله، وقد ذكرنا بقية شواهده في "المسند" (4509). (¬2) حديث صحيح دون قوله: "وهو في الصلاة" فإنه شاذ، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الصمد -وهو ابن عبد الوارث- وعلى حماد بن سلمة. فقد رواه أحمد (11382)، وكذا ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 120 عن أبيه، عن حجاج بن الشاعر، كلاهما (أحمد وحجاج) عن عبد الصمد، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي نضرة -وهو المنذر بن مالك العبدي- عن أبي سعيد: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بزق في ثوبه ثم دلكه. وثابت لا يُعرف له سماع من أبي نضرة. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 5: أن الصواب فيه: عن ثابت، عن رجل، عن أبي نضرة، مرسلًا. =

62 - باب مسح الحصى في الصلاة

62 - بَابُ مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ 1025 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (389)، وابن سنة في "تاريخ المدينة النبوية" 1/ 23، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 120 عن أبيه، ثلاثتهم (أبو داود وابن شبة وأبو حاتم) عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه ابن شبة 1/ 23 عن عفان، كلاهما (موسى وعفان) عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي نضرة، مرسلًا. وقال أبو حاتم: وهو الصحيح. وأخرجه أبو داود (390)، وابن شبة 1/ 23 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن حميد، عن أنس مرفوعًا. وليس في شيء من هذه الروايات أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بزق وهو في الصلاة. قلنا: والصحيح ما أخرجه البخاري (241) و (405) و (417)، والنسائي 1/ 163 من طرق عن حميد بن أبي حميد الطويل، عن أنس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رأى نُخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رُئي في وجهه، فقام فحكَّه بيده، فقال: "إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه- أو إن ربه بينه وبين القبلة- فلا يَبزُقَن أحدُكم قِبَلَ قِبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدميه" ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم ردَ بعضه على بعض فقال: "أو يفعل هكذا". وهو في "مسند أحمد" (12959) و (13066)، ورواية البخاري في الموضع الأول والنسائي مختصرة. فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنما بزق في ثوبه تعليما لأصحابه في حادثة خاصة، ولم يكن ذلك في الصلاة. والله أعلم. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وهو قطعة من الحديث الآتي برقم (1092)، وسيأتي تخريجه هناك.

1026 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قال: حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَسْحِ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ: "إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَمَرَّةً وَاحِدَةً" (¬1). 1027 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ، فَلَا يَمْسَحْ الْحَصَى" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (1207)، ومسلم (546)، وأبو داود (946)، والترمذي (381)، والنسائي 3/ 7 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15509)، و"صحيح ابن حبان" (2275). (¬2) إسناده محتمل للتحسين، أبو الأحوص الليثي لم يرو عنه غير الزهري وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح له هذا الحديث ابن حبان وابن خزيمة والحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام"، وحسّنه الترمذي، وصحح له الحاكم حديثه الآخر الآتي ذكره لاحقًا، وفي المقابل قال النسائي: لا نعرفه، وقال الدوري عن ابن معين: ليس شيء، وقال أبو أحمد الحاكم: لش بالمتين عندهم، وقال ابن القطان الفاسي: لا يُعرف له حال. وأخرجه أبو داود (945)، والترمذي (380)، والنسائي 3/ 6 من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (21330)، و"صحيح ابن حبان" (2273). =

63 - باب الصلاة على الخمرة

63 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْخُمْرَةِ 1028 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ (¬1). 1029 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَصِيرٍ (¬2). ¬

_ = وروى الزهري عن أبي الأحوص الليثي حديثًا آخر، فقد أخرج أبو داود (909)، والنسائي 3/ 8 من طريقين عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري سمعت أبا الأحوص الليثي يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب وابن المسيب جالس أنه سمع أبا ذر يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا يزال الله مقبلًا على العبد في صلاته ما لم يلتفت، فإذا صرف وجهه انصرف عنه". وهو في "مسند أحمد" (21508)، و"شرح مشكل الآثار" (1428). ولهذا الحديث شاهد من حديث الحارث الأشعري عند الترمذي (3079) و (3080)، وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" (17170)، و"صحيح ابن حبان" (6233)، وهو حديث صحيح. (¬1) إسناده صحيح. الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه البخاري (333) و (379)، ومسلم بإثر الحديث (660) / (270)، وأبو داود (656)، والنسائي 2/ 57 من طريق سليمان بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26806). قوله: "على الخمرة" بفم معجمة فسكون ميم: سجادة من حصير. قاله السندي. (¬2) إسناده صحيح. أبو غريب: هو محمَّد بن العلاء بن غريب، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع، وجابر: هو ابن عبد الله الصحابي. =

64 - باب السجود على الثياب في الحر والبرد

1030 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي زَمْعَةُ ابْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: صَلَّى ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ بِالْبَصْرَةِ عَلَى بِسَاطِهِ، ثُمَّ حَدَّثَ أَصْحَابَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي عَلَى بِسَاطِهِ (¬1). 64 - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ فِي الْحَرِّ وَالْبَرْدِ 1031 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى ثَوْبِهِ إِذَا سَجَدَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (519) و (661)، والترمذي (332) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11071)، و"صحيح ابن حبان" (2307). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح. وأخرجه الترمذي (331) من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. وهو في "مسند أحمد" (2061)، و"صحيح ابن حبان" (2310). ويشهد له الحديثان السابقان. (¬2) إسناده ضعيف، إسماعيل بن أبي حبيبة مجهول. وقد وهم فيه أيضًا عبد العزيز الدراوردي، فرواه عن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن معضلًا، لم يقل: عن أبيه عن جده. والأولى بالصواب ما رواه إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي - وهي الرواية التالية عند المصنف- عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده. نبه على ذلك الحافظ المزي في "التحفة" (6578). والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 265، وعنه أحمد في "مسنده" (18953)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2146).

1032 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُتَلَفِّفٌ بِهِ، يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ، يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى (¬1). 1033 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي ضعيف، وعبد الله بن عبد الرحمن- وسماه بعضهم: عبد الرحمن بن عبد الرحمن- مجهول، تفرد بالرواية عنه إبراهيم الأشهلي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وأبوه عبد الرحمن بن ثابت مجهول، تفرد بالرواية عنه ابنه عبد الله، ولا تصح له صحبة، قال البخاري في "الكبير" 5/ 266: لم يصح حديثه، وثابت بن الصامت مختلف في صحبته، ويقال: إنه مات في الجاهلية، وإنما الصحبة لابنه عبد الرحمن بن ثابت. قلنا: قد سبقت الإشارة إلى تفرد ابنه عنه بالرواية -وهو مجهول- فلا تصح صحبته. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147)، والطبراني في "الكبير" (1344)، وأبو نعيم في "الصحابة" (1309) من طريق إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 321 - 322، ومن طريقه البيهقي 2/ 108. وأخرجه ابن خزيمة (676)، كلاهما (يعقوب وابن خزيمة) من طريق إبراهيم الأشهلي، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، عن جده. فسمياه: عبد الرحمن بن عبد الرحمن، وسقط من مطبوع ابن خزيمة بعض السند، أصلحناه من "إتحاف المهرة" 3/ 15. وانظر ما قبله.

65 - باب التسبيح للرجال في الصلاة والتصفيق للنساء

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، فَإِذَا لَمْ يَقْدِرْ أَحَد منَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ (¬1). 65 - بَابُ التَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ فِي الصَّلَاةِ وَالتَّصْفِيقِ لِلنِّسَاءِ 1034 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ" (¬2). 1035 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (385) و (542)، ومسلم (620)، وأبو داود (660)، والترمذي (591)، والنسائي 2/ 216 من طريق غالب القطان، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (11970)، و"صحيح ابن حبان" (2354). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1203)، ومسلم (422)، وأبو داود (939)، والنسائي 3/ 11 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (422)، والنسائي 3/ 11 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (422)، وأبو داود (944)، والترمذي (369)، والنسائي 3/ 11 - 12 و 12 من طرق عن أبي هريرة. وعد أبي داود زيادة، وسندها ضعيف. وهو في "مسند أحمد" (7285) و (7550)، و"صحيح ابن حبان" (2262).

66 - باب الصلاة في النعال

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ" (¬1). 1036 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أُمَيَّةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلنِّسَاءِ فِي التَّصْفِيقِ، وَلِلرِّجَالِ فِي التَّسْبِيحِ (¬2). 66 - بَابُ الصَّلَاةِ فِي النِّعَالِ 1037 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْسٍ قَالَ: كَانَ جَدِّي أَوْسٌ أَحْيَانًا يُصَلِّي فَيُشِيرُ إِلَيَّ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَأُعْطِيهِ نَعْلَيْهِ، وَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (684) و (1204)، ومسلم (421)، وأبو داود (940) و (941)، والنسائي 2/ 77 - 79 و 82 - 83 و 3/ 3 - 4 و 8/ 243 - 244 من طريق أبي حازم، عن سهل. وروايتهم مطولة إلا رواية البخاري الثانية. وهو في "مسند أحمد" (22801)، و"صحيح ابن حبان" (2260). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. ويشهد له ما قبله. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أبي أوس، يقال: اسمه عبد الرحمن، ويقال: هو ابن عمرو بن أوس، فقد انفرد بالرواية عنه النعمان بن سالم، ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 492. وتحرف فيه النعمان بن سالم إلى: إسماعيل بن سالم. =

1038 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا (¬1). 1039 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْنِ وَالْخُفَّيْنِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (1109)، وأحمد (16157)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 512، والطبراني (604) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عمرو بن شعيب. وأخرجه أبو داود (653) من طريق علي بن المبارك، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6627). (¬2) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن أبا إسحاق -وهو عمرو ابن عبد الله السبيعي- لم يسمعه من علقمة كما جاء مصرحًا به في "مسند أحمد" وغيره. وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن أبي شبة 2/ 417، وأحمد (4397)، والبزار في "مسنده" (1604)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 511، والطبراني (9262) من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (357) من طريق أبي حمزة ميمون الأعور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى في نعليه. وميمون ضعيف. وفي الباب عن أنس عند البخاري (386)، ومسلم (555).

67 - باب كف الشعر والثوب في الصلاة

67 - بَابُ كَفِّ الشَّعَرِ وَالثَّوْبِ فِي الصَّلَاةِ 1040 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاووسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُمِرْتُ أَنْ لَا أَكُفَّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا" (¬1). 1041 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُمِرْنَا أَلَّا نَكُفَّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا، وَلَا نَتَوَضَّأَ مِنْ مَوْطئ (¬2). 1042 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شُعْبَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُخَوَّلُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه برقم (884). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه عبد الرزاق (101)، وأبو داود (204)، وابن خزيمة (37)، والطبراني (10458)، والحاكم 1/ 139، والبيهقي 1/ 139 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانفرد أبو معاوية من بين الرواة عن الأعمش فذكر عنه أنه شك في سماعه هذا الحديث من شقيق. ورواية الأعمش عن شقيق وسماعه منه معروف مشهور. وقوله: ولا نتوضأ من موطئ. قال صاحب "النهاية": أي: ما يوطأ من الأذى في الطريق، أراد: لا نعيدُ الوضوء منه، لا أنهم كانوا لا يغسلونه.

68 - باب الخشوع في الصلاة

رَأَيْتُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، رَأَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقَدْ عَقَصَ شَعْرَهُ، فَأَطْلَقَهُ -أَوْ نَهَى عَنْهُ- وَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ عَاقِصٌ شَعَرَهُ (¬1). 68 - بَابُ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ 1043 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَرْفَعُوا أَبْصَارَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ أَنْ تَلْتَمِعَ" يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا الإسناد قد اختلف فيه على مخول -وهو ابن راشد الحناظ- كما بيناه في "مسند أحمد" (23856). وأبو سعد جزم المزي أنه شرحبيل ابن سعد وهو ضعيف، وقد تعقَّبه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" في جزمه هذا، فقال: فيه نظر. وأخرجه أبو داود (646)، والترمذي (385) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري -وكنيته أبو سعد- عن أبيه، عن أبي رافع. وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد، وصححه ابن حبان (2279). ويشهد له حديث ابن عباس عند مسلم (492) وغيره. قوله: "عاقص شعره" أي: جمع الشعر وسط رأسه أو لف ذوائبه حول رأسه كفعل النساء، وقيل: هو إدخال أطراف الشعر في أصوله. قاله السندي. (¬2) حديث صحيح. طلحة بن يحيى وإن كان ضعيفًا، قد توبع. وأخرجه ابن حبان (2281)، والطبراني (13139) من طريق سليمان بن بلال، عن يونس بن يزيد الأيلي، بهذا الإسناد. قوله: "تلتمع" أي: لئلا تُختلَس وتُختطَف بسرعة. قاله السندي.

1044 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا بِأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ؟! " حَتَّى اشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ: "لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَيَخْطَفَنَّ اللَّهُ أَبْصَارَهُمْ" (¬1). 1045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، أَوْ لَا تَرْجِعُ أَبْصَارُهُمْ" (¬2). 1046 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ امْرَأَةٌ تُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَسْنَاءُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَسْتَقْدِمُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ لِئَلَّا يَرَاهَا، وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه البخاري (750)، وأبو داود (913)، والنسائي 3/ 7 من طريق سعيد ابن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12065)، و"صحيح ابن حبان" (2284). (¬2) إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (428)، وأبو داود (912) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20837).

فَإِذَا رَكَعَ قَالَ هَكَذَا؛ يَنْظُرُ مِنْ تَحْتِ إِبْطِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24] فِي شَأْنِهَا (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف ومتنه منكر، عمرو بن مالك -وهو النُّكري- لا يؤثر توثيقُه عن غير ابن حبان، فقد ذكره في "الثقات" وقال: يخطئ ويغرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وأخطأ الذهبي في "الميزان" و "الضعفاء" فوثق عمرو ابن مالك مع أنه ذكره في "الكاشف" ولم يوثقه، وإنما اقتصر على قوله: وُثق، وهو يُطلق هذه اللفظة عادةً على من انفرد ابن حبان بتوثيقه. وقد وقع لنا وهم في "تحرير التقريب" فقلنا في ترجمته استدراكًا على الحافظ ابن حجر: بل صدوق حسن الحديث، اعتمادًا على توثيق الذهبي في "الميزان" 3/ 286. وأخرجه الترمذي (3387)، والنسائي 2/ 118 من طريق نوح بن قيس، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (2783)، و"صحيح ابن حبان" (401)، قال شعيب: وقد كنت حسنته في "صحيح ابن حبان"، فليستدرك من هنا. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 4/ 450 بعد أن أورده: وهذا الحديث فيه نكارة شديدة وقد رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 348 عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ} في الصفوف في الصلاة {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24] فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر، وقد قال الترمذي: هذا أشبه من رواية نوح بن قيس. وجاء في تفسير الآية عند ابن كثير 4/ 449 - 450 ما نصه: قال ابن عباس رضي الله عنهما: المستقدمون: كل من هلك من لدن آدم عليه السلام، والمستأخرون: من هو حي، ومن سيأتي إلى يوم القيامة. وروي نحوه عن عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة ومحمد بن كعب والشعبي، وهو اختيار ابن جرير الطبري 14/ 16 - 17.

69 - باب الصلاة في الثوب الواحد

69 - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ 1047 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدُنَا يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ! فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (¬1). 1048 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ (¬2). 1049 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (358)، ومسلم (515)، وأبو داود (625)، والنسائي 2/ 69 - 70 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (365)، ومسلم (515) من طريق محمَّد بن سيرين، ومسلم أيضًا (515) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7149) و (7251)، و"صحيح ابن حبان" (2295). (¬2) إسناده صحيح. أبو سفيان: هو طلحة بن نافع الواسطي، وجابر: هو ابن الله الأنصاري الصحابي. وأخرجه مسلم (519) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. قوله: "متوشحا به" أي: مخالفا بين طرفيه، وهو أن يتزر به ويرفع طرفه فيخالف بينهما ويشده على عاتقه، فيكون بمنزلة الإزار والرداء. قاله السندي.

عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُتَوَشِّحًا بِهِ، وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ (¬1). 1050 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ مُشْكَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِالْبِئْرِ الْعُلْيَا فِي ثَوْبٍ (¬2). 1051 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو ابْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُتَلَبِّبًا بِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (356)، ومسلم (517)، والترمذي (339)، والنسائي 2/ 70 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16333)، و"صحيح ابن حبان" (2291) و (2292). وأخرجه مسلم (517) (280)، وأبو داود (628) من طريق أبي أمامة بن سهل، عن عمر بن أبي سلمة. (¬2) إسناده محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن كيسان روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مستور، ومحمد بن حنظلة- وإن كان مجهولًا- قد توبع في إسناد الحديث التالي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2642)، والطبراني 19/ (437) من طريق إبراهيم الشافعي، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (¬3) إسناده محتمل للتحسين كسابقه. =

70 - باب سجود القرآن

70 - بَابُ سُجُودِ الْقُرْآنِ 1052 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ، فَأَبَيْتُ، فَلِي النَّارُ" (¬1). 1053 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: يَا حَسَنُ، أَخْبَرَنِي جَدُّكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَاهُ رَجُلٌ؛ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي أُصَلِّي إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 313، وأحمد (15445) و (15446)، والبخاري في "الكبير" 7/ 232، والطبراني 19/ (436) من طريق عمرو بن كثير، بهذا الإسناد. قوله: "متلبِّبًا به" أي: متحزِّمًا به عند صدره، يقال: تَلَبَّبَ بثوبه: إذا جمعه عليه. قاله السندي في "حاشية المسند". (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (81) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وفي رواية عنده قال: يا ويلي. وهو في "المسند" (9713)، و"صحيح ابن حبان" (2759). قوله: "يا ويله" قاله النووي في "شرح مسلم": هو من آداب الكلام، وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء واقتضت الحكايةُ رجوعَ الضمير إلى المتكلم، صرف الحاكي الضمير عن نفسه تصاونًا عن صورة إضافة السوء إلى نفسه.

فَقَرَأْتُ السَّجْدَةَ [فَسَجَدْتُ] (¬1)، فَسَجَدَتْ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: اللَّهُمَّ احْطُطْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ (¬2). 1054 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ (¬3) أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا سَجَدَ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، أَنْتَ رَبِّي، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي شَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (¬4). ¬

_ (¬1) زيادة من المطبوع. (¬2) إسناده ضعيف، الحسن بن محمَّد بن عبيد الله المكي مجهول. وأخرجه الترمذي (586) و (3722) من طريق محمَّد بن يزيد بن خنيس، بهذا الإسناد. وقال: غريب من حديث ابن عباس. وهو عند ابن حبان في "صحيحه" (2768). (¬3) قوله: "عبيد الله بن" سقط من أصولنا الخطية، وأثبتناه على الصواب من "تحفة الأشراف" (10228)، ومن رواية المصنف السالفة برقم (864)، وهي قطعة من هذا الحديث نفسه كما في مصادر الخريج. (¬4) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا مسلم (771) (201)، وأبو داود (760) و (761)، والترمذي (3719 - 3721)، والنسائي 2/ 221 من طريق عبد الرحمن الأعرج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (729)، و"صحيح ابن حبان" (1977).

71 - باب عدد سجود القرآن

71 - بَابُ عَدَدِ سُجُودِ الْقُرْآنِ 1055 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَرَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَنَّهُ سَجَدَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً، مِنْهُنَّ النَّجْمُ (¬1). 1056 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ فَائِدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ الْمَهْدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيينَةَ بْنِ خَاطِرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَجَدْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً، لَيْسَ فِيهَا مِنْ الْمُفَصَّلِ شَيْءٌ: الْأَعْرَافُ، وَالرَّعْدُ، وَالنَّحْلُ، ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عمر بن حيان الدمشقي، ثم هو منقطع عن أم الدرداء كما قال البخاري في "تاريخه" 6/ 0206 ابن أبي هلال: هو سعيد. وأخرجه الترمذي (568) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (27494)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 353، والبيهقي 2/ 313 من طريق عمرو بن الحارث، والترمذي (569) من طريق خالد بن يزيد، كلاهما عن سعيد بن أبي هلال، عن عمر الدمشقي، سمعت مخبرًا يخبر عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، فذكره. لكن ليس في روايتي الطحاوي والبيهقي أم الدرداء. وقصة سجوده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في النجم قد صحت من حديث ابن مسعود عند البخاري (1070)، ومن حديث ابن عباس عنده أيضًا (1071) وغيره. وصح كذلك عند زيد بن ثابت: أنه قرأ على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النجم فلم يسجد فيها. رواه البخاري (1072)، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 555: تركه لبيان الجواز. وانظر الحديث التالي.

وَبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَرْيَمُ، وَالْحَجُّ، وَسَجْدَةُ الْفُرْقَانِ، وَسُلَيْمَانُ سُورَةِ النَّمْلِ، وَالسَّجْدَةُ، وَفِي ص، وَسَجْدَةُ الْحَوَامِيمِ (¬1). 1057 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ الْعُتَقِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنَيْنٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ كُلَالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً فِي الْقُرْآنِ؛ مِنْهَا ثَلَاثٌ فِي الْمُفَصَّلِ، وَفِي الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ (¬2). 1058 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ ابْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَجَدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عثمان بن فائد وعاصم بن رجاء ضعيفان، والمهدي بن عبد الرحمن مجهول. وأخرجه البيهقي 2/ 313 من طريق محمَّد بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة الحارث بن سعيد وعبد الله بن مُنين. وأخرجه أبو داود (1401) من طريق سعيد بن أبي مريم، بهذا الإسناد. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (578) (108)، وأبو داود (1407)، والترمذي (580)، والنسائي 2/ 162 من طريق أيوب بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (578) (109) من طريق عبد الرحمن الأعرج، والنسائي 2/ 162 من طريق ابن سيرين، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرج قصة السجود في الانشقاق وحدها: البخاري (1074)، ومسلم (578) (107)، والنسائي 2/ 161 من طريق أبي سلمة، والبخاري (766) و (768) و (1078)، =

72 - باب إتمام الصلاة

1059 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} (¬1). قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَذْكُرُهُ غَيْرَهُ. 72 - بَابُ إِتْمَامِ الصَّلَاةِ 1060 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نَاحِيَةٍ الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: "وَعَلَيْكَ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "وَعَلَيْكَ، فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ بَعْدُ". قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: فَعَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ، ¬

_ = ومسلم (578) (110) و (111)، وأبو داود (1408)، والنسائي 2/ 162 - 163 من طريق أبي رافع، والنسائي 2/ 161 من طريق ابن سيرين، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7396)، و "صحيح ابن حبان" (2767). وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (581)، والنسائي 2/ 161 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7371). وانظر ما قبله.

ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَاعِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا" (¬1). 1061 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ، فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالُوا: لِمَ؟ فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ بِأَكْثَرِنَا لَهُ تَبَعَةً، وَلَا أَقْدَمَنَا لَهُ صُحْبَةً. قَالَ: بَلَى، قَالُوا: فَاعْرِضْ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، وَيَقِرَّ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَقْرَأُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (6251)، ومسلم (397) (46)، وأبو داود (856)، والترمذي (2887)، وابن خزيمة (454) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (757) و (793) و (6252)، ومسلم (397) (45)، وأبو داود (856)، والترمذي (353)، والنسائي 2/ 124 من طريق يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، بزيادة أبي سعيد المقبري. وهو في "مسند أحمد" (9635)، و"صحيح ابن حبان" (1890). وسيأتي الحديث مختصرًا بقصة رد السلام برقم (3695).

رَاحَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُعْتَمِدًا، لَا يَصُبُّ رَأْسَهُ وَلَا يُقْنِعُ، مُعْتَدِلًا، ثُمَّ يَقُولُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، حَتَّى يَقِرَّ كُلُّ عَظْمٍ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَهْوِي إِلَى الْأَرْضِ وَيُجَافِي بَيْنَ يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ الْيُسْرَى، فَيَقْعُدُ عَلَيْهَا وَيَفْتَخُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إِذَا سَجَدَ، ثُمَّ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَجْلِسُ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ إِلَى مَوْضِعِهِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَصْنَعُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ إِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ، كَمَا صَنَعَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ يُصَلِّي بَقِيَّةَ صَلَاتِهِ هَكَذَا، حَتَّى إِذَا كَانَتْ السَّجْدَةُ الَّتِي يَنْقَضِي فِيهَا التَّسْلِيمُ أَخَّرَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ وَجَلَسَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ مُتَوَرِّكًا. قَالُوا: صَدَقْتَ، هَكَذَا كَانَ يُصَلِّي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد بن الضحاك النبيل. وأخرجه أبو داود (730) و (963)، والترمذي (305) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (828)، وأبو داود (731) و (732) و (964) و (965) من طريق محمَّد بن عمرو بن حلحلة، عن محمَّد بن عمرو بن عطاء، به. وأخرجه أبو داود (733) من طريق عيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمَّد ابن عمرو بن عطاء، عن عباس -أو عياش- بن سهل الساعدي، عن أبيه. قلنا: عيسى ليس بالمشهور ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان وجهله ابن المديني، فلا يقاوم من هو أوثق منه. وأخرجه أبو داود (735) و (966) من طريق عيسى بن عبد الله، عن عباس- أو عياش- عن أبيه، ليس فيه محمَّد بن عمرو بن عطاء. وسلف مقطعا بالأرقام (803) و (862) و (863). =

1062 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَارِثَةَ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا تَوَضَّأَ فَوَضَعَ يَدَه فِي الْإِنَاءِ سَمَّى اللَّهَ، وَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ فيسْتَقْبِلَ (¬1) الْقِبْلَةِ، فَيُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ يَرْكَعُ فَيَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيُجَافِي بِعَضُدَيْهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيُقِيمُ صُلْبَهُ، وَيَقُومُ قِيَامًا هُوَ أَطْوَلُ مِنْ قِيَامِكُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ يَسْجُدُ فَيَضَعُ يَدَيْهِ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ، وَيُجَافِي بِعَضُدَيْهِ مَا اسْتَطَاعَ فِيمَا رَأَيْتُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَجْلِسُ عَلَى قَدَمِهِ الْيُسْرَى، وَيَنْصِبُ الْيُمْنَى، وَيَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ (¬2). ¬

_ = قوله: "حتى يقر" أي: يستقر. "ولا يَصُب رأسَه" أي: لا يُميله إلى أسفل. "ولا يقنع" من أقنع رأسه إذا رفع، أي: لا يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره. "ويفتخ أصابع رجليه" بالخاء المعجمة، وأصل الفَتْخ اللَّين، أي: يثنيها ويلينها فيوجهها إلى القبلة. وفي "النهاية" أي: يلينها فينصبها ويغمز موضع المفاصل ويثنيها إلى باطن الرجل. قاله صاحب "عون المعبود". (¬1) في (ذ): مستقبل. (¬2) إسناده ضعيف لضعف حارثة بن أبي الرجال، لكن جاء ما يشهد لمتنه مقطعًا في أحاديث أخرى إلا الجملة الأخيرة، وهي قولها: ويكره أن يسقط على شقه الأيسر، فقد جاء ما يخالفها في حديث أبي حميد عند البخاري (828): قدَّم رجله اليسرى ونصب الأخرى وقعد على مقعدته. وأخرجه ابن أبي شبة 1/ 3، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1008) عن عبدة ابن سليمان، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شبة مختصرة إلى قولها: ويسبغ الوضوء. وسلف الحديث مختصرًا بقصة الركوع برقم (874).

73 - باب تقصير الصلاة في السفر

73 - بَابُ تَقْصِيرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ 1063 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عُمَرَ قَالَ: صَلَاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ، وَالْجُمُعَةُ رَكْعَتَانِ، وَالْعِيدُ رَكْعَتَانِ، تَمَامٌ غَيْرُ قَصْرٍ، عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 1064 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حدثنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: صَلَاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلَاةُ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ، وَالْفِطْرُ وَالْأَضْحَى رَكْعَتَانِ، تَمَامٌ غَيْرُ قَصْرٍ، عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). 1065 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- متابع، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى لم يسمع هذا الحديث من عمر، بينهما كعب بن عجرة كما في الرواية التالية فصح الإسناد بذكر كعب. زبيد: هو ابن الحارث اليامي. وأخرجه النسائي 3/ 111 و 118 و 183 من طرق عن زبيد بن الحارث، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (257)، و"صحيح ابن حبان" (2783). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده جيد، وهذا حديث صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (495)، وابن خزيمة (1425)، والبيهقي 3/ 199 من طريق محمَّد بن بشر، بهذا الإسناد.

سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قُلْتُ: {فلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] وَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ؟ فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: "صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ" (¬1). 1066 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَجِدُ صَلَاةَ الْحَضَرِ وَصَلَاةَ الْخَوْفِ فِي الْقُرْآنِ، وَلَا نَجِدُ صَلَاةَ السَّفَرِ! فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْعَلُ (¬2). 1067 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخبرنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا خَرَجَ مِنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهَا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عمار: هو عبد الرحمن بن عبد الله. وأخرجه مسلم (686)، وأبو داود (1119) و (1200)، والترمذي (3283)، والنسائي 3/ 116 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (174)، و"صحيح ابن حبان" (2739). (¬2) إسناده حسن. عبد الله بن أبي بكر روى عنه جمع، ووثقه ابن عبد الرحيم البرقي وابن خلفون، وصحح له هذا الحديث ابن خزيمة وابن حبان، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه النسائي 1/ 226 و 3/ 117 من طريق عبد الله بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5683)، و "صحيح ابن حبان" (1451) و (2735). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف بشر بن حرب. =

74 - باب الجمع بين الصلاتين في السفر

1068 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: افْتَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ (¬1). 74 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ 1069 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَاوُسٍ، أَخْبَرُوهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْجِلَهُ شَيْءٌ، وَلَا يَطْلُبَهُ عَدُوُّ (¬2)، وَلَا يَخَافَ شَيْئًا (¬3). ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (1863)، وأحمد (5750) و (6063) من طريق بشر بن حرب، عن ابن عمر. ويشهد له حديث ابن عباس عند أحمد (2159)، وسنده صحيح. وانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (1075). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (687)، وأبو داود (1247)، والنسائي 1/ 226 و 3/ 118 - 119 و 119 و 168 - 169 من طريق بكير بن الأخنس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2124)، و"صحيح ابن حبان" (2868). وانظر ما سيأتي برقم (1194). (¬2) في (س) و (م): يطلب عدوًا. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل -وهو ابن مجمع- وقد توبع. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. =

75 - باب التطوع في السفر

1070 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فِي السَّفَرِ (¬1). 75 - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ 1071 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَصَلَّى بِنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَهُ وَانْصَرَفَ، قَالَ: فَالْتَفَتَ فَرَأَى أُنَاسًا يُصَلُّونَ، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: ¬

_ = وأخرجه عبد الرزاق بنحوه (4404) عن محمَّد بن راشد، عن عبد الكريم أبي أمية، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس. وأخرجه أحمد (1874) عن محمَّد بن فضيل، عن يزيد، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يجمع بين الصلاتين في السفر: المغرب والعشاء، والظهر والعصر. وله طرق أخرى ذكرناها عنده في "المسند". وأخرج مسلم (705) (51) من طريق أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك، فكان يُصلي الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا. وفي الباب عن أنس عند البخاري (1110). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (706) (52) و (53)، وبإثر الحديث (2281)، وأبو داود (1206)، والنسائي 1/ 285 من طريق أبي الزبير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21997)، و"صحيح ابن حبان" (1591). وقد رُوي حديث معاذ هذا مطولًا بذكر الكيمة التي جمع فيها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بين الصلوات، انظرها مع تخريجها في "مسند أحمد" (22094).

يُسَبِّحُونَ. قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا لَأَتْمَمْتُ صَلَاتِي، يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُمَرَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُمْ اللَّهُ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (¬1). 1072 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، سَأَلْتُ طَاوُسًا عَنْ السُّبْحَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ (¬2) جَالِسٌ عِنْدَهُ، فَقال: حَدَّثَنِي طَاووسٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الْحَضَرِ وَصَلَاةَ السَّفَرِ، فَكُنَّا نُصَلِّي فِي الْحَضَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا، وَكُنَّا نُصَلِّي فِي السَّفَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي. وأخرجه البخاري (1102)، ومسلم (689) (8)، وأبو داود (1223)، والنسائي 3/ 123 من طريق عيسى بن حفص، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (1101)، ومسلم (689) (9) من طريق عمر بن محمَّد، عن حفص بن عاصم، به. وأخرجه بنحوه الترمذي (552) من طريق نافع، والنسائي 3/ 122 - 123 من طريق وبرة بن عبد الرحمن، كلاهما عن ابن عمر. وهو في "المسند" (4761) و (5185). (¬2) في (ذ) و (س): والحسن بن يناق. (¬3) حسن لكن بغير هذا السياق كما سيأتي، أسامة بن زيد الليثي ينحط عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات. =

76 - باب كم يقصر الصلاة المسافر إذا أقام ببلدة

76 - بَابُ كَمْ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ الْمُسَافِرُ (¬1) إِذَا أَقَامَ بِبَلْدَة 1073 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ: مَاذَا سَمِعْتَ فِي سُكْنَى مَكَّةَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثًا لِلْمُهَاجِرِ بَعْدَ الصَّدَرِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (2064)، وعبد بن حميد (618)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 422، والبيهقي 3/ 158 من طريق أسامة بن زيد، بهذا الإسناد بلفظ: فرض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة الحضر والسفر، فكما تُصلي في الحضر قبلها وبعدها، فَصلِّ في السفر قبلَها وبعدها. وهذا اللفظ يدل على أن فعل السُّنن الراتبة في السفر من رأي ابن عباس وقوله، وانظر حديث ابن عمر السالف، ففيه دلالة على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن يُصلي في السفر السننَ لا القبلية ولا البعدية. (¬1) في (س) وحدها: السفر. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3933)، ومسلم (1352)، وأبو داود (2022)، والترمذي (970)، والنسائي 3/ 121 - 122 و 122 من حديث عد الرحمن بن حميد، به. وهو في "مسند أحمد" (18985)، و"صحيح ابن حبان" (3906). والصدَر، بفتح الصاد والدال، أي: بعد الرجوع من مِنى، قال الإمام النووي في "شرح مسلم": معنى هذا الحديث أن الذين هاجروا يحرمُ عليهم استيطانُ مكة، وحكى عياض أنه قول الجمهور، قال: وأجازه لهم جماعة، يعني بعد الفتح، فحملوا هذا القولَ على الزمن الذي كانت الهجرة المذكورة واجبة فيه، قال: واتفق الجميع على أن الهجرة قبل الفتح كانت واجبة عليهم، وأن سكنى المدينة كانت واجبة لنصرة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومواساته بالنفس، وأما غير المهاجرين، فيجوز له سكنى أي بلد أراد، سواء مكة وغيرها بالاتفاق.

1074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ -وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ- أَخبرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي أُنَاسٍ مَعِي، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ [صُبْحَ] (¬1) رَابِعَةٍ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحِجَّةِ (¬2). 1075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَنَحْنُ إِذَا أَقَمْنَا تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا أَقَمْنَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، صَلَّيْنَا أَرْبَعًا (¬3). ¬

_ (¬1) زيادة من المطبوع. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا البخاري (2505)، ومسلم (1216) (141) و (143)، وأبو داود (1787) و (1788)، والنسائي 5/ 178 و 202 و 248 من طرق عن عطاء، به. وهو في "مسند أحمد" (14238)، و"صحيح ابن حبان" (3921). وسيأتي مطولًا برقم (2980). وانظر حديث جابير الطويل في حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - الآتي برقم (3074). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1080) و (4298) و (4299)، وأبو داود (1230) و (1232)، والترمذي (557) من طريق عكرمة، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (1958)، و"صحيح ابن حبان" (2750)، وعند أبي داود وابن حبان: سبع عشرة ليلة، وجمع بعض العلماء بين الروايتين باحتمال أن يكون الراوي في هذه الرواية لم يعدً يومي الدخول والخروج، وعدَّها في رواية تسع عشرة. قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 46: وهو جمع متين.

1076 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بن الصَّيْدَلَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقَامَ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، يَقْصُرُ الصَّلَاةَ (¬1). 1077 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، نصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا. قُلْتُ: كَمْ أَقَامَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لكن بلفظ: تسعة عشر يومًا، وقوله: خمس عشرةَ، شاذٌ كما قاله الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 46. وهذا إسناد حسن، محمَّد بن إسحاق متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (1231) من طريق الزهري، والنسائي 3/ 121 من طريق عراك ابن مالك، كلاهما عن عبد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، به بلفظ: خمسة عشر. وانظر الحديث السالف بلفظ: تسعة عشر. (¬2) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي البصري. وأخرجه البخاري (1081) و (4297)، ومسلم (693)، وأبو داود (1233)، والترمذي (556)، والنسائي 3/ 118 و121 من طريق يحيى بن أبي إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (12945)، و "صحيح ابن حبان" (2754). ولا يعارض حديث أنس هذا حديث ابن عباس السالف، لأن حديث ابن عباس كان في فتح مكة وحديث أنس في حجة الوداع.

77 - باب ما جاء فيمن ترك الصلاة

77 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ 1078 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ" (¬1). 1079 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، فقد صرح أبو الزبير بالسماع عند مسلم وغيره، وقد توبع أيضًا. وأخرجه مسلم (82)، وأبو داود (4678)، والترمذي (2808)، والنسائي في "الكبرى" (328) من طريق أبي الزير، عن جابر. وأخرجه مسلم (82)، والترمذي (2806) و (2807) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (14979)، و"صحيح ابن حبان" (1453). والكفر الوارد في هذا الحديث محمول على سبيل التغليظ والتشبيه له بالكفار، لا على الحقيقة، أو بأنه كفر عملي لا يعدُّ المتلبِّس به خارجًا عن الملة، كقوله عليه السلام: "سبابُ المسلم فسوق، وقتاله كفر" وقوله: "كفرٌ باللهِ تبرؤٌ من نسب وإن دق"، وقوله: "من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء به أحدهما"، وقوله: "من أتى امرأةً في دبرها، فقد كفر بما أنزل على محمَّد". وانظر "شرح السنة" 2/ 179 - 180. (¬2) إسناده قوي من أجل حسين بن واقد المروزي. وأخرجه الترمذي (2809)، والنسائي 1/ 231 - 232 من طريق الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (22937)، و"صحيح ابن حبان" (1454).

78 - باب فرض الجمعة

1080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالشِّرْكِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ، فَإِذَا تَرَكَهَا فَقَدْ أَشْرَكَ" (¬1). 78 - بَابٌ فَرْضِ الْجُمُعَةِ 1081 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدَوِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خطبنا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ، وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ؛ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدْ افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ الْجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا، فِي يَوْمِي هَذَا، فِي شَهْرِي هَذَا، مِنْ عَامِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبان الرقاشي، وقد توبع. وأخرجه محمَّد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (897) و (898) من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وأخرجه محمَّد بن نصر (899) و (900)، وأبو يعلى (4100) من طريق عكرمة بن عمار، عن يزيد الرقاشي، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3348) من طريق أبي جعفر الرازي (وهو ضعيف لسوء حفظه) عن الربيع بن أنس، عن أنس مرفوعًا: "من ترك الصلاة تعمدًا "فقد كفر جهارًا". وانظر ما قبله.

تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدِي، وَلَهُ إِمَامٌ عَادِلٌ أَوْ جَائِرٌ، اسْتِخْفَافًا بِهَا، أَوْ جُحُودًا لَهَا، فَلَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلَهُ، وَلَا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ، أَلَا وَلَا صَلَاةَ لَهُ، وَلَا زَكَاةَ لَهُ، وَلَا حَجَّ لَهُ، وَلَا صَوْمَ لَهُ، وَلَا بِرَّ لَهُ حَتَّى يَتُوبَ، فَمَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. أَلَا لَا تَؤُمَّنَّ امْرَأَةٌ رَجُلًا، وَلَا يَؤُمَّ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا، وَلَا يَؤُمَّ فَاجِرٌ مُؤْمِنًا، إِلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ سُلْطَانٍ (¬1)، يَخَافُ سَيْفَهُ وَسَوْطَهُ" (¬2). 1082 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَسَمِعَ الْأَذَانَ يسْتَغْفَرَ لِأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَدَعَا لَهُ، ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): بسلطان. (¬2) إسناده تالف، علي بن زيد بن جدعان ضعيف، وعبد الله بن محمَّد العدوي الراوي عنه متروك وقد اتهمه بعضهم، والوليد بن بكير لين الحديث. وأخرجه عبد بن حميد (1136)، وابن عدي في ترجمة عبد الله بن محمَّد العدوي من "الكامل" 4/ 1498 من طريق علي بن زيد بن جدعان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (1856)، وعنه ابن عدي 4/ 1498 عن عبد الغفار بن عبد الله، عن المعافى بن عمران، عن فضيل بن مرزوق، عن الوليد، عن محمَّد بن علي الباقر، عن سعيد بن المسيب، به. عبد الغفار لم يوثقه سوى ابن حبان، والوليد مجهول. وله شاهد لا يفرح به من حديث أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط" (7246) في سنده موسى بن عطة الباهلي لم نقف له على ترجمة، وفيه أيضًا عطية العوفي ضعيف.

فَمَكَثْتُ حِينًا أَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ إِنَّ ذَا لَعَجْزٌ، إِنِّي أَسْمَعُهُ كُلَّمَا سَمِعَ أَذَانَ الْجُمُعَةِ يَسْتَغْفِرُ لِأَبِي أُمَامَةَ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ، وَلَا أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ لِمَ هُوَ؟ فَخَرَجْتُ بِهِ كَمَا كُنْتُ أَخْرُجُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا سَمِعَ الْأَذَانَ اسْتَغْفَرَ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَتَاهُ، أَرَأَيْتَكَ صَلَاتَكَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ كُلَّمَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ بِالْجُمُعَةِ، لِمَ هُوَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى بِنَا صَلَاةَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ مَكَّةَ فِي نَقِيعِ الْخَضَمَاتِ، فِي هَزْمٍ مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ. قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ رَجُلًا (¬1). 1083 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ. وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، كَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَالْأَحَدُ لِلنَّصَارَى، فَهُمْ لَنَا تَبَعٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، محمَّد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند ابن حبان وغيره، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه مختصرًا أبو داود (1069) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو عند ابن حبان في "صحيحه" (7013). قوله: "نقيع الخضمات" موضع بنواحي المدينة. و"حرة بني بياضة": قرية على ميل من المدينة. "في هزم" بفتح هاء وسكلون زاي معجمة: هو المطمئن من الأرض. قاله السندي. (¬2) إسناده صحيح. ابن فضيل: هو محمَّد، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد ابن طارق. =

79 - باب في فضل الجمعة

79 - بَابٌ فِي فَضْلِ الْجُمُعَةِ 1084 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ: خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا رِيَاحٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا هُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (856) (22)، والنسائي 3/ 87 من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (856) (23) من طريق ابن أبي زائدة، عن سعد بن طارق الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة وحده. وأخرجه تامًا ومقطعا البخاري (238) و (876) و (896) و (6624)، ومسلم (855)، والنسائي 3/ 85 من طرق عن أبي هريرة وحده. وهو في "مسند أحمد" (7214)، و"صحيح ابن حبان" (2784). (¬1) صحيح لغيره، وعبد الله بن محمَّد بن عقيل ليَّن، وقد اضطرب في رواية هذا الحديث، فمرة يرويه عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري عن أبي لبابة كما في رواية المصنف، ومرة يرويه عن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه، عن جده كما عند أحمد في "مسنده" (22457)، ومرة عن شرحبيل بن سعيد عن سعد بن عبادة كما عند الطبراني (5376). =

1085 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ شداد بْنِ أَوْسٍ (¬1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ - يَعْنِي: بَلِيتَ - فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قد حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه كرواية المصنًف: ابن أبي شيبة 2/ 150، والطبري في "تاريخه" 1/ 113، والطبراني في "الكبير" (4511) و (4512)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 366، والبيهقي في "الشعب" (2973) من طريق عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث أبي هريرة الصحيح المخرج في "مسند أحمد" (10303)، وأصله في مسلم (854). (¬1) قوله: شداد بن أوس، كذا سماه هنا ابن ماجه فوهم فيه كما نبه عليه المزي في "التحفة"، وسماه أوس بن أوس على الصواب في الرواية الآتية برقم (1636). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن يزيد فقد اختلفوا في تعيينه، فذهب الدارقطني وغيره إلى أنه ابن جابر الثقة، وعليه فالإسناد صحيح، وذهب البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وابن حبان إلى أنه ابن تميم الضعيف، وعليه فالإسناد ضعيف. ذكر ذلك ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 681 - 684، وابن القيام في "جلاء الأفهام" ص 35. وأخرجه أبو داود (1047) و (1531)، والنسائي 3/ 91 من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16162)، و"صحيح ابن حبان" (910). وانظر تتمة تخريجه في "المسند". =

1086 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَهُمَا، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ" (¬1). ¬

_ = ويشهد لأفضلية يوم الجمعة وكون آدم خُلق فيه وأن فيه النفخة والصعقة حديثُ أبي هريرة الصحيح المخرج في "المسند" (10303)، وأصله في مسلم (854). ويشهد لقصة الإكثار من الصلاة على النبي فيه، وأنها معروضة عليه حديث ابن مسعود الصحيح المخرج في "المسند" (3666). وحديث أبي مسعود الأنصاري عند الحاكم في "مستدركه" 2/ 421. وحديث علي عند ابن أبي شيبة 2/ 375، والبزار في "مسنده" (509)، وأبي يعلى (469). وحديث الحسن بن علي عند عبد الرزاق (4839)، وابن أبي شيبة 2/ 375، والطبراني (2729). وحديث أبي هريرة عند أحمد (8804)، والطبراني في "الأوسط" (241) و (3923) و (8030) من طرق عنه. وحديث أبي طلحة عند عبد الرزاق (3113). وحديث أنس عند البيهقي 3/ 249. وحديث أبي أمامة عند الطبراني (7611)، والبيهقي 3/ 249. وهي-وإن كان بعضها ضعيفًا- تصلح بالشواهد. ويشهد لقوله: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" حديث أنس: "الأنبياء أحياء في قبورهم" عند أبي يعلى (3425) وغيره، وسنده حسن. وحديث أنس أيضًا عند مسلم (2375) وغيره مرفوعًا: "مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره". (¬1) حيث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محرز بن سلمة، وقد توبع. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة. =

80 - باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة

80 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 1087 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَشْعَثِ حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ، أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (233) (14)، والترمذي (212) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (233) (15) من طريق ابن سيرين، و (233) (16) من طريق إسحاق مولى زائدة، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8715)، و"صحيح ابن حبان" (1733). (¬1) إسناده صحيح. أبو الأشعث: هو شراحيل بن آدة. وأخرجه أبو داود (345)، والترمذي (502)، والنسائي 3/ 95 - 96 و 97 و102 - 103 من طريق أبي الأشعث، عن أوس بن أوس. وأخرجه أبو داود (346) من طريق عبادة بن نسي، عن أوس، ولم يسق لفظه. وهو في "مسند أحمد" (16173)، و"صحيح ابن حبان" (2781). قوله: "من غسل واغتسل" قال النووي في "شرح المهذب": يروى "غسل" بالتخفيف والتشديد، والأرجح عند المحققين التخفيف، والمختار أن معناه غسل رأسه، ويؤيده رواية أبي داود (346) في هذا الحديث: "من غسل رأسه من يوم الجمعة واغتسل"، وإنما أفرد الرأس بالذكر، لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطميّ ونحوهما، وكانوا يغسلونه أولًا ثم يغتسلون. وقيل: المراد غَسَلَ أعضاءَه ثم اغتسل للجمعة. =

1088 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: "مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ" (¬1). 1089 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ صَفْوَانَ ابْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ" (¬2). ¬

_ = قال العراقي: ويحتمل أن المراد غسل ثيابه واغتسل في جسده، وقيل: هما بمعنى واحد، وكُرر للتأكيد. وقيل: غسل، أي: جامع أهله قبل الخروج إلى الصلاة، لأنه يُعين على غض البصر في الطريق، يقال: غسل الرجلُ امرأته بالتخفيف والتشديد: إذا جامعها. قاله السيوطي في "شرح سنن النسائي". (¬1) إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وأخرجه البخاري (877)، ومسلم (844)، والنسائي 3/ 93 و105 من طريق نافع، عن ابن عمر. وأخرجه البخاري (894) و (919)، ومسلم (844)، والترمذي (498)، والنسائي 3/ 105 - 106 من طريق سالم بن عبد الله، ومسلم (844)، والترمذي (499)، والنسائي 3/ 106 من طريق عبد الله بن عبد الله، كلاهما عن أبيهما ابن عمر. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (858)، ومسلم (846) (5)، وأبو داود (341)، والنسائي 3/ 93 من طريق صفوان بن سليم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (846) (7)، وأبو داود (344)، والنسائي 3/ 92 و 97 من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد، والبخاري (880)، ومسلم (846) (7)، وأبو داود (344)، والنسائي 3/ 92 من طريق عمرو بن سليم، كلاهما عن أبي سعيد الخدري. =

81 - باب ما جاء في الرخصة في ذلك

81 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ 1090 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَدَنَا وَأَنْصَتَ وَاسْتَمَعَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (11027)، و "صحيح ابن حبان" (1228). قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/ 162 - 163 بتصرُّف: وأكثر أهل العلم على أن غسل الجمعة سنة وليس بواجب، وقوله في الحديث: "غسل يوم الجمعة واجب" أراد به وجوب الاختيار لا وجوب الحتم، كما يقول الرجل لصاحبه: حقُّك علي واجب، ولا يُريد به اللزومَ الذي لا يسعُ تركُه، والدليل عليه ما أخرجه البخاري (877) ومسلم (845) من حديث ابن عمر: أن عمر بن الخطاب بينما هو قائم في الخطبة يومَ الجمعة، إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (وهو عثمان رضي الله عنه) فناداه عمر: أيةُ ساعة هذه؟ قال: إني شُغِلتُ فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزد أن توضأتُ، فقال: والوضوء أيضًا! وقد علمتَ أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يأمر بالغسل. ولو كان واجبًا لانصرف عثمان حين نبهه عمر، ولصرفه عمر حين رآه لم ينصرف. وأخرج أبو داود (354) والترمذي (503) والنسائي 3/ 94 من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة رفعه: "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل" وقال الترمذي: حديث حسن. اهـ. قلنا: وله شواهد يتقوى بها من حديث أنس وأبي سعيد الخدري وجابر وعبد الرحمن بن سمرة وابن عباس، انظرها في "المسند" تحت الحديث (20089). (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. =

1091 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:"مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَبِهَا وَنِعْمَتْ، تجْزِئُ عَنْهُ الْفَرِيضَةُ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (857)، وأبو داود (1050)، والترمذي (504) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (857) من طريق سهيل، عن أبيه أبي صالح، به. وفيه: "من اغتسل" بدل "من توضأ"، ولم يذكر مسى الحصى. وأخرجه بنحو رواية سهيلِ أبو داود (343) من طريق أبي سلمة وأبي أمامة بن سهل، كلاهما عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. والحديث في "مسند أحمد" (9484)، و"صحيح ابن حبان" (1231). وسلف الحديث مختصرًا بقصة مسِّ الحصى برقم (1025). (¬1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن مسلم المكي ويزيد ابن أبان الرقاشي ضعيفان، وقد توبعا. وأخرجه الطيالسي (2110)، وعبد الرزاق (5312)، والبزار (628 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (4086)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 119، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1750)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 307، والبيهقي 1/ 296 من طرق عن يزيد الرقاشي، عن أنس. وأخرجه البزار (628)، والطحاوي 1/ 119، والطبراني في "الأوسط" (8272) من طريقين عن الحسن البصري، عن أنس. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4525)، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1666) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس. وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند عبد الرزاق (5313)، وعبد بن حميد (1077)، والبزار (629 - كشف الأستار). =

82 - باب ما جاء في التهجير إلى الجمعة

82 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّهْجِيرِ إِلَى الْجُمُعَةِ 1092 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ، الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طَوَوْا الصُّحُفَ، وَاسْتَمَعُوا الْخُطْبَةَ، فَالْمُهَجِّرُ إِلَى الصَّلَاةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي بَقَرَةٍ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي كَبْشٍ" حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ وَالْبَيْضَةَ. زَادَ سَهْلٌ فِي حَدِيثِهِ: "فَمَنْ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّمَا يَجِيءُ بِحَقٍّ (¬1) إِلَى الصَّلَاةِ" (¬2). ¬

_ = وعن سمرة عند أبي داود (354)، والترمذي (503)، والنسائي 3/ 94، وهو مخرَّج في "مسند أحمد" (20089)، وانظر فيه تتمة الشواهد، ولا يخلو واحد منها من ضعف، لكن بمجموعها يتحسَّن الحديث. (¬1) في (ذ) و (س): لحق، والمثبت من (م) ونسخة بهامش (س). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (850)، والنسائي 3/ 98 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (881) و (929) و (3211)، ومسلم (850)، وأبو داود (351)، والترمذي (505)، والنسائي 2/ 116 و 3/ 97 - 99 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9926)، و "صحيح ابن حبان" (2775). والزيادة التي في حديث سهل بن أبي سهل انفرد بها، وليست في شيء من طرق هذا الحديث. وهو صدوق كما قال أبو حاتم الرازي. قوله: "بحق إلى الصلاة" أي: فله أجر الصلاة وليس له شيء من الزيادة. قاله السندي.

1093 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَرَبَ مَثَلَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ التَّبْكِيرِ، كَنَاحِرِ الْبَدَنَةِ، كَنَاحِرِ الْبَقَرَةِ، كَنَاحِرِ الشَّاةِ، حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ (¬1). 1094 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَوَجَدَ ثَلَاثَةً قَدْ سَبَقُوهُ، فَقَالَ: رَابِعُ أَرْبَعَةٍ، وَمَا رَابِعُ أَرْبَعَةٍ بِبَعِيدٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ يَجْلِسُونَ مِنْ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ رَوَاحِهِمْ إِلَى الْجُمُعَاتِ، الْأَوَّلَ وَالثَّانِيَ وَالثَّالِثَ". ثُمَّ قَالَ: رَابِعُ أَرْبَعَةٍ، وَمَا رَابِعُ أَرْبَعَةٍ بِبَعِيدٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن بشير ضعيف، والحسن -وهو البصري- مدلس ولم يصرح بالسماع. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه الروياني في "مسنده" (820) عن أبي كريب، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث أبي هريرة السالف. (¬2) رجاله ثقات، لكن اختُلف على عبد المجيد بن عبد العزيز في إسناده، قال الدارقطني في "العلل" 5/ 137: رواه الحسن [بن الصباح] البزار عن عبد المجيد عن مروان بن سالم، عن الأعمش، وخالفه كثير بن عبيد فرواه عن عبد المجيد عن معمر عن الأعمش، وخالفهما عبد الصمد بن الفضل، فرواه عن أبيه عن الثوري عن الأعمش، والأول أشبه بالصواب، ومروان بن سالم متروك الحديث، وطريق عبد الصمد بن الفضل لا تصح عن الثوري. قلنا: وتابع الحسنَ بن الصباح البزار عليُ بن الحسن بن موسى الهلالي وهو ثقة، وغيره. =

83 - باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة

83 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الزِّينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 1095 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو ابْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ: "مَا عَلَى أَحَدِكُمْ لَوْ اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبي مِهْنَتِهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (620)، والطبراني (10013) من طريق كثير بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 204 من طريق عبد الله بن أبي غسان، والبيهقي في "الشعب" (2995) من طريق علي بن الحسن بن موسى، كلاهما عن عبد المجيد، عن مروان بن سالم الجزري، عن الأعمش، به. ومروان متروك. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 138 من طريق عبد الصمد بن الفضل بن موسى، عن أبيه، عن عبد المجيد، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. قال الدارقطني عقبه: لا يصح عن الثوري. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، محمَّد بن يحيى بن حبان لم يسمع من عبد الله بن سلام. وموسى بن سعيد -ويقال: سعد- قد خالفه من هو أوثق منه، فرواه مرسلًا دون ذكر عبد الله بن سلام. وأخرجه أبو داود (1078) عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني 22/ (736) من طريق يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسى بن سعد، عن يوسف بن عبد الله مرسلًا. وأخرجه عبد الرزاق (5330)، وأبو داود (1078) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد الرزاق (5329) من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن محمَّد ابن يحيى بن حبان مرسلًا. =

1095 م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ (¬1). 1096 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى عَلَيْهِمْ ثِيَابَ النِّمَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ سَعَةً، أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن خزيمة (1765)، وعنه ابن حبان (2777) من طريق هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد، عن رجل منهم مرسلًا. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 110 عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فذكره. ويشهد له حديث عائشة الآتي برقم (1096). وحديث أنس عند البيهقي في "الشعب" (2992)، وسنده حسن في المتابعات والشواهد. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شيخ ابن أبي شيبة غير المسمى جاء مسمى عند عبد بن حميد، وهو محمَّد بن عمر الواقدي، وهو متروك. فقد أخرجه عبد بن حميد (449) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح، زهير -وهو ابن محمَّد، وإن كانت رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة وهذا منها- تابعه مهدي بن ميمون عند ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 35، وهو ثقة. وأخرجه ابن خزيمة (1765)، وعنه ابن حبان (2777) عن محمَّد بن يحيى، بهذا الإسناد. وقرن ابن خزيمة بعروة ابنه يحيى بن عروة.

1097 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ وَدِيعَةَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ، وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ وَلَمْ يَلْغُ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمَّد بن عجلان، وهو وإن كان صدوقًا قد خالفه من هو أوثق منه وهو محمدُ بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، فرواه عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الفارسي كما عند البخاري. قال الحافظ في "الفتح" 2/ 371: ابن عجلان دون ابن أبي ذئب في الحفظ، فروايته مرجوحة، مع أنه يحتمل أن يكون ابنُ وديعة سمعه من أبي ذر وسلمان جميعًا، ويرجًح كونَه عن سلمان وروده من وجه آخر عنه. وأخرجه من حديث أبي ذر: الحميدي (138)، وأحمد (21539) و (21569)، وابن خزيمة (1763)، والحاكم 1/ 290 - 291 من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع الحاكم "عن أبيه"، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 14/ 161. وأخرجه من حديث سلمان: أحمد (23710)، والبخاري (883)، وابن حبان (2776) وغيرهم من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان. وانظر تتمة تخريجه في "المسند". وخالف ابنَ عجلان وابنَ أبي ذئب: صالحُ بن كيسان فأخرجه من طريقه ابن خزيمة (1803)، والبيهقي 3/ 243 عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وصالح بن كيسان ثقة. وسلف حديث أبي هريرة عند المصنف برقم (1090) من طريق أبي صالح عنه.

84 - باب ما جاء في وقت الجمعة

1098 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ، جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ" (¬1). 84 - بَابُ مَا جَاءَ فِي وَقْتِ الْجُمُعَةِ 1099 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل صالح بن أبي الأخضر، وقد خالفه الإمام مالك فأرسله. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 2/ 45 من طريق عمار بن خالد الواسطي، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 65 عن الزهري، عن ابن السباق مرسلًا. ويشهد له ما قبله. وحديث أبي أيوب عند أحمد (23571). ويشهد لكون يوم الجمعة عيدًا حديث أبي هريرة عند ابن حبان (3610) وانظر تخريجه فيه. (¬2) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البخاري (939)، ومسلم (859)، وأبو داود (1086)، والترمذي (533) من طريق أبي حازم، عن سهل بن سعد. وهو في "مسند أحمد" (15561). قوله: نقيل، قال في "النهاية": المَقِيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم.

1100 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْجُمُعَةَ ثُمَّ نَرْجِعُ، فَلَا نَرَى لِلْحِيطَانِ فَيْئًا نَسْتَظِلُّ بِهِ (¬1). 1101 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ مُؤَذِّنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ كَانَ يُؤَذِّنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا كَانَ الْفَيْءُ مِثْلَ الشِّرَاكِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4168)، ومسلم (860)، وأبو داود (1085)، والنسائي 3/ 100 من طريق يعلى بن الحارث، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16496)، و"صحيح ابن حبان" (1511). (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن سعد وجهالة أبيه. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1171) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5448)، وابن عدي في ترجمة عبد الرحمن ابن سعد بن عمار من "الكامل" 4/ 1622، والحاكم 3/ 607 من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار، عن أبيه، عن جده، مرسلًا. ليس فيه صحابيه سعد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1075) من طريق يعلى بن منصور، عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار، عن ابن عمه عبد الله بن محمَّد بن عمار، عن أبيه سعد، عن بلال: أنه كان يؤذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة إذا كان الفيء قدر الشراك إذا قعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر. ويغني عنه حديث أنس عند البخاري (904) وغيره: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس. وانظر "فتح الباري" 2/ 387. قوله: "إذا كان الفيء مثل الشراك" قال السندي: وذلك يكون أول ما يظهر زوالُ الشمس، وهو المراد.

85 - باب ما جاء في الخطبة يوم الجمعة

1102 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا نُجَمِّعُ ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَقِيلُ (¬1). 85 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 1103 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَجْلِسُ بَيْنَهُمَا جَلْسَةً (¬2). زَادَ بِشْرٌ: وَهُوَ قَائِمٌ (¬3). 1104 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُسَاوِرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (905) و (940) من طريق حميد الطويل، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (13489)، و"صحيح ابن حبان" (2859). (¬2) لفظة "جلسة" ليست في (ذ) و (س). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (920) و (928)، ومسلم (861)، والترمذي (512)، والنسائي 3/ 109 من طريق عُبيد الله بن عمر، به. وأخرجه بنحوه أبو داود (1092) من طريق عَبد الله بن عمر العمري، عن نافع، به. وانظر ما سيأتي برقم (1105).

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (¬1). 1105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ قَائِمًا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَقْعُدُ قَعْدَةً ثُمَّ يَقُومُ (¬2). 1106 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وأخرجه مسلم (1359)، وأبو داود (4077)، والنسائي 8/ 211 من طريق مساور الوراق، بهذا الإسناد. وسيأتي بالأرقام (2821) و (3584) و (3587). والحديث في "مسند أحمد" (18734). ويشهد له حديث جابر عند مسلم (1358)، وسيأتي عند المصنف برقم (3585). وله شاهد آخر بسند ضعيف من حديث ابن عمر سيأتي برقم (3586). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (862)، وأبو داود (1093) و (1094) و (1095)، والنسائي 3/ 109 و110 و 186 و191 و 192 من طريق سماك بن حرب، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (20813)، و"صحيح ابن حبان" (2801). ويشهد له حديث ابن عمر السالف برقم (1103).

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ قَائِمًا، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ آيَاتٍ وَيَذْكُرُ اللَّهَ، وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ قَصْدًا، وَصَلَاتُهُ قَصْدًا (¬1). 1107 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا خَطَبَ فِي الْحَرْبِ خَطَبَ عَلَى قَوْسٍ، وَإِذَا خَطَبَ فِي الْجُمُعَةِ خَطَبَ عَلَى عَصًا (¬2). 1108 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سُئِلَ: أَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ قَائِمًا أَوْ قَاعِدًا؟ قَالَ: أَمَا تَقْرَأُ: {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]؟ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، وتقدم تخريجه في الذي قبله سوى قصة: كانت خطبته وصلاته قصدًا. فأخرجها مسلم (866)، وأبو داود (1101)، والترمذي (513)، والنسائي 3/ 110 و191 و 192 من طريق سماك بن حرب، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (20945)، و"صحيح ابن حبان" (2802). قوله: "كانت صلاته قصدًا"، أي: متوسطة بين الإفراط والتفريط من التقصير والتطويل. انظر "النهاية" (قصد). (¬2) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن سعد ضعيف، وأبوه مجهول. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1174) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5448)، والحاكم 3/ 607 من طريق عبد الرحمن ابن سعد، عن أبيه، عن جده مرسلًا. وليس عند الحاكم ذكر الخطبة في الحرب. (¬3) إسناده صحيح. ابن أبي غنية: هو يحيى بن عبد الملك. =

86 - باب ما جاء في الاستماع للخطبة والإنصات لها

1109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ سَلَّمَ (¬1). 86 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاسْتِمَاعِ لِلْخُطْبَةِ وَالْإِنْصَاتِ لَهَا 1110 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو يعلى (5034)، والطبراني في "الكبير" (10003) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. تنبيه: جاء في المطبوع بإثر هذا الحديث: قال أبو عبد الله: غريب، لا يُحدث به إلا ابن أبي شيبة وحده. ولم يرد هذا في شيء من نسخنا الخطية. (¬1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ الحفظ. وأخرجه ابن عدي في ترجمة ابن لهيعة من "الكامل" 4/ 1465، والبيهقي 3/ 204 و 298 - 299 من طريق عمرو بن خالد، بهذا الإسناد. وقال البيهقي عقبه: تفرد به ابن لهيعة! وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (6677)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 121، وسنده ضعيف. وعن عطاء بن أبي رباح والشعبي مرسلًا عند عبد الرزاق في "المصنف" (5281) و (5282). (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث. =

1111 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {تَبَارَكَ} وَهُوَ قَائِمٌ، فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ اللَّهِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَوْ أَبُو ذَرٍّ يَغْمِزُنِي، فَقَالَ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ؟ إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلَّا الْآنَ؟ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: سَأَلْتُكَ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فَلَمْ تُخْبِرْنِي، فَقَالَ أُبَيٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلَاتِكَ الْيَوْمَ إِلَّا مَا لَغَوْتَ، فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ أُبَيٌّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَدَقَ أُبَيٌّ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (934)، ومسلم (851)، وأبو داود (1112)، والترمذي (519)، والنسائي 3/ 103 - 104 و 104 و 188 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (851)، والنسائي 3/ 104 من طريق عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، ومسلم (851) من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7686)، و"صحيح ابن حبان" (2793). (¬1) إسناده قوي إن ثبت سماع عطاء بن يسار من أبي بن كعب. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (21287) من طريق عبد العزيز بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (1807) و (1808)، والحاكم 1/ 287 - 288 و 2/ 229 - 230، والبيهقي 219/ 3 - 220 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن محمَّد بن جعفر ابن أبي كثير، عن شريك بن عبد الله بن إبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أبي ذر، فذكره. فجعله من حديث أبي ذر. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": ما أحسب عطاءً أدرك أبا ذر، ومثله قال الحافظ في "الإتحاف" 14/ 172 - 173. وفي الحديث اختلافات أخرى ذكرناها في "المسند". ويشهد للمرفوع منه حديث أبي هريرة السالف.

87 - باب ما جاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب

87 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ 1112 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ سَمِعَ جَابِرًا. وَأَبُو الزُّبَيْرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ، فَقَالَ: "أَصَلَّيْتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ" (¬1). وَأَمَّا عَمْرٌو فَلَمْ يَذْكُرْ سُلَيْكًا. 1113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ فَقَالَ: "أَصَلَّيْتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس. وأخرجه البخاري (930)، ومسلم (875) (54) - (57)، وأبو داود (1115)، والترمذي (516)، والنسائي 3/ 103 و 107 من طريق عمرو بن دينار، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14309). وأخرجه مسلم (875) (58)، والنسائي في "الكبرى" (1717) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وهو في "المسند" (14906). وسيأتي من طريق أبي سفيان عن جابر برقم (1114)، ويأتي تخريجه هناك. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي من أجل محمَّد بن عجلان. وأخرجه الترمذي (517)، والنسائي 3/ 106 و5/ 63 من طريق ابن عجلان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11197)، و"صحيح ابن حبان" (2503). وانظر ما قبله.

88 - باب ما جاء في النهي عن تخطي الناس يوم الجمعة

1114 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَا: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا" (¬1). 88 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ تَخَطِّي النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 1115 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيل ابْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وقوله فيه: "قبل أن تجيء" شاذ تفرد به داود بن رشيد عن حفص بن غياث، وقد رواه جماعة غيره عن حفص فلم يذكروا هذا الحرف. أبو سفيان: اسمه طلحة بن نافع. وأخرجه أبو يعلى (1946)، وعنه ابن حبان (2500) عن داود بن رشيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1116) عن محمَّد بن محبوب وإسماعيل بن إبراهيم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 365 من طريق عمر بن حفص، ثلاثتهم عن حفص بن غياث، به دون الزيادة المذكورة. وتابع حفصا عليه دون هذه الزيادة غيرُ واحدِ عن الأعمش منهم: عيسى بن يونس، عند مسلم (875) (59). وانظر تتمة الطرق عن الأعمش في "مسند أحمد" (14405). وأخرجه أبو داود (1117) من طريق الوليد أبي بشر، عن طلحة أبي سفيان، عن جابر وحده دون الزيادة أيضًا. وسلف الحديث برقم (1112) من طريق عمرو بن دينار وأبي الزبير كلاهما عن جابر. قوله: "وتجوز فيهما" أي: تعجَّل فيهما.

89 - باب ما جاء في الكلام بعد نزول الإمام عن المنبر

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ" (¬1). 1116 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ اتُّخِذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ" (¬2). 89 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكَلَامِ بَعْدَ نُزُولِ الْإِمَامِ عَنْ الْمِنْبَرِ 1117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ ثَابِتٍ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن مسلم -وهو المكي- ضعيف، والحسن مدلس وقد عنعنه. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء بن كريب. ويشهد له حديث عبد الله بن بسر عند أبي داود (1118)، والنسائي 3/ 103، وهو في "مسند أحمد" (17697)، و"صحيح ابن حبان" (2790)، وسنده صحيح. قوله: "آذيت" يعني: آذيت الناس بالتخطي. "وآنيت"، أي: تأخرت بالمجيء وأبطات. (¬2) إسناده ضعيف ومتنه منكر، رشدين بن سعد وزبان بن فائد ضعيفان. وأخرجه الترمذي (520) عن أبي كريب محمَّد بن العلاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15609)، وانظر تتمة تخريجه هناك. وله شاهد ضعيف جدًا لا يفرح به من حديث الأرقم بن أبي الأرقم، انظره مع الكلام عليه في "المسند" (15447).

90 - باب ما جاء في القراءة في الصلاة يوم الجمعة

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُكَلَّمُ فِي الْحَاجَةِ إِذَا نَزَلَ عَنْ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (¬1). 90 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 1118 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل الْمَدَنِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى بِنَا أَبُو هُرَيْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى، وَفِي الْآخِرَةِ: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيٌّ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ! فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ بِهِمَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح على وهم وقع لجرير بن حازم في تعيينه الصلاة، وقد رواه غير واحد عن ثابت عن أنس في أنها صلاة العشاء. وأخرجه أبو داود (1120)، والترمذي (524)، والنسائي 3/ 110 من طريق جرير بن حازم، بهذا الإسناد. قال الترمذي عقبه: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم قال: وسمعت محمدًا يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث، والصحيح ما رُوي عن ثابت، عن أنس قال: أقيمت الصلاة، فأخذ رجل بيد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فما زال يكلمه حتى نعس بعض القوم. قال محمَّد: والحديث هو هذا، وجرير بن حازم ربما يهم في الشيء، وهو صدوق. والحديث في "مسند أحمد" (12201). ورواه البخاري (643)، ومسلم (376) (126) عن غير واحد عن ثابت، عن أنس على الصواب. وانظر طرقه الأخرى في "المسند" عند الحديث (12633). (¬2) إسناده صحيح. =

1119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنا سُفْيَانُ، حدثنَا ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَتَبَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَخْبِرْنَا، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ فِيهَا: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (¬1). 1120 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (877)، وأبو داود (1124)، والترمذي (526)، والنسائي في "الكبرى" (1747) من طريق جعفر بن محمَّد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9550)، و"صحيح ابن حبان" (2806). (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه مسلم (878) (63)، وأبو داود (1123)، والنسائي 3/ 112 من طريق ضمرة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (878) (62)، وأبو داود (1122)، والترمذي (541)، والنسائي 3/ 184 و 194 من طريق حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأ في العيدين والجمعة: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. وسيأتي عند المصنف برقم (1281) مقتصرًا على ذكر العيدين دون الجمعة. وقد صحيح الإمام النووي هذه الروايات على اختلافها في ذكر السور المقروءة في الجمعة والعيدين وقال: فكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في وقت يقرأ في الجمعة الجمعةَ والمنافقين، وفي وقتِ "سبَّح" و "هل أتاك"، وفي وقت يقرأ في العيد "ق" و"اقتربت"، وفي وقلت: "سبَّح" و"هل أتاك". (¬2) إسناده ضعيف جدًا، سعيد بن سنان متروك، وبعضهم اتهمه، وأبو عنبة الخولاني مختلف في صحبته. =

91 - باب ما جاء فيمن أدرك من الجمعة ركعة

91 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَدْرَكَ مِنْ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً 1121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيَصِلْ إِلَيْهَا أُخْرَى" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البزار في "مسنده" (3759) من طريق سعيد بن سنان، بهذا الإسناد، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والسورة التي يذكر فيها المنافقون. فجعله كحديث أبي هريرة السالف برقم (1118). ويغني عنه حديث النعمان بن بشير عند مسلم (878) (62) وغيره، وتقدم لفظه وتخريجه ضمن الحديث السابق. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن حبيب. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 9/ 222 من طريق عمر بن حبيب، بهذا الإسناد، لكن لم يذكر أبا سلمة. وأخرجه ابن خزيمة (1851)، والدارقطني (1598)، والحاكم 1/ 291، والبيهقي 3/ 202 - 203 من طريق يحيى بن أيوب الغافقى، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة. يحيى وأسامة لهما مناكير. وأخرجه الدارقطني (1600) ومن طريقه البيهقي 3/ 203، والحاكم 1/ 291، من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة بلفظ: "من أدرك من الجمعة ركعة، فليصل إليها أخرى". زاد الدارقطني: "فإن أدركهم جلوسًا صلى أربعًا". وقرن الحاكم بصالح مالكَ بن أنس، وهذا اللفظ لصالح، فرواية مالك كرواية ابن عيينة الآتية برقم (1122) على الصواب، ويأتي تخريجها هناك، وهي عند الشيخين. وطريق مالك هذه أخرجها ابن حبان (1487) من الطريق التي أخرجها الحاكم، وجاءت عنده على الصواب كرواية الجماعة. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه ابن خزيمة (1850)، والحاكم 1/ 291 من طريق محمَّد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ: "من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدرك الصلاة". وخالف ابنَ ميمون علي بن سهل الرملي، فرواه على الجادة، فقد أخرجه من طريقه ابن خزيمة (1849) عن الوليد عن الأوزاعي، به. بلفظ: "من أدرك من الصلاة ركعة، فقد أدرك الصلاة" قال الزهري: فنرى أن صلاة الجمعة من ذلك، فإذا أدرك منها ركعة، فليصل إليها أخرى. ووَهَّم ابنَ ميمون الدارقطني في "علله" 9/ 215. ورواه كرواية علي بن سهل على الجادة: ابنُ المبارك عند مسلم (607) (162)، وموسى بن أعين وأبو المغيرة عند النسائي 1/ 274، ثلاثتهم عن الأوزاعي، لكنهم لم يذكروا قول الزهري. وأخرجه الدارقطني (1595) و (1597) و (1601) - (1604)، والخطيب في "تاريخه" 11/ 257 من طرق عن الزهري، عن سعبد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقُرِن أبو سلمة بسعيد عند الدارقطني في الروايات (1597) و (1599) و (1601)، وفي بعض الروايات زيادات: "وإن لم يدرك ركعة، فليصل أربع ركعات". أو نحو هذا المعنى. وجميع أسانيدها ضعيفة أو دون ذلك. وأخرجه الدارقطني (1607) من طريق يحيى بن راشد البزاء، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. يحيى البراء ضعيف، قال الدارقطني: حديثه غير محفوظ. وأخرجه الدارقطني (1609) من طريق عبيد الله بن تمام، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبيد الله متروك، واتهمه بعضهم. قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 40: قال ابن حبان في "صحيحه" 4/ 352: طرقه كلها معلولة. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 203 عن أبيه: لا أصل لهذا الحديث، إنما المتن: "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها". وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في "علله" 9/ 222 وقال: الصحيح: "من أدرك من الصلاة ركعة"، وكذا قال العقيلي. اهـ. وانظر ما بعده. وفي الباب حديث ابن عمر الآتى برقم (1123).

1122 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصَّلَاةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَ" (¬1). 1123 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (607) (162) عن ابن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب، والترمذي (532) عن نصر بن علي وسعيد بن عبد الرحمن وغير واحد، والنسائي 3/ 112 عن قتيبة بن سعيد، كلهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد والمتن. وانفرد محمَّد بن منصور من بين أصحاب ابن عيينة، فرواه عنه عن الزهري، به بلفظ: "من أدرك من صلاة الجمعة ركعة، فقد أدرك". قلنا: وهذه الرواية بهذا اللفظ شاذة، لا سيما وقد رواه جمع عن الزهري بمثل رواية الجماعة عن سفيان بن عيينة: فقد أخرجه البخاري (580)، ومسلم (607)، وأبو داود (1121)، والنسائي 1/ 274 من طريق مالك، ومسلم (607) (162) من طريق معمر والأوزاعي ويونس وعبيد الله بن عمر، والنسائي 1/ 274 من طريق عبيد الله والأوزاعي، خمستهم عن الزهري، به على الصواب بلفظ "من أدرك ركعة من الصلاة .. ". وهو في "مسند أحمد" (7284)، و "صحيح ابن حبان" (1483). وأخرجه النسائي 1/ 274 من طريق أبي المغيرة، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال النسائي: لا نعلم أحدًا تابع أبا المغيرة على قوله: سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، والصواب عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قلنا: تقدم تخريج رواية الأوزاعي التي على الصواب عند مسلم وغيره. وانظر ما سلف برقم (699).

92 - باب ما جاء من أين تؤتى الجمعة

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ أَوْ غَيْرِهَا، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ" (¬1). 92 - بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَيْنَ تُؤْتَى الْجُمُعَةُ 1124 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (¬2) ابْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، بقية بن الوليد لين الحديث، ويدلس تدليس التسوية، وهو شر أنواع التدليس. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/ 274 - 275، وفي "الكبرى" (1552)، والدارقطني (1606) من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وخالف سليمانُ بن بلال بقية في وصله، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (1553) من طريقه عن يونس، عن الزهري، عن سالم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، ليس فيه ابن عمر. وسليمان ثقة، ولفظ حديثه: "من أدرك ركعة من صلاة من الصلوات ... ". وأخرجه الدارقطني (1608) من طريق عبد الله بن نمير، والطبراني في "الأوسط" (4188)، والدارقطني (1608) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. وخولف ابن نمير وعبد العزيز في رفعه، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 461 عن هشيم، والبيهقي 3/ 203 - 204 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن يحيى، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وأخرجه كذلك البيهقي 3/ 203 من طريق الأشعث بن سوار، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وذكر البيهقي عقبه أنه قد تابع الأشعث على وقفه أيوبُ أيضًا عن نافع عن ابن عمر. قلنا: ورواية الوقف هي التي رجحها الدارقطني في "العلل" كما في "التلخيص الحبير" 2/ 40. وأخرجه أبو يعلى (2626) من طريق الحجاج بن أرطأة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. والحجاج مدلس وقد عنعن. (¬2) المثبت من (ذ) و"التحفة" (7734)، و"صحيح ابن خزيمة"، وفي (س) و (م): عُبيد الله مصغرًا. =

93 - باب ما جاء فيمن ترك الجمعة من غير عذر

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ أَهْلَ قُبَاءَ كَانُوا يُجَمِّعُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْجُمُعَةِ (¬1). 93 - بَابُ ما جاء فِيمَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ 1125 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَيَزِيدُ ابْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ -وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: قَالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، تَهَاوُنًا بِهَا، طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ" (¬2). 1126 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ (ح) ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر: وهو العمري. وأخرجه ابن خزيمة (1860) من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عائشة عند البخاري (902)، ومسلم (847) قالت: كان الناس ينتابون (أي: يأتون) الجمعة من منازلهم من العوالي. وأخرج الترمذي (507) عن رجل من أهل قباء، عن أبيه- وكان من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: أمرنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نشهد الجمعة من قباء. وسنده ضعيف. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. وأخرجه أبو داود (1052)، والترمذي (506)، والنسائي 3/ 88 من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15498)، و"صحيح ابن حبان" (2786)، وانظر شواهده في "المسند". وانظر ما بعده.

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَسِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ" (¬1). 1127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ مِنْ الْغَنَمِ عَلَى رَأْسِ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ، فَيَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ الْكَلَأُ، فَيَرْتَفِعَ، ثُمَّ تَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَجِيءُ وَلَا يَشْهَدُهَا، وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا، وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا، حَتَّى يُطْبَعَ عَلَى قَلْبِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أسيد: وهو ابن أبي أسيد البراد. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1669) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14559)، و"شرح مشكل الآثار" (3183). فائدة: أخرج البيهقي هذا الحديث في "سننه" 3/ 247 من طريق ابن أبي ذئب، به. وزاد: متواليات. (¬2) إسناده ضعيف، معدي بن سليمان ضعيف بمرة. وأخرجه أبو يعلى (6450)، وابن خزيمة (1859)، والحاكم 1/ 292، والبيهقي في "الشعب" (3011) من طريق معدي بن سليمان، بهذا الإسناد. وفي الباب عن جابر عند أبي يعلى (2198)، والبيهقي في "الشعب" (3012)، وسنده ضعيف جدًا. وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (336)، وابن عدي في "الكامل" في ترجمة إبراهيم الخوزي، والبيهقي في "الشعب" (3010)، وفي سنده متروك.=

94 - باب ما جاء في الصلاة قبل الجمعة

1128 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِنِصْفِ دِينَارٍ" (¬1). 94 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ الْجُمُعَةِ 1129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعُوفِيِّ ¬

_ = وعن حارثة بن النعمان عند أحمد (23678)، والطبراني (3232)، والبيهقي في "السُّنن" 3/ 247، وسنده ضعيف. قوله: "الصُّبة" بصاد مهملة مضمومة وموحدة مشدودة، أي: الجماعة. (¬1) إسناده ضعيف، وقد خالف خالدَ بن قيس أخا نوح من هو أوثق منه، وهو همام بن يحيى العوذي، وتابعه اثنان، فرووه عن قتادة عن قدامة بن وبرة -وهو مجهول- عن سمرة، وهو ما رجحه البخاري في "تاريخه" 4/ 177. ثم إن الحسن مدلس وقد عنعن. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 4/ 177، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" (4599)، والبيهقي 3/ 248 من طريق خالد بن قيس، بهذا الإسناد. وخالفه همام بن يححى العوذي، عند أبي داود (1053)، والنسائي 3/ 89 وغيرهما، وحجاج الأحول عند البخاري في "تاريخه" 4/ 176 - 177، وسعيد بن بشير عند البيهقي 3/ 248، ثلاثتهم عن قتادة، عن قدامة بن وبرة، عن سمرة. وأخرجه أبو داود (1054)، والحاكم 1/ 280، والبيهقي 3/ 248 من طريق أيوب أبي العلاء، عن قتادة، عن قدامة أيضًا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (20087)، و"صحيح ابن حبان" (2789) كلاهما من طريق همام بن يحيى المذكورة.

95 - باب ما جاء في الصلاة بعد الجمعة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْكَعُ قَبْلَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعًا، لَا يَفْصِلُ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ (¬1). 95 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ 1130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصْنَعُ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، مبشر بن عبيد متروك متهم، وبقية -وهو ابن الوليد- وعطية العوفي ضعيفان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12674) من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وزاد: وبعدها أربعًا. وأخرجه ابن عدي في ترجمة مبشر بن عبيد من "الكامل" 6/ 2413 من طريق بقية، عن مبشر، عن حجاج، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: "من شاء صلى قبل الجمعة أربعًا وبعدها أربعًا لا يفصل بينهن". وفي الباب عن أبي هريرة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4108)، وسنده ضعيف. وعن علي عند الطبراني في "الأوسط" (1617)، وسنده ضعيف، وذكره الحافظ في "اللسان" 5/ 245 في ترجمة محمَّد بن عبد الرحمن السهمي الباهلي، وعدَه من منكراته. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (937)، ومسلم (882) (72)، وأبو داود (1127) و (1128) و (1132) و (1252)، والترمذي (529)، والنسائي 2/ 119 و 3/ 113 من طريق نافع، به. وأخرجه أبو داود (1130) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر بنحوه. وهو في "المسند" (4506). وانظر ما بعده.

96 - باب ما جاء في الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة، والاحتباء والإمام يخطب

1131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ (¬1). 1132 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوها أَرْبَعًا" (¬2). 96 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَالِاحْتِبَاءِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ 1133 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا ابْنُ لَهِيعَةَ؛ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1165)، ومسلم (882)، وأبو داود (1132)، والترمذي (528) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وهو في "المسند" (4591). وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (881)، وأبو داود (1131)، والترمذي (530)، والنسائي 3/ 113 من طريق سهيل بن أبي صالح، به. وهو في "المسند" (7400)، و "صحيح ابن حبان" (2485).

عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُحَلَّقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ في المسجد (¬1) قَبْلَ الصَّلَاةِ (¬2). 1134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الِاحْتِبَاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، يَعْنِي: وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: أن يُحلَّق في المسجد يوم الجمعة. (¬2) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (1079)، والترمذي (322)، والنسائي 2/ 47 - 48 من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (6676). (¬3) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وعبد الله بن واقد إما أن يكون الهروي، فهو ثقة، وإما أن يكون الحرانى، فهو ضعيف. كما ذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب". وفي الباب عن معاذ بن أنس الجهني، أخرجه أحمد في "مسنده" (15630) وإسناده حسن ولفظه: نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمامُ يخطب. وأخرج أبو داود (1111) بإسناد حسن عن يعلى بن شداد بن أوس قال: شهدت مع معاوية بيت المقدس فجمع بنا، فنظرتُ فإذا جُل مَن في المسجد أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فرأيتهم محتبين والإمام يخطب. ثم قال أبو داود: كان ابن عمر يحتبي والإمام يخطب وأنس بن مالك وشُريح وصعصعة بن صوحان وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي ومكحول وإسماعيل بن محمَّد بن سعد ونُعيم بن سلامة قال: لا بأس بها. قلنا: وقد حكى ذلك أيضًا ابنُ حزم في "المحلى" 5/ 67. قال أبو داود: ولم يبلغني أن أحدًا كرهها إلا عبادة بن نُسَى. اهـ. =

97 - باب ما جاء في الأذان يوم الجمعة

97 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَذَانِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 1135 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ؛ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ، إِذَا خَرَجَ أَذَّنَ، وَإِذَا نَزَلَ أَقَامَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ كَذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ وَكَثُرَ النَّاسُ، زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى دَارٍ فِي السُّوقِ، يُقَالُ لَهَا: الزَّوْرَاءُ، فَإِذَا خَرَجَ أَذَّنَ، وَإِذَا نَزَلَ أَقَامَ (¬1). 98 - بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِقْبَالِ الْإِمَامِ وَهُوَ يَخْطُبُ 1136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، اسْتَقْبَلَهُ أَصْحَابُهُ بِوُجُوهِهِمْ (¬2). ¬

_ = قوله: الاحتباء: هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره، ويشده عليها، وقد يكون الاحتباء باليدين عِوَض الثوب. قاله في "النهاية". (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد صرح محمَّد بن إسحاق بالسماع عند أحمد (15716)، وهو متابع. وأخرجه البخاري (912) و (913) و (915) و (916)، وأبو داود (1087 - 1090)، والترمذي (523)، والنسائي 3/ 100 - 101 و101 من طرق عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (15716)، و"صحيح ابن حبان" (1673). (¬2) إسناده مرسل، وقد اختُلف فيه على عدي بن ثابت كلما سيأتي. =

99 - باب ما جاء في الساعة التي ترجى في الجمعة

99 - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ 1137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ" وَقَلَّلَهَا بِيَدِهِ (¬1). ¬

_ = فقد رواه الهيثم بن جميل عن ابن المبارك، عن أبان بن تغلب، عن عدي بن ثابت، عن أبيه كما أخرجه المصنف. وروإه أبو توبة الربيع بن نافع، عن ابن المبارك، عن أبان بن عبد الله، قال: كنت مع عدي بن ثابت يوم الجمعة، فلما خرج الإمام -أو قال: صعد المنبر- استقبله، وقال: هكذا كان أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفعلون برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (54). ونحوه عن وكيع، عن أبان بن عبد الله، عن عدي عند ابن أبي شيبة 2/ 117. ورواه علي بن غراب، عن أبان بن عبد الله البجلي، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا صعد المنبر -أو قال: قعد على المنبر- استقبلناه بوجوهنا. أخرجه ابن خزيمة في الجمعة من "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة " 2/ 491 و "النكت الظراف" 2/ 124 - 125، ومن طريفه البيهقي 3/ 198، وقال ابن خزيمة: هذا الخبر عندي معلول. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (921)، ومسلم (1052) قال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جلس ذات يوم على المنبر، وجلسنا حوله. وهو في "مسند أحمد" (11157). وقال أبو بكر بن المنذر في "الأوسط" 74/ 4: كل مَن أحفظُ عنه من أهل العلم يرى أن يُستقبل الإمام يوم الجمعة إذا خطب. (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. =

1138 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "فِي الْجُمُعَةِ (¬1) سَاعَةٌ مِنْ النَّهَارِ، لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أُعْطِيَ سُؤْلَهُ" قِيلَ: أَيُّ سَاعَةٍ؟ قَالَ: حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الِانْصِرَافِ مِنْهَا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (5294) و (6450)، ومسلم (852)، والنسائي 3/ 116 من طريق محمَّد بن سيرين، به. وأخرجه البخاري (935)، ومسلم (852)، وأبو داود (1046)، والترمذي (497) و (3631)، والنسائي 3/ 113 - 115 و115 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7151)، و"صحيح ابن حبان" (2772) و (2773). (¬1) في المطبوع: في يوم الجمعة. (¬2) صحيح لغيره دون تعيين ساعة الاستجابة، لأن الصحيح أنها بعد العصر كما سيأتي، وهذا إسناد ضعيف لضعف كثير بن عبد الله بن عمرو، وجهالة والده فلم يرو عنه إلا ابنه، ولم يوثقه سوى ابن حبان. وقد حسن الرأيَ بحديث كثير البخاري وتليمذُه الترمذي، فقد سأل الترمذي البخاريَ عن هذا الحديث فقال: حديث حسن إلا أن أحمد بن حنبل كان يَحمِلُ على كثير يضعفه، وقد روى يحيى ابن سعيد الأنصاري -يعني على إمامته- عن كثير بن عبد الله. نقله عنه المزي في ترجمته من "تهذيب الكمال"، ومن هنا قال الترمذي عن حديثه هذا: حديث حسن غريب. وحسن له البخاري كذلك حديث التكبير في العيدين، بل قال: ليس في الباب شيء أصح من هذا. وانظر تمام الكلام عليه في مقدمتنا على "جامع الترمذي". وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 150، وعبد بن حميد (291)، والترمذي (496)، والبزار في "مسنده" (3388)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 198، والطبراني في "الكبير" 17/ (7)، والبيهقي في "شُعب الإيمان" (2981)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 20 - 21 من طريق كثير بن عبد الله المزني، به. ويشهد له حديث أبي هريرة السالف قبله. =

1139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: قُلْتُ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ: فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَوْ "بَعْضُ سَاعَةٍ"، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ، أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ. قُلْتُ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ. قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلَاةٍ! قَالَ: بَلَى، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ، لَا يَحْبِسُهُ (¬1) إِلَّا الصَّلَاةُ، فَهُوَ فِي صَّلَاةِ (¬2). ¬

_ = والصحيح في ساعة الاستجابة أنها بعد العصر كما روي عن جابر بن عبد الله عند أبي داود (1048)، والنسائي 3/ 99 - 100 بإسناد جيد، وصححه الحاكم 1/ 279. (¬1) في (س): لم تحبسْه. (¬2) إسناده حسن، ابن أبي فديك -وهو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم- والضحاك بن عثمان صدوقان حسنا الحديث. وتعيين ساعة الاستجابة هنا من قول عبد الله بن سلام كما توضحه رواية أحمد (23781)، وكذلك روى ابن أبي خيثمة كما قال الحافظ في "الفتح" 2/ 420 من طريق يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة وأبي سعيد فذكر الحديث، وفيه: قال أبو سلمة: فلقيت عبد الله بن سلام فذكرتُ له ذلك، فلم يُعرِّض بذكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه أحمد (23781)، والطبراني في "الكبير" -قطعة من الجزء 13 - (405)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" 9/ (419) من طريق الضحاك ابن عثمان، به. وأخرج قصة تعيين ساعة الاستجابة أبو داود (1046)، والترمذي (497)، والنسائي 3/ 113 - 115 من طريق محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن =

100 - باب ما جاء في ثنتي عشرة ركعة من السنة

100 - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ السُّنَّةِ 1140 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَطَاء عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ السُّنَّةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ" (¬1). ¬

_ = أبي هريرة، عن عبد الله بن سلام قوله. لكن أسند آخر الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قوله: "إن العبد المؤمن إذا صلى ثم جلس ... ". ويؤيد تعيين عبد الله بن سلام ما أخرجه أبو داود (1048)، والنسائي 3/ 99 - 100 من حديث جابر بن عبد الله أنها بعد العصر. وإسناده جيد، وصححه الحاكم 1/ 279، وحسنه الحافظ في "الفتح" 2/ 420. وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (1137). (¬1) صحيح، لكن من حديث عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة بنت أبي سفيان، وهذا إسناد وَهِمَ فيه المغيرة بن زياد، وقد ضعف الترمذي حديث المغيرة، وصحح حديث المسيب بن رافع، عن عنبسة، عن أم حبيبة، وقال النسائي في "الكبرى" عن حديث المغيرة: هذا خطأ، ولعله أراد: عنبسة بن أبي سفيان، فصحفه. قلنا: يعني صحَّف عنبسة إلى عائشة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 203، والترمذي (416)، والنسائي 3/ 260 - 261 و261، وأبو يعلى (4525)، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 186 من طريق المغيرة بن زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1552) من طريق سفيان الثوري، والترمذي (417) من طريق إسرائيل بن يونس السبيعي، كلاهما عن أبي إسحاق، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة، عن أم حبيبة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. =

1141 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سجدةً، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 3/ 262، وابن خزيمة (1188)، وابن حبان (2452)، والحاكم 1/ 311 - وصححه- من طريق محمَّد بن عجلان، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، عن أم حبيبة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لكن قال في حديثه: "وركعتين قبل العصر" بدل قوله: "وركعتين بعد العشاء". وذكر عمرَو بنَ أوس بدل المسيب بن رافع، وعلى تقدير صحته فكلاهما سمع الحديث من عنبسة كما سيأتي في الطريق الآتي بعده، لكن لم يُذكر في حديث عمرو تفصيلُ الثنتي عثرة ركعة. والصحيح عن عائشة ما رواه أحمد (24019)، ومسلم (730)، وأبو داود (1251) من حديث عبد الله بن شقيق قال: سألتُ عائشة عن صلاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن تطوعه، فقالت: كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلى بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين، ويصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين. وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر. وكان يصلي ليلًا طويلًا قائمًا، وليلًا طويلًا قاعدًا ... وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قد اختلف في رفعه ووقفه كما بيناه في "مسند أحمد" (26769). وأخرجه النسائي 3/ 263 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (417)، والنسائي 3/ 262 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن المسيب بن رافع، به. وزاد فيه: "أربعًا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاةِ الفجر صلاةِ الغَداة". وأخرجه مسلم (728)، وأبو داود (1250)، والنسائي في "الكبرى" (491) من طريق عمرو بن أوس، والنسائي في "المجتبى" 3/ 262 من طريق يعلى بن أمية، كلاهما عن عنبسة بن أبي سفيان، به. =

1142 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ- أَظُنُّهُ قَالَ: - قَبْلَ الْعَصْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ-أَظُنُّهُ قَالَ:- وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 3/ 264 من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح -وهو ذكوان السمان- عن أم حبيبة مرفوعًا وموقوفًا. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "مسند أحمد" (26769)، و "صحيح ابن حبان" (2451). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمَّد بن سلمان بن الأصبهاني، وقد أخطأ فيه كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، والنسائي في "المجتبى" 3/ 264، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2234، والدارقطني في "العلل" 8/ 184 - 185، لأن الصحيح أن أبا صالح إنما رواه عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة، ولهذا قال البخاري في "التاريخ الكبير"1/ 99 بعد إيراده: وهذا أصح. وأخرجه النسائي 3/ 264 من طريق محمَّد بن سليمان بن الأصبهاني، بهذا الإسناد. والصحيح عن أبي هريرة موقوف كما أخرجه الطيالسي (2530)، وابن أبي شيبة 2/ 204، وأحمد (10462)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (919) و (920)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" 2/ 876 - 878، قال: ما من عبد مسلم يُصلي في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا، إلا بُني له بيت في الجنة. قال أحمد في روايته: ولم يرفعه، وقال البغوي في الموضع الثاني: قال شعبة- وهو راويه-: لا أدري رفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو عن أبي هريرة، وقال الخطيب: رواه أبو داود الطيالسي وعفان بن مسلم عن شعبة على الشك في رفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - =

101 - باب ما جاء في الركعتين قبل الفجر

101 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ 1143 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَضَاءَ لَهُ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (¬1). ¬

_ = ورواه مسلم بن إبراهيم عن شعبة مرفوعًا بغير شك. قلنا: وحكمه الرفع، لأن مثله ليس للرأي فيه مجال، على أنه صح مرفوعًا من حديث أم حبيبة كلما سلف. وأخرجه العُقيلي في "الضعفاء" 1/ 52 من طريق إبراهيم بن رستم، عن حماد ابن سلمة، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم أعقبه برواية حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أم حبيبة؛ الحديث نفسه، كالمُعلً لرواية إبراهيم بن رستم، وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان" في ترجمة إبراهيم بن رستم وساق كلتا الروايتين: وهو المحفوظ -يعني رواية حجاج بن منهال-. (¬1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف قد خالف فيه هشام بن عمار الثقات من أصحاب سفيان بن عيينة كمحمد بن منصور المكي والحُسين بن عيسى البسطامي ومحمد بن عباد المكي وغيرهم رووه عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة، ورواه أحمد بن حنبل في: مسنده، (4592) دون ذكر حفصة فصَار من مسند ابن عمر، وقد بين ابن عمر في رواية نافع عنه عند البخاري (1173) و (1180) وغيره أن حفصة هي التي أخبرته بالركعتين قبل الفجر، لأنها كانت ساعة لا يُدخلَ فيها على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولهذا جاء في رواية الحميدي (674): قال ابن عمر: وذُكر لي ولم أره: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي حين يضيء له الفجر ركعتين، وفي رواية ميمون بن مهران، عن ابن عمر عند الترمذي في "الشمائل" (279) قال: وحدثتني حفصة بركعتي الغداة ولم أكن أراهما من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقد صح أن ابن عمر رفعه كما في الطريق الآتي، فيكون مرسل صحابي، ولا يضر ذلك. وأخرجه مسلم (723) عن محمَّد بن عباد، والنسائي 3/ 252 عن محمَّد بن منصور، و 3/ 252 عن الحسين بن موسى، ثلاثتهم عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة. =

1144 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ، كَأَنَّ الْأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ (¬1). 1145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا نُودِيَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يَقُومَ إِلَى الصَّلَاةِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه النسائي 3/ 256 عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة. وهو كذلك في "مصنف عبد الرزاق" (4771). وخالف ابنَ راهويه الحسنُ بن علي عند الترمذي (436) فرواه عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رفعه ولم يذكر حفصة. وهذا إن صح، فهو مرسل صحابي، ولهذا قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (1145). (¬1) إسناده صحيح. وهذا الخبر حدَّثتْ به حفصةُ أخاها عبد الله، ورفعُ عبد الله له إرسال صحابي، ولا يضر كما سلف الكلام عليه عند الطريق السالف قبله. وأخرجه البخاري (995)، ومسلم (749)، والترمذي (465)، والنسائي في "الكبرى" (437) من طريق حماد بن زيد، به. وهو في "مسند أحمد" (5609). قوله: "كان الأذان باذنيه" هذا كناية عن التخفيف فيهما، أي: كمن يسمع إقامة الصلاة وهو يصلي النافلة فيبادر إلى إتمامها. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (618) و (1180)، ومسلم (723)، والترمذي (435)، والنسائي 1/ 283 و 3/ 252 و 254 و255 من طرق عن نافع مولى ابن عمر، به. وهو في "مسند أحمد" (4506)، و"صحيح ابن حبان" (2454) و (2473).

1146 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا تَوَضَّأَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (¬1). 1147 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- رواية أبي الأحوص -وهو سلام بن سُليم الحنفي- عنه قبل اختلاطه. ومتنُ هذا الحديث مختصرٌ من حديث مطوّل. وهو عند ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبُوصيري (2296)، وأخرجه من طريقه ابن حزم في "المحلى" 2/ 221، بهذا الإسناد. وساق ابن حزم لفظه بتمامه فقال: عن عائشة قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا رجع من المسجد صلى ما قضى الله له، ثم مال إلى فراشه أو إلى أهله، فإن كانت له حاجةٌ إلى أهله قضاها، ثم نام كهيئته لا يمس ماءَ، فإذا سمع النداء وثب، فإن كان جنبا أفاض عليه الماء، وإن لم يكن جنبا توضأ وصلى ركعتين ثم خرج إلى المسجد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (1515) و (1521)، وأحمد (24706)، ومسلم (739)، وأبو داود (250) من طريق زهير بن معاوية، وأحمد (25791)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 40 - 41 من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن أبي إسحاق، به. بنحو اللفظ السابق إلا أن لفظ زهير عند إسحاق بن راهويه في الموضع الثاني وأبي داود مختصرٌ ونصه: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يغتسل ويصلى الركعتين ويصلي الغداة، ولا أراه يُحدِثُ وضوءًا بعد الغسل. وانظر ما سلف برقم (1140). (¬2) إسناده ضعيف لضعف الحارث -وهو ابن عبد الله الأعور- وقد أخطأ في قوله: عند الإقامة، لأن الثابت أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يضطجع بعد الركعتين ولم يكن يؤخرهما إلى قرب الإقامة. =

102 - باب ما جاء فيما يقرأ في الركعتين قبل الفجر

102 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ 1148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (126)، وعبد الرزاق (4772)، وابن أبي شيبة 2/ 241 - 242 و 286، وأحمد (569)، والبزار (856) و (857) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. وفي الباب عن عائشة عند ابن أبي شيبة 2/ 241 عن وكيع، عن علي بن مبارك الهنائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة. ووكيع كوفي، وفي حديث الكوفيين عن علي بن مبارك شيء. والصحيح عن عائشة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي ركعتي الفجر إذا جاءه المؤذن، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة. أخرجه البخاري (626)، ومسلم (736) (122). وهذا يدل على أنه كان يصلي الركعتين فور انتهاء المؤذن من الأذان، وليس عند الإقامة، والله أعلم. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، يزيد بن كيسان صدوق حسن الحديث، ويعقوب بن حميد بن كاسِب -وإن كان ضعيفًا- تابعه عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي المشهور بدُحَيم وغيرُه. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 108، ومسلم (726)، وأبو داود (1256)، والنسائي 2/ 155، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه على صحيح مسلم" (1645)، والبيهقي 3/ 42 من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وروى مروان بن معاوية الفزاري، عن عثمان بن حكيم الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن ابن عباس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ} الآية التي في [البقرة: 136]، وفي الآخرة منهما: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52]. أخرجه مسلم (727) وغيره. =

1149 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَمَقْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَهْرًا فَكَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬1). ¬

_ = وروى سالم أبو الغيث، عن أبي هريرة سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في ركعتي الفجر بآيتين: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ} الآية [البقرة: 136]، وفي الآخرة: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53] أو {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [البقرة: 119]. أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 108، وأبو داود (1260)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 298. وفي باب قراءة الكافرون والإخلاص في ركعتي الفجر عن عائشة عند أحمد (26022)، وابن خزيمة (1814)، وابن حبان (2461)، وقد قوى إسناده الحافظ في "الفتح" 3/ 47. وسيأتي برقم (1150). وعن جابر بن عبد الله عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 298، وابن حبان في "صحيحه" (2460)، وإسناده قوي. وعن ابن عمر سيأتي بعده. (¬1) إسناده صحيح. ويغلب على الظن أن ابن عمر إنما أخذ ذلك عن أخته حفصة أم المؤمنين كما في روايتي البخاري (1173) و (1180) ففيهما أنها هي التي أخبرته بصلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للركعتين قبل الفجر، لأنها كانت ساعة لا يُدخَل فيها على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه الترمذي (419) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل عن أبي إسحاق. قلنا: بل رواه غير أبي أحمد عن الثوري، وهو عبد الرزاق في "مصنفه" (4790)، وعنه أحمد (4909). =

1150 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَكَانَ يَقُولُ: "نِعْمَ السُّورَتَانِ هُمَا، يُقْرَأُ بِهِمَا فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} " (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (5699) و (5742)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 298 من طريق إسرائيل، والطيالسي (1893)، وابن أبي شيبة 2/ 242، والطبراني في "الكبير" (13528)، والبيهقي 3/ 43 من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه النسائي 2/ 170 من طريق أبي الجوّاب الأحوص بن جوّاب، عن عمار ابن رُزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر، فزاد في الإسناد إبراهيم بن مهاجر، ورواية الباقين عن أبي إسحاق أقوى وأثبت. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن الجريري -وهو سعيد بن إياس- سماع يزيد بن هارون منه بعد اختلاطه، ومع ذلك قوى إسناده الحافظ في "الفتح" 3/ 47. وقد روي من وجه آخر عن عائشة من فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما سيأتي. وأخرجه أحمد (26022)، وابن حبان (2461) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (1814) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن الجريري، به. والأزرق ممن سمع من الجريري بعد اختلاطه كذلك. وأخرج الدارمي (1442)، وأحمد (25499) و (25510)، وإسحاق بن راهويه (1338) و (1339) و (1340)، وابن أبي شيبة 2/ 242، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 297، وأبو نجم في "الحلية" 10/ 30، والبيهقي في "الشعب" (2525)، وابن عبد البر 24/ 41 من طريق محمَّد بن سيرين، عن عائشة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقرأ في ركعتي الفجر بـ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. وصحح إسناده الحافظ العراقي في "شرح الترمذي" عند شرحه حديث مجاهد عن ابن عمر السالف قبله.

103 - باب ما جاء في: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"

103 - بَابُ مَا جَاءَ فِي: "إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ" 1151 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ (ح) وَحَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ" (¬1). 1151 م - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا حَمَّادُ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِثْلِهِ (¬2). 1152 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ لَهُ: "بِأَيِّ صَلَاتَيْكَ (¬3) اعْتَدَدْتَ؟ " (¬4) ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (710)، وأبو داود (1266)، والترمذي (423)، والنسائي 2/ 116 و 116 - 117 من طريق عمرو بن دينار، به. وهو في "مسند أحمد" (8379)، و"صحيح ابن حبان" (2190) و (2193). ولفعل أحمد: "لا صلاة بعد الإقامة إلا المكتوبة". وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه في الذي قبله. (¬3) في (س): صلاتك. (¬4) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول. =

1153 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ بُحَيْنَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلٍ وَقَدْ أُقِيمَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَحَطْنَا بِهِ نَقُولُ لَهُ: مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: قَالَ لِي: "يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ الْفَجْرَ أَرْبَعًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (712)، وأبو داود (1265)، والنسائي 2/ 117 من طريق عاصم الأحول، به. وهو في "مسند أحمد" (20777)، و"صحيح ابن حبان" (2191). قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 224 تعليقًا على قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يا فلان بأي الصلاتين اعتددت بصلاتك وحدك أم بصلاتك معنا؟ ": فيه دليل على أنه لا يُصلي بعد الإقامة نافلةَ، وإن كان يدرك الصلاة مع الإمام، ورد على من قال: إن علم أنه يدرك الركعة الأولى أو الثانية يُصلي النافلة، وقد أدرج ابن حبان الحديث تحت: ذكر الزجر عن إنشاء المرء الصلاة عند ابتداء المؤذن في الإقامة. (¬1) إسناده صحيح. وبُحينةُ هي أم عبد الله لا أم مالك. وأخرجه البخاري (663)، ومسلم (711) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (663)، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 6/ 477 من طريق شعبة، ومسلم (711)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 117 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن سعد بن إبراهيم، به. قال شعبة في روايته: مالك ابن بُحينة، وتابعه حماد بن سلمة عن ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (884)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 372، وهو وهم كما قال الحافظ ابن معين وأحمد والبخاري ومسلم والدارقطني وغيرهم - نقله عنهم الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/ 149. وهو في "مسند أحمد" (22921) من طريق شعبة، و (22926) من طريق إبراهيم بن سعد. =

104 - باب ما جاء فيمن فاتته الركعتان قبل صلاة الفجر متى يقضيهما

104 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَتَى يَقْضِيهِمَا 1154 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَصَلَاةَ الصُّبْحِ مَرَّتَيْنِ؟ " فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ صَلَّيْتُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُما فَصَلَّيْتُهُمَا. قَالَ: فَسَكَتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ = ورواه كإبراهيم بن سعد: محمَّد بن علي الباقر عند أحمد (22934)، ومحمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان عند أحمد كذلك (22927) كلاهما عن عبد الله بن مالك ابن بُحينة. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن محمَّد بن إبراهيم لم يسمع من قيس بن عمرو. وأخرجه أبو داود (1267)، والترمذي (424) من طريق سعد بن سعيد، به. وهو في "مسند أحمد" (23760). وأخرجه ابن خزيمة (1116)، وابن المنذر في "الأوسط" 2/ 391، والطحاوي في "شرح المشكل" (4137)، وابن حبان (1563) و (2471)، والدارقطني (1439)، والحاكم 1/ 274 - 275، والبيهقي 2/ 483 من طريق أسد بن موسى، عن الليث، عن يحيى بن سيد بن قيس الأنصاري، عن أبيه، عن جده قيس. وصححه الحاكم، وقد عدّ ابن منده هذا الحديث من غرائب أسد بن موسى فيما نقله عنه الحافظ في "الإصابة" 5/ 492، وأنكره على أسدِ كذلك إبراهيم بن أبي داود فيما حكاه عنه الطحاوي. قلنا: واستغربه أيضًا الدارقطني في "الغرائب والأفراد" كما في "أطراف الغرائب" لأبي الفضل المقدسي 4/ 263. وأخرجه الطحاوي (4141) من طريق علي بن يونس، عن جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن قيس بن قهد: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - =

1155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَامَ عَنْ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ، فَقَضَاهُمَا بَعْدَمَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ (¬1). ¬

_ = رآه يصلي ... وأعله الطحاوي بعلي بن يونس، وذكر أن أهل الحديث لا يعرفونه، وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "المسند" (23760). (¬1) إسناده حسن، يزيد بن كيسان صدوق حسن الحديث، ويعقوب بن حميد فيه ضعف، لكن عبد الرحمن بن إبراهيم ثقة حافظ، وهو الذي يُعرف بدُحَيم. وهذا الحديث مختصر من حديث مُطول في قصة نوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه عن صلاة الفجر، واستيقاظهم بعد طلوع الشمس. وأخرجه مسلم (680)، والنسائي 1/ 298 من طريق يزيد بن كيسان، به مطولًا. وهو في "مسند أحمد" (9534)، و"صحيح ابن حبان" (2651) و (2652) مطول كذلك. وأخرج الترمذي (425) من طريق همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بَشير بن نَهيك، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعدما تطلع الشمس" كذا ساقه من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وصححه ابن خزيمة (1117)، وابن حبان (2472)، والحاكم 1/ 274 ووافقه الذهبي. لكن قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ... ، والمعروف من حديث قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح". قلنا: إيرادُ ابن ماجه هذا الحديث في هذا الباب غير صحيح، لأنه مختصرٌ من الحديث الطويل الذي ساقه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة وغيره: أنهم ناموا عن صلاة الفجر، فلم يوقظهم إلا حر الشمس، ولهذا قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 91: غلط مروان في اختصاره، لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نام عن الفجر وعن ركعتي الفجر فلم يوقظه إلا حر الشمس.

105 - باب في الأربع الركعات قبل الظهر

105 - بَابُ في الْأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ قَبْلَ الظُّهْرِ 1156 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَرْسَلَ أَبِي إِلَى عَائِشَةَ: أَيُّ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ أَنْ يُوَاظِبَ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ يُطِيلُ فِيهِنَّ الْقِيَامَ، وَيُحْسِنُ فِيهِنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ (¬1). 1157 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ. وَقَالَ: "إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قابوس -وهو ابن أبي ظبيان حصين ابن جندب الجنبي- فيه لين، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 215 - 216: كان رديء الحفظ، ينفرد عن أبيه بما لا أصل له، ربما رفع المراسيل وأسند الموقوف. والمرأة التي أرسلها أبو قابوس إلى عائشة مجهولة. وهو عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" 2/ 200. وأخرجه أحمد في "مسنده" (24164) عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1575) عن قيس بن الربيع، عن قابوس، عن أبيه، عن أم جعفر، عن عائشة. وقيس ضعيف كذلك. وأخرج أحمد في "مسنده" (24340) و (25147) من حديث عاشْة بإسنادين صحيحين بلفظ: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يدع أربعًا قبل الظهر وركعتين قبل الفجر. وفي باب صلاة أربع ركعات قبل الظهر عن عبد الله بن السائب، أخرجه أحمد في "مسنده" (15396). وانظر تخريجهما فيه. وانظر حديث أبي أيوب الآتي بعده.

106 - باب من فاتته الأربع قبل الظهر

تُفْتَحُ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ" (¬1). 106 - بَابُ مَنْ فَاتَتْهُ الْأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ 1158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الْكُوفِيُّ، قال: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا فَاتَتْهُ الْأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ، صَلَّاهَا بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عُبيدة بن مُعَتَّب الضبي، وضعف قرثع: وهو الضبي، ثم هو مضطرب كما أوضحناه في "مسند أحمد" (23532). إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وقزَعة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه أبو داود (1270) من طريق شعبة، عن عُبيدة بن مُعتب، بهذا الإسناد. وليس فيه عنده قزعة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 199، وأحمد (23551)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 279 - 280، وابن خزيمة (1215)، وابن حبان في "الثقات" 5/ 163 - 164، والطبراني في "الكبير" (4037) و (4038)، والبيهقي 2/ 489 من طريق شريك النخعي، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب. وشريك سيئ الحفظ وعلي بن الصلت مجهول. ويشهد له حديث عبد الله بن السائب عند الترمذي (482)، وأحمد (15396)، وسنده قوي. (¬2) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد، قيس بن الربيع يُعتبر به في المتابعات والشواهد، وقد توبع. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (428) من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة. وهذا إسناد صحيح، وليس فيه عنده "بعد الركعتين". تنبيه: جاء في المطبوع بعد هذا الحديث: قال أبو عبد الله: لم يحدث به إلا قيس بن شعبة. قلنا: وهو ليس في أصولنا الخطية.

107 - باب: فيمن فاتته الركعتان بعد الظهر

107 - بَابٌ: فِيمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الظُّهْرِ 1159 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَانْطَلَقْتُ مَعَ الرَّسُولِ، فَسَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَمَا هُوَ يَتَوَضَّأُ فِي بَيْتِي لِلظُّهْرِ، وَكَانَ قَدْ بَعَثَ سَاعِيًا، وَكَثُرَ عِنْدَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَكان قَدْ أَهَمَّهُ شَأْنُهُمْ، إِذْ ضُرِبَ الْبَابُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسَ يَقْسِمُ مَا جَاءَ بِهِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى الْعَصْرِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلِي فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: شَغَلَنِي أَمْرُ السَّاعِي أَنْ أُصَلِّيَهُمَا بَعْدَ الظُّهْر ِ، فَصَلَّيْتُهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ" (¬1). 108 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا أَرْبَعًا 1160 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ¬

_ (¬1) صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الركعتين بعد العصر صحيحة، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي. وأخرجه من طريق يزيد ابنُ أبي شيبة 2/ 351 - 352، وأحمد (26586)، والطبراني 23/ (655) و (929). وأخرجه على الصحيح في قصة وفد عبد القيس البخاريُّ (1233)، ومسلم (834)، وأبو داود (1273) من طريق كريب مولى ابن عباس، والنسائي 1/ 281 - 282 عن أبي سلمة، و1/ 282 من طريق عبيد الله بن عبد الله، ثلاثتهم عن أم سلمة. وهو في "المسند" (25506) و (26515)، و"صحيح ابن حبان" (1574). وانظر لزاما تمة تخريجه وألفاظه في "المسند".

109 - باب ما جاء فيما يستحب من التطوع بالنهار

عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ صَلَّى قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، وَبَعْدَهَا أَرْبَعًا، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ" (¬1). 109 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ مِنْ التَّطَوُّعِ بِالنَّهَارِ 1161 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَأَبِي وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ تَطَوُّعِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّهَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُوهُ (¬2). فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا بِهِ نَأْخُذْ مِنْهُ مَا اسْتَطَعْنَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ يُمْهِلُ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا -يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ- مِقْدَارِهَا مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ هَاهُنَا -يَعْنِي ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن المهاجر الشعيثي، لكن رُوي من طريق آخر صحيح. وأخرجه الترمذي (429)، والنسائي 3/ 266 من طريق محمَّد بن عبد الله الشُعيثي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (430)، والنسائي 3/ 265 من طريق القاسم بن عبد الرحمن، والنسائي 3/ 264 - 265 من طريق حسان بن عطية، كلاهما عن عنبسة بن أبي سفيان، به. وهذان الإسنادان صحيحان. وأخرجه أبو داود (1269)، والنسائي 3/ 265 من طريق مكحول، عن عنبسة، عن أم حبيبة. وقال النسائي: مكحول لم يسمع من عنبسة شيثا. وكذلك قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 160. وهو في "مسند أحمد" (26764) و (26772). (¬2) كذا في أصولنا الخطية، بحذف نون فعل الجمع، وهو ثابَت في الكلام الفصيح، نثرِه ونظمِه، كما قال العلامة ابن مالك في "شواهد التوضيح والتصحيح" ص 171.

110 - باب ما جاء في الركعتين قبل المغرب

مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ- قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَتْ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا -يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ- مِقْدَارَهَا مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ مِنْ هَاهُنَا قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ الْعَصْرِ، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ. قَالَ عَلِيٌّ: فَتِلْكَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَطَوُّعُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّهَارِ، وَقَلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا (¬1). قَالَ وَكِيعٌ: زَادَ فِيهِ أَبِي: فَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِحَدِيثِكَ هَذَا مِلْءَ مَسْجِدِكَ هَذَا ذَهَبًا. 110 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ 1162 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَوَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ" قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: "لِمَنْ شَاءَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده قوي. وأخرجه بطوله ومقطعا الترمذي (426) و (431) و (604) و (605)، والنسائي 2/ 119 - 120 و120 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. وهو في "مسند أحمد" (650). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (624)، ومسلم (838)، وأبو داود (1283)، والترمذي (183)، والنسائي 2/ 28 من طريق عبد الله بن بريدة، به. وهو في "المسند" (16790)، و "صحيح ابن حبان" (1559 - 1561).

111 - باب ما جاء في الركعتين بعد المغرب

1163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنْ كَانَ الْمُؤَذِّنُ لَيُؤَذِّنُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَيَرَى أَنَّهَا الْإِقَامَةُ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يَقُومُ فَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ (¬1). 111 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ 1164 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، علي بن زيد بن جُدعان -وإن كان ضعيفًا- متابع. وأخرجه أحمد (14008)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5500)، والدارقطني (1049)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (276) من طريق شعبة، به. وأخرجه بنحوه أحمد (13983)، والبخاري (625) و (503)، والنسائي 2/ 28 - 29 من طريق عمرو بن عامر الأنصاري، ومسلم (836)، وأبو داود (1282) من طريق المختار بن فلفل، ومسلم (837) من طريق عبد العزيز بن صهيب، ثلاثتهم عن أنس بن مالك. وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد" (12310). (¬2) إسناده صحيح. هُشيم: هو ابنُ بَشير، وخالد الحذاء: هو ابنُ مِهران. وأخرجه مسلم (730)، وأبو داود (1251)، والترمذي (438)، والنسائي في "الكبرى" (334) من طرق عن خالد الحذاء، به. وهو في "مسند أحمد" (24019)، و"صحيح ابن حبان" (2474).

112 - باب ما يقرأ في الركعتين بعد المغرب

1165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: أَتَانَا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ فِي مَسْجِدِنَا، ثُمَّ قَالَ: "ارْكَعُوا هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ فِي بُيُوتِكُمْ" (¬1). 112 - بَابُ مَا يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبَ 1166 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، وَأَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف بمرة، عبد الوهاب بنُ الضحاك متروك الحديث وهو- وإن كان متابعًا- يرويه عن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4295) من طريق أبي اليمان الحمصي، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وقد رواه ابن أبي شيبة 2/ 246، وابن خزيمة (1200) من طريق عبد الأعلى السامي، وأحمد في "مسنده" (23624) من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال: أتانا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكره. وهذا إسناد حسن. ولم يذكر في الإسناد رافع ابن خديج. وانظر تتمة تخريجه في "المسند". ويشهد له ما قبله. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الملك بن الوليد: وهو ابن معدان الضبعي البصري. =

113 - [باب ما جاء في الست ركعات بعد المغرب]

113 - [بَابُ مَا جَاءَ فِي السِّتِّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ] (¬1) 1167 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ، أَخبَرنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلْنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (433)، وأبو يعلى (5049)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 298، والطبراني في "المعجم الكبير" (10251)، و"المعجم الأوسط" (5767)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1945 - 1946، والبيهقي 3/ 43، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 42، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/ 432 من طريق عبد الملك بن الوليد، عن عاصم بن بهدلة؛ عن أبي وائل عند الترمذي والطحاوي والطبراني في "الأوسط"، وعن زر بن حُبيش عند أبي يعلى والطبراني في "الكبير" وابن عدي والبيهقي والمزي، وعن كليهما عند ابن عبد البر، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه موقوفًا ابن أبي شيبة 2/ 242، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 300 من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، عن عبد الله بن مسعود. وإبراهيم ضعيف. وللحديث شاهد عن ابن عمر عند الطيالسي (1893)، وابن أبي شيبة 2/ 242، وأحمد (4763)، وإسناده صحيح. (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في أصولنا الخطية، وهو في المطبوع. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عمر بن أبي خثعم واهي الحديث. وأخرجه الترمذي (437)، وأبو يعلى (6022)، وابن خزيمة (1195)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 83 - 84، والطبراني في "الأوسط" (819)، والبغوي في "شرح السنة" (896)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (775)، والرافعي في "أخبار قزوين" 3/ 269، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عمر بن أبي خثعم 21/ 409 من طريق عمر بن أبي خثعم، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (1374).

114 - باب ما جاء في الوتر

114 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ 1168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ، ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الزَّوْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُرَّةَ الزَّوْفِيِّ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ لَهِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ: الْوِتْرُ، جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ" (¬1). 1169 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إن الْوِتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَا كَصَلَاتِكُمْ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْتَرَ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن راشد الزَّوفي وعبد الله ابن أبي مُزَة الزَوفي، ثم هو منقطع أيضًا. وأخرجه أبو داود (1418)، والترمذي (455) من طريق عبد الله بن راشد الزَّوفي، به. وهو في "المسند، (24009/ 8). ويشهد له حديث أبي بصرة عند أحمد في "مسنده" (23851) بإسناد صحيح. وقد ذكرنا شواهد أخرى عند حديث عبد الله بن عمرو في "المسند" برقم (6693). قولهْ "حُمر النعم": هي الإبل الحمراء، وهو لون محمود فيها، وهي من أنفس أموال العرب عندهم. (¬2) إسناده قوي، عاصم بن ضمرة صدوق لا بأس به. وأخرجه الترمذي (456)، والنسائي 3/ 228 - 229 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. ولم يذكر النسائي في روايته كلام علي بن أبي طالب. =

1170 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ". فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: "لَيْسَ لَكَ وَلَا لِأَصْحَابِكَ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1262) من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه. وأخرجه أبو داود (1416) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والترمذي (457)، والنسائي 3/ 229 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، به. ولم يذكر زكريا في روايته كلام علي بن أبي طالب وعليه اقتصر الثوري. وهو في "مسند أحمد" (652) و (761) و (842) و (927) من طرق عن أبي إسحاق، كرواية الثوري. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وقد اختُلف في وصله وإرساله، ورجح الدارقطني المرسلَ في "العلل" 5/ 293. وأخرجه موصولًا أبو داود (1417)، ومحمد بن نصر في "مختصر كتاب الوتر" (2)، وأبو يعلى (4987)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2741، والدارقطني في "العلل " 5/ 293 و 293 - 294 و 294، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 313، والبيهقي 2/ 468 من طرق عن عمرو بن مرة، به. وأخرجه عبد الرزاق (4571)، وابن أبي شيبة 2/ 297 و 298 و 306، والبيهقي 2/ 468 من طرق عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 313 من طريق ابن أبي عمر العدني، عن جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين، عن أبي وائل، عن ابن مسعود عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذا سند رجاله ثقات، لكن قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي وائل عن ابن مسعود تفرد به ابن أبي عمر. =

115 - باب ما جاء فيما يقرأ في الوتر

115 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقْرَأُ فِي الْوِتْرِ 1171 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ، وَزُبَيْدٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوتِرُ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬1). ¬

_ = وأخرج الطبراني في "المعجم الأوسط" (6626)، وفي "الصغير" (979)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 267 من طريق عمران الخياط، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله بن مسعود رفعه:"الوتر على أهل القرآن". وعمران الخياط قال عنه الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرَف. وفي الباب عن علي بن أبي طالب سلف قبله. وعن سعيد بن المسيب مرسلًا عند ابن أبي شيبة 2/ 297، وأبي القاسم البغوي في "الجعديات" (945)، والبيهقي 2/ 468. وسنده صحيح مرسلًا، ومراسيل ابن المسيب قوية. (¬1) إسناده صحيح. ذر: هو ابن عبد الله المُرهبي، وطلحة: هو ابن مصرّف، وزُبيد: هو ابن الحارث. وأخرجه أبو داود (1423) من طريق أبي حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار، والنسائي 3/ 244 من طريق أبي جعفر الرازي، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" من زيادات عبد الله على أبيه (21141)، و"صحيح ابن حبان" (2436) من طريق أبي حفص الأبّار. وأخرجه النسائي 3/ 244 من طريق أبي عبيدة بن معن المسعودي، عن الأعمش، عن طلحة، عن ذر، به. وأخرجه أبو داود (1423) من طريق محمَّد بن أنس، عن الأعمش، عن طلحة وزبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، به. فأسقط من إسناده ذر بن عبد الله! وأخرجه النسائي 3/ 235 من طريق سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن سعيد بن عبد الرحمن، به. وأسقط من إسناده كذلك ذر بن عبد الله! =

1172 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، [عَنْ أَبِيهِ] (¬1) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ = وأخرجه النسائي 3/ 235 و235 - 236 من طريق قتادة بن دعامة السدوسي، عن سعيد بن عبد الرحمن، به. وزاد في الموضع الثاني بين قتادة وسعيد عزرةَ بنَ عبد الرحمن. وأخرجه النسائي 3/ 244 - 245 و245 من طريق شعبة بن الحجاج، و 3/ 250 من طريق جرير بن حازم، و 3/ 250 من طريق أبي نعيم عن سفيان الثوري، ثلاثتهم عن زبيد اليامي، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه. وعبد الرحمن بن أبزَى صحابي، فتكون هذه الرواية مرسلَ صحابي. وقرن شعبة بزُبيد سلمةَ بن كهيل. وأخرجه النسائي 3/ 244 من طريق حُصَين بن عبد الرحمن، عن ذر، به. وجعله من مسند عبد الرحمن بن أبزى كذلك. وأخرجه أيضًا 3/ 245 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، و 3/ 246 من طريق محمَّد بن جُحادة، و 3/ 246 من طريق مالك بن مغول، و 3/ 249 - 250 من طريق قاسم بن يزيد عن سفيان الثورى، و 3/ 250 من طريق محمَّد بن عُبيد الطنافسي عن سفيان الثوري كذلك، أربعتهم عن زبيد اليامي، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه. فأسقط ذرًا من إسناده، وجعله من مسند ابن أبزى، قال النسائي: أبو نعيم أثبت عندنا من محمَّد بن عُبيد ومن قاسم بن يزيد. قلنا: يعني أن الرواية عن الثوري بإثبات ذرٍّ في إسناده هي الأثبت. وأخرجه النسائي 3/ 245 من طريق منصور عن سلمة بن كهيل، و 3/ 246 من طريق عطاء بن السائب، و 3/ 251 من طريق عزرة بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (15354) من طريق شعبة، عن سلمة وزبيد. وانظر تمام تخريجه عنده. (¬1) قوله: عن أبيه، ليس في أصولنا الخطية، وأثبتناه من "تحفة الأشراف" (5587)، وهو في المطبوع من "السُّنن"، وكذلك هو في رواية البيهقي 3/ 38 من طريق نصر بن علي الجهضمي شيخ ابن ماجه في هذا الحديث، وكذلك رواه شبابة بن سوار =

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬1). 1172 م- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو بَكْرٍ (¬2)، قال: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قال: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حدثنا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬3). 1173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَبُو يُوسُفَ الرَّقِّيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: ¬

_ = عند المصنف في الطريق الآتي بعده عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، وهو عند ابن أبي شيبة 2/ 299 و 14/ 263، والنسائي في "الكبرى" (1342)، وأبي يعلى (2555) من طريق شبابة أيضًا. (¬1) إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله. وأخرجه الترمذي (466) من طريق شريك النخعي، والنسائي في "المجتبى" 3/ 236 من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (2720) من طريق شريك و (2726) من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق. وانظر تمام تخريجه فيه. (¬2) في أصولنا الخطية: أحمد بن منصور وأبو بكر، وقد أشار المزي في "تحفة الأشراف" (5587) إلى أن ذلك وهمٌ وقع في بعض النسخ المتأخرة من ابن ماجه، وجاء في مطبوعة عبد الباقي على الصواب كما أثبتنا، وأبو بكر هي كنية أحمد بن منصور -وهو الرمادي- على أن أبا بكر بن أبي شيبة قد روى هذا الحديث عن شبابة بن سوّار في "مصنفه" 2/ 299 و 14/ 263. (¬3) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1342) عن عبد الرحمن بن محمَّد بن سلام، عن شبابة بن سوّار، بهذا الإسناد.

سَأَلْنَا عَائِشَةَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَتْ: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، وَفِي الثَّانِيَةِ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وَفِي الثَّالِثَة: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ (¬1). ¬

_ (¬1) حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد العزيز بن جريج، ثم إنه لم يسمع من عائشة فيما قاله أحمد وابن حبان والدارقطني. وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن- سيئ الحفظ. وأخرجه أبو داود (1424)، والترمذي (467) من طريق محمَّد بن سلمة الحراني، بهذا الإشاد. وقال الترمذي: حسن غريب. وحسنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 512. وهو في "مسند أحمد" (25906). وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الاَثار" 1/ 285، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 392، وابن حبان في "صحيحه" (2432)، والطبراني في "الأوسط" (3147)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2671، والدارقطني (1649)، والحاكم 1/ 305، والبغوي في "شرح السنة" (973) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي المصري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 514 وقد أخرجه من هذا الطريق: حديث حسن، رجاله رجال البخاري، لكنه لم يخرج ليحيى بن أيوب إلا استشهادًا. وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "قيام الليل" كما في "نتائج الأفكار" لابن حجر 1/ 514، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 125 من طريق سليمان بن حسان المصري، عن حيوة بن شُريح، عن عياش بن عباس القِتْباني، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة. وفي إسناده سليمان بن حسان قال عنه أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل": صحيح الحديث، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وفي الباب عن عبد الله بن سرجس عند أبي نُعيم في "حلية الأولياء" 7/ 182. ورجاله ثقات عن آخرهم، لكن قال أبو نُعيم: غريب من حديث شعبة عن عاصم، تفرد به الليث (يعني ابن فرج) عن أبي عاصم (يعني الضحاك بن مخلد).

116 - باب ما جاء في الوتر بركعة

116 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ بِرَكْعَةٍ 1174 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ (¬1). 1175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوِتْرُ رَكْعَةٌ". قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ غَلَبَتْنِي عَيْنِي، أَرَأَيْتَ إِنْ ¬

_ = وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (8839). وفي إسناده المقدام بن داود الرعيني ضعيف. تنبيه: قد سلف منا في "المسند" و"جامع الترمذي" أن حكمنا على ذكر المعوذتين في هذا الحديث بالضعف، وقد استقر رأيُنا الآن على أن الحديث بذكرهما حسنٌ بمجموع طرقه وشواهده، فيُستدرَك من هنا، وهذا لا يتعارض مع حديثي ابن عباس وأُبي بن كعب السابقَينِ قبلُ اللذينِ لم يُذكَر فيهما المعوذتين، فإن هذا من باب التنوع في القراءة وتعدد الأحوال، والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (995)، ومسلم بإثر الحديث (753)، والترمذي (465)، والنسائي في "الكبرى" (437) من طريقين عن أنس بن سيرين، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4860). وسيتكرر دون ذكر الوتر برقم (1318). وسيأتي عن ابن عمر مرفوعًا من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من طريق نافع برقم (1319)، ومن طريق سالم وعبد الله بن دينار وأبي سلمة وطاووس برقم (1320)، وهو المحفوظ. وأخرجه كذلك من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: البخاري (993)، ومسلم (749) وبإثر الحديث (753)، والنسائي 3/ 228 و 232 - 233 و 233 من طرق عن ابن عمر. وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (1322).

نِمْتُ؟ قَالَ: اجْعَلْ أَرَأَيْتَ عِنْدَ ذَاكَ النَّجْمِ. فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا السِّمَاكُ، ثُمَّ أَعَادَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوِتْرُ رَكْعَةٌ قَبْلَ الصُّبْحِ" (¬1). 1176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ أُوتِرُ؟ قَالَ: أَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: الْبُتَيْرَاءُ. فَقَالَ: سُنَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. يُرِيدُ: هَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). 1177 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو مجلز: هو لاحق ابن حميد. وأخرجه مسلم (752) و (753)، والنسائي 3/ 232 من طريقين عن أبي مجلز، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "الوتر ركعة من آخر الليل". وهو في "مسند أحمد" (5016)، و"صحيح ابن حبان" (2625). وانظر ما قبله. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه، قال البخاري: لا أعرف للمطلب سماعًا من أحد من الصحابة إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقال أبو حاتم: روى عن ابن عباس وابن عمر، لا ندري سمع منهما أم لا، لا يذكر الخبر. وأخرجه ابن خزيمة (1074)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 279، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 128 - 129 و 129، والبيهقي 3/ 26 من طرق عن الأوزاعي، به. ويغني عنه الحديثان السالفان قبله وحديث عائشة الآتي بعده.

117 - باب ما جاء في القنوت في الوتر

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسَلِّمُ فِي كُلِّ ثِنْتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ (¬1). 117 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ 1178 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: عَلَّمَنِي جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: "اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديت، وعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ (¬2)، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (736)، وأبو داود (1335) و (1336) و (1337)، والترمذي (442) و (443)، والنسائي 2/ 30 و 3/ 65 و 234 من طرق عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24461)، و"صحيح ابن حبان" (2431) و (2612). وسيأتي مطولًا برقم (1358)، ويأتي تخريجه هناك. وانظر أيضًا (1196). (¬2) جاء في (ذ) و (م): اللهم أعفني فيمن عافَيت -وفي (م) عَفَيت- وتولني فيمن توليت، واهدني ... (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع. أبو الحَوراء: هو ربيعة بن شيبان السعدي، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه أبو داود (1425)، والترمذي (468)، والنسائي 3/ 248 من طريق أبي الأحوص سلام بن سُلَيم، وأبو داود (1426) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. وأبو الأحوص سماعه من أبي إسحاق قديم. =

118 - باب من كان لا يرفع يديه في القنوت

1179 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِه: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سُخْطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" (¬1). 118 - بَابُ مَنْ كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الْقُنُوتِ 1180 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلَّا عِنْدَ الِاسْتِسْقَاءِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1718) من طريق يوسف بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، به. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1427)، والترمذي (3882)، والنسائي 3/ 248 - 249 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (751). (¬2) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (1031)، ومسلم (895) (7)، وأبو داود (1170)، والنسائي 3/ 158 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (895) (5)، وأبو داود (1171)، والنسائي 3/ 249 من طريق ثابت البناني، عن أنس قال: رأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يرفع يديه في الدعاء، حتى يُرى بياض إبطيه. =

119 - باب من رفع يديه في الدعاء ومسح بهما وجهه

119 - بَابُ مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ 1181 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَادْعُ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ، وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ" (¬1). 120 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ 1182 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (12867)، و"صحيح ابن حبان" (2863). قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 190: هذا الحديثُ يوهم ظاهرُه أنه لم يرفع - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا في الاستسقاءِ، وليسَ الأمرُ كذلك، بل قد ثبت رفعُ يديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الدعاء في مواطِنَ غيرِ الاستسقاء وهي أكثرُ من أن تُحصر، وقد جمعتُ منها نحوًا من ثلاثين حديثًا من "الصحيحين" أو أحدهما، وذكرتهما في أواخِر بابِ صفة الصلاة من "شرح المهذب" 3/ 507 - 511، ويُتأؤَلُ هذا الحديثُ على أنه لم يرفع الرفع البليغَ بحيث يرى بياضُ إبطيه إلا في الاستسقاء، أو أن المرادَ: لم أره رفع، وقد راَه غيرُه رفع، فيُقدمُ المثبتون في مواضع كثيرة وهم جماعاتٌ على واحد لم يحضر ذلك، ولا بُدَّ من تأويله لما ذكرناه والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 11/ 141 - 143 في الدعوات: باب رفع الأيدي في الدعاء. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، صالح بن حسان الأنصاري متروك. وأخرجه أبو داود (1485) من طريق عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، عمن حدثه عن محمَّد بن كعب القرظي، عن ابن عباس مرفرعا. وقال: روي هذا الحديث من غير وجه عن محمَّد بن كعب كلها واهية، وهذا الطريق أمثلُها، وهو ضعيف أيضًا. وسيأتي برقم (3866).

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُوتِرُ فَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ (¬1). 1183 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سُئِلَ عَنْ الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: كُنَّا نَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وزبيد اليامي: هو ابن الحارث. وأخرجه مطولًا النسائي 3/ 235 عن علي بن ميمون، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1171). (¬2) إسناده صحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه عبد الرزاق (4966)، والحازمي في "الاعتبار" ص 96 من طريق حميد الطويل، بهذا الإسناد. ورواية عبد الرزاق غير مقيدة بصلاة الصبح. وأخرج ابن المنذر- كما في "الفتح" 2/ 491 - من طريق أخرى عن حميد، عن أنس: أن بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قنتوا في صلاة الفجر قبل الركوع، وبعضهم بعد الركوع. وأخرج البخاري (1002)، ومسلم (677) (301) من طريق عاصم الأحول، قال: سألت أنس بن مالك عن القنوت فقال: قد كان القنوت. قلت: قبل الركوع أو بعده؟ قال: قبله. قال: فإن فلانًا أخبرني عنك أنك قلت: بعد الركوع. فقال: كذب، إنما قنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد الركوع شهرًا، أراه كان بعث قوما يقال لهم: القُراء زُهاء سبعين رجلًا إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عهد، فقنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شهرًا يدعو عليهم. وهو في "مسند أحمد" (12705). وأخرج البخاري (4088) من طريق عبد العزيز بن صهيب، قال: سأل رجل أنسًا عن القنوت، أبعد الركوع أو عند فراغِ من القراءة؟ قال: لا، بل عند فراغ من القراءة. =

1184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ الْقُنُوتِ، فَقَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ الرُّكُوعِ (¬1). ¬

_ = وأخرج أحمد (12150)، والبخاري (4089)، ومسلم (677) (304)، والنسائي 2/ 203 من طريق هشام الدستوائي عن قتادة، وأحمد (12152)، والبخاري (1003)، ومسلم (677) (299)، والنسائي 2/ 200 من طريق أبي مجلز، ومسلم (677) (350)، وأبو داود (1445) من طريق أنس بن سيرين، وأحمد (13431) و (14005) من طريق حنظلة السدوسي، أربعتهم عن أنس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قنت شهرًا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم تركه. هذا لفظ قتادة، وألفاظ الباقين بنحوه، وسيأتي حديث قتادة عند المصنف برقم (1243) دون قوله: "بعد الركوع". وسيأتي بعده من طريق محمَّد بن سيرين، عن أنس: قنت رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد الركوع. وقد جمع الحافظ بين الروايات عن أنس بن مالك بقوله في "فتح الباري" 2/ 491: ومجموع ما جاء عن أنس من ذلك أن القنوت للحاجة بعد الركوع، لا خلاف عنه في ذلك، وأما لغير الحاجة فالصحيح عنه أنه قبل الركوع. قلنا: وللقنوت قبل الركوع وبعده شواهد مذكورة في التعليق على "المسند" (12117). ومحل القنوت في الصبح بعد الركوع عند أكثر من يختار القنوت فيها، وهو قول الشافعي، أما قنوت الوتر فقد ذهب الشافعي وأحمد إلى أنه بعد الركوع، وفي رواية عن أحمد أنه بعد الركوع، لكن إن قنت قبله لا بأس، وقال أبو حنيفة ومالك: يقنت قبل الركوع. انظر "شرح السنة" 3/ 126، و"المغني" 2/ 581 - 582. (¬1) إسناده صحيح. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. =

121 - باب ما جاء في الوتر آخر الليل

121 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ آخِرَ اللَّيْلِ 1185 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ: أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ. وَانْتَهَى وِتْرُهُ حِينَ مَاتَ فِي السَّحَرِ (¬1). 1186 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ¬

_ = وأخرجه البخاري (1001)، ومسلم (677) (298)، وأبو داود (1444)، والنسائي 2/ 200 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد، لفظ البخاري: سُئل أنس: أقنت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الصبح؟ قال: نعم. فقيل له: أوقنت قبل الركوع؟ قال: بعد الركوع يسيرًا. وهو في "مسند أحمد" (12117) بلفظ: سُئل أنس: هل قنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: نعم، بعد الركوع. ثم سُئل بعد ذلك مرة أخرى: هل قنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في صلاة الصبح؟ قال: نعم، بعد الركوع يسيرًا. وانظر ما قبله. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي بكر بن عياش. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، ويحيى: هو ابن وثاب، ومسروق: هو ابن الأجدع. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 286. وأخرجه الترمذي (460) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (745) (137)، والنسائي 3/ 230 من طريق سفيان، عن أبي حصين، به. وأخرجه البخاري (996)، ومسلم (745) (136) و (138)، وأبو داود (1435) من طريق مسلم أبي الضحى، عن مسروق، به. وهو في "مسند أحمد" (24188)، و"صحيح ابن حبان" (2443) و (2444).

122 - باب فيمن نام عن وتره أو نسيه

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ (¬1). 1187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ خَافَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ثُمَّ لِيَرْقُدْ، وَمَنْ طَمِعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ" (¬2). 122 - بَابُ فيمَنْ نَامَ عَنْ وِتْرِه أَوْ نَسِيَهُ 1188 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ¬

_ (¬1) إسناده قوي من أجل عاصم بن ضمرة. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الطيالسي (115)، وأحمد (580) و (653) و (825) و (1152)، وابنه عبد الله في "زوائد المسند" (1215) و (1218) و (1260)، وعبد بن حميد (72)، والبزار (680) و (681)، وأبو يعلى (322) و (597)، وابن خزيمة (1080)، والطحاوي 1/ 340 من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. عبد الله بن سعيد: هو أبو سعيد الأشج، وابن أبي غنية: هو يحيى بن عبد الملك بن حميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه مسلم (755) (162)، والترمذي (459) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (755) (163) من طريق أبى الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14381)، و"صحيح ابن حبان" (2565).

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَامَ عَنْ الْوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ، فَلْيُصَلِّ إِذَا أَصْبَحَ، أَوْ ذَكَرَ" (¬1). 1189 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وأخرجه الترمذي (469) من طريق وكيع، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11264). وأخرجه أبو داود (1431)، والدارقطني (1637)، والحاكم 1/ 302، والبيهقي 2/ 480 من طريق محمَّد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، به موصولًا. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الترمذي (470) عن قتيبة، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وعبد الله ليس بذاك القوي، والموصول أصوب على خلاف ما ذهب إليه الترمذي. قال السندي: يدل الحديث على تأكد الوتر، وأنه يمُضى كالفرض، فيمكن أن يستدل به مَن يوجبه. قلنا: وقوله: "فليُصَل إذا أصبح" أي: قضاء، لحديث أبي سعيد الخدري عند أحمد (11001): "الوتر بليل"، ولحديثه الآخر عند مسلم (754): "أوتروا قبل الصبح" وهو الحديث الآتي بعده. (¬2) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك العبدي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4589)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (472). وأخرجه مسلم (754)، والنسائي 3/ 231 من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11324). =

123 - باب ما جاء في الوتر بثلاث وخمس وسبع وتسع

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاهٍ (¬1). 123 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ بِثَلَاثٍ وَخَمْسٍ وَسَبْعٍ وَتِسْعٍ 1190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُوتِرْ بِخَمْسٍ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُوتِرْ بِثَلَاثٍ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُوتِرْ بِوَاحِدَةٍ" (¬2). ¬

_ = ورواه قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، بلفظ: "من أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له" أخرجه ابن خزيمة (1092)، وابن حبان (2408)، والحاكم 1/ 301 - 302، والبيهقي 2/ 478. وذكر الحافظ في "الفتح" 2/ 480 أن الحديث بهذا اللفظ الأخير محمول على التعمد، أو على أنه لا يقع أداة، قال: لِمَا رواه أبو داود من حديث أبي سعيد مرفوعًا: "من نسي الوتر أو نام عنه فليصله إذا ذكره". قلنا: هو الحديث السالف قبل هذا عند المصنف. (¬1) كيف هذا ولم ينفرد به عبد الرحمن، فقد تابعه محمَّد بن مطرف كما سلف وهو ثقة، ومن فوقهما ثقات. (¬2) إسناده صحيح. الفريابي: هو محمَّد بن يوسف، والأوزاعي: هو عبد الرحمن ابن عمرو. وأخرجه أبو داود (1422) من طريق بكر بن وائل، والنسائي 3/ 238 من طريق دُوَيد بن نافع والوليد بن مَزيَد- فرقهما-، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/ 238 - 239 من طريق أبو مُعَيد، و 3/ 239 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، به موقوفًا. وهو في "مسند أحمد" (23545)، و "صحيح ابن حبان" (2407) و (2410) و (2411). =

1191 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، فقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَفْتِينِي (¬1) عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَتْ: كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيمَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا إِلَّا عِنْدَ الثَّامِنَةِ، فَيَدْعُو رَبَّهُ (¬2)، وَيُصَلِّي عَلَى نَبِيِّهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ، فَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فَلَمَّا أَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَخَذَ اللَّحْمَ، أَوْتَرَ بِسَبْعٍ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ (¬3). ¬

_ = والوتر واجب عند أبي حنيفة، وقال أحمد فيما نقله عنه ابن قدامة في "المغني" 2/ 495: من ترك الوتر عمدًا فهو رجل سوء ولا ينبغي أن تقبل له شهادة، ونقل أبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" 2/ 244 وجوب الوتر عن سحنون وأصبغ بن الفرج، وحكى ابن حزم أن مالكًا قال: من تركه أُدبَ وكانت جرحة في شهادته. (¬1) في (س): أنبئيني. (¬2) زاد في المطبوع بعد هذا: "فيذكرُ اللهَ ويحمدُه ويدعوه، ثم ينهض ولا يُسلم، ثم يقومُ فيصلي التاسعةَ، ثم يقعدُ فيذكرُ اللهَ ويحمدُه ويدعو ربه"، وهي ثابتة في رواية مسلم لهذا الحديث، لكنها ليست في نسخنا الخطية. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (746)، وأبو داود (1343) و (1344) و (1345)، والنسائي 3/ 60 - 61 و 199 - 201 و 242 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (746)، وأبو داود (1342)، والنسائي 3/ 240 و 241 و 242 من طرق عن قتادة، به، بنحوه. =

124 - باب ما جاء في الوتر في السفر

1192 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوتِرُ بِسَبْعٍ أَوْ بِخَمْسٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ وَلَا كَلَامٍ (¬1). 124 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ فِي السَّفَرِ 1193 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ ابْنُ هَارُونَ، حدثنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَالِمٍ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1352)، والنسائي 3/ 220 - 221 من طريق الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة، بنحوه. وأخرجه أبو داود (1346 - 1349) من طريق بهز بن حكيم، عن زراة بن أوفى، عن عائشة، بنحوه. بإسقاط سعد بن هشام. وهو في "مسند أحمد" (24269) و (24775)، و"صحيح ابن حبان" (2441) و (2442). (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، مقسم -وهو ابن بُجرة، ويقال: نجدة، مولى ابن عباس- لم يسمع من أم سلمة، وقد اختلف في إسناده على الحكم بن عتيبة كما هو مبين في التعليق على "المسند" (25616). زهير: هو ابن معاوية الجُعفي. وأخرجه النسائي 3/ 239 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26486). وصح من حديث عائشة عند مسلم (746) وأبي داود (342) وغيرهما قالت: لما أسن نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأخذه اللحم أوتر بسبع ركعات لم يجلس إلا في السادسة والسابعة، ولم يسلم إلا في السابعة. وانظر ما قبله. ولمسلم (737) وابن حبان (2437) من حديثها: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس فيها بشئ إلا في آخرها.

125 - باب ما جاء في الركعتين بعد الوتر جالسا

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا، وَكَانَ يَتَهَجَّدُ مِنْ اللَّيْلِ، قُلْتُ: وَكَانَ يُوتِرُ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬1). 1194 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، قَالَا: سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا تَمَامٌ غَيْرُ قَصْرٍ، وَالْوِتْرُ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ (¬2). 125 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ جَالِسًا 1195 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ ابْنُ مُوسَى الْمَرَئِيُّ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجعفي. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أحمد (5590)، وعبد بن حميد (736) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرج البخاري (1000)، والنسائي 3/ 232 من طريق نافع، عن ابن عمر قال: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به يومى إيماء صلاةَ الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته. وأخرج نحوه البخاري (999)، ومسلم (700) (36)، والنسائي 3/ 232 من طريق سعيد بن يسار، والنسائي 1/ 243 - 244 و 2/ 61 من طريق سالم، كلاهما عن ابن عمر. وسيأتي حديث سعيد برقم (1200). وانظر في قصر الصلاة للمسافر ما سلف عند المصنف بالأرقام (1063 - 1086). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجعفي. شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه أحمد (2156)، والبزار (680 - كشف الأستار)، والطحاوي 1/ 422، والطبراني (12570) من طريق جابر الجعفي، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني وإحدى روايتي الطحاوي مختصرة. وقد صح من حديث ابن عمر كما سلف فيما قبله، وصح بعضه من حديث ابن عباس كما سلف عند المصنف برقم (1068).

126 - باب ما جاء في الضجعة بعد الوتر وبعد ركعتي الفجر

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْوِتْرِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ (¬1). 1196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ (¬2). 126 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الضَّجْعَةِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَبَعْدَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ 1197 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حدثنا مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

_ (¬1) صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد ضعيف، ميمون بن موسى المرئي مدلس، ورواه بالعنعنة، ثم إنه اختلف في إسناده على الحسن -وهو البصري- كما هو مبين في "المسند" (26553) 0 أم الحسن: اسمها خَيْرة، وهي حسنة الحديث. وأخرجه الترمذي (475) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد، دون قوله: "وهو جالس". وهو في "مسند أحمد" (26553) عن حماد بن مسعدة، وفيه اللفظة المذكورة. وقد صح من حديث عائشة فيما رواه أبو داود (1352)، والنسائي 3/ 220 - 221 من طريق الحسن، عن سعد بن هشام، عنها. وانظر حديثها السالف برقم (1191). (¬2) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه مطولًا مسلم (738)، وأبو داود (1340)، والنسائي 3/ 251 و 256 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا كُنْتُ أُلْفِي -أَوْ أَلْقَى- النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَّا وَهُوَ نَائِمٌ عِنْدِي (¬1). قَالَ وَكِيعٌ: تَعْنِي بَعْدَ الْوِتْرِ. 1198 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ (¬2). 1199 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَخبَرنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه البخاري (1133)، ومسلم (742)، وأبو داود (1318) من طريق سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25061). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (626) و (994) و (1123) و (6310)، ومسلم (736)، وأبو داود (1335) و (1336)، والنسائي 2/ 30 و 3/ 234 و 243 و 252 - 253 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1160) من طريق أبي الأسود يتيم عروة، عن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24057)، و"صحيح ابن حبان" (2431). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن هشام روى عنه جمع منهم أبو حاتم الرازي ولا يعرف بجرح ولا تعديل، وقد توبع. =

127 - باب ما جاء في الوتر على الراحلة

127 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ عَلَى الرَّاحِلَةِ 1200 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَتَخَلَّفْتُ فَأَوْتَرْتُ. فَقَالَ: مَا خَلَفَكَ؟ قُلْتُ: أَوْتَرْتُ. فَقَالَ: أَمَا لَكَ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُوتِرُ عَلَى بَعِيرِهِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1460) من طريق أبي كدينة يحيى بن المهلب، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 3/ 45 من طريق محمَّد بن إبراهيم، عن أبي صالح، به، بنحوه. وأخرجه أحمد (9368)، وأبو داود (1261)، والترمذي (422)، وابن حبان (2468) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "إذا صلى أحدكم الركعتين قبل صلاة الصبح فليضطجع على جنبه الأيمن" فجعله من قول النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والأول أصح، فقد تكلم بعض أهل العلم في حديث عبد الواحد عن الأعمش. وقد فاتنا في التعليق على هذا الحديث عند أحمد والترمذي وابن حبان التنبيه على أن الصحيح فيه أنه من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا من قوله. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (999)، ومسلم (700) (36)، والترمذي (476)، والنسائي 3/ 232 من طريق مالك بن أنس، بهذا الأسناد. وأخرجه البخاري (1000) و (1095)، والنسائي 3/ 232 من طريق نافع، والبخاري (1098)، ومسلم (700) (39)، وأبو داود (1224)، والنسائي 1/ 243 - 244 و 2/ 61 من طريق سالم، كلاهما عن ابن عمر. =

128 - باب ما جاء في الوتر أول الليل

1201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ ابْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ (¬1). 128 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ أَوَّلَ اللَّيْلِ 1202 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِي بَكْرٍ: "أَيَّ حِينٍ تُوتِرُ؟ " قَالَ: أَوَّلَ اللَّيْلِ، بَعْدَ الْعَتَمَةِ. قَالَ: "فَأَنَتَ يَا عُمَرُ؟ " فَقَالَ: آخِرَ اللَّيْلِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَّا أَنْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ فَأَخَذْتَ بِالْوُثْقَى، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ فَأَخَذْتَ بِالْقُوَّةِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (4519)، و"صحيح ابن حبان" (2413). قال الترمذي: ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى هذا، ورأوا أن يوتر الرجل على راحلته، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: لا يوتر الرجل على الراحلة، وإذا أراد أن يوتر نزل فأوتر على الأرض، وهو قول بعض أهل الكوفة. قلنا: ودليلهم في ذلك منقوض. (¬1) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 303 و 14/ 231 عن الطيالسي، بهذا الإسناد موقوفًا على ابن عباس من فعله. وأخرجه المروزي في "كتاب الوتر" (ص130 المختصر) عن ابن أسيد النسوي، عن أبي عتاب سهل بن حماد الدلال، عن عباد، به مرفوعًا. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله ابن محمَّد بن عقيل. =

129 - باب السهو في الصلاة

1202م - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، أَخبَرنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلِيمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 129 - بَابُ السَّهْوِ فِي الصَّلَاةِ 1203 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَزَادَ أَوْ نَقَصَ- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالْوَهْمُ مِنِّي- فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (1671)، وابن أبي شيبة 2/ 282 و 440، وأحمد (14323) و (14535)، وعبد بن حميد (1034)، وأبو يعلى (1821)، والطحاوي 1/ 342 من طريق زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عمر، سيأتي بعده. وعن أبي قتادة عند أبي داود (1434)، وإسناده صحيح. وعن عقبة بن عامر عند الطبراني 17/ (838)، وإسناده ضعيف. وعن أبي هريرة عند البزار (736 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط" (5063)، وأبي نعيم في "الحلية" 3/ 172، وإسناده ضعيف، وقد روي عن سعيد ابن المسيب مرسلًا عند ابن أبي شيبة 2/ 282، والطحاوي 1/ 342، ومراسيل سعيد قوية عند أهل العلم. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل يحيى ابن سليم -وهو الطائفي- وفي حديثه عن عبيد الله بن عمر مقال. وأخرجه ابن خزيمة (1085)، وابن حبان (2446)، والحاكم 1/ 301، والبيهقي 3/ 36 من طرق عن محمَّد بن عباد المكي، بهذا الإسناد. وانظر شواهده فيما قبله.

فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ" ثُمَّ تَحَوَّلَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (¬1). 1204 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، حَدَّثَنِي عِيَاضٌ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، فَقَالَ: أَحَدُنَا يُصَلِّي فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (572) (94) و (95) و (96)، وأبو داود (1021)، والنسائي 3/ 66 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة. وهو في "مسند أحمد" (4032). وسيأتي من طريق الحكم عن إبراهيم برقم (1205)، ومن طريق منصور عن إبراهيم برقم (1211) و (1212). وأخرجه مسلم (572) (92)، والنسائي 3/ 32 و 33 من طريق الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد النخعي، عن علقمة، به. وأخرجه مسلم (572) (93)، والنسائي 3/ 33 من طريق عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، عن أبيه، عن ابن مسعود. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عياض بن هلال الأنصاري، وقد اختلف في اسمه كما سيأتي. هشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير.- وأخرجه أبو داود (1029)، والترمذي (398)، والنسائي في "الكبرى" (590) و (591) من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. =

130 - باب من صلى الظهر خمسا وهو ساه

130 - بَابُ مَنْ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا وَهُوَ سَاهٍ 1205 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة خَمْسًا (¬1)، فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟ "، فَقِيلَ لَهُ، فَثَنَى رِجْلَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (¬2). 131 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ قَامَ مِنْ اثْنَتَيْنِ سَاهِيًا 1206 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ الْأَعْرَج ¬

_ = وأخرجه النسائي (592) و (593) من طريق الأوزاعي، و (594) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يحيى، به. إلا أن الأوزاعي سماه عياض بن أبي زهير، وعكرمة سماه: هلال بن عياض. وهو في "مسند أحمد" (11082)، و"صحيح ابن حبان" (2665). وسيأتي عن أبي سعيد الخدري من وجه آخر بتفصيل في متنه برقم (1210). (¬1) كلمة "صلاة" ليست في (س) و (م)، وأثبتناها من (ذ)، وفي المطبوع: صلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الظهر خمسًا. وهو الموافق لمصادر التخريج. (¬2) إسناده صحيح. الحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (404) و (1226) و (7249)، ومسلم (572) (91)، وأبو داود (1019)، والترمذي (394)، والنسائي 3/ 31 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/ 32 من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن الحكم ومغيرة، عن إبراهيم، به. وهو في "مسند أحمد" (3566)، و"صحيح ابن حبان" (2658). وانظر ما سلف برقم (1203)، وما سيأتي برقم (1211) و (1212).

عَنْ ابْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى صَلَاةً، أَظُنُّ أَنَّهَا العصر؛ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّانِيَةِ قَامَ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (¬1). 1207 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، وَيَزِيدُ ابْنُ هَارُونَ (ح) وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ؛ كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ أَنَّ ابْنَ بُحَيْنَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ فِي ثِنْتَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ نَسِيَ الْجُلُوسَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ إِلَّا أَنْ يُسَلِّمَ (¬2)، سَجَدَ سَجْدَتَيْ السَّهْوِ وَسَلَّمَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز، وابن بحينة: هو عبد الله بن مالك، وبحينة أمه. وأخرجه البخاري (829) و (667) و (1224) و (1230)، ومسلم (570)، وأبو داود (1034) و (1035)، والترمذي (392)، والنسائي 3/ 19 و 34 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22920)، و"صحيح ابن حبان" (1938). (¬2) المثبت من (س) و (م)، وفي (ذ): "حتى إذا فرغ من صلاته أراد أن يُسلِّم سجد ... ". (¬3) إسناده صحيح. ابن نمير: هو عبد الله، وابن فضيل: هو محمَّد، وأبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه البخاري (1225)، ومسلم (575) (87)، والنسائي 2/ 244 و 3/ 20 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (830) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به. وهو في "مسند أحمد" (22919).

132 - باب ما جاء فيمن شك في صلاته فرجع إلى اليقين

1208 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ فَلَمْ يَسْتَتِمَّ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ، فَإِذَا اسْتَتَمَّ قَائِمًا فَلَا يَجْلِسْ، وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْ السَّهْوِ" (¬1). 132 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَرَجَعَ إِلَى الْيَقِينِ 1209 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الرَّقِّيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالْوَاحِدَةِ، فَلْيَجْعَلْهَا وَاحِدَةً، وَإِذَا شَكَّ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- وقد توبع. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه أبو داود (1036) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18223). وأخرجه أبو داود (1037)، والترمذي (365) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن زياد بن عِلاقة، قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة، فنهض في الركعتين، قلنا: سبحان الله، قال: سبحان الله ومضى، فلما أتم صلاته وسلم، سجد سجدتي السهو، فلما انصرف قال: رأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصنع كما صنعت. وهو في "مسند أحمد" (18163)، وبزيد بن هارون روى عن المسعودي بعد الاختلاط. وقد تابع جابرًا الجعفي على روايته عن المغيرة بن شبيل إبراهيمُ بن طهمان، فأخرجه الطحاوي 1/ 440 عن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي عامر العقدي، عن إبراهيم بن طهمان، عن المغيرة بن شبيل، به. وهذا إسناد صحيح. وله طرق أخرى مستوفاة في التعليق على "المسند" (18163).

فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلَاثِ فَلْيَجْعَلْهَا ثِنْتَيْنِ، وَإِذَا شَكَّ فِي الثَّلَاثِ وَالْأَرْبَعِ فَلْيَجْعَلْهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ لِيُتِمَّ مَا بَقِيَ مِنْ صَلَاتِهِ حَتَّى يَكُونَ الْوَهْمُ فِي الزِّيَادَةِ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ" (¬1). 1210 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُلْغِ (¬2) الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى الْيَقِينِ، فَإِذَا اسْتَيْقَنَ التَّمَامَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَتْ صَلَاتُهُ تَامَّةً كَانَتْ الرَّكْعَةُ نَافِلَةً، وَإِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً، كَانَتْ الرَّكْعَةُ لِتَمَامِ صَلَاتِهِ، وَكَانَتْ السَّجْدَتَانِ رَغْمَ أَنْفِ الشَّيْطَانِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد اختلف فيه على محمَّد بن إسحاق فروي عنه موصولًا ومرسلًا، والظاهر أنه سمعه من مكحول مرسلًا، ثم سمعه من حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس الهاشمي، عن مكحول، عن كريب، عن ابن عباس، كما بيَّن ذلك روايةُ أحمد (1677)، وحسين ضعيف. وأخرجه الترمذي (400) من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمَّد بن إسحاق، عن مكحول، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1656). ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري الآتي بعده. (¬2) في (ذ): فليُلقِ. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو خالد الأحمر- واسمه سليمان بن حيان-، وابن عجلان -واسمه محمَّد- صدوقان، وباقي رجاله ثقات. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه مسلم (571)، وأبو داود (1024)، والنسائي 3/ 27 من طرق عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. =

133 - باب ما جاء فيمن شك في صلاته فتحرى الصواب

133 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَتَحَرَّى الصَّوَابَ 1211 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ- قَالَ شُعْبَةُ: كَتَبَ إِلَيَّ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ- قال: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ عن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةً لَا نَدْرِي أَزَادَ أَوْ نَقَصَ، فَسَأَلَ، فَحَدَّثْنَاهُ، فَثَنَى رِجْلَهُ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ:"لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ لَأَنْبَأْتُكُمُوهُ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَتَحَرَّ أَقْرَبَ ذَلِكَ مِنْ الصَّوَابِ، فَيُتِمَّ عَلَيْهِ وَيُسَلِّمَ وَيَسْجُدَ سَجْدَتَيْنِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (11689)، و"صحيح ابن حبان" (2663). وأخرجه أبو داود (1027) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن زيد ابن أسلم، عن عطاء، مرسلًا. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 19: والحديث متصل مسند صحيح، لا يضر تقصير من قصر به في اتصاله، لأن الذين وصلوه حفاظ مقبولة زيادتهم، وبالله التوفيق. (¬1) إسناده صحيح. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (401) و (6671)، ومسلم (572) (89) و (90)، وأبو داود (1020)، والنسائي 3/ 28 و 28 - 29 من طرق عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3602)، و "صحيح ابن حبان" (2656) و (2662). وانظر ما سلف برقم (1203) و (1205). واختلف في المراد بالتحري فقال الشافعية: هو البناء على اليقين (أي: على الأقل) لا على الأغلب، لأن الصلاة في الذمة بيقين، فلا تسقط إلا بيقين. واختاره = ابن حزم. =

134 - باب: فيمن سلم من ثنتين أو ثلاث ساهيا

1212 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ، ثُمَّ يَسْجُدْ (¬1) سَجْدَتَيْنِ" (¬2). قَالَ الطَّنَافِسِيُّ: هَذَا الْأَصْلُ، وَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ يَرُدُّهُ. 134 - بَابٌ: فِيمَنْ سَلَّمَ مِنْ ثِنْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ سَاهِيًا 1213 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ؛ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَهَا فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْيَدَيْن -ِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَصُرَتْ أَم نَسِيتَ؟ قَالَ: ¬

_ = وقيل التحري الأخذ بغالب الظن، وهو ظاهر الروايات عند مسلم. واختاره ابن حبان. وقيل: التحري لمن اعتراه الشك مرة بعد أخرى، فيبني على غلبة ظنّه، وبه قال مالك وأحمد. وعن أحمد في المشهور: التحري يتعلق بالإمام، فهو الذي يبني على ما غلب على ظنه، وأما المنفرد، فيبنى على اليقين دائمًا. وعن أحمد رواية أخرى كالشافعية، وأخرى كالحنفية. وقال أبو حنيفة: إن طرأ الشك أولًا، استأنف، وإن كثر بني على غالب ظنه، وإلا فعلى اليقين، أي: على الأقل، لأنه هو المتيقن. وانظر "صحيح ابن حبان" 6/ 387 - 388، و"فتح الباري" 3/ 95، و"البناية" 2/ 631 - 633. (¬1) في (ذ) و (م): ثم ليسجُدْ. (¬2) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو الطنافسي، ومسعر: هو ابن كدام. وانظر ما قبله.

"مَا قَصُرَتْ وَمَا نَسِيتُ". قَالَ: إِذًا، فَصَلَّيْتَ (¬1) رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: "أَكَمَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْ السَّهْوِ (¬2). 1214 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعَشِيِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ كَانَتْ فِي الْمَسْجِدِ يَسْتَنِدُ إِلَيْهَا، فَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ يَقُولُونَ: قَصُرَتْ الصَّلَاةُ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَاهُ أَنْ يَقُولَا لَهُ شَيْئًا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ طَوِيلُ الْيَدَيْنِ، يُسَمَّى ذَا الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَصُرَتْ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ: "لَمْ تَقْصُرْ وَلَمْ أَنْسَ". قَالَ: فَإِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ: "أَكَمَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قال: فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ (¬3). ¬

_ (¬1) في (م): "قال: إنك صليتَ". (¬2) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد ابن أسامة. وأخرجه أبو داود (1017) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (¬3) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وابن عون: هو عبد الله، وابن سيرين: هو محمَّد. وأخرجه البخاري (482)، وأبو داود (1010)، والنسائي 3/ 20 - 21 من طريق عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7201)، و"صحيح ابن حبان" (2253) و (2256). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه البخاري (1229) و (6051) من طريق يزيد بن إبراهيم، والبخاري (714) و (1228) و (7250)، ومسلم (573) (97) و (98)، وأبو داود (1008) و (1009) و (1011)، والترمذي (401)، والنسائي 3/ 22 من طريق أيوب السختياني، وأبو داود (1010) من طريق سلمة بن علقمة، ثلاثتهم عن محمَّد بن سيرين، به- وبعضهم يزيد على بعض. وأخرجه مختصرًا الترمذي (396) من طريق هشام بن حسان، عن محمَّد، عن أبي هريرة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سجدهما (يعني سجدتي السهو) بعد السلام. وأخرجه البخاري (715) و (1227)، ومسلم (573) (99) و (100)، وأبو داود (1014)، والنسائي 3/ 23 و 23 - 24 من طريق أبي سلمة، وأبو داود (1016)، والنسائي 3/ 66 من طريق ضمضم بن جوس، ومسلم (573) (99)، والنسائي 3/ 22 من طريق أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وانظر "مسند أحمد" (7666). وأخرجه أبو داود (1015) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وقال فيه: ولم يسجد سجدتي السهو. وأخرجه أبو داود (1013)، والنسائي 3/ 25 من طريق الزهري، عن أبي بكر ابن سليمان أنه بلغه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكره، وفيه: ولم يسجد السجدتين اللتين تُسجدان إذا شك. قال الزهري: وأخبرني بهذا الخبر ابن المسيب عن أبي هريرة، قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله. وأخرجه أبو داود (1012) من طريق الزهري، عن سعيد وأبي سلمة وعبيد الله، عن أبي هريرة، وقال: ولم يسجد سجدتي السهو حتى يقنه اللهُ ذلك. قال ابنُ عبد البر: كان ابنُ شهاب الزهري يقول: إذا عرف الرجلُ ما نسي مِن صلاته فأتمها، فليس عليه سجدتا السهو، لهذا الحديث. ثم قال: وقال مسلم بن الحجاج في كتاب "التمييز": قول ابن شهاب: إن رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يسجد يوم ذي اليدين سجدتي السهو، خطأ وغلط، وقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه سجد سجدتي السهو ذلك اليوم من أحاديث الثقات، ابن سيرين وغيره.

135 - باب ما جاء في سجدتي السهو قبل السلام

1215 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ مِنْ الْعَصْرِ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَقَامَ الْخِرْبَاقُ رَجُلٌ بَسِيطُ الْيَدَيْنِ فَنَادَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقَصُرَتْ الصَّلَاةُ؟ فَخَرَجَ مُغْضَبًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ، فَصَلَّى تِلْكَ الرَّكْعَةَ الَّتِي كَانَ تَرَكَ، ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ (¬1). 135 - بَابُ مَا جَاءَ فِي سَجْدَتَيْ السَّهْوِ قَبْلَ السَّلَامِ 1216 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَيَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ حَتَّى لَا يَدْرِيَ زَادَ أَوْ نَقَصَ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُسَلِّمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه مسلم (574) (102)، وأبو داود (1518)، والنسائي 3/ 26 و 66 من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1039)، والترمذي (397)، والنسائي 3/ 26 من طريق أشعث بن عبد الملك الحُمراني، عن محمَّد بن سيرين، عن خالد الحذاء، به، بلفظ: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلى بهم فسها، فسجد سجدتي السهو، ثم تشهد وسلَم. وانظر كلام البيهقي على ذكر التشهد في رواية أشعث في "السُّنن الكبرى" 2/ 355. وهو في "مسند أحمد (19828)، و"صحيح ابن حبان" (2654) و (2671). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وقد توبع. ابن إسحاق: هو محمَّد. =

136 - باب ما جاء فيمن سجدهما بعد السلام

1217 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ بَيْنَ بُنيِّ آدَمَ وَبَيْنَ نَفْسِهِ، فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ" (¬1). 136 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ سَجَدَهُمَا بَعْدَ السَّلَامِ 1218 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سَجَدَ سَجْدَتَيْ السَّهْوِ بَعْدَ السَّلَامِ، وَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1232) و (3285)، ومسلم بإثر الحديث (569)، وأبو دارد (1030) و (1031) و (1032)، والترمذي (399)، والنسائي 3/ 30 - 31 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1231) و (3285)، ومسلم بإثر الحديث (569)، والنسائي 3/ 31 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بنحوه. وأخرجه البخاري (1222) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (7286)، ر (صحيح ابن حبان، (2683). وانظر ما بعده. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وانظر تخريجه فيما قبله. (¬2) إسناده صحيح. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم رعلقمة: هما النخعيان. وقد سلف بالأرقام (1203) و (1205) و (1211) و (1212)، وخرجناه هناك.

137 - باب ما جاء في البناء على الصلاة

1219 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ سَالِمٍ الْعَنْسِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "فِي كُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ" (¬1). 137 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبِنَاءِ عَلَى الصَّلَاةِ 1220 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِيُّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الصَّلَاةِ وَكَبَّرَ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِمْ، فَمَكَثُوا، ثُمَّ انْطَلَقَ فَاغْتَسَلَ، وَكَانَ رَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: "إِنِّي خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ جُنُبًا، وَإِنِّي نَسِيتُ حَتَّى قُمْتُ فِي الصَّلَاةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، زهير بن سالم العنسي لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الدارقطني: حمصي منكر الحديث، ولينه الحافظ في "التقريب". وأخرجه أبو داود (1038) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود أيضًا (1038) عن عمرو بن عثمان، عن إسماعيل بن عياش، به، وقال: عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه عن ثوبان. وهو في "مسند أحمد" (22417). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل يعقوب بن حميد بن كاسب وأسامة بن زيد: وهو الليثي. وقوله: "كبَّر ... " من أوهام أسامة بن زيد، فالصحيح عن أبي هريرة أن انطلاقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مقامه كان قبلَ أن يكبًر، ويدخل في الصلاة، كما سيأتي. =

1221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ أَوْ قَلَسٌ أَوْ مَذْيٌ، فَلْيَنْصَرِفْ، فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلَاتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَا يَتَكَلَّمُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (9786)، والدارقطني (1361)، والبيهقي 2/ 97 من طريق وكيع بن الجراح، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (7238)، والبخاري (639) و (640)، ومسلم (605)، وأبو داود (235)، والنسائي 2/ 81 - 82 و 89 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وعندهم: أن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج وقد أقيمت الصفوفُ فقام مقامه ثم أشار إلهم أن مكانكم فخرج وقد اغتسل ... ففي هذه الرواية الصحيحة بيان أن انصرافه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان قبل دخوله في الصلاة. وانظر "فتح الباري" 2/ 121 - 122، و"شرح مشكل الآثار" (623) و (624)، والتعليق على "المسند" (9786). (¬1) إسناده ضعيف، رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذا منها. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه الدارقطني (563) و (565) و (566) و (568)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 288، والبيهقي 1/ 142 من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني (564) و (566) و (567) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، عن أبيه، عن النبي يرو مرسلًا. وأخرجه الدارقطني (572) و (573)، والبيهقي 1/ 142 من طرق عن ابن جريج، عن أبيه، مرسلًا. وروى ابن عدي والبيهقي عن أحمد قال: هكذا رواه ابن عياش، إنما رواه ابن جريج عن أبيه، ولم يسنده، ليس فيه عائشة. =

138 - باب ما جاء فيمن أحدث في الصلاة كيف ينصرف

138 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَحْدَثَ فِي الصَّلَاةِ كَيْفَ يَنَصَرَفُ 1222 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عَبِيدَةَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَأَحْدَثَ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى أَنْفِهِ، ثُمَّ لِيَنْصَرِفْ" (¬1). 1222م - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ ابْنُ قَيْسٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬2). ¬

_ = وقال الدارقطني بإثر الحديث (569): كذا رواه إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. وتابعه سليمان الأرقم وهو متروك [أخرج هذه المتابعة الدارقطني نفسه (570)]، وأصحاب ابن جريج الحفاظ يروونه عن ابن جريج، عن أبيه، مرسلًا. والله أعلم. وانظر "نصب الراية" 2/ 61. الرعاف: دم يخرج من الأنف. والقَلَس: ما خرج من الجوف ملء الفم أو دونه. (¬1) إسناده صحيح. عمر بن علي المقدمي صرح بالتحديث عند الدارقطني (585)، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1114) من طريق ابن جريج، أخبرني هشام، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (2238). قال الإمام الخطابي في "معالم السُّنن" 1/ 248: إنما أمره أن يأخذ بأنفه ليوهم القوم أن به رعافًا، وفي هذا باب من الأخذ بالأدب في ستر العورة، وإخفاء القبيح من الأمر، والتورية بما هو أحسن منه، وليس يدخل في هذا الباب الرياء والكذب، وإنما هو من باب التجمل واستعمال الحياء وطلب السلامة من الناس. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عمر بن قيس -وهو المكي المعروف بسندل- متروك. لكن الحديث صحيح من الطريق التي سلفت قبله.

139 - باب ما جاء في صلاة المريض

139 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْمَرِيضِ 1223 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: كَانَ بِيَ النَّاصُورُ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الصَّلَاةِ فَقَالَ: "صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ، فَعَلَى جَنْبٍ" (¬1). 1224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى جَالِسًا عَلَى يَمِينِهِ وَهُوَ وَجِعٌ (¬2). 140 - بَابٌ فِي صَلَاةِ النَّافِلَةِ قَاعِدًا 1225 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حسين المعلم: هو ابن ذكوان، وابن بريدة: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (1117)، وأبو داود (952)، والترمذي (372) من طريق إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19819)، و"شرح مشكل الآثار" (1693). قوله: "الناصور"، ويقال: الناسور: قرحة تمتد في أنسجة الجسم على شكل أنبوبة ضيقة الفتحة، وكثيرًا ما تكون حول المقعدة. "المعجم الوسيط " 2/ 917. (¬2) إسناده ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف، وأبو حريز مجهول. إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وسفيان: هو الثوري. وهذا الحديث من الزوائد.

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (¬1). 1226 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ أَرْبَعِينَ آيَةً (¬2). 1227 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 48. وأخرجه أحمد (26599)، والنسائي 3/ 222 من طريق سفيان الثوري، وأحمد (26709)، والنسائي 3/ 222، وابن حبان (2507) من طريق شعبة، وأحمد (26605) من طريق إسرائيل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (26544)، والنسائي 3/ 222 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن الأسود، عن أم سلمة. ويونس سمع من أبيه بعد الاختلاط. وسيتكرر برقم (4237). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (731)، والنسائي 3/ 220 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25826). وانظر ما بعده.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي شَيْءٍ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ إِلَّا قَائِمًا، حَتَّى دَخَلَ فِي السِّنِّ فَجَعَلَ يُصَلِّي جَالِسًا، حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ قِرَاءَتِهِ أَرْبَعُونَ آيَةً، أَوْ ثَلَاثُونَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَهَا وَسَجَدَ (¬1). 1228 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِاللَّيْلِ، فَقَالَتْ: كَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَوِيلًا قَائِمًا، وَلَيْلًا طَوِيلًا قَاعِدًا، فَإِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو مروان العثماني: هو محمَّد بن عثمان. وأخرجه البخاري (1118) و (1148)، ومسلم (731) (111)، وأبو داود (953) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4837) من طريق أبي الأسود، عن عروة، به. وأخرجه البخاري (1119)، ومسلم (731) (112)، وأبو داود (954)، والترمذي (375)، والنسائي 3/ 220 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة. وأخرجه مختصرًا مسلم (731) (114) من طريق علقمة بن وقاص الليثي، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24191)، و"صحيح ابن حبان" (2509). وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (730) (109) عن ابن أبي شيبة" بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (730)، وأبو داود (955) و (1251)، والترمذي (376)، والنسائي 3/ 219 و220 من طرق عن عبد الله بن شقيق، به. وهو في "مسند أحمد" (24019)، و"صحيح ابن حبان" (2474) و (2475).

141 - باب صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم

141 - بَابٌ صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ 1229 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُصَلِّي جَالِسًا، فَقَالَ: "صَلَاةُ الْجَالِسِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت، فرواه الأعمش هنا وعند الطبراني في "الأوسط" (338) عنه عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو. ورواه عنه سفيان الثوري واختلف عليه فيه: فرواه معاوية بن هشام عند النسائي في "الكبرى" (1373) عنه عن حبيب، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. ورواه وكيع عند أحمد (6808)، وأبو نعيم عند النسائي (1374) عنه، عن شيخ يكنى أبا موسى، عن عبد الله بن عمرو. وأبو موسى هذا مجهول. وشك سفيان في رفعه في رواية وكيع عنه. ورواه ابن مهدي عند النسائي (1375) عنه، عن حبيب، عن أبي موسى، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا. ورجح أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 438 رواية سفيان على رواية الأعمش فقال: الثوري أحفظ. قلنا: ولم يذكر سفيان في شيء من الروايات عنه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مر بعبد الله ... وأخرجه النسائي (1376) من طريق الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله ابن عمرو مرفوعًا. وقال: هذا خطأ، والصواب: الزهري عن عبد الله بن عمرو مرسل. قلنا: أخرج الرواية المنقطعة مالك 1/ 136 عن الزهري. وأخرجه مسلم (735)، وأبو داود (950)، والنسائي في "الكبرى" (1365) -وهو في "المجتبى" 3/ 223 - من طريق هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله =

1230 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ فَرَأَى نَاسًا يُصَلُّونَ قُعُودًا، فَقَالَ: "صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ" (¬1). 1231 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ¬

_ = ابن عمرو مرفوعًا، وهو في "مسند أحمد" (6512). ولفظ مسلم: عن عبد الله بن عمرو قال: حُدثتُ أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "صلاة الرجل قاعدًا نصف الصلاة" قال: فأتيته فوجدته يصلي جالسًا، فوضعت يدي على رأسه، فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حُدِّثتُ يا رسول الله أنك قلت: "صلاة الرجل قاعدًا على نصف الصلاة، وأنت تصلي قاعدًا، قال: "أجل، ولكني لست كأحد منكم". (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على إسماعيل بن محمَّد بن سعد كما سيأتي. فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 52 - 53، وأحمد (13236)، والنسائي في "الكبرى" (1368)، وأبو يعلى (4336) من طريق عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب عن مولى لابن العاص، عن عبد الله بن عمرو. وتابع ابن جعفر عليه سفيانُ بن عيينة كما في "التمهيد" 1/ 132. ورواه مالك في "الموطأ" 1/ 136 عن إسماعيل بن محمَّد بن سعد، عن مولى لعمرو بن العاص أو لعبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 132: والقول عندهم قول مالك، والحديث محفوظ لعبد الله بن عمرو بن العاص. وأخرجه عبد الرزاق (4121)، وأحمد (12395)، وأبو يعلى (3583) من طريق ابن جريج، عن الزهري، عن أنس. ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 48 من طريق عبد الرزاق وفيه تصريح ابن جريج بالسماع.

142 - باب ما جاء في صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الرَّجُلِ يُصَلِّي قَاعِدًا، قَالَ: "مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ" (¬1). 142 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ 1232 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ - وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: لَمَّا ثَقُلَ - جَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ (¬2) بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ - تَعْنِي رَقِيقٌ - وَمَتَى مَا يَقُومُ مَقَامَكَ يَبْكِي فَلَا يَسْتَطِيعُ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ. فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ". قَالَتْ: فَأَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حسين المعلم: هو ابن ذكوان. وأخرجه البخاري (1115) و (1116)، وأبو داود (951)، والترمذي (371)، والنسائي 3/ 223 - 224 من طرق عن حسين المعلم، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (19887)، و"صحيح ابن حبان" (2513). (¬2) في (س): يُؤذن.

إِلَى الصَّلَاةِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ مَكَانَكَ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى أَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ (¬1). 1233 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ، فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خِفَّةً، فَخَرَجَ، وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ اسْتَأْخَرَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، ووكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (664) و (712) و (713)، ومسلم (418) (95) و (96)، والنسائي 2/ 99 - 100 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25761)، و"صحيح ابن حبان" (2120). وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه البخاري (665) و (687) و (2588) و (3099) و (4442) و (7514)، ومسلم (418) (90) و (91) و (92)، والنسائي 2/ 83 - 84 و101 - 102 من طريق عبيد الله بن عبد الله، والبخاري (682)، ومسلم (418) (94) من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر، والنسائي 2/ 79 من طريق مسروق، ثلاثتهم عن عائشة. ورواية بعضهم مطولة ورواية بعضهم مختصرة. وأحاديثهم في "مسند أحمد" على الترتيب (24061) و (25917) و (25256). قولها: "يُهادَى" أي: يعتمد على الرجلين متمايلًا في مشيه من شدة الضعف. قاله الحافظ في "الفتح" 2/ 154. وانظر ما بعده.

رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْ كَمَا أَنْتَ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِذَاءَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى جَنْبِهِ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ (¬1). 1234 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ مِنْ كِتَابِهِ فِي بَيْتِهِ، قَالَ: سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ أخبرنا عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ نُبَيْطِ ابْنِ شَرِيطٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ [ثُمَّ أَفَاقَ] (¬2) فَقَالَ: "أَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ (¬3) ". ثم أغمي عليه، فأفاق، فَقَالَ: "أَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: "أَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ، إِذَا قَامَ ذَلِكَ الْمَقَامَ يَبْكِي، لَا يَسْتَطِيعُ، فَلَوْ أَمَرْتَ غَيْرَهُ. ثُمَّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (679) و (683) و (716) و (7303)، ومسلم (418) (97)، والترمذي (4003) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24647). وأخرجه البخاري (3384) من طريق سعد بن إبراهيم، عن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (25258). (¬2) ما بين الحاصرتين ليس في أصولنا الخطية، وأثبتناه من المطبوع. (¬3) في (س) و (م): "بالناس أو للناس" والمثبت من (ذ).

أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ فَقَالَ: "مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ" أَوْ "صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ" [قَالَ: فَأُمِرَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ، وَأُمِرَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ] (¬1) ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَدَ خِفَّةً، فَقَالَ: "انْظُرُوا لِي مَنْ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ" فَجَاءَتْ بَرِيرَةُ وَرَجُلٌ آخَرُ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِمَا، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَنْكِصَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: أَنْ اثْبُتْ مَكَانَكَ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قَضَى أَبُو بَكْرٍ صَلَاتَهُ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُبِضَ (¬2). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في أصولنا الخطية، وأثبتناه من المطبوع، وهو يُوافق مصادر التخريج. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا النسائي في "الكبرى" (7081) عن قتيبة بن سعيد، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن سلمة بن نبيط، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث مسروق، عن عائشة عند ابن أبي شيبة 2/ 331، وابن حبان (2118) و (2124)، والببهقي 3/ 82. وإسناده صحيح. وسُمِّي الرجل الآخر المبهم هنا في رواية مسروق بنُوبة، وهو مولى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقد سلف برقم (1332) من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة، وفيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج يُهادى بين رجلين، وجاءت تسميتهما في "صحيح البخاري" (665) وغيره أنهما العباس وعلي رضي الله عنهما، وجمع الإمام النووي بينهما بأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خرج من البيت إلى المسجد بين بريرة ونوبة، ومن ثم إلى مقام الصلاة بين العباس وعلي رضي الله عنهما. انظر "فتح الباري" 2/ 154. وأما ابن حبان، فقد حمل القصة على التعدد، انظر "الإحسان" 5/ 488. تنبيه: زاد في المطبوع بعد هذا: "قال أبو عبد الله: هذا حديث غريب، لم يُحدث به غير نصر بن علي" وليست هذه العبارة في أصولنا الخطية.

1235 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ كَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: "ادْعُوا لِي عَلِيًّا" قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: "ادْعُوهُ" قَالَتْ حَفْصَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَدْعُو لَكَ عُمَرَ؟ قَالَ: "ادْعُوهُ". قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَدْعُو لَكَ الْعَبَّاسَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". فَلَمَّا اجْتَمَعُوا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأْسَهُ، فَنَظَرَ فَسَكَتَ، فَقَالَ عُمَرُ: قُومُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ يؤذنه بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ حَصِرٌ، وَمَتَى لَا يَرَاكَ يَبْكِي، وَالنَّاسُ يَبْكُونَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ سَبَّحُوا بِأَبِي بَكْرٍ، فَذَهَبَ لِيَتَأْخِرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيْ مَكَانَكَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِهِ وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ، فكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَيْثُ كَانَ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ-قَالَ وَكِيعٌ: وَكَذَا السُّنَّةُ- قَالَ: فَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ (¬1). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات، إلا أن أبا إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- كان قد شاخ ونسي، وهو يدلس أيضًا ورواه بالعنعنة، وقال البخاري في "تاريخه" 2/ 46 في ترجمة أرقم بن شرحبيل: روى عنه أبو قيس وأبو إسحاق، ولم يذكر أبو إسحاق =

143 - باب ما جاء في صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلف رجل من أمته

143 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلْفَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِهِ 1236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ صَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَكْعَةً، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُتِمَّ الصَّلَاةَ، وقَالَ: "قَدْ أَحْسَنْتَ، كَذَلِكَ فَافْعَلْ" (¬1). ¬

_ = سماعًا منه. قلنا: وقد صح بعضه الذي فيه أمرُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا بكر أن يصلي بالناس وما بعده من حديث عائشة وسالم بن عبيد كما سلف (1232) و (1234). وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 221، وأحمد (3335) و (3355) و (3356)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 451، والطحاوي 1/ 405، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 3/ 8، وفي "دلائل النبوة" 7/ 226 - 227 من طريق أبي إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية بعضهم مختصرة. قوله: "حَصِر" هو الذي لا يقدر على الكلام، والمراد هنا: أنه لا يستطيع إسماعَ الناس بسبب بكائه. (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم. وأخرجه مطولًا مسلم (274) (81) عن محمَّد بن عبد الله بن بزيغ، عن يزيد ابن زريع، عن حمد الطويل، بهذا الإسناد، إلا أنه قال: عروة بن المغيرة، بدل حمزة بن المغيرة. قال أبو مسعود الدمشقي- كما في "تحفة الأشراف" 8/ 474 - : كذا يقول مسلم في حديث ابن بَزيغ، عن ابن زُريع: "عروة بن المغيرة" وخالفه الناسُ، فقالوا: "حمزة بن المغيرة" بدل "عروة بن المغيرة". ونقل النووي في "شرح مسلم" 3/ 171 عن الدارقطني والقاضي عياض أن الصحيح هو: حمزة. وهو في "مسند أحمد" (18172)، و"صحيح ابن حبان" (1347).

144 - باب ما جاء في "إنما جعل الإمام ليؤتم به"

144 - بَابُ مَا جَاءَ فِي "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ" 1237 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسًا، فَصَلَّوْا بِصَلَاتِهِ قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا" (¬1). 1238 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 325، وعنه أخرجه مسلم (412) (82). وأخرجه البخاري (688)، ومسلم (412) (83)، وأبو داود (655)، والنسائي في "الكبرى" (7472) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24250)، و"صحيح ابن حبان" (2104). قوله: "وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا" ذهب إلى هذا طائفة من أهل العلم منهم أحمد وإسحاق. وقال مالك ومحمد بن الحسن: لا يؤم القاعدُ القائمين، فإن فعلوا لم يُجزِهم، وقال الثوري: تصح صلاة الإمام ولا تصح صلاة المأمومين إذا صلوا خلفه جلوسًا. وقال أكثر أهل العلم: يُصلون قيامًا، ولا يتابعونَ الإمامَ في الجلوس، ورأوا أن هذه الأحاديث منسوخة، واستدلوا بحديث عائشة السالف برقم (1232) أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بالناس جالسًا، وأبو بكر خلفه قائمًا يقتدي بصلاته، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه. وانظر "الرسالة" للإمام الشافعي ص 254 - 256، و"شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي 1/ 403 - 408، و"الناسخ والمنسوخ" للحازمي ص 109، و"نصب الراية" للزيلعي 2/ 42 - 50، و"فتح الباري" لابن حجر 2/ 175 - 178.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صُرِعَ عَنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ، فَدَخَلْنَا نَعُودُهُ، وَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا، وَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ قُعُودًا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعِينَ" (¬1). 1239 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا" (¬2). 1240 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، حدثنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابَع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (689)، ومسلم (411)، وأبو داود (601)، والترمذي (361)، والنسائي 2/ 83 و 98 - 99 و195 - 196 من طرق عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (12074)، و"صحيح ابن حبان" (1908). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عمر بن أبي سلمة. وأخرجه أبو يعلى (5909) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (7144)، والدارمي (1311)، والطحاوي 1/ 404 من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، به. وقد سلف برقم (846) واستوفينا تخريجه هناك، وبرقم (960) مختصرًا.

145 - باب ما جاء في القنوت في صلاة الفجر

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكَبِّرُ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا، فَصَلَّيْنَا بِصَلَاتِهِ قُعُودًا، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: "إِنْ كِدْتُمْ أَنْ تَفْعَلُوا فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ، يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ، فَلَا تَفْعَلُوا، ائْتَمُّوا بِأَئِمَّتِكُمْ، إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا" (¬1). 145 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ 1241 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَحَفْصُ ابْنُ غِيَاثٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَتِ، إِنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ هَاهُنَا بِالْكُوفَةِ، نَحْوًا مِنْ خَمْسِ سِنِينَ، فَكَانُوا يَقْنُتُونَ فِي الْفَجْرِ؟ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، مُحْدَثٌ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه مسلم (413) (84)، وأبو داود (606)، والنسائي 3/ 9 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14590)، و"صحيح ابن حبان" (2122). وأخرجه مسلم (413) (85)، والنسائي 2/ 84 من طريق حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن أبي الزبير، به، مختصرًا. وأخرجه أبو داود (602) من طريق أبي سفيان، عن جابر، مطولًا بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (14205)، و"صحيح ابن حبان" (2114). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (404) و (405)، والنسائي 2/ 204 من طرق عن أبي مالك الأشجعي، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (15879)، و"صحيح ابن حبان" (1989).

1242 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ بَكْرٍ (¬1) الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى زُنْبُورٌ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: نهى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْقُنُوتِ فِي الْفَجْرِ (¬2). 1243 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، يَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَ (¬3). 1244 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) تحرف في (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: "نصر"، وكان كذلك في (م)، ثم ضُبِّب عليه وصُحح في الهامش إلى: "بكر"، وجاء على الصواب في (ذ). (¬2) إسناده مسلسل بالضعفاء. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 367، والدارقطني (1688)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 441 - 442 برقم (754) من طريق محمَّد بن يعلى، بهذا الإسناد. (¬3) إسناده صحيح. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (4589)، ومسلم (677) (304)، والنسائي 2/ 203 من طريق هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: بعد الركوع. وهو في "مسند أحمد" (12150)، و"صحيح ابن حبان" (1982). وانظر تمام تخريجه فيما سلف برقم (1183).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأْسَهُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، قَالَ:" اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6200)، والنسائي 2/ 201 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4560)، ومسلم (675) (294)، والنسائي 2/ 201 من طرق عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (804) و (4598) و (6393) و (6940)، ومسلم (675) (295)، وأبو داود (1442) من طريق أبي سلمة وحده، به. وقُرن أبو سلمة في الموضوع الأول عند البخاري بأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. وأخرجه البخاري (1006) و (2932) و (3386) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7260)، و"صحيح ابن حبان" (1969). الوليد بن الوليد: هو ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، وهو أخو خالد بن الوليد، وكان ممن شهد بدرًا مع المشركين، وأسر، وفدى نفسه، ثم أسلم فَحُبِسَ بمكة، ثم تواعد هو وسلمة وعياش المذكوران معه، وهربوا من المشركين، فعلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمخرجهم، فدعا لهم، وشهد مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمرة القضية. وقوله: "اللهم اشدد وطأتك على مضر" فالوطأة: البأس في العقوبة، أي: خذهم أخذًا شديدًا. وقوله: "على مضر" أي: على قريش أولاد مضر بن نزار بن مَعَد بن عدنان. وفي الحديث دليل على أن تسمية الرجال فيما يدعى لهم وعليهم لا تفسد الصلاة. قاله البغوي في "شرح السنة" 3/ 120.

146 - باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصلاة

146 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ فِي الصَّلَاةِ 1245 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: الْعَقْرَبِ وَالْحَيَّةِ (¬1). 1246 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الدَّهَّانُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَدَغَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَقْرَبٌ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ، مَا تَدَعُ الْمُصَلِّيَ وَغَيْرَ الْمُصَلِّي، اقْتُلُوهَا فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد. وأخرجه أبو داود (921)، والترمذي (391)، والنسائي 3/ 10 من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7178)، و"صحيح ابن حبان" (2351). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك، وقد توبع. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" في ترجمة الحكم 2/ 630، والطبراني في "الأوسط" (7329) من طريق ثابت بن علي الدهان، عن الحكم بن عبد الملك، بهذا الإسناد. إلا أن ابن عدي زاد بين الدهان والحكم أسباطَ بن نصر. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"- فيما ذكر البوصيري في "مصباح الزجاجة"- عن محمَّد بن بشار، عن محمَّد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، به. وهذا إسناد صحيح. =

147 - باب النهي عن الصلاة بعد الفجر وبعد العصر

1247 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَتَلَ عَقْرَبًا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ (¬1). 147 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ 1248 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ صَلَاتَيْنِ: نهى عَنْ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ (¬2). ¬

_ = وله شاهد من حديث علي، أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 40 - 41، والطبراني في "الأوسط" (5891)، وفي "الصغير" (830)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 223، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2575) من طريق مطرف بن طريف، عن المنهال بن عمرو، عن محمَّد بن علي -وهو ابن الحنفية- عن علي بنحوه، دون الأمر بقتلها في الحل والحرم. وهذا إسناد صحيح. ويشهد لقتل العقرب في الحل والحرم حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري (3314)، ومسلم (1198)، بلفظ: "خمس فواسق يقتلنَ في الحل والحرم ... " وذكر منهن العقرب. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، مندل -وهو ابن علي العنبري- ضعيف، وابن أبي رافع -وهو محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع- متروك. وأخرجه ابن عدي في ترجمة حبان بن علي من "الكامل" 2/ 834، والطبراني (940) من طريق حبان بن علي، عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع، بهذا الإسناد. وحبان بن علي ضعيف. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. =

1249 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ" (¬1). 1250 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 348. وأخرجه البخاري (584) و (588) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (825)، والنسائي 1/ 276 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9953)، و"صحيح ابن حبان" (1543). (¬1) إسناده صحيح. قزعة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه مطولًا البخاري (1197) و (1864) و (1995) من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11040). وأخرجه البخاري (1992) من طريق يحيى بن عمارة، والبخاري (586)، ومسلم (827)، والنسائي 1/ 278 من طريق عطاء بن يزيد الجُنْدَعي، والنسائي 1/ 277 - 278 من طريق ضمرة بن سعيد، ثلاثتهم عن أبي سعيد الخدري. قد أجمعت الأمة على كراهة صلاة لا سبب لها في الأوقات المنهي عنها، واتفقوا على جواز الفرائض المؤداة فيها، واختلفوا في النوافل التي لها سبب، كصلاة تحية المسجد، وسجود التلاوة والشكر، وصلاة العيد والكسوف وصلاة الجنازة وقضاء الفائتة، فذهب الشافعي وطائفة إلى جواز ذلك كله بلا كراهة، وذهب أبو حنيفة وآخرون إلى أن ذلك داخل في عموم النهي. وانظر لزامًا "عمدة القاري" للعيني 5/ 76.

148 - باب ما جاء في الساعات التي تكره فيها الصلاة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ فِيهِمْ عُمَرُ ابْنُ الْخَطَّابِ، وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ أَنَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ" (¬1). 148 - بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّاعَاتِ الَّتِي تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ 1251 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقُلْتُ: هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ أُخْرَى؟ قَالَ: "نَعَمْ، جَوْفُ اللَّيْلِ الْأَوْسَطُ، فَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى يَطْلُعَ الصُّبْحُ، ثُمَّ انهه (¬2) حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَمَا دَامَتْ كَأَنَّهَا حجفة حَتَّى تنتشر (¬3)، ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى يَقُومَ الْعَمُودُ عَلَى ظِلِّهِ، ثُمَّ انهه (2) حَتَّى تزول (¬4) الشَّمْسُ، فَإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ نِصْفَ النَّهَارِ، ثُمَّ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ انهه (2) ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو العالية: هو رُفيع الرِّياحي. وأخرجه البخاري (581)، ومسلم (826)، وأبو داود (1276)، والترمذي (181)، والنسائي 1/ 276 - 277 من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (110). (¬2) في المطبوع: انتَهِ، والمثبت من الأصول الخطية، و "انهَهْ" أمر من النهي، والهاء للسكت، أي: ثم انْهَ نفسك عن الصلاة. (¬3) المثبت من (ذ) و (م)، وهو الموافق لمصادر التخريج، وفي (س) والمطبوع: تُبشبش. (¬4) المثبت من (س) و (م)، وهو الموافق لمصادر التخريج، وفي (ذ): تزيغ.

حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ وَتَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ" (¬1). 1252 - حَدَّثَنَا الْحسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْمُنْكَدِرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَأَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ أَمْرٍ أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ. قَالَ: "وَمَا هُوَ؟ " قَالَ: هَلْ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَةٌ تُكْرَهُ فِيهَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَدَعْ الصَّلَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بِقَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ صَلِّ فَالصَّلَاةُ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تَسْتَوِيَ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِكَ كَالرُّمْحِ، فَإِذَا كَانَتْ عَلَى رَأْسِكَ كَالرُّمْحِ فَدَعْ الصَّلَاةَ؛ فَإِنَّ تِلْكَ السَّاعَةَ تُسْجَرُ فِيهَا جَهَنَّمُ وَتُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُهَا، حَتَّى تَزِيغَ الشَّمْسُ عَنْ حَاجِبِكَ الْأَيْمَنِ، فَإِذَا زَالَتْ فَالصَّلَاةُ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعْ الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن طلق مجهول، وعبد الرحمن ابن البيلماني ضعيف. غندر: هو محمَّد بن جعفر. وأخرجه النسائي 1/ 283 - 284 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17018). وأخرجه مطولًا مسلم (832)، وأبو داود (1277)، والنسائي 1/ 279 - 280 من طرق عن أبي أمامة صُدَي بن عجلان الصحابي، عن عمرو بن عنبسة. وهو في "مسند أحمد" (17019). وانظر ما سيأتي برقم (1364). (¬2) حديث صحيح، الحسن بن داود حسن الحديث في المتابعات والشواهد، والضحاك بن عثمان لا يرتقي حديثه إلى درجة الصحيح، وقد توبعا. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. =

1253 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، أَخبرنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ- أَوْ قَالَ: يَطْلُعُ مَعَهَا قَرْنَا الشَّيْطَانِ- فَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا كَانَتْ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ قَارَنَهَا، [فَإِذَا دَلَكَتْ - أَوْ قَالَ: زَالَتْ - فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا] (¬1) فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا، فَلَا تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَاتِ الثَّلَاثَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن حبان (1542)، والبيهقي 2/ 455 من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (1275)، وابن حبان (1550) من طريق عياض بن عبد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" (22661)، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري 2/ 65، والطبراني في "الكبير" (7344)، والحاكم 3/ 518 من طريق محمَّد بن أبي بكر المقدمي، عن حميد بن الأسود، عن الضحاك بن عثمان، عن المقبري، عن صفوان بن المعطل، بإسقاط أبي هريرة، فهذا إسناد منقطع. (¬1) ما بين الحاصرتين ليس في الأصول الخطية، وأثبتناه من المطبوع و"مصنف عبد الرزاق" (3950). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل قوي، أبو عبد الله الصنابحي -وهو عبد الرحمن بن عُسيلة- تابعي لم يدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما هو مبين في التعليق على "مسند أحمد" قبل الحديث (19063). وأخرجه النسائي 1/ 275 من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19063). وله شاهد من حديث عقبة بن عامر عند مسلم (831). =

149 - باب ما جاء في الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت

149 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ فِي الصَّلَاةِ بِمَكَّةَ فِي كُلِّ وَقْتٍ 1254 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَيْهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى، أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" (¬1). ¬

_ = وآخر من حديث عمرو بن عنبسة، وثالث من حديث أبي هريرة، سلفا قبلُ عند المصنف وانظر تتمة شواهده في "المسند" عند حديث ابن عمر (4612). قال الإمام الخطابي في "أعلام الحديث" ص 1508: قوله: "بين قرني الشيطان" معناه: أن الشيطان ينتصب في محاذاة مطلع الشمسِ حتى إذا طلعت كانت بين فَوْدَي رأسه وهما قرناه، أي: جانبا رأسه، فتقع العبادة له إذا سجدت عَبَدةُ الشمس لها. ونقل ابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 10 - 11 عن قوم من أهل العلم أنهم حملوه على مجاز اللفظ واستعارة القول، واتساع الكلام، فقالوا: أراد بذكره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قرن الشيطان أمة تعبد الشمس، وتسجد لها، وتُصلي في حين طلوعها وغروبها من دون الله، وكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكره التشبه بالكفار، ويحب مخالفتهم، وبذلك وردت سننه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكأنه أراد- والله أعلم- أن يفصل دينه من دينهم، إذ هم أولياء الشيطان وحزبه، فنهى عن الصلاة في تلك الأوقات لذلك. وهذه التأويل جائز في اللغة، معروف في لسان العرب ... وقال ابن الأثير في "النهاية" في تفسير قرني الشيطان: أي: ناحيتي رأسه وجانبيه، وقيل: القرنُ: القوَّة، أي: حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط، فيكون كالمعين لها، وقيل: بين قرنيه، أي: أُمَّتَيْه الأولين والآخرين، وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان سَوَّل له ذلك، فإذا سجد لها، كان كأن الشيطان مُقترِن بها. (¬1) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. =

150 - باب ما جاء في إذا أخروا الصلاة عن وقتها

150 - بَابُ مَا جَاءَ في إِذَا أَخَّرُوا الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا 1255 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَصَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ لِلْوَقْتِ الَّذِي تَعْرِفُونَ، ثُمَّ صَلُّوا مَعَهُمْ وَاجْعَلُوهَا سُبْحَةً" (¬1). 1256 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، فَإِنْ أَدْرَكْتَ الْإِمَامَ يُصَلِّي بِهِمْ فَصَلِّ مَعَهُمْ، وَقَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ، وَإِلَّا فَهِيَ نَافِلَةٌ لَكَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1894)، والترمذي (883)، والنسائي 1/ 284 و5/ 223 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16736)، و"صحيح ابن حبان" (1552). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود. زر: هو ابن حبيش الأسدي. وأخرجه النسائي 2/ 75 - 76 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا أبو داود (432) من طريق عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن مسعود. وإسناده صحيح. وأخرجه مسلم (534) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، والنسائي 2/ 84 من طريق عبد الرحمن بن الأسود، كلاهما عن الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود، موقوفًا. وهو في "مسند أحمد" (3601) وفيه ذكر شواهده، و"صحيح ابن حبان" (1481) و (1558). (¬2) إسناده صحيح. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب البصري. =

1257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى، عَنْ أَبِي أُبَيٍّ (¬1) ابْنِ امْرَأَةِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَعْنِي عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "سَيَكُونُ أُمَرَاءُ تَشْغَلُهُمْ أَشْيَاءُ، يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، فَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (648) (238 - 240)، وأبو داود (431)، والترمذي (174) من طرق عن أبي عمران الجوني، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (648) (241 - 244)، والنسائي 2/ 75 و 113 من طريقين عن عبد الله بن الصامت، به. وهو في "مسند أحمد" (21306) و (21324)، و "صحيح ابن حبان" (1482) و (1718). (¬1) المثبت من (ذ) و (م)، وفي (س): عن أبى ابن امرأة عبادة، وهو خطأ. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو المثنى: هو ضمضم الأملوكي الحمصي في قول، وقيل: هو غيره، وهو مجهول على كل حال، وقد اضطرب فيه كما سيأتي. وأخرجه أحمد (22686)، وأبو داود (433) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي المثنى، عن أبي أُبي، عن عبادة مرفوعًا. وأخرجه أحمد (22681) و (22682) و (22690) من طريق منصور، عن هلال، عن أبي المثنى، عن أبي أُبي ابن امرأة عبادة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فأسقط عبادة. وأخرجه أبو داود (433) من طريق جرير، عن منصور، عن هلال، عن أبي المثنى، عن ابن أخت عبادة، عن عبادة مرفوعًا. وانظر أحاديث الباب السالفة قبله.

151 - باب ما جاء في صلاة الخوف

151 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ 1258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبَرنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عن ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ: "أَنْ يَكُونَ الْإِمَامُ يُصَلِّي بِطَائِفَةٍ مَعَهُ، فَيَسْجُدُونَ سَجْدَةً وَاحِدَةً، وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الَّذِينَ سَجَدُوا السَّجْدَةَ مَعَ أَمِيرِهِمْ، ثُمَّ يَكُونُونَ مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فَيُصَلُّوا مَعَ أَمِيرِهِمْ سَجْدَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ أَمِيرُهُمْ وَقَدْ صَلَّى صَلَاتَهُ، وَيُصَلِّي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ بِصَلَاتِهِ سَجْدَةً لِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ، فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا من قوله، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن في محمَّد بن الصباح كلامًا يوجب التوقف فيما يخالف فيه الثقات، وقد خولف هنا كما سيأتي، والصحيح أن قوله في آخره: "فإن كان أشد من ذلك فرجالًا أو ركبانا" من قول ابن عمر كما في رواية مسلم (839). والحديث في "صحيح ابن حبان" (2887) من طريق محمَّد بن الصباح. وأخرجه البخاري (4535) من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وقال نافع بعده: لا أُرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه مسلم (839) (306)، والنسائي 3/ 173 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع أصحابه. وقال ابن عمر بعده عند مسلم: فإذا كان خوف أكثر من ذلك فصل راكبًا أو قائمًا تومىء إيماءً. وأخرجه البخاري (942) و (4132) و (4133)، ومسلم (839) (305)، وأبو داود (1243)، والترمذي (572)، والنسائي 3/ 171 و 172 من طريق سالم، عن ابن عمر من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (6159) و (6351)، و"صحيح ابن حبان" (2879).

قَالَ: يَعْنِي بِالسَّجْدَةِ الرَّكْعَةَ. 1259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّهُ قَالَ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ، قَالَ: يَقُومُ الْإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَتَقُومُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ، وَوُجُوهُهُمْ إِلَى الصَّفِّ، فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَيَسْجُدُونَ لِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ إِلَى مُقَامِ أُولَئِكَ، وَيَجِيءُ أُولَئِكَ فَيَرْكَعُ بِهِمْ رَكْعَةً، وَيَسْجُدُ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، فَهِيَ لَهُ ثِنْتَانِ وَلَهُمْ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ يَرْكَعُونَ رَكْعَةً وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ (¬1). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ: فَسَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِثْلِ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4131)، وأبو داود (1239)، والترمذي (573) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15715) و (15711)، و"صحيح ابن حبان" (2885). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري بإثر الحديث (4131)، ومسلم (841)، والترمذي (574)، والنسائي 3/ 170 - 171 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15710) و (15712). =

قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى: اكْتُبْهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَلَسْتُ أَحْفَظُ الْحَدِيثَ، وَلَكِنْ مِثْلُ حَدِيثِ يَحْيَى. 1260 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَرَكَعَ بِهِمْ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ، حَتَّى إِذَا نَهَضَ سَجَدَ أُولَئِكَ بِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ، حَتَّى قَامُوا مُقَامَ أُولَئِكَ، وَتَخَلَّلَ أُولَئِكَ حَتَّى قَامُوا مُقَامَ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ، فَرَكَعَ بِهِمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالصَّفُّ الَّذِي يَلُونَهُ، فَلَمَّا رَفَعُوا رُؤوسَهُمْ ¬

_ = وأخرجه البخاري (4129)، ومسلم (842)، وأبو داود (1238)، والنسائي 3/ 171 من طريق مالك، عن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوات، عمن صلى مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم ذات الرقاع صلاة الخوف ... فذكره. وعلقه الترمذي بإثر الحديث (574)، وهو في "مسند أحمد" (23136). قال الحافظ في "الفتح" 7/ 425 عن سهل بن أبي حثمة: اتفق أهل العلم بالأخبار على أنه كان صغيرًا في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وعلى هذا فتكون روايته لقصة صلاة الخوف مرسلة، ويتعين أن يكون مراد صالح بن خوات بمن شهد مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة الخوف غيره، والذي يظهر أنه أبوه كما تقدم. والله أعلم. قلنا: وانظر كلامه المتقدم في 7/ 422. وقال الترمذي: وقد ذهب مالك بن أنس في صلاة الخوف إلى حديث سهل بن أبي حثمة، وهو قول الشافعي، وقال أحمد: قد رُوي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاةُ الخوف على أوجه، وما أعلم في هذا الباب إلا حديثًا صحيحا، وأختارُ حديثَ سهل بن أبي حثمة.

152 - باب ما جاء في صلاة الكسوف

سَجَدَ أُولَئِكَ سَجْدَتَيْنِ، فكُلُّهُمْ قَدْ رَكَعَ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَسَجَدَ طَائِفَةٌ بِأَنْفُسِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، وَكَانَ الْعَدُوُّ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ (¬1). 152 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ 1261 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَقُومُوا فَصَلُّوا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السخياني، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم المكي، وقد صرح بالتحديث عند ابن حبان. وأخرجه مسلم (840) (308)، والنسائي 3/ 176 من طريقين عن أبي الزبير، به. وعلقه البخاري (4130) قال: قال معاذ: حدثنا هشام، عن أبي الزبير، به. وهو في "مسند أحمد" (15019)، و"صحيح ابن حبان" (2874) و (2877). وأخرجه أحمد (14180)، والنسائي 3/ 174 - 175 و175، وابن حبان (2869) من طريق يزيد بن الفقير، وأحمد (14436)، ومسلم (840) (307)، والنسائي 3/ 175 - 176 من طريق عطاء، وأحمد (14928)، والبخاري تعليقًا (4136)، ومسلم (843) (311) و (312)، والنسائي 3/ 178 و 179، وابن حبان (2884) من طريق أبي سلمة، ثلاثتهم عن جابر، بحديث صلاة الخوف، وانظر ألفاظهم فبينهم اختلاف في المتن. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1041)، ومسلم (911)، والنسائي 3/ 126 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17101). وقوله: "لموت أحد" في رواية البخاري (1060) وابن حبان (2827) بيان هذا القول، ولفظه: انكسفت الثسمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم. =

1262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَجَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَخَرَجَ فَزِعًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ حَتَّى أَتَى الْمُسْجِدَ، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى انْجَلَتْ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ إِلَّا لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنْ الْعُظَمَاءِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا تَجَلَّى اللَّهُ لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ خَشَعَ لَهُ" (¬1). ¬

_ = قال العلماء: وفي هذا الحديث إبطال ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من تأثير الكواكب في الأرض، وهو نحو قوله في حديث الاستسقاء: "يقولون: مطرنا بنوء كذا"، قال الخطابي: كانوا في الجاهلية يعتقدون أن الكسوف يوجب حدوث تغير في الأرض من موت أو ضرر، فأعلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه اعتقاد باطل؛ وأن الشمس والقمر خلقان مسخران لله ليس لهما سلطان في غيرهما ولا قدرة لهما على الدفع عن أنفسهما. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه واضطرابه، أما انقطاعه، فأبو قلابة -وهو عبد الله ابن زيد الجرمي- كثيرُ الإرسال، ونقل العلائي في "جامع التحصيل" عن ابن معين وأبي حاتم: أنه لم يسمع من النعمان، وأما اضطرابه فسيأتي في التخريج. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وخالد الحذاء: هو ابن مهران. وأخرجه النسائي 3/ 141 عن محمَّد بن المثنى وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1193) من طريق أيوب السختياني، والنسائي 3/ 145 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، كلاهما (أيوب وقتادة) عن أبي قلابة، عن النعمان مرفوعًا ولفظ أيوب: كسفت الشمس على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجعل يصلي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجلت. ولفظ قتادة: "إذا خسفت الشمس والقمر فصلوا كأحدث صلاة صليتموها" وقتادة لم يسمع من أبي قلابة فيما قال ابن معين. =

1263 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَامَ فَكَبَّرَ، فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ"، ثُمَّ قَامَ فَاقترَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، هِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا هُوَ أَدْنَى مِنْ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُخْرَى (¬1) مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتْ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ¬

_ = وأخرجه النسائي 3/ 144 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة مرفوعًا بلفظ المصنف هنا. وأخرجه أبو داود (1185)، والنسائي 3/ 144 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة مرفوعًا بلفظ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم من ذلك شيئًا فصلوا كاحدث صلاة مكتوبة صليتموها". وأخرجه أبو داود (1186) من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر، عن قبيصة. وهلال هذا لا يُعرف. وأخرجه أحمد (18351) من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، ممن النعمان. وأخرجه النسائي 3/ 145 من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن النعمان، بنحو لفظ المصنف. وانظر تمام تفصيل طرقه في "مسند أحمد" (18351) و (18365) و (20607). (¬1) في (ذ) و (س): الآخرة، والمثبت من (م).

قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ" (¬1). 1264 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ عِبَادٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْكُسُوفِ، فَلَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (1046) و (1058) و (1065) و (1212) و (3203)، ومسلم (901) (3 - 5)، وأبو داود (1180)، والترمذي (569)، والنسائي 3/ 127 و 130 - 131 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1044) و (1058)، ومسلم (901) (1) و (2)، وأبو داود (1191)، والنسائي 3/ 132 - 133 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به. وأخرجه البخاري (1049) و (1050) و (1055) و (1056) و (1064)، ومسلم (903)، والنسائي 3/ 133 - 134 و 134 - 135 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. وأخرجه مسلم (901) (6)، وأبو داود (1177)، والنسائي 3/ 129 من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، حدثني من أصدِّق- حسبتُه يريد عائشة- ... فذكر نحوه إلا أنه جعل في الركعة الواحدة ثلاثة ركوعات. وأخرجه مسلم (901) (7) من طريق قتادة، عن عطاء، عن عبيد، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24045)، و"صحيح ابن حبان" (2845). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ثعلبة بن عِبَاد. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (570)، والنسائي 3/ 148 - 149 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. =

1265 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الْكُسُوفِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ ¬

_ = وأخرجه مطولًا أبو داود (1184)، والنسائي 3/ 140 - 141 من طريق زهير بن معاوية، عن الأسود بن قيس، به، وهو في "مسند أحمد" (20160)، و"صحيح ابن حبان" (2851). وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد (2673) و (2674)، وإسناده حسن. قال الإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 333: ذهب قوم إلى هذه الآثار، فقالوا: هكذا صلاة الكسوف لا يُجهر فيها بالقراءة، لأنها من صلاة النهار، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة رحمه الله. وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: يجهر فيها بالقراءة، وكان من الحجة لهم في ذلك أنه قد يجوز أن يكونَ ابن عباس وسمرة رضي الله عنهما لم يسمعا من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في صلاته تلك حرفًا، وقد جهر فيها لبُعدهما منه، فهذا لا ينفي الجهر، إذ كان قد رُوي عنه أنه قد جهر فيها ... ثم ذكر حديث عائشة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جهر بالقراءة في كسوف الشمس. انظر "صحيح البخاري" (1065). ثم قال: فهذه عائشة تُخبر أنه قد جهر فيها بالقراءة، فهو أولى لما ذكرنا ... ثم ذكر كلامًا في ترجيح الجهر فيها، وذكر أنه قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن. قلنا: وبمثل قول أبي حنيفة قال الشافعي، وبمثل قول أبي يوسف ومحمد قال مالك وأحمد وإسحاق، انظر "شرح السنة" للبغوي 4/ 382 - 383، واختار البغوي الجهر، ونقل عن الخطابي أنه قال: يحتمل أن يكون الجهر إنما جاء في صلاة الليل، ويحتمل أن يكون قد جهر مرة وخَفَت أخرى، والله أعلم.

153 - باب ما جاء في صلاة الاستسقاء

فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: "لَقَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوْ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا، وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، وَأَنَا فِيهِمْ؟ ". قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "وَرَأَيْتُ امْرَأَةً تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ لَهَا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الْأَرْضِ" (¬1). 153 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ 1266 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَمِيرٌ مِنْ الْأُمَرَاءِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا مَنَعَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي؟ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَوَاضِعًا مُتَبَذِّلًا مُتَخَشِّعًا مُتَرَسِّلًا مُتَضَرِّعًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ، وَلَمْ يَخْطُبْ خُطْبَكُمْ هَذِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، محرز بن سلمة العدني صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه البخاري (745)، والنسائي 3/ 151 من طريقين عن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (86)، ومسلم (905) من طريق هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، بنحوه دون قصة المرأة. وأخرجه مسلم (906) من طريق صفية بنت شيبة، عن أسماء، مختصرًا. وهو في "مسند أحمد" (26963). (¬2) إسناده حسن، هشام بن إسحاق روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو الثوري. =

1267 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُحَدِّثُ أَبِي عَنْ عَمِّهِ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1165)، والترمذي (566) و (567)، والنسائي 3/ 156 و 156 - 157 و 163 من طريق هشام بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (2039)، و "صحيح ابن حبان" (2862). قوله: "متبذلًا" من التبذُّل: وهو ترك التزيُّن والتهتُّؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع. و "مترسلًا" أي: متأنيًا. وقوله: "فصلى ركعتين كما يصلي في العيد" ذهب إلى هذا سعيدُ بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز ومكحول والشافعي وابن جرير الطبري. وذهب جمهور العلماء إلى أنه يكبر فيهما كسائر الصلوات تكبيرة واحدة للافتتاح، وأجابوا عن حديث ابن عباس أن المراد من قوله: "كما يصلي في العيدين" يعني في العدد والجهر بالقراءة وفي كون الركعتين قبل الخطبة. وقوله: "ولم يخطب خطبكم هذه" قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 242: مفهومه أنه خطب، لكنه لم يخطب خطبتين كما يفعل في الجمعة، ولكنه خطب واحدة، فلذلك نفى النوع ولم ينفِ الجنس. ويؤيد ما ذهب إليه الزيلعي حديث عائشة عند أبي داود (1173) أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطب خطبة واحدة. وهو حديث حسن. والأمير الذي لم يُسم جاءت تسميته في رواية النفيلي: الوليد بن عتبة، وقال عثمان ابن أبي شيبة: عقبة، وهو خطأ، والصواب قول النفيلي وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب، وكان أمير المدينة لِعمه معاوية، ووصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/ 534 بأنه كان ذا جُود وحلم وسُؤْدُد وديانة، وقال يعقوب الفسوي: أراد أهل الشام الوليد بن عتبة على الخلافة، فطُعِنَ، فمات بعد موت معاوية بن يزيد. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، وعمُ عباد: هو عبد الله بن زيد المازني. =

1267م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبَرنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِثْلِهِ. قَالَ سُفْيَانُ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو: أَجَعَلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ، أَوْ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ؟ قَالَ: لَا بَلْ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1012) و (1026) و (1027)، ومسلم (894) (2)، والنسائي 3/ 157 من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (1005) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (894) (1)، وأبو داود (1167)، والنسائي 3/ 157 من طريق مالك بن أنس، ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي بكر، بهذا الإسناد. ولم يذكر مالك صلاة الركعتين. وأخرجه البخاري (1023) و (1024) و (1025)، ومسلم (894) (4)، وأبو داود (1161) و (1162) و (1163)، والترمذي (564)، والنسائي 3/ 158 و 163 من طرق عن الزهري، عن عباد بن تميم، به. وليس عند أبي داود في الموضع الثالث الصلاة. وأخرجه البخاري (1011) من طريق محمَّد بن أبي بكر- أخي عبد الله- و (6343) من طريق عمرو بن يحيى المازني، كلاهما عن عباد بن تميم، به. وهو في "مسند أحمد" (16434) و (16436) و (16451)، و "صحيح ابن حبان" (2864) و (2865) و (2866). وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي الكوفي. وأخرجه الحميدي (416)، وابن خزيمة (1406) و (1414)، والبيهقي 3/ 350 - 351، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 169 - 170 من طريق سفيان بن عِيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري والمسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/ 155 عن محمَّد بن منصور، عن ابن عيينة، عن المسعودي، عن أبي بكر بن محمَّد، سمعت عباد بن تميم يحدًث أبي أن عبد الله بن زيد الذي أُري النداء ... فذكره. قال النسائي: هذا غلط من ابن عيينة، وعبد الله بن زيد =

154 - باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء

1268 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا وَدَعَا اللَّهَ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَيْهِ، ثُمَّ قَلَبَ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ (¬1). 154 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ 1269 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ أَنَّهُ قَالَ لِكَعْبٍ: ¬

_ = الذي أُري النداء هو عبد الله بن زيد بن عبد ربه، وهذا عبد الله بن زيد بن عاصم. وذكر البخاري بإثر الحديث (1012) أن الوهم من سفيان. وأخرجه البخاري (1028)، ومسلم (894) (3)، وأبو داود (1166)، والنسائي 3/ 163 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. دون كلام أبي بكر في آخره. وهو في "مسند أحمد" (16432). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف النعمان بن راشد الجزري. وأخرجه أحمد (8327)، وابن خزيمة (1409) و (1422)، وابن المنذر في "الأوسط" (2219)، والطحاوي 1/ 325، والبيهقي 3/ 347 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن زيد، وهو السالف قبله. وعن عبد الله بن يزيد الخَطْمي عند البخاري (1022) معلقا، ومسلم بإثر الحديث (1812) / (143). وعن عائشة عند أبي داود (1173)، وسنده جيد، وصححه ابن حبان (2860). واختلف العلماء في وقت الخطبة في الاستسقاء، فقيل: هي قبل الصلاة، وقيل: بعدها، وانظر "فتح الباري" 2/ 499 - 500، و"الأوسط" لابن المنذر 4/ 318 - 319.

يَا كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ، حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحْذَرْ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ اللَّهَ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَيْهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مَرِيعًا (¬1) طَبَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ". قَالَ: فَمَا جَمَّعُوا حَتَّى أُحيُوا (¬2). قَالَ: فَأَتَوْهُ فَشَكَوْا إِلَيْهِ الْمَطَرَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَتْ الْبُيُوتُ. فَقَالَ: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا"، قَالَ: فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتقَطِعُ (¬3) يَمِينًا وَشِمَالًا (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوع: مريئًا مريعًا. (¬2) في (م) ونسخة بهامش (س): أُجيبوا. (¬3) في (ذ): ينقطع. (¬4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فإن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط. وأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة 10/ 219، وأحمد (18066) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه دون القطعة الأخيرة منه الطيالسي (1199)، وأحمد (18062)، وعبد بن حميد (372)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1408)، والطحاوي في "شرح معاني الاَثار" 1/ 323، والطبراني في "الكبير" 20/ (755) و (756)، والحاكم 1/ 328 و 328 - 329، والبيهقي 3/ 355 - 356 من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين!! ويشهد له حديث ابن عباس الآتي بعده. وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (932)، ومسلم (897) بنحو حديث كعب. وهو في "مسند أحمد" (13016). قوله: "مريعًا"، قال ابن الأثير في "النهاية": المريع: المُخصب الناجع، يقال: أمرع الوادي، ومَرُع مَراعة. =

1270 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَتَزَوَّدُ لَهُمْ رَاعٍ وَلَا يَخْطرُ (¬1) لَهُمْ فَحْلٌ. فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا طَبَقًا مَرِيعًا غَدَقًا عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ" ثُمَّ نَزَلَ، فَمَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ مِنْ وَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ إِلَّا قَالُوا: قَدْ أُحْيِينَا (¬2). ¬

_ = "طبقا"، قال السندي: أي: مائلًا إلى الأرض، مغطيًا، يقال: غيث طبق، أي: عام واسع. "غير رائث" أي: غير بطيء متأخر. اهـ. "فما جمعوا" أي: فما كانت الجمعة الأخرى، كما جاء مصرحًا به في طريق شعبة. "أُحيوا" قال السندي: على بناء المفعول، من الإحياء، أي: الحياة .. ويمكن أن يكون على بناء الفاعل، مِن أحيا القومُ: إذا صاروا في الحياة وهو الخصب. (¬1) في (ذ): يخضر، وهو خطأ. (¬2) حديث صحيح، حبيب بن أبي ثابت لقي ابن عباس وسمع من عائشة، ولم يسمع من غيرهما من الصحابة فيما قاله علي ابن المديني، لكن هذا الإسناد اختلف في وصله وإرساله: فقد أخرجه موصولًا- كما هو عند المصنف- الطبراني في "الكبير" (12677)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 433، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (510) و (511)، والمزي في "تهذيب الكمال" 26/ 575 (ترجمة أبي الأحوص)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 2/ 606، وفي "سير أعلام النبلاء" 13/ 157 من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. =

1271 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَرَكَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَسْقَى حَتَّى رَأَيْتُ -أَوْ رُئِيَ- بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (¬1). قَالَ مُعْتَمِرٌ: أُرَاهُ فِي الِاسْتِسْقَاءِ. 1272 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 499 - 500 من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: جاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول الله ... فذكر الحديث. وأخرجه عبد الرزاق (4907) عن ابن جريج قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أنه بلغه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال .... ويشهد له ما قبله. قوله: "ولا يَخْطِر لهم فحل"، قال ابن الأثير في "النهاية": أي: ما يحرك ذَنَبه هزالًا لشدة القحط والجدب، يقال: خَطَرَ البعير بذَنَبه يَخْطِرُ: إذا رَفَعه وحَطه، وإنما يفعل ذلك عند الشبَع والسِّمَن. "مريئًا"، قال السندي: بالهمز، بمعنى: محمود العاقبة. "مغيثًا": من الإغاثة، بمعنى الاعانة. "غَدَقًا": المطر الكبار القطرِ. (¬1) إسناده صحيح. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وبركة: هو المجاشعي أبو الوليد البصري. وأخرجه أحمد (7213) و (8830)، والبزار (3147 - كشف الأستار)، وابن خزيمة (1413) من طريق سليمان التيمي، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1268).

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمِنْبَرِ، فَمَا نَزَلَ حَتَّى جَيَّشَ كُلُّ مِيزَابٍ بِالْمَدِينَةِ، فَأَذْكُرُ قَوْلَ الشَّاعِرِ: وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن حمزة -وهو ابن عبد الله بن عمر-. أبو النضرة هو هاشم بن القاسم، وأبو عقيل: هو عبد الله بن عقيل، وسالم ة هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أحمد (5673) عن أبي النضر، بهذا الإسناد. وعلَّقه البخاري (1009) بصيغة الجزم عن عمر بن حمزة، به. وتَمثلُ ابن عمر بشعر أبي طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامَى عصمة للأرامل أخرجه البخاري (1008) من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر. وهذا البيت هو من أبياتِ في قصيدة لأبي طالب -هي أكثر من ثمانين بيتا- قالها لما تمالأت قريش على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ونفروا عنه من يريد الإسلام، وقد أوردها ابن هشام في "السيرة" 1/ 272 - 280، وشرح طائفةَ منها البغدادي في "خزانة الأدب" 2/ 55 - 76. قوله: حتى يَجِيشَ، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": يقال: جاش الوادي: إذا زخر بالماء، وجاشت القدر: إذا غَلَت، وجاش الشيء: إذا تحرك، وهو كناية عن كثرة المطر. الميزاب: هو ما يسيل منه الماء من موضع عالٍ. الثمال، قال ابن الأثير في "النهاية": الملَّجا والغياث، وقيل: هو المُطعِم في الشدة. عصمة للأرامل، أي: يمنعهم من الضياع والحاجة. والأرامل: المساكين من رجال ونساء، ويقال لكل واحد من الفريقين على انفراده، أرامل، وهو بالنساء أخص وأكثر استعمالًا، والواحد أرمل وأرملة. اهـ. =

155 - باب ما جاء في صلاة العيدين

155 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ 1273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ فَذَكَّرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ. وَبِلَالٌ قَائِلٌ بِيَدَيْهِ هَكَذَا، فَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخُرْصَ وَالْخَاتَمَ وَالشَّيْءَ (¬1). 1274 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (98) و (977) و (979)، ومسلم (884)، وأبو داود (1142) و (1143) و (114) و (1146)، والنسائي 3/ 184 و 192 - 193 من طرق عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (1902)، و (صحيح ابن حبان) (2823) و (2824). قوله: "الخرص"، قال السندي: بضم الخاء المعجمة، وقد تكسر: حُليقة صغيرة تعلق بالاذن. (¬2) إسناده صحيح، فقد صزح ابن جريج بالتحديث عند أحمد وغيره. وأخرجه أبو داود (1447) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2004).

1275 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيل ابْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ، خَالَفْتَ السُّنَّةَ، أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ عِيدٍ وَلَمْ يَكُنْ يُخْرَجُ بِهِ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَ بِيَدِهِ فَلْيُغَيِّرْ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ" (¬1). 1276 - حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (¬2) ابْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، يُصَلُّونَ الْعِيدَ قَبْلَ الْخُطْبَةِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (49) (79)، وأبو داود (1140) و (4340) من طريق أبي معاوية، بهذين الإسنادين كليهما. وأخرجه مسلم (49) (78)، والترمذي (2172)، والنسائي 8/ 111 - 112 و 112 من طريق قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، بالإسناد الثاني. وهو في "مسند أحمد" (11073/ 1)، و"صحيح ابن حبان" (307). وسيأتي عند المصنف برقم (4013). (¬2) في (س): عبد الله، وهو خطأ. (¬3) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. =

156 - باب ما جاء في كم يكبر الإمام في صلاة العيدين

156 - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَمْ يُكَبِّرُ الْإِمَامُ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ 1277 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ مُؤَذِّنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدَيْنِ، فِي الْأُولَى سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَفِي الْآخِرَةِ خَمْسًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ (¬1). 1278 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى (¬2)، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَبَّرَ فِي صَلَاةِ الْعِيد سَبْعًا وَخَمْسًا (¬3). ¬

_ = وأخرجه البخاري (957) و (963)، ومسلم (888)، والترمذي (531)، والنسائي 3/ 183 من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4602)، و"صحيح ابن حبان" (2826). (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن سعد، وجهالة أبيه. وأخرجه الحاكم 3/ 607 من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1606)، والدارقطني (1727)، والبيهقي 3/ 288 من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار، عن عبد الله بن محمَّد بن عمار، عن أبيه، عن جده. ويغني عنه الحديث الذي بعده. (¬2) كذا في النسخ الخطية، وصوابه: عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، وهو كذلك في "التحفة" (8728). (¬3) إسناده حسن لغيره، عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، قال ابن معين: صويلح، وقال مرة: ضعيف، ووثقه ابن المديني فيما نقله ابن خلفون، والعجلي، وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 288: مقارب الحديث، وصحح حديثه هذا، وضعّفه النسائي وأبو حاتم، وقال ابن عدي: أما سائر حديثه فعن عمرو بن شعيب، وهي مستقيمة، فهو ممن يكب حديثه، وقال الدارقطني: يُعتبر به. =

1279 - حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ (¬1). 1280 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيد وعُقَيْلٌ (¬2)، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1152) من طريق سليمان بن حيان، عن عبد الله الطائفي، به. ولفظه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يكبر في الفطر؛ الأولى سبعا ... ثم يقوم، فيكبر أربعًا ... وأخرجه كذلك (1151)، ومن طريقه الدارقطني (1728)، والبيهقي 3/ 285 من طريق المعتمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به. ولكن جعله حديثًا قوليًا. ويشهد له ما قبله وما بعده. وهو في "مسند أحمد" (6688)، وانظر تتمة شواهده هناك. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، كثير بن عبد الله بن عمرو ضعيف، وأبوه مجهول. وأخرجه الترمذي (544) من طريق كثير بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقال بإثره: حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقال في "العلل" 1/ 287: سألت محمدًا (يعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: ليس في الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول، وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي (يريد الحديث السالف) في هذا الباب هو صحيح أيضًا، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي مقارب الحديث. (¬2) وقع في (س) و (م): "عن خالد بن يزيد، عن عقيل" وهو خطأ، صوابه: عن خالد بن يزيد وعقيل، كلما في (ذ) و"تحفة الأشراف"، فهما مقرونان، والراوي عنهما هو ابن لهيعة. =

157 - باب ما جاء في القراءة في صلاة العيدين

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَبَّرَ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَتَيْ الرُّكُوعِ (¬1). 157 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ 1281 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، ولاضطرابه فيه في سنده ومتنه كما بينا ذلك في تعليقنا على "مسند أحمد" (24362). عُقيل: هو ابن خالد. وأخرجه أبو داود (1149) عن قتيبة، عن ابن لهيعة، عن عُقيل، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد. لم يذكر خالدًا. وأخرجه أبو داود (1150) عن ابن السرح، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن شهاب، به. لم يذكر عقيلًا. ويشهد له أحاديث الباب. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه مسلم (878)، وأبو داود (1122)، والترمذي (541)، والنسائي 3/ 184 و 194 من طريق إبراهيم بن محمَّد بن المنتشر، بهذا الإسناد. وعندهم جميعًا: كان يقرأ في العيدين والجمعة، وزادوا: وربما اجتمعا في يرم واحد فقرأ بهما. وهو في "مسند أحمد" (18409)، و"صحيح ابن حبان" (2821). وانظر ما سلف برقم (1119). وفي الباب عن سمرة بن جندب عند أحمد (20080) وابن أبي شيبة 2/ 176 وسنده صحيح. وعن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 2/ 177، وعند المصنف سيرد برقم (1283).

1282 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ يَوْمَ عِيدٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ؟ قَالَ: بِقَافْ وَ {اقْتَرَبَتْ الساعة} (¬1). 1283 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيد بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح وهذا سند رجاله رجال الصحيح، إلا أن عُبيد الله بن عبد الله -وهو ابن عتبة بن مسعود- لم يدرك عمر، لكن الحديث صحيح بلا شك، فقد صرح باتصاله في رواية مسلم (891) (15) من طريق فليح، عن ضمرة بن سعيد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي قال: سألني عمر بن الخطاب عما قرأ به رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في العيد؟ فقلت: {اقْتَرَبَتْ الساعة}، و {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 6/ 181: هذه متصلة، فإنه أدرك أبا واقد الليثي بلا شك، وسمعه بلا خلاف. وأخرجه أبو داود (1154)، والترمذي (534) و (535)، والنسائي 3/ 183 من طريق ضمرة بن سعيد، كرواية المصنف. وهو في "مسند أحمد" (21896)، و"صحيح ابن حبان" (2820). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة: وهو الرَّبذي. وأخرجه عبد الرزاق (5705)، وابن أبي شيبة 2/ 177، وعبد بن حميد (687)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 413، والطبراني في "الكبير" (10788)، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 329. ويشهد له حديث النعمان بن بشير السالف قبل قليل.

158 - باب ما جاء في الخطبة في العيدين

158 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدَيْنِ 1284 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيل ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا كَاهِلٍ -وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ-، فَحَدَّثَنِي أَخِي عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ، وَحَبَشِيٌّ آخِذٌ بِخِطَامِهَا (¬1). 1285 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ -هُوَ أَبُو كَاهِلٍ- قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ حَسْنَاءَ، وَحَبَشِيٌّ آخِذٌ بِخِطَامِهَا (¬2). 1286 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ ¬

_ (¬1) إسناده محتمل للتحسين، رجاله رجال الشيخين غير أخي إسماعيل بن أبي خالد -واسمه سعيد- روى له النسائي وابن ماجه، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو كاهل: اسمه قيس بن عائذ. وأخرجه النسائي 3/ 185 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، به. وهو في "مسند أحمد" (16715) و (18725)، و"صحيح ابن حبان" (3874). قوله: "وحبشي"، قال السندي: أي: بلال. ومن هنا عُلِم أن ما جاء من النهي عن اتخاذ الدواب كراسىَّ محمول على إذا ما لم يكن لمصلحة. وفي الباب عن نُبيط بن شريط سيأتي عند المصنف بعد الحديث التالي. وعن غير واحد من الصحابة مذكورين في "المسند" عند الحديث (18721). (¬2) إسناده منقطع، فإن إسماعيل بن أبي خالد لم يسمع من قيس بن عائذ، بينهما أخو إسماعيل وهو سعيد، كما بيّنا ذلك في الحديث السالف قبله، فلينظر.

عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَجَّ؛ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ عَلَى بَعِيرِهِ (¬1). 1287 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكَبِّرُ بَيْنَ أَضْعَافِ الْخُطْبَةِ، يُكْثِرُ التَّكْبِيرَ فِي خُطْبَةِ الْعِيدَيْنِ (¬2). 1288 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْرُجُ يَوْمَ الْعِيدِ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَقِفُ عَلَى رِجْلَيْهِ (¬3) فَيَسْتَقْبِلُ النَّاسَ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَيَقُولُ: "تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا" فَأَكْثَرُ مَنْ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قد اضطرب فيه سلمة بن نبيط، فرواه في هذه الرواية عن أبيه، ورواه مرةً عن رجل من أهل الحي عن أبيه، وقد بسطنا القول في هذه العلة في تعليقنا على "المسند" (18721). وأخرجه النسائي 5/ 253 من طريقي يحيى القطان وابن المبارك، كلاهما عن سلمة بن نبيط، به. وأخرجه أبو داود (1916) من طريق عبد الله بن داود الخريبي، عن سلمة بن نُبيط، عن رجل من الحي، عن نبيط بن شريط. وانظر تمام تخريجه وذكر شواهده في "المسند". (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن سعد، وجهالة أبيه. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1173)، و"الكبير" (5448)، والحاكم 3/ 607 من طريق عبد الرحمن بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 3/ 299 من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار، عن عبد الله ابن محمَّد وعمار بن حفص وعمر بن حفص، عن آبائهم، عن أجدادهم، به. (¬3) في (ذ) و (م): راحلته.

159 - باب ما جاء في انتظار الخطبة بعد الصلاة

يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ، بِالْقُرْطِ وَالْخَاتَمِ وَالشَّيْءِ، فَإِنْ كَانَتْ حَاجَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ بَعْثًا ذْكُرُهُ (¬1) لَهُمْ، وَإِلَّا انْصَرَفَ (¬2). 1289 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ (¬3) قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى، فَخَطَبَ قَائِمًا ثُمَّ قَعَدَ قَعْدَةً ثُمَّ قَامَ (¬4). 159 - بَابُ مَا جَاءَ فِي انْتِظَارِ الْخُطْبَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ 1290 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) في (ذ): يذكره. (¬2) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد ابن أسامة. وأخرجه البخاري (956)، ومسلم (889)، والنسائي 3/ 187 و190 من طريق عياض بن عبد الله، به. وهو في "مسند أحمد" (11315)، و"صحيح ابن حبان" (3321). قوله: "بالقرط"، قال السندي: بضم القاف وسكون الراء: نوع من حليِّ الأذن معروف. "يبعث بعثًا"، أي: يرسل جيشًا إلى جهة من الجهات. (¬3) زاد هنا في (ذ) و (س): "حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي"، وهو خطأ، وحذفه أصح كما جاء في (م) و"تحفة الأشراف" (2661). (¬4) إسناده ضعيف لضعف أبي بحر -واسمه: عبد الرحمن بن عثمان بن أمية- وشيخِه إسماعيل بن مسلم: وهو المكي أبو إسحاق. قال الإمام النووي في "الخلاصة": ولم يثبت في تكرير الخطبة شيء (يعني في العيدين).

160 - باب ما جاء في الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: حَضَرْتُ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَن فَصَلَّى بِنَا الْعِيدَ، ثُمَّ قَالَ: "قَدْ قَضَيْنَا الصَّلَاةَ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ" (¬1). 160 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَبَعْدَهَا 1291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ الْعِيدَ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا (¬2). 1292 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا فِي عِيدٍ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1155)، والنسائي 3/ 185 من طريق الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (964)، ومسلم بإثر الحديث (890) باب ترك الصلاة قبل العيد وبعدها في المصلى، وأبو داود (1159)، والترمذي (545)، والنسائي 3/ 193 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2533)، و"صحيح ابن حبان" (2818). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، وشيخِه عمرو بن شعيب. وأخرجه أحمد (6688) عن وكيع، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله وما بعده.

161 - باب ما جاء في الخروج إلى العيد ماشيا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حدثنا عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (¬1). 161 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا 1294 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا (¬2). 1295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وفي الشطر الثاني منه -وهو صلاته في البيت ركعتين بعد صلاة العيد- مخالفة للحديثين السالفين قبله. وأخرجه أحمد (11226)، وابن خزيمة (1469)، وأبو يعلى (1347) من طريق عبيد الله بن عمرو الري، بهذا الإسناد. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن سعد، وجهالة أبيه. وأخرجه البيهقي 3/ 281 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. ويشهد له ما بعده من الأحاديث. وحديث الزهري مرسلًا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند الفريابي في "أحكام العيدين" (27): أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يركب في جنازة قط ولا في خروج أضحى ولا فطر. وإسناده إلى الزهري جيد، لكن في مراسيل الزهري مقال. وعن سعيد بن المسيب قال: سنة الفطر ثلاث، المشي إلى المصلى، والأكل قبل الخروج، والاغتسال. أخرجه سحنون في "المدونة" 1/ 171 والفريابي (18) و (26) بسند صحيح عنه.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَيَرْجِعُ مَاشِيًا (¬1). 1296 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنَّ مِنْ السُّنَّةِ أَنْ يُمْشَي إِلَى الْعِيدِ (¬2). 1297 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد الرحمن بن عبد الله العمري متروك. عُبيد الله: هو ابن عمر العمري، عم عبد الرحمن بن عبد الله، فعبد الرحمن يرويه عن أبيه وعمه، كِلَيهما عن نافع. وأخرجه البيهقي 3/ 281 من طريق عبد الله بن جعفر، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وقال بإثره: قوله: "ماشيًا" غريب، لم أكتبه من حديث ابن عمر إلا بهذا الإسناد، وليس بالقوي. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث: وهو ابن عبد الله الأعور. أبو دواد: هو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، وزهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الترمذي (538) من طريق شريك، عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. وقال بإثره: هذا حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيًا، وأن لا يركب إلا من عذر. (¬3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل -وهو ابن علي العنزي-، وكذا محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (1300).

162 - باب ما جاء في الخروج يوم العيد من طريق والرجوع من غيره

162 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخُرُوجِ يَوْمَ الْعِيدِ مِنْ طَرِيقٍ وَالرُّجُوعِ مِنْ غَيْرِهِ 1298 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدَيْنِ سَلَكَ عَلَى دَارَيْ (¬1) سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، ثُمَّ عَلَى أَصْحَابِ الْفَسَاطِيطِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فِي الطَّرِيقِ الْأُخْرَى طَرِيقِ بَنِي زُرَيْقٍ، ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَى دَارِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَدَارِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْبَلَاطِ (¬2). 1299 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ (¬3) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ فِي طَرِيقٍ، وَيَرْجِعُ فِي أُخْرَى، وَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوع و"تحفة الأشراف": دار. (¬2) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن سعد بن عمار ضعيف، وأبوه مجهول. قوله: "الفساطيط" قال السندي: الخيام. "البلاط"، بالفتح: الحجارة المفروشة في الدار وغيرها، واسم لموضع بالمدينة، وقيل: يجوز كسر الباء الموحدة، والله سبحانه وتعالى أعلم. (¬3) تحرف في (م) والمطبوع إلى: عُبيد الله. (¬4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. وأخرجه أبو داود (1156) من طريق عبد اله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث جابر عند البخاري (986) بلفظ: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا كان يوم عيد خالف الطريق. وفي إسناده فليح بن سليمان، قال الحافظ في "الفتح" 2/ 472: تفرد به فليح، وهو مضعَّف عند ابن معين والنسائي وأبي داود، ووثقه آخرون، =

1300 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا، وَيَرْجِعُ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي ابْتَدَأَ فِيهِ (¬1). 1301 - [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَخَذَ فِيهِ] (¬2). ¬

_ = فحديثه من قبيل الحسن، لكن له شواهد من حديث ابن عمر، وسعد القرظ، وأبي رافع، وعثمان بن عبيد الله التيمي وغيرهم، يعضد بعضها بعضا، فعلى هذا هو من القسم الثاني من قسمي الصحيح. قلنا: حديث سعد القرظ سلف قبله، وحديث أبي رافع يأتي بعده. والحديث في "مسند أحمد" (5879). (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل -وهو ابن علي العنزي- وشيخِه محمَّد بن عُبيد الله بن أبي رافع. ويشهد لشطره الثاني حديث ابن عمر السالف قبله، وتحدثنا عن بقية شواهده هناك. وأما الشطر الأول فقد سلف برقم (1297). (¬2) هذا الحديث من المطبوع، ولم يرد في شيء من أصولنا الخطة، ولا في "مصباح الزجاجة"، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف" (12937) من رواية ابن ماجه. وهو حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن حميد -وهو الرازي- ضعيف، وقد وقع في هذا الإسناد أيضًا اضطراب، فانظر بسط الكلام عليه في "مسند أحمد" (8454). =

163 - باب ما جاء في التقليس يوم العيد

163 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّقْلِيسِ (¬1) يَوْمَ الْعِيدِ 1302 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: شَهِدَ عِيَاضٌ الْأَشْعَرِيُّ عِيدًا بِالْأَنْبَارِ، فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَاكُمْ تُقَلِّسُونَ كَمَا كَانَ يُقَلَّسُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). 1303 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ ¬

_ = وأخرجه الترمذي (549) من طريق محمَّد بن الصلت، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (2815). (¬1) في (ذ) و (م): القَلَس. (¬2) إسناده ضعيف لإرساله، فعياض الأشعري مختلف في صحبته، ولضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي. وأصح منه حديث قيس بن سعد الآتي بعده. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 19 - 20، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1486) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. قال السندي في حاشيته على "المسند" (15479): "يقلسُ" على بناء المفعول، من التقليس: وهو الضرب بالدف والغناء. قيل: المقلس الذي يلعب بين يدي الأمير إذا قدم المصر. والتقليس: استقبال الولاة عندَ قدومهم بأصنافِ اللهو. قال السيوطي: فسره بعض الرواة بأن تقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل، وغير ذلك، وقيل: هو الضرب بالدف. انتهى. والظاهر أنهم كانوا يظهرون آثار الفرح والسرور عنده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو يقرهم على ذلك، كما قرر الجارية التي نذرت ضرب الدف بين يديه على ذلك، والجاريتين اللتين كانتا تغنيان عند عائشة، والله تعالى أعلم.

164 - باب ما جاء في الحربة يوم العيد

عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: مَا كَانَ شَيْءٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا وَقَدْ رَأَيْتُهُ إِلَّا شَيْءٌ وَاحِدٌ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُقَلَّسُ لَهُ يَوْمَ الْفِطْرِ (¬1). • قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا ابْنُ دِيزِيلَ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إبراهيم بن نصر، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عن عامر (ح) وحدثنا إبراهيم بن نصر، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ، نَحْوَهُ. 164 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَرْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ 1304 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهْلي، وأبو نُعيم: هو الفضل بن دكين، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السبيعي. وأخرجه أحمد في "المسند" (15479)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1485)، والطبراني في "الكبير" 18/ (896) من طريق إسرائيل، والطحاوي (1485) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، كلاهما عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر الشعبي، بهذا الإسناد. وقد رواه من هذه الطرق أيضًا أبو الحسن القطان في زيادته على المصنِّف الآتية بعد هذا الحديث. وجابر الجعفي ضعيف. وانظر تمام الكلام عليه في "المسند". والتقليس: هو الضرب بالدف والغناء.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى فِي يَوْمِ عِيدٍ وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الْمُصَلَّى، نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُصَلَّى كَانَ فَضَاءً، لَيْسَ شَيْءٌ يُسْتَتَرُ بِهِ (¬1) (¬2). 1305 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى يَوْمَ عِيدٍ أَوْ غَيْرَهُ، نُصِبَتْ الْحَرْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا وَالنَّاسُ مِنْ خَلْفِهِ (¬3). قَالَ نَافِعٌ: فَمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَهَا الْأُمَرَاءُ. 1306 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى الْعِيدَ بِالْمُصَلَّى مُسْتَتِرًا بِحَرْبَةٍ (¬4). ¬

_ (¬1) في (س): يستره. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (973) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (941). (¬3) صحيح، سويد بن سعيد حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وانظر ما قبله، وما بعده. (¬4) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1783) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

165 - باب ما جاء في خروج النساء في العيدين

165 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خُرُوجِ النِّسَاءِ فِي الْعِيدَيْنِ 1307 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي يَوْمِ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ. قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ: فَقُلْنَا: أَرَأَيْتَ إِحْدَاهُنَّ لَا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قَالَ: "فَتُلْبِسْهَا (¬1) أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا" (¬2). 1308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَخْرِجُوا الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ لِيَشْهَدْنَ الْعِيدَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ، ولْيَجْتَنِبَنَّ الْحُيَّضُ مُصَلَّى النَّاسِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ): فلتلبسها. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (324) و (974) و (980) و (1652)، ومسلم (890) (11) و (12)، والترمذي (548)، والنسائي 3/ 180 من طريق حفصة بنت سيرين، والبخاري (351) و (974) و (981)، ومسلم (890) (10)، وأبو داود (1136) و (1137)، والترمذي (547)، والنسائي 3/ 180 - 181 من طريق محمَّد بن سيرين، كلاهما عن أم عطية، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مطولًا. وطريق محمَّد ابن سيرين عن أم عطية سترد في الحديث التالي مختصرة. وأخرجه أبو داود (1137) من طريق أيوب، عن حفصة، عن امرأة تحدثه عن امرأة أخرى. وأخرج نحوه أبو داود (1139) من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن، عن أم عطية. وهو في "مسند أحمد" (20793)، و"صحيح ابن حبان" (2816) و (2817). (¬3) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. =

166 - باب إذا اجتمع العيدان في يوم

1309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ ابْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُخْرِجُ بَنَاتِهِ وَنِسَاءَهُ فِي الْعِيدَيْنِ (¬1). 166 - بَابُ إِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدَانِ فِي يَوْمٍ 1310 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: هَلْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِيدَيْنِ فِي يَوْمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ" (¬2). ¬

_ = وسلف تخريجه في الذي قبله. والعواتق: جمع عاتق، وهي الجارية التي قاربت الإدراك والبلوغ، وقيل: هي المدرِكة والبالغة. والخدور: جمع خِدر، وهو الستر الذي تُصان فيه المرأة. (¬1) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف، حجاج بن أرطأة مدلس وقد عنعن. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 182، والطبراني في "الكبير" (12713 - 12175)، والبيهقي 3/ 307 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2054). ويشهد له ما قبله. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة إياس بن أبي رملة الشامي. أبو أحمد: هو محمَّد ابن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه أبو داود (1070)، والنسائي 3/ 194 من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وصرَحا كلاهما باسم الرجل الذي سأل زيد بن أرقم، وهو معاوية بن أبي سفيان. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = ويشهد له حديث أبي هريرة، وحديث ابن عمر الآتيان بعده، وأسانيدهما ضعيفة. وحديث وهب بن كيسان، قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير، فأخّر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب، فأطال الخطبة، ثم نزل فصلى، ولم يصلِّ للناس يومئذ الجمعة، فذكر ذلك لابن عباس، فقال: أصاب السنة. أخرجه النسائي 3/ 194 عن محمَّد بن بشار، عن يحيى القطان، عن عبد الحميد بن جعفر، عنه. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه أبو داود (1071) عن محمَّد بن طريف البجلي، عن أسباط بن محمَّد، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح، قال: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة .. بنحوه. وإسناده صحيح كذلك. وأخرجه أبو داود (1072) كذلك من طريق ابن جريج، قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير، فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعًا، فصلاهما ركعتين بكرة، لم يزد عليهما حتى صلى العصر. وحديث عمر بن عبد العزيز عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مقيدًا بأهل العوالي، عند البيهقي في "السُّنن" 3/ 318، وإسناده منقطع. وحديث عثمان بن عفان عند مالك في "الموطأ" 1/ 179، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" عقب (1156)، والبيهقي في "السُّنن" 3/ 318، مقيدًا بأهل العوالي، موقوفًا عليه، أخرجه مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد مولى بن أزهر، قال: شهدتُ العيدَ مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، فجاء فصلى، ثم انصرف فخطب، فقال: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة، فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فليرجع، فقد أذنت لكم. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. والعوالي: قرىً بظاهر المدينة تبعد عنها أربعة أميال، وقيل: ثلاثة، وأبعدها ثمانية. قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/ 187 بعد أن أخرج حديث زيد بن أرقم هذا: إن المرادِين بالرخصة في ترك الجمعة: هم أهل العوالي الذين منازلهم خارجة عن المدينة ممن ليست الجمعة عليهم واجبة، لأنهم في غير مصر من الأمصار، والجمعة فإنما تجب على أهل الأمصار ... وهو في "مسند أحمد" (19318).

1311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "اجْتَمَعَ عِيدَانِ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (¬1). 1311م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن مُغِيرَةُ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬2). 1312 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد-، ولاضطراب إسناده، فرواية ابن ماجه هذه عن محمَّد بن المصلى بإسناده من حديث ابن عباس، ورواه أبو داود (1073) عن محمَّد بن المصفَّى وعمر بن حفص الوصابي بإسناده من حديث أبي هريرة، ورواه ابن ماجه -كما في الحديث التالي- من طريق يزيد بن عبد ربه، عن بقية به، فجعله من حديث أبي هريرة. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 85: وهو المحفوظ. (أي حديث أبي هريرة). وانظر ما قبله وما بعده. (¬2) إسناده ضعيف لضعف بقية: وهو ابن الوليد. وأخرجه أبو داود (1073)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1155) من طريق يزيد بن عبد ربه، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (5728)، والطحاوي (1156)، والبيهقي 3/ 318 من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح مرسلًا. وصحح أحمد والدارقطني إرساله فيما ذكره الحافظ في "التلخيص" 2/ 88. قال البيهقي: ويُروى عن سفيان بن عيينة عن عبد العزيز موصولًا مقيدًا بأهل العوالى، وفي إسناده ضعف.

167 - باب ما جاء في صلاة العيد في المسجد إذا كان مطر

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ شَاءَ أَنْ يَأْتِيَ الْجُمُعَةَ فَلْيَأْتِهَا، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتَخَلَّفَ فَلْيَتَخَلَّفْ" (¬1). 167 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ مَطَرٌ 1313 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى عُبَيْدَ اللَّهِ التَّيْمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ مَطَرٌ فِي يَوْمِ عِيدٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَصَلَّى بِهِمْ فِي الْمَسْجِدِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، جبارة من مغلس ومندل بن علي ضيفان. وأخرج الطبراني في "الكبير" (13591) عن محمَّد بن يوسف التركي، عن عيسى بن إبراهيم البركي، عن سعيد بن راشد السماك، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يوم فطر وجمعة، فصلى بهم رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلاة العيد، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: "يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرًا وأجرًا، وإنا مجمِّعون، فمن أراد أن يُجمِّع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع". وشيخ الطبراني وشيخه لا يُعرفان، كما في "المجمع" 2/ 195. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده ضعيف، عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة مجهول، وأبو يحيى -وهو عبيد الله بن عبد الله بن موهب التيمي- مجهول الحال. وأخرجه أبو داود (1160) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند البيهقي 3/ 310 من طريق سلمة بن رجاء، عن محمَّد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، قال: مطرنا في إمارة أبان بن عثمان على المدينة مطرًا شديدًا ليلة الفطر، فجمع الناس في المسجد، فلم يخرج إلى المصلى الذي يصلى فيه الفطر والأضحى، ثم قال لعبد الله =

168 - باب ما جاء في لبس السلاح في يوم عيد

168 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لُبْسِ السِّلَاحِ فِي يَوْمِ عِيدِ 1314 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ زِيَادٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُلْبَسَ السِّلَاحُ فِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ فِي الْعِيدَيْنِ إِلَّا أَنْ يَكُونُوا بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ (¬1). 169 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاغْتِسَالِ فِي الْعِيدَيْنِ 1315 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى (¬2). ¬

_ = ابن عامر بن ربيعة: قم فأخبر الناس ما أخبرتني، فقال عبد الله بن عامر: إن الناس مطروا على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فامتنع الناس من المصلى، فجمع عمر الناس في المسجد، فصلى بهم ثم قام على المنبر، فقال: يا أيها الناس، إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يخرج بالناس إلى المصلى يُصلي بهم، لأنه أرفق بهم وأوسع عليهم، وإن المسجد كان لا يسعهم، قال: فإذا كان هذا المطر فالمسجد أرفق. قلنا: سلمة بن رجاء ضعيف، ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن لم نتبينه. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، نائل بن نجيح ضعيف، وإسماعيل بن زياد متروك، قال عنه ابن حبان: دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11440)، و"الأوسط" (7409)، وابن عدي في ترجمة إسماعيل بن زياد من "الكامل" 1/ 308 و308 - 309، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 471 - 472 من طريق نائل بن نجيح، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف جبارةَ بن مغلًس وحجاج بن تميم. وأخرجه ابن عدي في ترجمة حجاج بن تميم من "الكامل" 2/ 646، والبيهقي 3/ 278 من طريق جبارة بن المغلًس، بهذا الإسناد. =

170 - باب في وقت صلاة العيدين

1316 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَدِّهِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ -وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَكَانَ الْفَاكِهُ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالْغُسْلِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ (¬1). 170 - بَابٌ فِي وَقْتِ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ 1317 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ (¬2) ¬

_ = ويغني عنه في استحباب الغسل للعيد ما رواه مالك في "الموطأ" 1/ 177 عن نافع: أن ابن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدوَ إلى المصلى. وإسناده صحيح موقوف. وما رواه موقوفًا أيضًا الشافعي في "السُّنن" 1/ 37 (بترتيب السندي) من طريق زاذان قال: سأل رجل عليًا رضي الله عنه عن الغسل، فقال: اغتسل كل يوم إن شئت، فقال: الغسل الذي هو الغسل؟ قال: يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم الفطر. وإسناده صحيح. (¬1) إسناده تالف، يوسف بن خالد -وهو ابن عمير السمتي- ضعيف جدًا، فقد كذبه ابن معين وغيره، وقال ابن حبان: يضع الحديث لا تحلّ الرواية عنه بحيلة، ولا الاحتجاج به بحال. وعبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه مجهول. أبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد بن عمير. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" (16720)، والدولابي في "الكنى" 1/ 85، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 336، والطبراني في "الكبير" 18/ (828) من طريق يوسف بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) في أصولنا الخطية: "يزيد بن أبي حبيب"، وضُبِّب عليها في (س) و (ذ) وصححت إلى يزيد بن خمير.

171 - باب ما جاء في صلاة الليل ركعتين

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى، فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الْإِمَامِ، وَقَالَ: إِنْ كُنَّا لَقَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ، وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ (¬1). 171 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ 1318 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى (¬2). 1319 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى" (¬3). 1320 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش روايته عن أهل بلده قوية، وهذا منها. وأخرجه أبو داود (1135) عن أحمد بن حنبل، عن أبي المغيرة، عن صفوان ابن عمرو، بهذا الإسناد. وإسناده صحيح. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (1174)، وسلف تخريجه هناك. وانظر الحديثين الآتيين بعده. (¬3) إسناده صحيح. وأخر جه البخاري (472)، ومسلم (749) (145)، وأبو داود (1326)، والترمذي (439)، والنسائي 3/ 227 - 228 و 228 و 233 و 233 - 234 من طرق عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4492)، و"صحيح ابن حبان" (2622). وانظر ما قبله وما بعده.

172 - باب ما جاء في صلاة الليل والنهار مثنى مثنى

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ فَقَالَ: "يُصَلِّي مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَافَ الصُّبْحَ أَوْتَرَ بِوَاحِدَةٍ" (¬1). 1321 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ (¬2). 172 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى 1322 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا الْأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي لبيد: هو عبد الله. والراوي لهذه الأسانيد جميعها هو سفيان الثوري. وأخرجه البخاري (1137)، ومسلم (749) (146) و (147)، والنسائي 3/ 227 و 228 من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4559). وأخرجه البخاري (990)، ومسلم (749) (145)، وأبو داود (1326)، والنسائي 3/ 233 من طريق مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وأخرجه النسائي 3/ 227 و 233 - 234 من طريقين عن أبي سلمة، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4571). وأخرجه مسلم (749) (146)، والنسائي 3/ 227 من طريقين عن طاووس، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4848). وانظر الحديثين السالفين قبله، وانظر أيضًا (1174). (¬2) حديث صحيح، سفيان بن وكيع متابع، وباقي رجاله ثقات. وقد سلف برقم (288)، وسلف تخريجه هناك.

أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى" (¬1). 1323 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ (¬2)، أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح دون قوله: "والنهار"، فهي زيادة شاذة تفرد بها علي الأزدي -وهو ابن عبد الله البارقي- ولم يذكرها أصحابُ ابن عمر الذين سلف تخريج طرقهم بالأرقام (1174) و (1319) و (1320). وأخرجه بالزيادة المذكورة أبو داود (1295)، والترمذي (603)، والنسائي 3/ 227 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر فرفعه بعضهم ووقفه بعضهم. ورُوي عن عبد الله العمري -قلنا: وهو ضعيف- عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحو هذا. والصحيح ما رُوي عن ابن عمر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "صلاة الليل مثنى مثنى"، وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يذكروا فيه صلاة النهار. وقال النسائي: هذا الحديث عندي خطأ، والله تعالى أعلم. وانظر "نصب الراية" 2/ 243 - 245، و"فتح الباري" 2/ 479. وهو في "مسند أحمد" (4791)، و"صحيح ابن حبان" (2482). قال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في ذلك: فرأى بعضهم أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، وهو قول الشافعي وأحمد. وقال بعضهم: إن صلاة الليل مثنى مثنى، ورأوا صلاة التطوع بالنهار أربعًا، مثل الأربع قبل الظهر وغيرها من صلاة التطوع. وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق. وقال في "الهداية": والأفضل في الليل عند أبي يوسف ومحمد مثنى مثنى، وفي النهار أربع أربع، وعند الشافعي فيهما مثنى مثنى، وعند أبي حنيفة فيهما أربع أربع ... ثم ساق أدلتهم. (¬2) في (س) و (ذ): حدثنا محمَّد بن رمح. والمثبت من (م)، وهو الصواب.

عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ (¬1) صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، سَلَّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ (¬2). 1324 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ تَسْلِيمَةٌ" (¬3). 1325 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ الْمُطَّلِبِ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي وَدَاعَةَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ وَتَمَسْكَنُ ¬

_ (¬1) في المطبوع: "يوم الفتح"، والمثبت من أصولنا الخطية. (¬2) إسناده ضعيف، عياض بن عبد الله -وهو الفهري- قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: حديثه غير محفوظ. وأخرجه أبو داود (1290) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وقد صح من طريق آخر عن أم هانئ: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى الضُحى ثمانيَ ركعاتِ، دون قوله: "سلم من كل ركعتين" كما سلف برقم (614)، وكما سيأتي برقم (1379). (¬3) إسناده ضعيف لضعف أبي سفيان السعدي: واسمه طريف بن شهاب. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 229، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1436، والبيهقي 2/ 85 و380 من طريق أبي سفيان السعدي، بهذا الإسناد.

173 - باب ما جاء في قيام شهر رمضان

وَتُقْنِعُ، وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ" (¬1). 173 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ 1326 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن نافع بن العمياء. وقوله: "المطلب بن أبي وداعة" وهمٌ من قائله، والصواب: المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، نبه عليه المزي في ترجمة المطلب بن ربيعة من "تهذيب الكمال" 28/ 78. وأخرجه أبو داود (1296)، والنسائي في (الكبرى) (619) و (1445) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17523). وقال الترمذي في "جامعة" بإثر الحديث (386): سمعت محمَّد بن إسماعيل (يعني البخاري) يقول: روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد فأخطأ في مواضع، فقال: "عن أنس بن أبي أنس" وهو "عمران بن أبي أنس" وقال: "عن عبد الله ابن الحارث" وإنما هو "عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث" وقال شعبة: "عن عبد الله بن الحارث عن المطلب عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" وإنما هو "عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب عن الفضل بن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " وحديث الليث بن سعد أصح من حديث شعبة. وأخرجه الترمذي (386)، والنسائي في "الكبرى" (618) و (1444) من طريق الليث بن سعد، عن عبد ربه بن سعيد، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع بن العمياء، عن ربيعة بن الحارث، عن الفضل بن العباس مرفوعًا. وهو في "مسند أحمد" (1799). قوله: "وتشهَّد" يحتمل أن يكون مصدرًا، أو أمرًا، أو مضارعًا بأن كان أصله "تتشهد" بتاءين، والأخير أقرب، لأن قوله: "وتُقنِع" لا يحتمل وجهًا آخر غير المضارع. و"تباءَسُ" تفاعَلُ، من البؤس، ومعناه إظهار الفاقة والفقر بالدعاء. و"تُقنِع" من الإقناع، وهو رفع اليدين في الدعاء. قاله السندي.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬1). 1327 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ (¬2) بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وقد توبع. وأخرجه البخاري (38) و (2008) و (2014)، ومسلم (759) (174) و (760)، وأبو داود (1371) و (1372)، والنسائي 4/ 155 و155 - 156 و 156 و 156 - 157 و 157 و 8/ 117 و 117 - 118 و 118 من طرق عن أبي سلمة، به. وبعضهم يرويه بلفظ الصيام فقط وبعضهم بلفظ القيام فقط. وأخرجه البخاري (37)، ومسلم (759) (173)، والنسائي 4/ 156 و 8/ 117 و 117 - 118 من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، مرفوعًا بقصة القيام فقط. وهو في "مسند أحمد" (7170) و (9001)، و"صحيح ابن حبان" (3432) و (3682). وفي التعليق على "المسند" بيان اختلاف ألفاظه. وأخرجه النسائي 4/ 158 من طريق النضر بن شيبان، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا. وقال النسائي: هذا خطأ والصواب أبو سلمة عن أبي هريرة. قوله: "إيمانا واحتسابا" قال الخطابي في "أعلام الحديث" 1/ 169: أي: نيةً وعزيمة، وهو أن يصومه على وجه التصديقِ به، والرغبةِ في ثوابه، طيِّبةً نفسُه بذلك، غير كارهة له، ولا مستثقلة لصيامه، أو مستطيلةٍ لأيامه. (¬2) في أصولنا الخطية: سلمة بن علقمة، وهو خطأ، قال المزي في "تهذيب الكمال" 11/ 300: هكذا وقع في النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه، وكذلك ذكره صاحب "الأطراف" وذلك وهم، والصواب: مسلمة بن علقمة، كذلك وقع في الأصول القديمة، وكذلك وقع في رواية إبراهيم بن دينار عن ابن ماجه على الصواب.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَمَضَانَ فَلَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنْهُ، حَتَّى بَقِيَ سَبْعُ لَيَالٍ، فَقَامَ بِنَا لَيْلَةَ السَّابِعَةِ حَتَّى مَضَى نَحْوٌ مِنْ ثُلُثِ اللَّيْلِ، ثُمَّ كَانَتْ اللَّيْلَةُ السَّادِسَةُ الَّتِي تَلِيهَا فَلَمْ يَقُمْهَا، حَتَّى كَانَتْ الْخَامِسَةُ الَّتِي تَلِيهَا، ثُمَّ قَامَ بِنَا حَتَّى مَضَى نَحْوٌ مِنْ شَطْرِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ. فَقَالَ: "إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ فَإِنَّهُ يَعْدِلُ قِيَامَ لَيْلَةٍ (¬1) " ثُمَّ كَانَتْ الرَّابِعَةُ الَّتِي تَلِيهَا فَلَمْ يَقُمْهَا، حَتَّى كَانَتْ الثَّالِثَةُ الَّتِي تَلِيهَا، قَالَ: فَجَمَعَ نِسَاءَهُ وَأَهْلَهُ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ. قَالَ: فَقَامَ بِنَا حَتَّى خَشِينَا أَنْ يَفُوتَنَا الْفَلَاحُ، قِيلَ: وَمَا الْفَلَاحُ؟ قَالَ: السُّحُورُ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا شَيْئًا مِنْ بَقِيَّةِ الشَّهْرِ (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): ليلته، والمثبت من (س). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مسلمة بن علقمة، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1375)، والترمذي (817)، والنسائي 3/ 83 - 84 و 202 - 203 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (21447)، و "صحيح ابن حبان" (2547). قال ابن حبان: قول أبي ذر: لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة، يريد: مما بقي من العشر لا مما مضى منه، وكان الشهر الذي خاطب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمتَه بهذا الخطاب فيه تسعا وعشرين، فليلة السادسة من باقي تسع وعشرين تكون ليلة أربع وعشرين، وليلة الخامسة من باقي تسع وعشرين تكون ليلة الخامس والعشرين. وفي الباب عن النعمان بن بشير عند أحمد (18402)، والنسائي 3/ 203، وإسناده صحيح.

174 - باب ما جاء في قيام الليل

1328 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، كِلَاهُمَا عَنْ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ يَذْكُرُهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. قَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَكَرَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: "شَهْرٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (¬1). 174 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ 1329 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِاللَّيْلِ حبل (¬2) فِيهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، النضر بن شيبان -وهو الحراني البصري- قال ابن معين: ليس حديثه بشئ، وقال البخاري في حديثه هذا: لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة عن أبي هريرة أصح. وأخرجه النسائي 4/ 158 من طرق عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد. وقال: هذا خطأ، والصواب: أبو سلمة عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (1660). قلنا: سلف على الصواب برقم (1326)، وانظر تخريجه هناك. (¬2) في (ذ) والمطبوع: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم بالليل بحبلِ ... "، والمثبت من (س) و (م)، وهو الموافق لرواية أحمد عن أبي معاوية (7441).

عُقْدَةٌ، فَإِذَا قَامَ فَتَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، أَصْبَحَ كَسِلًا خَبِيثَ النَّفْسِ لَمْ يُصِبْ خَيْرًا" (¬1). 1330 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ: "ذاك الشَّيْطَانُ بَالَ فِي أُذُنَيْهِ" (¬2). 1331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مسند أحمد" (7441)، و"شرح مشكل الآثار" (341) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1142)، ومسلم (776)، وأبو داود (1306)، والنسائي 3/ 203 - 204 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والبخاري (2369) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7308)، و"صحيح ابن حبان" (2553). (¬2) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (1144)، ومسلم (774)، والنسائي 3/ 204 من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3557) و (4059)، و"صحيح ابن حبان" (2562). وقوله: "بال في أذنيه" هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ" (¬1). 1332 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، وَالْعَبَّاسُ ابْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَدَثَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، قال: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، الوليد بن مسلم -وإن كان مدلسًا ورواه بالعنعنة- متابع. وأخرجه البخاري (1152)، والنسائي 3/ 253 من طريقين عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6584)، و"صحيح ابن حبان" (2641). وأخرجه مسلم (1159) (185) من طريق عمرو بن أبي سلمة، والنسائي 3/ 253 من طريق بشر بن بكر، كلاهما عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سلمة، به. وعلقه البخاري بإثر الحديث (1152) فقال: قال هشام: حدثنا ابن أبي العشرين، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن الحكم ... فذكر إسناد مسلم، ثم قال: وتابعه عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 38: أراد المصنف (يعني البخاري) بإيراد هذا التعليق التنبيه على أن زيادة عمر بن الحكم بين يحيى وأبي سلمة من المزيد في متصل الأسانيد، لأن يحيى قد صرح بسماعه من أبي سلمة، ولو كان بينهما واسطة لم يصرح بالتحديث (قلنا: تصريحه بالسماع ثابت عند أحمد برقم: 6585)، وظاهر صنيع البخاري ترجيح رواية يحيى عن أبي سلمة بغير واسطة، وظاهر صنيع مسلم يخالفه، لأنه اقتصر على الرواية الزائدة، والراجح عند أبي حاتم والدارقطني وغيرهما صنيع البخاري، وقد تابع كلا من الروايتين جماعة من أصحاب الأوزاعي، فالاختلاف منه، وكأنه كان يحدِّث به على الوجهين، فيُحمَل على أن يحيى حمله عن أبي سلمة بواسطة، ثم لقيه فحدثه به، فكان يرويه عنه على الوجهين. والله أعلم.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ لِسُلَيْمَانَ: يَا بُنَيَّ، لَا تُكْثِرْ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَإِنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ تَتْرُكُ الرَّجُلَ فَقِيرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 1333 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُوسَى أَبُو يَزِيدَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ، حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف سنيد بن داود ويوسف بن محمَّد بن المنكدر. وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (337)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 456 في ترجمة يوسف بن محمَّد بن المنكدر، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4746)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 68 من طريق سنيد بن داود، بهذا الإسناد. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويوسف لا يتابع على حديثه، قال الدارقطني: يوسف ضعيف، وقال ابن حماد: متروك. (¬2) باطل مرفوعًا، والصواب أنه من كلام شريك، قال محمَّد بن عبد الله بن نمير- كما في "الكامل" لابن عدي في ترجمة ثابت 2/ 526 - : باطل، شُبِّه على ثابت، وذلك أن شريكًا كان مزاحًا، وكان ثابت رجلًا صالحًا، فيشتبه أن يكون ثابت دخل على شريك، وكان شريك يقول: الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فالتفت فرأى ثابتًا، فقال يمازحه: من كثرت صلاته بالليل حَسُن وجهه بالنهار، فظن ثابت لغفلته أن هذا الكلامَ الذي قال شريك هو من الإسناد الذي قرأه، فحمله على ذلك، وإنما ذلك قول شريك، والإسناد الذي قرأه متنه معروف. قلنا: وثابت بن موسى كان ضريرًا عابدًا، وهو ضعيف الحديث أيضًا، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه العقيلي في ترجمة ثابت من "الضعفاء" 1/ 176، وابن حبان في ترجمته من "المجروحين" 1/ 207، وابن عدي في ترجمته أيضًا من "الكامل" 2/ 526، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = والقضاعي في "مسند الشهاب" (408 - 411)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3095)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 109 من طريق ثابت بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (415)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 109 و110 من طرق عن شريك، به، ومدار هذه الطرق على الضعفاء والمجاهيل والكذابين. قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 207: سرق هذا من ثابت جماعة ضعفاء، وحدثوا به عن شريك. وقال مثله ابن عدي. ورُوي من غير حديث شريك عن الأعمش: فأخرجه القضاعي (417)، وابن الجوزي 2/ 109 من طريق محمَّد بن ضرار ابن ريحان، عن أبيه، عن أبي العتاهية الشاعر، عن الأعمش، به. وقال ابن الجوزي: محمَّد بن ضرار وأبوه مجهولان. وأخرجه القضاعي (416) من طريق جرير بن عبد الحميد، و (415) من طريق حسين بن حفص، و (415) أيضًا من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن الأعمش، به. وفي الأسانيد إليهم غير واحد ممن لم نقف له على ترجمة. وأخرجه القضاعي (413) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري وابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر. وفي إسناده من لم نقف لهم على ترجمة، ونص السخاوي في "فتح المغيث" أن هذه الطريق مسروقة مركَبة. وفي الباب عن أنس: أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (414)، والصيداوي في "معجم الشيوخ" 1/ 160 من طريق جبارة بن المغلس، عن كثير بن سليم، عن أنس. وجبارة وكثير ضعيفان. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 110 من طريق حكامة بنت عثمان ابن دينار، عن أبيها، عن أخيه مالك بن دينار، عن أنس. وحكامة تروي عن أبيها أحاديث بواطيل ليس لها أصل. قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 426: قال ابن طاهر: ظن القضاعي أن الحديث صحيح لكثرة طرقه، وهو معذور لأنه لم يكن حافظًا. انتهى. واتفق أئمة الحديث ابن عدي والدارقطني والعقيلي وابن حبان والحاكم على أنه من قول شريك قاله لثابت لما دخل عليه.

175 - باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل

1334 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ" (¬1). 175 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَيْقَظَ أَهْلَهُ مِنْ اللَّيْلِ 1335 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنْ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ، كُتِبَا مِنْ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم. وأخرجه الترمذي (2653) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (23784). وسيأتي برقم (3251). (¬2) إسناده صحيح. شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، والأغر: هو أبو مسلم المديني. =

176 - باب في حسن الصوت بالقرآن

1336 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ رَشَّ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى رَشَّتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ" (¬1). 176 - بَابٌ فِي حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ 1337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1309) و (1451)، والنسائي في "الكبرى" (1312) و (11342) من طريق عُبيد الله بن موسى، عن شيبان، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (2568) و (2569). وأخرجه أبو داود (1309) عن ابن كثير، عن سفيان الثوري، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن الأغر، عن أبي سعيد موقوفًا. (¬1) إسناده قوي. ابن عجلان: هو محمَّد. وأخرجه أبو داود (1308) و (1450)، والنسائي 3/ 205 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7410)، و"صحيح ابن حبان" (2567).

الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، وَتَغَنَّوْا بِهِ، فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي رافع: واسمه إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه أبو يعلى (689)، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (85)، والبيهقي 10/ 231 من طريق أبي رافع، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا أبو داود (1469) و (1470) من طريقين عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله -أو عبيد الله- بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص رفعه: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وهو في "مسند أحمد" (1476)، و"صحيح ابن حبان" (120). وابن أبي نهيك لم يرو عنه غير ابن أبي مليكة، لكن وثقه النسائي والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". ولهذه القطعة من الحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (7527). وسيأتي برقم (4196) مختصرًا بقصة التباكي عند القراءة. والتغني بالقرآن، قال الخطابي في "معالم السُّنن": هذا يتأول على وجوه: أحدها: تحسين الصوت، والوجه الثاني: الاستغناء بالقرآن عن غيره، وإليه ذهب سفيان بن عيينة، ويقال: تغنَّى الرجل، بمعنى استغنى، قال الأعشى: وكنتُ امرَأً زَمَنًا بالعراقِ ... عفيفَ المُناخِ طويل التَّغَن أي: الاستغناء. وفيه وجه ثالث، قاله ابن الأعرابي صاحبنا، أخبرني إبراهيم بن فارس قال: سألتُ ابن الأعرابي عن هذا، فقال: إن العرب كانت تتغنى بالركبان إذا ركبت الإبل، وإذا جلست في الأفنية، وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يكون القرآن هِجيراهم مكان التغني بالركبان. وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 72: والذي يتحصَّل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح. =

1338 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ الْجُمَحِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: أَبْطَأْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةً بَعْدَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ: "أَيْنَ كُنْتِ؟ " قُلْتُ: كُنْتُ أَسْمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِكَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ وَصَوْتِهِ مِنْ أَحَدٍ، قَالَتْ: فَقَامَ وَقُمْتُ مَعَهُ حَتَّى اسْتَمَعَ لَهُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: "هَذَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَ هَذَا" (¬1). ¬

_ = ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغَم، فإن الحسن الصوت يزداد حسنًا بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغيرُ الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القرآن، فإن خرج عنها لم يفِ تحسين الصوت بقبح الأداء. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن بن سابط كثير الإرسال، لكنه متابع. وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (153)، والحاكم 3/ 225، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 371، والبيهقي في "الشعب" (2148) من طريق الوليد ابن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (25320)، والفاكهي في "أخبار مكة" (1729) من طريق ابن نمير، حدثنا حنظلة، عن ابن سابط، عن عائشة. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (120) عن حنظلة بن أبي سفيان، عن ابن سابط: أن عائشة ... ، وقال الحافظ في ترجمة سالم من "الإصابة": ابنُ المبارك أحفظُ، لكن له شاهد أخرجه البزار عن الفضل بن سهل، عن الوليد بن صالح، عن أبي أسامة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، بالمتن دون القصة، ولفظه: قالت: سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سالمًا مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل، فقال: "الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله". ورجاله ثقات. قلنا: هو عند البزار (2694 - كشف الأستار) وفيه عنعنة ابن جريج، وهو مدلس.

1339 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ، حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ" (¬1). 1340 - حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدِ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مَيْسَرَةَ مَوْلَى فَضَالَةَ ¬

_ (¬1) حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع. وفي الباب عن طاووس مرسلًا عند ابن المبارك في "الزهد" (113)، وابن أبي شيبة 10/ 464، والدارمي (3489)، وإسناد الدارمي إلى طاووس صحيح. ووصله أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 90 من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن مسعر بن كدام، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن طاووس، عن ابن عباس مرفوعًا. وإسماعيل البجلي ضعيف كما في "الجرح والتعديل"، وقد خالفه جعفر بن عون عند الدارمي (3489) فرواه عن مسعر، بهذا الإسناد إلى طاووس مرسلًا. ووصله أيضًا محمَّد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (152) من طريق أبي بكر مرزوق الباهلي، عن عاصم الأحول، عن طاووس، عن ابن عمر. وأبو بكر الباهلي متكلم فيه. وروي من طريق آخر عن ابن عمر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2074) و (6205)، والروياني في "مسنده" (1415) من طريق حميد بن حماد بن خوار، عن مسعر بن كدام، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وحميد بن حماد ضعيف. وأخرجه أبو نجم في "تاريخ أصبهان" 2/ 58 من طريق يحيى بن عثمان بن صالح المصري، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا. ويحيى بن عثمان متكلم فيه، وابن لهيعة سيئ الحفظ. ورواه ابن المبارك في "الزهد" (114) عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري بلاغًا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذا إسناد صحيح إلى الزهري.

عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ" (¬1). 1341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنا مُحَمَّدُ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَسْجِدَ فَسَمِعَ قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟ " فَقِيلَ: هذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: "لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة ميسرة مولى فضالة. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه أحمد (23956)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 124، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (148)، وابن حبان (754)، والطبراني 18/ (772)، والبيهقي 10/ 230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ ورقة 462 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (23947)، والحاكم 1/ 570 - 571 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن فضالة. فأسقط ميسرة من الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 7/ 124، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 161 - 162، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (80)، والحاكم 1/ 570 - 571، والبيهقي 10/ 230، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ ورقة 462 من طرق عن الأوزاعي، به، بإسقاط ميسرة. قلنا: ويغني عنه حديث أبي هريرة عند البخاري (5023)، ومسلم (792) مرفوعًا: "ما أَذِنَ اللهُ لشيء ما أذِنَ لنبي أن يتغنى بالقرآن". أي: ما استمع لشيء مسموع كاستماعه لنبي يحسن صوته بالقرآن، والأذَن: الاستماع. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو بن علقمة، وقد توبع. عبد الله بن قيس: هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. =

1342 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ الْيَامِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَ عَوْسَجَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 2/ 180 من طريق عمرو بن الحارث، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وهو في "مسند أحمد" (9806)، و"صحيح ابن حبان" (7196). وفي الباب عن عائشة عند النسائي 2/ 180 - 181 و181، وعن أبي موسى نفسه عند البخاري (5048)، ومسلم (793) (236)، وعن بريدة عند مسلم (793) (235). قوله: "من مزامير آل داود" قال السندي: جمع مِزمار-بكسر الميم- وهو آلة اللهو، ويُطلَق على الصوت الحسن، وهو المراد ها هنا، ولفظه "آل" مقحمة، والمراد: أُعطي صوتا حسنًا في قراءة القرآن من أنواع الأصوات والنغمات الحسنة التي كانت لداود عليه السلام في قراءة الزَّبور، وكان إليه المنتهى في حُسْن الصوت بالقراءة. (¬1) إسناده صحيح. طلحة اليامي: هو ابن مُصرّف. وأخرجه أبو داود (1468)، والنسائي 2/ 179 و 179 - 180 من طريقين عن طلحة اليامي، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "صحيحه" كتاب التوحيد، فقال: باب قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "الماهر بالقرآن مع سفرة الكرام البررة، وزيِّنوا القرآن بأصواتكم". وهو في "مسند أحمد" (18494)، و"صحيح ابن حبان" (749). قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" قال السندي: أي: بتحسين أصواتكم عند القراءة، فإن الكلام الحسن يزيد حسنًا وزينة بالصوت الحسن، وهذا مُشاهَد. ولما رأى بعضهم أن القرآن أعظم من أن يحسِّن بالصوت، بل الصوت أحقُّ بأن يُحسَّن =

177 - باب ما جاء فيمن نام عن حزبه من الليل

177 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ مِنْ اللَّيْلِ 1343 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ اللَّيْلِ" (¬1). ¬

_ = بالقرآن، قال: معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسَّره غير واحد من أئمة الحديث، وزعموا أنه من باب القلب، وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدِّث: "زينوا القرآن بأصواتكم". ورواه معمر عن منصور عن طلحة: "زينوا أصواتكم بالقرآن" وهو الصحيح، والمعنى: اشتغلوا بالقرآن، واتخذوه شعارًا وزينة. قلنا: يشير السندي إلى كلام الخطابي في "معالم السُّنن" 1/ 290، وقد أخرج هناك قول شعبة، ورواية معمر من طريق عبد الرزاق، وهي في "مصنفه" (4176). (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه مسلم (747)، وأبو داود (1313)، والترمذي (588)، والنسائي 3/ 259 من طريق يونس بن يزيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (220)، و"صحيح ابن حبان" (2643). وأخرجه النسائي 3/ 260 من طريق مالك، عن داود بن الحصين، عن الأعرج، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ أن عمر بن الخطاب قال: مَن فاته حزبه من الليل، فقرأه حين تزول الشمس إلى صلاة الظهر، فإنه لم يفته، أو كأنه أدركه. قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 8/ 19 - 20: هكذا هذا الحديث في "الموطأ" (1/ 200) عن داود بن الحصين، وهو عندهم وهمٌ من داود، والله أعلم، لأن المحفوظ من حديث ابن شهاب، عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري، عن عمر بن الخطاب قال: "من نام عن حزبه =

1344 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ مِنْ اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ حَتَّى يُصْبِحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ" (¬1). ¬

_ = فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِبَ له كأنما قرأه من الليل"، ومن أصحاب ابن شهاب من يرويه عنه بإسناده عن عمر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذا عند أهل العلم أولى بالصواب من حديث داود بن حصين حين جعله من زوال الشمس إلى صلاة الظهر، لأن ضيق ذلك الوقت لا يدرك فيه المرء حزبه من الليل، ورُبَّ رجل حزبُه نصف وثلث وربع ونحو ذلك. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه روي مرفوعًا وموقوفًا، والموقوف أصح، لكنه لا يقال بالرأي فله حكم الرفع. وأخرجه النسائي 3/ 258، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (240)، والحاكم 1/ 311، والبيهقي 3/ 15 من طريق الحسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/ 311، والبيهقي 3/ 15 من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، به موقوفًا. وأخرجه محمَّد بن نصر (241)، وابن خزيمة (1173) من طريق جرير، عن الأعمش، عن حبيب، عن عبدة، عن زر بن حبيش، عن أبي الدرداء موقوفًا. وأخرجه عبد الرزاق (4224) عن سفيان الثوري، عن عبدة، عن سويد، عن أبي الدرداء أو أبي ذر موقوفًا. وأخرجه ابن خزيمة (1174) من طريق وكيع، عن الثوري، عن عبدة، عن زر أو سويد -شك عبدة-، عن أبي الدرداء أو أبي ذر موقوفًا. وأخرجه ابن خزيمة (1175) عن عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان بن عيينة، عن عبدة قال: ذهبتُ مع زر بن حبيش إلى سويد بن غفلة نعوده، فحدَّث سويد أو =

178 - باب ما جاء في كم يستحب يختم القرآن

178 - بَابٌ ما جاء فِي كَمْ يُسْتَحَبُّ يُخْتَمُ الْقُرْآنُ 1345 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى الطَّائِفِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ جَدِّهِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَنَزَّلُوا الْأَحْلَافَ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأَنْزَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنِي مَالِكٍ فِي قُبَّةٍ لَهُ، فَكَانَ يَأْتِينَا كُلَّ لَيْلَةٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَيُحَدِّثُنَا قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ حَتَّى يُرَاوِحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، وَأَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُنَا مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيَقُولُ: "وَلَا سَوَاءَ؛ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ مُسْتَذَلِّينَ، فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ كَانَتْ سِجَالُ الْحَرْبِ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، نُدَالُ عَلَيْهِمْ وَيُدَالُونَ عَلَيْنَا"، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ أَبْطَأَ عَنْ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَأْتِينَا فِيهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَبْطَأْتَ عَلَيْنَا اللَّيْلَةَ، قَالَ: "إِنَّهُ طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنْ الْقُرْآنِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ حَتَّى أُتِمَّهُ". ¬

_ = حدَّث زر -وأكبر ظني أنه سويد- عن أبي الدرداء أو أبي ذر، وأكبر ظني أنه عن أبي الدرداء أنه قال ... فذكره. قلنا: والشك بين زر وسويد لا يضر، لأنهما ثقتان، وكذا الشك بين أبي ذر وأبي الدرداء لأنهما صحابيان. وأخرجه ابن حبان (2588) من طريق مسكين بن بكير، عن شعبة، عن عبدة، عن سويد، عن أبي ذر أو أبي الدرداء مرفوعًا. ومسكين بن بكير صدوق يخطئ. وله شاهد من حديث عائشة عند أبي داود (1314)، وفي إسناده رجل مبهم، وانظر الكلام عليه في التعليق على "مسند أحمد" (24341). ويشهد لمعناه العام حديث ابن عباس عند البخاري (6491)، ومسلم (131)، ولفظه: "من همَ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ... ".

قَالَ أَوْسٌ: فَسَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: ثَلَاثٌ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ (¬1). 1346 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ وَأَنْ تَمَلَّ، فَاقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ" فَقُلْتُ: دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: "فَاقْرَأْهُ فِي عَشْرَ" قُلْتُ: دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: "فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ" قُلْتُ: دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، فَأَبَى (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وأخرجه أبو داود (1393) من طريقين عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16166). وقوله: "إنه طرأ علىَّ حزبي" يعني أنه نسيه في وقته، ثم ذكره فقرأه، والحزب: ما يجعله على القسمة من قراءة أو صلاة، كالوِرد. (¬2) حديث صحيح، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرَّح بالتحديث عند عبد الرزاق (5956)، وابن حبان (757)، ويحيى بن حكيم بن صفوان لم يرو عنه غيرُ عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مليكة، وذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8010) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5052) و (5054)، ومسلم (1159) (182) و (183) و (184)، وأبو داود (1395)، والترمذي (3175) و (3176)، والنسائي في =

1347 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَمْ يَفْقَهْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ" (¬1). 1348 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ (¬2) بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ حَتَّى الصَّبَاحِ (¬3). ¬

_ = "المجتبى" 4/ 214، وفي "الكبرى" (8012) و (8014) و (8015) من طرق عن عبد الله بن عمرو. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وهو في "مسند أحمد" (6516)، و"صحيح ابن حبان" (756). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (3177) و (3178)، والنسائي في "الكبرى" (8013) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1390) و (1394) من طريقين عن قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (6535)، و"صحيح ابن حبان" (758). (¬2) تحرف في المطبوع إلى: سعيد. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا مسلم (746) (139)، وأبو داود (1342)، والنسائي 3/ 199 - 201 و 218 و 4/ 151 و 199 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24269) و (24636).

179 - باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل

179 - بَابُ مَا جَاءَ فِي القراءة فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ 1349 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِاللَّيْلِ وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي (¬1). 1350 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قُدَامَةَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ يُرَدِّدُهَا، وَالْآيَةُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. مسعر: هو ابن كِدَام، وأبو العلاء العبدي: هو هلال بن خباب. وأخرجه النسائي 2/ 178 - 179 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26894) و (26905). والعريش: كل ما يُسنتَظَل به. (¬2) إسناده حسن، جسرة بنت دجاجة تابعية روى عنها جمع، ووثقها العجلي وذكرها ابن حبان في "الثقات". وأخرجه النسائي 2/ 177 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21328) و (21538). وفي الباب عن عائشة عند الترمذي (452) بلفظ: قام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بآية مِن القرآن ليلةَ. وهو صحيح. وعن أبي سعيد عند أحمد (11593/ 2) بلفظ: ردَّد آية حتى أصبح. وهو حسن في الشواهد.

1351 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى، فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ اسْتَجَارَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ سَبَّحَ (¬1). 1352 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا، فَمَرَّ بِآيَةِ (¬2)، فَقَالَ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ، وَوَيْلٌ لِأَهْلِ النَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه مسلم (772)، وأبو داود (871)، والترمذي (261) و (262)، والنسائي 2/ 176 - 177 و 177 و190 و 224 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وألفاظهم متقاربة. وهو في "مسند أحمد" (23240). (¬2) في المطبوع: بآيةِ عذاب، ولفظ "عذاب" ليس في شيء من أصولنا الخطية. (¬3) إسناده ضعيف لضعفِ ابنِ أبى ليلى: وهو محمَّد بن عبد الرحمن. ثابت: هو ابن أسلم البناني. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 210، إلا أنه سقط من النسخة المطبوعة: "عن أبي ليلى" وأبو ليلى هذا والد عبد الرحمن له صحبة واسمه بلال، وقيل: بُليل، وقيل: داود بن بلال بن بُليل الأنصاري، أوسي شهد مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُحُدًا وما بعدها مِنَ المشاهد، وانتقل إلى الكوفة، وله بها دار في جهينة، يُلقب بالأيسر، شهد هو وابنه عبد الرحمن مع علي مشاهده كلها. وأخرجه أبو داود (881) من طريق ابن أبي ليلى، به. وهو في "مسند أحمد" (19055). =

1353 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَ: كَانَ يَمُدُّ صَوْتَهُ مَدًّا (¬1). 1354 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ بُرْدِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ أَوْ يُخَافِتُ بِهِ؟ قَالَتْ: رُبَّمَا جَهَرَ وَرُبَّمَا خَافَتَ، قُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي هَذَا الْأَمْرِ سَعَةً (¬2). ¬

_ = وفي باب التعوذ من النار في غير الصلاة عن ابن عباس عند مسلم (590)، وسيأتي برقم (3840). وعن عائشة عند عبد الرزاق (3086) و (3088)، وأحمد (25648). (¬1) إسناده صحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (5045)، وأبو داود (1465)، والنسائي 2/ 179 من طريق جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5046) من طريق همام، عن قتادة، سئل أنس: كيف كانت قراءة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فقال: كانت مدًا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم. وهو في "مسند أحمد" (12198)، و"صحيح ابن حبان" (6316). قال السندي: المراد تمديد حروف المد، وهذا تفسير قوله: مدًا، والظاهر أن ذلك كان مراعاة للترتيل الذي أُمر به، وهذه القراءة أعون على التأويل في معاني القرآن والنظر فيها، والتدبر في لطائفه، والله تعالى أعلم. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (226) من طريق برد بن سنان، بهذا الإسناد. =

180 - باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل

180 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ اللَّيْلِ 1355 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا تَهَجَّدَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ مَالِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1437)، والترمذي (451) و (3151)، والنساني 3/ 224 من طريق عبد الله بن أبي قيس، عن عائشة، بنحوه. وقال الترمذي: حديث صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (24202)، و"صحيح ابن حبان" (2447). (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سليمان الأحول: هو ابن أبي مسلم المكي. وأخرجه البخاري (1120)، ومسلم (769)، والنسائي 3/ 209 - 210 من طريق سليمان الأحول، بهذا الإسناد. =

1355م- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلُ، خَالُ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، سَمِعَ طَاوُسًا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ لِلتَّهَجُّدِ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 1356 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ابْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَاذَا كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْتَتِحُ بِهِ قِيَامَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، كَانَ يُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا، وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي" وَيَتَعَوَّذُ مِنْ ضِيقِ الْمُقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (769)، أبو داود (771)، والترمذي (3716) من طريق أبي الزبير، ومسلم (769)، وأبو داود (772) من طريق قيس بن سعد، كلاهما عن طاووس، به. وهو في "مسند أحمد" (2710) و (3368)، و"صحيح ابن حبان" (2597 - 2599). (¬1) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله غير أن شيخ ابن ماجه هنا هو أبو بكر بن خلاد. (¬2) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (766)، والنسائي 3/ 208 و 8/ 284 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (5085) من طريق شريق الهوزني، عن عائشة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (25102)، و"صحيح ابن حبان" (2602).

181 - باب ما جاء في كم يصلي بالليل

1357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ (¬1)، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: بِمَ كَانَ يَسْتَفْتِحُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (¬2). قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ: احْفَظُوهُ: جِبْرَئِيلَ مَهْمُوزَةً، فَإِنَّهُ كَذَا عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. 181 - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَمْ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ 1358 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ (¬1) تحرف في (س) إلى: اليماني. (¬2) إسناده حسن، عكرمة بن عمار العجلي -وإن كان في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب- قد انتقى له مسلم هذا الحديث. وأخرجه مسلم (770)، وأبو داود (767)، والترمذي (3718)، والنسائي 3/ 212 - 213 من طريق عمر بن يونس اليمامي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25225)، و"صحيح ابن حبان" (2600).

عَنْ عَائِشَةَ- وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ- قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي مَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ فِي كُلِّ اثْنَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، وَيَسْجُدُ فِيهِنَّ سَجْدَةً، بِقَدْرِ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً، قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنْ الْأَذَانِ الْأَوَّلِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ؛ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ (¬1). 1359 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (626) و (994) و (1123) و (6310)، ومسلم (736) (121) و (122)، وأبو داود (1335) و (1336) و (1337)، والترمذي (442) و (443)، والنسائي 2/ 30 و 3/ 65 و 234 و 249 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24461)، و"صحيح ابن حبان" (2422). وسلف مختصرًا برقم (1177). وانظر أيضًا (1196). وأخرج البخاري (1147)، ومسلم (738) (125)، وأبو داود (1341)، والترمذي (441)، والنسائي 3/ 234 من طريق مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: ما كان رسول الله فَيِ يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تَسَل عن حُسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تَسَلْ عن حُسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا. وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه البخاري (1170)، وأبو داود (1339)، والنسائي في "الكبرى" (419) من طريق مالك، ومسلم (737) (123) من طريق ابن نمير وعبدة ووكيع وأبي أسامة، وأبو داود (1338) من طريق وهيب بن خالد، والترمذي (462) من طريق ابن نمير، ستتهم عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. زاد مسلم والترمذي في رواية ابن نمير: يوتر من ذلك بخمس، لا يجلس في شيء إلا في آخرها. وزاد نحوها وهيب عند أبي داود. وزاد مالك: ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين. وأخرجه مسلم (737) (124)، وأبو داود (1360)، والنسائي في "الكبرى" (416) من طريق عراك بن مالك، عن عروة، عن عائشة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر. وأخرجه أبو داود (1359) من طريق محمَّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، به بلفظ: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتيه قبل الصبح يصلي ستًا مثنى مثنى ويوتر بخمس لا يقعد بينهن إلا في آخرهن. وأخرج مسلم (738) (127)، والنسائي في "الكبرى" (391) و (413) من طريق عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل، منها ركعتا الفجر. وأخرج مسلم (738) (126)، وأبو داود (1340)، والنسائي 3/ 251 و256 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من الصبح. وأخرج البخاري (1159)، وأبو داود (1361)، والنسائي في "الكبرى" (415) من طريق عراك بن مالك، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: صَلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العشاء ثم صلى ثماني ركعات، وركعتين جالسًا، وركعتين بين الندائين، ولم يكن يدعهما أبدًا. وأخرج أبو داود (1350) من طريق محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر بتسع -أو كما قالت- ويصلي ركعتين وهو جالس، وركعتي الفجر بين الأذان والإقامة. =

1360 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ تِسْعَ رَكَعَاتٍ (¬1). 1361 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ أَبُو عُبَيْدٍ الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِاللَّيْلِ، فَقَالَا: ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، مِنْهَا ثَمَانٍ، وَيُوتِرُ بِثَلَاثٍ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ (¬2). ¬

_ = وأخرج البخاري (1140)، ومسلم (738) (128)، وأبو داود (1334) من طريق القاسم بن محمَّد عن عائشة قالت: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر. وأخرج أبو داود (1363) من طريق الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل، ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة وترك ركعتين، ثم قبض - صلى الله عليه وسلم - حين قبض وهو يصلي الليل تسع ركعات، وكان آخر صلاته من الليل الوتر. وانظر ما قبله وما سيأتي. وانظر لشرحه "فتح الباري" 2/ 483. (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الكوفي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو النخعي. وأخرجه الترمذي (445) و (446)، والنسائي 3/ 242 - 243 من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه النسائي 3/ 238 من طريق يحيى بن الجزار، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24042) و (24689)، و"صحيح ابن حبان" (2615). (¬2) حديث صحيح، عبيد بن ميمون وإن كان مجهول الحال، متابع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعامر الشعبي: هو ابن شراحيل. =

1362 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتٍ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ، أَوْ فُسْطَاطَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَتِلْكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً (¬1). 1363 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ نَامَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (408) عن إبراهيم بن يعقوب، عن ابن أبي مريم -واسمه سعيد بن الحكم- عن محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1138)، ومسلم (764)، والترمذي (444) من طريق أبي جمرة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة. وانظر "مسند أحمد" (2714)، وما سيأتي برقم (1363). (¬1) حديث صحيح، عبد السلام بن عاصم وعبد الله بن نافع صدوقان، وقد توبعا. وهو في "موطأ مالك" 1/ 122، وزاد فيه: "ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما" وهذه الزيادة ليست في المصادر التي خرَّجت الحديث من طريقه. ومن طريق مالك أخرجه مسلم (765)، وأبو داود (1366)، والنسائي في "الكبرى" (1338). وهو في "مسند أحمد" (21680)، و"صحيح ابن حبان" (2608).

182 - باب ما جاء في أي ساعات الليل أفضل

وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ أُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (¬1). 182 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ أَفْضَلُ 1364 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ طَلْقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "موطأ مالك" 1/ 121 - 122، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (183)، ومسلم (763) (182)، وأبو داود (1367)، والنسائي 3/ 210 - 211. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (763) (181) و (181 - 187) و (189) و (190) وأبو داود (1364)، والترمذي (229) من طرق عن كريب، به. وأخرجه كذلك البخاري (697) و (699) و (728)، ومسلم (763) (188) و (192) و (193)، وأبو داود (610) و (611) و (1357)، والنسائي 2/ 104 من طرق عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (2164).

عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَسْلَمَ مَعَكَ؟ قَالَ: "حُرٌّ وَعَبْدٌ". قُلْتُ: هَلْ مِنْ سَاعَةٍ أَقْرَبُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أُخْرَى؟ قَالَ: "نَعَمْ، جَوْفُ اللَّيْلِ الْأَوْسَطُ" (¬1). 1365 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَد عَنْ عَائِشَةَ، قَالَت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَيُحْيِي آخِرَهُ (¬2). 1366 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ ابْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ ¬

_ (¬1) ضعيف بهذا السياق، يزيد بن طلق مجهول، وابن البيلماني ضعيف، والصواب أن السؤال الأول منه كان بمكة عند إسلام عمرو بن عنبسة، أما السؤال الثاني عن الساعة الأقرب إلى الله فكان بالمدينة بعد الهجرة، كما جاء مبيَّنًا فيهما عند مسلم (832) من طريق أبي أمامة صُدي بن عجلان عن عمرو بن عَبَسة. وهي في "مسند أحمد" (17019). ورواية ابن البيلماني بالسؤالين عند أحمد (17018)، وبالسؤال الثاني فقط عند النسائي 1/ 283 - 284، وسلف برقم (1251). (¬2) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن موسى، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو إسحاق: هو جدُّه عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد. وأخرجه البخاري (1146)، ومسلم (739)، والنسائي 3/ 218 و 230 من طريقين عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24342)، و"صحيح ابن حبان" (2589).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ"؛ فَلِذَلِكَ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى أَوَّلِهِ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن، وأبو عبد الله الأغر: هو سلمان. وأخرجه البخاري (1145)، ومسلم (758) (168)، وأبو داود (1315) و (4733)، والترمذي (3805). والنسائي في "الكبرى" (7720) و (10241) من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (758) (170)، والنسائي في "الكبرى" (10239) و (15240) من طريقين عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (758) (169) و (171) و (172)، والترمذي (449)، والنسائي في "الكبرى" (15237) و (10238) و (10242 - 10248) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7509)، و"صحيح ابن حبان" (920). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 30 وهو ينقل اختلاف أقوال الناس في معنى النزول: ومنهم من أَجْراه على ما ورد مؤمنًا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه، وهم جمهور السلف، ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسُّفيانَين والحمَّادَين والأوزاعي والليث وغيرهم ... ثم قال: قال البيهقي: وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد إلا أن يَرِدَ ذلك عن الصادق فيُصار إليه، ومن الدليل على ذلك اتفاقهم على أن التأويل المعيَّن غير واجبِ فحينئذِ التفويضُ أسلمُ. اهـ. وقال السندي: حقيقة النزول تُفوض إلى علم الله تعالى، نَعَم القَدْر المقصود بالإفهام يعرفه كل واحدٍ، وهو أن ذلك الوقت قُرب الرحمة إلى العباد فلا ينبغي لهم إضاعتُه بالغفلة.

183 - باب ما جاء فيما يرجى أن يكفي من قيام الليل

1367 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنْ اللَّيْلِ نِصْفُهُ أَوْ ثُلُثَاهُ، قَالَ: لَا يَسْأَلَنَّ عِبَادِي غَيْرِي، مَنْ يَدْعُنِي أَسْتَجِبْ لَهُ، مَنْ يَسْأَلْنِي أُعْطِهِ، مَنْ يَسْتَغْفِرْنِي أَغْفِرْ لَهُ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ" (¬1). 183 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُرْجَى أَنْ يَكْفِيَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ 1368 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، محمَّد بن مصعب وإن كان ضعيفًا قد توبع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10236) من طريقين عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16215)، و"صحيح ابن حبان" (212). (¬2) إسناده صحيح. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي وهو خالُ إبراهيم، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، وأبو مسعود الصحابي: هو عقبة بن عمرو الأنصاري البَدْري. وأخرجه البخاري (4008)، ومسلم (808)، والنسائي في "الكبرى" (7950) و (7951) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (7966) من طريق نصور بن المعتمر، عن إبراهيم، به. وهو في "مسند أحمد" (17095). وانظر ما بعده.

184 - باب ما جاء في المصلي إذا نعس

قَالَ حَفْصٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ وَهُوَ يَطُوفُ فَحَدَّثَنِي بِهِ. 1369 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فِي لَيْلَةٍ، كَفَتَاهُ" (¬1). 184 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُصَلِّي إِذَا نَعَسَ 1370 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ؛ جَمِيعًا، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ، لَعَلَّهُ يَذْهَبُ ليَسْتَغْفِرَ (¬2)، فَيَسُبُّ نَفْسَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه مسلم (807)، وأبو داود (1397)، والترمذي (3099)، والنسائي في "الكبرى" (7949) و (7964) و (7965) و (10486) و (10487) من طريق منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (7965) و (10489) من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، به. وهو في "مسند أحمد" (17096)، و"صحيح ابن حبان" (871). (¬2) المثبت من (س)، وفي (م): يستغفر، وفي (ذ): فيستغفر. (¬3) إسناده صحيح. =

1371 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَأَى حَبْلًا مَمْدُودًا بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: "مَا هَذَا الْحَبْلُ؟ " قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي فِيهِ، فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ بِهِ، فَقَالَ: "حُلُّوهُ، حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ" (¬1). 1372 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، اضْطَجَعَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (212)، ومسلم (786)، وأبو داود (1310)، والترمذي (355)، والنسائي 1/ 99 - 100 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24287)، و"صحيح ابن حبان" (2583). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1150)، ومسلم (784)، وأبو داود (1312)، والنسائي 3/ 218 - 219 من طريقين عن عبد العزيز بن صهيب، به. وهو في "مسند أحمد" (11986)، و"صحيح ابن حبان" (2492). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يعقوب بن حميد ضعيف، وشيخه أبو بكر بن يحيى مجهول الحال. وأخرجه مسلم (787)، وأبو داود (1311)، والنسائي في "الكبرى" (7990) من طريق همام، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8231)، و"صحيح ابن حبان" (2585). قوله: "فاستعجم" أي: استغلق ولم ينطلق به لسانه لغلبة النعاس.

185 - باب ما جاء في الصلاة بين المغرب والعشاء

185 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ 1373 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدَينِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ عِشْرِينَ رَكْعَةً، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (¬1). 1374 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ بَعْدَ الْمَغْرِبِ لَمْ يَتَكَلَّمْ بَيْنَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلن لَهُ عِبَادَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً" (¬2). 186 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ 1375 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: خَرَجَ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى عُمَرَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: فَبِإِذْنٍ جِئْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَسَأَلُوهُ عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: سَأَلْتُ ¬

_ (¬1) موضوع، يعقوب بن الوليد مُجمَعٌ على ضعفه، ووصفه غير واحد من النقاد بالوضع والكذب. وأخرجه أبو يعلى (4948) من طريق أحمد بن منيع، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف جدًا. وقد سلف برقم (1167).

رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَمَّا صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ فَنُورٌ، فَنَوِّرُوا بُيُوتَكُمْ" (¬1). 1375م- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْيدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬2). 1376 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عاصم بن عمرو روايته عن عمر مرسلة كما قال أبو زرعة. أبو الأحوص: هو سلاَّم بن سُليم الكوفي، وطارق: هو ابن عبد الرحمن البَجَلي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 256. وأخرجه مطولًا عبد الرزاق (988) من طريق أبي إسحاق السبيعي، وسعيد بن منصور في "سننه" (2143) من طريق طارق البجلي، كلاهما عن عاصم بن عمرو: أن قومًا ... فذكره. وأخرجه كذلك الطيالسي (49) و (137) من طريق المسعودي، وعبد الرزاق (987) من طريق أبي إسحاق، وأحمد (86) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن عاصم ابن عمرو البجلي، عن أحد النفر الذين أتوا عمر بن الخطاب فقالوا: يا أمير جئناك ... فذكره. وانظر ما بعده. قوله: "عن صلاة الرجل في يته " يعني تطؤُعًا كما جاء مبيَّنًا في بعض الروايات لا فرضًا. (¬2) إسناده ضعيف، عمير مولى عمر بن الخطاب مجهول لم يرو عنه غير عاصم بن عمرو. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه البيهقي 1/ 312 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ مِنْهَا نَصِيبًا، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا" (¬1). 1377 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَتَّخِذُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه عبد الرزاق (4837)، وأحمد (11567)، وعبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (970)، وابن خزيمة (1206)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 27، والخطيب في "تاريخه" 4/ 311، والبيهقي 2/ 189 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (11568)، وابن أبي شيبة 2/ 255، والبيهقي 2/ 189 من طريق زائدة، وعبد بن حميد (969) من طريق شجاع بن الوليد، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه أحمد (11112) و (11569) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه أحمد (14391)، ومسلم (778) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا. فهو مرسل صحابي. وهو في "صحيح ابن حبان" (2490). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (432) (و (1187)، ومسلم (777) (208)، وأبو داود (1043) و (1448)، والترمذي (454) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. =

1378 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ معاوية عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيُّمَا أَفْضَلُ؟ الصَّلَاةُ فِي بَيْتِي أَوْ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: "أَلَا تَرَى إِلَى بَيْتِي مَا أَقْرَبَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ، فَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1187)، ومسلم (777) (209) من طريق أيوب، والنسائي 3/ 197 من طريق الوليد بن أبي هشام، كلاهما عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4511). (¬1) إسناده صحيح، إلا أن عبد الرحمن بن مهدي اضطرب في تسمية والد حرام، فسماه أحيانًا حَكيمًا، وهو الصواب الموافق للرواة عن معاوية بن صالح، ورواية غير معاوية عن العلاء بن الحارث أيضًا، وسماه ابن مهدي غالبا معاويةَ، وهو وهم انفرد به عن جميع الرواة عن معاوية بن صالح. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (865)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 93، والخطب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 110 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال فيه: حرام بن معاوية. وأخرجه أحمد (19007)، وابن خزيمة (1202) من طريق ابن مهدي أيضًا، بهذا الإسناد. وقال فيه: حرام بن حكيم، على الصواب. وأخرجه ابن خزيمة (1202)، والطحاوي 1/ 339 من طريق عبد الله بن وهب، والخطيب في "موضح الأوهام" 1/ 109 من طريق بكر بن سهل، كلاهما عن معاوية بن صالح، به على الصواب. وأخرجه أبو داود (212) من طريق الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، به على الصواب. غير أن أبا داود لم يسق لفظه بتمامه، فقد ذكر قطعة منه غير التي عند المصنف، وقال: وساق الحديث.

187 - باب ما جاء في صلاة الضحى

187 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الضُّحَى 1379 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَأَلْتُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَالنَّاسُ مُتَوَافِرُونَ -أَوْ مُتَوَافُون- عَنْ صَلَاةِ الضُّحَى، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُنِي أَنَّهُ صَلَّاهَا - يَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرَ أُمِّ هَانِئٍ، فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ صَلَّاهَا ثَمَانَ رَكَعَاتٍ (¬1). 1380 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ ابْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى الضُّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنَّةِ" (¬2). 1381 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، قَالَت: ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- وقد توبع فيما سلف برقم (614). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة موسى بن أنس -وهو موسى بن فلان بن أنس، وقيل: ابن حمزة بن أنس-، ومحمد بن إسحاق صرح بسماعه منه عند الترمذي. ثمامة بن أنس: هو ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك. وأخرجه الترمذي (477) عن أبي كريب محمَّد بن العلاء، بهذا الإسناد. وسماه: موسى بن فلان بن أنس. وقال الترمذي: حديث أنس حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

188 - باب ما جاء في صلاة الاستخارة

سَأَلْتُ عَائِشَةَ: أَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ (¬1). 1382 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" (¬2). 188 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ 1383 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ؛ يَقُولُ: "إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار المدائني، ويزيد الرشك: هو ابن أبي يزيد الضبعي. وأخرجه مسلم (719) (78) من طريقين عن يزيد الرِّشك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (719) (79)، والنسائي في "الكبرى" (481) من طريق قتادة، عن معاذة العدوية، به. وهو في "مسند أحمد" (24456) و (24638)، و"صحيح ابن حبان" (2529). (¬2) إسناده ضعيف لضعف النهَّاس بن قهم، وشداد -وهو ابن عبد الله القرشي مولاهم- لم يسمع من أبي هريرة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 406. وأخرجه الترمذي (480) من طريق يزيد بن زريع، عن النهاس بن قهم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9716).

189 - باب ما جاء في صلاة الحاجة

رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ -فَيُسَمِّيهِ مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ- خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ - يَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى - وَإِنْ كَانَ شَرًّا لِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُمَا كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ" (¬1). 189 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْحَاجَةِ 1384 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ فَائِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، أَسْأَلُكَ أَلَّا تَدَعَ لِي ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1162)، وأبو داود (1538)، والترمذي (484)، والنسائي 6/ 80 من طريق عبد الرحمن بن أبي الموال، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14707)، و "صحيح ابن حبان" (887).

إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضًا إِلَّا قَضَيْتَهَا لِي، ثُمَّ ليَسْأَلُ (¬1) مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا شَاءَ، فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ" (¬2). 1385 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ: أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ يُعَافِيَنِي، فَقَالَ: "إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ" فَقَالَ: ادْعُهْ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ" (¬3). ¬

_ (¬1) المثبت من (ذ) و (م)، وفي (س) والمطبوع: "ثم يسالُ ... ". (¬2) إسناده ضعيف جدًا، فائد بن عبد الرحمن متروك. وأخرجه الترمذي (483) من طريقين عن فائد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، فائد بن عبد الرحمن يضغَف في الحديث، وفائد هو أبو الورقاء. قوله: "موجبات رحمتك" قال المباركفوري: بكسر الجيم، أي: أسبابها. قال الطيبي: جمع موجبة، وهي الكلمة الموجبة لقائلها الجنة، وقال ابن المَلِك: يعني الأفعال والأقوال وَالصفات التي تحصل رحمتك بسببها. "وعزائم مغفرتك" قال السيوطي: أي: موجباتها، جمع عزيمة. وقال الطيبي: أي: أعمالًا تتعزم وتتأكد بها مغفرتك. (¬3) إسناده صحيح. أبو جعفر المدني: هو عُمبر بن يزيد الخَطمي. وأخرجه الترمذي (3895)، والنسائي في "الكبرى" (10419) و (10420) من طريقين عن أبي جعفر المدني، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. =

190 - باب ما جاء في صلاة التسبيح

190 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ التَّسْبِيحِ 1386 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عِيسَى الْمَسْرُوقِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ ابْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْعَبَّاسِ: "يَا عَمِّ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَنْفَعُكَ، أَلَا أَصِلُكَ" قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا انْقَضَتْ الْقِرَاءَةُ فَقُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ، ثُمَّ ارْكَعْ فَقُلْهَا عَشْرًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْرًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْرًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقُلْهَا عَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَقُومَ، فَتِلْكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، وَهِيَ ثَلَاثُماِئةٍ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكَ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ، غَفَرَهَا اللَّهُ لَكَ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ يَقُولُهَا فِي يَوْمٍ؟ قَالَ: "قُلْهَا فِي جُمُعَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقُلْهَا فِي شَهْرٍ" حَتَّى قَالَ: "فَقُلْهَا فِي سَنَةٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي (10421) من طريق هشام الدستوائي، عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف. وهو في "مسند أحمد" (17240). تنبيه: جاء في المطبوع بعد هذا: "قال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح" ولم ترد هذه العبارة في أصولنا الخطية، وأبو إسحاق هذا لم نتبينه. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، موسى بن عُبيدة -وهو الزَبَذي- ضعيف، وسعيد بن أبي سعيد مجهول. =

1387 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: "يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، وَسِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ. عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْتَ وَأَنْتَ قَائِمٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، ¬

_ = وأخرجه الترمذي (485) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب من حديث أبي رافع. وفي الباب عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا سيأتي بعده، وإسناده حسن. وعن أبي الجوزاء، عن رجل له صحبة -يرون أنه عبد الله بن عمرو- مرفوعًا عند أبي داود (1298)، ومن طريقه البيهقي 3/ 52، وأشار بإثره إلى أنه روي عن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، وعن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قوله. وعن عروة بن عُويم، عن رجل أنصاري -قيل: هو جابر- عند أبي داود (1299)، ومن طريقه البيهقي 1/ 319، ورواية عروة بن عويم عن الصحابة مرسلة فيما ذكره غير واحد من أهل العلم. وقد قال الحافظ ابن حجر في رسالته التي فيها الأجوبة عن أحاديث "المصابيح" المطبوعة بآخر "المشكاة" 3/ 1779 - 1782 من كلام مطول: والحق أنه في درجة الحسن لكثرة طرقه. وانظر لزاما التعليق على "العواصم والقواصم" لابن الوزير 9/ 141.

خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً " (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، رجاله ثقات غير موسى بن عبد العزيز -وهو اليماني العدني- فقد قال عنه ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وغير الحكم بن أبان -وهو المدني- فقد قال عنه ابن معين والنسائي: ثقة، وكذا قال العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وإنما وقع المناكير في رواية ابنه إبراهيم عنه، وإبراهيم ضعيف، وحكى ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وابن المديني وأحمد بن حنبل، وقال البزار كما في "كشف الأستار" بإثر الحديث (3456): ليس به بأس. وقد صحح هذا الحديث الإمام أبو داود فيما نقله عنه الحافظان صلاح الدين العلائي في "النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح" ص30 - 31، وابن ناصر الدين الدمشقي في "الترجيح لحديث صلاة التسبيح" ص 39 - 40، وكذا صححه أبو بكر الآجري في "النصيحة" فيما نقله ابن ناصر الدين عنه، ونقل العلائي وابن ناصر الدين عن الإمام مسلم قوله: لا يُروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا. وقال العلائي: إسناده جيد. وأخرجه أبو داود (1297) عن عبد الرحمن بن بشر، بهذا الإسناد. وروي من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة مرسلًا عند ابن خزيمة بإثر الحديث (1216)، والحاكم 1/ 319، والبيهقي 3/ 52، ولا يصح، إبراهيم بن الحكم ضعيف كما سلف عن ابن حبان.

191 - باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان

191 - بَابُ مَا جَاءَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ 1388 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا، وَصُومُوا نَهَارَهَا (¬1)، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ" (¬2). 1389 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنَا حَجَّاجٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ لَيْلَةٍ فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟ " قَالَتْ: قَدْ قُلْتُ، وَمَا بِي ¬

_ (¬1) في (م) ونسخة على هامش (ذ): "وصوموا يومها" وهي رواية البيهقي، والمثت من (س) و (ذ)، وهي رواية المزي. (¬2) إسناده تالف بمرة، ابن أبي سبرة -وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمَّد القرشي- رموه بالوضع. إبراهيم بن محمَّد: هو ابن علي بن عبد الله بن جعفر. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3822)، وفي "فضائل الأوقات" (24)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي بكر بن عبد الله بن محمَّد بن سبرة 33/ 107 من طريق الحسن بن علي الخلال، بهذا الإسناد.

ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ" (¬1). 1390 - حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف الحجاج -وهو ابن أرطأة- ولانقطاعه، قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "سننه" عقب الحديث (749): يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطأة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير. وأخرجه الترمذي (749) عن أحمد بن مَنيع، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26018). وللحديث طرق أخرى عند البيهقي في "شعب الإيمان" (3835) و (3837) و (3838)، وأسانيدها ضعيفة كلها. (¬2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وقد اختُلف عليه فيه، فرواه الوليد بن مسلم عنه كما في رواية ابن ماجه هذه عن الضحاك بن أيمن، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب، عن أبي موسى الأشعري، ورواه أبو الأسود النضر بن عبد الجبار عنه، عن الزبير بن سليم، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب، عن أبيه، عن أبي موسى الأشعري، وتابع أبا الأسود على ذلك سعيدُ بن كثير بن عُفير. وسيأتي تخريجه فيما بعده.

192 - باب ما جاء في الصلاة والسجدة عند الشكر

1390م- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ، نَحْوَهُ (¬1). 192 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّجْدَةِ عِنْدَ الشُّكْرِ 1391 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، حَدَّثَتْنِي شَعْثَاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى يَوْمَ بُشِّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ رَكْعَتَيْنِ (¬2). ¬

_ (¬1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله- وجهالةِ عبد الرحمن بن عَرْزَب والزبير بن سُليم، وقد اختلف فيه على ابن لهيعة كما بيناه في الطريق السالف. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (510)، والببهقي في "شعب الإيمان" (3834)، وفي "فضائل الأوقات" (29) من طريق أبي الأسود المصري، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الزبير بن سُليم 9/ 39 من طريق سعيد بن كثير بن عُفير، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقد تحرف الزبير بن سُليم إلى الربيع ابن سليمان في كتاب "السنة" بتحقيق المحدث ناصر الألباني رحمه الله. وله شاهد من حديث مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل عند ابن أبي عاصم في "السنة" (512)، وابن حبان (5665)، والطبراني في "الكبير" 20/ (215)، وفي "الأوسط" (6772)، وأبي نعيم في "الحلية " 5/ 191، والبيهقي في "الشعب" (3833)، وفي "فضائل الأوقات" (22)، ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، مكحول لم يلق مالك بن يخامر. وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6642)، وإسناده ضعيف. وانظر تتمة شواهده في التعليق على"المسند" و"صحيح ابن حبان". (¬2) إسناده ضعيف، سلمة بن رجاء مختلف فيه والراجح ضعفه، وشعثاء -وهي بنت عبد الله الأسدية- جهَّلها الحافظان الذهبي وابن حجر. =

1392 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا أَبِي، أخبرنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ السَّهْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ بُشِّرَ بِحَاجَةٍ، فَخَرَّ سَاجِدًا (¬1). 1393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَرَّ سَاجِدًا (¬2). 1394 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه الدارمي (1462)، والبزار في "مسنده" (3368)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 150، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1178، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمهَ شعثاء بنت عبد الله 35/ 206 من طرق عن سلمة بن رجاء، به. وفيه عندهم: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى ركعتين حين بُشًر بالفتح -وعند المزي- يوم فتح مكة - وحين بُشر برأس أبي جهل. وعند الدارمي: أو برأس أبي جهل. وعندهم جميعًا أن تلك الصلاة كانت للضُحى. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله. ويشهد له حديث عبد الرحمن بن عوف في "مسند أحمد" (1664)، وهو حديث حسن. وحديث سعد بن أبي وقاص عند أبي داود (2775)، وفي إسناده مجهول. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ضمن حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه البخاري (4418)، ومسلم (2769)، والنسائي في "الكبرى" (11168) من طرق عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه عبد الله بن كعب، عن كعب ابن مالك. وهو في "مسند أحمد" (27175).

193 - باب ما جاء في أن الصلاة كفارة

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ بشر (¬1) بِهِ، خَرَّ سَاجِدًا، شُكْرًا لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (¬2). 193 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ الصَّلَاةَ كَفَّارَةٌ 1395 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثًا، يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرُهُ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَنِي وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ -وَقَالَ مِسْعَرٌ: ثُمَّ يُصَلِّي- فيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (س) و (ذ): "يُسَر"، والمثبت من (م) ونسخة على هامش (ذ) وهو الموافق لرواية أبي داود. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكار بن عبد العزيز. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. وأخرجه أبو داود (2774)، والترمذي (1668) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20455) بنحوه. وانظر ما سلف برقم (1392). (¬3) إسناده حسن من أجل أسماء بن الحكم الفزاري، فقد روى له أصحاب السُّنن، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": صدوق، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن سعد في "طبقاته" 6/ 157 في طبقة التابعين الذين رووا عن علي =

1396 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (¬1) أَظُنُّهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ: أَنَّهُمْ غَزَوْا غَزْوَةَ السُّلَاسِلِ، فَفَاتَهُمْ الْغَزْوُ، فَرَابَطُوا، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ أَبُو أَيُّوبَ وَعُقْبَةُ ابْنُ عَامِرٍ، فَقَالَ عَاصِمٌ: يَا أَبَا أَيُّوبَ، فَاتَنَا الْغَزْوُ الْعَامَ. وَقَدْ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ. فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، ¬

_ = رضي الله عنه، وقال: كان قليلَ الحديث، وصحَّح حديثَه هذا ابن حبان، وحسَّنه الترمذي وابن عدي، وجوّد إسناده الحافظ في "تهذيب التهذيب" في ترجمة أسماء ابن الحكم، وقول البخاري: "لم يرو عنه إلا هذا الحديث، وحديث آخر لم يتابع عليه وقد روى أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعضهم عن بعض، ولم يُحلِّف بعضهم بعضا" تعقبه المزي في "التهذيب" فقال: ما ذكره البخاري رحمه الله لا يقدح في صحة هذا الحديث، ولا يوجب ضعفه، أما كونه لم يتابع عليه، فليس شرطًا في صحة كل حديث صحيح أن يكون لراويه متابع عليه، وفي الصحيح عدة أحاديث لا تعرف إلا من وجه واحد نحو حديث "الأعمال بالنية" الذي أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول، وغير ذلك، وأما ما أنكره من الاستحلاف، فليس فيه أن كل واحد من الصحابة كان يستحلف من حدثه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بل فيه أن عليًا رضي الله عنه كان يفعل ذلك، وليس ذلك بمنكر أن يحتاط في حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كما فعل عمر رضي الله عنه في سؤاله البينةَ بعضَ من كان يروي له شيئًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما هو مشهور عنه [انظر البخاريَ (6245) ومسلمًا (2153)] والاستحلاف أيسر من سؤال البينة ... اهـ. مسعر: هو ابن كدام، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (1521)، والترمذي (408) و (3251)، والنسائي في "السُّنن الكبرى" (10175 - 10178) و (11012) من طرق عن عثمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2). (¬1) كذا وقع عند ابن ماجه، وعند النسائي: سفيان بن عبد الرحمن، وصوبه المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 90 - 91.

أَدُلُّكَ عَلَى أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى كَمَا أُمِرَ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ"، أَكَذَلِكَ يَا عُقْبَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ (¬1). 1397 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولَ: قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهْرٌ يَجْرِي يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا كَانَ يُبْقَي مِنْ دَرَنِهِ؟ " قَالَ: لَا شَيْءَ، قَالَ: "فَإِنَّ الصَّلَاةَ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ" (¬2). ¬

_ (¬1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، سفيان بن عبد الرحمن -وهو حفيد عاصم بن سفيان- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وجده عاصم صدوق. وأخرجه النسائي 1/ 90 عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، بهذا الإسناد. وقال: سفيان بن عبد الرحمن. وهو في "مسند أحمد" (23595)، و"صحيح ابن حبان" (1042). وله شاهد من حديث عثمان عند الطبراني في "الكبير" (149)، وأبي نعيم في "الحلية" 5/ 8، وإسناده صحيح، وأصله في "الصحيحين". (¬2) إسناده صحيح. ابن أخي ابن شهاب: هو محمَّد بن عبد الله بن مسلم الزهري. وأخرجه أحمد (518)، وعبد بن حميد (56)، والبزار (356)، وأبو يعلى في "مسنده"- فيما ذكر البوصيري في "مصباح الزجاجة"- من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. قوله: "الدرن" أي: الوسخ.

1398 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ امْرَأَةٍ، يَعْنِي مَا دُونَ الْفَاحِشَةِ، فَلَا أَدْرِي مَا بَلَغَ، غَيْرَ أَنَّهُ دُونَ الزِّنَى، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِي هَذِهِ؟ قَالَ: "لِمَنْ أَخَذَ بِهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، سفبان بن وكيع وإن كان ضعيفًا متابع، وباقي رجاله ثقات. سليمان التيمي: هو ابن طَرخان، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ. وأخرجه البخاري (526)، ومسلم (2763) (39 - 41)، والترمذي (3375)، والنسائي في "الكبرى" (323) و (7285) و (11183) من طريق سليمان التمي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2763) (43)، والنسائي (7278 - 7280) من طريق شعبة، والنسائي (7281) من طريق أسباط، كلاهما عن سماك بن حرب، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود. وأخرجه مسلم (2763) (42)، والترمذي (3372)، والنسائي (7283) من طريق أبي الأحوص، والنسائي (7282) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن سماك بن حرب، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود. وقال الترمذي: رواية هؤلاء أصح من رواية الثوري. قلنا: ورواية سفيان الثوري أخرجها الترمذي (3373) و (3374)، والنسائي (7276) و (7277) من طريقه عن سماك، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. وقُرن سماك في الموضع الثاني عند الترمذي والنسائي بالأعمش. وأخرجه النسائي (7284) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (3653). وسيأتي برقم (4254).

194 - باب ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها

194 - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَرْضِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا 1399 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى آتِيَ عَلَى مُوسَى عليه السلام، فَقَالَ مُوسَى: مَاذَا افْتَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ عَنِّي (¬1) شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ. فَقُلْتُ: قَدْ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي" (¬2). ¬

_ (¬1) قوله: "عني" ليس في (س) و (م). (¬2) حديث صحيح، حرملة بن يحيى المصري -وإن كان حسن الحديث- متابع، وقد سمع أنسٌ هذا الحديث من أبي ذر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما جاء مصرحًا به في رواية البخاري ومسلم فأرسله أنس، ومرسل الصحابي حُجة. وأخرجه البخاري (349)، ومسلم (163) من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أنس، عن أبي ذر مطولًا بقصة المعراج. وأخرجه النسائي 1/ 221 من طريق يونس، عن الزهري، عن أنس. وأخرجه أيضًا 1/ 221 من طريق يزيد بن أبي مالك، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (21288).

1400 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُصْمٍ أَبِي عُلْوَانَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُمِرَ نَبِيُّكُمْ بِخَمْسِينَ صَلَاةً، فَنَازَلَ رَبَّكُمْ أَنْ يَجْعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ (¬1). 1401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ الْمُخْدِجِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يَنْتَقِصْ مِنْهُنَّ شَيْئًا، اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَهْدًا أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ قَدْ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا، اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي. وأخرجه أحمد (2889)، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/ 307 - 308 من طريق شريك، بهذا الإسناد. ولفظه: "فرض على نبيكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسون صلاة، فسأل ربه عز وجل، فجعلها خمسًا". وأخرجه بنحوه أبو داود (247) عن قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن جابر، عن عبد الله بن عُصم، عن ابن عمر رفعه. وأيوب بن جابر ضعيف، ورجَّح الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 5/ 47 رواية شريك على رواية أيوب هذه، وقال: شريك أقوى منه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة المُخدجي -وهو أبو رُفيع، وقيل: رفيع- فقد تفرد بالرواية عنه عبد الله بن مُحيريز، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لكنه متابع. =

1402 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي الْمَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ (¬1) فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، قَالَ: فَقَالُوا: هَذَا الرَّجُلُ الْأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَدْ أَجَبْتُكَ" فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلَا تَجِدَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ، فَقَالَ: "سَلْ مَا بَدَا لَكَ". قَالَ الرَّجُلُ: نَشَدْتُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ نَعَمْ" قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ نَعَمْ" قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنْ السَّنَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ نَعَمْ" قَالَ: فَأَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1420)، والنسائي 1/ 230 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمَّد بن يحيى بن حَبان، بهذا الإسناد، وهو في "مسند أحمد" (22693). وأخرجه أبو داود (425) من طريق عبد الله الصُّنابحي (صوابه: أبو عبد الله، كما حققناه في المسند) عن عُبادة بن الصامت. وهو في "مسند أحمد" (22704). وإسناده صحيح. (¬1) المثبت من (ذ) ونسخة على هامش (س)، وهو الموافق لمصادر التخريج، وفي (س) و (م): "على رحل".

أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ نَعَمْ"، فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ (¬1). 1403 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السُّلَيْكِ (¬2)، أَخْبَرَنِي دُوَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: إِنَّ أَبَا قَتَادَةَ بْنَ رِبْعِيٍّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا أَنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ، فَلَا عَهْدَ لَهُ عِنْدِي" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك بن أبي نمر قد توبع. وأخرجه البخاري (63)، وأبو داود (486)، والنسائي 4/ 122 - 123 و 123 - 124 من طريق شريك بن أبي نمر، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12719)، و"صحيح ابن حبان" (154). وأخرجه مسلم (12)، والترمذي (624)، والنسائي 4/ 121 - 122 من طريق ثابت بن أسلم البناني، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12457)، و"صحيح ابن حبان" (155). (¬2) المثبت من (ذ) و (م)، وفي (س): السَّليل. وكلاهما له وجه، انظر العليق على "الإكمال" لابن ماكولا 4/ 339. (¬3) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وجهالةِ شيخه ضُبارة بن عبد الله. وأخرجه أبو داود (430) عن حيوة بن شريح المصري، عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. ويغني عنه حديث عبادة بن الصامت السالف برقم (1401)، وهو حديث صحيح.

195 - باب ما جاء في فضل الصلاة في المسجد الحرام ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -

195 - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1404 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدَينِيُّ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رَبَاحٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ" (¬1). 1404م - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "موطأ مالك" برواية أبي مصعب (517)، وبرواية يحيى الليثي 1/ 196، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1190)، والترمذي (325). وأخرجه مسلم (1394) (507)، والنسائي 2/ 35 من طريق الزهري، عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي 5/ 214 من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (1394) (508) من طريق أبي صالح، والترمذي (4258) من طريق الوليد بن رباح، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7415). وانظر ما بعده. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مسلم (1394) (505) و (506) من طريقين عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7253).

1405 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ" (¬1). 1406 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخبَرنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مسلم (1395)، والنسائي 5/ 213 من طرق عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (2646). (¬2) إسناده صحيح. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أحمد (14694)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (599)، وابن عبد البر الأندلسي في "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" 6/ 27 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وفي رواية الطحاوي: " وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة صلاة فيما سواه" وقال الطحاوي بإثره: كأنه يعني مسجده عليه السلام. قال السندي: قوله: (مئة ألف صلاة) قيل: كذا في بعض الأصول، وفي بعضها: من مئة صلاة، وهاتان الروايتان في ابن ماجه أيضًا، قلت: والتوفيق بينهما بحمل مئة صلاة على أنها مئة بالنظر إلى مسجده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فصارت مئة ألف بالنظر إلى المساجد الأخرى، والله تعالى أعلم.

196 - باب ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس

196 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ 1407 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ! قَالَ: "أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ" قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: "فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، زياد بن أبي سودة وإن روى عنه جمع، ووثقه مروان بن محمَّد الدمشقي فيما نقله عنه أبو زرعة في "تاريخه" 1/ 338، وذكره ابن حبان في "الثقات"، إلا أن الذهبي رحمه الله قال في "الميزان": في النفس شيء من الاحتجاج به، وأورد له هذا الحديث وقال: هذا حديث منكر جدًا، ثم نقل عن عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 1/ 298 قوله فيه: ليس هذا الحديث بقوي، وقول ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 535: زياد وعثمان ممن يجب التوقفُ في روايتهما، وقال الحافظ في "الإصابة" 8/ 130 في ترجمة ميمونة بنت سعد عن حديثها هذا: فيه نظر. وأخرجه أحمد (27626) و (27627)، وأبو يعلى (7088)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (610)، والطبراني في "الكبير" 25/ (55)، وفي "مسند الشاميين" (471)، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (17)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة زياد بن أبي سودة 9/ 481 - 482 من طريق عيسى بن يوش، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3448)، والطبراني في "الكبير" 25/ (56) من طريق صدقة بن صدقة، كلاهما عن ثور بن يزيد الحمصي، بهذا الإسناد. ووهم أبو يعلى فجعله من مسند ميمونة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (472) من طريق أصبغ بن يزيد، عن ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة، لم يذكر أخا زياد. =

1408 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ الْأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الشيْبَانِيِّ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ ابْنُ دَاوُدَ عليهما السلام مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الضياء في "فضائل بيت المقدس" (16) من طريق عمرو بن الحصين، عن يحيى بن العلاء، عن ثور، عن زياد، عن أبي أمامة، عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال الضياء: كذا روى هذا الحديث عمرو بن الحصين عن يحيى بن العلاء، وكلاهما لا يحتج به، والمعروف حديث ميمونة مولاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وليست بابنة الحارث. وأخرجه أبو داود (457)، والطبراني في "مسند الشاميين" (344)، والبيهقي 2/ 441، والبغوي في "شرح السنة" (456)، والمزي في ترجمة زياد بن أبي سودة من "تهذيب الكمال" 9/ 481 من طريق سعيد بن عبد العزيز، والطحاوي في "شرح المشكل" (611) و (612)، والطبراني في "الكبير" 25/ (54)، وفي "مسند الشاميين" (1947)، والمزي 9/ 482 من طريق معاوية بن صالح، كلاهما عن زياد ابن أبي سودة، عن ميمونة. لم يذكرا أخا زياد. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن سويد الرّملي، ولكنه متابع. عبد الله بن الدّيلمي: هو ابن فيروز. وأخرجه النسائي 2/ 34 من طريق ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن ابن الديلمي، به. =

1409 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى" (¬1). 1410 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ قَزَعَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (6644) و"صحيح ابن حبان" (1633) من طريق ربيعة ابن يزيد، عن ابن الديلمي، به. وهذا لا يضر ولا يُعَلً به الحديث، ويكون ربيعة سمعه من الاثنين، فالإسناد صحيح. (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد. وأخرجه مسلم (1397) (512) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1189)، ومسلم (1397) (511)، وأبو داود (2033)، والنسائي 2/ 37 - 38 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، به. وأخرجه مسلم (1397) (513) من طريق سلمان الأغر، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7191)، و"صحيح ابن حبان" (1631). (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. قزعة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه البخاري (1188)، ومسلم بإثر الحديث (1338) / (415)، والترمذي (326) من طريق عبد الملك بن عمير، عن قزعة، عن أبي سعيد وحده. قال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 1: الصحيح قول من قال: عن قزعة، عن أبي سعيد. =

197 - باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء

197 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ 1411 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَبْرَدِ مَوْلَى بَنِي خَطْمَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ الْأَنْصَارِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ كَعُمْرَةٍ" (¬1). 1412 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَرْمَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يَقُولَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (11040)، و"صحيح ابن حبان" (1617)، و"شرح مشكل الآثار" (578). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الأبرد مولى بني خطمة. وأخرجه الترمذي (324) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث سهل بن حنيف الآتي بعده. (¬2) صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن سليمان الكرماني حسن الحديث. وأخرجه النسائي 2/ 37 من طريق مُجمِّع بن يعقوب، عن محمَّد بن سليمان الكرماني، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15981) و (15982). ويشهد له حديث أسيد بن حضير السالف قبله. وحديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة 2/ 373، وابن حبان (1627)، وإسناده حسن. وحديث أبي سعيد الخدري عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 244.

198 - باب ما جاء في الصلاة في المسجد الجامع

198 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ 1413 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا رُزَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَلْهَانِيُّ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةٍ، وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً، وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِ مِئَةِ صَلَاةٍ، وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَصَلَاته فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِئَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ" (¬1). 199 - بَابُ مَا جَاءَ فِي بَدْءِ شَأْنِ الْمِنْبَرِ 1414 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، حدثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ إِذْ كَانَ الْمَسْجِدُ عَرِيشًا، وَكَانَ يَخْطُبُ إِلَى ذَلِكَ الْجِذْعِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: هَلْ لَكَ أَنْ نَجْعَلَ لَكَ شَيْئًا تَقُومُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَرَاكَ النَّاسُ وَتُسْمِعَهُمْ خُطْبَتَكَ؟ قَالَ: "نَعَمْ" فَصَنَعَ لَهُ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ، فَهِيَ الَّتِي عْلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا وُضِعَ الْمِنْبَرُ، وَضَعُوهُ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي فِيهِ، فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُومَ إِلَى الْمِنْبَرِ، مَرَّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا لجهالة أبي الخطاب الدمشقي، ورُزيق أبو عبد الله الألهاني قال عنه ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلا عند الوفاق، وقال الذهبي عن هذا الحديث في "الميزان" عندما ترجم لأبي الخطاب الدمشقي: هذا منكر جدًا.

إِلَى الْجِذْعِ الَّذِي كَانَ يَخْطُبُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا جَاوَزَ (¬1) الجِذْعَ، خَارَ حَتَّى تَصَدَّعَ وَانشَقَّ، فَنَزَلَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا سَمِعَ صَوْتَ الْجِذْعِ، فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ حَتَّى سَكَنَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، وكَانَ إِذَا صَلَّى، صَلَّى إِلَيْهِ، فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ وَغُيِّرَ، أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَكَانَ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ حَتَّى بَلِيَ، فَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ وَعَادَ رُفَاتًا (¬2). ¬

_ (¬1) في (س): "تجاوز"، والمثبت من (ذ) و (م). (¬2) صحيح لغيره دون قصة أخذ أبي بن كعب للجذع المذكورة في آخره، فلم ترد إلا في حديث أبىّ، ومداره على عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد، ولم يتابع على هذه القصة، ولم يرد ما يشهد لها، فهي ضعيفة. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 143، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 251 - 252، والدارمي (36)، وأحمد (21248)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4176)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (306)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 67 من طريق عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد. ويشهد له دون قصة أخذ أُبيّ للجذع حديث عبد الله بن عباس وأنس بن مالك، وهو الآتي بعده. وحديث عبد الله بن عمر عند البخاري (3583)، وأبي داود (1081)، والترمذي (511). وانظر تتمة شواهده في "مسند أحمد" (5886). وفي بعض شواهده: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر أن يُدفن الجذع، روي ذلك من حديث أبي سعيد الخدري عند الدارمي (37)، وابن أبي شيبة 11/ 486، وحديث أنس بن مالك عند الدارمي (41)، والطحاوي في "شرح المشكل" (4179)، وابن خزيمة (1777)، وإسناده حسن، وحديث سهل بن سعد عند الطحاوي (4196)، وحديث ابن عباس عند البيهقي في "الدلائل" 2/ 558. وهذه القصة أصح من قصة أخذ أُبي ابن كعب للجذع، وجمع بينهما الطحاوي في "شرح المشكل" 10/ 390، وابن حجر =

1415 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ (¬1)، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ ذَهَبَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَنَّ الْجِذْعُ فَأَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ: "لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬2). 1416 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَن أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ؟ فَأَتَوْا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، ¬

_ = في "فتح الباري" 6/ 603 بأن أُببا أخذه بعدما دُفن. والأَولَى تضعيفُ حديث عبد الله ابن محمَّد بن عقيل. (¬1) في (س) و (م): " ... الباهلي، حدثنا أبو راشد، حدثنا حماد بن سلمة ... "، وفي (ذ): " ... الباهلي، حدثنا بهز أبو راشد، حدثنا حماد ... "، والمثبت من المطبوع ومن نسخة خطية متأخرة منسوخة في القرن الثاني عشر الهجري، وبهز يكنى أبا الأسود. (¬2) إسناده صحيح، والقائل: "عن ثابت عن أنس" هو حماد بن سلمة. وأخرجه ابن سعد 1/ 188، والدارمي (39) و (1563)، وأحمد (2236) و (2400)، والطبراني (12841)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 558 من طريق حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس. وأخرجه عبد بن حميد (1336)، والدارمي (39 م) و (1564)، وأحمد (2237)، وأبو يعلى (3384) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. وأخرجه الترمذي (3955) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس. وانظر "مسند أحمد" (13363)، و"صحيح ابن حبان" (6507).

هُوَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ، عَمِلَهُ فُلَانٌ مَوْلَى فُلَانَةَ، نَجَّارٌ، فَجَاءَ بِهِ، فَقَامَ عَلَيْهِ حِينَ وُضِعَ، فَاسْتَقْبَلَ القبلة وَقَامَ النَّاسُ خَلْفَهُ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَجَعَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ بِالْأَرْضِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ فَقَامَ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ بِالْأَرْضِ (¬1). 1417 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُومُ إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ - أَوْ قَالَ: إِلَى جِذْعٍ - ثُمَّ اتَّخَذَ مِنْبَرًا قَالَ: فَحَنَّ الْجِذْعُ. قَالَ جَابِرٌ: حَتَّى سَمِعَهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَسَحَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ لَمْ يَأْتِهِ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أحمد بن ثابت الجحدري صدوق حسن الحديث، وقد تابعه علي بن المديني عند البخاري وأحمد بن حنبل وغيرهما. وأخرجه البخاري (377)، ومسلم (544)، وأبو داود (1080)، والنسائي 2/ 57 - 59 من طرق عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. وهو في "مسند أحمد" (22800) و (22871)، و"صحيح ابن حبان" (2142). قوله: "أثل الغابة" الأثل: نوع من الشجر، والغابة: موضع قريب من المدينة. قاله السندي. وقوله: "رجع القهقرى" أي: رجع رجوع الماشي إلى ورائه، لئلا ينحرف عن القبلة. قاله السندي أيضًا. (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وهو في "مسند أحمد" (14282)، و"صحيح ابن حبان" (6508) من طريق سليمان التيمي، بهذا الإسناد. =

200 - باب ما جاء في طول القيام في الصلاة

200 - بَابُ مَا جَاءَ فِي طُولِ الْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ 1418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ الْأَمْرُ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَتْرُكَهُ (¬1). 1419 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ! قَالَ: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (918) و (3585) من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس، و (449) و (2095) و (3584) من طريق عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، والنسائي 3/ 102 من طريق أبي الزبير، ثلاثتهم عن جابر. وله طرق عن جابر انظر تخريجها في "المسند" (14119). (¬1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق ابن سلمة. وأخرجه البخاري (1135)، ومسلم (773) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3646). (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار تابعه صدقة بن الفضل عند البخاري وأحمد بن حنبل وغيرهما. وأخرجه البخاري (1130)، ومسلم (2819)، والترمذي (414)، والنسائي 3/ 219 من طرق عن زياد بن علاقة، به. وهو في "مسند أحمد" (18198)، و"صحيح ابن حبان" (311).

1420 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ! قَالَ: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا" (¬1). 1421 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي هشام الرفاعي ويحيى بن يمان، وقد توبعا. وأخرجه وكيع بن الجراح في "الزهد" (147)، وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (260) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 224 من طريق شعبة، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" 7/ 86 من طريق سفيان الثوري، أربعتهم (وكيع ويحيى وشعبة والثوري) عن الأعمش، به. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (259)، وابن خزيمة (1184)، والبزار (2381 - كشف الأستار) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، والبزار (2382) و (2383) من طريق عاصم بن كليب بن شهاب، عن أبيه، كلاهما (أبو سلمة وكليب) عن أبي هريرة. (¬2) حديث صحيح، أبو عاصم. هو الضحاك بن مخلد النبيل، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج- قد صرح بالسماع عند مسلم، وأبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي- قد توبع. وأخرجه مسلم (756)، والترمذي (388) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (15210). =

201 - باب ما جاء في كثرة السجود

201 - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ السُّجُودِ 1422 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ وَأَعْمَلُهُ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ (¬1)، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بها خَطِيئَةً" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (756) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14233)، و"صحيح ابن حبان" (1758). (¬1) في (س): "عليك بكثرة السجود"، والمثبت من (ذ) و (م)، وهو الموافق لرواية النسائي. (¬2) صحيح بطرقه وشاهده، عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان صدوق، لكن تكلم بعضهم في روايته عن أبيه عن مكحول، وقد توبع. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (973)، والطبراني في "الكبير" 22/ (809) عن طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8645) من طريق زيد بن واقد، والطبراني 22/ (810) من طريق سليمان بن موسى، كلاهما عن كثير بن مرة الحضرمي، عن أبي فاطمة. وإسناداه حسنان، وكثير بن مرة ثقة. وأخرجه أبو داود برواية أبي الطيب بن الأُشناني- كما في "تحفة الأشراف" (12078)، و"تهذيب الكمال" في ترجمة كثير بن قليب 24/ 148 - عن قتيبة بن سعيد، وابن سعد في "الطبقات" 7/ 805، والدولابي في "الكنى" 1/ 48 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، وابن المبارك في "الزهد" (1296)، ثلاثتهم (قتيبة والمقرئ وابن المبارك) عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن كثير الأعرج الصدفي (وهو كثير بن مرة)، عن أبي فاطمة. وهذا سند حسن. وهو في "مسند أحمد" (15527). وله شاهد من حديث ثوبان عند مسلم (488)، وهو الآتي بعده.

1423 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، قال: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ، حَدَّثَني مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيُّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ عُدْتُ فَقُلْتُ مِثْلَهَا، فَسَكَتَ، قلت ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالسُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً". قَالَ مَعْدَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬1). 1424 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْمُرِّيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةً، فَاسْتَكْثِرُوا مِنْ السُّجُودِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (488)، والترمذي (389) و (390)، والنسائي 2/ 228 من طريقين عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22377)، و"صحيح ابن حبان" (1735). (¬2) إسناده صحيح، والوليد بن مسلم قد صرح بسماعه عند أبي نعيم والطبراني في "الشاميين". الصُّنابحي: هو عبد الرحمن بن عُسيلة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (867)، و "مسند الشاميين" (2226)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 130 من طريقين عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. ويشهد له حديثًا الباب السالفان قبلَه.

202 - باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة

202 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ 1425 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ ابْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذَا أَتَيْتَ أَهْلَ مِصْرِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ أَتَمَّهَا، وَإِلَّا قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ. فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتْ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ" (¬1). 1426 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ح) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أخبرنا حُمَيْدٌ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- وجهالة أنس بن حكيم الضبي، ولكنهما متابعان. وأخرجه أبو داود (864) من طريق الحسن البصري، عن أنس بن حكيم، به. وهو في "مسند أحمد" (7902) و (9494). وأخرجه الترمذي (415)، والنسائي 1/ 232 من طريق حُريث بن قبيصة، والنسائي 1/ 232 - 233 من طريق أبي رافع، و1/ 233 - 234 من طريق يحيى بن يعمر، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وإسناد النسائي الثالث من طريق يحيى بن يعمر صحيح. وهو في "المسند" (16614) من طريق يحيى بن يعمر، عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

203 - باب ما جاء في صلاة النافلة حيث تصلى المكتوبة

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَةً، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَكْمَلَهَا، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَأَكْمِلُوا بِهَا (¬1) مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ" (¬2). 203 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صَلَاةُ النَّافِلَةِ حَيْثُ تُصَلَّى الْمَكْتُوبَةُ 1427 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى أَنْ يَتَقَدَّمَ، أَوْ يَتَأَخَّرَ، أَوْ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ" يَعْنِي السُّبْحَةَ (¬3). ¬

_ (¬1) في (س): "به"، والمثبت من (ذ) و (م)، وهو الموافق لمصادر التخريج. (¬2) إسناد حديث تميم الداري صحيح، وأما إسناد حديث أبي هريرة فضعيف لإبهام الراوي عنه فيه، وقد صح من طريق أخرى سلف ذكرها عند الحديث السابق. وهو في "مسند أحمد" (16954) من حديثهما. وحديث تميم الداري أخرجه أبو داود (866) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16951). وحديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (865) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬3) إسناده ضعيف لجهالة إبراهيم بن إسماعيل -ويقال: إسماعيل بن إبراهيم- وجهالة حجاج بن عبيد -ويقال: ابن أبي عبد الله، ويقال: ابن يسار-، وليث -وهو ابن أبي سُليم- ضعيف أيضًا. وأخرجه أبو داود (1006) من طريق ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9496).

204 - باب ما جاء في توطين المكان في المسجد يصلى فيه

1428 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يُصَلِّي الْإِمَامُ فِي مُقَامِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْمَكْتُوبَةَ، حَتَّى يَتَنَحَّى عَنْهُ" (¬1). 204 - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَوْطِينِ الْمَكَانِ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلَّى فِيهِ 1429 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ، وَعَنْ فِرْشَةِ السَّبُعِ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ الْمَكَانَ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عثمان بن عطاء -وهو ابن أبي مسلم الخُراساني- وأبوه عطاء لم يسمع من المغيرة. وأخرجه أبو داود (616) من طريق عبد العزيز بن عبد الملك القرشي، عن عطاء الخُراساني، عن المغيرة. وعبد العزيز هذا مجهول. تنبيه: جاء في المطبوع بعد هذا: حدثنا كثير بن عُبيد الحمصي، حدثنا بقية، عن أبي عبد الرحمن التميمي، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه، عن المغيرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحوه. قلنا: وليس هذا الإسناد في شيء من أصولنا الخطية، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف" (11517)، وزاده محققه الأستاذ عبد الصمد بين حاصرتين معتمدًا في ذلك على المطبوع. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة تميم بن محمود. =

205 - باب ما جاء في أين توضع النعل إذا خلعت في الصلاة

1430 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عن سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي إِلَى سُبْحَةِ الضُّحَى فَيَعْمِدُ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ دُونَ الْمُصْحَفِ، فَيُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَقُولُ لَهُ: أَلَا تُصَلِّي هَا هُنَا؟ وَأُشِيرُ إِلَى بَعْضِ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ، فَيَقُولُ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَحَرَّى هَذَا الْمُقَامَ (¬1). 205 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيْنَ تُوضَعُ النَّعْلُ إِذَا خُلِعَتْ فِي الصَّلَاةِ 1431 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ (¬2) ¬

_ = وأخرجه أبو داود (862)، والنسائي 2/ 214 - 215 من طرق عن جعفر بن عبد الله، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15532)، و"صحيح ابن حبان" (2277). وفي الباب عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه: أن رسول الله ... عند أحمد (23758)، وإسناده ضعيف، والصواب أنه يرجع إلى حديث عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، كما هو مبيَّن في موضعه من "المسند". (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، يعقوب بن حُميد بن كاسب ضعيف يُعتبر به، وقد توبع. وأخرجه البخاري (502)، ومسلم (509) (264) من طريق مكي بن إبراهيم، ومسلم (509) (265) من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16516)، و "صحيح ابن حبان" (1763) و (2152). (¬2) تحرف في أصولنا الخطية إلى: "عبد الله بن شقيق"، والتصويب من "تحفة الأشراف" (5314).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى يَوْمَ الْفَتْحِ، فَجَعَلَ نَعْلَيْهِ عَنْ يَسَارِهِ (¬1). 1432 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلْزِمْ نَعْلَيْكَ قَدَمَيْكَ، فَإِنْ خَلَعْتَهُمَا فَاجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْكَ، وَلَا تَجْعَلْهُمَا عَنْ يَمِينِكَ وَلَا عَنْ يَمِينِ صَاحِبِكَ، وَلَا وَرَاءَكَ فَتُؤْذِيَ مَنْ خَلْفَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن جريج: هو عبد الملك ابن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث عند غير ابن ماجه، ومحمد بن عباد: هو المخزومي المكي. وأخرجه أبو داود (648)، والنسائي 2/ 74 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/ 176 من طريق خالد بن الحارث، عن ابن جريج، به. وهو في "مسند أحمد" (15392)، و"صحيح ابن حبان" (2189). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًا، عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري- متروك الحديث، لكنه لم ينفرد به، فقد روي الحديث من غير طريقه. وأخرجه أبو داود (655) من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهو في "صحيح ابن حبان" (2182). وأخرجه أبو داود (654) من طريق يوسف بن ماهك، عن أبي هريرة. وهو في "صحيح ابن حبان" (2188).

أبواب الجنائز

أَبْوَابُ الْجَنَائِزِ 1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عِيَادَةِ الْمَرِيضِ 1433 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتَّةٌ بِالْمَعْرُوفِ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَتْبَعُ جِنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (¬1). 1434 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد، الحارث -وهو ابن عبد الله الأعور- ضعيف يعتبر به. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الترمذي (2934) من طريق هناد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (673). ويشهد له دون قوله: "ويحب له ما يحب لنفسه" حديث أبي هريرة الآتي برقم (2935). ويشهد لقوله: "ويحب له ما يحب لنفسه" ما أخرجه البخاري (13)، ومسلم (45) من حديث أنس مرفوعًا: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه".

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَرْبَعُ خِلَالٍ: يُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَشْهَدُهُ إِذَا مَاتَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ" (¬1). 1435 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَمْسٌ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ: رَدُّ التَّحِيَّةِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللَّهَ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير حكيم بن أفلح -وهو حجازي- فقد أخرج له البخاري في "الأدب المفرد" وابن ماجه، ولم يرو عنه غير جعفر بن عبد الله والد عبد الحميد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر ابن حجر في "التهذيب" أن ابن منده روى له في "الصحابة" حديثًا من طريق ابن عجلان، عن حكيم البصري، عن أبي مسعود، قال: فيحتمل أن يكون هو هذا. قلنا: فإن كان هو فالإسناد محتمل للتحسين، وإلا فضعيف لجهالة حكيم هذا. أبو مسعود الصحابي: اسمه عقبة بن عمرو الأنصاري البَدْري. وأخرجه أحمد (22342)، والبخاري في "الأدب المفرد" (923)، وابن حبان (240)، والطبراني في "الكبير" 17/ (734)، والحاكم 4/ 264 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسقط جعفر والد عبد الحميد من إسناد الحاكم. وانظر شاهده فيما قبله. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وقد توبع. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162) (4)، وأبو داود (5030) من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (2162) (5) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة، والترمذي (2935)، والنسائي 4/ 53 من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8271).

1436 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاشِيًا وَأَبُو بَكْرٍ، وَأَنَا فِي بَنِي سَلَمَةَ (¬1). 1437 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِي، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَعُودُ مَرِيضًا إِلَّا بَعْدَ ثَلَاثٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن عبد الله الصنعاني كذا جاءت تسمية أبيه في هذه الرواية: عبد الله، والصواب: محمَّد بن عبد الأعلى، كما في رواية إبراهيم بن دينار عن ابن ماجه، ذكر ذلك المزي في "التحفة" 2/ 362 - 363. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه البخاري (4577) و (5651) و (6723) و (7359)، ومسلم (1616)، وأبو داود (2886)، والترمذي (2227) و (2228) و (3262)، والنسائي 1/ 87 من طرق عن محمَّد بن المنكدر، به. وزاد جابر عندهم: فوجداني قد أُغمي على، ولم أكلمه، فتوضأ وصَبَّهُ علي، فأفقتُ، فقلت: يا رسولَ الله، كيف أصنع في مالي ولي أخوات، فنزلت آية المواريث. وسيأتي بتمامه برقم (2728). وأخرجه البخاري (5664)، وأبو داود (3096) من طريق سفيان بن عيينة، به، بلفظ: "أتاني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعودني ليس بِرَاكِبِ بغلِ ولا برذون". وهو في "مسند أحمد" (14298). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، مسلمة بن عُلَى -وهو الخُشَني الدمشقي- متروك، وقال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 2/ 315: هذا حديث باطل موضوع. اهـ. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (484)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص 236 من طريق هشام بن عمار، عن مسلمة، بهذا الإسناد. =

1438 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِي، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الْأَجَلِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَهُوَ يَطِيبُ نَفْسِ الْمَرِيضِ" (¬1). 1439 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَكِينٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَادَ رَجُلًا، قَالَ: "مَا تَشْتَهِي؟ " قَالَ: أَشْتَهِي خُبْزَ بُرٍّ. قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ خُبْزُ بُرٍّ فَلْيَبْعَثْ إِلَى أَخِيهِ" ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا، فَلْيُطْعِمْهُ" (¬2). ¬

_ = وله شاهد لا يُفْرَحُ به عند الطبراني في "الأوسط" (3527) من حديث أبي هريرة، وفي إسناده متروكان. (¬1) إسناده تالف بمرة، موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث، سأل ابن أبي حاتم أباه - كما في "العلل" له 2/ 241 - عن أحاديث رواها عقبة بن خالد، عن موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، ومن جملتها هذا الحديث، فقال أبو حاتم: هذه أحاديث منكرة كأنها موضوعة، وموصى ضعيف الحديث جدًا. وأخرجه الترمذي (2218) عن عبد الله بن سعيد الأشج، عن عقة بن خالد السَّكوني، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف، صفوان بن هبيرة لين الحديث، قال أبو حاتم: شيخ، وقال العقيلي: ولا يتابع على حديثه، لا يعرف إلا به، وقال الذهبي في "الميزان": صفوان بن هبيرة عند ابن ماجه، عن أبي مكين بخبر منكر. أبو مكين: هو نوح بن ربيعة. =

1440 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: "أَتَشْتَهِي شَيْئًا؟ أَتَشْتَهِي كَعْكًا؟ " قَالَ: نَعَمْ. فَطَلَبُوا لَهُ (¬1). 1441 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ لِي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا دَخَلْتَ عَلَى مَرِيضٍ فَمُرْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ، فَإِنَّ دُعَاءَهُ كَدُعَاءِ الْمَلَائِكَةِ" (¬2). ¬

_ = وسيأتي برقم (3445). وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 212 عن محمَّد بن موسى، عن الحسن بن علي الحلواني الخلال، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبان الرقاشي- وشيخِ ابن ماجه سفيان بن وكيع. أبو يحيى الحماني: هو عبد الحميد بن عبد الرحمن، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وسيأتي برقم (3441). وأخرجه أبو يعلى (4016) عن الحسن بن حماد، عن أبي يحيى الحماني، بهذا الإسناد. إلا أنه لم يسمَّ يزيدَ بن أبان وقال مكانه: عن رجل. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن ميمون بن مهران لم يدرك عمر بن الخطاب وقد خالف جعفرَ بن مسافر في روايته الحسنُ بن عرفة، فرواه عن كثير بن هشام عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي، عن جعفر بن بُرقان، فزاد عيسى بن إبراهيم بين كثير وبين جعفر، وعيسى هذا منكر الحديث، وتصريح كثير بسماعه من ابن برقان عند المصنف من أوهام جعفر بن مسافر فيما يغلب على ظننا، والله أعلم. وانظر كلام الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة جعفر بن مسافر. وأخرجه أبو بكر ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (557) من طريق الحسن ابن عرفة، عن كثير بن هشام، به.

2 - باب ما جاء في ثواب من عاد مريضا

2 - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَادَ مَرِيضًا 1442 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ أَتَى أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَائِدًا، مَشَى فِي خَرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ" (¬1). 1443 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ¬

_ (¬1) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، وقد رجح الدارقطني في "العلل" 3/ 267 وقْفَهُ، وصحح أبو داود رفعه. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، والحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه أبو داود (3099)، والنسائي في "الكبرى" (7452) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (612). وأخرجه مرفوعًا أيضًا الترمذي (991) من طريق ثُوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي. وهو في "مسند أحمد" (702). وأخرجه مرفوعًا أحمد (975)، والبيهقي 3/ 381 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، والحاكم 1/ 350 من طريق محمَّد بن أبي عدي، كلاهما عن شعبة، عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، عن علي، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وخالف المقرئَ وابنَ أبي عدي، محمدُ بن كثير عند أبي داود (3098)، ومحمدُ بن جعفر عند أحمد (976) فروياه عن شعبة، عن الحكم به موقوفًا. ووافقهما على الوقف منصور بن المعمر عند أبي داود (3100) فرواه عن الحكم، عن عبد الله بن نافع، عن علي بن أبي طالب.

3 - باب ما جاء في تلقين الميت: لا إله إلا الله

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ عَادَ مَرِيضًا نَادَى مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا" (¬1). 3 - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَلْقِينِ الْمَيِّتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ 1444 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (¬2). 1445 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ (¬3) ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان القَسْلمي: وهو عيسى بن سِنان. وأخرجه الترمذي (2126) من طريق يوسف بن يعقوب السدوسي، عن أبي سنان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8325)، و"صحيح ابن حبان" (2961). (¬2) إسناده صحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيّان، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه مسلم (917) من طرق عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3004) من طريق الأغرّ، عن أبي هريرة. وقوله: "لَقنُوا موتاكم" أي: مَن قَرُبَ من الموت، سماه باعتبار ما يؤول إليه مجازًا. قال النووي في "شرح مسلم" 6/ 219: معناه من حضره الموت، والمراد: ذَكِّروه لا إله إلا الله، لتكون آخر كلامه كما في الحديث "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" والأمر بهذا التلقين أمر ندب، وأجمع العلماء على هذا التلقين. (¬3) سقط "يحيى بن عمارة" من (س) و (ذ)، وفي (م): "عن عمارة بن غزية ابن عمارة"، والصواب ما أثبتنا كما في "تحفة الأشراف" (4403) ومصادر التخريج.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (¬1). 1446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِلْأَحْيَاءِ؟ قَالَ: "أَجْوَدُ، وَأَجْوَدُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (916)، وأبو داود (3117)، والترمذي (998)، والنسائي 4/ 5 من طرق عن عمارة بن غزية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10993)، و"صحيح ابن حبان" (3003). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة حال إسحاق بن عبد الله بن جعفر -وهو ابن أبي طالب- فإنه لم يؤثر توثيقه عن أحد، وما روى عنه غير ثلاثة، وكثير بن زيد -وهو الأسلمي- ليس بذاك القوي، وعنده مناكير، وقد تساهل البوصيري فحسَّن إسناده في "مصباح الزجاجة" ورقة 94. وأخرج أحمد في "فضائل الصحابة" (1124)، والنسائي في "الكبرى" (10391)، والحاكم 1/ 508 من طريقين عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب أنه قال: لقنني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها: "لا إله إلا الله الكريم الحليم، سبحانَه تبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". وكان عبد الله بن جعفر يلقنها الميت وينفث بها على الموعوك. وهذا سند قوي. وانظر "مسند أحمد" (701).

4 - باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر

4 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ الْمَرِيضِ إِذَا حُضِرَ 1447 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا حَضَرْتُمْ الْمَرِيضَ أَوْ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ". فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ، قَالَ: قُولِي: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبًى حَسَنَةً" قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ؛ مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 1448 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ -وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ-، عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقْرَؤوهَا عِنْدَ مَوْتَاكُمْ" يَعْنِي يس (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان ابن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه مسلم (919)، وأبو داود (3115)، والترمذي (999)، والنسائي 4/ 4 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26497)، و"صحيح ابن حبان" (3005). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان -وليس بالنهدي- وأبيه. ابن المبارك: هو عبد الله. =

1449 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ؛ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ كَعْبًا الْوَفَاةُ، أَتَتْهُ أُمُّ بِشْرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ ابنِ مَعْرُورٍ؛ فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنْ لَقِيتَ فُلَانًا فَاقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ. قَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّ بِشْرٍ، نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي طَيْرٍ خُضْرٍ، تَعْلُقُ بِشَجَرِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَتْ: فَهُوَ ذَاكَ (¬1). ¬

_ = وأعله ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 49 بالاضطراب وبجهالة أبي عثمان وجهالة أبيه، وقال الدارقطني كما في "التلخيص" 2/ 104: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث. وأخرجه أبو داود (3121)، والنسائي في "الكبرى" (10846) من طريق ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (10847) من طريق سليمان التيمي، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار. وهو في "مسند أحمد" (20301)، و"صحيح ابن حبان" (3002). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن إسحاق مدلس، وقد رواه بالعنعة، وقد خالفه معمر بن راشد -وهو ثقة- فرواه عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، فذكر نحوه إلا أنه جعل الحديثَ من رواية كعب بن مالك لا من رواية أم بشر، أخرجه من طريق معمر أحمدُ (15776). وهذا إسناد صحيح. وسيأتي من حديث كعب بن مالك مختصرًا بالمرفوع منه فقط عند المصنف برقم (4271) وانظر تخريجه هناك. محمَّد بن إسماعيل: هو الأحمسي، والمحاربي: هو عبد الرحمن بن محمَّد بن زياد. =

5 - باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع

1450 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يُوسُفُ ابْنُ الْمَاجِشُونِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَمُوتُ، فَقُلْتُ: اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّلَامَ (¬1). 5 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُؤْمِنِ يُؤْجَرُ فِي النَّزْعِ 1451 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِي، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا حَمِيمٌ لَهَا يَخْنُقُهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا بِهَا قَالَ لَهَا: "لَا تَبْتَئِسِي عَلَى حَمِيمِكِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ حَسَنَاتِهِ" (¬2). ¬

_ = وحديث أم بشر أخرجه أبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث " 3/ 1218، والطبراني 19/ (122)، والبيهقي في "البعث والنشور" (226) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. ونقل ابن حجر في "الإصابة" في ترجمة أم بشر عن أبي نعيم قوله: اختلف أصحاب ابن إسحاق عن الزهري عنه، فمنهم من قال: أم بشر، ومنهم من قال: أم مبشر. قوله: "في طيرِ خُضرِ" قال السندي: ظاهره أن الروح يتشكل ويتمثل بأمر الله تعالى طائرًا كتمثُّل الملَك بشرًا، ويحتمل أن المراد أن الروح يدخل في بدن طائر كما في روايات. "تَعلُق" بضم اللام وقيل: بفتحها، ومعناه: تأكل وترعى. (¬1) إسناده حسن، في شيخ ابن ماجه أحمد بن الأزهر كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، وهو موقوف. (¬2) إسناده ضعيف، تفرد به هشام بن عمار، وكان يتلقَّن بعدما كبر فتكلم فيه بعض أهل العلم من أجل ذلك، وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 359 - 360 أنه =

1452 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ" (¬1). 1453 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ كَرْدَمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَتَى تَنْقَطِعُ مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ مِنْ النَّاسِ؟ قَالَ: "إِذَا عَايَنَ" (¬2). ¬

_ = سأل أباه عن هذا الحديث بهذا الإسناد فقال: هذا حديث منكر. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وعطاء: هو ابن أبي رباح. (¬1) إسناده صحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وابن بريدة: هو عبد الله. وأخرجه الترمذي (1003)، والنسائي 4/ 5 و 6 من طريقين عن ابن بريدة، به. وهو في "مسند أحمد" (22964)، و"صحيح ابن حبان" (3011). قوله: "بعرق الجين" قال العراقي في "شرح الترمذي": قيل: إن عرق الجين يكون لما يُعالِج مِن شدة الموت، وقيل: إنه يكون من الحياء، وذلك أن المؤمن إذا جاءته البُشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحياء من الله تعالى فيعرق جبينه، ثم قال العراقي: ويحتمل أن عرق الجين علامة جُعلت لموت المؤمن، وإن لم يُعقَل معناه. (¬2) إسناده واهِ، نصر بن حماد -وهو البجلي- متروك الحديث، وكذبه ابنُ معين في رواية عنه، وموسى بن كردم مجهول. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 408 من طريق روح بن الفرج، بهذا الإسناد. وأخرجه موقوفًا عبد الرزاق (6068) عن الثوري، عن محمَّد بن قيس، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي موسى الأشعري قال: إذا عايَنَ المريضُ المَلَكَ =

6 - باب ما جاء في تغميض الميت

6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَغْمِيضِ الْمَيِّتِ 1454 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَد، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِي، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ" (¬1). ¬

_ = ذهبت المعرفةُ. يعني معرفة الناس. وهذا أشبه، إلا أن بين القاسم بن عبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن مسعود- وبين أبي موسى انقطاعًا فيما يغلب على ظنِّنا. قوله: "إذا عاين" أي: شاهد ملائكة الموت. (¬1) إسناده صحيح. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمَّد بن الحارث، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه مسلم (920)، وأبو داود (3118)، والنسائي في "الكبرى" (8227) من طريقين عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. ولفظ مسلم: "عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أبي سلمة وقد شق بصرُه فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قُبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه"، ورواية أبي داود مختصرة بفعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دون قوله، ورواية النسائي بفعله ودعائه. وهو في "مسند أحمد" (26543)، و"صحيح ابن حبان" (7041). قوله: "شق بصره"، قال الإمام النووي في "شرح مسلم": هو بفتح الشين ورفع "بصره" وهو فاعل "شقَّ"، هكذا ضبطناه وهو المشهور، وضبطه بعضهم "بصرَه" بالنصب، وهو صحيح أيضًا، والشين مفتوحة بلا خلاف، قال القاضي: قال صاحب "الأفعال": يقال: شق بصرُ الميت، وشق الميتُ بصرَه، ومعناه: شَخَصَ، كما في الرواية الأخرى، وقال ابن السِّكيت في "الإصلاح" والجوهري حكاية عن ابن السِّكيت: يقال: شَق بصرُ الميت، ولا تقل: شق الميتُ بصرَه، وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.

7 - باب ما جاء في تقبيل الميت

1455 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِي، حَدَّثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ فَأَغْمِضُوا الْبَصَرَ، فَإِنَّ الْبَصَرَ يَتْبَعُ الرُّوحَ، وَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا قَالَ أَهْلُ الْبَيْتِ" (¬1). 7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَقْبِيلِ الْمَيِّتِ 1456 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِهِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف قزعة بن سويد. حميد الأعرج: هو ابن قيس المكي، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه أحمد (17136)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 216، والطبراني في "الكبير" (7168)، وفي "الأوسط" (1019) و (5972)، وفي "الدعاء" (1153)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 687، والحاكم 1/ 352 من طرق عن قزعة، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وقد اضطرب فيه كما بيَّنا ذلك في تعليقنا على "مسند أحمد" (24165). سفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (3163)، والترمذي (1010) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح! وأخرجه البزار (809 - كشف الأستار) من طريق يونس بن محمَّد، حدثنا العمري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قَبَّلَ عثمان بن مظعون. وهذا سند ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، =

8 - باب ما جاء في غسل الميت

1457 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مَيِّتٌ (¬1). 8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ الْمَيِّتِ 1485 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الوهاب الثَّقفيُّ، عن أيُّوبَ، عن محمَّد بن سِيرين عن أُمَّ عطيَّة، قالت: دَخَلَ علينا رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونحن نُغَسِّلُ ابنَتَه أُمَّ كُلثومٍ، فقال: "اغسِلنَها ثلاثًا أو خَمساً أو أكثر مِن ذلك إن رَأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسِدرٍ، واجعَلنَ في الآخِرَةِ كافورًا أو شيئًا من كافورٍ، فإذا فَرَغتُنَّ فآذنَّني". فلما فَرَغنا آذَنَّاه، فألقى إلينا حَقوَه، وقال: "أشعِرنَها إيَّاه" (¬2). ¬

_ = وأخطأ الألباني رحمه الله، فجعله شاهدًا لحديث عائشة وحسنه، مع أن فيه العلة التي في حديث عائشة، وهو عاصم بن عبيد الله. (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (4455)، والنسائي 4/ 11 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/ 11 من طريق عروة بن الزبير وأبي سلمة -مفرقًا- عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (2026)، و"صحيح ابن حبان" (3029). (¬2) إسناده صحيح. عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (1253) و (1254) و (1257 - 1259) و (1263)، ومسلم (939)، وأبو داود (3142) و (3143) و (3146)، والترمذي (1011)، والنسائي =

1459 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي، عَنْ أَيُّوبَ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ بِمِثْلِ حَدِيثِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ: "اغْسِلْنَهَا وِتْرًا" وَكَانَ فِيهِ: "اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا" وَكَانَ فِيهِ: "ابْدَؤوا بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا" وَكَانَ فِيهِ: أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: وَمَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ (¬1). 1460 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُبْرِزْ فَخِذَكَ، وَلَا تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ" (¬2). ¬

_ = 4/ 28 - 29 و31 و 32 من طرق عن محمَّد بن سيرين، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وهو في "مسند أحمد" (20790)، و"صحيح ابن حبان" (3032). وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح كسابقه. حفصة: هي بنت سيرين. وأخرجه البخاري (1255) و (1256) و (1260) و (1262) و (1263)، ومسلم (939)، وأبو داود (3144) و (3145)، والترمذي (1011)، والنسائي 4/ 30 و31 من طرق عن حفصة، به. وبعضهم يزيد على بعض. وهو في "مسند أحمد" (27297)، و "صحيح ابن حبان" (3032). وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كما بيَّنا ذلك في تعليقنا على "مسند أحمد" (1249). وأخرجه أبو داود (3140) و (4015) من طريق ابن جريج قال: أُخبرتُ عن حبيب، بهذا الإسناد. =

1461 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِي، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِيُغَسِّلْ مَوْتَاكُمْ الْمَأْمُونُونَ" (¬1). 1462 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِي، حَدَّثَنَا عَبَّادُ ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَكَفَّنَهُ وَحَنَّطَهُ وَحَمَلَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَلَمْ يُفْشِ عَلَيْهِ مَا رَأَى، خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (¬2). ¬

_ = وفي الباب عن ابن عباس، وابن عمرو، وجرهد الأسلمي، ومحمد بن عبد الله ابن جحش، وفي أسانيدها كلها مقال، إلا أنها يَشُدُّ بعضها بعضًا، فيتقوى. (¬1) موضوع، مبشر بن عبيد -وهو الحمصي- متروك، ورماه أحمد بالوضع، وانظر "تهذيب الكمال" 27/ 195 و 196، وبقية يدلس ويسوي، وقد رواه بالعنعنة. (¬2) إسناده واهٍ، عمرو بن خالد -وهو أبو خالد القرشي- متروك، وعباد بن كثير -وهو البصري- متروك أيضًا. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" في ترجمة عباد بن كثير 2/ 169، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1777، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 456، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 897 من طريق عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عائشة بنحو لفظ حديث علي، أخرجه أحمد في "المسند" (24881)، وسنده ضعيف. وعن أبي رافع مولى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "مَن غَسل مسلما فكتم عليه، غَفَرَ الله له أربعين مرة"، أخرجه الطبراني في "الكبير" (929)، والحاكم 1/ 354، والبيهقي 3/ 395، وفيه عند الطبراني "أربعين كبيرة". وقوى إسنادَه الحافظ ابن حجر في "الدراية" 1/ 230، وهو كما قال.

9 - باب ما جاء في غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها

1463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ" (¬1). 9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غَسْلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَغَسْلِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا 1464 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الوهَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) رجاله ثقات، لكن اختلف في رفعه ووقفه، فممن صحيح وقفَه البخاريُّ وأبو حاتم والرافعي والبيهقي، وممن صحح رفعَه الترمذي وابنُ حبان وابنُ حزم وابنُ حجر، وقال أحمد وعلي ابن المديني: لا يصح في هذا الباب شيء، وبنحوه قال محمَّد بن يحيى الذهلي وابن المنذر، وضغَفه النووي، وقال الشافعي: إن صح قلتُ به. انظر "التلخيص الحبير" 1/ 136 - 137. وأخرجه الترمذي (1014) عن محمَّد بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3162) من طريق سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة مرفوعًا. وإسحاق هذا ثقة. وأخرجه أبو داود (3161) من طريق عمرو بن عمير، عن أبي هريرة، مرفوعًا. وهو في "مسند أحمد" (7689) و (7771)، و"صحيح ابن حبان" (1161). وفي الباب عن غير واحد من الصحابة ذكرناهم في "المسند"، وأسانيد أحاديثهم ضعيفة. قال البغوي في "شرح السنة" 2/ 169: اختلف أهل العلم في الغُسل من غسل الميت، فذهب بعضهم إلى وجوبه، وذهب أكثرهم إلى أنه غيرُ واجب، قال ابن عمر وابن عباس: ليس على غاسل الميت غسل ... وقال مالك والشافعي: يستحب له الغسل ولا يجب.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ كُنْتُ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، مَا غَسَّلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَيْرُ نِسَائِهِ (¬1). 1465 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْبَقِيعِ، فَوَجَدَنِي وَأَنَا أَجِدُ صُدَاعًا فِي رَأْسِي، وَأَنَا أَقُولُ: وَارَأْسَاهُ. فَقَالَ: "بَلْ أَنَا -يَا عَائِشَةُ- وَارَأْسَاهُ" ثُمَّ قَالَ: "مَا ضَرَّكِ لَوْ مِتِّ قَبْلِي فَقُمْتُ عَلَيْكِ فَغَسَّلْتُكِ وَكَفَّنْتُكِ، وَصَلَّيْتُ عَلَيْكِ وَدَفَنْتُكِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، ابن إسحاق صرح بالتحديث عند أحمد وأبي داود وغيرهما، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أبو داود (3141) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26306)، و"صحيح ابن حبان" (6627)، وزادوا جميعًا فيه قصة غسل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولفظه: عن عائشة: لما أرادوا غسل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري كيف نصنع، أنجردُ رسولَ الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما نجرد موتانا أم نُغسله وعليه ثيابُه؟ قالت: فلما اختلفوا أرسل الله عليهم السِّنةَ حتى والله ما مِن القوم مِن رجل إلا ذَقَنُه في صدره نائمًا، قالت: ثم كلمهم مِن ناحية البيت، لا يدرون من هو، فقال: اغسلوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعليه ثيابُه. قالت: فثاروا إليه، فغسلوا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو في قميصه يقاض عليه الماءُ والسدر، ويَدلكه الرجالُ بالقميص، وكانت تقول: لو استقبلتُ من الأمر ما استدبرتُ، ما غسل رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا نساؤه. (¬2) حديث حسن، محمَّد بن إسحاق صرَّح بالتحديث عند غير المصنف فانتفت شبهة تدليسه، وقد اختُلف عليه فيه، وفضَّلنا القول في ذلك في تعليقًا على "المسند". وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7042) من طريق محمَّد بن سلمة، بهذا الإسناد.=

10 - باب ما جاء في غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -

10 - بَابُ مَا جَاءَ فِي غُسْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1466 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْأَزْهَرِ الْوَاسِطِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا أَخَذُوا فِي غُسْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنْ الدَّاخِلِ: لَا تَنْزِعُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَمِيصَهُ (¬1). 1467 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خِذَامٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا غَسَّلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَهَبَ يَلْتَمِسُ مِنْهُ مَا يَلْتَمِسُ مِنْ الْمَيِّتِ، فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَالَ: بِأَبِي الطَّيِّبُ، طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا (¬2). ¬

_ = وأخرجه أيضًا (7043) من طريق محمَّد بن سلمة أيضًا به، بزيادة عروة بن الزبير بين عبيد الله وعائشة. وأخرجه أيضًا (7044) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (25908)، و "صحيح ابن حبان" (6586). (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو بردة - واسمه عمرو بن يزيد التميمي كما ذكر المزي في "تحفة الأشراف" (1942)، وفي "تهذيب الكمال" في ترجمة عمرو بن يزيد 22/ 300 - ضعيف، وما وقع في "مستدرك الحاكم"، وعنه البيهقي في "السُّنن" من تسميته: "بريد بن عبد الله بن أبي بردة" خطأ. ابن بريدة: هو سليمان. وأخرجه الحاكم 1/ 354 و 362، والبيهقي 3/ 387، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 300 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عائشة الذي ذكرناه في تخريج الحديث السالف برقم (1464). (¬2) صحيح، يحيى بن خذام شيخ ابن ماجه روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. =

11 - باب ما جاء في كفن النبي - صلى الله عليه وسلم -

1468 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلُونِي بِسَبْعِ قِرَبٍ، مِنْ بِئْرِي بِئْرِ غَرْسٍ" (¬1). 11 - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1469 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ. فَقِيلَ لِعَائِشَةَ: إِنَّهُمْ كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ كُفِّنَ فِي حِبَرَةٍ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَدْ جَاؤوا بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَلَمْ يُكَفِّنُوهُ (¬2). ¬

_ = وأخرجه الحاكم 1/ 362، والبيهقي 3/ 388 و 4/ 53 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده ضعيف، الحسين بن زيد بن علي ضعفه ابن معين وابن المديني وأبو حاتم، ووثقه الدارقطني وحده فيما نقله عنه البرقاني في "سؤالاته" (85). وأخرجه الضياء في "المختارة" (562) من طريق المصنف، بإسناده. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 6/ 378 من طريق أبي بكر بن أبي عاصم، عن عباد بن يعقوب، به. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1264)، ومسلم (941)، وأبو داود (3151) و (3152)، والترمذي (1017)، والنسائي 4/ 35 من طريقين عن عروة بن الزبير، به- وبعضهم يزيد على بعض. وهو في "مسند أحمد" (24122)، و"صحيح ابن حبان" (3037) و (6629).

1470 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: هَذَا مَا سَمِعْتُ مِنْ أَبِي مُعَيْدٍ حَفْصِ بْنِ غَيْلَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَلَاثِ رِيَاطٍ بِيضٍ سُحُولِيَّةٍ" (¬1). 1471 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (¬2)، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ: قَمِيصُهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، وَحُلَّةٌ نَجْرَانِيَّةٌ (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سليمان بن موسى وحفص بن غيلان، فإنهما يقصران عن درجة أهل الحفظ والضبط. وأخرجه أبو يعلى في "المعجم" (194)، والطبراني في "الأوسط" (3109)، وفي "مسند الشاميين" (1552) من طريقين عن نافع، به. ويشهد له حديث عائشة السابق. والرِّياط: جمع رَيطة، وهي المُلاءة كلُّها نسجٌ واحد وقطعة واحدة، وقيل: كل ثوب رقيق ليِّن. (¬2) جاء في نسخ ابن ماجه الخطية ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي زيادة الحَكَم بين يزيد ومقسم، إلا أن المزي ذكره في "التحفة" (6496) بإسقاط الحَكَم. رقد رواه أحمد بن حنبل (1942) - ومن طريقه أبو داود (3153) - عن عبد الله بن إدريس عن يزيد عن مقسم. ورواه غير ابن إدريس عن يزيد كذلك. على أن الحكم يروي هذا الحديث عن مقسم أيضًا، رواه عنه ابن أبي ليلى عند أحمد (2861)، وحجاج بن أرطأة عنده أيضًا (2284). (¬3) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زيادة وهو الكوفي مولى الهاشميين. مقسم: هو ابن بُجرة، ويقال: ابن نجدة. وأخرجه أبو دارد (3153) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. =

12 - باب ما جاء فيما يستحب من الكفن

12 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ مِنْ الْكَفَنِ 1472 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبَرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ ثِيَابِكُمْ الْبَيَاضُ، فَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَالْبَسُوهَا" (¬1). 1473 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَي، عَنْ أَبِيهِ عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد (1942). ويُعارضه حديث عائشة السالف برقم (1469)، وفيه أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُفن في ثلاثة أثواب بيض يمانية. وهو في "الصحيحين". وأخرج أحمد (2284) من طريق الحجاج بن أرطأة، عن أبي جعفر محمَّد بن علي والحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كفن في ثوبين أبيضين، وفي برد أحمر. وإسناده حسن، ويحمل على حديث عائشة السالف ففيه بيان أن البُرد جيء به إلا أنه لم يُدرَج في كفنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (6630): أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كفن في ثوب نجراني ورَيطتين. وهو مُعَلٌّ بالإرسال. (¬1) إسناده قوي. وأخرجه أبو داود (3878) و (4061)، والترمذي (1015) من طريق عبد الله ابن عثمان بن خيثم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2219)، و "صحيح ابن حبان" (5423). وسيأتي مكررًا عند المصنف برقم (3566). (¬2) إسناده ضعيف، حاتم بن أبي نصر ونُسَيٌّ الكندي والد عبادة مجهولان. ابن وهب: هو عبد الله. =

13 - باب ما جاء في النظر إلى الميت إذا أدرج في أكفانه

1474 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عن أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ" (¬1). 13 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّظَرِ إِلَى الْمَيِّتِ إِذَا أُدْرِجَ فِي أَكْفَانِهِ 1475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُدْرِجُوهُ فِي أَكْفَانِهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ" فَأَتَاهُ فَانْكَبَّ عَلَيْهِ وَبَكَى (¬2). 14 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ النَّعْيِ 1476 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَبِيبِ ابْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3156) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أبي أمامة، سيأتي عند المصنف برقم (3130)، وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن صح سماع محمَّد بن سيرين من أبي قتادة. وأخرجه الترمذي (1016) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (943)، والنسائي 4/ 33 و 82، وأحمد (14145). (¬2) إسناده ضعيف لضعف أبي شيبة، واسمه: يوسف بن إبراهيم التميمي الجوهري الواسطي. وهذا الحديث لم نقف عليه عند غير المصنف.

15 - باب ما جاء في شهود الجنائز

كَانَ حُذَيْفَةُ إِذَا مَاتَ لَهُ الْمَيِّتُ قَالَ: لَا تُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدًا، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ (¬1). 15 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شُهُودِ الْجَنَائِزِ 1477 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ تَكُنْ صَالِحَةً، فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، بلال بن يحيى -وهو العبسي- لم يسمع من حذيفة. وأخرجه الترمذي (1005) من طريق حبيب بن سليم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد (23455). وفي الباب عن ابن مسعود مرفوعًا عند الترمذي مرفوعًا (1056)، وموقوفًا (1007)، ورجح الترمذي والدارقطني في "العلل" 5/ 165 الموقوف على المرفوع، ومدار إسناد المرفوع والموقوف على أبي حمزة ميمون الأعور، وهو ضعيف. قلنا: وقد صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه نعى النجاشى إلى أصحابه كما في حديث أبي هريرة عند البخاري (1245) وغيره. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 116 - 117: إن النعي ليس ممنوعا كله، وإنما نُهي عما كان أهلُ الجاهلية يصنعونه، فكانوا يُرسلون من يُعلِن بخبر موت الميت على أبواب الدور والأسواق. وقال ابن العربي: يؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات: الأولى: إعلام الأهل والأصحاب وأهل الصلاح، فهذا سنة. الثانية: دعوة الحفل للمفاخرة، فهذه تكره. الثالثة: الإعلام بنوع آخر كالنياحة ونحو ذلك، فهذا يحرم. (¬2) إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم. =

1478 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ اتَّبَعَ جِنَازَةً فَلْيَحْمِلْ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ كُلِّهَا، فَإِنَّهُ مِنْ السُّنَّةِ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ فَلْيَتَطَوَّعْ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَدَعْ (¬1). 1479 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ رَأَى جِنَازَةً يُسْرِعُونَ بِهَا، قَالَ: "لِتَكُنْ عَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ (¬2) " (¬3). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1315)، ومسلم (944) (50)، وأبو داود (3181)، والترمذي (1036)، والنسائي 4/ 41 - 42 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (944) (51)، والنسائي 4/ 42 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7267)، و"صحيح ابن حبان" (3042). (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الطالسي (332)، وعبد الرزاق (6517)، والشاشي في "مسنده" (937) و (938) و (939)، والطبراني في "الكبير" (9599) و (9600) و (9601)، البيهقي 4/ 19 من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. (¬2) في (س): "السَّكنة" والمثبت من (ذ) و (م). (¬3) إسناده ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سليم. محمَّد بن عبيد بن عقيل: هو محمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، ينسب إلى جده، وأبو بُردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. =

1480 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِي، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَاسًا رُكْبَانًا عَلَى دَوَابِّهِمْ، فِي جِنَازَةٍ، فَقَالَ: "أَلَا تَسْتَحْيُونَ أَنَّ مَلَائِكَةَ اللَّهِ يَمْشُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَأَنْتُمْ رُكْبَانٌ؟! " (¬1). 1481 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الرَّاكِبُ خَلْفَ الْجِنَازَةِ، وَالْمَاشِي مِنْهَا حَيْثُ شَاءَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 281، وأحمد (19612)، والبغوي في "الجعديات" (612)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 478 و 479، والبيهقي 4/ 22، والخطيب في "تاريخه" 11/ 323 من طريق ليث، بهذا الإسناد. وقد ثبت ما يُخالفه في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة، انظر ما سلف عند المصنف برقم (1477). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم. وأخرجه الترمذي (1033) من طريق عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وله طريق صحيح أخرجه أبو داود (3177) من طريق معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ثوبان: أن رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتي بدابة وهو مع الجنازة، فأبى أن يركبها، فلما انصرف أُتي بدابة فركب، فقيل له، فقال: "إن الملائكة كانت تمشي، فلم أكُن لأركَبَ وهم يمشون، فلما ذهبوا ركبتُ". (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3180)، والترمذي (1052)، والنسائي 4/ 55 و 56 و 58 من طرق عن زياد بن جبير، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18162) و (18181)، و"صحيح ابن حبان" (3049).

16 - باب ما جاء في المشي أمام الجنازة

16 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ 1482 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ (¬1). 1483 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِي، أَخبَرنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِي، عَنْ الزُّهْرِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه أبو داود (3179)، والترمذي (1028) و (1029)، والنسائي 4/ 56 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وفي رواية النسائي: "وعثمان". وأخرجه الترمذي (1030) من طريق معمر، عن الزهري، أن النبي ... مرسلًا. ورجح الترمذي والنسائي المرسل. وهو في "مسند أحمد" (4539)، و"صحيح ابن حبان" (3045 - 3047). ورجح ابن حبان الموصول، وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (1031) من طريق محمَّد بن بكر، بهذا الإسناد. وقال: سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث أخطأ فيه محمَّد بن بكر، وإنما يُروى هذا عن يونس، عن الزهري: أن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة. قال الزهري: وأخبرني سالمٌ أن أباه كان يمشي أمام الجنازة. قال محمَّد: وهذا أصح. =

17 - باب ما جاء في النهي عن التسلب مع الجنازة

1484 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخبَرنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِي، عَنْ أَبِي مَاجِدَةَ الْحَنَفِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَيْسَتْ بِتَابِعَةٍ، لَيْسَ معها (¬1) مَنْ تَقَدَّمَهَا" (¬2). 17 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ التَّسَلُّبِ مَعَ الْجِنَازَةِ 1485 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابْنُ الْحَزَوَّرِ، عَنْ نُفَيْعٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَأَبِي بَرْزَةَ، قَالَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جِنَازَةٍ، فَرَأَى قَوْمًا قَدْ طَرَحُوا أَرْدِيَتَهُمْ يَمْشُونَ فِي قُمُصٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبِفِعْلِ الْجَاهِلِيَّةِ تَأْخُذُونَ؟ أَوْ بِصنيعِ الْجَاهِلِيَّةِ ¬

_ = قلنا: لكن محمَّد بن بكر متابَع، فقد أخرجه الطحاوي 1/ 481 عن ربيع الجيزي وابن أبي داود، حدثنا أبو زرعة، أخبرنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، فذكره، ولم يقل: وعثمان. (¬1) في (م) ونسخة على هامش (ذ): "منها". (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجدة الحنفي، ولضعف الراوي عنه، وهو يحيى بن عبد الله التيمي. وأخرجه أبو داود (3184)، والترمذي (1032) من طريق يحيى التيمي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3585). وله شواهد لا يُفرح بها ذكرها الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 290 - 293. قوله: "ليس معها من تقدمها" قال صاحب "تحفة الأحوذي" 4/ 91: أي: لا يثبت له الأجر.

18 - باب ما جاء في الجنازة لا تؤخر إذا حضرت ولا تتبع بنار

تَشَبَّهُونَ؟! لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ دَعْوَةً تَرْجِعُونَ فِي غَيْرِ صُوَرِكُمْ" قَالَ: فَأَخَذُوا أَرْدِيَتَهُمْ وَلَمْ يَعُودُوا لِذَلِكَ (¬1). 18 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجِنَازَةِ لَا تُؤَخَّرُ إِذَا حَضَرَتْ وَلَا تُتْبَعُ بِنَارٍ 1486 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُؤَخِّرُوا الْجِنَازَةَ إِذَا حَضَرَتْ" (¬2). 1487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِي، أَخبَرنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْفُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: أَوْصَى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ: لَا تُتْبِعُونِي بِمِجْمَرٍ، قَالُوا لَهُ: أَوَسَمِعْتَ فِيهِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3). ¬

_ (¬1) موضوع، نفيع -وهو أبو داود الأعمى- كذاب متهم بالوضع، وعلي بن الحزور متروك. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (601)، وفي "الأوسط" (3403) من طريق علي بن الحروز، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطبراني في "الأوسط" أبا برزة. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة سعيد بن عبد الله الجهني. وأخرجه الترمذي (170) و (1098) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (828). (¬3) إسناده حسن من أجل أبي حريز: وهو عبد الله بن الحسين الأزدي قاضي سجستان. وأخرجه أحمد (19547)، وابن حبان (3150)، والبيهقي 3/ 395 من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. =

19 - باب ما جاء فيمن صلى عليه جماعة من المسلمين

19 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ 1488 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخبَرنَا شَيْبَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مئَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، غُفِرَ لَهُ" (¬1). 1489 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الْخَرَّاطُ [عن شَرِيكٌ] (¬2) عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: هَلَكَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ لِي: يَا كُرَيْبُ قُمْ فَانْظُرْ هَل اجْتَمَعَ لِابْنِي أَحَدٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَيْحَكَ، كَمْ تَرَاهُمْ؟ أَرْبَعِينَ؟ قُلْتُ: لَا، بَلْ هُمْ أَكْثَرُ. قَالَ: فَاخْرُجُوا بِابْنِي، فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ ¬

_ = وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد (9515)، وأبي داود (3171). والمِجمَر: اسم الآلة التي يوضع فيها النار للبخور. (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن موسى العبسي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (269) و (270) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عائشة وأنس عند مسلم (947)، وأحمد (13804)، وذكرنا هناك أحاديث الباب. (¬2) قوله: "عن شريك" سقط من أصولنا الخطية ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي، وأثبتناه من "تحفة الأشراف" (6354) ومن مصادر التخريج.

رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ أَرْبَعِينَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَستغفرونَ (¬1) لِمُؤْمِنٍ، إِلَّا شَفَّعَهُمْ اللَّهُ" (¬2). 1490 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِي عَنْ مَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ الشَّامِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ: كَانَ إِذَا أُتِيَ بِجِنَازَةٍ، فَتَقَالَّ مَنْ تَبِعَهَا (¬3)، جَزَّأَهُمْ ثَلَاثَةَ صُفُوفٍ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا صَفَّ صُفُوفٌ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَيِّتٍ إِلَّا أَوْجَبَ" (¬4). ¬

_ (¬1) في (م): يشفعون. (¬2) إسناده جيد، حميد بن زياد الخراط صدوق من رجال مسلم، وشريك -وهو ابن عبد الله بن أبي نمر- وإن روى له الشيخان، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وأخرجه مسلم (948)، وأبو داود (3170) من طريق أبى صخر حميد الخراط، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2509)، و"صحيح ابن حبان" (3082). (¬3) في (س) و (م): "مَن معها" والمثت من (ذ). (¬4) إسناده حسن فقد صرح محمَّد بن إسحاق بالتحديث عند الروياني في "مسنده" (1537). وحسنه الترمذي، وتبعه النووي في "المجموع" 5/ 212، وأقره الحافظ في "الفتح" 3/ 187. وأخرجه أبو داود (3166)، والترمذي (1049)، والحاكم 1/ 361 من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16724). وله شاهد بسند حسن من حديث أبي هريرة أورده الذهبي في "تذكرة الحفاظ" 2/ 615 من طريق تمتام. قوله: "إلا أوجبَ" أي: إلا وجبت له المغفرة أو الجنة.

20 - باب ما جاء في الثناء على الميت

20 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الثَّنَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ 1491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: "وَجَبَتْ"، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: "وَجَبَتْ"، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْتَ لِهَذِهِ: وَجَبَتْ، وَلِهَذِهِ: وَجَبَتْ! فَقَالَ: "شَهَادَةُ الْقَوْمِ، وَالْمُؤْمِنُونَ شُهُودُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ" (¬1). 1492 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِجِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فِي مَنَاقِبِ الْخَيْرِ، فَقَالَ: "وَجَبَتْ"، ثُمَّ مَرُّوا عَلَيْهِ بِأُخْرَى، فَأُثْنِيَ (¬2) عَلَيْهَا شَرًّا فِي مَنَاقِبِ الشَّرِّ، فَقَالَ: "وَجَبَتْ، إِنَّكُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه البخاري (2642)، ومسلم (949) من طريقين عن ثابت، به. وأخرجه البخاري (1367)، ومسلم (949)، والنسائي 4/ 49 من طريق عبد العزيز بن صهيب، والترمذي (1080) من طريق حميد، كلاهما عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12939)، و "صحيح ابن حبان" (3023). قوله: "وجبت" الأولى: أي الجنة، والثانية: أي النار، وقد بيَّنتْهما بعض الروايات. (¬2) في (س): فأثنوا. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. وهو في "مسند أحمد" (7552) و"صحيح ابن حبان" (3024) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. =

21 - باب ما جاء في أين يقوم الإمام إذا صلى على الجنازة

21 - بَابُ مَا جَاءَ فِي أَيْنَ يَقُومُ الْإِمَامُ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ 1493 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ أخبرني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِي عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ الْفَزَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا، فَقَامَ وَسَطَهَا (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3233)، والنسائي 4/ 50 من طريق شعبة، عن إبراهيم بن عامر ابن مسعود، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي هريرة. وهو في "المسند" (10013). قوله: "خيرًا في مناقب الخير" أي: خيرًا معدودًا في خصال الخير. قاله السندي. وقوله: "إنكم شهداء الله في الأرض" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" عند ح (1367): أي: المخاطَبون بذلك من الصحابة ومن كان على صفتهم من الإيمان، وحكى ابن التين أن ذلك مخصوص بالصحابة، لأنهم كانوا ينطقون بالحكمة بخلاف من بعدهم. قال: والصواب: أن ذلك يختص بالثقات والمتقين، ورواه البخاري في (صحيحه) (2642) في الشهادات بلفظ "المؤمنون شهداء الله في الأرض". وقال النووي: قال بعضهم: معنى الحديث أن الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهلُ الفضل، وكان ذلك مطابقًا للواقع، فهو من أهل الجنة، فإن كان غير مطابق، فلا، وكذا عكسه، قال: والصحيح أنه على عمومه، وأن مَن مات منهم، فألهم الله تعالى الناس الثناء عليه بخير، كان دليلًا على أنه من أهل الجنة، سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا، فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة، وهذا إلهام يُستدل بها على تعيينها، وبهذا تظهر فائدة الثناء. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (332)، ومسلم (964)، وأبو داود (3195)، والترمذي (1056)، والنسائي 1/ 195 و 4/ 70 و 72 من طرق عن حسين بن ذكوان المعلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20162)، و"صحيح ابن حبان" (3067).

22 - باب ما جاء في القراءة على الجنازة

1494 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ، فَقَامَ حِيَالَ رَأْسِهِ، فَجِيءَ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَةَ صَلِّ عَلَيْهَا، فَقَامَ حِيَالَ وَسَطِ السَّرِيرِ، فَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَكَذَا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ مِنْ الْجِنَازَةِ مُقَامَكَ مِنْ الرَّجُلِ، وَقَامَ مِنْ الْمَرْأَةِ مُقَامَكَ مِنْ الْمَرْأَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: احْفَظُوا (¬1). 22 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى الْجِنَازَةِ 1495 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ عن ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو غالب: هو الباهلي، قيل: اسمه نافع، وقيل: رافع. وأخرجه أبو داود (3194)، والترمذي (1055) من طريقين عن أبي غالب، به. وهو في "مسند أحمد" (12180). (¬2) إسناده ضعيف، إبراهيم بن عثمان -وهو العبسي- متروك. الحكم: هو ابن عتيبة، ومقسم: هو ابن بُجْرة، ويقال: نجدة. وأخرجه الترمذي (1047) عن أحمد بن منيع، بهذا الإسناد. وقال: حديث ابن عباس ليس إسناده بذاك القوي، إبراهيم بن عثمان منكر الحديث. والصحيح ما أخرجه البخاري (1335)، وأبو داود (3198)، والترمذي (1048)، والنسائي 4/ 74 و75 من طريق طلحة بن عبد الله بن عوف قال: صليتُ خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: ليعلموا أنها سنة. وهو في "صحيح ابن حبان" (3071) و (3072). =

23 - باب ما جاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة

1496 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَبْدِي، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَتْنِي أُمُّ شَرِيكٍ الْأَنْصَارِيَّةُ، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَقْرَأَ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ (¬1). 23 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجِنَازَةِ 1497 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ الْمَدِينِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ" (¬2). ¬

_ = قوله: "قرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب" هي من المسائل المختلف فيها، ونقل ابن المنذر عن ابن مسعود والحسن بن علي وابن الزبير والمسور بن مخرمة مشروعيتها، وبه قال الشافعي وأحمد وإسحاق. ونقل عن أبي هريرة وابن عمر أنه ليس فيها قراءة، وهو قول مالك والكوفيين. قاله الحافظ في "الفتح" 3/ 203. (¬1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وكذا الراوي عنه حماد بن جعفر. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. وأخرجه ابن الجوزي في "التحقيق في أحاديث الخلاف" 2/ 15 من طريق ابن ماجه عن إبراهيم بن المستمر، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده حسن، محمَّد بن إسحاق- وإن كان مدلسًا- صرح بالتحديث عند ابن حبان (3077). وأخرجه أبو داود (3199) من طريق محمَّد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3076) و (3077). =

1498 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر ٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ" (¬1). 1499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ، حَدّثَنِي يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ ¬

_ = وفي الباب ما أخرجه عبد الرزاق (6428) عن معمر، عن الزهري، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث ابن المسيب قال: السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر، ثم يقرأ بأم القرآن، ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يُخلِص الدعاء للميت ... (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن إسحاق مدلس وقد رواه بالعنعنة، وفي إسناده اختلاف كما هو مبين في "المسند". وأخرجه أبو داود (3201)، والترمذي (1045)، والنسائي في "الكبرى" (10852) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وسنده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (8809)، و"صحيح ابن حبان" (3070)، و"شرح مشكل الآثار" (973). ويشهد له حديث أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه عند الترمذي (1045)، والنسائي (10856). وإسناده حسن في الشواهد. وحديث عبد الرحمن بن عوف عند الطحاوي في "المشكل" (974)، والبزار (817 - كشف الأستار)، والطبراني في "الدعاء" (1165)، وإسناده ضعيف. وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12680)، وفي إسناده ضعف.

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فِي ذِمَّتِكَ، وَحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَقِّ، فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (¬1). 1500 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِي، حَدّثَنَا فَرَجُ ابْنُ الْفَضَالَةِ، حَدّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ بِدَارِهِ خَيْرًا (¬2) مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ". قَالَ عَوْفٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي مُقَامِي ذَلِكَ أَتَمَنَّى أَنْ أَكُونَ ذلك الرَّجُل (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل مروان بن جناح: وهو الأموي الدمشقي. وأخرجه أبو داود (3202) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16018)، و"صحيح ابن حبان" (3074). (¬2) في المطبوع: وأبدله بداره دارًا خيرًا. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف فرج بن فضالة، وجهالة عصمة بن راشد. والصحيح أنه من رواية حبيب بن عبيد، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن عوف بن مالك، كذا رواه عن حبيب معاويةُ بن صالح عند مسلم (963)، والنسائي 1/ 51 و4/ 73. =

24 - باب ما جاء في التكبير على الجنازة أربعا

1501 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قال: حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَا أَبَاحَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ فِي شَيْءٍ مَا أَبَاحُوا فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ؛ يَعْنِي لَمْ يُوَقِّت (¬1). 24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّكْبِيرِ عَلَى الْجِنَازَةِ أَرْبَعًا 1502 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ إلياس، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (¬2). ¬

_ = وقد توبع حبيب على هذا الوجه، فقد أخرجه مسلم (963)، والترمذي (1046)، والنسائي 4/ 73 من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، به. (¬1) إسناده ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطأة- مدلس، وقد رواه بالعنعنة. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 294 و 415 عن حفص بن غياث، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (2179) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمَّع، عن أبي الزبير، به. وإبراهيم ضعيف. وليس قوله: "يعني لم يوقت" لا عند ابن أبي شيبة ولا أبي يعلى. وأخرجه أحمد (14846) من طريق حجاج، عن أبي الزبير قال: سئل جابر عما يُدعى للميت، فقال: ما أباح لنا فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا أبو بكر ولا عمر. قال السندي في حاشيته على "المسند": قوله: "ما أباح لنا": الظاهر أن مراده أنه ما عيَّن لنا دعاء لا يمكن العدولُ عنه إلى غيره في صلاة الجنازة، أو في الدعاء للميت بعد ذلك. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، خالد بن إلياس -ويقال: ابن إياس- متروك الحديث. =

1503 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِي، حَدّثَنَا الْهَجَرِيُّ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْأَسْلَمِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى جِنَازَةِ ابْنَةٍ لَهُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، فَمَكَثَ بَعْدَ الرَّابِعَةِ شَيْئًا، قَالَ: فَسَمِعْتُ الْقَوْمَ يُسَبِّحُونَ بِهِ مِنْ نَوَاحِي الصُّفُوفِ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَكُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي مُكَبِّرٌ خَمْسًا؟ قَالُوا: تَخَوَّفْنَا ذَلِكَ. قَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأَفْعَلَ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ (¬1) يُكَبِّرُ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَمْكُثُ سَاعَةً فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ يُسَلِّمُ (¬2). ¬

_ = والتكبير على الجنازة أربع تكبيرات ثابت من فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حديث جابر عند البخاري (1334)، ومسلم (952)، وهو في "المسند" (14889). ومن حديث ابن عباس عند البخاري (1319)، ومسلم (954)، وسيأتي (1504). ومن حديث أبي هريرة عند البخاري (1318)، وهو في "المسند" (7147)، وسيأتي (1505)، وقد ذكرنا تتمة شواهده في"المسند" عند حديث أبي هريرة. (¬1) في (س) ونسخة على هامش (ذ): "ولكن سمعت رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكبر ... ". (¬2) إسناده ضعيف لضعف الهجري: وهو إبراهيم بن مسلم. والتكبير على الجازة أربعًا صحيح من طريق آخر. وأخرجه عبد الرزاق (6404)، وابن أبي شيبة 3/ 302، والحميدي (718)، وأحمد (19140) و (19417)، والطحاوي 1/ 495، وابن عدي 1/ 215، والحاكم 1/ 359 - 360، والبيهقي 4/ 36 و 42 - 43 و 43 من طرق عن الهجري، به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (268)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 333، والبيهقي 35/ 4 من طريق السري بن يحيى، عن قبيصة بن عقة، عن الحسن بن صالح، عن أبي يعفور، عن عبد الله بن أبي أوفى: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى على جنازة فكبر علبها أربعًا. وإسناده حسن. وانظر شواهد الأربع تكبيرات فيما قبله.

25 - باب ما جاء فيمن كبر خمسا

1504 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَبَّرَ أَرْبَعًا (¬1). 25 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ كَبَّرَ خَمْسًا 1505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِي، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وَأَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جِنَازَةٍ خَمْسًا، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكَبِّرُهَا (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنهال بن خليفة، وتدليس حجاج: وهو ابن أرطأة. أبو هاشم الرفاعي: هو محمَّد بن يزيد، ومحمد بن الصباح: هو الجرجرائي، وأبو بكر بن خلاد: اسمه محمَّد، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرج الطبراني (11661)، والبيهقي 4/ 37 من طريق النضر بن عبد الرحمن أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: آخر جنازة صلى عليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كبَّر عليها أربعًا. والنضر بن عبد الرحمن ضعيف. وأخرج البخاري (1319)، ومسلم (954) من طريق الشعبي عن ابن عباس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى على قبر بعدما دُفن، فكبَّر عليه أربعًا. وانظر شواهده عند الحديث (1502). (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وأخرجه مسلم (957)، وأبو داود (3197)، والترمذي (1044)، والنسائي 4/ 72 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. =

26 - باب ما جاء في الصلاة على الطفل

1506 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّافِعِي، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَبَّرَ خَمْسًا (¬1). 26 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الطِّفْلِ 1507 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، حَدّثَنِي عَمِّي زِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، حَدّثَنِي أَبِي جُبَيْرُ بْنُ حَيَّةَ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (19272)، و"صحيح ابن حبان" (3069). قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 23: قال القاضي: اختلفت الآثار في ذلك، فجاء من رواية سليمان بن أبي حثمة [في "الاستذكار" 8/ 239] أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يكبر أربعًا، وخمسًا، وستًا، وسبعًا، وثمانيًا، حتى مات النجاشي فكبر عليه أربعًا، وثبت على ذلك حتى توفي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال: واختلف الصحابةُ في ذلك من ثلاث تكبيرات إلى تسع، وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان يكبَّر على أهل بدر ستًا، وعلى سائر الصحابة خمسًا، وعلى غيرهم أربعًا. قال ابن عبد البر: وانعقد الإجماعُ بعد ذلك على أربع، وأجمع الفقهاء وأهل الفتوى بالأمصار على أربع، على ما جاء في الأحاديث الصحاح، وما سوى ذلك عندهم شذوذ لا يُلتفت إليه. قال: ولا نعلم أحدًا من فقهاء الأمصار يخمِّس إلا ابن أبي ليلى. وانظر "الاعتبار" للحازمي 93 - 96، و"نصب الراية" 2/ 267 - 270، و"التلخيص الحبير" 2/ 119 - 122، و"الفتح" 3/ 202. (¬1) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن علي الرافعي وكثير بن عبد الله، وأبوه عبد الله بن عوف المزني مجهول لتفرد ابنه كثِر بالرواية عنه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (24)، و"الأوسط" (9129) من طريق إبراهيم بن المنذر، بهذا الإسناد. وعنده: أنه كبَّر على النجاشي خمسًا. والثابت أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كبَّر على النجاشي أربع تكبيرات، كما في حديث أبي هريرة الآتي برقم (1534).

أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ" (¬1). 1508 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، حَدّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اسْتَهَلَّ الصَّبِيُّ صُلِّيَ عَلَيْهِ وَوُرِّثَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3180)، والترمذي (1052)، والنسائي 4/ 55 و 56 و 58 من طرق عن زياد بن جبير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18162)، و"صحيح ابن حبان" (3049). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، الربيع بن بدر متروك الحديث، وقد روي من غير طريقه عن أبي الزبير، واختلف عليه في رفعه ووقفه. ورجح الترمذي والنسائي والدارقطني وقفه، لكن روي الحديث من طريق آخر عن جابر مرفوعًا بذكر ميراث الصبي إذا استهل سيأتي عند المصنف برقم (2751) وإسناده قوي، وللصلاة عليه شواهد سيأتي ذكرها. وأخرجه الترمذي (1053) من طريق إسماعيل بن مسلم، وابن حبان (6032) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 319 و11/ 382، والدارمي (3126)، والبيهقي 4/ 8 من طريق أشعث بن سوار، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفًا. وأخرجه موقوفًا كذلك الدارمي (3130)، والبيهقي 4/ 8 من طريق محمَّد بن إسحاق، عن عطاء، عن جابر. وأخرج عبد الرزاق (6608) عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول في المنفوس: يرث إذا سُمعَ صوتُه. ولتوريث الصبي إذا استهل شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (2920) بإسناد لا بأس برجاله إلا أن فيه عنعنة محمَّد بن إسحاق، وعند البيهقي 6/ 257 بإسناد آخر صحيح، وفيه قال أبو هريرة: من السُّنَّة ... وآخر من حديث المسور بن مخرمة وجابر بن عبد الله سيأتي عند المصنف برقم (2751) وسنده قوي. =

27 - باب ما جاء في الصلاة على ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر وفاته

1509 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلُّوا عَلَى أَطْفَالِكُمْ فَإِنَّهُمْ مِنْ أَفْرَاطِكُمْ" (¬1). 27 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذِكْرِ وَفَاتِهِ 1510 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: مَاتَ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِيٌّ لَعَاشَ ابْنُهُ، وَلَكِنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ (¬2). ¬

_ = وللصلاة عليه شاهد من حديث المغيرة بن شعبة عند أحمد (18162)، والترمذي (1052)، والنسائي 4/ 56 بلفظ: "الصبي يُصلَّى عليه" وعند الحاكم 1/ 363 بلفظ: "السقط يُصلى عليه"، ورجاله رجال الصحيح. قال الترمذي: والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم، قالوا: يُصلى على الطفل وإن لم يستهل بعد أن يُعلم أنه خُلق، وهو قول أحمد وإسحاق. قوله: "استهلَّ الصبيُّ" أي: صاحَ عند الولادة. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، البختري بن عُبيد متروك، وأبوه عُبيد -وهو ابن سلمان الطابخي- مجهول. قوله: "من أفراطكم"، الأفراط: جمع فَرَط، وهو المتقدم، والمراد هنا أنهم سبقوكم إلى الجنة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6194) عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19109). وانظر "الفتح" 10/ 578 - 579.

1511 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ الْبَاهِلِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عليه رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: "إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ عَاشَ لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَلَوْ عَاشَ لَعَتَقَتْ أَخْوَالُهُ الْقِبْطُ، وَمَا اسْتُرِقَّ قِبْطِيٌّ" (¬1). 1512 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ الْقَاسِمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ خَدِيجَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَرَّتْ لُبَيْنَةُ الْقَاسِمِ، فَلَوْ كَانَ اللَّهُ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن عثمان -وهو العبسي- متروك. والصحيح في قوله: "لو عاش لكان صدِّيقا نبيا" أنه موقوف على ابن أبي أوفى، كما سبق، وعلى أنس عند أحمد (12358). وقوله: "إن له مرضعًا في الجنة" صحيح من حديث البراء بن عازب عند البخاري (1382)، وأحمد (18497) و (18502). وفي باب صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ابنه إبراهيم عن أنس عند أبي يعلى (3660). وعن أبي سعيد عند البزار (816 - كشف الأستار). وعن جعفر بن محمَّد عن أبيه عند البيهقي في "الدلائل" 5/ 431. وعن البراء عند أحمد (18497)، والبيهقي في "السُّنن" 4/ 9. وأسانيدها كلها ضعيفة. وأخرج أحمد (26305)، وأبو داود (3187) من حديث عائشة قالت: لقد توفي إبراهيم ابن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، فلم يصلِّ عليه. وإسناده حسن. وجمع صاحب "الفتح الرباني" 7/ 210 بين هذه الأحاديث فقال: إنها (يعني السيدة عائشة) لم تعلم بصلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عليه، وعَلِمَ غيرُها، فأخبر كل بما علم، والمثبت مقدم على النافي. ورجح البيهقي 4/ 9 الصلاة عليه.

28 - باب ما جاء في الصلاة على الشهداء ودفنهم

أَبْقَاهُ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِضَاعَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ ِتْمَامَ رَضَاعِهِ فِي الْجَنَّةِ" قَالَتْ: لَوْ أَعْلَمُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَهَوَّنَ عَلَيَّ أَمْرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَأَسْمَعَكِ صَوْتَهُ" قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ أُصَدِّقُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (¬1). 28 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الشُّهَدَاءِ وَدَفْنِهِمْ 1513 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قال: حَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَى عَشَرَةٍ عَشَرَةٍ، وَحَمْزَةُ هُوَ كَمَا هُوَ، يُرْفَعُونَ وَهُوَ كَمَا هُوَ مَوْضُوعٌ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، هشام بن أبي الوليد متروك، وأمه مجهولة. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. (¬2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم الكوفي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 503، وفي "شرح المشكل" (4909) و (4910)، والحاكم 3/ 197، والبيهقي 4/ 12 من طريقين عن أبي بكر ابن عياش، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن مسعود عند أحمد في "المسند" (4414)، وإسناده ضعيف. وعن جابر بن عبد الله عند الحاكم 2/ 119 - 120، وفي سنده أبو حماد الحنفي المفضل بن صدقة، قال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك. وحديثه هذا منكر لمخالفته ما سيأتي عن جابر في الحديث التالي. وعن عبد الله بن الزبير، عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 503، وسنده حسن. =

1514 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: "أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمْ قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ" وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا (¬1). 1515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ = وعن أبي مالك الغفاري مرسلًا عند ابن سعد في "الطبقات" 3/ 16، وابن أبي شيبة 3/ 304، وأبي داود في "المر اسيل" (427)، والدارقطني (1848)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 503. ورجاله ثقات. قلنا: وأكثر أهل العلم على أنه لا يُصلى على الشهيد، وهو قول أهل المدينة، وبه قال الشافعي وأحمد. واستدلوا بحديث جابر عند البخاري (1343)، وهو الحديث التالي. وذهب قوم من أهل العلم إلى أنه يُصلى عليه لحديث ابن ماجه هذا وشواهده، وهو قول الثوري وأصحاب الرأي، وبه قال إسحاق. ومن أدلة هذا المذهب حديث شداد بن الهاد عند النسائي 4/ 60 - 61: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى على الأعرابي الذي قُتل معه في بعض غزواته. وسنده صحيح، وشداد بن الهاد إنما كانت أُولى مشاهده مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة الخندق، فحديثه متأخر عن قصة شهداء أُحد، فهو آخر الأمرين من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الصلاة على الشهداء، والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (1343)، وأبو داود (3138) و (3139)، والترمذي (1057)، والنسائي 4/ 62 من طريق الليث، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3197). وانظر "المسند" (14189).

29 - باب ما جاء في الصلاة على الجنائز في المسجد

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُنْزَعَ عَنْهُمْ الْحَدِيدُ وَالْجُلُودُ، وَأَنْ يُدْفَنُوا فِي ثِيَابِهِمْ بِدِمَائِهِمْ (¬1). 1516 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ سَمِعَ نُبَيْحًا الْعَنْزِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ، وَكَانُوا نُقِلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ (¬2). 29 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَائِزِ فِي الْمَسْجِدِ 1517 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم سيئ الحفظ. وأخرجه أبو داود (3134) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2217). ويشهد له ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. نبيح العنزي: هو ابن عبد الله. وأخرجه أبو داود (3165)، والترمذي (1814)، والنسائي 4/ 79 من طريقين عن الأسود، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14169)، و "صحيح ابن حبان" (3183). (¬3) إسناده ضعيف، صالح مولى التوأمة قد اختلط، وهو ضعيف فيما انفرد به، لا سيما وقد خالف في روايته هذه حديث عائشة الصحيح الذي أخرجه مسلم (973)، والذي سيأتي بعده، وفيه: والله ما صلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على سهيل ابن =

1518 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ، مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ (¬1). ¬

_ = بيضاء إلا في المسجد. ولصالح مولى التوأمة في روالة ابن أبي ذئب عنه غير ما حديث فيه نكارة وتخليط، وانظر على سبيل المثال في ذلك ما علقاه على حديثه في "المسند" (8803)، وربما يكون ابن أبي ذئب سمع منه هذه الأحاديث التي فيها نكارة ومخالفة بعد الاختلاط أيضًا لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقوله: "فليس له شيء" رواه أحمد في "مسنده" (9730) عن وكيع بإسناده ولفظه، وكل من خرَّج هذا الحديث من الأئمة ذكره بلفظ "فلا شيء له" وكذلك هو عند أبي داود (3191) في رواية ابن العبد وابن داسه، وأما رواية اللؤلؤي فجاءت على الشك: "له أو عليه" والصواب كما رواه الجميع "لا شيء له" على الجزم دون شك. وقد ضعف هذا الحديث غيرُ واحد من الأئمة، قال الإمام أحمد: هو مما تفرد به صالح مولى التوأمة، وليس بشئ فيما تفرد به، وقال ابن حبان: خبر باطل، ورُدَّ بحديث عائشة، وقال البيهقي: هذا الحديث يُعَدُّ في أفراد صالح، وحديث عائشة أصح منه، وصالح مولى التوأمة مختلف في عدالته، كان مالك بن أنس يجرحه، وقال ابن عبد البر: لا يثبت عن أبي هريرة، وقال ابن الجوزي: لا يصح. وقد صحح الإمام أحمد السنة في الصلاة على الجنائز في المسجد وقال بذلك، وهو قول الشافعي وجمهور أهل العلم، وهي السنة المعمول بها في أيام الخليفتين بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، صلى عمر على أبي بكر الصديق في المسجد، وصلى صهيب على عمر في المسجد بمحضر كبار الصحابة وصدر السلف من غير نكير. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف فليح بن سليمان وجهالة صالح بن عجلان، وقد توبعا. =

30 - باب ما جاء في الأوقات التي لا يصلى فيها على الميت ولا يدفن

قَالَ ابْنُ مَاجَهْ: حَدِيثُ عَائِشَةَ أَقْوَى. 30 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْأَوْقَاتِ الَّتِي لَا يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْمَيِّتِ وَلَا يُدْفَنُ 1519 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ جَمِيعًا عَنْ مُوسَى ابْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ نَقْبِرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ (¬1). 1520 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبَرنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ مِنْهَالِ ابْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3189) من طريق فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (973) (99) و (100)، والترمذي (1054)، والنسائي 4/ 68 من طريق عبد الواحد بن حمزة، عن عباد بن عبد الله، به. وأخرجه أبو داود (3190) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24498)، و"صحيح ابن حبان" (3065) و (3066). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (831)، وأبو داود (3192)، والترمذي (1051)، والنسائي 1/ 275 - 276 و 277 و 4/ 82 من طرق عن موسى بن عُلي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17377)، و"صحيح ابن حبان" (1546) و (1551).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَدْخَلَ رَجُلًا قَبْرَهُ لَيْلًا، وَأَسْرَجَ فِي قَبْرِهِ (¬1). 1521 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِي، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْمَكِّي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَدْفِنُوا مَوْتَاكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَّا أَنْ تُضْطَرُّوا" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف المنهال بن خيفة. وأخرجه الترمذي (1079) عن أبي كريب ومحمد بن عمرو السوّاق، عن يحيى ابن اليمان، بهذا الإسناد، إلا أنه زاد حجاج بن أرطأة بين المنهال وبين عطاء. وزاد في المتن: فأخذه من قِبَل القبلة، وقال: "رحمك الله إن كنتَ لأؤاهًا تلاَّءَ للقرآن" وكبَّر عليه أربعًا. وقال الترمذي: حديث حسن. وله شاهد من حديث جابر عند أبي داود (3164)، وفي إسناده محمَّد بن مسلم الطائفي، وفي حفظه شيء. وآخر من حديث أبي ذر عند الحاكم 1/ 368، وفي سنده رجل لم يُسَمَّ. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن يزيد المكي متروك. لكن أخرج مسلم (943)، وأبو داود (3148)، والنسائي 4/ 33 و 82 من طريق ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرًا يحدث أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطب يومًا، فذكر رجلًا من أصحابه قُبِضَ، فكُفِّن في كفن غير طائل، وقُبِر ليلاَ، فزجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُقبَر الرجل بالليل حتى يُصلى عليه، إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا كَفن أحدكم أخاه فليُحسن كَفَنَه" واللفظ لمسلم. وهو في "مسند أحمد" (14145)، و"صحيح ابن حبان" (3034). قوله: "حتى يصلى عليه": ضبطها النووي في "شرح مسلم" 7/ 11 بفتح اللام بالبناء للمفعول، والمراد: حتى يُصلِّي عليه جماعة المسلمين، وضبطت مجوَّدة في إحدى نسخ "مسند أحمد" بكسر اللام بالبناء للفاعل، وكذلك ضبطها ابن حجر في "فتح الباري" 3/ 208، فقال: مضبوط بكسر اللام، والمراد: حتى يُصلي عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = واختلف أهل العلم في الدفن ليلًا: فكره الحسن البصري ذلك إلا لضرورة، ومما يستدل له به حديث جابر هذا، والصحيح أن النهي في هذا الحديث ليس هو من طريق منع الدفن ليلًا على إطلاقه، وإنما هو لعلة، وقد قيل في تعليله: إن الدفن نهارًا يحضره كثير من الناس، ويصلون علبه، ولا يحضره في الليل إلا أفراد قليلون، فيفوته كثرة دعاء المسلمين المرغب فيه، وقيل: إنه لإرادة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يصلي على جميع موتى المسلمين، لما يكون لهم في ذلك من الفضل والخير بصلاته عليهم، وقيل: إن سبب ذلك أن قومًا كانوا يسيئون أكفان موتاهم، فيدفنونهم ليلًا، لئلا تَبِين رداءة الكفن. والعلتان الأخيرتان بيَّنتان في الحديث، والظاهر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قصدهما معًا كما ذكر الطحاوي والقاضي عياض. وذهب عامة أهل العلم إلى إباحة الدفن ليلًا، وأجابوا عن حديث جابر بما ذكرنا من التعليل، واستدلوا أيضًا بحديث أبي هريرة- الذي أخرجه أحمد (9037) -: أن إنسانًا كان يَقُمُّ المسجد أسودَ، فمات -أو ماتت-، ففقدها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "ما فعل الإنسان الذي كان يقم المسجد؟ " فقيل له: مات، قال: "فهلا آذنتموني به" فقالوا: إنه كان ليلًا. قال: "فدلوني على قبرها" فأتى القبر فصلى عليها. ومثله حديث أنس عند أحمد (12517)، وحديث ابن عباس عند البخاري (1340)، وأحمد (1962). ولم ينكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذه الأحاديث دفنهم بالليل، بل كان إنكاره لعدم إعلامه بأمرهم. واستدلوا أيضًا بما رواه أبو داود (3164)، والطحاوي 1/ 513 عن جابر قال: رأى ناس نارًا في المقبرة، فأتوها، فإذا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في القبر، وإذا هو يقول: "ناولوني صاحبكم" فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر. وإسناده حسن. واستدلوا بحديث عائشة الذي أخرجه أحمد (24333) قالت: ما علمنا بدفن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء. ومعلوم أن دفنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان بحضرة أصحابه، ولم يُؤثَر عن أحد منهم إنكارُ ذلك. واستدلوا بآثار ثابتة عن الصحابة أنهم دفنوا ليلًا. انظر "شرح معاني الآثار" 1/ 513 - 515، و"فتح الباري" 3/ 207 - 208، و"المغني" 3/ 503 - 504، و"شرح مسلم" 7/ 11 - 12.

31 - باب: في الصلاة على أهل القبلة

1522 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "صَلُّوا عَلَى مَوْتَاكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" (¬1). 31 - بَابٌ: فِي الصَّلَاةِ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ 1523 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "آذِنُونِي بِهِ" فَلَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا ذَاكَ لَكَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة:80] ". فَأَنْزَلَ اللَّهُ سبحانه: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة:84] (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيئ الحفظ. وأخرجه أحمد (14617) عن حسن بن موسى الأشيب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، بلفظ: "كبروا على موتاكم بالليل والنهار أربع تكبيرات". وأخرجه أيضًا (14766) عن موسى بن داود الضبي، عن ابن لهيعة، به، بلفظ: "صلوا على الميت أربع تكبيرات في الليل والنهار سواء". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3260) من طريق عمرو بن هشام البيروتي، عن ابن لهيعة، به، بلفظ: "صلوا على موتاكم بالليل والنهار، الصغير والكبير، الذكر والأنثى أربعًا". (¬2) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعُبيد الله: هو ابن عمر العمري. =

1524 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الوَاسِطِي وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَاتَ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَأَوْصَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنْ يُكَفِّنَهُ فِي قَمِيصِهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَكَفَّنَهُ فِي قَمِيصِهِ وَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1269) و (4670) و (4672)، ومسلم (2400) و (2774)، والترمذي (3355)، والنسائي 4/ 36 من طرق عن عُبيد الله، بهذا الإسناد. وفي رواية البخاري (4672): "إني خيرت فاخترت، لو أعلم أني إن زدت على السبعين يُغفر له، لزدتُ بها". وهو في "مسند أحمد" (4680)، و"صحيح ابن حبان" (3175). قال الإمام الخطابي في "أعلام الحديث" 3/ 1849: قصدُه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشفقةُ على مَن تعلَّق بطرف من الدين، والتألُّفُ لابنه عبد الله وقومه وعشيرته من الخروج، وكان رئيسًا عليهم ومعظمًا فيهم، فلو ترك الصلاة عليه قبل ورود النهي عنها، لكان سُبَّة على ابنه، وعارًا على قومه، فاستعمل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحسن الأمرين وأفضلهما في مبلغ الرأي وحق السياسة في الدعاء إلى الدين، والتألف عليه إلى أن نُهِي عنه، فانتهى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (¬1) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وقد صح عن جابر بسياق آخر من غير هذا الطريق، فقد أخرج النسائي في "الكبرى" (9586) من طريق أبي الزبير، والبخاري (1270)، ومسلم (2773)، والنسائي 37/ 4 - 38 و 84 من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن جابر قال: أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبدَ الله بن أُبي بعدما دُفِن، فأخرجه، فنفث فيه من ريقه، وألبسه قميصه. واللفظ للبخاري. وهو في "مسند أحمد" (14986) و (15075)، و"صحيح ابن حبان" (3174). =

1525 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِي، حَدّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلُّوا عَلَى كُلِّ مَيِّتٍ، وَجَاهِدُوا مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ" (¬1). 1526 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُرِحَ، فَآذَتْهُ الْجِرَاحَةُ، فَدَبَّ إِلَى مَشَاقِصَ فَذَبَحَ بِهَا نَفْسَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ أَدَبًا (¬2). ¬

_ = وأخرجه النسائي 4/ 84 من طريق حسين بن واقد، عن عمرو بن دينار، عن جابر. وزاد: وصلى عليه. وقد رُويت أيضًا صلاتُه عليه السلام على عبد الله بن أبي من حديث ابن عمر السالف قبل هذا عندَ المصنف، ومن حديث عمر عند البخاري (1366) و (4671). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، الحارث بن نبهان متروك، وعتبة بن يقظان ضعيف، وأبو سعيد -وهو الشامي- مجهول كما قال الدارقطني والذهبي وابن حجر. وأخرجه بأطول مما هنا الدارقطني (1766) من طريق الحارث بن نبهان، بهذا الإسناد. ثم أخرجه (1767) من طريق الحارث بن نبهان، عن أبي سعيد، به، بإسقاط عتبة. (¬2) حديث حسن، شريك بن عبد الله متابع، وسماك بن حرب صدوق حسن الحديث. وأخرجه مسلم (978)، وأبو داود (3185)، والترمذي (1091)، والنسائي 4/ 66 من طرق عن سماك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. =

32 - باب ما جاء في الصلاة على القبر

32 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ 1527 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخبَرنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَأَلَ عَنْهَا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا مَاتَتْ، قَالَ: "فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي". فَأَتَى قَبْرَهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا (¬1). 1528 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ -وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ زَيْدٍ- قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا وَرَدَ الْبَقِيعَ فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ جَدِيدٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ فقَالُوا: فُلَانَةُ. قَالَ: فَعَرَفَهَا وَقَالَ: "أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهَا" قَالُوا: كُنْتَ قَائِلًا صَائِمًا، فَكَرِهْنَا أَنْ نُؤْذِيَكَ، قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا، لَا أَعْرِفَنَّ مَا مَاتَ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (20816)، و"صحيح ابن حبان" (3093). والمشاقص: جمع مِشقص، وهو نصل السهم إذا كان طويلًا رقيقًا. وقوله: "لم يصل عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" يعني بنفسه، "أدبًا" يعني تاديبًا وزجرًا لغيره من أن يفعل مثلَ فعله، وصلَّى عليه الصحابةُ، لا أنه لا يُصلى عليه مطلقًا. (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ. وأخرجه البخاري (458)، ومسلم (956)، وأبو داود (3203) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8634)، و"صحيح ابن حبان" (3086). وتَقُمُ المسجدَ: تكنسه وتُنظفه.

مِنْكُمْ مَيِّتٌ مَا كُنْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ إِلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ، فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِ لَهُ رَحْمَةٌ" ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ، فَصَفَنَا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا (¬1). 1529 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ ابْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ مَاتَتْ ولَمْ يُؤْذَنْ بِهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: "هَلَّا آذَنْتُمُونِي بِهَا" ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "صُفُّوا عَلَيْهَا" فَصَلَّى عَلَيْهَا (¬2). 1530 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِي، عَنْ الشَّعْبِي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ -وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعُودُهُ- فَدَفَنُوهُ بِاللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَعْلَمُوهُ، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي؟ " ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، هشيم -وهو ابن بشير- قد صرح بالتحديث. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 275 - 276 و360. وأخرجه النسائي 4/ 84 - 85 من طريق عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19452)، و"صحيح ابن حبان" (3083) و (3087) و (3092). قولهم: "كنت قائلًا" من القيلولة، وهي النوم نصف النهار. (¬2) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب وإن كان فيه ضعف قد تابعه غير واحد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 361 - 362، وأحمد (15673)، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 267 و 268 و 268 - 269 من طرق عن الدراوردي، بهذا الإسناد. وقد ذكرنا شواهده في "المسند".

قَالُوا: كَانَ اللَّيْلُ وَكَانَتْ الظُّلْمَةُ فَكَرِهْنَا أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ. فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ (¬1). 1531 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَمَا قُبِرَ (¬2). 1532 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدّثَنَا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ بَعْدَمَا دُفِنَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (857)، ومسلم (954) (68)، وأبو داود (3196)، والترمذي (1058)، والنسائي 4/ 85 من طرق عن الشبباني، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (954) (69) من طريقين عن الشعبي، به. وهو في "مسند أحمد" (1962) و (3134)، و"صحيح ابن حبان" (3085). (¬2) إسناده صحيح. غندر: هو محمَّد بن جعفر، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه مسلم (955) من طريق محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12318)، و"صحيح ابن حبان" (3084). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمَّد بن حميد -وهو الرازي- ومهران بن أبي عمر. أبو سنان: هو سعيد بن سنان الشيباني، وابن بريدة: هو سليمان. وأخرجه البيهقي 4/ 48، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة مهران 28/ 598 من طريق محمَّد بن حميد، بهذا الإسناد.

33 - باب ما جاء في الصلاة على النجاشي

1533 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَتْ سَوْدَاءُ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ فَتُوُفِّيَتْ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُخْبِرَ بِمَوْتِهَا، فَقَالَ: "أَلَا آذَنْتُمُونِي بِهَا؟ " فَخَرَجَ بِأَصْحَابِهِ، فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهَا، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا وَالنَّاسُ من خَلْفَهُ، وَدَعَا لَهَا، ثُمَّ انْصَرَفَ (¬1). 33 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّجَاشِيِّ 1534 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ" فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْبَقِيعِ فَصَفَّنَا خَلْفَهُ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو الليثي. ويشهد له أحاديث الباب السالفة قبله. (¬2) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 300 و362 - 363. وأخرجه البخاري (1245)، ومسلم (951)، وأبو داود (3204)، والترمذي (1043)، والنسائي 4/ 26 - 27 و70 و 72 و 94 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وقُرن أبو سلمة بن عبد الرحمن بسعيد عند البخاري (1327) و (3880)، ومسلم (951) (63)، والنسائي 4/ 26 - 27 و 70 و 94. وهو في "مسند أحمد" (7147)، و"صحيح ابن حبان" (3068).

1535 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ (ح) وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ؛ جَمِيعًا عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ فَصَلُّوا عَلَيْهِ" قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ، وَإِنِّي لَفِي الصَّفِّ الثَّانِي، فَصَلَّى عَلَيْهِ (¬1) (¬2). 1536 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِيَّ قَدْ مَاتَ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ" فَصَفَّنَا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: "فصلى عليه صفين". (¬2) إسناده صحيح. هشيم: هو ابن بشير، ويونس: هو ابن عبيد، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو المهلب: هو الجرمي عم أبي قلابة. وأخرجه مسلم (953)، والترمذي (1060)، والنسائي 4/ 57 و70 من طريقين عن أبي المهلب، به. وهو في "مسند أحمد" (19867)، و"صحيح ابن حبان" (3102). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حمران بن أعين. سفيان: هو الثوري، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الصحابي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 362، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2125)، والطبراني 19/ (1085)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 843. =

1537 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ بِهِمْ فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ" قَالُوا: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: "النَّجَاشِيُّ" (¬1). 1538 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو السَّكَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (23195) عن معاوية بن هشام، به. ومن طريق أحمد أخرجه الطبراني 19/ (1085)، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/ 308. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 432، والخطيب في "تاريخه" 5/ 234 - 235، وابن عدي في "الكامل" 2/ 843 من طريقين عن الثوري، به. ويشهد له ما قبله، وانظر بقية أحاديث الباب في "المسند" (7147). (¬1) إسناده صحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الطفيل: هو عامر ابن واثلة. وأخرجه الطيالسي (1068)، وأحمد (16145 - 16147)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 432، والطبراني (3046 - 3048)، والخطيب في "تاريخه" 14/ 445 من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. سهل بن أبي سهل: هو سهل بن زنجلة، ومالك: هو ابن أنس الإمام. وأخرجه البزار (833 - كشف الأستار)، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (216)، والطبراني في "الأوسط" (5551) و (9254) من طرق عن نافع، به. قال أبو عمر ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 326 بعد أن أورده من رواية مكي ابن إبراهيم وحُباب بن جبلة، عن مالك، بهذا الإسناد: ليس هذا الإسناد في "الموطأ"، ولا أحد حدَّث به عن مالك غيرهما، وقال أيضًا: لا أعلم أحدًا روى =

34 - باب ما جاء في ثواب من صلى على جنازة ومن انتظر دفنها

34 - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ وَمَنْ انْتَظَرَ دَفْنَهَا 1539 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ انْتَظَرَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ" قَالُوا: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: "مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ" (¬1). 1540 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ¬

_ = هذا الحديث عن مالك غير مكي بنِ إبراهيم وحُباب بن جبلة، وإنما الصحيح فيه عن مالك ما في "الموطأ" (1/ 226) عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وانظر الحديث السالف برقم (1534). (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه مسلم (945) (52)، والنسائي 4/ 76 من طريق معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1325)، ومسلم (945) (52)، والنسائي 4/ 76 - 77 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (945) (52) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري قال: حدثني رجال عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (47) و (1325)، ومسلم (945) (53) و (54) (56)، وأبو داود (3168) و (3169)، والترمذي (1061)، والنسائي 4/ 77 من طرق عن أبي هريرة. قال السندي: قوله: "فله قيراط" هو عبارة عن ثواب معلوم عند الله تعالى عبَّر عنه ببعض أسماء المقادير، وفُسِّر بجبل عظيم تعظيمًا له، وهو أُحُد. ويحتمل أن ذلك العمل يتجسّم على قدر جِرْم الجبل المذكور تثقيلًا للميزان.

35 - باب ما جاء في القيام للجنائز

عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ" قَالَ: فَسُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْقِيرَاطِ، فَقَالَ: "مِثْلُ أُحُدٍ" (¬1). 1541 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِي، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاط (¬2)، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ هَذَا" (¬3). 35 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقِيَامِ للجنائز 1542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه مسلم (946) من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22376). (¬2) في المطبوع: "قيراطان" والمثبت من أصولنا الخطية. فإذا ضُمُّ هذا القيراط إلى قيراط الصلاة يصير قيراطينِ كما في الحديثين المتقدمين قاله السندي. (¬3) حديث صحيح، حجاج بن أرطأة وإن كان مدلسا متابع. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 320، وأحمد (21201)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1267) من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (58)، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1167) و (1170) من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن عدي بن ثابت، به. وإسناده صحيح. تنبيه: زاد في هامش (س) بعد هذا الحديث: "قال ابن ماجه: يعني قيراطًا آخر".

عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ أَوْ تُوضَعَ" (¬1). 1543 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِجِنَازَةٍ، فَقَامَ، وَقَالَ: "قُومُوا، فَإِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمَّد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (1307)، ومسلم (958) (73) و (74)، وأبو داود (3172)، والترمذي (1063)، والنسائي 4/ 44 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1308)، ومسلم (958) (74) و (75)، والنسائي 4/ 44 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15687)، و"صحيح ابن حبان" (3051). قوله: "حتى تُخلَّفكم" بضم أوله وتشديد اللام المكسورة، أي: تترككم وراءها. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 357، وأحمد (7860) و (8527) من طرق عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث جابر عند مسلم (960)، وأبي داود (3174)، والنسائي 4/ 45 - 46. وأخرج أحمد (7593)، والطحاوي 1/ 487 من طريق سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة، مرفوعًا: "من صلى على جنازة فلم يمشِ معها فليقم حتى تغيب عنه، ومن مشى معها فلا يجلس حتى توضع" وفيه عنعنة محمَّد بن إسحاق. ويشهد لحديث سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة حديثُ أبي سعيد الخدري عند البخاري (1310)، ومسلم (959)، وأبو داود (3173)، والترمذي (1064)، =

1544 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِجِنَازَةٍ، فَقُمْنَا، حَتَّى جَلَسَ فَجَلَسْنَا (¬1). ¬

_ = والنسائي 4/ 44 و 77، ولفظ البخاري: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها، فلا يقعد حتى توضع". وحديث عامر بن ربيعة السالف قبله. (¬1) صحيح بغير هذا السياق، وهذا إسناد رجاله ثقات، وظاهره أن فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في القيام والقعود كان في جنازة بعَينها، والمحفوظ في حديث مسعود بن الحكم عن علي أن ذلك كان في زمنين مختلفين إذ قام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أول الأمر للجنازة ثم قعد بعد ذلك فكان لا يقوم، هكذا رواه غير واحدِ عن مسعود بن الحكم: منهم نافع بن جبير عند مسلم (962) (82) و (83)، وأبي داود (3175)، والترمذي (1065)، والنسائي 4/ 77 - 78، وأحمد (623)، وابن حبان (3056)، ومنهم قيس بن مسعود بن الحكم عند عبد الرزاق (6312)، ويوسف بن مسعود عند البزار (909) و (910)، وإسماعيل بن مسعود عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/ 488. وقد روي الحديث عن شعبة من غير طريق وكيع عند مسلم (962) (84)، والنسائي 4/ 78 بلفظ: رأينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قام فقمنا، وقعد فقعدنا. وهذا لفظ عامٌّ يمكن حمله على حديث نافع بن جبير وغيره عن مسعود بن الحكم، أي: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقوم إذا رأى الجنازة ثم ترك ذلك بعدُ فكان لا يقوم إذا رأى الجنازة، قاله الترمذي. وأخرج النسائي 4/ 46 من طريق مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن علي قال: إنما قام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لجنازة يهودية، ولم يَعُد بعد ذلك. وسنده صحيح. وهو في "المسند" (1200). قلنا: وقد ذهب إلى أن القيام للجنازة منسوخ بحديث علي هذا بعضُ أهل العلم كالشافعي والطحاوي والحازمي في "الاعتبار" ص 129، وقال أحمد بن حنبل: إن شاء قام وان شاء قعد.

36 - باب ما جاء فيما يقال إذا دخل المقابر

1545 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدّثَنَا بِشْرُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: كَانَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا اتَّبَعَ جِنَازَةً، لَمْ يَقْعُدْ حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ، فَعَرَضَ لَهُ حَبْرٌ؛ فَقَالَ: هَكَذَا نَصْنَعُ يَا مُحَمَّدُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَالَ: "خَالِفُوهُمْ" (¬1). 36 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُقَالُ إِذَا دَخَلَ الْمَقَابِرَ 1546 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُهُ - تَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ، وَإِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، بشر بن رافع وعبد الله بن سليمان ضعيفان، وسليمان بن جنادة منكر الحديث. وأخرجه أبو داود (3176)، والترمذي (1041) من طريق عبد الله بن سليمان، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح دون قوله: "اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله وشريك بن عبد الله النخعي. وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية ابن العبد كما في "تحفة الأشراف" (16226) والنسائي 7/ 75 من طريق شريك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24425). وروي الحديث بنحوه دون قوله: "اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم" أخرجه مسلم (974)، وأبو داود برواية ابن العبد أيضًا كما في "التحفة" (17396) =

37 - باب ما جاء في الجلوس في المقابر

1547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ آدَمَ، حَدّثَنَا أبو أَحْمَدُ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، كَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ (¬1). 37 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجُلُوسِ فِي الْمَقَابِرِ 1548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ ¬

_ = والنسائي في "الكبرى" (2177) و (10865)، وهو في "مسند أحمد" (25471) من طريقين عن عائشة قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخرج إذا كانت ليلة عائشة إذا ذهب ثلثا الليل إلى البقيع، فيقول: "السلام عليكم أهل دارِ قومِ مؤمنين، فإنا وإياكم وما توعدون غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"، وصححه ابن حبان (3172). ولقوله: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين" وقوله: "وإنا بكم لاحقون" شاهد من حديث أبي هريرة الآتي عند المصنف برقم (4306)، وإسناده صحيح، وهو في "مسند أحمد" (7993)، وفيه أوردنا أحاديث الباب. وحديث بريدة الآتي أيضًا عند المصنف بعد حديثنا هذا، وزاد فيه أحمد في "المسند" (22985): "أنتم فرطنا"، وهذه اللفظة تشهد لقوله: "أنتم لنا فرط". وإسناده صحيح. أما قوله: "اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم" فقد ورد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (3201) في دعائه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الجنازة. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (975)، وأبو داود في "سننه" برواية أبي الحسن بن العبد كما في "تحفة الأشراف" (1930)، والنسائي 4/ 94 من طريقين عن علقمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22985)، و"صحيح ابن حبان" (3173).

38 - باب ما جاء في إدخال الميت القبر

عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جِنَازَةٍ، فَقَعَدَ حِيَالَ الْقِبْلَةِ (¬1). 1549 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زَاذَانَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جِنَازَةٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا كَأَنَّ عَلَى رُؤوسِنَا الطَّيْرَ (¬2). 38 - بَابُ مَا جَاءَ فِي إِدْخَالِ الْمَيِّتِ الْقَبْرَ 1550 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قال: حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدّثَنَا لَيْثُ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، حَدّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ، قَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ". وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ مَرَّةً: إِذَا وُضِعَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، يونس بن خباب -وإن كان فيه ضعف- متابَع. زاذان: هو أبو عمر الكندي. وأخرجه أبو داود (3212) من طريق الأعمش، عن المنهال، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، فإنهما حديث واحد. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي خالد الأحمر: وهو سليمان ابن حيان. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه أبو داود (4753) و (4754) من طريق الأعمش، والنسائي 4/ 78 من طريق عمرو بن قيس، كلاهما عن المنهال، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1)، وانظر ما قبله.

الْمَيِّتُ فِي لَحْدِهِ قَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ". وَقَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ: "بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ" (¬1). 1551 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، حَدّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِي، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ (¬2)، عَنْ دَاوُدَ ابْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: سَلَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَعْدًا وَرَشَّ عَلَى قَبْرِهِ مَاءً (¬3). 1552 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدّثَنَا الْمُحَارِبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذان إسنادان ضعيفان، في الأول ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، وفي الثاني حجاج -وهو ابن أرطأة- مدلس، ورواه بالعنعنة، ولكنهما متابعان. وأخرجه الترمذي (1067) عن أبي سعيد الأشج -وهو عبد الله بن سعيد-، بالإسناد الثاني. وأخرجه أبو داود (3213)، والنسائي في "الكبرى" (10860) من طريق همام ابن يحيى العوذي، عن قتادة، عن أبي الصديق الناجي -واسمه بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس البصري- عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إذا وضعتم موتاكم في القبر، فقولوا: باسم الله، وعلى ملة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهذا إسناد صحيح. وهو في "مسند أحمد" (4812)، و"صحيح ابن حبان" (3110). وفي الباب عن البياضي عند الحاكم في "المستدرك" 1/ 366. (¬2) في المطبوع: "محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع"، والمثبت من أصولنا الخطية، وقد جاءت الرواية هكذا، وهو وهمٌ في الرواية عند ابن ماجه، نبه عليه الحافظ في "التقريب" في ترجمة عبيد الله، والصواب أنه من رواية محمَّد بن عبيد الله ابن أبي رافع. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، مندل بن علي ضعيف، ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع متروك، والحصين والد داود لين الحديث.

39 - باب ما جاء في استحباب اللحد

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُخِذَ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ، وَاسْتُقْبِلَ اسْتِقْبَالًا (¬1) (¬2). 1553 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ، حَدّثَنَا إِدْرِيسُ الْأَوْدِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: حَضَرْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا وَضَعَهَا فِي اللَّحْدِ، قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ. فَلَمَّا أُخِذَ فِي تَسْوِيَةِ اللَّبِنِ عَلَى اللَّحْدِ، قَالَ: اللَّهُمَّ أَجِرْهَا مِنْ الشَّيْطَانِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهَا، وَصَعِّدْ رُوحَهَا، وَلَقِّهَا مِنْكَ رِضْوَانًا، قُلْتُ: يَا ابْنَ عُمَرَ أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَمْ قُلْتَهُ بِرَأْيِكَ؟ قَالَ: إِنِّي إِذًا لَقَادِرٌ عَلَى الْقَوْلِ، بَلْ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3). 39 - بَابُ مَا جَاءَ فِي اسْتِحْبَابِ اللَّحْدِ 1554 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ (¬1) تحرف في (س) إلى: "استُلَّ استلالًا". (¬2) إسناده ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعد العوفي. المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمَّد بن زياد. (¬3) إسناده ضعيف، هشام بن عمار كان يتلقن، وحماد بن عبد الرحمن الكلبي ضعيف، وإدريس الأودي -وهو ابنُ صبيح- مجهول. وأخرجه البيهقي 4/ 55 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1550).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا" (¬1). 1555 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّي، قال: حَدّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّحْدُ لَنَا، وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي الكوفي. وأخرجه أبو داود (3208)، والترمذي (1066)، والنسائي 4/ 80 من طريق حَكَام بنِ سَلْمٍ، بهذا الإسناد. ويشهد له ما بعده. قوله: "والشَّق" بالفتح، قيل: المراد أنه لأهل الكتاب، والمراد تفضيل اللحد، وقيل: قوله: لنا، أي: لي، والجمع للتعظيم، فصار كما قال، ففيه معجزة له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو المعنى: اختيارنا، فيكون تفضيلًا له، وليس فيه نهي عن الشَّق، فقد ثبت أن في المدينة رجلين: أحدهما يلحد، والآخر لا (انظر ما سيأتي برقم 1557)، ولو كان الشق منهيا عنه لَمُنِعَ صاحبُه، ولكن قد جاء في رواية: "والشق لأهل الكتاب". والله تعالى أعلم. قاله السندي في حاشيته على "المسند". واللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت، لأنه قد أُميل عن وسط القبر إلى جانبه. وقال الإمام النووي في "المجموع" 5/ 287: وأجمع العلماء أن الدفنَ في اللحدِ والشق جائزان، لكن إن كانت الأرض صلبةَ لا ينهارُ ترابها، فاللحد أفضل، وإن كانت رخوة تنهارُ فالشق أفضلُ. (¬2) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، أبو اليقظان -واسمه عثمان بن عمير- ضعيف، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. زاذان: هو أبو عمر الكندي. =

40 - باب ما جاء في الشق

1556 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: الْحِدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلي اللَّبِنِ نصْبًا، كَمَا فُعِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 40 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّقِّ 1557 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدّثَنَا مُبَارَكُ ابْنُ فَضَالَةَ، حَدّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَلْحَدُ وَآخَرُ يَضْرَحُ، فَقَالُوا: نَسْتَخِيرُ رَبَّنَا وَنَبْعَثُ إِلَيْهِمَا، ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (669)، وعبد الرزاق (6385)، وابن سعد في "الطبقات" 2/ 294 - 295، وابن أبي شيبة 3/ 322، وأحمد (19159)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2828) و (2830) و (2831)، والطبراني (2319 - 2326)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1329 و5/ 1814، والبيهقي 3/ 408، والبغوي في "شرح السنة" (1512) من طرق عن أبي اليقظان، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (808)، وأحمد (19158) و (19176)، والطحاوي (2829)، والطبراني (2330)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 203 من طرق عن زاذان، به. ولا يخلو كل طريق منها من مقال، وبمجموعها يحسن الحديث. ولاستحباب اللحد شواهدُ ذكرناها في "المسند" (19158). (¬1) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه مسلم (966)، والنسائي 4/ 80 من طريق عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1450).

فَأَيُّهُمَا سُبِقَ تَرَكْنَاهُ، فَأُرْسِلَ إِلَيْهِمَا، فَسَبَقَ صَاحِبُ اللَّحْدِ، فَلَحَدُوا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 1558 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ زَيْدٍ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ طُفَيْلٍ الْمُقْرِئُ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيُّ، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اخْتَلَفُوا فِي اللَّحْدِ وَالشَّقِّ، حَتَّى تَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ، وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَصْخَبُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَيًّا وَلَا مَيِّتًا، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَأَرْسَلُوا إِلَى الشَّقَّاقِ وَاللَّاحِدِ جَمِيعًا، فَجَاءَ اللَّاحِدُ فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ دُفِنَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل مبارك بن فضالة. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر البغدادي. وأخرجه أحمد (12415) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عائشة، سيأتي بعده، وإسناده ضعيف. وعن ابن عباس، سيأتي عند المصنف برقم (1628)، وإسناده ضعيف. وعن أبي طلحة عند ابن سعد 2/ 298، ورجاله ثقات غير الواقدي ففيه كلام. وعن عروة بن الزبير مرسلًا عند مالك في "الموطأ" 1/ 231، ورجاله ثقات، ووصله ابن سعد 2/ 295، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 297 عن عروة، عن عائشة. قوله: "يَلحد" هو فعل الشَّق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت. و"يَضرح" أي: يعمل الضريح، وهو القبر، من الضرح: وهو الشق في الأرض. (¬2) صحيح دون ذِكْر عمر وقوله، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي مليكة، وجهالة عبيد بن طفيل. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. =

41 - باب ما جاء في حفر القبر

41 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَفْرِ الْقَبْرِ 1559 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ الْأَدْرَعِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: جِئْتُ لَيْلَةً أَحْرُسُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِذَا رَجُلٌ قِرَاءَتُهُ عَالِيَةٌ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُرَاءٍ، قَالَ: فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ، فَفَرَغُوا مِنْ جِهَازِهِ فَحَمَلُوا نَعْشَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ارْفُقُوا بِهِ، رَفَقَ اللَّهُ بِهِ، إِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" قَالَ: وَحَضَرَ (¬1) حُفْرَتَهُ فَقَالَ: "أَوْسِعُوا لَهُ، أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْهِ". فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ حَزِنْتَ عَلَيْهِ! فَقَالَ: "أَجَلْ، إِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرج معناه دون ذكر عمر ابن سعد 2/ 295، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 297 من طرق عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة. ورجاله ثقات. وأخرجه عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا مالك في "الموطأ" 1/ 213، وابن سعد 2/ 295. وانظر شواهده فيما قبله. وأخرج الطيالسي (1451)، وأحمد (4762) من طريقين عن عائشة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُلحِد له لحدٌ. ولهذا اللفظ شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (966). (¬1) تحرف في المطبوع إلى: "وحفر". (¬2) إسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة: وهو ابن نَشيط الرَّبَذي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2382) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد.

42 - باب ما جاء في العلامة في القبر

1560 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا" (¬1). 42 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْعَلَامَةِ فِي الْقَبْرِ 1561 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، قال: حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْلَمَ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ بِصَخْرَةٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أيوب: السختياني، وأبو الدهماء: هو قِرفة بن بُهيس. وأخرجه الترمذي (1810)، والنسائي 4/ 83 من طريق عبد الوارث، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/ 83 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، وأبو داود (3217) عن طريق جرير بن حازم، كلاهما عن حمد، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه. وأخرجه أبو داود (3215) و (3216)، والنسائي 4/ 80 و81 و 83 من طرق عن حميد بن هلال، عن هشام بن عامر. وهو في "مسند أحمد" (16251) و (16262) وفيه تفصيل الاختلاف في إسناده. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد أخطأ فيه عبد العزيز الدراوردي كما قال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 348، وقال: يخالف الدراوردي فيه، يرويه حاتم وغيره عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، وهو الصحيح. وأخرجه أبو داود (3206)، ومن طريقه البيهقي 3/ 412 من طريق حاتم بن إسماعيل ومن طريق سعيد بن سالم، كلاهما عن كثير بن زيد، عن المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- قال: لما مات عثمان بن مظعون أُخرِجَ بجنازته فدفِن، فأمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رجلًا أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحَسَرَ عن ذراعيه، قال كثير: =

43 - باب ما جاء في النهي عن البناء على القبور وتجصيصها والكتابة عليها

43 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ وَتَجْصِيصِهَا وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا 1562 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَقصِيصِ (¬1) الْقُبُورِ (¬2). 1563 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُكْتَبَ عَلَى الْقَبْرِ شَيْءٌ (¬3). ¬

_ = قال المطلب: قال الذي يخبرني ذلك عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: كأني انظر إلى بياض ذراعي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين حَسَرَ عنهما، ثم حملها فوضعها عند رأسه، وقال: "أتعلَّم بها قبر أخي، وأَدفِنُ إليه مَن مات من أهلي" وإسناده حسن. (¬1) في المطبوع: تجصيص، والمثبت من أصولنا الخطية، ومعناهما واحد، والقَصة: الجِصّ. (¬2) إسناده صحيح. عبد الوارث: هو ابن سعيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي، وقد صرح بالتحديث عند مسلم وغيره. وأخرجه مسلم (970)، وأبو داود (3225) و (3226)، والترمذي (1074)، والنسائي 4/ 86 و 87 و 88 من طريقين عن أبي الزبير، به. وقُرِن سليمان بن موسى بأبي الزبير عند أبي داود (3226)، والنسائي 4/ 86، وهو الحديث التالي عند المصنف. وهو في "مسند أحمد" (14148)، و"صحيح ابن حبان" (3162 - 3516). وعندهم زيادة لفظها عند مسلم: "وأن يُقعَد عليه، وأن يُبنى عليه". (¬3) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن سليمان بن موسى -وهو الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق- لم يسمع من جابر، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- لم يصرح بالتحديث. =

44 - باب ما جاء في حثو التراب في القبر

1564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِي، حَدّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُبْنَى عَلَى الْقَبْرِ (¬1). 44 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَثْوِ التُّرَابِ فِي الْقَبْرِ 1565 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، حَدّثَنَا الْأَوْزَاعِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3226)، والنسائي 4/ 86 من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7695) عن محمَّد بن داود، عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن قيس بن الربيع، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن عطاء، عن جابر. وقيس بن الربيع -وهو الأسدي الكوفي- ضعيف يُعتبر به، ومحمد بن داود -وهو ابن جابر الأحمسي البغدادي- شيخ الطبراني، ترجم له الخطيب في "تاريخه" 5/ 263، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وانظر "مسند أحمد" (14149). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد فيه انقطاع كما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" الورقة 101، فإن القاسم بن مخيمرة لم يسمع من أبي سعيد. وهيب: هو ابن خالد. وأخرجه أبو يعلى (1020) من طريق وهيب، بهذا الإسناد. وأخطأ المعلق عليه في الحكم والنقل عن البوصيري. وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (970) ولفظه "نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه". وسلف بعضه برقم (1562). قال السندي: قوله: "أن يبنى" يحتمل أن المراد البناءُ على نفس القبر ليرتفع عن أن يُنال بالوطء كما يفعله كثير من الناس والبناء حوله.

45 - باب ما جاء في النهي عن المشي على القبور والجلوس عليها

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الْمَيِّتِ، فَحَثَى عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ثَلَاثًا (¬1). 45 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ الْمَشْيِ عَلَى الْقُبُورِ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهَا 1566 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ تُحْرِقُهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ" (¬2). 1567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدّثَنَا الْمُحَارِبِي، عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِي عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ أَمْشِيَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ، أَوْ أَخْصِفَ نَعْلِي بِرِجْلِي، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْشِيَ ¬

_ (¬1) إسناده حسن، العباس بن الوليد الدمشقي وسلمة بن كلثوم صدوقان. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4675)، والمزي في ترجمة سلمة بن كلثوم من "تهذيب الكمال" 11/ 312 من طريق يحيي بن صالح، بهذا الإسناد. وفيه: أنه صلى على جنازة فأكثر عليها أربعًا ... إلخ. (¬2) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع، وبقية رجاله ثقات. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه مسلم (971)، وأبو داود (3228)، والنسائي 4/ 95 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8108)، و"صحيح ابن حبان" (3166).

46 - باب ما جاء في خلع النعلين في المقابر

عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ، وَمَا أُبَالِي أَوَسَطَ الْقُبُورِ (¬1) قَضَيْتُ حَاجَتِي، أَوْ وَسطَ السُّوقِ" (¬2). 46 - بَابُ مَا جَاءَ فِي خَلْعِ النَّعْلَيْنِ فِي الْمَقَابِرِ 1568 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ بَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، "قَالَ: يَا ابْنَ الْخَصَاصِيَةِ مَا تَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ؟ أَصْبَحْتَ تُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَنْقِمُ عَلَى اللَّهِ شَيْئًا، كُلُّ خَيْرٍ. قَدْ آتَانِيهِ اللَّهُ. فَمَرَّ عَلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: "أَدْرَكَ هَؤُلَاءِ خَيْرا كَثِيرًا". ومَرَّ عَلَى مَقَابِرِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا (¬3) " ¬

_ (¬1) المثبت من المطبوع، وفي النسخ الخطية: "أوسطَ القبر" وبعده فيها: كذا قال!! (¬2) إسناده صحيح، محمَّد بن إسماعيل بن سمرة ثقة روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمَّد بن زياد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": ولم ينفرد به محمَّد بن إسماعيل بن سمرة، فقد رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده": حدثنا حفص بن عبد الله أبو عمر الحلواني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، فذكره. وأورده أيضًا في "إتحاف الخيرة" 3/ 296 رقم (2738) وقال: رواه أبو يعلى بسند صحيح. وذكره الذهبي في "السير" 9/ 138 بسنده وقال: إسناده صالح. (¬3) في نسخنا الخطية: "خير كثير" بالرفع، والمثبت من المطبوع، وهو الموافق لمصادر التخريج.

47 - باب ما جاء في زيارة القبور

قَالَ: فَالْتَفَتَ فَرَأَى رَجُلًا يَمْشِي بَيْنَ الْمَقَابِرِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: "يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ، أَلْقِهِمَا" (¬1). حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عُثْمَانَ يَقُولُ: حَدِيثٌ جَيِّدٌ، وَرَجُلٌ ثِقَةٌ (¬2). 47 - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ 1569 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3230)، والنسائي 4/ 96 من طريق الأسود بن شيبان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20784)، و"صحيح ابن حبان" (3170). قوله: "يا صاحب السبتيتين"، قال السندي: السِّبتية بكسر السين نسبة إلى السبت: وهي جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ يُتخذ منها النعال، لأنه سُبِتَ شعرُها، أي: حُلِق وأُزيل، وقيل: لأنها انسبَتَت بالدباغ، أي: لانت، وأُريدَ بهما النعلان المتخَذان من السبت، وأمره بالخلع احترامًا للمقابر عن المشي بهما، أو لقذر بهما، أو لاختياله في مشيه، وقيل: وفي الحديث كراهة المشي في المقابر بالنعل، قلت: لا يتم ذلك إلا على بعض الوجوه المذكورة. (¬2) هذا السند أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3170) من طريق الحسن بن سفيان، عن محمَّد بن بشار ... ونص كلام ابن مهدي فيه: "قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أكون مع عبد الله بن عثمان في الجنائز، فلما بلغ المقابر حدثته بهذا الحديث، فقال: حديث جيد ورجل ثقة، ثم خلع نعليه فمشى بين القبور. قال ابن حبان: يُشبه أن تكون تلك من جلد مَيتة لم تُدبَغ، فكره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لبس جلد الميتة، وفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنه ليسمع خفقَ نِعالهم إذا ولَّوا عنه" دليل على إباحة دخول المقابر بالنعال. اهـ، وانظر "شرح السنة" للبغوي 5/ 413 - 414. قلنا: وعبد الله ابن عثمان: هو البصري صاحب شعبة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "زُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الْآخِرَةَ" (¬1). 1570 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِي، حَدّثَنَا رَوْحٌ، حَدّثَنَا بِسْطَامُ ابْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَخَّصَ فِي زِيَارَةِ الْقُبُورِ (¬2). 1571 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي، يزيد بن كيسان لا يبلغ رتبة الصحيح. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 343. وأخرجه أبو داود (3234)، والنسائي 4/ 90 من طريق محمَّد بن عبيد، بهذا الإسناد، مطولًا بلفظ الحديث الآتي عند المصنف برقم (1572). وهو كذلك في "مسند أحمد" (9688)، و"صحيح ابن حبان" (3169). وفي الباب عن بريدة عند أحمد (23005)، ومسلم (977). وعن علي بن أبي طالب عند أبي يعلى (278). وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد (11329)، والحاكم 1/ 374 - 375. وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. روح: هو ابن عبادة، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُبَعي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه أبو يعلى (4871)، والحاكم 1/ 376، والبيهقي 4/ 78 من طريق يزيد بن زريع، عن بسطام بن مسلم، عن أبي التياح، عن ابن أبي مليكة: أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر، فقلت لها: يا أم المؤمنين، من أين أقبلتِ؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، كان نهى ثم أمر بزيارتها. واللفظ للحاكم.

48 - باب ما جاء في زيارة قبور المشركين

عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ" (¬1). 48 - بَابُ مَا جَاءَ فِي زِيَارَةِ قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ 1572 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدّثَنَا يَزِيدُ ابْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: "اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ، فَزُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الْمَوْتَ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس وقد رواه بالعنعنة، وأيوب بن هانئ ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال الدارقطني: يُعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات". ابن وهب. هو عبد الله. وأخرجه مطولًا ومختصرًا الشاشي (937)، وابن حبان (981)، والبيهقي 4/ 77 من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6714) عن ابن جريج قال: حُدثت عن مسروق بن الأجدع، به، فأسقط هانئ بن أيوب. وأخرجه أحمد (4319)، وأبو يعلى (5299) من طريق فرقد السَّبَخي، عن جابر بن يزيد، عن مسروق، عن عبد الله، مرفوعًا. وفرقد وجابر ضعيفان. وتشهد له أحاديثُ البابِ السالفة قبله. وحديث بريدة عند مسلم (1977) (37). (¬2) إسناده قوي، وقد سلف مختصرًا برقم (1569) وخرَّجناه هناك.

1573 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَكَانَ وَكَانَ، فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: "فِي النَّارِ" قَالَ: فَكَأَنَّهُ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ أَبُوكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ" قَالَ: فَأَسْلَمَ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدُ، وَقَالَ: لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَعَبًا، مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ (¬1). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات، وقد أخطأ شيخ ابن ماجه محمَّد بن إسماعيل الواسطي في إسناده، فجعله من حديث سالم عن أبيه، وخالفه غيره فجعله من حديث عامر بن سعد عن أبيه. فقد أخرجه البزار (1089)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (595)، والضياء في "المختارة" (1005) من طريق زيد بن أخزم، والبزار (1089) من طريق محمَّد بن عثمان بن مخلد الواسطي، كلاهما عن يزيد بن هارون، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، فذكره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (326) من طريق محمَّد بن موسى بن أبي نعيم الواسطي، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 191 - 192 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عامر، عن أبيه. وقد أعلَّ الدارقطني الحديث بالإرسال، فقد جاء في "علله" 4/ 334 ما نصه: وسئل عن حديث عامر بن سعد، عن سعد: قال رجل: يا رسول الله، إن أبي كان يحمل الكَل ويفعل ويفعل في الجاهلية؟ قال: "هو في النار". فقال: يرويه محمَّد ابن أبي نعيم والوليد بن عطاء بن الأغر، عن إبراهيم بن سعد، وغيره يرويه عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلًا، وهو الصواب.

49 - باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء القبور

49 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ زِيَارَةِ النِّسَاءِ الْقُبُورَ 1574 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو بِشْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِي، حَدّثَنَا الْفِرْيَابِي وَقَبِيصَةُ، كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَهْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زُوَّارَاتِ الْقُبُورِ (¬1). 1575 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد الرحمن بن بهمان. أبو بشر: هو بكر بن خلف، وقبيصة: هو ابن عقبة، وأبو كريب: هو محمَّد ابن العلاء، والفريابي: هو محمَّد بن يوسف، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 345. وأخرجه أحمد (15657)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2071)، والطبراني (3591) و (3592)، والحاكم 1/ 374، والبيهقي 4/ 78 من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. ويشهد له حديثًا ابن عباس وأبي هريرة الآتيان بعده. قال السندي في حاشيته على "المسند": قوله: "زوارات القبور": قد جاء النهي عن الزيارة، ثم الإذنُ، فتخصيص النساء إما لأن الإذن للرجال فقط، أو لأن النهي كان في حقِّهنَّ أشد حين كان، وهذا الكلام كان حينئذٍ، والأول أقرب، وعلى الأول يمكن جعل الزوارات صفة للنفوس، وعلى التقديرين فالظاهر أن اللعن كان للإكثار في الزيارة، لأن صيغة الزّوَّار للمبالغة، والله تعالى أعلم. قلنا: وانظر لزاما تعليقنا على حديث ابن عباس في "المسند" (2603).

50 - باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زُوَّارَاتِ الْقُبُورِ (¬1). 1576 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو نَصْرٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَالِبٍ، حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زُوَّارَاتِ الْقُبُورِ (¬2). 50 - بَابُ مَا جَاءَ فِي اتِّبَاعِ النِّسَاءِ الْجَنَائِزَ 1577 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: نُهِينَا عَنْ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ، وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا (¬3) (¬4). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح، واسمه باذام، وهو مولى أم هانئ. عبد الوارث: هو ابن سعيد. وأخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي 4/ 94 من طريق محمَّد بن جحادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2030) و (2603)، و"صحيح ابن حبان" (3179) و (3180). ويشهد له حديث حسان بن ثابت السالف قبله، وحديث أبي هريرة الآتي بعده. (¬2) حديث حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الترمذي (1077) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (8449)، و "صحيح ابن حبان" (3178). (¬3) تحرفت في (س) إلى: عليها. (¬4) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وهشام: هو ابن حسان، وحفصة هي بنت سيرين. =

1578 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، حَدّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ دِينَارٍ أَبِي عُمَرَ، عَنْ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عن عَلِيٍّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا نِسْوَةٌ جُلُوسٌ، فقَالَ: "مَا يُجْلِسُكُنَّ؟ " قُلْنَ: نَنْتَظِرُ الْجِنَازَةَ، قَالَ: "هَلْ تَغْسِلْنَ؟ " قُلْنَ: لَا، قَالَ: "هَلْ تَحْمِلْنَ؟ " قُلْنَ: لَا، قَالَ: "هَلْ تُدْلِينَ فِيمَنْ يُدْلِي؟ " قُلْنَ: لَا، قَالَ: "فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (313) و (1278)، ومسلم (938)، وأبو داود (3167) من طرق عن حفصة، به. وأخرجه مسلم (938) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أم عطية. وهو في "مسند أحمد" (27303). وقول أم عطية: "ولم يُعزم علينا" قال الحافظ في "الفتح": أي: ولم يؤكد علينا في المنع كما أُكدَ علينا في المنهيات، فكأنها قالت: كُره لنا اتباع الجنائز من غير تحريم. وقال القرطبي المحدث: ظاهر سياق أم عطية أن النهي نهي تنزيه، وبه قال جمهور أهل العلم، ومال مالك إلى الجواز، وهو قول أهل المدينة. وقال المهلب: في حديث أم عطية دلالة على أن النهي من الشارع درجات. (¬1) إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن سلمان ودينار أبي عمر: وهو ابن عمر الأسدي. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وابن الحنفية: هو محمَّد بن علي بن أبي طالب. وأخرجه البزار (653)، والبيهقي 4/ 77 من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (4056) و (4284)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 102، وفي إسناد أبي يعلى: الحارث بن زياد، وهو مجهول، وفي إسناد الخطيب: إبراهيم بن هراسة، وهو متروك. وانظر حديث أم عطية السالف قبله.

51 - باب ما جاء في النهي عن النياحة

51 - بَابٌ ما جاء فِي النَّهْيِ عَنْ النِّيَاحَةِ (¬1) 1579 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى الصَّهْبَاءِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12]، قَالَ: "النَّوْحُ" (¬2). 1580 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ دِينَارٍ، حَدّثَنَا حَرِيزٍ (¬3) مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ بِحِمْصَ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ النَّوْحِ (¬4). ¬

_ (¬1) النياحة: رفع الصوت بالندب، والنَّدْب: تعديد شمائل الميت بأن يقول: واكهفاه، واجبلاه، ونحو ذلك، وهو حرام وإن لم يكن بكاء، لأن في ذلك سخطًا لقضاء الله، ومعارضة لأحكامه. وقال ابن العربي: النوح: ما كانت الجاهلية تفعله، كان النساء يقفن متقابلات يَصِحْنَ ويحثينَ التراب على رؤوسهن، ويضربن وجوههن. (¬2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وأخرجه مطولًا الترمذي (3593) من طريق يزيد بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (26720). (¬3) تحرف في (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: "جرير"، والمثبت من (ذ) وهو الصواب. (¬4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن دينار -وهو البهراني الحمصي- ضعيف، وحريز -ويقال: أبو حريز- مجهول. وأخرجه مطولًا البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 81 - 82، وأحمد (16935)، والطبراني في "الكبير" 19/ (876)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1552 من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. =

1581 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ابْنِ مُعَانِقٍ أَوْ أَبِي مُعَانِقٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "النِّيَاحَةُ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنَّ النَّائِحَةَ إِذَا مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ قَطَعَ اللَّهُ لَهَا ثِيَابًا مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعًا مِنْ لَهَبِ النَّارِ" (¬1). 1582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = وأخرجه كذلك البخاري في "التاريخ" 7/ 234، وأبو يعلى (7374)، والدولابي 2/ 50، والطبراني 19/ (877) و (878) من طريقين عن محمَّد بن مهاجر الأنصاري، عن كيسان مولى معاوية، عن معاوية. وإسناده ضعيف لجهالة كيسان مولى معاوية. وفي النهي عن النوح حديث ابن مسعود عند البخاري (1294)، وهو في "المسند" (3658)، وانظر بقية أحاديث هذا الباب فيه. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن معانق أو أبو معانق -واسمه عبد الله- قال فيه الدارقطني: لا شيءَ مجهولٌ. ووثقه العجلي وابن حبان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6686). وأخرجه مسلم (934) من طريق أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، أن زيدًا -هو ابن سلام- حدثه، أن أبا سلام -واسمه ممطور الحبشي- حدثه، أن أبا مالك الأشعري حدثه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعنُ في الأنساب، والاستسقاءُ بالنجوم، والنياحة" وقال: "النائحة إذا لم تتب قبلَ موتها تُقامُ يومَ القيامة وعليها سربال من قَطِرانِ، ودِرع من جَرَبِ". وتابع أبانَ العطار: عليُّ بن المبارك عند أحمد (22904)، والحاكم 1/ 383، وموسى بن خلف عند الطبراني (3425)، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. والحديث في "مسند أحمد" (22903)، و"صحيح ابن حبان" (3143).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "النِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ النَّائِحَةَ إِنْ لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ، فَإِنَّهَا تُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ، ثُمَّ يُعْلَى عَلَيْهَا بِدِرْعٍ (¬1) مِنْ لَهَبِ النَّارِ" (¬2). 1583 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخبَرنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تُتْبَعَ جِنَازَةٌ مَعَهَا رَانَّةٌ (¬3). ¬

_ (¬1) في (م) و (ذ): "بدروع"، والمثبت من (س). (¬2) إسناده ضعيف، عمر بن راشد اليمامي ضعفه أحمد وابن معين والبخاري، وقال الدارقطني في "العلل": متروك. وما قبله يغني عنه. وأخرج البخاري (3850) عن علي بن عبد الله، عن سفيان، عن عبيد الله، عن ابن عباس قال: خلال من خلال الجاهلية: الطعن في الأنساب، والنياحة، ونسي الثالثة. قال سفيان: ويقولون: إنها الاستسقاء بالأنواء. (¬3) حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي يحيى: وهو القتات. عبيد الله: هو ابن موسى العبسي، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الطحاوي 1/ 484، والطبراني (13484)، والبيهقي 4/ 64 من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (5668)، والطبراني (13498) من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، به. وليث ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 66 من طريق زيد بن الحريش، عن عبد الله ابن خراش، عن العوام بن حوشب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عمر. وهذا إسناد ضعيف جدًا. =

52 - باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب

52 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْخُدُودِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ 1584 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ؛ جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ، وَضَرَبَ الْخُدُودَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه نحوه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 254 من طريق حماد بن قيراط، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن تتبع جنازة فيها صارخة. وأعله بحماد بن قيراط، وضعفه جدًا. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (9515) بلفظ: "لا تتبع الجنازة بنار ولا صوت"، وفيه رجل مجهول. وآخر من حديث جابر عند أبي يعلى (2627) بلفظ: نهى أن يتبع الميت صوتٌ أو نار. وإسناده ضعيف. وعن عمرو بن العاص موقوفًا عند مسلم (121) أنه قال عند موته: لا تصجني نائحة ولا نار. قوله: "رانَّة": هي صوت مع بكاء فيه ترجيع كالقلقلة واللقلقة. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمداني، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه البخاري (1294)، والترمذي (1020)، والنسائي 4/ 20 و 21 من طريق سفيان بهذا الإسناد. =

1585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْمُحَارِبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَرَامَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، وَالْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَنَ الْخَامِشَةَ وَجْهَهَا، وَالشَّاقَّةَ جَيْبَهَا، وَالدَّاعِيَةَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ (¬1). 1586 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِي، حَدّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَخْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِي بُرْدَةَ، قَالَا: لَمَّا ثَقُلَ أَبُو مُوسَى أَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ تَصِيحُ بِرَنَّةٍ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ لَهَا: أَوَمَا عَلِمْتِ أَنِّي بَرِيء مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ وَكَانَ يُحَدِّثُهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَخَرَقَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1297)، ومسلم (153)، والنسائي 4/ 19 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3658)، و"صحيح ابن حبان" (3149). الجَيْب: ما يُفتح في أعلى الثوب لإدخال الرأس. والثبور: الهلاك. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، ومكحول: هو الشامي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 290، وابن حبان (3156)، والطبراني 8/ (7591) و (7775) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. إلا أن رواية ابن حبان فيها: عن مكحول وغيره. (¬2) إسناده صحيح. أبو العميس: هو عتبة بن عبد الله المسعودي، وأبو صخرة: هو جامع بن شداد المحاربي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه مسلم (104)، والنسائي 4/ 25 من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد. =

53 - باب ما جاء في البكاء على الميت

53 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ 1587 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ فِي جِنَازَةٍ، فَرَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فَصَاحَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دَعْهَا يَا عُمَرُ، فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالنَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَالْعَهْدَ قَرِيبٌ" (¬1). 1587 (م) - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1296) تعيقا، ومسلم (154)، وأبو داود (3130)، والنسائي 4/ 20 و21 من طرق عن أبي موسى. وهو في "مسند أحمد" (19535)، و"صحيح ابن حبان" (3150 - 3152) و (3154). وانظر ما سلف برقم (1487). قوله: حَلَقَ، أي: رأسه للمصيبة. وسَلَقَ، أي: رفع صوته عند المصيبة، وقيل: أن تصك وجهها. وخَرَقَ، أي: ثوبه لها. قاله السندي. (¬1) إسناده ضعيف لانفطاعه، فإن محمَّد بن عمرو بن عطاء لم يسمع من أبي هريرة، بينهما سلمة بن الأزرق كما سيأتي في الرواية التالية، وسلمة هذا مجهول. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 285 و395. وأخرجه أحمد (9731)، والحاكم 1/ 381 من طريقين عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة سلمة بن الأزرق. عفان: هو ابن مسلم. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 395. =

1588 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنُ زِيَادٍ، حَدّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ ابْنٌ لِبَعْضِ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْضِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا أَنَّ "لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِب"، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ فَأَقْسَمَتْ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقُمْتُ مَعَهُ، وَمَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، فَلَمَّا دَخَلْنَا نَاوَلُوا الصَّبِيَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرُوحُهُ تَقَلْقَلُ فِي صَدْرِهِ، قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: كَأَنَّهَا (¬1) شَنَّةٌ، قَالَ: فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الرَّحْمَةُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ فِي بَنِي آدَمَ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ" (¬2). 1589 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، ¬

_ = وأخرجه النسائي 4/ 19 من طريق محمَّد بن عمرو بن حلحلة، عن محمَّد بن عمرو بن عطاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7691)، و "صحيح ابن حبان" (3157). (¬1) في (ذ) و (م): "كأنه"، والمثبت من (س)، وهو الموافق لمصادر التخريج. (¬2) إسناده صحيح. عاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. وأخرجه البخاري (1284)، ومسلم (923)، وأبو داود (3125)، والنسائي 4/ 21 - 22 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21776)، و "صحيح ابن حبان" (461) و (3158).

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِبْرَاهِيمُ، بَكَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ الْمُعَزِّي - إِمَّا أَبُو بَكْرٍ وَإِمَّا عُمَرُ -: أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ عَظَّمَ لله حَقَّهُ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ، لَوْلَا أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ، وَمَوْعُودٌ جَامِعٌ، وَأَنَّ الْآخِرَ تَابِعٌ لِلْأَوَّلِ، لَوَجَدْنَا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَفْضَلَ مِمَّا وَجَدْنَا، وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ" (¬1). 1590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهَا: قُتِلَ أَخُوكِ. فَقَالَتْ: رَحِمَهُ اللَّهُ، وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، قَالُوا: قُتِلَ زَوْجُكِ! قَالَت: وَاحُزْنَاهُ (¬2)، ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (433)، وفي "الأوسط" (8829) من طريق ابن خثيم، بهذا الإسناد، وفي رواية "الأوسط": قال أبو بكر، دون شك. ويشهد لأصله حديث أنس عند البخاري (1303)، ومسلم (2315)، وأبي داود (3126)، وفيه: فجعلت عينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: "يا ابن عوف، إنها رحمة" ثم أَتبعها بأخرى فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفِراقك يا إبراهيم لمحزونون". (¬2) في (س) و (م): "واحرباه"، والمثبت من (ذ)، وهو الموافق لرواية الحاكم والبيهقي.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلزَّوْجِ مِنْ الْمَرْأَةِ لَشُعْبَةً، مَا هِيَ لِشَيْءٍ" (¬1). 1591 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِنِسَاءِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَبْكِينَ هَلْكَاهُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ" فَجَاءَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ حَمْزَةَ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "وَيْحَهُنَّ، مَا انْقَلَبْنَ بَعْدُ؟ مُرُوهُنَّ فَلْيَنْقَلِبْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، إسحاق بن محمَّد الفروي وعبد الله بن عمر العمري ضعيفان. وأخرجه الحاكم 4/ 61 - 62، وعنه البيهقي 4/ 66 من طريق إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل، عن إسحاق بن محمَّد الفروي، عن عبد الله بن عمر، عن أخيه عبيد الله ابن عمر، عن إبراهيم بن محمَّد بن عبد الله، بهذا الإسناد. فزاد عبيد الله بن عمر بين عبد الله وبين إبراهيم. (¬2) إسناده حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- صدوق حسن الحديث إلا عند المخالفة، وقد روى له مسلم في الشواهد مما يرويه عنه ابن وهب، وهي نسخة صالحة كما ذكر ابن عدي. وأخرجه ابن سعد 3/ 17، وابن أبي شيبة 3/ 394 و 14/ 292 - 293، وأحمد (4984) و (5563) و (5666)، وأبو يعلى (3576) و (3610)، والطحاوي 4/ 293، والطبراني (2944)، والحاكم 3/ 194 - 195 و 197، والبيهقي 4/ 70 من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أنس عند أبي يعلى (3576) و (3610)، والحاكم 1/ 381، وإسناده حسن. وآخر من حديث ابن عباس عند الطبراني (12096)، وفي إسناده يحيى بن مطيع الشيباني، قال الهيثمي في "المجمع" 6/ 120 - 121: لم أعرفه. =

54 - باب ما جاء في الميت يعذب بما نيح عليه

1592 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِي عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمَرَاثِي (¬1). 54 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمَيِّتِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ 1593 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا شَاذَانُ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ؛ قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ" (¬2). ¬

_ = قوله: "لا بواكي له": البواكي: جمع باكية، قاله قبل النهي عن البكاء. قاله السندي. (¬1) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم الهجري: وهو ابن مسلم. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه مختصرًا ومطولًا الطيالسي (825)، وعبد الرزاق (6404)، والحميدي (718)، وابن أبي شيبة 3/ 392 و 394 - 395، وأحمد (19141) و (19417)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 215، والحاكم 1/ 359 - 360 و 382 - 383، والبيهقي 4/ 42 - 43 من طريق إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. المراثي: النَّدب والنياحة على الميت. (¬2) إسناده صحيح. شاذان: هو الأسود بن عامر، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وأخرجه البخاري (1292)، ومسلم (927) (17) و (18)، والنسائي 4/ 16 - 17 من طريق قتادة، بهذا الإسناد، بألفاظ متقاربة. وأخرجه مسلم (927) (16) و (18)، والترمذي (1023)، والنسائي 4/ 15 و 16 من طرق عن ابن عمر، به. =

1594 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِي، حَدّثَنَا أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ مُوسَى الْأَشْعَرِي عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ، إِذَا قَالُوا: وَاعَضُدَاهُ، وَاكَاسِيَاهُ، وانَاصِرَاهُ، واجَبَلَاهُ، وَنَحْوَ هَذَا، يُتَعْتَعُ وَيُقَالُ: أَنْتَ كَذَلِكَ؟ أَنْتَ كَذَلِكَ؟ ". قَالَ أَسِيدٌ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: 15] قَالَ: وَيْحَكَ، أُحَدِّثُكَ أَنَّ أَبَا مُوسَى حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فترَى أَنَّ أَبَا مُوسَى كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ أَوْ تَرَى أَنِّي كَذَبْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى؟ (¬1) ¬

_ = وأخرجه البخاري (1287) و (1290)، ومسلم (927) (19) و (20) و (21) و (928) (22) و (23) من طرق عن عمر. وهو في "مسند أحمد" (180)، و"صحيح ابن حبان" (3132). قال البغوي في "شرح السنة" 5/ 442 - 443: ويُحمل حديثُ عمر على أن الميت تلزمه العقوبةُ لبكاءِ أهله بما تقدم مِن أمره ووصيته في حياته، وكذلك إذا كان النوحُ مِن سنته، أو كان يفعلُه أهلُه فلا ينهاهم عنه، فيعاقب بعدَ موته بها، إذ كان عليه كَفهُم عنه، قال الله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كلكم مسؤولٌ عن رعيته"، وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ومن سن سنة سيئة، فعليه وِزرُهَا ووِزرُ من عمل بها". (¬1) إسناده حسن، يعقوب بن حميد بن كاسب متابع، وأَسِيدُ بن أبي أَسِيد صدوق، موسى الأشعري: هو ابن أبي موسى. وأخرجه مختصرًا الترمذي (1024) من طريق أسيد بن أبي أسيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (19716). وانظر حديث عمر السالف قبله. =

1595 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّمَا كَانَتْ يَهُودِيَّةٌ مَاتَتْ، فَسَمِعَهُمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْكُونَ عَلَيْهَا، قَالَ: "فإِنَّ أَهْلَهَا يَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا تُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا" (¬1). ¬

_ = وفي الباب عن النعمان بن بشير عن عبد الله بن رواحة موقوفًا عند البخاري (4267). وانظر تتمة شواهده في "المسند" (4865). قوله: "يتعتع" على بناء المفعول، من: تعتعت الرجل: إذا عنَّفته وأقلقته، والعنف: هو الأخذ بمجامع الشيء، وجره بقهر. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. عمرو: هو ابنُ دينار، وابن أبي مُليكة: هو عبدُ الله بن عبيد الله. وأخرجه البخاري (1289)، ومسلم (932) (27)، والترمذي (1025)، والنسائي 4/ 17 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، ومسلم (931) (25) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، كلاهما عن عائشة. وعندهم أنها قالته تعقيبًا على رواية ابن عمر: "إن الميت ليعذب ببكاء الحي". وأخرج مسلم (931) (26)، والنسائي 4/ 17 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، قال: ذُكر عند عائشة: أن ابن عمر يرفع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الميت يُعذب في قبره ببكاء أهله عليه" فقالت: وَهِلَ (أي: غلط ونسي)، إنما قال رسولُ الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنه ليُعذبُ بخطئته أو بذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن". وهذا لفظ مسلم. واْخرج النسائي 4/ 18 من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، عن عائشة: إنما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الله عز وجل يزيد الكافر عذابا ببعض بكاء أهله عليه". وهو في "صحيح البخاري" (1288) من طريق ابن أبي مليكة، به، وفيه أنها قالته تعقيبًا على حديث عمر السالف عند المصنف برقم (1593). وانظر "مسند أحمد" (24115) و (24302) و (24758)، و"صحيح ابن حبان" (3123)، وانظر أيضًا في الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" في الصفحة =

55 - باب ما جاء في الصبر على المصيبة

55 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّبْرِ عَلَى الْمُصِيبَةِ 1596 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى" (¬1). 1597 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدّثَنَا ثَابِتُ ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: ابْنَ آدَمَ، إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى، لَمْ أَرْضَ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ" (¬2). ¬

_ = 185 - 188 طبع مؤسسة الرسالة بتحقيق د. محمَّد بنيامين أرول، ومراجعة المحدث شعيب الأرنؤوط، فإنه مفيد. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعد بن سنان. وأخرجه الترمذي (1008) عن قتيبة، عن الليث، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه البخاري (1252) و (1283)، ومسلم (926)، وأبو داود (3124)، والترمذي (1008) و (1009)، والنسائي 4/ 22 من طريق شعبة، عن ثابت بن أسلم البناني، عن أنس. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (12317). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش، فهو صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، وهشام بن عمار متابع. القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. وأخرجه أحمد (22228)، والبخاري في "الأدب المفرد" (535)، والطبراني في "الكبير" (7788)، وفي "مسند الشاميين" (2277) من طرق عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد، بلفظ: "يا ابن آدم، إذا أخذتُ كريمتيك فصبرت ... ". =

1598 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهَا، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ فَيَفْزَعُ إِلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتِي، فَأْجُرْنِي فِيهَا، وَعُضْنِي مِنْهَا (¬1)، إِلَّا آجَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا، وَعَاضَهُ خَيْرًا مِنْهَا". قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ ذَكَرْتُ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} اللَّهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ (¬2) مُصِيبَتِي هَذِهِ، فَأْجُرْنِي عَلَيْهَا، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: وَعُضْنِي خَيْرًا مِنْهَا قُلْتُ فِي نَفْسِي: أُعَاضُ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟! ثُمَّ قُلْتُهَا، فَعَاضَنِي اللَّهُ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَآجَرَنِي فِي مُصِيبَتِي (¬3). ¬

_ = ويشهد له ما قبله، وله شواهد أخرى ذكرناها في "المسند" (7597). (¬1) المثبت من (س) و (م)، وفي (ذ): "وعَوِّضني". (¬2) المثبت من (ذ)، وفي (س) و (م): "أحتَسِبُ". (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الملك بن قدامة الجمحي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10843) من طريق يزيد بن هارون، و (10844) من طريق محمَّد بن كثير، وأبو داود (3119) من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، مرفوعًا. زاد يزيد: عن أبي سلمة. كما في رواية المصنف، وابن عمر بن أبي سلمة مجهول. وهو في "مسند أحمد" (16343). وأخرجه الترمذي (3820) من طريق عمرو بن عاصم، والنسائي (10842) من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة، عن أبي سلمة. بإسقاط ابن عمر المجهول. وقال =

1599 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السُّكَيْنِ، حَدّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَابًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، أَوْ كَشَفَ سِتْرًا، فَإِذَا النَّاسُ يُصَلُّونَ وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَى مِنْ حُسْنِ حَالِهِمْ، ورَجَا (¬1) أَنْ يَخْلُفَهُ اللَّهُ فِيهِمْ بِالَّذِي رَآهُمْ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّمَا أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، أَوْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنْ الْمُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي" (¬2). ¬

_ = الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وروي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أم سلمة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: يعني ما أخرجه مسلم (918) من طرق عن سعد بن سعيد، عن عمر بن كثير، عن ابن سفينة مولى أم سلمة، عن أم سلمة، مرفوعًا، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (26635). (¬1) في (م): " ... حالهم رجاءَ ... ". (¬2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة: وهو الربذي. أبو همام: هو محمَّد بن الزبرِقان. وأخرجه أبو يعلى- كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 104 - من طريق موسى ابن عبيدة، بهذا الإسناد. ولمقُول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شاهد مرسل عن عطاء يتقوى به عند ابن سعد في"الطبقات" 2/ 275، والدارمي (85). وآخر عند الدارمي (84) عن مكحول مرسلًا، ورجاله ثقات. وثالث عند مالك 1/ 236 عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر مرسلًا. ورواه ابن سعد 2/ 275 من طريق مالك فقال: عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه. ورابع مرسلًا أيضًا عن عبد الرحمن بن سابط عند ابن المبارك في زوائد نعيم ابن حماد من "الزهد" (271).

56 - باب ما جاء في ثواب من عزى مصابا

1600 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَذَكَرَ مُصِيبَتَهُ، فَأَحْدَثَ اسْتِرْجَاعًا وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهَا، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلَهُ (¬1) يَوْمَ أُصِيبَ" (¬2). 56 - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ عَزَّى مُصَابًا 1601 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدّثَنِي قَيْسٌ أَبُو عُمَارَةَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ، إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (س): مثل، وفي (م): مثلها، والمثبت من (ذ). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، هشام بن زياد -وهو ابن أبي هشام- متروك، وأمه لا يُعرف حالها. وأخرجه أحمد (1734)، وأبو يعلى (6777) و (6778)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 88، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (559)، والطبراني (2895) من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وعند ابن حبان وابن السني: "عن أبيه" بدل "عن أمه"، وعند الطبراني: "عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها"، والظاهر أنه تحريف مطبعي، والله أعلم. (¬3) إسناده ضعيف لضعف قيس أبي عمارة. وأخرجه عبد بن حميد (287)، والبيهقي 4/ 59، والمزي في ترجمة قيس أبي عمارة من "تهذيب الكمال" 24/ 90 من طريقين عن قيس أبي عمارة، بهذا الإسناد.

57 - باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده

1602 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ" (¬1). 57 - بَابُ مَا جَاءَ فِي ثَوَابِ مَنْ أُصِيبَ بِوَلَدِهِ 1603 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَمُوتُ لِرَجُلٍ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ فَيَلِجَ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ" (¬2). 1604 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه الترمذي (1096) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه البخاري (1251)، ومسلم (2632)، والترمذي (1060)، والنسائي 4/ 25 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7265)، و"صحيح ابن حبان" (2942). قوله: "إلا تحلة القسم"، قال البغوي في "شرح السنة" 5/ 450 - 451: تحلة: مصدر حللتُ اليمينَ تحليلًا وتَحِلةَ، أي: أبررتُها، يريد: إلا قدر ما يُبِرُّ اللهُ قَسَمَه فيه، وهو قوله عز وجل: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] فإذا مرَّ بها وتجاوزها فقد أبرَّ قَسَمَه.

لَقِيَنِي عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ" (¬1). 1605 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُتَوَفَّى لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُمْ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل شرحبيل بن شفعة. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 343، وأحمد (17639)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 266، والطبراني في "الكبير" 17/ (309)، وفي "الشاميين" (1070)، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/ 424 - 425 في ترجمة شرحبيل من طرق عن حريز بن عثمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (294)، وفي "الشاميين" (1631) بإسناد ضعيف إلى إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن عتبة بن عبد. ويشهد له ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1248) و (1381)، والنسائي 4/ 24 من طريقين عن عبد العزيز بن صهيب، به. وهو في "مسند أحمد" (12535). وأخرجه بنحوه النسائي 4/ 23 - 24 من طريق حفص بن عُبيد الله، عن أنس. وهو في "صحيح ابن حبان" (2943).

58 - باب ما جاء فيمن أصيب بسقط

1606 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، كَانُوا لَهُ حِصْنًا حَصِينًا مِنْ النَّارِ" فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ، قَالَ: "وَاثْنَيْنِ"، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أبو المنذر سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: قَدَّمْتُ وَاحِدًا، قَالَ: "وَوَاحِدًا" (¬1). 58 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أُصِيبَ بِسِقْطٍ 1607 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَسِقْطٌ أُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيَّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَارِسٍ أُخَلِّفُهُ خَلْفِي" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف، أبو محمَّد مولى عمر مجهول، وأبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وأخرجه الترمذي (1083) عن نصر بن علي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3554). وفي الباب عن معاذ بن جبل عند أحمد (22090) وسنده ضعيف. وآخر عن قرة المزني فيمن مات له ولدٌ واحدٌ عند أحمد (15595) و (20365)، وإسناده صحيح. (¬2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن عبد الملك النوفلي وخالد بن مخلد، ثم إنه منقطع، فيزيد بن رومان لم يسمع من أبي هريرة. وقد اضطرب يزيد فيه، فقال مرة: عن أبي هريرة، وقال مرة: عن عمر بن الخطاب، انظر "الكامل" لابن عدي 7/ 2716 و2717. =

1608 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ الْبَكَّائِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا مَنْدَلٌ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهَا عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ السِّقْطَ لَيُرَاغِمُ رَبَّهُ إِذَا أَدْخَلَ أَبَوَيْهِ النَّارَ، فَيُقَالُ: أَيُّهَا السِّقْطُ الْمُرَاغِمُ رَبَّهُ أَدْخِلْ أَبَوَيْكَ الْجَنَّةَ، فَيَجُرُّهُمَا بِسَرَرِهِ حَتَّى يُدْخِلَهُمَا الْجَنَّةَ" (¬1). 1609 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ، حَدّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْحَضْرَمِي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، إِذَا احْتَسَبَتْهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 384، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 103 من طريقين عن يزيد بن عبد الملك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. قوله: "لسِقْط" بفتح السين وكسرها: هو الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه. (¬1) إسناده ضعيف لضعف مندل -وهو ابن علي العنزي-، وأسماء بنت عابس قال الحافظ: لا يُعرف حالها. أبو غسان: هو مالك بن إسماعيل النهدي. وأخرجه أبو يعلى (468) من طريق مندل بن علي، بهذا الإسناد. قوله: "بِسَرَره" بفتح السين وكسرها وفتح الراء: ما تقطعه القابلة من سُرَّة الولد. تنبيه: زاد في المطبوع بعد هذا الحديث: "قال أبو علي: يُراغِمُ ربه: يُغاضِب" ولم ترد هذه العبارة في شيء من أصولنا الخطية. (¬2) إسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله، وصوابه يحيى بن عبد الله الجابر، نبه على ذلك الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" والحافظ ابن حجر في "التهذيب" و"التقريب". =

59 - باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت

59 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الطَّعَامِ يُبْعَثُ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ 1610 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ" أَو "أَمْرٌ يَشْغَلُهُمْ" (¬1). 1611 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ عِيسَى الْجَزَّارِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَوْنٍ ابْنَةُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أَهْلِه، فَقَالَ: "إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ قَدْ شُغِلوا بِشَأْنِ مَيِّتِهِمْ، فَاصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مطولًا أحمد (22090)، وعبد بن حميد (123)، والشاشي (1391)، والطبراني في "الكبير" 20/ (299) و (305) و (301) و (303) من طرق عن يحيى ابن عبد الله التيمي (على الصواب)، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده حسن، خالد والد جعفر -وهو ابن سارة- روى عنه ابنه جعفر وعطاء بن أبي رباح، وهما ثقتان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن له الترمذي حديثه هذا، وصححه الحاكم 1/ 372. وأخرجه أبو داود (3132)، والترمذي (1019) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1751). وانظر ما بعده. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم عيسى الجزار، وجهالة حال أم عون ابنة محمَّد بن جعفر. =

60 - باب ما جاء في النهي عن الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَمَا زَالَتْ سُنَّةً حَتَّى كَانَ حَدِيثًا فَتُرِكَ. 60 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ الِاجْتِمَاعِ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةِ الطَّعَامِ 1612 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ (ح) وَحَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ، مِنْ النِّيَاحَةِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطبراني 24/ (381)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 370 من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. واختلف في إسناده على ابن إسحاق، كما هو مبيَّن في "المسند" (27086). ويشهد له ما قبله. (¬1) رجاله ثقات، إلا أن هشيمًا -وهو ابن بشير- مدلس ورواه بالعنعنة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2279) من طريق أحمد بن منيع، عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (6905) عن نصر بن باب، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. ونصر بن باب ضعيف جدًا. قوله: "كنا نرى الاجتماع ... " قال السندي في حاشيته على "المسند": هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة، أو تقرير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعلى الثاني، فحكمه الرفع، وعلى التقديرين، فهو حجة. ثم قال: وبالجملة فهذا عكس الوارد، إذ الوارد أنه يصنع الناسُ الطعامَ لأهل الميت، فاجتماعُ الناس في بيتهم حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام قلبٌ لذلك، وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأجل الموت قلب للمعقول، لأن الضيافة حقها أن تكون للسرور لا للحزن.

61 - باب ما جاء فيمن مات غريبا

61 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ غَرِيبًا 1613 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ الْهُذَيْلُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَوْتُ غُرْبَةٍ شَهَادَةٌ" (¬1). 1614 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدّثَنِي حُيَيُّ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَ: "يَا لَيْتَهُ مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ النَّاسِ: لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ، قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ فِي الْجَنَّةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، الهذيل بن الحكم منكر الحديث. وأخرجه أبو يعلى (2381)، والطبراني في "الكبير" (11628) من طريق الهذيل بن الحكم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 221 من طريق عبد الله بن أيوب، عن إبراهيم بن بكر، عن عبد العزيز بن أبي رواد، به. وقال: هذا لا يصح، أما إبراهيم بن بكر، فقال ابن عدي: كان يسرق الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي: تركوه، وأما عبد الله بن أيوب فقال الدارقطني: متروك. وأخرجه الطبراني (11034) من طريق عمرو بن الحصين العقيلي، عن محمَّد ابن عبد الله بن علاثة، عن الحكم بن أبان، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس. وعمرو بن الحصين كذاب. (¬2) إسناده ضعيف، علَّته حيى بن عبد الله المعافري فهو ضعيف عند التفرد، وهذا الحديث من أفراده. أبو عبد الرحمن الحُبُليُّ: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه النسائي 4/ 7 - 8 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. =

62 - باب ما جاء فيمن مات مريضا

62 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ مَاتَ مَرِيضًا 1615 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قال ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا، وَوُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَغُدِيَ وَرِيحَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنْ الْجَنَّةِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (6656)، و"صحيح ابن حبان" (2934). قوله: "إلى منقطع أثره": نقل السندي عن الطيبي قوله: أي إلى موضع قطع أجله، فالمراد بالأثر الأجل، لأنه يتبع العمرَ. ثم قال السندي: ويُحتمل أن المراد: إلى منتهى سفره ومشيه. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن محمَّد بن أبي عطاء -وهو إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي- متروك. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وأبو عبيدة بن أبي السفر: هو أحمد بن عبد الله بن محمَّد، وهو ضعيف إلا أنه متابع. وهذا اللفظ الذي ساقه المصنف هو لفظ حجاج بن محمَّد، فقد أخرجه أبو يعلى (6145) من طريقه، بهذا الإسناد واللفظ. وتابعه عليه سعيد بن سالم القداح عند الطبراني في "الأوسط" (5258). أما لفظ عبد الرزاق فهو -كما في "مصنفه" (9622) -: "من مات مرابطًا مات شهيدًا ... ". وتابعه عليه عبد الله بن لهيعة عند أحمد (9244). وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9895) من طريق حجاج بن محمَّد، به، بلفظ: "من مات غريبا مات شهيدًا ... ". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 200 - 201 من طريق محمَّد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة بلفظ "مريضًا". وسنده ضعيف جدًا، فيه الحسن بن قتيبة المدائني وهو متروك الحديث. =

63 - باب في النهي عن كسر عظام الميت

63 - بَابٌ فِي النَّهْيِ عَنْ كَسْرِ عِظَامِ الْمَيِّتِ 1616 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا" (¬1). 1617 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّهِ ¬

_ = والصحيح عن أبي هريرة حديث الرباط كما سيأتي برقم (2767)، وانظر تخريجه هناك. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، سعد بن سعيد هذا -وإن كان سيئ الحفظ- تابعه عليه أخوه يحيى بن سعيد الحافظ عند ابن حبان (3167)، والبيهقي 4/ 58. عمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية. وأخرجه أبو داود (3207) عن القعنبي، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24308)، و"صحيح ابن حبان" (3167). وأخرجه أحمد (24686) عن محمَّد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة من قولها. وقد أخذ بهذا الحديث عامة الفقهاء، وذكروا أن عظم الميت -وإن كان لا حياة فيه- له حرمة، وكاسره في انتهاك حرمته ككاسر عظم الحي في انتهاك حرمته، فيما ذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1273 - 1276)، لكن لا يجب فيه قصاص ولا دية. وقد ترجم الإمام أبو داود للحديث بقوله: باب في الحفار يجد العظم هل يتنكب ذلك المكان، وترجم له ابن حبان بقوله: ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من تحفظ أذى الموتى ولا سيما في أجسادهم.

64 - باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

عَنْ أَمِّ سَلَمَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِ عَظْمِ الْحَيِّ فِي الْإِثْمِ" (¬1). 64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي ذِكْرِ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1618 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: أَيْ أُمَّهْ، أَخْبِرِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَتْ: اشْتَكَى فَعَلَقَ يَنْفُثُ، فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ نفث آكِلِ الزَّبِيبِ، وَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ، فَلَمَّا ثَقُلَ اسْتَأْذَنَهُنَّ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ وَأَنْ (¬2) يَدُرْنَ عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ بِالْأَرْضِ، أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ. فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَتَدْرِي مَنْ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّهِ عَائِشَةُ؟ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (¬3). ¬

_ (¬1) قال البوصيري: هذا إسناد فيه عبد الله بن زياد مجهول، ولعله عبد الله بن زياد بن سمعان المدني أحد المتروكين، فإنه في طبقته، وقال ابن حجر في "التقريب": مجهول يحتمل أن يكون هو الذي قبله، أي: عبد الله بن زياد البحراني البصري، وهو مجهول أيضًا. أم أبي عبيدة: هي زينب بنت أبي سلمة ربيبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وانظر ما قبله. (¬2) في أصولنا الخطية: "أن" بإسقاط الواو. (¬3) إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. =

1619 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَعَوَّذُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: أَذْهِبْ الْبَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا". فَلَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ وَأَقُولُهَا، فَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى". قَالَتْ: فَكَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ = وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (198)، ومسلم (418)، والنسائي 2/ 101 - 102 من طريقين عن عبيد الله، به. وهو في "مسند أحمد" (5141) و (24061) و (24103)، و"صحيح ابن حبان" (2116) و (6588). قولها: "نَفْثَ آكل الزبيب": أي: حين يرمي بالبذر بفيه. قاله السندي: (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبيح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمداني. وأخرجه بشطريه مسلم (2191) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك النسائي في "الكبرى" (15787) من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24182)، وانظر "صحيح ابن حبان" (2962). وأخرج الشطر الأول مفردًا البخاري (5675) و (5743)، ومسلم (2191)، والنسائي في "الكبرى" (7466 - 7468) و (10783 - 10786) و (10788) من طريقين عن مسروق، به. وأخرجه بنحوه البخاري (5744)، ومسلم (2191) (49) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. =

1620 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ مَرَضُهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ فَسَمِعْتُهُ؛ يَقُولُ: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69] فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ (¬1). 1621 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اجْتَمَعْنَ نِسَاءُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ تُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: ¬

_ = وهو في "صحيح ابن حبان" (2970)، وسيأتي عند المصنف برقم (3520). واختياره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرفيقَ الأعلى أخرجه البخاري (4440) و (5674)، ومسلم (2444)، والترمذي (3803)، والنسائي في "الكبرى" (7065) و (7067) و (7068) و (10868 - 10870) من طرق عن عائشة. وانظر "صحيح ابن حبان" (6591) و (6617) و (7116). (¬1) إسناده صحيح. أبو مروان العثماني، هو محمَّد بن عثمان الأموي، وسعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (4435) و (4586)، ومسلم (2444) (86)، والنسائي في "الكبرى" (10867) من طريق سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4437) و (4463) و (6348) و (6905)، ومسلم (2444) (87) من طريق الزهري، عن عروة وسعيد بن المسيب ورجال من أهل العلم، عن عائشة. إلا أن رواية البخاري في الموضع الأول عن عروة وحده، وفي الموضع الثاني عن سعيد ورجال دون ذكر عروة. وهو في "مسند أحمد" (25433)، و"صحيح ابن حبان" (6592).

"مَرْحَبًا بِابْنَتِي" ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّهَا، فَضَحِكَتْ أَيْضًا، فَقُلْتُ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَقُلْتُ لَهَا حِينَ بَكَتْ: أَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحَدِيثٍ دُونَنَا ثُمَّ تَبْكِينَ؟ وَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَتَّى إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُنِي أَنَّ جِبْرَائِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَهُ بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، "وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَأَنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ" فَبَكَيْتُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَارَّنِي فَقَالَ: "أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ" أَوْ "نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ " فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ (¬1). 1622 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (3623) و (6286)، ومسلم (2450) (98) و (99)، والنسائي في "الكبرى" (7041) و (8310) و (8463) و (8464) من طريق فراس، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك البخاري (3625) و (3715) و (4433)، ومسلم (2450) (97)، والنسائي في "الكبرى" (8308) و (8309) من طريق عروة بن الزبير، وأبو داود (5217)، والترمذي (4210) من طريق المنهال بن عمرو، كلاهما عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24483) و (26413)، و"صحيح ابن حبان" (6953).

قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 1623 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا لَيْثُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ، فَيُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ" (¬2). 1624 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: آخِرُ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كَشْفُ السِّتَارَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِهِ كَأَنَّهُ وَرَقَةُ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مصعب بن المقدام. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (5646)، ومسلم (2570)، والترمذي (2560)، والنسائي في "الكبرى" (7050) و (7442) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25398)، و"صحيح ابن حبان" (2918). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة موسى بن سرجس. وقد وهم ابن ماجه هنا في قوله: "يزيد بن أبي حبيب" وصوابه: يزيد بن الهاد، كذا رواه أصحاب الليث عنه، وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 258 عن يزيد، غير منسوب. كذا قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (17556). وأخرجه الترمذي (1000)، والنسائي في "الكبرى" (7064) و (10866) من طريقين عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24356).

مُصْحَفٍ، وَالنَّاسُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي الصَّلَاةِ، فَأَرَادَ أَنْ يَتَحَرَّكَ فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ اثْبُتْ، وَأَلْقَى السِّجْفَ، وَمَاتَ في آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ (¬1). 1625 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ: "الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ"، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يُفِيص بِهَا لِسَانُهُ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (680)، ومسلم (419)، والنسائي 4/ 7 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه بنحوه البخاري (681)، ومسلم (419) (501) من طريق عبد العزيز ابن صهيب، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12072)، و"صحيح ابن حبان" (6620) و (6875). والصلاة المذكورة هي صلاة الفجر كما في بعض الروايات. قوله: "كأنه ورقة مصحف"، قال النووي في "شرح مسلم": عبارة عن الجمال البارع، وحُسن البشرة، وصفاء الوجه واستنارته. وفي المصحف ثلاث لغات: ضم الميم وكسرها وفتحها. و"السَّجف" بفتح السين وكسرها: السِّتر. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن صالحًا أبا الخليل -وهو ابن أبي مريم- لم يسمع من سفينة مولى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. همام: هو ابن يحيى العَوذي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7603) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي أيضًا (7060) و (7061) من طريقين عن قتادة، عن سفينة، به، بإسقاط صالح أبي الخليل. =

1626 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عَائِشَةَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ وَصِيًّا، فَقَالَتْ: مَتَى أَوْصَى إِلَيْهِ؟! فَلَقَدْ كُنْتُ مُسْنِدَتَهُ إِلَى صَدْرِي، أَوْ إِلَى حَجْرِي، فَدَعَا بِطَسْتٍ، فَلَقَدْ انْخَنَثَ فِي حِجْرِي فَمَاتَ وَمَا شَعَرْتُ بِهِ، فَمَتَى أَوْصَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟! (¬1) ¬

_ = وأخرجه أيضًا (7062) من طريق شيبان -وهو ابن عبد الرحمن التميمي- عن قتادة، حُاثنا عن سفنية، به. وهو في "مسند أحمد" (26483)، و"شرح مشكل الآثار" (3203). ورواه سليمان التيمي عن قتادة عن أنس، وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (2697). ووهَّم هذه الرواية أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان. وله شاهد من حديث علي سيأتي عند المصنف برقم (2698)، وإسناده حسن. قوله: "الصلاة" بالنصب، بتقدير: أقيموها، أو راعوها واحفظوها. "وما ملكت أيمانكم" يحتمل أن المراد به الزكاة، فإنها المقارنة للصلاة في القرآن، أو مراعاة المماليك، فإن هذا العنوان هو الغالب فيهم. "ما يُفيص": من الإفاصة، بالصاد المهملة، أي: ما يقدر على الإفصاح بها. (¬1) إسناده صحيح. ابن عون: هو عبد الله البصري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (2741)، ومسلم (1636)، والنسائي 1/ 32 و 6/ 240 - 241 و241 من طرق عن ابن عون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24039)، و "صحيح ابن حبان" (6603). قوله: "انخَنَثَ"، قال السندي في حاشيته على "المسند": بنونين بينهما حاء معجمة، وبعد الثانية ثاء مثلثة، أي: انكسر وانثنى لاسترخاء أعضائه عند الموت، ولا يخفى أن هذا لا يمنع الوصية قبل ذلك، ولا يقتضي أنه مات فجاة، بحيث لا يمكن منه الوصية ولا تتصور، كيف وقد عُلِم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلِمَ بقُرب أجله قبل المرض، =

65 - باب ذكر وفاته ودفنه - صلى الله عليه وسلم -

65 - بَابُ ذِكْرِ وَفَاتِهِ وَدَفْنِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1627 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَبُو بَكْرٍ عِنْدَ امْرَأَتِهِ ابْنَةِ خَارِجَةَ بِالْعَوَالِي، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: لَمْ يَمُتْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِنَّمَا هُوَ بَعْضُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ عِنْدَ الْوَحْي، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَقَالَ: أَنْتَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُمِيتَكَ مَرَّتَيْنِ، قَدْ -وَاللَّهِ- مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَعُمَرُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا يَمُوتُ حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِيَ أُنَاسٍ مِنْ الْمُنَافِقِينَ كَثِيرٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَمْ يَمُتْ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]. قَالَ عُمَرُ: فَلَكَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْهَا إِلَّا يَوْمَئِذٍ (¬1). ¬

_ = ثم مرض أياما، نَعَم، وقد يقال: هو يُوصي إلى علي بماذا؟ إن كان الكتاب والسنة، فالوصية بهما لا تختص بعلي، بل تعمُّ المسلمين كلهم، وإن كان المال، فما ترك مالًا حتى يحتاج إلى وصية إليه، والله تعالى أعلم. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن أبي بكر: وهو ابن عبيد الله بن أبي مليكة. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه بنحوه البخاري (1241)، والنسائي 4/ 11 من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. =

1628 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حدثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثُوا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَكَانَ يَضْرَحُ كَضَرِيحِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَبَعَثُوا إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ هُوَ الَّذِي يَحْفِرُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَلْحَدُ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِمَا رَسُولَيْنِ، فقَالُوا: اللَّهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ، فَوَجَدُوا أَبَا طَلْحَةَ، فَجِيءَ بِهِ، وَلَمْ يُوجَدْ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ جِهَازِهِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ دَخَلَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْسَالًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ، حَتَّى إِذَا فَرَغُوا أَدْخَلُوا النِّسَاءَ، حَتَّى إِذَا فَرَغُوا أَدْخَلُوا الصِّبْيَانَ، وَلَمْ يَؤُمَّ النَّاسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدٌ. لَقَدْ اخْتَلَفَ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يُحْفَرُ لَهُ، فَقَالَ قَائِلُونَ: يُدْفَنُ فِي مَسْجِدِهِ. وَقَالَ قَائِلُونَ: يُدْفَنُ مَعَ أَصْحَابِهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ"، قَالَ: فَرَفَعُوا فِرَاشَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي تُوُفِّيَ عَلَيْهِ فَحَفَرُوا لَهُ، ثُمَّ دُفِنَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَسَطَ اللَّيْلِ مِنْ لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَقُثَمُ أَخُوهُ، وَشُقْرَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24863)، و"صحيح ابن حبان" (6620). قوله: "أنت أكرم على الله أن يميتك مرتين"، ولفظ أحمد والبخاري وابن حبان: "والله لا يجمع الله عز وجل عيك موتتين ابدًا" قال السندي: قاله ردًا لمن زعم أنه يقومُ بعد هذا الموت.

وَقَالَ أَوْسُ بْنُ خَوْلِيٍّ -وَهُوَ أَبُو لَيْلَى- لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَحَظَّنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ: انْزِل، وَكَانَ شُقْرَانُ مَوْلَاهُ أَخَذَ قَطِيفَةً كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْبَسُهَا، فَدَفَنَهَا فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَلْبَسُهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ أَبَدًا، فَدُفِنَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله: وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب المدني. جرير: هو ابن حازم الأزدي. والقطعة الأولى منه في "سيرة ابن هشام" 4/ 313 - 314 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجها أحمد (39) و (2357) و (2661)، وأبو يعلى (22)، والطبري في "تاريخه" 3/ 213، والبيهقي 3/ 407 - 408. وانظر تمام تخريجه في "المسند". ويشهد له حديثُ أنسٍ السالف عندَ المصنف برقم (1557)، وحديث عائشة السالف برقم (1558)، وإسناد حديث أنس حسن، وقد ذكرنا هناك بقية شواهده. وأخرج قصة النزول في قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الطبراني (627) و (628) من طريقين عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرج البزار (855 - كشف الأستار)، وأبو يعلى (2518)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2843)، وابن حبان (6633) من طريق زياد بن خيثمة، عن إسماعيل السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: دخل قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العباس وعلي والفضل، وسوَّى لحده رجل من الأنصار ... وهذا إسناد جيد. ويشهد لصلاة الناس عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أرسالًا حديث أبي عسيب أو أبي عسيم عند أحمد (20766)، وإسناده صحيح. وقوله: "أرسالًا" أي: جماعات جماعات. وحديث أبي بكر: "ما قُبض نبي ... " أخرجه أبو يعلى (22) و (23)، والمروزي في "مسند أبي بكر" (26) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1039) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن عمه ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن أبي بكر. وعبد الرحمن ضعيف. =

1629 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَبُو الزُّبَيْرِ، حَدّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ كَرْبِ الْمَوْتِ مَا وَجَدَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: واكَرْبَ أَبَتَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا، الْمُوَافَاةُ (¬1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه عبد الرزاق (6534)، وعنه أحمد (27)، عن ابن جريج، أخبرني أبي: أن أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يدرون أين يقبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى قال أبو بكر ... فذكره. وهو مرسل، وعبد العزيز بن جريج فيه لِينٌ. وأخرجه المروزي في "مسند أبي بكر" (136) من طريق محمَّد بن إسحاق، عمن حدثه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، عن أبي بكر. وفيه رجل مبهم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7084) من حديث سالم بن عبيد الأشجعي - وكانت له صحبة-: أن الناس قالوا لأبي بكر: أين يدفن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: في المكان الذي قبض الله فيه روحه، فإن الله لم يقبض روحه إلا في مكان طيب. فعلموا أنه قد صدق. وإسناده صحيح، لكنه موقوف. ويشهد لدفن القطيفة معه - صلى الله عليه وسلم - حديث شقران نفسه عند الترمذي (1068). وحديث ابن عباس عند مسلم (967)، والترمذي (1069)، والنسائي 4/ 81. (¬1) في (س): "لِمُوافاة"، والمثبت من (ذ) و (م). و"الموافاةُ" بدلٌ من "ما" أو بيانٌ له، و"يومَ" منصوب بنزع الخافض، أي: إلى يوم القيامة. والموافاة: الملاقاة، والمراد بها الحضور يوم القيامة المستلزم للموت. (¬2) إسناده حسن، عبد الله بن الزبير -وهو الباهلي- حسن في المتابعات، وقد تابعه في هذا الحديث المبارك بن فضالة كما سيأتي. ثابت البناني: هو ابن أسلم. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (379)، وأبو يعلى (3441) من طريق عبد الله ابن الزبير، بهذا الإسناد. =

1630 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنِي ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ: يَا أَنَسُ، كَيْفَ سَخَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا التُّرَابَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ وَحَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ حِينَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: واأَبَتَاهُ، إِلَى جِبْرَائِيلَ أَنْعَاهُ، واأَبَتَاهُ، مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، واأَبَتَاهُ، جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ، واأَبَتَاهُ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ (¬1). قَالَ حَمَّادٌ: فَرَأَيْتُ ثَابِتًا حِينَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى حَتَّى رَأَيْتُ أَضْلَاعَهُ تَخْتَلِفُ. 1631 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِي، قال: حَدّثَنَا ثَابِتٌ ¬

_ = وأخرجه أحمد (12434)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 212 من طريق المبارك بن فضالة، عن ثابت، به. وصرح المبارك بالتحديث عند أحمد (12435). وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وثابت: هو البناني. وأخرجه البخاري (4462) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وعنده زيادة في أوله: لما ثقل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جعل يتغشاه، فقالت فاطمة عليها السلام: واكربَ أباه، فقال لها: "ليس على أبيك كربٌ بعدَ اليوم". وهو في "مسند أحمد" (13117)، و"صحيح ابن حبان" (6622). وأخرج القطعة الأخيرة منه النسائي 4/ 12 - 13 من طريق معمر، عن ثابت، به. وانظر "مسند أحمد" (13031)، و"صحيح ابن حبان" (6621). وانظر ما قبله.

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ، أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، وَمَا نَفَضْنَا عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْأَيْدِيَ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا (¬1). 1632 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَتَّقِي الْكَلَامَ وَالِانْبِسَاطَ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَخَافَةَ أَنْ يُنْزَلَ فِينَا الْقُرْآنُ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَكَلَّمْنَا (¬2). 1633 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخبَرنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِي، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّمَا وَجْهُنَا وَاحِدٌ، فَلَمَّا قُبِضَ نَظَرْنَا هَكَذَا وَهَكَذَا (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل جعفر بن سليمان الضبعي، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (3946) عن بشر بن هلال الصواف، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (13312)، و"صحيح ابن حبان" (6634). ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عند أحمد (12234). (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه البخاري (5187) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5284). (¬3) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن البصري لم يدرك أُبيَّ بن كعب. ابن عون: هو عبد الله.

1634 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدّثَنَا خَالِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِي، حَدّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِي، حَدّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النَّاسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ الْمُصَلِّي يُصَلِّي لَمْ يَعْدُ بَصَرُ أَحَدِهِمْ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، فتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَكَانَ النَّاسُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ يُصَلِّي لَمْ يَعْدُ بَصَرُ أَحَدِهِمْ مَوْضِعَ جَبِينِهِ، فَتُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ، فكَانَ (¬1) عُمَرُ، فَكَانَ النَّاسُ إِذَا قَامَ أَحَدُهُمْ يُصَلِّي لَمْ يَعْدُ بَصَرُ أَحَدِهِمْ مَوْضِعَ الْقِبْلَةِ، وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَكَانَتْ الْفِتْنَةُ فَتَلَفَّتَ النَّاسُ يَمِينًا وَشِمَالًا (¬2). 1635 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَزُورُهَا، قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالَا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ. قَالَتْ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ، وَلَكِني أَبْكِي لأَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ. قَالَ: فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا (¬3). ¬

_ (¬1) في (س) والمطبوع: وكان. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة موسى بن عبد الله بن أبي أمية، وكذا الراوي عنه محمَّد بن إبراهيم السهمي. (¬3) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البناني. =

1636 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِي عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ- يَعْنِي بَلِيتَ-؟ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ" (¬1). 1637 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلَّا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلَاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا" قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: "وَبَعْدَ الْمَوْتِ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ"، فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2454) عن زهير بن حرب، عن عمرو بن عاصم الكلابي، بهذا الإسناد. (¬1) صحيح لغيره، وقد سلف عند المصنف برقم (1085)، في وقع في ذلك الموضع تسمية صحابيه: شداد بن أوس، وهو وهم نبهنا عليه هناك. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه وجهالة زيد بن أيمن وهو لم يسمع من عبادة بن نسي، وعبادة لم يسمع من أبي الدرداء. وأخرجه المزي في ترجمة زيد بن أيمن من "تهذيب الكمال" 10/ 23 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

أبواب الصيام

أَبْوَابُ الصِّيَامِ (¬1) 1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصيام وفضله 1638 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمائة ضِعْفٍ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، يَقُولُ اللَّهُ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ): أبواب ما جاء في الصوم، وفي (م): أبو اب ما جاء في الصيام، وفي المطبوع: كتاب الصيام، وما أثبتناه من (س). (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (7492)، ومسلم (1151) (163) و (164)، والترمذي (776)، والنسائي 4/ 162 و 163 من طرق عن أبي صالح، به. وأخرج مسلم (1151) (165) من طريق أبي سنان ضرار بن مرة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد. وأخرجه البخاري (1894) و (1904) و (5927) و (7538)، ومسلم (1151) (161) و (162)، والترمذي (774) من طرق عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (3823). وهو في "مسند أحمد" (7174)، و"صحيح ابن حبان" (3424).

2 - باب ما جاء في فضل شهر رمضان

1639 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِي، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ: أَنَّ مُطَرِّفًا مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيَّ دَعَا لَهُ بِلَبَنٍ يَسْقِيهِ، فقَالَ مُطَرِّفٌ: إِنِّي صَائِمٌ، فَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ، كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْقِتَالِ" (¬1). 1640 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَمَنْ كَانَ مِنْ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ، وَمَنْ دَخَلَهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا" (¬2). 2 - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ 1641 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 4/ 167 من طريقين عن سعيد بن أبي هند، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16273)، و"صحيح ابن حبان" (3649). (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي فُديك: هو محمَّد بن إسماعيل، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البخاري (1896)، ومسلم (1152)، والترمذي (775)، والنسائي 4/ 168 من طرق عن أبي حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (22818)، و"صحيح ابن حبان" (3420) و (3421).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬1). 1642 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ (¬2) وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف عند المصنف برقم (1326)، وخرجناه هناك. (¬2) في المطبوع: عتقاء من النار. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش، فحديثه لا يرقى إلى الصحة، وقد ضُعًف في الأعمش، ولم يخرج له الشيخان شيئًا من روايته عن الأعمش. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه الترمذي (682) عن أبي كريب، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3435). وأخرجه مختصرًا البخاري (1899)، ومسلم (1079)، والنسائي 4/ 126 - 129 من طرق عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"إذا دخل رمضان فتحَتْ أبوابُ الجنة، وغُلًقَت أبو ابُ جهنم، وسُلسِلَتِ الشياطين". وهو في "مسند أحمد" (7780). وأخرج أحمد (7450) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد -شك الأعمش- مرفوعًا:"إن لله عتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مستجابة". وهذا إسناد صحيح. =

1643 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلَّهِ عز وجل عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ" (¬1). 1644 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِلَالٍ، حَدّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ" (¬2). ¬

_ = ويشهد لهذه القطعة حديث أبي أمامة عند أحمد (22202)، ولفظه: "إن لله عند كل فطر عتقاء"، وإسناده حسن في الشواهد. ويشهد للحديث بتمامه دون قوله: "ولله عتقاء ... " حديث رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند النسائي 4/ 130، وإسناده حسن. وهو في "مسند أحمد" (18794). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بكر بن عياش، وقد توبع. أبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه أبو يعلى عن محمَّد بن عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، بهذا الإسناد. كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 108 للبوصيري. (¬2) حسن، محمَّد بن بلال قال فيه ابن عدي: يغرب عن عمران، وروى عن غير عمران أحاديث غرائب، وأرجو أنه لا بأس به. وعمران القطان -وهو ابن داور- فيه لين، وهو حسن الحديث عند المتابعة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1467) من طريق محمَّد بن بلال، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث أبي هريرة، أخرجه النسائي 4/ 129 من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة الجرمي، عن أبي هريرة. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين أبي قلابة وبين أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7148).

3 - باب ما جاء في صيام الشك

3 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ الشَّكِّ 1645 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمَّارٍ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَأُتِيَ بِشَاةٍ، فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ عَمَّارٌ: مَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 1646 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَعْجِيلِ صَوْمِ يَوْمٍ قَبْلَ الرُّؤْيَةِ (¬2). 1647 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو داود (2334)، والترمذي (694)، والنسائي 4/ 153 من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3585). (¬2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن سعيد -وهو المقبري- وقد روي من وجه آخر صحيح عن أبي هريرة كما سيأتي عند المصنف برقم (1650) بلفظ: "لا تقدموا صيام رمضان بيوم ولا يومين، إلا رجل كان يصوم صومًا فيصومه".

أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَبْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ: "الصِّيَامُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ مُتَقَدِّمُونَ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَتَقَدَّمْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَتَأَخَّرْ" (¬1). ¬

_ (¬1) ضعيف، العلاء بن الحارث كان قد اختلط، وحديثه هذا مخالف لما روى البخاري في "صحيحه" (1914)، ومسلم (1082) - وسيأتي عند المصنف (1650) - من حديث أبي هريرة رفعه: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومًا فليصم ذلك اليوم". وأخرجه الطبراني 19/ (880) من طريق يحيى بن عثمان، عن مروان بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرج ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (874) من طريق خالد بن يزيد المري، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول: أن معاوية كان إذا حضر شهر رمضان قال: أما هلال شعبان يوم كذا وكذا، ونحن متقدمون، فمن أحب أن يتقدم فعل. ثم قال معاوية: هكذا كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا حضر رمضان قال كما قلت. قال المؤلف (أي ابن الجوزي): هذا حديث لا يَصِح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومكحول لم يسمع من معاوية، وما صح أنه سمع من صحابي سوى ثلاثة: أنس وواثلة وأبي ثعلبة الخُشني، وأما خالد بن يزيد فقال أحمد: ليس بشئ، وقال النسائي: ليس بثقة. وأخرج أبو داود (2329)، والطبراني في "الكبير" 19/ (901)، وفي "مسند الشاميين" (795) من طريق أبي الأزهر المغيرة بن فروة، قال: قام معاوية في الناس بدَيْر مِسْحَل الذي على باب حمص، فقال: يا أيها الناسُ إنا قد رأينا الهلال يومَ كذا وكذا، وأنا متقدم بالصيام، فمن أحب أن يفعلَه فليفعله، قال: فقام إليه مالك بن هبيرة السبئي فقال: يا معاوية، أشيء سمعتَه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أم شيء مِن رأيك؟ قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "صوموا الشهر وسِرَّه". وسنده محتمل للتحسين، وهذا أحسن الطرق عن معاوية متنًا. وقوله: "صوموا الشهر وسره" قال في "النهاية": أراد صوموا أول الشهر وآخره.

4 - باب ما جاء في وصال شعبان برمضان

4 - بَابُ مَا جَاءَ فِي وِصَالِ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ 1648 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ (¬1). 1649 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْغَازِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَصِلَهُ بِرَمَضَانَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو داود (2336)، والترمذي (746)، والنسائي 4/ 150 و 200 من طريقين عن أبي سلمة، به. قال الترمذي في "الشمائل" بإثر الحديث (294): هذا إسناد صحيح، وهكذا قال عن أبي سلمة، عن أم سلمة، وروى هذا الحديثَ غيرُ واحد عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويُحتمل أن يكون أبو سلمة بن عبد الرحمن قد روى هذا الحديث عن عائشة وأم سلمة جميعًا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: رواية أبي سلمة عن عائشة أخرجها النسائي 4/ 150 و151 و200. وسيأتي حديث عائشة بعده. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. ربيعة بن الغاز: هو ربيعة بن عمرو الدمشقي. وأخرجه النسائي 4/ 153 عن عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود، عن ثور، بهذا الإسناد، ولفظه: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصومُ شعبان كله ويتحرى صيام الاثنين والخميس". وأخرجه أيضًا 4/ 150 - 151و 151 و 153 من طرق عن عائشة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (24508)، و "صحيح ابن حبان" (3643).

5 - باب ما جاء في النهي أن يتقدم رمضان بصوم إلا من صام صوما فوافقه

5 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ أَنْ يُتَقَدَّمَ رَمَضَانُ بِصَوْمٍ إِلَّا مَنْ صَامَ صَوْمًا فَوَافَقَهُ 1650 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَقَدَّمُوا صِيَامَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَيَصُومُهُ" (¬1). 1651 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ، فَلَا صَوْمَ حَتَّى يَجِيءَ رَمَضَانُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه البخاري (1914)، ومسلم (1082)، وأبو داود (2335)، والترمذي (92) و (693)، والنسائي 4/ 149 و 154 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7200)، و"صحيح ابن حبان" (3586). (¬2) حديث صحيح، وهذان إسنادان قويان. عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الجهني المدني. وأخرج أبو داود (2337)، والترمذي (748)، والنسائي في "الكبرى" (2923) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9707)، و"صحيح ابن حبان" (3589). =

6 - باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال

6 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّهَادَةِ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ 1652 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِي وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَبْصَرْتُ الْهِلَالَ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: "أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "قُمْ يَا بِلَالُ (¬1) فَأَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا" (¬2). ¬

_ = وقال أبو داود: كان عبدُ الرحمن لا يُحدث به، قلت لأحمد: لِمَ؟ قال: لأنه كان عنده أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصل شعبان برمضان، وقال عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خلافه. قال أبو داود: وليس هذا عندي خلافه، ولم يجيء به غير العلاء عن أبيه. وقال الترمذي: إنما الكراهيةُ على من يتعمد الصيام لحال رمضان. وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 84: النهي الذي كان من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديث أبي هريرة رضي الله عنه لم يكن إلا على الإشفاق منه على صُوَّام رمضان، لا لمعنى غيرِ ذلك. وكذلك نأمرُ مَنْ كان الصوم بقرب رمضان يدخلُه به ضعف من صوم رمضان أن لا يصومَ حتى يصومَ رمضان، لأن صوم رمضان أولى به مِن صوم ما ليس عليه صومه. (¬1) في (ذ) و (م): يا فلان. (¬2) سماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد اختلف عليه في هذا الحديث، فروي مرسلًا وروي مرفوعًا، ورجح المرسلَ غيرُ واحد من الأئمة. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مرفوعا أبو داود (2340)، والترمذي (691)، والنسائي 4/ 131 - 132 و 132 من طرق عن سماك، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3446)، و "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (482) و (483) و (484)، و"شرح السنة" للبغوي (1724). =

1653 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: حَدَّثَنِي عُمُومَتِي مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا: أُغْمِيَ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ، فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَشَهِدُوا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ رَأَوا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُفْطِرُوا، وَأَنْ يَخْرُجُوا إِلَى عِيدِهِمْ مِنْ الْغَدِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2341)، والنسائي 4/ 132 من طرق عن سماك عن عكرمة مرسلًا. وقال أبو داود: رواه جماعة عن سماك عن عكرمة مرسلًا. ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/ 443 قول النسائي: وهذا أولى بالصواب، لأن سماكًا كان يُلقَّن فيتلقن. ويشهد لقبول الشاهد الواحد في هلال رمضان حديث ابنِ عمر عند أبي داود (2342): تراءى الناسُ الهلالَ، فأخبرتُ رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أني رأيته، فصامه وأمر الناسَ بصيامه. وهو في "صحيح ابن حبان" (3447)، وإسناده صحيح. قال الترمذي: والعملُ على هذا الحديث عند أكثرِ أهلِ العلم، قالوا: تُقبل شهادةُ رجل واحد في الصيام، وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وأهل الكوفة. قال إسحاق: لا يُصام إلا بشهادة رجلين، ولم يختلف أهلُ العلم في الإفطار أنه لا يقبل فيه إلا شهادة رجلين. تنبيه: في المطبوع زيادة بعد هذا الحديث ونصها: "قال أبو علي: هكذا رواية الوليد بن أبي ثور والحسن بن علي، ورواه حماد بن سلمة فلم يذكر ابن عباس، وقال: فنادى أن يقوموا وأن يصوموا". قلنا: وهي زيادة مقحمة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية، وهي لا تعلق لها بإسناد المصنف، ورواية الوليد والحسن عند أبي داود (2340)، ورواية حماد بن سلمة عنده برقم (2341). (¬1) إسناده جيد، أبو عمير بن أنس روى له أصحاب "السُّنن" غير الترمذي، وقد تفرد أبو بشر -وهو جعفر بن إياس- بالرواية عنه، وصحح حديثه غيرُ واحد من أهل العلم، وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وانفرد ابن عبد البر بتجهيله، ولم يُتابَع. هشيم: هو ابن بشير. =

7 - باب ما جاء في: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "

7 - بَابُ مَا جَاءَ فِي: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ " 1654 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سعيد بْنِ المسيب عَنْ أبي هريرة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فصوموا ثلاثين يومًا" (¬1). 1655 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ محمَّد بن عثمان الْعُثْمَانِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سالم بْنِ عبد الله عَنْ ابن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فاقدروا له" وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَصُومُ قَبْلَ الْهِلَالِ بِيَوْمٍ (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1157)، والنسائي 3/ 180 من طريق شعبة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20579) و (20584)، وانظر "المسند" (13974)، و"صحيح ابن حبان" (3456). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1081) (17)، والنسائي 4/ 133 - 134 من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081) (18) و (19)، والنسائي 4/ 133 من طريق محمَّد بن زياد، ومسلم (1081) (20)، والنسائي 4/ 134 من طريق الأعرج، والترمذي (692) من طريق أبي سلمة، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7516)، و"صحيح ابن حبان" (3442) و (3592). (¬2) إسناده صحيح. =

8 - باب ما جاء في: "الشهر تسع وعشرون"

8 - بَابُ مَا جَاءَ فِي: "الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ" 1656 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كَمْ مَضَى مِنْ الشَّهْرِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اثْنَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَتْ ثَمَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الشَّهْرُ هَكَذَا، وَالشَّهْرُ هَكَذَا، وَالشَّهْرُ هَكَذَا" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأَمْسَكَ وَاحِدَةً (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1900)، ومسلم (1080) (8)، والنسائي 4/ 134 من طريقين عن الزهري، بهذا الإسناد، دون قوله: "وكان ابن عمر يصوم ... ". وأخرجه البخاري (1906)، ومسلم (1080) (3 - 7)، وأبو داود (2320)، والنسائي 4/ 134 من طريق نافع، والبخاري (1907)، ومسلم (1080) (9) من طريق عبد الله بن دينار، كلاهما عن ابن عمر. وانظر ألفاظه عندهم. وهو في "مسند أحمد" (5294)، و"صحيح ابن حبان" (3441) و (3445) و (3593) و (3597) و (5294). قوله: "فاقدروا له" بيَّنه رواية نافع عند مسلم (1080) (4): "فاقدروا له ثلاثين". وقوله: "وكان ابن عمر يصوم قبل الهلال بيوم" بيّنه رواية نافع أيضًا عند أبي داود (2320): فكان ابن عمر إذا كان شعبان تسعا وعشرين نظر إليه، فإن رُئي فذاك، وإن لم يُرَ ولم يَحلْ دون منظره سحاب ولا قترة أصبح مفطرًا، فإن حال دون منظره سحاب أو قترة أصبح صائمًا. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 84 وعنده بعد قولهم: "وبقيت ثمان" زيادة: "بل مضت اثنان وعشرون يومًا وبقيت سبع، التمسوها الليلة". =

1657 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا" وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ فِي الثَّالِثَةِ (¬1). 1658 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِي، حَدّثَنَا الْجُرَيْرِي، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا (¬2) صُمْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْنَا ثَلَاثِينَ (¬3). ¬

_ = وأخرجه أحمد (4723)، وابن خزيمة (2179)، وابن حبان (2548) و (3450) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وبعضهم لا يذكر القطعة الأخيرة منه. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1586)، والنسائي 4/ 138 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/ 139 من طريق محمَّد بن عبيد الطنافسي، عن إسماعيل، عن محمَّد بن سعد، مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (1594). (¬2) لفظة "ما" ليست في (ز) و (س). وهي في الموضعين مصدرية، أي: صومُنا تسعا وعشرين أكثرُ من صومنا ثلاثين. (¬3) إسناده صحيح. الجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو نضرة: هو المنذرُ بنُ مالك بن قِطعة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6482)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 3/ 205 من طريق القاسم بن مالك، بهذا الإسناد. =

9 - باب ما جاء في شهري العيد

9 - بَابُ مَا جَاءَ فِي شَهْرَيْ الْعِيدِ 1659 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "شَهْرَا عِيدٍ لَا يَنْقُصَانِ: رَمَضَانُ وَذُو الْحِجَّةِ" (¬1). 1660 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقْرِي، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ¬

_ = وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أبي داود (2322)، والترمذي (697)، وهو في "المسند" (3776)، وإسناده ضعيف. وآخر من حديث عائشة عند أحمد (24518)، وإسناده صحيح. وثالث من حديث جابر عند الدارقطني (2352)، وإسناده ضعيف. (¬1) إسناده صحيح. خالد الحذاء: هو ابن مهران. وأخرجه البخاري (1912)، ومسلم (1089)، وأبو داود (2323)، والترمذي (701) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به. وهو في "مسند أحمد" (20399)، و"صحيح ابن حبان" (325)، و"شرح مشكل الآثار" (496) و (497). نقل البغوي في "شرح السنة" بإثر الحديث (1717) عن أحمد معنى هذا الحديث، فقال: لا ينقصان معا في سنة واحدة إن نقص أحدهما تم الآخر. وقال إسحاق بن راهويه: معناه وإن كان تسعًا وعشرين، فهو تمام غير نقصان، يريد في الثواب، فعلى قوله: يجوز أن ينقص الشهران معا في سنة واحدة. وقال ابن حبان: إنما أراد بهذا تفضيل العمل في العشر من ذي الحجة، فإنه لا ينقص في الأجر والثواب عن شهر رمضان. وقال بعضهم: لا ينقصان معا في سنة واحدة على طريق الأكثر والأغلب وإن ندر وقوع ذلك لأنه ربما جاء كل منهما تسعة وعشرين فالأخذ بظاهره أو حمله على نقص أحدهما يدفعه العيان.

10 - باب ما جاء في الصوم في السفر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالْأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ" (¬1). 10 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ 1661 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي السَّفَرِ، وَأَفْطَرَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمَّد بن عمر المقرئ، وقد خُولف في إسناده. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه أبو داود (2324) عن محمَّد بن عبيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمَّد بن المنكدر، عن أبي هريرة. وهذا سند رجاله ثقات إلا أن محمَّد ابن المنكدر لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه الترمذي (706) عن محمَّد بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمَّد، حدثني عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمَّد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ... وهذا إسناد حسن متصل. وأخرجه أيضًا (813) من طريق يحيى بن اليمان، عن معمر، عن محمَّد بن المنكدر، عن عائشة. ويحيى بن اليمان ضعيف كثير الخطأ، وقد خالفه من هو أوثق منه فجعله من مسند أبي هريرة. قال الإمام الخطابي في "معالم السُّنن" 2/ 95: معنى الحديث أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد، فلو أن قومًا اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين، فلم يفطروا حتى استوفوا العدد، ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعًا وعشرين، فإن صومهم وفطرهم ماض، فلا شيء عليهم من وزر أو عتب، وكذلك هذا في الحج إذا أخطؤوا يوم عرفة، فإنه ليس عليهم إعادته ويجزيهم أضحاهم كذلك. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه النسائي 4/ 184 من طريق شعبة، عن منصور، بهذا الإسناد. =

1662 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلَ حَمْزَةُ الْأَسْلَمِيُّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي أَصُومُ، أَفَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِر" (¬1). 1663 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا أَبُو عَامِرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ؛ جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الدِّمَشْقِي، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ ¬

_ = وأخرجه أيضًا 4/ 183 من طريق الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، به. وأخرجه البخاري (1948) و (4279)، ومسلم (1113) (88)، وأبو داود (2404)، والنسائي 4/ 184 من طريقين عن منصور، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس. وأخرجه مسلم (1113) (89) من طريق عبد الكريم الجزري، عن طاووس، عن ابن عباس. وأخرجه البخاري (1944) و (2953) و (4275) و (4276)، ومسلم (1113) (88) و (89)، والنسائي 4/ 189 من طريق عبيد الله بن عبد الله، والنسائي 4/ 184 من طريق مقسم، كلاهما عن ابن عباس. وانظر "مسند أحمد" (2057) و (3162)، و"صحيح ابن حبان" (3566). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1943)، ومسلم (1121)، وأبو داود (2402)، والترمذي (720)، والنسائي 4/ 187 و 188 و 207 من طرق عن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1121) (107) من طريق أبي الأسود، عن عروة، عن أبي مراوح، عن حمزة بن عمرو الأسلمي. وهو في "مسند أحمد" (24196)، و"صحيح ابن حبان" (3560).

11 - باب ما جاء في الإفطار في السفر

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ الشَّدِيدِ الْحَرِّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ (¬1). 11 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِفْطَارِ فِي السَّفَرِ 1664 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ" (¬2). 1665 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن سعد وإن كان فيه كلام متابع. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. وأخرجه مسلم (1122) (109) من طريق هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1945)، ومسلم (1122) (108)، وأبو داود (2409) من طريقين عن إسماعيل بن عُبيد الله، عن أم الدرداء، به. وهو في "مسند أحمد" (21696). (¬2) إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه النسائي 4/ 174 - 175 عن إسحاق بن إبراهيم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23679)، وصححه ابن خزيمة (2016). (¬3) إسناده صحيح. محمَّد بن حرب: هو الخولاني. =

12 - باب ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع

1666 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى التَّيْمِي، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَائِمُ رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ كَالْمُفْطِرِ فِي الْحَضَرِ" (¬1). 12 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْإِفْطَارِ لِلْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ 1667 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ ¬

_ = وأخرجه ابن حبان (3548)، والطبراني (13387) و (13403) من طريق محمَّد بن المصفى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (13618) من طريق رواد بن الجراح (وقد رُمِيَ بالاختلاط)، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عمر. (¬1) إسناده ضعيف، أسامة بن زيد -وهو الليثي- فيه كلام، وأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البزار (1025)، والشاشي في "مسنده" (242) من طريق أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/ 183 من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبى سلمة، عن أبيه، موقوفًا عليه. وأخرجه أيضًا 4/ 183 من طريق ابن أبي ذئب أيضًا، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن أبيه، موقوفًا. ورجح الموقوف أبو زرعة كما "علل ابن أبي حاتم" 1/ 238 - 239 (694)، والدارقطني في "علله" 4/ 283 (564). تنبيه: بإثر هذا الحديث في المطبوع -وليس في شيء من أصولنا الخطية-: قال أبو إسحاق: هذا الحديث ليس بشئ. قلنا: وإبراهيم بن المنذر شيخ المصنف يكنى أبا إسحاق!

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ - وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ - قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: "ادْنُ فَكُل". قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنْ الصَّوْمِ -أَوْ الصِّيَامِ- إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ عَنْ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلَاةِ، وَعَنْ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ أو الْمُرْضِعِ (¬1) الصَّوْمَ -أَوْ الصِّيَامَ-". وَاللَّهِ، لَقَدْ قَالَهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كِلْتَاهُمَا أَوْ إِحْدَاهُمَا، فَيَا لَهْفَ نَفْسِي، فَهَلَّا كُنْتُ طَعِمْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ (¬1) في (س) والمطبوع: والمرضع، والمثبت من (ذ) و (م)، وهو الموافق لما عند أبي داود والترمذي. (¬2) حديث حسن، أبو هلال -واسمه محمَّد بن سليم الراسبي، وإن كان ضعيفًا- متابع. وأخرجه أبو داود (2408)، والترمذي (724) من طريق أبى هلال، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي. وأخرجه النسائي 4/ 190 من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن سوادة القشيري، عن أبيه، عن أنس بن مالك. وهذا إسناد حسن. وأخرجه أيضًا 4/ 180 من طريق أيوب، عن شيخ من قشير، عن عمه. وأخرجه أيضًا 4/ 181 من طريق أبي قلابة الجرمي، عن رجل، عن قريب له يقال له: أنس بن مالك. وأخرجه 4/ 181 من طريق أبي العلاء يزيد بن عبد اله بن الشخير، عن رجل. وأخرجه 4/ 181 من طريق هانئ بن عبد الله بن الشخير، عن رجل من بلحريش، عن أبيه. وقوله: "عن رجل من بلحريش" قال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة هانئ بن عبد الله بن الشخير: الصواب حذف عن، وإثباتها وهم، فإن هانئ بن عبد الله =

13 - باب ما جاء في قضاء رمضان

1668 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ الْجُرَيْرِي، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْحُبْلَى الَّتِي تَخَافُ عَلَى نَفْسِهَا أَنْ تُفْطِرَ، وَلِلْمُرْضِعِ الَّتِي تَخَافُ عَلَى وَلَدِهَا (¬1). 13 - بَابُ مَا جَاءَ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ 1669 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وعن يَحْيَى (¬2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ¬

_ = ابن الشخير هو من بني الحريش، ثم رواه على الصواب من طريق الطبراني عن أحمد بن داود المكي، حدثنا سهل بن بكار، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن هانئ بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه عبد الله بن الشخير، وهانئ بن عبد الله لم يرو عنه غير أبي بشر جعفر بن أبي وحشية ولم يوثقه غير ابن حبان. وهو في "مسند أحمد" (19047)، و"شرح مشكل الآثار" (4265). وسيأتي عند المصف برقم (3299). قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان، وبه يقول سفيان ومالك والشافعي وأحمد، وقال بعضهم: تفطران وتطعمان ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، الربيع بن بدر متروك، والجريري -وهو سعيد بن إياس- مختلط. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 990 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) المثبت من (ذ) و (م)، وهو الموافق لما في "التحفة" (17777)، وفي (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: "عن يحيى" بإسقاط الواو، وهو خطأ، فإن الراوي عن عمرو ويحيى واحد، وهو سفيان بن عيينة.

14 - باب ما جاء في كفارة من أفطر يوما من رمضان

سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ لَيَكُونُ عَلَيَّ الصِّيَامُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَمَا أَقْضِيهِ حَتَّى شَعْبَانُ (¬1). 1670 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَحِيضُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَيَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ الصَّوْمِ (¬2). 14 - بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ 1671 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُل فَقَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: "وَمَا أَهْلَكَكَ؟ " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1950)، ومسلم (1146)، وأبو داود (2399)، والنسائي 4/ 191 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (1146) (152)، والنسائي 4/ 150 من طريق محمَّد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به. وأخرجه الترمذي (793) من طريق أبي عوانة، عن إسماعيل السُّدي، عن عبد الله البهي، عن عائشة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (24928). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبيدة: وهو ابن معتِّب الضبي. وأخرجه الترمذي (797) من طريق عُبيدة بن مُعتّب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (335)، وأبو داود (263)، والنسائي 4/ 191 من طريق معاذة عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (25951)، وفيه قصة.

"أَعْتِقْ رَقَبَةً" قَالَ: لَا أَجِدُ. قَالَ: "صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ" قَالَ: لَا أُطِيقُ. قَالَ: "أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا" قَالَ: لَا أَجِدُ. قَالَ: "اجلِسْ" فَجَلَسَ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أُتِيَ بِمِكْتَلٍ يُدْعَى الْعَرَقَ، فَقَالَ: "اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهِ" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا، قَالَ: "فَانْطَلِقْ فَأَطْعِمْهُ عِيَالَكَ" (¬1). 1671م - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، حَدّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذَلِكَ، وقَالَ: "وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1936)، ومسلم (1111)، وأبو داود (2390) و (2391) و (2392)، والترمذي (733)، والنسائي في "الكبرى" (3101 - 3106) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (7290)، و"صحيح ابن حبان" (3524). وأخرجه أبو داود (2393) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. والعَرَق، قال في "النهاية": هو زَبِيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عَرَق. قلنا: وجاء في رواية لأبي داود (2216) في حديث المُظاهر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: يعني بالعَرَق: زِنبيلًا يأخذ خمسة عشر صاعًا، وفي رواية أخرى (2214): والعرق ستون صاعًا، وفي أخرى (2215): تسع وثلاثين صاعًا. (¬2) حديث صحيح كسابقه.

15 - باب ما جاء فيمن أفطر ناسيا

1672 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ الْمُطَوِّسِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ، لَمْ يُجْزِهِ (¬1) صِيَامُ الدَّهْرِ" (¬2). 15 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَفْطَرَ نَاسِيًا 1673 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ" (¬3). 1674 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ¬

_ (¬1) في (ذ): لم يجبره. (¬2) إسناده ضعيف لضعف ابن المطوًس، واسمه يزيد بن المطوِّس. وأخرجه أبو داود (2396) و (2397)، والترمذي (732)، والنسائي في "الكبرى" (3265 - 3270) من طريق أبي المطوِّس يزيد بن المطوّس، به. وهو في "مسند أحمد" (9014)، و"شرح مشكل الآثار" للطحاوي (1521). وعلقه البخاري في كتاب الصوم بصيغة التمريض، باب رقم (29): إذا جامع في رمضان فقال: ويذكر عن أبي هريرة يرفعه ... إلخ. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1933) و (6669)، ومسلم (1155)، وأبو داود (2398)، والترمذي (730) و (731)، والنسائي في "الكبرى" (3262) و (3263) من طريق محمَّد بن سيرين وخلاس عند البخاري في الموضع الأول والترمذي في الموضع الثاني، وعند الباقين من طريق محمَّد بن سيرين وحده. وهو في "مسند أحمد" (9136)، و"صحيح ابن حبان" (3519).

16 - باب ما جاء في الصائم يقيء

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي يَوْمِ غَيْمٍ، ثُمَّ طَلَعَتْ الشَّمْسُ (¬1). قُلْتُ لِهِشَامٍ: أُمِرُوا بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: بُدَّ (¬2) مِنْ ذَلِكَ؟! 16 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّائِمِ يَقِيءُ 1675 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ عَلَيْهِمْ فِي يَوْمٍ كَانَ يَصُومُهُ، فَدَعَا بِإِنَاءٍ فَشَرِبَ، فَقُلْنَا: يا رسول الله، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ كُنْتَ تَصُومُهُ! قَالَ: "أَجَلْ، وَلَكِنِّي قِئْتُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (1959)، وأبو داود (2359) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26927). (¬2) هكذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: فلا بدَّ. قلنا: و"بُد" على تقدير حرف الاستفهام، أي: هل بُدٌّ من ذلك، يعني: من القضاء، وهو مذهب جمهور أهل العلم أنه عليه القضاء وعليه أن يُمسك بقية النهار لحُرمة الوقت، ولا كفارة عليه. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع بين أبي مرزوق وفضالة، وتصريحه بالسماع منه وهمٌ، فبينهما فيه حنشٌ الصنعاني، وهو ثقة. ومحمد بن إسحاق قد صرح بالسماع عند أحمد (23963)، وهو متابع. وأخرجه أحمد (23935)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1678)، والطبراني 18/ (817)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 4/ ورقة 164 من طريق حماد بن سلمة، عن محمَّد بن إسحاق، به. =

1676 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ (ح) وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو الشَّعْثَاءِ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ؛ جَمِيعًا عَنْ هِشَامٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (23948)، والطحاوي في "شرح المشكل" (1679)، وفي "شرح المعاني" 2/ 97، والطبراني 18/ (779)، والبيهقي 4/ 220 من طريق عبد الله بن لهيعة، وأحمد (23966)، والدارقطني (2259)، والبيهقي 4/ 220 من طريق المفضل بن فضالة، كلاهما عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فضالة، لكن الطحاوي وحده أسقط حنشًا من إسناده في "المشكل". وزاد أحمد في روايته بين مفضل ويزيد عبد الله بن عياش وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد. (¬1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقد صححه ابن خزيمة (1960) و (1961)، وتلميذه ابن حبان (3518)، والحاكم 1/ 426 وسكت الذهبي على تصحيحه، وكذلك صححه ابن العربي في "العارضة" 3/ 244، وانتقاه ابن الجارود (382)، وقالى الترمذي (729): حسن غريب، وقال الدارقطني في "سننه" (2273): رواته كلهم ثقات، وقال عبد الحق الإشيلي في "أحكامه الوسطى" 2/ 221: كل رجاله ثقات، صححه إلى تصحيحه مال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع فتاواه" 25/ 222، وحسنه ابن الملقن في "البدر المنير" 5/ 659، ونقل عن الحافظ المنذري والإمام النووي أنهما حسناه، وكذلك نقل عن الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد أنه قال: رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (2380)، والترمذي (729)، والنسائي في "الكبرى" (3117) من طريق عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة بإثر الحديث (1961)، والحاكم 1/ 426، والبيهقي 4/ 219 من طريق حفص بن غياث، به. =

17 - باب ما جاء في السواك والكحل للصائم

17 - بَابُ مَا جَاءَ فِي السِّوَاكِ وَالْكُحْلِ لِلصَّائِمِ 1677 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِي، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِنْ خَيْرِ خِصَالِ الصَّائِمِ السِّوَاكُ" (¬1). ¬

_ = وفي الباب عن بكر بن عمرو المعافري عمن يثق به، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إذا ذرعه القيء لم يفطر، وإذا استقاء طائعًا أفطر". أخرجه ابن وهب كما في "المدونة" 1/ 200 وهو مرسل حسن. وعن عبد الله بن عمر موقوفًا عند مالك في "الموطأ" 1/ 304، ومن طريقه الشافعي في "مسنده"1/ 256، وفي "الأم" 2/ 100، وإسناده صحيح. قال الترمذي: والعمل عند أهل العلم على حديث أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقال الخطابي في "معالم السُّنن" 2/ 112: لا أعلم خلافًا بين أهل العلم في أن من ذرعه القيء، فإنه لا قضاه عليه، ولا في أن من استقاء عامدًا أن عليه القضاء. قوله: "ذرعه القي" أي: سبقه وغلبه في الخروج. (¬1) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. أبو إسماعيل المؤدب: هو إبراهيم بن سليمان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8526)، والدارقطني (2371)، والبيهقي 4/ 272 من طريق أبي إسماعيل المؤدِّب، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عامر بن ربيعة عند الترمذي (734) قال: رأيت النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما لا أُحصي يتسوك وهو صائم. وفي سنده ضعف ومع ذلك حسنه الترمذي، ثم قال: والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون بالسواك للصائم بأسًا إلا أن بعض أهل العلم كَرِهُوا السواك للصائم بالعود الرطب، وكرهوا له السواك آخر النهار، ولم ير الشافعي بالسواك بأسًا أول النهار ولا آخره، وكره أحمد وإسحاق السواك آخر النهار. =

18 - باب ما جاء في الحجامة للصائم

1678 - حَدَّثَنَا أَبُو التَّقِيِّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحِمْصِي، حَدّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدّثَنَا الزُّبَيْدِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: اكْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ صَائِمٌ (¬1). 18 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ 1679 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّي، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد-، ولضعف الزبيدي- واسمه سعيد بن عبد الجبار- وجاء عند ابن عدي والبيهقي مسمى: سعيد بن أبي سعيد الزبيدي فجعلاه غير ابن عبد الجبار وحكما بجهالته! وأخرجه أبو يعلى (4792)، والطبراني في "الصغير" (401)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1241، والبيهقي 4/ 262 من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه منقطع، فإن عبد الله بن بشر لم يسمع من الأعمش. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3164) عن أيوب بن محمَّد الوزان، عن معمر ابن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (3160) من طريق الحسن البصري، و (3162) من طريق عبد الرحمن بن خالد، و (3163) من طريق أبي سعيد مولى بني عامر، و (3167) و (3168) و (3169) من طريق عطاء بن أبي رباح، أربعتهم عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8768). أما الحسن فلم يسمع من أبي هريرة، وأما عبد الرحمن بن خالد فمجهول، وأما رواية أبي سعيد مولى بني عامر، فلا بأس بإسنادها إن كان ابن جريج قد سمع صفوان بن سُليم، ولم يصرح بسماعه منه، وكذلك عطاء بن أبي رباح =

1680 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِي، حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخبَرنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، أَنَّ أَبَا أَسْمَاءَ حَدَّثَهُ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ" (¬1). ¬

_ = لم يسمعه من أبي هريرة كما جاء في رواية النسائى (3172). على أنه رواه مرة عن أبي هريرة موقوفًا عند النسائي (3170) و (3171) و (3172) و (3173). ويشهد له حديث ثوبان مولى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الآتي بعده. وحديث شداد بن أوس الآتي برقم (1681). وشواهد أخرى ذكرناها في "مسند أحمد" (8768). (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن موسى، وشبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرّحَبي. وأخرجه أبو داود (2367)، والنسائي في "الكبرى" (3125) من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22382)، و"صحيح ابن حبان" (3532). وأخرجه النسائي (3123) و (3124) و (3128) من طرق عن أبي أسماء الرحبي، به. وأخرجه كذلك (3120) و (1321) و (3122) و (3145) و (3146) و (3147) من طرق عن ثوبان. قلنا: هذا الحديث قد صححه غير واحد من الأئمة، لكن ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نسخه، قال ابن حزم: صح حديث أفطر الحاجم والمحجوم بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: "أرخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحجامة للصائم" وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به، لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجمًا أو محجومًا. قلنا: والحديث المذكور أخرجه النسائي في "الكبرى" (3224) وصححه ابن خزيمة (1967)، وانظر تمام الكلام عليه في "صحيح ابن حبان" 8/ 304 - 305.

1681 - وبإسناده عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ بَيْنَمَا هُوَ يَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْبَقِيعِ، فَمَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَحْتَجِمُ بَعْدَمَا مَضَى مِنْ الشَّهْرِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ" (¬1). 1682 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، لأن أبا قِلابة -وهو عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمعه من شداد بن أوس، وإنما سمعه من أبي الأشعث شراحيل بن آده الصنعاني عن شداد بن أوس، ومن أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي عن شداد ابن أوس، وذِكر أبي أسماء الرحبي في الثاني من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه أبو داود (2368)، والنسائي في "الكبرى" (3130) و (3131) و (3132) من طريق أبي قلابة، عن شداد بن أوس. وأخرجه أبو داود (2369)، والنسائي (3126) و (3129) و (3137 - 3141) من طريق أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس. وهو في "مسند أحمد" (17112). وأخرجه النسائي (3133 - 3136) من طريق أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن أبي أسماء، عن شداد. وهو في "مسند أحمد" (17117). (¬2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو الكوفي- وباقي رجاله ثقات غير مقسم -وهو ابن بُجرة، ويقال: نجدة- فصدوق حسن الحديث. والحديث صحيح بغير هذا السياق كما سيأتي في التخريج. وأخرجه أبو داود (2373)، والترمذي (787)، والنسائي في "الكبرى" (3213) من طريق يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وقال النسائي: يزيد لا يحتج بحديثه. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1849)، وسيأتي برقم (3081). وأخرجه النسائي (3212) من طريق يزيد بن أبي زياد، به، وقال: "وهو صائم" لم يذكر الإحرام. وأخرجه النسائي (3214) من طريق شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم محرم. وقال النسائي: الحكم لم يسمعه من مقسم. وأخرجه النسائي (3211) من طريق شعبة، به، وقال: "وهو صائم" لم يذكر الإحرام. وأخرجه النسائي (3215) من طريق شريك، عن خصيف الجزري، عن مقسم، به، وقال: "وهو صائم محرم". وشريك وخصيف كلاهما سيئ الحفظ. وأخرجه البخاري (3938)، والترمذي (785)، والنسائي (2306) من طريق عكرمة، عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو محرم واحتجم وهو صائم. وهذا هو السياق الصحيح للحديث، واختصره بعض الرواة فأوهم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جمع بين الاحتجام والسفر والصيام، والصواب أنه جمع بين الاحتجام والسفر مرة، وبين الاحتجام والصيام أخرى. قال الحميدي- كما في "التلخيص الحبير" لابن حجر 2/ 192 - عن رواية يزيد "وهو صائم محرم": هذا ريح، لأنه لم يكن صائمًا محرمًا، لأنه خرج في رمضان في غزاة الفتح، ولم يكن محرمًا. ونقل ابن حجر هناك عن أحمد وابن المديني إعلال رواية يزيد. وأخرجه النسائي (3252 - 3205) من طريق عكرمة، عن ابن عباس: احتجم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو صائم. وأخرجه البخاري (1835)، ومسلم (1202) (87)، وأبو داود (1835)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 193، وفي "الكبرى" (3203) و (3223) من طريق عطاء وطاووس، عن ابن عباس: احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم. وبعض الروايات عن عطاء وحده. وأخرجه الترمذي (786)، والنسائي (3218) من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو صائم. وعند النسائي: "وهو محرم صائم" وقال: منكر.

19 - باب ما جاء في القبلة للصائم

19 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ 1683 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَبِّلُ فِي شَهْرِ الصَّوْمِ (¬1). 1684 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْلِكُ إِرْبَهُ؟ (¬2) ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم. وأخرجه مسلم (1106)، وأبو داود (2383)، والترمذي (736)، والنسائي في "الكبرى" (3077) من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (1928)، ومسلم (1106)، وأبو داود (2382) و (2384)، والترمذي (738)، والنسائي (3038 - 3055) و (3060) و (3063 - 3066) و (3068) و (3072 - 3079) و (3082) و (3086) و (3088) من طرق عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24110) و (24989)، و"صحيح ابن حبان" (3537) و (3539). (¬2) إسناده صحيح كسابقه. عُبيد الله: هو ابن عمر العمري، والقاسم: هو ابن محمَّد بن أبي بكر. وأخرجه مسلم (1106)، والنسائي (3040) من طريقين عن القاسم، به. الإرْب، بكسر الهمزة وسكون الراء، قيل: المراد عضوه الذي يستمتع به، وقيل: حاجته، والحاجة تسمى إربًا بالكسر ثم السكون، وأَرَبًا بفتح الهمزة والراء، وذكر الخطابي في "شرحه" أنه روي بالوجهين، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" =

1685 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنْ حَفْصَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ (¬1). 1686 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الضِّنِّي (¬2) ¬

_ = عند شرح الحديث (302): والمراد أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان أملكَ الناسِ لأمره، فلا يُخشى عليه ما يُخشى على غيره من أن يَحُوم حول الحِمى. وقال النووي في "شرح صحيح مسلم": قال العلماء: معنى كلام عائشة رضي الله عنها: أنه ينبغي لكم الاحتراز عن القُبلة، ولا تتوهَّموا من أنفُسكم أنكم مثلُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في استباحتها، لأنه يملك نفسه ويأمن الوقوع في قُبلة يتولد منها إنزال أو شهوة أو هَيَجان نفس ونحو ذلك، وأنتم لا تامنون ذلك، فطريقكم الانكفاف عنها. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضُّحى، وحفصة: هي بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين. وأخرجه مسلم (1107)، والنسائي في "الكبرى" (3069) و (3070) من طريق مسلم بن صُبيح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26445)، و"صحيح ابن حبان" (3542). وأخرجه النسائي (3067) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن مسلم بن صُبيح، عن مسروق بن الأجدع، عن شُتير بن شكل، عن حفصة، بزيادة مسروق بين مسلم وشتير، وقال النسائي بإثره: هذا خطأ، ليس فيه مسروق. (¬2) تصحف في (ذ) و (س) و"التحفة" (18090) إلى: الضبي، بالباء الموحّدة، والضِّنِّي: نسبة إلى ضِنَّةَ، وفي العرب ضِنَّتان: ضِنَّة بن سعد في قُضاعة، وضِنَّة بن عبد الله في بني عامر بن صعصعة، قال السمعاني في "الأنساب" (الضني) وذكر أبا يزيد هذا: لا أدري من أي الضِّنتين هو.

20 - باب ما جاء في المباشرة للصائم

عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ رَجُلٍ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ وَهُمَا صَائِمَانِ، قَالَ: "قَدْ أَفْطَرَا" (¬1). 20 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ 1687 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَسْوَدُ، وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ قَالَتْ: كَانَ يَفْعَلُ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة أبي يزيد الضني. قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 346: هذا حديث منكر، لا أحدث به، وقال الدارقطني في "سننه" (2271): لا يثبتُ هذا، وأبو يزيد الضِّنِّي ليس بمعروف. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 8/ 305، وابن أبي شيبة 3/ 62 - 63، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" 4/ 107، وأحمد (27625)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3442)، والطبراني في "الكبير" 25/ (57)، والدارقطني (2270) و (2271)، وابن الجوزي في "التحقيق في أحاديث الخلاف" (1091)، وفي "العلل المتناهية" (892)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي يزيد الضني، من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وقد حدَّث إبراهيمَ بالحديث الأسودُ ومسروق نفسهما. وأخرجه مسلم (1106) (68)، والنسائي في "الكبرى" (3089) و (3090) و (3093) و (3094) من طريق عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1927)، ومسلم (1106)، وأبو داود (2382)، والترمذي (738)، والنسائي (3084) و (3085) و (3086) و (3088) و (3091) و (3095) و (3096) من طريق الأسود، عن عائشة. =

21 - باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم

1688 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا أَبِي، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رُخِّصَ لِلْكَبِيرِ الصَّائِمِ فِي الْمُبَاشَرَةِ، وَكُرِهَ لِلشَّابِّ (¬1). 21 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغِيبَةِ وَالرَّفَثِ لِلصَّائِمِ 1689 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِي، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه مسلم (1106)، والنسائي (3092) من طريق مسروق، عن عائشة. وأخرجه مسلم (1106)، وأبو داود (2382)، والترمذي (737)، والنسائي (3072) و (3078 - 3083) و (3087) و (3088) من طرق عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (25815). (¬1) صحيح من قول ابن عباس وفتواه، وهذا إسناد ضعيف، شيخ ابن ماجه محمَّد بن خالد بن عبد الله الواسطي متروك الحديث، وعطاء بن السائب قد اختلط وسماع خالد بن عبد الله منه بأخرة. وأخرج مالك في "موطئه" 1/ 293، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 1/ 257، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 95، والبيهقي 4/ 232 عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وابن أبي شيبة 3/ 63 عن وكيع، عن أبي مكين نوح بن ربيعة، عن عكرمة، وعبد الرزاق (7418) عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي مجلز، والبيهقي 4/ 232 من طريق مجاهد، أربعتهم عن ابن عباس: أنه رخص في القبة لشيخٍ سأله، وجاءه شاب فنهاه. وأخرج أبو داود (2387) من حديث أبي هريرة بإسناد قوي: أن رجلًا سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن المباشرة للصائم فرخص له، وأتاه آخر فسأله، فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ، والذي نهاه شاب.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْجَهْلَ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَا حَاجَةَ لِلَّهِ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ" (¬1). 1690 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ ابْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، وسعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد كيسان. وأخرجه البخاري (1903)، وأبو داود (2362)، والترمذي (716)، والنسائي في "الكبرى" (3233) و (3234) من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9839)، و"صحيح ابن حبان" (3480). وقوله: "فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه" قال البيضاوي: ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول، فقوله: "ليس لله حاجة" مجاز عن عدم القبول، فنفى السبب وأراد المسبب، والله أعلم. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثي- فحديثه حسن في المتابعات والشواهد، وهذا منها. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3236) و (3237) من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9685). وأخرجه الدارمي (2720)، وأبو يعلى (6551)، وابن خزيمة (1997)، والحاكم 1/ 431، والبيهقي 4/ 270 من طريق عمرو بن أبي عمرو المدني مولى المطلب، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وإسناده جيد. وهو في "المسند" (8856)، و "صحيح ابن حبان" (3481).

22 - باب ما جاء في السحور

1691 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبَرنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فإِنْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ" (¬1). 22 - بَابُ مَا جَاءَ فِي السُّحُورِ 1692 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخبَرنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمان. وأخرجه البخاري (1904) من طريق هشام بن يوسف، والنسائي في "المجتبى" 4/ 163 - 164 من طريق حجاج بن محمَّد الأعور، كلاهما عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي صالح، به. وأخرجه البخاري (1894)، ومسلم (1151)، وأبو داود (2363)، والنسائي في "الكبرى" (3239) و (3240) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7340)، و"صحيح ابن حبان" (3416). وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 164 من طريق ابن المبارك، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن عطاء الزيات، عن أبي هريرة. قال النسائي في "الكبرى" (3243): ابن المبارك أجلُّ وأنبلُ عندنا من حجاج، وحديث حجاج أولى بالصواب. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1923)، ومسلم (1095)، والترمذي (717)، والنسائي 4/ 141 من طرق عن عبد العزيز بن صهيب، به. =

23 - باب ما جاء في تأخير السحور

1693 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "اسْتَعِينُوا بِطَعَامِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ، وَبِالْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ" (¬1). 23 - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَأْخِيرِ السُّحُورِ 1694 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلَاةِ، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ قِرَاءَةِ خَمْسِينَ آيَةً (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1095)، والترمذي (717)، والنسائي 4/ 141 من طريق قتادة، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (11950)، و"صحيح ابن حبان" (3466). (¬1) إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وسلمة: هو ابن وَهرام. وأخرجه محمَّد بن نصر في "قيام الليل" ص 104، وابن خزيمة (1939)، والطبراني في "الكبير" (11625)، وابن عدي 3/ 1084، والحاكم 1/ 425، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 142، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4742)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 1/ 107 من طرق عن زمعة بن صالح، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (575)، ومسلم (1097)، والترمذي (712) و (713)، والنسائي 4/ 143 من طرق عن قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (21585). وأخرجه البخاري (576)، والنسائي 4/ 143 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس: أن نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وزيد بن ثابت تسحّرا ... =

1695 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: تَسَحَّرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ النَّهَارُ إِلَّا أَنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَطْلُعْ (¬1). 1696 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِي، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ سُحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ لِيَنْتَبِهَ نَائِمُكُمْ، ¬

_ (¬1) شاذ مرفوعًا، عاصم -وهو ابن بَهْدلة- صدوق حسن الحديث، لكنه قد خولف في رفع الحديث، فقد رواه مَن هو أوثق منه فوقفه على حذيفة، وهو الصواب، وقال النسائي كما في "تحفة الأشراف" (3325): لا نعلم أحدًا رفعه غير عاصم. وقال ابن القيم في حاشيته على "مختصر سنن أبي داود" 6/ 341: معلول وعلته الوقف. وأخرجه النسائي 4/ 142 من طريق سفيان الثوري، عن عاصم، به. وهو في "مسند أحمد" (23361). وأخرجه موقوفًا النسائي 4/ 142 من طريق عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، قال: تسحرت مع حذيفة ثم خرجنا إلى الصلاة، فلما أتينا المسجد صلينا ركعتين، وأقيمت الصلاة وليس بينهما إلا هُنيهة. وإسناده صحيح. وأخرجه موقوفًا كذلك 4/ 142 - 143 من طريق صلة بن زفر، عن حذيفة، بنحو رواية عدي بن ثابت. قلنا: وفعل حذيفة هذا مما انفرد به ولم يتابع عليه، فإن ابتداء الصوم بطلوع الفجر وتحريم الطعام والشراب والجماع به هو مذهب جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وعليه الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة.

24 - باب ما جاء في تعجيل الإفطار

وَلِيَرْجِعَ (¬1) قَائِمُكُمْ، وَلَيْسَ الْفَجْرُ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا، وَلَكِنْ هَكَذَا يَعْتَرِضُ (¬2) فِي أُفُقِ السَّمَاءِ" (¬3). 24 - بَابُ مَا جَاءَ فِي تَعْجِيلِ الْإِفْطَارِ 1697 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ" (¬4). 1698 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) في (ذ): وليعجِّل. وكانت هكذا في (س) ثم رمِّجت وكُتب في الحاشية مصحَّحًا: وليرجع. (¬2) في (س): ولكن الذي يعترض. (¬3) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطَان، وابن أبي عدي: هو محمَّد ابن إبراهيم، وسليمان التيمي: هو ابن طَرخان، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن ابن ملّ. وأخرجه البخاري (621)، ومسلم (1093)، وأبو داود (2347)، والنسائي 2/ 11 و 4/ 148 من طريق سليمان التيمي، به. وهو في "مسند أحمد" (3654)، و"صحيح ابن حبان" (3472). (¬4) إسناده صحيح. أبو حازم: والد عبد العزيز: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البخاري (1957)، ومسلم (1098)، والترمذي (708)، والنسائي في "الكبرى" (3298) من طرق عن أبي حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (22804)، و"صحيح ابن حبان" (3502) و (3506).

25 - باب ما جاء على ما يستحب الفطر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ. عَجِّلُوا الْفِطْرَ (¬1)، فَإِنَّ الْيَهُودَ يُؤَخِّرُونَ" (¬2). 25 - بَابُ مَا جَاءَ عَلَى مَا يُسْتَحَبُّ الْفِطْرُ 1699 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرَّبَابِ أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ عَنْ عَمِّهَا سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّهُ طَهُورٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) قوله: "عجلوا الفطر" ليس في (م) ورُمج في (س)، وهو ثابت في (ذ) والمطبوع. (¬2) صحيح لغيره دون قوله: "فإن اليهود يُؤخرون" وفي رواية: "اليهود والنصارى"، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو حسن الحديث. وأخرجه أبو داود (2353)، والنسائي في "الكبرى" (3299) من طريق محمَّد ابن عمرو، به. وهو في "مسند أحمد" (9810)، وابن حبان (3503) و (3509). ويشهد له حديث سهل بن سعد السالف قبله. (¬3) صحيح من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذا إسناد حسن في الشواهد، الرباب بنت صُلَيع لم يرو عنها غير حفصة بنت سيرين، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال الترمذي عن حديثها: حسن صحيح، وقال مرة: حسن فقط. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2355)، والترمذي (664) و (704)، والنسائي في "الكبرى" (3305) و (3306) و (3311) و (3312) من طرق عن عاصم الأحول، بهذا الإسناد. ورواه شعبة بن الحجاج، عن عاصم الأحول فأسقط من إسناده الرباب، كذلك أخرجه أحمد (16242)، والنسائي (3301)، وكذلك رواه شعبة عن هشام بن حسان عند النسائي (3300)، وكذا رواه عن خالد الحذاء عنده أيضا (3302). ورواه هشام بن حسان، واختُلف عليه في رفع الحديث ووقفه: فرواه عبد الرزاق في "مصنفه" (7586)، ومن طريقه أحمد (16232)، وابن حبان (3515)، وكذلك إسماعيل ابن عُلية عند النسائي (3306)، وخالد بن الحارث عنده أيضًا (3309)، وقُران بن تمام عنده (3308) وعبد الله بن بكر السهمي عند الخطيب في "الفصل للوصل" 1/ 590 كلهم عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان بن عامر مرفوعًا. وخالفهم آخرون عن هشام، فرواه محمَّد بن جعفر عند أحمد (16225)، ومن طريق أحمد الخطيب في "الفصل للوصل" 1/ 592، وحماد بن مسعدة عند النسائي (3310)، ويوسف بن يعقوب عنده أيضا (3312)، وحماد بن زيد عند الخطيب في "الفصل" 1/ 592، وروح بن عبادة عنده فيه 1/ 591، كلهم عن هشام ابن حسان، عن حفصة، عن الرباب، عن عمها سلمان بن عامر موقوفًا. وقد بين الخطيب في "الفصل" 1/ 591 أن ذِكر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه لم يسمعه هشام من حفصة بنت سيرين، وإنما سمعه من عاصم بن سليمان الأحول عنها، وأن الرفع مُدرَج في حديث الذين رووه عن هشام عن حفصة. ذلك أن عددًا من الثقات روى الحديث عن هشام ففصل بين رواية هشام عن حفصة الموقوفة، وبين رواية هشام، عن عاصم الأحول، عن حفصة المرفوعة، ومن هؤلاء: محمَّد بن جعفر عند أحمد (16225)، ومن طريقه الخطيب في "الفصل" 1/ 592، وحماد بن مسعدة عند النسائي (3310) و (3311)، ويوسف بن يعقوب عنده (3312)، وروح بن عبادة عند الخطيب 1/ 591 - 592. =

26 - باب ما جاء في فرض الصوم من الليل، والخيار في الصوم

26 - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَرْضِ الصَّوْمِ مِنْ اللَّيْلِ، وَالْخِيَارِ فِي الصَّوْمِ 1700 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ¬

_ = وأخرج الترمذي (703)، والنسائي (3303) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذا سند ظاهرُه الصحة لكنه معلول. قال الترمذي: حديث أنس لا نعلم أحدًا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر، وهو حديث غير محفوظ، ولا نعلم له أصلًا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس. وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن حفصة ابنة سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذا أصح من حديث سعيد بن عامر، وهكذا رووا عن شعبة، عن عاصم، عن حفصة ابنة سيرين، عن سلمان، ولم يَذكُر فيه شعبة: عن الرباب، والصحيح ما روى سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد، عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر. ونقل عن شيخه البخاري في "العلل الكبير" 1/ 336 قوله: حديث سعيد بن عامر وهمٌ. وقال النسائي: حديث شعبة عن عبد العزيز بن صهيب خطأ. قلنا: ومما يدل على خطأ سعيد بن عامر فيه أن النسائي رواه في "الكبرى" (3302)، وابن حبان (3514) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن حفصة، عن سلمان، ولا يُعرف ذكر خالد الحذاء إلا من طريقه، تفرد به. ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة برقم (2066). وقد صح عن أنس بن مالك بلفظ: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يفطر على رُطَبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطباتٌ فتمراتٌ، فإن لم يكن تمرات حسا حَسَواتٍ من ماء. وهو في "مسند أحمد" (12676)، و"سنن أبي داود" (2356)، و "جامع الترمذي" (705).

عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَفْرِضْهُ (¬1) مِنْ اللَّيْلِ" (¬2). ¬

_ (¬1) في هامش (ذ) و (م): "يُؤرِّضه نسخة"، وجاء في هامش (ذ) بخط مغاير: قال ابن القطاع في "الأفعال" له: وأرَّضتُ الكلام: هيَّأته. انتهى. فلعل معنى قوله في هذه النسخة: "يؤرضه": يُهيِّئه. وهو معنى صحيح في هذا الموضع، وهذه النسخة مثبتة في أصل مسموع على ابن باقة وغيره. (¬2) ضعيف مرفوعًا، خالد بن مخلد القطواني ضعيف الحديث، ولكنه ليس هو علة الحديث لأنه متابع، ولكن الحديث قد اختلف في رفعه ووقفه، ورفعُه غير ثابت فيما قاله البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 134 وأبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل"1/ 225، وصَؤَب وقفه النسائي في "السُّنن الكبرى" بإثر الحديث (2661)، والدارقطني في "علله" 5/ الورقة 163، وقد مال الخطابي في "معالم السُّنن" 2/ 134، وعبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 2/ 214 وكذلك ابن القطان في "بيان الوهم" (2626) إلى تصحيح الرفع. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/ 196 من طريق سعيد بن شرحبيل، عن الليث ابن سعد، عن يحيى بن أيوب الغافقي، عن عبد الله بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وأخرجه مرفوعًا كذلك أبو داود (2454) من طريق عبد الله بن وهب، والترمذي (739) من طريق سعيد بن أبي مريم، والنسائي 4/ 196 من طريق أشهب ابن عبد العزيز، و 4/ 196 من طريق الليث بن سعد، أربعتهم عن يحيى بن أيوب الغافقي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، به. بزيادة الزهري بين عبد الله وسالم. وأخرجه مرفوعًا النسائي 4/ 197 من طريق ابن جُريج، عن الزهري، عن سالم، به. وقال النسائي في "الكبرى" بإثر الحديث (2661): وحديث ابن جريج، عن الزهري غير محفوظ. وأخرجه موقوفًا النسائي 4/ 197 من طريق عبيد الله بن عمر العمري، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 133، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 55 من طريق معمر بن راشد، والبخاري 1/ 133 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، ثلاثتهم عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن حفصة. =

1701 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ " فَنَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: "إِنِّي صَائِمٌ" فَيُقِيمُ عَلَى صَوْمِهِ، ثُمَّ يُهْدَى لَنَا شَيْءٌ فَيُفْطِرُ، قَالَتْ: وَرُبَّمَا صَامَ وَأَفْطَرَ. قُلْتُ: كَيْفَ ذَا؟ قَالَتْ: إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا مَثَلُ الَّذِي يَخْرُجُ بِصَدَقَةٍ (¬1)، فَيُعْطِي بَعْضًا وَيُمْسِكُ بَعْضًا (¬2). ¬

_ = وأخرجه موقوفًا كذلك النسائي 4/ 197 من طريق معمر ومن طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة. فذكر حمزة بدل أخيه سالم. وأخرجه أيضًا موقوفًا 4/ 197 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حمزة، عن حفصة بدون ذكر عبد الله بن عمر. وقد روي موقوفًا من وجوه أخرى انظرها في "مسند أحمد" (26457). (¬1) في (س): يُخرِج صدقةً. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في الشواهد، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- متابع، وقوله آخر الحديث: قالت: إنما مثل هذا مثل الذي ... ، كذا ورد هنا من قول عائشة، وجاء في بعض الروايات عند النسائي 4/ 193 - 194 مرفوعًا من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والصحيح أنه من قول مجاهد كما بينه مسلم في روايته. ولم يتفطن لهذا الإدراج الشيخ الألباني رحمه الله في "آداب الزفاف" ص 159، واقتصر على تخريجه من "سنن النسائي" الذي لم يبين فيها الإدراج، وقال: إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 4/ 194 من طريق شريك النخعي، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك 4/ 193 - 194 من طريق أبي الأحوص، و4/ 195 من طريق القاسم بن معن، كلاهما عن طلحة بن يحيى، به. وقرن النسائي في الموضع الثاني بمجاهدٍ عائشة بنت طلحة. =

27 - باب ما جاء في الرجل يصبح جنبا وهو يريد الصيام

27 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُصْبِحُ جُنُبًا وَهُوَ يُرِيدُ الصِّيَامَ 1702 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، مَا أَنَا قُلْتُ: "مَنْ أَصْبَحَ وَهُوَ جُنُبٌ فَلْيُفْطِرْ" مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَهُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1154) عن فضيل بن حسين، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا طلحة بن يحيى بن عبيد الله، حدثتني عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات يوم: "يا عائشة، هل عندكم شيء؟ " قالت: فقلت: يا رسول الله، ما عندنا شيء. قال: "فإني صائم" قالت: فخرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأُهديت لنا هدية، قالت: فلما رجع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قلت: يا رسول الله، أُهديت لنا هدية، وقد خبأت لك شيئًا. قال: "وما هو؟ " قالت: حَيْسٌ. قال: "هاتيه" فجئت به فأكله، ثم قال: "قد كنت أصبحتُ صائما". قال طلحة: فحدثتُ مجاهدًا بهذا الحديث فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها. وأخرجه أبو داود (245)، والترمذي (742) و (743)، والنسائي 4/ 195 من طرق عن طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين. وهو في "مسند أحمد" (24220)، و"صحيح ابن حبان" (3628). (¬1) حديث صحيح، عبد الله بن عمرو القاري -وإن كان مجهولًا- قد توبع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2936) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7388). وأخرجه أحمد (8145)، وابن حبان (3485) من طريق همام بن منبه، وعبد الرزاق (7396)، وأحمد (25811)، والنسائي في "الكبرى" (2942) من =

1703 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ الشَّعْبِي، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبِيتُ جُنُبًا، فَيَأْتِيهِ بِلَالٌ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَيَقُومُ فَيَغْتَسِلُ، فَأَنْظُرُ إِلَى تَحَدُّرِ الْمَاءِ مِنْ رَأْسِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَأَسْمَعُ صَوْتَهُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ. ¬

_ = طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، و (2937) من طريق عبد الله ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، و (2938) من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن عمر، أربعتهم عن أبي هريرة. وأخرجه من قول أبي هريرة وفتواه البخاري (1925) و (1926)، ومسلم (1109)، والنسائي (2943 - 2946) و (2974) و (2976) و (2978) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم. وقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث: أُقسم بالله لتقرعن بها أبا هريرة، ومروان يومئذ على المدينة، فقال أبو بكر: فكره ذلك عبد الرحمن، ثم قُدر لنا أن نجتمع بذي الحُليفة، وكانت لأبي هريرة هنالك أرض، فقال عبد الرحمن لأبي هريرة: إني ذاكرٌ لك أمرًا ولولا مروان أقسم على فيه لم أذكره لك، فذكر قول عائشة وأم سلمة، قال: كذلك حدثني الفضل بن عباس، وهن أعلم. وقد رجع أبو هريرة عن فتياه هذه، أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 81 من طريق قتادة عن ابن المسيب، عنه. وفي حديث عائشة وأم سلمة عند مسلم (1109) (75) قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك. وقال البخاري بعد إخراجه الحديث: وقال همام وابن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يأمر بالفطر، والأول أسند -يعني من فتوى أبي هريرة-. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "المسند" (25673)، و"شرح السنة" 6/ 280. وانظر ما بعده.

قَالَ مُطَرِّفٌ: فَقُلْتُ لِعَامِرٍ: أَفِي رَمَضَانَ؟ قَالَ: رَمَضَانُ وَغَيْرُهُ سَوَاءٌ (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه على الشعبي -وهو عامر بن شراحيل- كما أوضحناه في "مسند أحمد" (25675). وقد روي من أوجه صحاح. مُطرف: هو ابن طريف الكوفي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2985) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مطرف، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24701)، و"صحيح ابن حبان" (3490) و (3491). وأخرجه بنحوه البخاري (1925) و (1926)، ومسلم (1109)، وأبو داود (2388)، والترمذي (789)، والنسائي في "الكبرى" (2941) و (2942 - 2946) و (2957) و (2958) و (2961) و (2962) و (2971 - 2974) و (2976 - 2978) و (2988 - 2991) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، والنسائي (2943) و (2947) و (2952) و (2954 - 2956) و (2959) و (2977) و (2980 - 2982) و (2992) من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن هشام والد أبي بكر، والنسائي (2939) من طريق سعيد المقبري، و (2948) و (2949) من طريق أبي قلابة الجرمي، و (2960) و (2961) من طريق عروة بن الزبير، و (2969) و (2970) من طريق عبد الله بن أبي سلمة، و (2975) من طريق مجاهد بن جبر، و (2983) و (2986) و (2987) من طريق الشعبي، و (2993) و (2994) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، و (2997) من طريق سليمان بن يسار، و (3000) و (3001) من طريق القاسم بن محمَّد، و (3004 - 3008) من طريق عطاء بن أبي رباح، و (3010 - 3012) و (3015) و (3016) من طريق الأسود بن يزيد النخعي، و (2953) من طريق ذكوان مولى عائشة، و (3013) من طريق أبي يونس مولى عائشة، كلهم عن عائشة. قلنا: بعض هذه الطرق مراسيل، ولكن جُلَّها صحيحٌ متصل. وهو في "مسند أحمد" (24062) و (25673)، و"صحيح ابن حبان" (3486) وانظر تمام تخريجه عندهما.

28 - باب ما جاء في صيام الدهر

1704 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ الرَّجُلِ يُصْبِحُ وَهُوَ جُنُبٌ يُرِيدُ الصَّوْمَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ الْوِقَاعِ، لَا مِنْ الاحْتِلَامٍ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيُتِمُّ صَوْمَهُ (¬1). 28 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ الدَّهْرِ 1705 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ سَعِيدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو دَاوُدَ؛ قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأخرجه البخاري (1926)، ومسلم (1109)، وأبو داود (2388)، والترمذي (789)، والنسائي في "الكبرى" (2942) و (2945) و (2946) و (2957) و (2962) و (2964) و (2965) و (2971) و (2972) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ومسلم (1109)، والنسائي في "المجتبى" 1/ 108، و"الكبرى" (2998) و (2999) من طريق سيمان بن يسار، والنسائي في "الكبرى" (2947) و (2954 - 2956) و (2967) و (2995) و (2996) من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن هشام والد أبي بكر، و (2949) و (2951) من طريق أبي قلابة، و (2952) و (2953) من طريق نافع مولى أم سلمة، و (2963) و (2966) من طريق عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، و (2968) من طريق عبد الله ابن أبي سلمة، و (2994) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، و (3014) من طريق عامر بن أبي أمية، كلهم عن أم سلمة. وهو في "مسند أحمد" (24062) و (26594)، و"صحيح ابن حبان" (3486) وانظر تمام تخريجه عندهما.

29 - باب ما جاء في صيام ثلاثة أيام من كل شهر

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، فَلَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ" (¬1). 1706 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ" (¬2). 29 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ 1707 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمِنْهَالِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِصِيَامِ الْبِيضِ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، وَيَقُولُ: "هُوَ كَصَوْمِ الدَّهْرِ" أَوْ "كَهَيْئَةِ صَوْمِ الدَّهْرِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وأخرجه النسائي 4/ 206 - 207 و 207 من طريق قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (16304)، و"صحيح ابن حبان" (3583). (¬2) إسناده صحيح. مِسعر: هو ابن كِدام، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو العباس المكي: هو السائب بن فَرُّوخ. وأخرجه البخاري (1977)، ومسلم (1159)، والنسائي 4/ 206 و 213 و 214 من طريقين عن أبي العباس المكي: عن عبد الله بن عمرو. وهو في "مسند أحمد" (6766) و (6874)، و"صحيح ابن حبان" (3581). (¬3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك- والصواب أن اسمه عبد الملك بن قتادة بن مِلحان القيسي، وأخطأ شعبة فسماه: عبد الملك بن المنهال، وأصاب همام بن يحيى في تسميه. =

1707م - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخبَرنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قال: حَدّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ مَلْحَانَ الْقَيْسِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). 1708 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ". فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] فَالْيَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ (¬2). ¬

_ = وأخرجه النسائي 4/ 224 من طريق شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17513)، و"صحيح ابن حبان" (3651). ويشهد له حديث أبي ذر الغفاري الآتي بعده. وحديث أبي هريرة عند البخاري (1981)، والنسائي 4/ 222، وهو في "مسند أحمد" (8434). وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند البخاري (1979) و (1980)، ومسلم (1159). وهو في "مسند أحمد" (6477) و (6766). (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. همام: هو ابن يحيى العَوذي. وأخرجه أبو داود (2449)، والنسائي 4/ 224 - 225 من طريق همام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17514). تنبيه: بعد هذا الحديث في المطبوع ونسخة على هامش (س): "قال ابنُ ماجه: أخطأ شعبةُ وأصاب همام". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، فإن أبا عثمان -وهو عبد الرحمن بن ملّ- لم يسمعه من أبي ذر بينهما فيه رجل كما سيأتي. لكن الحديث =

1709 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ ¬

_ = رُوي من وجوه أخرى يصح بها، وله شواهد. سهل بن أبي سهل: هو ابن زنجلة، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو ذر: هو الصحابي الجليل جُندب بن جُنادة الغِفاري. وأخرجه الترمذي (772) من طريق أبي معاوية الضرير، والنسائي 4/ 219 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والبزار في "مسنده" (3904) من طريق عبد الواحد ابن زياد، ثلاثتهم عن عاصم بن سليمان الأحول، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (21301) من طريق إسرائيل، عن عاصم الأحول، به. وخالفهم عبد الله بن المبارك عند النسائي 4/ 219 فرواه عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن رجل عن أبي ذر. فزاد في الإسناد رجلًا ولم يُسمِّه. وكذلك رواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي، قاله الدارقطني في "العلل" 6/ 284. وأخرجه الترمذي (771)، والنسائي 4/ 222 و 222 - 223 من طريق يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة قال: سمعتُ أبا ذر قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يا أبا ذر، إذا صمتَ من الشهر ثلاثة أيام، فصُم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة". وهذا إسناد حسن، وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (21350)، و (21437)، وصححه ابن خزيمة (2128)، وابن حبان (3655) و (3656). وأخرجه النسائي 7/ 214، وابن خزيمة (1083) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي بثلاثة لا أدعهن إن شاء الله تعالى: ... وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر. وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن نقل أبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل" عن الذهبي أنه قال في "مختصر المستدرك": ما أحسب عطاءً أدرك أبا ذر. وعلى أيّ حال فالحديث بهذه الطرق وبالشواهد التي ذكرناها عند الحديث السالف صحيح إن شاء الله.

30 - باب ما جاء في صيام النبي - صلى الله عليه وسلم -

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ. قُلْتُ: مِنْ أَيِّهِ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّهِ كَانَ (¬1). 30 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1710 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَوْمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَامَ مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ (¬2) يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. غُنْدَرٌ: هو لقب محمَّد بن جعفر الهُذَلي البصري، ويزيد الرِّشك؟ هو ابن أبي يزيد الضُّبَعي. وأخرجه مسلم (1160)، وأبو داود (2453)، والترمذي (773) من طريق يزيد الرشك، به. وهو في "مسند أحمد" (25127)، و"صحيح ابن حبان" (3654) و (3657). (¬2) هكذا في (م) والمطبوع: "كان يصوم ... ، كان يصوم"، وفي (ذ): "كان يصوم ... ، وكان يصوم"، وفي (س): "وكان يصوم ... ، كان يصوم". (¬3) إسناده صحيح. ابن أبي لبيد: هو عبد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف. وأخرجه مسلم (1156)، والنسائي 4/ 151 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1969)، ومسلم (1156)، وأبو داود (2434) من طريق أبي النضر مولى عمر بن عُبيد الله، والبخاري (1970)، ومسلم (1156)، والنسائي 4/ 151 من طريق يحيى بن أبي كثير، والترمذي (747) من طريق محمَّد بن عمرو، =

31 - باب ما جاء في صيام داود عليه السلام

1711 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا صَامَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا إِلَّا رَمَضَانَ، مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ (¬1). 31 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ 1712 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ (¬2) يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَأَحَبُّ ¬

_ = والنسائي 4/ 150 من طريق محمَّد بن إبراهيم، أربعتهم عن أبي سلمة، به. واقتصر يحيى ومحمد بن عمرو في روايتيهما على ذكر صوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه مسلم (1156)، والنسائي 4/ 152 و 199 من طريق عبد الله بن شقيق، والنسائي 4/ 151 من طريق خالد بن سعد، و 4/ 199 من طريق مروان أبي لبابة، ثلاثتهم عن عائشة. ولم يذكر ابن شقيق ومروان في روايتيهما صوم شعبان، وعليه اقتصر خالد بن سعد. (¬1) إسناده صحيح. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وأخرجه البخاري (1971)، ومسلم (1157)، والترمذي في "الشمائل" (293)، والنسائي 4/ 199 من طريق أبي بشر، به. وأخرجه مسلم (1157)، وأبو داود (2430) من طريق عثمان بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ولم يذكر في روايته رمضان. وهو في "مسند أحمد" (1998). (¬2) في (ذ) والمطبوع: فإنه كان.

الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيُصَلِّي ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ" (¬1). 1713 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِي عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: وَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: "ذَلِكَ صَوْمُ دَاوُدَ" قَالَ: كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟ قَالَ: "وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1131)، ومسلم (1159)، وأبو داود (2448)، والنسائي 3/ 214 - 215 و 4/ 198 من طريق عمرو بن دينار، به. وأخرجه البخاري (1153) و (1974 - 1980) و (3418 - 3420) و (5052) و (6034) و (6277)، ومسلم (1159)، وأبو داود (2427)، والترمذي (780)، والنساني 4/ 209 و 209 - 210 و 210 و211 و 212 و 213 و 213 - 214 و 214 و 214 - 215 و215 و215 - 216 و 217 من طرق عن عبد الله بن عمرو بن العاص، واقتصروا جميعًا في رواياتهم على ذكر صوم داود دون صلاته، وعندهم أن هذا الحديث ضمن قصةٍ لعبد الله بن عمرو نفسه. وهو في "مسند أحمد" (6477) و (6491)، و"صحيح ابن حبان" (352) و (2590). (¬2) إسناده صحيح. أبو قتادة: هو الصحابي الجليل الحارث بن رِبعي الأنصاري. وأخرجه مطولًا مسلم (1162)، وأبو داود (2425) و (2426)، والنسائي 4/ 208 - 209 من طريق غيلان بن جرير، به. وهو في "مسند أحمد" (22537)، و"صحيح ابن حبان" (3639) و (3642).

32 - باب ما جاء في صيام نوح عليه السلام

32 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ 1714 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "صَامَ نُوحٌ الدَّهْرَ، إِلَّا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى" (¬1). 33 - بَابُ صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ 1715 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذَّمَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحَبِي عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ، كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة: وهو عبد الله. أبو فراس: هو يزيد بن رباح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" -القطعة المفردة من الجزء 13 - (1133) والبيهقي في "شعب الإيمان" (3846)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يزيد بن رباح أبي فراس 32/ 121 - 122 من طريق عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. لكن الطبراني ومن طريقه المزي سميا شيخ ابن لهيعة أبا قنان، وهو أيوب بن أبي العالية الحضرمي المصري، روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عنه أهل مصر! (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع وكذا بقية -وهو ابن الوليد الحمصي-. أبو أسماء الرّحَبي: هو عمرو بن مَرْثد الدمشقي. =

34 - باب في صيام يوم في سبيل الله

1716 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصَوْمِ الدَّهْرِ" (¬1). 34 - بَابٌ فِي صِيَامِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 1717 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2873) من طريق يحيى بن حمزة الحضرمي، و (2874) عن طريق محمَّد بن شعيب بن شابور، كلاهما عن يحيى بن الحارث الذِّماري، بهذا الإسناد. وهذان الاسنادان صحيحان. والحديث في "مسند أحمد" (22412)، و "صحيح ابن حبان" (3635). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، سعد بن سعيد -وهو ابن قيس الأنصاري- يُعتبر به، وهو متابع. وأخرجه مسلم (1164)، وأبو داود (2433)، والترمذي (769)، والنسائي في "الكبرى" (2875) و (2876) و (2877) من طرق عن سعد بن سعيد، بهذا الإسناد. وقرن أبو داود والنسائي في الموضع الثاني بسعدٍ صفوان بن سليم وهو ثقة. وقد جاء اسم عمر بن ثابت عند النسائي في الموضع الأول محرفًا إلى عمرو، ونبه على خطئه. وهو في "مسند أحمد" (23533)، و"صحيح ابن حبان" (3634). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2879) من طريق يحيى بن سعيد، عن عمر ابن ثابت، به. وفي الإسناد إليه هثسام بن عمار أيضًا وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا (2880) من طريق عثمان بن عمرو الحراني، عن عمر بن ثابت، عن محمَّد بن المنكدر، عن أبي أيوب. وعثمان بن عمرو الحراني ضعيف. وأخرجه النسائي موقوفًا على أبي أيوب (2878) من طريق عبد ربه بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب. وإسناده صحيح.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ النَّارَ مِنْ وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة، وقد اختُلف في إسناده على سهيل بن أبي صالح كما سيأتي، وأصح الوجوه عنه ما تابعه عليه يحيى ابن سعيد الأنصاري وهو هذا الوجه الذي عند المصنف، وهو الذي صوبه الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 2. وأخرجه البخاري (2840)، ومسلم (1153) (167) و (168)، والترمذي (1717)، والنسائي 4/ 173 و 174 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقرن به البخاريُّ ومسلمٌ في الموضع الثاني يحيي بنَ سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11790)، و"صحيح ابن حبان" (3417). وأخرجه أحمد (11406)، والنسائي 4/ 173 من طريق شعبة، عن سهيل، عن صفوان بن أبي يزيد -ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن سليم- الحجازي المدني، عن أبي سعيد. وقد خالف فيه شعبةُ أصحابَ سهيل كما نص على ذلك الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 2 وقال: وكان شعبة رحمه الله يغلط في أسماء الرجال لاشتغاله بحفظ المتن. وأخرجه النسائي 4/ 172 - 173 من طريق أبي معاوية الضرير، عن سهيل، عن سعيد المقبري، عن أبي سعيد. وقد وهَّم الحافظُ في "الفتح" 6/ 48 أبا معاوية فيه، لأن المقبري يرويه عن أبي هريرة لا عن أبي سعيد، ولأن سُهيلًا إنما رواه- من حديث أبي هريرة- عن أبيه عنه، لا عن المقبري كما أخرجه النسائي 4/ 173 وأحمد (7990). وأخرجه أحمد (11210)، والنسائي 4/ 174 من طريق عبد الله بن نمير، عن سفيان الثوري، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 2 أن غير ابن نمير يرويه عن سفيان، عن سهيل، عن النعمان. ثم قال: وهو الصواب. قلنا: خالف ابنَ نمير عبدُ الله بن الوليد العدني وعُبيد الله بن موسى عند الترمذي (1717)، ويزيد بن أبي حكيم العدني والقاسم بن يزيد الجرمي عند النسائي 4/ 174، وعُبيد الله الأشجعي عند أحمد في "العلل" (3706) وهو أوثق الناس كتابًا في الثوري.

35 - باب ما جاء في النهي عن صيام أيام التشريق

1718 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِي، عَنْ الْمَقْبُرِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، زَحْزَحَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا" (¬1). 35 - بَابُ مَا جَاءَ فِي النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ 1719 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عبد العزيز الليثي، إلا أنه متابع. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2422) عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، به. وأخرجه الترمذي (1716) من طريق عروة بن الزبير وسليمان بن يسار، والنسائي 4/ 172 و 173 من طريق سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان، عن أبيه، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وإسناد النسائي صحيح. وهو في "مسند أحمد" (7990) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من اجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فهو حسن الحديث، وقد توبع. وأخرجه أحمد في "مسنده" (7134)، وابن حبان (3602) من طريق عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن أبي هريرة، وإسناده حسن. وانظر تتمة تخريجه عندهما. =

1720 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2896) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وقال النسائي بإثره: صالح هذا هو ابن أبي الأخضر، وحديثه هذا خطأ، لا نعلم أحدًا قال في هذا: سعيد بن المسيب، غير صالح، وهو كثير الخطأ ضعيف الحديث في الزهري. قلنا: وهذا الطريق في "مسند أحمد" (10664). وأخرجه البزار (1066 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله بن سعيد ضعيف جدًا. ويشهد له حديث ابن عمر عند النسائي في "الكبرى" (2915)، وهو في "مسند أحمد" (4975) وانظر تتمة شواهد عنده. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2904) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15428). وأخرجه النسائي كذلك (2905) من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد، و (2956) من طريق شعبة، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، و (2908) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما (حبيب وعمرو) عن نافع بن جبير، به. وأخرجه النسائي (2903) من طريق عبد الرحمن المسعودي، عن حبيب، عن نافع، عن بشر، عن علي بن أبي طالب. والحديث دون ذِكْر عليٍّ في إسناده أصحُّ.

36 - باب في النهي عن صيام يوم الفطر والأضحى

36 - بَاب فِي النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى 1721 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِي، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَزَعَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى (¬1). 1722 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ: يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى، أَمَّا يَوْمُ الْفِطْرِ، فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَيَوْمُ الْأَضْحَى تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ لَحْمِ نُسُكِكُمْ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. قَزَعَة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه ضمن حديث مطول البخاري (1197) و (1864) و (1995)، ومسلم بإثر (1138) (140) من طريق عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1991)، ومسلم بإثر (1138) (141)، وأبو داود (2417)، والترمذي (781) من طريق يحيى بن عمارة المازني، والنسائي في "الكبرى" (2803) من طريق سهم بن منجاب، و (2804) و (2805) و (2806) من طريق قتادة، كلاهما عن قزعة، كلاهما (يحيى وقزعة) عن أبي سعيد الخدري. ولفظ سهمِ: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا صوم يوم عيد". وهو في "مسند أحمد" (11040)، و"صحيح ابن حبان" (3599). (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو عبيد: هو مولى ابن أزهر. وأخرجه البخاري (1990)، ومسلم (1137)، وأبو داود (2416)، والترمذي (782)، والنسائي في "الكبرى" (2802) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (163)، و"صحيح ابن حبان" (3600).

37 - باب: في صيام يوم الجمعة

37 - بَابٌ: فِي صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ 1723 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا يوم قَبْلَهُ، أَوْ يَوْمٍ بَعْدَهُ (¬1). 1724 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ: أَنَهَى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ! (¬2) ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (1985)، ومسلم (1144) (147)، وأبو داود (2420)، والترمذي (753)، والنسائي في "الكبرى" (2769) من طريق الأعمش، به. من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (10424)، و"صحيح ابن حبان" (3614). وأخرجه مسلم (1144) (148)، والنسائي (2764) و (2768)، وابن حبان (3612) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا تختصُّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخُصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم". وأخرجه النسائي (2757)، وابن خزيمة (2157) من طريق عبد الله بن عمرو القاري، عن أبي هريرة قال: ما أنا نهيتُ عن صيام يوم الجمعة، محمدٌ ورب هذا البيت نهى عنه. وأخرجه النسائي (2770) من طريق مجاهد، عن أبي هريرة من قوله موقوفًا. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. =

1725 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخبَرنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَلَّمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1143)، والنسائي في "الكبرى" (2758) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1984) من طريق أبي عاصم النبيل، ومسلم (1143) من طريق عبد الرزاق، والنسائي في "الكبرى" (2759) من طريق حجاج بن محمَّد، ثلاثتهم عن ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، به. وقال البخاري: زاد غير أبي عاصم: أن ينفرد بصوم. وهو في "مسند أحمد" (14154) وانظر تتمة تخريجه عنده. وأخرجه النسائي (2760) من طريق يحيى بن سعيد القطان، و (2761) من طريق النضر بن شُميل، و (2762) من طريق حفص بن غياث، ثلاثتهم عن ابن جريج، أخبرني محمَّد بن عباد، به- وفيه عندهم زيادة أن المنهي عنه في صيام يوم الجمعة إفرادُه، لكن أسقطوا من إسناده عبد الحميد بن جبير. (¬1) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجُود- فهو صدوق حسن الحديث. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وزرٌّ: هو ابنُ حُبيش. وأخرجَه الترمذي (742)، والنسائي 4/ 204 من طريق عاصم بن أبي النجود، به. وهو في "مسند أحمد" (3860)، و"صحيح ابن حبان" (3645). وقال الترمذي: وقد استحب قوم من أهل العلم صيام يوم الجمعة، وإنما يُكره أن يصوم يوم الجمعة لا يصوم قبله ولا بعده. قلنا: وهذا يعني أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يضم إليه يومًا قبله أو يومًا بعده، وإلا لكان تناقض بين نهيه عن إفراده وبين فعله، جلّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك.

38 - باب ما جاء في صيام يوم السبت

38 - بَابُ مَا جَاءَ فِي صِيَامِ يَوْمِ السَّبْتِ 1726 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثَوْرِ ابْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا عُودَ عِنَبٍ أَوْ لِحَاءَ شَجَرَةٍ فَلْيَمُصَّهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات إلا أن غير واحد من الأئمة الذين يُرجَعُ إليهم في النقد أعلوه بالاضطراب والمعارضة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2774) من طريق ثور بن يزيد، و (2779) و (2783) من طريق عامر بن جَشيب، كلاهما عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر. وهو في "مسند أحمد" (17686)، و"صحيح ابن حبان" (3615). وأخرجه النسائي (2772) من طريق حسان بن نوح، عن عبد الله بن بسر. وأخرجه أبو داود (2421)، والترمذي (754)، والنسائي (2775) و (2776) و (2777) من طريق عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء. وهو في "مسند أحمد" (27075). وأخرجه النسائي (2773) و (2778) من طريق عبد الله بن بسر، عن عمته الصماء. وأخرجه كذلك (2780) و (2782) من طريق عبد الله بن بسر، عن خالته الصماء. وجاء ما يعارضه من طريق كريب مولى ابن عباس: أن ابن عباس وناسًا من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعثوه إلى أم سلمة يسالها عن أي الأيام كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثر لصيامها، فقالت: يوم السبت والأحد، فرجع إليهم وأخبرهم فكأنهم أنكروا ذلك، فقاموا بأجمعهم إليها، فقالوا: إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنك قلت كذا؟! فقالت: صدق، إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد =

39 - باب صيام العشر

1726م - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أُخْتِهِ؛ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 39 - بَابُ صِيَامِ الْعَشْرِ (¬2) 1727 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ" يَعْنِي الْعَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ" (¬3). 1728 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عَبِيدَةَ، حَدّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ = وكان يقول: "إنهما عيدان للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم" وصححه ابن حبان (3616)، وابن خزيمة (2167)، والحاكم 1/ 436 وسكت عنه الذهبي، وجود إسناده صاحب "الفروع" 3/ 123، وقال: اختار شيخنا "يريد شيخ الإسلام ابن تيمية) أنه لا يكره صيام يوم السبت، وأنه قول أكثر العلماء. (¬1) انظر ما قبله. (¬2) يعني العَشْر الأُوَل من ذي الحجة. (¬3) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومُسلم البَطين: هو ابن عمران. وأخرجه البخاري (969)، وأبو داود (2438)، والترمذي (767) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وقرن أبو داود بمسلم البَطين أبا صالح ومجاهدًا. وهو في "مسند أحمد" (1968)، و "صحيح ابن حبان" (324).

40 - باب صيام يوم عرفة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامٌ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا، مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ، وَإِنَّ صِيَامَ يَوْمٍ فِيهَا لَيَعْدِلُ صِيَامَ سَنَةٍ، وَلَيْلَةٍ فِيهَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ" (¬1). 1729 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَامَ الْعَشْرَ قَطُّ (¬2). 40 - بَابُ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ 1730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخبَرنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِي ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف مسعود بن واصل وشيخه النهاس بن قهم. وأخرجه الترمذي (768)، وابن عدي في "الكامل" في ترجمة النهاس بن قَهم 7/ 2522، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3757)، والبغوي في "شرح السنة" (1126)، والمزي في ترجمة مسعود بن واصل من "تهذيب الكمال" 27/ 482، والذهبي في "ميزان الاعتدال" في ترجمة مسعود بن واصل 4/ 100 من طريق مسعود بن واصل، بهذا الإسناد. وضعفوه جميعًا. (¬2) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم، ومنصور: هو ابن المُعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النَخَعي خال إبراهيم النَخَعي. وأخرجه مسلم (1176)، وأبو داود (2439)، والترمذي (766)، والنسائي (2885) و (2886) و (2887) من طريق الأعمش، عن إبراهيم النخعي، به. وهو في "مسند أحمد" (24147)، و"صحيح ابن حبان" (1441) و (3608).

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ السَّنَةَ (¬1) الَّتِي قَبْلَهُ وَالَّتِي بَعْدَهُ" (¬2). 1731 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ، غُفِرَ لَهُ سَنَةٌ أَمَامَهُ وَسَنَةٌ بَعْدَهُ" (¬3). 1732 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنِي حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، حَدّثَنِي مَهْدِيٌّ الْعَبْدِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: ¬

_ (¬1) هكذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: "أحتسب على الله أن يكفِّر السنة"، وهي كذلك في "صحيح مسلم" وغيره. (¬2) إسناده صحيح. أحمد بن عبدة: هو الضَّبَّي. وأخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2425) و (2426)، والترمذي (759)، والنسائي في "الكبرى" (2826) من طريق غَيلان بن جرير، به. وقال النسائي: هذا أجود حديث عندي في هذا الباب. وهو في "مسند أحمد" (22537)، و"صحح ابن حبان" (3631). (¬3) إسناده واهٍ بمرة، إسحاق بن عبد الله -وهو ابن أبي فروة- متروك الحديث، وقد تابعه زيد بن أسلم إلا أن الراوي عنه عمر بن صُهبان وهو متروك أيضًا فلا اعتبار بمتابعته. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 19/ (6) و (8) من طريقين عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي فروة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1053 - كشف الأستار) من طريق عمر بن صُهبان، عن زيد ابن أسلم، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري رفعه- لم يذكر فيه قتادة ابن النعمان. ويغني عنه حديث أبي قتادة الأنصاري السالف قبله.

41 - باب صيام يوم عاشوراء

دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فِي بَيْتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ (¬1). 41 - بَابُ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ 1733 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصُومُ عَاشُورَاءَ، وَيَأْمُرُ بِصِيَامِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة مهدي العبدي: وهو ابن حرب المُحاربي الهَجَري. وأخرجه أبو داود (2440)، والنسائي في "الكبرى" (2843) و (2844) من طريق حوشب بن عقيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8031). وقد صحيح هذا الحديثَ ابنُ خزيمة (2101)، والحاكم 1/ 434، وسكت عنه الذهبي! وقد ثبت أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يَصُمه، فقد أخرج البخاري (1658) ومسلم (1123) وغيرهما عن أم الفضل قالت: شك الناسُ يوم عرفة في صوم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فبعثتُ إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بشراب فشربه. وأخرج البخاري نحوه عن ميمونة (1989). وأخرج أحمد (17379)، وأبو داود (2419)، والترمذي (783)، والنسائي عن عقبة بن عامر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"إن أيام الأضحى وأيام التشريق ويوم عرفة عيدُنا أهلَ الإسلام أيام أكل وشرب". وقوله: "يوم عرفة" أي: لمن كان بعرفة، وأما من لم يكن بها فصيامه مندوب لأحاديث الندب. (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث، وعروة: هو ابن الزبير بن العوام.=

1734 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنِ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ الْيَهُودَ صُيَّامًا، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ" فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2002) و (3831) و (4504)، ومسلم (1125)، وأبو داود (2442)، والترمذي (763)، والنسائي في "الكبرى" (2851) و (10948) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24011)، و"صحيح ابن حبان" (3621). وأخرجه البخاري (1893)، ومسلم (1125)، والنسائي (2850) و (10949) من طريق عراك بن مالك، والبخاري (2001) و (4502)، ومسلم (1125)، والنسائي في "الكبرى" (2852) من طريق ابن شهاب الزهري، كلاهما عن عروة بن الزبير، عن عائشة. قلنا: الأمر بصيام عاشوراء كان قبل فَرض رمضان، فلما فُرض صيام رمضان، صار صوم عاشوراء على التخيير، يبتن ذلك الروايةُ المطولة لهذا الحديث وهي: أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بصيامه حتى فرض رمضان، وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من شاء فليصمه، ومن شاء أفطر". وهذا لفظ البخاري في الموضع الأول. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، وأيوب -وهو ابن أبي تميمة السختياني- قد سمِعَ من سعيد بن جبير، لكن المحفوظ هنا حديث أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، نبه عليه الحافظ جمال الدين المزي في "تحفة الأشراف" (5443)، والحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" 4/ 247. وأخرجه البخاري (3397) عن علي بن المديني، ومسلم (1130) (128) عن ابن أبي عمر العدني، والنسائي في "الكبرى" (2848) عن محمَّد بن منصور، =

1735 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ الشَّعْبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ: "مِنْكُمْ أَحَدٌ طَعِمَ الْيَوْمَ؟ " قُلْنَا: مِنَّا طَعِمَ وَمِنَّا مَنْ لَمْ يَطْعَمْ. قَالَ: "فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ، مَنْ كَانَ طَعِمَ وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْ، وَأَرْسِلُوا إِلَى أَهْلِ الْعَرُوضِ فَلْيُتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِم". قَالَ: يَعْنِي أَهْلَ الْعَرُوضِ حَوْلَ الْمَدِينَةِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه عبد الرزاق (7843)، أربعتهم (ابن المديني والعدني ومحمد بن منصور وعبد الرزاق) عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس. وأخرجه البخاري (2004) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وعبد الرزاق (7843) ومن طريقه مسلم (1130) عن معمر، والنسائي في "الكبرى" (2849) من طريق الحارث بن عمير، ثلاثتهم عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (2644)، و"صحيح ابن حبان" (3625). وأخرجه البخاري (3943) و (4680) و (4737)، ومسلم (1130)، وأبو داود (2444) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأخرج الترمذي (755) عن الحسن عن ابن عباس قال: أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بصوم عاشوراء يوم عاشرِ. وانظر تتمة تخريجه في "المسند" و"صحيح ابن حبان". (¬1) إسناده صحيح. حصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي، والشعبي: هو عامر بن شَراحيل. وأخرجه النسائي 4/ 192 من طريق عبثر بن القاسم، عن حُصين، به. وهو في "مسند أحمد" (19451)، و"صحيح ابن حبان" (3617).

1736 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ" (¬1). 1737 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كَانَ يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ كَرِهَهُ فَلْيَدَعْهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث. وأخرجه مسلم (1134) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1134)، وأبو داود (2445) من طريق أبي غطفان بن طريف المُرّي، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (1971). تنبيه: زاد في المطبوع بعد هذا الحديث: "قال أبو علي: رواه أحمد بن يونس عن ابن أبي ذئب، زاد فيه: مخافة أن يفوته عاشوراءُ". (¬2) إسناده صحيح. نافع: هو أبو عبد الله المدني مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأخرجه مسلم (1126) (118)، والنسائي في "الكبرى" (2853) من طريق الليث بن سعد، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (3623). وأخرجه البخاري (4501)، ومسلم (1126)، وأبو داود (2443)، من طريق عُبيد الله بن عمر، والبخاري (1892) من طريق أيوب السختياني، ومسلم (1126) من طريق الوليد بن كثير، ثلاثتهم عن نافع مولى ابن عمر، عن عبد الله بن عمر، =

42 - باب صيام يوم الاثنين والخميس

1738 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخبَرنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِي عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" (¬1). 42 - بَابُ صِيَامِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ 1739 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْغَازِ ¬

_ = ولفظ حديث أيوب: صام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فُرض رمضان تُرك، وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه. وهو في "مسند أحمد" (5203)، و"صحيح ابن حبان" (3622) من طريق عُبيد الله بن عمر، وفي "المسند" (4483) من طريق أيوب السختياني. وأخرجه البخاري (2000)، ومسلم (1126) من طريق سالم، عن أبيه، ولفظ البخاري: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومَ عاشوراء: "إن شاء صامَ". ولفظ مسلم كلفظ المصنف سواء. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2425)، والترمذي (762) من طريق غيلان بن جرير، به. ولفظ مسلم وأبي داود ضمن حديث طويل. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2809 - 2811) و (2813) (2816 - 2820) من طريق حرملة بن إياس- أو إياس بن حرملة، وقيل: أبو حرملة-، و (2815) من طريق عبد الله بن أبي قتادة، و (2812) من طريق مولى لأبي قتادة، و (2814) و (2821) و (2822) من طريق أبي الخليل، كلهم عن أبي قتادة. قلنا: وحرملة بن إياس أخذ الحديث عن مولى لأبي قتادة كما في (2812) فتكون روايته مرسلة كما قال الحافظ العلائي في "جامع التحصيل". وكذلك رواية أبي الخليل مرسلة لأنه روى الحديث عن أبي حرملة، ولهذا قال الترمذي فيما نقله العلائي في "جامع التحصيل": لم يسمع من أبي قتادة شيئًا.

أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فَقَالَتْ: كَانَ يَتَحَرَّى صِيَامَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ (¬1). 1740 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِي، حَدّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ: يا رسول الله، إِنَّكَ تَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ! فَقَالَ: "إِنَّ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ يَغْفِرُ اللَّهُ فِيهِمَا لِكُلِّ مُسْلِمٍ إِلَّا مهتجرين، يَقُولُ: دَعْهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه الترمذي (755)، والنسائي 4/ 153 و 202 - 203 من طريق ثور بن يزيد، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3643). وأخرجه النسائي 4/ 152 - 153 و 202 من طريق جُبير بن نُفَير، و 4/ 203 من طريق خالد بن معدان، و 4/ 203 من طريق خالد بن سعد، و 4/ 203 من طريق سواء الخزاعي، أربعتهم عن عائشة. ورواية خالد بن معدان عن عائشة مرسلة، قال أبو زرعة: لم يلق عائشة. قلنا: بينهما ربيعة بن الغاز كما في رواية المصنف. وأما رواية خالد بن سعد فقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 242: هذا خطأ، ليس هذا من حديث منصور، إنما هو الثوري، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن ربيعة بن الغاز، عن عائشة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كذا رواه الثوري ويحيى وجماعة عن ثور. قلنا: وفي إسناد جبير بن نفير بقية بن الوليد وهو ضعيف. وهو في "مسند أحمد" (24508) من طريق خالد بن معدان، عن عائشة، و (24584) من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عائشة. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمَّد بن رفاعة، لكن تابعه مالك بن أنس عند مسلم وغيرُه. =

43 - باب صيام أشهر الحرم

43 - بَابُ صِيَامِ أَشْهُرِ الْحُرُمِ 1741 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْجُرَيْرِي، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي مُجِيبَةَ الْبَاهِلِي عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ: "فَمَا لِي أَرَى جِسْمَكَ نَاحِلًا" قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكَلْتُ طَعَامًا بِالنَّهَارِ، مَا أَكَلْتُهُ إِلَّا بِاللَّيْلِ. قَالَ: "مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ؟ " قُلْتُ: يا رسول الله، إِنِّي أَقْوَى. قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا بَعْدَهُ" قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى. قَالَ: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَومين بَعْدَهُ. قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى. قَالَ: "صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بَعْدَهُ، وَصُمْ أَشْهُرَ الْحُرُمِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2565)، وأبو داود (4916)، والترمذي (2142) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وهو في "مسند أحمد" (7639)، و"صحيح ابن حبان" (5661) و (5663). (¬1) إسناد ضعيف لجهالة أبي مجيبة الباهلي، وقيل: إنها امرأة، واسمُها مجيبة الباهلية. وأخرجه أبو داود (2428)، والنسائي في "الكبرى" (2756) من طريق سعيد ابن إياس الجُريري، بهذا الإسناد. وفيه عندهما أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال للرجل: "صم من الحرُم واترك" وعند النسائي: "وأفطِر". وهو في "مسند أحمد" (20323). وقوله: "صم شهر الصبر وثلاثة أيام بعده، له شاهد من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح عند النسائي 4/ 218 - 219 بلفظ: "شهرُ الصبر وثلاثةُ أيام من كل شهرٍ صومُ الدهر"، وهو في "مسند أحمد" (7577) وانظر تتمة شواهده هناك.

1742 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: "شَهْرُ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ" (¬1). 1743 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ، حَدّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ صِيَامِ رَجَبٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الحسين بن علي: هو الجُعفي، وزائدة: هو ابن قُدامة. وأخرجه مسلم (1163) من طريقين عن عبد الملك بن عُمير، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1163)، وأبو داود (2429)، والترمذي (440) و (750)، والنسائي 3/ 206 - 207 من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، عن أبي بشر جعفر ابن إياس، عن حُميد، به. وهو في "مسند أحمد" (8026)، و"صحيح ابن حبان" (3636). وأخرجه النسائي 3/ 207 من طريق شعبة، عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن مرسلًا. (¬2) إسناده ضعيف لضعف داود بن عطاء: وهو المُزني مولاهم. سليمان: هو ابن علي بن عبد الله بن عباس. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10681)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3814)، والمزني في "تهذيب الكمال" في ترجمة زيد بن عبد الحميد 10/ 85 من طريق إبراهيم بن المنذر، بهذا الإسناد. وأخرج مسلم (1157) (179) من طريق عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب، ونحن يومئذ في رجب، فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: كان رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم. وهو في "المسند" (2046). =

44 - باب في الصوم زكاة الجسد

1744 - وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ يَصُومُ أَشْهُرَ الْحُرُمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صُمْ شَوَّالًا" فَتَرَكَ أَشْهُرَ الْحُرُمِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَصُومُ شَوَّالًا (¬1) حَتَّى مَاتَ (¬2). 44 - بَابٌ فِي الصَّوْمِ زَكَاةُ الْجَسَدِ 1745 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ جَمِيعًا عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ جُمْهَانَ ¬

_ = قال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" ص 123: وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولا عن أصحابه، ولكن روي عن أبي قلابة قال: في الجنة قصر لصوام رجب. قال البيهقي ["شعب الإيمان" (3802)]: أبو قلابة من كبار التابعين، فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ. (¬1) في (ذ) و (م) في الموضعين: "شوالَ" ممنوعًا من الصرف، والمثبت من (س) والمطبوع، وكلاهما له وجه في العربية. (¬2) هذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل، فإن محمَّد بن إبراهيم -وهو التيمي- لم يسمع من أسامة بن زيد -وهو ابن حارثة- ولهذا قال الحافظ ابن رجب في "لطائف المعارف" ص 233: إسناده نقطع. وقد تابع التيميَّ في هذا الحديث ابن محمَّد بن أسامة عن جده أسامة عند أبي يعلى في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 114، وهي منابعة ضعيفة لجهالة ابن محمَّد بن أسامة، والراوي عنه محمَّد بن إسحاق بن يسار المطلبي مدلس وقد عنعنه. ولا يُفهم من قول الحافظ ابن رجب في "اللطائف" عن هذا الطريق: إسناد متصل، بأنه تصحيح له، فقد يتصل الإسناد وفي رجاله كلام كما هو هنا. وقد صحيح الحافظ ضياء الدين المقدسي في "مختارته" (1359) الحديث من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، بهذا الإسناد.

45 - باب: في ثواب من فطر صائما

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ". زَادَ مُحْرِزٌ فِي حَدِيثِهِ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصِّيَامُ نِصْفُ الصَّبْرِ" (¬1). 45 - بَابٌ: فِي ثَوَابِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا 1746 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. وَخَالِي يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ كُلُّهُمْ عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة: وهو الرَّبَذي. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 3/ 7، وأبو أحمد بن عدي في "الكاصل في الضعفاء" 6/ 2336، والقضاعي في "مسند الشهاب" (229)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3577) من طرق عن موسى بن عُبيدة الربذي، به. وأخرج عبد بن حميد (1449) عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن جُمهان، عن أبي هريرة. فقال: عن الأوزاعي، بدل قوله: موسى بن عُبيدة، ويحيى الحِماني ضعيف الحديث فلا يُعبأ بمخالفته. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3578) من طريق بقية بن الوليد، عن عمرو بن عيسى الأسدي، عن موسى بن عبيدة، عن زيد بن أسلم، عن جمهان، عن أبي هريرة. فزاد في الإسناد زيد بن أسلم، وفي الإسناد أيضًا بقية بن الوليد وهو ضعيف كذلك. وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب عند أبي الحسين الشجري في "أماليه" 1/ 282، وفيه مجاهيل. ومن حديث سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5973)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 8/ 153، وفيه حماد بن الوليد الأزدي الكوفي، قال عنه أبو حاتم: شيخ، وقال ابن حبان: يسرق الحديث، ويلزق بالثقات ما ليس من حديثهم، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب وأفرادات عن الثقات، وعامة ما يرويه لا يُتابع عليه.

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شيء" (¬1). 1747 - وحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى اللَّخْمِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ؛ فَقَالَ: "أَفْطَرَ عِنْدَكُمْ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمْ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمْ الْمَلَائِكَةُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح من طريق علي بن محمَّد -وهو الطنافسي- عن خاله يعلى -وهو ابن عبيد الطنافسي-. والطريقان الآخران ضعيفان، أما الأول فمن أجل ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن- فإنه سيئ الحفظ، وأما الثاني فمن أجل حجاج -وهو ابن أرطأة- فإنه مدلس وقد عنعن. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه الترمذي (818)، والنسائي في "الكبرى" (3317) من طريق عبد الملك ابن أبي سليمان، والنسائي (3316) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، كلاهما عن عطاء بن أبي رباح، عن زيد بن خالد. قال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (17033)، و"صحيح ابن حبان" (3429) و (4633). وله شواهد إنظرها في "المسند". (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مصعب بن ثابت: وهو ابن عبد الله بن الزبير. وأخرجه البزار في "مسنده" (2217)، وابن حبان (5296)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 134 من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة، به. =

46 - باب في الصائم إذا أكل عنده

46 - بَابٌ فِي الصَّائِمِ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ 1748 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَهْلٌ، قَالُوا: حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِي، عَنْ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: لَيْلَى عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ، قَالَتْ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا، فَكَانَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ صَائِمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصَّائِمُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ الطَّعَامُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ" (¬1). 1749 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، حَدّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِبِلَالٍ: "الْغَدَاءُ يَا بِلَالُ" فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا، وَفَضْلُ رِزْقِ بِلَالٍ فِي الْجَنَّةِ، أَشَعَرْتَ يَا بِلَالُ أَنَّ الصَّائِمَ تُسَبِّحُ عِظَامُهُ وَتَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ مَا أُكِلَ عِنْدَهُ؟ " (¬2). ¬

_ = وله شاهد عن أنس بن مالك عند أبي داود (3854) وهو في "مسند أحمد" (12406)، وإسناده صحيح، والقصة فيه لسعد بن عبادة لا لسعد بن معاذ. (¬1) إسناده ضعيف لجهالة ليلى: وهي مولاة أم عمارة الأنصارية. وأخرجه الترمذي (794) و (795) و (796)، والنسائي في "الكبرى" (3254) من طريق حبيب بن زيد، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح! وهو في "مسند أحمد" (27061)، و "صحيح ابن حبان" (3430). (¬2) موضوع، آفته محمَّد بن عبد الرحمن هذا -وهو القُشيري- كذاب، وبقية -وهو ابن الوليد- ضعيف.

47 - باب من دعي إلى طعام وهو صائم

47 - بَابُ مَنْ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ 1750 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ" (¬1). 1751 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِي، حَدّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخبَرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ شَاءَ طَعِمَ وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن ابن هرمز. وأخرجه مسلم (1150)، وأبو داود (2461)، والترمذي (791)، والنسائي في "الكبرى" (3256) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7304). وأخرج مسلم (1431)، وأبو داود (2460)، والترمذي (790)، والنسائي في "الكبرى" (3257) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائما فليصل، وإن كان مفطرًا فليَطعَم". وهو في "مسند أحمد" (7749)، و "صحيح ابن حبان" (5306). قوله: "فليصل" يعني: يدعو، كما جاء تفسيره بإثر رواية الترمذي. (¬2) إسناده صحيح، وقد صرح ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وأبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس- بسماعهما عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3030) فانتفت شبهة تدليسهما. وأخرجه مسلم (1430)، وأبو داود (3740)، والنسائي في "الكبرى" (6575) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (1430) من طريق ابن جريج، كلاهما عن أبي =

48 - باب في الصائم لا ترد دعوته

48 - بَابٌ فِي الصَّائِمِ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ 1752 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعْدَانَ الْجُهَنِي، عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِي -وَكَانَ ثِقَةً-، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، -وَكَانَ ثِقَةً- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ: بِعِزَّتِي (¬1) لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ" (¬2). 1753 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ". ¬

_ = الزبير، به. وليس عند أحد منهم قوله: "وهو صائم" وقد تابع أبا عاصم على هذا الحرف إسحاقُ بن يوسف الأزرق عن سفيان الثوري عند أبي عوانة (4188). وهو في "مسند أحمد" (15219)، و"صحيح ابن حبان" (5303). (¬1) في (س): وعزَّتي. (¬2) حديث حسن إن شاء الله، سعدان الجُهني -وهو ابن بشر القُبِّي- قال ابن حجر: صدوق، وأبو مُدِلَّة سماه ابن حبان عبيد الله بن عبد الله وقال بإثر حديثه: مدني ثقة، وقد وثقه أيضًا ابن ماجه في سنده هذا. وأخرجه الترمذي (3915) من طريق سعدان القبي، به. وقال هذا حديث حسن، وكذلك قال الحافظ ابن حجر في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان 4/ 338 وله طريق آخر يتقوى به عند الطبراني في "الدعاء" (1316)، والبزار (3140)، والبيهقي في "الشعب" (7358). وهو في "مسند أحمد" (9743)، و"صحيح ابن حبان" (3428).

49 - باب: في الأكل يوم الفطر قبل أن يخرج

قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، أَنْ تَغْفِرَ لِي (¬1). 49 - بَابٌ: فِي الْأَكْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ 1754 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ تَمَرَاتٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، هشام بن عمار متابع، وإسحاق بن عبيد الله -وهو ابن أبي مليكة القرشي التيمي المدني، ويقال: المكي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 48، فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (919)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3904) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو بكر بن السني في "عمل اليوم والليلة" (481)، والحاكم 1/ 422، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3905)، وفي "فضائل الأوقات" (142) من طريق الحكم بن موسى، وفي "الشعب" أيضًا (3906) من طريق عيسى بن مساور اللؤلؤي، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به. وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2262)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (3907) عن أبي محمَّد المُليكي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" فكان عبد الله ابن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا. وأبو محمَّد المليكي لم نظفر له بترجمة. (¬2) حديث صحيح، جُبارة بن المُغَلِّس -وإن كان ضعيفًا- تابعه سعيد بن سليمان الضبِّي الواسطي عند البخاري وغيرُه، وهشيم -وهو ابن بشير الواسطي- قد صرح بالسماع عند البخاري. وأخرجه البخاري (953) من طريق سعيد بن سليمان، عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. =

1755 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِي، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يُغَدِيَ أَصْحَابَهُ مِنْ صَدَقَةِ الْفِطْرِ (¬1). 1756 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدّثَنَا ثَوَابُ بْنُ عُتْبَةَ الْمَهْرِي، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ لَا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَكَانَ لَا يَأْكُلُ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يَرْجِعَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (551) من طريق محمَّد بن إسحاق المطلبي، عن حفص بن عبيد الله بن أنس، عن أنس. وقال: حديث حسن صحيح غريب. وهو في "صحيح ابن حبان" (2813). وهو في "مسند أحمد" (12268) من طريق مُرَجّى بن رجاء، عن عبيد الله بن أبي بكر. (¬1) إسناده مُسلسل بالضعفاء، جُبَارة بن المُغَلَّس ومَنْدل بن علي وعمر بن صُهبان ثلاثتهم ضعفاء. وقد ثبت عن عبد الله بن عمر أنه كان لا يأكل يوم الفطر حتى يغدو، عند مُسدَّد ابن مُسَرهد في "مسنده" كما في "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" للحافظ ابن حجر (756)، وابن أبي شيبة 2/ 162، وابن المنذر في "الأوسط" 4/ 254 من طرق عن عبيد الله بن عمر، والفريابي في "أحكام العيدين" (21) من طريق الليث ابن سعد، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر. قلنا: ولو كان ابن عمر بلغه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذلك شيء لما وسعه مخالفته إلى غيره، كيف وهو الحريص على تتبُع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حذو القذة بالقذة، وهذه منقبة معروفة عنه رضي الله تعالى عنه. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ثَوَّاب بن عُتبة المَهري، فهو صدوق حسن الحديث وقد تابعه عقبة بن عبد الله الرفاعي الأصم، وهو ضعيف. =

50 - باب من مات وعليه صيام رمضان قد فرط فيه

50 - بَابُ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ رَمَضَانَ قَدْ فَرَّطَ فِيهِ 1757 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ (¬1)، فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (550) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن ثواب بن عتبة، به. وهو في "مسند أحمد" (22983)، و "صحيح ابن حبان" (2812). وأخرجه الدارمي (1600)، والطبراني في "الأوسط" (3089)، وابن عدي 5/ 1917، والبيهقي 3/ 283 من طرق عن عقبة بن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (2298). ولقوله: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم الفطر لا يخرج حتى يطعم، شاهد من حديث أنس ابن مالك السالف برقم (1754) وهو في "صحيح البخاري" (953). وأخرج الشافعي في "الأم" 1/ 232، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن الكبرى" 3/ 283، وفي "معرفة السُّنن والآثار" 5/ 61، وأخرجه الفريابي في "أحكام العيدين" ص 98 من طريق محمَّد بن عثمان بن خالد، كلاهما (الشافعي وابن عثمان) عن إبراهيم ابن سعد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: كان المسلمون يأكلون يوم الفطر قبل الصلاة، ولا يفعلون ذلك يوم النحر. وإسناده صحيح. وأخرج ابن أبي شيبة 2/ 161 عن الشعبي قال: إن من السنة أن بطعم يوم الفطر قبل أن يغدو، ويؤخر الطعام يوم النحر حتى يرجع. وأخرج البيهقي 3/ 283 من طريق نافع عن ابن عمر أنه كان يوم الأضحى يخرج إلى المصلى ولا يَطعم شيئًا. (¬1) في (س) وحدها: شهرِ رمضان. (¬2) إسناده ضعيف لضعف أشعث: وهو ابن سَوّار. ومحمد بن سيرين كذا جاء اسمه مقيدًا بابن سيرين عند ابن ماجه، وجاء في "جامع الترمذي" (727) قوله: =

51 - باب من مات وعليه صيام من نذر

51 - بَابُ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ مِنْ نَذْرٍ 1758 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَالْحَكَمِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُخْتِي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: "أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكِ دَيْنٌ، أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ " قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: "فَحَقُّ اللَّهِ أَحَقُّ" (¬1). ¬

_ = ومحمد هو عندي ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد وهَّمَ الحافظُ المزي من قيده بابن سيرين في "تحفة الأشراف" (8423). عبثر: هو ابن القاسم أبو زُبيد الزُبيدي. وأخرجه الترمذي (727) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث ابن عمر لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، والصحيح عن ابن عمر موقوف قوله. وكذلك قال الدارقطني فيما نقله عنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/ 209، وكذلك قال البيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 254. (¬1) حديث صحيح، ونقل الترمذي في "علله الكبير" 1/ 340 - 341، وفي "جامعه" عقب الحديث (726) عن البخاري أنه استحسن حديث أبي خالد الأحمر، وقال: جوَّد أبو خالد الأحمر هذا الحديث، وقال أيضًا: وروى بعضُ أصحاب الأعمش مثل ما روى أبو خالد الأحمر، وقال الترمذي بإثر ذلك في "جامعه": وروى أبو معاوية وغيرُ واحد هذا الحديث عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يذكروا فيه سلمة بن كُهَيل، ولا عن عطاء، ولا عن مجاهد. وأخرجه البخاري تعليقًا (1953) ومسلم (1148) والترمذي (725) و (726) والنسائي في "الكبرى" (2926) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، بهذا الإسناد. ولم يذكر الترمذي في روايته الحكم بن عتيبة. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2927) من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وعن سلمة بن كهيل، عن مجاهد، عن ابن عباس. وعن الحكم بن عتيبة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن امرأة أتته فقالت: إن أمي ماتت ... وأخرجه البخاري (1953)، ومسلم (1148)، والنسائي في "الكبرى" (2925) من طريق زائدة بن قدامة، ومسلم (1148) من طريق عيسى بن يونس، والبخاري تعليقًا (1953)، وأبو داود (3310) من طريق أبي معاوية محمَّد بن خازم الضرير، والنسائي في "الكبرى" (2924) من طريق عبثر بن القاسم، و (2928) من طريق موسى بن أعين، وفي "المجتبى" 7/ 20 من طريق شعبة بن الحجاج، ستتهم عن الأعمش سليمان بن مهران، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جببر، عن ابن عباس، وزاد زائدة في روايته: قال سليمان: فقال الحكم وسلمة: ونحن جميعًا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث، قالا: سمعا مجاهداَ يذكر هذا عن ابن عباس، وزاد موسى بن أعين قوله: قال سليمان: وحدثنيه سلمة بن كهيل والحكم بمثل ذلك عن ابن عباس. وعند زائدة وعبثر وموسى بن أعين أن السائل هو رجل عن أمه، وعند عيسى ابن يونس وأبي معاوية أن السائل هو امرأة عن أمها، وعندهم جميعًا أن على التي ماتت صومَ شهر، وفي رواية شعبة ذكر أنه نذرٌ، وتابعه أبو بشر عن سعيد بن جبير عند أبي داود (3308). وهو في "مسند أحمد" (1861) و (2336) و (3138)، و"صحيح ابن حيان" (3530). وأخرجه البخاري تعليقًا (1953)، ومسلم (1148)، والنسائي في "الكبرى" (2929) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن امرأة جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي ماتت ... وفيه أن عليها صوم نذر غير محدد. وأخرجه أبو داود (3307) من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: إن أمي ماتت وعليها نذر لم تقضه، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقضه عنها". =

52 - باب: فيمن أسلم في شهر رمضان

1759 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ" (¬1). 52 - بَابٌ: فِيمَنْ أَسْلَمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ 1760 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَفْدُنَا الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِسْلَامِ ثَقِيفٍ، قَالَ: وَقَدِمُوا عَلَيْهِ فِي رَمَضَانَ، فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ قُبَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا صَامُوا مَا بَقِيَ عَلَيْهِمْ مِنْ الشَّهْرِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3308) من طريق هثيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن امرأة ركبت البحر، فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرًا، فنجاها الله، فلم تصم حتى ماتت، فجاءت ابنتُها أو أختها إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأمرها أن تصوم عنها. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (1149)، وأبو داود (2877) و (3309)، والترمذي (673) من طريق عبد الله بن عطاء المكي، به. وعندهم زيادة ذكر قضاء الحج عن التي ماتت ولم تحج وزيادة أخرى، والصوم محدد عند بعضهم بشهر وعند بعضهم بشهرين. وهو في "مسند أحمد" (22956). وأخرجه مسلم (1149) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله بن عطاء، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وسُليمان بن بريدة ثقة كأخيه. (¬2) إسناده حسن إن شاء الله، محمَّد بن إسحاق -وهو ابن يسار المطلبي- قد صرح بسماعه من عيسى بن عبد الله كما في "السيرة النبوية" لابن هشام 4/ 185، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وكما في رواية إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق التي أشار إليها الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 5/ 275 في ترجمة عطية بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة. وعطية بن سفيان هذا قال عنه الحافظ في "الإصابة" 5/ 275: تابعي معروف. قلنا: وهو ابنُ الصحابي المعروف سفيان بن عبد الله الثقفي الذي كان عامل عمر على الطائف بعد عثمان بن أبي العاص. وقد حسن له الحافظ أو صحيح في "الفتح" 13/ 54 حين قال عندما أراد أن يسوق أخبار أيام الجمل: وأقتصِر على ما أورده عمر بن شبة في "أخبار البصرة" بسند صحيح أو حسن وأُبين ما عداه، ثم أورد له خبرًا عن أبيه وسكت. وقد وَهَّمَ الحافِظُ مَنْ عدَّه صحابيًا كابن حبان والطبراني وغيرهما. والخبر في "السيرة النبوية" لابن هشام 4/ 185 بأطول مما هنا. وكذلك رواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق كما أشار الحافظ في "الإصابة". قلنا: فاتفق أحمد بن خالد الوهبي -في رواية محمَّد بن يحيى الذهلي عنه- مع إبراهيم بن سعد الزهري مع زياد بن عبد الله البكائي صاحب ابن إسحاق الذي أخذ ابن هشام "السيرة" عنه عن ابن إسحاق. وخالفهم يونس بن بكرِ فرواه عن ابن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله، عن عطية بن سفيان قال: قدم وقد ثقيف ... مُرسلًا. كذلك أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 43. وكذلك رواه أبو زرعة الدمشقي، عن أحمد بن خالد الوهبي مرسلًا عند الطبراني 17/ (448)، ومن طريقه المزي في ترجمة عطية بن سفيان من "تهذيب الكمال" 20/ 150. وقد ذكر الحافظُ في "الإصابة" أن رواية إبراهيم بن سعد هي أصح الروايات. قلنا: وكذلك رواية البكائي والوهبي، حيث رووه متصلًا. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"، وأبو القاسم البغوي في "الصحابة" كما في "الإصابة" 3/ 126، والطبراني في "الكبير" (6401)، والبيهقي 4/ 269 من طريق إبراهيم بن المختار، عن ابن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله، عن سفيان بن عطية بن ربيعة، قال: قدم وفدنا فقلب اسم الصحابي وأرسل الحديث. والصحيح عطية بن سفيان كما صوبه ابن أبي خيثمة وكما في رواية الآخرين. =

53 - باب في المرأة تصوم بغير إذن زوجها

53 - بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ تَصُومُ بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا 1761 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ يَوْمًا مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ، إِلَّا بِإِذْنِهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرج يونس بن بُكير في زيادات "المغازي" كما في "الإصابة" 4/ 552، ومن طريقه أبو القاسم البغوي كما في "الإصابة"، والطبراني في "الأوسط" (834)، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6400) من طريق حاتم بن إبراهيم، كلاهما (يُونس ابن بكير وحاتم) عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري -وقد تحرف عند الحافظ في "الإصابة" إلى إسماعيل بن إبراهيم- عن عبد الكريم البصري، عن علقمة بن سفيان الثقفي قال: كنت في الوفد الذين وفدوا على رسول الله ... إلا أن حاتمًا قال: عن علقمة بن سفيان بن عبد الله عن أبيه، فجعله من مسند سفيان بن عبد الله، وعلى أي حال فإبراهيم بن إسماعيل الأنصاري ضعيف، وخالفه الضحاك ابن عثمان- ولا بأس به- فرواه عند البزار (981 - كشف الأستار) عن عبد الكريم، عن علقمة بن سهيل الثقفي قال: كنت في الوفد الذين قدموا على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فبان أن رواية علقمة بن سهيل غير رواية عطية بن سفيان، فالأول هو الذي قدم مع الوفد والثاني تابعي ولهذا قال الحافظ في "الإصابة" 4/ 552: قول الضحاك بن عثمان: علقمة بن سُهيل أَولى من قول إسماعيل -كذا قال: والصواب: إبراهيم-: علقمة بن سفيان، فإن علقمة في رواية ابن إسحاق مُحرَّفٌ من عطية بخلاف رواية عبد الكريم. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرمز. وأخرجه الترمذي (792) عن قتيبة بن سعيد ونصر بن علي، كلاهما عن سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. =

54 - باب فيمن نزل بقوم فلا يصوم إلا بإذنهم

1762 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النِّسَاءَ أَنْ يَصُمْنَ إِلَّا بِإِذْنِ أَزْوَاجِهِنَّ (¬1). 54 - بَابٌ فِيمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَلَا يَصُومُ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ 1763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِي، حَدّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ (¬2)، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه البخاري (5195)، والنسائي في "الكبرى" (2933) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وأخرجه مسلم (1026)، وأبو داود (2458) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2932) من طريق يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7343)، و"صحيح ابن حبان" (3572). (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، وأبو عوانة: هو الوضاح ابن عبد الله اليشكري، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو صالح: هو ذكوان الزيات. وأخرجه أبو داود (2459) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. ضمن حديث مطوَّل لامرأة صفوان بن المعَطَّل السُّلَمي، ولفظ حديثنا عنده أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها". وهو في "مسند أحمد" (11759)، و"صحيح ابن حبان" (1488). (¬2) في (س): خالد بن يزيد. وفي ترجمته: خالد بن أبي يزيد، ويقال: خالد ابن يزيد.

55 - باب فيمن قال: الطاعم الشاكر كالصائم الصابر

عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا نَزَلَ الرَّجُلُ بِقَوْمٍ، فَلَا يَصُومُ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ" (¬1). 55 - بَابٌ فِيمَنْ قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ كَالصَّائِمِ الصَّابِرِ 1764 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وعَبْدِ اللَّهِ (¬2) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُمَوِي، عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيِّ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر المدني، وقد تابعه أيوب بن واقد الكوفي وهو متروك الحديث. أخرجه من طريقه الترمذي (799) وقال بإثره: هذا حديث منكر، لا نعرف أحدًا من الثقات روى هذا الحديثَ عن هشام بن عروة. وجاء عنده تقييد النهي عن صوم التطوع إلا بإذنهم. وقد سأل الترمذيُّ البخاريَّ عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث منكر، كما في "العلل الكبير" 1/ 370. (¬2) في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: "عن عبد الله" بإسقاط الواو، والمثبت من (س) و (م) وهو الصواب، فإن الراوي عن محمدِ بن معن وعبدِ الله بن عبد الله هو يعقوب بن حميد شيخ المصنف. (¬3) حديث حسن، يعقوب بن حميد بن كاسب ضعيف يُعتبر به، وقد توبع، ومعن بن محمَّد حسن الحديث. محمَّد بن معن: هو ابن محمَّد الغفاري. وأخرجه الترمذي (2655) عن إسحاق بن موسى الأنصاري، عن محمَّد بن معن، عن أبيه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. والحديث عند ابن خزيمة (1898) والحاكم 4/ 136، وفيه عندهما: وقال سعيد المقبري: كنت أنا وحنظلة ابن علي بالبقيع مع أبي هريرة فحدثنا أبو هريرة ... =

1765 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَنَّةَ الْأَسْلَمِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (7806) من طريق معمر، عن رجل من بني غفار، أنه سمع سعيدًا المقبري يحدث ... وهذا الرجل الغفاري هو معن بن محمَّد كما هو مبين في رواية الترمذي وغيره. وأخرجه ابن خزيمة (1899) من طريق معن بن محمَّد، عن حنظلة بن علي، عن أبي هريرة. وقال: الإسنادان صحيحان عن سعيد المقبري وعن حنظلة بن علي جميعًا عن أبي هريرة، ألا تسمع المقبري يقول: كنتُ أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 142 من طريق إسحاق بن العنبري، عن يعلى بن عبيد الطنافسي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال بإثره: غريب من حديث الثوري، تفرد به إسحاق عن يعلى. ويشهد له ما بعده. قال السندي: قوله: "الطاعم الشاكر" أي: الذي يعرف قوة ذلك الطعام في طاعته تعالى "بمنزلة الصائم" في أن كلأَ منهما في الطاعة المقصودة من خلق الإنسان، فإن المقصود من خلق الإنسان الطاعة لا خصوص الصوم، وظاهر الحديث الآتي المساواة في الأجر، لكن الظاهر أن يراد في أنهما متساويان في أن كلا منهما مأجور. (¬1) حسن بما قبله، حكيم بن أبي حُزة روى عنه جمع، وأخرج له البخاري متابعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فمثله حسن الحديث إن شاء الله. لكن اختُلف في إسناد هذا الحديث على محمَّد بن عبد الله بن أبي حُرة كما سيأتي. =

56 - باب في ليلة القدر

56 - بَابٌ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ 1766 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = فأخرجه أحمد (19014)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 142 - 143، والطبراني في "الكبير" (6492)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (264)، وابن ماكلولا في "تهذيب مستمر الأوهام" ص 295، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سنان بن سنة 12/ 153، وفي ترجمة محمَّد بن عبد الله بن أبي حرة 25/ 464 من طرق عن عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2024) عن نعيم بن حماد، عن الدراوردي، به. إلا أنه قال: عن سنان بن سنة، عن أبيه. ونُعيم ضعيف. وأخرجه أحمد (7889)، والبخاري في "التاريخ" 1/ 143، والحاكم 4/ 136، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 4/ 306، وفي "الشعب" (4461)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/ 493 من طريق سليمان بن بلال، عن محمَّد بن عبد الله ابن أبي حُرة، عن عمه حكيم بن أبي حُرة، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة. وقال أبو زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 13: حديث الدراوردي أشبه. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2908) و (2909) من طريق إسماعيل بن عياض، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 143 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن موسى بن عقبة، عن حكيم بن أبي حرة، عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأورده المزي في "تحفة الأشراف" (4642)، وابن حجر في "تغيق التعليق" 4/ 493 من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن عبد العزيز الدراوردي، عن موسى ابن عقبة، عن محمَّد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم بن أبي حُرة، عن رجل من أسلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - -ولم يسمِّه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ويشهد له ما قبله.

57 - باب في فضل العشر الأواخر من شهر رمضان

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: اعْتَكَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَشْرَ الْأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، فَقَالَ: "إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِي الْوَتْرِ" (¬1). 57 - بَابٌ فِي فَضْلِ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ 1767 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِي، عَنْ الْأَسْوَدِ عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. إسماعيل ابن عُلية: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقسم الأسدي، وعُلية أمه، وهشام الدستُوائي: هو ابن أبي عبد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري، وأبو سعيد الخدري: اسمه سعد بن مالك. وأخرجه بنحوه مطولًا البخاريُّ (813) و (2016) و (2018) و (2027) و (2036) و (2040)، ومسلم (1167)، وأبو داود (1382)، والنسائي في "الكبرى" (3374)، وفي "المجتبى" 3/ 79 - 80 من طرق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. وأخرجه مسلم (1167)، وأبو داود (1383)، والنسائي في "الكبرى" (3391) من طريق أبي نضرة العندي، عن أبي سعيد، ولفظه: "التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة". وهو في "مسند أحمد" (11034) و (11186)، و"صحيح ابن حبان" (3684) و (3685). (¬2) إسناده صحيح. إبراهيم النخَعي: هو ابن يزيد، والأسود: هو ابن يزيد التخَعي خال إبراهيم النخعي. وأخرجه مسلم (1175)، والترمذي (807)، والنسائي في "الكبرى" (3376) من طريق عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24528).

58 - باب ما جاء في الاعتكاف

1768 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ عُبَيْدِ ابْنِ نِسْطَاسٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَشَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ (¬1). 58 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاعْتِكَافِ 1769 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْتَكِفُ كُلَّ عَامٍ عَشْرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا، وَكَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الله بن محمَّد الزهري: هو ابن عبد الرحمن بن المِسوَر، وسفيان: هو ابن عيينة الهلالي، وابن عبيد بن نِسطاس: هو عبد الرحمن أبو يَعفور، وأبو الضُحى: هو مسلم بن صُبيح الهَمْداني الكوفي، ومَسْروق: هو ابن الأجدع الهَمداني الكوفي. وأخرجه البخاري (2024)، ومسلم (1174)، وأبو داود (1376)، والنسائي 3/ 217 - 218 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24131)، و"صحيح ابن حبان" (321) و (3436). (¬2) إسناده صحيح. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم الأسَدي الكوفي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (2044) و (4998)، وأبو داود (2466)، والنسائي في "الكبرى" (3329) و (7938) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري في الموضع الأول ولا أبو داود ولا النسائي في الموضع الأول كذلك عرضَ القرآن. وهو في "مسند أحمد" (8435).

59 - باب ما جاء فيمن يبتدئ الاعتكاف وقضاء الاعتكاف

1770 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، فَسَافَرَ عَامًا، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا (¬1). 59 - بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَبْتَدِئُ الِاعْتِكَافَ وَقَضَاءِ الِاعْتِكَافِ 1771 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَكَانَ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْتَكِفَ فِيهِ، فَأَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، فَأَمَرَ فَضُرِبَ لَهُ خِبَاءٌ، فَأَمَرَتْ عَائِشَةُ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ لَهَا، وَأَمَرَتْ حَفْصَةُ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ لَهَا، فَلَمَّا رَأَتْ زَيْنَبُ خِبَاءَهُمَا، أَمَرَتْ بِخِبَاءٍ فَضُرِبَ لَهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "آلْبِرَّ تُرِدْنَ؟ " فَلَمْ يَعْتَكِفْ فِي رَمَضَانَ، وَاعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البُناني البصري، وأبو رافع: هو نُفَيع الصائغ المدني. وأخرجه أبو داود (2463)، والنسائي في "الكبرى" (3330) و (3375) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21277)، و"صحيح ابن حبان" (3663). (¬2) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية. =

60 - باب في اعتكاف يوم أو ليلة

60 - بَابٌ فِي اعْتِكَافِ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ 1772 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرُ لَيْلَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْتَكِفُهَا، فَسَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَكِفَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2033) و (2034) و (2041) و (2045)، ومسلم (1173)، وأبو داود (2464)، والترمذي (801)، والنسائي في "الكبرى" (790) و (3331) و (3334) من طرق عن يحيى بن سعيد، به، واقتصر الترمذي على قوله: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل مُعتكَفَه. وليس عند البخاري في الموضع الثاني والثالث ولا عند النسائي في الموضع الثاني ذكرُ وقت دخوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المعتكَف. وهو في "مسند أحمد (24544)، و "صحيح ابن حبان" (3666) و (3667). وقوله: فلم يعتكف في رمضان، واعتكف عشرًا من شوال، معناه أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انصرف من الاعتكاف ذلك الشهر بعينه، كما يوضحه رواية حماد بن زيد عن يحيى ابن سعيد عند البخاري (2033) حيث قال فيها: فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرًا من شوال. وبذلك تتفق رواية عمرة هذه مع رواية عروة بن الزبير عن عائشة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده. أخرجها البخاري (2026)، ومسلم (1172) (5). (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختِياني، ونافع: هو أبو عبد الله المدني مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (2032) و (2042)، ومسلم (1656)، وأبو داود (3325)، والترمذي (1620)، والنسائي 7/ 21 و21 - 22 و 22 من طرق عن نافع مولى ابن عمر، به. وهو في "مسند أحمد" (255) و (4577)، و"صحيح ابن حبان" (4379) و (4380) و (4381). =

61 - باب في المعتكف يلزم مكانا من المسجد

61 - بَابٌ فِي الْمُعْتَكِفِ يَلْزَمُ مَكَانًا مِنْ الْمَسْجِدِ 1773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا يُونُسُ، أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ. قَالَ نَافِعٌ: وَقَدْ أَرَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْمَكَانَ الَّذِي يَعْتَكِفُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 1774 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = بعضهم يقول: عن ابن عمر عن عمر، كما هو عند المصنف هنا، وبعضهم يقول: عن ابن عمر أن عمر، وكلاهما صواب، فإن ابن عمر كان حاضرًا سؤالَ أبيه للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند مُنصَرَفِهم من غزوة حُنين كما في رواية البخاري (4320) عن محمَّد ابن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر بن راشد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، وعند بعضهم أن عمر جعل عليه يومًا يعتكفه بدل: ليلة. وأخرجه أبو داود (2474) من طريق عبد الله بن بُديل بن ورقاء الخزاعي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر وزاد: "اعتكِفْ وصُم" بذكر الصيام مع الاعتكاف. وقد تفرد بها عبد الله بن بُديل، وهو ضعيف الحديث. وسيتكرر الحديث برقم (2129). (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (2025)، ومسلم (1171) (2)، وأبو داود (2465) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري مكان اعتكاف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه مسلم (1171) (1) من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به. دون ذكر مكان الاعتكاف أيضًا.

62 - باب الاعتكاف في خيمة في المسجد

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ كَانَ إِذَا اعْتَكَفَ طُرِحَ لَهُ فِرَاشُهُ، أَوْ يُوضَعُ لَهُ سَرِيرُهُ وَرَاءَ أُسْطُوَانَةِ التَّوْبَةِ (¬1). 62 - بَابُ الِاعْتِكَافِ فِي خَيْمَةِ في الْمَسْجِدِ 1775 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِي، حَدّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ؛ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعْتَكَفَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ عَلَى سُدَّتِهَا قِطْعَةُ حَصِيرٍ، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف نُعيم بن حماد، لكنه متابع، وعيسى بن عمر بن موسى صدوق حسن الحديث. وأخرجه ابن خزيمة (2236) عن محمَّد بن يحيى الذُّهْلي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13424)، وفي "الأوسط" (8071) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن عيسى بن عمر بن موسى، به. وهذا إسناد حسن. وقوله: وراء أسطوانة التوبة، وهي التي ربط نفسه إليها الصحابي الجليل أبو لبابة رفاعة بن عبد المنذر بسلسلة، فكانت تحلّه ابنته لحاجة الإنسان وللصلاة، وكان سبب ذلك أن بني قريظة لما حَصَرَهُم رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكانوا حلفاء الأوس، فاستشاروه في أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأشار إليهم أنه الذبح، قال: فما برحت قدماي حتى عرفت أني خنتُ الله ورسوله، فجاء وربط نفسه بسارية، فقال: والله لا أَحُل نفسي ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى يتوب الله على، فمكث سبعة أيام لا يذوق شيئًا حتى خر مغشيا عليه، ثم تاب الله عز وجل عليه، فقيل له: قد تاب الله عليك، فقال: واللهِ لا أَحُل نفسي حتى يكون رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحلني، فجاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فحله بيده. رواه ابن إسحاق كما في "أسد الغابة" 6/ 266، وانظر "جامع البيان" (17145) و (17146). (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التَّيمي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عَوف. =

63 - باب في المعتكف يعود المريض ويشهد الجنائز

63 - بَابٌ فِي الْمُعْتَكِفِ يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ 1776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لَأَدْخُلُ الْبَيْتَ لِلْحَاجَةِ وَالْمَرِيضُ فِيهِ، فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إِلَّا وَأَنَا مَارَّةٌ، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةٍ، إِذَا كَانُوا مُعْتَكِفِينَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه ضمن حديث مطولِ مسلم (1167) (215)، والنسائي في "الكبرى" (3334) عن محمَّد بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3684). وأخرج أحمد (11896)، والنسائي (8038) من طريق إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة له، فكشف الستور وقال: "ألا إن كلكم مناجٍ ربَّه ... " الحديث. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (297) (7) عن محمَّد بن رمح، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2029)، ومسلم (297) (7)، وأبو داود (2468)، والترمذي (815) و (816)، والنسائي في "الكبرى" (3361) من طريق ابن شهاب الزهري، به. بلفظ: إن كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليُدخل على رأسه وهو في المسجد فأرجِّله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا. وهو في "مسند أحمد" (24521) عن هاشم ويونس، عن الليث كلفظ المصنف، وعند ابن حبان في "صحيحه" (3672) من طريق مالك، عن ابن شهاب كاللفظ الثاني. وانظر ما سيأتي برقم (1778). وفي باب أن المعتكف لا يعود مريضًا، ما أخرجه الدارقطني (2363) و (2364)، والبيهقي 4/ 320 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير، عن عائشة قالت: وأن السُّنَّة في المعتكف أن لا يخرج إلا لحاجة الإنسان، ولا يتبع جنازة، ولا يعود مريضًا ... قال الدارقطني: يُقال: إن قوله: وأن السنة للمعتكف =

64 - باب ما جاء في المعتكف يغسل رأسه ويرجله

1777 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو بَكْرٍ، حَدّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا الْهَيَّاجُ الْخُرَاسَانِي، حَدّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُعْتَكِفُ يَتْبَعُ الْجِنَازَةَ، وَيَعُودُ الْمَرِيضَ" (¬1). 64 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْمُعْتَكِفِ يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَيُرَجِّلُهُ 1778 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ وَهُوَ مُجَاوِرٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأُرَجِّلُهُ وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، وَأَنَا حَائِضٌ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ (¬2). 65 - بَابٌ فِي الْمُعْتَكِفِ يَزُورُهُ أَهْلُهُ فِي الْمَسْجِدِ 1779 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قال: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ¬

_ = إلى آخره، ليس من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنه من كلام الزهري، ومن أدرجه في الحديث فقد وهم. قلنا: ونحو هذا قال البيهقي. (¬1) إسناده تالف بمرة، عنبسة بن عبد الرحمن متروك الحديث وكذا الراوي عنه هياج الخراساني -وهو ابن بسطام التميمي- متروك أيضًا، وعبد الخالق مجهول، بل قال النسائي: ليس بثقة. وأخرجه ابن الجوزي في "التحقيق" (11091)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الخالق 16/ 467 من طريق يونس بن محمَّد، بهذا الإسناد. وقال ابن الجوزي: هذا الحديث ليس بشئ ويُخالفه ما روي عن عائشة في الحديث السالف قبله. (¬2) إسناده صحيح. وهو مكرر الحديث (633). وانظر ما سلف برقم (1776).

66 - باب المستحاضة تعتكف

عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزُورُهُ، وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً مِنْ الْعِشَاءِ، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ مَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ الَّذِي كَانَ عِنْدَ مَسْكَنِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مَرَّ بِهِمَا رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ نَفَذَا، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ" قَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا" (¬1). 66 - بَابٌ الْمُسْتَحَاضَةِ تَعْتَكِفُ 1780 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ، حَدّثَنَا عَفَّانُ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ، فَكَانَتْ تَرَى الْحُمْرَةَ وَالصُّفْرَةَ، فَرُبَّمَا وَضَعَتْ تَحْتَهَا الطَّسْتَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن عثمان بن عمر بن موسى وأبيه فهما صدوقان، وقد توبعا. وأخرجه البخاري (2035)، ومسلم (2175)، وأبو داود (2470) و (2471) و (4994)، والنسائي في "الكبرى" (3342) و (3343) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (26863)، و"صحيح ابن حبان" (3671) و (4496). (¬2) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفّار. =

67 - باب في ثواب الاعتكاف

67 - بَابٌ فِي ثَوَابِ الِاعْتِكَافِ 1781 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أُمَيَّةَ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْبُخَارِي، عَنْ عُبَيْدَةَ الْعَمِّي، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِي، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي الْمُعْتَكِفِ: "هُوَ يَعْكِفُ الذُّنُوبَ، وَيُجْرَى لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ كَعَامِلِ الْحَسَنَاتِ كُلِّهَا" (¬1). 68 - بَابٌ فِيمَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ 1782 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمَرَّارُ بْنُ حَمُّويَهَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، حَدّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ:"مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (309)، وأبو داود (2476)، والنسائي في "الكبرى" (3332) من طريق خالد الحذاء، به. وهو في "مسند أحمد" (24998). (¬1) إسناده ضعيف لضعف فَرقد -وهو ابن يعقوب السَّبَخي- وجهالة حال عَبيدة العمي -وهو ابن بلال-. عيسى بن موسى: هو المعروف بغُنجار صاحب كتاب "تاريخ بخارى". وأخرجه أبو يعلى الخيلي في "الإرشاد" (247)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3964) من طريق عيسى بن موسى، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد، وقد اختُلف فيه على ثور بن يزيد، قال الدارلَطني في "العلل" فيما نقله عنه ابن الملقن في "البدر المنير" 5/ 37: يرويه ثور بن يزيد واختُلف عنه، فرواه جرير بن عبد الحميد، عن ثور، عن مكحول، عن أبي أمامة، قاله ابن قدامة وغيره عن جرير، ورواه عمرو بن هارون، عن جرير، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تم الجزء الثاني من "سنن ابن ماجه" ويليه الجزء الثالث وأوله: أبواب الزكاة ¬

_ = عن ثور، عن مكحول، قال: وأسنده معاذ بن جبل، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والمحفوظ أنه موقوف عن مكحول. قلنا: ورواه بقية بن الوليد، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة كما عند المصنف هنا، ورواه إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي، عن ثور، عن خالد، عن أبي الدرداء من قوله كما سيأتي، وإبراهيم الأسلمي متروك الحديث، ورواه الحسن بن سفيان كما قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 80 من طريق بشر بن رافع، عن ثور، عن خالد، عن عُبادة، وبشر متهم بالوضع. وأخرجه الشافعيُّ في "الأم" 1/ 231، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن الكبرى" 3/ 319، وفي "شعب الإيمان" (3711)، وفي "فضائل الأوقات" (150) عن إبراهيم بن محمَّد الأسلمي، عن ثور، عن خالد، عن أبي الدرداء موقوفًا. وإبراهيم كما أسلفنا متروك الحديث. وحديث معاذ بن جبل الذي أشار إليه الدارقطني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ ورقة 477 في ترجمة علي بن عساكر المقدسي من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من أحيا الليالي الأربع ... " وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء. وفي الباب عن كُردوس بن عمرو عند ابن الأعرابي في "معجمه" (2252)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (924)، وعلي بن سعيد العسكري في "الصحابة" كما في "التلخيص الحبير" 2/ 80، والحسن بن سفيان وأبي نُعيم وابن منده وأبي مرسى المديني كلهم في "الصحابة" كما في "أسد الغابة" 4/ 465 - 466، وفي إسناده مروان بن سالم وهو متروك الحديث، وسلمة بن سليمان الجزري وعيسى بن إبراهيم القرشي وهما ضعيفان.

السُّنن تصنيف الإمَام الحافظ أبي عبد الله محمَّد بن يزيد بنِ مَاجَة القزويني 209 - 273 هـ حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه شعيب الأرنؤوط محمَّد كامل قره بللي أحمد برهُوم الجزء الثالث دار الرسالة العالمية

السُّنن (3)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ جميع الحقوق محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م دار الرسالة العالمية جميع الحقوق محفوظة يمنع طبع هذا الكتاب أو أي جزء منه بجميع طرق الطبع والتطوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها إلا بأذن خطى من شركة الرسالة العالمية م. م. al-Resalah AL-A'Lamiah m publishers الإدارة العامة Head Office دمشق - الحجاز شارع مسلم البارودى بناء خولى وصلاحى 2625 2212773 - 11 (963) 2234305 - 11 (963) الجمهورية العربية السورية Syrian Arab Republic [email protected] http://www.resalahonline.com فرع بيروت BEIRUT/ LEBANON TELEFAX:815112 - 319039 - 818615 P.O BOX:117460

أبواب الزكاة

أَبْوَابُ الزَّكَاةِ 1 - [بَابُ فَرْضِ الزَّكَاةِ] 1783 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّي، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِي، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: "إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قد افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قد افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1395)، ومسلم (19) (29) و (30) و (31)، وأبو داود (1584)، والترمذي (630) و (2133)، والنسائي 5/ 2 - 4 و55 من طريق يحيى ابن عبد الله بن صيفي، به. ورواية مسلم الأولى عن ابن عباس عن معاذ بن جبل. وهو في "مسند أحمد" (2071)، و"صحيح ابن حبان" (156).

2 - باب ما جاء في منع الزكاة

2 - بَابُ مَا جَاءَ فِي مَنْعِ الزَّكَاةِ 1784 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، سَمِعَا شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ يُخْبِرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ، إِلَّا مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، حَتَّى يُطَوِّقَ عُنُقَه" ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} الْآيَةَ [آل عمران: 180] (¬1). 1785 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمَعْرُورِ ابْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ وَلَا غَنَمٍ وَلَا بَقَرٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ، تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، كُلَّمَا نَفِدَتْ (¬2) أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيحِ من جهة جامع بن أبي راشد -وهو الكاهلي الصيرفي الكوفي، وشقيق بن سَلمة: هو أبو وائل، مشهور بكنيته. وأخرجه الترمذي (3259)، والنسائي 5/ 11 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. غير أن رواية النسائي عن جامع من أبي راشد وحده. وهو في "مسند أحمد" (3577). (¬2) في (س) وحدها: نفذت، بالذال المعجمة، وكلاهما صحيح. (¬3) إسناده صحيح، من فوق علي بن محمَّد ثقات من رجال الشيخين. الأعمش: هو سُليمان بن مهران الكاهلي. =

3 - باب ما أدي زكاته ليس بكنز

1786 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَأْتِي الْإِبِلُ الَّتِي لَمْ تُعْطِ الْحَقَّ [مِنْهَا]، تَطَأُ صَاحِبَهَا بِأَخْفَافِهَا، وَتَأْتِي الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ تَطَأُ صَاحِبَهَا بِأَظْلَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَيَأْتِي الْكَنْزُ شُجَاعًا أَقْرَعَ فَيَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ فَيَفِرُّ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلَكَ! فَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، أَنَا كَنْزُكَ. فَيَتَقِيهِ بِيَدِهِ فَيَلْقَمُهَا" (¬1). 3 - بَابُ مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ لَيْسَ بِكَنْزٍ 1787 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، حَدّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ ابْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: ¬

_ = وأخرجه البخاري (1460)، ومسلم (990)، والترمذي (621)، والنسائي 5/ 10 - 11 و 29 من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (21351)، و"صحيح ابن حبان" (3256). (¬1) حديث صحيح. العلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب مولى الحُرَقة. وأخرجه البخاري (1403)، ومسلم (987)، وأبو داود (1658) و (1659) من طريق أبي صالح السمان، وأخرجه البخاري (1402) و (4659)، والنسائي 5/ 23 - 24 من طريق الأعرج، وأبو داود (1660)، والنسائي 5/ 12 - 13 من طريق أبي عمر الغُدَاني، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وبعضهم يذكر الكىَّ بصفائح الذهب والفضة بدل الشجاع الأقرع يوم القيامة، وبعضهم يرويه مختصرًا. وهو في "مسند أحمد" (7563) و (7756) و (8185)، و"صحيح ابن حبان" (3254).

خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَلَحِقَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ لَهُ: قَوْلُ اللَّهِ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34] قَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا، فَوَيْلٌ لَهُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا (¬1) اللَّهُ طَهُورًا لِلْأَمْوَالِ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ: مَا أُبَالِي لَوْ كَانَ لِي أُحُدٌ ذَهَبًا، أَعْلَمُ عَدَدَهُ وَأُزَكِّيهِ، وَأَعْمَلُ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (¬2). 1788 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن عبد الملك، حدثنا موسى بن أعين، حدثنا عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السَّمح، عن ابن حُجَيرة، عن أبي هريرة، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ، فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوع: جعلها الله. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله، وان كان سيئ الحفظ- رواه عنه هنا عبدُ الله بن وهب، وهو أحد العبادلة الذين تقرر عند أهل العلم أن سماعهم منه صحيح، ومع هذا فقد توبع. وأخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم (1404) قال: قال أحمد بن شبيب بن سعيد: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، به. قال الحافظ في "تغليق التعليق" 3/ 5: هكذا وقع في أكثر الروايات، ووقع في روايتنا من طريق أبي ذر: حدثنا أحمد بن شبيب فذكره. وأورده الحافظ موصولًا بأطول مما هنا من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي في "جزئه" حدثنا أحمد بن شبيب ... ووصله أيضًا أبو داود في كتاب "الناسخ والمنسوخ" عن محمَّد بن يحيى الذهلي ... (¬3) حديث حسن كما قال الترمذي، وهذا إسناد ضعيف لضعف درَّاج أبي السَّمح. ابن حُجَيرة: هو عبد الرحمن. =

1789 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ الشَّعْبِي عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنْهَا سَمِعَتْهُ - تَعْنِي النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) - يَقُولُ: "لَيْسَ فِي الْمَالِ حَقٌّ سِوَى الزَّكَاةِ" (¬1). ¬

_ ٍ= وأخرجه الترمذي (623) وحسنه من طريق عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3216). وله شاهد من حديث أم سلمة عند أبي داود (1564) وغيره، ولفظه: "ما بلغ أن تؤدَّى زكاتُه، فزكي فليس بكنز". ويشهد له حديث ابن عمر السالف عند المصنف (1787) فهو حسن به. وآخر من حديث جابر عند ابن خزيمة (2258) و (2470) والحاكم 1/ 390 بلفظ "إذا أديت زكاة مالك، فقد أذهبت عنك شره" وصحح وقفه أبو زرعة كما في "علل ابن آبي حاتم". وثالث من حديث ابن عمر مرفوعًا عند البيهقي 4/ 82 - 83، وموقوفًا عند ابن أبي شيبة 3/ 190 والبيهقي 4/ 82، ولفظه: "ليس بكنز ما أُدّي زكاته" وصحح البيهقي الموقوف. وروى مالك في "الموطأ" 1/ 256 عن عبد الله بن دينار أنه قال: سمعت عبد الله بن عمر، وهو يُسال عن الكنز ما هو؟ فقال: هو المال الذي لا تؤدَّى منه الزكاة. ويشدُّ هذه الآثار حديثُ طلحة بن عبيد الله المتفق عليه، وفيه: وذكر له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الزكاة، قال: هل علي غيرها؟ قال: "لا إلا أن تَطَوع". (¬1) إسناده ضعيف جدًا، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وشيخه أبو حمزة -وهو ميمون الأعور- ضعيف. وقد اضطرب في متنه. الشعبي: هو عامر بن شَراحيل. فأخرجه الترمذي (665) و (666) من طريقين عن شريك بن عبد الله النخعي، بهذا الإسناد، بلفظ: "إن في المال لحقًا سوى الزكاة"- هكذا على الإثبات وقد =

4 - باب زكاة الورق والذهب

4 - بَابُ زَكَاةِ الْوَرِقِ وَالذَّهَبِ 1790 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي قَدْ عَفَوْتُ لكم (¬1) عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَكِنْ هَاتُوا رُبُعَ الْعُشْرِ، مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا، دِرْهَمًا" (¬2). ¬

_ = صحَّ عن الشعبي من قوله عند الطبري في "تفسيره" (2525) من طريق إسماعيل بن سالم عنه، سمعتُه يُسأل: هل على الرجل حق في ماله سوى الزكاة؟ قال: نعم، وتلا هذه الآية: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} [البقرة: 177]. وصح عن ابن عمر فيما أخرجه ابن أبي شيبة 3/ 191 أنه قال لقزعة بن يحيى: ... ولكن في مالك حق سوى ذلك يا قزعة. وذكر الطبري في "جامع البيان" 3/ 348 عن بعضهم أن في المال حقوقًا تجب سوى الزكاة، واعتلّوا لقولهم ذلك بهذه الآية: {لَيْسَ الْبِرَّ ... } [البقرة: 177] وقالوا: لما قال الله تبارك وتعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى} ومن سمى الله معهم، ثم قال بعد: {وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} علمنا أن المال الذي وصف المؤمنين به أنهم يؤتونه ذوي القربى ومن سمى معهم غير الزكاة التي ذكر أنهم يؤتونها، لأن ذلك لو كان مالًا واحدًا لم يكن لتكريره معنى مفهوم. وانظر كلاما نفيسًا لابن حزم في كتابه "المحلى" في وجوب غير الزكاة في المال 6/ 156 - 159. (¬1) في (ذ) والمطبوع: عنكم. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث -وهو ابن عبد الله الأعور- ولكنه متابع. أبو إسحاق: هو عَمرو بن عبد الله السبيعي، وسفيان: هو ابن سعيد بن مَسروق الثوري. =

1791 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَعَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِينَارًا فَصَاعِدًا، نِصْفَ دِينَارٍ، وَمِنْ الْأَرْبَعِينَ دِينَارًا، دِينَارًا (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (984) من طريق حجاج بن أرطأة، و (1097) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه أبو داود (1574)، والترمذي (625)، والنسائي 5/ 37 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، وهذا إسناد حسن. وهو في "مسند أحمد" (711). وأخرجه أبو داود (1572) و (1573) من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة والحارث الأعور، عن علي رفعه، ولفظه في الموضع الأول: "هاتوا ربع العشور، من كل أربعين درهما درهم، وليس عليكم شيء حتى تتم مئتي درهم، فإذا كانت مئتي درهم، ففيها خمسة دراهم ... ". ولفظه في الموضع الثاني: "فإذا كانت لك مئتا درهم وحال عليها الحول، ففيها خمسة دراهم ... ". وسيأتي بذكر صدقة الخيل والرقيق برقم (1813). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن إسماعيل، وهو ابن مجمِّع الأنصاري. وأخرجه الدارقطي (1896) من طرق عن عُبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أبي عبيد القاسم بن سلام في "الأموال" (1107) عن أبي بكر بن عياش، وابن أبي شيبة 3/ 119 عن وكيع، عن سفيان الثوري، وأبي داود (1573) من طريق جرير بن حازم، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، عن علي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "في كل عشرين دينارًا نصف دينار، وفي كل أربعين دينارًا دينارٌ ... " وهذا إسناد حسن. والحديث عند أبي عبيد وابن أبي شيبة موقوف من قول علي بن أبي طالب. =

5 - باب من استفاد مالا

5 - بَابُ مَنْ اسْتَفَادَ مَالًا 1792 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدّثَنَا حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ، حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ" (¬1). ¬

_ = وعن محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري: أن في كتاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي كتاب عمر في الصدقة: أن الذهب لا يؤخذ منه شيء حتى يبلغ عشرين دينارًا، فإذا بلغ عشرين دينارًا ففيه نصف دينار ... أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام (1106) وهذا إسناد صحيح، وقد كان كتاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكتاب عمر عند محمَّد بن عبد الرحمن الأنصاري كما جاء موضحًا في كتاب "الأموال" لأبي عبيد عند الحديث (934). (¬1) صحيحٌ لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف حارثة بن محمَّد، وهو ابن أبي الرجال. عمرة: هي بنت عبد الرحمن. وأخرجه الدارقطني (1893)، والبيهقي 4/ 95 و 103 من طريق شُجاع بن الوليد أبي بدر، بهذا الإسناد. وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أبي داود (1572) و (1573). ولفظهُ في الموضع الأول: "الصدقةُ في كل عام"، ولفظه في الموضع الثاني: "ليس في مال زكاةٌ حتى يحُول عليه الحول" وهذا إسناد حسن. وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحببر" 2/ 156: حديث علي لا بأس بإسناده، والآثار تعضُده فيصلحُ للحُجَّة، وحَسنه الحافظ الزيلعي في "نصْب الراية" 2/ 328، ونقل عن النووي قوله في "خلاصة الأحكام": وهو حديث صحيح أو حسن. وعن ابن عمر موقوفًا عند الترمذي (637) وغيره، وإسناده صحيح. وقد روي مرفوعًا عنه ولا يصح.

6 - باب ما تجب فيه الزكاة من الأموال

6 - بَابُ مَا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنْ الْأَمْوَالِ 1793 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا صَدَقَةَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ مِنْ التَّمْرِ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنْ الْإِبِلِ" (¬1). 1794 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه النسائي 5/ 36 - 37 و 37 من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، به. وقرن به في الموضع الثاني محمَّد بن يحيى بن حَبَّان. وأخرجه البخاري (1405)، ومسلم (979) (1)، وأبو داود (1558)، والترمذي (631) و (632)، والنسائي 5/ 17 و 18 و 36 من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، ومسلم (979) (3) من طريق عمارة بن غزية و (979) (4) من طريق محمَّد بن يحيى بن حبان، ثلاثتهم عن يحيى بن عمارة وحده، به. وأخرجه البخاري (1459) و (1484)، والنسائي 5/ 36 من طريق محمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، وأبو داود (1559) من طريق أبي البختري، كلاهما عن أبي سعبد الخدري. واقتصر أبو داود على ذكر الأوساق. وهو في "مسند أحمد" (11530) و (11813)، و "صحيح ابن حبان" (3268) و (3276) و (3281). والأوسق الخمسة: تساوي (652) كيلًا.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عمرو بن دينار لم يسمعه من جابر كما قال ابن خزيمة، ومحمد بن مسلم -وهو الطائفي- سيئ الحفظ، وقد أسقط الواسطة بين عمرو وبين جابر، ورواه ابن جريج عن عمرو، عن غير واحد، عن جابر، وهو الصواب. وأخرجه عبد الرزاق (7251)، وأحمد (14162)، وعبد بن حميد (1103)، وابن خزيمة (2304) و (2305)، وأبو عوانة (2661) و (2662)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 35، وفي "شرح مشكل الآثار" (1483)، والطبراني في "الأوسط" (8478)، والدارقطني (1906)، والحاكم 1/ 400 و 401 - 402، والبيهقي 4/ 128 من طريق محمَّد بن مسلم الطائفي، به. وأخرجه عبد الرزاق (7250)، ومن طريقه ابن خزيمة (2306) عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، قال: سمعتُ عن غير واحد، عن جابر بن عبد الله أنه قال: ... وأخرجه مسلم (980)، وابن خزيمة (2298) و (2299)، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/ 35، والدارقطني (1901)، والبيهقي 4/ 120 من طريق أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله. وأخرجه عبد الرزاق (7256)، والبيهقي 4/ 120 - 121 من طريق ابن أبي نجيح وأيوب وقتادة ويحيى بن أبي كثير، عن ابني جابر، عن جابر. قال في "النهاية": الذود من الإبل: ما بين الثنتينِ إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، واللفظة مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها كالنعَم، وقال أبو عُبيد: الذود من الإناث دون الذكور، والحديث عام فيهما، لأن من ملك خمسة من الإبل، وجبت عليه فيها الزكاة ذكورًا كانت أو إناثًا.

7 - باب تعجيل الزكاة قبل محلها

7 - بَابُ تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ قَبْلَ مَحِلِّهَا 1795 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ الْعَبَّاسَ سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ (¬1). ¬

_ (¬1) حسن بطريقيه وشاهده. وهذا إسناد ضعيف لضعف حُجية بن عدي. الحكم: هو ابن عُتيبة. وأخرجه أبو داود (1624)، والترمذي (685) من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 500 - 501، ومن طريقه البيهقي 4/ 111 عن عيسى بن محمَّد، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البَخْتَري، عن علي رضي الله عنه فذكر قصةَ في بعْثِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمرَ رضي الله عنه ساعيًا ومَنع العباس صدقتَه، وأنه ذُكر للنبي، ما صنَع العباسُ فقال: "أما علمت يا عمر أن عمَّ الرجلِ صِنْوُ أبيه، إنا كنا احتجنا فاستلفنا العباسَ صدقةَ عامين". هذا وان كان منقطعًا بين أبي البَختري -واسمُه سعيدُ بن فيروز- وبين عليٍّ كما نص على ذلك غيرُ واحد من أهل العلم، متابعةٌ لحُجية بن عدي يحسُن بها الحديثُ. ويشهد له حديثُ أبي هُريرة عند مسلم (983) قال: بعثَ رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمرَ على الصدقة، فقبل: مَنَع ابنُ جميل وخالدُ بن الوليد والعباسُ عمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما ينقِمُ ابنُ جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناهُ اللهُ، وأما خالدٌ فإنكم تظلمون خالدًا، قد احْتَبَسَ أدْراعَه وأعْتادَه في سبيل الله، وأما العباس فهي علَي، ومثلُها معها"، ثم قال: "يا عمرُ، أما شعرتَ أن عمَّ الرجلِ صِنوُ أبيه؟ ". وقوله: "هي علي ومثلها معها" قال النووي في "شرح مسلم" 7/ 57: معناه: أني تسلفت منه زكاة عامين.

8 - باب ما يقال عند إخراج الزكاة

8 - بَابُ مَا يُقَالُ عِنْدَ إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ 1796 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ بِصَدَقَةِ مَالِهِ صَلَّى عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُ بِصَدَقَةِ مَالِي، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى" (¬1). 1797 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَعْطَيْتُمْ الزَّكَاةَ فَلَا تَنْسَوا ثَوَابَهَا، أَنْ تَقُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مَغْنَمًا وَلَا تَجْعَلْهَا مَغْرَمًا" (¬2). 9 - بَابُ صَدَقَةِ الْإِبِلِ 1798 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عليُّ بن محمَّد: هو الطَّنافسي. وأخرجه البخاري (1497)، ومسلم (1078)، وأبو داود (1590)، والنسائي 5/ 31 من طريق شعبة بن الحجاج، به. وهو في "مسند أحمد" (19111)، و"صحيح ابن حبان" (917) و (3274). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، البَخْتَري بن عبيد متروك الحديث. وسويد بن سعيد ضعيف. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ 452 من طريق سَلَمة بن بشر الدمشقي عن البختري بن عبيد، به.

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أَقْرَأَنِي سَالِمٌ كِتَابًا كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّدَقَاتِ قَبْلَ أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ، فَوَجَدْتُ فِيهِ: "فِي خَمْسٍ مِنْ الْإِبِلِ شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ، وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِنْتُ مَخَاضٍ، إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ لَمْ تُوجَدْ بِنْتُ مَخَاضٍ، فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَاحِدَةً، فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ، إِلَى خَمْس (¬1) وَأَرْبَعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَاحِدَةً، فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى سِتِّينَ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى سِتِّينَ وَاحِدَةً، فَفِيهَا جَذَعَةٌ، إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَاحِدَةً، فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى تِسْعِينَ وَاحِدَةً، فَفِيهَا حِقَّتَانِ، إِلَى عِشْرِينَ ومائة، فَإِذَا كَثُرَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) المثبت من (س)، وهو الصواب، وفي (ذ) و (م) والمطبوع: خمسة. (¬2) حديث صحيح، سليمانُ بن كثير -وإن كان في روايته عن الزُّهري كلامٌ- متابَع. وأخرجه أبو داود (1568) و (1569)، والترمذي (626) من طريق سفيان بن حسين الواسطي، عن ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (4632) و (4634). وأخرجه أبو داود (1570) من طريق يونُس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، قال: هذه نسخةُ كتابِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذي كتبه في الصدقة وهي عند آل عمر بن الخطاب، قال ابن شهاب: أقرأنيها سالمُ بن عبد الله بن عمر فوعَيتُها على وجهها ... قلنا: وهذه وجادة والإسناد صحيح، والوجادة عند أهل العلم معتبرة، وهي متابعة لسليمان بن كثير فيصح الحديث، والله أعلم. =

1799 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ النَّيْسَابُورِي، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنْ الْإِبِلِ صَدَقَةٌ، وَلَا فِي الْأَرْبَعِ شَيْءٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ تِسْعًا، فَإِذَا بَلَغَتْ عَشْرًا فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسَ عَشْرَةَ فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ تِسْعَ عَشْرَةَ، فَإِذَا بَلَغَتْ عِشْرِينَ فَفِيهَا أَرْبَعُ شِيَاهٍ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ، إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِذَا لَمْ تَكُنْ بِنْتُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِنْ زَادَتْ بَعِيرًا فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ بَعِيرًا فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ سِتِّينَ، فَإِنْ زَادَتْ بَعِيرًا فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ بَعِيرًا فَفِيهَا بِنْتَا لَبُونٍ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ تِسْعِينَ، فَإِنْ زَادَتْ بَعِيرًا فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ عِشْرِينَ ومائة، ثُمَّ فِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البيهقي في "السُّنن الكبرى" 4/ 88 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، وقال بإثره: قال أبو عيسى في كتاب"العلل": سألت محمَّد ابن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظا، وسفيان بن حسين صدوق. وانظر ما شاتي برقم (1805). (¬1) إسناده قوي، حفص بن عبد الله السُّلَمي ثبت في إبراهيم بن طَهمان لملازمته له، كما قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 9/ 485، وقد توبع. =

10 - باب: إذا أخذ المصدق سنا دون سن أو فوق سن

10 - بَابٌ: إِذَا أَخَذَ الْمُصَدِّقُ سِنًّا دُونَ سِنٍّ أَوْ فَوْقَ سِنٍّ 1800 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ حَدّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَتَبَ لَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِنَّ مِنْ أَسْنَانِ الْإِبِلِ فِي فَرَائِضِ الْغَنَمِ مَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ مِنْ الْإِبِلِ صَدَقَةُ الْجَذَعَةِ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ، وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ الْحِقَّةُ، وَيَجْعَلُ مَكَانَهَا شَاتَيْنِ إِنْ اسْتَيْسَرَتَا، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا. وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا بِنْتُ لَبُونٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ بِنْتُ لَبُونٍ، وَيُعْطِي مَعَهَا شَاتَيْنِ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا. ¬

_ = وأخرجه البخاري (1405)، ومسلم (979) (1)، وأبو داود (1558) والترمذي (631) و (632)، والنسائي 5/ 17 و 18 و 36 من طريق عمرو بن يحيى، ومسلم (979) (3) من طريق عمارة بن غزية، و (979) (4) من طريق محمَّد بن يحيى بن حبان، ثلاثتهم عن يحيى بن عمارة، به. واقتصروا جميعًا في زكاة الإبل على قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ليس فيما دون خمس ذود صدقة". وأخرجه البخاري (1459) و (1484)، والنسائي 5/ 36 من طريق محمَّد بن ْعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد. واقتصر على القطعة التي سبقت الإشارة إليها. وهو في "مسند أحمد" (11030)، و"صحيح ابن حبان" (3268) و (3275). ويشهد للحديث بطوله حديث ابن عمر السالف قبله. وحديث أنس بن مالك عن أبي بكر الصديق عند البخاري (1454)، وأحمد (72).

11 - باب ما يأخذ المصدق من الإبل

وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ لَبُونٍ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ الْحِقَّةُ وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، أَوْ شَاتَيْنِ. وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ لَبُونٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ بِنْتُ مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ ابْنَةُ مَخَاضٍ، وَيُعْطِي مَعَهَا عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ. وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ مَخَاضٍ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ، وَعِنْدَهُ ابْنَةُ لَبُونٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ بِنْتُ لَبُونٍ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، أَوْ شَاتَيْنِ. فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ ابْنَةُ مَخَاضٍ عَلَى وَجْهِهَا، وَعِنْدَهُ ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِنَّهُ يُقْبَلُ مِنْهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ (¬1). 11 - بَابُ مَا يَأْخُذُ الْمُصَدِّقُ مِنْ الْإِبِلِ 1801 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِي، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِي عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: جَاءَنَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَقَرَأْتُ فِي عَهْدِهِ: لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1448) و (1453) عن محمَّد بن عبد الله بن المثنى، بهذا الإسناد. وزاد: ومن بلغت عنده صدقة الحقة، وليست عنده الحقة، وعنده الجذعة، فإنها تقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين. وأخرجه أبو داود (1567)، والنسائي 5/ 18 - 23 و 27 - 29 من طريق حماد ابن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، به. ولم يذكر حماد في روايته: من بلغت صدقته ابنة مخاض وليست عنده، وعنده ابنة لبون. وهو في "مسند أحمد" (72)، و"صحيح ابن حبان" (3266).

خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ مُلَمْلَمَةٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا، فَأَتَاهُ بِأُخْرَى دُونَهَا فَأَخَذَهَا، وَقَالَ: أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، إِذَا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ أَخَذْتُ خِيَارَ إِبِلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ!! (¬1). 1802 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَرْجِعُ الْمُصَدِّقُ إِلَّا عَنْ رِضًا" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات، شريك -وهو ابن عبد الله النَخَعي، وإن كان سيئ الحفظ- تابعه ميسرة أبو صالح، وهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه أبو داود (1580) من طريق شريك النخعي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1579)، والنسائي 5/ 29 - 30 من طريق ميسرة أبي صالح، عن سويد بن غَفَلَة. وهو في "مسند أحمد" (18837). قوله: مُلَمْلَمة، قال في "النهاية": هي المُستديرة سِمَنًا، من اللمّ: الضم والجمع. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي الكوفي- ولكنه متابع. عامر: هو ابن شَراحيل الشعبي. وأخرجه الترمذي (653) من طريق مجالد بن سعيد، و (654) من طريق داود ابن أبي هند، كلاهما عن الشعبي، به. وهو في "مسند أحمد" (19187). وأخرجه مسلم (989)، وأبو داود (1589)، والنسائي 5/ 31 - 32 من طريق عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله بلفظ: "أرضُوا مُصدقيكم".

12 - باب صدقة البقر

12 - بَابُ صَدَقَةِ الْبَقَرِ 1803 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِي، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْيَمَنِ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ الْبَقَرِ: مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ، مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ، تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، يحيى بن عيسى الرملي - وإن كان فيه ضعف- قد توبع. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، ومسروق: هو ابن الأجدع. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 275: وقد روي عن معاذ هذا الخبر بإسناد متصل صحيح ثابت. وأخرجه أبو داود (1578)، والترمذي (628) من طريق سفيان الثوري، والنسائي 26/ 5 من طريق يعلى بن عُبيد الطنافسي و5/ 25 - 26 من طريق مفضَّل بن مهلهل، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. إلا أن يعلى في روايته قال: من كل أربعين بقرة ثنية، ولم يقل: مُسِنة. وزادوا جميعًا في روايتهم قوله: ومن كل حالِم دينارًا أو عدله معافر. وأخرجه أبو داود (1576) و (3038) من طريق أبي معاوية، والنسائي 5/ 26 من طريق محمَّد بن إسحاق المطلبي، كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل، بإسقاط مسروق، وأبو وائل -وإن كان أدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يسمع منه- بينه وبين معاذ في هذا الحديث مسروق. وهو في "مسند أحمد" (22013)، و"صحيح ابن حبان" (4886). وأخرجه أبو داود (1577) و (3039)، والنسائي 5/ 26 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن مسروق، عن معاذ فذكر مكان شقيق إبراهيم النخعي، وزاد: ومن كل حالم دينارًا أو عدله معافر. وأخرجه النسائي 5/ 26 من طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن معاذ به، ولم يذكر مسروقًا، وإبراهيم النخعي لم يدرك معاذ بن جبل. =

13 - باب صدقة الغنم

1804 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خَصِيفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "فِي ثَلَاثِينَ مِنْ الْبَقَرِ، تَبِيعٌ أَوْ تَبِيعَةٌ، وَفِي أَرْبَعِينَ، مُسِنَّةٌ" (¬1). 13 - بَابُ صَدَقَةِ الْغَنَمِ 1805 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ قَالَ: أَقْرَأَنِي سَالِمٌ كِتَابًا كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الصَّدَقَاتِ قَبْلَ أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ، فَوَجَدْتُ فِيهِ: "فِي أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ، إِلَى عِشْرِينَ ومائة، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا شَاتَانِ، إِلَى مِئتَيْنِ، فَإِنْ زَادَتْ (¬2) فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ، إِلَى ثَلَاثِ مئةٍ، فَإِذَا كَثُرَتْ فَفِي كُلِّ مائة شَاةٌ"، وَوَجَدْتُ فِيهِ: "لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مفترِقٍ (¬3)، ¬

_ = قوله: مُسنة: هي البقرة التي طلع سنها في السنة الثالثة. والتبيع: هو ولد البقرة أوّل سنة، قاله في "النهاية". (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، لأن أبا عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن- سيئ الحفظ. وأخرجه الترمذي (627) من طريقين، عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3905). ويشهد له ما قبله. (¬2) في المطبوع: فإن زادت واحدة. (¬3) في (م) والمطبوع: متفرق.

وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ" وَوَجَدْتُ فِيهِ: "لَا يُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ تَيْسٌ وَلَا هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ" (¬1). 1806 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بن أسلم، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وسليمان بن كثير -وإن كان ضعيفًا في الزهري- قد توبع. وأخرجه أبو داود (1568) و (1569)، والترمذي (626) من طريق سفيان بن حسين الواسطي، عن ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (4634). ونقل البيهقي في "السُّنن الكبرى" 4/ 88 بعد أن أخرج حديث سفيان بن حسين عن الترمذي أنه قال في "العلل": سألتُ محمَّد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظا، وسفيان بن حسين صدوق. وسيأتي الحديث عن ابن عمر من طريق آخر برقم (1807). وانظر تمام تخريجه عند الحديث رقم (1798). وقوله: "ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع" قال الخطاني في "معالم السُّنن" 2/ 26 - 27: قد اختلف في تأويله، فقال مالك: هو أن يكون لكل رجل أربعون شاة، فإذا أظلهم المصدق جمعوها لئلا يكون فيها إلا شاة واحدة، ولا يفرق بين مجتمع: إن الخليطين إذاكان لكل واحد منهما مئة شاة وشاة، فيكون عليهما فيه ثلاث شياه، فإذا أظلهما المصدق، فرقا عنهما فلم يكن على كل واحد منهما إلا شاة. وقال الشافعي: الخطاب في هذا خطاب للمصدق ولرب المال معًا، وقال: الخشية خيتان: خشية الساعي أن تقل الصدقة، وخشية رب المال أن تكثر الصدقة، فأمر كل واحد منهما أن لا يحدث في المال شيئًا من الجمع والتفريق خشية الصدقة. قوله: "ذات عَوَار" بفتح العين وتُضم، أي: ذات عيب.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تُؤْخَذُ صَدَقَاتُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مِيَاهِهِمْ" (¬1). 1807 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِي، حَدّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فِي أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ، إِلَى عِشْرِينَ ومائة، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا شَاتَانِ، إِلَى مِائَتَيْنِ، فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةً فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ، إِلَى ثَلَاث مئة، فَإِنْ زَادَتْ فَفِي كُلِّ مئةٍ شَاةٌ، لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مفترق (¬2)، خَشْيَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف من هذا الطريق. أسامة بن زيد: هو ابن أسلم العدوي، كما نص عليه المزي في "تحفة الأشراف" (6734)، وضعفه البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 117 باعتبار أن أسامة هذا هو العدوي الضعيف، وأخطأ الألباني رحمه الله في "صحيحته" (1779) فظنه الليثي، وكذلك وقع لنا هذا الخطأ في تعليقنا على "المسند" (6730) فيُستدرك من هنا. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2264) عن عبد الله بن المبارك، عن أسامة ابن زيد، عن عمرو بن شعيب، به. وهو في "مسند أحمد" (6730). وهو عند أحمد أيضًا (6692) و (7024)، وفي "سنن أبي داود" (1591) من طريق محمَّد بن إسحاق المطلبي، عن عمرو بن شعيب، به، وقد صرح ابن إسحاق في الرواية الثانية عند أحمد بالسماع من عمرو بن شعيب فالسند حسن. وفي الباب عن عائشة عند ابن الجارود (346)، والطبراني في "الأوسط" (5115)، والبيهقي 4/ 110 وسنده حسن. (¬2) في (م) والمطبوع: متفرق.

الصَّدَقَةِ، وَكُلُّ خَلِيطَيْنِ يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَيْسَ لِلْمُصَدِّقِ هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ، وَلَا تَيْسٌ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُصَّدِّقُ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي هند -وهو الصِّدِّيق- إلا أن يكون هو إبراهيم بن ميمون الصائغ كما أشار إلى ذلك الحافظ أبو علي النيسابوري وصححه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 374، وكذا جزم به الأمير ابن ماكولا في "الإكمال" 5/ 176، وجزم ابن عدي في "الكامل" 2/ 2731 بأن من قال فيه: أبو هند الصديق قد صحَّف، والصحيح إبراهيم الصائغ فيكون الإسناد عندئذ حسنًا، وعلى أي حال فهو متابع. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 2731، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 374 من طرق عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. ولم يسق ابن عدي لفظه. وأخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (53)، وابن عدي 2/ 2731، والخطيب 1/ 375 من طريق مالك بن إسماعيل، عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم الصائغ، عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/ 233، وفي "الأم" 2/ 5، ومن طريقه البيهقي 4/ 87 عن أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، وأبو يعلى (125)، ومن طريقه البيهقي 4/ 87 عن أبي الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد، عن أيوب وعبد الرحمن السراج وعبيد الله بن عمر، أربعتهم عن نافع، عن ابن عمر، أن هذا كتاب صدقات عمر بن الخطاب الذي كان يأخذ عليه. وهذان الإسنادان صحيحان. وقد سلف الحديث مرفوعًا عن سالم عن ابن عمر برقم (1805). قوله: "إلا أن يشاء المصدق" قال السيوطي في "شرح النسائي" 5/ 23: اختُلف في ضبطه، فالأكثر على أنه بالتشديد، والمراد المالك، وهو اختيار أبي عبيد، وتقدير الحديث: لا تؤخذ هرمة ولا ذات عيب أصلًا، ولا يؤخذ التيس وهو فحل الغنم إلا برضا المالك، لكونه يحتاج إليه، ففي أخذه بغير اختياره إضرار به، وعلى =

14 - باب ما جاء في عمال الصدقة

14 - بَابُ مَا جَاءَ فِي عُمَّالِ الصَّدَقَةِ 1808 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُعْتَدِي فِي الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا" (¬1). 1809 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ¬

_ = هذا فالاستثناء مختص بالثالث. ومنهم من ضبطه بتخفيف الصاد وهو الساعي، وكأنه يشير بذلك إلى التفويض إليه في اجتهاده، لكنه يجري مجرى الوكيل فلا يتصرف بغير المصلحة، وهذا قول الشافعي في البويطي، ولفظه: ولا تؤخذ ذات عوار ولا تيس ولا هرمة، إلا أن يرى المُصَدق أن ذلك أفضل للمساكين، فيأخذ على النظر. (¬1) إسناده حسن، سعد بن سنان كذا جاءت تسميتُه هنا، وصوَّب البخاري أن اسمَه: سنان بن سعد فيما حكاه عنه الترمذي في "العلل" 1/ 321 وقال عن سنان هذا: صالح مقارب الحديث، ووثقه أحمد بن صالح المصري وابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وصحح حديثه هذا ابن خزيمة (2335)، وحسنه الترمذي (652)، وقال ابن عدي في "الكامل" 3/ 1193 بعد أن ذكر جملة أحاديث من رواية سنان بن سعد عن أنس، وهذا منها: وليس هذه الأحاديث مما يجب أن تُترك أصلًا كما ذكره ابن حنبل أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد. وأخرجه أبو داود (1585)، والترمذي (652) والبغوي في "شرح السنة" (1597) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر شرح هذا الحديث في "شرح السنة".

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْعَامِلُ عَلَى الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ كَالْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ" (¬1). 1810 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ مُوسَى بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُبَابِ الْأَنْصَارِي حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ تَذَاكَرَ هُوَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا الصَّدَقَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ يَذْكُرُ غُلُولَ الصَّدَقَةِ: "أَنَّهُ مَنْ غَلَّ مِنْهَا بَعِيرًا أَوْ شَاةً أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ"؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: بَلَى (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، محمَّد بن إسحاق -وهو ابن يسار المطلبي- صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالسماع عند أحمد برقم (17285) فأُمِن تدليسه. وأخرجه أبو داود (2936)، والترمذي (651) من طريق محمَّد بن إسحاق، والترمذي (651) من طريق يزيد بن عياض، كلاهما عن عاصم بن عمر بن قتادة، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (15826) و (17285). وصححه ابن خزيمة (2334) والحاكم 1/ 406، وسكت عنه الذهبي. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن عبد الرحمن بن الحُباب. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (8162)، والضياء في "الأحاديث المختارة" (148) و 9/ (6) و (7)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن 15/ 202 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16063). وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة عند أحمد (9503)، والبخاري (1402)، ومسلم (1831).

15 - باب صدقة الخيل والرقيق

1811 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ، حَدّثَنِي إِبْرَاهِيمُ ابْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى عِمْرَانَ، حَدّثَنِي أَبِي أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ اسْتُعْمِلَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا رَجَعَ قِيلَ لَهُ: أَيْنَ الْمَالُ؟ قَالَ: وَلِلْمَالِ أَرْسَلْتَنِي؟ أَخَذْنَاهُ مِنْ حَيْثُ كُنَّا نَأْخُذُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَوَضَعْنَاهُ حَيْثُ كُنَّا نَضَعُهُ (¬1). 15 - بَابُ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ 1812 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ" (¬2). 1813 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل أبي بدر عبّاد بن الوليد وأبي عتاب -واسمه سهل ابن عماد- وإبراهيم بن عطاء مولى عمران -وهو ابن أبي ميمونة-. وأخرجه أبو داود (1625) عن نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، عن إبراهيم بن عطاء، به. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1463) و (1464)، ومسلم (982) (8) و (9) و (10)، وأبو داود (1594) و (1595)، والترمذي (633)، والنسائي 5/ 35 - 36 من طرق عن عراك بن مالك، به. زاد مسلم في الرواية الأخيرة: "ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر" ونحو هذه الزيادة زاد أبو داود في الموضع الأول. وهو في "مسند أحمد" (7295)، و"صحيح ابن حبان" (3271) و (3272).

16 - باب ما تجب فيه الزكاة من الأموال

عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَجَوَّزْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ" (¬1). 16 - بَابُ مَا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ مِنْ الْأَمْوَالِ 1814 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ، وَقَالَ: خُذْ الْحَبَّ مِنْ الْحَبِّ، وَالشَّاةَ مِنْ الْغَنَمِ، وَالْبَعِيرَ مِنْ الْإِبِلِ، وَالْبَقَرَةَ مِنْ الْبَقَرِ" (¬2). 1815 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنَّمَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الزَّكَاةَ فِي هَذِهِ الْخَمْسَةِ: فِي الْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالذُّرَةِ (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث -وهو ابن عبد الله الأعور الهمداني- لكن تابعه عاصم بن ضَمْرة - وهو صدوق حسن الحديث، وقد سلف تخريجه برقم (1790). (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن عطاء بن يسار لم يُدرك معاذ بن جبل. وأخرجه أبو داود (1599) عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. (¬3) إسناده ضعيف بمرة، محمَّد بن عُبيد الله -وهو ابن أبي سليمان العَرْزَميُ- متروك الحديث. وأخرجه الدارقطني (1905) من طريق محمَّد بن عُبيد الله العرزمي، بهذا الإسناد. وأخرج ابن أبي شيبة 3/ 138، ومن طريقه الدارقطني (1902) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الكريم، عن عمرو بن شعيب، عن =

17 - باب صدقة الزروع والثمار

17 - بَابُ صَدَقَةِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ 1816 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِي، حَدّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَاصِمٍ، حَدّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فِيمَا سَقَتْ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ" (¬1). ¬

_ = أبيه، عن جده، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "العشر في التمر والزبيب والحنطة والشعير" وابن أبي ليلى سيئ الحفظ. وعبد الكريم -وهو ابن أبي المخارق- ضعيف. ويغني عنهما حديث موسى بن طلحة بن عبيد الله قال: عندنا كتاب معاذ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أنه إنما أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر. أخرجه أحمد (21989)، ويحيى بن آدم في "الخراج" (503)، والدارقطني (1914)، والحاكم 1/ 401، والبيهقي 4/ 128 - 129 و 129. وإسناده صحيح. والوجادة عند أهل العلم حجة. لكن ليس في الحديث ذكر الذرة. ورواه أبو حذيفة، حدثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى ومعاذ بن جبل: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعثهما إلى اليمن فأمرهما أن يعلما الناس أمر دينهم، وقال: "لا تأخذا في الصدقة إلا من هذه الأصناف الأربعة: الشعير والحنطة والزبيب والتمر" أخرجه الدارقطني (1921)، والحاكم 1/ 401، والبيهقي 4/ 125 وهذا سند ضعيف. أبو حذيفة -واسمه موسى بن مسعود النهدي- ضعفه غير واحد من الأئمة لسوء حفظه، وطلحة بن يحيى مختلف فيه، وثقه يحيى بن معين وغيره، وقال يحيى بن سعيد القطان لم يكن بالقوي، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين في رواية والنسائي: ليس بالقوي. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبد العزيز بن عاصم، قال الترمذي في "العلل" 1/ 317: سألتُ محمدًا عن هذا الحديث، فقال: الصحيح =

1817 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "فِيمَا سَقَتْ السَّمَاءُ وَالْأَنْهَارُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ بَعْلًا الْعُشْر، وَفِيمَا سُقِيَ بِالسَّوَانِي نِصْفُ الْعُشْرِ" (¬1). 1818 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْيَمَنِ، وَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِمَّا سَقَتْ السَّمَاءُ، وَمَا سُقِيَ بَعْلًا الْعُشْرَ، وَمَا سُقِيَ بِالدَّوَالِي نِصْفَ الْعُشْرِ. ¬

_ = مرسل، بسر بن سعيد وسليمان بن يسار عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال الترمذي في "جامعه" بإثر إخراجه هذا الحديث وذِكْره الطريق المرسل: وكأن هذا أصح. وأخرجه الترمذي في "الجامع" (644)، وفي "العلل" 1/ 316 عن إسحاق بن موسى أبي موسى الأنصاري، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث ابن عمر الآتي بعده، وإسناده صحيح. وحديث معاذ بن جبل الآتي برقم (1818). وحديث جابر عند مسلم (981). (¬1) إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (1483)، وأبو داود (1596)، والترمذي (645)، والنسائي 5/ 41 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3285) و (3287)، وعن عبد الله بن دينار عن ابن عمر (3286). السانية: التي يُستقى عليها، والجمع سوانٍ.

18 - باب خرص النخل والعنب

قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: الْبَعْلُ وَالْعَثَرِيُّ وَالْعَذْيُ هُوَ الَّذِي يُسْقَى بِمَاءِ السَّمَاءِ، وَالْعَثَرِيُّ: مَا يُزْرَعُ بِالسَّحَابِ وَالْمَطَرِ خَاصَّةً، لَيْسَ يُصِيبُهُ إِلَّا مَاءُ الْمَطَرِ، وَالْبَعْلُ: مَا كَانَ مِنْ الْكُرُومِ قَدْ ذَهَبَتْ عُرُوقُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى الْمَاءِ، فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى السَّقْيِ الْخَمْسَ سِنِينَ وَالسِّتَّ، يَحْتَمِلُ تَرْكَ السَّقْي، فَهَذَا الْبَعْلُ، وَالسَّيْلُ: مَاءُ الْوَادِي إِذَا سَالَ، وَالْغَيْلُ: سَيْلٌ دُونَ سَيْلٍ (¬1). 18 - بَابُ خَرْصِ النَّخْلِ وَالْعِنَبِ 1819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِي، وَالزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ نَافِعٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود -ويعرف أيضًا بابن بهدلة، نسبة إلى أمه- فهو صدوق حسن الحديث. أبو وائل: هو شقيق ابن سلمة الأسدي، ومَسروق: هو ابن الأجدع الهمداني. وصححه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 161 وهو عند يحيى بن آدم في "الخراج" (228) و (364)، ومن طريقه البيهقي 4/ 131. وأخرجه الدارمي (1667) عن عاصم بن يوسف اليربوعي، والطبراني في "الكبير" 20/ (262) من طريق محمَّد بن سعيد ابن الأصبهاني، كلاهما عن أبي بكر ابن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/ 42 عن هناد بن السَّري، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، عن معاذ - بإسقاط مسروق من الإسناد، والصحح إثباته فيه كما في رواية المصنف والدارمي والطبراني. وهو عند أحمد في "مسنده" (22037) عن سليمان بن داود الهاشمي، عن أبي بكر بن عياش، به بإسقاط مسروق أيضًا.

عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَبْعَثُ عَلَى النَّاسِ مَنْ يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ كُرُومَهُمْ وَثِمَارَهُمْ (¬1). 1820 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّي، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ ابْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنَّ لَهُ الْأَرْضَ، وَكُلَّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ؛ يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَقَالَ لَهُ أَهْلُ خَيْبَرَ: نَحْنُ أَعْلَمُ بِالْأَرْضِ، فَأَعْطِنَاهَا عَلَى أَنْ نعملها وَيَكُونَ لَنَا نِصْفُ الثَّمَرَةِ وَلَكُمْ نِصْفُهَا، فَزَعَمَ أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ حِينَ يُصْرَمُ النَّخْلُ، بَعَثَ إِلَيْهِمْ ابْنَ رَوَاحَةَ، فَحَزَرَ النَّخْلَ، وَهُوَ الَّذِي يَدْعُونَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْخَرْصَ، فَقَالَ: فِي ذَا كَذَا وَكَذَا، فَقَالُوا: ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن نافع -وهو عبد الله بن نافع الصائغ- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وسعيد بن المسيب -وإن قال فيه أبو داود وابن أبي حاتم: لم يسمع من عتاب شيئًا- مراسيله تُعد من أصح المراسيل كما تقرر عند أهل العلم، وأن لها حكم المسندات. وأخرجه أبو داود (1604)، والترمذي (649)، من طريقين، عن عبد الله بن نافع، بهذا الإسناد. ولم يسق أبو داود لفظه. وهو في "صحيح ابن حبان" (3278). وأخرجه أبو داود (1603)، والنسائي 5/ 109 - من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، والترمذي (650) من طريق عبد الله بن نافع، عن محمَّد بن صالح التمار، كلاهما عن الزهري، عن ابن المسيب، من عتاب بن أسيد قال: أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يُخرَص العنب كما يخرص النخل، وتؤخدْ زكاتُه زبيبًا كما تؤخذ زكاة النخل تمرًا. وإسناده حسن أيضًا. والخرص، مِن خَرَص يخرُصُ: إذا حَزَر ما على النخْلة والكرْمة من الرُّطب تمرًا، ومن العنب زبيبًا، فهو من الخرّص الظن، لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظنٍّ.

19 - باب النهي أن يخرج في الصدقة شر ماله

أَكْثَرْتَ عَلَيْنَا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ، فَقَالَ: فَأَنَا أَحْزِرُ النَّخْلَ وَأُعْطِيكُمْ نِصْفَ الَّذِي قُلْتُ. قَالَ: فَقَالُوا: هَذَا الْحَقُّ، وَبِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ. فَقَالُوا: قَدْ رَضِينَا أَنْ نَأْخُذَ بِالَّذِي قُلْتَ (¬1). 19 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُخْرِجَ فِي الصَّدَقَةِ شَرَّ مَالِهِ 1821 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ جَعْفَرٍ، حَدّثَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي عَرِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِي عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَدْ عَلَّقَ رَجُلٌ أَقْنَاءً أَوْ قِنْوا، وَبِيَدِهِ عَصًا، فَجَعَلَ يَطْعُنُ يُدَقْدِقُ (¬2) فِي ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3410) و (3411) من طريقين عن جعفر بن برقان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2255) مختصرًا من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وأخرجه أبو داود (3412) من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ميمون، عن مقسم، مرسلًا ولم يسق لفظه. وفي الباب عن عبد الله بن عمر بلفظ ابن عباس ذاته عند البيهقي 6/ 114 وإسناده صحيح. وانظر ما سيأتي برقم (2468). وقوله في الحديث: الذي يدعُونه أهلُ المدينة الخرصَ، سائغ في لغة العرب، وهي لغة قليلة، ويُسمَّون هذه اللغة لغة أكلوني البراغيث، حيث يكون الضمير فيها وهو الواو حرفا يدل على الجمع، والفاعل هو الاسم الظاهر. انظر "شرح ابن عقيل" 2/ 85. وصرم النخل: قطع ثمره. (¬2) في (ذ): يذفذف، بالذال المعجمة والفاء، والذفذفة: الإسراع، والدقدقة الجَلَبَة. =

ذَلِكَ الْقِنْوِ وَيَقُولُ: "لَوْ شَاءَ رَبُّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ تَصَدَّقَ بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِنَّ رَبَّ هَذِهِ الصَّدَقَةِ يَأْكُلُ الْحَشَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 1822 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدّثَنَا عَمْرُو ابْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِي، حَدّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ السُّدِّي، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267]، قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ، كَانَتْ الْأَنْصَارُ تُخْرِجُ، إِذَا كَانَ جِدَادُ النَّخْلِ مِنْ حِيطَانِهَا أَقْنَاءَ الْبُسْرِ، فَيُعَلِّقُونَهُ عَلَى حَبْلٍ بَيْنَ أُسْطُوَانَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَيَأْكُلُ مِنْهُ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَيَعْمِدُ أَحَدُهُمْ فَيُدْخِلُ قِنْو الْحَشَفُ، يَظُنُّ أَنَّهُ جَائِزٌ فِي كَثْرَةِ مَا يُوضَعُ مِنْ الْأَقْنَاءِ، فَنَزَلَ فِيمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ}، يَقُولُ: لَا تَعْمِدُوا لِلْحَشَفِ مِنْهُ تُنْفِقُونَ، {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}، يَقُولُ: لَوْ أُهْدِيَ لَكُمْ مَا قَبِلْتُمُوهُ إِلَّا عَلَى اسْتِحْيَاءٍ مِنْ صَاحِبِهِ، غَيْظًا أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْكُمْ مَا لَمْ يَكُنْ لَكُمْ فِيهِ حَاجَةٌ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ صَدَقَاتِكُمْ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، صالح بن أبي عَريب صدوق حسن الحديث. وأخرجه أبو داود (1608)، والنسائي 5/ 43 - 44 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23976)، و"صحيح ابن حبان" (6774). ويشهد له ما بعده. القنو: هو العذق، والجمع: أقناء. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أسباط بن نصر -وإن كان فيه ضعف- تابعه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، والسدي -وهو إسماعيل بن عبد الرحمن- صدوق. =

20 - باب زكاة العسل

20 - بَابُ زَكَاةِ الْعَسَلِ 1823 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عن سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتَعِيُّ، قَالَ: قُلْتُ: يا رسول الله، إِنَّ لِي نَحْلًا؟ قَالَ: "أَدِّ الْعُشْرَ" قُلْتُ: يا رسول الله، احْمِهَا لِي. فَحَمَاهَا لِي (¬1). 1824 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ الْعَسَلِ الْعُشْرَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (3230) من طريق إسرائيل، عن السُّدِّي، به. ويشهد له ما قبله. البسر: التمر قبل إرطابه، والحَشَف: أردأ التمر. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 313: سألت محمَّد بن إسماعيل عن حديث سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، عن أبي سيارة، قلت: يا رسول الله، إن لي نحلًا فقال: "أدَّ منه العشر" فقال: هو حديث مرسل، سليمان لم يدرك أحدًا من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقال أيضًا: وليس في زكاة العسل شيء يصح! وأخرجه الطيالسي (1214)، وعبد الرزاق (6973)، وأبو عُبيد في "الأموال" (1488)، وابن أبي شيبة 3/ 141، وأحمد (18069)، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2016)، والطبراني في "الكبير"22/ (880) و (881)، وفي "مسند الشاميين" (317) و (318)، والبيهقي 4/ 126 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، به. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي بعده وهو حديث حسن. (¬2) حديث حسن، نُعيم بن حماد -وإن كان فيه ضعف متابع. =

21 - باب صدقة الفطر

21 - بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ 1825 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِي، حدثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَجَعَلَ النَّاسُ عِدْلَهُ مُدَّيْنِ مِنْ حِنْطَةٍ (¬1). 1826 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = فقد أخرجه مطولًا أبو داود (1600) والنسائي 5/ 46 من طريق عمرو بن الحارث المصري، وأبو داود (1601) من طريق الحارث بن عبد الله بن عياش، و (1602) عن الربيع بن سليمان المؤذن، عن ابن وهب، عن أسامة بن زيد، ثلاثتهم (عمرو بن الحارث والحارث وأسامة بن زيد) عن عمرو بن شعيب، به. وإسناد الحديث من طريق عمرو بن الحارث والربيع حسن. وانظر ما قبله. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1507)، ومسلم (984) (15) من طريق الليث بن سعد، به. وأخرجه البخاري (1503) و (1504) و (1511) و (1512)، ومسلم (984)، وأبو داود (1612 - 1614)، والترمذي (682)، والنسائي 5/ 46 - 47 و 47 و 48 و 49 من طرق عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4486)، و"صحيح ابن حبان" (3300). وانظر ما بعده.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، مِنْ الْمُسْلِمِينَ (¬1). 1827 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْخَوْلَانِي، عَنْ سَيَّارِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّدَفِي، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وهو في "الموطأ" 1/ 284، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1504)، ومسلم (984)، وأبو داود (1611)، والترمذي (683)، والنسائي 5/ 48. وقوله في الحديث: "من المسلمين" تابع مالكًا عليه عُبيدُ الله بن عمر العُمري عند ابن الجارود في "المنتقى" (356)، والدارقطني (2069)، والضحاك بن عثمان عند مسلم (984) (16)، وعمر بن نافع عند البخاري (1503)، وكثير بن فرقد عند الدارقطني (2074)، والحاكم 1/ 410، ويونس بن يزيد عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 44، وفي "شرح المشكل" (3427)، والمعلى بن إسماعيل عند الدارقطني (2073)، وكذلك رواه عبد الله بن شوذب، عن أيوب عن نافع عند ابن خزيمة (2411). (¬2) إسناده حسن. أبو يزيد الخولاني وشيخه سيار بن عبد الرحمن صدوقان. مروان بن محمَّد: هو الطاطَري. وقال الحافظ ابن الملقن في "البدر المنير" 5/ 618: هذا الحديث صحيح ونقل عن الحافظ المنذري تحسين إسناده. وأخرجه أبو داود (1609) من طريقين عن مروان بن محمَّد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم 1/ 409، وقال الدارقطني (2067) بعد إخراجه الحديث: ليس فيهم مجروح. =

1828 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا نَزَلَتْ الزَّكَاةُ، لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا، وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ (¬1). 1829 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ¬

_ = وفي باب تأدية زكاة الفطر قبل صلاة العيد حديث ابن عمر: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة. أخرجه البخاري (1509)، ومسلم (986). (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو عمار: هو عَرِيب بن حُميد الهمْداني الكوفي. وأخرجه النسائي 5/ 49 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23840). وأخرجه النسائي 5/ 49 من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن القاسم بن مخيمرة، عن عمرو بن شرحبيل، عن قيس بن سعد. فذكر عمرو بن شرحبيل بدل: أبي عمار. وقال النسائي: وسلمة بن كُهيل يخالف الحكم في إسناده، والحكم أثبت من سلمة بن كهيل. قلنا: وعمرو بن شرحبيل -وهو الهمداني الكوفي- ثقة، فلا يضر أيُّهما كان. وقد استدل بهذا الحديث بعضهم على نسخ فرضية صدقة الفطر، وتعقب هذا البيهقي وغيره، فقال في "السُّنن" 4/ 159: وهذا لا يدل على سقوط فرضها، لأن نزول فرض لا يوجب سقوط الآخر، وقد أجمع أهل العلم على وجوب زكاة الفطر، وإن اختلفوا في تسميتها فرضًا، فلا يجوز تركها وبالله التوفيق. وانظر "شرح مشكل الآثار" 6/ 36 - 52 للإمام الطحاوي.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ إِذ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَاعًا (¬1) مِنْ طَعَامٍ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، صاعًا مِنْ أَقِطٍ، صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ، فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، فَكَانَ فِيمَا كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ أَنْ قَالَ: لَا أُرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ إِلَّا تعْدِلُ صَاعًا مِنْ هَذَا، فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَدًا مَا عِشْتُ (¬2). 1830 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارٍ الْمُؤَذِّنِ، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ ¬

_ (¬1) "صاعًا" بالفتح كما جاء في "صحيح مسلم" وغيره، وهو الجادة، وفي أصولنا الثلاثة "صاع" من غير ألف. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (985) (18)، وأبو داود (1616)، والنسائي 5/ 51 - 52 من طريق داود بن قيس، به. وأخرجه البخاري (1505) و (1508)، ومسلم (985)، وأبو داود (1617) و (1618)، والترمذي (679)، والنسائي 5/ 51 و 52 من طرق عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح، به. ورواية بعضهم مختصرة. وجاء عند أبي داود (1618) والنسائي 5/ 52 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن عياض زيادة: أو صاعًا من دقيق. قال أبو داود: فهذه الزيادة وهمٌ من ابن عيينة، ونقل نحو ذلك عن شيخه حامد بن يحيى، وكذلك قال النسائي في "الكبرى" (2305): لا أعلم أحدًا قال في هذا الحديث: "دقيق" غير ابن عيينة. وهو في "مسند أحمد" (11182) و (11698)، و "صحيح ابن حبان" (3307).

22 - باب العشر والخراج

عَنْ عُمَارَ بْنِ سَعْدٍ مُؤَذِّنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِصَدَقَةِ الْفِطْرِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ سُلْتٍ (¬1). 22 - بَابُ الْعُشْرِ وَالْخَرَاجِ 1831 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جُنَيْدٍ الدَّامَغَانِي، حَدّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ الْمُرْوَزِي، حَدّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُغِيرَةَ الْأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ حَيَّانَ الْأَعْرَجِ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْبَحْرَيْنِ أَوْ إِلَى هَجَرَ، فَكُنْتُ آتِي الْحَائِطَ يَكُونُ بَيْنَ الْإِخْوَةِ، يُسْلِمُ أَحَدُهُمْ، فَآخُذُ مِنْ الْمُسْلِمِ الْعُشْرَ، وَمِنْ الْمُشْرِكِ الْخَرَاجَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا لضعف عبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن وعمر ابن حفص -وهو ابن عمر بن سعد القَرَظ المؤذن-، ثم إنه مرسلٌ فعمار بن سعد المؤذن تابعي. ويغني عنه حديثًا ابن عمر وأبي سعد الخدري السالفين قبله. (¬2) إسناده ضعيف، المغيرة الأزدي مجهول، قال المزي في "التهذيب" 28/ 408: أظنه المغيرة بن مسلم القَسمَلي، فإن القَسَامل من الأزد، ومحمد بن زيد مجهول، وحيان الأعرج روايته عن العلاء بن الحضرمي منقطعة. أبو حمزة: هو محمَّد بن ميمون المروزي السكري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (174)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عتاب 19/ 292 - 293 من طريق عتاب بن زياد، والحاكم 3/ 636 من طريق عبدان، كلاهما عن أبي حمزة، بهذا الإسناد. لكن جاء عندهم: "ومن المشرك الجزية" بدل: "الخراج".

23 - باب: الوسق ستون صاعا

23 - بَابٌ: الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا 1832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِي، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا" (¬1). 1833 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا البختري -وهو سعيد ابن فيروز- لم يسمع من أبي سعيد فيما قاله أبو داود وأبو حاتم الرازي، لكنه متابع. وأخرجه أبو داود (1559) عن أيوب بن محمَّد الزقي، عن محمَّد بن عبيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11564). وأخرجه ابن حبان (3282)، والدارقطني (2030) من طريق عمرو بن يحيى ابن عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، وإسناده صحيح. (¬2) إسناده ضعيف جدًا. محمَّد بن عُبيد الله -وهو العَرزَمي- متروك الحديث. وأخرجه ابن عدي 7/ 2687 من طريق إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن يزيد أبي شيبة، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ويحيى ابن يزيد هذا قال عنه أبو حاتم: ليس به بأس، وقال عنه ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسًا، وأرجو أن يكون صدوقًا، وقال البخاري: لم يصح حديثه، واضطرب فيه قول ابن حبان. ويغني عنه ما قبله.

24 - باب الصدقة على ذي قرابة

24 - بَابُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي قَرَابَةٍ 1834 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عن (¬1) ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيُجْزِئُ عَنِّي مِنْ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى زَوْجِي، وَأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَهَا أَجْرَانِ: أَجْرُ الصَّدَقَةِ وَأَجْرُ الْقَرَابَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) لفظ "عن" سقط من (س) و (م) ومطوعة فؤاد عبد الباقي، وأثبتناه من (ذ)، وهذا الإسناد بإثبات لفظ "عن" وهم وقع لأبي معاوية قديمًا، وقد نبَّه عليه الترمذي. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه أبو معاوية -وهو محمَّد بن خازم الضرير- فقال؟ عن عمرو بن الحارث، عن ابن أخي زينب، عن زينب، والصحيح ما رواه شعبة بن الحجاج وحفص بن غياث وغيرهما عن الأعمش، عن عمرو بن الحارث، عن زينب، وعمرو بن الحارث هو ابن أخي زينب. وأخرجه الترمذي (640)، والنسائي في "الكبرى" (9156) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27048)، و"صحيح ابن حبان" (4248) من طريقه. وأخرجه البخاري (1466)، ومسلم (1000) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (1000) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والترمذي (641)، والنسائي 5/ 92 - 93 من طريق شعبة بن الحجاج، ثلاثتهم عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عمرو بن الحارث، عن زينب امرأة عبد الله ... وهو في "مسند أحمد" (16082) من طريق شعبة بن الحجاج. وقد استدل بهذا الحديث على جواز دفع المرأة زكاتها إلى زوجها، وهو قول الشافعي والثوري وصاحبي أبي حنيفة، وإحدى الروايتين عن مالك وعن أحمد، كذا أطلق بعضهم، ورواية المنع عنده مقيدة بالوارث، وعبارة الخرقي: ولا لمن تلزمه مؤنته. فشرحه ابن قدامة بما قيدته، قال: والأظهر الجواز مطلقا إلا للوالدين والولد، =

1834م - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). 1835 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدّثَنَا حَفْصُ ابْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالصَّدَقَةِ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ: أَيُجْزِينِي مِنْ الصَّدَقَةِ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَلَى زَوْجِي وَهُوَ فَقِيرٌ، وَبَنِي أَخٍ لِي أَيْتَامٍ، وَأَنَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ: وَكَانَتْ صَنَاعَ الْيَدَيْنِ (¬2). ¬

_ = وحملوا الصدقة في الحديث على الواجبة لقولها: أتجزئ عني، وبه جزم المازري، وتعقبه عياض بأن قوله: "ولو من حليكن" وكون صدقتها كانت من صناعتها يدلان على التطوع، وبه جزم النووي، وتأولوا قوله: "أتجزئ عني"، أي في الوقاية من النار، كأنها خافت أن صدقتها على زوجها لا تحصل لها المقصود. قاله الحافظ في "الفتح" 3/ 329. (¬1) حديث صحيح كسابقه. (¬2) إسناده صحيح. وقد رواه غيرُ حفص بن غياث، فجعلوا كلامَ زينب امرأة ابن مسعود من كلام أم سلمة في بني أبي سلمة. وأخرجه البخاري (1467) من طريق عبدة بن سليمان، ومسلم (1001) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، و (1001) من طريق علي بن مُسهر، ومن طريق معمر بن راشد، أربعتهم عن هشام، به. وقولها: وكانت صناع اليدين، يقال: امرأة صناع اليدين كسحاب: حاذقة ماهرة بعمل اليدين. وهو في "مسند أحمد" (26509).

25 - باب كراهية المسألة

25 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْمَسْأَلَةِ 1836 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ، فَيَجِيء بِحُزْمَةِ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا فَيَسْتَغْنِيَ بِثَمَنِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ" (¬1). 1837 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ (¬2) يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وأَتَقَبَّلُ (¬3) لَهُ بِالْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: أَنَا. قَالَ: "لَا تَسْأَلْ النَّاسَ شَيْئًا". قَالَ: فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ: نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَهُ (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. هشام بن عروة: هو ابن الزبير بن العوّام. وأخرجه البخاري (1471) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (1407). (¬2) في المطبوع: ومن. (¬3) في المطبوع: أتقبل. من غير واو. (¬4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن يزيد -وهو ابن معاوية بن أبي سفيان- روى عنه جمع وأثنى عليه علماء الأثر، وذكره ابن حبان في "الثقات" وانظر ترجمته في "تاريخ دمشق" ص 112 - 119، وقد توبع. ولهذا صححه المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 329 - 330. وأخرجه النسائي 5/ 96 من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22385). =

26 - باب من سأل عن ظهر غنى

26 - بَابُ مَنْ سَأَلَ عَنْ ظَهْرِ غِنى 1838 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ ابْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرَ جَهَنَّمَ، فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيُكْثِرْ" (¬1). 1839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِي، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1643) من طريق أبي العالية رُفيع بن مهران الرياحي، عن ثوبان. وإسناده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (22374). وفي الباب عن عوف بن مالك الأشجعي عند أحمد (23993)، ومسلم (1043)، وأبي داود (1642)، والنسائي 1/ 229. وأخرج أحمد (22420)، والدارمي (1645)، والبزار (923 - كشف الأستار) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 20، والطبراني في "المعجم الكبير" (1407)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 181 من حديث ثوبان، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من سأل مسألة وهو عنها غني، كانت شيئًا في وجهه يوم القيامة". وإسناده صحيح. (¬1) إسناده صحيح. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله. وأخرجه مسلم (1041) من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7163)، و"صحيح ابن حبان" (3393). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن سالم بن أبي الجعد كثير الإرسال عن الصحابة، ولم يصرح بسماعه من أبي هريرة، لكنه متابع. أبو حَصين: هو عمان بن عاصم بن حُصَين الأسدي. =

-1840 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ، جَاءَتْ (¬1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا أَوْ خُمُوشًا أَوْ كُدُوحًا ¬

_ = وأخرجه النسائي 5/ 99 عن هناد بن السري، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8908)، و"صحيح ابن حبان" (3290). وأخرجه الدارقطني (1989) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن سالم، عن أبى هريرة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 14، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 308 من طريق معلَّى بن منصور الرازي، وأبو نعيم 8/ 308 من طريق فرات بن محبوب، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وهذا إسناد صحيح إن كان أبو بكر بن عياش حفظه. وأخرجه أبو يعلى (6199)، وابن خزيمة (2387)، والحاكم 1/ 407، والبيهقي 7/ 13 - 14، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 5/ 411 من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن أبي حازم سلمان الأشجعي، عن أبي هريرة. رفعه سفيان في رواية ابن خزيمة والحاكم، وشك فيه عند أبي يعلى والبيهقي، وإسناد طريق سفيان صحيح. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7859)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (885) من طريق وهب بن بقية، عن خالد الطحان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي هريرة وإسناده صحيح. المِرة: القوة، وأصلها من شِدة فتل الحبل، يقال: أمررت الحبلَ: إذا أحكمتَ فتله. وأكثر أهل العلم على أنه لا تحل الصدقة للقوي القادر على الكسب، وهو قول الشافعي وإسحاق، وقال أصحاب الرأي: تحل له الصدقة إذا لم يملك مئتي درهم. (¬1) في المطبوع: جاءت مسألته.

27 - باب من تحل له الصدقة

فِي وَجْهِهِ" قِيلَ: يا رسول الله، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: "خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَو قِيمَتُهَا مِنْ الذَّهَبِ" (¬1). فَقَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ: إِنَّ شُعْبَةَ لَا يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ سُفْيَانُ: قَدْ حَدَّثَنَاهُ زُبَيْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ. 27 - بَابُ مَنْ تَحِلُّ لَهُ الصَّدَقَةُ 1841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلَّا لِخَمْسَةٍ: لِعَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ لِغَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ غَنِيٍّ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ، أَوْ فَقِيرٍ تُصُدِّقَ عَلَيْهِ، فَأَهْدَاهَا لِغَنِي أَوْ غَارِمٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح من جهة زُبَيد -وهو ابن الحارث الياميَ أو الإيامي- وقد احتج بهذا الحديث أحمد بن حنبل فيما نقله عنه ابن عدي في "الكامل" 2/ 636، واحتج به كذلك الثوري وإسحاق بن راهويه والحسن بن صالح وابن المبارك فيما حكاه عنهم الترمذي عقب الحديث (651)، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 101 - 103، وصححه ابنُ التركماني في "الجوهر النقي" 7/ 24 - 25. وأخرجه أبو داود (1626)، والترمذي (657)، والنسائي 5/ 97 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (656) من طريق شريك، عن حكيم بن جبير، به. وهو في "مسند أحمد" (3675). (¬2) إسناده صحيح، وتابع معمرًا عليه سفيانُ بن سعيد الثوري، ولا يضر إرسالُ من أرسله وهو مالك في "موطئه" 2/ 268 وسفيان بن عيينة عند ابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 96 اللذين روياه عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإن معمرًا والثوري حافظان، وكذا مالك وابن عيينة: فيكون عطاء بن يسار =

28 - باب فضل الصدقة

28 - بَابُ فَضْلِ الصَّدَقَةِ 1842 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِي، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، إِلَّا أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ الْجَبَلِ، وَيُرَبِّيهَا (¬1) كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ" (¬2). ¬

_ = أرسله مرة ووصله أخرى. فلا يعكر المرسلُ على الموصول بشئ، والله تعالى أعلم، ولهذا صحيح الموصول ابنُ الجارود (365)، وابن خُزيمة (2374)، والحاكمُ 1/ 407 - 408، وابن حَرم في "المحلى" 6/ 151، والمنذري، وابن حجر. وأخرجه أبو داود (1636) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11538) عن عبد الرزاق، وانظر تمام الكلام عليه عنده. وأخرجه الدارقطني في "السُّنن" (1997)، وفي "العلل" 3/ ورقة 236، والبيهقي 7/ 15 من طريقين عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عن زيد، به. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (7152) عن الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: وهذا الرجل هو أبو سعيد الخدري بلا شك. (¬1) في المطبوع: ويربيها له. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1014)، والترمذي (667)، والنسائي 5/ 57 عن قتيبة بن سعيد البغلاني، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8381). وأخرجه بنحوه البخاري (1410)، ومسلم (1014)، من طريق أبي صالح السمان، والترمذي (668) من طريق القاسم بن محمَّد، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8961) من طريق أبي صالح، و (7634) من طريق القاسم بن محمَّد بن أبي بكر الصديق. =

1843 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَمَامَهُ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، وَيَنْظُرُ عَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ عَنْ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَلْيَفْعَل" (¬1). 1844 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرَّبَابِ أُمِّ الرَّائِحِ بِنْتِ صُلَيْعٍ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الْقَرَابَةِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ" (¬2). ¬

_ = نقل الإمام النووي في "شرح مسلم" 7/ 98 عن الإمام المازري: أن هذا الحديث وشبهه إنما عبر به على ما اعتادوا في خطابهم ليفهموا، فكنى هنا عن قبول الصدقة بأخذها في الكف وعن تضعيف أجرها بالترببة. والفلو: هو المهر سمي بذلك، لأنه فلي عن أمه، أي: فصل وعُزِلَ، والفصيل: ولد الناقة إذا فُصِل من إرضاع أمه، فعيل بمعنى مفعول كجريح وقتيل بمعنى مجروح ومقتول. (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (185) فانظر تخريجه هناك. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرباب أم الرائح. وأخرجه الترمذي (664)، والنسائي 5/ 92 من طريقين عن حفصة بنت سيرين، به. وهو في "مسند أحمد" (16226)، و"صحيح ابن حبان" (3344). ويشهد له حديث زينب الثففية امرأة عبد الله بن مسعود ضمن حديث مطول عند البخاري (1466)، ومسلم (1000)، وقد سلف برقم (1834).

أبواب النكاح

أَبْوَابُ النِّكَاحِ 1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ النِّكَاحِ 1845 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِمِنًى، فَخَلَا بِهِ عُثْمَانُ، فَجَلَسْتُ قَرِيبًا (¬1)، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُزَوِّجَكَ جَارِيَةً بِكْرًا، تُذَكِّرُكَ مِنْ نَفْسِكَ بَعْضَ مَا قَدْ مَضَى؟ فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ سِوَى هَذِا، أَشَارَ إِلَيَّ بِيَدِهِ، فَجِئْتُ وَهُوَ يَقُولُ: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) في المطبوع: قريبا منه. (¬2) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مِهران الكاهِلي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النَّخَعي. وأخرجه البخاري (1905)، ومسلم (1405)، وأبو داود (2046)، والنسائي 4/ 170 و171 و 6/ 56 - 57 و 57 و 58 من طريق إبراهيم النخعي، به. وهو في "مسند أحمد" (3592)، و"صحيح ابن حبان" (4026). وأخرجه البخاري (5066)، ومسلم (1400)، والترمذي (1105)، والنسائي 4/ 169 و170 - 171 و 6/ 57 - 58 و 58 من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، عن عبد الله بن مسعود. وهو في "مسند أحمد (4023).

1846 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدّثَنَا آدَمُ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ الْقَاسِمِ عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، وَتَزَوَّجُوا، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ (¬1)، وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ" (¬2). 1847 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ مُسْلِمٍ، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَمْ يرَ (¬3) لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ" (¬4). ¬

_ (¬1) زاد في (س): يوم القيامة. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عيسى بن ميمون -وهو المدني- متروك الحديث. وقوله: "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسُنتي فليس مني" يغني عنه حديث أنس بن مالك عند البخاري (5063)، ومسلم (1401)، وهو في "مسند أحمد" (13534)، ولفظه: "أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني". وقوله: "وتزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم" يغني عنه حديث معقل بن يسار عند أبي داود (2050)، والنسائي 6/ 65 - 66 بلفظ: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم" وإسناده قوي، وصححه ابن حبان (4056) و (4057). وحديث أنس بن مالك عند أحمد في "مسنده" (12613) ولفظه: "تزوجوا الودود الولود إني مكاثر الأنبياء يوم القيامة" وإسناده قوي. وقوله: "ومن كان ذا طَول فلينكح ... " يغني عنه حديث ابن مسعود السالف قبله. (¬3) في (م): لم نَرَ. (¬4) حديث صحيح، محمَّد بن مُسلم -وهو الطائفي- وإن كان ينحط عن رتبة =

2 - باب النهي عن التبتل

2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ التَّبَتُّلِ 1848 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِي، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لَاخْتَصَيْنَا (¬1). ¬

_ = الصحيح متابع. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، وسعيد بن سليمان: هو أبو عثمان الضَبي الواسطي البزاز، وإبراهيم بن مَيْسرة: هو الطائفي، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 134، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 253، والطبراني في "الكبير" (11009)، والحاكم 2/ 160، والبيهقي 7/ 78 من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، وتمام الرازي في "فوائده" (732) و (733) و (734) من طريق أبي مُسْهِر عبد الأعلى بن مُسهِر، كلاهما عن محمَّد بن مسلم الطائفي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو الحسين ابن جُميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" ص 243 - 244 الترجمة (200) وأبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" 2/ 653 و 3/ 947 من طريق عبد الصمد بن حسان المروروذي، والخليلي 2/ 947 من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس. وإسناد عبد الصمد قويُّ. وأخرجه سعيد بن منصور في "السُّنن" (492)، وأبو يعلى (2747)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 134 من طريق سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق (10377)، وابن أبي شيبة 4/ 128، والبيهقي 7/ 78 من طريق ابن جريج، وعبد الرزاق (10377) عن معمر بن راشد، ثلاثتهم عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، وقد رجّح المرسلَ العُقيليُّ! (¬1) إسناده صحيح. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وسعد: هو ابن أبي وقاص. =

3 - باب حق المرأة على الزوج

1849 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ التَّبَتُّلِ. زَادَ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ: وَقَرَأَ قَتَادَةُ: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38] (¬1). 3 - بَابُ حَقِّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ 1850 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي قَزْعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى الزَّوْجِ؟ قَالَ: "أَنْ يُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمَ، وَأَنْ يَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَى، وَلَا يضرِبِ ¬

_ = وأخرجه البخاري (5073)، ومسلم (1402)، والترمذي (1107)، والنسائي 6/ 58 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (1514)، و"صحيح ابن حبان" (4027). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري مدلّس وقد عنعنه. معاذ بن هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستُوائي، وقتادة: هو ابن دِعامة. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1108)، وفي "العلل الكبير" 1/ 423، والنسائي 6/ 59 من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20192). قال الترمذي في "العلل": سألتُ محمدًا (يعني البخاري) عن هذا الحديث فقال: حديث الحسن عن سمرة محفوظ. قلنا: ويشهد له حديث سعد السالف قبله.

الْوَجْهَ، وَلَا يُقَبِّحْ، وَلَا يَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ" (¬1). 1851 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ الْبَارِقِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ حَدّثَنِي أَبِي: أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَّرَ وَوَعَظَ، ثُمَّ قَالَ: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، إِنَّ لَكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ: فَلَا يُوَطِّئَنَّ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل حكيم بن معاوية -وهو ابن حَيْدة القُشَيري- فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه أبو داود (2142) و (2143) و (2144)، والنسائي في "الكبرى" (9106) و (9115) و (9126) و (9136) و (11038) من طريق حكيم بن معاوية بن حيدة، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (20011) و (20013)، و"صحيح ابن حبان" (4175). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سليمان بن عمرو بن الأحوص صدوق حسن الحديث، روى عن ثلاثة من الصحابة، وروى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه الترمذي (1197) و (3341)، والنسائي في "الكبرى" (9124) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (15507) ولم يسق لفظه. =

4 - باب حق الزوج على المرأة

4 - بَابُ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ 1852 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَفَّانُ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إِلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ، وَمِنْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إِلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ، لَكَانَ نَوْلُهَا أَنْ تَفْعَلَ" (¬1). ¬

_ = ويشهد له حديث جابر الطويل الذي أخرجه مسلم (1218) وفيه: فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه ... وقوله: فلا يُوطئن فرشَكم مَن تكرهون. قال الخطابي في "معالم السُّنن" 2/ 200: معناه: أن لا يأذَن لأحد من الرجال يدخل عليهن فيتحدث إليهن، وكان الحديث من الرجال إلى النساء من عادات العرب لا يرون ذلك عيبًا، ولا يعدونه ريبة، فلما نزلت آية الحجاب، وصارت النساء مقصورات نهى عن محادثتهن والقعود إليهن، وليس المراد بوطء الفرش ها هنا نفس الزنى، لأن ذلك محرم على الوجوه كلها، فلا معنى لاشتراط الكراهية فيه ... وعوانٍ: أسيرات، جمع عانية، والكلام على التشبيه. (¬1) صحيح لغيره دون قوله: "ولو أن رجلًا أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر ... "، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 528 و 4/ 306، وأحمد (24471) من طريق حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث أبي هريرة عند الترمذي (1191). وإسناده حسن، وصححه ابن حبان (4162). وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12003). وإسناده قوي. =

1853 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فقَالَ: "مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ " قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ، فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا، وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ، لَمْ تَمْنَعْهُ" (¬1). 1854 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُسَاوِرٍ الْحِمْيَرِي، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: ¬

_ = وحديث معاذ بن جبل عند أحمد (21986). ورجاله ثقات. وحديث أنس بن مالك عند أحمد (12614). ورجاله ثقات. وانظر تمام شواهده عند ابن حبان (4162). وانظر ما بعده. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه كما هو مبين في "المسند" (19403). وأخرجه ابن حبان (4171) من طريق محمَّد بن أبي بكر المقدمي، والبيهقي 7/ 293 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد، بهذا الإسناد. ويشهد له ما قبله. ويشهد لقوله: "والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة ... " حديث طلق بن علي الحنفي مرفوعًا عند الترمذي (1194) بلفظ: "إذا الرجلُ دعا زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور". وصححه ابن حبان (4165).

5 - باب أفضل النساء

سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ، دَخَلَتْ الْجَنَّةَ" (¬1). 5 - بَابُ أَفْضَلِ النِّسَاءِ (¬2) 1855 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّمَا الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَلَيْسَ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مُساوِر الحميري وأمه. وأخرجه الترمذي (1195) عن واصل بن عبد الأعلى، عن محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن غريب. ويشهد له حديث حصين بن محصن، عن عمَّةٍ له أتت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حاجة ففرغت من حاجتها، فقال لها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أذات زوج أنت؟ " قالت: نعم، قال: "كيف أنتِ له" قالت: ما آلوه إلا ما عجزتُ عنه، قال: "فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتُك ونارُك" أخرجه أحمد في "المسند" (19003) وإسناده حسن، وصححه الحاكم 2/ 189 وسكت عنه الذهبي. وحديث عبد الرحمن بن عوف عند أحمد (1661) مرفوعًا: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجَها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنةَ مِن أي أبواب الجنة شئتِ" وهو حديث حسن. (¬2) في (ذ) و (م): فَضل النساء. وبإسقاط لفظ "باب". (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الرحمن ابن زياد بن أنعُم ضعيف يعتبر به، وقد تابعه شرحبيل بن شريك المَعَافري المصري عند مسلم وغيره. وأخرجه مسلم (1467)، والنسائي 6/ 69 من طريق شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي: عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وهو في "مسند أحمد" (6567)، و "صحيح ابن حبان" (4031).

1856 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ، قَالُوا: فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ. فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرِهِ، فَأَدْرَكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنَا فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ؟ فَقَالَ: "لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا، وَلِسَانًا ذَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان فيما حكاه غير واحد من أهل العلم. وأخرجه الترمذي (3351) من طريق منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان وقال: سألت محمَّد بن إسماعيل (يعني البخاري): سمع سالم بن أبي الجعد من ثوبان؟ فقال: لا. وهو في "مسند أحمد" (22392). ويشهد له حديث عبد الله بن أبي الهذيل عن صاحب له أنه انطلق مع عمر فقال: يا رسول الله قولك: "تبًا للذهب والفضة" ماذا؟ فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لسانًا ذاكرًا وقلبًا شاكرًاَ، وزوجة تعين على الآخرة" أخرجه أحمد (23101) وفي إسناده سلم بن عطية الفقيمي ليَّنه الحافظ ابن حجر في "التقريب". وحديث ابن عباس عند ابن أبي الدنيا في "الشكر" (34)، والطبراني في "الكبير" (11275)، وفي "الأوسط" (7208)، وأبي نعيم في "الحلية" 3/ 65، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4429)، وفي "الآداب" (889) بلفظ: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أربع من أعطيهن ففد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلب شاكر، ولسان ذاكر، وبَدَنٌ على البلاء صابر، وزوجةٌ لا تبغيه خونًا في نفسها ولا ماله" - لفظ ابن أبي الدنيا- وفي إسناد هذا الحديث مؤمل بن إسماعيل، وحديثه هذا حسن في الشواهد دون قوله: "وبدن على البلاء صابر". ويشهد له كذلك حديث عبد الله بن عمرو السالف قبله. قوله: أوضَعَ على بعيرِه، أي: حَمَله على سرعةِ السَّير، قاله في "النهاية".

6 - باب تزويج ذات الدين

1857 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ، خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ" (¬1). 6 - بَابُ تَزْوِيجِ ذَاتِ الدِّينِ 1858 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تُنْكَحُ النِّسَاءُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، لضعف عثمان بن أبي العاتكة وعلي بن يزيد -وهو الأَلهاني- القاسم: هو ابن عبد الرحمن الدمشقي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7881) عن جعفر بن محمَّد الفريابي، عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7828)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4430) من طريق عبيد الله بن زَحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة بنحو حديث ثوبان السالف قبله. ويغني عنه حديث أبي هريرة عند النسائي 6/ 68 بإسناد قوي ولفظه: سئل رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أي النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره". وهو في "مسند أحمد" (7421). (¬2) إسناده صحيح. يحيى بن حكيم: هو أبو سعيد البصري المقوِّم، وسعيد ابن أبي سعيد: هو المَقبُري. =

7 - باب تزويج الأبكار

1859 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِي وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ الْإِفْرِيقِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ (¬1)، وَلَا تَزَوَّجُوهُنَّ لِأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلَأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ" (¬2). 7 - بَابُ تَزْوِيجِ الْأَبْكَارِ 1860 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَتَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. ¬

_ = وأخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466)، وأبو داود (2047)، والنسائي 6/ 68 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9521)، و"صحيح ابن حبان" (4036). (¬1) في (ذ): يؤذيهن. (¬2) إسناده ضعيف لضعف الإفريقي، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعُم، أبو كُريب: هو محمَّد بن العلاء الهمْداني، وعبد الرحمن المُحاربي: هو ابن محمَّد، وعبد الله بن يزيد، هو أبو عبد الرحمن الحُبُلي. وأخرجه سعيد بن منصور (505)، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 120، وعبد بن حميد (328)، والبزار في "مسنده" (2438)، والبيهقي 7/ 80 من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي، به. قوله: خرماء، من الخَرم، وأصله الثقب والشقّ، والأخرم المثقوب الأذن والذي قُطِعت وَتَرة أنفه أو طرَفُه شيئًا لا يبلغ الجدع، والأنثى خرماء، قاله في "النهاية".

قَالَ: "أَبِكْرًا أَوْ ثَيِّبًا؟ " قُلْتُ: ثَيِّب (¬1). قَالَ: "فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا؟ " قُلْتُ: كُنَّ لِي أَخَوَاتٌ، فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ. قَالَ: "فَذَاكَ إِذًا" (¬2). 1861 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِي (¬3)، حَدّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الْأَنْصَارِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيْكُمْ بِالْأَبْكَارِ، فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا، وَأَنْتَقُ أَرْحَامًا، وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ" (¬4). ¬

_ (¬1) هكذا في أصولنا الثلاثة "ثيب" بالرفع، وهي على تقدير مبتدأ محذوف، وفي المطبوع: "ثيبًا" بالنصب على المفعول. (¬2) إسناده صحيح. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (2309)، والنسائي 6/ 65 من طريق عطاء بن أبي رباح، به. وأخرجه البخاري (2097) و (2406) و (2967) و (4052) و (5245) و (5247) و (5367) و (6387)، ومسلم بإثر الحديث (1466)، وأبو داود (2048)، والترمذي (1125)، والنسائي 6/ 61 من سبعة طرق عن جابر بن عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (14132)، و"صحيح ابن حبان" (7138) و (7143). قلنا: وجاء عندهم جميعًا قوله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بكرًا أم ثيبًا" فذكروا "أم" بدل "أو"، والتعبير بـ "أو" يجوز قياسًا كما قال ابن هشام، قال: ويكون الجواب بنعم أو بلا، وذلك أنه إذا قيل: أزيد عندك أو عمرو، فالمعنى أأحدهما عندك أم لا، فإن أجبتَ بالتعيين صح، لأنه جوابٌ وزيادة. انظر "مغني اللبيب" 1/ 43. (¬3) في (ذ) و (س): التميمي، وهو خطأ، فمحمد هذا قرشي تَيمي. (¬4) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عويم بن ساعدة وجهالة أبيه، وقد جاءت تسمية عتبة في بعض الروايات عبد الرحمن. =

8 - باب تزويج الحرائر والولود

8 - بَابُ تَزْوِيجِ الْحَرَائِرِ وَالْوَلُودِ 1862 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سَلَّامُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ طَاهِرًا مُطَهَّرًا، فَلْيَتَزَوَّجْ الْحَرَائِرَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1947)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 288، والطبراني في "الكبير" 17/ (350)، وفي "الأوسط" (455)، والبيهقي 7/ 81، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سالم بن عتبة 10/ 163 من طريق محمَّد بن طلحة التيمي، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10244) وفي إسناده أبو بلال الأشعري، ضعفه الدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عنه أهل العراق، وترجمه ابن أبي حاتم وقال: روى عنه أبي رحمه الله. وعن عبد الله بن عمر عند ابن السُّنِّي وأبي نعيم كلاهما في "الطب" قال الحافظ في "التلخيص" 3/ 145: وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف. وعن جابر بن عبد الله عند ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1016) وفي إسناده إبراهم بن البراء متهم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف سلام ابن سوار -وهو ابن سليمان بن سوّار ابن أخي شبابة- وضعف كثير بن سُليم. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1157 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وذكره البخاري معلقًا في "التاريخ الكبير" 8/ 404 عن أحمد بن يوسف العجلي، عن يونس بن مرداس، عن أنس. وسكت عنه. وأخرجه ابن عدي 5/ 1764 من طريق عمرو بن جميع القاضي الحلواني، عن جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال، عن علي بن أبي طالب، وعمرو بن جميع متروك واتهمه بعضهم. وأخرجه كذلك 7/ 2521 من طريق نهشل بن سعيد النيسابوري، عن الضحاك، عن ابن عباس، ونهشل متروك وكذبه بعضهم.

9 - باب النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها

1863 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِي، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "انْكِحُوا، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ (¬1) " (¬2). 9 - بَابُ النَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا 1864 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، قَالَ: خَطَبْتُ امْرَأَةً، فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهَا فِي نَخْلٍ لَهَا، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا" (¬3). ¬

_ (¬1) لفظة "بكم" ليست في (س) و (م). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، طلحة -وهو ابن عمرو المكي- متروك الحديث، ويعقوب بن حُميد بن كاسب ضعيف. ويغني عنه حديث معقل بن يسار وأنس بن مالك، وقد أوردناهما في التعليق على الحديث (1846) وإسناداهما قويان. (¬3) إسناده ضعيف لجهالة حال محمَّد بن سليمان - وهو ابن أبي حثمة، وحجاج -وهو ابن أرطأة- مدلس وقد عنعنه. وقد اختلف فيه على حجاج بن أرطأة. وأخرجه أحمد (16028)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1991)، والطبراني في "الكبير" 19/ (501) من طريق يزيد بن هارون، وسعيد بن منصور (519)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 13 - 14 من طريق أبي شهاب الحفاظ، وابن أبي شيبة 5/ 356، وابن أبي عاصم (1990)، والطبراني 19/ (500) من طريق حفص بن غياث، كلهم عن الحجاج، به. =

1865 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1992) عن أبي موسى محمَّد ابن المثنى، والطبراني في "الكبير" 19/ (504) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عن أبي معاوية محمَّد بن خازم، عن حجاج، عن سهل بن محمَّد بن أبي حثمة عن عمه سليمان بن أبي حثمة، قال: رأيت محمَّد بن مسلمة، وحجاج ضعيف، وسهل بن محمَّد بن أبي حثمة مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، وعمه سليمان بن أبي حثمة مختلف في صحبته. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4166)، وعنه ابن حبان (4042) حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا محمَّد بن خازم عن سهل بن محمَّد ابن أبي حثمة، عن عمه سليمان بن أبي حثمة. وقد سقط الحجاج بن أرطأة من إسناده، والصواب إثباته كما في رواية عبد الله بن يوسف وأبي موسى محمَّد بن المثنى، وقد جاء على الصواب في "تاريخ البخاري" 1/ 97، فقال: وقال أبو معاوية محمَّد بن خازم، عن حجاج، عن سهل بن محمَّد بن أبي حثمة، عن عمه سليمان ابن أبي حثمة وقد فاتنا أن ننبه على هذا السقط في تعليقاتنا على ابن حبان فيستدرك من هنا وقد تحرف محمَّد بن خازم عند البوصيري في "إتحاف الخيرة"، والهيثمي في "الموارد" إلى أبي خازم. وأخرجه الطيالسي (1186)، والطبراني 19/ (505) من طريق حماد بن سلمة، عن حجاج، عن محمَّد بن سهل بن حنيف! عن أبيه! قال: رأيت محمَّد بن مسلمة فذكره نحوه وهذا الإسناد وهم من حماد بن سلمة، فقد خالف الناسَ فيه كما قال الطبراني. ويغني عنه حديث أبي هريرة عند مسلم (1424)، وهو في "مسند أحمد" (7842). وحديث أنس بن مالك والمغيرة بن شعبة الآتيان بعده. وانظر تتمة شواهده عند أحمد.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا". فَفَعَلَ، فَتَزَوَّجَهَا، فَذَكَرَ مِنْ مُوَافَقَتِهَا (¬1). 1866 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِي عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرْتُ لَهُ امْرَأَةً أَخْطُبُهَا فَقَالَ: "اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا" فَأَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ، فَخَطَبْتُهَا إِلَى أَبَوَيْهَا، وَأَخْبَرْتُهُمَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكَأَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِكَ، قَالَ: فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الْمَرْأَةُ، وَهِيَ فِي خِدْرِهَا، فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ، فَانْظُرْ، وَإِلَّا فَأَنْشُدُكَ، كَأَنَّهَا أَعْظَمَتْ ذَلِكَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجْتُهَا. فَذَكَرَ مِنْ مُوَافَقَتِهَا (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن بعض أهل العلم قد ضعف رواية معمر -وهو ابن راشد- عن ثابت -وهو ابن أسلم البناني- وقال الدارقطي: الصواب عن ثابت عن بكر. قلنا: يعني الطريق الآتية بعده. وأخرجه ابن الجارود (676)، والدارقطني (3622)، والحاكم 2/ 165، والبيهقي 7/ 84 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4043). وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد (7842)، ومسلم (1424). وصححه ابن حبان (4041). (¬2) حديث صحيح إن صح سماع بكر بن عبد الله المزني من المغيرة، فقد نفاه ابن معين، وأثبته الدارقطي في "العلل" 7/ 139. =

10 - باب لا يخطب الرجل على خطبة أخيه

10 - بَابٌ لَا يَخْطُبْ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ 1867 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَخْطُبْ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ" (¬1). 1868 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَخْطُبْ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1112)، والنسائي 6/ 69 - 70 من طريق عاصم الأحول، عن بكر، به. وهو في "مسند أحمد" (18137)، وانظر تتمة الكلام عليه فيه. (¬1) إسناده صحيح من جهة سهل بن أبي سهل -واسم أبي سهل زنجلة الصُّغدي-. وأخرجه البخاري (2140)، ومسلم (1413)، وأبو داود (2080)، والترمذي (1165)، والنسائي 6/ 71 - 72 و 72 و 7/ 258 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (7248) "وصحيح ابن حبان" (4046) و (4048) و (4050). وأخرجه البخاري (5144)، والنسائي 6/ 73 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ومسلم (1413) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، و (1413) من طريق أبي صالح والنسائي 6/ 73 من طريق محمَّد بن سيرين، أربعتهم عن أبي هريرة. زاد البخاري في روايته: "حتى يَنكح أو يترك". (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1412) (50)، وأبو داود (2081) من طريق عُبيد الله بن عمر، به وزادا: "إلا أن يأذن له". =

11 - باب استئمار البكر والثيب

1869 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ الْعَدَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي" فَآذَنَتْهُ، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْجَهْمِ بْنُ صُخَيْرٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ لَا مَالَ لَهُ، وَأَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ، وَلَكِنْ أُسَامَةُ"، فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا: أُسَامَةُ، أُسَامَةُ! فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "طَاعَةُ اللَّهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ خَيْرٌ لَكِ" قَالَتْ: فَتَزَوَّجْتُهُ فَاغْتَبَطْتُ بِهِ (¬1). 11 - بَابُ اسْتِئْمَارِ الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ 1870 - حَدَّثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّي، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِي، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (5142)، والنسائي 6/ 73 - 74 من طريق ابن جريج، ومسلم (1412)، والترمذي (1338)، والنسائي 6/ 71 من طريق الليث بن سعد، ومسلم (1412) من طريق أيوب، ثلاثتهم عن نافع، به. زاد ابن جريج في روايته: "حتى يترك الخاطب أو يأذن له الخاطب". وهو في "مسند أحمد" (4722)، و"صحيح ابن حبان" (4047). (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه مسلم (1480) (47 - 49)، والترمذي (1167) من طريق سفيان الثوري، به. وأخرجه الترمذي (1166) من طريق شعبة، عن أبي بكر بن أبي الجهم، به. وأخرجه مسلم (1480) (36)، وأبو داود (2284 - 2287)، والنسائي 6/ 74 و 75 - 77 و 207 - 208 من طرق عن فاطمة بنت قيس. وهو في "مسند أحمد" (27320)، و"صحيح ابن حبان" (4254).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأَيِّمُ أَوْلَى بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحْيِي أَنْ تكَلَّمَ، قَالَ: "إِذْنُهَا سُكُوتُهَا" (¬1). 1871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدّمَشْقِي، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدّثَنَا الْأَوْزَاعِي، حَدّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُنْكَحُ الثَّيِّبُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَإِذْنُهَا الصُّمُوتُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. إسماعيل بن موسى السُّدِّي- هو ابن بنت السُّديِّ- صدوق حسن الحديث، وقد تابعه سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى عند مسلم وغيرهم، وهو عند مالك في "الموطأ" 2/ 524 - 525. وأخرجه مسلم (1421)، وأبو داود (2098) و (2099) و (2100)، والترمذي (1134)، والنسائي 6/ 84 و 84 - 85 و 85 من طرق عن نافع بن جُبير، به. وهو في "مسند أحمد" (1888)، و "صحيح ابن حبان" (4084). (¬2) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (5136)، ومسلم (1419)، وأبو داود (2092)، والترمذي (1133)، والنسائي 6/ 85 و 86 من طريق يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه أبو داود (2093) و (2094)، والترمذي (1135) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، به. زاد عند أبي داود في الموضع الثاني: "فإن بكت أو سكتت فهو إذنها" وقال أبو داود: وليس لفظ "بكت" بمحفوظ، وهو وهم في الحديث. الوهم من ابن إدريس أو من محمَّد بن العلاء. قلنا: ذلك أن رواية أبي داود الثانية عن محمَّد بن العلاء عن عبد الله بن إدريس، عن محمَّد بن عمرو. وقد رواه يزيد بن زريع وحماد بن زيد والدراوردي وغيرهم فلم يذكروا هذه الزيادة. وهو في "مسند أحمد" (7131)، و"صحيح ابن حبان" (4079).

12 - باب من زوج ابنته وهي كارهة

1872 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِي، أخبرنا اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِي عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ رِضَاهَا صَمْتُهَا" (¬1). 12 - بَابُ مَنْ زَوَّجَ ابْنَتَهُ وَهِيَ كَارِهَةٌ 1873 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَمُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّيْنِ أَخْبَرَاهُ: أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ يُدْعَى خِذَامًا أَنْكَحَ ابْنَةً لَهُ، فَكَرِهَتْ نِكَاحَ أَبِيهَا، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَتْ لَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا نِكَاحَ أَبِيهَا، فَنَكَحَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. وَذَكَرَ يَحْيَى أَنَّهَا كَانَتْ ثَيِّبًا (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، فإن عدي بن عدي الكندي -وهو ابن عميرة- لم يسمع من أبيه كما قال أبو حاتم. وأخرجه أحمد (17722)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 368، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 291، والطبراني في "الكبير" 17/ (264)، والبيهقي 7/ 123 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواه بعضهم عن عدي بن عدي، عن العرس بن عميرة، فجعلوه من مسند العرس، انظر تخريج هذه الطريق والكلام عليها في "المسند" (17722). وقوله: تعرب عن نفسها، أي: تُفْصِحُ. قال أبو عبيد: في حديث "الثيب يعرب عنها لسانها" هذا الحرف يُروى في الحديث: يُعْرِبُ بالتخفيف وقال الفراء: هو يُعَرب بالتشديد، يقال: عَربتُ عن القوم: إذا تكلمتَ عنهم واحتججت لهم، يقال: أعرب عنه لسانه، وعرَّب، أي: أبان وأفصح. (¬2) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. =

1874 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عن أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ فَتَاةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ لِيَرْفَعَ بِي خَسِيسَتَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ النِّسَاءُ أَنْ لَيْسَ إِلَى الْآبَاءِ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (5139) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "موطئه" 2/ 535، ومن طريفه أحمد (26786)، والبخاري (5138)، وأبو داود (2101)، والنسائي 6/ 86 عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرحمن ومجمّع ابني يزيد بن جارية، عن خنساء بنت خِذام، بقصّتها فجعله من مسند خنساء بنت خذام. قال ابن قدامة في "المغني" 31/ 7: جاءت عن الإمام أحمد في البكر البالغة العاقلة روايتان: إحداهما: لأبيها إجبارها على النكاح وتزويجها بغير إذنها كالصغيرة، وهو مذهب مالك وابن أبي ليلى والشافعي وإسحاق. والثانية: ليس له ذلك، واختارها أبو بكر، وهو مذهب الأوزاعي والثوري وأبي عُبيد وأبي ثور وأصحاب الرأي وابن المنذر. (¬1) إسناده صحيح، لكن قوله فيه: عن بريدة شاذ، تفرد به هناد بن السري، والصواب أنه من حديث ابن بريدة عن عائشة. وأخرجه أحمد (25043) عن وكيع، عن كهمس، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة. وتابع وكيعا علي بن غراب، فأخرجه النسائي 6/ 86 من طريقه، عن كهمس، عن ابن بريدة، عن عائشة على الصواب. وانظر تمام تخريجه في "المسند". ويشهد له حديث خنساء بنت خِذَام السالف. وانظر تتمة شواهده في "المسند".

1875 - حَدَّثَنَا أَبُو السَّقْرِ يَحْيَى بْنُ يَزْدَادَ الْعَسْكَرِي، حَدّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَروردِي، حَدّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 1875 (م) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّي، عَنْ زَيْدِ بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِي، عَنْ عِكْرِمَةَ عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مِثْلَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، من أجل يحيى بن يزداد، فقد روى عنه جمع ولم يؤثر فيه جرح ولا تعديل، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (2096)، والنسائي في "الكبرى" (5366) من طريق حسين ابن محمَّد المروذي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2469) وانظر تمام الكلام عليه فيه. وأخرجه أبو داود (2097) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 8/ 89 من طريق سليمان بن حرب، عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد بن حبان، وقد توبع في الذي قبله. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5368) عن أيوب بن محمَّد الرقي عن معمر ابن سليمان النخعي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي أيضًا (5367) عن أيوب، عن معمر، عن زيد بن حبان، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة مرسلًا.

13 - باب نكاح الصغار يزوجهن الآباء

13 - بَابُ نِكَاحِ الصِّغَارِ يُزَوِّجُهُنَّ الْآبَاءُ 1876 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْنَا فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَوُعِكْتُ، فَتَمَرَّقَ شَعَرِي حَتَّى وَفَى لَهُ جُمَيْمَةٌ، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبَاتٌ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا وَمَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ، فَأَخَذَتْ بِيَدِي فَأَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ، وَإِنِّي لَأَنْهَجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ عَلَى وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَيْتٍ، فَقُلْنَ: عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، وَعَلَى خَيْرِ طَائِرٍ، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ، فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضُحًى، فَأَسْلَمَتْنِي (¬1) إِلَيْهِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ (¬2). ¬

_ (¬1) في (س): فاسلَمنني. (¬2) حديث صحيح، سويدَ بن سعيد وإن كان ضعيفًا قد توبع. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (3894)، ومسلم (1422)، وأبو داود (2121) و (4933) و (4934) و (4935) و (4936)، والنسائي 6/ 82 و131 من طريق عروة عن عائشة. وأخرجه أبو داود (4937) من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة. وقد جاء عند أبي داود في الموضعين الأول والثاني وعند النسائي في أحد المواضع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عقد عليها وهي بنت سبع أو ست على الشك. =

1877 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ، وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِي عَشْرَةَ (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24867)، و"صحيح ابن حبان" (7097). وأخرجه أبو داود (4937) من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة. وأخرجه مختصرًا مسلم (1422) (72)، والنسائي 6/ 82 و 82 - 83 و 131 من طرق عن عائشة. وانظر ما بعده. قولها: "فوعكت" على بناء المفعول، أي: أخذتني الحمى. "فتمرق شعري" قيل: هو بالراء المهملة، يقال: مرق شعره وتمرق: إذا انتشر وتساقط من مرض وغيره، وضبط في بعض الأصول بالزاي المعجمة، من مزَقت الشيء فتمزق، أي: قطعته فتقطع، والظاهر جواز الوجهين، قاله السندي. "حتى وفي" أي: كثر، قال الحافظ في "الفتح": وفي الكلام حذف، تقديره: ثم فصلت عن الوعك فتربى شعري فأكثر. وقولها: "جميمة" بالجيم مصغر الجمة بالضم، وهي مجتمع شعر الناصية، ويقال للشعر إذا سقط عن المنبهين جمة أيضًا. قولها: "أنهج" أي: أتنفس تنفسًا عاليًا. (¬1) صحيح من حديث عائشة، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن أبا عُبيدة -وهو ابنُ عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وقد خالف إسرائيلَ -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- في إسناده مطرَّفُ بن طريف الكوفي فرواه عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عُبيدة، عن عائشة، فقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/ 82، وفي "الكبرى" (5349) عن قتيبة بن سعيد، عن عبثر بن القاسم، عن مطرف بن طريف، به، وقال عقبه في "الكبرى": مطرف بن طريف الكوفي أثبت من إسرائيل، وحديثه أشبه بالصواب.

14 - باب نكاح الصغار يزوجهن غير الآباء

14 - بَابُ نِكَاحِ الصِّغَارِ يُزَوِّجُهُنَّ غَيْرُ الْآبَاءِ 1878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، حَدّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ حِينَ هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ تَرَكَ ابْنَةً لَهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَزَوَّجَنِيهَا خَالِي قُدَامَةُ، وَهُوَ عَمُّهَا، وَلَمْ يُشَاوِرْهَا، وَذَلِكَ بَعْدَمَا هَلَكَ أَبُوهَا، فَكَرِهَتْ نِكَاحَهُ، وَأَحَبَّتْ الْجَارِيَةُ أَنْ يُزَوِّجَهَا الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ (¬1). 15 - بَابٌ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ 1879 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُعَاذُ بن معاذ، حَدّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ لَمْ يُنْكِحْهَا الْوَلِيُّ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ. فَإِنْ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع المدني مولى ابن عمر، وقد توبع. وأخرجه الدارقطي (3548) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أحمد (6136)، والدارقطي (3547)، والبيهقي 7/ 120 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمَّد بن إسحاق، حدثني عمر بن حسين بن عبد الله مولى آل حاطب، عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر، وهذا إسناد حسن. وفيه أن أمرهم ارتفع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "هي يتيمة، فلا تنكح إلا بإذنها". وانظر تتمة تخريجه في "مسند أحمد".

أَصَابَهَا، فَلَهَا مَهْرُهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنْ اشْتَجَرُوا، فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ" (¬1). 1880 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ وَعَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ". وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: "وَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وصححه ابن معين، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، وقد صرح ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- بسماعه من سليمان بن موسى عن عبد الرزاق في "مصنفه" (10472) وفي رواية أبي عاصم الضحاك عند الحاكم 2/ 168. وكذا جاء عندهما تصريح سليمان بن موسى بسماعه من الزهري، وسليمان ثقة حافظ، فما جاء في رواية إسماعيل ابن عُلَية من أن ابن جريج لقي الزهري فسأله عن هذا الحديث فلم يعرفه، فيه وقفة، فقد تكلم ابن معين في سماع ابن عُلية من ابن جريج. وأخرجه أبو داود (2083) من طريق سفيان الثوري، والترمذي (1127) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي في "الكبرى" (5373) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، ثلاثتهم عن ابن جربج، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2084) من طريق ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24205) عن ابن عُلية، عن ابن جريج. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه عنده. وانظر شواهده عند حديث ابن عباس في "المسند" (2261). (¬2) حديث صحيح، وهذان إسنادان ضعيفان. حجاج -وهو ابن أرطأة- مدلس، وقد عنعن، لكن تابعه في حديث عائشة سليمانُ بن موسى في الحديث السالف، وتابعه عن عكرمة في حديث ابن عباس خالدٌ الحذاء، كما سيأتي. =

1881 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِي، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ" (¬1). ¬

_ = أما حديث عائشة، فأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 130، وأحمد (2261) و (26235)، وأبو يعلى (2507) و (4692) و (4906)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 7/ 3، والبيهقي 7/ 106 و 107، وابن عبد البر في "الاستذكار" 16/ 33، وفي "التمهيد" 19/ 87 من طريق حجاج بن أرطأة، بهذا الإسناد. وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (2260)، وأبو يعلى (2507)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11298)، والبيهقي 7/ 109 - 110 من طريق حجاج ابن أرطأة، والطبراني (11944) من طريق خالد الحذاء، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس، وإسناد الطبراني الثاني صحيح. وأخرجه الطبراني أيضًا في "الكبير" (12483)، وفي "الأوسط" (525) من طريق سفيان الثوري، والدارقطني (3521) من طريق عدي بن الفضل، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وإسناد الثوري صحيح، إلا أنه أعلَّ بالوقف، وقد ذكرنا من رواه كذلك في "المسند". وأخرجه بنحو لفظ عائشة الذي قبله الطبراني في "الكبير" (11494)، وفي "الأوسط" (877) عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن سعيد بن سليمان الواسطي، عن منصور بن أبي الأسود، عن أبي يعقوب، عن عبد الله بن أبي نَجيح، عن عطاء ابن أبي رباح، عن ابن عباس، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي يعقوب هذا، قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 285: إن كان هو التوأم فقد وثقه ابن حبان وضعفه ابن معين، وإن كان غيره فلم أعرفه. (¬1) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري، وأبو إسحاق الهمداني: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي، وقد اختُلف في وصله إرساله، ووصله أصح كما بيناه في "مسند أحمد" (19518). =

1882 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِي، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، وَلَا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا، فَإِنَّ الزَّانِيَةَ هِيَ الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1126) عن قتيبة بن سعيد، عن أبي عوانة اليشكري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2085)، والترمذي (1126) من طريق إسرائيل بن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي، وأبو داود (2085)، والترمذي (1126) من طريق يونس ابن أبي إسحاق السبيعي، والترمذي (1126) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي، به، وهو في "المسند" (19518)، و"صحيح ابن حبان" (4077). (¬1) حديث صحيح لغيره دون قوله: "فإن الزانية هي الي تزوج نفسها" وهذا إسناد ضعيف لضعف جميل بن الحسن العتكي، والصحيح أن هذه الجملة من قول أبي هريرة، كما جاء مفضلًا في رواية عبد السلام بن حرب الملائي عن هشام بن حسان عند الدارقطني (3536) والبيهقي 7/ 110، وقال البيهقي بإثره: وعبد السلام ابن حرب قد ميز المسند من الموقوف فيشبه أن يكون قد حفظه، والله تعالى أعلم. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2267، والدارقطني (3535) و (3537)، والبيهقي 7/ 110 من طريق جميل بن الحسن، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني من طريق موسى بن هارون وأحمد بن أبي عوف، والبيهقي 7/ 110 من طريق الحسن بن سفيان، ثلاثتهم عن مسلم بن عبد الرحمن الجرمي، عن مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان، به. وقال الحسن بن سفيان بعده: وسألتُ يحيى بن معين عن رواية مخلد بن حسين، عن هشام بن حسان، فقال: ثقة. فذكرت له هذا الحديث قال: نعم، قد كان شيخ عندنا يرفعه عن مخلد. وأخرجه الدارقطني (3536) و (3541)، والبيهقي 7/ 110 من طريق عبد السلام ابن حرب، عن هشام بن حسان، به بلفظ: "لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج =

16 - باب النهي عن الشغار

16 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الشِّغَارِ 1883 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الشِّغَارِ. وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ أَوْ زَوِّجْنِي أُخْتَكَ عَلَى أَنْ أُزَوِّجَكَ ابْنَتِي أَوْ أُخْتِي، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ" (¬1). ¬

_ = المرأة نفسها" وكنا نقول: إن التي تزوج نفسها هي الفاجرة. قال البيهقي عقبه: وعبد السلام قد ميَّز المسند من الموقوف، فيشبه أن يكون قد حفظه. وأخرجه الدارقطني (3539) من طريق النضر بن شُميل، عن هشام بن حسان، والبيهقي 7/ 110 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: لا تزوج المرأة المرأة ... إلخ موقوفًا. قال البيهقي بإثره: وكذلك قاله ابن عيينة، عن هشام عن ابن سيرين. يعني موقوفًا. وأخرجه الدارقطني (3538) من طريق حفص بن غياث، عن هشام، عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال: كنا نتحدث أن التي ننكح نفسها هي الزانية. وإسناده صحيح. وانظر ما قبله من الأحاديث. (¬1) حديث صحيح، وسويد بن سعيد -وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وهو في "الموطأ" ومن طريقه أخرجه البخاري (5112)، ومسلم (1415) (57)، وأبو داود (2074)، والترمذي (1152)، والنسائي 6/ 112. وأخرجه البخاري (6960)، ومسلم (1415) (58)، وأبو داود (2074)، والنسائي 6/ 110 - 111 من طرق، عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4526)، و"صحيح ابن حبان" (4152). قال ابن عبد البر في "التمهيد" 14/ 72 - ونقله عنه الحافظ في "الفتح" 9/ 163 بتصرف ومنه نقلنا -: أجمع العلماء على أن نكاح الشغار لا يجوز، =

1884 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الشِّغَارِ (¬1). 1885 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ" (¬2). ¬

_ = ولكن اختلفوا في صحته؛ فالجمهور على البطلان، وفي رواية عن مالك: يفسخ قبل الدخول، لا بعده، وحكاه ابن المنذر عن الأوزاعي. وذهب الحنفية إلى صحته ووجوب مهر المثل، وهو قول الزهري ومكحول والثوري والليث ورواية عن أحمد وإسحاق وأبي ثور وهو قول على مذهب الشافعي. (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو ابن فروخ القطان، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هُرْمُز. وأخرجه مسلم (1416)، والنسائي 6/ 112 من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7843). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل الحسين بن مهدي، وقد توبع. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10434)، ومن طريقه أخرجه أحمد (12686) و (13032)، وعبد بن حميد (1253) و (1256)، وابن حبان (3146)، والطبراني في "الأوسط" (3523)، والبيهقي 7/ 200 من طريق عبد الرزاق، به. وقرن عبد الرزاق بثابت أبان بن أبي عياش. وأخرجه عبد الرزاق (15436) عن معمر، عن قتادة، قال: ولا أعلمه إلا عن أنس.

17 - باب صداق النساء

17 - بَابُ صَدَاقِ النِّسَاءِ 1886 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَمْ كَانَ صَدَاقُ النَّبِيِّ (¬1) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَتْ: كَانَ صَدَاقُهُ فِي أَزْوَاجِهِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، هَلْ تَدْرِي مَا النَّشُّ؟ هُوَ نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، وَذَلِكَ خَمْسُمائة دِرْهَمٍ (¬2). 1887 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ (ح) وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَا تُغَالُوا صَدَاقَ النِّسَاءِ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ، كَانَ أَوْلَاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا ¬

_ (¬1) هكذا في (س)، وفي (ذ) و (م) والمطبوع: "صداق نساء النبي"، وأثبتنا ما في (س) لموافقته ما في مصادر التخريج. (¬2) إسناده صحيح. عبد العزيز الدَّراوَرْدي -هو ابن محمَّد-. وأخرجه مسلم (1426)، وأبو داود (2105)، والنسائي 6/ 116 - 117 من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24626). وانظر ما بعده. قلنا: وخمس مئة درهم تساوي خمسين مثقالًا من الذهب، والمثقال: أربعة غرامات وربع.

مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، وَلَا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُثَقِّلُ صَدَقَةَ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ. وَيَقُولُ: قَدْ كَلِفْتُ إِلَيْكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ، أَوْ عَرَقَ الْقِرْبَةِ. وَكُنْتُ رَجُلًا عَرَبِيًّا مَوْلِدًا، مَا أَدْرِي مَا عَلَقُ الْقِرْبَةِ، أَوْ عَرَقُ الْقِرْبَةِ (¬1). 1888 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو العجفاء -واسمه هرم بن نُسيب- وثقه ابن معين والدارقطني، وروى عنه جمع من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "التاريخ الأوسط": في حديثه نظر. وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم. وباقي رجاله ثقات. ويشهد له حديث عائشة الذي قبله. وأخرجه أبو داود (2106)، والترمذي (1141)، والنسائي مما روى 6/ 117 - 119 من طريق محمَّد بن سيرين، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (285) و (340)، و"صحيح ابن حبان" (4620). وقوله: عَلَقَ القربة. قال السيوطي في حاشيته على النسائي: أي تحملتُ لأجلك كل شيءِ حتى علق القربة وهو حبلها الذي تُعلق به، ويروى: عرق القربة بالراء، أي: تكلفت إليه وتعبتُ حتى عرقت كعرق القربة، وعرقها: سيلان مائها، وقيل: أراد بعرق القربة عرق حاملها من ثقلها، وقيل: أراد أني قصدتُك، وسافرتُ إليك، واحتجت إلى عرق القربة وهو ماؤها، وقيل: أراد: وتكلفت لك ما لم يبلغ وما لا يكون، لأن القربة لا تعرق.

عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ تَزَوَّجَ عَلَى نَعْلَيْنِ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نِكَاحَهُ (¬1). 1889 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقَالَ: "مَنْ يَتَزَوَّجُهَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَعْطِهَا وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ" فَقَالَ: لَيْسَ مَعِي. قَالَ: قَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ" (¬2). 1890 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدّثَنَا الْأَغَرُّ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله -وهو ابن عاصم العُمري-. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (1139) من طريق شعبة بن الحجاج، عن عاصم بن عبيد الله، به وقال: حديث عامر بن ربيعة حديث حسن صحيح! وخالفه أبو حاتم الرازي فقال عن عاصم هذا: منكر الحديث، وأنكر عليه حديثه هذا، كما في "العلل" 1/ 424. وهو في "مسند أحمد" (15676). (¬2) إسناده صحيح. حفص بن عمرو: هو ابن رَبال الرَّبَالي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (2310) و (5029)، ومسلم (1425)، وأبو داود (2111)، والترمذي (1140)، والنسائي 6/ 54 - 55 و91 - 92 و 113 و 123 من طريق أبي حازم، عن سعد. وهو في "مسند أحمد" (22798)، و"صحيح ابن حبان" (4093).

18 - باب الرجل يتزوج ولا يفرض لها فيموت على ذلك

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ عَائِشَةَ عَلَى مَتَاعِ بَيْتٍ قِيمَتُهُ خَمْسُونَ دِرْهَمًا (¬1). 18 - بَابُ الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ وَلَا يَفْرِضُ لَهَا فَيَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ 1891 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ الشَّعْبِي، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَمَاتَ عَنْهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَهَا الصَّدَاقُ، وَلَهَا ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عطية العَوفي وأبي هشام الرفاعي. الأغر الرقاشي هو الفضل بن مُرزوق كما نقله الخطيب في "موضح الأوهام" 2/ 322 - 323 عن الدارقطني وابن خِراش، ويؤيده أيضًا أنه جاء مسمّى في بعض الروايات كما سيأتي. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد" (2129) عنه، عن محمَّد ابن يزيد الكوفي، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 322 من طريق أبي هشام الرفاعي، كلاهما عن يحيى بن يمان، بهذا الإسناد. ونقل الخطيب عن الدارقطني قوله: ولم يقل: عن أبي سعيد غير يحيى بن يمان، وأرسله غيره. قلنا: ما قاله الدارقطني صحيح، فقد رواه عبد الله بن داود الخريبي عند الخطيب في "الموضح" 2/ 322، ويزيد بن هارون عند ابن سعد في "الطبقات" 8/ 59، والفضل بن دكين ومحمد بن ربيعة الكلابي ووكيع عنه أيضًا 8/ 60 كلهم عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه" برواية العباس الدوري ص 738، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2097) من طريق وكيع بن الجراح، عن فضيل ابن مرزوق، عن عطية العوفي، عن عائشة - فذكر عائشة بدل أبي سعيد، والعوفي كما أسلفنا ضعيف.

19 - باب خطبة النكاح

الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ. فَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ (¬1). 1891م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ (¬2). 19 - بَابُ خُطْبَةِ النِّكَاحِ 1892 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وفِراس: هو ابن يحيى الهَمْداني الكوفي. وأخرجه أبو داود (2114)، والنسائي 6/ 122 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4099)، و"صحيح ابن حبان" (4098). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح كسابقه. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن وقاص الليثي. وأخرجه أبو داود (2115)، والترمذي (1177)، والنسائي 6/ 121 و 122 و 198 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15943). وأخرجه النسائي 6/ 121 من طريق زائدة، عن منصور، به، وقرن بعلقمة الأسود، ولم يذكر اسم معقل بل قال: رجل من أشجع. وأخرجه النسائي 6/ 122 من طريق الشعبي، عن علقمة، به، لكن فيه أن الذين شهدوا بذلك أناسٌ من أشجع لم يسمهم. وانظر ما قبله.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أُوتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَوَامِعَ الْخَيْرِ، وَخَوَاتِمَهُ -أَوْ قَالَ: فَوَاتِحَ الْخَيْرِ- فَعَلَّمَنَا خُطْبَةَ الصَّلَاةِ وَخُطْبَةَ الْحَاجَةِ. خُطْبَةُ الصَّلَاةِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَخُطْبَةُ الْحَاجَةِ: إنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ تَصِلُ خُطْبَتَكَ بِثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} إلى آخر الآية [آل عمران: 102] {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} إلى آخر الآية [النساء: 1] و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} إلى آخر الآية [الأحزاب: 70 - 71] (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، ومن فوقه ثقات. عيسى بن يونس، هو ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف ابن مالك الجشمي. وأخرجه الترمذي (1131)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 89 من طريق الأعمش، والنسائي في "الكبرى" (10250) من طريق المسعودي، كلاهما عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة بقصة خطبة الحاجة. وسلف بذكر التشهد حسبُ برقم (899). =

1893 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدّثَنَا دَاوُدُ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، حَدّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا (¬1)، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ" (¬2). 1894 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ الْأَوْزَاعِي، عَنْ قُرَّةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وأخرج قصة الخطبة أبو داود (2118)، والنسائي في "الكبرى" (10254) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص وأبي عبيدة، كلاهما عن ابن مسعود. وأخرجها النسائي (10252) من طريق شعبة، و (10253) من طريق حماد بن أبي سليمان، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وحده، عن ابن مسعود. وأخرجها النسائي (10251) من طريق زهير بن معاوية، عن أبى إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قوله. وأخرجها بنحوها أبو داود (1097) و (2119) من طريق أبى عياض، عن ابن مسعود مرفوعًا. (¬1) زاد في المطبوع هنا: "ومن سيئات أعمالنا"، وهذه الزيادة ليست في شيء من أصولنا الخطية. (¬2) إسناده صحيح. عمرو بن سعيد، هو القرشي -ويقال: الثقفي- مولاهم أبو سعيد البصري. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (868)، والنسائي 6/ 89 - 90 من طريق داود ابن أبي هند، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2749)، و"صحيح ابن حبان" (6568).

20 - باب إعلان النكاح

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ (¬1)، أَقْطَعُ" (¬2). 20 - بَابُ إِعْلَانِ النِّكَاحِ 1895 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، وَالْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو قَالَا: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَعْلِنُوا النِّكَاحَ (¬3)، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالْغِرْبَالِ" (¬4). ¬

_ (¬1) زاد في نسخة على هامش (س): "لله" وصحح عليها. (¬2) إسناده ضعيف لضعف قرة -وهو ابن عبد الرحمن بن حَيويل- ولاضطراب متنه، الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه أبو داود (4840)، والنسائي في "الكبرى" (10255) من طريق الوليد ابن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (10256) من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، به. وأخرجه النسائي (10257) و (10258) من طريقين عن الزهري، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (8712)، و"صحيح ابن حبان" (1) و (2) وانظر تتمة الكلام عليه في "المسند". (¬3) في (ذ) والمطبوع: "أعلنوا هذا النكاح"، والمثبت من (س) و (م). (¬4) إسناده ضعيف جدًا، خالد بن إلياس -وهو ابن صخْر العدوي- متروك الحديث، وقد تابعه عيسى بن ميمون الأنصاري وهو مثله- متروك أيضًا. القاسم: هو ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق. وأخرجه الترمذي (1114) من طريق عيسى بن ميمون الأنصاري، عن القاسم ابن محمَّد، عن عائشة. قوله: "بالغربال" هو الدُّف.

21 - باب الغناء والدف

1896 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَصْلٌ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، الدُّفُّ وَرفع الصَّوْتُ فِي النِّكَاحِ" (¬1). 21 - بَابُ الْغِنَاءِ وَالدَّفِّ 1897 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ - اسْمُهُ الْمَدَنِيُّ - قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَالْجَوَارِي يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ وَيَتَغَنَّيْنَ، فَدَخَلْنَا عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَبِيحَةَ عُرْسِي، وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ يَتَغَنَّيَانِ وَتَنْدُبَانِ آبَائِي الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، وَتَقُولَانِ فِيمَا تَقُولَانِ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَالَ: "أَمَّا هَذَا فَلَا تَقُولُوهُ، مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللَّهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل أبي بَلْج -وهو الفزاري- فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه الترمذي (1113) -وقال: حديث حسن- والنسائي 6/ 127 من طريق أبي بلج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15451). (¬2) إسناده صحيح. أبو الحسين المدني: هو خالد بن ذكوان. وأخرجه البخاري (4001)، وأبو داود (4922)، والترمذي (1115)، والنسائي في "الكبرى" (5538) من طريق خالد بن ذكوان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27021)، و"صحيح ابن حبان" (5878).

1898 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ فِي يَوْمِ بُعَاثٍ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدِ (¬1)، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا" (¬2). 1899 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِبَعْضِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا هُوَ بِجَوَارٍ يَضْرِبْنَ بِدُفِّهِنَّ وَيَتَغَنَّيْنَ وَيَقُلْنَ: نَحْنُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ... يَا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَأُحِبُّكُنَّ" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوع: عيد الفطر. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (987)، ومسلم (892)، والنسائي 3/ 195 و 196 - 197 من طريق عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24049)، و"صحيح ابن حبان" (5868). (¬3) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (78) من طريق عيسى بن يونس، والخطيب في "تاريخه" 13/ 57 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد. =

1900 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أخبرنا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْكَحَتْ عَائِشَةُ ذَاتَ قَرَابَةٍ لَهَا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَهْدَيْتُمْ الْفَتَاةَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّي؟ " قَالَتْ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ، فَلَوْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ: أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ ... فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو يعلى (3409)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (229) وابن عدي في "الكامل" 3/ 1018، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 120 من طريق سعيد بن أبي الربيع، عن رُشَيد أبي عبد الله، عن ثابت البُناني، عن أنس بلفظ: ... فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهم بارك فيهن" لكن رُشَيدًا هذا مجهول. وأخرج البخاري (3785)، ومسلم (2508) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النساءَ والصبيان مقبلين، قال: حسبتُ أنه قال: من عُرس، فقام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "اللهم أنتم من أحب الناس إلي" قالها ثلاث مِرار. وهو في "المسند" (12797). (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الأجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجية الكندي-، وقد اختلف فيه على الأجلح كما سيأتي. فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3321) من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (15209)، والبزار (1432 - كشف الأستار) والنسائي في "الكبرى" (5540) من طريق الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، بدل عبد الله بن عباس. وأخرجه البيهقي 7/ 289 من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عائشة. =

22 - باب في المخنثين

1901 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا الْفِرْيَابِي، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ التَّمِيمِي (¬1)، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَسَمِعَ صَوْتَ طَبْلٍ فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، ثُمَّ تَنَحَّى، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). 22 - بَابٌ فِي الْمُخَنَّثِينَ 1902 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ¬

_ = وقد أخرج البخاري (5162) من طريق عروة عن عائشة: أنها زفّت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يُعجبهم اللهو". وفي الباب عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (3265)، وسنده ضعيف. (¬1) ذهب المزي في "التهذيب" إلى أن الصواب في اسمه ثعلبة بن سهيل وأن أبا مالك كنية ثعلبة، وثعلبة بن أبي مالك وهمٌ من ابن ماجه، فتعقبه مغلطاي بأنه لا مانع بأن يكون سهيل يكنى أبا مالك. انظر "تهذيب الكمال" 4/ 393 - 394 وتعليق الدكتور بشار عواد عليه. (¬2) حديث حسن لكن بذكر المزمار بدل الطبل، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- وقد جاء الحديث من طرق أخرى. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، والفِريابي هو محمَّد بن يوسف. وأخرجه أبو داود (4924) من طريق سليمان بن موسى الأشدق، و (4925) من طريق مطعم بن المقدام، و (4926) من طريق ميمون بن مهران، ثلإثتهم عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4535)، و"صحيح ابن حبان (693). قلنا: وهذه المتابعات الثلاثة عند أبي داود لا بأس بأسانيدها.

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَمِعَ مُخَنَّثًا وَهُوَ يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: إِنْ يَفْتَحْ اللَّهُ الطَّائِفَ غَدًا، دَلَلْتُكَ عَلَى امْرَأَةٍ تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَخْرِجُوهُ مِنْ بُيُوتِكُمْ" (¬1). 1903 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَنَ الْمَرْأَةَ تَتَشَبَّهُ (¬2) بِالرِّجَالِ، وَالرَّجُلَ يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4324)، ومسلم (2180)، وأبو داود (4929)، والنسائي في "الكبرى" (9201) و (9205) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26490). وسيأتي برقم (2614). المخنث، بكسر النون وفتحها من يشبه خلقه النساء في حركاته وسكناته وكلامه وغير ذلك، فإن كان من أصل الخِلقة لم يكن عليه لوم، وعليه أن يتكلف إزالة ذلك، وإن كان بقصد منه وتكلف له، فهو المذموم، ويطلق عليه اسم مخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعل. قال الحافظ: ويستفاد منه حجب النساء عمن يفطن لمحاسنهن، وفيه تعزير من يتشبه بالنساء بالاخراج من البيوت والنفي إذا تعين ذلك طريقا لردعه، وظاهر الأمر وجوب ذلك، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء من قاصد مختار حرام اتفاقًا. (¬2) في (س) و (م): تَشَبَّه. بتاء واحدة. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب، وقد توبع. =

23 - باب تهنئة النكاح

1904 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِي، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَنَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَلَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ (¬1). 23 - بَابُ تَهْنِئَةِ النِّكَاحِ 1905 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَفَّأَ قَالَ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ، وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4098)، والنسائي في "الكبرى" (9209) من طريق سليمان ابن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. وهو في "مسند أحمد" (8309)، و"صحيح ابن حبان" (5751). ويشهد له أيضًا حديث ابن عباس التالي. (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر بن خلّاد: هو محمَّد بن خلّاد. وأخرجه البخاري (5885)، وأبو داود (4097)، والترمذي (2991) من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3151). وأخرجه البخاري (5886)، وأبو داود (4930)، والترمذي (2992)، والنسائي في "الكبرى" (9207) و (9210) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" قال: فأخرج النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلانًا، وأخرج عمر فلانًا. وقرن الترمذي بيحيى أيوبَ السختياني. وهو في "مسند أحمد" (1982) من طريق يحيى بن أبي كثير. (¬2) حديث صحيح، سُويد بن سعيد -وهو الحَدَثاني- متابع. =

1906 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ الْحَسَنِ عن عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي جُشَمَ، فَقَالُوا: بِالرَّفَاءِ وَالْبَنِينَ. فَقَالَ: لَا تَقُولُوا هَكَذَا، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِمْ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2130)، والترمذي (1116) عن قتيبة بن سعيد، والنسائي في "الكبرى" (10017) عن عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبى، كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8956)، و "صحيح ابن حبان" (4052). وفي الباب عن جابر عند البخاري (6387)، ومسلم بإثر الحديث (1466) (56). وانظر ما بعده. وقوله: "كان إذا رَفأ" قال السندي في "حاشيته على المسند": بتشديد الفاء بعدها همزة، وقد لا يُهمز الفعل، والمراد بالترفئة ها هنا: التهنئة بالزواج، وأصله قول القائل: بالرَّفاء والبَنين، والرِّفاء بكسر الراء والمد: الالتئام والموافقة، وكان من عادتهم أن يقولوا للمتزوج ذلك، فابدله الشارع بما ذكر، لأنه لا يفيد، ولما فيه من التنفير عن البنات. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من عَقيل بن أبي طالب، وقد تابعه عبد الله بن محمَّد بن عقيل بن أبي طالب، عن جدِّه عقيل عند أحمد في "مسنده" (1738)، لكنه لم يدرك جده أيضًا كما حققناه هناك. محمَّد بن عبد الله: هو ابن المُثَنى الأنصاري، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمراني. وأخرجه النسائي 6/ 128 من طريق خالد بن الحارث، عن أشعث بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1739)، وانظر تمام تخريجه فيه. ويشهد له ما قبله، وحديث جابر المذكور هناك.

24 - باب الوليمة

24 - بَابُ الْوَلِيمَةِ 1907 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " أَوْ: "مَهْ" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَالَ: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ" (¬1). 1908 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْلَمَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ نِسَائِهِ مَا أَوْلَمَ عَلَى زَيْنَبَ، فَإِنَّهُ ذَبَحَ شَاةً (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5155)، ومسلم (1427) (79)، وأبو داود (2109)، والترمذي (1119)، والنسائي 6/ 128 من طريق ثابت، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12685)، و"صحيح ابن حبان" (4060). وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (2049) و (5148)، ومسلم (1427) (80) و (81) و (83)، وأبو داود (2109)، والترمذي (2046)، والنسائي 6/ 119 - 120 و 129 و 137 من طرق عن أنس. وأخرجه مسلم (1427) (82)، والنسائي 6/ 120 من طريق أنس، عن عبد الرحمن بن عوف. والنواة: اسم لخمسة دراهم كما قيل للأربعين: أوقيةٌ، وللعشرين: نشٌّ. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5168) و (5171)، ومسلم (1428) (90)، وأبو داود (3743)، والنسائي في "الكبرى" (6567) من طريق حماد بن زيد، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (13378)، و"صحيح ابن حبان" (4062). =

1909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ وَغِيَاثُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّحَبِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدّثَنَا وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ ابْنِهِ (¬1)، عَنْ الزُّهْرِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْلَمَ عَلَى صَفِيَّةَ بِسَوِيقٍ وَتَمْرٍ (¬2). 1910 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ ابْنِ جُدْعَانَ ¬

_ = وأخرجه مطولًا مسلم (1428) (87 م) من طريق حماد بن سلمة، و (1428) (89) من طريق سليمان بن المغيرة، كلاهما عن ثابت، به. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (4793) و (4794) و (7421)، ومسلم (1428) (91) والنسائي في "الكبرى" (6568) من طرق عن أنس. (¬1) تحرف في مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: أبيه. (¬2) حديث صحيح، وقد روى سفيان بن عيينة هذا الحديث على وجهين، فمرةً رواه عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، ومرة رواه عن الزهري مباشرة، وهو ممن عُرف بالرواية عنه، وقد سمعه يحدّث به كما صرح هو بذلك عند الحميدي تلميذِهِ (1184)، ولكنه قال: فلم أحفظه، وكان بكر بن وائل يجالس الزهري معنا. قلنا: وعلى أية حال، فقد روي الحديث من طرق أُخرى عن أنس كما سيأتي. وأخرجه أبو داود (3744)، والترمذي (1120) و (1121)، والنسائي في "الكبرى" (6566) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1184)، وأبو يعلى (3559)، وابن الجارود (727) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس، وهو في "مسند أحمد" (12078). وأخرجه ضمن قصة غزوة خيبر البخاري (371) و (2235) و (4213) و (5169)، ومسلم بإثر (1427) / (84) و (87) و (88) من طرق عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (11992).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِيمَةً، مَا فِيهَا لَحْمٌ وَلَا خُبْزٌ (¬1). قَالَ أبو عبد الله ابْنُ مَاجَهْ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا ابْنُ عُيَيْنَةَ. 1911 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ الشَّعْبِي، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتَا: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِي، فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ، فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ، ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ لِيفًا، فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا، وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا، وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ فَعَرَضْنَاهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ يُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ، فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وعلي بن زيد بن جُدعان -وإن كان ضعيفًا- تابعه غير واحد من أصحاب أنس بن مالك كما سلف في الحديث قبله. وأخرجه أحمد (11953)، وأبو يعلى (3779) من طريق هشيم بن بشير، عن ابن جدعان، به. وزادا: قال: فمه؟ قال: الحَيس، يعني التمر والأقط بالسَّمْن. وتابع ابنَ جُدعان على هذا اللفظ عن أنس: حميدٌ الطويل عند البخاري (4213) و (5159)، والنساني في "الكبرى" (6569) و (6570). (¬2) إسناده مسلسل بالضعفاء، سويد بن سعيد، والمفضل بن عبد الله -وهو الكوفي- وجابر -وهو ابن يزيد الجُعفي- ثلاثتهم ضعفاء. الشعبي: هو عامر بن شَراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرج أحمد (838)، والنسائي 6/ 135 من حديث علي بن أبي طالب: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرّتين ... =

25 - باب إجابة الداعي

1912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدّثَنِي أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: دَعَا أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى عُرْسِهِ، فَكَانَتْ خَادِمَهُمْ الْعَرُوسُ، قَالَتْ: تَدْرِي مَا سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَتْ: أَنْقَعْتُ تَمَرَاتٍ مِنْ اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ صَفَّيْتُهُنَّ فَأَسْقَيْتُهُنَّ إِيَّاهُ (¬1). 25 - بَابُ إِجَابَةِ الدَّاعِي 1913 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ ¬

_ = وأما عن الطعام فإنه كان كبشًا وذرة ولم يكن تمرًا وزبيبًا، فقد أخرج أحمد (23035) من حديث بريدة بن الحُصيب الأسلمي قال: لما خطب علي فاطمة، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنه لا بد للعُرس من وليمة" قال: فقال سعدٌ: علىَّ كبشٌ، وقال فلان: علىَّ كذا وكذا من ذُرة. وإسناده محتمل للتحسين. قولهما: "أعراض البطحاء"، أي: جوانب البطحاء، جمع: عُرْض. والبطحاء: مَسِيل الماء الواسع يتجمع فيه الحصى والرمال. وقولهما: "مرفقتين" أي: مِخدَّتين. (¬1) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني. وأخرجه البخاري (5176)، ومسلم (2006)، والنسائي في "الكبرى" (6589) من طريق أبي حازم، عن سهل. وهو في "مسند أحمد" (16062)، و"صحيح ابن حبان" (5395). وقد أورد البخاري الحديث في كتاب النكاح تحت: باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس. قال الحافظ: وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه. ولا يخفى أن كل ذلك عند أمن الفتنة، ومراعاة ما يجب عليها من الستر، وجواز استخدام الرجل امرأته في مثل ذلك، وفيه جواز إيثار كبير القوم في الوليمة بشئ دون من معه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ (¬1). 1914 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو الطَّنافسي. وأخرجه البخاري (5177)، ومسلم (1432)، وأبو داود (3742)، والنسائي في "الكبرى" (6578) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7279)، و"صحيح ابن حبان" (5304). وأخرجه مسلم (1432) (109)، والنسائي في "الكبرى" (6577) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (1432) (110) من طريق ثابت بن عياض الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. والصواب الموقوف، وانظر "علل الدارقطني" 9/ 116. الوليمة عند أهل اللغة: مختصة بطعام العرس فيما نقله عنهم ابن عبد البر، وهو المنقول عن الخليل بن أحمد وثعلب وغيرهما، وجزم به الجوهري وابن الأثير، وقال صاحب "المحكم": الوليمة طعام العرس والإملاك، وقيل: كل طعام صنع لعرس وغيره، وقال الشافعي وأصحابه: تقع الوليمة على كل دعوة تتخذ لسرورٍ حادث من نكاح أو ختان وغيرهما، لكن الأشهر استعمالها عند الإطلاق في النكاح، وتقيد في غيره. وقوله في الحديث: "ومن لم يجب، ففد عصى الله ورسوله" فيه دليل على وجوب الإجابة، لأن العصيان لا يطلق إلا على ترك الواجب. قال ابن عبد البر فيما نقله عنه صاحب "المغني" 10/ 193: لا خلاف في وجوب الإجابة إلى الوليمة لمن دُعي إليها إذا لم يكن فيها لهو، وبه يقول مالك والثوري والشافعي والعنبري وأبو حنيفة وأصحابه، ومن أصحاب الشافعي من قال: هي من فروض الكفايات، لأن الإجابة إكرام وموالاة، فهي كرد السلام.

26 - باب الإقامة على البكر والثيب

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ، فَلْيُجِبْ" (¬1). 1915 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْوَلِيمَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ حَقٌّ، وَالثَّانِيَ مَعْرُوفٌ، وَالثَّالِثَ رِيَاءٌ وَسُمْعَةٌ" (¬2). 26 - بَابُ الْإِقَامَةِ عَلَى الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ 1916 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (5173)، ومسلم (1429)، وأبو داود (3736) و (3737) و (3738) و (3739)، والترمذي (1123)، والنسائي في "الكبرى" (6573) من طريق نافع، عن ابن عمر. وفي رواية أبي داود (3737) زيادة: "فإن كان مفطراَ فليطعم، وإن كان صائما فليدْعُ". وهو في "مسند أحمد" (4712)، و"صحيح ابن حبان" (5289) و (5294). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي متروك الحديث. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو حازم: سلمان الأشجعي. وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص 125، والطبراني في "الأوسط" (2116) و (7393) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وفي الباب عن رجل أعور من ثقيف عند أبي داود (3745)، والنسائي في "الكبرى" (6561)، وهو في "مسند أحمد" (20324) وإسناده ضعيف. وعن ابن مسعود عند الترمذي (1122)، وسنده ضعيف أيضًا. وانظر تمام شواهده في "المسند" ولا شيء منها يصلح للاعتبار.

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلثَّيِّبِ ثَلَاثًا، وَلِلْبِكْرِ سَبْعًا" (¬1). 1917 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ -يعني: ابْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ- عَنْ أَبِيه عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثًا، وَقَالَ: "لَيْسَ بِكِ عَلَى أَهْلِكِ هَوَانٌ، إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ، سَبَّعْتُ لِنِسَائِي" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. محمَّد بن إسحاق -وان كان رواه بالعنعنة- تابعه سفيان الثوري، وباقي رجاله ثقات. أيوب: هو ابن أبي تميمة السخْتِياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرمي. وأخرجه البخاري (5214)، ومسلم (1461) من طريق سفيان الثوري، عن أيوب بن أبي تميمة، به. ولكنه نقل عن أبي قلابة قوله: ولو شئتُ لقلتُ: إن أنسًا رفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه البخاري (5213) و (5214)، ومسلم (1461)، وأبو داود (2124)، والترمذي (1171) من طريق خالد بن مهران الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال: لو شئتُ أن أقول: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولكن قال: السُّنَّة ... (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومحمد بن أبي بكر: هو ابن محمَّد ابن عمرو بن حَزْم. وأخرجه مطولًا ومختصرًا (1460)، وأبو داود (2122)، والنسائي في "الكبرى" (8876) و (8877) من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أم سلمة. وهو في "مسند أحمد" (26504)، و"صحيح ابن حبان" (2949).

27 - باب ما يقول الرجل إذا دخلت عليه أهله

27 - بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ أَهْلُهُ 1918 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقَطَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَفَادَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، أَوْ خَادِمًا، أَوْ دَابَّةً، فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهَا وَخَيْرِ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ" (¬1). 1919 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ قَالَ: اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يُسَلِّطْ اللَّهُ عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ، أَوْ لَمْ يَضُرَّهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. شعيب والد عمرو: هو ابن محمَّد بن عبد الله بن عمرو بن العاص. وأخرجه بنحوه أبو داود (2160)، والنسائي في "الكبرى" (9998) و (10021) من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2252). (¬2) إسناده صحيح. عمرو بن رافع: هو البَجَلي القزويني، وجرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه البخاري (141)، ومسلم (1434)، وأبو داود (2161)، والترمذى (1117)، والنسائي في "الكبرى" (8971) و (100924) و (10027) و (10028) من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. =

28 - باب التستر عند الجماع

28 - بَابُ التَّسَتُّرِ عِنْدَ الْجِمَاعِ 1920 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يا رسول الله، عَوْرَاتُنَا، مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: "احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ" قال: قُلْتُ: يا رسول الله! أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ قَالَ: "إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تُرِيَهَا أَحَدًا، فَلَا تُرِيَنَّهَا" قُلْتُ: يا رسول الله، فَإِنْ كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟ قَالَ: "فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1867)، و"صحيح ابن حبان" (983). وأخرجه النسائي (10028) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، عن الأعمش، عن سالم، به. وأخرجه النسائي (10027) من طريق شعبة عن الأعمش، عن سالم، به موقوفًا. قوله: "لم يسلط الله عليه الشيطان أو لم يضره" قال السندي: قيل: لا يضره بالإغواء والإضلال، وقيل: بالكبائر، وقيل: بالصرف عن التوبة إذا عصى، وقيل: إنه يأمن مما يصيب الصبيان من جهة الجان، وقيل: لا يكون للشيطان عليه سلطان، فيكون من المحفوظين قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}. (¬1) إسناده حسن. بَهز بن حَكيم -وهو ابن معاوية بن حَيدة القُشَيرِي- هو وأبوه صدوقان. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه أبو داود (4017)، والترمذي (2974) و (3002)، والنسائي في "الكبرى" (8923) من طريق بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20034). قوله: "بعضهم في بعض" أي: مختلطون فيما بينهم، مجتمعون في موضع واحد. =

1921 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَمْدَانِيُّ: حَدّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الْأَعْلَى ابْنُ عَدِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ وَلَا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعَيْرَيْنِ" (¬1). ¬

_ = "أن يستحيا منه" أي: فاستتر طاعة له وطلبًا لما يحبه منك ويرضيه، وليس المراد فاستتر منه، إذ لا يمكن الاستتار منه جلَّ ذِكره. قاله السندي. (¬1) إسناده ضعيف لضعف الأحوص بن حكيم. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 266 - 267، والطبراني في "الكبير" 17/ (315) من طريق الأحوص بن حكيم، عن عبد الله بن غابر، عن عتبة بن عبد. وأقحم في إسناد الطبراني بعد الأحوص: عن أبيه، وتحرف فيه ابن غابر إلى ابن عامر، وجاء على الصواب في "معجم ابن قانع" و"نصب الراية" 4/ 246. وفي الباب عن عبد الله بن سرجس عند النسائي في "الكبرى" (8980) وسنده ضعيف، وقال النسائي: حديث منكر. وعن عبد الله بن مسعود عند ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4260)، والبخاري في "التاريخ الأوسط" 2/ 151، والبزار في "مسنده" (1701)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 266 - 267 و 267، والهيثم بن كليب في "مسنده" (593)، والطبراني في "الكبير" (15443)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2448، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 7/ 193، و"الشعب" (7792) و (7793)، والخطيب في "تاريخه" 13/ 248 من طريق مندل بن علي، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود. ومندل ضعيف الحديث، وقد أخطأ فيه كما نص على ذلك شريك النخعي، وقد كان معه في المجلس عند الأعمش، وكان عند الأعمش عاصم الأحول فحدث به عاصم، عن أبي قلابة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. قلنا: أخرجه كذلك عبد الرزاق في "مصنفه" (10469)، وابن أبي شيبة 4/ 402 من طريقين عن عاصم الأحول. وتابعه أيوب السختياني عند عبد الرزاق (10470). وانظر "علل الرازي" 1/ 426، والدارقطني 5/ 109. =

29 - باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهن

1922 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَوْلًى لِعَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا نَظَرْتُ -أَوْ مَا رَأَيْتُ- فَرْجَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطُّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ مَوْلَاةٍ لِعَائِشَةَ (¬1). 29 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ 1923 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا" (¬2). ¬

_ = وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7683)، وفي إسناده عفير بن معدان وهو ضعيف. وانظر ما قبله. قوله: "العَيرين" تثنية عَير، بفتح فسكون: هو حمار الوحش. (¬1) إسناده ضعيف، مولى عائشة لم يسم. وقد سلف برقم (662). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن مُخلَّد. وأخرجه أبو داود (2162)، والنسائي في "الكبرى" (8963) - (8966) من طريق سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (8962) من طريق يزيد ابن الهاد، عن الحارث، به. وهو في "مسند أحمد" (7684)، و"شرح مشكل الآثار" (6133). وقد سلف الحديث عن أبي هريرة برقم (639) مرفوعًا بلفظ: "من أتى حائضًا أو امرأة في دُبرها، أو كاهنا فصدّقه بما يقول، فقد كفرَ بما أنزل على محمَّد". =

1924 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَرَمِي عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ" (¬1). ¬

_ = ويشهد للفظ المصنف هنا حديث ابن عباس عند الترمذي (1200)، والنسائي في "الكبرى" (8952) وإسناده حسن. وانظر تتمة شواهده عند حديث أبي هريرة في "المسند" (7684). وانظر الحديث التالي. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الله بن هَرَمي -مقلوب، صوابه هَرَمي بن عبد الله- كما نبه عليه البخاري في "تاريخه" 8/ 256 والبيهقي 8/ 257، وهو تابعي روى عنه ثلاثة أو أكثر، وذكره ابن حبان في "الثقات" في قسم التابعين. والحجاج بن أرطاة -وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وهو في "مسند أحمد" (21854) من طريق الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8939) من طريق علي بن الحكم، عن عمرو ابن شعيب، عن هرمي بن عبد الله، عن خزيمة بن ثابت -فأتى باسم هرمي على الصواب-: أن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى أن تُؤتى المرأةُ من قِبَل دُبُرها. وعلي بن الحكم ثقة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8941) و (8942) من طريقين عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن عليّ بن السائب المطلبي، عن هرمي بن عمرو -وفي رواية النسائي الثانية: ابن عبد الله، وهو الجادة في اسمه كما ذكرنا- عن خزيمة بن ثابت. وأخرجه النسائي (8940) من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله، عن حصين بن محصن، عن هرمي. فزاد في الإسناد حصينًا. وأخرجه النسائي (8935) و (8936) من طريق يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هرمى. وأخرجه النسائي (8937) من طريق الوليد بن كثير، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الملك بن عمرو بن قيس، عن هرمي. فزاد في الإسناد عبد الملك. =

1925 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ وَجَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَتْ يَهُودُ تَقُولُ: مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ (¬1) فِي قُبُلِهَا، مِنْ دُبُرِهَا، كَانَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه النسائي (8946) من طريق عبد الله بن شداد الأعرج، عن رجل، و (8943) - (8945) من طريق عمرو بن أحيحة، و (8933) من طريق عمارة ابن خزيمة، ثلاثتهم عن خزيمة بن ثابت. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "مسند أحمد" (21850) و (21854) و (21865). وانظر الحديث السالف. (¬1) في (ذ) والمطبوع: امرأة. (¬2) إسناده صحيح. سهل بن أبي سهل: هو سهل بن زنجلة الرازي. وأخرجه البخاري (4528)، ومسلم (1435)، وأبو داود (2163) والترمذي (3220)، والنسائي في "الكبرى" (8924 - 8927) من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر. وهو في "صحيح ابن حبان" (4166) و (4197). وعند مسلم (1435) (119) وابن حبان زيادة من طريق النعمان بن راشد عن الزهري بهذا الإسناد: "إن شاء مجبية (أي مكبوبة على وجهها) وإن شاء غير مجبية إذا كان في صمام واحد" أي: في ثقب واحد، والمراد به القبل، وقال ابن الأثير: الصمام: ما تسدُّ به الفُرجة فسمي الفرج به، ويجوز أن يكون: في موضع صمام واحد على حذف المضاف. وأخرجه النسائي (10972) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن محمَّد ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قالت اليهود: إذا أتى الرجل امرأته من قِبَل دبرها كان الحول من ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] قال: قائمًا وقاعدًا وباركًا بعد أن يكون في المأتى" وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6126) من طريق ابن وهب، أخبرني ابن جريج أن محمَّد بن المنكدر حدثه عن جابر بن عبد الله: أن اليهود قالوا للمسلمين: من أتى امرأة مدبرة جاء ولدُها أحول، فأنزل الله هذه الآية، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مقبلة ومدبرة ما كان في الفرج من قُبلها لا إلى ما سواه" وإسناده صحيح. فهذا بيان في المعنى المراد من قوله تعالى: {أَنَّى شِئْتُمْ} صادر ممن أنزل الله إليه الذكر ليبين للناس ما نزلَ إليهم، ولا يسع المؤمن المسلم الذي ارتضى الله ربًا والإسلام دينًا ومحمدًا رسولًا إلا أن يقبل به، وينتهي إليه، ويسلم به تسليمًا. وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" 10/ 6 قال العلماء: وقوله تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أي: موضع الزرع من المرأة وهو قُبُلُها الذي يزرع فيه المني لابتغاء الولد، ففيه إباحة وطئها في قبلها إن شاء من بين يديها، وإن شاء من ورائها، وإن شاء مكبوبة. وأما الدُّبر، فليس هو بحرثٍ، ولا موضع زرع، فمعنى قوله تعالى: {أَنَّى شِئْتُمْ}، أي: كيف شئتم، واتفق العلماء الذين يُعتدُّ بهم على تحريم وطء المرأة في دبرها حائضًا كانت أو طاهرًا. وأخرج الإمام أحمد في "مسنده" (2703) والترمذي (2980) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6127) والنسائي في "الكبرى" (8977) و (11040) عن ابن عباس قال: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: يا رسول الله هلكتُ، قال: "وما الذي أهلكك" قال: حولت رحلي الليلة، فلم يرد عليه شيئًا، قال: فأوحي إلى رسول الله هذه الآية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} يقول: "أقبل وأدبر واتق الدُّبر والحيضة" وهذا حديث حسن كما قال الترمذي، وصححه ابن حبان (4202). وقول عمر: "حولت رحلي الليلة" قال ابن الأثير في "النهاية": كنى برحله عن زوجته، أراد به غشيانها في قُبلها من جهة ظهرها، لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله.

30 - باب العزل

30 - بَابُ الْعَزْلِ 1926 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، حَدّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْعَزْلِ؟ فَقَالَ: "أَوَتَفْعَلُونَ؟ لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، فَإِنَّهُ لَيْسَ نَسَمَة (¬1) قَضَى اللَّهُ لَهَا أَنْ تَكُونَ، إِلَّا هِيَ كَائِنَةٌ" (¬2). 1927 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: من نسمة. (¬2) حديث صحيح. وهذا إسناد خالف فيه إبراهيم بن سعد شعيبَ بن أبي حمزة ويونس بن يزيد وغيرهما، فقد رووه عن الزهري عن عبد الله بن محيريز، عن أبي سعيد الخدري وقد خطأ الحافظ حمزةُ بن محمَّد الكناني راوي "سنن النسائي الكبرى" عنه روايةَ إبراهيم بن سعد لهذا الحديث، وصحح الدارقطني في "العلل" 3/ ورقة 236 رواية يونس وشعيب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9037) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11878). وأخرجه البخاري (2229)، ومسلم (1438) (125) و (126)، وأبو داود (2172) والنسائي في "الكبرى" (5026) و (5027) من طريق محمَّد بن يحيى بن حبان، والبخاري (2229)، ومسلم (1438) (127)، والنسائي (5024) و (5025) و (5028) من طريق الزهري، كلاهما عن عبد الله بن محيريز، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11839). وأخرجه بنحوه مسلم (1438) (128) - (133)، وأبو داود (2170)، والترمذي (1170)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 107 - 108 من طرق عن أبي سعيد.

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ (¬1). 1928 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ المُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُعْزَلَ عَنْ الْحُرَّةِ إِلَّا بِإِذْنِهَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (5257)، ومسلم (1440) (136) و (137)، والترمذي (1169)، والنسائي في "الكبرى" (9045) من طريق عطاء، عن جابر. وأخرجه مسلم (1440) (138) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وأخرجه الترمذي (1163)، والنسائي في "الكبرى" (9030) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر قال: قلنا: يا رسول الله إنا كنا نعزل، فزعمت اليهود أنها الموءودة الصغرى، فقال: "كذبت اليهود، إن الله إذا أراد أن يخلقه فلم يَمنَعه". وهو في "مسند أحمد" (15032)، و"صحيح ابن حبان" (4195). (¬2) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة ولانقطاعه، فإن جعفر بن ربيعة لم يسمع من الزهري فيما قاله أبو داود كما في "سؤالات الآجري" له، وكما في "السُّنن" له (2084)، وأقره المزي في "تهذيب الكمال". وأخرجه أحمد (212)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 385، والبيهقي 7/ 231 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرج ابن أبي شيبة 4/ 242 من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سوار الكوفي، عن ابن مسعود قال: تستأمر الحرة ويُعزل عن الأمة. وفي سوار الكوفي جهالة. =

31 - باب: لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها

31 - بَابٌ: لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا 1929 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا" (¬1). 1930 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَى عَنْ نِكَاحَيْنِ: أَنْ يَجْمَعَ الرَّجُلُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا (¬2). ¬

_ = وأخرج عبد الرزاق (14562) عن سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: تستامر الحرة في العزل ولا تستأمر الأمة. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (1408) (38) و (39)، والترمذي (1154)، والنسائي 6/ 98 من طريق محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه البخاري (5109) و (5110)، ومسلم (1408)، وأبو داود (2065) و (2066)، والترمذي (1155)، والنسائي 6/ 96 و 96 - 97 و 98 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7133)، و "صحيح ابن حبان" (4068) و (4113) و (4115). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لعنعنة ابن إسحاق. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5403) من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11637)، و"شرح مشكل الآثار" (5962).

32 - باب الرجل يطلق امرأته ثلاثا فتتزوج فيطلقها قبل أن يدخل بها أترجع إلى الأول

1931 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِي، حَدّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةِ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا" (¬1). 32 - بَابُ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فَتَتزَوَّجُ فَيُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا أَتَرْجِعُ إِلَى الْأَوَّلِ 1932 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةَ رِفَاعَةَ الْقُرَظِيِّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ، فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلَاقِي، فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ، وَإِنَّ مَا مَعَهُ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَةَ؟! لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جُبارة بن المُغَلَّس. وأخرجه أبو يعلى (7225) عن جُبارة بن المغفس، بهذا الإسناد. وانظر الحديثين قبله. (¬2) إسناده صحيح. عروة: هو ابن الزبير بن العوّام. وأخرجه البخاري (2639)، ومسلم (1433)، والترمذي (1146)، والنسائي 6/ 93 و 146 و 146 - 147 و 148 من طريق الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24058). وأخرجه بنحوه البخاري (5261)، ومسلم (1433)، والنسائي 6/ 148 من طريق القاسم بن محمَّد، والبخاري (5825) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، وأبو داود (2309)، والنسائي 6/ 146 من طريق الأسود بن يزيد، ثلاثتهم عن عائشة. =

33 - باب المحلل والمحلل له

1933 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ رَزِينٍ (¬1)، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الرَّجُلِ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ فَيُطَلِّقُهَا، فَيَتَزَوَّجُهَا رَجُلٌ فَيُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، أَتَرْجِعُ إِلَى الْأَوَّلِ؟ قَالَ: "لَا، حَتَّى يَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ" (¬2). 33 - بَابُ الْمُحَلِّلِ وَالْمُحَلَّلِ لَهُ 1934 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = قوله: "عسيلته" المراد لذة الجماع، لا لذة إنزال الماء، لأن التصغير يقتضي الاكتفاء بالقليل، فيكتفى بلذة الجماع. قاله السندي. (¬1) في (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: "سمعت سَلم بن زرير"، وهو تحريف، والتصويب من (ذ) و (م) و"تحفة الأشراف" (7083). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سالم بن رَزين، وقد توبع. وأخرجه النسائي 6/ 148 - 149 من طريق محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع منه سالم بن رزين إلى: سلم بن زرير، وجاء على الصواب في "الكبرى" (5577)، و"التحفة" (7083). وهو في "مسند أحمد" (5571). وأخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (4966) عن عبد الله بن عمر بن محمَّد بن أبان مُشكُدانة، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر، وهذا إسناد صحيح. وانظر ما قبله.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ (¬1). 1935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ وَمُجَالِدٌ، عَنْ الشَّعْبِي، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ (¬2). 1936 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَالَ لِي أَبُو مُصْعَبٍ مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف زَمْعة بن صالح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي. وقد صح الحديث عن عبد الله بن مسعود عند الترمذي (1148)، والنسائي 6/ 149، وهو في "مسند أحمد" (4283) وإسناده صحيح على شرط البخاري، وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر تالبيه. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث -وهو ابن عبد الله الأعور-، ومُجالد -وهو ابن سيد وإن كان ضعيفًا- تابعه عبد الله بن عون في هذا السند. وأخرجه أبو داود (2076) و (2077)، والترمذي (1147) من طريق الشعبي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (635). وأخرجه النسائي 8/ 147 - 148 من طريق ابن عون، عن الشعبي، عن الحارث قال: لعن رسول الله ... إلخ مرسلًا. وانظر ما قبله.

الْمُسْتَعَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "هُوَ الْمُحَلِّلُ، لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره دون قصة التيس المستعار، وهذا الحديث تفرد به مشرح بن هاعان عن عقبة، وهو فيما قاله ابن حبان في "المجروحين": يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات، والاعتبار بما وافق الثقات. قلنا: قد وافق الثقات في شطر الحديث الثاني، وهو قصة اللعن. هذا إن قلنا بصحة الإسناد إلى مشرح هذا، فقد قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" 1/ 438: ما أُرى الليث سمعه من مشرح بن هاعان ومثله قال يحيى بن عبد الله بن بكير تلميذ الليث، فيما ذكره أبو زرعة- كما في "علل الرازي" 1/ 411 - قال: ذكرت هذا الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير وأخبرته برواية عبد الله بن صالح وعثمان بن صالح، فانكر ذلك إنكارًا شديدًا، وقال: لم يسمع الليث من مشرح شيئًا، ولا روى عنه شيئًا، وإنما حدثني الليث بن سعد بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثم قال أبو زرعة: والصواب عندي حديث يحيى -يعني ابن عبد الله بن بكير. قلنا: وقد تابع عثمان بن صالح: عبدُ الله بن صالح أبو صالح كاتب الليث، لكن قال البخاري: عبد الله بن صالح لم يكن أخرجه في أيامنا. قلنا: لعله عني بذلك أن عثمان بن صالح حدث عبد الله بن صالح به، فرجع مداره على عثمان بن صالح الذي وهم في إسناده وتصريحِهِ بسماع الليث له من مشرح، والله أعلم. وأخرجه الحاكم 2/ 198 - 199 من طريق يحيى بن عثمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 7/ 208 من طريق محمَّد بن إسحاق الصَّغاني، عن عثمان بن صالح، به. وأخرجه الدارقطني (3618)، والطبراني 17/ (825)، والحاكم 2/ 199، والبيهقي 7/ 208 من طريق أبي صالح عند الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث ابن سعد، به. وانظر ما سلف برقم (1934). =

34 - باب: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب

34 - بَابٌ: يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ 1937 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الحَجَّاجٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ" (¬1). ¬

_ = قال ابن رشد في "بداية المجتهد" 6/ 511: وأما نكاح المحلل أعني الذي يقصد بنكاحه تحليل المطلقة ثلاثًا، فإن مالكًا قال: هو نكاح مفسوخ، وقال أبو حنيفة والشافعي: هو نكاح صحيح، وسبب اختلافِهم اختلافُهم في مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام: "لعن الله المحلل ... " الحديث فمن فهم من اللعن التأثيم فقط، فإن النكاح صحيح، ومن فهم من التأئيم فساد العقد تشبيها بالنهي الذي يدل على فساد المنهي عنه، قال: النكاح فاسد. وهو عند الحنفية مكروه تحريمًا إذا تزوجها بشرط التحليل للحديث "لعن الله المحلل والمحلل له"، فإن طلقها بعدما وطئها، حلت للأول لوجود الدخول في نكاح صحيح، لأن النكاح لا يبطل بالشروط الفاسدة. انظر "البناية" 5/ 480 - 483. (¬1) حديث صحيح، الحجاج -وهو ابن أرطاة-، وإن كان مدلسًا وقد عنعن قد توبع. وأخرجه مسلم (1445)، والنسائي 6/ 99 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن عراك بن مالك، به. وأخرجه بنحوه أبو داود (2055)، والترمذي (1180)، والنسائي 6/ 98 - 99 من طريق سليمان بن يسار، عن عروة، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24170). وأخرجه بنحوه البخاري (2646)، ومسلم (1444)، والنسائي 6/ 99 و 102 - 103 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24170). =

1938 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ ابْنُ الْحَارِثِ، حَدّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُرِيدَ عَلَى ابنة حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: "إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنْ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنْ النَّسَبِ" (¬1). 1939 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ حَدَّثَتْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: انْكِحْ أُخْتِي عَزَّةَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتُحِبِّينَ ذَلِكِ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ يا رسول الله، فَلَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَقُّ مَنْ شَرِكَنِي فِي خَيْرٍ أُخْتِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لِي" قَالَتْ: فَإِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، قالَ: "بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ؟! " قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَإِنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حَجْرِي مَا ¬

_ = وبعضهم ذكر للحديث قصة، وهذه القصة ستأتي عند المصنف برقمي (1948) و (1949). وأخرجه البخاري (4796) (5239)، ومسلم (1445) من طريقين عن عروة، عن عائشة موقوفًا. (¬1) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عَرُوبة. وأخرجه البخاري (2645)، ومسلم (1447)، والنسائي 6/ 100 من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1952).

35 - باب: لا تحرم المصة ولا المصتان

حَلَّتْ لِي، إِنَّهَا لَابْنَةُ أَخِي مِنْ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ أَخَوَاتِكُنَّ وَلَا بَنَاتِكُنَّ" (¬1). 1939م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬2). 35 - بَابٌ: لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلَا الْمَصَّتَانِ 1940 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُحَرِّمُ الرَّضْعَةُ وَلَا الرَّضْعَتَانِ، أَوْ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5101)، ومسلم (1449)، والنسائي 6/ 94 و 94 - 95 و 96 من طريق عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (5123)، والنسائي 6/ 95 من طريق عراك بن مالك، عن زينب، به. وأخرجه أبو داود (2056) من طريق عروة، عن زينب، عن أم سلمة أن أم حبيبة قالت: يا رسول الله .. إلخ فجعله من مسند أم سلمة. قولها: "فلست بمخلية" أي: لست بمفردة بك ولا خالية من ضَرَّة. قاله السندي. (¬2) إسناده صحيح. وانظر ما قبله. (¬3) إسناده صحيح. أبو الخليل: هو صالح بن أبي مريم. وأخرجه مسلم (1451)، والنسائي 6/ 100 - 101 من طريق أبى الخليل، بهذا الإسناد. =

1941 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، حَدّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ" (¬1). 1942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدّثَنَا أَبِي، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ ممَّا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْقُرْآنِ ثُمَّ سَقَطَ: لا يُحَرِّمُ إِلا عَشْرُ رَضَعَاتٍ، أَوْ خَمْسٌ مَعْلُومَاتٌ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (26873)، و"صحيح ابن حبان" (4229)، و"شرح مشكل الآثار" (4562). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن خالد بن خداش، وقد توبع. ابن عُلَيّة: هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقسم، وأيوب: هو السختياني، وابن أبي مُلَيكة: هو عَبد الله بن عُبيد الله بن عبد الله. وأخرجه مسلم (1450)، وأبو داود (2063)، والترمذي (1183)، والنسائي 6/ 101 من طريق أيوب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد (24026)، و"صحيح ابن حبان" (4228). (¬2) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2064) و (4561 م) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، ولفظه: كان مما نزل من القرآن، ثم سقط: أن لا يحرم من الرضاع إلا عشر رضَعات، ثم نزل بعدُ: أو خمس رضَعات. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 608، ومن طريقه مسلم (1452) (24)، وأبو داود (2062)، والترمذي (1184)، والنسائي 6/ 100، والطحاوي (2063) و (4566) عن عند الله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عند الرحمن، عن عائشة أنها قالت: كان مما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يُحرمن، ثم نُسِخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهن فيما يقرأ من القرآن. =

36 - باب رضاع الكبير

36 - بَابُ رِضَاعِ الْكَبِيرِ 1943 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه مسلم (1452)، والطحاوي (2065) و (2066) و (4567) و (4568) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة، بنحو لفظ القاسم بن محمَّد، دون ذكر قول عائشة الذي سلف في رواية مالك عن عبد الله بن أبي بكر. قولها: "ثم سقط" أي: نُسخ. وقال مالك بإثر الحديث في "الموطأ": وليس العمل على هذا. وقال الزرقاني في "شرح الموطأ" 3/ 349: بل هو على التحريم ولو مصةً وصلت إلى الجوف عملًا بظاهر القرآن وأحاديث الرضاع، وبهذا قال الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة وعلماء الأمصار (ومنهم الإمام البخاري كما في "الفتح" 9/ 164) حتى قال الليث بن سعد: أجمع المسلمون على أن قليل الرضاع وكثيره يُحرِّم في المهد ما يفطر الصائم، حكاه في "التمهيد" 8/ 268، ومن المقرر أنه إذا كان علماء الصحابة وأئمة الأمصار وجهابذة المحدثين قد تركوا العمل بحديث مع روايتهم له ومعرفتهم به كهذا الحديث، فإنما تركوه لعلة كنسخ، أو معارضي يوجِبُ تركه، فيرجع إلى ظاهر القرآن والأخبار المطلقة وإلى قاعدة هي أصل في الشريعة، وهي أنه متى حصل اشتباه في قصة كان الاحتياط فيها أبرأ للذمة، وأنه متى تعارض مانع ومبيح قُدم المانع لأنه أحوط. وقال صاحب "المغني"11/ 310: الذي يتعلق به التحريم خمس رضعات فصاعدًا، هذا الصحيح في المذهب، وروي هذا عن عائشة وابن مسعود وابن الزبير وعطاء وطاووس، وهو قول الشافعي. وعند أحمد رواية ثانية أن قليل الرضاع وكثيره يحرم. ورواية ثالثة: لا يثبت التحريم إلا بثلاث رضعات. وبه قال أبو ثور، وأبو عبيد وداود وابن المنذر. وانظر لزاما "شرح مشكل الآثار" للإمام الطحاوي 5/ 311 - 315، و"المنتقى" لأبي الوليد الباجي 4/ 156.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يا رسول الله إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ الْكَرَاهِيَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ عَلَيَّ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" أَرْضِعِيهِ" قَالَتْ: كَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: "قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ" فَفَعَلَتْ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ شَيْئًا أَكْرَهُهُ بَعْدُ. وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه مسلم (1453)، والنسائي 6/ 104 - 105 و105 و105 - 106 من طريق القاسم، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24108)، و"صحيح ابن حبان" (4213). وأخرجه بنحوه البخاري (4000) و (5088)، وأبو داود (2061)، والنسائي 3/ 106 من طريق عروة بن الزبير، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (26330). وجمهور أهل العلم سلفا وخلفا على أن الرضاع الذي يتعلق به التحريم ما كان قبل الفطام في زمن الارتضاع المعتاد، وهو ما كان في الحولين، ولا يُحرِّم ما كان بعدهما. وقد نقل ابن القيم في "زاد المعاد" 5/ 578 عن طائفة من السلف والخلف أن رضاع الكبير يُحرِّم، ولو أنه شيخ، ونسبه إلى عائشة وعلي وعروة بن الزبير وعطاء ابن أبي رباح والليث بن سعد وابن حزم ... ثم قال 5/ 593: المسلك الثالث: وهو أن حديث سهلة ليس بمنسوخ ولا مخصوص ولا عام في كل أحد، إنما هو رخصة للحاجة لمن لا يستغني عن دخوله على المرأة ويشق احتجابها عنه، كحال سالم مع امرأة أبي حذيفة، فمثل هذا الكبير إذا أرضعته للحاجة أثر رضاعه، وأما مَن عداه فلا يؤثر إلا رضاع الصغير، وهذا مسلك شخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، والأحاديث النافية للرضاع في الكبير إما مطلقة فتقيد بحديث سهلة، أو عامة في الأحوال فتخصَّص هذه الحال من عمومها، وهذا أولى من النسخ ودعوى التخصيص بشخص بعينه، وأقرب إلى العمل بجميع الأحاديث من الجانبين، وقواعد الشرع تشهد له.

37 - باب لا رضاع بعد فصال

1944 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَاعَةُ الْكَبِيرِ عَشْرًا، وَلَقَدْ كَانَ فِي صَحِيفَةٍ تَحْتَ سَرِيرِي، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ، دَخَلَ دَاجِنٌ فَأَكَلَهَا (¬1). 37 - بَابٌ لا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ 1945 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ. عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا رَجُلٌ فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟ " قَالَتْ: هَذَا أَخِي. قَالَ: "انْظُرُوا مَنْ تُدْخِلْنَ عَلَيْكُنَّ، فَإِنَّ الرَّضَاعَةَ مِنْ الْمَجَاعَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) لا يصح، تفرد به محمَّد بن إسحاق -وهو المطلبي- وفي متنه نكارة. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمَّد بن عمرو بن حزم. وأخرجه أحمد (26316)، وأبو يعلى (4587)، والطبراني في "الأوسط" (7805)، والدارقطني (4376) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (4588)، والطبراني في "الأوسط" (7805)، والدراقطنى (4376) من طريق ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، به. والحديث رواه غير ابن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن عمرة عن عائشة بلفظ آخر، انظره مع تخريجه عند الحديث السالف برقم (1942). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2647) و (5102)، ومسلم (1455)، وأبو داود (2058)، والنسائي 6/ 102 من طريق أشعث، بهذا الإسناد. =

1946 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لا رَضَاعَ إِلا مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ" (¬1). 1947 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَعُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ ¬

_ = وهو في "المسند" (24632). قوله: "فإن الرضاعة من المجاعة" قال الحافظ في "الفتح" 9/ 148: فيه تعليل الباعث على إمعان النظر والفكر، لأن الرضاعة تُثبت النسب، وتجعل الرضيع محرمًا، وقوله: "من المجاعة" أي: الرضاعة التي تثبت بها الحرمة، وتحل بها الخلوة هي حيث يكون الرضيع طفلأ لسد اللبن جوعته، لأن معدته ضعيفة يكفيها اللبن، وينبت بذلك لحمه فيصير كجزء من المرضعة، فيشترك في الحرمة مع أولادها فكأنه قال: لا رضاعة معتبرة إلا المغنية عن المجاعة، أو المطعمة من المجاعة. (¬1) صحيح من حديث أم سلمة، وهذا إسناد ضعيف أخطأ فيه ابن لهيعة، والصحيح في هذا الحديث أنه من رواية هشام بن عروة، عن زوجه فاطمة بنت المنذر، عن أم سلمة. وقد روى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا تحرم المصة والمصتان" وهو الصحيح عن عبد الله بن الزبير، وصححه ابن المديني في "العلل" ص 83. وأخرج حديث أم سلمة الترمذي (1186)، والنسائي في "الكبرى" (5441) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن هشام بن عروة، عن زوجته فاطمة، عنها بلفظ: "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان قبل الفِطام". وهو عند ابن حبان في "صحيحه" (4224). وأما حديث ابن الزبير الصحيح فأخرجه أحمد في "مسنده" (16110)، والنسائي 6/ 100، وغيرهما. وانظر تمام تخريجه في "المسند".

38 - باب لبن الفحل

أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلَّهُنَّ خَالَفْنَ عَائِشَةَ، وَأَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ أَحَدٌ بِمِثْلِ رَضَاعَةِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَقُلْنَ: وَمَا يُدْرِينَا؟ لَعَلَّ ذَلِكَ كَانَتْ رُخْصَةً لِسَالِمٍ وَحْدَهُ (¬1). 38 - بَابُ لَبَنِ الْفَحْلِ 1948 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَانِي عَمِّي مِنْ الرَّضَاعَةِ، أَفْلَحُ بْنُ أَبِي قُعَيْسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّهُ عَمُّكِ فَأْذَنِي لَهُ" فقُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ. قَالَ: "تَرِبَتْ يَدَاكِ" أَوْ "يَمِينُكِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح لكن عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها أم سلمة كما سيأتي. وعبد الله بن لهيعة سييء الحفظ. وأخرجه مسلم (1454)، والنسائي 6/ 106 من طريق الليث بن سعد، عن عُقيل بن خالد الأيلي، عن ابن شهاب، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة، أن أمه زينب بنت أبي سلمة أخبرته، أن أمها أمَّ سلمة زوج النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانت تقول ... إلخ. وهو في "مسند أحمد" (26460) من طريق الليث بن سعد. وأخرجه ضمن حديث مطول أبو داود (2061) من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة. وأصله في البخاري (4000). وانظر ما سلف برقم (1943). وانظر لزامًا في مسألة رضاع الكبير وأنه يُحرِّم "زاد المعاد" 5/ 578 - 593. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2644) و (4796)، ومسلم (1445)، وأبو داود (2057)، والترمذي (1181)، والنسائي 6/ 99 و103و104 من طريق عروة، عن عائشة. =

39 - باب الرجل يسلم وعنده أختان

1949 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَ عَمِّي مِنْ الرَّضَاعَةِ يَسْتَأْذِنُ عَلَي، فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ عَمُّكِ" فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ. قَالَ: "إِنَّه ُ عَمُّكِ فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ" (¬1). 39 - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ أُخْتَانِ 1950 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِي، عَنْ أَبِي خِرَاشٍ الرُّعَيْنِي عَنْ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعِنْدِي أُخْتَانِ تَزَوَّجْتُهُمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: "إِذَا رَجَعْتَ فَطَلِّقْ إِحْدَاهُمَا" (¬2). ¬

_ = وهو في "المسند" (24054)، و"صحيح ابن حبان" (4219). وانظر ما بعده. وقوله: "تَرِبَتْ يداك" قال في "النهاية": تَرِبَ الرجل: إذا افتقر، أي: لصق بالتراب، وأترب: إذا استغنى، وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يُريدون بها الدعاءَ على المخاطب، ولا وقوع الأمر به، كما يقولون: قاتله الله، وقيل: معناها: لله درُّك، وقيل: أراد به المثل ليرَى المأمورُ بذلك الجدَّ، وأنه إن خالفه، فقد أساء. (¬1) إسناده صحيح. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده ضعيف، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك الحديث، وقد اضطرب في إسناده كما هو مبيّن في "مسند أحمد" (18040)، وأبو خراش مجهول، لكن روي الحديث بإسناد حسن وهو الحديث الآتي بعد هذا. =

40 - باب الرجل يسلم وعنده أكثر من أربع نسوة

1951 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَيْشَانِيِّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ الضَّحَّاكَ بْنَ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يا رسول الله، إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَحْتِي أُخْتَانِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِي: "طَلِّقْ أَيَّتَهُمَا شِئْتَ" (¬1). 40 - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ 1952 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِي، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ حُمَيْضَةَ بِنْتِ الشَّمَرْدَلِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَسْلَمْتُ وَعِنْدِي ثَمَانِ نِسْوَةٍ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: "اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 16، و 4/ 317، وعبد الرزاق (12627)، والدارقطني (3698)، والطبراني 18/ (844)، والبيهقي 7/ 184 - 185 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة بهذا الإسناد. (¬1) إسناده حسن، الضحاك بن فيروز الديلمي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 387، وكذلك أبو وهب الجيشاني - روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 291، وابن لهيعة رواية ابن وهب عنه حسنة عند أهل العلم، ثم هو متابع. وأخرجه الترمذي (1159) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (18040) من طريق ابن لهيعة. وأخرجه أبو داود (2243)، والترمذي (1160) من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب، به، وهذا إسناد صحيح إلى أبي وهب الجيشاني. وهو في "صحيح ابن حبان" (4155). (¬2) حديث حسن. ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وكذا حُميضة بنت الشمردل -بالدال المهملة، وبعضهم ضبطها =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = بالذال المعجمة، وقال الأكثرون: ابن الشمَردل، فجعلوه رجلًا، وهو الصحيح- متابع. وقد حسّن الحافظ ابن كثير إسناد هذا الحديث في "تفسيره" 2/ 184، وقد اختلف في اسم صحابيه: فبعضهم يسميه: قيس بن الحارث، وبعضهم يسميه: الحارث بن قيس. وأخرجه سعيد بن منصور (1863)، وأبو داود (2241)، وأبو يعلى (6872)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 255، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 299، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 175، والطبراني في "الكبير" 18/ (922)، والدارقطني (3690)، والبيهقي 7/ 149 و 183، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 56 من طريق هُشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 60، وابن أبي شيبة 4/ 318، وأبو داود (2242)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1054)، والبيهقي 7/ 183، وابن عبد البر 12/ 56 و 58 من طريق عيسى بن المختار، وأبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" 1/ 446، والطبراني في "الأوسط" (4059) من طريق المختار بن فلفل، كلاهما عن ابن أبي ليلى، به. وأخرجه سعيد بن منصور (1865)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2737)، وأبو يعلى (6874)، والطبراني 18/ (923)، والدارقطني (3690)، وابن عبد البر 12/ 57 من طريق محمَّد بن السائب الكلبي، عن حميضة بن الشمردل، عن قيس بن الحارث -وعند بعضهم: الحارث بن قيس- والكلبي متروك. وأخرجه عبد الرزاق (12624) عن معمر، عن الكلبي، عن رجل، عن قيس ابن الحارث. وأخرجه ابن قانع 1/ 175 من طريق هشيم، عن الكلبي، عن أبي صالح باذام، عن ابن عباس، عن الحارث بن قيس. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 262، وابن قانع 1/ 175 من طريق أبي عوانة، عن مغيرة بن مقسم الضبي، عن قيس بن عبد الله بن الحارث -وعند ابن قانع: الربيع بن الحارث بن قيس- قال: أسلم جدي ... فذكره بنحوه.

1953 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خُذْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه سعيد بن منصور (1864)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 255، وابن قانع 1/ 175، والدارقطني (3692) و (3693) من طريق هشيم بن بشير، أخبرنا مغيرة بن مقسم الضبي، عن بعفى ولد الحارث بن قيس -وقال بعضهم: عن رجل من ولد الحارث، وسماه بعضهم: الربيع بن قيس-: أن الحارث أسلم فذكره بنحوه. وأخرجه أبو يعلى (6873) من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمَّد بن إسحاق قال: قدم وفد بني تميم على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيهم قيس بن الحارث، ورجاله ثقات، لكنه معضل. قال ابن عبد البر: الأحاديث المروية في هذا الباب كلها معلولة، وليست أسانيدها بالقوية، ولكنها لم يرو شيء يُخالفها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والأصولُ تعضدها، والقولُ بها، والمصيرُ إليها أولى، وبالله التوفيق. وانظر ما بعده. (¬1) حديث صحيح بطرقه وشواهده وبعمل الأئمة المتبوعين به. وأخرجه الترمذي (1158) من طريق معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4609)، و "صحيح ابن حبان" (4156). وانظر تمام الكلام عليه في "المسند". وقد ذكر ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/ 500: أن حديث الزهري عن سالم، عن أبيه من رواية معمر في قصة غيلان صحيح، ولم يعتل عليه من ضعفه بأكثر من الاختلاف على الزهري. وغيلان بن سلمة هذا يُعَد مِن أشراف ثقيف، أسلم بعد فتح الطائف هو وأولاده، وكان شاعرًا، أحد حُكام قيس في الجاهلية، له ترجمة في "طبقات ابن سعد" 5/ 371.

41 - باب الشرط في النكاح

41 - بَابُ الشَّرْطِ فِي النِّكَاحِ 1954 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ أَحَقَّ الشَّرْطِ أَنْ يُوفَى بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ" (¬1). 1955 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا كَانَ مِنْ صَدَاقٍ أَوْ حِبَاءٍ أَوْ هِبَةٍ قَبْلَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ فَهُوَ لَهَا، وَمَا كَانَ بَعْدَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ فَهُوَ لِمَنْ أُعْطِيَهُ أَوْ حُبِيه، وَأَحَقُّ مَا يُكْرَمُ الرَّجُلُ بِهِ، ابْنَتُهُ أَوْ أُخْتُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (2721)، ومسلم (1418)، وأبو داود (2139)، والترمذي (1156) و (1157)، والنسائي 6/ 92 - 93 و 93 من طريق يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17302)، و"صحيح ابن حبان" (4092). (¬2) إسناده حسن. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث عند النسائي والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" فانتفت شبهة تدليسه. أبو خالد: هو سليمان بن حيان الأحمر. وأخرجه أبو داود (2129)، والنسائي 6/ 120 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (6709)، و"شرح مشكل الآثار" (4471)، وتضعيف الشيخ ناصر الألباني رحمه الله للحديث في "ضعيفته" بعنعنة ابن جريج لا شيء. =

42 - باب الرجل يعتق أمته ثم يتزوجها

42 - بَابُ الرَّجُلِ يُعْتِقُ أَمَتَهُ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا 1956 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَي، عَنْ الشَّعْبِي، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ عَلَيْهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ فَلَهُ أَجْرَانِ". قَالَ صَالِحٌ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: قَدْ أَعْطَيْتُكَهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ، إِنْ كَانَ الرَّاكِبُ لَيَرْكَبُ فِيمَا دُونَهَا إِلَى الْمَدِينَةِ (¬1). ¬

_ = وأما معنى الحديث، فقد قال الإمام الطحاوي: المرأة المخطوبة قد يُحبى وليها، أو يوعد بشيءٍ ليكون عونا للخاطب على ما يحاوله من التزويج الذي يلتمس، فلا يطيبُ لوليها ما حُبي ولا ما وعد به في ذلك التزويج الملتمس منه، فكان أولى بذلك منه المرأة المطلوب تزويجها ... وأما ما كان من ذلك بعد عصمة النكاح، فهو لمن أعصمه، لأنه قد صار له سبب يجب أن يكون عليه كما قيل في هذا الحديث: "وأحق ما يُكرم الرجل به ابنته أو أخته" فلما استحق الإكرام كان ما أكرم به لذلك طيبًا له. وانظر "المغني" 10/ 118 - 119. (¬1) إسناده صحيح. أبو بُردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. وأخرجه البخاري (97)، ومسلم (154)، وبإثر الحديث (1427) (86)، وأبو داود (2053)، والترمذي (1143) و (1144)، والنسائي 6/ 115 من طريق الشعبي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19532)، واقتصر مسلم في الموضع الثاني وأبو داود والنسائي في أحد موضعيه على شاهد الباب من الحديث.

1957 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنَا ثَابِتٌ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: صَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِي، ثُمَّ صَارَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدُ، فَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. قَالَ حَمَّادٌ: فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لِثَابِتٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَنْتَ سَأَلْتَ أَنَسًا مَا أَمْهَرَهَا؟ قَالَ: أَمْهَرَهَا نَفْسَهَا (¬1). 1958 - حَدَّثَنَا حُبَيْشُ بْنُ مُبَشِّرٍ، حَدّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو أسلم البناني، وعبد العزيز: هو ابن صهيب. وأخرجه مطولًا البخاري (947)، ومسلم (1365) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2228) من طريق حماد بن زيد، عن ثابت وحده، به. وأخرجه النسائي 6/ 114 من طريق عن ثابت وشعيب بن الحبحاب، و 6/ 114 - 115 من طريق شعيب وحده، كلاهما عن أنس. وأخرجه أبو داود (2054)، والنسائي 6/ 114 من طريق قتادة وعبد العزيز، و (2998) من طريق عبد العزيز وحده، كلاهما عن أنس. ورواية أبي داود (2998) مطولة. وهو في "المسند" (11957)، و"صحيح ابن حبان" (4063) و (4091). وقوله: "صارت صفية لدحية الكلبي، ثم صارت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد". في رواية البخاري أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين جمع السبي في غزوة خيبر، جاءه دحية، فقال: يا نبي الله أعطني جارية من السبي، قال: فاذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: يا نبي الله أعطيت دِحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير! لا تصلح إلا لك، قال: "ادعوه بها" فجاء بها، فلما نظر إليها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال: "خذ جارية من السبي غيرها" قال: فأعتقها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتزوجها.

43 - باب تزويج العبد بغير إذن سيده

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْتَقَ صَفِيَّةَ، وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَتَزَوَّجَهَا (¬1). 43 - بَابُ تَزْوِيجِ الْعَبْدِ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ 1959 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا تَزَوَّجَ الْعَبْدُ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ، كَانَ عَاهِرًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وعكرمة قد سمع من عائشة، وروايته عنها في "صحيح البخاري" برقم (309) و (310) و (311). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2120) و (5638)، والدارقطني والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 272، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة حبيش بن مبشر 5/ 416 - 417 من طريق يونس بن محمَّد المؤذب، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وانفرد القاسم بن عبد الواحد عنه فجعله من حديث ابن عمر، والقاسم لم يوثقه غير ابن حبان، والمحفوظ فيه عن ابن عقيل أنه من حديث جابر كما سيأتي. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 434 عن أزهر بن مروان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2079) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "إذا نكح العبد بغير إذن مولاه، فنكاحه باطل" وإسناده ضعيف لضعف العمري، وهو وإن تابعه موسى بن عقبة في الحديث التالي عند المصنف إلا أن في الإسناد إليه مندل بن علي الفهري، وهو ضعيف أيضًا، وفيه عنعنة ابن جريج. والصحيح فيه أنه عن ابن عمر موقوفًا، فقد أخرجه عبد الرزاق (12981)، وابن أبي شيبة 4/ 261 - 262 من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أنه وجد عبدًا له تزوج بغير إذنه، ففرّق بينهما، وأبطل صداقه، وضربه حدًا. وهذا إسناد صحيح. =

44 - باب النهي عن نكاح المتعة

1960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدّثَنَا مَنْدَلٌ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا عَبْدٍ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَهُوَ زَانٍ" (¬1). 44 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ 1961 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِي، عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ (¬2). 1962 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ ¬

_ = وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود (2078)، والترمذي (1137) و (1138) من طرق عن عبد الله بن عقيل، عن جابر مرفوعًا. وابن عقيل ضعيف كما ذكرنا. وهو في "مسند أحمد" (14212). (¬1) إسناده ضعيف لضعف مَنْدَل -وهو ابن علي الفهري. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4216)، ومسلم (1407)، والترمذي (1149) و (1897)، والنسائي 6/ 125 - 126 و 126 و 202/ 7 و 202 - 203 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (592)، و"صحيح ابن حبان" (4140) و (4143)، وانظر لزامًا "زاد المعاد" 3/ 400 و5/ 111 بتحقيقنا.

عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْعُزْبَةَ قَدْ اشْتَدَّتْ عَلَيْنَا، قَالَ: "فَاسْتَمْتِعُوا مِنْ هَذِهِ النِّسَاءِ". فَأَتَيْنَاهُنَّ فَأَبَيْنَ أَنْ يَنْكِحْنَنَا إِلَّا أَنْ نَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُنَّ أَجَلًا، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُنَّ أَجَلًا"، فَخَرَجْتُ أَنَا وَابْنُ عَمٍّ لِي، مَعَهُ بُرْدٌ وَمَعِي بُرْدٌ، وَبُرْدُهُ أَجْوَدُ مِنْ بُرْدِي، وَأَنَا أَشَبُّ مِنْهُ، فَأَتَيْنَا عَلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَتْ: بُرْدٌ كَبُرْدٍ، فَتَزَوَّجْتُهَا فَمَكَثْتُ عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ غَدَوْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمٌ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ، وَهُوَ يَقُولُ: "أَيُّهَا النَّاسُ" إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي الِاسْتِمْتَاعِ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ شَيْءٌ فَلْيُخْلِ سَبِيلَهَا، وَلَا تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1406)، والنسائي 6/ 126 - 127 من طريق الربيع بن سبرة، عن أبيه. وأخرجه مختصرًا بذكر النهي عن المتعة مسلم (1406) (24) - (26)، وأبو داود (2072) و (2073) من طريق الزهري، عن الربيع، به. وهو في "مسند أحمد" (15337)، و"صحيح ابن حبان" (4144) و (4146). فائدة: اختلف على الربيع بن سبرة في تعيين وقت التحريم، فروي عنه في حجة الوداع، وروي عنه عام فتح مكة. قال الحافظ في "التلخيص" 2/ 156: ويجاب عنه بجوابين: أحدهما: أن المراد بذكر ذلك في حجة الوداع إشاعة النهي والتحريم لكثرة من حضرها من الخلائق. والثاني: احتمال أن يكون انتقل ذهن أحد رواته من فتح مكة إلى حجة الوداع، لأن أكثر الرواة عن سبرة أن ذلك في الفتح.

45 - باب المحرم يتزوج

1963 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِي، حَدّثَنَا الْفِرْيَابِي، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَذِنَ لَنَا فِي الْمُتْعَةِ ثَلَاثًا، ثُمَّ حَرَّمَهَا، وَاللَّه ِ لَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَتَمَتَّعُ وَهُوَ مُحْصَنٌ إِلَّا رَجَمْتُهُ بِالْحِجَارَةِ، إِلَّا أَنْ يَأْتِيَنِي بِأَرْبَعَةٍ يَشْهَدُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَحَلَّهَا بَعْدَ إِذْ حَرَّمَهَا (¬1). 45 - بَابُ الْمُحْرِمِ يَتَزَوَّجُ 1964 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَكَحَ وَهُوَ مُحْرِمٍ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا سند حسن من أجل أبان بن أبي حازم. أبو بكر بن حفص هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه بنحوه مسلم (1217) من طريق أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال: فلما قام عمر قال: إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء، وإن القرآن قد نزل منازله ... ، وأبِتُّوا نكاحَ هذه النساء، فلن أُوتَى برجل نكح امرأةَ إلى أجلٍ، إلا رجمتُه بالحجارة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1837)، ومسلم (1410)، وأبو داود (1844)، والترمذي (858) و (859) و (860)، والنسائي 5/ 191 و 6/ 87 - 88 من طريق عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وعند الجميع أن التي تزوجها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هي ميمونة. وهو في "مسند أحمد" (1919)، و"صحيح ابن حبان" (4133). وأخرجه البخاري (1837) و (4258)، وأبو داود (1844)، والترمذي (858) و (859)، والنسائي 5/ 191 و 192 و 6/ 87 و 88 من طرق عن ابن عباس. =

1965 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدّثَنَا أَبُو فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ. حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَهَا وَهُوَ حَلَالٌ. ¬

_ = وفي الباب عن عائشة عند البزار (1443 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 269، وابن حبان (4132)، والبيهقي 7/ 212 وإسناده صحيح. ولفظه: تزوج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعض نسائه وهو محرم، واحتجم وهو محرم. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 166: وأكثر ما أعل بالإرسال، وليس ذلك بقادح فيه. وعن أبي هريرة عند الدارقطني 3/ 263 وإسناده حسن في الشواهد. قال البغوي في "شرح السنة" 7/ 251 - 252: والأكثرون على أنه تزوجها حلالًا، فظهر أمر تزويجها وهو محرم، ثم بني بها وهو حلال بسَرِف في طريق مكة. وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 52: واختلف العلماءُ في هذه المسألة، فالجمهور على المنع لحديث عثمان: "لا ينكح المحرم ولا ينكح" أخرجه مسلم [(1409)] وأجابوا عن حديث ميمونة بأنه اختلف في الواقعة كيف كانت، ولا تقوم بها الحجة، ولأنها تحتمل الخصوصية، فكان الحديث في النهي عن ذلك أولى بأن يؤخذ به، وقال عطاء وعكرمة وأهل الكوفة: يجوز للمحرم أن يتزوج كما يجوز له أن يشتري الجارية للوطء. وتعقب بأنه قياس في معارضة السنة فلا يعتبر به، وأما تاويلهم حديث عثمان بأن المراد به الوطء فمتعقبٌ بالتصريح فيه بقوله: "ولا يُنكِح، بضم أوله، وبقوله: "ولا يَخطُب". وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 152: والرواية أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوج ميمونة وهو حلال متواترة عن ميمونة بعينها، وعن أبي رافع مولى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعن سليمان بن يسار مولاها، وعن يزيد بن الأصم وهو ابن أختها، وهو قول سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن شهاب وجمهور علماء المدينة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم ينكح ميمونة إلا وهو حلال قبل أن يحرم، وما أعلم أحدًا روى من الصحابة أن رسول الله نكح ميمونة وهو محرم إلا عبد الله بن عباس، ورواية من ذكر معارضة لروايته، والقلب إلى رواية الجماعة أميل، لأن الواحد أقرب إلى الغلط ...

46 - باب الأكفاء

قَالَ: وَكَانَتْ خَالَتِي وَخَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬1). 1966 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نَبِيهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُحْرِمُ لَا يَنْكِحُ وَلَا يُنْكِحُ وَلَا يَخْطُبُ" (¬2). 46 - بَابُ الْأَكْفَاءِ 1967 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [بْنُ عبد الله] بن سَابُورَ (¬3) الرَّقِّي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ابْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ أَخُو فُلَيْحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ ابْنِ وَثِيمَةَ النَّصْرِيِّ (¬4) ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو فَزارة: هو راشد بن كَيسان العبسي الكوفي. وأخرجه مسلم (1411)، وأبو داود (1843)، والترمذي (860)، والنسائي في "الكبرى" (5383) من طريق يزيد بن الأصم، عن ميمونة. وفي رواية الترمذي والنسائي قالت: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوجها وهو حلال، وبنى بها حلالًا. وهو في "مسند أحمد" (26815)، و"صحيح ابن حبان" (4134). وأخرجه مرسلًا النسائي (5384) من طريق شعبة، عن الحكم، عن يزيد بن الأصم قال: ما تزوج رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ميمونة وهو محرم. (¬2) إسناده صحيح. وهو في "موطأ مالك" 1/ 348 - 349. وأخرجه مسلم (1409)، وأبو داود (1841) و (1842)، والترمذي (856)، والنسائي 5/ 192 و 6/ 88 و 88 - 89 من طريق نبيه بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (401)، و"صحيح ابن حبان" (4123). (¬3) تصحف في أصولنا الخطية إلى: شابور، بالشين المعجمة، وما بين الحاصرتين زيادة من "التحفة" (15485)، ولا بد منها. (¬4) تصحف في (ذ) و (س) إلى: البصري، بالباء.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوه تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" (¬1). 1968 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عِمْرَانَ الْجَعْفَرِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الحميد بن سليمان: وهو الخُزاعي. ابن وثيمة النصري: هو زُفَر، وقد خالف عبدَ الحميد الليثُ بن سعد عند أبي داود في "المراسيل" (225)، وعبد العزيز بن محمَّد الدراوردي عند سعيد ابن منصور (590) فروياه عن ابن عجلان، عن عبد الله بن هرمز اليماني مرسلًا، ونقل الترمذي عن البخاري قوله: وهو أشبه، ولم يعدّ حديث عبد الحميد محفوظًا. وأخرجه الترمذي (1109)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 141 - 142، والحاكم 2/ 164 - 165، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 11/ 61، والمزي في ترجمة زفر بن وثيمة من "تهذيب الكمال" 9/ 355 من طريق عبد الحميد بن سليمان، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث أبي حاتم المزني عند أبي داود في "المراسيل" (224)، والترمذي (1085) وغيرهما، وقال الترمذي: حسن غريب، وأبو حاتم المزني له صحبة، ولا نعرف له عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير هذا الحديث. قلنا: كذا قال مع أن في إسناده عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف، وسعيد ومحمد ابني عبيد مجهولان، إلا أنه يتقوى بحديثنا ويقويه. وأخرج عبد الرزاق (10325) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ... الحديث وهو مرسل رجاله ثقات. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (5088) أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرًا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تبنَّى سالما وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى امرأة من الأنصار.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث بن عمران الجعفري وقد توبع كما سيأتي. وقد حسنه الحافظ في "التلخيص" 3/ 146، وفي "الفتح" 9/ 125. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 403 و 404، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 225، وابن عدي في ترجمة الحارث بن عمران من "الكامل" 2/ 614، والدارقطني (3788)، والحاكم 2/ 163، والقضاعي في "مسند الشهاب" (667)، والبيهقي 7/ 133، والخطب البغدادي في "تاريخ بغداد" 1/ 264، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1009) من طريق الحارث بن عمران الجعفري، وابن أبي الدنيا في "العيال" (130)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ ورقة 241 - 242 من طريق الحكم بن هشام الثقفي، وابن أبي الدنيا (131)، والحاكم 2/ 163، والبيهقي 7/ 133 من طريق عكرمة ابن إبراهيم الأزدي، والدارقطني (3786)، وابن الجوزي في "العلل" (1010) من طريق صالح بن موسى، وأخرجه الدارقطني (3787)، وابن الجوزي (1011) من طريق أبي أمية بن يعلى الثقفي -واسمه إسماعيل-، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 286 من طريق محمَّد بن مروان السُّديِّ، ستتهم عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. قلنا: أمثلُ هذه الطرق طريق الحكم بن هشام الثقفي، وبمجموعها يتحسن الحديث. وفي الباب عن أنس بن مالك عند تمام الرازي في "فوائده" (741)، وأبي نعيم الأصبهاني في "الحلية" 3/ 377، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1008)، والضياء المقدسي في "المختارة" (2634) ولفظه عند أبي نعيم وابن الجوزي: "تخيروا لنطفكم، واجتنبوا هذا السواد، فإنه لون مُشوَّه"، والباقون رووه بلفظ: "تخيروا لنطفكم"، وفي إسناده محمَّد بن عبد الملك، وعند بعضهم عبد الملك بن يحيى، ولم نتبينه. وعن عمر بن الخطاب عند ابن عدي في ترجمة سليمان بن عطاء من "الكامل" 3/ 1134، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 115، وابن الجوزي (1006) بلفظ: "تخيروا لنطفكم، وانتخبوا المناكح، وعليكم بذات الأوراك فإنهن أنجب"، وفي إسناده سليمان بن عطاء منكر الحديث.

47 - باب القسمة بين النساء

47 - بَابُ الْقِسْمَةِ بَيْنَ النِّسَاءِ 1969 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ مَعَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ" (¬1). 1970 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا سَافَرَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى العَوذي. وأخرجه أبو داود (2133)، والترمذي (1173)، والنسائي 7/ 63 من طريق همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7936). قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 218 - 219: في هذا دلالة على توكيد وجوب القَسْم بين الضرائر الحرائر، وإنما المكرؤه من الميل هو ميل العِشرة الذي يكون معه بخس الحق، دون ميل القلوب، فإن القلوب لا تُملَك، فكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسوَّي في القَسْم بين نسائه، ويقول: "اللهم هذا قَسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما لا أملك"، وفي هذا نزل قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129]. (¬2) حديث صحيح، ويحيى بن يمان قد توبع. وأخرجه البخاري (2593)، وأبو داود (2138)، والنسائي في "الكبرى" (8874) من طريق يونس عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24859). =

48 - باب المرأة تهب يومها لصاحبتها

1971 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَيَعْدِلُ، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ هَذَا فِعْلِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ" (¬1). 48 - بَابُ الْمَرْأَةِ تَهَبُ يَوْمَهَا لِصَاحِبَتِهَا 1972 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه البخاري (5211)، ومسلم (2445) من طريق القاسم بن محمَّد بن أبي بكر، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24834). وسيأتي برقم (2347). (¬1) إسناده صحيح، كما قال ابن كثير في "التفسير" 2/ 382، إلا أنه اختلف في وصله وإرساله، ورجح الإرسالَ غير واحد من الأئمة، وقد روي من وجهٍ آخر عن عائشة بإسناد حسن كما سيأتي. وأخرجه أبو داود (2134)، والترمذي (1172)، والنسائي 7/ 63 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25111)، و"صحيح ابن حبان" (4205). وأخرجه أبو داود (2135) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة قالت: يا ابن أختي، كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يفضل بعضنا على بعض في القَسمِ ... وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد فهو صدوق، وأصل هذا الحديث عند البخاري (2593) بلفظ: " ... وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها ... ".

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا أَنْ كَبِرَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ بِيَوْمِ سَوْدَةَ (¬1). 1973 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُمَيَّةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَدَ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فِي شَيْءٍ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا عَائِشَةُ، هَلْ لَكِ أَنْ تُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِّي وَلَكِ يَوْمِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا مَصْبُوغًا بِزَعْفَرَانٍ، فَرَشَّتْهُ بِالْمَاءِ لِيَفُوحَ رِيحُهُ، ثُمَّ قَعَدَتْ إِلَى جَنْبِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا عَائِشَةُ إِلَيْكِ عَنِّي، إِنَّهُ لَيْسَ يَوْمَكِ" فَقَالَتْ: ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالْأَمْرِ فَرَضِيَ عَنْهَا (¬2). 1974 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدّثَنَا عَمْرُ بْنُ عَلِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5212)، ومسلم (1463)، والنسائي في"الكبرى" (8885) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24395)، و"صحيح ابن حبان" (4211). وأخرجه بنحوه مطولًا (2593)، وأبو داود (2138)، والنسائي (8874) من طريق الزهري، عن عروة، به. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة سُمية الراوية عن عائشة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8884) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24640).

49 - باب الشفاعة في التزويج

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128] فِي رَجُلٍ كَانَتْ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ قَدْ طَالَتْ صُحْبَتُهَا، وَوَلَدَتْ مِنْهُ أَوْلَادًا، فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَبْدِلَ بِهَا، فَرَاضَتْهُ عَلَى أَنْ يقِيمَ عِنْدَها وَلَا يَقْسِمَ لَهَا (¬1). 49 - بَابُ الشَّفَاعَةِ فِي التَّزْوِيجِ 1975 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا مُعَاوِيَةُ ابْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ أَبِي رُهْمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِنْ أَفْضَلِ الشَّفَاعَةِ أَنْ يُشفعَ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ فِي النِّكَاحِ" (¬2). 1976 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ، عَنْ البَهِي ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حفص بن عمرو: هو ابن رَبَال الرَّقَاشي، وعُمر بن علي: هو المقدَّمي. وأخرجه بنحوه البخاري (2450)، ومسلم (3021)، والنسائي في "الكبرى" (11060) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف، لأن أبا رُهم -واسمه أحزاب بن أَسِيد السمعي أو السماعي- مُختلَف في صحبته، والأكثرون على أنها لا تصح صحبته فالحديث مرسل. ومعاوية بن يزيد -كذا جاء في رواية ابن ماجه، والصحيح: ابن سعيد، وهو التجيبي- لم يوثقه غير ابن حبان، ومعاوية بن يحيى -وهو الطرابلسي، وإن وثقه بعضهم- ضعفه الدارقطني وأبو القاسم البغوي: وقال ابن عدي: في بعض رواياته ما لا يتابع عليه. قلنا: ولم يتابع ها هنا. وأخرجه ضمن حديث طويل ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2638)، والطبراني في "الكبير" 22/ (843)، والمزي في ترجمة معاوية بن سعيد من "التهذيب" 28/ 175 - 176 من طرق عن معاوية بن يحيى، بهذا الإسناد.

50 - باب حسن معاشرة النساء

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ، فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "أَمِيطِي عَنْهُ الْأَذَى" فَتَقَذَّرْتُهُ، فَجَعَلَ يَمُصُّ عَنْهُ الدَّمَ وَيَمُجُّهُ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: "لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُهُ وَكَسَوْتُهُ حَتَّى أُنَفِّقَهُ" (¬1). 50 - بَابُ حُسْنِ مُعَاشَرَةِ النِّسَاءِ 1977 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَمِّهِ عُمَارَةَ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وقد اختلف في سماع البهي -عبد الله-، فنفاه أحمد، وأثبته البخاري، وأخرج له مسلم عن عائشة معنعنًا. وقد خالف شريكًا سفيان بن عيينة، فرواه عن وائل بن داود الكوفي، عن البهي مرسلًا وهو أصح. وأخرجه أحمد (25082)، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 61 - 62، وابن أبي شيبة 12/ 139 - 140، وابن أبي الدنيا في "العيال" (228)، وأبو يعلى (4597)، وابن حبان (7056)، والبيهقي في "الشعب" (11017)، وابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة أسامة بن زيد من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي الدنيا (230) عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، عن سفيان ابن عيينة، عن داود بن وائل، عن البهي مرسلًا. وأخرجه مرسلًا ابن سعد 4/ 62 عن يحيى بن عباد، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر، قال: بينما رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جالس هو وعائشة وأسامة عندهم، إذ نظر رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في وجه أسامة، فضحك، ثم قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لو أن أسامة جارية، لحلَّيتُها وزينتُها، حتى أنفقها" ورجاله ثقات. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (4458) من طريق هشيم، وابن أبي الدنيا (229) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق عن عائشة. ومجالد -وهو ابن سعيد- ضعيف ولم يذكر أبو يعلى مسروقًا في روايته.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَيْرُكُمْ خيركم لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" (¬1). 1978 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جعفر بن يحيى بن ثوبان وعمه عمارة ابن ثوبان مجهولان، لكن للحديث شواهد يصح بها. وأخرجه البزار (1483 - كشف الأستار)، وابن حبان في "صحيحه" (4186)، والحاكم 4/ 173 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. وذكروا فيه قصة إلا الحاكم. ويشهد له حديث عائشة عند الترمذي (4233)، وابن حبان (4177)، وإسناده صحيح. وانظر تتمة شواهد في "مسند أحمد" عند حديث أبي هريرة (7402). وانظر ما بعده. (¬2) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه قد انفرد أبو كريب -واسمه محمَّد بن العلاء- عن أبي خالد -واسمه سليمان بن حيان الأحمر- بهذا اللفظ في حديث عبد الله بن عمرو، وقد خالفه أبو سعيد الأشج عند مسلم (2321)، فرواه عن أبي خالد، بهذا الإسناد بلفظ: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا" وهذا هو الصواب في حديث عبد الله بن عمرو، هكذا أخرجه أصحاب الأعمش عنه بهذا الإسناد. فقد أخرجه البخاري (3559) من طريق أبي حمزة السكري، و (6035) من طريق حفص بن غياث، والبخاري (6029)، ومسلم (2321) من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (2321) من طريق أبي معاوية الضرير، والبخاري (3759) و (6029)، والترمذي (2090) من طريق شعبة بن الحجاج، ومسلم (2321) من طريق =

1979 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَبَقْتُهُ (¬1). 1980 - حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ، وَهُوَ عَرُوسٌ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَي، جِئْنَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ فَأَخْبَرْنَ عَنْهَا، قَالَتْ: فَتَنَكَّرْتُ وَتَنَقَّبْتُ فَذَهَبْتُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى عَيْنِي فَعَرَفَنِي، قَالَتْ: فَالْتَفَتَ فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ، فَأَدْرَكَنِي فَاحْتَضَنَنِي، فَقَالَ: "كَيْفَ رَأَيْتِ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: أَرْسِلْ، يَهُودِيَّةٌ وَسْطَ يَهُودِيَّاتٍ (¬2). ¬

_ = وكيع بن الجراح، و (2321) من طريق عبد الله بن نمير، كلهم عن الأعمش، به، بلفظ: "إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا". وهو في "مسند أحمد" (6504) و (6767). وانظر ما قبله. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار وإن كان فيه كلام تابعه أحمد بن حنبل وغيره. وأخرجه مطولًا أبو داود (2578)، والنسائي في "الكبرى" (8893) و (8895) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك أبو داود (2578)، والنسائي (8894) و (8896) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24118)، و"صحيح ابن حبان" (4691). (¬2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- وجهالة أم محمَّد الراوية عن عائشة. =

1981 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ الْبَهِي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَهِيَ غَضْبَى، ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لك بُنَيَّةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرَيْعَيهَا، ثُمَّ أَقَبَلَتْ عَلَيَّ فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "دُونَكِ فَانْتَصِرِي" فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا حَتَّى رَأَيْتُهَا وَقَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا، مَا تَرُدُّ عَلَيَّ شَيْئًا، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ (¬1). 1982 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 125 عن أحمد بن محمَّد بن الوليد الأزرقي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن عبد الله بن عمر. وهذا سند رجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن بن أبي الرجال لم يسمع من ابن عمر. وأخرجه أيضًا في "الطبقات" من حديث عطاء بن يسار مرسلًا، وفيه الواقدي وهو متروك، وفي آخره بعد قوله: رأيت يهودية، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تقولي هذا يا عائشة، فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها". (¬1) إسناده حسن، البهي -واسمه عبد الله- صدوق حسن الحديث. زكريا: هو ابن أبي زائدة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (558)، والنسائي في "الكبرى" (8865) و (8866) من طريق زكريا، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24620). وأخرج نحو هذه القصة بأطول مما هنا من طريق عروة البخاري (2581)، ومسلم (2442) من طريق الحارث بن هشام، كلاهما عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24575). قولها: "أحسبُكَ" أي: أيكفيك فعل عائشة حين تُقلب لك الذراعين، أي: كأنك لشدة حبك لها لا تنظر إلى أمر آخر. و"ذُرَيْعيها" تثنية ذُريع تصغير الذراع.

51 - باب ضرب النساء

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ وَأَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكَانَ يُسَرِّبُ إِلَيَّ صَوَاحِبَاتِي يُلَاعِبْنَنِي (¬1). 51 - بَابُ ضَرْبِ النِّسَاءِ 1983 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ ذَكَرَ النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُمْ فِيهِنَّ، ثُمَّ قَالَ: "إِلَامَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمْ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْأَمَةِ؟ وَلَعَلَّهُ أَنْ يُضَاجِعَهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ" (¬2). 1984 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، عمر بن حبيب القاضي -وإن كان ضعيفًا- تابعه غير واحد من الثقات. حفص بن عمرو: هو ابن ربال الرقاشي. وأخرجه البخاري (6130)، ومسلم (2440)، وأبو داود (4931)، والنسائي في "الكبرى" (8897) و (8898) و (8899) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (8900) من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24298)، و "صحيح ابن حبان" (5863) و (5865) و (5866). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4942) و (5204) و (6042)، ومسلم (2855)، والترمذي (3637)، والنسائي في "الكبرى" (9121) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16221)، و"صحيح ابن حبان" (4190) و (5794).

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَادِمًا لَهُ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا (¬1). 1985 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عبد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَضْرِبُنَّ إِمَاءَ اللَّهِ" فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَأْمُرْ بِضَرْبِهِنَّ. فَضُرِبْنَ فَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَائِفُ نِسَاءٍ كَثِيرٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: "لَقَدْ طَافَ اللَّيْلَةَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ امْرَأَةً، كُلُّ امْرَأَةٍ تَشْتَكِي زَوْجَهَا، فَلَا تَجِدُونَ أُولَئِكَ خِيَارَكُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2328)، والنسائي في "الكبرى" (9120) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4786)، والنسائي (9118) و (9119) من طريق الزهري، عن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24034)، و "صحيح ابن حبان" (488) و (6444). (¬2) إسناده صحيح. إياس بن عبد الله بن أبي ذُباب قال البخاري في "تاريخه" 1/ 440: لا تعرف له صحبة، وخالفه أبو حاتم وأبو زرعة، فأثبتا صحبته كما في "الجرح والتعديل" 2/ 280، ورجح الحافظ صحبته في "تهذيب التهذيب"، وصحح إسناد حديثه هذا في "الإصابة". وأخرجه أبو داود (2146)، والنسائي في "الكبرى" (9122) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4189). وبعضهم يسمي الراوي عن إياس: عُبيد الله، وهو أيضًا من ولد عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعلى أي حالِ فكلاهما ثقة محتج به عند الشيخين. =

52 - باب الواصلة والواشمة

1986 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَالْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ الطَّحَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أخبرنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُسْلِيِّ عَنْ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: ضِفْتُ عُمَرَ لَيْلَةً، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ قَامَ إِلَى امْرَأَتِهِ يَضْرِبُهَا، فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ لِي: يَا أَشْعَثُ، احْفَظْ عَنِّي شَيْئًا سَمِعْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ، وَلَا تَنَمْ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ" وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ (¬1). 1986م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ (¬2). 52 - بَابُ الْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ 1987 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = وله شاهد مرسل عن أم كلثوم بنت الصِّدَّيق عند الحاكم 191/ 2 والبيهقي 7/ 304. قوله: ذئر النساء" بوزن فَرِحَ: نَشزْنَ واجترأنَ. (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن المُسلي. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري. وأخرجه أبو داود (2147)، والنسائي في "الكبرى" (9123) من طريق أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (122). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ (¬1). 1988 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ، وَقَدْ أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا، فَأَصِلُ لَهَا فِيهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (5937)، ومسلم (2124)، وأبو داود (4168)، والترمذي (1857) و (2989)، والنسائي 8/ 145 و 187 و 188 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4724)، و"صحيح ابن حبان" (5513). الواصلة: هي التي تصل الشعر سواء كان لنفسها أو لغيرها، والمستوصلة: التي تطلب فعل ذلك، ويفعل بها. وذهب الليث بن سعد، ونقله أبو عبيد [في "غريبه" 1/ 167] عن كثير من الفقهاء أن الممتنع من ذلك وصل الشعر بالشعر، وأما إذا وصلت شعرها بغير الشعر من خرقة أو غيرها، فلا يدخل في النهي، وأخرج أبو داود (4171) بسند صحيح عن سعيد بن جير، قال: لا بأس بالقرامل، وبه قال أحمد، والقرامل: جمع قَرْمَل: نبات طويل الفروع لين، والمراد به هنا خيوط من حرير أو صوف يعمل ضفائر تَصِلُ بها المرأة شعرها. انظر "الفتح" 10/ 375. والواشمة: هي التي تفعل الوشم لغيرها أو لنفسها، والمستوشمة: هي التي تطلب فعل ذلك. والوشم: أن يَغْرِز الجلد بإبرة، ثم يُحشى بكحل أو نيل، فيزرق أثرُه، ويخضر. (¬2) إسناده صحيح. فاطمة: هي بنت المنذر بن الزبير بن العوام زوج هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، وأسماء: هي بنت أبي بكر الصديق جدة هشام بن عروة. =

1989 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْوَاشِمَاتِ وَالْمتَوْشِمَاتِ (¬1) وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ لِخَلْقِ اللَّهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ. قَالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟! قَالَتْ: إِنِّي لَأَقْرَأُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْهِ فَمَا وَجَدْتُهُ. قَالَ: إِنْ كُنْتِ قَرَأْتِهِ فَقَدْ وَجَدْتِهِ، أَمَا قَرَأْتِ: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]؟ قَالَتْ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ نَهَى عَنْهُ. قَالَتْ: فَإِنِّي لَأَظُنُّ أَهْلَكَ يَفْعَلُونَ. قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولِينَ، مَا جَامَعَتْنَا (¬2). ¬

_ = وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (5936)، ومسلم (2122)، والنسائي 8/ 145 و 187 - 188 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23804) و (26918). وأخرجه بنحوه البخاري (5935)، ومسلم (2122) من طريق صفية بنت شيبة عن أسماء. قوله: "عُريِّس" بضم العين وفتح الراء وتشديد الياء، تصغير عروس. "تمرَّق" براء مهملة أو بزاي معجمة: قاله السندي. (¬1) في المطبوع: والمستوشمات. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. =

53 - باب متى يستحب البناء بالنساء

53 - بَابُ مَتَى يُسْتَحَبُّ الْبِنَاءُ بِالنِّسَاءِ 1990 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ؛ جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ = وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (4886)، ومسلم (2125)، وأبو داود (4169)، والترمذي (2988)، والنسائي 8/ 146 و 188 من طريق إبراهيم النخعي، به. وأخرجه مختصرًا النسائي 8/ 146 من طريق مسروق، و 8/ 148 و 148 - 149 وقبيصة بن جابر، كلاهما عن ابن مسعود. وهو في "مسند أحمد" (4129)، و"صحيح ابن حبان" (5504). النمص: هو إزالة شعر الوجه بالمنقاش، ويقال: إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما، قال أبو داود في "السُّنن" النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه. وقال الحافظ في "الفتح"10/ 378: وقال النووي: يستثنى من النماص ما إذا نبت للمرأة لحية أو شارب أو عنفقة، فلا يحرم عليها إزالتها، بل يستحب، قلت (القائل ابن حجر): وإطلاقه مقيد بإذن الزوج وعلمه، وإلا فمتى خلا عن ذلك منع للتدليس. وقال بعض الحنابلة: إن كان النمص أشهر شعار للفواجر، امتنع، وإلا فيكون تنزيهًا، وفي رواية: يجوز بإذن الزوج إلا إن وقع به تدليس فيحرم، قالوا: ويجوز الحف والتحمير والنقش والتطريف إذا كان بإذن الزوج، لأنه من الزينة. وقد أخرج الطبري من طريق أبي إسحاق عن امرأته أنها دخلت على عائشة وكانت شابة يعجبها الجمال فقال: المرأة تحف جبينها لزوجها، فقالت: أميطي عنك الأذى ما استطعت. وقوله: ما جامعتنا، أي: لا يكون بينه وبينها اجتماع، قال الحافظ في "الفتح" تعليقًا على رواية البخاري: ما جامعتُها: يحتمل أن يكون المراد بالجماع الوطء، أو الاجتماع وهو أبلغ، ويؤيده قوله في رواية الكشميهني: ما جامعتنا، وللإسماعيلي: ما جامعتني.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ، فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟! وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ (¬1). 1991 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ فِي شَوَّالٍ، وَجَمَعَهَا إِلَيْهِ فِي شَوَّالٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (1423)، والترمذي (1118)، والنسائي 6/ 70 و130 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27320)، و "صحيح ابن حبان" (4058). (¬2) ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف فيه على ابن إسحاق كما سيأتي. زهير: هو ابن معاوية، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وعبد الملك بن الحارث بن هشام، الصحيح في اسمه: عبد الرحمن كما نبه عليه المزي في ترجمة أبيه الحارث بن هشام من "التهذيب" 5/ 302 وقد ذكر ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 421 أن أهل النسب يقولون: لم يبقَ من ولد الحارث بن هشام بعده إلا عبد الرحمن وأخته أم حكيم. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (724)، والطبراني في "الكبير" (3347)، والمزي في ترجمة الحارث بن هشام من "التهذيب" 5/ 302 - 303 من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه المزي 5/ 303 من طريق محمَّد بن يزيد المستملي، عن أسود بن عامر، به، وسمَّى عبد الملك: عبد الرحمن بن الحارث على الصواب. =

54 - باب الرجل يدخل بأهله قبل أن يعطيها شيئا

54 - بَابُ الرَّجُلِ يَدْخُلُ بِأَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَهَا شَيْئًا 1992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ؛ أظَنَّهُ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 94 - 95 عن أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زهير بن معاوية، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد الملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام، عن أبيه: أن رسول الله ... إلخ. وأخرجه ابن إسحاق في "سيرته" (379) من رواية يونس بن بكير عنه، فقال: حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه فذكره. ليس بين ابن إسحاق وبين عبد الملك أحد. وأخرجه الدارقطني (3732) من طريق محمَّد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث، فذكره. ذكر بين ابن إسحاق وبين عبد الملك عبد الله بن أبي بكر. وأخرجه الدارقطني (3732) من طريق محمَّد بن سلمة، عن محمَّد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم سلمة ... رواه هكذا مرسلًا. وأخرجه ابن سعد 8/ 95 عن محمَّد بن عمر الواقدي، عن عمر بن عثمان، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، قال: أعرس رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأم سلمة في شوال. قلنا: وأصل القصة في "صحيح مسلم" (1460) من طريق محمَّد بن أبي بكر ابن محمَّد بن عمرو بن حزم، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، عن أم سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثًا، وقال: "إنه ليس بك على أهلك هوان، إن شئت سبعت لك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي". ليس فيه ذكر تزويجها في شوال. وقد سلف عند المصنف برقم (1917). ثم أخرجه من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن: أن رسول الله ... فذكره مرسلًا.

55 - باب ما يكون فيه اليمن والشؤم

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهَا أَنْ تُدْخِلَ عَلَى رَجُلٍ امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يُعْطِيَهَا شَيْئًا (¬1). 55 - بَابُ مَا يَكُونُ فِيهِ الْيُمْنُ وَالشُّؤْمُ 1993 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الكناني (¬2)، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَمِّهِ مِخْمَرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا شُؤْمَ، وَقَدْ يَكُونُ الْيُمْنُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن خيثمة -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي سَبرة- لم يسمع من عائشة فيما قاله أبو داود عند تخريجه هذا الحديث. وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- ضعيف سيئ الحفظ. وأخرجه أبو داود (2128) عن محمَّد بن الصباح البزاز، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. ويغني عنه في هذا الباب حديث عقبة بن عامر عند أبي داود (2117)، وصححه ابن حبان (4072): أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زوج رجلًا من امرأة فدخل بها ولم يفرض لها صداقا. (¬2) في المطبوع: الكلبي، وكلاهما صحيح في نسبه، فهو كناني كَلْبي. (¬3) إسناده ضعيف، لجهالة حكيم بن معاوية -والصحيح في اسمه: معاوية ابن حكيم كما سيأتي بيانُه- فلم يرو عنه غير يحيى بن جابر -وهو الطائي- ولم يؤثر توثيفه عن أحد، وقد وقع لهشام بن عمار في هذا الإسناد غير ما وهم: منها: قلبه لاسم التابعي: حكيم بن معاوية والصحيح أنه: معاوية بن حكيم كما تقدم، وتسميته للصحابي: مخمر بن معاوية، ومرة قال: مخمر بن حَيدة، والصحيح أن اسمه: حكيم بن معاوية كما رواه الثقات عن إسماعيل بن عياش، وكذلك ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 207. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (785)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 94 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. =

1994 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1491)، والخطيب 1/ 94 من طريق هشام بن عمار، به، إلا أنه سمى التابعي: معاوية بن حكيم، على الصواب. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (796) من طريق هشام بن عمار، به لكن سمى الصحابي: مخمر بن حيدة. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2296) ومن طريقه الخطيب في "الموضح"1/ 93، وأخرجه الترمذي (3036) من طريق علي بن حجر، والطبراني في "الكبير" (2148)، والخطيب في "الموضح" 1/ 93 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 279 - 280، والخطيب 1/ 92 من طريق الهيثم بن خارجة، والخطيب 1/ 92 من طريق عبد الوهاب بن نجدة، و1/ 92 من طريق إسحاق بن إدريس، و1/ 92 - 93 من طريق علي بن عياش، و1/ 93 من طريق الحسن بن عرفة، ثمانيتهم عن إسماعيل بن عياش، عن سليمان ابن سليم الكناني، عن يحيى بن جابر الطائي، عن معاوية بن حكيم، عن عمه حكيم بن معاوية. قلنا: وقد وقع للشيخ الألباني رحمه الله في هذا الحديث التباس أدى به إلى تصحيح هذا الحديث في "الصحيحة" (1930) بناءً على أن تابعي الحديث معاوية ابن حكيم مذكور في الصحابة، فهو رواية صحابي عن صحابي، ومنشأ هذا الوهم هو الوهم الذي وقع لهشام بن عمار فقد سمى التابعي مرة: حكيم بن معاوية كما هو عند المصنف في روايتنا، وهو خطأ بين في اسمه كما سلف، وهو غير حكيم بن معاوية المذكور في الصحابة- على الاختلاف في صحبته كذلك. وكذلك وقع الخطأ للدكتور بشار عواد حيث جعل العلة في يحيى بن جابر وأنه يرسل كثيرًا وليس هناك في الإسناد إرسال ولا تدليس، ولكن أوهام في تسمية بعض رجال الإسناد وقعت لهشام بن عمار وخالفه الثقات كما أسلفنا. وانظر ما بعده.

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنْ كَانَ، فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالْمَسْكَنِ" يَعْنِي الشُّؤْمَ (¬1). 1995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ أَبُو سَلَمَةَ، حَدّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَحَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ أَنَّ أمه زَيْنَبَ (¬2) حَدَّثَتْهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَعُدُّ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَ، وَتَزِيدُ مَعَهُنَّ السَّيْفَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "موطأ مالك" 2/ 972، ومن طريقه أخرجه البخاري (2859) و (5095)، ومسلم (2226). وهو في "مسند أحمد" (22836). (¬2) في أصولنا الخطية: أن جدته زينب، وهو تحريف، فإن زينب أمه لا جدته، وجاء على الصواب في "التحفة" (18276). (¬3) حديث صحيح، عبد الرحمن بن إسحاق المدني -كان كان صدوقًا حسن الحديث- تابعه مالك في "موطئه" 2/ 972، وشعيب بن أبي حمزة، وغيرهما. وروايتهما عند البخاري ومسلم. وأخرج حديث ابن عمر البخاري (2858) و (5093)، ومسلم (2225)، وأبو داود (3922)، والترمذي (3034) و (3035)، والنسائي 6/ 220 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وقُرن سالم في بعض الروايات بأخيه حمزة. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ وأخرجه البخاري (5094)، ومسلم (2225) (117) من طريق محمَّد بن زيد العسقلاني، عن ابن عمر. ولفظ رواية حمزة ومحمد بن زيد: "إن كان الشؤم في شيء ... ". وهو في "مسند أحمد" (4544)، و "شرح مشكل الآثار" (776). وأما حديث أم سلمة فأخرجه الدارقطي في "غرائب مالك" - كما في "فتح الباري" لابن حجر 6/ 63 - من طريق جويرية، وكذا من طريق سعيد بن داود، كلاهما عن مالك، عن الزهري، عن بعض أهل أم سلمة، عن أم سلمة. قال الحافظ: وإسناده صحيح إلى الزهري، ونقل عن الدارقطي قوله: والمبهم المذكور هو أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، سماه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري في روايته. قلنا: يعني روايتنا هذه. وأخرجه معمر بن راشد في "جامعه" الملحق بـ "مصنف عبد الرزاق" (19527)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 278 عن الزهري، عن سالم أو حمزة بن عبد الله، عن ابن عمر ... الحديث. ثم قال: وقالت أم سلمة: والسيف. وهذا مرسل. قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بعد أن أورد حديث ابن عمر بلفظ: "إن كان الشؤم في شيء ... ": فكان ما في هذا على أن الشؤم إن كان، كان في هذه الثلاثة الأشياء، لا يتحقق كونه فيها. وقد وافق ما في هذا الحديث ما رُوي عن جابر وسهل بن سعد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا المعنى، فذكر حديث سهل السالف عند المصنف، وذكر حديث جابر، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (2227). قال: وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها إنكارها لذلك، واخبارها أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنما قال ذلك إخبارًا منه عن أهل الجاهلية أنهم كانوا يقولونه، غير أنها ذكرته عنه عليه السلام بالطيرة لا بالشؤم، والمعنى فيهما واحد. قلنا: وحديث عائشة أخرجه أحمد (26034) من طريق أبي حسان الأعرج، قال: دخل رجلان من بني عامر على عائشة، فأخبراها أن أبا هريرة يُحدث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "الطيرة في

56 - باب الغيرة

56 - بَابُ الْغَيْرَةِ 1996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَيْبَانَ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة (¬1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَمِنْهَا مَا يَكْرَهُ اللَّهُ، فَأَمَّا مَا يُحِبُّ الله فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ، وَأَمَّا مَا يَكْرَهُ، فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ" (¬2). ¬

_ = الدار والمرأة والفرس" فغضبت، فطارت شِقَّة منها في السماء، وشِقَّة في الأرض، وقالت: والذي أنزل الفرقان على محمَّد، ما قالها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قط، إنما قال: "كان أهل الجاهلية يتطيَّرون من ذلك". وإسناده صحيح. قال الطحاوي: وإذا كان ذلك كذلك، كان ما روي عنها مما حفظته عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من إضافته ذلك الكلام إلى أهل الجاهلية أولى مما روي عن غيرها فيه عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لحفظها عنه في ذلك ما قصر غيرها عن حفظه عنه فيه، لا سيما وقد ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نفي الطيرة والشؤم، وذكر حديث جابر أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا غول ولا طيرة ولا شؤم"، وهو حديث صحيح. ثم قال: فكان في ذلك ما قد دل على انتفاء ذلك القول المضاف إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في إثباته الشؤم في الثلاثة الأشياء التي روينا عنه أن الشؤم فيها. وانظر لزامًا ما علقناه على "المسند" (26034). (¬1) هكذا في (ذ) ونسخة على هامش (م)، وهو الصواب، وفي (س) وأصل (م): عن أبي سهم، وهو كذلك في نسخة المزي في "السُّنن" لكنه أشار إلى وَهْم هذا في "تهذيب الكمال" و"التحفة". (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن إسماعيل: هو ابن سَمُرة الأحمسي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وفي الباب عن عقبة بن عامر عند أحمد في "مسنده" (17398)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2478)، وفي إسناده عبد الله بن زيد الأزرق مجهول. =

1997 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ قَطُّ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، مِمَّا رَأَيْتُ مِنْ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهَا، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ (¬1). يَعْنِي: مِنْ ذَهَبٍ. قَالَهُ أبو عبد الله ابْنُ مَاجَهْ. 1998 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِي، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ¬

_ = وعن جابر بن عتيك عند أحمد في "مسنده" (23747)، وأبي داود (2659)، والنسائي 5/ 78 - 79، وفي إسناده ابن جابر بن عتيك مجهول الحال. قوله: "فالغيرة في الريبة" أي: في مظنة الفساد، أي: إذا ظهرت أمارات الفساد في محل، فالقيام بمقتضى الغيرة محمود، وأما إذا قام بدون ظهور شيء فالقيام به مذموم، لما فيه من اتهام المسلمين بالسوء من غير وجه. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3816)، ومسلم (2435)، والترمذي (2136) و (4213) و (4214)، والنسائي في "الكبرى" (8303) و (8304) و (8305) و (8864) من طريق عروة، عن عائشة عند البخاري ومسلم والترمذي في الموضع الأول والثاني زيادة: وإن كان ليذبح الشاة، فيُهدي في خلائلها منها ما يسَعُهُنَ. وهو في "مسند أحمد" (24315)، و"صحيح ابن حبان" (7006). قوله: "يعني من ذهب" كذا فسَّره ابن ماجه. قال ابن الأثير: القصب: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف. وقال النووي في "شرح مسلم" قال جمهور العلماء: المراد به قصب اللؤلؤ المجوف كالقصر المنيف. وقيل: قصب من ذهب منظوم بالجوهر. قال أهل اللغة: القصب الجوهر ما استطال منه في تجويف، قالوا: ويقال لكل مجوف: قصب، وقد جاء في الحديث مفسرًا ببيت من لؤلؤة مجبَّأة (مجوفة).

عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: "إِنَّ بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَلَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، ثُمَّ لَا آذَنُ لَهُمْ، إِلَّا أَنْ يُرِيدَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ، فَإِنَّمَا هِيَ بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا، وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا" (¬1). 1999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أخبرنا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِي، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ. ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (5230)، ومسلم (2449)، وأبو داود (2070) و (2071)، والترمذي (4205)، والنسائي في "الكبرى" (8312) و (8313) و (8465) و (8466) و (8467) من طريق عبد الله بن أبي مليكة، عن المسور. وتابع في رواية أبي داود الأولى عبد الله: عروةُ بن الزبير. وعبد الله بن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. وهو في "مسند أحمد" (18926)، و"صحيح ابن حبان" (6955). وانظر ما بعده. قوله: "بضعة" بفتح الباء، وقد تكسر، أي: أنها جزء مني كما أن البضعة جزء من اللحم. "يريبني" بفتح الياء، أي: يوقعني في القلق. قاله السندي.

57 - باب التي وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم -

قَالَ الْمِسْوَرُ: فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَدْ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يفْتِنُوهَا، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا" قَالَ: فَنَزَلَ عَلِيٌّ عَنْ الْخِطْبَةِ (¬1). 57 - بَابُ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 2000 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أنها كانت تقول: أَمَا تَسْتَحِي الْمَرْأَةُ أَنْ تَهَبَ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: 51] قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِنَّ رَبَّكَ لَيُسَارِعُ فِي هَوَاكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (3115) و (3729)، ومسلم (2449) (95 و 96)، وأبو داود (2069)، والنسائي في "الكبرى" (8314) و (8468) و (8469) من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18911)، و"صحيح ابن حبان" (6956) و (6957). وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4788)، ومسلم (1464)، والنسائي 6/ 54 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25026) و (25251)، و "صحيح ابن حبان" (6367). وقول عائشة: إن ربك ليُسارع في هواك، ورواية البخاري: ما أرى ربك إلا يُسارع في هواك، أي: ما أرى الله إلا موجدًا لما تريد بلا تأخير، منزلأ لما تُحِب وتختار.

58 - باب: الرجل يشك في ولده

2001 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعِنْدَهُ ابْنَةٌ لَهُ، فَقَالَ أَنَسٌ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لَكَ فِيَّ حَاجَةٌ؟ فَقَالَتْ ابْنَتُهُ: مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا! فقَالَ: هِيَ خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ (¬1). 58 - بَابٌ: الرَّجُلُ يَشُكُّ فِي وَلَدِهِ 2002 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَم، قَالَ: "فَمَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ. قَالَ: "هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ؟ " قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا، قَالَ: "فَأَنَّى أَتَاهَا ذَلِكَ؟ " قَالَ: عَسَى عِرْقٌ نَزَعَهَا. قَالَ: "وَهَذَا لَعَلَّ عِرْقًا نَزَعَهُ". وَاللَّفْظُ لِابْنِ الصَّبَّاحِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه البخاري (5120)، والنسائي 6/ 78 - 79 و 79 من طريق مرحوم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (13835). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5305)، ومسلم (1500)، وأبو داود (2260) و (2261)، والترمذي (2261)، والنسائي 6/ 178 و 178 - 179 و 179 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. =

2003 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا عباءة بْنُ كُلَيْبٍ اللَّيْثِيُّ أَبُو غَسَّانَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يا رسول الله، إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ عَلَى فِرَاشِي غُلَامًا أَسْوَدَ، وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَمْ يَكُنْ فِينَا أَسْوَدُ قَطُّ! قَالَ: "هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَمَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ، قَالَ: "هَلْ فِيهَا أَسْوَدُ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فِيهَا أَوْرَقُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَأَنَّى كَانَ ذَلِكَ؟ " قَالَ: عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ، قَالَ: "فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (7314)، ومسلم (1500) (20)، وأبو داود (2262) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7189)، و"صحيح ابن حبان" (4106) و (4107). وأخرجه مسلم (1500) و (20) من طريق الزهري قال: بلغنا أن أبا هريرة كان يحدث .. فذكره مرسلًا. والأورق من الإبل: ما في لونه بياض إلى سواد، وقوله: "عسى عرق نزعها" قال في "النهاية" يقال: نزع إليه في الشَبَهِ: إذا أشبهه. وفي هذا الحديث ضرب المثل، وتشبيه المجهول بالمعلوم تقريبًا لفهم السائل، واستدل به لصحة العمل بالقياس، قال الخطابي: هو أصل في قياس الشبه، وقال القاضي أبو بكر بن العربي: فيه دليل على صحة القياس والاعتبار بالنظير. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عباءة -وسماه المزي: عباة- صدوق حسن الحديث. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" عن محمَّد بن الحسن بن العباس بن عيسى الهاشمي، عن أبي كريب، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

59 - باب: الولد للفراش وللعاهر الحجر

59 - بَابٌ: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ 2004 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ ابْنَ زَمْعَةَ وَسَعْدًا اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ابْنِ أَمَةِ زَمْعَةَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصَانِي أَخِي إِذَا قَدِمْتُ مَكَّةَ: أَنْ انْظُرَ إِلَى ابْنِ أَمَةِ زَمْعَةَ فَاقْبِضَهُ. وَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: أَخِي وَابْنُ أَمَةِ أَبِي، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي. فَرَأَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَبَهَهُ بِعُتْبَةَ، فَقَالَ: "هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ بْنَ زَمْعَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَاحْتَجِبِي عَنْهُ يَا سَوْدَةُ" (¬1). 2005 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2053)، ومسلم (1457)، وأبو داود (2273)، والنسائي 6/ 180 و181 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24086)، و "صحيح ابن حبان" (4105). وقوله: "الولد للفراش" قال في "النهاية": أي: لمالك الفراش وهو الزوج والمولى، والمرأة تسمى فراشًا، لأن الرجل يفترشها. قوله: "واحتجبي عنه يا سودة" قال النووي: أمرها بالاحتجاب ندبًا واحتياطًا، لأنه في ظاهر الشرع أخوها، لأنه أُلحق بأبيها، لكن لما رأى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - البين بعتبة ابن أبي وقاص خشيَ أن يكون من مائه فيكون أجنببًا منها، فأمرها بالاحتجاب منه احتياطًا. قاله السيسوطي في "شرح سنن النسائي".

عَنْ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْفِرَاشِ (¬1). 2006 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. أبو زيد -وهو المكي والد عبيد الله- من كبار التابعين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تابعه عبيد الله بن عدي بن الخيار عند الضياء في "المختارة" (233). وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 30، وعبد الرزاق في "مصنفه" (9152)، والحميدي (24)، وعلي ابن المديني في "مسنده" كما في "مسند الفاروق" لابن كثير 1/ 425، وابن أبي شيبة في "مصنفه" 4/ 415، وإسحاق بن راهويه ومحمد ابن يحيى بن أبي عمر العدني في "مسنديهما" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (4394)، وأحمد في "مسنده" (173)، وأبو يعلى في "مسنده" (199)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 104، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 7/ 402، وفي "معرفة السُّنن والآثار" (15160) و (15161)، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 193 - 194، وفي "الاستذكار" (32335) و (32336)، والضياء المقدسي في "المختارة" (305) و (306) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال علي ابن المديني: وهذا حديث صحيح، وعبيد الله بن أبي يزيد رجل رضيّ معروف ثقة، وأبوه لم يرو عنه غيره، ولم نسمع أحدًا يقول فيه شيئًا. وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (233) من طريق أبي العباس الأصم، عن زكريا بن يحيى المروزي زكرويه، عن سفيان بن عيينة، عن محمَّد بن عجلان، عن بكير بن الأشج، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن عمر بن الخطاب، وهذا إسناد قوي. (¬2) حديث صحيح. هشام بن عمار قد توبع. =

2007 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1458) عن سعيد بن منصور، والترمذي (1191) عن أحمد ابن منيع، كلاهما عن ابن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (7262)، ومسلم (1458)، والنسائي 6/ 180 من طرق عن سفيان بن عيينة، به، لكن حصل فيها الشك في الراوي عن أبي هريرة، فبعضهم يقول: عن أبي سلمة أو عن سعيد، وبعضهم يقول: عن سعيد وأبي سلمة -دون شك- وقد بين عمرو الناقد عند مسلم أن ابن عيينة حدثه بذلك على كل تلك الوجوه. وأخرجه مسلم (1458)، والنسائي 6/ 180 من طريق معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عند أحمد (7763). وأخرجه البخاري (6750) من طريق محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة، وهو في "مسند أحمد" (9003). وانظر تمام الكلام عليه في "المسند" (7262). وقوله: "وللعاهر الحجر" العاهر: الزاني، يقال: عَهِرَ يَعْهَرُ عَهَرًا وعُهورًا: إذا أتى المرأة ليلًا للفجور بها، ثم غلب على الزنى مطلقًا، والمعنى: لا حظ للزاني في الولد، وهو لصاحب الفراش، أي: لصاحب أم الولد، وهو زوجها أو مولاها، وللزاني الخيبة. (¬1) صحيح لغيره. وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش روايته عن أهل بلده مستقيمة، وهذا منها. وهشام بن عمار متابع. وأخرجه ضمن حديث حجة الوداع الترمذي (2253) عن علي بن حجر وهناد ابن السري، عن إسماعيل بن أبي عياش، بهذا الإسناد. وهو فى "مسند أحمد" (22294). وانظر أحاديث الباب السالفة.

60 - باب الزوجين يسلم أحدهما قبل الآخر

60 - بَابُ الزَّوْجَيْنِ يُسْلِمُ أَحَدُهُمَا قَبْلَ الْآخَرِ 2008 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَسْلَمَتْ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ، قَالَ: فَجَاءَ زَوْجُهَا الْأَوَّلُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَسْلَمْتُ مَعَهَا، وَعَلِمَتْ بِإِسْلَامِي، قَالَ: فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ زَوْجِهَا الْآخَرِ، وَرَدَّهَا إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ (¬1). 2009 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَدَّ ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ بِنِكَاحِهَا الْأَوَّلِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، سماك -وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمة -وهو مولى ابن عباس- اضطراب. وأخرجه أبو داود (2238) و (2239)، والترمذي (1176) من طريق سماك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2059)، و "صحيح ابن حبان" (4159). (¬2) إسناده حسن، فقد صرح محمَّد بن إسحاق بالسماع عند الترمذي والحاكم وابن هشام في "السيرة" 2/ 313 - 314، وقال الترمذي في "جامعه" بإثر إخراج حديث ابن عباس السالف: سمعت يزيد بن هارون يذكر عن محمَّد بن إسحاق هذا الحديث (وهو الحديث الآتي بعد هذا الحديث): أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ردّ ابنته زينب على أبي العاص بمهر جديد ونكاح جديد. قال يزيد بن هارون: حديث ابن عباس (يعني هذا) أجودُ إسنادًا. قلنا: وصححه كذلك الإمام أحمد في "مسنده" عقب إخراجه حديث عمرو ابن شعيب (6938). ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 452 عن البخاري قوله: =

2010 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = حديث ابن عباس أصحُّ في هذا الباب من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وقال في "الجامع الكبير" بعد إخراجه الحديث: حديث ليس بإسناده بأس، وصوب الدارقطني حديث ابن عباس بعد أن أخرج حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وأخرجه أبو داود (2240)، والترمذي (1175) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1876). وله شاهد صحيح من مرسل قتادة بن دعامة عند ابن سعد 8/ 32 ولفظه: أن زينب بنت رسول الله كانت تحت أبي العاص بن الربيع، فهاجرت مع رسول الله، ثم أسلم زوجها فهاجر إلى رسول الله، فردها عليه. قال قتادة: ثم أنزلت (سورة براءة) بعد ذلك، فإذا أسلمت المرأة قبل زوجها، فلا سبيل له عليها إلا بخطبة، وإسلامها تطليقة بائنة. ونقل ابن عبد البر في "الاستذكار" 16/ 327 عن قتادة قوله: كان هذا قبل أن تنزل (سورة براءة) بقطع العهود بين المسلمين والمشركين. وقال الزهري: كان هذا قبل أن تنزل الفرائض. وآخر من مرسل الشعبي وهو صحيح عند عبد الرزاق (12640)، وسعيد بن منصور (2107)، وابن سعد 8/ 32، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 256 أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ردَّ ابنته زينب على أبي العاص بن الربيع حيث أسلم بعد إسلام زينب، فردها بالنكاح الأول. وثالث من مرسل عمرو بن دينار عند عبد الرزاق (12643)، وسعيد بن منصور (2108) ولفظه: أن زينب بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانت تحت أبي العاص بن الربيع فاسلمت قبله وأسر، فجيء به أسيرًا في قِد، فأسلم فكانا على نكاحهما. وهو صحيح. وانظر حديث الزهري في قصة صفوان بن أمية مع امرأته بعدما أسلم عند مالك في "الموطأ" 2/ 543.

61 - باب الغيل

عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ (¬1). 61 - بَابُ الْغَيْلِ 2011 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدّثَنَا يَحْيَى ابْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِي، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن ولم يسمعه من عمرو بن شعيب. فقد أخرجه أحمد في "مسنده" (6938)، وقال بإثره عبد الله بن أحمد: قال أبي في حديث حجاج هذا: حديث ضعيف أو قال: واهٍ، ولم يسمعه الحجاج من عمرو بن شعيب إنما سمعه من محمَّد بن عبيد الله العرزمي، والعرزمي لا يُساوي حديثه شيئًا، والحديث الصحيح الذي روي: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أقرهما على النكاح الأول. وأخرجه الترمذي (1174) عن أحمد بن منيع وهناد، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث في إسناده مقال. وقال الدارقطني في "سننه" (3625): هذا لا يثبت، وحجاج لا يحتج به، والصواب حديث ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ردها بالنكاح الأول. وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 12/ 23: لم يختلف العلماء أن الكافرة إذا أسلمت ثم انقضت عِدتُها أنه لا سبيل لزوجها إليها إذا كان لم يُسلم في عدتها إلا شيء روي عن إبراهيم النخعي شذَّ فيه عن جماعة العلماء، ولم يتبعه عليه أحد من الفقهاء إلا بعض أهل الظاهر. ومما يدل على أن قصة أبى العاص منسوخة بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ... } [الممتحنة: 10] إجماع العلماء على أن أبا العاص بن الربيع كان كافرًا، وأن المسلمة لا يحل أن تكون زوجة لكافر، قال الله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141] وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للملاعن: "لا سبيل لك عليها".

عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّةِ، أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيَالِ، فَإِذَا فَارِسُ وَالرُّومُ يُغِيلُونَ فَلَا يَقْتُلُونَ أَوْلَادَهُمْ" وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَسُئِلَ عَنْ الْعَزْلِ، فَقَالَ: "هُوَ الْوَأْدُ الْخَفِيُّ" (¬1). 2012 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ -وَكَانَتْ مَوْلَاتَهُ- أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًّا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْغَيْلَ لَيُدْرِكُ الْفَارِسَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ حَتَّى يَصْرَعَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي. محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل: هو أبو الأسود يتيم عروة، مشهور بكنيته ولقبه. وأخرجه مسلم (1442)، وأبو داود (3882)، والترمذي (2209)، والنسائي 6/ 106 - 107 من طريق مالك، وأخرجه مسلم (1442)، والترمذي (2208) من طريق يحيى بن أيوب المصري، ومسلم (1442) من طريق سعيد بن أبي أيوب، ثلاثتهم عن أبي الأسود محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، بهذا الإسناد. واقتصر مالك في روايته على الغِيلة، وكذا اقتصر عليها الترمذي من طريق يحيى بن أيوب. وهو في "مسند أحمد" (27034) و (27447)، و"صحيح ابن حبان" (4196). قال مالك عقب الحديث: الغيلة: أن يمس الرجل امرأته وهي ترضع. (¬2) إسناده ضعيف، المهاجر -وهو ابن أبي مسلم الأنصاري، وإن روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"- قد انفرد به، ومثله لا يحتمل تفرُّده، ثم إنه مخالف للحديث الصحيح السالف قبله. وأخرجه أبو داود (3881) من طريق محمَّد بن مهاجر أخي عمرو بن مهاجر، عن أبيه، عن أسماء بنت يزيد. =

62 - باب: في المرأة تؤذي زوجها

62 - بَابٌ: فِي الْمَرْأَةِ تُؤْذِي زَوْجَهَا 2013 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيَّانِ لَهَا، قَدْ حَمَلَتْ أَحَدَهُمَا وَهِيَ تَقُودُ الْآخَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: حَامِلَاتٌ، وَالِدَاتٌ رَحِيمَاتٌ، لَوْلَا مَا يَأْتِينَ إِلَى أَزْوَاجِهِنَّ دَخَلَ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ" (¬1). 2014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد (27562)، و"صحيح ابن حبان" (5984) من طريق محمَّد بن مهاجر. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فقد صرح سالم بن أبي الجعد بعدم سماعه لهذا الحديث من أبي أمامة عند أحمد في "المسند" (22173). ومؤمل: هو ابن إسماعيل سيئ الحفظ، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أحمد (22173) و (22219) و (22311) من طريق منصور بن المعتمر، عن سالم، قال: ذكر لي عن أبي أمامة فذكره. وانظر تتمة تخريجه واختلاف ألفاظه في "المسند". (¬2) حديث حسن، عبد الوهاب بن الضحاك -وإن كان متروكًا- قد تابعه إبراهيم بن مهدي عند أحمد في "مسنده" (22101)، والحسن بن عرفة عند الترمذي (1208)، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. =

63 - باب: لا يحرم الحرام الحلال

63 - بَابٌ: لَا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ 2015 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ" (¬1). ¬

_ = وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/ 47 بعد إخراجه الحديث: إسناده صحيح متصل. قلنا: وإنما حسن إسناد هذا الحديث، لأن إسماعيل بن عياش روايتُه عن أهل الشام مستقيمة عند أهل العلم، وهذا منها. (¬1) إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن محمَّد الفَزوي وعبد الله بن عمر العُمري. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (3679)، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" 1/ 163، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 7/ 168، وفي "معرفة السُّنن والآثار" (13872) من طريق إسحاق بن محمَّد الفروي، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (4800) و (7220)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1808، والدارقطني (3677) و (3678) و (3680)، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 7/ 169، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1031) وفي إسناده عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي الزهري، وهو متروك الحديث. وعن علي بن أبي طالب موقوفًا عند سعيد بن منصور (1722)، والبيهقي 7/ 168، ولكنه مرسل. وعن ابن عباس موقوفًا عند عبد الرزاق (12769) و (12781)، وابن أبي شيبة 4/ 184 و 185 والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 7/ 168، وفي "المعرفة" (13869) من طرق عن ابن عباس: أنه سئل عن رجل زنى بأخت امرأته -وبعضهم يقول: بأم امرأته- قال: تخطى حرمتين ولا تحرم عليه امرأته. وقد صححَ إسنادَه الحافظ في "الفتح" 9/ 156.

أبواب الطلاق

أَبْوَابُ الطَّلَاقِ 1 - [بَابُ] 2016 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ وَمَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ ابْنِ حَي، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا (¬1). 2017 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح من جهة عبد الله بن عامر بن زرارة. وأخرجه أبو داود (2283)، والنسائي 6/ 213 من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4275). وأخرج أبو يعلى (172)، وابن حبان (4276) من طريق أبي صالح، عن ابن عمر، قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال لها: ما يبكيك؟ لعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طلقك، إنه قد كان طلقك مرةَ، ثم راجعك من أجلي، والله لئن كان طلقك مرة أخرى، لا أكلمُكِ أبدًا. وإسناده جيد. وانظر تتمة تخريجه في "صحيح ابن حبان" (4276).

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَلْعَبُونَ بِحُدُودِ اللَّهِ، يَقُولُ (¬1): قَدْ طَلَّقْتُكِ، قَدْ رَاجَعْتُكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ" (¬2). 2018 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبْغَضُ الْحَلَالِ إِلَى اللَّهِ الطَّلَاقُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوع: يقول أحدهم. (¬2) حديث حسن، مُؤمَّل -وهو ابن إسماعيل، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. وأخرجه البزار في "مسنده" (3117)، والروياني في "مسنده" (452)، والطبري في "تفسيره" 2/ 539، وابن حبان (4265)، والبيهقي 7/ 322 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن جُميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (143)، والبيهقي 7/ 322 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري، به. وإسناده حسن. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (527)، ومن طريقه البيهقي 7/ 322 من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة مرسلًا، ووقع في مطبوع الطيالسي موصولًا، وهو خطأ. وسماع زهير من أبي إسحاق كان بأخَرة. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/ 1 - 2، وفي "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4475)، والطبراني في "الأوسط" (3965)، والبيهقي 7/ 323 من طريق حميد بن عبد الرحمن الحِميَري، عن أبي موسى، وعند ابن أبي شيبة: عن حميد ابن عبد الرحمن الحميري، قال: بلغ أبا موسى أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجد عليهم ... ، وإسناده حسن إن صح سماع حميد بن عبد الرحمن من أبي موسى الأشعري. (¬3) عبيد الله بن الوليد الوصّافي وإن كان ضعيفًا تابعه محمَّد بن خالد الوهبي، وأحمد بن يونس، وباقي رجاله ثقات. لكن اختُلف عليهما في وصله وإرساله. =

2 - باب طلاق السنة

2 - بَابُ طَلَاقِ السُّنَّةِ 2019 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ ¬

_ = وأخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (14)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 64، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1630، وتمام بن محمَّد الرازي في "فوائده" - الروض البسام- (798)، وأبو إسحاق الثعلبي في "تفسيره" كما في "المداوي لعلل المناوي" 1/ 82، والبغوي في "تفسيره" 1/ 208، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 2/ ورقة 203، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1056) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصّافي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطرسوسي (15)، وأبو داود (2178)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1630، و 6/ 2453، والبيهقي 7/ 322 من طريق محمَّد بن خالد الوهبي، والحاكم 2/ 196، وعنه البيهقي 7/ 322 من طريق محمَّد بن عمان بن أبي شيبة، عن أحمد بن يونس، كلاهما (محمَّد بن خالد، وأحمد بن يونس) عن مُعرِّف بن واصل، عن محارب بن دثار به. وأخرجه عبد الله بن المبارك في "البر والصلة" كما في "المقاصد الحسنة" للسخاوي، وأبو نعيم الفضل بن دكين كما في "المقاصد" أيضًا، وابن أبي شيبة 5/ 253 عن وكيع بن الجراح، وأبو داود (2177) عن أحمد بن يونس، والبيهقي 7/ 322 من طريق يحيى بن بكير، خمستهم عن معرِّف بن واصل، عن محارب بن دثار، مرسلًاَ. وهو المحفوظ، وقد رجَّحه غير واحد من الأئمة، وذهب ابن التركماني في "الجوهر النقي" 7/ 322 - 323 إلى ترجيح وصله. والمرسل الصحيح إذا لم يكن في الباب موصول صحيح يخالفه يحتجُّ به عند الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك وأحمد.

تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا، وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ" (¬1). 2020 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: طَلَاقُ السُّنَّةِ أَنْ يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ (¬2). 2021 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّي، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ فِي طَلَاقِ السُّنَّةِ: يُطَلِّقُهَا عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ تَطْلِيقَةً، فَإِذَا طَهُرَتْ الثَّالِثَةَ طَلَّقَهَا، وَعَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ حَيْضَةٌ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه البخاري (5251)، ومسلم (1471)، وأبو داود (2179)، والنسائي 6/ 137 - 138 و140 - 141 و 212 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (5164)، و "صحيح ابن حبان" (4263). وله طرق أخرى عن ابن عمر انظرها في "المسند" عند الحديث (4500). وسيأتي برقم (2022) و (2023) وفيه أن الطلقة التي وقعت في الحيض قد احتسبت. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعى وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن فَضْلة. وعبد الله: هو ابن مسعود الهُذَلي. وأخرجه النسائي 6/ 140 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 6/ 140 عن محمَّد بن يحيى بن أيوب، عن حفص بن غياث، بهذا الإسناد.

2022 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ أَبِي غَلَّابٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: تَعْرِفُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ؟ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا. قُلْتُ: أَيُعْتَدُّ بِتِلْكَ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ؟! (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وهشام: هو ابن حسان القُردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه البخاري (5333)، ومسلم (1471) (7) - (9)، وأبو داود (2184)، والترمذي (1209)، والنسائي 6/ 141 و 142 من طريق محمَّد بن سيرين، به. وهو في "مسند أحمد" (5121). وأخرجه البخاري (5253) و (5258)، ومسلم (1471)، والنسائي 6/ 212 من طريق قتادة بن دعامة، عن يونس بن جبير. وهو في "المسند" (5025). وأخرجه مسلم (1471) (11) و (12) من طريق أنس بن سيرين، عن ابن عمر، وهو في "مسند أحمد" (5434). قال ابن عبد البر: وقوله: أرأيت إن عَجَزَ واستحمق: أي: إن عجز عن فرض فلم يُقمه، أو استحمق فلم يأت به أيكون ذلك عذرًا له؟ وقال الخطابي: في الكلام حذف، أي: أرأيت إن عجز واستحمق: أيُسقط عنه الطلاقَ حُمقُه أو يبطله عجزُه، وحذف الجواب لدلالة الكلام عليه. وأخرج البخاري (5253) من طريق أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: حُسِبت عليِّ بتطليقة. وأخرج ابن وهب في "مسنده" كما في "فتح الباري" 9/ 353 عن ابن أبي ذئب، أن نافعًا أخبره: أن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض، فسأل عمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك، فقال: "مرة فليراجعها، ثم يمسكها حتى تطْهر" قال ابن أبي ذئب في الحديث =

3 - باب الحامل كيف تطلق

3 - بَابُ الْحَامِلِ كَيْفَ تُطَلَّقُ 2023 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ يُطَلِّقْهَا وَهِيَ طَاهِرٌ أَوْ حَامِلٌ" (¬1). ¬

_ = عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وهي واحدة" قال ابن أبي ذئب، وحدثني حنظلة بن أبي سفيان، أنه سمع سالما يحدث عن أبيه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك، وأخرج الدارقطني (3912) من طريق يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب وابن إسحاق جميعًا، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "هي واحدة" وهذا نص في أن طلاق الحائض يقع، وعند الدارقطني (3893) من رواية شعبة عن أنس بن سيرين عن ابن عمر القصة، فقال عمر: يا رسول الله أفتحتسب بتلك التطليقة؟ قال: "نعم" قلنا: وأصله في مسلم (1471) (12) دون جعل احتساب الطلقة مرفوعًا. ففي هذه الروايات دلالة قاطعة بأن طلاق الحائض يقع، وعليه إجماع الأئمة الأربعة المتبوعين، وقد شذ من قال بعدم وقوعه. قال الحافظ العيني: وعليه أجمع أئمة الفتوى من التابعين وغيرهم، وقالت الظاهرية والخوارج والرافضة: لا يقع، وحكي عن ابن عُلية- قلنا: يعني إبراهيم بن إسماعيل ابن علية الذي قال فيه الشافعي: إبراهيم ضالٌّ، جلس في باب الضوال يضل الناس. وانظر لزامًا "الفتح" 9/ 352 - 353، و"عمدة القاري" 2/ 227 - 228. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (1471) (5)، وأبو داود (2181)، والترمذي (1210)، والنسائي 6/ 141 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4789). وانظر ما سلف برقم (2019).

4 - باب من طلق ثلاثا في مجلس واحد

4 - بَابُ مَنْ طَلَّقَ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ 2024 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ: حَدِّثِينِي عَنْ طَلَاقِكِ، قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا وَهُوَ خَارِجٌ إِلَى الْيَمَنِ، فَأَجَازَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف إسحاق بن أبي فروة- متروك الحديث ورواه غير الشعبي عن فاطمة بنت قيس، لكن أحدًا لم يقل في روايته: فاجاز ذلك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غير ابن أبي فروة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (943) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. والصحيح عن الشعبي أنه قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس فاتحفتنا برطب ابن طاب، وسقتنا سَويق سُلْتِ، فسألتها عن المطلقة ثلاثًا أين تعتد؟ قالت: طلقني بَعلي ثلاثًا، فأذن لي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أعتد في أهلي- وزاد في رواية: فخاصمتُه إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في السكنى والنفقة، قالت: فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة. وأمرني أن أعتد في بيت ابن أم مكتوم، وكلا اللفظين في مسلم (1480) (42) و (43). وسيأتي الحديث من طريق الشعبي برقم (2036) وتمام تخريجه هناك. وأما ذكر طلاق زوجها لها وهو خارج إلى اليمن فقد جاء في "صحيح مسلم" (1480) (41) من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن فارسل إلى امرأته ... وقد صح عن عمر بن الخطاب أنه أمضى التطليقات الثلاث في مجلس واحدٍ ثلاثًا، فقد أخرج مسلم (1472)، وأبو داود (2199) و (2200)، والنسائي 6/ 145 من حديث ابن عباس، قال: كان الطلاق على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة، فقال عمر بن الخطاب: إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضياه عليهم، فامضاه عليهم. =

5 - باب الرجعة

5 - بَابُ الرَّجْعَةِ 2025 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِي، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثُمَّ يَقَعُ بِهَا وَلَمْ يُشْهِدْ عَلَى طَلَاقِهَا وَلَا عَلَى رَجْعَتِهَا، فَقَالَ عِمْرَانُ: طَلَّقْتَ بِغَيْرِ سُنَّةٍ، وَرَاجَعْتَ بِغَيْرِ سُنَّةٍ، أَشْهِدْ عَلَى طَلَاقِهَا وَعَلَى رَجْعَتِهَا (¬1). 6 - بَابُ الْمُطَلَّقَةِ الْحَامِلِ إِذَا وَضَعَتْ ذَا بَطْنِهَا بَانَتْ 2026 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، حَدّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ، فَقَالَتْ لَهُ وَهِيَ حَامِلٌ: طَيِّبْ نَفْسِي بِتَطْلِيقَةٍ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ فَرَجَعَ وَقَدْ وَضَعَتْ، فَقَالَ: مَا لَهَا؟ خَدَعَتْنِي؟! خَدَعَهَا اللَّهُ. ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "سَبَقَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، اخْطُبْهَا إِلَى نَفْسِهَا" (¬2). ¬

_ = قال ابن قدامة في "المغني" 10/ 334: وإن طلق ثلاثًا بكلمة واحدة، وقع الثلاث، وحرمت عليه حتى تنكح زوجًا غيره لا فرق بين قبل الدخول وبعده، رُوي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو وابن مسعود وأنس وهو قول أكثر أهل العلم من التابعين والأئمة بعدهم. (¬1) إسناده قوي. يزيد الرَّشْك: هو ابن أبي يزيد الضبعي البصري، والرشك لقبٌ اشتُهر به. وأخرجه أبو داود (2186) عن بشر بن هلال، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن ميمون -وهو ابن مهران الجزري- لم يُدرك الزبير بن العوام، ثم قد اختلف على الثوري في إسناده. =

7 - باب الحامل المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حلت للأزواج

7 - بَابُ الْحَامِلِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا إِذَا وَضَعَتْ حَلَّتْ لِلْأَزْوَاجِ 2027 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ، قَالَ: وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ بِنْتُ الْحَارِثِ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِبِضْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا تَشَوَّفَتْ، فَعِيبَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، وَذُكِرَ أَمْرُهَا لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ مَضَى أَجَلُهَا" (¬1). ¬

_ = فأخرجه عبد الرزاق (11721) عن الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (8) عن وكيع، عن الثوري، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه قال: كانت أم كلثوم ... فذكره مرسلًا. وأخرجه البيهقي 7/ 421 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن الثوري، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، عن أم كلثوم به. فجعله من مسند أم كلثوم، وميمون لم يدرك أم كلثوم، فقد ولد بعد وفاتها. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 230 - 231، والشاشي في "مسنده" (56)، والضياء في "المختارة" (868) من طريق يزيد بن هارون، عن عمرو بن ميمون، عن أبيه، قال: كانت أم كلثوم ... فذكره مرسلًا. وأخرجه الحاكم 2/ 209 من طريق أبي المليح الرقي، عن عبد الملك بن أبي القاسم، عن أم كلثوم به. وفي سنده ضعف. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إذ لا يعرف للأسود -وهو ابن يزيد- سماع من أبي السنابل. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه الترمذي (1231) و (1232)، والنسائي 6/ 190 - 191 من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. =

2028 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِي، عَنْ مَسْرُوقٍ وَعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ أَنَّهُمَا كَتَبَا إِلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلَانِهَا عَنْ أَمْرِهَا، فَكَتَبَتْ إِلَيْهِمَا: إِنَّهَا وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ، فَتَهَيَّأَتْ تَطْلُبُ الْخَيْرَ، فَمَرَّ بِهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ، فَقَالَ: قَدْ أَسْرَعْتِ، اعْتَدِّي آخِرَ الْأَجَلَيْنِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: ¬

_ = وقال الترمذي: حديث أبي السنابل حديث مشهور من هذا الوجه، ولا نعرف للأسود سماعًا من أبي السنابل، وسمعت محمدًا يقول: لا أعرف أن أبا السنابل عاش بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (18713)، و"صحيح ابن حبان" (4299). وقد ثبت هذا الخبر من حديث أم سلمة عند البخاري (5318) و (4909)، ومسلم (1485) (57). ومن حديث سُبَيعة نفسها عند البخاري (5319)، ومسلم (1484) (56)، وسيأتي بعده. ومن حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320)، وسيأتي برقم (2029). قوله: "تعلَّت" قال ابن الأثير: ويُروى: تعالت، أي: ارتفعت وطهُرت. ويجوز أن يكون من قولهم: تعلَّى الرجلُ من علَّتِه: إذا بَرَأَ، أي: خرجت من نفاسها وسلمت. قال جمهور العلماء من السلف وأئمة الفتوى في الأمصار: إن الحامل إذا مات عنها زوجها تحِل بوضع الحمل، وتنقضي عدة الوفاة، وخالف في ذلك علي رضي الله عنه، فقال: تعتد آخر الأجلين، ومعناه: أنها إن وضعت قبل مضي أربعة أشهر وعشر، تربصت إلى انقضائها ولا تحل بمجرد الوضع، وان انقضت المدة قبل الوضع تربصت إلى الوضع. أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن علي بسند صحيح، وبه قال ابن عباس. قاله الحافظ في "الفتح" 9/ 474.

يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: "وَفِيمَ (¬1) ذَاكَ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: "إِنْ وَجَدْتِ زَوْجًا صَالِحًا، فَتَزَوَّجِي" (¬2). 2029 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِي وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ سُبَيْعَةَ أَنْ تَنْكِحَ إِذَا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا (¬3). 2030 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: وَاللَّهِ لَمَنْ شَاءَ لَاعَنَّاهُ، لَأُنْزِلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ الْقُصْرَى بَعْدَ {أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] (¬4). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): مِمَّ. (¬2) إسناده صحيح. الشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (5319)، ومسلم (1484)، وأبو داود (2306)، والنسائي 6/ 194 - 195 و 196 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، به. وهو في "مسند أحمد" (27435)، و "صحيح ابن حبان" (4294). وأخرجه النسائي 6/ 195 من طريق عبيد الله بن عبد الله عن زفر بن أوس أن أبا السنابل قال لسبيعة .. فذكره. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5320)، والنسائي 6/ 190 من طريق هشام بن عروة. وهو في "مسند أحمد" (18917)، و"صحيح ابن حبان" (4298). (¬4) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومُسلم: هو ابن صُبيح. ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه أبو داود (2307) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =

8 - باب أين تعتد المتوفى عنها زوجها

8 - بَابُ أَيْنَ تَعْتَدُّ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا 2031 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ -وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- أَنَّ أُخْتَهُ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكٍ، قَالَت: خَرَجَ زَوْجِي فِي طَلَبِ أَعْلَاجٍ لَهُ، فَأَدْرَكَهُمْ بِطَرَفِ الْقَدُومِ، فَقَتَلُوهُ، فَجَاءَ نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ، شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّه جَاءَ نَعْيُ زَوْجِي وَأَنَا فِي دَارٍ شَاسِعَةٍ عَنْ دَارِ أَهْلِي وَدَارِ إِخْوَتِي، وَلَمْ يَدَعْ مَالًا يُنْفِقُ عَلَي، وَلَا مَالًا وَرِثْتُهُ، وَلَا دَارًا يَمْلِكُهَا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِي فَأَلْحَقَ بِدَارِ أَهْلِي وَدَارِ إِخْوَتِي، فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَأَجْمَعُ لِي فِي بَعْضِ أَمْرِي. قَالَ: "فَافْعَلِي إِنْ شِئْتِ" قَالَتْ: فَخَرَجْتُ قَرِيرَةً عَيْنِي لِمَا قَضَى اللَّهُ لِي عَلَى لِسَانِ رَسُولِه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ، أَوْ فِي بَعْضِ الْحُجْرَةِ دَعَانِي فَقَالَ: "كَيْفَ زَعَمْتِ؟ " قَالَت: ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (4532)، والنسائي 6/ 196 و 197 من طرق عن ابن مسعود. قوله: "سورة النساء القصرى" يريد سورة الطلاق. قال السندي: قوله: "لمن شاء لاعناه" بفتح اللام، أي: من يخالفني، فإن شاء فليجتمع معي حتى نلعن المخالف للحق، وهذا كناية عن جزمه بأن قوله تعالى: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 4] متأخر نزولًا عن قوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] فيعمل بالمتاخر بأنه ناسخ للمتقدم.

9 - باب هل تخرج المرأة في عدتها

فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "امْكُثِي فِي بَيْتِكِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ نَعْيُ زَوْجِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ" قَالَتْ: فَاعْتَدَدتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (¬1). 9 - بَابُ هَلْ تَخْرُجُ الْمَرْأَةُ فِي عِدَّتِهَا 2032 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَرْوَانَ فَقُلْتُ لَهُ: امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِكَ طُلِّقَتْ، فَمَرَرْتُ عَلَيْهَا وَهِيَ تَنْتَقِلُ، فَقَالَتْ: أَمَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ، وَأَخْبَرَتْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهَا أَنْ تَنْتَقِلَ. فَقَالَ مَرْوَانُ: هِيَ أَمَرَتْهُمْ بِذَلِكَ. قَالَ عُرْوَةُ: فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَابَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ، وَقَالَتْ: إِنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ فِي مَسْكَنٍ وَحْشٍ، فَخِيفَ عَلَيْهَا، فَلِذَلِكَ أَرْخَصَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ (¬1) إساده صحيح. زينب بنت كعب بن عجرة روى عنها ابنا أخويها سعد بن إسحاق وسليمان بن محمَّد، وهما ثقتان، وذكرها ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثها، واحتج بها مالك والشافعي، كما صحيح حديثها الترمذي والذهلي وابن حبان والحاكم والذهبي وابن القطان الفاسي وغيرهم. وأخرجه أبو داود (2300)، والترمذي (1243) و (1244)، والنسائي 6/ 199 و 199 - 200 و200 و200 - 201 من طريق سعد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27087)، و"صحيح ابن حبان" (4292) و (4293). والقدوم: قال ابن الأثير: هو بالتخفيف والتشديد: موضع على ستة أميال من المدينة. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن- وقد تابعه حفصُ بن غياث فيما سيأتي بعده. =

2033 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عن عائشة قالت (¬1): قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: يا رسول الله، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُقْتَحَمَ عَلَيّ. فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَحَوَّلَ (¬2). 2034 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدّثَنَا رَوْحٌ (ح) ¬

_ = وأخرجه دون ذكر القصة البخاري تعليقًا (5326)، وأبو داود (2292) من طريق ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (5321)، وأبو داود (2295) من طريق القاسم بن محمَّد وسليمان بن يسار، عن عائشة. وأخرجه بنحوه مختصرًا البخاري (5325) و (5327)، ومسلم (1481)، وأبو داود (2293) من طريق عروة عن عائشة في إنكار عائشة على فاطمة بنت قيس ما قالت: بأن المبتوتة لا سكنى لها ولا نفقة. وأخرجه كذلك البخاري (5323)، ومسلم (1481) (54) من طريق القاسم عن عائشة. وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (2035). (¬1) كذا جاء في أصولنا الخطية بزيادة عائشة في السند، وهو وهمٌ نبَّه عليه الحافظ المزي في "التحفة" (16794)، والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 179 بإسقاط عائشة من الإسناد على الصواب، وكذلك هو عند مسلم والنسائي. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1482) (53)، والنسائي 6/ 208 من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد. قلنا: وقد جاء عن سليمان بن يسار بسند صحيح عند أبي داود (2294) أن سبب خروج فاطمة من بيتها في العدة من سُوء الخُلق. وكذا ثبت عن سعيد بن المسيب عنده أيضًا (2296) أنها كانت لَسِنةً فتنت الناس، فوضعت على يدي ابن أم مكتوم، قلنا: واللسِنة سيئة الخلق، ولا يمنع أن يكون الأمران ثابتين، فقد كان بيتها وَحشًا، فخيفَ عليها.

10 - باب المطلقة ثلاثا هل لها سكنى ونفقة

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، جَمِيعًا عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: طُلِّقَتْ خَالَتِي، فَأَرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا، فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "بَلَى، فَجُدِّي نَخْلَكِ، فَإِنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا" (¬1). 10 - بَابُ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا هَلْ لَهَا سُكْنَى وَنَفَقَةٌ 2035 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ تَقُولُ: إِنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح من جهة أحمد بن منصور، وقد صرح كل من ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- وأبي الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس المكي- بالسماع عند مسلم في "الصحيح". وأخرجه مسلم (1483) في الطلاق: باب جواز خروج المعتدة البائن، والمتوفى عنها زوجها في النهار لحاجتها. وأبو داود (2297) الطلاق: باب في المبتوتة تخرج بالنهار. والنسائي 6/ 209 في باب خروج المتوفى عنها بالنهار من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. قال السندي في "حاشيته على النسائي": والحديث في المطلقة، والمصنف أخذ منه حكم المتوفى عنها زوجها، لأن المطلقة مع أنها تجري عليها النفقة من الزوج فيما دون الثلاث باتفاق، وفي الثلاث على الاختلاف، إذا جاز لها الخروج لهذه العلة المذكورة في الحديث، فجواز الخروج للمتوفى عنها زوجها بالأولى ... وهو في "مسند أحمد" (14444). (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو بكر ابن أبي الجَهم: هو ابن عبد الله بن أبي الجَهْم. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ وأخرجه مسلم (1480) (47) و (48) و (49) و (50)، والترمذي (1166) و (1167)، والنسائي 6/ 150 و210 من طريق أبي بكر ابن أبي الجهم. وهو في "مسند أحمد" (27320). وأخرجه أحمد (27100) و (27326)، ومسلم (1480) (42) و (44) و (46)، وأبو داود (2288)، والترمذي (1215)، والنسائي 6/ 144 و 208 - 209 من طريق عامر الشعبي، وأحمد (27327)، ومسلم (1480) (36) و (37) و (38) و (39)، وأبو داود (2284) و (2285) و (2286) و (2287)، والنسائي 6/ 74 و75 و145 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوت، وأحمد (27337)، ومسلم (1480) (41)، وأبو داود (2290)، والنسائي 6/ 210 - 211 من طريق عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، وأحمد (27329)، ومسلم (1480) (51) من طريق البهي، والنسائي 6/ 74 من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وأحمد (27321)، والنسائي 6/ 150 من طريق تميم مولى فاطمة، ستتهم عن فاطمة بنت قيس. واقتصر مسلم (1480) (36) و (38) و (39) و (41)، وأبو داود (2284) و (2285) و (2287) و (2290) على ذكر النفقة دون السكنى، يعني أنه لا نفقة لها. وزاد النسائي 6/ 144 من طريق سعيد بن يزيد الأحمسي، عن الشعبي، عن فاطمة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لها: "إنما النفقة والسكنى للمرأة على زوجها ما كانت عليها رجعة" وتابعه عليها فراس بن يحيى الهمداني عند البيهقي 7/ 473 - 474 وغيرهما وهما ثقتان. ومع ذلك فقد أورده الخطيب البغدادي في "المدرج" 2/ 860 - 862، وابن القطان في "الوهم والإيهام" 4/ 472 - 477، وقال البيهقي في "السُّنن" 7/ 474: ليس بمعروف في هذا الحديث ولم يرد من وجه يثبت مثله، وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 480: قد تابع بعضُ الرواة عن الشعبي في رفعه مجالدًا، لكنه أضعف منه. قلنا: إن كان قصد جابرًا الجعفي الذي ذكر روايته الدارقطني 22/ 4 و 23 فنعم، لكن سعيد بن يزيد الأحمسي وفراس بن يحيى الهمداني ثقتان! وزاد عبيد الله في روايته: "لا نفقة لك إلا أن تكوني حاملًا"، وجاء بعدها في روايته: فاستأذنته في الانتقال، فأذن لها، وجاء نحوه في رواية الشعبي

11 - باب متعة الطلاق

2036 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: طَلَّقَنِي زَوْجِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةَ" (¬1). 11 - بَابُ مُتْعَةِ الطَّلَاقِ 2037 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ أَبُو الْأَشْعَثِ الْعِجْلِي، حَدّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ الْجَوْنِ تَعَوَّذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ" فَطَلَّقَهَا، وَأَمَرَ أُسَامَةَ أَوْ أَنَسًا، فَمَتَّعَهَا بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ رَازِقِيَّةٍ (¬2). ¬

_ = عند مسلم (1480) (43) أنها قالت: طلقني بعلي ثلاثًا فأذن لي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أعتد في أهلي. قلنا: وهذا يعني أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يأمرها بالخروج ولم يحرمها من السكنى، وإنما أذن لها لشأن خاص بها، ويؤيده ما سلف برقم (2033) أنها كانت تخاف أن يقتحم عليها فأمرها أن تتحول، وما سلف برقم (2032) أنها كانت في مسكنِ وحش فخيف عليها، فلذلك أرخص لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والله أعلم. وقد طعن في خبر فاطمة عدد من فقهاء الصحابة منهم: عمر بن الخطاب عند مسلم (1480) (46)، وعائشة عند البخاري (5321)، ومسلم (1481) (52)، والأسود بن يزيد عند مسلم (1480) (46) والنسائي 6/ 209، وانظر كلام الإمام ابن القيم في شأن هذه المطاعن في "زاد المعاد" 5/ 528 - 542. (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه في الذي قبله. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عُبيد بن القاسم متروك الحديث، وقد خالفه الزهري، فرواه عن عروة عن عائشة دون ذكر متعة الطلاق ودون تسميتها بعَمرة بنت الجون، وإنما قال: ابنة الجون كما سيأتي عند المصنف برقم (2050). =

12 - باب الرجل يجحد الطلاق

12 - بَابُ الرَّجُلِ يَجْحَدُ الطَّلَاقَ 2038 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَبُو حَفْصٍ التَّنِّيسِي، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ قَالَ: "إِذَا ادَّعَتْ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ زَوْجِهَا، فَجَاءَتْ عَلَى ذَلِكَ بِشَاهِدٍ عَدْلٍ، اسْتُحْلِفَ زَوْجُهَا، فَإِنْ حَلَفَ بَطَلَتْ شَهَادَةُ الشَّاهِدِ، وَإِنْ نَكَلَ فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ، وَجَازَ طَلَاقُهُ" (¬1). ¬

_ = وقد جاءت تسميتها على الصواب في حديث أبي أُسيد الساعدي، وكذا جاء فيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعطاها متعة الطلاق ثوبين رازقيين، وسمى المرأة: أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ونسبت لجدها الجون، وحديث أبي أسيد عند البخاري (5255)، وقد سماها هشام بن السائب الكلبي ومحمد بن إسحاق ومحمد بن حبيب وغيرهم: أسماء، بدل أميمة، قال الحافظ في "الفتح" 9/ 358: فلعل اسمها أسماء ولقبها أميمة. قال ابن عبد البر في ترجمة أسماء بنت النعمان: الاختلاف في الكنية كثير جدًا، منهم من يقول: هي أسماء بنت النعمان، ومنهم من يقول: هي أميمة بنت النعمان، ومنهم من يقول: أمامة بنت النعمان، واختلافهم في سبب فراقها، والاضطراب فيها وفي صواحبها اللواتي لم يجتمع عليهن من أزواجه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اضطراب عظيم. (¬1) إسناده ضعيف، عمرو بن أبي سلمة فيه ضعف، وزهير -وهو ابن محمَّد التميمي- رواية الشاميين عنه ضعيفة، وهذا منها، وابن جريج مدلس ولم يسمع من عمرو بن شعيب كما جزم به البخاري في "علل الترمذي الكبير" (107) عند حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في صدقة الفطر. وقال أبو حاتم في "العلل" لابنه 1/ 432: هذا حديث منكر. وأخرجه الدارقطني (4048) و (4340)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 2/ 45 من طريق عمرو بن أبي سلمة، بهذا الإسناد.

13 - باب من طلق أو نكح أو راجع لاعبا

13 - بَابُ مَنْ طَلَّقَ أَوْ نَكَحَ أَوْ رَاجَعَ لَاعِبًا 2039 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ، حَدّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ، وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ" (¬1). 14 - بَابُ مَنْ طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ 2040 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ؛ جَمِيعًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ، أَوْ تَكَلَّمْ بِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، عبد الرحمن بن حبيب بن أرْدَك، قال عنه الذهبي: صدوق له ما ينكر، وقال ابن حجر في "التلخيص" 3/ 210: مختلف فيه، قال النسائي: منكر الحديث، ووثقه غيره، فهو على هذا حسن. قلنا: ذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه أبو داود (2194)، والترمذي (1225) من طريق عبد الرحمن بن حبيب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. وهو في "شرح السنة" للبغوي (22356). وانظر شواهده في "نصب الراية" 3/ 293 - 294، و"التلخيص الحبير" 3/ 209. قال الترمذي: والعمل علي هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم. قوله: "والرجعة" بكسر الراء وفتحها، أي: عود المطلق إلى طليقه. (¬2) إسناده صحيح. =

15 - باب طلاق المعتوه والصغير والنائم

15 - بَابُ طَلَاقِ الْمَعْتُوهِ وَالصَّغِيرِ وَالنَّائِمِ 2041 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ، أَوْ يُفِيقَ". قال أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: "وَعَنْ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2528)، ومسلم (127)، وأبو داود (2209)، والترمذي (1219)، والنسائي 6/ 156 و 157 من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/ 156 من طريق عطاء، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7470). وسيأتي برقم (2044). (¬1) إسناده صحيح، حماد -وهو ابن أبي سليمان ثقة إمام مجتهد كما قال الإمام الذهبي احتج به مسلم-، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم النخعي. وأخرجه أبو داود (4398)، والنسائي 6/ 156 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وعند أبي داود عن عثمان بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون: "وعن المبتلى حتى يبرأ" كرواية أخيه عند المصنف. وهو في "مسند أحمد" (24694)، و"صحيح ابن حبان" (142). وانظر ما بعده.

16 - باب طلاق المكره والناسي

2042 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أخبرني الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رُفِعَ (¬1) الْقَلَمُ عَنْ الصَّغِيرِ وَعَنْ الْمَجْنُونِ وَعَنْ النَّائِمِ" (¬2). 16 - بَابُ طَلَاقِ الْمُكْرَهِ وَالنَّاسِي 2043 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِي، حَدّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِي، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ¬

_ (¬1) هكذا في (س) و"التحفة" (10255)، وفي (ذ) و (م): يُرفع. (¬2) حديث صحيح، وجهالة القاسم بن يزيد لا تضر، لأنه متابع. وأخرجه أبو داود (4399) و (4450) و (4401)، والنسائي في "الكبرى" (7303) من طريق عبد الله بن عباس، وأحمد (1328)، وأبو داود (4402)، والنسائي في "الكبرى" (7354) من طريق أبي ظبيان الجنبي، وأبو داود (4403) من طريق أبي الضحى مسلم بن صبيح، وأحمد (940)، والترمذي (1484)، والنسائي (7306) من طريق الحسن البصري، أربعتهم عن علي بن أبي طالب. قلنا: أبو ظبيان لم يسمع من علي والواسطة بينهما ابن عباس، والحسن البصري لم يسمع منه أيضًا وكذا أبو الضحى. وأخرجه موقوفًا النسائي (7305) من طريق أبي ظبيان، و (7307) من طريق الحسن البصري، كلاهما عن علي بن أبي طالب. وصحَّح المرفوع ابنُ خزيمة (1003)، وابنُ حبان (143)، والحاكم 1/ 258 و2/ 59 ررافقه الذهبي في "التلخيص". ورجح الوقف النسائي والدارقطني في "العلل" 3/ 192، قال الحافظ في "فتح الباري" 12/ 121: ومع ذلك، فهو مرفوع حكمًا. وانظر ما قبله.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ قد تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" (¬1). 2044 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا تُوَسْوِسُ بِهِ صُدُورُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" (¬2). 2045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِي، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدّثَنَا الْأَوْزَاعِي، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) إسناده تالف بمرة، أبو بكر الهذلي متروك الحديث، وأيوب بن سويد ضعيف جدًا، وشهر ضعيف، ثم قد اختلف في إسناده أيضًا. وأخرجه الطبراني كما في "نصب الراية" 2/ 65، وابن عدي في ترجمة أبي بكر الهذلي من "الكامل" 3/ 1172 من طريق إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر الهذلي، عن شهر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعًا. فجعله من مسند أبي الدرداء. ويغني عنه حديث ابن عباس الآتي برقم (2045). (¬2) صحيح دون قوله: "وما استكرهوا عليه" فقد قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 282: والزيادة هذه أظنها مدرجة كأنها دخلت على هشام بن عمار من حديث في حديث، والله أعلم. قلنا: ومما يؤيد قول الحافظ أن الحميدي أخرجه في "مسنده" (1173) - وعنه البخاري (2528) - عن سفيان بن عيينة، دون هذه الزيادة. وأخرجه مع الزيادة الدارقطني (4352) - ومن طريقه البيهقي 10/ 61 - من طريق حجاج بن محمَّد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهذا سند صحيح. لكن أخرجه النسائي 6/ 156 من طريق حجاج، به دون الزيادة. وقد سلف الحديث دون هذه الزيادة برقم (2040).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ" (¬1). 2046 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فإن عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يسمعه من ابن عباس، والواسطة بينهما عُبيد بن عمير، أخل بذكرها الوليد بن مسلم فإن له أوهامًا، وذكرها بشر بن بكر التنيسي وهو من ثقات أصحاب الأوزاعي. وعبيد بن عمير ثقة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 95، وابن حيان (7219)، والطبراني في "المعجم الصغير" (765)، والدارقطني (4351)، والحاكم 2/ 198، والبيهقي 7/ 356، وابن حزم في "الأحكام في أصول الأحكام" 5/ 149 من طريق بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عُبيد بن عمير، عن ابن عباس. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبيد بن أبي صالح - كذا سماه هنا، قال المزي: وهو وهم. قلنا: والصحيح في اسمه: محمَّد بن عبيد بن أبي صالح كما في كتب التراجم ومصادر التخريج. ثور: هو ابن يزيد الكَلاعي. وأخرجه أبو داود (2193) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26360). وأخرجه الدارقطني (3989)، والبيهقي 7/ 357 من طريق قزعة بن سويد، عن زكريا بن إسحاق ومحمد بن عثمان، كلاهما عن صفية بنت شيبة، به. وقزعة ضعيف. قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/ 210: الإغلاق: فسره علماء الغريب بالإكراه، وقال: هو قول ابن قتيبة والخطابي وابن السيد وغيرهم، وقيل: المجنون، واستبعده المطرزي، وقيل: الغضب، وقع في سنن أبي داود في رواية ابن الأعرابي، =

17 - باب: لا طلاق قبل النكاح

17 - بَابٌ: لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ 2047 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، أخبرنا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ؛ جَمِيعًا عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا طَلَاقَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ" (¬1). 2048 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِي، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، قال: حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَلَا عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ" (¬2). ¬

_ = وكذا فسره أحمد، وردَه ابنُ السِّيد، فقال: لو كان كذلك لم يقع على أحد طلاق، لأن أحدًا لا يطلق حتى يغضب، وقال أبو عُبيد: الإغلاق: التضييق. (¬1) حديث حسن، عامر الأحول وعبد الرحمن بن الحارث قد توبعا. وأخرجه مطولًا أبو داود (2190) و (2191) و (2192)، والترمذي (1217) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وقال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب، وهو قولُ أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم. والحديث في "مسند أحمد" (6769)، وانظر بسط القول فيه هناك. (¬2) حسن لغيره، علي بن الحسين بن واقد وهشام بن سعد ضعيفان يعتبر بهما في المتابعات والشواهد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7028) من طريق علي بن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو السالف برقم (2047). وله شواهد أخرى ذكرها الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/ 210 - 212، وفي "فتح الباري" 9/ 381 فما بعد.

18 - باب ما يقع به الطلاق

2049 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ، عَنْ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ" (¬1). 18 - بَابُ مَا يَقَعُ بِهِ الطَّلَاقُ (¬2) 2050 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ؟ فَقال: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، جويبر -وهو ابن سعيد الأزدي- ضعيف جدًا. الضحاك: هو ابن مزاحم الهلالي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (11450)، ومن طريقه أخرجه ابن عدي في ترجمة جويبر بن سعيد من "الكامل" 2/ 545، والبيهقي 7/ 461. وأخرجه عبد الرزاق (11451) عن الثوري، والبيهقي 7/ 320 و461 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن جويبر، عن الضحاك، عن النزال، عن علي موقوفًا. قال العقيلي في "الضعفاء" 4/ 428: رواه الثوري وغيره عن جويبر موقوفًا، وهو الصواب، ومثله قال الدارقطني في "العلل" 4/ 142. وأخرجه ابن أبي شبة 5/ 16 و 14/ 224 من طريق عبد الملك بن ميسرة، عن النزال، عن علي موقوفًا. وسنده ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (266)، و"الأوسط" (290) من طريق عبد الله ابن أبي أحمد بن جحش، عن علي مرفوعًا. وأخرجه عبد الرزاق (11454)، وسعيد بن منصور (1021)، والبيهقي 7/ 320 من طريقين عن الحسن البصري، عن علي موقوفًا. وسند البيهقي جيَّد لكن الحسن لم يسمع من علي. وانظر أحاديث الباب السالفة. (¬2) في النسخ المطبوعة زيادة: من الكلام.

19 - باب طلاق البتة

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ" (¬1). 19 - بَابُ طَلَاقِ الْبَتَّةِ 2051 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: "مَا أَرَدْتَ بِهَا؟ " قَالَ: وَاحِدَةً. قَالَ: "آللَّهِ مَا أَرَدْتَ بِهَا إِلَّا وَاحِدَةً؟ " قَالَ: آللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِهَا إِلَّا وَاحِدَةً. قَالَ: فَرَدَّهَا عَلَيْهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5254)، والنسائي 6/ 150 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4266)، و"شرح مشكل الآثار" (635) و (636). (¬2) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف الزبير بن سعيد وجهالة عبد الله بن علي بن يزيد. وأخرجه أبو داود (2208)، والترمذي (1211) من طريق جرير بن حازم، بهذا الإسناد، وهو في "مسند أحمد" (24009/ 91)، و"صحيح ابن حبان" (4274). وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 37 و 38، ومن طريقه أبو داود (2206) و (2207)، والعقيلي 2/ 282، والدارقطني (3978) و (3979)، والحاكم 2/ 199 - 200، والبيهقي 7/ 342، والبغوي في "شرح السنة" (2353) عن عمه محمَّد بن علي بن شافع، عن عبد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عجير، عن ركانة بن عبد يزيد، قال: كانت عندي امرأة ... فذكر نحوه وذكر أنه طققها البتَّة. ونقل =

20 - باب الرجل يخير امرأته

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَاجَهْ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيَّ يَقُولُ: مَا أَشْرَفَ هَذَا الْحَدِيثَ. قال أبو عبد الله بن ماجه: أبو عبيد تركه ناحية، وأحمد جبن عنه (¬1). 20 - بَابُ الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ 2052 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاخْتَرْنَاهُ، فَلَمْ يَرَهُ شَيْئًا (¬2). ¬

_ = الدارقطني، والمنذري في "مختصر سنن أبي داود" 3/ 134، والحافظ ابن حجر في "التلخيص" 3/ 213 تصحيح أبي داود لهذا الحديث. وانظر لزامًا تعليقنا عليه في "المسند". (¬1) قول أبي عبد الله بن ماجه هذا لم يرد في (ذ) والنسخ المطبوعة، وأثبتناه من (س) و (م). وأبو عبيد: هو القاسم بن سلام، وأحمد: هو ابن حنبل، والله أعلم. (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صُبيح أبو الضحى، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (5262) و (5263)، ومسلم (1477)، وأبو داود (2203)، والترمذي (1213) و (1214)، والنسائي 6/ 56 و160 و 161 من طريق مسروق عن عائشة، ولفظ البخاري وأبي دواد، فلم يعد ذلك علينا شيئًا، ولفظ مسلم: فلم نعده طلاقًا. قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 246: فيه دلالة على أنهن لو اخترن أنفسهن كان ذلك طلاقًا، ووافقه القرطبي في "المفهم"، فقال: في الحديث أن المُخيرة إذا اختارت نفسها أن نفس ذلك الاختيار يكون طلاقا من غير احتياج إلى نطق بلفظ يدل على الطلاق، قال: وهو مقتبس من مفهوم قول عائشة المذكور. وتعقبهما الحافظ في "الفتح" 9/ 369 فقال: لكن ظاهر الآية أن ذلك بمجرده لا يكون طلاقًا، بل لا بد من إنشاء الزوج الطلاق، لأن فيها {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ =

2053 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب: 29] دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ" قَالَتْ: قَدْ عَلِمَ وَاللَّهِ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَتْ: فَقَرَأَ عَلَيَّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} الْآيَاتِ [الأحزاب: 28]، فَقُلْتُ: فِي هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ! قَدْ اخْتَرْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (¬1). ¬

_ = وَأُسَرِّحْكُنَّ} [الأحزاب: 28]، أي: بعد الاختيار ودلالة المنطوق مقدمة على دلالة المفهوم. واختلفوا في التخيير هل هو بمعنى التمليك أو بمعنى التوكيل؟ وللشافعي فيه قولان، المصحح عند أصحابه أنه تمليك وهو قول المالكية بشرط مبادرتها له حتى لو أخرت بقدر ما ينقطع القبول عن الإيجاب في العقد، ثم طلقت لم يقع، وفي وجه: لا يضر التأخير ما داما في المجلس، وبه جزم ابن القاص، وهو الذي رجحه المالكية والحنفية، وهو قول الثوري والليث والأوزاعي. وقال ابن المنذر: الراجح أنه لا يتقيد، ولا يشترط فيه الفور، بل متى طلقت نفذ، وهو قول الحسن والزهري، وبه قال أبو عبيد ومحمد بن نصر من الشافعية، والطحاوي من الحنفية. وهو في "مسند أحمد" (24181). وأخرجه مسلم (1477) (28) من طريق الأسود، عن عائشة. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1475) (35)، والترمذي في آخر الحديث (3606)، والنسائي 6/ 160 من طريق معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24487) و (25299)، و"صحيح ابن حبان" (4268). وأخرجه البخاري (4785)، ومسلم (1475) (22)، والنسائي 6/ 55 و 159 - 160 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة.

21 - باب كراهية الخلع للمرأة

21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْخُلْعِ لِلْمَرْأَةِ 2054 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أبو بشر، حدثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَمِّهِ عُمَارَةَ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ فَتَجِدَ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" (¬1). 2055 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ، فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عمارة بن ثوبان، فلم يرو عنه غير جعفر بن يحيى ابن ثوبان ويغني عنه ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن الفضل: هو أبو النعمان عارم السدوسي، وأيوب هو السختياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرَّحَبي. وأخرجه أبو داود (2226) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22440) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد. وأخرجه الترمذي (1224) من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب، عن أبي قِلابة، عمن حدثه، عن ثوبان. وهو في "مسند أحمد" (22379) عن إسماعيل ابن علية، عن أبي قلابة، عمن حدثه، عن ثوبان. قلنا: وهذا المبهم مبين في رواية المصنف وأبي داود وأحمد وهو أبو أسماء الرَّحَبي.

22 - باب المختلعة يأخذ ما أعطاها

22 - بَابُ الْمُخْتَلِعَةِ يأْخُذُ مَا أَعْطَاهَا 2056 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جَمِيلَةَ بِنْتَ سَلُولَ أَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَعْتِبُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ، لَا أُطِيقُهُ بُغْضًا. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا حَدِيقَتَهُ وَلَا يَزْدَادَ (¬1). 2057 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا، فَقَالَتْ: يا رسول الله، وَاللَّهِ لَوْلَا مَخَافَةُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ عَلَيَّ، لَبَصَقْتُ فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَرُدِّينَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وقوله: "ولا يزداد" انفرد بها عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن سعيد. وأخرجه البخاري (5273)، والنسائي 6/ 169 من طريق خالد الحذاء، والبخاري (5276) من طريق أيوب السختياني، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس. دون قوله: "ولا يزداد" قال البيهقي بعد أن أخرجه 7/ 313: كذا رواه عبد الأعلى ابن عبد الأعلى عن سعيد بن أبي عروبة موصولًا، وأرسله غيره عنه. قلنا: ثم أخرجه من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة مرسلًا. ثم قال: وقال عبد الوهاب: قال سعيد: حدثنا أيوب، عن عكرمة بمثل ما قال قتادة عن عكرمة إلا أنه قال: لا أحفظ "ولا تزدد". وكذلك رواه محمَّد بن أبي عدي، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة مرسلًا.

23 - باب عدة المختلعة

عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. قال: فَرَدَّتْ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ، قَالَ: فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 23 - بَابُ عِدَّةِ الْمُخْتَلِعَةِ 2058 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِي، حَدّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (¬2)، عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: حَدِّثِينِي حَدِيثَكِ، قَالَتْ: اخْتَلَعْتُ مِنْ زَوْجِي، ثُمَّ جِئْتُ عُثْمَانَ، فَسَأَلْتُ: مَاذَا عَلَيَّ مِنْ الْعِدَّةِ؟ فَقَالَ: لَا عِدَّةَ عَلَيْكِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِكِ، فَتَمْكُثِينَ عِنْدَهُ حَتَّى تَحِيضِينَ حَيْضَةً، قَالَتْ: وَإِنَّمَا تَبِعَ فِي ذَلِكَ قَضَاءَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَرْيَمَ الْمَغَالِيَّةِ، وَكَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ فَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ (¬3). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج -وهو ابن أرطاة-. وأخرجه أحمد (16095)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5637) عن عبد القدوس بن بكر بن خنيس، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. والحجاج، عن محمَّد بن سليمان بن أبي حثمة، عن عمه سهل بن أبي حثمة، قال: كانت حبيبة ابنة سهل- فذكره. وانظر الخلاف في اسمها في "المسند". ويشهد له ما قبله. وحديث حبيبة بنت سهل نفسها عند مالك في "الموطأ" 2/ 564، والشافعي في "مسنده" 2/ 50، وأحمد (27444)، وأبي داود (2227)، والنسائي 6/ 169، وابن حبان (4280). وإسناده صحيح. (¬2) زاد بعد هذا في (ذ) و (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: عن عبادة بن الصامت. وهو خطأ، وقد جاء على الصواب بإسقاطه في (م) و"التحفة" (15836). (¬3) إسناده حسن من أجل محمَّد بن إسحاق. =

24 - باب الإيلاء

24 - بَابُ الْإِيلَاءِ 2059 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَقْسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى نِسَائِهِ شَهْرًا، فَمَكَثَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِسَاءَ ثَلَاثِينَ، دَخَلَ ¬

_ = وأخرجه النسائي 6/ 186 - 187 عن عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، عن عمه، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1221) من طريق سليمان بن يسار، عن الربيع، لكن قال فيه: إنها اختلفت على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأمرها النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو أُمِرَت أن تعتد بحيضة. وقال الترمذي: حديث الربيع الصحيح أنها أُمِرَت أن تعتد بحيضة. قلنا: وهو كما قال، لأن رواية ابن إسحاق بينت أن خلعها كان في زمن عثمان بن عفان، ويؤيده ما أخرجه ابن أبي شيبة 5/ 116 عن إسماعيل ابن عُلية، عن أيوب، عن نافع، عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء أن عمها خلعها من زوجها، وكان يشرب الخمر دون عثمان، فأجاز ذلك عثمان. وأما قصة خلع ثابت بن قيس امرأته وعدتها بحيضة فأخرجها النسائي 6/ 186 من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن الربيِّع. وإسنادها صحيح. وأخرجها أبو داود (2229)، والترمذي (1222) من حديث ابن عباس بإسناد حسن في الشواهد. قوله: "حيضة" قال السندي في "حاشيته على النسائي": من لا يقول به يقول: إن الواجب في العدة ثلاثة قروء بالنص، فلا يترك النص بخبر الآحاد، وقد يقال: إن هذا مبني على أن الخلع طلاق، وهو ممنوع، والحديث دليل لمن يقول: إنه ليس بطلاق، على أنه لو سُلم أنه طلاق فالنص مخصوص فيجوز تخصيصه ثانيًا بالاتفاق، أما عند من يقول بالتخصيص بخبر الآحاد مطلقًا فظاهر، وأما عند غيره فكان التخصيص أولًا، والمخصوص أولًا يجوز تخصيصه بخبر الآحاد. وقوله: "المَغَاليَّة": هو بفتح الميم والغين نسبة إلى مغالة بطن من الأنصار.

عَلَيَّ فَقُلْتُ: إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، فَقَالَ: "الشَّهْرُ َ كَذَا" يُرْسِلُ أَصَابِعَهُ فِيه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "وَالشَّهْرُ َكَذَا" وَأَرْسَلَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا وَأَمْسَكَ إِصْبَعًا وَاحِدًا فِي الثَّالِثَةِ (¬1). 2060 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ عن عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِنَّمَا آلَى لِأَنَّ زَيْنَبَ رَدَّتْ عَلَيْهِ هَدِيَّتَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ أَقْمَأَتْكَ. فَغَضِبَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَآلَى مِنْهُنَّ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وعبد الرحمن بن أبي الرجال صدوق حسن الحديث وقد روي الحديث من أوجه أخرى صحاح. وأخرجه أحمد (24743) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن ابن أبي الرجال، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 124 من طريق عبد الله ابن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة. وأخرجه مسلم (1083)، والنسائي 4/ 136 - 137 من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24050). وقد أخرج البخاري (5191) من حديث عمر بن الخطاب في باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها ما وقع للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع أزواجه، وجاء في آخره: فقالت له عائشة: يا رسول الله، إنك كنت قد أقسمت ألا تدخل علينا شهرًا، وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدُّها عدًّا، فقال: "الشهر تسع وعشرون". (¬2) إسناده ضعيف لضعف سويد بن سعيد وحارثة بن محمَّد -وهو ابن أبي الرجال. وأخرجه مطولًا ابن سعد في "الطبقات" 8/ 188 عن محمَّد بن عمر الواقدي، عن أبي معشر، عن حارثة بن أبي الرجال، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مطولًا ابن سعد أيضًا 8/ 190 عن محمَّد بن عمر الواقدي، عن مالك وعبد الرحمن ابني أبي الرجال عن أبيهما، عن عمرة، عن عائشة، وعن=

25 - باب الظهار

2061 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِي، حَدّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِي، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آلَى مِنْ بَعْضِ نِسَائِهِ شَهْرًا، فَلَمَّا كَانَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ (¬1) رَاحَ أَوْ غَدَا، فَقِيلَ: يا رسول الله، إِنَّمَا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ. فَقَالَ: "الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ" (¬2). 25 - بَابُ الظِّهَارِ 2062 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِيِّ، قَالَ: كُنْتُ امْرَأً أَسْتَكْثِرُ مِنْ النِّسَاءِ، لَا أُرَى رَجُلًا كَانَ يُصِيبُ مِنْ ذَلِكَ مَا أُصِيبُ، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ ظَاهَرْتُ مِنْ امْرَأَتِي حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ، فَبَيْنَمَا هِيَ تُحَدِّثُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ انْكَشَفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا فَوَاقَعْتُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي، فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي، وَقُلْتُ لَهُمْ: سَلُوا ¬

_ = محمَّد بن عمر الواقدي، عن محمَّد بن عبد الله بن أبي عتيق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، به. ومحمد بن عمر الواقدي متروك. قولها: أَقْمَأتْكَ، أي: ما راعت عظيمَ شانِك، مِن قولك: أقمأتُه: صَغَّرته وذَلَّلتُه. (¬1) في (س): تسعةٌ وعشرون. (¬2) إسناده صحيح. وقد صرّح ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- بالسماع عند البخاري ومسلم وغيرهما. وأخرجه البخاري (1910) و (5202)، وملم (1085)، والنسائي في "الكبرى" (9113) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26683).

لِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقَالُوا: مَا كُنَّا نَفْعَلُ، إِذًا يُنْزِلَ اللَّهُ فِينَا كِتَابًا، أَوْ يَكُونَ فِينَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْلٌ فَيَبْقَى عَلَيْنَا عَارُهُ، وَلَكِنْ سَوْفَ نُسَلِّمُكَ بِجَرِيرَتِكَ، اذْهَبْ أَنْتَ فَاذْكُرْ شَأْنَكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنْتَ بِذَاكَ؟ " فَقُلْتُ: أَنَا بِذَاكَ، وَهَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَابِرٌ لِحُكْمِ اللَّهِ عَلَيَّ. قَالَ: "فَأَعْتِقْ رَقَبَةً" قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِكُ إِلَّا رَقَبَتِي هَذِهِ. قَالَ: "فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ" قَالَ: قُلْتُ: يا رسول الله، وَهَلْ دَخَلَ عَلَيَّ مَا دَخَلَ مِنْ الْبَلَاءِ إِلَّا بِالصَّوْمِ؟ قَالَ: "فَتَصَدَّقْ أَوْ أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا" قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ مَا لَنَا عَشَاءٌ. قَالَ: "فَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ بَنِي زُرَيْقٍ، فَقُلْ لَهُ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، وَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا، وَانْتَفِعْ بِبَقِيَّتِهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح بطرقه وشاهده. وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وسليمان بن يسار لم يسمع من سلمة بن صخر. وأخرجه أبو داود (2213) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16421). وأخرجه عبد الرزاق (11528)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (6228) و (6332) عن معمر، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (0633)، والبيهقي في "السُّنن" 7/ 390 من طريق شيبان النحوي، والطبراني (6329) من طريق أبان بن يزيد العطار، والترمذي (1239)، والطبراني (6331)، والبيهقي 7/ 390 من طريق علي ابن المبارك، والحاكم 2/ 204 من طريق حرب بن شداد، خمستهم عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن سلمان بن صخر مرسلًا وقرن بأبي سلمة محمَّد بن عبد الرحمن بن ثوبان في طريق علي بن المبارك وحرب بن شداد. =

26 - باب المظاهر يجامع قبل أن يكفر

2063 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدّثَنَا أَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ، وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ، وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهِيَ تَقُولُ: يا رسول الله، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي، حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ. فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جبريل بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} [المجادلة: 1] (¬1). 26 - بَابُ الْمُظَاهِرِ يُجَامِعُ قَبْلَ أَنْ يُكَفِّرَ 2064 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ¬

_ = وأبو سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان لم يسمعا من سلمة بن صخر، ويقال: سلمان. وله شاهد صحيح من حديث ابن عباس عند أبي داود (2223)، والنسائي 6/ 167، والترمذي وسيأتي برقم (2065). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 6/ 168 من طريق جرير، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24195). وأخرجه بنحوه أبو داود (2220) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت وكان رجلًا به لمم، فكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، فأنزل الله تعالى فيه كفارة الظهار. وقد سلف مختصرًا برقم (188).

عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَخْرٍ الْبَيَاضِي، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمُظَاهِرِ يُوَاقِعُ قَبْلَ أَنْ يُكَفِّرَ، قَالَ: "كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ" (¬1). 2065 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، حَدّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الْحَكَمِ ابْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا ظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ، فَغَشِيَهَا قَبْلَ أَنْ يُكَفِّرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ " فَقَالَ: يا رسول الله، رَأَيْتُ بَيَاضَ حِجْلَيْهَا فِي الْقَمَرِ، فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي أَنْ وَقَعْتُ عَلَيْهَا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمَرَهُ أَلَّا يَقْرَبَهَا حَتَّى يُكَفِّرَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح بطرقه وشاهده. وأخرجه الترمذي (1237) من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وسلف مطولًا برقم (2062). (¬2) إسناده صحيح، وغندر: لقب محمَّد بن بشار. وأخرجه أبو داود (2223) من طريق إسماعيل ابن علية، وبإثر الحديث (2225)، والترمذي (1238)، والنسائي 6/ 167 من طريق معمر بن راشد، كلاهما عن الحكم بن أبان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه أبو داود (2221) و (2222) من طريق سفيان بن عيينة، و (2225) والنسائي 6/ 167 - 168 من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن الحكم بن أبان، عن عكرمة مرسلًا. وصوب النسائي المرسل، وكذا أبو حاتم في "العلل" لابنه 1/ 430 ونقل الحافظ في "التلخيص" 3/ 222 عن ابن حزم قوله: ورواته ثقات ولا يضره إرسال من أرسله. وانظر ما سلف (2062). قوله: "حجليها" الحِجْل بفتح الحاء وكسرها الخلخال.

27 - باب اللعان

27 - بَابُ اللِّعَانِ 2066 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: جَاءَ عُوَيْمِرٌ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، فَقَالَ: سَلْ لِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ، أَيُقْتَلُ بِهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ذَلِكَ، فَعَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمسَائِلَ، ثُمَّ لَقِيَهُ عُوَيْمِرٌ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: صَنَعْتُ أَنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ. سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَابَ اَلسَائِلَ، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَأَسْأَلَنَّهُ. فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِيهِمَا، فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا، فقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ انْطَلَقْتُ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَصَارَتْ سُنَّةً فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "انْظُرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُحَيْمِرَ كَأَنَّهُ وَحَرَةٌ، فَلَا أُرَاهُ إِلَّا كَاذِبًا". قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (5259) و (5308)، ومسلم (1492)، وأبو داود (2245) و (2247) - (2252)، والنسائي 6/ 143 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22851). =

2067 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِي، أنبأنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْبَيِّنَةَ أَوْ حَدٌّ فِي ظَهْرِكَ" فَقَالَ هِلَالُ ابْنُ أُمَيَّةَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنِّي لَصَادِقٌ، وَلَيُنْزِلَنَّ اللَّهُ فِي أَمْرِي مَا يُبَرِّئُ ظَهْرِي. قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فشهادة أحدهم} حَتَّى بَلَغَ: {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ} [النور: 6 - 9] فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَجَاءَا، فَقَامَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ فَشَهِدَ، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ فَهَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ ثُمَّ قَامَتْ فَشَهِدَتْ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْخَامِسَةِ: {أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنْ الصَّادِقِينَ} قَالُوا لَهَا: إِنَّهَا لَمُوجِبَةٌ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَتَلَكَّأَتْ وَنَكَصَتْ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهَا سَتَرْجِعُ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَفْصَحُ قَوْمِي سَائِرَ الْيَوْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أبصروها (¬1)، فَإنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ". فَجَاءَتْ بِهِ كَذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ" (¬2). ¬

_ = وانظر "مسند أحمد" (22830) و"صحيح ابن حبان" (4285) ففيهما تتمة تخريج الحديث. قوله: "أسحم" أي: أسود. "أدعج العينين": أسودهما. "وحَرة" دويبَّة كالعظاءة (سحلية). (¬1) في (ذ) والمطبوع: انظروها. (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي. =

2068 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِي وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَاللَّهِ لَأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَاتِ اللِّعَانِ، ثُمَّ جَاءَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقْذِفُ امْرَأَتَهُ، فَلَاعَنَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: "عَسَى أَنْ تَجِيءَ بِهِ أَسْوَدَ" فَجَاءَتْ بِهِ أَسْوَدَ جَعْدًا (¬1). 2069 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا، فَفَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2671) و (4747)، وأبو داود (2254) و (2256)، والترمذي (3453) من طريق عكرمة، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (2131). قوله: "سابغ الأليتين" أي: عظيمهما. "خدلج الساقين" بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة واللام المشددة وجيم: غليظهما. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، وعبد الله: هو ابن مسعود. وأخرجه مسلم (1495)، وأبو داود (2253) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4001)، و"صحيح ابن حبان" (4281). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4748)، ومسِلم (1494)، وأبو داود (2259)، والترمذي (1242)، والنسائي 6/ 178 من طريق نافع، عن ابن عمر. =

2070 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِي، حَدّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ امْرَأَةً مِنْ بَلْعِجْلَانَ، فَدَخَلَ بِهَا، فَبَاتَ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: مَا وَجَدْتُهَا عَذْرَاءَ، فَرُفِعَ شَأْنُهَما إِلَى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَدَعَا الْجَارِيَةَ فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ عَذْرَاءَ. فَأَمَرَ بِهِمَا فَتَلَاعَنَا وَأَعْطَاهَا الْمَهْرَ (¬1). 2071 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِي، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَرْبَعٌ مِنْ النِّسَاءِ لَا مُلَاعَنَةَ بَيْنَهُنَّ: النَّصْرَانِيَّةُ تَحْتَ الْمُسْلِمِ، وَالْيَهُودِيَّةُ تَحْتَ الْمُسْلِمِ، وَالْحُرَّةُ تَحْتَ الْمَمْلُوكِ، وَالْمَمْلُوكَةُ تَحْتَ الْحُرِّ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (4527)، و"صحيح ابن حبان" (4288). وأخرجه بنحوه البخاري (5311) و (5349)، ومسلم (1493)، وأبو داود (2258)، والترمذي (1241) و (3452)، والنسائي 6/ 176 - 177 من طريق سعيد ابن جبير، عن ابن عمر. وهو في "المسند" (4693). (¬1) إسناده ضعيف. محمَّد بن إسحاق مدلس وقد عنعن. وأخرجه أحمد (2367)، والبزار في "مسنده" (5150)، وأبو يعلى (2723) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف ابن عطاء: وهو عمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني. وأخرجه الدارقطني (3339)، ومن طريقه البيهقي 7/ 396. وقال الدارقطني: وهذا عثمان بن عطاء الخراساني، وهو ضعيف الحديث جدًا، وتابعه يزيد بن بزيع، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = عن عطاء وهو ضعيف أيضًا، وروي عن الأوزاعي وابن جريج وهما إمامان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قوله، ولم يرفعاه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثم أسنده عنه كما سيأتي. وأخرجه الدارقطني (3338) ومن طريقه البيهقي 7/ 396 من طريق عثمان بن عبد الرحمن الزهري، والدارقطني (3341) ومن طربقه البيهقي 7/ 396 من طريق عمار بن مطر، عن حماد بن عمرو، عن زيد بن رفيع، كلاهما (عثمان الزهري وزيد بن رفيع) عن عمرو بن شعيب، به. قال الدارقطني: عثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي متروك الحديث، وقال: حماد بن عمرو وعمار بن مطر وزيد بن رفيع ضعفاء. قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 7/ 397: وقد رَوَى هذا الحديث عبدُ الباقي ابن قانع وعيسى بن أبان من حديث حماد بن خالد الخياط، عن معاوية بن صالح، عن صدقة أبي توبة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: وصدقة أبو توبة لم يرو عنه غير معاوية بن صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" فهو في عداد المجهولين. وأخرجه موقوفًا الدارقطني (3340)، ومن طريقه البيهقي 7/ 397 من طريق عمر بن هارون، عن ابن جريج والأوزاعي، والبيهقي 7/ 397 من طريق يحيى بن أبي أُنيسة، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قوله. قال البيهقي: وفي ثبوت هذا موقوفًا أيضًا نظر، فراوي الأول عمر بن هارون ليس بالقوي، وراوي الثاني يحيى بن أبي أنيسة، وهو متروك. قلنا: وقد أخرجه موقوفًا عبد الرزاق في "مصنفه" (12508) عن ابن جريج، قال: قال عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قوله. وابن جريج قال عنه البخاري في "علل الترمذي الكبير" (107): لم يسمع من عمرو بن شعيب. ثم هو منقطع فإن عمرو بن شعيب لم يسمع من جده مباشرة. وأخرجه عبد الرزاق (12504) عن معمر، عن رجل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو موقوفًا. وفيه رجل مبهم. وأخرج عبد الرزاق (12498) عن معمر، عن عطاء الخراساني أنه سمع ما كتب به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى عتاب بن أسيد. =

28 - باب الحرام

28 - بَابُ الْحَرَامِ 2072 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ، حَدّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، حَدّثَنَا دَاوُدُ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: آلَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ نِسَائِهِ، وَحَرَّمَ، فَجَعَلَ الْحَلَالَ حَرَامًا، وَجَعَلَ فِي الْيَمِينِ كَفَّارَةً (¬1). ¬

_ = وأخرجه عبد الرزاق (12498) عن ابن جريج، عن عياش، عن الزهري، قال: من وصية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عتاب بن أسيد: أن لا لعان بين أربع وبين أزواجهن: اليهودية والنصرانية عند المسلم، والأمة عند الحر، والحرة عند العبد. وفي الباب عن عبد الله بن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 7/ 2700، ومن طريقه البيهقي 7/ 397 من طريق يحيى بن صالح الأيلي، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عنه، ويحيى بن صالح أحاديثه كلها غير محفوظة كما قال ابن عدي. وانظر "التمهيد" لابن عبد البر 6/ 192. (¬1) إسناده ضعيف. مسلمة بن علقمة ذكر الذهبي في "الميزان" 4/ 109 حديثه هذا وعدَّه من مناكيره، وقال الإمام أحمد: حدث عن داود بن أبي هند أحاديث مناكير، وقال نحوه الساجي والعقيلي في "الضعفاء". وأخرجه الترمذي (1240) عن الحسن بن قزعة، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4278). قال الترمذي: والإيلاء: هو أن يحلف الرجل أن لا يقرب امرأتَه أربعةَ أشهرٍ فأكثر. واختلف أهلُ العلم فيه إذا مضت أربعةُ أشهر، فقال بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم: إذا مضت أربعةُ أشهر يوقف، فإما أن يفيء، وإما أن يُطلق، وهو قولُ مالك بن أنس والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم: إذا مضت أربعة أشهر، فهي تطليقة بائنة، وهو قولُ سفيان الثوري وأهل الكوفة. قال البغوي في "شرح السنة" 9/ 239: أما إذا حلف على أقل من أربعة أشهر، فلا يثبت حكم الإيلاء، بل هو حالف، فإن جامعها قبل مضي المدة المحلوف عليها، فعليه كفارة يمين.

29 - باب خيار الأمة إذا أعتقت

2073 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي الْحَرَامِ يَمِينٌ. وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (¬1). 29 - بَابُ خِيَارِ الْأَمَةِ إِذَا أُعْتِقَتْ 2074 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا أَعْتَقَتْ بَرِيرَةَ، فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَكَانَ لَهَا زَوْجٌ حُرٌّ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4911) و (5266)، ومسلم (1473) من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1976). وانظر شرح هذا الحديث في شرح مسلم للنووي 10/ 63. (¬2) إسناده صحيح، دون قوله: "وكان لها زوج حرّ" فإنها مُدرجة من قول الأسود -وهو ابن يزيد النخعي- كما جاء موضحًا في رواية البخاري (6754) وقال عقبه: قول الأسود منقطع، وقول ابن عباس: رأيته عبدًا أصح، قلنا: يعني حديث ابن عباس الذي أخرجه برقم (5280) وسيأتي بعده. وكذلك جاء في رواية هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة عند مسلم (1504) (9)، وأبي داود (2233)، والترمذي (1188)، والنسائي 6/ 164 - 165، وفي رواية أسامة بن زيد الليثي، عن القاسم بن محمَّد، عن عائشة الآتية برقم (2076). وأخرجه بذكر هذه اللفظة أبو داود (2235)، والترمذي (1189)، والنسائي 5/ 107 - 108 و 6/ 163 و 7/ 300 من طريق إبراهيم بن يزيد النخعي، بهذا الإسناد.=

2075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي، حَدّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا وَيَبْكِي، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدِّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْعَبَّاسِ: "يَا عَبَّاسُ، أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا؟ " فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ رَاجَعْتِيهِ، فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ" قَالَت: يا رسول الله، تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: "إِنَّمَا أَشْفَعُ" قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ (¬1). 2076 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَضَى فِي بَرِيرَةَ ثَلَاثُ سُنَنٍ: خُيِّرَتْ حِينَ أُعْتِقَتْ، وَكَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا، وَكَانُوا يَتَصَدَّقُونَ عَلَيْهَا فَتُهْدِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَقُولُ: "هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ لَنَا هَدِيَّةٌ" وَقَالَ: "الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه دون هذه اللفظة البخاري (2536) و (5284) و (6758) من طريق الأسود بن يزيد، والبخاري (2578) و (5097) و (5279) و (5430)، ومسلم (1504) (10 - 14) من طريق القاسم بن محمَّد، كلاهما عن عائشة، به. وانظر ما سيأتي برقم (2521). (¬1) إسناده صحيح. عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد بن الصلت. وأخرجه البخاري (5283)، وأبو داود (2231)، والترمذي (1190)، والنسائي 8/ 245 - 246 من طريق عكرمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1844)، و"صحيح ابن حبان" (4270) و (4273). (¬2) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثي- وقد توبع. =

2077 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أُمِرَتْ بَرِيرَةُ أَنْ تَعْتَدَّ بِثَلَاثِ حِيَضٍ (¬1). 2078 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ، حَدّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيَّرَ بَرِيرَةَ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2578) و (5097) و (5279)، ومسلم (1504) (10 - 14)، وأبو داود (2234)، والنسائي 6/ 162 و 163 و165 و165 - 166 و 7/ 300 من طرق عن القاسم بن محمَّد، بهذا الإسناد. بعضهم يرويه مطولًا وبعضهم يرويه مختصرًا. وانظر (2074) و (2521). وهو في "مسند أحمد" (25452). (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (749)، والبزار في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 133، والدارقطني (3776)، والبيهقي 7/ 451 من طريق عروة بن الزبير، والطبراني في "الأوسط" (2103) من طريق عكرمة كلاهما، عن عائشة. وقال بعضهم: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمرها أن تعتد عدة الحرة. وبعضهم: عدة المطلقة. وأخرج أحمد (3405)، والطبراني في "الأوسط" (3881)، والدارقطني (3777) والبيهقي 7/ 451 من طرق عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبدًا أسود ... وفيه: وأمرها أن تعتد عدة الحرة. وإسناد أحمد والدارقطني صحيح. (¬2) إسناده صحيح. إسماعيل بن توبة روى عنه جمع من الثقات، منهم: أبو حاتم الرازي، وقال: صدوق، وهو من رسمه في ثقات شيوخه، وقال الخليلي: عالم كبير مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الأمر في الحديث، ولا نعلم فيه جرحًا. =

30 - باب: في طلاق الأمة وعدتها

30 - بَابٌ: فِي طَلَاقِ الْأَمَةِ وَعِدَّتِهَا 2079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "طَلَاقُ الْأَمَةِ اثْنَتَانِ، وَعِدَّتُهَا حَيْضَتَانِ" (¬1). 2080 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُظَاهِرِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ الْقَاسِمِ ¬

_ = ويحيى بن أبي إسحاق -وهو الحضرمي مولاهم البصري النحوي- وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن شبيب وعطية -وهو العوفي-، والصحيح أنه موقوف على ابن عمر كما قال الدارقطني 5/ 69 و70، والبيهقي 7/ 369. وأخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "معجمه" 1/ 490، والدارقطني (3994) و (3995)، والبيهقي 7/ 369، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/ 394 في ترجمة عمر بن شبيب، من طريق عمر بن شبيب، بهذا الإسناد. وأخرجه موقوفًا مالك في "موطئه" 2/ 574، ومن طريقه الشافعي في "الأم" 5/ 257، والدارقطني (3999)، والبيهقي 7/ 369 عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يقول: إذا طلق العبد امرأته تطليقتين، فقد حَرُمت عليه حتى تنكح زوجًا غيره، حرة كانت أو أمة، وعدة الحرة ثلاث حِيض، وعدة الأمة حيضتان. وانظر لزامًا "سنن الدارقطني" 5/ 68 - 72، و"السُّنن الكبرى" للبيهقي 7/ 369 و426. وفي الباب عن عمر بن الخطاب من قوله موقوفًا عند الشافعي في "الأم" 5/ 217، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن الكبرى" 7/ 425، وفي "معرفة السُّنن والآثار" (15264) أنه قال: ينكح العبد امرأتين ويُطلق تطليقتين، وتعتد الأمة حيضتين ...

31 - باب طلاق العبد

عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "طَلَاقُ الْأَمَةِ تَطْلِيقَتَانِ، وَقُرْؤُهَا حَيْضَتَانِ". قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: فَذَكَرْتُهُ لِمُظَاهِرٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي كَمَا حَدَّثْتَ ابْنَ جُرَيْجٍ، فَأَخْبَرَنِي عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "طَلَاقُ الْأَمَةِ تَطْلِيقَتَانِ، وَقُرْؤُهَا حَيْضَتَانِ" (¬1). 31 - بَابُ طَلَاقِ الْعَبْدِ 2081 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِي، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ فَقَالَ: يا رسول الله، سَيِّدِي (¬2) زَوَّجَنِي أَمَتَهُ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا. قَالَ: فَصَعِدَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف مُظاهر بن أسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، والقاسم: هو ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق. وأخرجه أبو داود (2189)، والترمذي (1218) من أبي عاصم، بهذين الإسنادين. وقال أبو داود: هذا حديث مجهول، وقال الترمذي: حديث عائشة حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من مُظاهر بن أسلم، ومظاهر لا نعرف له في العلم غير هذا الحديث، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. قلنا: ورواه هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن القاسم أنه سئل عن الأمة كم تطلق؟ قال: طلاقها اثنتان، وعدتها حيضتان، قال: فقيل له: أبلغك عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في هذا؟ قال: لا. أخرجه الدارقطني (4005) و (4006)، والبيهقي 7/ 370 وقال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 146: وهو الصواب. (¬2) في المطبوع: إن سيدي.

32 - باب من طلق أمة تطليقتين ثم اشتراها

رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمِنْبَرَ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يُزَوِّجُ عَبْدَهُ أَمَتَهُ، ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا؟! إِنَّمَا الطَّلَاقُ لِمَنْ أَخَذَ بِالسَّاقِ" (¬1). 32 - بَابُ مَنْ طَلَّقَ أَمَةً تَطْلِيقَتَيْنِ ثُمَّ اشْتَرَاهَا 2082 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُعَتِّبٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَتَيْنِ ثُمَّ أُعْتِقَا، أيَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ لَهُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله- ولكنه متابع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11800) عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة -وكلاهما حافظ- عن يحيى الحِمّاني، عن يحيى بن يعلى الأسلمي والدارقطني (3991) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج، عن بقية بن الوليد، عن أبي الحجاج المهري، كلاهما عن موسى بن أيوب، به وهذه المتابعات -وإن كانت ضعيفة- إذا انضمت إلى رواية ابن لهيعة ارتقى الحديثُ إلى رُتبة الحسن. وأخرجه الدارقطني (3992)، ومن طريقه البيهقي 7/ 360 من طريق موسى بن داود، عن ابن لهيعة، عن موسى بن أيوب، عن عكرمة، مرسلًا. قوله: "الطلاق لمن أخذ بالساق"، قال السندي: أي: الطلاق حق الزوج الذي له أن يأخذ بساق المرأة، لا حق المولى. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عمر بن مُعتِّب. وأخرجه أبو داود (2187) و (2188)، والنسائي 6/ 154 و155 من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2031). وقال أبو داود: ليس العمل على هذا الحديث. =

33 - باب عدة أم الولد

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: لَقَدْ تَحَمَّلَ أَبُو الْحَسَنِ هَذَا صَخْرَةً عَظِيمَةً عَلَى عُنُقِهِ. 33 - بَابُ عِدَّةِ أُمِّ الْوَلَدِ 2083 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عن عمرو بن العاص، قال: لا تفسدوا علينا سنة نبينا (¬1) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عدة أم الولد: أربعة أشهر وعشرًا (¬2). ¬

_ = وقول ابن المبارك: لقد تحمل أبو الحسن ... يريد به إنكار ما جاء في هذا الحديث. وقال البيهقي في "سننه" 7/ 370 - 371: وعامة الفقهاء على خلاف ما رواه عمر بن معتب. (¬1) في المطبوع: نبينا محمَّد. (¬2) إسناده حسن. مطر الوراق حديثه حسن في المتابعات والشواهد وهذا منها، وباقي رجاله ثقات، وقول الدارقطني في "سننه": قبيصة لم يسمع من عمرو ابن العاص فيه نظر، فإن سماعه منه محتمل، فإن قبيصة ولد عام الفتح، وتوفي عمرو بن العاص سنة اثنتين وستين، فكان سن قبيصة سنة وفاة عمرو إحدى وخمسين سنة، ثم إن قبيصة قد سكن الشام، وكذلك عمرو قد أقام بالشام بعد الفتوحات كثيرًا، وعليه فسماعه منه محتمل إقامة ومعاصرة. وأخرجه أبو داود (2308) من طريق مطر الوراق، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطي (3837)، والبيهقي 7/ 447 - 448 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ومطر، به. وأخرجه موقوفًا الدارقطني (3841)، والبيهقي 7/ 448 من طريق سليمان بن موسى، عن رجاء بن حيوة، أن قبيصة بن ذؤيب حدثه، أن عمرو بن العاص قال: عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها أربعة أشهر وعشرًا، وإذا أعتقت، فعدتها ثلاث حيض. قال الدارقطي: موقوف وهو الصواب. =

34 - باب كراهية الزينة للمتوفى عنها زوجها

34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الزِّينَةِ لِلْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا 2084 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْنَبَ ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتْ أُمَّ سَلَمَةَ وَأُمَّ حَبِيبَةَ تَذْكُرَانِ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَةً لَهَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا، فَاشْتَكَتْ عَيْنُهَا فَهِيَ تُرِيدُ أَنْ تَكْحَلَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ تَرْمِي بِالْبَعْرَةِ عِنْدَ رَأْسِ الْحَوْلِ، وَإِنَّمَا هِيَ: أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْر" (¬1). 35 - بَابُ هَلْ تُحِدُّ الْمَرْأَةُ عَلَى غَيْرِ زَوْجِهَا 2085 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (17803)، و"صحيح ابن حبان" (4300). وفي الباب عن علي عند ابن أبي شيبة 5/ 163 - 164. والقول بأن أم الولد تعتد عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرًا هو مذهب سعيد بن المسيب وأبي عياض وابن سيرين وسعيد بن جبير ومجاهد، وخلاس بن عمرو، وعمر بن عبد العزيز والزهري ويزيد بن عبد الملك والأوزاعي وإسحاق، وهو رواية عن أحمد. انظر "المغني" 11/ 262 - 263 لابن قدامة. (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري الفقيه المشهور. وأخرجه البخاري (5336) و (5338)، ومسلم (1488)، وأبو داود (2299)، والترمذي (1236)، والنسائي 6/ 188 و201 - 252 و205 - 206 و 206 من طريق حميد بن نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26501)، و"صحيح ابن حبان" (4304). وانظر أقوال أهل العلم في حكم اكتحالِ المعتدة للوفاة إذا كان للزينة أو للتداوي في "الاستذكار" 18/ 230 - 235.

عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ" (¬1). 2086 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ" (¬2). 2087 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1491)، والنسائي 6/ 198 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24092)، و"صحيح ابن حبان" (4303). وأخرجه مسلم (1490) من طريق الليث بن سعد وعبد الله بن دينار، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن حفصة أو عن عائشة -على الشك- أو عن كليهما وهو في "مسند أحمد" (26455) و (26456) من طريق الليث وعبد الله بن دينار، و (26454) عن ابن مهدي، عن مالك، ثلاثتهم عن نافع، به. وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سَلام بن سُليم الحنفي، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه مسلم (1490)، والنسائي 6/ 189 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وزادا: "فإنها تُحِد عليه أربعة أشهر وعشرًا". وهو في "مسند أحمد" (26452). وانظر ما قبله.

36 - باب الرجل يأمره أبوه بطلاق امرأته

عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يحِدُّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا امْرَأَةٌ تُحِدُّ عَلَى زَوْجِهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلَا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا إِلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلَا تَكْتَحِلُ، وَلَا تَطَيَّبُ إِلَّا عِنْدَ أَدْنَى طُهْرِهَا، بِنُبْذَةٍ مِنْ قُسْطٍ وأَظْفَارٍ" (¬1). 36 - بَابُ الرَّجُلِ يَأْمُرُهُ أَبُوهُ بِطَلَاقِ امْرَأَتِهِ 2088 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حفصة: هي بنت سيرين أخت محمَّد. وأخرجه البخاري (313) و (5343)، ومسلم بإثر (1491): (66) و (67)، وأبو داود (2302) و (2303)، والنسائي 6/ 202 - 203 و 206 من طريق حفصة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25794)، و"صحيح ابن حبان" (4305). قوله: "ثوب عَصْبِ" قال السندي: بفتح فسكون: هو برود يمنية يُعصَبُ بها غزلها، أي: يُربط ثم يصبغ وينسج، فيبقى ما عُصِب أبيض لم يأخذه صبغ. وقيل: برود مخططة، قيل: على الأول يكون النهي للمعتدة عما صبغ بعد النسج. قلت (القائل السندي): والأقرب أن النهي عما صبغ كله، فإن الإضافة إلى العصب تقتضي ذلك، فإن عمله منع الكل عن الصبغ، فتأمل. أدنى طهرها: أول طهرها. نَبْذة: هو القليل من الشيء. قُسْط: قال النووي: القُسط والأظفار معروفان من البخور، رخص فيهما لإزالة الرائحة الكريهة لا للتطيب، والله أعلم.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ، وَكُنْتُ أُحِبُّهَا، وَكَانَ أَبِي يُبْغِضُهَا، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَطَلَّقْتُهَا (¬1). 2089 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَهُ أَبُوهُ أَوْ أُمُّهُ -شَكَّ شُعْبَة- أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ مائة مُحَرَّرٍ، فَأَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي الضُّحَى وَيُطِيلُهَا، وَصَلَّى مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَوْفِ بِنَذْرِكَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ" فَحَافِظْ عَلَى وَالِدَيْكَ، أَوْ اتْرُكْ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده قوي. الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب صدوق لا بأس به. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي. وأخرجه أبو داود (5138)، والترمذي (1226)، والنسائي في "الكبرى" (5631) من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5011)، و"صحيح ابن حبان" (426) و (427). (¬2) إسناده صحيح، شعبة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط. وأخرجه الترمذي (2508) من طريق سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وسفيان أيضًا سمع من عطاء قبل الاختلاط. وسيأتي من هذا الطريق برقم (3663). وهو في "مسند أحمد" (21717) و (27552)، و"صحيح ابن حبان" (425).

أبواب الكفارات

أَبْوَابُ الْكَفَّارَاتِ 1 - بَابُ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّتِي كَانَ يَحْلِفُ بِهَا 2090 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا حَلَفَ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. محمَّد بن مُصعب -وهو القَرقَساني، وإن كان ضعيفًا- قد توبع، وقد ذكر الإمام أحمد أن حديثه عن الأوزاعي مقارب. وأخرجه ابن أبي شيبة (30) الجزء الذي نشره العمروي، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2561). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4556)، ومن طريقه المزي في ترجمة رفاعة ابن عرابة من "تهذيب الكمال" 9/ 207 - 208 عن محمَّد بن سهل بن المهاجر، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن سهل) عن محمَّد بن مصعب، بهذا الإسناد. ورواياتهم غير ابن أبي شيبة مطولة. وأخرجه مطولًا أحمد (16216)، وابن حبان (212)، والطبراني (4556)، والبيهقي في "الشعب" (404) من طرق عن الأوزاعي، به. وأخرجه مطولًا الطبراني (4557) من طريق أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، به. وانظر تتمة تخريجه في "المسند". وانظر ما بعده.

2091 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِي، حَدّثَنَا الْأَوْزَاعِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّتِي يَحْلِفُ بِهَا: "أَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ" (¬1). 2092 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّي، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ أَكْثَرُ أَيْمَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا وَمُصَرِّفِ الْقُلُوبِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف هشام بن عمار وشيخه عبد الملك ابن محمَّد، ولكنهما متابعان. انظر ما قبله. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2560) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح. عبّاد بن إسحاق -وهو عبد الرحمن بن إسحاق المدني- صدوق حسن الحديث، وقد توبع. وأخرجه النسائي 7/ 2 - 3 من طريق محمَّد بن الصلت، عن عبد الله بن رجاء، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6617)، والترمذي (1621)، والنسائي 7/ 2 من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، به. وأخرجه أبو داود (3263) عن عبد الله بن محمَّد النفيلي، عن ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر - كذا جاء في "تحفة الأشراف" 5/ 413 وهو من رواية ابن داسة، قال الحافظ في "الفتح" 11/ 514: قوله في "السند": عن سالم، هو المحفوظ، وكذا قال سفيان الثوري عن موسى بن عقبة، وشذ النُّفيلي فقال: عن ابن المبارك، عن موسى، عن نافع، بدل سالم. أخرجه أبو داود من رواية ابن داسة. وهو في "مسند أحمد" (4788)، و"صحيح ابن حبان" (4332).

2 - باب النهي أن يحلف بغير الله

2093 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى؛ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ" (¬1). 2 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُحْلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ 2094 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمِعَهُ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ". قَالَ عُمَرُ: فَمَا حَلَفْتُ بِهَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، هلال والد محمَّد -وهو هلال بن أبي هلال المدني- لا يُعرف، تفرد ابنه محمَّد بالرواية عنه. وأخرجه أبو داود (3265) و (4775)، والنسائي 8/ 33 - 34 من طريق محمَّد ابن هلال، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7869). قال القاري في "مرقاة المفاتيح" 3/ 561: قال القاضي: أي: أستغفر الله إن كان الأمر على خلاف ذلك، وهو وإن لم يكن يمينًا، لكن شابهه من حيث إنه أكد الكلام، وقدره وأعرب عن مخرجه بالكذب فيه، وتحرزه عنه فلذلك سماه يمينًا. قال الطيبي: والوجه أن يقال: إن الواو في قوله: وأستغفر الله للعطف، وهو يقتضي معطوفًا عليه محذوفا، والقرينة لفظة "لا"، لأنها لا تخلو إما أن تكون توطئة للقسم، كما في قوله تعالى جل شأنه: {لَا أُقْسِمُ} رداَ للكلام السابق، وإنشاء قسم، وعلى كلا التقديرين المعنى: لا أقسم باللهِ وأستغفر الله ... (¬2) إسناده صحيح. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه البخاري (6647)، ومسلم (1646)، وأبو داود (3250)، والنسائي 7/ 4 و5 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (112). وأخرجه مسلم (1646)، والترمذي (1613)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 4 من طرق عن سفيان بن عينة، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سمع عمر رضي الله عنه وهو يقول: وأبي وأبي، ثم ساقه. هكذا جعله من مسند عبد الله بن عمر. وهو بهذا الإسناد في "مسند أحمد" (4548). وقد تابع ابن عيية على ذلك معمرٌ عند أحمد في "مسنده" (4523). قال الحافظ في "الفتح" 11/ 533: قال يعقوب بن شيبة: رواه إسحاق بن يحيى، عن سالم، عن أبيه. ولم يقل: عن عمر، قلت: فكان الاختلاف فيه على الزهري، رواه إسحاق بن يحيى، وهو متقن صاحب حديث، ويثبه أن يكون ابن عمر سمع المتن من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والقصة التي وقعت لعمر منه فحدّث به على الوجهين. وأخرجه البخاري (6108) و (6646)، ومسلم (1646)، والترمذي (1614)، والنسائي في "الكبرى" (7616) من طريق نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أدرك عمر وهو في ركب وهو يحلف بأبيه ... وذكر الحديث وجعله من مسند ابن عمر، وهو في "مسند أحمد" (4593) و (4667)، و "صحيح ابن حبان" (4359) و (4360). وأخرجه البخاري (3836) و (6648) و (7401)، ومسلم (1646)، والنسائي 7/ 4 من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: كانت قريش تحلف بآبائها، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من كان حالفًا، فليحلف بالله، ولا تحلفوا بآبائكم". وهو في "مسند أحمد" (4753)، و "صحيح ابن حبان" (4362). وفي الحديث أنه من حلف بغير الله وذاته وصفاته لم تنعقد يمينه، سواء كان المحلوف به يستحق التعظيم لمعنى غير العبادة، كالأنبياء والملائكة والعلماء والصلحاء والملوك والآباء والكعبة، أو كان لا يستحق التعظيم كالآحاد، أو يستحق التحقير والإذلال كالشياطين والأصنام وسائر من عُبِدَ من دون الله ... قال الإمام الطبري: إن اليمين لا تنعقد إلا بالله، وأن من حلف بالكعبة أو آدم أو جبريل ونحو ذلك، =

2095 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي، وَلَا بِآبَائِكُمْ" (¬1). 2096 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ حَلَفَ، فَقَالَ فِي يَمِينِهِ: بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (¬2). ¬

_ = لم تنعقد يمينه، ولزمه الاستغفار لإقدامه على ما ينهى عنه، ولا كفارة في ذلك. قاله الحافظ في "الفتح" 11/ 534 - 535. قوله: فما حلفت بها ذاكرًا، أي: ما تكلمت بها حالفًا، من قولك: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، أي: قلته له، وليس من الذكر بعد النسيان. وقوله: ولا آثرًا، أي: ولا رويت عن أحد أنه حلف بها. "النهاية" (ذكر) و (أثر). (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري، وهشام: هو ابن حسان القردوسي، والحسن: هو ابن يسار البصري. وأخرجه مسلم (1648)، والنسائي 7/ 7 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20624). قوله: "بالطواغي"، قال السندي: جمع طاغية، وهي فاعلة له، وقيل: الطاغية مصدر كالعافية، عني بها الصنم ثم للمبالغة، ثم جمع على طواغي. (¬2) إسناده صحيح. حمد: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه البخاري (4860)، ومسلم (1647)، وأبو داود (3247)، والترمذي (1626)، والنسائي 7/ 7 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وزادوا جميعًا في روايتهم: "ومن قال لصاحبه: تعالَ أُقامرْك، فليتصدق" قال الإمام مسلم: =

3 - باب من حلف بملة غير الإسلام

2097 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: حَلَفْتُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، ثُمَّ انْفُثْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا، وَتَعَوَّذْ (¬1)، وَلَا تَعُدْ" (¬2). 3 - بَابُ مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ 2098 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى (¬3)، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِي، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ¬

_ = هذا الحرف لا يرويه أحدٌ غير الزهري. قال: وللزهري نحوٌ من تسعين حديثًا يرويه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يشاركه فيه أحدٌ بأسانيد جِيادٍ. وهو في "مسند أحمد" (8087). قال السندي: قوله: "باللات" أي: بلا قصد، بل على طريق جري العادة بينهم، لأنهم كانوا قريبي عهد بالجاهلية. "لا إله إلا الله" استدراكًا لما فاته من تعظيم الله تعالى في محله، ونفيًا لما تعاطى من تعظيم الأصنام صورةً، وأما من قصد الحلف بالأصنام تعظيما لها فهو كافر نعوذ باللهِ. (¬1) في (س): وتعوَذ بالله. (¬2) إسناده صحيح. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عُبيد السبيعي جد إسرائيل. ولم يُصب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في نضعيف هذا الحديث في "الإرواء" (2563) مُعتلًا باختلاط أبي إسحاق السبيعي وأنه مدلس وقد عنعن، مع أن العلماء قد أطبقوا على أن رواية إسرائيل عنه من أوثق الروايات للزومه إياه، وأنه سمع منه قبل تغيُّره! وقد صرح بالسماع عند النسائي فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه النسائي 7/ 7 - 8 من طريقين عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1590)، و"صحيح ابن حبان" (4364). (¬3) تحرف في (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: محمَّد بن يحيى. وأثبتناه على الصواب من (ذ) و (م) و"التحفة" (2062).

عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "منْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى الْإِسْلَامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا، فَهُوَ كَمَا قَالَ" (¬1). 2099 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَرَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَقُولُ: أَنَا إِذًا لَيَهُودِيٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَجَبَتْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي، أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرمي. وأخرجه البخاري (1363)، ومسلم (110)، وأبو داود (3257)، والترمذي (1624)، والنسائي 7/ 5 - 6 و 6 و 19 من طريق أبي قلابة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16385)، و"صحيح ابن حبان" (4366) و (4367). وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 2/ 572: وحديث أبي داود في رواية أبي الحسن بن العبد، ولم يذكره أبو القاسم -يعني ابن عساكر. وحديثنا قطعة من حديث مطوَّل، وبعضُهم رواه بطوله. (¬2) إسناده تألف، عبد الله بن محرَّر متروك الحديث، وهشام بن عمار وبقية ابن الوليد ضعيفان. وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي يعلى الموصلي في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرِة المهرة" للبوصيري (6601)، والحاكم 4/ 298 من طريق عبيس بن ميمون، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من حلف على يمين، فهو كما قال، إن قال: إني يهودي فهو يهودي، وإن قال: إني نصراني فهو نصراني، ... الحديث. وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبيس بن ميمون. قلنا: بل هو متروك الحديث فلا يُفرح به.

4 - باب من حلف له بالله فليرض

2100 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْبَجَلِيُّ (¬1)، حَدّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ الْإِسْلَامِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا لَمْ يَعُدْ إِلَى (¬2) الْإِسْلَامِ سَالِمًا" (¬3). 4 - بَابُ مَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ 2101 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ: "لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللَّهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللَّهِ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ" (¬4). ¬

_ (¬1) أُقحم في مطبرعة محمَّد فؤاد عبد الباقي قبل هذا الشيخ: حدثنا محمَّد بن إسماعيل بن سَمُرة. وهو خطأ. (¬2) في (ذ) والمطبوع: إليه، والمثبت من (س) و (م). (¬3) إسناده قوي، الحسين بن واقد صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (3258)، والنسائي 7/ 6 من طريق حسين بن واقد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23006). (¬4) إسناده قوي، محمَّد بن عجلان صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات، وقد صحح البوصيري حديثه هذا في "مصباح الزجاجة" ورقة 134، وحسنه الحافظ في "الفتح" 11/ 535 - 536. وفي الباب عند أحمد (4593)، والبخاري (3836) و (6108)، ومسلم (1646) وأبو داود (3251)، والترمذي (1613) و (1614)، وابن حبان (4358 - 4361) =

2102 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ: أَسَرَقْتَ؟ قالَ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي" (¬1). ¬

_ = من طرق عن ابن عمر، أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه، فناداهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا، فليحلف بالله وإلا فليصمت"، وفي رواية: عن الشي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " ألا من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله"، فكانت قريش تحلف بآبائها، فقال: "لا تحلفوا باَبائكم". وكلا اللفظين للبخاري. (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف، لضعف شيخ ابن ماجه يعقوب بن حميد وجهالة أبي بكر بن يحيى بن النضر، وقد روي الحديثُ من وجه آخر صحيح. فأخرجه البخاري (3444)، ومسلم (2368) من طريق همام بن مُنبه، عن أبي هريرة بلفظ: رأى عيسى ابن مريم رجلًا يسرق، فقال له عيسى: سَرَقْت، فقال: كلا والذي لا إله إلا هو ... وأخرجه النسائي 8/ 249 من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8154)، و "صحيح ابن حبان" (4336). قال القرطبي المحدث، ونقله عنه ابن حجر في "الفتح" 6/ 489: ظاهر قول عيسى للرجل: سرقت أنه خبر جازم عما فعل الرجل من السرقة، لكونه رآه أخذ مالًا من حرز في خفية، وقول الرجل "كلا" نفي لذلك، ثم أكده باليمين، وقول عيسى عليه السلام: آمنتُ بالله وكذبت عَينَى، أي: صدقتُ من حلف باللهِ وكذبت ما ظهر لي من كون الأخذ المذكور سرقه، فإنه يحتمل أن يكون الرجل أخذ ما له فيه حق، أو ما أذن له صاحبه في أخذه، أو أخذه ليقلبه وينظر فيه، ولم يقصد الغصب والاستيلاء.

5 - باب: اليمين حنث أو ندم

5 - بَابٌ: الْيَمِينُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ 2103 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ بَشَّارِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا الْحَلِفُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ" (¬1). 6 - بَابُ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الْيَمِينِ 2104 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف بشّار بن كِدام أخي مِسعْر بن كِدام. والصحيح أنه موقوف من قول عبد الله بن عمر بن الخطاب كما سيأتي. وأخرجه ابن أبي شيبة -جزء العمروي- ص 68، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 129، وأبو يعلى (5587) و (5697)، والطبراني في "المعجم الصغير" (1083)، والحاكم 4/ 303، والبيهقي 10/ 30 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (260) و (261) من طريقين عن أبي معاوية عن مسعر بن كدام، عن محمَّد بن زيد، به، كذا وقع عنده: مسعر بن كِدام، وهو خطأ، إنما هو بشار بن كدام. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 68، والبخاري في "تاريخه" 2/ 129، والبيهقي 15/ 31 من طريقين عن عاصم بن محمَّد بن زيد، قال: سمعتُ أبي يقول: قال عمر بن الخطاب: اليمين آثمة أو مَندَمة. قال البخاري: وحديث عمر أولى بإرساله. قلنا: وهذا إسناد رجاله ثقات غير أن محمَّد بن زيد لم يدرك عمر. وأخرجه الحاكم 4/ 303 - 304 من طريق أبي ضمرة، عن عاصم بن محمَّد، عن أبيه، عن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال: إنما اليمين مأثمة أو مندمة. وهذا إسناد صحيح.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَلَفَ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَهُ ثُنْيَاهُ" (¬1). 2105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَلَفَ وَاسْتَثْنَى، إِنْ شَاءَ رَجَعَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ، غَيْرُ حَانِثٍ" (¬2). 2106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه الترمذي (1612)، والنسائي 7/ 30 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8088)، و"صحيح ابن حبان" (4341). وانظر الكلامَ على هذا الحديث في "المسند". قوله: "فله ثنياه"، قال السندي: الثنيا كالدنيا، اسم بمعنى الاستثناء، أي أن الثنيا تنفعه حيث لا يحنث، أتى بالمحلوف عليه أم لا. والله أعلم. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن زياد: هو الزَّيادي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة الَسختاني. وأخرجه أبو داود (3262)، والترمذي (1611)، والنسائي 7/ 12 و25 من طريق أيوب بن أبي تميمة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/ 25 من طريق كثير بن فرقد، عن نافع، عن ابن عمر، به. وهو في "مسند أحمد" (4510). وانظر ما بعده.

7 - باب من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رِوَايَةً، قَالَ: مَنْ حَلَفَ وَاسْتَثْنَى، فَلَنْ (¬1) يَحْنَثْ" (¬2). 7 - بَابُ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا 2107 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي رَهْطٍ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ نَسْتَحْمِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَاللَّهِ مَا أَحْمِلُكُمْ، ومَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ" قَالَ: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِإِبِلٍ، فَأَمَرَ لَنَا بِثَلَاثَةِ إبل ذَوْدٍ غُرِّ الذُّرَى، فَلَمَّا انْطَلَقْنَا قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَسْتَحْمِلُهُ، فَحَلَفَ أَلَّا يَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلَنَا، ارْجِعُوا بِنَا. فَأَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: يا رسول الله، إِنَّا أَتَيْنَاكَ نَسْتَحْمِلُكَ، فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا، ثُمَّ حَمَلْتَنَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ، فإن اللَّهُ حَمَلَكُمْ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا حَمَلْتُكُمْ (¬3)، بل اللَّهُ حَمَلَكُمْ، إِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غيرها خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): فلم. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3261)، والنسائي 7/ 25 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. وهو في "مسند أحمد" (4581)، و"صحيح ابن حبان" (4339). وانظر "نصب الراية" 3/ 301 - 302. (¬3) من قوله: "فإن الله" إلى هنا لم يرد في المطبوع، وهو في أصولنا الخطية.

وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ" أَوْ قَالَ: "أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي" (¬1). 2108 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غيرها خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6623)، ومسلم (1649) (7) و (8)، وأبو داود (3276)، والنسائي 7/ 9 - 10 من طريق أبي بردة، به. وأخرجه البخاري (3133)، ومسلم (1649) (9) و (10) من طريق زهدم بن مضرب، عن أبي موسى. وهو في "مسند أحمد" (19558) وفيه التردد في تقديم الكفارة وتأخيرها. قال السندي: قوله: "نستحمله"، أي: نطلب منه ما نركب عليه في غزوة تبوك. "ذود"، بفتح الذال المعجمة جمع ناقة، أي: بثلاث نوق. "غرَّ الذرى"، أي: بيض الأسنمة، كناية عن كونها سمينة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1651)، والنسائي 7/ 11 من طريق عبد العزيز بن رفيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18257)، و"صحيح ابن حبان" (4345) و (4346). وفي إحدى روايات مسلم قدّم التكفير على الحنث.

8 - باب من قال: كفارتها تركها

2109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدّثَنَا أَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْجُشَمِي عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يا رسول الله، يَأْتِينِي ابْنُ عَمِّي، فَأَحْلِفُ أَنْ لَا أُعْطِيَهُ وَلَا أَصِلَهُ. قَالَ: "كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ" (¬1). 8 - بَابُ مَنْ قَالَ: كَفَّارَتُهَا تَرْكُهَا 2110 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَلَفَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ، أَوْ فِيمَا لَا يَصْلُحُ، فَبِرُّهُ أَنْ لَا يُتِمَّ عَلَى ذَلِكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. والصحابي: هو مالك بن نضْلة الجُشَمي. وأخرجه النسائي 7/ 11 عن محمَّد بن منصور، عن سفيان، بهذا الإسناد. بلفظ: قلت: يا رسول الله أرأيت ابن عم لي أتيته أسأله، فلا يعطيني ولا يصلني، ثم يحتاج إليً، فيأتيني، فيسألني وقد حلفت أن لا أُعطيه، ولا أصلَه، فأمرني أن آتيَ الذي هو خير، وأُكفرَ عن يميني. وهو في "مسند أحمد" (17228) ضمن حديث طويل عن سفيان بن عيينة، به. (¬2) إسناده ضعيف لضعف حارثة بن أبي الرجال- واسم أبي الرجال محمَّد-. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسير" (4453) من طريق علي بن مُسهر، عن حارثة بن محمَّد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن عباس عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (664)، وابن حبان في "صحيحه" (4344)، ولفظه عند الطحاوي: "من حلف على يمين قطيعة أو معصية، فحنِث، فذلك كفارة" ولفظ ابن حبان: "من حلف على ملك يمينه أن يَضْرِبَه، فكفارته تركه، ومع الكفارة حسنة". وإسناده صحيح. قلنا: احتج بهذه الأحاديث من ذهب إلى أن اليمين في المعصية لا كفارة عيها، وقد رواه الطبري في "تفسيره" (4447 - 4451) عن ابن عباس ومسروق بن =

2111 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَتْرُكْهَا، فَإِنَّ تَرْكَهَا كَفَّارَتُهَا" (¬1). ¬

_ = الأجدع والشعبي، ورواه ابن حزم في "المحلى" 8/ 41 عن ابن مسعود وإبراهيم النخعي وطاووس، ورواه ابن حزم عن سعيد بن جبير، والصحيح أن سعيد بن جبير فسر قوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [المائدة: 89] بأنها اليمين على المعصية لا يُؤاخذ الله بإلغائها، كما رواه عنه الطبري في "تفسيره" (4436 - 4441) وكما هي رواية "المحلى" أيضًا. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بقوله: "فكفارته تركه": كفارة من الإثم الذي اقترفه بذلك اليمين. (¬1) حديث حسن دون قوله: "فإن تركها كفارتها" فهي زيادة شاذّة في حديث عبد الله بن عمرو هذا، وهذا إسناد ضعيف لضعف عون بن عمارة -وهو إن كان متابعًا على هذا الحرف- فقد رواه من هو أوثق وأجلّ منهم وذكر الأمر بالكفارة. وأخرجه الطيالسي (3274)، وأحمد في "مسنده" (6736) من طريق خليفة بن خياط -جد خليفة بن خياط صاحب "التاريخ"- وأبو داود (3274) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، عن عبيد الله بن الأخنس، كلاهما (خليفة وعبيد الله) عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد- زاد عبيد الله في روايته أولَ الحديث: "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابنُ آدم، ولا في معصية الله، ولا في قطيعة رحم، ومن حلف ... ". وخليفة بن خياط وعبد الله بن بكر السهمي وإن كانا ثقتين خالفهما يحيى القطان وهو أوثق منهما. فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 10 عن عمرو بن علي الفلاس، عن يحيى ابن سعيد القطان، عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، به بلفظ: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها، فليكفر عن يمينه، وليأت الذي هو خير" فذكر الأمر بالكفارة، وعمرو الفلاس وشيخه يحيى القطان ثقتان حافظان متقنان، وقد ضبطا الرواية. =

9 - باب كم يطعم في كفارة اليمين

9 - بَابُ كَمْ يُطْعَمُ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ 2112 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، حَدّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِي، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى الثَّقَفِي، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَفَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ وَأَمَرَ النَّاسَ بِذَلِكَ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ (¬1). 10 - بَابُ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ 2113 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ = وفي الباب عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده بلفظ: "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن ادم، ولا في معصية الله، ولا في قطيعة رحم" أخرجه أبو داود (3274) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، والنسائي 7/ 12 من طريق يحيى القطان، كلاهما عن عبيد الله بن الأخنس. وأخرجه أحمد (6732)، وأبو داود (2191) و (2192) و (3273) من طريق عبد الرحمن بن الحارث، كلاهما (عبيد الله بن الأخنس وعبد الرحمن بن الحارث) عن عمرو بن شعيب، به، وإسناده حسن. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي. وأخرجه ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 3/ 165 من طريق محمَّد بن معاوية، عن زياد بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقد صح عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول بذلك، فقد أخرجه عنه عبد الرزاق (16075) و (16076)، وسعيد بن منصور-قسم التفسير- (785) و (786)، وابن أبي شيبة -جزء العمروي- ص 7 من طريقين عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن يسار بن نمير، قال: قال لي عمر: إني أحلف لا أعطي أقواما، ثم يبدو لي فأعطيهم، فإذا فعلتُ ذلك، فأطعم عني عشرة مساكين، بين كل مسكينين صاعٌ من بُر، أو صاعٌ من تمر لكل مسكين.

11 - باب النهي أن يستلج الرجل في يمينه ولا يكفر

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُوتُ أَهْلَهُ قُوتًا فِيهِ سَعَةٌ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَقُوتُ أَهْلَهُ قُوتًا فِيهِ شِدَّةٌ، فَنَزَلَتْ: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} [المائدة: 89] (¬1). 11 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يَسْتَلِجَّ الرَّجُلُ فِي يَمِينِهِ وَلَا يُكَفِّرَ 2114 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَعْمَرِي، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اسْتَلَجَّ أَحَدُكُمْ فِي الْيَمِينِ فَإِنَّهُ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أُمِرَ بِهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 7/ 22، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 3/ 164 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - زاد في آخره: أي: من الخبز والزيت. وأخرجه سعيد بن منصور- قسم التفسير- (798) عن أبي عوانة الوضاح اليشكري، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 3/ 27/ أمن طريق حفص بن غياث، كلاهما عن سليمان بن أبي المغيرة، والطبري (12436) من طريق عنبسة بن سعيد الرازي، و (12437) من طريق سالم الأفطس، ثلاثتهم (سليمان وعنبسة وسالم الأفطس) عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} [المائدة: 89] قال: كان يكون للكبير أفضل من الصغير، وللحر أفضل من المملوك، فأُمروا بوسطٍ من ذلك، ليس بأرفعه ولا بأوضعه. هكذا رووه مرسلًا، ولا تضادّ بينه وبين الموصول، فربما يروي التابعي الحديث عن الصحابي، ثم يرويه مرة أخرى دون ذكره، وقد كان هذا شائعًا في عصرهم. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع -ولكنه متابع. =

12 - باب إبرار المقسم

2114م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوَحَاظِيُّ، حَدّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). 12 - بَابُ إِبْرَارِ الْمُقْسِمِ 2115 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (6625)، ومسلم (1655) من طريق عبد الرزاق الصنعاني، عن معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7743) وانظر تمام تخريجه فيه. وانظر ما بعده. قوله: "إذا استلجَّ"، قال ابن الأثير: من اللجاج، ومعناه: أن يحلف على شيء، ويرى أن غيره خيرٌ منه، فيقيم على يمينه، ولا يحنث، فيكفِّر، فذلك آثمُ له. وقيل: هو أن يرى أنه صادق فيها مصيب، فيلجُّ فيها ولا يكفرها. وقال السندي: إذا حلف يمينًا يتعلق بأهله، وهم يتضررون بالإصرار عليه، فاللائق به أن يحنث ويكفر عن يمينه، وأما الثبات على اليمين، والإصرارُ عليه، وتركُ الحِنث، فهو لجاج. "فإنه آثمُ له"، أي: أكثر إثمًا من الكفارة، وآثم بالمد اسمُ تفضيل، وصيغة التفضيل باعتبار ظن الحالف بلجاجه في حنثه وتكفيره إثمًا، وإلا فلا إثم فيهما، أي: في الحنث والتكفير. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6626) عن إسحاق بن إبراهيم ابن راهويه، عن يحيى بن صالح الوُحَاظي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. =

2116 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ، أو عن صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ جَاءَ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: يا رسول الله، اجْعَلْ لِأَبِي نَصِيبًا من الْهِجْرَةِ. فَقَالَ: "إِنَّهُ لَا هِجْرَةَ" فَانْطَلَقَ فَدَخَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتَنِي؟ قَالَ: أَجَلْ. فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ فِي قَمِيصٍ لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ فَقَالَ: يا رسول الله، قَدْ عَرَفْتَ فُلَانًا وَالَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، وَجَاءَ بِأَبِيهِ لِتُبَايِعَهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّهُ لَا هِجْرَةَ" فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ، فَمَدَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ، فَمَسَّ يَدَهُ فَقَالَ: "أَبْرَرْتُ عَمِّي، وَلَا هِجْرَةَ" (¬1). 2116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، بِإِسْنَادِهِ، نَحْوَهُ (¬2). قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ: يَعْنِي لَا هِجْرَةَ مِنْ دَارٍ قَدْ أَسْلَمَ أَهْلُهَا. ¬

_ = وأخرجه البخاري مطولًا (1239)، ومسلم (2066)، والترمذي (3017)، والنسائي 4/ 54 و 7/ 8 من طريق أشعث بن أبي الشعثاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18504)، و"صحيح ابن حبان" (3040). (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي. وأخرجه أحمد (15551)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (780)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2620)، والبيهقي في "السُّنن" 10/ 40 من طريق يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه.

13 - باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت

13 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ 2117 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدّثَنَا الْأَجْلَحُ الْكِنْدِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ. وَلَكِنْ لِيَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ" (¬1). 2118 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ لَقِيَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلَا أَنَّكُمْ تُشْرِكُونَ، تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَمَا وَاللَّهِ، إِنْ كُنْتُ لَأَعْرِفُهَا لَكُمْ، قُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف هشام بن عمار والأجلح الكندي -ويقال: اسمه يحيى بن عبد الله الكندي-. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10759) من طريق عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1839). ويشهد له ما بعده. وكذا حديث قتلة بنت صيفي عند أحمد (27093)، والنسائي 7/ 6، وإسناده صحيح. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد اختلف فيه على عبد الملك بن عمير، فرواه سفيان بن عيينة عنه هكذا، ورواه معمر عنه عن جابر بن سمرة، ورواه جمع غفير عنه عن ربعي، عن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة، وهو المحفوظ الذي رجحه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 363 - 364، والبزار في "مسنده" 7/ 253. =

14 - باب من ورى في يمينه

2118م - حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ أَخِي عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بِنَحْوِهِ (¬1). 14 - بَابُ مَنْ وَرَّى (¬2) فِي يَمِينِهِ 2119 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ (ح) ¬

_ = وأخرجه أحمد (23339)، والنسائي في "الكبرى" (10754) من طريق سفيان ابن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (23265)، وأبو داود (4980)، والنسائي في "الكبرى" (10755) من طريق عبد الله بن يسار، عن حذيفة. وأخرجه أحمد (23382)، والدارمي (2699) وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 50، والطبراني في "الكبير" (8214)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 303، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 391 من طريق شعبة بن الحجاج، وأحمد (20694)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2743)، وابن قانع 2/ 50، والحاكم 3/ 463، والبيهقي في "دلائل النبوة" 22/ 7، والخطيب في "الموضح" 1/ 303، والحازمي في "الاعتبار" ص 242 - 243، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 391 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل بن سخبرة. وإسناده صحيح. وهو عند المصنف بعده من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك كرواية شعبة وحماد. (¬1) إسناده صحيح، وانظر ما قبله. ابن أبي الشوارب: هو محمَّد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب. (¬2) في (س): من وّرّك. والتوريك في اليمين: نيَّة ينويها الحالف غير ما ينويه مستحلفه. قاله ابن الأثير في "النهاية"، وهو بمعنى التورية.

وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ جَدَّتِهِ عَنْ أَبِيهَا سُوَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَنَا وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ، فَأَخَذَهُ عَدُوٌّ لَهُ، فَتَحَرَّجَ النَّاسُ أَنْ يَحْلِفُوا، فَحَلَفْتُ أَنَا: إنَّهُ أَخِي فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ تَحَرَّجُوا أَنْ يَحْلِفُوا وَحَلَفْتُ أَنَا: إنَّهُ أَخِي. فَقَالَ: "صَدَقْتَ، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ" (¬1). 2120 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا الْيَمِينُ عَلَى نِيَّةِ الْمُسْتَحْلِفِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، قال المنذري في "تهذيب سنن أبي داود" 4/ 359: الحديث أخرجه ابن ماجه. وسويد بن حنظلة لم ينسب، ولم يعرف له غير هذا الحديث، وقال ابن حجر في "الإصابة" 3/ 225: قال الأزدي: ما روى عنه إلا ابنته، وابنته هذه مجهولة لا تعرف. وباقي رجاله رجال الصحيح. ويشده ويقويه حديث البخاري (3358) وفيه: أن إبراهيم عليه السلام لما سأله الجبار عن زوجته سارة، قال: هي أختي، وأورد البخاري هذه القطعة في كتاب الطلاق، باب إذا قال لامرأته وهو مكره: هذه أختي فلا شيءَ عليه، قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قال إبراهيم لسارة: هذه أختي، وذلك في ذات الله عز وجل". وأخرج حديث سويد أبو داود (3256) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16726)، وانظر تمام تخريجه فيه. (¬2) إسناده حسن. عباد بن أبي صالح -ويقال له: عبد الله- روى له مسلم هذا الحديث، ووثقه ابن معين، وقال الساجي -وتبعه الأزدي-: ثقة إلا أنه روى =

15 - باب النهي عن النذر

2121 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ" (¬1). 15 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ النَّذْرِ 2122 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ النَّذْرِ، وَقَالَ: "إِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ اللَّئِيمِ" (¬2). ¬

_ = عن أبيه ما لا يتابع عليه، قال الذهبي في "الكاشف": مختلف في توثيقه، وحديثه حسن، وقال في "الميزان": صالح الحديث. قلنا: لكن قال البخاري: منكر الحديث، وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء" وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وقد صرح هشيم بالسماع عند مسلم وأحمد وغيرهما. وأخرجه مسلم (1653) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1653)، وأبو داود (3255)، والترمذي (1354) من طريق هشيم بن بشير، به. لكن بلفظ: "يمينُك على ما يصدقك به صاحبك" وهو في "مسند أحمد" (7119) عن هشيم، بهذا اللفظ. قال النووي: وهذا الحديث محمول على الحلف باستحلاف القاضي، فإذا ادعى رجل على رجل حقًا، فحلفه القاضي، فحلف ووزَى، فنوى غير ما نوى القاضي، انعقدت يمينه على ما نواه القاضي، ولا تنفعه التورية، وهذا مجمع عليه. (¬1) إسناده حسن كسابقه، وقد سلف تخريجه فيه. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وعبد الله ابن مرة: هو الهمداني الخارفي. =

2123 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ النَّذْرَ لَا يَأْتِي ابْنُ آدَمَ بِشَيْءٍ إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ، وَلَكِنْ يَغْلِبُهُ الْقَدَرُ، مَا قُدِّرَ لَهُ، فَيُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ فَيُيَسَّرُ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُيَسَّرُ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (6608) و (6693)، ومسلم (1639)، وأبو داود (3287)، والنسائي 7/ 15 - 16 و 16 من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. بعضهم يقول: "من البخيل"، وبعضهم يقول: "من الشحيح" واللئيم في لغة العرب: البخيل. وهو في "مسند أحمد" (5275)، و "صحيح ابن حبان" (4375) و (4377). قال البيضاوي: عادة الناس تعليق النذر على تحصيل منفعة، أو دفع مضرة، فنهي عنه؛ لأنه فعل البخلاء، إذ السخي إذا أراد أن يتقرب، بادر إليه، والبخيل لا تطاوعه نفسه بإخراج شيء من يده إلا في مقابلة عوض يستوفيه أولًا، فيلتزمه في مقابلة ما يحصل له، وذلك لا يغني من القدر شيئًا، فلا يسوق إليه خيرًا لم يقدر له، ولا يرد عنه شرًا قضي عليه، لكن النذر قد يوافق القدر، فيخرج من البخيل ما لولاه لم يكن ليخرجه. قال أبو بكر بن العربي في "العارضة" 9/ 7، ونقله عنه الحافظ 11/ 580 بتصرف: فيه حجة على وجوب، الوفاء بما التزمه الناذر، لأن الحديث نص على ذلك بقوله "يُستخرج به" فإنه لو لم يلزمه إخراجه لما تم المراد من وصفه بالبخل من صدور النذر عنه، إذ لو كان مخيرًا في الوفاء، لاستمر لبخله على عدم الإخراج. (¬1) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن موسى بن أبي المختار، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه دون قوله: "أَنفق أُنفق عليك" البخاري (6694)، ومسلم (1640) (7)، وأبو داود (3288)، والنسائي 7/ 16 من طريقين عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، بهذا الإسناد. =

16 - باب النذر في المعصية

16 - بَابُ النَّذْرِ فِي الْمَعْصِيَةِ 2124 - حَدَّثَنَا سهل بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمِّهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَلَا نَذْرَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ" (¬1). 2125 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ أَبُو طَاهِرٍ، حَدّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أخبرنا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وأخرجه كذلك البخاري (6609) من طريق همام، ومسلم (1640) (5) و (6)، والترمذي (1619)، والنسائي 7/ 16 - 17 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، كلاهما عن أبي هريرة. وقوله: "أنفق أُنفق عليك" أخرجه مسلم (993) (36) من طريق الأعرج، و (993) (37) من طريق همام، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7208) و (7298)، و"صحيح ابن حبان" (4376). (¬1) إسناده صحيح. وعمُ أبي قلابة: هو أبو المهلب الجرمي، وأيوب هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه مسلم (1641)، وأبو داود (3316)، والنسائي 7/ 19 و (30) من طريق أيوب، بهذا الإسناد. ورواية مسلم وأبي داود وأحمد مطولة. وهو في "مسند أحمد" (19863) و"صحيح ابن حبان" (4391). وأخرجه أحمد (19888)، والنسائي 7/ 28 - 29 من طريق محمَّد بن الزبير، عن أبيه، عن رجل، عن عمران بن حصين، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا نذر في غضب وكفارته كفارة اليمين" وإسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن الزبير متروك الحديث وفيه رجل مبهم، وقد روي بإسقاط الرجل المبهم عند النسائي 7/ 27 - 28 و 28 ولم يسمع الزبير من عمران.

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الزهري لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة -وهو ابن عبد الرحمن- فيما قال البخاري، ونقله عنه الترمذي في "جامعه" 4/ 103، وفي "العلل الكبير" 2/ 653. وأخرجه أبو داود (3290) و (3291)، والترمذي (1603)، والنسائي 7/ 26 و 26 - 27 من أربعة طرق عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26098). وأخرجه النسائي 7/ 27 من طريق أبي ضمرة، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 4، ومن طريقه البيهقي 10/ 69 من طريق عنبسة بن خالد، كلاهما عن يونس، عن الزهري قال: حدث أبو سلمة، عن عائشة. وأخرجه أبو داود (3292)، والترمذي (1604)، والنسائي 7/ 27 من طريق محمَّد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، كلاهما عن الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 73: والصحيح حديث ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن الزهري. قلنا: وسليمان بن أرقم متروك ذاهب الحديث فيما قال البخاري، لكن لم ينفرد به، فقد أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1484) عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين" وهذا إسناد رجاله ثقات من رجال الشيخين. وانظر تمام تخريجه وشواهده والكلام عليه في "المسند" (26598). قال ابن قدامة المقدسي في "المغني" 13/ 624: نذر المعصية لا يحلُّ الوفاء به إجماعًا، ولأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من نذر أن يعصي الله فلا يعصه". ولأن معصية الله تعالى لا تحل في حالِ، ويجب على الناذر كفارة اليمين. روي نحو هذا عن ابن مسعود وابن عباس وجابر وعمران بن حصين وسمرة بن جندب، وبه قال الثوري وأبو حنيفة وأصحابه، وروي عن أحمد ما يدل على أنه لا كفارة عليه، فإنه قال: من نذر ليهدمَنّ دار غيره لبنة لبنة، لا كفارة عليه وهذا في معناه، وروي هذا عن مسروق والشعبي، وهو مذهب مالك والشافعي ...

17 - باب من نذر نذرا ولم يسمه

2126 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ" (¬1). 17 - بَابُ مَنْ نَذَرَ نَذْرًا وَلَمْ يُسَمِّهِ 2127 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ نَذَرَ نَذْرًا وَلَمْ يُسَمِّهِ، فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناد صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (6696)، وأبو داود (3289)، والترمذي (1605) و (1606)، والنسائي 7/ 17 من طريق طلحة بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (24075)، و"صحيح ابن حبان" (4387)، وفيهما تمام تخريجه. (¬2) حديث صحيح دون قوله: "ولم يسمه"، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن رافع، وخالد بن يزيد -هو الجهني على ما رجّحه الحافظ المزي في"تهذيب الكمال" في ترجمة خالد بن زيد الجهني- في عداد المجهولين، وقد تابعهما محمَّد مولى المغيرة بن شعبة وهو مجهول وإن صحيح الترمذي حديثه هذا. وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (20726) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وقال عنه: حديث مسند وهو أعلى ما رُوي في ذلك وأجل. =

2128 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ ¬

_ = وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 130، والبيهقي 10/ 45 من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، عن إسماعيل بن رافع، عن خالد بن سعيد، عن عقبة بن عامر. كذا سماه: خالد بن سعيد، والصحيح: خالد بن يزيد. وأخرجه الترمذي (1608) عن أحمد بن منيع، عن أبي بكر بن عياش، عن محمَّد مولى المغيرة بن شعبة (واسمه محمَّد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي) عن كعب ابن علقمة، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر. وخالف أحمدَ بن منيع أحمدُ بن حنبل وغيرُه فرووه بلفظ: "كفارة النذر كفارة اليمين" أخرجه أحمد (17301)، وتابع أحمدَ بن حنبل هارونُ بن عباد الأزدي عند أبي داود (3323)، وأحمدُ بن عبد الله بن يونس عند الطحاوي في "شرح المشكل" (2156)، وحجاجُ بن إبراهيم عنده أيضًا (2157). وبهذا اللفظ أيضًا رواه يحيى بن أيوب المصري عند أحمد (17325)، وعمرو ابن الحارث عند مسلم (1645)، وعبد الله بن لَهيعة عند أحمد (17319) و (17340) و (17423) ثلاثتهم عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي الخير اليزني، عن عقة بن عامر. وفي الباب عن عبد الله بن عباس عند أبي داود (3322)، والدارقطني (4318)، والبيهقي 10/ 45 من طريق جعفر بن مسافر التنيسي، عن ابن أبي فُديك، عن طلحة بن يحيى الأنصاري، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، وأخرجه الدارقطني (4318)، والبيهقي 10/ 45 من طريق محمَّد بن عبد الله بن عمران البياضي، عن طلحة بن يحيى، عن الضحاك بن عثمان، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس، عنه. وقال أبو داود بإثر روايته: روى هذا الحديث وكيع وغيره عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند أوقفوه على ابن عباس. قال الحافظ: يعني وهو أصح. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (935) عن ابن عباس رفعه: "النذر نذران، فما كان لله، فكفارته الوفاء، وما كان للشطان فلا وفاء فيه، وعليه كفارة يمين" وسنده حسن.

18 - باب الوفاء بالنذر

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ نَذَرَ نَذْرًا وَلَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُطِقْهُ، فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا أَطَاقَهُ، فَلْيَفِ بِهِ" (¬1). 18 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالنَّذْرِ 2129 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: نَذَرْتُ نَذْرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَمَا أَسْلَمْتُ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُوفِيَ بِنَذْرِي (¬2). 2130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أخبرنا الْمَسْعُودِي، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يا رسول الله، إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ بِبُوَانَةَ. فَقَالَ: "فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "أَوْفِ بِنَذْرِكَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. خارجة بن مصعب متروك الحديث، وانظر ما قبله. فقد ورد من طريق آخر. (¬2) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (1772) وجاء فيه أنه نَذَرَ اعتكاف ليلة. (¬3) حديث صحيح، وعبد الله بن رجاء ممن سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود قبل الاختلاط- قال الحافظ في "التقريب": ضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الإختلاط، قلنا: وعبد الله بن رجاء بصري، نزل مكة وبها مات. =

2131 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِي عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ الْيَسَارِيَّةِ: أَنَّ أَبَاهَا لَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ رَدِيفَةٌ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ بِبُوَانَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَلْ بِهَا وَثَنٌ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "أَوْفِ بِنَذْرِكَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12356)، والبيهقي 10/ 84 من طريقين عن عبد الله بن رجاء، بهذا الإسناد. واسم هذا الرجل الذي ورد ذكره في هذا الحديث كَردَم بن سُفيان، فقد روى الحديث نفسَه ابنتُه ميمونة -وهي صحابية- وسيأتي حديثُها بعده. وقوله: بِبُوانَة، بُوانة، بالضم، وتخفيف الواو على وزن فُعالة: هضبة وراه يَنْبُع قريبة من ساحل البحر -يعني البحر الأحمر- انظر "معجم البلدان" 1/ 505 و"معجم ما استعجم" 1/ 283. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي لم يسمعه من ميمونة بنت كردَم مباشرة، بينهما يزيد بن مِقسم كما في الرواية الآتية، وإسنادها حسن، فإن الطائفي حديثه حسن في الشواهد، ويزيد بن مِقسم حسن الحديث. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (74) من طريق ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (15456) عن عبد الصمد، حدثني أبو الحويرث حفص من ولد عثمان بن أبي العاص، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به. وأخرجه أحمد (27066) عن أبي أحمد الزبيري، والطبراني في "الكبير" 19/ (426) و25/ (73) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن عبد الله ابن عبد الرحمن الطائفي، عن يزيد بن مقسم، عن مولاته ميمونة بنت كَرْدَم. وأخرجه أحمد (27064) و (27065)، وأبو داود (3314) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الله بن يزيد بن مقسم، عن عمته سارة بنت مقسم، عن ميمونة بنت كَردَم. ويشهد له حديث ابن عباس الصحيح السالف قبله.

19 - باب من مات وعليه نذر

2131م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا ابْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بِنَحْوِهِ (¬1). 19 - بَابُ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرٌ 2132 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نذر كان على أمه، توفيت ولم تقضه، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقضه عنها" (¬2). 2133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرُ صِيَامٍ، فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِيَصُمْ عَنْهَا الْوَلِيُّ" (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كما سبق بيانه في الرواية السالفة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2761)، ومسلم (1638)، وأبو داود (3307)، والترمذي (1627)، والنسائي 6/ 253 - 254 و 254 و 7/ 20 - 21 و21 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1893). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -واسمه عبد الله-. =

20 - باب من نذر أن يحج ماشيا

20 - بَابُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا 2134 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرُّعَيْنِي، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ حَافِيَةً، غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ، وَأَنَّهُ ذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقَالَ: "مُرْهَا فَلْتَرْكَبْ وَلْتَخْتَمِرْ، وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ" (¬1). ¬

_ = ويشهد له حديث ابن عباس عند مسلم (1148) (156) قال: جاءت امرأة إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم نذر، أفاصوم عنها؟ قال: "أرأيتِ لو كان على أمك دَين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها؟ " قالت: نعم. قال: "فصومي عن أمك". وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الحديث (1953). وحديث عائشة عند البخاري (1952)، ومسلم (1147) أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليُّه". (¬1) حديث صحيح دون قوله: "ولتصم ثلاثة أيام"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عُبيد الله بن زَحر، وهو إن توبع على هذه الزيادة، لكن الذين تابعوه إن لم يكونوا أضعفَ منه فهم مثلُه، وقد خالفوا الثقات الذين لم يذكروا هذه الزيادة على أهميتها إن ثبتت. أبو سعيد الرعَيني: اسمه جُعْثُل بن هاعَان، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه أبو داود (3293) و (3294)، والترمذي (1625)، والنسائي 7/ 20 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، والعمل عليه عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. وهو في "مسند أحمد" (17306). وأخرجه أحمد (17330) عن حسن الأشيب، عن ابن لهيعة، والطبراني في "الكبير" 17/ (896) عن أحمد بن محمَّد بن الحجاج بن رشدين بن سعد، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن عمرو بن الحارث، كلاهما عن بكر بن سَوادة، عن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = أبي سعيد جُعْثُل القِتباني، عن أبي تميم الجيشاني، عن عقبة بن عامر. وابن لهيعة سيئ الحفظ، ورشدين ضعيف، وحفيده شيخ الطبراني ضعيف، وقِتْبان بطنٌ من رُعَين نزل مصر كما قال السمعاني، وأبو تميم الجيشاني هو عبد الله بن مالك نفسُه الوارد في إسناد المصنف على الراجح، قال الحافظ العراقي في "شرح الترمذي" 6/ ورقة 91: وأما عبد الله بن مالك اليحصبي، فقد اختلف فيه: هل هو أبو تميم الجَيشاني، فجعله أبو سعيد بن يونس في "تاريخ مصر" أبا تميم الجيشاني وروى له هذا الحديث في ترجمة أبي سعيد الرُّعَيني، وفرق بينهما أبو حاتم الرازي فجعلهما اثنين، واختلف كلام الحافظ المزي في ترجيح أحد القولين، فقال في "التهذيب" [15/ 512 - 513]: إن الصواب ما قاله ابن يونس، وقال في "الأطراف" [71/ 309 - 310]: إن قول أبي حاتم أولى بالصواب، والصواب أنهما واحد، وابن يونس أعرف بأهل مصر من أبي حاتم. قلنا: سبق أبا حاتمِ البخاري في التفريق بينهما، ولعله أخذه منه، والله أعلم، وصنيع الذهبي في "الميزان" يدل على التفريق، حيث قال: تفرّد عنه أبو سعيد جعثُل الرُّعيني! وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2148) من طريق حيي بن عبد الله المَعَافِري، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عقبة بن عامر. وحيي بن عبد الله قال عنه أحمد: أحاديثه مناكير، وقال عنه البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وفي رواية: ليس ممن يُعتمد عليه. وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة، ووثقه ابن حبان. قلنا: فمثله لا تقوم به الحجة. وأخرجه الطحاوي (2150) عن عُبيد بن رِجال، عن أحمد بن صالح، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن عقبة بن عامر، وهذا سند رجاله ثقات عن آخرهم، لكن زيادة ذكر الصوم فيه تفرّد به أحمد بن صالح -وهو المصري الحافظ-، أو تلميذُه عبيد بن رِجال -وهو ما يغلب على الظن- فقد ذكر الشيخ محمَّد شفيع الديوبندي في "رجال الطحاوي" ورقة 21: عُبيد بن رجال المصري، عن أحمد بن صالح المصري، "إسماعيل بن سالم الصائغ، وعنه الطحاوي ذكره =

21 - باب من خلط في نذره طاعة بمعصية

2135 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْخًا يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ، فَقَالَ: "مَا شَأْنُ هَذَا؟ " قَالَ ابْنَاهُ: نَذْرٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "ارْكَبْ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكَ وَعَنْ نَذْرِكَ" (¬1). 21 - بَابُ مَنْ خَلَطَ فِي نَذْرِهِ طَاعَةً بِمَعْصِيَةٍ 2136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ = ابن يونس في علماء مصر، وقال: عبيد بن مسلم بن موسى البزار، ورجح الشيخ محمَّد أيوب المظاهري في "تراجم الأحبار من رجال شرح معاني الآثار" ج 3/ ص 200 أنه عبيد المؤذن الذي ذكره صاحب "كشف الأستار" بقوله: عبيد المؤذن يكنى أبا القاسم، عن زيد بن بشر، يعرف بابن الرجال مولى لقريش، توفي في شوال يوم الأربعاء لعشر خلون من سنة أربع وثمانين ومئتين. قال: كذا في "المغاني"، ولم أر فيه كلامًا. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15873)، وعنه رواه غير واحد لم يذكروا الصوم، منهم: أحمد في "مسنده" (17386)، ومحمد بن رافع عند مسلم في "صحيحه" (1644)، ومخلد بن خالد عند أبي داود (3299)، وغيرهم. ورواه عن ابن جريج غيرُ عبد الرزاق، ولم يذكروا الصوم، منهم: هشام بن يوسف عند البخاري في "صحيحه" (1866)، والحجاج بن محمَّد عند النسائي 7/ 19، وغيرهما. (¬1) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب متابع. عبد العزيز بن محمَّد: هو الدراوردي. وأخرجه مسلم (1643) من طريق عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8859).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَصُومَ، وَلَا يَسْتَظِلَّ إِلَى اللَّيْلِ، وَلَا يَتَكَلَّمَ، وَلَا يَزَالُ قَائِمًا. قَالَ: "لِيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَجْلِسْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ" (¬1). 2136م - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شيبة الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح من طريق عكرمة عن ابن عباس كما في الطريق الآتي بعده، وهذا إسناد ضعيف، لضعف إسحاق الفروي وشيخه عبد الله بن عمر العمري. وأخرجه البخاري (6704)، وأبو داود (3300) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن وهيب بن خالد، عن أيوب السختياني، عن عكرمة مولى ابن عباس، عنه، وهو في "صحيح ابن حبان" (4385) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن وهيب. (¬2) إسناده صحيح. وانظر ما قبله.

أبواب التجارات

أَبْوَابُ التِّجَارَاتِ 1 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْمَكَاسِبِ 2137 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَهُ مِنْ كَسْبِهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2288)، وابن أبي شيبة 7/ 157 و 14/ 196، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1507)، وأحمد (24148)، وابن حبان (4261)، والرامَهُرمزي في "المحدِّث الفاصل" (232)، وابن حزم في "المحلى" 8/ 102، والبيهقي في "السُّنن" 7/ 480 من طريق أبي معاوية الضرير، وابن راهويه (1507)، وأحمد (24148)، والبيهقي في "معرفة السُّنن والآثار" (15993)، والبغوي في "شرح السنة" (2398) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، وابن راهويه (1561) من طريق مندل بن علي العنزي، وأحمد (25845)، وابن حبان (4260) من طريق شريك النخعي، والنسائي 7/ 241 من طريق الفضل بن موسى السِّيناني، و 7/ 241، والطبراني في "الأوسط" (4483) من طريق عُمر بن سعيد بن مسروق الثوري (وتحرف في المطبوع إلى: عَمرو بن سعيد)، ستتُهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 59 ممن رواه عن الأعمش كذلك جماعة آخرون، وهم: حفص بن غِيَاث وعمر بن عبد الغفار وابن فضيل. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وروي الحديث عن إبراهيم النخعي، عن عمارة، عن عمته، عن عائشة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 465: عن عمارة أشبه، وأرجو أن يكونا جميعًا صحيحين، ونقل عن أبي زرعة قوله: وروي أيضًا عن إبراهيم عن عائشة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال أبو زرعة: وهذا الصحيح. وروي عن الأعمش، عن عُمارة، عن عمه، عن عائشة مرفوعًا، وسيأتي عند المصنف (2290). وأخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" 3/ 888 من طريق حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة. والإسناد إلى حماد بن سلمة ثقات عن آخرهم، وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 59 ممن رواه عن حماد بن أبي سليمان مرفوعًا يحيى بن سعيد القطان، وأبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد. وأخرجه البيهقي 7/ 480 من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، والحاكم 2/ 284، ومن طريقه البيهقي 7/ 480 من طريق إبراهيم بن ميمون الصائغ، كلاهما عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة مرفوعًا: "إن أولادكم هبة الله لكم، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها" وزيادة: "إذا احتجتُم إليها" منكرة على ما قاله أبو داود السجستاني عقب الحديث (3529) وجعل الوهم فيه من حماد بن أبي سليمان، والصحيح أنها ممن دونه، فقد رواه حمادُ بن سلمة عنه ولم يذكرها كما أخرجه الذهبي. وأخرجه موقوفًا الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 60 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت ... وأسند عند ابن المديني قوله: سألت يحيى عن حديث سفيان عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: إن أطيبَ ما أكلتم من كسبكم، فقال: قال لي سفيان: هذا وهم، قال يحيى: وقد حملته عنه، وهو عندي هكذا، أي: وهم كما قال سفيان: وهم.

2138 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا كَسَبَ الرَّجُلُ كَسْبًا أَطْيَبَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ (¬1)، وَمَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَخَادِمِهِ، فَهُوَ صَدَقَةٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 60، وابن حزم في "المحلى" 8/ 102 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والدارقطني من طريق عمرو بن علي الفلاس، عن عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، عن عائشة مرفوعًا: "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم" وصححه ابن حزم، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 473: صح رفعه من رواية يحيى القطان، ولم يرفعْه غيره، قلنا: بل رفعه عبد الرحمن بن مهدي في رواية عمرو بن علي الفلاس الحافظ عنه كما سلف، قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 60: لم يرفعه عن عبد الرحمن بن مهدي غير عمرو بن علي حدث به ببغداد، وهو محفوظ عن يحيى بن سعيد القطان عن الثوري مرفوعًا. قلنا: وبذلك يصح الحديث، والله تعالى أعلم. (¬1) في (ذ) و (م): يديه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها، وهشام بن عمار متابع. وقد أخرج الشطرَ الاْول منه البخاري (2072) من طريق ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعدان، بهذا الإسناد. وأخرج الشطرَ الثاني النسائي في "الكبرى" (9141) و (9160) من طريق بقية ابن الوليد، عن بَحير بن سعد، به. ويشهد للشطر الثاني حديث أبي مسعود عند البخاري (55)، ومسلم (1002) بلفظ: "إذا أنفقَ الرجلُ على أهلِه يحتسبُها فهو له صدقة". وحديث سعد بن أبي وقاص عند البخاري (56)، ومسلم (1628)، ولفظه: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجهَ اللهِ إلا أُجِرتَ عليها، حتى ما تجعلُ في فمِ امرأتِك". =

2139 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَوْشَنٍ الْقُشَيْرِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "التَّاجِرُ الْأَمِينُ الصَّدُوقُ الْمُسْلِمُ، مَعَ الشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). ¬

_ = وحديث أبي هريرة عند أبي داود (1691)، والنسائي 5/ 62 ولفظه: أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالصدقة، فقال رجل: يا رسول الله، عندي دينار، فقال: "تصدق به على نفسك"، قال: عندي آخر، قال: "تصدق به على ولدِك" قال: عندي آخر، قال: "تصدق به على زوجتك"، قال: عندي آخر، قال: "تصدق به على خادمك" قال: عندي آخر، قال: "أنت أبصَرُ" وإسناده قوي. وهو في "مسند أحمد" (17179) و (17181) وتمام تخريجه هناك. (¬1) إسناده حسن في الشواهد، كلثوم بن جَوشَن القشيري مختلف فيه، وثقه البخاري وابن معين، وضعفه أبو حاتم، وقال أبو داود: منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وتناقض فذكره في "المجروحين" وقال: يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل الاحتجاج به! قلنا: فمثله يكون حديثُه حسنًا في الشواهد. وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة كلثوم عن هذا الحديث: وهو حديث جيد الإسناد، صحيح المعنى، ولا يلزم من المعية أن يكون في درتجهم، ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69]. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين "2/ 230، والدارقطني (2812)، والحاكم 6/ 2، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 266/ 5، وفي "شعب الإيمان" (1230) و (4855)، وفي "الآداب" (959) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (1251) بلفظ: "التاجر الصدوق الأمين، مع النبيين والصدّيقين والشهداء" وقال: هذا حديث حسن. قلنا: ورجال إسناده ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من أبي سعيد الخدري. وحديث أبي نضرة المنذر بن مالك بن قِطعة العَندي عند ابن أبي شيبة 7/ 271 وإسناده حسن ولكنه مرسل.

2140 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيْلِي، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ" (¬1). 2141 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَى رَأْسِهِ أَثَرُ مَاءٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: نَرَاكَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ. فَقَالَ: "أَجَلْ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ" ثُمَّ أَفَاضَ الْقَوْمُ فِي ذِكْرِ الْغِنَى، فَقَالَ: "لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنْ اتَّقَى، وَالصِّحَّةُ لِمَنْ اتَّقَى خَيْرٌ مِنْ الْغِنَى، وَطِيبُ النَّفْسِ مِنْ النَّعِيمِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب -وإن كان فيه ضعف- متابع. وأخرجه البخاري (5353)، ومسلم (2982)، والترمذي (2084)، والنسائي 5/ 86 - 87 من طريق مالك بن أنس، عن ثور بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8732)، و"صحيح ابن حبان" (4245). (¬2) إسناده حسن من أجل عبد الله بن سيمان -وهو الأسلمي القُبائي- فهو صدوق حسن الحديث، وخالد بن مخلد -وهو القطواني- متابع. وأخرجه أحمد (16643) و (23158) عن أبي عامر العَقَدي، والبخاري في "الأدب المفرد" (301)، والحاكم 2/ 3، والبيهقي في "الشعب" (1245) و (1246) من طريق سيمان بن بلال، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 450 - 451 من طريق عبد الله بن مسلمة، ثلاثتهم عن عبد الله بن سيمان، بهذا الإسناد. =

2 - باب الاقتصاد في طلب المعيشة

2 - بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ 2142 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ ابْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِي عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ" (¬1). ¬

_ = ولقوله: "لا بأس بالغنى لمن اتقى" شاهد من حديث عمرو بن العاص عند أحمد (17763) والبخاري في "الأدب المفرد" (299) بلفظ: "نعمّا بالمال الصالح للرجل الصالح" وإسناده صحيح. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (6427) بلفظ: "وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحقه ووضعه في حقه، فنعم المعونة". ولقوله: "والصحة لمن اتقى خير من الغنى" شاهد من حديث عبيد الله بن محصن الخطمي عند الترمذي (2500) بلفظ: "من أصبح منكم آمنا في سِرْبه، معافَى في جسده، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا". وسيأتي عند المصنف برقم (4141). وآخر من حديث عبد الله بن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (1828). ولفظه كلفظ عبيد الله بن محصن. (¬1) حديث صحيح. إسماعيل بن عياش روايته هنا عن غير أهل بلده، ولكن تابعه سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن -وهو ربيعة الرأي-. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (418)، وفي "الزهد" (236)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (716) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار في "مسنده" (3719) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، وابن خزيمة في "التوكل" كما في "إتحاف المهرة" 14/ 93، والحاكم 2/ 3، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 265، والبيهقي 5/ 264، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 435 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن ربيعة الرأي، به. =

2143 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِهْرَامٍ، حَدّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، زَوْجُ بِنْتِ الشَّعْبِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَعْظَمُ النَّاسِ هَمًّا، الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَهمُّ بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَأمر آخِرَتِهِ" (¬1). 2144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِي، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا، وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ" (¬2). ¬

_ = وإسناده صحيح عند ابن خزيمة والحاكم والبيهقي، وقال البزار بإثر إخراجه الحديث: هذا الحديثُ لا نعلمه يروى عن رسولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بإسنادِ أحسنَ مِن هذا الإسناد، وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت مشهور من حديث ربيعة، رواه عمارة بن غزية والدراوردي عنه مثلَه. (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي -وهو ابن أبان-، وجهالة الحسن بن محمَّد بن عثمان، وذكر الذهبي في "الميزان" هذا الحديث في منكرات يزيد الرقاشي. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 52 من طريق إسماعيل بن بهرام، بهذا الإسناد. وفيه: "الذي يهتمُ". تنبيه: في المطبوع زيادة بعد هذا الحديث: قال أبو عبد الله: هذا حديث غريب تفرد به إسماعيل. (¬2) حديث صحيح من طريق محمَّد بن المنكدر عن جابر كما سيأتي. وهذا سند رجاله ثقات لكن الوليد بن مسلم وابن جريج وأبو الزبير موصوفون بالتدليس ولم يصرحوا بالسماع. =

3 - باب التوقي في التجارة

3 - بَابُ التَّوَقِّي فِي التِّجَارَةِ 2145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عن قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ، قَالَ: كُنَّا نُسَمَّى فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: السَّمَاسِرَةَ، فَمَرَّ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَاللَّغْوُ، فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (420) عن عمرو بن عثمان، عن الوليد ابن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (556)، والحاكم 4/ 325، والبيهقي 5/ 265 من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد، والحاكم 2/ 4 من طريق محمَّد بن بكر، كلاهما عن ابن جُريج، به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الوسيط" (9074) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر. وأخرجه ابن خزيمة في "التوكل" كما في "إتحاف الخيرة" 3/ 552، وابن حبان (3239) و (3241)، والحاكم 2/ 4، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 156 و 17/ 58، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 5/ 264 - 265، وفي "شعب الإيمان" (1186) و (10505) من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله. وإسناده صحيح. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الأسدي، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل مشهور بكنيته. أخرجه أبو داود (3326)، والترمذي (1250) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3327)، والترمذي (1249)، والنسائي 7/ 14 و 14 - 15 و15و 247 من طرق عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن قيس بن أبي غرزة. وهو في "مسند أحمد" (16134).

4 - باب: إذا قسم للرجل رزق من وجه فليلزمه

2146 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ بُكْرَةً، فَنَادَاهُمْ: "يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ"، فَلَمَّا رَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ، وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: "إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا، إِلَّا مَنْ اتَّقَى (¬1) وَبَرَّ وَصَدَقَ" (¬2). 4 - بَابٌ: إِذَا قُسِمَ لِلرَّجُلِ رِزْقٌ مِنْ وَجْهٍ فَلْيَلْزَمْهُ 2147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدّثَنَا فَرْوَةُ أَبُو يُونُسَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَصَابَ مِنْ شَيْءٍ، فَلْيَلْزَمْهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (م) والمطبوع: اتقى اللهَ. (¬2) حسن لغيره، يعقوب بن حميد -وإن كان ضعيفًا- متابع، وإسماعيل بن عبيد بن رفاعة حديثه حسن في المتابعات والشواهد، وقد روي ما يشهدُ لروايته. وأخرجه الترمذي (1253) من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الله بن عثمان ابن خُثَيم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح! وصححه الطبري في "تهذيب الآثار" قبل الحديث (92) في مسند علي بن أبي طالب. وهو في "صحيح ابن حبان" (4915) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن ابن خُثيم. ويشهد له حديث عبد الرحمن بن شبل عند أحمد (15530) وغيره بلفظ: "إن التجار هم الفجار" قال: قيل: يا رسول الله، أوليس قد أحل الله البيع؟ قال: "بلى، ولكنهم يحدَّثون فيكذبون، ويحلِفُون ويأثَمون" وهو حديث صحيح. (¬3) إسناده ضعيف لضعف فروة أبي يونس -وهو ابن يونس الكلابي البصري-. =

5 - باب الصناعات

2148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ، فَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ، فَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَالَتْ: لَا تَفْعَلْ، مَا لَكَ وَلِمَتْجَرِكَ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا سَبَّبَ اللَّهُ لِأَحَدِكُمْ رِزْقًا مِنْ وَجْهٍ فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ" (¬1). 5 - بَابُ الصِّنَاعَاتِ 2149 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِي، عَنْ جَدِّهِ، عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي أُحَيْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا ¬

_ = وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" معلقًا 8/ 206 والقضاعي في "مسند الشهاب" (375) والبيهقي في "شعب الإيمان" (1241) و (1242)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الزبير بن عبيد 9/ 314 من طريق فروة بن يونس الكلابي، به. (¬1) إسناده ضعيف لضعف مخلد بن الضحاك والد أبي عاصم الضحاك، وجهالة الزبير بن عبيد وشيخه نافع. وليس هو مولى ابن عمر كما صُرح به عند أحمد والبيهقي. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1243) و (1244) وفي "الآداب" (963)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الزبير بن عبيد 9/ 313 و 313 - 314 من طريق مخلد بن الضحاك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26092).

رَاعِيَ غَنَمٍ" قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: "وَأَنَا، كُنْتُ أَرْعَاهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْقَرَارِيطِ" (¬1). قَالَ سُوَيْدٌ: يَعْنِي كُلَّ شَاةٍ بِقِيرَاطٍ. 2150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، وَالْحَجَّاجُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا" (¬2). 2151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حَدّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ أَصْحَابَ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع. وأخرجه البخاري (2262) عن أحمد بن محمَّد المكي، عن عمرو بن يحيى ابن سعيد القرشي، به. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذُّهْلي الحافظ، والحجاج: هو ابن مِنهال، وحماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البُناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه مسلم (2379) عن هدّاب بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7947) عن يزيد بن هارون، عن حماد. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (7557)، ومسلم (2107)، والنسائي 8/ 215 - 216 من طريق الليث بن سعد. وهو في "مسند أحمد" (24417) من طريقه. =

2152 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا عُمَرُو بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّبَّاغُونَ وَالصَّوَّاغُونَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مطولًا مالك في "الموطأ" 2/ 966، ومن طريقه البخاري (2105) و (5181) و (5961)، ومسلم (2107). وهو في "مسند أحمد" (26090)، و"صحيح ابن حبان" (5845). وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد". (¬1) إسناده ضعيف لضعف فَرْقَدِ السبَخي: وهو ابن يعقوب. همام: هو ابن يحيى العَوْذي. وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2574)، وأحمد في "المسند" (7920)، وفي "العلل" (1741)، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على "العلل" (1740)، وابن الأعرابي في "معجمه" (808)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 205 و 313، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2288، وتمام الرازي في "فوائده" (667) و (668)، والبيهقي 15/ 249، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 14/ 216، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (994) و (996) من طريق همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد في "العلل" (1738) عن أبي عبيدة الحداد، عن همام، عن فرقد رفعه. وأخرجه تمام الرازي (666)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ ورقة 693 عن محمَّد بن علي بن الحسن الشّرّابي الرُّماني البغدادي، عن إبراهيم بن هاشم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن أبي عوانة اليشكري، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 313 وابن عدي في "الكامل" 6/ 2295، والخطيب في "تاريخه" 3/ 438، وابن الجوزي في "العلل" (995) من طريق محمَّد بن يونس الكديمي، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما (أبو عوانة وأبو نعيم) عن الأعمش، =

6 - باب الحكرة والجلب

6 - بَابُ الْحُكْرَةِ وَالْجَلْبِ 2153 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ = عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال الذهبي في "الميزان" 3/ 653 في ترجمة محمَّد بن علي الشرابي شيخ تمام الرازي: وهذا موضوع، والحمل فيه على الشرّابي، وللمتن إسناد آخر ضعيف. انتهى كلامه. قلنا: والشرابي هذا قال عنه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 84: أحاديثه مستقيمة، ونقل عن أبي الفتح بن مسرور البلخي قوله: كان فيه بعض اللين. انتهى كلامه. قلنا: والإسناد الثاني فيه الكُديمي وهو متهم بالوضع. وروي عن أبي هريرة مرفوعًا: "أكذبُ الناس الصُّنَّاع" - بالنون المعجمة- أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 278، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 101، وابن عدي 5/ 1807 من طريق عثمان بن مقسم البُزي، عن نُعيم المُجمر، عن أبي هريرة. والبُرِّي متروك الحديث واتهمه الثوري بالكذب. وتحرّفت كلمة "الصُّنَّاع" بالنون المعجمة عند ابن أبي حاتم وابن عدي إلى "الصَّبَّاع" بالباء الموحدة. وأخرجه بلفظ البُرّي كذلك عبد الرزاق (15355)، وعنه أحمد (9296) عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعًا: "إن من الظلم مَطلَ الغني، وإذا أُتغ أحدُكم على مليء فليتبع" قال معمر: وزادني رجل في هذا الحديث عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "وأكذب الناس الصناع". قلنا: اقتصر أحمد عن الحديث الثاني، وإسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. ورواه بكر بن عبد الله بن الشرود، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن أكذب الناس الصباغ" أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (997)، ونقل ابن الجوزي عن ابن معين قوله: بكر كذاب ليس بشئ. وروي مثله من حديث أنس عند ابن عدي 6/ 2288، وقال: وهذا عن أنس بهذا الإسناد باطل.

عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ" (¬1). 2154 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، وجهالة أو ضعف علي بن سالم بن ثوبان، فقد قال عنه البخاري: روى عنه إسرائيل، لا يتابع في حديثه. كذا نقله العُقيلي وابن عدي عنه. وقال ابن المديني عن هذا الحديث فيما نقله ابن كثير في "مسند عمر" 1/ 348: حديث كوفي ضعيف الإسناد منكر. ومع ذلك فقد حسنه الحافظ ابن كثير بشاهده الآتي ذكره. وأخرجه علي ابن المديني في "مسنده" كما في "مسند عمر بن الخطاب" للحافظ ابن كثير 1/ 348، وعبد بن حميد في "مسنده" (33)، والدارمي في "مسنده" (2544)، والفاكهي في "أخبار مكة" (1774)، والعُقيلي في "الضعفاء" 3/ 231 - 232، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1847، والحاكم 2/ 11، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 6/ 30، وفي "الشعب" (11213) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (14893) عن إسرائيل، عن علي بن سالم، عن علي بن زيد، عن ابن المسيب من قوله. ويشهد له حديث عمر بن الخطاب الآتي برقم (2155) مرفوعًا: "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجُذام والإفلاس" وقد حسنه الحافظان ابن كثير في "مسند عمر" 1/ 348، وابن حجر في "فتح الباري" 4/ 348 مع أن في إسناده أبا يحيى المكي وفَرُّوخًا مولى عثمان لم يوثقهما كبير أحد وذكرهما ابن حبان في "الثقات" ولهذا قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة أبي يحيى المكي: لا يُعرف والخبر منكر. (¬2) حديث صحيح، محمَّد بن إسحاق -وإن كان مدلسًا وقد عنعن- قد توبع. =

2155 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِي، حَدّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ رَافِعٍ حَدّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْمَكِّي، عَنْ فَرُّوخَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَاما (¬1) ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَالْإِفْلَاسِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1313) من طرق عن محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15758 - 15760). وأخرجه مسلم (1605) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، ومسلم (1605)، وأبو داود (3447) من طريق محمَّد بن عمرو بن عطاء، كلاهما عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن عبد الله بن نضلة. وهو في "مسند أحمد" (15761). (¬1) في (م): طعامهم. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي يحيى المكي وفزُوخ مولى عثمان بن عفان، فقد انفرد بالرواية عن كل منهما واحد، وذكرهما ابن حبان في "الثقات"، ومع ذلك فقد حسَّن هذا الحديثَ الحافظان ابن كثير في "مسند عمر" 1/ 348، وابن حجر في "فتح الباري" 4/ 348، وصحح إسناده البوصيري في "إتحاف الخيرة" عقب الحديث (3680) وكذا في "مصباح الزجاجة" ورقة 137. وأخرجه أحمد (135)، وعبد بن حميد (17) والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة فرّوخ 23/ 171 - 172 من طريقين عن الهيثم بن رافع الطاطري، بهذا الإسناد. والحديث عندهما ضمن قصة. وأخرجه أبو داود الطيالسي (55)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (11217)، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3680)، وكذا أخرجه أبو بكر الإسماعيلي كما في "مسند عمر" لابن كثير 1/ 348 عن الحسن بن سفيان، كلاهما (أبو يعلى والحسن بن سفيان) عن عبيد الله بن عمر القواريري، كلاهما (الطيالسي والقواريري) عن الهيثم بن رافع -وسماه القواريري: الهيثم بن يحيى- الطاطري، عن أبي يحيى مولى عمر بن الخطاب -وكان قد أدرك عمر- أن عمر قال: ... فذكره. وكنا قد ذكرنا في "المسند" عند هذا الحديث أن فروخًا سقط من إسناد مطبوع الطيالسي، والصحيح أن الرواية كذا جاءت دون ذكره، فيستدرك من هنا.

7 - باب أجر الراقي

7 - بَابُ أَجْرِ الرَّاقِي 2156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثِينَ رَاكِبًا فِي سَرِيَّةٍ، فَنَزَلْنَا بِقَوْمٍ، فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يَقْرُونَا، فَأَبَوْا، فَلُدِغَ سَيِّدُهُمْ فَأَتَوْنَا فَقَالُوا: أَفِيكُمْ أَحَدٌ يَرْقِي مِنْ الْعَقْرَبِ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا، وَلَكِنْ لَا أَرْقِيهِ حَتَّى تُعْطُونَا غَنَمًا، قَالُوا: فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلَاثِينَ شَاةً، فَقَبِلْنَا (¬1)، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ "الْحَمْدُ" سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَبَرِئَ وَقَبَضْنَا الْغَنَمَ، فَعَرَضَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهَا شَيْءٌ، فَقُلْنَا: لَا تَعْجَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي صَنَعْتُ، فَقَالَ: "أَوَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْتَسِمُوهَا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا" (¬2). ¬

_ (¬1) في المطبوع: فقبلناها. (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وجعفر بن إياس: هو جعفر بن أبي وحشية أبو بشر مشهور بكنيته، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطْعة، وقد خالف الأعمشَ جماعةٌ من الثقات منهم هشيم وشعبة وأبو عوانة، فرووه عن أبي بشر، عن أبي المتوكل علي ابن داود الناجي، عن أبي سعيد الخدري، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 4/ 455 أن الدارقطني رجح رواية الأعمش، ثم قال: والذي يترجح في نقدي أن الطريقين محفوظان لاشتمال طريق الأعمش على زيادات في المتن ليست في رواية شعبة ومن تابعه، فكأنه كان عند أبي بشر عن شيخين فحدث به تارة عن هذا، وتارة عن هذا، ولم يُصب ابن العربي في دعواه أن هذا الحديث مضطرب، فقد رواه عن أبي سعيد أيضًا معبد بن سيرين وسليمان بن قَتَّة. قلنا: رواية الثاني في "المسند" (11472). =

2156م - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ (¬1)،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَالصَّوَابُ هُوَ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ. ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2192)، والنسائي في "الكبرى" (10799) و (10802) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11070)، و"صحيح ابن حبان" (6112). وأخرجه بنحوه البخاري (2276) و (5749)، وأبو داود (3418) و (3900) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، والبخاري (5736)، ومسلم (2201)، والترمذي (2193)، والنسائي في "الكبرى" (10800) من طريق شعبة ابن الحجاج، ومسلم (2201)، والنسائي في "الكبرى" (7491) و (10801) من طريق هُشيم بن بَشير الواسطي، ثلاثتهم عن أبي بشر جعفر بن إياس أبي وحشية، عن أبي المتوكل علي بن داود -ويقال: دؤاد- الناجي، عن أبي سعيد الخدري، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهذا أصح من حديث الأعمش عن جعفر بن إياس ... وصوب المصنف رواية هؤلاء على رواية الأعمش كما سيأتي بعده. وهو في "مسند أحمد" (10985) و (11399). وأخرجه البخاري (5007)، ومسلم (2201)، وأبو داود (3419) من طريق هشام بن حسان القُردوسي، عن محمَّد بن سيرين، عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11787)، و"صحيح ابن حبان" (6113). (¬1) هكذا في (ذ)، وفي (س) و (م) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: عن أبي المتوكل، وما في (ذ) أصح لتنبيه ابن ماجه الآتي في آخر السند. وأما إسناد محمَّد ابن بشار الآتي فلم يرد في (ذ). (¬2) إسناده صحيح، أبو كُريب: محمَّد بن العلاء الهَمدَاني الكوفي، وهُشَيم: هو ابن بَشير الواسطي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود -ويقال: ابن دؤاد- الناجي. وقد سلف تخريجه في الحديث السالف قبله من هذين الطريقين.

8 - باب الأجر على تعليم القرآن

8 - بَابُ الْأَجْرِ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ 2157 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ الْمَوْصِلِي، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَي، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْقُرْآنَ وَالْكِتَابَةَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا، فَقُلْتُ: لَيْسَتْ بِمَالٍ، وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْهَا، فَقَالَ: "إِنْ سَرَّكَ أَنْ تُطَوَّقَ بِهَا طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، الأسود بن ثعلبة مجهول، ومغيرة بن زياد فيه كلام، وقد خالفه بشر بن عبد الله السلمي -وهو حسن الحديث- فرواه عن عبادة بن نُسَي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت. وأخرجه أبو داود (3416) من طريق مغيرة بن زياد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22689). وأخرجه أبو داود (3417) من طريق بشر بن عبد الله بن يسار السُّلَمي، عن عبادة بن نُسَي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت وهو في "مسند أحمد" (22766). وفي الباب عن أبي بن كعب، وهو الآتي بعده. وعن أبي الدرداء عند البيهقي 6/ 126. وقال ابن التركماني: إسناده جيد. قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 268: ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن أخذ الأجرة والعِوَض على تعليم القرآن غير مباح، وهو قول الزهري وأبي حنيفة وإسحاق. وذهب إلى جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وجواز شرطه عطاء والحكم، وبه قال مالك والشافعي وأبو ثور، قال الحكم: ما سمعت فقيها يكرهه! وذهب قوم إلى أنه لا بأس بأخذ المال ما لم يشرط، وهو قول الحسن وابن سيرين والشعبي.

2158 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، حَدّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمٍ (¬1)، عَنْ عَطِيَّةَ الْكَلَاعِي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: عَلَّمْتُ رَجُلًا الْقُرْآنَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنْ أَخَذْتَهَا أَخَذْتَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ" فَرَدَدْتُهَا (¬2). ¬

_ (¬1) زاد في المطبوع بين ثور بن يزيد وبين عبد الرحمن بن سلم خالدَ بنَ معدان، وذكر هذه الزيادة المزي في "تحفة الأشراف" (69)، وذلك وَهمٌ، ووهمه بذلك ابنُ عبد الهادي في "التنقيح" 3/ 65، وتعقَبه أيضًا ابن حجر في "النكت الظراف". قلنا: وهذه الزيادة ليست في شيء من أصولنا الخطية. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سَلْم، وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمته عن حديثه هذا: إسناده مضطرب، وقال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمته: في إسناد حديثه اختلاف كثير، وضعفه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (91)، وقال البيهقي في "السُّنن الكبرى" 6/ 125: منقطع. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 114: منكر. وأخرجه محمَّد بن هارون الروياني في "مسنده" كما في "النكت الظراف" للحافظ ابن حجر العسقلاني 1/ 36، و"تنقيح أحاديث التحقيق" للحافظ ابن عبد الهادي 3/ 66 ومن طريقه ضياء الدين المقدسي في "المختارة" (1253) عن محمَّد بن بشار، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 6/ 125 - 126 من طريق محمَّد بن أبي بكر المقدّمي، كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان، عن ثور بن يزيد، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي مسلم، عن عطية بن قيس الكلابي، أن أبي بن كعب علم رجلًا ... وأخرجه سعيد بن منصور (109 - قسم التفسير)، والبغوي في "معجم الصحابة" كما في "الإصابة" للحافظ ابن حجر 3/ 522، والطبراني في "المعجم الأوسط" (439) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد ربه بن سليمان بن زيتون، عن الطفيل بن عمرو الدوسي، قال: أقرأني أبيٌّ القرآن ... الحديث. وفي رواية الطبراني قال: عبد الله بن سليمان، وقال: ابن عمير، بدل: ابن زيتون، وهو صحيح فزيتون والد عمير ونسب هنا لجده. وهو مجهول كما قال الحافظ الذهبي في "الميزان". =

9 - باب النهي عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن وعسب الفحل

9 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِي وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ وَعَسْبِ الْفَحْلِ 2159 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

_ = وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (175) عن أبي الوليد، عن همام بن يحيى، عن محمَّد بن جُحادة، عن رجل يقال له أبان، عن أبي بن كعب، قال البخاري في "تاريخه" 1/ 453 وتبعه أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" لابنه 2/ 296: أبان أن ابيّ بن كعب، مرسل. قلنا: أبان هذا مجهول لا يُعرف. وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص 207 - 208، وابن أبي شيبة 6/ 225 من طريقين عن موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لأبي بن كعب: "ألم أنْهَكَ عن فلان، فاردُدِ القوسَ ... " قلنا: عُلَيّ بن رباح لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - فيحضرَ هذه القصة، فروايته مرسلة. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 86 من طريق الحسن بن سفيان، عن هشام بن عمار، عن عمرو بن واقد، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء: أن أبي بن كعبٍ أقرأ رجلًا ... وعمرو بن واقد متروك الحديث. وأخرج ابن أبي داود السجستاني في "المصاحف" ص 175 - 176 عن محمود ابن خالد، عن مروان بن محمَّد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس قال: انطلق ركبٌ من أهل الشام إلى المدينة يكتبون مصحفًا لهم، فانطلقوا معهم بطعام وإدام، فكانوا يُطعمون الذين يكتبون لهم، وقال: وكان أبي بن كعب يمر عليهم يقرأ عليهم القرآن، قال: فقال له عمر: يا أبي بن كعب، كيف وجدت طعام الشامي؟ قال: لأوشك إذاَ ما نسيتُ أمر القوس، ما أصبتُ لهم طعامًا ولا إدامًا. قلنا: وعطية بن قيس إن كانت ولادته على ما قال أبو مسهر لسنة سبع في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكون عمره عند وفاة عمر بن الخطاب ستة عشر يحتمل سماعه القصة، وإن كانت وفاته على ما قال ابنُهُ سعد: سنة إحدى وعشرين ومئة وهو ابن مئة وأربع سنين تكون ولادته سنة سبع عشرة فلا يكون حضر القصة قطعًا وعليه يكون منقطعًا.

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ (¬1). 2160 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَعَسْبِ الْفَحْلِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح من جهة محمَّد بن الصباح، وهو الجَرجرائي. وأخرجه البخاري (2237) و (2282) و (5346) و (5761)، ومسلم (1567)، وأبو داود (3428) و (3481)، والترمذي (1164) و (1321) و (2201)، والنسائي 7/ 189 و 309 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في"مسند أحمد" (17070)، و "صحيح ابن حبان" (5157). (¬2) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سفيان الأشجعي. وأخرجه النسائي في "المجتبي" 7/ 311 من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4681) من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن مَعن المسعودي، عن الأعمش، به مرفوعًا بلفظ: "لا يحل ثمن الكلب ومهر البغي". وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 310 - 311 من طريق عبد الرحمن بن أبي نُعْم البجلي، وأبو داود (3484)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 189 - 190 من طريق عُلَي بن رباح اللخمي، كلاهما عن أبي هريرة - ولفظ عُلَي بن رباح: "لا يحل ثمن الكلب ولا حُلْوانُ الكاهن، ولا مهرُ البغي". قال ابن عبد البر في "الكافي" 2/ 50: كل ما فيه منفعة من الحيوان مثل الركوب والزينة والصيد وغير ذلك مما ينتفع به الآدميون جاز بيعه وشراؤه إلا الكلب وحده، لنهي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ثمنه، وقد قيل في كلب الصيد والماشية إنه جائز بيعه، وروي ذلك أيضًا عن مالك. =

2161 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِم، أخبرنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ثَمَنِ السِّنَّوْرِ (¬1). ¬

_ = وقال في "الاستذكار" 20/ 118: قد اختلف أصحاب مالك واختلفت الرواية عنه في ثمن الكلب الذي أبيح اتخاذه، فاجاز مرة ثمن الكلب الضاري ومنع منه أخرى. ولا خلاف عنه مَن قتل كلب صيد أو ماشية أو زرع فعليه القيمة. وأما الشافعي فلا يجوز عنده بيع الكلب الضاري ولا غير الضاري، ولا يحل عنده ثمن كلب الصيد ولا كلب الماشة ولا كللب الزرع لنهي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ثمن الكلب. وقال العيني في "البناية" 8/ 378: بيع كل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير جائز معلمًا كان أو غير معلم في رواية الأصل، أما الكلب المعلم فلا شك في جواز بيعه لأنه آلة الحراسة والاصطياد فيكون محلًا للبيع لكونه منتفعا به حقيقة وشرعا فيكون مالًا. وأما غير المعلم فلأنه يمكن أن ينتفع به بغير الاصطياد، فإن كل كلب يحفظ بيت صاحبه ويمنع الأجانب عن الدخول فيه ويخبر عن الجائي بنباحه عليه، فساوى المعلم في الانتفاع به. وأما اقتناء الكلب للصيد والزرع والبيوت والمواشي فيجوز بالإجماع. والحنابلة كالشافعية لا يجوزون بيع الكلب ولو كان معلمًا للنهي الوارد في الحديث. وانظر "شرح السنة" للإمام البغوي 8/ 23 - 25. (¬1) حديث صحيح. فقد تابع الوليدَ بن مسلم إسحاقُ بن عيسى بن الطباع عن ابن لهيعة، وهذا الأخيرُ قد توبع أيضًا كما سيأتي. وأخرجه مسلم (1569)، وابن حبان (4945) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير قال: سألتُ جابرًا عن ثمن الكلب والسنور، قال: زجر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك. =

10 - باب كسب الحجام

10 - بَابُ كَسْبِ الْحَجَّامِ 2162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِي، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 195 - 191 و 309 من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، وزاد: "إلا كلب صيد" وقال النسائي: منكر. وأخرجه أبو داود (3479)، والترمذي (1325) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14652). والسنور: الهر، قال الدميري في "حياة الحيوان" 1/ 577: النهي محمول على الوحشي الذي لا نفع فيه، وقيل: هو نهي تنزيه حتى يعتاد الناس هبته وإعارته كما هو الغالب، فإن كان مما ينفع وباعه صح البيع وكان ثمنه حلالًا، هذا مذهبنا (أي الشافعية) ومذهب العلماء كافة، إلا ما حكى ابن المنذر عن أبي هريرة وطاووس ومجاهد وجابر بن زيد أنه لا يجوز بيعه محتجين بهذا الحديث، وأجاب الجمهور بأنه محمول على ما ذكرنا وهو المعتمد. (¬1) إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (2278)، ومسلم بإثر (1577) / (65) وبإثر (2208) / (76)، والنسائي في " الكبرى" (1580) من طريق وهيب بن خالد، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (2337) و"صحيح ابن حبان" (5150) من طريق وهيب. وأخرجه البخاري (2103) و (2279)، وأبو داود (3423) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (3284). وأخرجه بنحوه مسلم بإثر (1577) / (66) من طريق عامر الشعبي، عن ابن عباس. وقول ابن ماجه: تفرد به ابن أبي عمر وحده، يريد: عن سفيان بن عيينة فله طرق عن عبد الله بن طاووس من غير طريق سفيان.

قال أبو عبد الله بن ماجه: تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَحْدَهُ. 2163 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِي، حَدّثَنَا أَبُو دَاوُدَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ عَلِي، قَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمَرَنِي فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (¬1). 2164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِي، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى -وهو ابن عامر الثعلبي- وقد تابعه أبو جَناب يحيى بن أبي حية- وهو ضعيف كذلك، لكن يشهد له حديث ابن عباس السالف قبله، وحديث أنس الآتي بعده. وقد صححه الضياء في "المختارة" (742). وقال أبو حاتم كما في "العلل" 2/ 321: هذا خطأ، والصحيح هو أبو جميلة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسل. قلنا: وأبو جميلة: هو ميسرة بن يعقوب، وهو حسن الحديث، وورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو داود: هو الطيالسي. وهو في "مسند الطيالسي" (153)، ومن طريقه أخرجه أحمد (692)، والترمذي في "الشمائل" (354)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1129)، والبزار في "مسنده" (763)، والبيهقي 9/ 338، وضياء الدين المقدسي في "المختارة" (742). وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 130 من طريق آدم بن أبي إياس، عن ورقاء، به. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 6/ 267، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1136) من طريق وكيع بن الجرّاح، عن أبي جناب يحيى بن أبي حية، عن أبي جميلة الطُّهَوي، عن علي بن أبي طالب.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (¬1). 2165 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدّثَنِي الْأَوْزَاعِي عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. خالد بن عبد الله: هو الواسطي الطحَّان، ويونس: هو ابن عُبيد البصري، وابن سيرين: هو محمَّد. وأخرجه أبو يعلى (2835)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 130، وابن حبان (5151) من طريق يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2152) و (2215) و (2277) و (2281)، ومسلم (1577)، وأبو داود (3424)، والترمذي (1324) من طريق حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: حجم أبو طيبة رسولَ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأمر له بصاع من تمر وأمر أهله أن يخفِّفوا من خراجه. لفظُ البخاري من طريق مالك عن حميد، وغيرهم يقول: أو صاعين، وبعضهم يقول: أو مدٍّ أو مدَّين ... وهو في "مسند أحمد" (11966). وأخرجه البخاري (2280)، ومسلم بإثر (2208) / (77) من طريق عمرو بن عامر، عن أنس قال: احتجم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان لا يظلم أحدًا أجرَه. وهو في "مسند أحمد" (12206). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، هشام بن عمار صدوق حسن الحديث، ومن فوقه ثقات. وصحَّح إسناده البوصري في "مصباح الزجاجة". وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 174 من طريق ابن ماجه، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث محيِّصة التالي. وحديث رافع بن خديج عند مسلم في "صحيحه" (1568)، وابن حبان (5153) أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث". =

11 - باب ما لا يحل بيعه

2166 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، فَنَهَاهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ لَهُ الْحَاجَةَ، فَقَالَ: "اعْلِفْهُ نَوَاضِحَكَ" (¬1). 11 - بَابُ مَا لَا يَحِلُّ بَيْعُهُ 2167 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِي، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ قَالَ: قال عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: "إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ ¬

_ = قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 18 - 19: اختلف أهل العلم في كسب الحجام، فذهب قوم إلى تحريمه، وذهب بعضهم إلى أن الحجام إن كان حرًا، فهو حرام، وإن كان عبدًا فإنه (يعني سيد العبد) يعلفه دوابَّه، أو ينفقه على عبيده قولًا بظاهر الحديث. وذهب الأكثرون إلى أنه حلال، والنهي على جهة التنزيه عن الكسب الدنيء، والترغيب فيما هو أطيبُ وأحسنُ من المكاسب، يدل عليه أنه أمره بعد المعاودة (في حديث محيصة التالي) بأن يطعم رقيقه، ولولا أنه حلال مملوك له لكان لا يجوزُ أن يُطعم منه رقيقه، لأنه لا يجوز أن يُطعم رقيقه إلا مِن مال ثبت عليه ملكه، كما لا يجوز أن يأكل بنفسه. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، وقد اختلف في وصله، وإرساله كما هو مبين في "مسند أحمد" (23690). وأخرجه أبو داود (3422)، والترمذي (1323) من طريق مالك، عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (5154). وانظر ما قبله.

وَالْأَصْنَامِ" فَقِيلَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ، فَإِنَّهُ يُدْهَنُ بِهَا السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ؟ قَالَ: "لَا، هُنَّ حَرَامٌ" ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ الشُّحُومَ، فَأَجْمَلُوهُ، ثُمَّ بَاعُوه فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ" (¬1). 2168 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، حَدّثَنَا هَاشِمُ ابْنُ الْقَاسِمِ، حَدّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِي، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْمُغَنِّيَاتِ وَعَنْ شِرَائِهِنَّ وَعَنْ كَسْبِهِنَّ وَعَنْ أَكْلِ أَثْمَانِهِنَّ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2236)، ومسلم (1581)، وأبو داود (3486) و (3487)، والترمذي (1343)، والنسائي 7/ 177 و 309 - 310 من طريق يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14472)، و"صحيح ابن حبان" (4937). قوله: "فأجملوه" من أجمل الشحمَ: أذابه واستخرج دهنه. قال الخطابي: معناه أذابوها حتى تفسير ودكًا، فيزول عنها اسم الشحم، وهذا فيه إبطال كل حيلة يتوصل بها إلى محرَّم بتغيير وأنه لا يتغير حكمه بتغيير هيئته وتبديل اسمه. (¬2) إسناده ضعيف جدًا مسلسل بالضعفاء، فأبو المُهلَّب -واسمه مُطَرِح بن يزيد الكناني- ضعيف، وكذا شيخُه عُبيد الله الإفريقي -وهو ابن زَحْر-، ضعيف أيضًا، ثم هو لم يسمع من أبي أمامة بينهما في هذا الحديث اثنان هما علي بن يزيد الألهاني -وهو ضعيف- والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي. عاصم: هو ابن أبي النجود. فقد أخرجه الروياني في "مسنده" (1196) من. طريق إسماعيل بن عياش، والطبراني في "الكبير" (7805) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن مطرح بن =

12 - باب النهي عن المنابذة والملامسة

12 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْمُنَابَذَةِ وَالْمُلَامَسَةِ 2169 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعَتَيْنِ: عَنْ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ (¬1). ¬

_ = يزيد أبي المهلب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة. وأخرجه الترمذي في "الجامع الكبير" (1328) و (3472)، وفي "العلل الكبير" 1/ 511 - 512 عن قتيبة بن سعيد، عن بكر بن مضر، عن عبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وهو في "مسند أحمد" (22169) من طريق خالد الصفار، و (22280) من طريق بكر بن مضر، كلاهما عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7749)، وفي "الشاميين" (231) و (893) من طريق الوليد بن الوليد -وهو العنسي الدمشقي- عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، به. والوليد بن الوليد منكر الحديث كما قال الدارقطني. وأخرجه ابن عدي في ترجمة مسلمة بن علي من "الكامل" 6/ 314 من طريقه عن يحيى بن الحارث الذماري، به. ومسلمة هذا متروك. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة وكُلها ضعيفة، انظر "مجمع الزوائد" 4/ 91. (¬1) إسناد صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله بن عمر: هو العُمري. وأخرجه البخاري (584) و (5819)، ومسلم (1511)، والنسائي 7/ 261 - 262 من طريق عبيد الله بن عمر العمري. وهو في "مسند أحمد" (10441)، و"صحيح ابن حبان" (4975). =

2170 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ الْمُلَامَسَةِ وَالْمُنَابَذَةِ. زَادَ سَهْلٌ: قال سُفْيَانُ: الْمُلَامَسَةُ: أَنْ يَلْمِسَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ بيده وَلَا يَرَاهُ، وَالْمُنَابَذَةُ: أَنْ يَقُولَ: أَلْقِ إِلَيَّ مَا مَعَكَ، وَأُلْقِي إِلَيْكَ مَا مَعِي (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (368) و (1993) و (2145)، ومسلم (1511)، والترمذي (1357)، والنسائي 7/ 259 و260 من طرق عن أبي هريرة. قال في "النهاية": بيع الملامسة: هو أن يقول: إذا لمست ثوبي، أو لمستُ ثوبَك، فقد وجب البيع. وقيل: هو أن يُلمَس المتاع من وراء ثوب، ولا ينظر إليه، ثم يوقع البيع عليه، نهى عنه لأنه غرر، أو لأنه تعليق أو عدول عن الصيغة الشرعية. والمنابذة في البيع: هو أن يقول الرجل لصاحبه: انبذ إليَّ الثوب أو أنبذه إليك ليجب البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نبذت إليك الحصاة، فقد وجب البيع، فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا يصح. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2147) و (6284)، وأبو داود (3377) و (3378)، والنسائي 7/ 260 و261 من طريق الزهري، عن عطاء بن يزيد اللبثي، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "المسند" (11022)، و "صحيح ابن حبان" (4976). وأخرجه البخاري (2144) و (5820)، ومسلم (1512)، وأبو داود (3379)، والنسائي 7/ 260 و261 من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11902).

13 - باب: لا يبيع الرجل على بيع أخيه ولا يسوم على سومه

13 - بَابٌ: لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَلَا يَسُومُ عَلَى سَوْمِهِ 2171 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِع عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَبِيعُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ" (¬1). 2172 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَسُومُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. سويد بن سعيد وإن كان فيه كلام تابعه عليه غير واحد من الثقات. وأخرجه البخاري (2139) و (2165)، ومسلم (1412)، وأبو داود (3436)، والنسائي 7/ 258 من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4531)، و"صحيح ابن حبان" (4965). وأخرجه البخاري (5142)، ومسلم (1412)، والترمذي (1338)، والنسائي 7/ 258 من طرق عن نافع، عن ابن عمر. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه البخاري (2140)، ومسلم (1413)، والترمذي (1165)، والنسائي 6/ 71 - 72 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7248). وأخرجه البخاري (2160) و (2723)، ومسلم (1413)، والنسائي 7/ 258 و 258 - 259 و 259 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (2150) و (2727)، ومسلم (1413) و (1515)، وأبو داود (3443)، والنسائي 7/ 255 و 256 و 258 - 259 من طرق عن أبي هريرة. =

14 - باب النهي عن النجش

14 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ النَّجْشِ 2173 - قَرَأْتُ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِي: عَنْ مَالِكٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو حُذَافَةَ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ النَّجْشِ (¬1). 2174 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَنَاجَشُوا" (¬2). ¬

_ = وقوله: "لا يبيع ولا يسوم" بإثبات الياء في "يبيع" والواو في "يسوم" على أن "لا" نافية، ويحتمل أن تكون ناهية وأشبعت الكسرة كقراءة ابن كثير: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقي وَيَصْبِر} بإثبات الياء. (¬1) إسناده صحيح. أبو حُذافة -واسمه أحمد بن إسماعيل بن محمَّد السهمي، وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وأخرجه البخاري (2142)، ومسلم (1516)، والنسائي 7/ 258 من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/ 256 - 257 من طريق كثير بن فرقد، عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4531)، و "صحيح ابن حبان" (4968). والنجش: هو أن يمتدح السلعة ليروجها، أو يزيد في الثمن ولا يريد شراءه ليضر بذلك. (¬2) إسناده صحيح. سهل بن أبي سهل: هو ابن زَنْجلة الرازي، وسفيان: هو ابن عيينة، وسعيد: هو ابن المسيب. وأخرجه مطولًا البخاري (2145) و (2160)، ومسلم (1413)، والترمذي (1352)، والنسائي 6/ 71 - 72 و 7/ 258 و 259 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7248). =

15 - باب النهي أن يبيع حاضر لباد

15 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ 2175 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ" (¬1). 2176 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ اللَّهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ" (¬2). 2177 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه مطولًا كذلك البخاري (2150) و (2727)، ومسلم (1515)، والنسائي 7/ 255 و 256 من طرق عن أبي هريرة. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (1265) من طريق سفبان بن عيينة، بهذا الإسناد، وانظر تتمة تخريجه في الذي قبله، لأن حديث أبي هريرة هذا مطول، قد رواه ابن ماجه مقطعًا. والحاضر: هو المقيم بالبلدة، والبادي: البدوي، والمعنى: أن يبيع الحاضر مال البادي نفعًا له بأن يكون سمسارًا له. كما سيأتي مفسرًا في حديث ابن عباس الآتي برقم (2177). (¬2) إسناده صحيح. هشام بن عمار متابع، وأبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم ابن تدرس- قد صرح بالسماع عند النسائي وغيره. وأخرجه مسلم (1522)، وأبو داود (3442)، والترمذي (1266)، والنسائي 7/ 256 من طريق أبى الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14291)، و"صحيح ابن حبان" (4960) و (4963) و (4964).

16 - باب النهي عن تلقي الجلب

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ. قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا قَوْلُهُ: "حَاضِرٌ لِبَادٍ" قَالَ: لَا يَكُونُ له سِمْسَارًا (¬1). 16 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَلَقِّي الْجَلَبِ 2178 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَلَقَّوا الْأَجْلَابَ، فَمَنْ تَلَقَّى مِنْهُ شَيْئًا فَاشْتَرَى، فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ، إِذَا أَتَى السُّوقَ" (¬2). 2179 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن طاووس: اسمه عبد الله. وأخرجه البخاري (2158) و (2163) و (2274)، ومسلم (1521)، وأبو داود (3439)، والنسائي 7/ 257 من طريق معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3482). (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مسلم (1519)، وأبو داود (3437)، والترمذي (1264)، والنسائي 7/ 257 من طريق محمَّد بن سيرين. وهو في "مسند أحمد" (7825) و (10324)، و "صحيح ابن حبان" (4961). وأخرجه بلفظ النهي عن تلقي الرُّكْبان ضمن حديث مطوَّل: البخاريُّ (2150)، ومسلم (1515)، وأبو داود (3443)، والنساني 7/ 256 من طريق الأعرج، والبخاري (2727)، ومسلم (1515)، والنسائي 7/ 255 من طريق أبي حازم الأشجعي، والبخاري (2162) من طريق سعيد المقبري، ثلاثتهم عن أبي هريرة، ولم يذكروا الخِيار.

17 - باب البيعان بالخيار ما لم يفترقا

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَلَقِّي الْجَلَبِ (¬1). 2180 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، حَدّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: حَدّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ تَلَقِّي الْبُيُوعِ (¬2). 17 - بَابُ الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَفْتَرِقَا 2181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِي، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا تَبَايَعَ الرَّجُلَانِ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَفْتَرِقَا وَكَانَا جَمِيعًا، أَوْ يُخَيِّرَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَإِنْ خَيَّرَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَتَبَايَعَا عَلَى ذَلِكَ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2165)، ومسلم (1517)، وأبو داود (3436)، والنسائي 7/ 257 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4531)، و"صحيح ابن حبان" (4959) و (4962). (¬2) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسليمان التيمي: هو ابن طَرخان، وأبو عثمان الهدي: هو عبد الرحمن بن ملَّ -ميمه مثلثه-. وأخرجه البخاري (2149)، ومسلم (1518)، والترمذي (1263). وهو في "مسند أحمد" (4096)، و"صحيح ابن حبان" (4958).

فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ، وَإِنْ تَفَرَّقَا بَعْدَ أَنْ تَبَايَعَا وَلَمْ يَتْرُكْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا الْبَيْعَ، فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ" (¬1). 2182 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2112)، ومسلم (1531)، والنسائي 7/ 249 من طريق الليث بن سعد. وهو في "مسند أحمد" (6006)، و"صحيح ابن حبان" (4917). وأخرجه البخاري (2111)، ومسلم (1531)، وأبو داود (3454)، والنسائي 7/ 248 بلفظ: "المتبايعان كل واحد منهما بالخِيار على صاحبه، ما لم يتفرقا، إلا بيع الخِيار". وأخرجه البخاري (2107) و (2109)، ومسلم (1531)، وأبو داود (3455)، والترمذي (1289)، والنساني 7/ 248 و 248 - 249 و 249 و 249 - 250 من طرق عن نافع، عن ابن عمر. بنحو لفظ حديث مالك. (¬2) إسناده صحيح. أبو الوَضيء: هو عَبَّاد بن نُسَيب، مشهور بكنيته. وأخرجه أبو داود (3457) عن مسدد، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19813)، و"شرح مشكل الآثار" للطحاوي (5263) و (5264). اختلف العلماء في خيار المجلس، فقول مالك ما ذكره في "موطئه": ومذهبُه في جماعة أصحابه أنه لا خيار للمتبايعين إذا عقدا بيعهما بالكلام وإن لم يفترقا بأبدانهما، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه وقول إبراهيم النخعي وأهل الكوفة وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطائفة من أهل المدينة، وهو قول الثوري في رواية عبد الرزاق عنه. =

18 - باب بيع الخيار

2183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عن سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا" (¬1). 18 - بَابُ بَيْعِ الْخِيَارِ 2184 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ رَجُلٍ مِنْ الْأَعْرَابِ حِمْلَ خَبَطٍ، فَلَمَّا وَجَبَ الْبَيْعُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اخْتَرْ" فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: عَمْرَكَ اللَّهَ بَيِّعًا (¬2). ¬

_ = وقال الشافعية والحنابلة: إذا انعقد العقد بتلاقي الإيجاب والقبول يقع العقد ما دام المتعاقدان في مجلس العقد، ويكون لكل من العاقدين من الخيار في فسخ العقد أو إمضائه ما دام مجتمعين في المجلس ولم يتفرقا بأبدانهما ويتخايرا. انظر "الاستذكار"20/ 219 وما بعدها. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- مدلس. ولم يصرح بسماعه من سمرة -وهو ابن جندب-. وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وأخرجه النسائي 7/ 251 من طريق همام بن يحيى العوذي، و 7/ 251 من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20241)، و"شرح مشكل الآثار" (5266). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس المكي- مُدلَّس وقد عنعن. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز ابن جُريج المكي، وقد صرح بالسماع عند الدارقطني والحاكم. =

2185 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِي، حَدّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ صَالِحٍ الْمَدينِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاضٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1293)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5290)، والطبراني في "الأوسط" (9062)، والدارقطني (2867) و (2868)، والحاكم 2/ 48 و 49، والبيهقي 5/ 270 من طريق ابن جريج، به. ورواه سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن طاووس مرسلًا عند الدارقطني (2869). وفي الباب عن ابن عباس عند الطيالسي (2675)، والطحاوي في "شرح المشكل" (5293)، والبيهقي 5/ 270 وإسناده ضعيف. وعن طاووس اليماني مرسلًا عند الشافعي في "مسنده" 2/ 155، وعبد الرزاق (14261)، وابنَ أبي شيبة 4/ 83، والبيهقي 5/ 270 - 271 عن سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق (14261)، والطحاوي في "شرح المشكل" (5292)، والبيهقي 5/ 271 من طريق معمر بن راشد، كلاهما عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه. وأخرج أبو داود (4945)، وابن حبان (4546) من حديث جرير قال: بايعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على السمع والطاعة، والنصح لكل مسلم، فكان (أي: جرير) إذا اشترى شيئًا أو باعه يقول لصاحبه: اعلم أن ما أخذنا منك أحبُّ إلينا مما أعطيناكه، فاختر. قوله: "حِمل خبط" بكسر الحاء المهملة ما كان على ظهر أو رأس، والخَبَط بفتحتين والخاء المعجمة: الورق الساقط من جراء ضرب الشجر بالعصا، وهو من علف الإبل. وقوله: "عَمْرَكَ اللهَ" بنصب الأول والثاني، ومعناه: سألتُ اللهَ أن يطيل عمرك. "بيِّعًا" بفتح فتشديد ياء مكسورة، تمييز، أي: من بيع، كأنه رضي بهذا القول فمدحه بأنه خير بَيِّع، وأنه يستحق أن يُدعى له. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. العباس بن الوليد: هو ابن صُبْح السُّلَمي، ومروان بن محمَّد: هو ابن حسان الدمشقي الطَّاطَري، وداود بن صالح المدني: هو ابن دينار التمّار. =

19 - باب: البيعان يختلفان

19 - بَابٌ: الْبَيِّعَانُ يَخْتَلِفَانِ 2186 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أخبرنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ بَاعَ مِنْ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ، فَاخْتَلَفَا فِي الثَّمَنِ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: بِعْتُكَ بِعِشْرِينَ أَلْفًا، وَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ بِعَشْرَةِ آلَافٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: هَاتِهِ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ، وَالْبَيْعُ قَائِمٌ بِعَيْنِهِ، فَالْقَوْلُ مَا قَالَ الْبَائِعُ، أَوْ يَتَرَادَّانِ الْبَيْعَ" قَالَ: فَإِنِّي أَرَى أَنْ أَرُدَّ الْبَيْعَ. فَرَدَّهُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 278 عن عبد العزيز بن عبد الله، وابن حبان (4967) من طريق سعيد بن عبد الجبار بن يزيد القرشي، والبيهقي 6/ 17 من طريق يحيى بن سليمان بن نضلة، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان مطولة. وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد (10922)، وأبي داود (3458)، والترمذي (1292) وذكرنا له شاهدين آخرين في "المسند". (¬1) حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن- وقد تفزد في هذا الحديث بزيادة: عن أبيه، والمحفوظ ما رواه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي ومعن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وغيرهما، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود منقطعا لأن القاسم لم يدرك جده، وتفرد أيضًا بزيادة: "والبيع قائم بعينه". كما قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/ 32، ومن قبله البيهقي في "المعرفة" (11419). وأخرجه أبو داود (3512) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (2862) و (2863) من طريق موسى بن عقبة، عن محمَّد ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني (2860) من طريق عمر بن قيس الماصر، و (2861) من طريق الحسن بن عمارة، كلاهما عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود. قال الحافظ عن الطريق الأولى في "التلخيص" 3/ 31: ورجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن اختلف في سماعه من أبيه. وأخرجه أحمد (4443)، والبغوي في "شرح السنة" (2124) من طريقين عن هشيم بن بشير، عن محمَّد بن أبي ليلى، عن القاسم، عن ابن مسعود -دون ذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود والد القاسم-، ولم يدرك القاسم جده. وأخرجه أحمد (4446) و (4447) من طريق معن بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود، والطيالسي (399)، وأحمد (4445)، والبيهقي 5/ 333 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي، كلاهما عن القاسم، عن ابن مسعود. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 227، والشافعي في "السُّنن المأثورة" (244)، وأحمد (4444)، والترمذي (1316)، والشاشي في "مسنده" (900)، والبيهقي 5/ 332، والبغوي في "شرح السنة" (2123) من طريق محمَّد بن عجلان، عن عون بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود، وأحمد (4442)، والنسائي 7/ 303، والدارقطني (2855) و (2856) و (2857)، والحاكم 2/ 48، والبيهقي 5/ 332 - 333 من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وأبو داود (3511)، والنسائي 7/ 303، والدارقطني (2858)، والحاكم 2/ 45، والبيهقي 5/ 332، والبغوي في "شرح السنة" (2122) من طريق محمَّد بن الأشعث بن قيس، ثلاثتهم عن ابن مسعود. إلا أن محمَّد بن الأشعث قال: إن عبد الله بن مسعود باع للأشعث بن قيس فذكره. عون بن عبد الله لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وطريق محمَّد بن الأشعث فيها حفيده عبد الرحمن بن قيس بن محمَّد، قال الحافظ: مجهول الحال.

20 - باب النهي عن بيع ما ليس عندك وعن ربح ما لم يضمن

20 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ 2187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! الرَّجُلُ يَسْأَلُنِي الْبَيْعَ وَلَيْسَ عِنْدِي، أَفَأَبِيعُهُ؟ قَالَ: "لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ" (¬1). 2188 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (ح) ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن يوسف بن ماهك لم يسمع من حكيم بن حزام فيما نقله الحافظ العلائي عن الإمام أحمد، وقال: بينهما عبد الله بن عصمة الجُشَمي، وإلى ذلك أشار البخاري في ترجمة عبد الله ابن عصمة في "تاريخه" وابن أبي حاتم في "الجرحِ والتعديل"، وابن حبان في "الثقات". لكن لفظ الرواية المتصلة: "إذا اشتريت بيعًا، فلا تبعه حتى تقبضه"، فالحديث بهذا اللفظ متصل. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وأخرجه أبو داود (3503)، والترمذي (1276)، والنسائي 7/ 289 من طريقين عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، والترمذي (1277) و (1279) من طريق أيوب السختياني، كلاهما عن يوسف بن ماهك، به. وهو في "مسند أحمد" (15311). وأخرجه أحمد كما في "أطراف المسند" للحافظ ابن حجر 2/ 283 من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" (3428) من طريق شيبان ابن عبد الرحمن النحوي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن يعلى بن حكيم، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عصمة، عن حكيم بن حزام، باللفظ المشار إليه، وإسناده حسن، فإن عبد الله بن عصمة روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد حسن هذا الإسناد الحافظ البيهقي في "السُّنن الكبرى" 5/ 313، وانظر تتمة تخريجه في "المسند" (15316). ويشهد للفظ رواية المصف حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي بعده.

وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَحِلُّ بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ، وَلَا رِبْحُ مَا لَمْ يُضْمَنْ" (¬1). 2189 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى مَكَّةَ، نَهَاهُ عَنْ شِفِّ مَا لَمْ يُضْمَنْ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره. وهذا إسناد حسن. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء الهَمْداني، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه أبو داود (3504)، والترمذي (1278)، والنسائي 7/ 295 من طريق عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6628). قوله: "وربح ما لم يضمن" هو ربح مبيع اشتراه فباعه قبل أن ينتقل من ضمان البائع الأول إلى ضمان القبض. قاله السندي. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- ولانقطاعه، فإن عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يُدرك عتاب بن أسيد. وقد روي من وجه آخر. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1498)، والحاكم 2/ 17، والبيهقي 5/ 313 و 339 من طرقِ عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أرسل عتاب بن أسيد إلى أهل مكة: "أن أبلغهم عن أربع خصال: أن لا يصلح شرطان في بيع، ولا بيع وسلف، ولا بيع ما لا يملك، ولا ربح ما لم يُضمن". وإسناده حسن. وهذه الرواية هي الحديث السالف غير أنه لم يرد ذكر عتاب بن أسيد في الحديث السالف. =

21 - باب: إذا باع المجيزان فهو للأول

21 - بَابٌ: إِذَا بَاعَ الْمُجِيزَانِ فَهُوَ لِلْأَوَّلِ 2190 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَن عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَوْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ مِنْهُمَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البيهقي 5/ 313 من طريق محمَّد بن إسحاق، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه قال: استعمل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عتّاب بن أسيد على مكة، فقال: "إني قد أمرتك على أهل الله عز وجل بتقوى الله، ولا يأكل أحد منهم من ربح ما لم يُضمن ... " وإسناده حسن لولا عنعنة ابن إسحاق، ومع ذلك فقد جود إسناده الذهبي في "اختصار سنن البيهقي" كما في "عقود الجواهر المنيفة" 2/ 32 للزبيدي. قوله: "عن شف ما لم يُضمن" الشف بالكسر وتشديد الفاء: الفضل والربح، وهو كقوله: "نهى عن ربح ما لم يُضمن" وقوله: "يُضمن" على بناء المفعول. قاله السندي. (¬1) رجاله ثقات، وقد صحيح هذا الحديث عدة من الحفاظ، منهم: أبو حاتم وأبو زرعة - كما في "التلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر 3/ 165 - والحاكم، وحسنه الترمذي، وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم، لا نعلم بينهم في ذلك اختلافًا. وتوقف الحافظ ابن حجر فقال: وصحته متوقفة على ثبوت سماع الحسن من سمرة، فإن رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (2088)، والترمذي (1136)، والنسائي 7/ 314 من طرق عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة وزادوا فيه: "أيما امرأة زوجها وليان فهي للأول منهما". وهو في "مسند أحمد" (20085). قال أبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله ابن أبي حاتم في "العلل " 1/ 404 - 405: عن سمرة، وبأخرةٍ شك فيه -يعني أنهما صححا كونه عن سمرة-. =

22 - باب بيع العربان

2191 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا بَاعَ الْمُجِيزَانِ، فَهُوَ لِلْأَوَّلِ" (¬1). 22 - بَابُ بَيْعِ الْعُرْبَانِ 2192 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، قال: بَلَغَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (17349)، والبيهقي 7/ 139 من طريق أبان العطار، عن قتادة، عن الحسن، عن عقبة بن عامر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6235) عن قطن بن إبراهيم، قال: حدثنا حفص، قال: حدثنا إبراهيم، عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن الحسن. عن عقبة بن عامر وسمرة بن جندب جميعًا. وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (2344) من طريق الحسن عن سمرة. وانظر الحديث التالي. (¬1) رجاله ثقات، وانظر ما قبله. قال السندي: "المجيزان" بجيم ومثناة تحتية وزاي معجمة، قال في "النهاية": المجيز الوليّ والقيِّم بأمر اليتيم والصغير المأذون له في التجارة. (¬2) هو في "الموطأ" برواية يحيى بن يحيى 2/ 609، ورواية أبي مصعب الزهري (2470) عن مالك، عن الثقة عنده، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده. قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 176: وقال القَعنبيُّ والتنَيسيُّ وجماعة عن مالك أنه بلغه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وسواء قال: عن الثقة عنده أو بلغه، لأنه كان لا يأخذ ولا يحدث إلا عن ثقة عنده، وقد تكلم الناسُ في الثقة عنده في هذا الموضع، وأشبه ما قيل فيه: أنه أخذه عن ابن لهيعة، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = أو عن ابن وهب عن ابن لهيعة ... وما رواه عنه ابن المبارك وابن وهب، فهو عند بعضهم صحيح، ومنهم من يضعف حديثه كله. قلنا: وقد رواه كذلك قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وقتيبة ممن يصحح العلماءُ حديثَ ابن لهيعة من طريقه. وقال الحافظ ابن عدي في "الكامل" 4/ 1471: والحديث عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب مشهور. وأخرجه أبو داود (3502) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، والبيهقي 5/ 342 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن مالك أنه بلغه عن عمرو بن شعيب. وهو في "مسند أحمد" (6723) عن إسحاق بن عيسى بن الطباع، عن مالك، عن الثقة، عن عمرو بن شعيب. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 177 من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن مالك، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/ 1471، ومن طريقه البيهقي 5/ 343 عن محمَّد بن حفص، عن قتيبة بن سيد، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وأخرجه الدارقطني والبيهقي في كتابيهما "الرواة عن مالك" كما في "التلخيص الحبير" 3/ 17 من طريق الهيثم بن اليمان أبي بشر الرازي، عن مالك، عن عمرو ابن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، والهيثم بن اليمان قال عنه أبو حاتم الرازي: صالح صدوق، وهو من شيوخه، وكلمة صدوق عند أبي حاتم بالنسبة إلى شيوخه يعني أنه ثقة كما هو معروف عند حُذاق هذا الفن. وبيع العربون: هو أن يشتري السلعة، فيدفع إلى البائع قسطًا من الثمن على أنه إن أخذ السلعة، احتسب به من الثمن، وإن لم يأخذ، فذلك للبائع، قال مالك والشافعي وأصحاب الرأي: لا يصح، ويُروى ذلك عن ابن عباس والحسن، واستدلوا بهذا الحديث، وقال أحمد: لا بأس به وفعله عمر رضي الله عنه، وعن ابن عمر أنه أجازه، وقال ابن سيرين: لا بأس به، وقال سعيد بن المسيب وإن سيرين: لا بأس إذا كره السلعة أن يرد السلعة ويرد معها شيئًا. انظر "المغني" 6/ 331.

23 - باب النهي عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر

2193 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِي، حَدّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَبُو مُحَمَّدٍ كَاتِبُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِي، عَنْ عَمْرِو ابْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ (¬1). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن ماجه: الْعُرْبَانُ: أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ دَابَّةً بِمائة دِينَارٍ، فَيُعْطِيَهُ دِينَارَيْنِ أربُونًا، فَيَقُولُ: إِنْ لَمْ أَشْتَرِ الدَّابَّةَ فَالدِّينَارَانِ لَكَ. وَقِيلَ: يَعْنِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ، فَيَدْفَعَ إِلَى الْبَائِعِ دِرْهَمًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَيَقُولَ: إِنْ أَخَذْتُهُ وَإِلَّا فَالدِّرْهَمُ لَكَ. 23 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ وَعن بَيْعِ الْغَرَرِ 2194 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك متروك الحديث، وشيخه عبد الله بن عامر الأسلمي ضعيف. وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح. عبد العزيز بن محمَّد -وهو الدرَاوَرْدي- قد توبع. عُبيد الله: هو ابن عمر العُمري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن ابن هُرمُز. وأخرجه مسلم (1513)، وأبو داود (3376)، والترمذي (1274)، والنسائي 7/ 262 من طريق عبيد الله العمري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7411)، و"صحيح ابن حبان" (4951). =

24 - باب النهي عن شراء ما في بطون الأنعام وضروعها وضربة الغائص

2195 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِي، قَالَا: حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ (¬1). 24 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ شِرَاءِ مَا فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ وَضُرُوعِهَا وَضَرْبَةِ الْغَائِصِ 2196 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدّثَنَا جَهْضَمُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَانِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَاهِلِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِي، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ¬

_ = قال الأزهري: الغرر: بيع ما كان على غير عُهدة ولا ثقة، ويدخل فيه البيوع التي لا يحيط بكُنهها المتبايعان من كل مجهول. قال الترمذي: قال الشافعي: ومن بيوع الغرر بيعُ السمك في الماء، وبيع العبد الآبق، وبيع الطير في السماء ونحو ذلك من البيوع. ومعنى بيع الحصاة: أن يقول البائع للمشتري: إذا نبذتُ إليك بالحصاة، فقد وجب البيع فيما بيني وبينك، وهذا شبيه ببيع المنابذة، وكان هذا من بيوع أهل الجاهلية. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة، وقد توبع. وأخرجه أحمد (2752)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (222)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11341)، والدارقطني (2841)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 7 من طريق أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1261) حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا جعفر بن مسافر، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا الهيثم بن حُميد، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن ابن عباس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن بيع الغرر. وهذا إسناد حسن إن ثبت سماع مكحول من ابن عباس. وأخرجه الطبراني (11655)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2487 من طريق النضر بن عبد الرحمن الخزاز، عن عكرمة، عن ابن عباس. والنضر متروك الحديث. وانظر ما قبله.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ شِرَاءِ مَا فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ حَتَّى تَضَعَ، وَعَمَّا فِي ضُرُوعِهَا، إِلَّا بِكَيْلٍ، وَعَنْ شِرَاءِ الْعَبْدِ وَهُوَ آبِقٌ، وَعَنْ شِرَاءِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ شِرَاءِ الصَّدَقَاتِ حَتَّى تُقْبَضَ، وَعَنْ ضَرْبَةِ الْغَائِصِ (¬1). 2197 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن إبراهيم ومحمد بن زيد مجهولان، وشهر ابن حوشب ضعيف، وجهضَم اليماني ثقة لكن حديثه عن المجهولين منكر، وهذا منها. وأخرجه أحمد (11377) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، والترمذي (1651) من طريق حاتم بن إسماعيل، كلاهما عن جهضم اليماني، بهذا الإسناد ولفظ الترمذي مختصر بذكر النهي عن شراء المغانم حتى تقسم. وانظر تمام تخريجه في "المسند". وأخرج عبد الرزاق (14374)، وابن أبي شيبة 6/ 132 عن ابن عباس موقوفًا: لا تبتاعوا اللبن في ضرع الغنم، ولا الصوف على ظهورها. وانظر "سنن الدارقطني" (2835) - (2838). قلنا: كل هذه البيوع داخلة في بيع الغرر، وقد ثبت النهي عن بيع الغرر من حديث أبي هريرة السالف برقم (2194). ويشهد للنهي عن شراء المغانم حتى تقسم، حديثُ ابن عباس عند النسائي 7/ 301 بإسناد صحيح. وحديث أبي أمامة عند الدارمي (2476) بإسناد صحيح. وضربة الغائص: قال ابن الأثير: هو أن يقول له: أغوص في البحر غوصة بكذا فما أخرجته، فهو لك، وإنما نهي عنه، لأنه غرر. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع. =

25 - باب بيع المزايدة

25 - بَابُ بَيْعِ الْمُزَايَدَةِ 2198 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدّثَنَا الْأَخْضَرُ ابْنُ عَجْلَانَ، حَدّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: "لَكَ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ، وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءَ، قَالَ: "ائْتِنِي بِهِمَا" قَالَ: فَأَتَاهُ بِهِمَا، فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: "مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ؟ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا إياه، وأخذ الدرهمين فَأَعْطَاهُمَا للأَنْصَارِي، وَقَالَ: "اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إِلَى أَهْلِكَ، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا فَأْتِنِي بِهِ" فَفَعَلَ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَشَدَّ فِيهِ عُودًا بِيَدِهِ، وَقَالَ: "اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ، وَلَا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا" فَجَعَلَ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 293 عن محمَّد بن منصور، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4582). وأخرجه البخاري (2143) و (2256) و (3843)، ومسلم (1514)، وأبو داود (3380) و (3381)، والنسائي 7/ 293 و 293 - 294 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "المسند" (4640) و (5307)، و"صحيح ابن حبان" (4947). قوله: "حَبَل الحَبَلة" الحَبَلُ بالتحريك: مصدرٌ سُمَّي به المحمول كما سُمي بالحمل، وإنما دخلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه، فالحَبَلُ الأول يراد به ما في بطون النوق من الحمل، والثاني حَبَلُ الذي في بطون النوق. قاله ابن الأثير.

عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا ثُمَّ قَالَ: هَذَا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَجِيءَ وَالْمَسْأَلَةُ نُكْتَةٌ فِي وَجْهِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لذي دَمٍ مُوجِعٍ" (¬1). ¬

_ (¬1) المرفوع دون القصة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر الحنفي - واسمه عبد الله- قد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن نقل الحافظ في ترجمته في "التهذيب" وفي "التلخيص" 3/ 15 عن البخاري قوله: لا يصح حديثه، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2297): روت عنه جماعة ليسوا من مشاهير أهل العلم، وهم عبد الرحمن بن شميط، وعُبيد الله بن شميط، والأخضر ابن عجلان عمهما، وقال: عبد الله الحنفي لا أعرف أحدًا نقل عدالته، فهي لم تثبت. ومع هذا فقد حسَّن حديثه هذا الترمذي، وصحَّحه الضياء المقدسي في "المختارة". وأخرجه أبو داود (1641)، والترمذي (1262)، والنسائي 7/ 259 من طريق الأخضر بن عجلان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11968). ويشهد لبيع المزايدة حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (2141): أن رجلًا أعتق غلاما له عن دُبُر فاحتاج، فاخذه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "مَن يشتريه مني" فاشتراه نُعيم بن عبد الله بكذا وكذا، فدفعه إليه. وقد ترجم البخاري عليه فقال: باب بيع المزايدة، وقال عطاء: أدركت الناس لا يرون بأسًا ببيع المغانم فيمن يزيد. قال ابن بطال كما في "فتح الباري" 4/ 355: شاهد الترجمة منه قوله في الحديث: "من يشتريه مني؟ " قال: فعرضه للزيادة ليستقضي فيه للمفلس الذي باعه عليه. ثم قال الحافظ: وسياتي بيان كونه مفلسًا في أواخر كتاب الاستقراض. ويشهد لقوله: "المسالة نكتة في وجهك يومَ القيامة" حديث ابن عمر عند البخاري (1475)، ومسلم (1040) أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مُزعةُ لحم". =

26 - باب الإقالة

26 - بَابُ الْإِقَالَةِ 2199 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْخَطَّابِ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، حَدّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا، أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). ¬

_ = ولقوله: "إن المسألة لا تصلح إلا ... " حديث حبشي بن جندب عند الترمذي (659) و (660)، ولفظه نحو لفظ المصنف. وحديث عبيد الله بن الخيار عن رجلين أتيا النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع، وفيه قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن شئتما أعطيتكما ولا حظَّ لغني ولا لقوي مكتسب" أخرجه أبو داود (1633)، والنسائي 5/ 99 - 100، وإسناده صحيح. وحديث أبي هريرة رفعه: "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مِرة سوِي" صححه ابن حبان (3290). وقوله: "لذي فقر مدقع" قال أبو عبيد: الدقعُ: الخضوع في طلب الحاجة مأخوذ من الدقعاء وهو التراب، يعني الفقر الذي يفضي به إلى التراب لا يكون عليه ما يقي به التراب. والغُرم: ما يلزم أداؤه تكلفًا لا في مقابلة عوض، والمُفظِع: هو الشديد الشنيع. وذو الدم الموجع: هو الذي يتحمل دية عن قريبه أو حبيبه أو نسيبه القاتل يدفعها إلى أولياء المقتول، ولو لم يفعل قتل قريبه أو حميمه الذي يتوجَّع لقَتَله. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل مالك بن سُعير، فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه أبو داود (3460) عن يحيى بن معين، عن حفص بن غياث، عن الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (7431)، و"صحيح ابن حبان" (5030). =

27 - باب من كره أن يسعر

27 - بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُسَعِّرَ 2200 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وَحُمَيْدٌ وَثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَدْ غَلَا السِّعْرُ، فَسَعِّرْ لَنَا. فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ" (¬1). ¬

_ = قوله: "من أقال مسلما أقاله الله عثرته": قال في "النهاية": أي وافقه على نقض البيع وأجابه إليه، يقال: أقاله يُقيله إقالة، وتقايلا: إذا فسخ البيع، وعاد المبيع إلى مالكه، والثمن إلى المشتري، إذا كان قد ندم أحدهما أو كلاهما. وقال العز بن عبد السلام في "الشجرة": إقالة النادم من الإحسان المأمور به في القرآن لما له من الغرض فيما ندم عليه، سيما في بيع العقار وتمليك الجوار. (¬1) إسناده صحيح. حجاج: هو ابن مِنهال، وحميد: هو الطويل، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه أبو داود (3451)، والترمذي (1361) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح، قال المناوي في "فيض القدير": وهذا أصل في إيجاب الإمام الأعظم العدل على نفسه، وأفاد أن التسعير حرام، لأنه جعله مظلمة، وبه قال مالك والشافعي، وجوَّزه ربيعة شيخ مالك، وهو مذهب عمر رضي الله عنه، لأن به حفظ نظام الأسعار. وقال أبو بكر بن العربي: الحق جواز التسعير وضبط الأمر على قانون ليس فيه مظلمة لأحد من الطائفين، وما قاله المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حق، وما فعله حكم، لكن على قوم صحت نياتهم وديانتهم، أما قوم قصدوا أكل مال الناس والتضييق عليهم فباب الله أوسع، وحكمه أمضى. قلت: فيكون الحديث على هذا من العام الذي أريد به الخاص.

28 - باب السماحة في البيع

2201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: غَلَا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالُوا: لَوْ قَوَّمْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُفَارِقَكُمْ وَلَا يَطْلُبَنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهُ" (¬1). 28 - بَابُ السَّمَاحَةِ فِي الْبَيْعِ 2202 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ أَبُو بَكْرٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ فَرُّوخَ، قَالَ: ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا سند حسن، محمَّد بن زياد -وهو ابن عُبيد الله الزيادي- صدوق، وقد توبع. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عَروبة، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 9/ 451 عن الحسن بن أبي طالب -وهو ابن محمَّد الخلال الحافظ-، عن يوسف بن عمر القواس، عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن عبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي والطبراني في "الأوسط" (5955) عن محمَّد ابن محمَّد التمار البصري أبي جعفر، عن أبي معن الرقاشي، كلاهما عن عبد الأعلى ابن عبد الأعلى السامي، عن سعيد الجُريري، عن أبي نضرة، به. وإسناد الخطيب صحيح. وهو في "مسند أحمد" (11809) عن علي بن عاصم، عن الجريري. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (1354) عن زهير بن حرب، عن معلى بن منصور، وابن حبان (4967) عن الحسن بن سفيان، عن سعيد بن عبد الجبار، كلاهما عن عبد العزيز بن محمَّد، عن داود بن صالح بن دينار، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، وإسناده حسن.

قال عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَدْخَلَ اللَّهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا، بَائِعًا وَمُشْتَرِيًا" (¬1). 2203 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِي، حَدّثَنَا أَبِي، حَدّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمر بن فروخ، ولانقطاعه، فإن عمر بن فروخ لم يلق عثمان كما قال ابن المديني في "العلل"، وكذا قال البزار في "مسنده" (392). وأخرجه النسائي 7/ 318 - 319 من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (410). ويشهد له حديث جابر الذي يأتي بعد هذا، وهو عند البخاري (2076). وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6963)، وسنده حسن. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2076) عن علي بن عياش، عن أبي غسان محمَّد بن مطرف، به. وأخرجه الترمذي (1368) من طريق زيد بن عطاء بن السائب، عن محمَّد بن المنكدر، به. وهو في "مسند أحمد" (14658). وقوله: "سمحًا إذا اقتضى" أي: طلَبَ قضاءَ حقِّه بسهولة وعدم إلحاف، وفي الحديث الحضُّ على السماحة في المعاملة، واستعمالُ معالي الأخلاق، وتركُ المشاحة، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم.

29 - باب السوم

29 - بَابُ السَّوْمِ 2204 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا يَعْلَى بْنُ شَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ قَيْلَةَ أُمِّ بَنِي أَنْمَارٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ عُمَرِهِ عِنْدَ الْمَرْوَةِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَبِيعُ وَأَشْتَرِي، فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَاعَ الشَّيْءَ سُمْتُ بِهِ أَقَلَّ مِمَّا أُرِيدُ، ثُمَّ زِدْتُ ثمَّ زِدتُ حَتَّى أَبْلُغَ الَّذِي أُرِيدُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَ الشَّيْءَ سُمْتُ بِهِ أَكْثَرَ مِنْ الَّذِي أُرِيدُ، ثُمَّ وَضَعْتُ حَتَّى أَبْلُغَ الَّذِي أُرِيدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَفْعَلِي يَا قَيْلَةُ، إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبْتَاعِي شَيْئًا فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ، فَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبِيعِي شَيْئًا فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ" (¬1). 2205 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ الْجُرَيْرِي، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ¬

_ (¬1) يعقوب بن حميد بن كاسب -وإن كان فيه ضعف- متابع، وعبد الله بن عثمان بن خثيم: قال المزي في "التحفة" (18048): إنه لم يسمع من قيلة، وذكر الحافظ في "الإصابة" 8/ 88: أنه جاء تصريحه بالسماع منها عند ابن السكن! وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة" (2144) عن يعقوب بن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 311، والطبراني في "الكبير" 25/ (4)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة يعلى بن شبيب 32/ 386 - 387 من طرق عن يعلى بن شبيب، بهذا الإسناد.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةٍ، فَقَالَ لِي: "أَتَبِيعُ نَاضِحَكَ هَذَا بِدِينَارٍ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ نَاضِحُكُمْ إِذَا أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ. قَالَ: "فَتَبِيعُهُ بِدِينَارَيْنِ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ؟ " قَالَ: فَمَا زَالَ يَزِيدُنِي دِينَارًا دِينَارًا وَيَقُولُ مَكَانَ كُلِّ دِينَارٍ: "وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَكَ" حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ دِينَارًا، فَلَمَّا أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ أَخَذْتُ بِرَأْسِ النَّاضِحِ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "يَا بِلَالُ، أَعْطِهِ مِنْ الْغَنِيمَةِ (¬1) عِشْرِينَ دِينَارًا"، وَقَالَ: "انْطَلِقْ بِنَاضِحِكَ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِكَ" (¬2). 2206 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ مُوسَى، أخبرنا الرَّبِيعُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) في (س) ونسخة على هامش (م): العَيبة. والعيبة: هي وعاء من أَدَم يكون فيه المتاع. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، والجريري: هو سعيد بن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وأخرجه مسلم بإثر الحديث (1599) / (112) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الجريري، به. وأخرجه مسلم بإثر الحديث (1466) / (58)، والنسائي 299/ 7 - 300 من طريق سليمان التيمي، عن أبي نضرة، به. وأخرجه بنحوه البخاري (2097) و (2309)، ومسلم بإثر (1466) / (57)، وبإثر (1599) / (109) و (110) و (111) و (113)، والنسائي 7/ 297 و 298 و 299 من طرق عن جابر بن عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (14195) و (14376) و (15026)، و "صحيح ابن حبان" (7141)، وانظر شرح حديث جابر هذا في "فتح الباري" 5/ 314 - 322، فإنه غاية في النفاسة.

30 - باب كراهية الأيمان في الشراء والبيع

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَعَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ (¬1). 30 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَيْمَانِ فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ 2207 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، الربيع بن حبيب -وهو ابن الملاح العبسي- مختلف فيه، وثقه يحيى بن معين ويعقوب بن شيبة وابن شاهين، وقال البخاري وأبو حاتم والنسائي وابن حبان: منكر الحديث، زاد أبو حاتم: هو ضعيف، وضعفه العقيلي، وقال ابن عدي بعد أن ساق حديثه هذا وغيره: وهذه الأحاديث مع غيرها يرويها عن الربيع بن حبيب عبيد الله بن موسى وليست بالمحفوظة، ولا تروى إلا من هذا الطريق. ونوفل بن عبد الملك جهله أبو حاتم، وقال ابن معين: ليس بشيء. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (3704)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المختارة" للضياء 2/ 278، وأبو يعلى في "مسنده" (541)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 995، والحاكم 4/ 234، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (658)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة الربيع بن حبيب العبسي، من طرق عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. قوله: "نهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن السوم قبلَ طلوع الشمس" قال المناوي في "فيض القدير" 6/ 315: أي: سوم السلعة، لكونه وقتَ ذكرٍ وشُغْل بالعبادة، أو عن الرعي، ويقوِّيه قوله: "وعن ذبح ذوات الدَّرِّ" أي: ذوات اللبن، وهو مصدر دَرَّ اللبنُ إذا جرى.

أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلَاةِ يَمْنَعُهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا سِلْعَةً بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ لَهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (2358)، ومسلم (158)، وأبو داود (3474) و (3475)، والترمذي (1685)، والنسائي 7/ 246 - 247 من طرق عن الأعمش، به. ولفظ الترمذي مختصر بذكر بيعة الإمام بقصد الدنيا. وسيتكرر برقم (2870). وأخرجه بنحوه البخاري (2369) و (7446)، ومسلم (108) من طريق عمرو ابن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا أنه قال: "ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم" وزاد البخاري: "فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداك". وهو في "مسند أحمد" (7442)، و "صحيح ابن حبان" (4908). وقوله: "بعد العصر" قال العيني في "عمدة القاري" 12/ 199 - 200: هذا ليس بقيد، وإنما خرج هذا مخرجَ الغالب، إذ كانت عادتُهم الحَلِفَ بمثله، وذلك لأن الغالبَ أن مِثْلَه كان يَقَعُ في آخرِ النهار حيث أرادوا الانعزالَ عن السوق والفراغَ مِن معاملتهم. وقيل: خصص العصرَ بالذكر لما فيه من زيادة الجراءة، إذ التوحيدُ هو أساس التنزيهات، والعصر هو وقتُ صعود الملائكة، ولهذا يُغلظُ في أيمان اللعان به، وقيل: لأن وقتَ العصر وقتٌ تَعظُمُ فيه المعاصي لارتفاع الملائكة بالأعمال إلى الرب تبارك وتعالى، فيعظم أن يرتفعوا بالمعاصي، ويكون آخر عمله هو المرفوع، فالخواتيم هي المرجوة، وإن كانت اليمن الفاجرة محرمةً في كل وقت.

2208 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْمَسْعُودِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ يا رسول الله، فَقَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا؟ قَالَ: "الْمُسْبِلُ إِزَارَهُ، وَالْمَنَّانُ عَطَاءَهُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ" (¬1). 2209 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ¬

_ (¬1) إسناده الثاني صحيح، أما الأول فمنقطع بين علي بن مدرك وبين خرشة ابن الحر، بينهما أبو زرعة بن عمرو بن جرير كما في الإسناد. الثاني. وكيع: هو ابن الجراح، والمسعودي: هو عبدُ الرحمن بنُ عبد الله بن عتبة، وشعبة: هو ابن الحجاج. وهو في "مسند أحمد" (21404) و (21544) عن وكيع، بالإسناد الأول. وأخرجه مسلم (106)، وأبو داود (4087)، والترمذي (1254)، والنسائي 5/ 81 و 7/ 245 - 246 من طرق عن شعبة، بالإسناد الثاني. وأخرجه مسلم (106)، وأبو داود (4088)، والنسائي 5/ 81 و 7/ 246 و 8/ 208 من طريق سليمان بن مسهر، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر. وهو في "مسند أحمد" (21318) و (21405)، و "صحيح ابن حبان" (4907).

31 - باب من باع نخلا مؤبرا أو عبدا له مال

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِيَّاكُمْ وَالْحَلِفَ فِي الْبَيْعِ، فَإِنَّهُ يُنَفِّقُ ثُمَّ يَمْحَقُ" (¬1). 31 - بَابُ من بَاعَ نَخْلًا مُؤَبَّرًا أَوْ عَبْدًا لَهُ مَالٌ 2210 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. حَدّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ" (¬2). 2210م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع عند أحمد (22545)، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه مسلم (1607)، والنسائي 7/ 246 من طريق الوليد بن كثير المخزومي، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة الأنصاري. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وهو في "موطأ مالك" 2/ 617، ومن طريقه أخرجه البخاري (2204) و (2716)، ومسلم (1543) (77)، وأبو داود (3434)، وهو في "مسند أحمد" (5306). وأخرجه البخاري (2253)، ومسلم (1543) (78) و (79) من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4502)، و"صحيح ابن حبان" (4924). وانظر ما بعده. قوله: "أُبرِّت" أي: لُقِّحت. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2206) و (2379)، ومسلم (1543) (79)، والنسائي 7/ 296 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

2211 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ؛ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي بَاعَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنْ ابْتَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ" (¬1). 2212 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ بَاعَ نَخْلًا وَبَاعَ عَبْدًا" جَمَعَهُمَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2379)، ومسلم (1543) (80)، والترمذي (1288) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4922). وأخرجه مسلم (1543) (85)، وأبو داود (3433)، والنسائي 7/ 297 من طريق سفيان بن عيية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4552)، و"صحيح ابن حبان" (4923). وأخرجه مسلم (1543) (80) من طريق يونس، عن الزهري، به. (¬2) رجاله ثقات، إلا أنه اختلف على نافع في قصة العبد، فرويت عنه عن ابن عمر مرفوعة كما هنا، ورويت عنه عن ابن عمر عن عمر مرفوعة، ورويت عنه عن ابن عمر عن عمر من قوله. ورجَّح البيهقي رواية الجماعة عنه عن ابن عمر عن عمر من قوله، وحكم الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 2/ 402 على رواية عبد ربه بن سعيد هذه بأنها وهم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4963) من طريق محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5491). =

2213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ خَالِدٍ النُّمَيْرِيُّ أَبُو الْمُغَلِّسِ، حَدّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، حَدّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ ¬

_ = وأخرجه النسائي (4964) من طريق سليمان بن موسى الأشدق، والبيهقي 5/ 325 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، كلاهما عن نافع، به مرفوعًا. وأخرجه أبو داود (3962)، والنسائي (4962) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله، عن نافع، به مرفوعًا. لكن أخرجه النسائي (4961) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، بإسقاط بكير. وستأتي رواية ابن أبي جعفر عند المصنف برقم (2529). وأخرجه أبو داود (3434) من طريق مالدُ، والنسائي (4966) من طريق الليث ابن سعد، و (4967) من طريق عبيد الله، و (4968) من طريق أيوب، أربعتهم عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر موقوفًا عليه. وجاء في مطبوع "سنن أبي داود" مرفوعًا وهو خطأ، والتصويب من "تحفة الأشراف". وأخرجه النسائي (4970) من طريق ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر مرفوعًا. وقال النسائي- كما في "التحفة" (10558) -: هذا خطأ، والصواب حديث ليث بن سعد وعُبيد الله وأيوب. وهو في "مسند أحمد" (5491) و (4552) و (14325). قال الحافظ في "الفتح" 4/ 402: واختلف على نافع وسالم في رفع ما عدا النخل، فرواه الزهري، عن سالم، عن أبيه مرفوعًا في قصة النخل والعبد معًا. هكذا أخرجه الحفاظ عن الزهري ... (قلنا: سلفت روايته في الحديث السالف قبل هذا). وروى مالك والليث وأيوب وعبيد الله بن عمر وغيرهم عن نافع عن ابن عمر قصة النخل. وعن عمر قصة العبد موقوفة ... ثم قال: وجزم مسلم والنسائي والدارقطني بترجيح رواية نافع المفضّلة على رواية سالم، ومال علي ابن المديني والبخاري وابن عبد البر إلى ترجيح رواية سالم.

32 - باب النهي عن بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِثَمَرِ النَّخْلِ لِمَنْ أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَأَنَّ مَالَ الْمَمْلُوكِ لِمَنْ بَاعَهُ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ (¬1). 32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ صَلَاحُهَا 2214 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا". نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفضيل بن سليمان -وهو النميري- وجهالة إسحاق بن يحيى بن الوليد -وهو ابن عبادة بن الصامت- ثم إن روايته عن جده مرسلة. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" ضمن حديث مطول (22778)، والبيهقي 5/ 326 من طريق الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث ابن عمر السالف في هذا الباب. وحديث جابر بن عبد الله عند أحمد (14325)، والنسائي في "الكبرى" (4964)، وإسناده حسن. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 7/ 262 عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2194)، ومسلم (1534)، وأبو داود (3367) و (3368)، والترمذي (1270)، والنسائي 7/ 270 من طرق عن نافع، به. وأخرجه البخاري (1486)، ومسلم (1534) (52) من طريق عبد الله بن دينار، والبخاري (2183)، ومسلم بإثر (1538)، والنسائي 7/ 262 و 263 من طريق سالم، كلاهما عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4525) و (6058)، و"صحيح ابن حبان" (4981) (و 4989) و (4991).

2215 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، حَدّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ" (¬1). 2216 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو الزهري. وأخرجه مسلم (1538)، والنسائي 7/ 263 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1538) من طريق عبد الرحمن بن أبي نُعم، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7559). وأخرجه أبو داود (3369) من طريق مولى لقريش، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن بيع الغنائم حتى تقسم، وعن بيع النخل حتى تُحرَزَ من كل عارض ... وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. (¬2) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع، وابن جريج -واسمه عبد الملك ابن عبد العزيز- صرح بالسماع عند مسلم. سفيان: هو ابن عيينة الهلالي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (2381)، ومسلم بإثر الحديث (1543) / (81)، وأبو داود (3373)، والنسائي 7/ 263 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزادوا في روايتهم: "وأن لا يُباع إلا بالدينار والدرهم، إلا العرايا". وأخرجه البخاري (2189)، ومسلم بإثر (1543) / (81) و (82)، والنسائي 7/ 37 و 263 - 264 و270 من طرق عن ابن جريج، به، لكن قرن البخاري ومسلم في إحدى رواياته والنسائي في الموضعين الأول والثاني بعطاء بن أبي رباح أبا الزبير =

33 - باب بيع الثمار سنين والجائحة

2217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تَزْهُوَ، وَعَنْ بَيْعِ الْعِنَبِ حَتَّى يَسْوَدَّ، وَعَنْ بَيْعِ الْحَبِّ حَتَّى يَشْتَدَّ (¬1). 33 - بَابُ بَيْعِ الثِّمَارِ سِنِينَ وَالْجَائِحَةِ 2218 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ ¬

_ = المكي، وزاد البخاري ومسلم والنسائي في الموضع الثالث مثل الزيادة المُشار إليها قبلُ. وهو في "مسند أحمد" (14876). وأخرجه البخاري (1487)، ومسلم بإثر (1543) / (86) من طريقين عن عطاء ابن أبي رباح، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (15246)، و"صحيح ابن حبان" وأخرجه البخاري (2196)، ومسلم (1536)، وبإثر (1543) / (83) و (84) و (85)، وأبو داود (3370) من طرق عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14350) و (14438). (¬1) إسناده صحيح. حجاج: هو ابن منهال الأنماطي، وحماد: هو ابن سلمة، وحميد: هو ابن أبي حُميد الطويل. وأخرجه أبو داود (3371)، والترمذي (1272) من طرق عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (13314)، و"صحيح ابن حبان" (4993). وأخرجه البخاري (1488)، ومسلم (1555)، والنسائي 7/ 264 من طرق عن حميد الطويل، عن أنس. مختصرًا بذكر النهي عن بيع الثمرة حتى تزهو. وهو في "مسند أحمد" (12138)، و"صحيح ابن حبان" (4990).

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ بَيْعِ السِّنِينَ (¬1). 2219 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ بَاعَ ثَمَرًا فَأَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ، فَلَا يَأْخُذْ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْئًا، عَلَامَ يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ؟! " (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان هو ابن عيينة. وأخرجه مسلم بإثر الحديث (1543) / (101)، وأبو داود (3374)، والنسائي 7/ 266 و 294 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14320)، و"صحيح ابن حبان" (4995). وأخرجه مسلم بإثر (1543) / (100)، وأبو داود (3375)، والنسائي 7/ 294 من طرق عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله. وقرن أبو داود بأبي الزبير سعيد بن ميناء. وقوله: "بيع السنين" قال الخطابي: هو أن يبيع الرجل ما تثمره النخلة أو النخلات بأعيانها سنين ثلاثًا أو أربعًا أو أكثر منها، وهذا غَرَرٌ، لأنه يبيع شيئًا غير موجود ولا مخلوق حال العقد ولا يدري هل يكون ذلك أم لا، وهل يتم النخل أم لا، وهذا في بيوع الأعيان، فأما في بيوع الصفات فهو جائز مثل أن يُسلفَ في الشيء إلى ثلاث أو أربع أو أكثر ما دامت المدة معلومة إذا كان الشيء المُسلَفُ فيه غالبا وجودُه عند وقت مَحِل السلفِ. "معالم السُّنن" 3/ 86. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وقد صرح كل من ابن جريج وأبى الزبير بالسماع في بعض مصادر التخريج. وأخرجه النسائي 7/ 265 عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1554)، وأبو داود (3470)، والنسائي 7/ 264 - 265 من طرق عن ابن جريج، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (5034) و (5035). =

34 - باب الرجحان في الوزن

34 - بَابُ الرُّجْحَانِ فِي الْوَزْنِ 2220 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه مسلم بإثر (1555) / (17)، وأبو داود (3374)، والنسائي 7/ 265 من طريق سليمان بن عتيق، عن جابر: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر بوَضْعَ الجوائح. وهو في "مسند أحمد" (14320) من طريق سليمان بن عتيق. قال الخطابي: وأمره بوضع الجوائح عند أكثر الفقهاء أمرُ ندب واستحبابٍ من طريق المعروف والإحسان، لا على سبيل الوجوب والإلزام. وقال أحمد بن حنبل وأبو عبيد في جماعة من أصحاب الحديث: وضعُ الجائحة لازم للبيع إذا باع الثمرة فأصابته الآفة فهلكت، وقال مالك يوضع في الثلث فصاعدًا، ولا يوضع فيما هو أقل من الثلث، قال أصحابه: ومعنى هذا الكلام أنَ الجائحةَ إذا كانت دونَ الثلث، كان من مال المشتري، وما كان أكثر مِن الثلث، فهو من مال البائع. واستدل من تأوَّل الحديث على معنى الندب والاستحباب دونَ الإيجاب بأنه أمر حَدَثَ بعد استقرار ملك المشتري عليها، فلو أراد أن يبيعَها أو يهبَها، لصح ذلك منه فيها، وقد نهى رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن بيع ما لم يُضمن، فإذا صح بيعها ثبت أنها من ضمانه، وقد نهى رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن بيعِ الثمرةِ قبلَ بُدُوِّ صلاحِها، فلو كانت الجائحةُ بعد بدو الصلاحِ من مال البائع لم يكن لهذا النهي فائدةٌ. "معالم السُّنن" 3/ 86 - 87. وقال ابن قدامة في "المغني" 6/ 177 وما تهلكه الجائحةُ من الثمار من ضمان البائع، وبهذا قال أكثر أهل المدينة، منهم يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك وأبو عُبيد وجماعة من أهل الحديث، وبه قال الشافعي في القديم. وقال أبو حنيفة والشافعي: هو من ضمان المشتري ... والجائحة: كل آفة لا صنع للآدمي فيها: كالريح والبرد والجراد والعطش.

جَلَبْتُ أَنَا وَمَخْرَفَةُ الْعَبْدِيُّ بَزًّا مِنْ هَجَرَ، فَجَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَاوَمَنَا سَرَاوِيلَ، وَعِنْدَنَا وَزَّانٌ يَزِنُ بِالْأَجْرِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا وَزَّانُ، زِنْ وَأَرْجِحْ" (¬1). 2221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا أَبَا صَفْوَانَ بْنَ عُمَيْرَةَ، قَالَ: بِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رِجْلَ سَرَاوِيلَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، فَوَزَنَ لِي فَأَرْجَحَ لِي (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، سماكُ بنُ حرب صدوق حسن الحديث. وقد خالف سفيانَ -وهو الثوري- شعبةُ في هذا الحديث في الرواية الآتية فقال: عن سماك، عن مالك أبي صفوان بن عميرة قال: بعت من رسول الله ... والقول قول سفيان كما قال أبو داود بإثر الحديث (3337). وأخرجه أبو داود (3336)، والترمذي (1353)، والنسائي 7/ 284 من طرق عن سفيان الثوري، به. وقال الترمذي: حديث سويد حديث حسن صحيح. وأهل العلم يستحبون الرُّجحان في الوزن. وهو في "مسند أحمد" (19098). وسيأتي برقم (3579) من طرق عن سفيان مختصرًا بلفظ: أتانا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فسَاومنا سراويلَ. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد خالف فيه شعبةُ سفيانَ الثوريُّ كما سلف بيانه في الطريق الذي قبله. وأخرجه أبو داود (3337)، والنسائي 7/ 284 من طرق عن شعبة، به. وقال أبو داود: رواه قيس كما قال سفيان، والقول قول سفيان. وهو في "مسند أحمد" (19099). قوله: "رِجل سراويل" قال ابن الأثير في "النهاية": هذا كما يقال: اشترى زَوجَ خُف، وزَوْج نَعْل، وإنما هما زوجان، يريد رِجلَي سراويل، لأن السراويل من لباس الرَّجلين، وبعضهم يسمي السراويل رِجْلًا.

35 - باب التوقي في الكيل والوزن

2222 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وَزَنْتُمْ فَأَرْجِحُوا" (¬1). 35 - بَابُ التَّوَقِّي فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ 2223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدّثَنِي أَبِي، حَدّثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِي، أَنَّ عِكْرِمَةَ حَدَّثَهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ كَانُوا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ كَيْلًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فَأَحْسَنُوا الْكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري. وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (4864)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (759) من طريق عمر بن شبة النميري، عن عبد الصمد، بهذا الإسناد والمتن. وأخرج البخاري (2604)، ومسلم بإثر الحديث (1559) / (115) و (116)، والنسائي 7/ 283 من طريق شعبة، به عن محارب، عن جابر. ولفظ البخاري: بِعتُ من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعيرًا في سفر، فلما أتينا المدينة قال: "ائت المسجد فصل ركعتين" فوزن لي فأرجح، فما زال منها شيء حتى أصابها أهلُ الشام يومَ الحرة. وهو في "مسند أحمد" (14192). وأخرج البخاري (443)، وأبو داود (3347)، والنسائي 7/ 283 - 284 من طريق مسعر، ومسلم (715) (71) من طريق سفيان، كلاهما عن محارب، عن جابر قال: كان لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين فقضاني وزادني. (¬2) إسناده حسن، علي بن الحسين بن واقد مختلف فيه، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وكان إسحاق بن راهويه سيئ الرأي فيه لعلة الارجاء، وهذا ليس =

36 - باب النهي عن الغش

36 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْغِشِّ 2224 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، فَإِذَا هُوَ مَغْشُوشٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ" (¬1). ¬

_ = بعلة، فإن الإرجاء مذهب غير واحد من الثقات كما ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة مسعر بن كدام، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحَّح حديثه هذا ابن حبان والحاكم وسكت عنه الذهبي، وحسنه البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 142، وقد تابعه علي بن الحسن بن شقيق وهو ثقة عند البيهقي في "الشعب" (4903)، ويحيى بن واضح عند الطبري 30/ 91، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11590)، وابن حبان (4919)، والحاكم 2/ 32، والبيهقي 6/ 32، والطبراني في "الكبير" (12041) من طرق عن علي بن الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. والمراد بالتطفيف في الآية: البخس في المكيال والميزان، إما بالازدياد إن اقتضى من الناس، وإما بالنقصان إن قضاهم. (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه أبو داود (3452) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7292). وأخرجه بنحوه مسلم (102)، والترمذي (1362) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا الغِش وقالوا: حرام. وهو في "صحيح ابن حبان" (4905). =

37 - باب النهي عن بيع الطعام قبل أن يقبض

2225 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِجَنَبَاتِ رَجُلٍ عِنْدَهُ طَعَامٌ فِي وِعَاءٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، فَقَالَ: "لَعَلَّكَ غَشَشْتَ، مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا" (¬1). 37 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ قَبْلُ أن يُقْبَضْ 2226 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلَا يَبِيعهُ (¬2) حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ" (¬3). ¬

_ = قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 167 تعليقًا على قوله: "ليس منا من غش": "يُرد به نفيه عن دين الإسلام، إنما أراد أنه ترك اتباعي، إذ ليس هذا من أخلاقنا وأفعالنا، أوليس هو على سنتي وطريقتي في مناصحة الإخوان، هذا كما يقولُ الرجل لصاحبه: أنا منك، يريدُ به الموافقةَ والمتابعةَ، قال الله سبحانه وتعالى إخبارًا عن إبراهيم عليه السلام. {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]. والغش: نقيضُ النصح، مأخوذ مِن الغشش، وهو المشرَب الكَدِرُ. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أبو داود -وهو نفيع بن الحارث الأعمى- متروك الحديث. وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 25، والطبراني في "الكبير" 22/ (524)، والمزي في ترجمة أبي الحمراء من "تهذيب الكمال" 33/ 259 - 260 من طريقين عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، به. ويغني عنه حديثُ أبي هريرة السالف قبله. (¬2) هكذا في أصولنا الخطية بإثبات الياء، وفي المطبوع: يبعه، وهو الجادّة، وما أثبتنا له وجه. (¬3) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع، وباقي رجاله ثقات. =

2227 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِي، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ". قال أَبُو عَوَانَةَ فِي حَدِيثِهِ: قال ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ مِثْلَ الطَّعَامِ (¬1). ¬

_ = وهو في "موطأ مالك" 2/ 640، ومن طريقه أخرجه البخاري (2126) و (2136)، ومسلم (1526) (32)، وأبو داود (3492)، والنساني 7/ 285. وهو في "مسند أحمد" (396). وأخرجه البخاري (2124) من طريق موسى بن عقبة، ومسلم (1526) (34) من طريق عبيد الله بن عمر، و (1526) (35) من طريق عمر بن محمَّد، ثلاثتهم عن نافع، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (4986). وأخرجه البخاري (2133)، ومسلم (1526) (36)، والنسائي 7/ 285 من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وانظر ما سيأتي برقم (2229). (¬1) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه البخاري (2135)، ومسلم (1525) (29)، وأبو داود (3497)، والترمذي (1337)، والنسائي 7/ 285 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه البخاري (2132)، ومسلم (1525) (30) و (31)، وأبو داود (3496)، والنسائي 7/ 285 من طريق ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (1847)، و"صحيح ابن حبان" (4980). وانظر في فقه الحديث "المغني" 6/ 181 - 190 لابن قدامة، و"فتح الباري" 4/ 349 - 351.

38 - باب بيع المجازفة

2228 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يَجْرِيَ فِيهِ الصَّاعَانِ، صَاعُ الْبَائِعِ وَصَاعُ الْمُشْتَرِي (¬1). 38 - بَابُ بَيْعِ الْمُجَازَفَةِ 2229 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَشْتَرِي الطَّعَامَ مِنْ الرُّكْبَانِ جِزَافًا، فَنَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَبِيعَهُ حَتَّى نَنْقُلَهُ مِنْ مَكَانِهِ (¬2). 2230 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّي، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وهو محمَّد بن عبد الرحمن. وأخرجه عبد بن حميد (1059)، والدارقطني (2819)، والبيهقي 5/ 316 من طريق عُبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، به. (¬2) إسناده صحيح. سهل بن أبي سهل: هو ابن زَنْجَلَة الرازي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (2123) و (2166) و (2167)، ومسلم (1527)، وأبو داود (3493) و (3494)، والنسائي 7/ 287 من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (395) و (4639). وأخرجه البخاري (2131) و (2137) و (6852)، ومسلم (1527)، وأبو داود (3498)، والنسائي 7/ 287 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (4517).

39 - باب ما يرجى في كيل الطعام من البركة

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ التَّمْرَ فِي السُّوقِ، فَأَقُولُ: كِلْتُ فِي وَسْقِي هَذَا كَذَا، فَأَدْفَعُ أَوْسَاقَ التَّمْرِ بِكَيْلِهِ وَآخُذُ شِفِّي، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِذَا سَمَّيْتَ الْكَيْلَ فَكِلْهُ" (¬1). 39 - بَابُ مَا يُرْجَى فِي كَيْلِ الطَّعَامِ مِنْ الْبَرَكَةِ 2231 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، فهو من رواية عبد الله بن يزيد -وهو المقرئ- عن ابن لهيعة -وهو عبد الله- وقد ذهب عدد من أهل العلم إلى أن روايته عنه صالحة. ورواه عن ابن لهيعة أيضًا عبد الله بن المبارك عند عبد بن حميد (52)، وعبد الله ابن وهب عند أبي بكر المروزي في "مسنده" كما في "تغليق التعليق" لابن حجر 3/ 239، وروايتهما عن ابن لهيعة صالحة. وتابع هؤلاء أيضًا أبو سعيد مولى بني هاشم عند أحمد (444)، والحسن بن موسى عند البزار (379)، وأبو الأسود عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 17، وسعيد بن أبي مريم عند البيهقي 5/ 315، كلهم عن ابن لهيعة. قوله: "آخذ شِفي" قال صاحب "النهاية" 2/ 488: الشف: الزيادة والرِّبح. (¬2) إسناده حسن. هشام بن عمار متابع، وإسماعيل بن عياش روايتُه عن أهل بلده صالحة، وهذا منها، فإن محمَّد بن عبد الرحمن اليحصُبي -وهو ابن عِرق- حمصيٌّ. وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" 1/ 151 من طريق حيوة بن شُريح، والضياء المقدسي في "المختارة" 9/ (82) من طريق هشام بن عمار، و 9/ (81) من =

2232 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ الْمِقْدَامِ ابْنِ مَعْدِيَ كَرِبَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لكم فِيهِ" (¬1). ¬

_ = طريق مالك بن سليمان الحمصي، ثلاثتهم عن إسماعيل بن عياش، به. وقرن البخاري بإسماعيل بقيةَ بنَ الوليد ويحيى بنَ سعيد العطار. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 142 من طريق بقية بن الوليد، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 167 من طريق شعبة بن الحجاج، كلاهما عن محمَّد بن عبد الرحمن بن عرق، عن عبد الله بن بسر. وقال أبو نعيم: محمَّد بن عبد الرحمن حمصي، وتفرد بهذا أبو الصباح، عن يحيى، ويقال: إنه وهم فيه. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1135) عن الحسين بن إسحاق التُستري، عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر. وأخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" 9/ (44) من طريق هشام بن عمار، عن أبي سعد بن حفص بن رواحة، عن أبيه، عن عبد الله بن بسر. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. بقية بن الوليد تابعه إسماعيل بن عياش. وأخرجه أحمد (23508) و (23509)، والطبراني في "الكبير" (3859)، وفي "مسند الشاميين" (1129)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (697)، والبيهقي في "السُّنن" 6/ 32 من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (23510)، والطبراني في "الكبير" (3859)، وفي "الشاميين" (1129)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 217 من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن بَحير بن سعد، به. =

40 - باب الأسواق ودخولها

40 - بَابُ الْأَسْوَاقِ وَدُخُولِهَا 2233 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِي، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ، حَدّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدّثَنِي مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ ابْنَا الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَرَّادِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِي، حَدَّثَهُمَا أَنَّ أَبَاهُ الْمُنْذِرَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَهَبَ إِلَى سُوقِ النَّبِيطِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: "لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ" ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى سُوقٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: "لَيْسَ هَذَا لَكُمْ بِسُوقٍ" ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا السُّوقِ، ¬

_ = وأخرجه أحمد (17177)، والبيهقي 6/ 31 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، والبخاري (2128)، وابن حبان (4918)، والطبراني في "الكبير" 20/ (643)، وفي "مسند الشاميين" (433)، والقضاعي (698)، والبيهقي 6/ 32، والبغوي في "شرح السنة" (3000) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 217، والبيهقي 6/ 32 من طريق يحيى بن حمزة، ثلاثتهم عن ثور ابن يزيد الحمصي، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... الحديث، فجعله من مسند المقدام وقال أبو نعيم: صحيح من حديث ثور عن خالد. وأخرجه الإسماعيلي في "مستخرجه" كما في "فتح الباري" 4/ 345، ومن طريقه البيهقي 6/ 32 من طريق أبي الربيع الزهراني، عن ابن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن المقدام بن معدي كرب. فزاد في إسناده جبير بن نفير. قال أبو حاتم فيما حكاه عنه ابنه في "العلل" 1/ 378 وقد سأله عن هذه الرواية التي فيها زيادة جبير: الصحيح حديث ثور حيث زاد رجلًا. وقد عند الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/ 345 - 346 هذه الرواية من المزيد في متصل الأسانيد.

فَطَافَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا سُوقُكُمْ، فَلَا يُنْتَقَصَنَّ وَلَا يُضْرَبَنَّ عَلَيْهِ خَرَاجٌ" (¬1). 2234 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْعُرُوقِي، حَدّثَنَا أَبِي، حَدّثَنَا عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدّثَنَا عَوْنٌ الْعُقَيْلِي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِي عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ غَدَا إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ، غَدَا بِرَايَةِ الْإِيمَانِ، وَمَنْ غَدَا إِلَى السُّوقِ، غَدَا بِرَايَةِ إِبْلِيسَ" (¬2). 2235 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف إسحاق بن إبراهيم بن سعيد -وهو الصواف المدني- وجهالة محمَّد وعلي ابني الحسن بن أبي الحسن البراد والزبير بن المنذر ابن أبي أسيد، على اختلاف في إسناده كما بينه المزي في "تحفة الأشراف" 8/ 344. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة علي بن الحسن بن أبي الحسن البراد، 2/ 368 - 369 من طريق أبي بكر بن أبي عاصم، عن إبراهيم بن المنذر، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عُبيس بن ميمون -وهو التيمي البصري- متروك الحديث. وقال عن حديثه هذا الإمام أحمد فيما نقله عن ابنه في "العلل "2/ 342: حديث منكر. عون العَقيلي: هو عون بن أبي شداد العَقيلي، بفتح العين. وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "العلل" 2/ 342، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 418، والطبراني في "الكبير" (6146)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عُبيس بن ميمون 19/ 280 - 281 من طريق خلف بن هشام البزار، عن عبيس بن ميمون، بهذا الإسناد.

عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عمرو بن دينار مولى آل الزبير منكر الحديث وليس هو بعمرو بن دينار المكي الثقة. وقال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 171: هذا حديث منكر جدًا، لا يحتمل سالم هذا الحديث. وأخرجه الترمذي (3727) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن حماد بن زيد والمعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (327). وأخرجه الترمذي (3726) من طريق أزهر بن سنان، عن محمَّد بن واسع، عن سالم بن عبد الله، به. وهذا إسناد ضعيف، أزهر بن سنان ضعيف جدًا، وقال الترمذي: حديث غريب. وأخرجه الطبراني (793) من طريق أبي خالد الأحمر، عن المهاجر بن حبيب قال: سمعتُ سالم بن عبد الله، به. قال الإمام علي ابن المديني فيما نقله عنه الحافظ ابن كثير في "مسند عمر" ص 642: وأما حديث مهاجر، عن سالم فيمن دخل السوق، فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبو خالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وفرج بن فضالة وأهل الشام، وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالمًا، وإنما روى هذا الحديث شيخ لم يكن عندهم بثبت يقال له: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، حدثناه زياد بن الربيع عنه به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديثَ أشد الإنكار لجودة إسناده ... ولو كان مهاجر يصح حديثُه في السوق، لم يُنكَر على عمرو بن دينار هذا الحديث. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 912، والحاكم 1/ 539 من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال الترمذي: سألتُ محمداَ (يعني البخاري) عن هذا الحديث، =

41 - باب ما يرجى من البركة في البكور

41 - بَابُ مَا يُرْجَى مِنْ الْبَرَكَةِ فِي الْبُكُورِ 2236 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا". قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا، بَعَثَهُمْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ. قَالَ: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ (¬1). ¬

_ = فقال: هذا حديث منكر، قلت له: مَن عمران بن مسلم هذا؟ هو عمران القصير؟ قال: لا. هذا شيخ منكر الحديث. قلنا: ويحيى بن سليم الطائفي سيىء الحفظ. وأورده بهذا الإسناد ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 181، وقال: سألت أبي عنه، فقال: هذا حديث منكر. ثم قال ابن أبي حاتم: وهذا الحديث خطأ، إنما أراد عمران بن مسلم، عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، فغلط وجعل بدل عمرو: عبد الله بن دينار، وأسقط سالما من الإسناد، حدثنا بذلك محمَّد بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن بكير بن شهاب الدامغاني، عن عمران بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر الحديث. قلنا: ومع كل ذلك، فقد حسن المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 531 إسناد هذا الحديث بعد أن نسبه إلى الترمذي، وقال الشوكاني في "تحفة الذاكرين" ص 273: والحديث أقل أحواله أن يكون حسنًا! وإن كان في ذكر العدد على هذه الصفة نكارة. وانظر نمام الكلام عليه في "المسند" (327). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عُمارة بن حديد -وهو البجلي-، وصححه الحافظ أبو طاهر السِّلَفي في "المجالس الخمسة" ص 111، وقال العقيلي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = بعد أن أخرج حديث ابن عباس في ترجمة عمر بن مساور في "الضعفاء" 3/ 193: والمتن ثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من غير هذا الوجه. وأخرجه أبو داود (2606)، والترمذي (1255) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (15443)، و"صحيح ابن حبان" (4754). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8782) من طريق شعبة بن الحجاج، عن يعلى ابن عطاء. وهو في "مسند أحمد" (15438). وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب عند عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (1320)، وإسناده ضعيف. وحديث أنس بن مالك عند البزار (1249 - كشف الأستار)، وأبي يعلى الموصلي في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (3636)، وابن الأعرابي في "معجمه" (2096)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 170، وتمام الرازي في " فوائده" (671)، والخطيب البغدادي 10/ 103، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (519 - 522) من طرق عن أنس بن مالك، وهو حديث حسن، وعده الحافظ الذهبي في "تلخيص العلل المتناهية" أجودَ أحاديث الباب. ومن حديث عبد الله بن مسعود عند أبي يعلى في "مسنده" (5406) و (5409)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (435)، والطبراني في "الكبير" (10490)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1834، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (505) وإسناده ضعيف. ومن حديث عبد الله بن عمر سيأتي عند المصنف بعده، فانظر تخريجه. ومن حديث عبد الله بن عباس عند البزار (1250 - كشف الأستار)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 192 - 193، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (438)، والطبراني في "الكبير" (10679)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 771 و 5/ 1716، وأبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 418/ 2، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 46 و 144، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1489) و (1492)، وابن الجوزي في "العلل" (509 - 513) وهو ضعيف. =

2237 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَدَنِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ" (¬1). ¬

_ = ومن حديث جابر بن عبد الله عند الخرائطي (431)، والطبراني في "الأوسط" (996)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1666 و 7/ 2603 وإسناد الطبراني صحيح إن شاء الله. وانظر تمام شواهده في "العلل" لابن الجوزي 1/ 314 - 325، و"مكارم الأخلاق" للخرائطي -انتقاء أبي طاهر السلفي- ص 184 - 187. وانظر كلام الحافظ العراقي في "تكملة شرح الترمذي" المجلد الثاني ورقة 42. (¬1) إسناده ضعيف لجهالة محمَّد بن ميمون المدني، وله متابعات وشواهد، ولكن لا يصح منها شيء في تخصيص يوم الخميس بالبكور. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 264، والمزي في ترجمة محمَّد بن ميمون من "تهذيب الكمال" 26/ 544 من طريقين عن أبي مروان العثماني، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (437)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 354، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (528) من طريق محمَّد بن أيوب بن سويد وابن عدي 1/ 355 من طريق أبي هارون إسماعيل بن محمَّد الرملي، كلاهما عن أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده واهٍ بمرة من طريق محمَّد بن أيوب، وضعيف جدًا من طريق أبي هارون إسماعيل بن محمَّد الرملي. محمَّد بن أيوب متهم بالوضع، وأبوه ضعيف الحديث ومدار الحديث عليه، وقد اضطرب في إسناده كما أوضحه ابن عدي في "كامله". وأخرجه الخرائطي (436) من طريق أيوب بن سويد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - فذكر الزهري بدل ابن أبي كثير، والعلة فيه أيوب بن سويد. =

2238 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْجَدْعَانِي، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه دون ذكر يوم الخميس الطبراني في "الأوسط" (758)، وابن الجوزي في "العلل" (515) من طريق عبد الله بن جعفر المديني -والد علي ابن المديني الحافظ- (وهو ضعيف) عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة. وفي باب البكور يوم الخميس عن عبد الله بن عباس، سلف تخريجه عند الحديث السابق. وهو ضعيف. وحديث أنس بن مالك عند ابن حبان في "المجروحين" 1/ 155، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (531) عن أحمد بن محمَّد بن الفضل القيسي، وعند ابن الجوزي (530) من طريق يحيى بن زهدم، وكلاهما ممن يتهم بوضع الحديث. وحديث عائشة عند ابن عدي في "الكامل" 1/ 355، ومن طريقه ابن الجوزي (532) وفي إسناده محمَّد بن أيوب بن سويد وأبوه وقد تقدم الكلام فيهما. وحديث نبيط بن شريط عند الطبراني في "الصغير" (65) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 61: فيه جماعة لم أعرفهم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب وعبد الرحمن بن أبي بكر الجُدعاني -وهو المُليكي التيمي- قال المزي في "تحفة الأشراف" (7754): رواه إبراهيم بن فهد الساجي وعبد الله بن الصقر السكري وغير واحد، عن يعقوب ابن حميد بن كاسب، عن إسحاق بن جعفر بن محمَّد، عن محمَّد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر المليكي، عن نافع، عن ابن عمر، وهو الصواب. قلنا: أخرجه كما قال المزي ابن عدي في "الكامل" 1/ 268 عن عبد الله بن إسحاق المدائني، عن يعقوب بن حميد، به. ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف أيضًا. لكن خالف يعقوبَ بن حميد بن كاسب إسماعيلُ بن أبي أويس، فقد أخرج عبد بن حميد في "المنتخب" (757)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (429)، =

42 - باب بيع المصراة

42 - بَابُ بَيْعِ الْمُصَرَّاةِ 2239 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ ابْتَاعَ مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا مِنْ تَمْرٍ، لَا سَمْرَاءَ" يَعْنِي الْحِنْطَةَ (¬1). ¬

_ = وابن الأعرابي في "معجمه" (1032)، والطبراني في "الكبير" (13390)، وفي "الأوسط" (3336)، وفي "الصغير" (308)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 268 و 6/ 2196، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 3/ 398، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1490)، وابن الجوزي في "العلل" (507) من طرق عن إسماعيل ابن أبي أويس، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجُدعاني، عن عُبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر. وإسماعيل بن أبي أويس ومحمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر ضعيفان. وأخرجه ابن عدي 1/ 268، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (506) من طريق إبراهيم بن سالم ابن أخي العلاء، عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله ابن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر. وإبراهيم بن سالم منكر الحديث كما قال ابن عدي. وأخرجه الخرائطي في "المكارم" (430)، وابن عدي 6/ 2174، ومن طريقه ابن الجوزي (508) من طريق محمَّد بن الفضل بن عطية، عن أبي حازم، عن ابن عمر. ومحمد بن الفضل متروك الحديث، واتهمه بعضهم، وجاء عند الخرائطي: عن عباس بن الفضل الأنصاري، بدل: محمَّد بن الفضل! (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مسلم (1524) (25) و (26)، وأبو داود (3444)، والترمذي (1296)، والنسائي 7/ 254 من طرق عن محمَّد بن سيرين، بهذا الإسناد. =

2240 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَنَفِي، حَدّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ التَّيْمِي حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ بَاعَ مُحَفَّلَةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ رَدَّهَا رَدَّ مَعَهَا مِثْلَيْ لَبَنِهَا -أَوْ قَال: مِثْلَ لَبَنِهَا- قَمْحًا" (¬1). 2241 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا الْمَسْعُودِي عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (7385) و (7523). وأخرجه البخاري (2148) و (2150) و (2151)، ومسلم (1524) (23) و (24) و (27)، وأبو داود (3443) و (3445)، والترمذي (1295)، والنسائي 7/ 253 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7305) و (8210) و (9006) و (9397) و (9960). والمصرّاة: من التصرية، وهو حبس اللبن في ضروع الماشية تغريرًا للمشتري. (¬1) إسناده ضعيف لضعف جميع بن عُمير التيمي. وقال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 116: وليس إسناده بذاك، ووافقه الحافظ المنذري في "مختصر السُّنن" 5/ 89. وأخرجه أبو داود (3446) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحدري، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. قوله: "مُحفَّلة" قال في "النهاية": المحفَّلة: الشاة أو البقرة أو الناقة، لا يحلبها صاحبُها أيامًا حتى يجتمع لبنُها في ضَرعها، فإذا احتلبها المشتري حَسِبَها غزيرة، فزاد في ثمنها، ثم يظهر له بعد ذلك نقصُ لبنها عن أيام تحفيلها، سُمَّيت مُحفَّلة لأن اللبن حُفل في ضَرعها، أي: جُمع.

43 - باب الخراج بالضمان

أَبِي الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ حَدَّثَنَا قَالَ: "بَيْعُ الْمُحَفَّلَاتِ خِلَابَةٌ، وَلَا تَحِلُّ الْخِلَابَةُ لِمُسْلِمٍ" (¬1). 43 - بَابٌ الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ 2242 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ بْنِ رَحَضَةَ الْغِفَارِي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى أَنَّ خَرَاجَ الْعَبْدِ بِضَمَانِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف مرفوعًا لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجُعفي. المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه الطيالسي (292)، وابن أبي شيبة 6/ 216، وأحمد (4125)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (386)، والبيهقي 5/ 317 من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 213، والبيهقي 5/ 317 من طريق الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن عبد الله موقوفًا. وأخرجه عبد الرزاق (14865) عن الثوري، عن الأعمش، عن خثمة، عن عبد الله، لم يذكر الأسود. قال الدارقطني في "العلل" 5/ 48: الموقوف هو الصواب، وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 367 - 368: إسناده صحيح موقوفًا. قوله: "خِلابة" أي: خِداع. (¬2) إسناده حسن، مخلد بن خِفاف وإن وثقه ابنُ وضاح فيما نقله ابن القطان والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن حديثه هذا الترمذي والبغوي، وصححه ابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 211 - 212. وقد تابعه عمر بن علي المقدَّمي عند الترمذي (1332)، ومسلم بن خالد الزنجي، وهو الحديث التالي عند =

2243 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِي، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا اشْتَرَى عَبْدًا فَاسْتَغَلَّهُ، ثُمَّ وَجَدَ بِهِ عَيْبًا فَرَدَّهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ قَدْ اسْتَغَلَّ غُلَامِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْخَرَاجُ بِالضَّمَانِ" (¬1). ¬

_ = المؤلف، وخالد بن مهران عند الخطيب في "تاريخه" 8/ 297، فالحديث صحيح بهذه المتابعات، لا سيما أن أهل العلم تلقوه بالقبول، وعملوا به، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (3508) و (3509)، والترمذي (1331)، والنسائي 7/ 254 - 255 من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24224)، و"صحيح ابن حبان" (4928). وانظر ما بعده. (¬1) حديث حسن. هشام بن عمار ومسلم بن خالد الزنجي متابعان. وأخرجه أبو داود (3510) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1332) من طريق عمر بن علي المقدَّمي، عن هشام بن عروة، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث هشام بن عروة، واستغرب محمَّد بن إسماعيل هذا الحديث من حديث عمر بن علي، وقد روى مسلم بن خالد الزنجي هذا الحديث عن هشام بن عروة، ورواه جرير -يعني ابن عبد الحميد- عن هشام أيضًا، وحديث جرير، يقال: تدليس دلس فيه جرير، لم يسمعه من هشام بن عروة. وهو في "مسند أحمد" (24514)، و"صحيح ابن حبان" (4927)، وانظر ما قبله. وقوله: "الخراج بالضمان" قال الترمذي: هو الرجل يشتري العبدَ فيستغله، ثم يجد به عيبا، فيرده على البائع، فالغلة للمشتري، لأن العبد لو هلك، هلك من مال المشتري، ونحو هذا من المسائل، يكون فيه الخراج بالضمان.

44 - باب عهدة الرقيق

44 - بَابُ عُهْدَةِ الرَّقِيقِ 2244 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عُهْدَةُ الرَّقِيقِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ" (¬1). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة، وقد اختُلف في هذا الحديث أيضًا، فمرة يُروى عن الحسن، عن سمرة، ومرة عن الحسن، عن عقبة بن عامر، واختلف كذلك في لفظه. ومع ذلك فقد صحح إسناده ابن التركماني في "الجوهر النقي" 5/ 323 - 324 من حديث الحسن، عن سمرة! سعيد: هو ابن أبي عروبة. وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 392: ليس هذا الحديث عندي بصحيح، وهذا عندي مرسل، ومال إلى تصحيحه من حديث سمرة الطحاوي في "شرح المشكل" 15/ 374! وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6092) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والطبراني في "الكبير" (6874) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (908)، ومن طريقه البيهقي 5/ 323 عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة أو عقبة رفعه بلفظ: "عهدة الرقيق أربع ليالٍ". وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 227، وأحمد (17384)، والطحاوي (6088) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، والحاكم 2/ 21، والبيهقي 5/ 323 من طريق عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عقبة بن عامر بلفظ المصنف. وأخرجه أحمد (17385) من طريق شعبة بن الحجاج، والدارمي (2551)، وأبو داود (3506)، والطحاوي (6090) من طريق أبان بن يزيد العطار، وأبو داود =

45 - باب من باع عيبا فليبينه

2245 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا عُهْدَةَ بَعْدَ أَرْبَعٍ" (¬1). 45 - بَابٌ مَنْ بَاعَ عَيْبًا فَلْيُبَيِّنْهُ 2246 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ ¬

_ = (3507) من طريق همام بن يحيى، ثلاثهم عن قتادة، عن الحسن، عن عقبة بلفظ المصنف. وأخرجه أحمد (17358)، والحاكم 2/ 21، والبيهقي 5/ 323 من طريق هشام الدستوائي، والطحاوي (6091) من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن قتادة، عن الحسن، عن عقبة بلفظ: "عهدة الرقيق أربعُ ليالي". وأخرجه أحمد (17292)، والطحاوي (6089)، والحاكم 2/ 21، والبيهقي 5/ 323، والخطيب في "تاريخ مدينة السلام" 5/ 84 من طريق هثيم بن بشير، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عقبة باللفظ السابق. وخالف هشيمًا إسماعيل ابن عُلية، فرواه عن يونس، عن الحسن مرسلًا عند ابن أبي شيبة 14/ 227 - 228. وانظر ما بعده. وعهدة الرقيق، قال الخطابي: معناه: أن يشتري العبد أو الجارية، ولا يشترط البائع البراءة من العيب، فما أصاب المشتري به من عيب في الأيام الثلاثة فهو من مال البائع، ويرد بلا بينة، وإن وجد به عيبا بعد الثلاث، لم يرد إلا ببينة. هذا مذهب مالك، ولم يعتبر الشافعي العهدة، ونظر إلى العيب، فإن أمكن حدوثه، فالقولُ للبائع وإلا ردَّه، وقال: لم يثبت خير العُهدة. (¬1) إسناده ضعيف. الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر، كما قاله غير واحد من أهل العلم، على اختلاف في إسناده ولفظه كما سبق بيانه. وقد سلف تخريجه في الطريق الذي قبله.

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، ولَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ، إِلَّا بَيَّنَهُ لَهُ" (¬1). 2247 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، حَدّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَكْحُولٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ، لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ، وَلَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. يحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- صدوق حسن الحديث. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (877)، والحاكم 2/ 8، والبيهقي 5/ 320، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الرحمن بن شماسة 17/ 174 - 175 من طريق يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (17451)، والطبراني في "الأوسط" (222) من طريق عبد الله ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. (¬2) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد وشيخه معاوية بن يحيى. وأخرجه ضمن قصةِ مطولة ابنُ أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (3734)، وأحمد في "مسنده" (16513)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 53 - 54، والطبراني في "الكبير" 22/ (217)، والحاكم 2/ 9 - 10، والبيهقي 5/ 320، والخطيب في "تاريخ مدينة السلام" 11/ 144، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 19/ ورقة 60 - 61 و 61 من طريق أبي جعفر الرازي، عن يزيد بن عبد الرحمن ابن أبي مالك عن أبي سباع، عن واثلة بن الأسقع. وأبو جعفر الرازي لم يسمع من يزيد بن أبي مالك شيئًا يما حكاه عباس الدُّوري عن يحيى بن معين، وأبو سباع رجل شامي تفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي مالك، ولم يوثقه أحد.

46 - باب النهي عن التفريق بين السبي

46 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ التَّفْرِيقِ بَيْنَ السَّبْيِ 2248 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أُتِيَ بِالسَّبْي، أَعْطَى أَهْلَ الْبَيْتِ جَمِيعًا، كَرَاهِيَةَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ (¬1). 2249 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ حَمَّادٍ، أخبرنا الْحَجَّاجُ عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ عَنْ عَلِي، قَالَ: وَهَبَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غُلَامَيْنِ أَخَوَيْنِ، فَبِعْتُ أَحَدَهُمَا، فَقَالَ: "مَا فَعَلَ الْغُلَامَانِ؟ " قُلْتُ: بِعْتُ أَحَدَهُمَا. قَالَ: "رُدَّهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجُعفي- ضعيف الحديث. عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن مسعود. وأخرجه الطيالسي (398)، وعبد الرزاق (15315)، وابن أبي شيبة 7/ 192، وأحمد (3690)، والبيهقي 9/ 128 من طريق جابر الجعفي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (288) ومن طريقه البيهقي 9/ 128 عن شيبان، عن جابر الجعفي عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله. وقال البيهقي: جابر هذا هو ابن يزيد الجعفي، تفرد بهذين الإسنادين. ويشهد له حديث علي بن أبي طالب الآتي بعده، وهو حديث صحيح. وحديث أبي أيوب عند أحمد (23499)، والدارمي (2479)، وحسنه الترمذي (1329)، وصححه الحاكم 2/ 55 ولفظه: "من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين الأحبة يوم القيامة". وحديث أبي موسى الآتي عند المصنف برقم (2250)، وهو حسن في الشواهد. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وقد عنعن، وميمون بن أبي شبيب ليس بذاك، ثم هو لم يدرك عليا فيما قاله أبو داود وأبو حاتم. وقد روي الحديث من وجه آخر. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه الطيالسي (185)، والترمذي (1330)، والدارقطني (3041)، والبيهقي 9/ 127 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2696)، والدارقطني (3042)، والحاكم 2/ 55، والبيهقي 9/ 126 من طريق أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن علي: أنه فرق بين جارية وولدها، فنهاه النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك، ورد البيع. ويزيد بن عبد الرحمن الدالاني صدوق، ولكن ميمون بن أبي شبيب لم يدرك عليًا. وأخرجه الدارقطني في "السُّنن" (3040)، وفي "العلل" 3/ 275 من طريق إسماعيل بن أبي الحارث -وأبو الحارث اسمه أسد بن شاهين-، وفي "العلل" 3/ 275 من طريق محمَّد بن الوليد الفحام، والحاكم 2/ 54 والضياء في "المختارة" (652) من طريق يحيي بن أبي طالب، والبيهقي 9/ 127 من طريق محمَّد بن الجهم، أربعتهم عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن شعبة بن الحجاج، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب قال: قدم على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سبيٌ، فأمرني ببيع أخوين، فبعتهما وفرقت بينهما، فبلغ ذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "أدركهما فارتجعهما، وبعهما جميعًا ولا تفرق بينهما". قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، قلنا: وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 396: رواية شعبة صحيحة لا عيب لها، وهي أولى ما اعتُمد في هذا الباب، وقال الحافظ العراقي في "شرح الترمذي" بعد أن ساق رواية الحجاج بن أرطاة وأبي خالد الدالاني 5/ ورقة 80: ويشبه أن تكون رواية شعبة أصح، فهو أحفظ ممن خالفه. وأخرجه البزار (624)، والبيهقي 9/ 127 من طريق الحسن بن محمَّد الزعفراني، عن عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن الحكم، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن علي، فذكر سعيد بن أبي عروبة بدل شعبة بن الحجاج، قال =

2250 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الهَيَّاجٍ، حَدّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ طَلِيقِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِد وَوَلَدِه (¬1)، وَبَيْنَ الْأَخِ وَبَيْنَ أَخِيهِ (¬2). ¬

_ = أحمد والبزار والنسائي وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم: لم يسمع سعيد بن أبي عروبة من الحكم بن عتيبة شيئًا. ويؤيده ما رواه أحمد بن حنبل في "مسنده" (1045)، ومن طريقه البيهقي 9/ 127 عن عبد الوهَّاب بن عطاء الحقاف، وما رواه محمَّد بن سواء عند إسحاق ابن راهويه كما في "نصب الراية" 4/ 26، والبيهقي 9/ 127، كلاهما (عبد الوهاب ومحمد بن سواء) عن سعيد بن أبي عروبة، عن رجل، عن الحكم بن عتيبة، به. وأخرجه البزار (623) من طريق محمَّد بن عُبيد الله العَززمي، وابن الجارود (575)، والضياء المقدسي في "المختارة" (653) من طريق زيد بن أبي أُنيسة، كلاهما عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب. أما العَززَمي، فمتروك الحديث، وأما طريق زيد بن أبي أُنيسة، ففيه سليمان بن عُبيد الله الري، وهو صدوق يصلح للمتابعات. (¬1) هكذا في (س) و (م)، وفي (ذ) والمطبوع: الوالدة وولدها. (¬2) إسناده ضعيف لضعف طُلَيق بن عمران -ويقال: ابن محمَّد بن عمران- ابن حُصين، وإبراهيم بن إسماعيل -وهو ابن مُجمع- على اختلاف في إسناده كما بينه الدارقطني في "العلل" 7/ 217 - 218، وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 2/ 324: لا يصح، فإن طُليقا لا تُعرفُ حالُه، وهو خُزاعي، ونقل الحافظ الذهبي في "الميزان" عن الدارقطني أنه قال في طُليق هذا: لا يُحتج به، وهو في سؤالات البرقاني للدارقطني الترجمة (240)، وزاد: ليس حديثه نيّرًا. وأخرجه أبو يعلى (7250)، والدارقطني (3046)، والبيهقي 9/ 128، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة طُليق بن عمران 13/ 462 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، بهذا الإسناد. =

47 - باب شراء الرقيق

47 - بَابُ شِرَاءِ الرَّقِيقِ 2251 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ، صَاحِبُ الْكَرَابِيسِي، حَدّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قال لِي الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ: أَلَا نُقْرِئُكَ كِتَابًا كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، فَأَخْرَجَ لِي كِتَابًا، فَإِذَا فِيهِ: "هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا -أَوْ أَمَةً- لَا دَاءَ وَلَا غَائِلَةَ وَلَا خِبْثَةَ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ للمُسلمِ" (¬1). ¬

_ = وخالف إبراهيمَ بن إسماعيل فيه سُليمانُ التيمي: فرواه أبو بكر بن عياش عند الدارقطني (3044)، والحاكم 2/ 55 عن سليمان التيمي، عن طُليق بن محمَّد، عن عمران بن حصين. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح، ولم يخرجاه، كذا قال الحاكم، وقد علمتَ ما قاله الدارقطني عن حديثه هذا لما سأله البرقاني عنه. وخالف أبا بكر بن عياش غيرُه، فرواه عن سليمان التيمي، عن طليق مرسلًا كما ذكره الدارقطني وقال: وهو المحفوظ عن التيمي. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبّاد بن ليث، ولكنه متابع. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 52، والبخاري تعليقًا قبل الحديث (2079) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1501)، والترمذي (1259)، والنسائي في "الكبرى" (11688)، وابن الجارود (1028)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1605 - 1608) وفي "الشروط الصغير" 1/ 36، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 143، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 280، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1651، والدارقطني 3/ 77، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 88، وابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "فتح الباري" 4/ 310، والبيهقي 5/ 327 - 328، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 3، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عباد بن ليث 14/ 155 - 156، وابن حجر في "تغليق التعليق" 220/ 3 =

2252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ الْجَارِيَةَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، وَإِذَا ¬

_ = من طرق عن عباد بن ليث، عن عبد المجيد بن أبي يزيد وهب العُقيلي، عن العداء ابن خالد. وقال الطحاوي في "الشروط" وقد ساقه من هذا الطريق قبل ذلك 1/ 272: لم يثبت. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تغليق التعليق" 3/ 219، وابن حجر 3/ 218 - 219 من طريق المنهال بن بحر، عن عبد المجيد بن أبي يزيد، عن العَداء. قال الحافظ: والمنهال بن بحر المذكور في روايتنا وثقه أبو حاتم، وابن حبان، وأما عباد فمختلف فيه، وعبد المجيد وثق، والحديث حسن في الجملة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (15)، وابن منده في "المعرفة" كما في "تغليق التعليق" لابن حجر 3/ 219، والبيهقي 5/ 328، وابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة العداء (2021)، وابن حجر في "التغليق" 3/ 220 - 221 من طريق الأصمعي، عن عثمان الشحام، عن أبي رجاء العُطاردي، قال: قال لنا العداء ... الحديث. زاد الطبراني في روايته: قال الأصمعي: سألت سعيد بن أبي عروبة عن الغائلة، فقال: الإباق والسرقة والزنى، وسألته عن الخِبثة، قال: بيع أهل عهد المسلمين. وقد ذكر تفسير سعيد بن أبي عروبة هذا الحافظ في "التغليق" 3/ 221 بسنده، ثم قال: رواه سعيد بن أبي عروبة -فيما أحسب- عن قتادة. قلت: ذلك أن البخاري ذكره عقب الحديث المعلق من قول قتادة. وقال الحافظ عن متابعة أبي رجاء هذه: متابعة جيدة. وقوله: لا داء. قال ابن المنير: يكتمه البائع، وإلا فلو كان بالعبد داء وبينه البائع، لكان من بيع المسلم للمسلم. قال الحافظ: ومحصله: أنه لم يرد بقوله: لا داء نفي الداء مطلقًا، بل نفي داء مخصوص، وهو ما لم يطلع عليه.

48 - باب الصرف وما لا يجوز متفاضلا يدا بيد

اشْتَرَى أَحَدُكُمْ بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ، وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ" (¬1). 48 - بَابُ الصَّرْفِ وَمَا لَا يَجُوزُ مُتَفَاضِلًا يَدًا بِيَدٍ 2253 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَنَصْرُ بْنُ عَلِي وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الذَّهَبُ بِالورق (¬2) رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، وقد سلف تخريجه برقم (1918). (¬2) هكذا في (ذ) و (م) ومصادر التخريج التي خرجته من طريق سفيان بن عيينة، وسيأتي تنصيص ابن أبي شيبة عند المصنف (2259) على أن رواية سفيان هكذا، وفي (س) والمطبوع: الذهب بالذهب. وزاد في (س): والوَرِق بالوَرِق. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (162)، وأخرجه البخاري (2134) عن علي ابن المديني، ومسلم (1586) عن ابن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن راهويه، والنسائي 7/ 273 عن إسحاق بن راهويه، خمستهم (أحمد وابن المديني وابن أبي شيبة وزهير وابن راهويه) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وجاء في روايات البخاري غير رواية أبي ذر الهروي وأبي الوقت: "الذهب بالذهب" وهي الرواية التي شرح عليها العيني في "عمدة القاري" والقسطلاني في "إرشاد الساري". ورواه يونسُ بن عبد الأعلى عند الطبري في "تهذيب الآثار" قسم مسند عمر ابن الخطاب 2/ 727، وأبي عوانة (5380)، وأحمد بن شيبان الرملي عند أبي عوانة (5380)، وأحمدُ بن حماد الدولابي وسفيان بن وكيع بن الجراح عند الطبري =

2254 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ التَّمِيمِي، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَاهُ، قَالَا: جَمَعَ الْمَنْزِلُ بَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَمُعَاوِيَةَ، إِمَّا فِي كَنِيسَةٍ وَإِمَّا فِي بِيعَةٍ، فَحَدَّثَهُمْ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَقَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ ¬

_ = 2/ 727، وأحمدُ بن أبان القرشي عند البزار (254)، كلهم عن سفيان بن عيينة، فقالوا: "الذهب بالذهب". وأخرجه أحمد (314)، والبخاري (2174)، وأبو داود (3348)، وابن حبان في "صحيحه" (5013) من طريق مالك بن أنس، والبخاري (2170) - دون قوله: "الذهب بالورق" -، ومسلم (1586)، والترمذي (1287) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن الزهري، به. وجاء في روايات البخاري لطريق مالك عدا رواية لأبي ذر الهروي: "الذهب بالذهب" وعليها اعتمد العيني والقسطلاني كذلك في "شرحيهما"، وفيه ردّ على ابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 282 فيما ادعاه من عدم الاختلاف عن مالك في هذا الحديث، لأن الراوي عن مالك عند البخاري عبدُ الله بن يوسف التنيسي، وهو من رواة "الموطأ"، وتابعه عبد الله بن وهب -وهو من رواة "الموطأ" كذلك- عند أبي عوانة (5383)، وسويد بن سعيد عند أبي يعلى (234). ورواه ابنُ أبي ذئب عند البيهقي 5/ 284، وسعيدُ بن عبد العزيز التنوخي عند تمام في "فوائده " (683) كلاهما عن الزهري به فقالا: "الذهب بالذهب". ورواه ابن إسحاق عن الزهري عند الدارمي (2578)، والطبري في "تهذيب الآثار" 2/ 727، ولفظه عند الدارمي: "الذهب بالذهب هاء وهاء، والفضة بالفضة هاء وهاء" وعند الطبري: "الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم" وهو متفق في المعنى، لأن الدينار من الذهب، والدرهم من الفضة. وسيتكرر بأخصر مما ها هنا عن ابن عيينة عند المصنف برقم (2259)، وسيأتي من طريق الليث بن سعد عن الزهري برقم (2260).

الْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، وَالذَّهَبِ بِالذَّهَبِ، وَالْبُرِّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرِ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرِ بِالتَّمْرِ - قَالَ أَحَدُهُمَا: وَالْمِلْحِ بِالْمِلْحِ، وَلَمْ يَقُلْهُ الْآخَر - وَأَمَرَنَا أَنْ نَبِيعَ الْبُرَّ بِالشَّعِيرِ، وَالشَّعِيرَ بِالْبُرِّ يَدًا بِيَدٍ، كَيْفَ شِئْنَا (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الله بن عُبيد، فقد تفرد بالرواية عنه محمَّد بن سيرين، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، ومسلم بن يسار لم يسمع هذا الحديث من عبادة، بينهما أبو الأشعث الصنعاني كما سيأتي. وأخرجه أحمد (22729)، والنسائي 7/ 274 و275 و275 - 276 من طرق عن سلمة بن علقمة، بهذا الإسناد. وسمى النسائيُّ في روايته الأولى عبدَ الله بن عُبيد: عبد الله بن عَتيك. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 4 من طريق أيوب السختياني، عن محمَّد بن سيرين، عن مسلم بن يسار، عن أبي الأشعث، عن عُبادة، فزاد في إسناده أبا الأشعث، وهو الصواب. وأخرجه أبو داود (3349)، والنسائي 7/ 276 - 277 من طريق أبي الخليل صالح بن أبي مريم، عن مسلم بن يسار المكي، عن أبي الأشعث، عن عبادة. وأخرجه أحمد (22683) و (22727)، ومسلم (1587)، وأبو داود (3350)، والترمذي (1284)، وابن حبان (5015) و (5518) من طريق أبي قِلابة الجرمي، عن أبي الأشعث، عن عبادة. وأخرجه أحمد (22724)، والنسائي 7/ 277 - 278 من طريق حكيم بن جابر، عن عبادة. وقد سلف عند المصنف بنحوه برقم (18) من طريق قبيصة بن ذؤيب، عن عبادة. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 385: هذا حديث منكر، وإنما هو عن قتادة عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث، عن عبادة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وذكر المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 256 أن قبيصة لم يلق عُبادة بن الصامت. وانظر تمام تخريجه في "المسند" (22683) و (22724) و (22727) و (22729).

2255 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَالشَّعِيرَ بِالشَّعِيرِ، وَالْحِنْطَةَ، بِالْحِنْطَةِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ" (¬1). 2256 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْزُقُنَا تَمْرًا مِنْ تَمْرِ الْجَمْعِ، فَنَسْتَبْدِلُ بِهِ تَمْرًا هُوَ أَطْيَبُ مِنْهُ وَنَزِيدُ فِي السِّعْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَصْلُحُ صَاعُ تَمْرٍ بِصَاعَيْنِ، وَلَا دِرْهَمٌ بِدِرْهَمَيْنِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا إِلَّا وَزْنًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي نُعْم: هو عبد الرحمن البَجَلي. وأخرجه أحمد (7558)، ومسلم (1588)، والنسائي 7/ 278 من طريقين عن فضيل بن غزوان، به، زادوا جميعًا: "فمن زاد فهو ربا". وأخرجه مسلم (1588)، والنسائي 7/ 273 - 274 من طريقين عن محمَّد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رفعه: "التمر بالتمر، والحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير والملح بالملح مثلًا بمثل، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، إلا ما اختلفت ألوانه". وأخرجه مالك في "موطئه" 2/ 632، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/ 157، وأحمد (8936)، ومسلم (1588)، والنسائي 7/ 278، وابن حبان (5012). وأخرجه مسلم (1588) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما (مالك وسليمان) عن موسى بن أبي تميم، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة رفعه: "الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، لا فضل بينهما". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة- فهو صدوق، ولكنه متابع. =

49 - باب من قال: لا ربا إلا في النسيئة

49 - بَابُ مَنْ قَالَ: لَا رِبَا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ 2257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: الدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الَّذِي تَقُولُ فِي الصَّرْفِ، أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَمْ شَيْءٌ وَجَدْتَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: ¬

_ = وأخرجه أحمد (11457)، والبخاري (2080)، ومسلم (1595)، والنسائي 7/ 272 و 272 - 273 من طريق يحيى بن أبي كثير، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6108) من طريق الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب. كلاهما عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، ولم يذكر ابن أبي كثير في روايته: الدرهم بالدرهم، والدينار بالدينار ... ولفظ الحارث بن عبد الرحمن: "دينار بدينار، ودرهم بدرهم، وصاع تمر بصاع تمر، وصاع بُر بصاع بُر، وصاع شعير بصاع شعير، لا فضل بين شيء من ذلك". وأخرجه بنحوه البخاري (2201) و (2202) و (2302) و (2303) و (4244) و (4245) و (7350) و (7351)، ومسلم (1593)، والنسائي 7/ 271 - 272 من طريق سعيد بن المسيب، والبخاري (2312)، ومسلم (1594)، والنسائي 7/ 273، والبخاري (2177)، ومسلم (1584)، والترمذي (1285)، والنسائي 7/ 278 من طريق نافع مولى ابن عمر، والبخاري (2176) من طريق عبد الله بن عمر بن الخطاب، ومسلم (1594) من طريق أبي نضرة المنذر بن مالك بن قِطْعَة، ومسلم (1584) من طريق أبي المتوكل الناجي، خمستهم عن أبي سعد الخدري. وقرن به سعيدُ بن المسيب أبا هريرة في غير رواية أحمد. وهو في "مسند أحمد" (10992) و (11006)، و"صحيح ابن حبان" (5021).

50 - باب صرف الذهب بالورق

مَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ" (¬1). 2258 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الرِّبْعِي، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَأْمُرُ بِالصَّرْفِ، يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَيُحَدَّثُ ذَلِكَ عَنْهُ، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ، فَلَقِيتُهُ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجَعْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ رَأْيًا مِنِّي، وَهَذَا أَبُو سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ نَهَى عَنْ الصَّرْفِ (¬2). 50 - بَابُ صَرْفِ الذَّهَبِ بِالْوَرِقِ 2259 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ يَقُولُ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1596)، والنسائي 7/ 281 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2178) و (2179) من طريقين عن عمرو بن دينار، به. وانظر ما قبله وما بعده. وهو في "المسند" (21750). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (11447) و (11479) من طريقين عن سليمان بن علي الرَّبَعي، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (11047) و (11048) و (11049)، وأبو يعلى (1285) من طريق أبي صالح ذكوان السمان، عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهم نهوا عن الصرف، ورفعه رجلان منهم إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وانظر سابقيه.

سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الذَّهَبُ بِالْوَرِقِ رِبًا، إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ". قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: "الذَّهَبُ بِالْوَرِقِ" احْفَظُوا (¬1). 2260 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَقُولُ: مَنْ يَصْطَرِفُ الدَّرَاهِمَ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَرِنَا ذَهَبَكَ، ثُمَّ ائْتِنَا، إِذَا جَاءَ خَازِنُنَا، نُعْطِكَ وَرِقَكَ. فَقَالَ عُمَرُ: كَلَّا وَاللَّهِ، لَتُعْطِيَنَّهُ وَرِقَهُ أَوْ لَتَرُدَّنَّ إِلَيْهِ ذَهَبَهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْوَرِقُ بِالذَّهَبِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ" (¬2). 2261 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِوَرِقٍ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شية" 7/ 99 - 100 وهو مكرر ما سلف برقم (2253)، وهو هناك مطوّل وليس فيه قول ابن أبي شيبة. وجزم ابن أبي شيبة هنا بأنه سمع من سفيان بن عشِة. يقول: "الذهب بالوَرِق". وقوله: "إلا هاء وهاء" هو أن يقول كل واحد من البيعين: هاء، فيعطيه ما في يده، كحديثه الآخر: إلا يدًا بيد، يعني مقابضة في المجلس. (¬2) إسناده صحيح، وقد سلف تخريجه عند الحديث (2253).

51 - باب اقتضاء الذهب من الورق والورق من الذهب

فَلْيَصْطَرِفْهَا بِذَهَبٍ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِذَهَبٍ، فَلْيَصْطَرِفْهَا بِالْوَرِقِ، وَالصَّرْفُ هَاءَ وَهَاءَ" (¬1). 51 - بَابُ اقْتِضَاءِ الذَّهَبِ مِنْ الْوَرِقِ وَالْوَرِقِ مِنْ الذَّهَبِ 2262 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْحِمَّانِي، قَالُوا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِي، حَدّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَوْ سِمَاكٌ -وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا سِمَاك-، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ، فَكُنْتُ آخُذُ الذَّهَبَ مِنْ الْفِضَّةِ، وَالْفِضَّةَ مِنْ الذَّهَبِ، وَالدَّنَانِيرَ مِنْ الدَّرَاهِمِ، وَالدَّرَاهِمَ مِنْ الدَّنَانِيرِ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِذَا أَخَذْتَ أَحَدَهُمَا وَأَعْطَيْتَ الْآخَرَ، فَلَا تُفَارِقْ صَاحِبَكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف فيه ثلاثة مجاهيل، وهم: محمَّد بن العباس بن عثمان بن شافع وأبوه وكذلك عمر بن محمَّد بن علي بن أبي طالب. وأخرجه الطبراني في "تهذيب الآثار" قسم مسند عمر بن الخطاب 2/ 736 و 743، والطبرا ني في "الأوسط" (6347)، والدارقطني (2880)، والحاكم 2/ 49 من طريق إبراهيم بن محمَّد بن العباس الشافعي، بهذا الإسناد. وأخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 70 من طريق أبي صالح السمان قال: كنت جالسًا عند علي بن أبي طالب، فأتاه رجل فقال: يكون عندي الدراهم، فلا تنفق عني في حاجتي، فأشتري بها دراهم تجوز عني، وأخصم فيها. قال: فقال علي: اشترِ بدراهمك ذهبًا، ثم اشتر بذهبك ورقًا، ثم أنفقها فيما شثت. وإسناده صحيح موقوفًا. وأخرج عبد الرزاق (14570) من طريق مسلم بن نُذير السعدي قال: سمعتُ عليا وسأله رجلٌ عن الدرهم بالدرهمين، فقال: ذلك الربا العجلان. وإسناده حسن. (¬2) إسناده ضعيف لتفرد سماك بن حرب برفعه. وقد روى البيهقي في "معرفة السُّنن والآثار" (11322) بسنده إلى شعبة بن الحجاج وقد سئل عن هذا الحديث، =

52 - باب النهي عن كسر الدراهم والدنانير

2262 (م) - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). 52 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ كَسْرِ الدَّرَاهِمِ وَالدَّنَانِيرِ 2263 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: حدثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كَسْرِ سِكَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْجَائِزَةِ بَيْنَهُمْ، إِلَّا مِنْ بَأْسٍ" (¬2). ¬

_ = فقال: عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، ولم يرفعه. وحدثنا قتادة عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، ولم يرفعه. وحدثنا داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، ولم يرفعه، وحدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سالم، عن ابن عمر، ولم يرفعه، ورفعه لنا سماك بن حرب وأنا أفْرَقُه. وقال الدارقطني في "العلل" 4/ ورقة 75: لم يرفعه غير سماك، وسماك سيئ الحفظ. وأخرجه أبو داود (3354) و (3355)، والترمذي (1286)، والنسائي 7/ 281 و 282 و 283 من طرق عن سماك بن حرب، به. وهو في "مسند أحمد" (4883) و (6239)، و"صحيح ابن حبان" (4920)، وصححه الحاكم 2/ 44 وابن الجارود (655) كذلك. وأخرجه بنحوه موقوفًا ابن أبي شيبة 6/ 332، وأبو يعلى (5654) من طريق ابن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وإسناده صحيح. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. (¬2) إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن فضاء -وهو الأزدي البصري- وجهالة أبيه فضاء بن خالد. =

53 - باب بيع الرطب بالتمر

53 - بَابُ بَيْعِ الرُّطَبِ بِالتَّمْرِ 2264 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، أَنَّ زَيْدًا أَبَا عَيَّاشٍ، مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ اشْتِرَاءِ الْبَيْضَاءِ بِالسُّلْتِ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَيَّتُهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْبَيْضَاءُ. فَنَهَانِي عَنْهُ، وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ اشْتِرَاءِ الرُّطَبِ بِالتَّمْرِ فَقَالَ: "أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (15457)، وعنه أبو داود (3449) عن معتمر بن سليمان، عن محمَّد بن فضاء، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده قوي، زيد أبو عياش وثقه الدارقطني وذكره ابن حبان في "الثقات" وصحح له هو وشيخه ابن خزيمة والحاكم، والحديث في "الموطأ" 2/ 624. ومن طريق مالك أخرجه أبو داود (3359)، والترمذي (1228) و (1229)، والنسائي 7/ 268. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (1515)، و"صحيح ابن حبان" (4997). وأخرجه أبو داود (3360) من طريق يحيى بن أبي كثير، والنسائي 7/ 269 من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن عبد الله بن يزيد، به. ولفظ ابن أبي كثير: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الرطب بالتمر نسيئة. قال الدارقطني في "السُّنن" بعد الحديث (2994): وخالفه (يعني يحيى بن أبي كثير) مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد، رووه عن عبد الله بن يزيد، ولم يقولوا فيه: نسيئة، واجتماع هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى يدل على ضبطهم للحديث، وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن أنس. البيضاء: الحنطة، والسلت: ضرب من الشعير أبيض لا قِشرَ له، أفاده في "النهاية".

54 - باب المزابنة والمحاقلة

54 - بَابُ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ 2265 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن رمح (¬1)، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمُزَابَنَةِ. وَالْمُزَابَنَةُ: أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ ثمْرَ حَائِطِهِ، إِنْ كَانَتْ نَخْلًا، بِتَمْرٍ كَيْلًا، وَإِنْ كَانَتْ كَرْمًا: أَنْ يَبِيعَهُ بِزَبِيبٍ كَيْلًا، وَإِنْ كَانَتْ زَرْعًا: أَنْ يَبِيعَهُ بِكَيْلِ طَعَامٍ، نَهَى عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ (¬2). 2266 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في (س) و (م) و"التحفة" للمزي (8273)، وفي (ذ) والمطبوع: حدثنا علي بن محمَّد. قلنا: وابن رمح وعلي بن محمَّد -وهو الطنافسي- كلاهما ثقة، لكن علي بن محمَّد لم يذكره المزي في "تهذيب الكمال" فيمن روى عن الليث. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه بنحوه البخاري (2171) و (2172) و (2185) و (2205)، ومسلم (1542)، وأبو داود (3361)، والنسائي 7/ 262 و 266 من طرق عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4490)، و"صحيح ابن حبان" (4998). وأخرجه بنحوه كذلك أحمد (4541)، ومسلم (1534)، والنسائي 7/ 266 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (14921)، ومسلم بإثر (1543) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وزاد: والمعاومة والمخابرة، وعن الثنيا، ورخص في العرايا. وأخرجه أحمد (14358)، ومسلم بإثر الحديث (1543)، وأبو داود (3404)، والترمذي (1360)، وابن حبان (5000) من طرق عن أيوب السختياني، وأحمد =

2267 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ (¬1). ¬

_ = (14841) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد (14876)، ومسلم بإثر (1543)، والنسائي 7/ 37 و 263 - 264 من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن أبي الزبير وحده، عن جابر-وقرن ابن جريج في روايته بأبي الزبير عطاء بن أبي رباح. زاد أيوب في روايته: والمخابرة والمعاومة، وزاد حماد بن سلمة: والمخابرة والثنيا والمعاومة. وزاد ابن جريج: والمخابرة وبيع الثمر حتى يطعم إلا العرايا. وأخرجه البخاري (2381)، ومسلم بإثر (1543)، والنسائي 7/ 38 و 263 و270 من طريق عطاء بن أبي رباح، ومسلم بإثر (1543)، والنسائي 7/ 38 من طريق يزيد بن نُعيم، ومسلم بإثر (1543) من طريق أبي الوليد المكي، وبإثر (1543) كذلك من طريق سعيد بن ميناء، والنسائي 7/ 38 - 39 من طريق أبي سلمة، خمستهم عن جابر بن عبد الله وعند بعضهم زيادة. قال ابن الأثير في "النهاية" 1/ 416: المحاقلة مختلف فيها، قيل: هي اكتراء الأرض بالحنطة هكذا جاء مفسرًا في الحديث، وهو الذي يسميه الزارعون: المحارثة، وقيل: هي المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوهما، وقيل: هي بيع الطعام في سنبله بالبُر، وقيل: بيع الزرع قبل إدراكه، وإنما نهي عنها لأنها من المكيل، ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلًا بمثل بمثل ويدًا بيد، وهو مجهول لا يدرى أيهما أكثر. قال الحافظ في "الفتح" 4/ 404 والمشهور أن المحاقلة: كراء الأرض ببعض ما تنبت. والمزابنة: بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر، وإنما نهي عنها لما يقع فيها من الغَبْن والجهالة. (¬1) إسناده قوي. طارق بن عبد الرحمن -وهو البجلي الأحمسي- وثقه يعقوب بن سفيان والدارقطني ويحيى بن معين والعجلي، وقال أبو حاتم والنسائي وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له الجماعة. =

55 - باب بيع العرايا بخرصها تمرا

55 - بَابُ بَيْعِ الْعَرَايَا بِخَرْصِهَا تَمْرًا 2268 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِي، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ حَدّثَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا (¬1). 2269 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قال: حَدّثَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْخَصَ فِي بَيْعِ الْعَرِيَّةِ بِخَرْصِهَا تَمْرًا (¬2). ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 39 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، و 7/ 39 من طريق القاسم بن محمَّد، كلاهما عن رافع بن خديج. وأخرجه النسائي 7/ 40 من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن طارق بن عبد الرحمن، وعبد الرزاق (14487)، والنسائي 7/ 41 من طريقين عن الزهري، كلاهما عن سعيد بن المسيب مرسلًا. وسيأتي برقم (2449) مع زيادة من قول سعيد بن المسيب. (¬1) إسناده صحيح. سالم! هو ابن عبد الله بن عمر. وآخرجه البخاري (2184)، ومسلم (1534)، والنسائي 7/ 266 و 267 و 267 - 268 من طرق عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (4541) و (21581)، و"صحيح ابن حبان" (5009). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 619 - 620، ومن طريقه أخرجه البخاري (2173) و (2188) و (2192) و (2380)، ومسلم (1539)، والترمذي (1346) و (1347) و (1350)، والنسائي 7/ 267 من طرق عن نافع، به.

56 - باب الحيوان بالحيوان نسيئة

قَالَ يَحْيَى: الْعَرِيَّةُ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ تمر النَّخَلَاتِ بِطَعَامِ أَهْلِهِ رُطَبًا، بِخَرْصِهَا تَمْرًا. 56 - بَابُ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً 2270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسِيئَةً (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (21627)، و"صحيح ابن حبان" (5001) و (5004). وأخرجه أحمد (21577)، وأبو داود (3362)، والنسائي 7/ 267 من طريق خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه. والعرايا كما جاء تفسيرها في نهاية الحديث عن يحيى بن سعيد أكثر أهل العلم على إباحتها، منهم مالك وأهل المدينة والأوزاعي وأهل الشام، والشافعي وإسحاق وابن المنذر، وقال أبو حنيفة: لا يحل بيعها، لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن بيع المزابنة والمزابنة بيع الثمر بالتمر متفق عليه ... قال ابن المنذر: الذي نهى عن المزابنة هو الذي أرخص في العرايا، وطاعة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أولى، والقياس لا يصار إليه مع النص، مع أن الحديث: أنه أرخص في العرايا، والرخصة استباحة المحظور مع وجود السبب الحاظر، فلو منع وجود السبب من الاستباحة، لم يبق لنا رخصة بحال. "المغني" لابن قدامة 6/ 119 - 120. (¬1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة. وأخرجه أبو داود (3356)، والترمذي (1281)، والنسائي 7/ 292 من طريق قتادة، به. وقال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (20143). =

57 - باب الحيوان بالحيوان متفاضلا يدا بيد

2271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا بَأْسَ بِالْحَيَوَانِ وَاحِدًا بِاثْنَيْنِ، يَدًا بِيَدٍ" وَكَرِهَهُ نَسِيئَةً (¬1). 57 - بَابُ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ مُتَفَاضِلًا يَدًا بِيَدٍ 2272 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُرْوَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَو، حَدّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ ¬

_ = وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله سيذكره المؤلف بعد هذا، وهو عند أحمد (14331). وآخر من حديث ابن عمر عند الطحاوي 4/ 60 وهو حسن في الشواهد. وثالث من حديث ابن عباس عند ابن حبان (5028) وسنده صحيح. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم في بيع الحيوان بالحيوان نسيئة، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة، وبه يقول أحمد. ورخص بعض أهل العلم من أصحاب النبي وغيرهم في بيع الحيوان بالحيوان نسيئة وهو قولُ الشافعي وإسحاق. (¬1) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- وأبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرس- مدلسان وقد عنعنا. وأخرجه الترمذي (1282) من طريق عبد الله بن نمير، عن الحجاج بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن، وانظر ما قبله.

58 - باب التغليظ في الربا

عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اشْتَرَى صَفِيَّةَ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مِنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ (¬1). 58 - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي الرِّبَا 2273 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جبريل؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا" (¬2). 2274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا، أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1365) وأبو داود (2997) من طريق حماد بن سلمة، به. وقوله: اشترى صَفيَّة بسبعة أرؤس، أي: أعطاه بدلها سبعة أنفس تطييبًا لقلبه لا أنه جرى عقد بيع. انظر "شرح مسلم" 9/ 220. وهو في "المسند" مطولًا (13575)، و "صحيح ابن حبان" (7212). (¬2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- وجهالة أبي الصلت. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 307، وأحمد (8640)، والحارث بن أبي أسامة (25 - زوائد الحارث)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 37/ 5، والمزي في ترجمة أبي الصلت من "تهذيب الكمال" 28/ 433 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. (¬3) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السِّنْدي- وقد تابعه غيرُ واحدِ ممن لا يُعتدُّ بمتابعته كما سيأتي. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5522) من طريق محمَّد بن أبي معشر، عن أبيه، به. وقال: أبو معشر وابنُه غير قويين. وأخرجه محمَّد بن نصر في "السنة" (204) من طريق النضر بن شُميل، عن أبي معشر، به. لكن جعله من قول أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 561، وهناد بن السري في "الزهد" (1176)، وابن أبي الدنيا في (الصمت) (173)، وفي "الغيبة والنميمة" (34) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله متروك الحديث. وأخرجه ابن الجارود (647) من طريق النضر بن محمَّد اليمامي، وابن أبي عدي في ترجمة عكرمة بن عمار، والبيهقي في "الشعب" (5520)، من طريق عفيف بن سالم، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 257، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 245، والبيهقي في "الشعب" (5521) من طريق عبد الله بن زياد اليمامي، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وعكرمة بن عمار مضطرب الحديث في روايته عن يحيى بن أبي كثير. وقد رواه عكرمة مرة عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن زيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة كما قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 372 وسأل أباه عنه، فقال: رواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن عباس قوله، وهذا أشبه. ورواه عكرمة مرة أيضًا عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام من قوله. أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/ 258. قلنا: وعبد الله بن زياد اليمامي منكر الحديث كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 95. ومع ذلك قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 6 عن طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة: لا بأس بإسناده!! ورواه فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي سليم، عن المغيرة، عن أبي هريرة قوله كما قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 379، وسأله أباه عنه، فقال: هذا خطأ، إنما هو ليث، عن أبي المغيرة واسمه زياد، عن أبي هريرة. قلنا: وليث سيئ الحفظ. =

2275 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أَبُو حَفْصٍ، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الرِّبَا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا" (¬1). ¬

_ = وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سيأتي تخريجه عند الحديث الآتي بعده. وهو منكر. وعن ابن عباس عند البيهقي في "الشعب" (6715) ورجاله ثقات عن آخرهم، لكن قال أبو زرعة الرازي فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 391: حديث منكر، ولفظه: "إن الربا نيف وسبعون بابا، أهونهن ... ". (¬1) رجاله ثقات، وقد رُوي موقوفًا من وجوه، وهو الصحيح. ومع ذلك صحح إسناده الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (3164)، والحافظ البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 145. زُبيد: هو ابن الحارث اليامي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وابن أبي عدي: اسمه محمَّد بن إبراهيم. وأخرجه البزار في "مسنده" (1935)، والحاكم 2/ 37، والبيهقي في "الشعب" (5519) من طريق عمرو بن علي الفلاس، بهذا الإسناد. وزاد الحاكم وعنه البيهقي: "أيسرها أن ينكح الرجل أُمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم". وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي. لكن قال البيهقي: هذا إسناد صحيح، والمتن منكر بهذا الإسناد، ولا أعلمه إلا وهما، وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في إسناده. وأخرجه موقوفًا محمَّد بن نصر في "السنة" (200) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به. وأخرجه موقوفًا كذلك عبد الرزاق (15347)، ومحمد بن نصر (199)، والطبراني في "الكبير" (9608) من طريق سفيان الثوري، عن زُبيد اليامي، به. وتحرف اسم زبيد في مطبوع الطبراني إلى: يزيد. وأخرجه كذلك موقوفًا محمَّد بن نصر (198) من طريق سفيان الثوري، و (201) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي الضحى مسلم بن صُبيح، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود. =

2276 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي، حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا نَزَلَتْ آيَةُ الرِّبَا، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُبِضَ وَلَمْ يُفَسِّرْهَا لَنَا، فَدَعُوا الرِّبَا وَالرِّيبَةَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه موقوفًا أيضًا عبد الرزاق (15346) عن الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، و (15344) عن معمر، عن عطاء الخراساني، عن رجل، كلاهما عن عبد الله بن مسعود. (¬1) إسناده صحيح. سعيد -وهو ابن أبي عَروبة، وإن كان اختلط- سماع خالد بن الحارث منه قبل اختلاطه، وسعيد بن المسيب -وإن كان ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر- احتج بروايته أهل العلم. قال يحيى القطان: سعيد عن عمر رضي الله عنه مرسل يدخل في المسند على المجاز، وقال أحمد: سعيد عن عمر عندنا حُجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يقبل سعيد عن عمر، فمن يقبل؟! وأخرجه محمَّد بن نصر المروزي في "السنة" (197) من طريق وكيع بن الجراح، والطبري 3/ 114 من طريق ابن أبي عدي، و 3/ 114 من طريق إسماعيل ابن علية، وعبد الباقي بن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 223 من طريق عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف، أربعتهم عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (246) عن يحيى القطان، عن ابن أبي عَروبة. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 563، والدارمي (129)، والطبري 3/ 114 من طريق عامر الشعبي، عن عمر. وعامر الشعبي لم يدرك عمر. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (4544). والمراد بآية الربا في قول عمر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278]. وطريقُ الجمع بين خبر عمر هذا وبين الأخبار الأخرى التي تنص على خلاف ما قال عمر فيما نزل آخِرًا من الآيات أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن. والمراد بالآخرية في الربا تأخر نزول الآيات المتعلقة به من سورة البقرة، وأما حكم تحريم الربا فنزوله سابق لذلك بمدة طويلة على ما يدل =

2277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا شُعْبَةُ، حَدّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوْكِلَهُ وَشَاهِدِيهِ وَكَاتِبَهُ (¬1). 2278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدّثَنَا دَاوُدُ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا آكِلُ الرِّبَا، فَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ أَصَابَهُ مِنْ غُبَارِهِ" (¬2). ¬

_ = عليه قوله تعالى فيم آل عمران في أثناء قصة أحد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [آل عمران: 130]. قاله الحافظ في "فتح الباري" 8/ 205 عند حديث ابن عباس (4544). (¬1) إسناده حسن. سماك بن حرب صدوق حسن الحديث لا يرتقي حديثه إلى رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (3333)، والترمذي (1247)، وابن حبان (5025) من طرق عن سماك بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5512) و (8666) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن الحارث بن عبد الله الأعور، عن عبد الله بن مسعود. والحارث الأعور ضعيف، وقد رواه الشعبي وخالف الأعمش في إسناده. حيث رواه عن الحارث، عن علي بن أبي طالب، فجعله من مسند علي. انظر "علل الدارقطني" 3/ 153 - 155. وأخرجه أحمد (4283) و (4403)، ومسلم (1597)، والدارمي 2/ 246، والبيهقي 5/ 285 من طريقين عن ابن مسعود، وليس فيه: "وشاهديه وكاتبه". وله شاهد بتمامه من حديث جابر عند مسلم (1598). (¬2) إسناده ضعيف. سعيد بن أبي خيرة لم يوثقه غير ابن حبان ولا يُعرف هذا الحديث إلا به، والحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. =

59 - باب السلف في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أجل معلوم

2279 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ رُكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنْ الرِّبَا إِلَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّةٍ" (¬1). 59 - بَابُ السَّلَفِ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ 2280 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3331)، والنسائي 7/ 243 من طريق داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (10410). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الشاشي في "مسنده" (809)، والطبراني في "الكبير" (10539)، والحاكم 2/ 37 و 7/ 314 - 318، والبيهقي في "الشعب" (5512) من طريق إسرائيل، وأبو يعلى (5542) و (5348) و (5349)، والشاشي (808)، والطبراني (10538)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5511) من طريق شريك النخعي، كلاهما عن رُكين بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقد جاء في رواية بعضهم: "إلى قُل" بدل قوله: "إلى قِلة" وهو صحيح كالذلة والذل. وهو في "المسند" (3754) و (4026) من طريقين عن شريك. وقوله: "كان عاقبة أمره إلى قلة" معناه أن الربا وإن كان زيادة في المال عاجلًا، فإنه يؤول إلى نقص ومحق آجلًا بما يفتحح على المرابي من المغارم والمهالك، قال الله تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]، قاله المناوي في "فيض القدير".

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي التَّمْرِ، السَّنَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ، فَقَالَ: "مَنْ أَسْلَفَ فِي تَمْرٍ فَلْيُسْلِفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ" (¬1). 2281 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ بَنِي فُلَانٍ أَسْلَمُوا -لِقَوْمٍ مِنْ الْيَهُودِ- وَإِنَّهُمْ قَدْ جَاعُوا، فَأَخَافُ أَنْ يَرْتَدُّوا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ عِنْدَهُ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ: عِنْدِي كَذَا وَكَذَا -لِشَيْءٍ قَدْ سَمَّاهُ- أُرَاهُ قَالَ: ثَلَاثُ مئة دِينَارٍ بِسِعْرِ كَذَا وَكَذَا مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بِسِعْرِ كَذَا وَكَذَا إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابَع، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مُطعم البناني المكي. وأخرجه البخاري (2239)، ومسلم (1604)، وأبو داود (3463)، والترمذي (1358)، والنسائي 7/ 290 من طرق عن عبد الله بن أبي نجيح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1868). والسلف: هو أن يُعطي مالًا في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة في السعر الموجود عند السلف، ويقال له: سَلَم أيضًا، وهو به أشهر. (¬2) إسناده ضعيف. حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام تفرد بالرواية عنه ابنه محمَّد وذكره ابن حبان في "الثقات" فمثله يكون مجهولًا، ومع ذلك قال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمته عن حديثه هذا: حديث حسن مشهور، وظاهر الرواية أنه من رواية عبد الله بن سلام. قلنا: وصححه ابن حبان (288)، والحاكم 3/ 604، والضياء المقدسي في "المختارة" 9/ (420)، لكن قال الذهبي معقبًا على =

2282 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِي، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ -قَالَ يَحْيَى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عَنْ ابن (¬1) أَبِي الْمُجَالِدِ- قَالَ: امْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبُو برْدة (¬2) فِي السَّلَمِ، فَأَرْسَلُونِي إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: كُنَّا نُسْلِمُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ¬

_ = تصحيح الحاكم له 35/ 604: ما أنكره وأركّه. وقال ابن حجر في "الإصابة" 2/ 607: رجال الإسناد موثقون. وأخرجه ضمن حديث طويل في إسلام زيد بن سَعنَة الحبر اليهودي ابنُ أبى عاصم في "الآحاد والمثاني" (2082)، والطبراني في "الكبير" (371 - قطعة من الجزء 13)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص 81 - 82، والضياء المقدسي في "المختارة" 9/ (420)، والمزي في ترجمة حمزة بن يوسف من "تهذيب الكمال" 7/ 344 - 347 من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وأبو يعلى (7496) عن داود بن رُشيد، كلاهما عن الوليد بن مسلم، حدثنا محمَّد بن حمزة، به. وسموا في روايتهم الرجل اليهودي: زيد بن سَعنَة، وأنه أسلم. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (4330) من طريق عبد الله بن سالم الحمصي، عن محمَّد بن حمزة بن محمَّد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده أن زيد بن سَعْنَة ... وقد حكم الذهبي على هذا الإسناد بالإرسال عند قطعة أخرى من الحديث الطويل الذي سبقت الإشارة إليه أخرجها الحاكم 2/ 32. وخالفهم محمَّد بن أبي السَّري، وهو ابن المتوكل العسقلاني، فرواه عن الوليد ابن مسلم، حدثنا محمَّد بن حمزة، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن سلام. أخرجه من طريقه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 1/ 301 - 303، وابن حبان (288) والطبراني في "الكبير" (5147)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص 81 - 82، والحاكم 3/ 604 - 605، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (48)، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 6/ 24، وفي "الدلائل" 6/ 278 - 280. (¬1) لفظة "ابن" من (س) و (م)، وليست في (ذ) والمطبوع. (¬2) تحرف في المطبوع إلى: بَرْزة.

60 - باب من أسلف في شيء فلا يصرفه إلى غيره

وَعَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، عِنْدَ قَوْمٍ مَا عِنْدَهُمْ. فَسَأَلْتُ ابْنَ أَبْزَى، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ (¬1). 60 - بَابُ مَنْ أَسْلَف (¬2) فِي شَيْءٍ فَلَا يَصْرِفْهُ إِلَى غَيْرِهِ 2283 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَسْلَفتَ فِي شَيْءٍ، فَلَا تَصْرِفْهُ إِلَى غَيْرِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2242) و (2243)، وأبو داود (3464) و (3465)، والنسائي 289/ 7 - 290 و290 من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وقد سمى شعبةُ ابنَ أبي المجالد أحيانًا: محمدًا، وتابعه عليه سليمان بن أبي سليمان الشيباني عند البخاري (2244) و (2245) و (2254) و (2255)، فقول أبي داود في "سؤالات الآجري" 3/ 268: شعبة يحدث عن محمَّد بن أبي المجالد والصواب: عبد الله بن أبي المجالد، شعبة يخطئ فيه. مجانب للصواب، وقد تعقبه الحافظ في "تهذيب التهذيب". وهو في "مسند أحمد" (19122)، و"صحيح ابن حبان" (4926). وأخرج أبو داود (3466) من طريق أبي إسحاق الشيباني (سليمان بن أبي سليمان)، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشام، فكان يأتيا أنباطٌ من أنباط الشام فنُسلِفُهم في البر والزيت سعرًا معلومًا وأجلًا معلومًا ... وبينه وبين ابن أبي أوفى في الحديث رجل (وهو ابن أبي المجالد) كما سلف قريبًا، ورواية الشيباني عن ابن أبي أوفى عند الستة!! (¬2) في (ذ) والمطبوع: أسلم. والسَّلَم والسلَف بمعنى. (¬3) إسناده ضعيف، لضعف عطية وهو ابن سعد العوفي. وقد ضعف هذا الحديث أبو حاتم والبيهقي وعبد الحق الإشبيلي وابن القطان كما بينه ابن الملقن في "البدر المنير" 6/ 563 - 564. =

61 - باب: إذا أسلم في نخل بعينه لم يطلع

2283م - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادِ ابْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ سَعْدًا (¬1). 61 - بَابٌ: إِذَا أَسْلَمَ فِي نَخْلٍ بِعَيْنِهِ لَمْ يُطْلِعْ 2284 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِي، حَدّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ النَّجْرَانِي، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أُسْلِمُ فِي نَخْلٍ قَبْلَ أَنْ يُطْلِعَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا أَسْلَمَ فِي حَدِيقَةِ نَخْلٍ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ أَنْ يُطْلِعَ النَّخْيلُ، فَلَمْ يُطْلِعْ النَّخْلُ شَيْئًا ذَلِكَ الْعَامَ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: هُوَ لِي حَتَّى يُطْلِعَ، وَقَالَ الْبَائِعُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ النَّخْلَ هَذِهِ السَّنَةَ، فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لِلْبَائِعِ: "أَخَذَ مِنْ نَخْلِكَ شَيْئًا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَبِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَهُ؟! ارْدُدْ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ، وَلَا تُسْلِمُوا فِي نَخْلٍ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3468)، والترمذي في "العلل الكبير" 1/ 524، والدارقطني (2977)، والبيهقي 6/ 35 من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: لا أعرف هذا الحديث مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وهو حديث حسن، وحسّنه كذلك السيوطي في "الجامع الصغير"، وقال البيهقي: الاعتماد على حديث النهي عن بيع الطعام قبل أن يُستوفى، فإن عطية العوفي لا يحتج به. وفي الباب عن عبد الله بن عمر من قوله وفتواه عند ابن أبي شيبة 6/ 15، والبيهقي 6/ 30 - 31 قال الحافظ في "الدراية" 2/ 160 عن إسناد ابن أبي شيبة: جيد. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة النجراني راويه عن عبد الله بن عمر. =

62 - باب السلم في الحيوان

62 - بَابُ السَّلَمِ فِي الْحَيَوَانِ 2285 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ بَكْرًا وَقَالَ: "إِذَا جَاءَتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ قَضَيْنَاكَ" فَلَمَّا قَدِمَتْ، قَالَ: "يَا أَبَا رَافِعٍ، اقْضِ هَذَا الرَّجُلَ بَكْرَهُ" فَلَمْ أَجِدْ إِلَّا رَبَاعِيًا فَصَاعِدًا، فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَعْطِهِ فَإِنَّ خَيْرَ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً" (¬1). 2286 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدّثَنِي سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3467) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (5067). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف هشام بن عمار ومسلم بن خالد -وهو الزنجي-. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 680: حدثني زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه من طريق مالك الشافعيُّ في "مسنده" 2/ 171، ومسلم (1600) (118)، وأبو داود (3346)، والترمذي (1366)، والنسائي 7/ 291. وهو في "المسند" (27181). وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2390): أن رجلًا تقاضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأغلظ له، فهَمَّ به أصحابه فقال: "دعوه فإن لصاحب الحق مقالًا، واشتروا له بعيرًا فاعطوه إياه" وقالوا: لا نجد إلا أفضل من سنه، قال: "اشتروه فاعطوه إياه فإن خيركم أحسنكم قضاء". قال الحافظ في "الفتح" 5/ 57: وفي الحديث جواز وفاء ما هو أفضل من المثل المقترَض إذا لم تقع شرطية ذلك في العقد، فيحرم حينئذ اتفاقا، وبه قال الجمهور.

63 - باب الشركة والمضاربة

سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: اقْضِنِي بَكْرِي، فَأَعْطَاهُ بَعِيرًا مُسِنًّا، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَسَنُّ مِنْ بَعِيرِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ النَّاسِ خَيْرُهُمْ قَضَاءً" (¬1). 63 - بَابُ الشَّرِكَةِ وَالْمُضَارَبَةِ 2287 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ مَهْدِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدِ السَّائِبِ عَنْ السَّائِبِ، أنه قَالَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كُنْتَ شَرِيكِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكُنْتَ خَيْرَ شَرِيكٍ، كنت لَا تُدَارِينِي وَلَا تُمَارِينِي (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سعيد بن هانئ -وهو الخولاني- وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان والذهبي. وأخرجه النسائي 7/ 291 من طريق معاوية بن صالح، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 2/ 30 وسكت عنه الذهبي. وهو في "المسند" (17149). (¬2) رجاله ثقات غير إبراهم بن مهاجر، فَهو ضعيفُ الحديث وقد أخطأ في إسناده فزاد فيه: قائد السائب بين مجاهد والسائب، وانفرد بهذا، وخالفه الثقات من أصحاب مجاهد فأسقطوه. ومجاهد مولى للسائب بن أبي السائب المخزومي وبَنِيه. وقد أعل ابن عبد البر هذا الحديث بالاضطراب وتبعه السهيلي وابن حجر. وأخرجه أبو داود (4836) من طريق يحيي القطان، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15552). وأخرجه أحمد (15500) عن أسود بن عامر، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب بن عبد الله. فأسقط إبراهيمُ من إسناده هنا قائد السائب، وسمى أبا السائب عبد الله، ووهم في ذلك، فإن أبا السائب اسمُه صيفي كما في كتب التراجم. =

2288 - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: اشْتَرَكْتُ أَنَا وَسَعْدٌ وَعَمَّارٌ، يَوْمَ بَدْرٍ، فِيمَا نُصِيبُ، فَلَمْ أَجِئْ أَنَا وَلَا عَمَّارٌ بِشَيْءٍ، وَجَاءَ سَعْدٌ بِرَجُلَيْنِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (15505)، والنسائي في "الكبرى" (10071) من طريق وُهيب، عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن مجاهد، عن السائب. وكذلك رواه عبد الكريم الجزري كما قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 126. وأخرجه أحمد (15503) عن روح بن عبادة، عن سيف بن أبي سليمان، عن مجاهد قال: كان السائب بن أبي السائب. هكذا رواه على صورة الإرسال. ورواه الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب، قال: كنت شريك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... أخرجه كذلك ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (708)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 193، والطبراني في "الأوسط" (870)، والضياء المقدسي في "المختارة "9/ (368 - 371). قال الحافظ في "الإصابة" 4/ 103: والمحفوظ أن هذا لأبيه السائب قلنا: يعني كونه كان شريك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ورواه محمَّد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة عن مجاهد، عن قيس ابن السائب: أنه كان شريك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. أخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (929)، وفي "الأوسط" (1522)، وكذلك أخرجه الدولابي في "الكنى" 1/ 49 - 50. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/ 126 وقد سأله: حديث الشركة ما الصحيح منها؟ فقال: عبد الله بن السائب ليس بالقديم، وكان على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حدثًا، والشركة بأبيه أشبه. (¬1) إسناده ضعيف فإن أبا عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وأخرجه أبو داود (3388)، والنسائي 7/ 57 و 319 من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان، بهذا الإسناد. قال الخطابي: شركة الأبدان صحيحة في مذهب سفيان الثوري وأصحاب الرأي، وهذا الحديث حجة لهم، وقد احتج به أحمد بن حنبل وأثبت شركة الأبدان، وهو =

64 - باب ما للرجل من مال ولده

2289 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدّثَنَا بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَزَّارُ، حَدّثَنَا نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحيم (¬1) بْنِ دَاوُدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثٌ فِيهِنَّ الْبَرَكَةُ: الْبَيْعُ إِلَى أَجَلٍ، وَالْمُقَارَضَةُ، وَأَخْلَاطُ الْبُرِّ بِالشَّعِيرِ، لِلْبَيْتِ لَا لِلْبَيْعِ" (¬2). 64 - بَابُ مَا لِلرَّجُلِ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ 2290 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ" (¬3). ¬

_ = أن يكون خياطين وقصّارين، فيعملان، أو يحمل كل واحد منهما منفردًا أو يكون أحدهما خياطًا والآخر خرازًا أو حدادًا، سواء اتفقت الصناعات أو اختلفت، فكل ما أصاب أحدهما من أجرة عن عمله كان صاحبه شريكه فيها. (¬1) كذا في (ذ) و (م)، وفي (س): عبد الرحمن، وكللاهما قبل في اسمه. (¬2) إسناده ضعيف جدًا. نصر بن القاسم، وعبد الرحيم بن داود، وصالح بن صهيب، ثلاثتهم مجاهيل. ونقل المزي في ترجمة نصر بن قاسم من "تهذيب الكمال" أن البخاري قال عن حديثه هذا: هو حديث موضوع، وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة عبد الرحيم ابن داود: حديثه يُستنكر. وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 248 - 249 من طريق صالح بن صهيب عن أبيه. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمة عمارة بن عمير، فإنه لا يؤثر توثيقها عن أحد، لكنها قد توبعت. وأخرجه أبو داود (3528)، والترمذي (1408)، والنسائي 7/ 240 من طريق عمارة بن عمير، به. =

2291 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدّثَنَا يُوسُفُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا وَوَلَدًا، وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي! فَقَالَ: "أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ" (¬1). ¬

_ = وقد سلف عند المصنف برقم (2137) من طريق الأسود عن عائشة، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (4261). ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وهو الآتي عند المصنف برقم (2292)، وانظر تتمة شواهده في "المسند" (6678). وقوله: "إن ولده من كسبه" قال السندي: أي فله أن يأكل من مال ولده، فإنه من كسب الولد فهو من كسب الوالد بواسطة. ظاهر الحديث جواز الأكل من مال الولد مطلقًا إلا أنهم حملوه على الجواز عند الحاجة. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابَع، ومن فوقه ثقات. وقد صححه البزار فيما نقله عنه ابن التركماني في "الجوهر النقي" 7/ 481، وصححه أيضًا ابن التركماني وابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 102 - 103. وأخرجه بقي بن مخلد كما في "الجوهر النقي" 7/ 481، والطبراني في "الأوسط" (6728)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2621 - 2626 من طريق هشام بن عمار، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1598)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 158 والطبراني في "الأوسط" (3534) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 385، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 140 من طريق عمرو بن أبي قيس، والبزار، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 8/ 153 من طريق هشام بن عروة، والطبراني في "الأوسط" (6570)، وفي "الصغيرِ" (947)، والبيهقي 7/ 481 من طريق المنكدر بن محمَّد ابن المنكدر، وابن عدي 5/ 1727، والإسماعيلي في "معجمه" 3/ 806 من طريق أبان بن تغلب، أربعتهم (عمرو بن أبي قيس وهشام بن عروة والمنكدر وأبان) عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر. =

2292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا حَجَّاجٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ أَبِي اجْتَاحَ مَالِي فَقَالَ: "أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ" وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 180، وسعيد بن منصور في "سننه" (2290)، والبيهقي 7/ 480 - 481 من طريق سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق (16628)، وابن أبي شيبة 14/ 196 من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 7/ 157 - 158 عن ابن أبي زائدة، عن هشام بن عروة، ثلاثتهم عن ابن المنكدر مرسلًا. ويشهد له ما قبله وما بعده، وانظر تتمة شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو في "المسند" (6678). وقوله: "أنت ومالك لأبيك" قال ابن حبان: معناه: أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زجر عن معاملته أباه بما يعامل به الأجنبيين، وأمره ببره، والرفق به في القول والفعل معًا إلى أن يصل إليه ماله، فقال له: "أنت ومالك لأبيك" لا أن مال الابن يملكه الأب في حياته عن غير طيب نفس من الابن به. ونقل الإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 158 عن بعض العلماء قولهم: قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هذا ليس على التمليك منه للأب كسب الابن، وإنما هو على أنه لا ينبغي للابن أن يخالف الأب في شيء من ذلك، وأن يجعل أمره فيه نافذًا كأمره فيما يملك، ألا تراه يقول: "أنت ومالك لأبيك" فلم يكن الابن مملوكا لأبيه، بإضافة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إياه، فكذلك لا يكون مالكًا لماله بإضافة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إياه. (¬1) صحيح لغيره. حجاج -وهو ابن أرطاة، وإن كان مدلسًا- تابعه حسين المعلم عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 158، وعبيد الله بن الأخنس عند أحمد (6678)، وابن الجارود في "المنتقى" (995)، والبيهقي 7/ 480، وحبيب المعلِّم عند أحمد (7001)، وأبي داود (3530)، والبيهقي 7/ 480. ويشهد له ما قبله. وكذلك حديث عائشة عند ابن حبان (410) وانظر تتمة شواهده هناك.

65 - باب ما للمرأة من مال زوجها

65 - بَابُ مَا لِلْمَرْأَةِ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا 2293 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، لَا يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي، إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ، وَهُوَ لَا يَعْلَمُ. فَقَالَ: "خُذِي وَوَلَدَكِ مَا يَكْفِيكِ بِالْمَعْرُوفِ" (¬1). 2294 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا أَبِي وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَنْفَقَتْ الْمَرْأَةُ - وَقَالَ أَبِي فِي حَدِيثِهِ: إِذَا أَطْعَمَتْ الْمَرْأَةُ - مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا، وَلَهُ مِثْلُهُ بِمَا اكْتَسَبَ، وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عمر الضرير: هو حفص بن عمر. وأخرجه البخاري (2211) و (5364) و (5370) و (7180)، ومسلم (1714)، وأبو داود (3532)، والنسائي 8/ 246 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2460) و (3825) و (6641) و (7161)، وأبو داود (3533)، والنسائي في "الكبرى" (9146) من طريق الزهري، عن عروة، به. وهو في "المسند" (24117) و"صحيح ابن حبان" (4256). (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع. =

2295 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِهَا شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ¬

_ = وأخرجه البخاري (1425) و (1437) و (1439) و (1440) و (1441)، ومسلم (1024)، والترمذي (678)، والنسائي في "الكبرى" (9153) و (9154) من طريق أبي وائل شقيق، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (677)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 65 من طريق شعبة، عن عمرو بن مُرة، عن أبي وائل، عن عائشة. ولم يذكر في إسناده مسروقًا، وصحح الترمذي فيه ذكرَ مسروقِ، أما الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 69 فقد صحح الطريقين كليهما. قلنا: أبو وائل مخضرم. وهو في "مسند أحمد" (24171)، و"صحيح ابن حبان" (3358). وأخرج أبو داود (1688) وعبد الرزاق (16618)، والبيهقي 6/ 193 عن عطاء عن أبي هريرة: في المرأة تصَّدَّق من بيت زوجها؟ قال: لا، إلا من قوتها، والأجر بينهما، ولا يحل لها أن تصدق من مال زوجها إلا بإذنه. قال البغوي رحمه الله: العمل على هذا عند عامة أهل العلم، أن المرأة ليس لها أن تتصدق بشئ من مال الزوج إلا بإذنه، وكذلك الخادم، ويأثمان إن فعلا ذلك، وحديث عائشة خارج على عادة أهل الحجاز أنهم يطلقون الأمر للأهل والخادم في الإنفاق والتصدق مما يكون في البيت إذا حضرهم السائل، أو نزل بهم الضيف، فحضَّهم على لزوم تلك العادة، كما قال لأسماء: "لا تُوعي فيوعى عليكِ"، وعلى هذا يخرج ما رُوي عن عُمير مولى آبي اللحم قال: كنت مملوكًا، فسالت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أتصدَّقُ من مال مواليَّ بشيء، قال: "نعم، والأجر بينكما نصفان". انتهى كلامه، وحديث عُمير أخرجه مسلم في "صحيحه" (1025) وسيأتي عند المصنف برقم (2297). ويفسّر هذا الحديث أيضًا الحديثُ الآتي بعده حيث ذكر فيه الإذن.

66 - باب ما للعبد أن يعطي ويتصدق

وَلَا الطَّعَامَ؟ قَالَ: "ذَلِكَ أَفْضَلِ أَمْوَالِنَا" (¬1). 66 - بَابُ مَا لِلْعَبْدِ أَنْ يُعْطِيَ وَيَتَصَدَّقَ 2296 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدّثَنَا سُفْيَانُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْمُلَائِي سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، هشام بن عمار متابَع، وإسماعيل بن عياش صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. وأخرجه أبو داود (3565) عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، والترمذي (676) عن هناد بن السري، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، به. وهو في "مسند أحمد" مطولًا برقم (22294). وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6681) وإسناده حسن. (¬2) إسناده ضعيف لضعف مُسلم المُلائي -وهو ابن كيسان الأعور- وقد اختلف عليه فيه، لكن صح عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه أجاب دعوة سلمان الفارسي وكان مملوكًا كما سيأتي. وأخرجه الترمذي (1038) من طريق علي بن مُسهر، عن مُسلم الأعور، به. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص 64، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8192) من طريق يحيى بن أيوب المقابري، عن أبي إسماعيل المؤدب، عن مسلم الأعور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... الحديث. وخالف يحيى بن أيوب المقابري عبادُ بن موسى الخُتَّليُّ، فرواه عن أبي إسماعيل المؤدِّب، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. أخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" (12494)، والبيهقي في "الشعب" (8193). وعبد الله بن مسلم ضعيف كذلك، فسواء أكان هو أو مسلمٌ الأعور فالإسناد ضعيف. =

2297 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ زَيْدٍ عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَالَ: كَانَ مَوْلَايَ يُعْطِينِي الشَّيْءَ فَأُطْعِمُ مِنْهُ، فَمَنَعَنِي، أَوْ قَالَ فَضَرَبَنِي، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَوْ سَأَلَهُ، فَقُلْتُ: لَا أَنْتَهِي، أَوْ لَا أَدَعُهُ. فَقَالَ: "الْأَجْرُ بَيْنَكُمَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن سعد 1/ 371، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1695، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 63 من طريق عمر بن حبيب العدوي، عن شعبة بن الحجاج، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس بن مالك. وعمر بن حبيب ضعيف الحديث. وأخرج ابن سعد 1/ 370، وابن أبي شيبة 3/ 164، والخلال في "السنة" (234) من طريقين عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي مرسلًا. ورجاله ثقات، وكان أحمد بن حنبل وابن معين وغيرهما يحتجون بمراسيله، ذلك لأنه أسند الترمذيُ عنه أنه قال للأعمش: إذا حدثتُك عن رجل عن عبد الله بن مسعود فهو الذي سميتُ، وإذا قلتُ: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله. قال ابن عبد البر في مقدمة "التمهيد" 1/ 38: في هذا الخبر ما يدل على أن مراسيل إبراهيم النخعي أقوى من مسانيده، وهو لعمري كذلك، إلا أن إبراهيم ليس بمعيار على غيره. وانظر كلام الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" 1/ 290 و 294. وسيأتي مطولًا برقم (4178). وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند ابن سعد 1/ 370، والبزار (2463 - كشف الأستار) وفي إسناده محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيئ الحفظ، ورواه مرةً عند مسلم الملائي، عن أنس كما أخرجه ابن سعد 1/ 370 فلم يضبط الإسناد. وقد صح عن سلمان الفارسي وكان مملوكا في قصة إسلامه التي أخرجها ابن هشام في "السيرة النبوية" 1/ 228 - 235، وابن سعد في "الطبقات" 4/ 75 - 80، وأحمد في "مسنده" (23737) وغيرهم أنه قرب للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولأصحابه طعامًا هدية، فأكل رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منها وأمر أصحابه فأكلوا. (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن زيد: هو ابن المُهاجر بن قُنفذ. وأخرجه مسلم (1025) من طريق حفص بن غياث، به. =

67 - باب من مر على ماشية قوم أو حائط هل يصيب منه؟

67 - بَابٌ مَنْ مَرَّ عَلَى مَاشِيَةِ قَوْمٍ أَوْ حَائِطٍ هَلْ يُصِيبُ مِنْهُ؟ 2298 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قالا: حَدّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أبي إِيَاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ شُرَحْبِيلَ - رَجُلًا مِنْ بَنِي غُبَرَ - قَالَ: أَصَابَنَا عَامُ مَخْمَصَةٍ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ حَائِطًا مِنْ حِيطَانِهَا، فَأَخَذْتُ سُنْبُلًا فَفَرَكْتُهُ فَأَكَلْتُهُ وَجَعَلْتُهُ فِي كِسَائِي، فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَائِطِ، فَضَرَبَنِي وَأَخَذَ ثَوْبِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: "مَا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ جَائِعًا أَوْ سَاغِبًا، وَلَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلًا" فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَرَدَّ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِوَسْقٍ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نِصْفِ وَسْقٍ (¬1). 2299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْحَكَمِ الْغِفَارِي، قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي عَنْ عَمِّ أَبِيهَا رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِي، قَالَ: كُنْتُ وَأَنَا غُلَامٌ أَرْمِي نَخْلَنَا - أَوْ قَالَ: نَخْلَ الْأَنْصَارِ - فَأُتِيَ بِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: ¬

_ = وأخرجه مسلم (1025)، والنسائي 5/ 63 - 64 من طريق يزيد بن أبي عُبيد، عن عُمير مولى آبي اللحم. وهو في "صحيح ابن حبان" (3360). (¬1) إسناده صحيح. وصححه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/ 615. وأخرجه أبو داود (2620) و (2621) من طريق شعبة بن الحجاج، والنسائي 8/ 240 من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن أبي بشر جعفر بن إياس، به. وهو في "مسند أحمد" (17521).

"يَا غُلَامُ - وَقَالَ ابْنُ كَاسِبٍ: يَا بُنَيَّ - لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: آكُلُ. قَالَ: "فَلَا تَرْمِ النَّخْلَ، وَكُلْ مِمَّا يَسْقُطُ فِي أَسَافِلِهَا" قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ" (¬1). 2300 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا الْجُرَيْرِي، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَتَيْتَ عَلَى رَاعٍ، فَنَادِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَإِنْ أَجَابَكَ وَإِلَّا فَاشْرَبْ فِي غَيْرِ أَنْ تُفْسِدَ، وَإِذَا أَتَيْتَ عَلَى حَائِطِ بُسْتَانٍ، فَنَادِ صَاحِبَ الْبُسْتَانِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أَجَابَكَ، وَإِلَّا فَكُلْ فِي أَنْ لَا تُفْسِدَ (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أبي الحكم الغفاري وجدته، ولكنهما متابعان. فقد أخرجه أحمد (20343)، وأبو داود (2622) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1288) من طريق الفضل بن موسى، عن صالح بن أبي جبير، عن أبيه، عن رافع بن عمرو الغفاري. وصالح بن أبي جبير روى عنه ثقتان وأبوه، تفرد بالرواية عنه ابنه صالح، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. (¬2) في (س): في غير أن تفسد. (¬3) حديث صحيح. الجُريري: هو سعيد بن إياس، والراوي عنه يزيد بن هارون -وإن كان سمع منه بعد اختلاطه- تابعه حماد بن سلمة -وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط-. فقد أخرجه أحمد (11159)، وأبو يعلى (1244) و (1287)، وابن حبان (5281)، والحاكم 4/ 132، والبيهقي 9/ 359 - 360 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. =

2301 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَأَيُّوبُ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِي وَعَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ بِحَائِطٍ، فَلْيَأْكُلْ، وَلَا يَتَّخِذْ خُبْنَةً" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (11045) من طريق حماد بن سلمة، و (11812)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2824) من طريق علي بن عاصم الواسطي، كلاهما عن سعيد الجُريري، به. وأخرجه بنحوه أحمد (11419) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن عبد الله ابن عُصم، عن أبي سعيد الخدري. وشريك النخعي حديثه حسن في المتابعات. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2825) من طريق إسرائيل بن يونس السبيعي، عن عبد الله بن عُصمة، عن أبي سعيد الخدري موقوفًا وسنده حسن. وفي الباب عن سمُرة بن جندب عند أبي داود (2619)، والترمذي (1342) وهو حسن في الشواهد. وقال الترمذي: حديث سمرة حديث حسن غريب صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق. وفي حديث الهجرة عند البخاري (3615) أن أبا بكر رضي الله عنه حَلَبَ لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لبنًا من غنم رجل من قريش يرعاها عبدٌ له، وصاحبها غائب في مخرجه إلى المدينة. وانظر حديث رافع بن عمرو الغفاري السالف قبله، وحديث ابن عمر الآتي بعده. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. يحيى بن سُلَيم الطائفي يروي عن عُبيد الله أحاديث يهم فيها كما قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/ 516 وقد سأله عن هذا الحديثِ نفسِه. وأخرجه الترمذي في "الجامع الكبير" (1333)، وفي "العلل الكبير"1/ 516 عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن يحيى بن سُليم الطائفي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث غريب. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6683)، وأبي داود (1710 - 1713) و (4390)، والترمذي (1334) وإسناده حسن. =

68 - باب النهي أن يصيب منها شيئا إلا بإذن صاحبها

68 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُصِيبَ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ صَاحِبِهَا 2302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَامَ فَقَالَ: "لَا يَحْتَلِبَنَّ أَحَدٌ مَاشِيَةَ رَجُلٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرُبَتُهُ فَيُكْسَرَ بَابُ خِزَانَتِهِ، فَيُنْتَثَلَ طَعَامُهُ؟ فَإِنَّمَا تَخْزُنُ لَهُمْ ضُرُوعُ مَوَاشِيهِمْ أَطْعِمَاتِهِمْ، فَلَا يَحْتَلِبَنَّ أَحَدُكُمْ مَاشِيَةَ امْرِئٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ" (¬1). ¬

_ = وقال النووي في "المجموع شرح المهذب" 9/ 54: من مرّ ببستان غيره، وفيه ثمار، أو مَر بزرع غيره فمذهبنا أنه لا يجوزُ أن يأكُلَ منه شيئًا إلا أن يكونَ في حال الضرورة التي يُباح فيها الميتة، وبهذا قال مالك وأبو حنيفة وداود والجمهور، وقال أحمد: إذا اجتاز به وفيه فاكهة رطبة وليس عليه حائط جاز له الأكل منه من غير ضرورة، ولا ضمان عليه عنده في أصح الروايتين، وفي الرواية الأخرى: يباح له ذلك عند الضرورة ولا ضمان. ونقل عن الشافعي أنه علق القولَ بهذا الحديث على صحته، وأن البيهقي نقل تضعيفه عن ابن معين والبخاري وقال: وقد جاء من أوجه أخر وليست بقوية، لكن الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 5/ 90 قال: والحق أن مجموعها لا يقصر عن درجة الصحيح، وقد احتجوا في كثير من الأحكام بما هو دونها، وقد بينت ذلك في كتابي "المنحة فيما علّق الشافعي القول به على الصحة". وقوله: "ولا يتخذ خُبْنَة" الخُبنة: مَعطِفُ الإزار وطرفُ الثوب، أي: لا يأخذ منه في ثوبه. قاله في "النهاية". (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1726) عن قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 971، ومن طريقه البخاري (2435)، ومسلم (1726)، وأبو داود (2623)، وابن حبان في "صحيحه" (5282)، وأخرجه أحمد (4471)، ومسلم (1726)، وابن حبان (5171) من طريق عبد الله بن عمر،=

2303 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، حَدّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِي، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ سَلِيطِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطُّهَوِيِّ، عَنْ ذُهَيْلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ شَمَّاخٍ الطُّهَوِيِّ حَدّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، إِذْ رَأَيْنَا إِبِلًا مَصْرُورَةً بِعِضَاهِ الشَّجَرِ، فَثُبْنَا إِلَيْهَا، فَنَادَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْإِبِلَ لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، هُوَ قُوتُهُمْ وقِمَّتهُمْ (¬1) بَعْدَ اللَّهِ، أَيَسُرُّكُمْ لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى مَزَاوِدِكُمْ فَوَجَدْتُمْ مَا فِيهَا قَدْ ذُهِبَ بِهِ؟ أَتُرَوْنَ ذَلِكَ عَدْلًا؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَإِنَّ هَذَا كَذَلِكَ". قُلْنَا (¬2): أَفَرَأَيْتَ إِنْ احْتَجْنَا إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ؟ فَقَالَ: "كُلْ وَلَا تَحْمِلْ، وَاشْرَبْ وَلَا تَحْمِلْ" (¬3). ¬

_ = وأحمد (4505)، ومسلم (1726) من طريق أيوب السختياني، ثلاثتهم (مالك وعبيد الله وأيوب) عن نافع، عن ابن عمر. ورواية بعضهم مختصرة. وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد". (¬1) في المطبوع و"مصباح الزجاجة" ونسخة السندي: "ويُمْنهم"، وفسرها السندي بالبركة والخير، والمثبت من أصولنا الخطية، وضُبب عليها في (ذ) و (م). قلنا: والمعنى المراد من هذه اللفظة أنها: أغلى ما يملكون، فإن قمة الشيء أعلاه. والله تعالى أعلم. (¬2) من هذه اللفظة إلى آخر الحديث لم يرد في (ذ) و (م) و"مصباح الزجاجة"، وهو في (س) والمطبوع. (¬3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سَليط بن عبد الله الطهوي وذُهيل ابن عوف بن شماخ، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. وأخرجه أحمد (9252)، والبزار (1326 و 1327 و 2863 - كشف الأستار)، والبيهقي 9/ 360 و361 من طرق عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث ابن عمر السالف قبله. وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6683)، وأبي داود (1710 - 1713) و (4390)، والترمذي (1334)، ولفظه عند الترمذي: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سئل =

69 - باب اتخاذ الماشية

69 - بَابُ اتِّخَاذِ الْمَاشِيَةِ 2304 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا: "اتَّخِذِي غَنَمًا، فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً" (¬1). 2305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: "الْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا، وَالْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬2). ¬

_ = عن الثمر المعلق، فقال: "من أصاب منه من ذي حاجةِ، غير متخذِ خُبنةَ، فلا شيء عليه" وسنده حسن. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (27381)، والطبراني في "الكبير" 24/ (1039)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 11 من طريق أبي معاوية الضرير، والطبراني 24/ (1039) من طريق وكيع بن الجراح، و 24/ (1040) من طريق إسماعيل بن عياش و (1041) من طريق عبد الله بن محمَّد بن يحيى بن عروة، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم هانئ. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 211 أن القاسم بن معن وجعفر ابن عون قد روياه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أم هانئ. وأخرجه أحمد (26902) من طريق معمر، عن أبي عثمان الجحشي، عن موسى بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة، عن أم هانئ، قال لها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اتخذي غنما يا أم هانئ، فإنها تروح بخير، وتغدو بخير" وإسناده ضعيف لجهالة أبي عثمان الجحشي وموسى بن عبد الرحمن. (¬2) إسناده صحيح دون قوله: "الإبل عزُ لأهلها، والغنم بركة" فقد تفرد به عبد الله بن إدريس من بين سائر أصحاب حُصين -وهو ابن عبد الرحمن السلمي-، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وقد روى الحديثَ غيرُ حصين عن عامر -وهو الشعبي- فلم يذكروا هذا الحرف، ورواه غيرُ الشعبي عن عروة البارقي فلم يذكروه كذلك. وقد صح من غير حديث عروة البارقي كما سيأتي. وعروة البارقي: هو ابن الجعد وقيل: ابن أبي الجعد. وأخرجه النسائي 6/ 222 من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. ولم يذكر في روايته الإبل والغنم. وأخرجه مسلم (1873) من طريق محمَّد بن فضيل، وأحمد (19358) و (19365) و (19368)، والبخاري (2850)، والنسائي 6/ 222 من طريق شعبة ابن الحجاج، والبخاري (3119) من طريق خالد الواسطي، ومسلم (1873) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأحمد (19354) عن هثيم بن بشير، والترمذي (1789) من طريق عبثر بن القاسم، ستتهم عن حصين بن عبد الرحمن، به. ولم يذكروا في رواياتهم الإبل والغنم، وعند بعضهم زيادة: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر والمغنم". وأخرجه أحمد (19359) و (19366)، والبخاري (2852)، ومسلم (1873) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأحمد (19358) و (19365)، والبخاري (2850)، والنسائي 6/ 222 من طريق عبد الله بن أبي السفَر، كلاهما عن عامر الشعبي، به ولم يذكروا في رواياتهم الإبل والغنم، وعند بعضهم زيادة: "الأجر والمغنم" أو "الغنيمة". وأخرجه أحمد (19355)، والبخاري (3643)، ومسلم (1873) من طريق شبيب بن غرقدة البارقي، وأحمد (19364)، ومسلم (1873) من طريق العيزار بن حُريث، والطيالسي (1058)، والطبراني 17/ (416) و (417) من طريق أبي حميدة الظاعني، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 274، وفي "شرح المشكل" (227)، والطبراني 17/ (405 - 408) من طريق أبي إسحاق السبيعي، والطبراني 17/ (414) من طريق نعيم بن أبي هند، و (415) من طريق عائذ بن نصيب، و (418) من طريق سماك بن حرب، و (419) و (420) من طريق شُريح بن هانئ الكوفي، ثمانيتهم عن عروة البارقي. ولم يذكروا في رواياتهم الإبل والغنم، وعند بعضهم زيادة: "الأجر والمغنم". =

2306 - حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ النَّيْسَابُورِي وَمُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِي، قَالَا: حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدّثَنَا زَرْبِيٌّ إِمَامُ مَسْجِدِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، حَدّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الشَّاةُ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ" (¬1). ¬

_ = وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 92 - 93 و 2/ 108 - 109 من طريقين عن النعمان بن عبد السلام، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن أبي عمار عريب بن حميد الهمداني، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الغنم بركة والإبل عز لأهلها، والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، والجد أخوك فأحسن إليه، وإن وجدته مغلوبًا فأعنه". وفي ذينك الطريقين بعضُ المجاهيل. وعن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة الكوفي مرسلًا كلفظ حديث حذيفة عند مسدد بن مُسَرهَد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3854) للبوصيري، وإسناده صحيح مرسلًا وعمرو بن شرحبيل تابعي مخضرم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف زَربي -وهو ابن عبد الله الأزدي-. وأخرجه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" 3/ 1094، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 663 من طريق حرمي بن عمارة، عن زَربي، عن ابن سيرين، عن ابن عمر. ورواه الحسن بن مهدي بن عبدة المروزي، عن محمَّد بن عمير الرازي، عن محمَّد بن فراس البصري، عن حرمي بن عمارة، عن شعبة، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس أخرجه الخطيب في "تاريخه" 435/ 7 والحسن ابن مهدي قال عنه الدارقطني: مجهول. وفي الباب عن أبي هريرة عند الطبراني في "الأوسط" (5346)، والبيهقي 2/ 450 والخطيب في "تاريخه" 7/ 432 من طريقين عن إبراهيم بن عيينة أخي سفيان، عن أبي حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الغنم من دواب الجنة، فامسحوا رغامها، وصلوا في مرابضها" =

2307 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ الْمَقْبُرِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ، وَأَمَرَ الْفُقَرَاءَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ، وَقَالَ: "عِنْدَ اتِّخَاذِ الْأَغْنِيَاءِ الدَّجَاجَ، يَأْذَنُ اللَّهُ بِهَلَاكِ الْقُرَى" (¬1). ¬

_ = قال أبو حاتم الرازي فيما حكاه عنه ابنه في "العلل" 1/ 137 - 138: كنت أستحسن هذا الحديث، فبان لي خطؤه، فإذا قد رواه عمار بن محمَّد، عن ابن حبان، عن رجل من بني هاشم، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مثله، وهو أشبه. وقد روي عن أبي هريرة من قوله. أخرجه مالك 2/ 933، وكذلك البخاري في "الأدب المفرد" (572) عن إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما (مالك وإسماعيل) عن محمَّد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك عن أبي هريرة. وإسناده صحيح موقوفًا. وهو عند أحمد في "مسنده" (9625) موقوفًا كذلك، لكن من طريق وهب بن كيسان عن أبي هريرة. وانظر تمام تخريجه عنده. (¬1) موضوع، آفته علي بن عروة، وهو القرشي الدمشقي- فقد اتهمه غير واحد بالوضع. وعثمان بن عبد الرحمن -وهو الطرائفي- ضعيف. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1851 عن ابن ذَرِيح (محمَّد بن صالح)، عن محمَّد بن إسماعيل الأحمسي، بهذا الإسناد. ورواه إبراهيم بن أعين، عن علي بن عروة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، كما أخرجه ابن عدي 5/ 1851، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 304. وتابعه غياث بن إبراهيم، عن طلحة بن عمرو المكي عند ابن الجوزي 2/ 304، ورشدين بن سعد، عن أبي عبد الله عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3861)، كلاهما عن عطاء، عن ابن عباس. وغياث وطلحة متروكان في أحسن أحوالهما، ورشدين ضعيف. وفي الباب عن ابن عمر عند ابن حبان في "المجروحين" 3/ 90، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 8 بلفظ: "الدجاج غنم فقراء أمتي" وقال ابن حبان: موضوع لا أصل له.

أبواب الأحكام

أَبْوَابُ الْأَحْكَامِ 1 - بَابُ ذِكْرِ الْقُضَاةِ 2308 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح وهذا إسناد قوي، عثمان بن محمَّد -وهو ابن المغيرة الأخنسي- وثقه ابن معين والبخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/ 437 - وباقي رجاله ثقات. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 7/ 238. وأخرجه أبو داود (3572)، والنسائي في "الكبرى" (5893 - 5895) من طرق عن عثمان بن محمَّد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8777). وأخرجه أبو داود (3571)، والترمذي (1374)، والنسائي (5892) من طريقين عن سعيد المقبري، به، وهذا سند حسن في المتابعات. وانظر "مسند أحمد" (7145). قوله: "فقد ذبح بغير سكين": قال السندي في حاشيته علي المسند،: أُريد أنه ذُبح أشدَّ الذبح، لأن الذبح بالسكين أريح للذبيحة، بخلافه بغيره، أو المراد أنه ذُبح لا ذبحًا يقتله، بل ذبحًا يبقى فيه لا حيًا ولا ميتًا، لأنه ليس ذبحًا بسكين حتى يموت، ولا هو سالم عن الذبح حتى يكون حيًا. وقيل: أراد الذبح غير المتعارف الذي هو عبارة عن هلاك دينه دون هلاك بدنه، وذلك أنه ابتُلي بالعناء الدائم، والداء المُغضِل الذي يعقبه الندامةُ إلى يوم القيامة. =

2309 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سَأَلَ الْقَضَاءَ وُكِلَ إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ جُبِرَ عَلَيْهِ نَزَلَ إِلَيْهِ ملِكْ فَسَدَّدَه" (¬1). 2310 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ¬

_ = وقال بعضهم: معنى "ذُبح": أنه يبغي له أن يميت دواعيَه الخبيثة، وشهواتِهِ الرديَّة، وعلى هذا فالخبر بمنزلة الأمر، والحديث إرشاد له إلى ما يليق به بحاله، لا يتعلق بمدح ولا ذم، والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى -وهو ابن عامر الثعلبي- وضعف بلال ابن أبي موسى -وهو ابن مرداس الفزاري- ثم هو منقطع، فإن بين بلال بن مرداس وبين أنس رجلًا اسمه خيثمة البصري كما سيأتي. وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه الترمذي (1372)، وأبو داود (3578) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1373) من طريق أبي عوانة، عن عبد الأعلى، عن بلال، عن خيثمة البصري، عن أنس. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى. قلنا: وخيثمة ضعيف. وهو في "مسند أحمد" (12184). ويغني عنه ما أخرجه البخاري (6622)، ومسلم (1652) عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسالِ الإمارةَ، فإنك إن أُوتيتها عن مسألة وُكِلتَ إليها، وان أُوتيتها من غير مسألة أُعِنتَ عليها". وما أخرجه أبو داود (2932)، والنسائي 7/ 159 عن عائشة مرفوعًا: "مَن ولي منكم عملًا، فأراد الله به خيرًا، جعل له وزيرًا صالحًا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه". وإسناده صحيح.

2 - باب التغليظ في الحيف والرشوة

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبْعَثُنِي وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ، وَلَا أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ، وَثَبِّتْ لِسَانَهُ" قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ (¬1). 2 - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي الْحَيْفِ وَالرَّشْوَةِ 2311 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ حَاكِمٍ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِنْ قَالَ: أَلْقِهِ، أَلْقَاهُ فِي مَهْوَاةٍ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن أبا البختري -واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع من علي شيئًا. وقد روي من وجه آخر متصل كما سيأتي. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 337، وابن أبي شيبة 10/ 176 و 12/ 58، وأحمد (636)، وعبد بن حميد (94)، والبزار (912)، والنسائي في "الكبرى" (8363) و (8364) و (8365)، ووكيع في "أخبار القضاة"1/ 84، وأبو يعلى (401)، والحاكم 3/ 135 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (98)، وأحمد (1145)، ووكيع 1/ 85، وأبو يعلى (316) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، به. وأخرجه ابن سعد 2/ 337، وأحمد (666)، والبزار (721)، والنسائي في "الكبرى (8367)، ووكيع 1/ 85 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، عن علي. وهذا إسناد صحيح متصل. (¬2) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد الهمداني. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع، وعبد الله: هو ابن مسعود. =

2312 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ حُسَيْنٍ -يَعْنِي ابْنَ عِمْرَانَ-، عَنْ أَبِي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَجُرْ، فَإِذَا جَارَ وَكَّلَهُ إِلَى نَفْسِهِ" (¬1). 2313 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وأخرجه أحمد (4097)، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/ 19، والطبراني في "الكبير" (15313)، والدارقطني (4465)، والبيهقي 10/ 89 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ورجح الدارقطني في "العلل" 5/ 249 وقفه. (¬1) حديث حسن، محمَّد بن بلال -وهو التمار- صدوق يُغرب عن عمران، وقد زاد في هذا الإسناد حسينًا بين عمران والشيباني، وحسين هذا ضعيف، وخالفه عمرو بن عاصم -وهو ثقة- فأسقط حسينًا من الإسناد، وهو أصح. عمران: هو ابن داوَر، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه المزي في ترجمة حسين بن عمران من "تهذيب الكمال" 6/ 458 من طريقين عن محمَّد بن بلال، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2145 ومن طريقه البيهقي 10/ 88 عن ابن صاعد، عن أحمد بن سنان، بهذا الإسناد. وقال فيه: حسين المعلم، مكان حسين ابن عمران. أما طريق عمرو بن عاصم بإسقاط حسين، فأخرجها الترمذي (1379)، وابن حبان (5062)، والحاكم 4/ 93، والبيهقي 10/ 88. وقال الترمذي: غريب، وصححه الحاكم ولم يتعقبه الذهبي. قلنا: وهذا إسناد حسن. وفي الباب عن معقل بن يسار عند أحمد (20305)، وإسناده ضعيف جدًا. وعن ابن مسعود عند وكيع في "أخبار القضاة" 1/ 35 - 36، والطبراني في "الكبير" (9792). وفي إسناده حفص بن سليمان القارئ ضعفوه في الحديث مع إمامته في القراءة.

3 - باب الحاكم يجتهد فيصيب الحق

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي" (¬1). 3 - بَابُ الْحَاكِمِ يَجْتَهِدُ فَيُصِيبُ الْحَقَّ 2314 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ". قَالَ يَزِيدُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِيهِ أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده قوي، الحارث بن عبد الرحمن: صدوق لا بأس به كما قال أحمد والنسائي، وباقي رجاله ثقات. ابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو داود (3580)، والترمذي (1386) من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6532)، و"صحيح ابن حبان" (5077). (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (7352)، ومسلم (1716)، وأبو داود (3574)، والنسائي في "الكبرى" (5887) و (5888) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17774) و (17820)، و"صحيح ابن حبان" (5061). وأخرج حديث أبي هريرة وحده الترمذي (1375)، والنسائي 8/ 223 من طريق يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن حزم، بهذا الإسناد. =

2315 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، قَالَ: لَوْلَا حَدِيثُ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ، اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ جَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ" لَقُلْنَا: إِنَّ الْقَاضِيَ إِذَا اجْتَهَدَ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ (¬1). ¬

_ = وهو في "صحيح ابن حبان" (5060)، و"شرح مشكل الآثار" (53). وعلقه البخاري بإثر الحديث (7352) عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبي بكر بن حزم، عن أبي سلمة مرسلًا. (¬1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، خلف بن خليفة -وإن كان قد اختلط- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو هاشم: هو الرماني، وابن بريدة: هو عبد الله، وأبوه: بريدة بن الحصيب. وأخرجه أبو داود (3573)، والنسائي في "الكبرى" (5891)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (55) من طريق خلف بن خليفة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1322م)، والطحاوي في "شرح مثسكل الآثار" (54) من طريق سعد بن عبيدة، عن ابن بريدة، به. وسنده حسن في المتابعات. وأخرجه محمَّد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/ 15 من طريق داود بن عبد الحميد الكوفي، عن يونس بن خباب، ومحمد بن خلف 1/ 15، والحاكم 1/ 90 من طريق عبد الله بن بكير الغنوي، عن حكيم بن جبير، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 98، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" - القسم الذي فيه عبادة ابن أوفى إلى عبد الله بن ثوب من المحقق- ص 426 من طريق أبي حمزة السكري، وابن عساكر ص425 - 426، وابن طولون في "الأحاديث المئة في الصنائع" (92) من طريق خاقان بن عبد الله بن الأهتم، عن يونس بن عبيد أربعتهم عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، وأسانيدها كلها ضعيفة، لكن بمجموعها يتقوى. =

4 - باب لا يحكم الحاكم وهو غضبان

4 - بَابٌ لَا يَحْكُمُ الْحَاكِمُ وَهُوَ غَضْبَانُ 2316 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَقْضِي الْقَاضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ". قَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ: "لَا يَنْبَغِي لِلْحَاكِمِ أَنْ يَقْضِيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1156) وطريق قيس بن الربيع، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وقيس -وإن كان ضعيفًا- تابعه أبو حنيفة الإمام كما في "أطراف الغرائب والأفراد"، ثم بمتابعة الباقين عن عبد الله بن بريدة يرتقي الحديث إلى رتبة الصحيح. وفي الباب عن ابن عمر عند أبي يعلى 1/ 265، والطبراني (3319)، وابن حبان (5056)، ومحمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/ 16 - 17 و 17 - 18 وإسناده ضعيف. وعن علي بن أبي طالب موقوفًا عند ابن أبي شيبة 7/ 230، ومحمد بن خلف 18/ 1، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1024)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 2/ 71 وسنده صحيح. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1717)، وأبو داود (3589)، والترمذي (1383)، والنسائي 8/ 237 من طريق عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20389) و (20467) و (20522)، و"شرح مشكل الآثار" (629 - 631). وأخرجه النسائي 8/ 247 من طريق جعفر بن إياس، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، به.

5 - باب قضية الحاكم لا تحل حراما ولا تحرم حلالا

5 - بَابُ قَضِيَّةِ الْحَاكِمِ لَا تُحِلُّ حَرَامًا وَلَا تُحَرِّمُ حَلَالًا 2317 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَة عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا أَقْضِي بينكم عَلَى نَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ مِنْكُمْ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا، فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ، يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 2318 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ قِطْعَةً، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 7/ 233، وعنه أخرجه مسلم (1713) (4). وأخرجه البخاري (2680)، ومسلم (1713) (4)، وأبو داود (3583)، والترمذي (1388)، والنسائي 8/ 233 من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26491) و (26680)، و"صحيح ابن حبان" (5070). وأخرجه مسلم (1713) (5) و (6) من طريق الزهري، عن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (26626). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو الليثي- فإنه صدوق حسن الحديث. =

6 - باب من ادعى ما ليس له وخاصم فيه

6 - بَابُ مَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ وَخَاصَمَ فِيهِ 2319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ أَبُو عُبَيْدَةَ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حدثني أبي (¬1)، قال: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ" (¬2). 2320 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ -أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ- لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ" (¬3). ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 7/ 234 - 235. وأخرجه أحمد (8394)، والطحاوي 4/ 154، وأبو يعلى (5920)، وابن حبان (5071) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. (¬1) قوله: "قال: حدثني أبي" مرة ثانية، سقط من (ذ) و (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي، وأثبتناه من (م) و"تحفة الأشراف" (11933). (¬2) إسناده صحيح. أبو الأسود الديلي: هو ظالم بن عمرو. وأخرجه مطولًا مسلم (61) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21465). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، مطر الوراق -وهو ابن طهمان- ضعيف يُعتبر به، وقد توبع. =

7 - باب البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه

7 - بَابُ الْبَيِّنَةِ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينِ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ 2321 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، ادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنْ الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3598) من طريق المثنى بن يزيد، عن مطر الوراق، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/ 99 من طريق عطاء بن أبي مسلم، عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه مطولًا أحمد (3585) من طريق يحيى بن راشد، عن ابن عمر. وإسناده صحيح. (¬1) حديث صحيح، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز، وإن كان مدلسًا ورواه بالعنعنة- قد توبع. ابن أبي مليكة: هو عبدُ الله بن عبيد الله. وأخرجه البخاري (4552)، ومسلم (1711) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/ 248 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، به. وأخرجه البخاري (2514)، ومسلم (1711)، وأبو داود (3619)، والترمذي (1391) من طرق عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قضى أن اليمين على المدعى عليه. وهو في "مسند أحمد" (3188). وروى البيهقي في "سننه" 10/ 252 بإسناد حسن من حديث ابن عباس رفعه " لو يعطى الناس بدعواهم ... ولكن البينة على المدعي واليمن على من أنكر". =

8 - باب من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مالا

2322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ لِلْيَهُودِيِّ احْلِفْ قُلْتُ: إِذًا يَحْلِفُ فَيَذْهَبُ بِمَالِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الْآيَةِ [آل عمران: 77] (¬1). 8 - بَابُ مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَاجِرَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالًا 2323 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ ¬

_ = قال ابن المنذر في "الإجماع" ص 75: أجمع أهل العلم على أن البينة على المدعي، واليمن على المُدَعَى عليه، ومعنى قوله: "البينة على المدعي" يعني يستحق بها ما ادعى، لأنها واجبة عليه يؤخذ بها، ومعنى قوله: "اليمين على المدعي عليه" أي: يبرأ بها، لأنها واجبة عليه يؤخذ بها على كل حال. (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي. وأخرجه البخاري (2356)، ومسلم (138) (220)، وأبو داود (3243) و (3621)، والترمذي (1315) و (3241) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2515)، ومسلم (138) (221) من طريق منصور بن المعتمر، عن شقيق بن سلمة، به. وهو في "مسند أحمد" (21837) و (21841).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" (¬1). 2324 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ الْحَارِثِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يَقْتَطِعُ رَجُلٌ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَأَوْجَبَ لَهُ النَّارَ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: "وَإِنْ كَانَ سِوَاكًا مِنْ أَرَاكٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2356)، ومسلم (138) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2515) و (7445)، ومسلم (138) من طروْ عن شقيق، به. وهو في "مسند أحمد" (4212). وقوله: "وهو فيها فاجر" أي: كاذب. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، ومحمد بن كعب: هو ابن مالك الأنصاري السَّلَمي، وأبو أمامة الحارثي: هو البلوي وفي اسمه خلاف. وأخرجه مسلم (137) (219)، والنسائي في "الكبرى" (5940) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (137) (218)، والنسائي 8/ 246 من طريق العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن معبد بن كعب السلمي، عن أخيه عبد الله بن كعب، به. وهو في "مسند أحمد" (22239)، و"صحيح ابن حبان" (5087). قوله: "إلا حرَّم الله عليه الجنة" معناه: ففد استحق النار، ويجوز العفو عنه وقد حُرم عليه دخول الجنة أولَ وهلة مع الفائزين.

9 - باب اليمين عند مقاطع الحدود

9 - بَابُ الْيَمِينِ عِنْدَ مَقَاطِعِ الحدود (¬1) 2325 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِسْطَاسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَلَفَ بِيَمِينٍ آثِمَةٍ عِنْدَ مِنْبَرِي هَذَا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ، وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ أَخْضَرَ" (¬2). 2326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ فَرُّوخَ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: وَهُوَ أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَحْلِفُ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ عَبْدٌ وَلَا أَمَةٌ، عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ، وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ رَطْبٍ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوع: الحقوق. وهو كذلك على هامش بعض النسخ. (¬2) إسناده قوي، عبد الله بن نِسطاس -وإن لم يرو عنه غير هاشم بن هاشم- قد وثقه النسائي وابن عبد البر في "الاستذكار" 22/ 83. وأخرجه أبو داود (3246) من طريق هاشم بن هاشم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14706)، و"صحيح ابن حبان" (4368). (¬3) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 254، وأحمد (8362)، والحاكم 4/ 297، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 15/ ورقة 324 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. =

10 - باب بما يستحلف أهل الكتاب

10 - بَابٌ بِمَا يُسْتَحْلَفُ أَهْلُ الْكِتَابِ 2327 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مُرَّةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا رَجُلًا مِنْ عُلَمَاءِ الْيَهُودِ، فَقَالَ: "أَنْشُدُكَ بِالله الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى" (¬1). 2328 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، أخبرنا عَامِرٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِيَهُودِيَّيْنِ: "نشدْتُكُمَا بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ" (¬2). ¬

_ = قوله "ولو على سواك رطب" تتميم بمعنى التحقير في السواك، لأنه لا يستعمل إلا يابسًا. قاله القاري في "شرح المشكاة" 4/ 162. (¬1) إسناده صحيح. وهو قطعة من قصة اليهودي الزاني الآتية برقم (2558). وأخرجه مطولًا بالقصة مسلم (1700)، وأبو داود (4447) و (4448)، والنسائي في "الكبرى" (7180) و (11079) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18525)، و"شرح مشكل الآثار" (4541). (¬2) إسناده ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد الهمداني الكوفي. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه مطولًا أبو داود (4452) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (4539) و (4545). وأخرجه أبو داود (4453) من طريق المغيرة بن مقسم، و (4454) من طريق عبد الله بن شبرمة، كلاهما عن الشعبي مرسلًا. وقرن في الموضع الأول بالشعبي إبراهيم النخعي. وانظر ما قبله.

11 - باب الرجلان يدعيان السلعة وليس بينهما بينة

11 - بَابٌ الرَّجُلَانِ يَدَّعِيَانِ السِّلْعَةَ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ 2329 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ رَجُلَيْنِ ادَّعَيَا دَابَّةً، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ، فَأَمَرَهُمَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَسْتَهِمَا عَلَى الْيَمِينِ (¬1). 2330 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (¬2)، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اخْتَصَمَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا دَابَّةٌ، وَلَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ، فَجَعَلَهَا بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وخلاس: هو ابن عمرو الهَجَري، وأبو رافع: هو نُفيع الصائغ. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 6/ 318، وعنه أخرجه أبو داود (3618). وأخرجه أبو داود (3616)، والنسائي في "الكبرى" (5656) و (5957) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10347)، وسيأتي برقم (2346). قال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 177: معنى الاستهام هنا: الاقتراع، يريد أنهما يقترعان، فايهما خرجت له القرعة حَلَفَ وأخذ ما ادَّعاه. (¬2) في مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي ونسخة على هامش (ذ): سفيان، وهو خطأ. وسعيد: هو ابن أبي عَرُوبة. (¬3) حديث مُعَلٌّ عند أهل الحديث مع الاختلاف في إسناده على قتادة، ولا يصح وصله، كما هو مبيَّن بتوسع في التعليق على "مسند أحمد" (19603). =

12 - باب من سرق له شيء فوجده في يد رجل اشتراه

12 - بَابُ مَنْ سُرِقَ لَهُ شَيْءٌ فَوَجَدَهُ فِي يَدِ رَجُلٍ اشْتَرَاهُ 2331 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا ضَاعَ لِلرَّجُلِ مَتَاعٌ -أَوْ سُرِقَ لَهُ مَتَاعٌ - فَوَجَدَهُ فِي يَدِ رَجُلٍ يَبِيعُهُ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ، وَيَرْجِعُ الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ بِالثَّمَنِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3613) و (3614)، والنسائي 8/ 248 من طرق عن سعيد ابن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3615) من طريق حجاج بن منهال، عن همام بن يحيى العوذي، عن قتادة، به، بلفظ: أن رجلين اختصما في بعير، فبعث كل واحد منهما بشاهدين، فقسمه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ببنهما. وهو في "مسند أحمد" (19603) وفيه تمام الكلام عليه. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لتدليس حجاج -وهو ابن أرطاة- فقد رواه بالعنعنة، لكن للحديث طريق آخر يشده كلما سيأتي في التخريج. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وسعيد بن عبيد بن زيد بن عقبة: الصواب حذف عبيد من اسمه كما في "تهذيب الكمال" وفروعه. وهو في "مسند أحمد" (20146) و (20202) من طريق حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3531)، والنسائي 7/ 133 من طريق الحسن البصري، عن سمرة مرفوعًا بلفظ: "مَن وجد عينَ ماله عند رجل فهو أحق به، ويتبع البيِّعُ من باعه". وهو في "مسند أحمد" (20148). والحسن لم يصرح بسماعه من سمرة. والحديث حسن بمجموع طريقيه إن شاء الله. قوله: "فهو أحق به" أي: فيأخذه منه من غير شيء. =

13 - باب الحكم فيما أفسدت المواشي

13 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَا أَفْسَدَتْ الْمَوَاشِي 2332 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ ابْنَ مُحَيِّصَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ نَاقَةً لِلْبَرَاءِ كَانَتْ ضَارِيَةً، دَخَلَتْ فِي حَائِطِ قَوْمٍ فَأَفْسَدَتْ فِيهِ، فَكُلِّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهَا، فَقَضَى أَنَّ حِفْظَ الْأَمْوَالِ عَلَى أَهْلِهَا بِالنَّهَارِ، وَعَلَى أَهْلِ الْمَوَاشِي مَا أَصَابَتْ مَوَاشِيهِمْ بِاللَّيْلِ" (¬1). ¬

_ = "ويرجع المشتري" أي: الذي وُجِدَ في يده إن كان اشتراه من غيره، فليرجع بالثمن عليه. قاله السندي في حاشيته على "المسند". (¬1) رجاله ثقات، وهو مرسل. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري، وابن محيِّصة: هو حرام بن سعد -أو ابن ساعدة- بن محيِّصة. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 747 - 748 - ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/ 107، وفي "السُّنن المأثورة" (526)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 203، وفي "شرح المشكل" (6159)، والدارقطني (3319)، والبيهقي 8/ 279 و341، وقرن الدارقطني بمالك يونس بنَ يزيد - عن الزهري، عن حرام مرسلًا. وأخرجه الشافعي في "السُّنن المأثورة" (525)، وابن أبي شيبة 9/ 435 - 436، وأحمد (23694)، وابن الجارود (796)، والطحاوي في "شرح المشكل" (6160)، والبيهقي 8/ 342، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 89 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد مرسلًا. ومراسيل سعيد قوية عند أهل العلم. ووصله عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حرام عن أبيه، عند أحمد (23697)، وأبي داود (3569)، وابن حبان (6008). قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 81: ولم يُتابع عبد الرزاق على ذلك، وأنكروا عليه قوله فيه: "عن أبيه"، وأسند ابن عبد البر هذا القول عن أبي داود، ثم قال: هكذا قال أبو داود: =

2332م - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةَ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَرَامِ ابْنِ مُحَيِّصَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنَّ نَاقَةً لِآلِ الْبَرَاءِ أَفْسَدَتْ شَيْئًا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... بِمِثْلِهِ (¬1). ¬

_ = لم يتابع عبد الرزاق، وقال محمَّد بن يحيى الذهلي: لم يتابع معمر على ذلك. وذكر الدارقطني بإثر الحديث (3313)، والبيهقي 8/ 342 أن وهيب بن خالد وأبا مسعود الزجاج قد خالفا عبد الرزاق، فروياه عن معمر فلم يقولا: عن أبيه. وأخرجه موصولًا أيضًا النسائي في "الكبرى" (5754) من طريق محمَّد بن كثير ابن أبي عطاء، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن حرام، عن أبيه. ومحمد بن كثير كثيرُ الخطأ. وانظر ما بعده. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/ 82: هذا الحديث وإن كان مرسلًا، فهو حديث مشهور، أرسله الأئمة، وحدث به الثقات، واستعمله فقهاء الحجاز، وتلقوه بالقبول، وجرى في المدينة به العملُ. وقال الطحاوي في "اختلاف العلماء" كما في "مختصره" للجصاص 5/ 211: قال أصحابنا -يعني الحنفية-: لا ضمان على أرباب البهائم فيما تفسده أو تجني عليه لا في الليل ولا في النهار، إلا أن يكون راكبًا أو قائدًا أو سائقًا أو مرسلًا. وقال مالك والشافعي: ما أفسدت المواشي بالنهار فليس على أهلها منه شيء، وما أفسدت بالليل فضمانه على أربابها. وقال ابن المبارك عن الثوري: لا ضمان على صاحب الماشية. وروى الواقدي عنه في شاة وقعت في غزل حائك بالنهار أنه يضمن. وتصحيح الروايتين: إذا أرسلها سائبةَ ضمن بالليل والنهار، وإذا أرسلها محفوظة لم يضمن لا بالليل ولا بالنهار. وقال الليث: يضمن بالليل والنهار، ولا يضمن أكثر من قيمة الماشية. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، والصحيح أنه مرسل كما سلف قبله، معاوية بن هشام -وهو القصار- وإن كان حسن الحديث، لكنه يُغرب عن الثوري بأشياء كما قال ابن عدي، وحرام ابن محيِّصة لم يسمع من البراء بن عازب. =

14 - باب الحكم فيمن كسر شيئا

14 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنْ كَسَرَ شَيْئًا 2333 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَيْسِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُواءَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قَالَتْ: أَوَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]؟ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ أَصْحَابِهِ، فَصَنَعْتُ لَهُ طَعَامًا، وَصَنَعَتْ حَفْصَةُ له طَعَامًا، قَالَتْ: فَسَبَقَتْنِي حَفْصَةُ، فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ: انْطَلِقِي فَأَكْفِي قَصْعَتَهَا، فَلَحِقَتْهَا وَقَدْ هَمَّتْ أَنْ تَضَعَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَكْفَأَتْهَا فَانْكَسَرَتْ الْقَصْعَةُ، وَانْتَشَرَ الطَّعَامُ، قَالَتْ: فَجَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا فِيهَا مِنْ الطَّعَامِ عَلَى النِّطَعِ، فَأَكَلُوا، ثُمَّ بَعَثَ بِقَصْعَتِي، فَدَفَعَهَا إِلَى حَفْصَةَ، فَقَالَ: "خُذُوا ظَرْفًا مَكَانَ ظَرْفِكُمْ وَكُلُوا مَا فِيهَا" قَالَتْ: فَمَا رَأَيْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5752) من طريق معاوية بن هشام، عن الثوري، عن عبد الله بن عيسى وإسماعيل بن أمية، عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3570)، والنسائي (5753) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (18606). وأخرجه النسائي (5755) من طريق محمَّد بن ميسرة، عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن البراء. وقال: محمَّد بن ميسرة: هو محمَّد بن أبي حفصة، وهو ضعيف. وانظر ما قبله. (¬1) أصل الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من بني سواءة الراوي عن عائشة، وشريك بن عبد الله -وهو النخعي- سيئ الحفظ. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/ 214. =

2334 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتْ يَدَ الرَّسُولِ، فَسَقَطَتْ الْقَصْعَةُ فَانْكَسَرَتْ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْكِسْرَتَيْنِ فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى، فَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ وَيَقُولُ: "غَارَتْ أُمُّكُمْ، كُلُوا" فَأَكَلُوا، حَتَّى جَاءَتْ بِقَصْعَتِهَا، الَّتِي فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الرَّسُولِ، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (24800)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3356) من طريق شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. أما قولها في خلق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهو عند مسلم (746) (139) من طريق سعد بن هشام بن عامر عنها في حديث مطول قالت: إن خلق نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن. أما قصة القصعة، فقد أخرج أبو داود (3568)، والنسائي 7/ 71 من طريق جسرة بنت دجاجة، عن عائشة نحو هذه القصة بين عائشة وصفية. وهي في "مسند أحمد" (25155)، وإسنادها حسن. وأخرجه النسائي 7/ 70 - 71 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي المتوكل، عن أم سلمة نحو هذه القصة بين عائشة وأم سلمة. إلا أنه اختلف في إسناده، فرواه حماد بن سلمة أيضًا عن ثابت، عن أبي المتوكل مرسلًا، ورجح المرسل أبو زرعة الرازي كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/ 466. وروي أيضًا عن ثابت، عن أنس. وأصح شيء في هذا الباب حديث أنس الآتي عند المصنف بعد هذا. قوله: "النَّطع" بفتح النون وسكون الطاء وفتحها، وبكسر النون وسكون الطاء وفتحها: البساط من الأديم. (¬1) إسناده صحيح. حُميد: هو ابن أبي حُميد الطويل. وأخرجه البخاري (2481)، وأبو داود (3567)، والترمذي مختصرًا (1409)، والنسائي 7/ 70 من طرق عن حميد، به. وهو في "مسند أحمد" (12027).

15 - باب الرجل يضع خشبة على جدار جاره

15 - بَابُ الرَّجُلِ يَضَعُ خَشَبَةً عَلَى جِدَارِ جَارِهِ 2335 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدَكُمْ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلَا يَمْنَعْهُ". فَلَمَّا حَدَّثَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ طَأْطَؤوا رُؤوسَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللَّهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْنافِكُمْ (¬1). 2336 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ يَحْيَى أَخْبَرَهُ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم، وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز. وأخرجه البخاري (2463)، ومسلم (1609)، وأبو داود (3634)، والترمذي (1403) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7278)، و "صحيح ابن حبان" (515). قوله: "بين أكنافكم" كذا في (س) و (م)، وهو جمع كَنَفٍ بمعنى الجانب، وفي نسخة (ذ) والمطبوع: "بين أكتافكم" بالتاء، جمع كَتِفٍ. وعلى الأول فالمعنى: لأُشيعنَّ هذه المقالة فيكم فلا يمكن لكم أن تغفلوا عنها. وعلى الثاني فالمعنى: لأجعلن الخشبة بين رقابكم كارهين، والمراد المبالغة في إجراء الحُكم فيهم وإن ثَقُل عليهم، قيل: قاله حين كان أميرًا على المدينة. وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 2/ 1228: فأما عامة أهل العلم، فإن الأمر في ذلك عندهم على سبيل المعروف المرغب فيه والمندوب إليه، وذلك لأن غرزه خشبة في جداره إنما هو دخولٌ في ملكه، واستعمال لماله من غير إذنه، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا يحل امرئ مسلم إلا بطيبة نفسه" فدل على أن أمره بذلك إنما هو على طريق المعونة والإرفاق ...

أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنْ بَلْمُغِيرَةِ أَعْتَقَ أَحَدَهُمَا أَنْ لَا يَغْرِزَ خَشَبًا فِي جِدَارِهِ، فَأَقْبَلَ مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ وَرِجَالٌ كَثِيرٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَه فِي جِدَارِهِ". فَقَالَ: يَا أَخِي إِنَّكَ مَقْضِيٌّ لَكَ عَلَيَّ، وَقَدْ حَلَفْتُ، فَاجْعَلْ أُسْطُوَانًا دُونَ حَائِطِي أَوْ جِدَارِي، فَاجْعَلْ عَلَيْهِ خَشَبَكَ (¬1). 2337 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يضع خَشَبَه عَلَى جِدَارِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هشام بن يحيى وعكرمة ابن سلمة مجهولان. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه أحمد (15938)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 407 - 409، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2409) و (2410)، والطبراني في "الكبير" 19/ (1086) و (1087)، والبيهقي 6/ 69 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده حسن، رواية عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة -واسمه عبد الله- قوية عند أهل العلم. أبو الأسود: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل، وعكرمة: هو أبو عبد الله المدني مولى ابن عباس. وأخرجه أحمد (2307)، والطبراني في "الكبير" (11502/ 2) من طريقين عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 256 - 257، وأحمد (2865)، والطبراني (11736)، والبيهقي 6/ 69 من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، به.

16 - باب إذا تشاجروا في قدر الطريق

16 - بَابٌ إِذَا تَشَاجَرُوا فِي قَدْرِ الطَّرِيقِ 2338 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اجْعَلُوا الطَّرِيقَ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ" (¬1). 2339 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاجْعَلُوهُ سَبْعَةَ أَذْرُعٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه الترمذي (1405) عن أبي كريب، عن وكيع، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: "بشير بن نهيك" بدل "بشير بن كعب" وخالف أبو كريب في هذا جماعة. وأخرجه أبو داود (3633)، والترمذي (1406) من طريقين عن مثنى بن سعيد، به. وقال الترمذي: هذا أصح من حديث وكيع -يعني ما انفرد به أبو كريب-. وهو في "مسند أحمد" (10012) و (10135). وأخرجه البخاري (2473) من طريق الزبير بن خريت عن عكرمة، ومسلم (1613) من طريق عبد الله بن الحارث، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر "مسند أحمد" (7126) و (10417)، و"صحيح ابن حبان" (5067). (¬2) إسناده ضعيف، سماك -وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد خالفه من هو أوثق منه -وهو الزبير بن خرِّيت- فرواه عن عكرمة عن أبي هريرة، كما سلف في تخريج الحديث السالف قبله، وقال البيهقي في "السُّنن الكبرى" 6/ 69: ورواية الزبير أصح. =

17 - باب من بنى في حقه ما يضر بجاره

17 - بَابُ مَنْ بَنَى فِي حَقِّهِ مَا يَضُرُّ بِجَارِهِ 2340 - حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ خَالِدٍ النُّمَيْرِيُّ أَبُو الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد في "مسنده" (2098)، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 149، وعبد بن حميد (600)، والطبراني (11737)، والبيهقي 6/ 155 من طريق سماك بن حرب، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11806)، والبيهقي 6/ 69 من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عكرمة، عن ابن عباس. وجابر الجعفي ضعيف. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف الفضيل بن سليمان وجهالة حال إسحاق بن يحيى -وهو ابن الوليد بن عُبادة بن الصامت- ثم إن روايته عن جده عبادة مرسلة، فقد قال الترمذي: لم يُدركه. وقد تابع الفضيلَ يوسفُ بن خالد السَّمتي عند أبي نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" 1/ 344 ولكنه متروك في أحسن أحواله، فلا اعتبار بمتابعته. لكن للحديث شواهد كثيرة يصح بها، والله أعلم وقد صحح الحديث الحاكم 2/ 57. ومال إلى تصحيحه الحافظ العلائي كما نقله المناوي في "فيض القدير" 6/ 432، وقوّاه الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/ 210، والحافظ ابن التركماني في "الجوهر النقي" 6/ 69 - 70، وحسنه ابن الصلاح كما نقله عنه الحافظ ابن رجب 2/ 211، وابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" (2897) وحسنه كذلك النووي في "الأربعين"، وسكت الحافظ الذهبي على تصحيح الحاكم للحديث. وحسنه الحافظ السيوطي في "الجامع الصغير". ونقل ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" أن الإمام الشافعي صححه في "سنن حرملة"، وكذلك ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" عن الإمام أحمد أنه استدل به. وقد سكت عليه عبد الحق الإشبيلي مصححًا له، ورد عليه ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (1784). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على "المسند" لأبيه (22778) عن أبي كامل الجحدري، والبيهقي 6/ 156 - 157 و 10/ 133 من طريق محمَّد بن أبي بكر، كلاهما عن فضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث ابن عباس الآتي بعده. وحديث أبي صِرمة الآتي عند المصنف برقم (2342). وحديث أبي سعيد الخدري عند الدارقطني (3079) و (4541)، والبيهقي 6/ 69، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 159، وصححه الحاكم 2/ 57 - 58 ووافقه الذهبي. وحديث أبي هريرة عند الدارقطني (4542)، وفي إسناده يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ضعيف. وحديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (270) و (1037)، والدارقطني (4539) بإسنادين ضعيفين جدًا. وحديث جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" (5189) من طريق محمَّد بن سلمة، عن محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن جابر، قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/ 209: وإسناده مُقارب وهو غريب، لكن خرجه أبو داود في "المراسيل" [(407)] من رواية عبد الرحمن بن مغراء، عن ابن إسحاق، عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع مرسلًا، وهو أصح. وحديث ثعلبة بن أبي مالك عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2200)، والطبراني في "الكبير" (1387)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 292، وإسناده ضعيف. ومرسل يحيى بن عمارة المازني عند مالك في "موطئه" 2/ 745، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 157: لم يختلف عن مالك في إسناد هذا الحديث وإرساله هكذا، وقد رواه الدراوردي، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. =

2341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ" (¬1). 2342 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ لُؤْلُؤَةَ ¬

_ = وذكر ابن عبد البر أن الحديث رواه أيضًا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقال: إسناده غير صحيح، وأما معنى هذا الحديث فصحيح في الأصول. لكن رد عليه ابن رجب في "جامع العلوم" 2/ 210 بقوله: كثير هذا يصحح حديثه الترمذي، ويقول البخاري في بعض حديثه: هو أصح حديث في الباب، وحسَّن حديثه إبراهيم بن المنذر الحزامي، وقال: هو خير من مراسيل ابن المسيب، وكذلك حسنه ابن أبي عاصم، وترك حديثه آخرون، منهم الإمام أحمد وغيره. ثم نقل عن البيهقي قوله في بعض أحاديث كثير بن عبد الله المزني: إذا انضمت إلى غيرها من الأسانيد التي فيها ضعف قويت. وفي المعنى يشهد لحديثنا حديث أبي بكر الصديق عند أبي داود (3635)، والترمذي (1940)، وسيأتي عند المصنف بعد حديثين. قال الحافظ ابن رجب: إسناده فيه ضعف. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل جابر -وهو ابن يزيد- الجعفي، وقد توبع. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، ومعمر: هو ابن راشد. وأخرجه أحمد (2865)، والطبراني (11806)، والبيهقي 6/ 69 من طريق معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 256 من طريق سماك، والطبراني (11576)، والدارقطني (4540)، والخطب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 96 من طريق داود بن الحصين، كلاهما عن عكرمة، به. وسماك وداود ضعيفان في عكرمة. والحديث صحيح بشواهده، وقد ذكرناها في تخريج الحديث السالف قبله.

18 - باب الرجلان يدعيان في خص

عَنْ أَبِي صِرْمَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ" (¬1). 18 - بَابٌ الرَّجُلَانِ يُدْعَيَانِ فِي خُصٍّ 2343 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَعَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَهْثَمِ بْنِ قُرَّانٍ، عَنْ نِمْرَانَ بْنِ جَارِيَةَ (¬2) عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ قَوْمًا اخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي خُصٍّ كَانَ بَيْنَهُمْ، فَبَعَثَ حُذَيْفَةَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ، فَقَضَى لِلَّذِينَ يَلِيهِمْ الْقِمْطُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَهُ فَقَالَ: "أَصَبْتَ" أوَ"أَحْسَنْتَ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات غير لؤلؤة -وهي مولاة الأنصار- فلم يرو عنها غير محمَّد بن يحيى بن حبان، وهو تابعي ثقة فقيه. وأخرجه أبو داود (3635)، والترمذي (2054) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (15755). قوله: "ضار" أي: قصد إيقاع الضررِ بأحد بلا حَق، و"شاق" أي: قصد إلحاق المشقة بأحد. قاله السندي. (¬2) تحرفت في أصولنا الخطية إلى: حارثة، والتصويب من مصادر الترجمة، وجاءت على الصواب في المطبوع. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، دَهْثَم بن قُران: متروك، ونمران بن جارية: مجهول، ثم إن دَهثمًا اضطرب في إسناده أيضًا. فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 237، والبزار (3791)، والطبراني (2087)، والدارقطني (4545) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقال البخاري: إسناده ليس بمشهور. وقال الدارقطني: لم يروه غير دهثم بن قرّان، وهو ضعيف، وقد اختلف في إسناده. =

19 - باب من اشترط الخلاص

19 - بَابُ مَنْ اشْتَرَطَ الْخَلَاصَ 2344 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا بِيعَ الْبَيْعُ مِنْ رَجُلَيْنِ، فَالْبَيْعُ لِلْأَوَّلِ" (¬1). قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِبْطَالُ الْخَلَاصِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 975، ومن طريقه البيهقي 6/ 67، من طريق سلمة بن الحسن الكوفي، عن دهثم، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 237، والطبراني (2088)، والدارقطني (4544)، والبيهقي 6/ 67 من طريق مروان بن معاوية، عن دهثم، عن عقيل بن دينار مولى جارية، عن جارية مرفوعًا. وأخرجه البيهقي 6/ 67 من طريق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، عن دهثم، عن عبد الله بن أبي سعيد الأنصاري، عن حذيفة، مرفوعًا. قوله: "في خُصٍّ" الخص: هو البيت يُعمل من الخشب والقصب، قاله ابن الأثير في "النهاية" 2/ 37. وقوله: "القُمُط" هي جمع قِماط، وهي الشرط التي يُشَدّ بها الخص ويُوثَق، من ليف أو خُوص أو غيرهما. "النهاية" 4/ 108. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وهمام: هو ابن يحيي العَوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وقد سلف برقم (2190)، وانظر تخريجه والكلام عليه هناك. (¬2) قال في "إنجاح الحاجة": قيل: صورته إذا بايع الرجل متاعه من رجل أولًا، فباع وكيلُه من رجل آخر أو بالعكس، فالبيع للأول منهما، فلا يجبر البائع الثاني على تخليص المبيع من المشتري الأول، وإن اشترطه عند البيع، لأن تصرُّف الأول نافذٌ قطعًا.

20 - باب القضاء بالقرعة

20 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْقُرْعَةِ 2345 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ سِتَّةُ مَمْلُوكِينَ لَيْسَ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُمْ، فَأَعْتَقَهُمْ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَجَزَّأَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَعْتَقَ اثْنَيْنِ وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً (¬1). 2346 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلَيْنِ تَدَارَآ فِي بَيْعٍ لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَسْتَهِمَا عَلَى الْيَمِينِ، أَحَبَّا ذَلِكَ أَمْ كَرِهَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه أبو داود (3959) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (3960) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري. وهو في "مسند أحمد" (22891). والمحفوظ الأول. وأخرجه مسلم (1668)، وأبو داود (3958)، والترمذي (1415)، والنسائي في "الكبرى" (4955) من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، به. وأخرجه مسلم (1668)، وأبو داود (3961) من طريق محمَّد بن سيرين، عن عمران بن حصين. وهو في "مسند أحمد" (19826) و (19932). (¬2) حديث صحيح. وقد سلف برقم (2329)، فانظر تخريجه هناك.

2347 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا سَافَرَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ (¬1). 2348 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ بِالْيَمَنِ، فِي ثَلَاثَةٍ قَدْ وَقَعُوا عَلَى امْرَأَةٍ فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلَ اثْنَيْنِ، فَقَالَ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ قَالَا: لَا، ثُمَّ سَأَلَ اثْنَيْنِ، فَقَالَ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ قَالَا: لَا، فَجَعَلَ كُلَّمَا سَأَلَ اثْنَيْنِ: أَتُقِرَّانِ لِهَذَا بِالْوَلَدِ؟ قَالَا: لَا، فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالَّذِي أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ ثُلُثَيْ الدِّيَةِ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. يحيى بن يمان متابع، وباقي رجاله ثقات. وقد سلف برقم (1970)، وانظر تخريجه هناك. (¬2) رجاله ثقات، إلا أن فيه اضطرابًا. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، والثوري: هو سفيان بن سعيد، وصالح الهمداني: هو صالح بن صالح بن حي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وعبد خير الحضرمي: هو ابن يزيد. أما اضطرابه فقد رواه إسحاق بن منصور هنا، وخشيش بن أصرم عند أبي داود (2270)، والنسائي 6/ 182، وأحمد بن أزهر عند البيهقي 15/ 266، وإسحاق بن إبراهيم الدبري عند الطبراني في "الكبير" (4987) كلهم عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن صالح الهمداني، عن الشعبي، عن عبد خير الحضرمي، عن زيد بن أرقم. ورواه أحمد (19329) عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أجلح بن عبد الله، عن الشعبي، عن عبد خير، عن زيد. =

21 - باب القافة

21 - بَابُ الْقَافَةِ 2349 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ مَسْرُورًا وَهُوَ يَقُولُ: "يَا عَائِشَةُ أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا الْمُدْلِجِيَّ دَخَلَ عَلَيَّ فَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، قَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا وَقَدْ بَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ" (¬1). ¬

_ = ورواه ابن عيينة عند أحمد (19342)، وهشيم عنده أيضًا (19344)، وعلي بن مسهر عند النسائي 6/ 182 - 183، ويحيى القطان عند أبي داود (2269) والنسائي 6/ 183، أربعتهم عن أجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن الخليل الحضرمي، عن زيد. ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عند النسائي 6/ 183 عن الشعبي، عن رجل من حضرموت، عن زيد. ورواه شعبة عند أبي داود (2271) والنسائي 6/ 184 عن سلمة بن كهيل، عن الشعبي، عن أبي الخليل أو ابن أبي الخليل -وقيل غير ذلك- عن علي بن أبي طالب موقوفًا. وفيه اختلافات ووجوه أخرى ذكرناها في "المسند" (19329). قال النسائي في "الكبرى" بإثر الحديث (5654): هذه الأحاديث كلها مضطربة الأسانيد، ثم قال: وسلمة بن كهيل أثبتهم، وحديثه أولى بالصواب، والله أعلم. وقال العقيلي: الحديث مضطرب الإسناد، متقارب في الضعف. وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 1/ 402: قد اختلفوا في هذا الحديث فاضطربوا، والصحيح حديث سلمة بن كهيل. قلنا: يعني أصح ما روي في هذا الباب، كما قال البيهقي. (¬1) إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم، وعروة: هو ابن الزبير. =

2350 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ قُرَيْشًا أَتَوْا امْرَأَةً كَاهِنَةً، فَقَالُوا لَهَا: أَخْبِرِينَا أَشْبَهَنَا أَثَرًا بِصَاحِبِ الْمَقَامِ. فَقَالَتْ: إِنْ أَنْتُمْ جَرَرْتُمْ كِسَاءً عَلَى هَذِهِ السِّهْلَةِ، ثُمَّ مَشَيْتُمْ عَلَيْهَا، أَنْبَأْتُكُمْ. قَالَ: فَجَرُّوا كِسَاءً، ثُمَّ مَشَى النَّاسُ عَلَيْهَا، فَأَبْصَرَتْ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: هَذَا أَقْرَبُكُمْ إِلَيْهِ شَبَهًا، ثُمَّ مَكَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (3731) و (6770) و (6771)، ومسلم (1459)، وأبو داود (2267)، والترمذي (2262) و (2263)، والنسائي 6/ 184 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. قوله: "مسرورًا" أي: بذلك القول، لما قيل: إن الناس كانوا يشكون في نسب أسامة بن زيد، ففرح بذلك، إما لأن قول القائف يثبت النسب شرعًا، أو لأنه حجة على الشاكين لاعتقادهم صحةَ ذلك. (¬1) إسناده ضعيف، فإن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، ومع ذلك قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 149: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات! وأخرجه أحمد (3072)، وأبو الشيخ في "دلائل النبوة" كما في "دلائل النبوة" لإسماعيل بن محمَّد الأصبهاني (60) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وصاحب المقام: هو إبراهيم عليه السلام، ويشهد لتشبيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بإبراهيم عليه السلام ما أخرجه أحمد (2501)، والبخاري (5913)، ومسلم (166) من حديث ابن عباس، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم" قلنا: يعني بذلك نفسَه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقولها: السِّهلة، بكسر السين، تراب كالرمل يجيء به الماء، ويقال لرمل البحر: السهلة. قاله في "اللسان".

22 - باب تخيير الصبي بين أبويه

22 - بَابُ تَخْيِيرِ الصَّبِيِّ بَيْنَ أَبَوَيْهِ 2351 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيَّرَ غُلَامًا بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، وَقَالَ: "يَا غُلَامُ، هَذِهِ أُمُّكَ وَهَذَا أَبُوكَ" (¬1). 2352 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ أَبَوَيْهِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَحَدُهُمَا كَافِرٌ وَالْآخَرُ مُسْلِمٌ، فَخَيَّرَهُ فَتَوَجَّهَ إِلَى الْكَافِرِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ اهْدِهِ" فَتَوَجَّهَ إِلَى الْمُسْلِمِ، فَقَضَى لَهُ بِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (2277)، والترمذي (1407)، والنسائي 6/ 185 من طريق زياد بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7352). (¬2) حديث صحيح، وقد وهم عثمان البتي -وهو ابن مسلم- فقال فيه: "عن عبد الحميد بن سلمة، عن أبيه، عن جده" وهذه سلسلة لا تعرف إلا من طريقه، وخالفه في ذلك جماعة فقالوا: "عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده" وفي رواية الجماعة أنه هو الذي أسلم ولم تُسلم امرأته. ويؤيد القول بوهم عثمان ما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 8/ 105 عن أبي عاصم النبيل، قال: سمعت عبد الحميد بن جعفر يقول: أنا حدثتُ البَتِّيَّ بحديث التخيير بالأهواز. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 162 و11/ 377. وأخرجه النسائي 6/ 185 من طريق عثمان البتي، بهذا الإسناد. =

23 - باب الصلح

23 - بَابُ الصُّلْحِ 2353 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلَّا صُلْحًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا" (¬1). 24 - بَابُ الْحَجْرِ عَلَى مَنْ يُفْسِدُ مَالَهُ 2354 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2244) من طريق عيسى بن يونس، والنسائي في "الكبرى" (6352) من طريق معافى بن عمران، كلاهما عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن جده رافع بن سنان. قلنا: عبد الحميد بن جعفر وأبوه ثقتان، لكن قيل: إن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان لم يسمع من جد أبيه رافع بن سنان، لكن جعفرًا ثقة، وما رواه كان قد حصل في أهل بيته، فهو أدرى به. والله أعلم. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف كثير بن عبد الله المزني، فالأكثرون على تضعيفه، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب، وقد حسن الرأي فيه البخاريُّ وتبعه الترمذيُّ، فقد سأل الترمذيُّ البخاريَّ في "علله الكبير" 1/ 288 عن حديثه في التكبير في صلاة العيدين فقال: ليس شيء في الباب أصح من هذا وبه أقولُ، وسأله أيضًا عن حديث الساعة التي تُرجى يوم الجمعة فقال: حديث حسن إلا أن أحمد بن حنبل كان يحمل على كثير يضعفه، قال: وقد روى يحيى بن سعيد عن كثير. وأخرجه الترمذيُّ (1402) من طريق كثير بن عبد الله المزني، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وله شاهد بسند حسن من حديث أبي هريرة عند أحمد (8784)، وأبي داود (3594)، وصححه ابن حبان (5091).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ، وَكَانَ يُبَايِعُ، وَأَنَّ أَهْلَهُ أَتَوْا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْجُرْ عَلَيْهِ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَا أَصْبِرُ عَنْ الْبَيْعِ، فَقَالَ: "إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ: هَا، وَلَا خِلَابَةَ" (¬1). 2355 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانٍ، قَالَ: هُوَ جَدِّي مُنْقِذُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ رَجُلًا قَدْ أَصَابَتْهُ آمَّةٌ فِي رَأْسِهِ، فَكَسَرَتْ لِسَانَهُ، وَكَانَ لَا يَدَعُ -عَلَى ذَلِكَ- التِّجَارَةَ، فكَانَ لَا يَزَالُ يُغْبَنُ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فذكر ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، عبد الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى السامي- سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط. وأخرجه أبو داود (3501)، والترمذي (1294)، والنسائي 7/ 252 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (13276)، و"صحيح ابن حبان" (5049) و (5050). وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (2117)، ومسلم (1533). قوله: "في عُقدته" قال السندي: أي: في رأيه ونظره في مصالح نفسه. وقوله: "ها" قال ابن الأثير في "النهاية" 5/ 237: هو أن يقول كل واحد من البيِّعين: هاء، فيعطيه ما في يده، وقيل: معناه: هاكَ وهاتِ، أي: خذ وأعطِ. وقال الإمام الخطابي: أصحاب الحديث يروونه: "ها وها" ساكنة الألف، والصواب مدها وفتحها، لأن أصلها: هاك، أي: خذ، فحذفت الكاف، وعوضت منها المدة والهمزة، يقال للواحد: هاء، وللاثنين: هاؤما، وللجميع: هاؤم. وقوله: "لا خلابة" أي: لا خديعة.

ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: "إِذَا أَنْتَ بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ، ثُمَّ أَنْتَ فِي كُلِّ سِلْعَةٍ ابْتَعْتَهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَإِنْ رَضِيتَ فَأَمْسِكْ، وَإِنْ سَخِطْتَ فَارْدُدْهَا عَلَى صَاحِبِهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وقد اختُلف هل القصة لمنقذ بن عمرو كلما جاء في هذه الرواية وغيرها، أم هي لولده حَبّان، وسواء كانت لهذا أو ذاك فإن محمَّد بن يحيى لم يُدركهما، لكن جاء عند الحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الإصابة" لابن حجر 2/ 11، وعند ابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 8 أن محمَّد بن يحيى سمع القصة عن عمه واسع بن حَبّان، وعلى أي حال فالقصة يرويها محمَّد بن يحيى عن جده أو جدِّ أبيه، فهي معروفة عند آل منقذٍ، والرجل أعرف بأهل بيته، على أن محمَّد بن إسحاق قد سمع القصة نفسها من نافع يرويها عن ابن عمر كما سيأتي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 228/ 14. وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/ 63، والدارقطني (3011/ 2)، والبيهقي 5/ 273 - 274 من طريق محمَّد بن إسحاق، حدثني محمَّد بن يحيى بن حَبّان. وأخرجه بنحوه الشافعي في "السُّنن المأثورة" (266)، والحُميدي (662)، وابن الجارود (567)، والدارقطني (3008)، والحاكم 2/ 22، والبيهقي 5/ 273 - 274، والخطيب في "الأسماء المبهحة" ص 110 و111، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 7 - 8 من طريق محمَّد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر. وعندهم جميعًا ذكر الخيار ثلاثًا، وقد صرح ابن إسحاق بسماعه من نافع عند البيهقي من رواية يونس بن بُكير عنه. ويشهد له ما أخرجه عبد الله بن وهب كما في "مسند عمر" لابن كثير 1/ 345، والدارقطني (3007) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن حبان بن واسع -في رواية ابن وهب قال: عن يزيد بن ركانة، وفي رواية الدارقطني: عن طلحة بن يزيد بن ركانة- أن عمر بن الخطاب خطب فقال: ما أجد لكم في بيوعكم في الرقيق شيئًا أفضل مما جعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمنقذ بن عمرو، ثلاثة أيام فيما اشترى وباع. واللفظ لابن وهب. وإسناده يحتمل التحسين. =

25 - باب تفليس المعدم والبيع عليه لغرمائه

25 - بَابُ تَفْلِيسِ الْمُعْدَمِ وَالْبَيْعِ عَلَيْهِ لِغُرَمَائِهِ 2356 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أُصِيبَ رَجُلٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا، فَكَثُرَ دَيْنُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ" فَتَصَدَّقَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ دَيْنِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خُذُوا مَا وَجَدْتُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ" يَعْنِي الْغُرَمَاءَ (¬1). 2357 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزٍ، عَنْ سَلَمَةَ الْمَكِّيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَلَعَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ مِنْ غُرَمَائِهِ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَخْلَصَنِي بِمَالِي، ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي (¬2). ¬

_ = ويشهد للخيار ثلاثًا حديثُ المُصراة عند مسلم (1524) من حديث أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ابتاع شاة مصراة فهو فيها بالخيار ثلاثة أيام، إن شاء أمسكها، وإن شاء ردها ورد معها صاعًا من تمر". (¬1) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار المدائني. وأخرجه مسلم (1556)، وأبو داود (3469)، والترمذي (661)، والنسائي 7/ 265 و 312 من طريق بكير بن عبد الله، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11317)، و"صحيح ابن حبان" (5033). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن مسلم بن هرمز ضعيف، وشيخه سلمة المكي مجهول. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. =

26 - باب من وجد متاعه بعينه عند رجل قد أفلس

26 - بَابُ مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَسَ 2358 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَسَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مطولًا ابن سعد في "الطبقات" 3/ 587، والحاكم 3/ 274، والبيهقي 6/ 50 من طريق معاذ بن رفاعة، عن جابر. وفي إسناده محمَّد بن عمر الواقدي، وهو متروك. وفي الباب عن كعب بن مالك عند عبد الرزاق (15177)، والطبراني في "الأوسط" (3274)، والحاكم 3/ 273، والبيهقي 6/ 48 و50. وصححه الحاكم ولم يتعقبه الذهبي. وقد روي موصولًا ومرسلًا. (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه البخاري (2402)، ومسلم (1559)، وأبو داود (3519)، والترمذي (1308)، والنسائي 7/ 311 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفي "مسند أحمد" (7124)، و "صحيح ابن حبان" (5036) و (5037). وأخرجه مسلم (1559) من طريق بشير بن نَهيك، و (1559) من طريق عِراك ابن مالك، كلاهما عن أبى هريرة. قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 157 وهذه سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد قال بها كثير من أهل العلم، وقد قضى بها عثمان رضي الله عنه، ورُوي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا يُعلم لهما مخالف في الصحابة، وهو قول عروة بن الزبير، وبه قال مالك والأوزاعي والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق. وقال إبراهيم النخعي وأبو حنيفة وابن شبرمة: هو أسوة الغرماء.

2359 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى ابْنِ عُقْبَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ سِلْعَةً، فَأَدْرَكَ سِلْعَتَهُ بِعَيْنِهَا عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَسَ، وَلَمْ يَكُنْ قَبَضَ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا، فَهِيَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ قَبَضَ مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا، فَهُوَ أُسْوَةٌ الْغُرَمَاءِ" (¬1). ¬

_ (¬1) قد اختُلف في وصل هذا الحديث وإرساله عن الزهري، فرواه إسماعيل ابن عياش، عن موسى بن عُقبة ومحمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري، عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة موصولًا. وخالفهما مالك ويونس بن يزيد الأيلي وصالح بن كيسان ومعمر بن راشد، فرووه عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلًا، ولا يُعرف أحدٌ رواه عن موسى بن عقبة ومحمد بن الوليد إلا إسماعيل بن عياش وهو دون الثقة، على أن موسى بن عقبة مدني وإسماعيل حمصي، ورواية إسماعيل عن غير أهل بلده فيها تخليط. قال الحافظ محمَّد بن يحيى الذهلي فيما نقله عنه ابن الجارود بإثر الحديث (633): رواه مالك وصالح بن كيسان ويونس، عن الزهري، عن أبي بكر مُطلقٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم أولى بالحديث -يعني من طريق الزهري- وقال الدارقطني بإثر الحديث (2903) إسماعيل بن عياش مضطرب الحديث، ولا يثبتُ هذا عن الزهري مسندًا، وإنما هو مرسلٌ، وقال البيهقي 47/ 6: لا يصح موصولًا عن الزهري، وذكره ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (1674) فيما سكت عنه عبد الحق مُصححا له وليس بصحيح. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (631) و (633)، والطحاوي في "شرح المشكل" (4657)، والدارقطني (2903) و (4549)، والبيهقي 6/ 47 - 48 من طريق إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، وأخرجه ابن الجارود (632)، والطحاوي (4608)، والدارقطني (2904) و (4550)، والبيهقي 6/ 47 من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمَّد بن الوليد الزبيدي الحمصي، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 678، ومن طريقه أبو داود (3520)، وأخرجه أبو داود كذلك (3521) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما (مالك ويونس) =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلًا. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 406: هكذا هو في جميع "الموطآت" التي رأينا، وكذلك رواه جميع الرواة عن مالك فيما علمنا مرسلًا، إلا عبد الرزاق، فقد رواه عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي بكر، عن أبي هريرة فأسنده، وقد اختُلف في ذلك عن عبد الرزاق فرواه عبد الله بن بركة ومحمد بن علي وإسحاق بن إبراهيم بن جوتى الصنعانيون، عن عبد الرزاق مسندًا، ورواه محمَّد بن يوسف الحُذاقي وإسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق مرسلًا كما في "الموطأ" قال: وذكر الدارقطني أنه قد تابع عبدَ الرزاق على إسناده عن مالك أحمدُ بن موسى وأحمد بن أبي طيبة. وإنما هو في "الموطأ" مرسل. قال: ورواه صالح بن كيسان ويونس بن يزيد، ومعمر بن راشد عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلًا. قلنا: وكذلك رواه الشافعي، عن مالك مرسلًا كما في "السُّنن الكبرى" للبيهقي 6/ 46. وجاء في رواية مالك: "وإن مات الذي ابتاعه، فصاحب المتاع فيه أسوة الغرماء" بدل قوله: "وإن كان قَبَضَ من ثمنها شيئًا، فهو أسوة الغرماء" وجمع يونس في روايته اللفظين. وجزم أبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" 6/ 19 بأن ما زِيد من الأسوة في الموت من قول الراوي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15158) عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلًا، وقد جزم الحافظ في "الفتح" 5/ 63 أنه وصله في "المصنف"! وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (4606) من طريق عبد الرحمن بن بشر ابن الحكم النيسابوري، عن عبد الرزاق، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي بكر، عن أبي هريرة فوصله. ونقل عن ابن خزيمة قوله في عبد الرحمن بن بشر: وكان هذا من علماء نيسابور وثقاتهم. قلنا: وعلى أي حالٍ فرواة "الموطأ" رووه بالإرسال، ولا شك أن روايتهم أثبتُ، على أنه اختُلف على عبد الرزاق في وصله وإرساله! قال الخطابي: ذهب مالك إلى جملة ما في هذا الحديث، وقال: إن كان قبض شيئًا من ثمن السلعة فهو أسوة الغرماء. وقال الشافعي: لا فرق بين أن يكون قبض شيئا أو لم يقبضه في أنه إذا وجد عين ماله كان أحق به. "معالم السُّنن" 3/ 159.

2360 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ رَافِعٍ، عَنْ ابْنِ خَلْدَةَ الزُّرَقِيِّ - وَكَانَ قَاضِيًا بِالْمَدِينَةِ - قَالَ: جِئْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ فِي صَاحِبٍ لَنَا قَدْ أَفْلَسَ، فَقَالَ: هَذَا الَّذِي قَضَى فِيهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ أَوْ أَفْلَسَ فَصَاحِبُ، الْمَتَاعِ أَحَقُّ بِمَتَاعِهِ إِذَا وَجَدَهُ بِعَيْنِهِ" (¬1). 2361 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ (¬2)، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة أبي المعتمر بن عمرو بن نافع، فقد تفرد بالرواية عنه ابن أبي ذئب. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل، وابن أبي ذئب: هو محمَّد بن عبد الرحمن، وابن خلدة: هو عمر. والحديث ضعفه الطحاوي في "شرح المشكل" (4609)، وابن العربي في "عارضة الأحوذي" 6/ 19. وأخرجه أبو داود (3523) من طريق أبي داود الطيالسي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. قال أبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" 6/ 19: اختلف العلماء في ذلك على أقوال أمهاتها ثلاثة: أحدها: أحق في الفلس والموت، قاله الشافعي. الثاني: أنه أسوة الغرماء، قاله أبو حنيفة. الثالث: الفرق بين الفلس والموت، قاله مالك. (¬2) في أصولنا الثلاثة: محمَّد بن عبد الرحمن، وهو خطأ قديم في نسخ ابن ماجه، فقد قال المزي في "التحفة" (15268): كان فيه (يعني كتاب ابن ماجه): "محمَّد بن عبد الرحمن الزبيدي" وهو خطأ، إنما هو "محمَّد بن الوليد" وهو مشهور من ثقات الشاميين.

27 - باب كراهة الشهادة لمن لم يستشهد

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا امْرِئٍ مَاتَ وَعِنْدَهُ مَالُ امْرِئٍ بِعَيْنِهِ، اقْتَضَى مِنْهُ شَيْئًا أَوْ لَمْ يَقْتَضِ، فَهُوَ أُسْوَةٌ الْغُرَمَاءِ" (¬1). 27 - بَابُ كَرَاهِةِ الشَّهَادَةِ لِمَنْ لَمْ يَسْتَشْهِدْ 2362 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَبْدُرُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف اليمان بن عدي، وقد أخطأ أيضًا في تسمية شيخ الزهري بأبي سلمة، والصواب فيه: أبو بكر بن عبد الرحمن كما رواه إسماعيل بن عياش عند أبي داود (3522) عن الزبيدي محمَّد بن الوليد -وهو حمصي-، عن الزهري، عن أبي بكر، عن أبي هريرة. وقد سلف عند المصنف برقم (2359) من طريق موسى بن عقبة، عن الزهري، عن أبي بكر، به. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 409: ليس هذا الحديث محفوظا من رواية أبي سلمة، وإنما هو معروف لأبي بكر بن عبد الرحمن. وأخرجه الدارقطني (2905)، والبيهقي 6/ 48، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/ 409 من طريق عمرو بن عثمان، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة السلماني: هو ابن عمرو. وأخرجه البخاري (2652)، ومسلم (2533) من طريق منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6429)، ومسلم (2533)، والترمذي (4196) من طريقين عن إبراهيم النخعي، به. وهو في "مسند أحمد" (3594)، و"صحيح ابن حبان" (7222) و (7223).

28 - باب الرجل عنده الشهادة لا يعلم بها صاحبها

2363 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ فِينَا مِثْلَ مُقَامِي فِيكُمْ فَقَالَ: "احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ وَمَا يُسْتَشْهَدُ، وَيَحْلِفَ وَمَا يُسْتَحْلَفُ" (¬1). 28 - بَابُ الرَّجُلِ عِنْدَهُ الشَّهَادَةُ لَا يَعْلَمُ بِهَا صَاحِبُهَا 2364 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، أَخْبَرَنِي أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على عبد الملك ابن عمير، قال الدارقطني في "العلل" 2/ 125 بعد أن ذكر اضطرابه: ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير، لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد. جرير: هو ابن عبد الحميد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9175 - 9177) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (177)، و"صحيح ابن حبان" (5586). وأخرجه النسائي (9178) و (9179) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الله بن الزبير، عن عمر. وأخرجه الترمذيُّ (2304)، والنسائي (9181) من طريق محمَّد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه النسائي (9182) من طريق أبي صالح، عن عمر. وانظر "مسند أحمد" (114)، و"صحيح ابن حبان" (7254).

أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "خَيْرُ الشُّهُودِ مَنْ أَدَّى شَهَادَتَهُ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أُبي بن عباس، وقد خولف في إسناده كما سيأتي. وأخرجه الترمذيُّ (2450) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21687). وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 720 - ومن طريقه الترمذيُّ (2448) - عن عبد الله بن أبي بكر ابن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرة، عن زيد الجهني. قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 22/ 25: ولم يذكر خارجة بن زيد، وهو الصحيح، فقد إنفرد بزيادته أُبى بن العباس. وأخرجه مسلم (1719)، وأبو داود (3596)، والترمذي (2449) من طريق مالك أيضًا، عن عبد الله بن أبي بكر ابن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن زيد بن خالد الجهني. وقال الترمذيُّ: واختلفوا على مالك في رواية هذا الحديث، فروى بعضهم: عن أبي عمرة، وروى بعضهم: عن ابن أبي عمرة، وهو عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، وهذا أصح، لأنه روي من غير حديث مالك، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن زيد بن خالد، وقد روي عن أبي عمرة عن زيد بن خالد غير هذا الحديث، وهو حديث صحيح أيضًا. ويُعارض هذا الحديث حديث عمران بن حصين السالف برقم (2362)، وفيه عند البخاري (2651)، ومسلم (2535): " ... إن بعدكم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون". قال ابن حجر في "فتح الباري" 5/ 259 - 260: اختلف العلماء في ترجيحهما (يعني حديث زيد وحديث عمران) ... فاجابوا أجوبة: أحدها: أن المراد بحديث زيد مَن عنده شهادة لإنسان بحق لا يعلم بها صاحبها، فيأتي إليه فيخبره بها، أو يموت صاحبها العالم بها، ويُخلِّف ورثةَ، فيأتي الشاهد إليهم، أو إلى مَن يتحدث عنهم، فيُعلمهم بذلك، وهذا أحسن الأجوبة. قلنا: وعلى هذا الجواب يدل صنيع المصنف في ترجمة الباب.

29 - باب الإشهاد على الديون

29 - بَابُ الْإِشْهَادِ عَلَى الدُّيُونِ 2365 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، وَجَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} حَتَّى بَلَغَ {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [البقرة: 283] فَقَالَ: هَذِهِ نَسَخَتْ مَا قَبْلَهَا (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، محمَّد بن مروان العجلي -وهو العقيلي- وشيخه عبد الملك ابن أبي نضرة صدوقان حسنا الحديث. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 232، والطبري في "التفسير" (6337)، وابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ 570، وابن النحاس في "الناسخ والمنسوخ " ص 101، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2267، والبيهقي 6/ 145 من طرق عن محمَّد بن مروان، بهذا الإسناد. وفي دعوى النسخ نظر، فقد قال ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 223: هذا ليس بنسخ، لأن الناسخ يُنافي المنسوخ، ولم يقل ها هنا: فلا تكتبوا ولا تُشهِدوا، وإنما بين التسهيل في ذلك، ولو كان مثل هذا ناسخا، لكان قوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [النساء: 43] ناسخا للوضوء بالماء، وقوله: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ} ناسخًا قوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [النساء: 92] والصحيح أنه ليس ها هنا نسخٌ، وأنه أمرُ ندبِ، وقد اشترى رسول الله ي الفرسَ الذي شهد فيه خزيمةُ بلا إشهاد. وقد نفى القولَ بالنسخ أيضًا الطبري، وجزم بأن آية الإشهاد مُحكمة، وأن الإشهاد باق على الوجوب، أما أبو عبيد القاسم بن سلام فقال في "الناسخ والمنسوخ" ص 146: والعلماء اليوم من أهل الحجاز وأهل العراق وغيرهم على هذا القول: أن شهادة المبايعة ليست بحتم على الناس إلا أن يشاؤوا، للآية الناسخة بعدها، وهو قوله عزو جل: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [البقرة: 283] ويرون أن البيّعين مُخيّران في الشهادة والترك، فهذا ما في نسخ شهادة البيوع.

30 - باب من لا تجوز شهادته

30 - بَابُ مَنْ لَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ 2366 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ، وَلَا مَحْدُودٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ" (¬1). 2367 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ ابْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ بَدَوِيٍّ عَلَى صَاحِبِ قَرْيَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، حجاج بن أرطاة -وإن كان مدلسا ورواه بالعنعة- متابع. وأخرجه أبو داود (3600) و (3601) من طريق سليمان بن موسى، عن عمرو ابن شعيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6698) و (6940). قوله: "ذي غمر" الغمر: بكسر الغين وسكون الميم، وبفتحهما: الحِقد والضِّغن، وقد غَمِرَ صدرُه عليَّ بالكسر يَغمَرُ غَمَرًا وغُمرًا. (¬2) إسناده صحيح. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن الهاد. وأخرجه أبو داود (3602) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك" 4/ 99: هو حديث منكر! على نظافة سنده. وقال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 170: يشبه أن يكون إنما كره شهادة أهل البدو لما فيهم من الجفاء في الدين، والجهالة بأحكام الشريعة، ولأنهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها، ولا يقيمونها على حقها، لقصور علمهم عما يحيلها ويُغيِّرها على جهتها. =

31 - باب القضاء بالشاهد واليمين

31 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالشَّاهِدِ وَالْيَمِينِ 2368 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدِينِيُّ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، وَيَعْقُوبُ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ ابْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬1). ¬

_ = وقال مالك: لا تجوز شهادة البدوي على القروي، لأن في الحضارة مَن يغنيه عن البدوي، إلا أن يكون في بادية أو قرية، والذي يُشهد بدويًا ويدع جيرته من أهل الحضر عندي مريب. وقال عامة العلماء: شهادة البدوي إذا كان عدلًا يقيم الشهادة على وجهها جائزة. وقال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 4/ 164: قال الطيبي: قيل: إن كانت العلة جهالتهم بأحكام الشريعة لزم أن لا يكون لتخصيص قوله: "على صاحب القرية" فائدة، فالوجه أن يكون ما قاله الشيخ التوربشتي، وهو قوله: لحصول التهمة ببُعد ما بين الرجلين، ويؤيَّدُه تعديةُ الشهادة بـ "على"، وفيه أنه لو شهد له تُقبَل، وقيل: لا يجوز، لأنه يعسر طلبُه عند الحاجة إلى إقامة الشهادة. وقال شمس الحق في "عون المعبود" 10/ 8 - 9: وذهب إلى العمل بالحديث جماعة من أصحاب أحمد، وبه قال مالك وأبو عبيد، وذهب الأكثر إلى القبول. قال ابن رسلان: وحملوا الحديث على مَن لم تعرف عدالته من أهل البدو، والغالب أنهم لم تعرف عدالتهم. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، وقد توبع. أبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأخرجه أبو داود (3610)، والترمذي (1392) من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد، وقال الترمذيُّ: حسن غريب. وأخرجه أبو داود (3611) من طريق سليمان بن بلال، عن ربيعة، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (5073). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5969) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة.

2369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ (¬1). 2370 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الْهَرَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالشَّاهِدِ وَالْيَمِينِ (¬2). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات، وقد اختلف في وصله وإرساله، فرجح الإرسال البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/ 545، وأبو حاتم وأبو زرعة كما في "علل ابن أبى حاتم" 1/ 467، والترمذي وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 134، ورجح الوصل الدارقطني في "العلل" 3/ 98، ومال إليه البيهقي 10/ 169 - 170، وقال عبد الله بن أحمد عقب الحديث في "المسند": كان أبي قد ضرب عليَّ هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحدٌ الثقفيَّ عليَّ جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليَّ وكتب عليه: صح. عبد الوهاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي. وأخرجه الترمذيُّ (1393) من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (1394) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن جعفر بن محمَّد -وهو الصادق-، عن أبيه محمَّد الباقر، مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (14278). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1712)، وأبو داود (3608)، والنسائي في "الكبرى" (5967) من طريق سيف بن سليمان المكي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3609) من طريق محمَّد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، به. وهو في "مسند أحمد" (2224) و (6968).

32 - باب شهادة الزور

2371 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ سُرَّقٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجَازَ شَهَادَةَ الرَّجُلِ وَيَمِينَ الطَّالِبِ (¬1). 32 - بَابُ شَهَادَةِ الزُّورِ 2372 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَسَدِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل المصري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 7/ 243. وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 150 - ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 318 - وابن سعد في "الطبقات" 7/ 505، وأبو عوانة في "مسنده" (6027)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 318، والبيهقي 10/ 172 - 173، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 151، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 334، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سُرَّق 10/ 216 - 217 من طرق عن جويرية بن أسماء، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 210 عن موسى بن إسماعيل، عن جويرية، عن عبد الله بن يزيد، عن سرق. وقال: مرسل. يعني لإسقاط الرجل المصري. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 2/ 153 من طريق عبد الله بن محمَّد بن أسماء، عن جويرية، عن عبد الله بن يزيد، عن رجل من أهل مصر أحسبه ابن البيلماني، عن سرق. وابن البيلماني -وهو عبد الرحمن- مدني، لكن نُسب هنا مصريًا لأنه تلقى هذا الحديث بمصر، فقد أخرج ابن سعد في "الطبقات" 504/ 7 من طريق زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني قال: كنت بمصر فقال لي رجل: ألا أدلك عليَّ رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره، فإن كان هو المراد بالرجل المصري فالإسناد ضعيف أيضًا لضعف ابن البيلماني.

عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصُّبْحَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَامَ قَائِمًا، فَقَالَ: "عَدِلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ بِالْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [الحج: 30 - 31] (¬1). 2373 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَارِبِ ابْنِ دِثَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَنْ تَزُولَ قَدَمَ شَاهِدِ الزُّورِ حَتَّى يُوجِبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، أبو سفيان العصفري -واسمه زياد- وحبيب بن النعمان الأسدي مجهولان. وأخرجه أبو داود (3599) من طريق محمَّد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذيُّ (2453) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن سفيان العصفري، عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم مرفوعًا. وقال: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد، واختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعًا من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: وفاتك بن فضالة مجهول. وفي الباب عن أبي بكرة عند البخاري (2654)، ومسلم (87) ولفظ "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثًا: الإشراك باللهِ، وعقوق الوالدين وشهادة الزور، أو قول الزور ... ". وعن أنس عند البخاري (5977)، ومسلم (87). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن الفرات اتفقوا عليَّ أنه متروك الحديث، وكذبه بعضهم. وقال أبو حاتم في "العلل" لابنه 1/ 475: منكر. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 208، والحارث بن أبي أسامة (465 - بغية الباحث)، وأبو يعلى (5672)، والعقيلي 4/ 363، وابن عدي في "الكامل" =

33 - باب شهادة أهل الكتاب بعضهم على بعض

33 - بَابُ شَهَادَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ 2374 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجَازَ شَهَادَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ (¬1). ¬

_ = 6/ 2149، والحاكم 4/ 98، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 403، والبيهقي 10/ 122 من طريق محمَّد بن الفرات، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8367)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 264 من طريق مسعر بن كدام، عن محارب بن دثار، به. لكن في إسناده إلى مسعر خلف ابن خليفة وهو مختلط، ومحمد بن خليد وهو ضعيف. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 63، والصيمري في "أخبار أبي حنيفة" ص 77 من طريق الحسن بن زياد اللؤلؤي، عن أبي حنيفة، عن محارب بن دثار، به. وهذا الإسناد أحسن طرق هذا الحديث، والحسن بن زياد ضعفه أهل الحديث. (¬1) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- وقد خولف أبو خالد الأحمر -واسمه سليمان بن حيان- فرواه غيره عن مجالد عن الشعبي عن شريح موقوفًا، وهو الصحيح كما قال البيهقي 10/ 166. عامر: هو الشعبي. وأخرجه البيهقي 10/ 165 و165 - 166 من طريقين عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 10/ 166 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن مجالد. ومن طريق خالد بن عبد الله بن داود، كلاهما (مجالد وخالد) عن الشعبي، عن شريح موقوفًا. وأخرجه عبد الرزاق (10230)، وابن أبي شيبة 7/ 207 من طريق يحيى بن وثاب، عن شريح موقوفًا.

[أبواب الهبات]

[أَبْوَابُ الْهِبَاتِ] 1 - بَابُ الرَّجُلِ يَنْحَلُ وَلَدَهُ 2375 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ دَاوُدَ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: انْطَلَقَ بِهِ أَبُوهُ يَحْمِلُهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: اشْهَدْ أَنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ مِنْ مَالِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "فَكُلَّ بَنِيكَ نَحَلْتَ مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: "فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي". قَالَ: "أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا لَكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: "فَلَا إِذًا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الشعبي اسمه عامر بن شَراحيل. وأخرجه البخاري (2587) و (2650)، ومسلم (1623)، وأبو داود (3542)، والنسائي 6/ 259 و260 من طرق عن الشعبي، عن النعمان. زاد عند بعضهم: "فإني لا أشهد عليَّ جور". وهو في "مسند أحمد" (18363) و (18366)، و"صحيح ابن حبان" (5106). وأخرجه مسلم (1623)، وأبو داود (3543)، والنسائي 6/ 259 من طريق عروة بن الزبير، والنسائي 6/ 261 و 262 من طريق أبي الضحى مسلم بن صُبيح، كلاهما عن النعمان بن بشير. وأخرج أبو داود (3544)، والنسائي 6/ 262 من طريق المفضل بن المهلّب، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اعدِلوا بين أبنائكم، اعدِلوا بين أبنائكم". وانظر ما بعده. =

2 - باب من أعطى ولده ثم رجع فيه

2376 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَخْبَرَاهُ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ أَبَاهُ نَحَلَهُ غُلَامًا، وَأَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُشْهِدُهُ، فَقَالَ: "أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَارْدُدْهُ" (¬1). 2 - بَابُ مَنْ أَعْطَى وَلَدَهُ ثُمَّ رَجَعَ فِيهِ 2377 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُوسٍ ¬

_ = قال الإمام الخطابي رحمه الله في "معالم السُّنن" 3/ 171: اختلف أهل العلم في جواز تفضيل بعض الأبناء عليَّ بعض في النحل والبر، فقال مالك والشافعي: التفضيل مكروه فإن فعل ذلك نفذ، وكذلك قال أصحاب الرأي، وعن طاووس أنه قال: إن فعل ذلك لم ينفذ، وكذلك قال إسحاق بن راهويه، وهو قول داود، وقال أحمد بن حنبل: لا يجوز التفضيل، ويُحكى ذلك عن سفيان الثوري. قلنا: وقول الإمام أحمد: لا يجوز التفضيل، ليس هو عليَّ إطلاقه، فقد قال ابن قدامة في "المغني" 8/ 258: فإن خص بعض أولاده لمعنى يقضي تخصيصه مثل اختصاصه بحاجة أو زمانة أو عمى أو كثرة عائلة أو اشتغاله بالعلم أو نحوه من الفضائل أو صرف عطية عن بعض ولده لفسقه أو بدعته أو لكونه يستعين بما يأخذه عليَّ معصية الله أو ينفقه فيها، فقد روي عن أحمد ما يدل عليَّ جواز ذلك لقوله في تخصيص بعضهم بالوقف. لا بأس به إذا كان لحاجة، وأكرهه إذا كان عليَّ سبيل الأثرة، والعطية في معناه. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. سفيان: هو ابن عيينة، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري. وأخرجه البخاري (2586)، ومسلم (1623)، والترمذي (1367)، والنسائي 6/ 258 من طريق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18382)، و"صحيح ابن حبان" (5597). وانظر ما قبله.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ يَرْفَعَانِ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعَ فِيهَا، إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ" (¬1). 2378 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَرْجِعْ فِي هِبَتِهِ (¬2) إِلَّا الْوَالِدَ مِنْ وَلَدِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وحسين المعلم: هو ابن ذكوان. وأخرجه أبو داود (3539)، والترمذي (1345) و (2266)، والنسائي 6/ 265 و 267 - 268 من طريق حسين المعلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2119)، و"صحيح ابن حبان" (5123). وأخرجه النسائي 6/ 265 و 268 من طريق الحسن بن مسلم، عن طاووس مرسلًا. وانظر ما سيأتي برقم (2385) و (2386). (¬2) في المطبوع: لا يرجع أحدكم في هبته، بزيادة "أحدكم". وفي (س): في هبةٍ. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل جميل بن الحسن -وهو العتكي- وقد توبع، وعبد الأعلى -وهو ابن عبد الأعلى السامي- سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط. عامر الأحول: هو ابن عبد الواحد. وأخرجه النسائي 6/ 264 - 265 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6705) عن محمَّد بن جعفر، عن سعيد، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1736، والبيهقي 6/ 179 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عامر الأحول، به. وسنده حسن. وقد سلف عند المصنف قبله من طرق عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن ابن عمر وابن عباس. قال الدارقطني في "العلل"- كما في "نصب الراية" 4/ 124 - : =

3 - باب العمرى

3 - بَابُ الْعُمْرَى 2379 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا عُمْرَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ" (¬1). ¬

_ = ولعل الإسنادين محفوظان. وقال البيهقي في "السُّنن" 6/ 179: ويحتمل أن يكون عمرو بن شعيب رواه من الوجهين جميعًا، فحسين المعلم حجة، وعامر الأحول ثقة. وأخرجه أبو داود (3540) من طريق أسامة بن زيد الليثي -وهو حسن الحديث- عن عمرو بن شعيب، به، بذكر العائد في هبته دون استثناء الوالد. وهو في "مسند أحمد" (6629). (¬1) إسناده حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو الليثي-. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه النسائي 6/ 277 من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8686)، و"صحيح ابن حبان" (5131). وأخرجه البخاري (2626)، ومسلم (1626)، وأبو داود (3548)، والنسائي 6/ 277 من طريق بشير بن نهيك، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "العمرى جائزة". وهو في "مسند أحمد" (8567). قوله: "عُمرى" اسم من: أعمرتك الدار، أي: جعلت لك سكناها مدة عمرك، فإذا متَّ عادت إليّ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهية. قال في "المغني" 8/ 283: قال جابر بن عبد الله وابن عمر وابن عباس وشريح ومجاهد وطاووس والثوري والشافعي وأصحاب الرأي: إن العمرى تَنقُلُ الملكَ إلى المُعمَرِ. وروي ذلك عن علي. وقال مالك والليث: العمرى تمليك المنافع، ولا تُملك بها رقبة المُعمَر بحال، ويكرن للمُعمَر السكنى، فإذا مات عادت إلى المُعمِر. وإن قال: له ولعقبه، كان سكناها لهم، فإذا انقرضوا عادت إلى المُعمِر.

2380 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ أَعْمَرَ رَجُلًا عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَقَدْ قَطَعَ قَوْلُهُ حَقَّهُ فِيهَا، فَهِيَ لِمَنْ أُعْمِرَ وَلِعَقِبِهِ" (¬1). 2381 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ حُجْرٍ الْمَدَرِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَعَلَ الْعُمْرَى لِلْوَارِثِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (2625)، ومسلم (1625)، وأبو داود (3550) و (3552 - 3555)، والترمذي (1400)، والنسائي 6/ 275 و275 - 276 و 276 و 277 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15290)، و"صحيح ابن حبان" (5139). وأخرجه أبو داود (3551)، والنسائي 6/ 274 - 275 من طريق عروة بن الزبير، عن جابر. وسيأتي عند المصنف برقم (2383) من طريق أبي الزبير، عن جابر. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار، وحُجر المدري: هو ابن قيس الهَمداني. وأخرجه أبو داود (3559)، والنسائي 6/ 271 من طرق عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/ 270 و271 من طرق عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن زيد بن ثابت، بإسقاط حجر المدري، والصحيح ذِكرُه: فقد أخرجه النسائي 6/ 275 - 271 من طريقين عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن حجر المدري، عن زيد. وهو في "مسند أحمد" (21586)، و"صحيح ابن حبان" (5132 - 5134). =

4 - باب الرقبى

4 - بَابُ الرُّقْبَى 2382 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا رُقْبَى، فَمَنْ أُرْقِبَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ، حَيَاتَهُ وَمَمَاتَهُ". قَالَ: وَالرُّقْبَى أَنْ يَقُولَ: هُوَ لِلْآخِرِ مِنِّي وَمِنْكَ مَوْتًا (¬1). 2383 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ = وأخرجه النسائي 6/ 272 من طريق قتادة وسعيد بن بشير -فرقهما- عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن حجر المدري، عن ابن عباس رفعه بلفظ: "العمرى جائزة" إلا أن سعيد بن بشير لم يذكر حجر المدري، وسعيد ضعيف، ورواية قتادة أصح. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حبيب بن أبي ثابت رواه بالعنعنة، وقد صرح عند عبد الرزاق (16920) بأنه لم يسمع من ابن عمر في الرقبى شيئًا. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث عند غير واحد. وأخرجه النسائي 6/ 273 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: "ولا عمرى". وأخرجه أيضًا 6/ 273 من طريق محمَّد بن بكر، عن عطاء، به. وقال فيه: عن ابن عمر ولم يسمعه منه. وأخرجه النسائي 6/ 273 عن عبدة بن عبد الرحيم، عن وكيع، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن حبيب، سمعت ابن عمر. هكذا رواه عبدة بتصريح حبيب بالسماع، وخالفه أحمد بن حنبل فرواه في "مسنده" (4801) عن وكيع، به، وقال: عن ابن عمر. وأحمد أوثق من عبدة. وانظر"مسند أحمد" (4906). ويشهد له حديث جابر الآتي بعده.

5 - باب الرجوع في الهبة

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُعْمِرَهَا، وَالرُّقْبَى جَائِزَةٌ لِمَنْ أُرْقِبَهَا" (¬1). 5 - بَابُ الرُّجُوعِ فِي الْهِبَةِ 2384 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ، كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ، ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أبو الزبير- واسمه محمَّد بن مسلم بن تدرس- صرح بالسماع عند النسائي وغيره. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وهشيم: هو ابن بشير، وداود: هو ابن أبي هند. وأخرجه أبو داود (3558)، والترمذي (1401)، والنسائي 6/ 274 من طريقين عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1625)، والنسائي 6/ 274 من طرق عن أبي الزبير، به، بلفظ: "أمسكوا عليكم أموالكم ولا تعمروها، فمن أُعمر شيئًا حياته فهو له حياته وبعد موته". وانظر ما سلف برقم (2380). قال الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 14/ 69: قد اختلف أهل العلم في كيفية العُمرى، فقالت طائفة منهم: هي قول الرجل للرجل: قد ملكتك داري هذه أيام حياتك، فتكون له بذلك في حياته، وتكون لورثته بعد وفاته، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة والثوري وأصحابهما والشافعي. وقال آخرون: العُمرى التي لها هذا الحكم هي العُمرى التي يقول الرجل للرجل: قد أعمرتك ولعقبك داري هذه، فتكون له في حياته وإن لم يذكر فيها: ولعقبك، رجعت إلى المُعمر بعد موت المُعمَرِ، وممن كان يقول ذلك منهم ابن شهاب ومالك وكثير من أهل المدينة، وانتهى إلى ترجيح القول الأول، فانظره. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فخلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة فيما نقله أبو داود عن أحمد، وقد توبع. أبو أسامة: هو حمادُ بن أسامة، وعوفُ: هو ابن أبي جميلة. =

2385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 6/ 477. وأخرجه أحمد (7524) و (9552) و (10381)، وإسحاق بن راهويه (497)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 78، وفي "شرح مشكل الآثار" (5032) من طرق عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 4/ 78 من طريق روح بن عبادة، عن عوت، عن الحسن مرسلًا. وروح نفسه يرويه عند الطحاوي كرواية الجماعة. وأخرجه أحمد (10382) عن محمَّد بن جعفر، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح متصل. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 11/ 64 - 65: هذا ظاهر في تحريم الرجوع في الهبة والصدقة بعد إقباضهما، وهو محمول عليَّ هبة الأجنبي، أما إذا وهب لولده وإن سفل فله الرجوع فيه، كما صرح به في حديث النعمان بن بشير (وهو السالف برقم 2375)، ولا رجوع في هبة الإخوة والأعمام وغيرهم من ذوي الأرحام، هذا مذهب الشافعي، وبه قال مالك والأوزاعي، وقال أبو حنيفة وآخرون: يرجع كل واهب إلا الوالد وكل ذي رحم محرم. (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (2621)، ومسلم (1622) (7)، وأبو داود (3538)، والنسائي 6/ 266 من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2622) و (6975)، والترمذي (1344)، والنسائي 6/ 266 من طريق عكرمة، والبخاري (2589)، ومسلم (1622) (8)، والترمذي (2266)، والنسائي 6/ 267 من طريق طاووس، كلاهما عن ابن عباس، ولفظ البخاري والنسائي: "ليس لنا مثل السَّوءِ الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه". =

6 - باب من وهب هبة رجاء ثوابها

2386 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ الْعَرْعَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ" (¬1). 6 - بَابُ مَنْ وَهَبَ هِبَةً رَجَاءَ ثَوَابِهَا 2387 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الرَّجُلُ أَحَقُّ بِهِبَتِهِ مَا لَمْ يُثَبْ مِنْهَا" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (2529). وانظر ما سلف برقم (2377). وسيأتي برقم (2391) من طريق محمَّد بن علي الباقر، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس بذكر الرجوع في الصدقة بدل الهدية. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أحمد بن عبد الله العرعري تفرد ابن ماجه بالرواية عنه، وليس له عنده غير هذا الحديث، والعمري -وهو عبد الله بن عمر- ضعيف أيضًا، والمحفوظ: عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعًا: "العائد في صدقته ... "، وسيأتي حديث زيد بن أسلم برقم (2390). وقد سلف حديث الهبة من طريق طاووس، عن ابن عمر وابن عباس برقم (2377). وتشهد له أحاديث الباب السالف قبله. (¬2) ضعيف مرفوعًا، إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف، وعمرو بن دينار لم يسمع من أبي هريرة كما قال البيهقي، والصحيح أنه من قول عمر كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 271. وكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/ 474، والدارقطني (2970 - 2972)، والبيهقي 6/ 181 من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. =

7 - باب عطية المرأة بغير إذن زوجها

7 - بَابُ عَطِيَّةِ الْمَرْأَةِ بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا 2388 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الرَّقِّيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي خُطْبَةٍ خَطَبَهَا: "لَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ فِي مَالِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا، إِذَا هُوَ مَلَكَ عِصْمَتَهَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطحاوي 4/ 81، والبيهقي 6/ 181 من طريق سالم، عن ابن عمر، عن عمر موقوفًا بلفظ: مَن وهب هبةً فلم يُثَب فهو أحق بهبته إلا لذي رحم. قال البيهقي: وهو المحفوظ. وأخرج نحوه عبد الرزاق (16519) و (16520) و (16524) و (16528)، وابن أبي شيبة 4/ 472، والطحاوي 4/ 81 من طرق عن عمر موقوفًا. (¬1) حديث حسن، المثنى بن الصباح -وان كان ضعيفًا- متابَع. محمَّد بن سلمة: هو الحراني. وأخرجه أبو داود (3546)، والنسائي 5/ 65 و 6/ 278 من طرق عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6727) و (7058). قوله: "لا يجوز لامرأة في مالها" أي: لا يجوز لها فيه هبةٌ أو عطيةٌ، كما في مصادر التخريج. قال السندي في حاشيته عليَّ "سنن النسائي" 6/ 279: قال الخطابي: أخذ به مالك. قلت (القائل السندي): ما أخذ بإطلاقه، ولكن فيما زاد عليَّ الثلث، وهو عند أكثر العلماء عليَّ معنى حُسن العِشرة واستطابة نفس الزوج، ونقل عن الشافعي أن الحديث ليس بثابت وكيف نقول به والقرآن يدل عليَّ خلافه، ثم السنة، ثم الأثر، ثم المعقول، ويمكن أن يكون هذا في موضع الاختيار، مثل: "ليس لها أن تصوم وزوجُها حاضر إلا بإذنه" فإن فعلت جاز صومُها، وإن خرجت بغير إذنه فباعت جاز بيعُها، وقد أعتقت ميمونةُ قبل أن يعلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم يعب ذلك عليها، فدل هذا مع غيره عليَّ أن هذا الحديث- إن ثبت- فهو محمولٌ عليَّ الأدب =

2389 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى (¬1) رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ جَدَّتَهُ خَيْرَةَ امْرَأَةَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحُلِيٍّ لَهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِهَذَا. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ فِي مَالِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا، فَهَلْ اسْتَأْذَنْتِ كَعْبًا؟ " قَالَتْ: نَعَمْ. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: "هَلْ أَذِنْتَ لِخَيْرَةَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِحُلِيِّهَا؟ " فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَبِلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهَا (¬2). ¬

_ = والاختيار، وقال البيهقي: إسناد هذا الحديث إلى عمرو بن شعيب صحيح، فمن أثبت عمرو بن شعيب لَزِمَه إثباتُ هذا، إلا أن الأحاديث المعارضةَ له أصحُّ إسنادًا، وفيها وفي الآيات التي احتج بها الشافعيُّ دلالةٌ عليَّ نفوذ تصرُّفها في مالها دون الزوج، فيكون حديث عمرو بن شعيب محمولًا عليَّ الأدب والاختيار، كما أشار إليه الشافعي. والله تعالى أعلم. وانظر كلام الإمام الشافعي رحمه الله بتمامه في "الأم" 3/ 216 - 218 فإنه في غاية النفاسة والفقاهة. (¬1) تحرف في بعض النسخ الخطية إلى: عبد الله بن نجي. بنون وجيم. (¬2) إسناده ضعيف، عبد الله بن يحيى وأبوه مجهولان. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" معلقًا 5/ 230، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 6/ 126، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 351، والطبراني في "الكبير" 24/ (654)، وفي "الأوسط" (8671)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 101، والمزي في ترجمة عبد الله بن يحيى من "تهذيب الكمال" 16/ 297 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. قال الطحاوي في "شرح معاني الاَثار" 4/ 353 بعد أن أورد ما يُعارضه: فكيف يجوز لأحد تركُ آيتين من كتاب الله عز وجل، وسنن ثابتة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - متفق عليَّ صحة مجيئها، إلى حديث شاذ لا يثبت مثله!!

[أبواب الصدقات]

[أَبْوَابُ الصَّدَقَاتِ] 1 - بَابُ الرُّجُوعِ فِي الصَّدَقَةِ 2390 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ" (¬1). 2391 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل هشام بن سعد، وقد توبع. وكيع: هو ابن الجراح، وأسلم: هو العدوي مولى عمر. وأخرجه البخاري (2636)، ومسلم (1620)، والنسائي 5/ 108 من طرق عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1621) (4)، والترمذي (674)، والنسائي 5/ 109 من طريق سالم، ومسلم (1621) (3) من طريق نافع، كلاهما عن ابن عمر: أن عمر حمل عليَّ فرس في سبيل الله، فوجده يُباع، فأراد أن يبتاعه، فسأل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذلك، فقال: "لا تَبتَعهُ ولا تَعُد في صدقتك". وهو في "مسند أحمد" (258) و (281)، و"صحيح ابن حبان" (5125). وانظر ما سيأتي برقم (2392).

2 - باب من تصدق بصدقة فوجدها تباع هل يشتريها؟

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ ثُمَّ يَرْجِعُ فِي صَدَقَتِهِ، مَثَلُ الْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَأْكُلُ قَيْئَهُ" (¬1). 2 - بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَوَجَدَهَا تُبَاعُ هَلْ يَشْتَرِيهَا؟ 2392 - حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِفَرَسٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَبْصَرَ صَاحِبَهَا يَبِيعُهَا بِكَسْرٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "لَا تَبْتَعْ صَدَقَتَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، ومحمد بن علي: هو الباقر. وأخرجه مسلم (1622) (5)، والنسائي 6/ 266 من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1622) (6) من طريق بكير بن الأشج، عن سعيد بن المسيب، به. وهو في "مسند أحمد" (2622) و (3269)، و"صحيح ابن حبان" (5122). وقد سلف برقم (2385) من طريق قتادة، عن ابن المسيب، بلفظ الهبة بدل الصدقة. (¬2) هذا الحديث في إسناده اختلاف كما قال الحافظ المزي ونقله عنه الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، وقال البخاري في "تاريخه" لما ذكر عمر بن عبد الله ابن عمر بروايته هذا الحديث عن أبيه ورواية هشام عنه، قال: لا أدري هذا آخر أم ذاك، وكان ذكر قبله عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، روى عنه يزيد بن الهاد، قال: وقال لي ابن تليد عن ابن وهب: أخبرنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، أن عمر بن عبد الله بن عمر أخبره، عن عبد الله بن عمر: أن عمر سأله ... ، =

2393 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: أَنَّهُ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهُ: غَمْرٌ أَوْ غَمْرَةٌ، فَرَأَى مُهْرًا أَوْ مُهْرَةً مِنْ أَفْلَائِهَا يُبَاعُ، يُنْسَبُ إِلَى فَرَسِهِ، فَنَهَي عَنْهَا (¬1). ¬

_ = وأما ابن حبان فلم يذكر في "الثقات" 5/ 146 غير هذا الثاني عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر، وقال: يروي عن جده عبد الله بن عمر، روى عنه أبو الزناد ويزيد ابن الهاد. وكذا لم يذكر ابن سعد في "الطبقات" القسم المتمِّم ص220 غيره، وقال: أمه أم سلمة بنت المختار، قال ابن سعد: كان أبو الزناد يروي عنه وكان قليلَ الحديث. قال الحافظ: ولم يذكر أهل النسب في أولاد ابن عمر أحدًا اسمه عمر، فهذا يرجح أنه المذكور عند ابن حبان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7863) من طريق تميم بن المنتصر الواسطي، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2390) وتخريجه. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن اختلف فيه عليَّ أبي عثمان النهدي- واسمه عبد الرحمن بن ملّ- فرواه سليمان التيمي عن أبي عثمان، عن عبد الله بن عامر -وهو ابن ربيعة المدني- عن الزبير بن العوام. وخالفه عاصم بن سليمان الأحول فرواه عن أبي عثمان النهدي، عن ابن عباس: أن الزبير حمل عليَّ فرس ... ، قال الدارقطني في "العلل" 4/ 246: وكذلك قال يحيى القطان عن [سليمان] التيمي بموافقة عاصم، وقيل: عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن عياش، أن الزبير. قلنا: ورواه مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن عمر بن الخطاب قال: أعطيتُ ناقة في سبيل الله ... ومؤمل سيئ الحفظ، ومع ذلك فقد صححه الضياء في "مختارته" (237) وجود إسناده الحافظ ابن كثير في "مسند عمر" 1/ 367!! وسواءٌ كانت الرواية عن أبي عثمان، عن عبد الله ابن عامر، عن الزبير، أو عن أبي عثمان، عن ابن عباس، فكلاهما رجالهما ثقات. =

3 - باب من تصدق بصدقة ثم ورثها

3 - بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ثُمَّ وَرِثَهَا 2394 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ. فَقَالَ: "آجَرَكِ اللَّهُ، وَرَدَّ عَلَيْكِ الْمِيرَاثَ" (¬1). ¬

_ = أما رواية سليمان التيمي فأخرجها ابن أبي شيبة 3/ 188، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المختارة" للضياء المقدسي 3/ 65، وأحمد بن حنبل في "مسنده" (1410)، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المختارة" 3/ 65، وكما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 152، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5026) من طريق يزيد بن هارون، والهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (50)، ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" (870) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. قلنا: وكذلك رواه الخليل بن موسى عن سليمان التيمي كما قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 331، وعبد الله بن المبارك عن التيمي كما قال الدارقطني في "العلل" 4/ 246. وأما رواية عاصم الأحول، فأخرجها البزار (1312 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح المشكل" (5527)، والشاشي (51)، والطبراني في "الكبير" (12774)، والضياء في "المختارة" (871) من طرق عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن عباس: أن الزبير ... وقد تحرّف اسم ابن عباس عند الشاشي والضياء إلى ابن عامر. وأما رواية مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، عن عاصم، فأخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (1281)، ومن طريقه الضياء المقدسي (237). (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري. =

4 - باب من وقف

2395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ أُمِّي حَدِيقَةً لِي، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، وَلَمْ تَتْرُكْ وَارِثًا غَيْرِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَجَبَتْ صَدَقَتُكَ، وَرَجَعَتْ إِلَيْكَ حَدِيقَتُكَ" (¬1). 4 - بَابُ مَنْ وَقَفَ 2396 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = وأخرجه مسلم (1149)، وأبو داود (1656) و (2877) و (3309)، والترمذي (673)، والنسائي في "الكبرى" (6281) و (6282) و (6283) من طرق عن عبد الله ابن عطاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22971). وأخرجه مسلم (1149)، والنسائي في "الكبرى" (6280) من طريق عبد الملك ابن أبي سليمان، عن عبد الله بن عطاء، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (22956). وقوله: "سليمان بن بريدة" وهم من عبد الملك، والصواب عبد الله بن بريدة كما في رواية الجماعة عن عبد الله بن عطاء. (¬1) إسناده حسن. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، وعبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه أحمد (6731)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5025)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 80، والبزار (1313 - كشف الأستار) من طريقين عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6286) من طريق حسين المعلم، عن عمرو ابن شعيب، به، بلفظ: أن رجلًا تصدق عليَّ ولده بأرض، فردَّها إليه الميراث، فذكر ذلك لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال له: "وَجَبَ أجرُك، ورجع إليك مالُك".

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَصَابَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَأْمَرَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ مَالًا بِخَيْبَرَ، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِي مِنْهُ، فَمَا تَأْمُر بِهِ؟ فَقَالَ: "إِنْ شِئْتَ حَبَّسْتَ أَصْلَهَا، وَتَصَدَّقْتَ بِهَا" قَالَ: فَعَمِلَ بِهَا عُمَرُ عَلَى أَنْ لَا يُبَاعَ أَصْلُهَا وَلَا يُوهَبَ وَلَا يُورَثَ، تَصَدَّقَ بِهَا لِلْفُقَرَاءِ وَفِي الْقُرْبَى وَفِي الرِّقَابِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ منهَا (¬1) بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ (¬2). 2397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بن عيينة، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عن ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمِائَةَ سَهْمٍ الَّتِي بِخَيْبَرَ، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "احْبِسْ أَصْلَهَا، وَسَبِّلْ ثَمَرَتهَا" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: أن يأكلها. (¬2) إسناده صحيح. ابن عون: هو عبد الله البصري. وأخرجه البخاري (2737)، ومسلم (1632) و (1633)، وأبو داود (2778)، والترمذي (1429)، والنسائي 6/ 230 و 231 من طرق عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد. وجعله بعضهم من مسند عمر بن الخطاب، قال الحافظ في "الفتح" 5/ 400: والمشهور الأول، يعني من مسند ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (5179)، و"صحيح ابن حبان" (4951). وأخرجه البخاري (2764) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، به. وانظر ما بعده. (¬3) إسناده صحيح. =

5 - باب العارية

قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: فَوَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فِي كِتَابِي: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. 5 - بَابُ الْعَارِيّةِ 2398 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ، وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 6/ 232 من طريقين عن سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4899). وانظر ما قبله. (¬1) حديث حسن، هشام بن عمار متابع، وإسماعيل بن عياش صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. وأخرجه أبو داود (3565)، والترمذي (1311) و (2253) من طرق عن إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5749) من طريق أبي عامر لقمان بن عامر الوصابي، و (5750) من طريق حاتم بن حريث الطائي، كلاهما عن أبي أمامة. وهو في "مسند أحمد" (22294)، و"صحيح ابن حبان" (5094). قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 225: واختلف أهلُ العلم في ضمان العارية، فذهب جماعة من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى أنها مضمونة عليَّ المستعير، وروي ذلك عن ابن عباس وأبي هريرة، وهو قول عطاء، وبه قال الشافعي وأحمد. وذهب جماعة إلى أنها أمانة في يد المستعير، إلا أن يتعدى فيها، فيضمن بالتعدي، يُروى ذلك عن علي وابن مسعود، وهو قول شريح والحسن وإبراهيم =

2399 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ، وَالْمِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ" (¬1). ¬

_ = النخعي، وبه قال سفيان الثوري وأصحاب الرأي وإسحاق بن راهويه، وقال مالك: إن ظهر هلاكه لم يضمن، وإن خفي هلاكه ضَمِنَ ... قلنا: وقال الإمام أحمد في رواية: إن شرط المعير الضمان، كانت مضمونة، وإلا فهي أمانة. انظر "الفروع" 4/ 474 لابن مفلح. (¬1) حسن بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سعيد بن أبي سعيد، وهو الساحلي كما هو مبيَّن في "المسند"، وهو قول الخطيب وابن عبد الهادي والزيلعي وابن حجر، وليس هو المقبري كما ظن البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 152 فصحح إسناده! وأخرجه مطولًا أحمد (22507)، والطبراني في "مسند الشاميين" (621)، والدارقطني (4066)، والبيهقي 6/ 264 و265، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ ورقة 342 - 343 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يُبهم أنسًا، فيقول: عن رجل من أهل المدينة. وله شاهد من حديث أبي أمامة، وهو السالف قبله. ويشهد لقوله: "العارية مؤداة" حديث يعلى بن أمية عند أحمد (17950)، وأبي داود (3566)، وابن حبان (4720)، وإسناده صحيح. وحديث صفوان بن أمية عند أحمد (15302)، وأبي داود (3562)، والنسائي في "الكبرى" (5747)، وفيه: "بل عارية مضمونة". تنبيه: كنا قد صححنا إسناد هذا الحديث في تعليقنا عليَّ "صحيح ابن حبان" (5094)، ظنًا منا أن سعيد بن أبي سعيد هو المقبري فيُستدرك من هنا، عليَّ أن متن الحديث حسن بشواهده.

6 - باب الوديعة

2400 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ؛ جَمِيعًا عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عَلَى الْيَدِ مَا أَخَذَتْ حَتَّى تُؤَدِّيَهُ" (¬1). 6 - بَابُ الْوَدِيعَةِ 2401 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ الْأَنْمَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ الْمُثَنَّى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أُودِعَ وَدِيعَةً، فَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن بما قبله، وهذا سند رجاله ثقات، لكن الحسن -وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه أبو داود (3561)، والترمذي (1312)، والنسائي في "الكبرى" (5751) من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، وقال الترمذيُّ: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (20086). (¬2) إسناده ضعيف، أيوب بن سويد والمثنى -وهو ابن الصباح- ضعيفان. وأخرجه الدارقطني (2961/ 1)، ومن طريقه البيهقي 6/ 289 من طريق يزيد ابن عبد الملك، عن محمَّد بن عبد الرحمن الحجبي، والدارقطني (2/ 2961)، ومن طريقه البيهقي 6/ 91 من طريق عمرو بن عبد الجبار، عن عبيدة بن حسان، كلاهما عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وقد ضعف البيهقي الإسناد الأول بيزيد ابن عبد الملك، وضعف الدارقطني الإسناد الثاني بعمرو بن عبد الجبار وعَبيدة، وقال: وإنما يُروى عن شريح القاضي غير مرفوع. وصحح البيهقي وقفه. وأخرج البيهقي 6/ 289 عن عمر: أنه ضمن رجلًا وديعة سُرقت من بيت ماله. وإسناده صحيح، وقال البيهقي: يُحتمل أنه كان فرَّط فيها، فضمَّنه بالتفريط، والله أعلم.

7 - باب الأمين يتجر فيه فيربح

7 - بَابُ الْأَمِينِ يَتَّجِرُ فِيهِ فَيَرْبَحُ 2402 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ شَبِيبِ ابْنِ غَرْقَدَةَ عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ شَاةً، فَاشْتَرَى لَهُ شَاتَيْنِ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِدِينَارٍ وَشَاةٍ، فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْبَرَكَةِ. قَالَ: فَكَانَ لَوْ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ (¬1). 2402م - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ لِمَازَةُ بْنِ زَبَّارٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: قَدِمَ جَلَبٌ فَأَعْطَانِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دِينَارًا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن شبيب بن غرقدة لم يسمعه من عروة البارقي كما سيأتي في التخريج. وأخرجه البخاري (3642) عن علي بن المديني، وأبو داود (3384) عن مسدد، كلاهما عن شبيب قال: سمعت الحي يتحدثون عن عروة البارقي. وقال البخاري في روايته: قال سفيان: وكان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال: سمعه شبيب من عروة، فاتية، فقال ضبيب: إني لم أسمعه من عروة، قال: سمعتُ الحيَّ يُخبرونه عنه. قال الحافظ في "الفتح"6/ 635: وهو المعتمد، وهذا يقتضي أن يكون سمعه من جماعة أقلهم ثلاثة. وانظر ما بعده. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سعيد بن زيد وأبي لبيد لُمَازة ابن زبَّار. =

8 - باب الحوالة

8 - بَابُ الْحَوَالَةِ 2403 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الظُّلْمُ مَطْلُ الْغَنِيِّ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ" (¬1). 2404 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُحِلْتَ عَلَى مَلِيءٍ فَاتْبَعْهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3385)، والترمذي (1303) و (1304) من طريقين عن الزبير بن خريت، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19362). وانظر ما قبله. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه النسائي 7/ 316 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2287)، ومسلم (1564)، وأبو داود (3345)، والترمذي (1356)، والنسائي 7/ 317 من طريق مالك بن أنس، عن أبي الزناد، به. وهو في "مسند أحمد" (7336)، و"صحيح ابن حبان" (5053). وأخرجه البخاري (2400)، ومسلم (1564) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7541). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن بعض أهل العلم أعله بالانقطاع، منهم أحمد وأبو حاتم، وقالوا: لم يسمع يونس بن عبيد من نافع شيئًا، وروى الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 7/ 179 عن إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسي =

9 - باب الكفالة

9 - بَابُ الْكَفَالَةِ 2405 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الزَّعِيمُ غَارِمٌ، وَالدَّيْنُ مَقْضِيٌّ" (¬1). ¬

_ = أنه قال: قال لي يحيى بن معين في حديث يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر رضىِ الله عنهما: "مطل الغني ظلم" قد سمعته عن هشيم، ولم يسمعه يونس من نافع. قلت ليحيى: لم يسمع يونس من نافع شيئًا؟ قال: بلى، ولكن هذا الحديث خاصة لم يسمعه يونس من نافع. هشيم: هو ابن بشير، وقد صرح بالسماع عند أحمد وغيره. وأخرجه أحمد (5395)، والبزار (1299 - كشف الأستار)، وابن الجارود (599)، والطحاوي في "شرح المشكل" (2754)، والبيهقي 6/ 70، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 48 من طريق هثم بن بشير. بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي (2755) من طريق هشيم أيضًا، أخبرنا يونس بن عبيد، أخبرنا نافع، عن ابن عمر مرفوعًا: "إذا أُحِلتَ عليَّ مليء فأتبعه" واعتمادًا عليَّ هذه الرواية قال الطحاوي: إن ابن معين أراد نفي سماع يونس من نافع القطعة الأولى من الحديث وهي: "مطل الغني ظلم"، أما الثانية فسمعها منه. والله أعلم. ويشهد للحديث بتمامه حديث أبي هريرة السالف قبله. وحديث عمرو بن الشريد، عن أبيه، وسيأتي عند المؤلف برقم (2427). (¬1) إسناده حسن. إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. وأخرجه مطولًا أبو داود (3565)، والترمذي (1311) و (2253) من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22294). قوله: "الزعيم غارم" الزعيم: الكفيل، فكل مَن تكفَّل دينًا عن غيره، عليه الغُرمُ.

2406 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّراَوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا لَزِمَ غَرِيمًا لَهُ بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ أُعْطِيكَهُ. فَقَالَ: لا وَاللَّهِ، لا فارقتك حَتَّى تَقْضِيَنِي أَوْ تَأْتِيَنِي بِحَمِيلٍ، فَجَرَّهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كَمْ تَسْتَنْظِرُهُ؟ " قَالَ: شَهْرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَأَنَا أَحْمِلُ لَهُ"، فَجَاءَهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ هَذَا؟ " قَالَ: مِنْ مَعْدِنٍ، قَالَ: "لا خَيْرَ فِيهَا" وَقَضَاهَا عَنْهُ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده حسن مِن أجل عمرو بن أبي عمرو. وأخرجه أبو داود (3328) من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. قوله: "بحميل" أي: بكفيل. وقوله: "من أين أصبت هذا" رواية أبي داود: " ... هذا الذهب" وهي أوضح من رواية المصنف. وقوله: "لا خير فيها" قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 54: يشبه أن يكون رَدُّهُ الذهبَ لِسبب علمه فيه خاصة لا من جهة أن الذهب المستخرج من المعدن لا يُباحُ تموُّلُه وتملكه، ... ، ويحتمل أن يكونَ ذلك من أجل أن أصحاب المعادن يبيعون ترابها ممن يُعالجه، فيحصل ما فيه من ذهب أو فضة، وهو غرر لا يدرى هل يوجد فيه شيء منهما أم لا، ... ، وفيه وجه آخر، وهو أنه ليس لها رواجٌ، وذلك أن الذي كان تحمَّله عنه دنانير مضروبة، والذي جاء به تبرٌ غير مضروب، وليس بحضرته مَن يضربه دنانير، ... ، وقد يحتمل ذلك أيضًا وجهًا آخر، وهو أن يكونَ إنما كرهه لما يقع فيه من الشبهة ويدخله من الغرر عند استخراجهم إياه من المعدن، وذلك أنهم إنما استخرجوه بالعشر أو الخمس أو الثلث مما يُصيبونه، وهو غررٌ لا يدرى هل يصيب العامل فيه شيئًا أم لا.

10 - باب من ادان دينا وهو ينوي قضاءه

2407 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِجَنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَإِنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ: أَنَا أَتَكَفَّلُ بِهِ، قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بِالْوَفَاءِ؟ " قَالَ: بِالْوَفَاءِ. وَكَانَ الَّذِي عَلَيْهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا (¬1). 10 - بَابُ مَنْ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ يَنْوِي قَضَاءَهُ 2408 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ، عَنْ ابْنِ حُذَيْفَةَ هُوَ عِمْرَانُ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ، قَالَ: كَانَتْ تَدَّانُ دَيْنًا، فَقَالَ لَهَا بَعْضُ أَهْلِهَا: لا تَفْعَلِي، وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: بَلَى، إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيِّي وَخَلِيلِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدَّانُ دَيْنًا يَعْلَمُ اللَّهُ مِنْهُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَدَاءَهُ، إِلا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الترمذيُّ (1092)، والنسائي 4/ 65 و 7/ 317 من طرق عن عبد الله ابن أبي قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22543)، و"صحيح ابن حبان" (3058 - 3060). (¬2) صحيح بشواهده دون قوله: "في الدنيا"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة زياد ابن عمرو بن هند وجهالة عمران بن حذيفة. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه النسائي 7/ 315 من طريق منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (5041). =

2409 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ سُفْيَانَ مَوْلَى الأَسْلَمِيِّينَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" إنَّ اللَّهُ مَعَ الدَّائِنِ حَتَّى يَقْضِيَ دَيْنَهُ، مَا لَمْ يَكُنْ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ". قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَقُولُ لِخَازِنِهِ: اذْهَبْ فَخُذْ لِي بِدَيْنٍ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ لَيْلَةً إِلَّا وَاللَّهُ مَعِي، بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 315 - 316 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ميمونة، دون قوله: "في الدنيا"، وإسناده صحيح، لكن رجح الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 186 إرساله. وهو في "مسند أحمد" (26816) من طريق منصور، قال: حسبتُه عن سالم، عن ميمونة. وهذا إسناد منقطع، فإن سالما -وهو ابن أبي الجعد- لم يذكروا له سماعًا من ميمونة. وفي إسناده اختلاف مبين في التعليق عليَّ "المسند". وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2387) مرفوعًا: "مَن أخذ أموال الناس يريد أداءَها، أدى اللهُ عنه، ومَن أخذ يريد إتلافها أتلفَه اللهُ". وآخر من حديث عائشة عند أحمد (22439)، وهو حديث حسن. وانظر ما بعده. (¬1) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف. سعيد بن سفيان الأسلمي مجهول، ولم يوثقه غير ابن حبان. ثم قد خالفه القاسم بن الفضل -وهو ثقة- فرواه عن محمَّد ابن علي الباقر، عن عائشة، وهو الصحيح. جعفر بن محمَّد: هو الصادق، وأبوه محمَّد: هو ابن علي الباقر. وأخرجه الدارمي (2595)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 476 تعليقًا، والبزار (2243)، والحاكم 2/ 23، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 204، والبيهقي 5/ 355، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 206/ 2، وابن عساكر في =

11 - باب من ادان دينا لم ينو قضاءه

11 - بَابُ مَنْ ادَّانَ دَيْنًا لَمْ يَنْوِ قَضَاءَهُ 2410 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبِ الْخَيْرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ زِيَادِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا صُهَيْبُ الْخَيْرِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" أَيُّمَا رَجُلٍ تَدِينُ دَيْنًا وَهُوَ مُجْمِعٌ أَنْ لا يُوَفِّيَهُ إِيَّاهُ لَقِيَ اللَّهَ سَارِقًا" (¬1). ¬

_ = "تاريخ دمشق" 27/ 274، والمزي في ترجمة سعيد بن سفيان من "تهذيب الكمال" 10/ 476 من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ولم يتعقبه الذهبي! وحسَّنه الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب"! والحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 54! وأخرجه الطيالسي (1524)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1111) و (1112)، وأحمد (24439)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 476 تعليقًا، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4288)، والحاكم 2/ 22، والبيهقي 5/ 354 من طريق القاسم بن الفضل، عن محمَّد بن علي الباقر، عن عائشة، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، محمَّد الباقر لم يسمع من عائشة. ويشهد له حديث ميمونة السالف قبله وشواهده. (¬1) إسناده ضعيف. يوسف بن محمَّد بن صيفي فيه كلام، وعبد الحمد بن زياد أو يزيد لين الحديث، وشعيب بن عمرو مجهول، وقد اختلف عليَّ محمَّد بن يوسف فيه: فأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/ 379 عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/ 379، وابن ماجه بعده، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 451، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2626، وابن الجرزي في "العلل المتناهية" (1528) والضياء المقدسي في "المختارة" 8/ 69 - 70 من طرق عن يوسف بن محمَّد، عن عبد الحميد بن زياد، عن أبيه، عن جده، به. قال البخاري =

2410 م- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ صُهَيْبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَه (¬1) ُ. 2411 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ، ¬

= فيما نقله عنه العقيلي 3/ 47: عبد الحميد بن زياد بن صيفي، عن أبيه، عن جده، لا يعرف سماع بعضهم من بعض. وأخرجه الطبراني (7301) من طريق سعيد بن سليمان، عن يوسف، عن أبيه محمَّد بن يزيد وعمه عبد الحميد بن يزيد، عن صيفي بن صهيب، عن صهيب، به. ووهو عنده (7302) من طريق عمرو بن دينار البصري أن بني صهيب قالوا لصهيب ... فذكره مطولًا. وعمرو بن دينار ضعيف جدًا. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 6/ 312 - 313، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1027) من طريق عَطَّاف بن خالد، عن ابن صهيب، عن صهيب، به. وابن صهيب إن كان هو صيفي نفسه فهذا أصح إسنادِ لحديث صهيبِ. ولا يُلتفت إلى ما نقله ابنُ الجوزي عن ابن حبان في تضعيف عطاف، فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه أحمد (18932) من طريق الحسن بن محمَّد الأنصاري، عن رجل من النمر بن قاسط، عن صهب، به. والحسن بن محمَّد مجهول، وشيخه مبهم. وربما يكون الرجل النمري هو صيفي نفسه، لأنه من ولد النمر بن قاسط كما بينه أهل النسب. وفي الباب حديث ميمون الكردي، عن أبيه عند الطبراني في "الأوسط" (1872) و (6209)، وفي "الصغير" (111) وقال في "الصغير": تفرد به أبو سعيد مولى بني هاشم وهو ثقة. وحسَّن إسناده! الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 148، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 602: ورواته ثقات! (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. وقد سلف تخريجه فيما قبله.

12 - باب التشديد في الدين

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:" مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إِتْلافَهَا، أَتْلَفَهُ اللَّهُ" (¬1). 12 - بَابُ التَّشْدِيدِ فِي الدَّيْنِ 2412 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ، وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ: مِنْ الكبر وَالْغُلُولِ, وَالدَّيْن" (¬2) ِ. ¬

(¬1) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب وإن كان ضعيفًا قد توبع. وأخرجه مطولًا البخاري (2387) من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8733). (¬2) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8711) عن محمَّد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد واللفظ. وأخرجه الترمذيُّ (1663) من طريق ابن أبي عدي، والنسائي في "الكبرى" (8711) عن عمرو بن علي الفلاس، عن يزيد بن زريع، كلاهما (ابن أبي عدي ويزيد) عن سعيد، به. وقالا: "الكنز". وهو في "مسند أحمد" (22427)، و "صحيح ابن حبان" (198)، وعندهما "الكبر". وأخرجه الترمذيُّ (1662) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن سالم، عن ثوبان بلفظ "الكبر". فأسقط معدان. وقال الترمذيُّ: هكذا قال سعيد: "الكنز"، وقال أبو عوانة في حديثه: "الكبر" ولم يذكر فيه معدان. ورواية سعيد أصح. =

2413 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ، حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ" (¬1). ¬

_ = ونقل السندي في "حاشيته" عن الحافظ أبي الفضل العراقي: أن المشهور في الرواية بالباء الموحدة والراء، وذكر ابن الجوزي في "مجمع الأسانيد" عن الدارقطني أنه الكنز بالنون والزاي، ولذا ذكره ابن مردويه في تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34]. فالكِبر بالباء الموحدة بمعنى التكبُّر والعلو، وأما الكنز فبمعنى الجمع دون أداء حق المال بإنفاقه في سبيل الله، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ... } الآية، وهو الموافق لما بعده، إذ الكلام فيما يتعلق بالأموال. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عمر ابن أبي سلمة، فإنه ضعيف يُعتبر به، وقد نقل ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 236 عن يحيى بن سعيد القطان أنه سُئل عن هذا الحديث فقال: هو صحيح، وسُئل عن عمر بن أبي سلمة فقال: ضعيف الحديث. أبو مروان العثماني: هو محمَّد بن مروان، وإبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الترمذيُّ (1102) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9679). وأخرجه الترمذيُّ (1101) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به، بإسقاط عمر من الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10599). وأخرجه ابن حبان (3061) من طريق عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وهذا إسناد صحيح. وله شاهد من حديث سمرة بن جندب عند أحمد (20124) و (20231)، وأبي داود (3341)، وإسناده صحيح.

13 - باب من ترك دينا أو ضياعا فعلى الله وعلى رسوله

2414 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:" مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَمٌ قُضِيَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ" (¬1). 13 - بَابُ مَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ 2415 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ إِذَا تُوُفِّيَ الْمُؤْمِنُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهِ الدَّيْنُ (¬2) فَيَسْأَلُ: "هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ مِنْ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل مطر- وهو ابن طهمان- الوراق، وقد توبع. حسن المعلم: هو ابن ذكوان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2921)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1249 من طريق مطر الوراق، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13504)، وفي "الأوسط" (2959)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 203 من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر. وليث ضعيف. وأخرجه أحمد (5385)، والحاكم 2/ 27، والبيهقي 6/ 82 و 8/ 332 من طريق يحيى بن راشد، عن ابن عمر. وإسناده صحيح. إلا أن في رواية الحاكم: عبد الله بن عمرو، بدل: ابن عمر، ولعله خطأ قديم في "المستدرك" فقد أورده ابن حجر في "إتحاف المهرة" 9/ 638 في مسند عبد الله بن عمرو، ونسبه إلى "المستدرك". وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2449). (¬2) هكذا في (ذ) و (م)، وفي (س): عليه دين، وفي المطبوع: وعليه الدين، بزيادة واو.

قَضَاءٍ؟ فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنْ قَالُوا: لا، قَالَ: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ". فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْفُتُوحَ قَالَ: "أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا، فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ" (¬1). 2416 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَرَكَ مَالا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَعَلَيَّ وَإِلَيَّ، أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن شهاب: هو الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (5371)، ومسلم (1619)، والترمذي (1093)، والنسائي 4/ 66 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7899) و (9848)، و"صحيح ابن حبان" (3063). وأخرج شطره الأول البخاري (6745) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8950). وأخرج شطره الثاني البخاري (2398) و (2399)، ومسلم (1619) (15 - 17)، وأبو داود (2955) من طرق عن أبي هريرة. (¬2) في (س) و (م): أنا وليُّ المؤمنين. (¬3) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري. ومحمد: هو ابن علي الباقر. وأخرجه مسلم (867)، وأبو داود (2954)، والنسائي 3/ 188 - 189 من طرق عن جعفر بن محمَّد الصادق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14630)، و "صحيح ابن حبان" (3062). =

14 - باب إنظار المعسر

14 - بَابُ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ 2417 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" (¬1). 2418 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَنْظَرَهُ بَعْدَ حِلِّهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2956) و (3343)، والنسائي 4/ 65 من طريق أبي سلمة، عن جابر مطولًا بنحوه. وقد سلف آخر الحديث السالف برقم (45). قوله: "ضياعًا" قال ابن الأثير في "النهاية": الضياع: العيال. وأصله مصدر ضاع يضيع ضَياعًا، فسُمي العيال بالمصدر، كما تقول: مَن مات وترك فقرًا، أي: فقراء، وإن كسرت الضاد كان جمع ضائع، كجائع وجِياع. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان ابن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وقد سلف عند المصنف ضمن حديث مطول برقم (225) وخرجناه هناك. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، نُفيع أبو داود -وهو ابن الحارث الأعمى- متروك الحديث، لكن للحديث طرق أخرى صحيحة كما سيأتي في التخريج. الأعمش: هو سليمان بن مهران. =

2419 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي الْيَسَرِ صَاحِبِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا، أَوْ لِيَضَعْ عنهُ" (¬1). 2420 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يُحَدِّثُ ¬

_ = وأخرجه أحمد (19977) و (22970)، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (251)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1530 - 1531، والطبراني في "الكبير" 18/ (603) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (23046)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3810) و (3811)، والحاكم 2/ 29، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 286، والبيهقي في "السُّنن" 5/ 357، وفي "الشعب" (11261) و (11262)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ ورقة 778 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، عن محمَّد بن جحادة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، به. وهذا إسناد صحيح. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عبد الرحمن ابن إسحاق -وهو المدني- صدوق حسن الحديث، وعبد الرحمن بن معاوية -وهو الزرقي- ضعيف يُعتبر به، وقد توبعا. إسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن عُلية. وأخرجه أحمد (15520)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1914)، والطبراني في "الكبير" 19/ (376)، والبيهقي 6/ 27 - 28 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (3006) من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن أبي اليسر، مطولًا بقصة. وهو في "شرح مشكل الآثار" (3815) و (3816)، و"صحيح ابن حبان" (5044).

15 - باب حسن المطالبة وأخذ الحق في عفاف

عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَّ رَجُلًا مَاتَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا عَمِلْتَ؟ -فَإِمَّا ذَكَرَ أَوْ ذُكِّرَ- قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَتَجَوَّزُ فِي السِّكَّةِ وَالنَّقْدِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ". قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أَنَا قَدْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 15 - بَابُ حُسْنِ الْمُطَالَبَةِ وَأَخْذِ الْحَقِّ فِي عَفَاف 2421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ طَلَبَ حَقًّا فَلْيَطْلُبْهُ فِي عَفَافٍ، وَافٍ أَوْ غَيْرِ وَافٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وشعبة: هو ابن الحجاج. وقد اختلف عليَّ عبد الملك بن عمير في تسمية الصحابي راوي الحديث، فسماه هنا حذيفة، وسماه في رواية زائدة عنه عند أحمد (15521)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3817) وغيرهما: أبا اليَسَر بن عمرو، وهذا لا يضر في صحة الحديث، فالصحابة كلهم عدول. وأخرجه البخاري (3451)، ومسلم (1560) من طرق عن ربعي بن حراش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23353). وأخرجه مسلم (1560) (27) و (29) من طريقين عن ربعي بن حراش، قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال حذيفة ... قال أبو مسعود: هكذا سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول. وزاد في الموضع الثاني: فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود البدري: هكذا سمعناه من في رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (17064). وانظر في اختلاف ألفاظ الحديث "فح الباري" 4/ 307 - 308. (¬2) إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب: وهو الغافقي. ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم. =

16 - باب حسن القضاء

2422 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَامِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِصَاحِبِ الْحَقِّ: "خُذْ حَقَّكَ فِي عَفَافٍ، وَافٍ أَوْ غَيْرِ وَافٍ" (¬1). 16 - بَابُ حُسْنِ الْقَضَاءِ 2423 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ خَيْرَكُمْ - أَوْ مِنْ خَيْرِكُمْ - أَحَاسِنُكُمْ قَضَاءً" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن حبان (5080)، والحاكم 2/ 32، والبيهقي 5/ 358 من طرق عن ابن أبي مريم، بهذا الإسناد. قال ابن حبان: قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "في عفاف" شرطٌ أُريدَ به الزجرُ عن ضد العفاف مما لا يحلُّ استعمالُه. (¬1) إسناده حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله بن يامين، فإنه تابعي روى عنه ثلاثة، ولم يُجرح ولم يُوثق. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 234 - 235، والحاكم 2/ 32 - 33، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 290 من طريق سعيد بن السائب الطائفي، بهذا الإسناد. لكن وقع في "المستدرك" سعيد بن ياسين الطائفي، وهو تصحيف. ويشهد له ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوَار المدائني. وأخرجه البخاري (2305)، ومسلم (1601)، والترمذي (1363) و (1364)، والنسائي 7/ 291 و 318 من طرق عن سلمة بن كهيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9390).

17 - باب لصاحب الحق سلطان

2424 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَسلَفَ مِنْهُ حِينَ غَزَا حُنَيْنًا ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا قَدِمَ قَضَاهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ" (¬1). 17 - بَابُ لِصَاحِبِ الْحَقِّ سُلْطَانٌ 2425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَطْلُبُ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِدَيْنٍ أَوْ بِحَقٍّ، فَتَكَلَّمَ بِبَعْضِ الْكَلَامِ، فَهَمَّ صَحَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَهْ، إِنَّ صَاحِبَ الدَّيْنِ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ، حَتَّى يَقْضِيَهُ" (¬2). 2426 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ أَبُو شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ - أَظُنُّهُ قال: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَقَاضَاهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، حَتَّى قَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِلَّا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه النسائي 7/ 314 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16410). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، حنش- واسمه الحسين بن قيس الرحبي- متروك. أبو معتمر: هو سليمان بن طرخان التيمي. ويغني عنه حديث أبي هريرة عند البخاري (2306)، ومسلم (1601)، وفيه نحو هذه القصة، ولفظ المرفوع منه: "دعوه، فإن لصاحب الحق مقالا".

18 - باب الحبس في الدين والملازمة

قَضَيْتَنِي. فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُهُ وَقَالُوا: وَيْحَكَ، تَدْرِي مَنْ تُكَلِّمُ؟ قَالَ: إِنِّي أَطْلُبُ حَقِّي. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَلَّا مَعَ صَاحِبِ الْحَقِّ كُنْتُمْ؟ " ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَقَالَ لَهَا: "إِنْ كَانَ عِنْدَكِ تَمْرٌ فَأَقْرِضِينَا حَتَّى يَأْتِيَنَا تَمْر (¬1) فَنَقْضِيَكِ. فَقَالَتْ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَأَقْرَضَتْهُ، فَقَضَى الْأَعْرَابِيَّ وَأَطْعَمَهُ، فَقَالَ: أَوْفَيْتَ، أَوْفَى اللَّهُ لَكَ. فَقَالَ: "أُولَئِكَ خِيَارُ النَّاسِ، إِنَّهُ لَا قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لَا يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ" (¬2). 18 - بَابُ الْحَبْسِ فِي الدَّيْنِ وَالْمُلَازَمَةِ 2427 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ - قَالَ وَكِيعٌ: وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: تمرنا. (¬2) إسناده صحيح. إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد: هو إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عبيدة: هو محمَّد بن أبي عبيدة -واسمه عبد الملك- بن معن المسعودي، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه أبو يعلى (1091) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن أبي عبيدة، بهذا الإسناد. وقوله: غير متعتع، أي: من غير أن يصيبه أذى يُقلقه ويزعجه. (¬3) إسناده حسن، محمَّد بن ميمون بن مسيكة روى عنه وبر الطائفي وأثنى عليه خيرًا، وقال أبو حاتم: روى عنه الطائفيون، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحَّح له هذا الحديث، وحسن هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/ 62. =

قَالَ عَلِيٌّ الطَّنَافِسِيُّ: يَعْنِي عِرْضَهُ: شِكَايَتَهُ، وَعُقُوبَتَهُ: سِجْنَهُ (¬1). 2428 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِغَرِيمٍ لِي، فَقَالَ لِي: "الْزَمْهُ"، ثُمَّ مَرَّ بِي آخِرَ النَّهَارِ فَقَالَ: "مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ؟ " (¬2). 2429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ابْنُ عُمَرَ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا لَهُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، حَتَّى سَمِعَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا، فَنَادَى كَعْبًا، فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "دَعْ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3628)، والنسائي 7/ 316 و 316 - 317 من طريق وبر بن أبي دليلة، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث (2401). وهو في "مسند أحمد" (17946)، و "صحيح ابن حبان" (5089). وانظر حديث أبي هريرة السالف برقم (2403)، وحديث ابن عمر السالف برقم (2404). (¬1) وهذا التفسير قاله وكيع عند أحمد، وقال سفيان بن عيينة -كما في البخاري-: عِرضُه: يقول: مطلتني، وعقوبته: الحبس. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة الهرماس بن حبيب التميمي وأبيه. وأخرجه أبو داود (3629) من طريق النضر بن شميل، بهذا الإسناد.

19 - باب القرض

مِنْ دَيْنِكَ هَذَا" وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّطْرِ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: "قُمْ فَاقْضِهِ" (¬1). 19 - بَابُ الْقَرْضِ 2430 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ابْنُ يَسِيرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ، قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ أُدنَانٍ (¬2) يُقْرِضُ عَلْقَمَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ تَقَاضَاهَا مِنْهُ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقَضَاهُ، فَكَأَنَّ عَلْقَمَةَ غَضِبَ، فَمَكَثَ أَشْهُرًا، ثُمَّ أَتَاهُ، فَقَالَ: أَقْرِضْنِي أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَى عَطَائِي. قَالَ: نَعَمْ وَكَرَامَةً، يَا أُمَّ عُتْبَةَ هَلُمِّي تِلْكَ الْخَرِيطَةَ الْمَخْتُومَةَ الَّتِي عِنْدَكِ. فَجَاءَتْ بِهَا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ، إِنَّهَا لَدَرَاهِمُكَ الَّتِي قَضَيْتَنِي، مَا حَرَّكْتُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا. قَالَ: فَلِلَّهِ أَبُوكَ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ بِي؟! قَالَ: مَا سَمِعْتُ مِنْكَ. قَالَ: مَا سَمِعْتَ مِنِّي؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه البخاري (457)، ومسلم (1558)، وأبو داود (3595)، والنسائي 8/ 239 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15766)، و"صحيح ابن حبان" (5048). وأخرجه البخاري (2424)، ومسلم (1558) تعليقًا، والنسائي 8/ 244 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبد الله بن كعب، به. وهو في "مسند أحمد" (27173) و (27177). (¬2) كذا جاء مضبوطًا في نسخة (س) بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة، وفي (م) بسكرن الدال وإهمال حركة الهمزة، وفي (ذ): أذنان، بذال معجمة ولم يضبطها، وكذلك ذكره صاحب "القاموس" بذال معجمة وقال: سليمان بن أُذُنانِ. وقال شارحه: مثنى أُذن.

عن ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْرِضُ مُسْلِمًا قَرْضًا مَرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كَصَدَقَتِهَا مَرَّةً". قَالَ: كَذَلِكَ أَنْبَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ (¬1). 2431 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ (¬2)، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن يسير، وجهالة قيس ابن رومي. وأخرجه أبو يعلى (5030)، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 5/ 353، وفي "شعب الإيمان" (3561)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سليمان بن يسير 12/ 108 من طريق سليمان بن يسير، بهذا الإسناد، دون القصة. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 19، والبيهقي في "السُّنن" 5/ 353، وفي "الشعب" (3560) من طريقين عن سليمان بن يسار، عن قيس بن رومي، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، به. ورجح البيهقي في "الشعب" وقفه عليَّ ابن مسعود. وأخرجه أحمد (3911)، وأبو يعلى (3566) من طريق عطاء، عن ابن أذنان، عن علقمة، عن ابن مسعود. وهذا إسناد حسن. وأخرجه الشاشي (439)، وابن حبان (5040)، والطبراني في "الكبير" (10250)، وابن عدي 4/ 1476 و 1478، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 237، والبيهقي في "السُّنن" 5/ 353، وفي "الشعب" (3562) من طريق الفضيل أبي معاذ، عن أبي حريز عبد الله بن الحسين، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود مرفوعًا. وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. ورجح الدارقطني في "العلل" 5/ 157 - 158 وقفه عليَّ ابن مسعود. (¬2) من قوله: "وحدثنا أبو حاتم" إلى هنا لم يرد في (م)، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف" (1703)، ولم يستدركه عليه ابن حجر في "النكت الظراف"، وهو ثابت في (ذ) و (س) والمطبوع، وأبو حاتم -وهو محمَّد بن إدريس الرازي- =

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا: الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَا بَالُ الْقَرْضِ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: لِأَنَّ السَّائِلَ يَسْأَلُ وَعِنْدَهُ، وَالْمُسْتَقْرِضُ لَا يَسْتَقْرِضُ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ" (¬1). 2432 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ ابْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاق الْهُنَائِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: الرَّجُلُ مِنَّا يُقْرِضُ أَخَاهُ الْمَالَ فَيُهْدِي لَهُ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَقْرَضَ أَحَدُكُمْ قَرْضًا فَأَهْدَى لَهُ، أَوْ حَمَلَهُ عَلَى الدَّابَّةِ، فَلَا يَرْكَبْهَا وَلَا يَقْبَلْهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَبْلَ ذَلِكَ" (¬2). ¬

_ = روى عنه ابن ماجه في "التفسير"، ولم يرو عنه في "السُّنن"، ولم يرقم عليه في "التهذيب" وفروعه إلا برمز التفسير، وقد روى عنه أبو الحسن القطان راوي "السُّنن" عن ابن ماجه، فلعله من زياداته، والله أعلم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف خالد بن يزيد بن أبي مالك. عبيد الله بن عبد الكريم: هو أبو زرعة الرازي الحافظ. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 284، والطبراني في "الأوسط" (6719)، وفي "مسند الشاميين" (4/ 1614)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 883، وأبو نعيم في "الحلية" 332/ 8 - 333، والبيهقي في "الشعب" (3566)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (990) من طريق هشام بن خالد، بهذا الإسناد. وله شاهد ضعيف من حديث أبي أمامة عند الطيالسي (1141)، والطبراني (7976)، والبيهقي في "الشعب" (3564) و (3565)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (989). (¬2) إسناده ضعيف، عتبة بن حميد الضبي ضعيف، ويحيى بن أبي إسحاق الهنائي -ويقال: يزيد بن أبي إسحاق، ويقال: يزيد بن أبي يحيى- مجهول. =

20 - باب أداء الدين عن الميت

20 - بَابُ أَدَاءِ الدَّيْنِ عَنْ الْمَيِّتِ 2433 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَطْوَلِ: أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ، وَتَرَكَ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَتَرَكَ عِيَالًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَهَا عَلَى عِيَالِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَخَاكَ مُحْتَبَسٌ بِدَيْنِهِ، فَاقْضِ عَنْهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَدَّيْتُ عَنْهُ، إِلَّا دِينَارَيْنِ، ادَّعَتْهُمَا امْرَأَةٌ وَلَيْسَ لَهَا بَيِّنَةٌ، قَالَ: "فَأَعْطِهَا، فَإِنَّهَا مُحِقَّةٌ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البيهقي 5/ 350 من طريقين عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وسماه في إحداهما يزيد بن أبي يحيى. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الملك بن أبي جعفر. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 57، وأحمد (17227) و (20076)، وعبد بن حميد (305)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 45، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 135، وأبو يعلى (1510)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 255 - 256، وابن حبان في "الثقات" 3/ 152، والطبراني (5466)، والبيهقي 10/ 142، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 236 و 237 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (20077)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 45، والبيهقي 10/ 142 من طرق عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي نضرة، عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذا إسناد صحيح، حماد بن سلمة سمع من الجريري قبل الاختلاط، وإبهام الصحابي لا يضر. وفي باب حبس الميت بدينه وقضاء الدين عنه شواهد مذكورة في التعليق علي "المسند". (20076).

2434 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاق، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ وَسْقًا لِرَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ، فَاسْتَنْظَرَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ، فَكَلَّمَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَشْفَعَ لَهُ إِلَيْهِ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكَلَّمَ الْيَهُودِيَّ لِيَأْخُذَ ثَمَرَ نَخْلِهِ بِالَّذِي لَهُ عَلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النَّخْلَ، فَمَشَى فِيهَا، ثُمَّ قَالَ لِجَابِرٍ: "جُدَّ لَهُ، فَأَوْفِهِ الَّذِي لَهُ"، فَجَدَّ لَهُ بَعْدَ مَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثِينَ وَسْقًا، وَفَضَلَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ وَسْقًا، فَجَاءَ جَابِرٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخْبِرَهُ بِالَّذِي كَانَ، فَوَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَائِبًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَاءَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ أَوْفَاهُ، وَأَخْبَرَهُ بِالْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَخْبِرْ بِذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ" فَذَهَبَ جَابِرٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ عَلِمْتُ حِينَ مَشَى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَيُبَارِكَنَّ اللَّهُ فِيهَا (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2396)، وأبو داود (2884)، والنسائي 6/ 246 من طريقين عن وهب بن كيسان، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (6536) و (7139). وأخرجه البخاري (2127) و (2395)، والنسائي 6/ 245 و 246 من طرق عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14359) و (15206). وفي هذا الحديث من الفوائد جواز الاستنظار في الدين الحال، وجواز تأخير الغريم لمصلحة المال الذي يوفى منه، وفيه مشي الإمام في حوائج رعيته، وشفاعته عند بعضهم في بعض، وفيه علم ظاهر من أعلام النبوة لتكثير القليل إلى أن حصل به وفاء الكثير، وفضل منه. انظر "الفتح" 6/ 595.

21 - باب: ثلاث من ادان فيهن قضى الله عنه

21 - بَابٌ: ثَلَاثٌ مَنْ ادَّانَ فِيهِنَّ قَضَى اللَّهُ عَنْهُ 2435 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو أُسَامَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ ابْنِ أَنْعُمٍ (ح) وحدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدٍ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الدَّيْنَ يقتص (¬1) مِنْ صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا مَاتَ، إِلَّا مَنْ تَدِينُ فِي ثَلَاثِ خِلَالٍ: الرَّجُلُ تَضْعُفُ قُوَّتُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَسْتَدِينُ يَتَقَوَّى بِهِ لِعَدُوِّ اللَّهِ وَعَدُوِّهِ، وَرَجُلٌ يَمُوتُ عِنْدَهُ مُسْلِمٌ، لَا يَجِدُ مَا يُكَفِّنُهُ وَيُوَارِيهِ إِلَّا بِدَيْنٍ، وَرَجُلٌ خَافَ اللَّهَ عَلَى نَفْسِهِ الْعُزْبَةَ، فَيَنْكِحُ خَشْيَةً عَلَى دِينِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْضِي عَنْ هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (س) والمطبوع: يقضي. (¬2) إسناده ضعيف، ابن أنعم -وهو عبد الرحمن بن زياد- ضعيف وكذا شيخه عمران بن عبد المعافري. وأخرجه عبد بن حميد (349)، وأبو يعلى والبزار في "مسنديهما" كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 156، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عمران بن عبد المعافري 22/ 339 من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، بهذا الإسناد.

الرهون

الرُّهُونِ 1 - [باب] 2436 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا إِلَى أَجَلٍ، وَأرَهَنَهُ دِرْعَهُ (¬1). 2437 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَقَدْ رَهَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دِرْعَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَخَذَ لِأَهْلِهِ مِنْهُ شَعِيرًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (2068)، ومسلم (1603)، والنسائي 7/ 288 و 203 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24146)، و"صحيح ابن. حبان" (5936) و (5938). قال العلماء: الحكمة في عدوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن معاملة مياسير الصحابة إلى معاملة اليهود: إما لبيان الجواز، أو لأنهم لم يكن عندهم إذ ذاك طعام فاضل عن حاجة غيرهم، أو خشي أنهم لا يأخذون منه ثمنًا أو عوضًا، فلم يرد التضييق عليهم، فإنه لا يبعد أن يكون فيهم إذ ذاك مَن يقدر علي ذلك وأكثرَ منه. (¬2) إسناده صحيح، هشام، هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. =

2438 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِطَعَامٍ (¬1). 2439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عن هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاتَ، وَدِرْعُهُ رَهْنٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2069)، والترمذي (1258)، والنسائي 7/ 288 من طريق هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12360). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل شهر بن حوشب. وكيع: هو ابن الجراح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 6/ 17. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 488، وأحمد (27565) و (27587)، وابنه عبد الله في زياداته عليَّ "المسند" (27566)، والطبراني 24/ (444) و (460)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1356، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص 263 من طريقين عن شهر بن حوشب، بهذا الإسناد. وتشهد له أحاديث الباب قبله وبعده. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذيُّ (1257)، والنسائي 7/ 303 من طريق هشام بن حسان عن عكرمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2109).

2 - باب: الرهن مركوب ومحلوب

2 - بَابٌ: الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ وَمَحْلُوبٌ 2440 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الظَّهْرُ يُرْكَبُ إِذَا كَانَ مَرْهُونًا، وَلَبَنُ الدَّرِّ يُشْرَبُ إِذَا كَانَ مَرْهُونًا، وَعَلَى الَّذِي يَرْكَبُ وَيَشْرَبُ، نَفَقَتُهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه البخاري (2511)، وأبو داود (3526)، والترمذي (1298) من طريق زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7125)، و"صحيح ابن حبان" (5935). قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 184: ذهب الأكثرون إلى أن منفعة الرهن للراهن، وعليه نفقته، وهو قولُ الشعبي وابن سيرين، وإليه ذهب الشافعي، لأن الفروع تابعة للأصول، والأصل ملك الراهن، بدليل أنه لو كان عبدًا فمات، كان كفنه عليه. وقال أحمد وإسحاق: يجوز للمرتهن أن ينتفع من الرهن بالحلب والركوب دون غيرهما بقدر النفقة. وقال المرغيناني في "الهداية": وليس للمرتهن أن ينتفع بالرهن لا باستخدام ولا بسكنى ولا لبس إلا أن يأذن له المالك، لأن له حق الحبس دون الانتفاع، ... ، وأجرة البيت الذي يحفظ فيه الرهن علي المرتهن، وكذلك أجرة الحافظ وأجرة الراعي، ونفقة الرهن علي الراهن، والأصل أن ما يحتاج إليه لمصلحة الرهن وتبقيته فهو علي الراهن، سواء كان في الرهن فضل أو لم يكن، لأن العين باق علي ملكه، وكذلك منافعه مملوكة له، فيكون إصلاحه وتبقيته عليه لما أنه مؤونة ملكه، كما في الوديعة ... وكل ما كان لحفظه أو لرده إلى يد المرتهن أو لرد جزء منه فهو علي المرتهن مثل أجرة الحافظ، لأن الإمساك حق له، والحفظ واجب عليه، فيكون بدله عليه. وانظر "البناية" للعيني 12/ 487 - 493.

3 - باب لا يغلق الرهن

3 - بَاب لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ 2441 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ إِسْحَاق ابْنِ رَاشِدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَغْلَقُ الرَّهْنُ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف موصولًا، محمَّد بن حميد -وهو الرازي- وشيخه إبراهيم ابن المختار ضعيفان، وإسحاق بن راشد له أوهام في حديث الزهري، وقد روي عن الزهري موصولًا ومرسلًا، وصحح اتصاله ابن عبد البر! وعبد الحق!، أما الدارقطني فقد صحح إرساله في "العلل"، وحسن الموصول في "السُّنن". قلنا: هو من مراسيل سعيد بن المسيب، ومراسيله قوية عند أهل العلم. أما الموصول فرواه مالك وابن أبي ذئب ومحمد بن الوليد الزبيدي ومعمر ويحيى بن أنيسة وسليمان الرقي وزياد بن سعد. فطريق مالك أخرجها الحاكم 2/ 51، وسقط منها اسم الراوي عنه، وذكر ابن عبد البر والدارقطني أنها رواية معن عن مالك، والصحيح عن مالك الإرسال كما سيأتي. وطريق ابن أبي ذئب أخرجها الدارقطني (2921) و (2924) و (2927)، والحاكم 2/ 51، والبيهقي 6/ 39 من طريقين عنه، والإسنادان ضعيفان، والمحفوظ عن ابن أبي ذئب الإرسال كما سيأتي. وطريق محمَّد بن الوليد الزبيدي أخرجها الدارقطني (2923)، والحاكم 2/ 51، وفي الإسناد إليه كُدير بن يحيى البصري، وهو مجهول الحال. وطريق معمر أخرجها الدارقطني (2925)، والحاكم 2/ 51 - 52، والراوي عنه عندهما كدير بن يحيى البصري، وهو مجهول الحال، وقد خالفه ثقتان فروياه عن معمر مرسلًا كما سيأتي. وطريق يحيى بن أنيسة أخرجها الشافعي في "مسنده" 2/ 164 قال: أخبرني الثقة، عن يحيى. وطريق سليمان الرقي أخرجها الدارقطني (2922)، والحاكم 2/ 51، والراوي عنه عندهما أحمد بن عبد الله بن ميسرة وهو ضعيف، قال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وطريق زياد بن سعد أخرجها ابن حبان (5943)، والدارقطني (2920)، والحاكم 2/ 51، والبيهقي 6/ 39. وقال الدارقطني: زياد بن سعد أحد الحفاظ الثقات، وهذا إسناد حسن متصل! وقول محقق "الوهم والإيهام" 5/ 90: إن شيخَ ابنِ حبان في هذا الحديث -وهو آدم بن موسى- لا يعرف من هو، وأنه لم يترجمه أحد فيما يعلم، خطأ مبين كان يبغي أن لا يقع في مثله، فإن آدم بن موسى هذا مترجم في "تكملة الإكمال" 2/ 517، و"تبصير المنتبه" 2/ 553، وهو من شيوخ ابن حبان الثقات كما هو معلوم، وقد حدَّث عن سعيد بن عنبسة ومحمد بن إسماعيل البخاري والحسين البسطامي، وحدَّث عنه ثلاثة من الثقات، فكيف يقول فيه: إنه مجهول حالًا وعينا!! وأما المرسل فرواه عن الزهري: مالك وابن أبي ذئب وابن عيينة ويونس بن يزيد ومعمر: فطريق مالك مخرجة في "الموطأ" 2/ 728، ومن طريقه أخرجها الطحاوي 4/ 100. وطريق ابن أبي ذئب أخرجها الشافعي في "مسنده" 2/ 163، وعبد الرزاق (15034)، وأبو داود في "المراسيل" (187)، والطحاوي 4/ 100، والبيهقي 6/ 39 من طرق عنه. وطريق سفيان بن عيينة أخرجها الطحاوي 4/ 102، وإسنادها صحيح. وطريق يونس بن يزيد أخرجها الطحاوي أيضًا 4/ 100، وإسنادها صحيح. وطريق معمر رواها عنه عبد الرزاق (15033)، ومن طريقه أخرجه الدارقطني (2926). فأخرجه أبو داود في "المراسيل" (186) - ومن طريقه البيهقي 6/ 40 - من طريق محمَّد بن ثور، عن معمر، به. وأخرجه الدارقطني (2919) من طريق بشر بن يحيى المروزي، عن أبي عصمة، عن محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال الدارقطني: أبو عصمة وبشر ضعيفان ولا يصح عن محمَّد بن عمرو. =

4 - باب أجر الأجراء

4 - بَابُ أَجْرِ الْأُجَرَاءِ 2442 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلِيمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا، فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ" (¬1). 2443 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (2927)، والحاكم 2/ 51 من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وفي إسناده عبد الله بن نصر الأصم وهو منكر الحديث. قوله: "لا يغلق الرهن" أي: لا يستحقه المرتهن بالدين الذي هو مرهون به، يقال: غَلِقَ الرهنُ يَغلَقُ غلوقًا، إذا بقي في يد المرتهن، لا يقدر راهنه على تخليصه، وكان من أفاعيل الجاهلية أن الراهن إذا لم يردّ ما عليه في الوقت المشروط، ملك المرتهن الرهن، فأبطل الشارع ذلك صريحا. (¬1) حديث حسن، سويد بن سعيد متابع، ويحيى بن سُليم صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (2227) عن بشر بن مرحوم، و (2270) عن يوسف بن محمَّد، كلاهما عن يحيى بن سليم، بهذا الإسناد. وليس ليحيى بن سليم في البخاري سوى هذا الحديث. وهو في "مسند أحمد" (8692)، و"صحيح ابن حبان" (7339).

5 - باب إجارة الأجير على طعام بطنه

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ" (¬1). 5 - بَابُ إِجَارَةِ الْأَجِيرِ عَلَى طَعَامِ بَطْنِهِ 2444 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عُلَيِّ ابْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ النُّدَّرِ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَرَأَ {طسم} [القصص]، حَتَّى إِذَا بَلَغَ قِصَّةَ مُوسَى قَالَ: "إِنَّ مُوسَى أجَرَ نَفْسَهُ ثَمَانِيَ سِنِينَ، أَوْ عَشْرًا، عَلَى عِفَّةِ فَرْجِهِ وَطَعَامِ بَطْنِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (744) من طريق عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه حميد بن زنجويه في "الأموال" (2091) من طريق عثمان بن عثمان الغطفاني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلًا. وهو أصح من المسند. وله شاهد قوي من حديث أبي هريرة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3014)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2235، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 221، والبيهقي 6/ 121. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، بقية من الوليد مدلس تدليس التسوية، ومثله ينبغي أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند على ضعف فيه أيضًا، وشيخه مسلمة بن علي متروك. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1377)، والطبراني في "الكبير" 17/ (333) من طريق محمَّد بن المصلى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم (1378)، والبزار (2246 - كشف الأستار)، والطبراني 17/ (332) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، به. وابن لهيعة ضعيف.

6 - باب الرجل يستقي كل دلو بتمرة ويشترط جلدة

2445 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا، وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا، وَكُنْتُ أَجِيرًا لِابْنَةِ غَزْوَانَ بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةِ رِجْلِي، أَحْطِبُ لَهُمْ إِذَا نَزَلُوا، وَأَحْدُو لَهُمْ إِذَا رَكِبُوا، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا، وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا (¬1). 6 - بَابُ الرَّجُلِ يَسْتَقِي كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ وَيَشْتَرِطُ جَلْدَةً 2446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصَابَ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَصَاصَةٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا، فَخَرَجَ يَلْتَمِسُ عَمَلًا يُصِيبُ فِيهِ شَيْئًا ليغيث بِهِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَتَى بُسْتَانًا لِرَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ، فَاسْتَقَى لَهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْوًا، كُلُّ دَلْوٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سليم حيان: وهو ابن بسطام البصري. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 326، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 379، والبيهقي في "السُّنن" 6/ 120، وفي "الشعب" (4576) من طريق سليم بن حيان، بهذا الإسناد. وتحرف سليم بن حيان في مطبوع "الشعب" إلى مسلم بن حبان. وأخرجه بنحوه ابن سعد 4/ 326 من طريقين عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 558: إسناده صحيح. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 379 من طريق مضارب بن حزن وأبي يونس سُليم بن جبير-فرَّقهما-، كلاهما عن أبي هريرة، وسنده حسن.

بِتَمْرَةٍ، فَخَيَّرَهُ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِهِ سَبْعَ عَشَرَةَ عَجْوَةً، فَجَاءَ بِهَا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 2447 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي حَيَّةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَدْلُو الدَّلْوَ بِتَمْرَةٍ، وَأَشْتَرِطُ أَنَّهَا جَلْدَةٌ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، حنش -وهو حسين بن قيس- متروك. أبو المعتمر: هو سليمان بن طرخان التيمي. وأخرجه البيهقي 6/ 119 من طريق سليمان بن معتمر، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (687) و (1135)، والبيهقي 6/ 119، والضياء المقدسي في "المختارة" (717) من طريق مجاهد بن جبر، عن علي بنحوه، وهذا إسناد منقطع، مجاهد لم يسمع من علي. والقصة في هذه الرواية بين علي وبين امرأة. وأخرجه الترمذيُّ (2641) من طريق محمَّد بن كعب القرظي، وأبو يعلى (502) من طريق يزيد بن رومان القرظي، كلاهما عن رجل، عن علي بنحوه. والقصة مع يهودي. ولعل مجموع هذه الطرق والطريق الآتية بعد هذا عند المصنف -وإسنادها حسن- تدل على أن للقصة أصلًا. وروي نحو هذه القصة بين رجل أنصاري وبين يهودي، وسيأتي عند المصنف برقم (2448) وإسنادها ضعيف جدًا. وروي نحوها أيضًا بين كعب بن عجرة وبين يهودي عند الطبراني في "الأوسط" (7157) من طريق ضمام بن إسماعيل، عن يزيد بن حبيب وموسى بن وردان، عن كعب بن عجرة. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن كعب إلا موسى بن وردان، تفرد به ضمام. قلنا: ولعله لم يذكر يزيد بن حبيب الراوي عن كعب في هذا الإسناد لأنه كان يرسل، فروايته عن كعب منقطعة. (¬2) إسناده حسن من أجل أبي حيَّة: وهو ابن قيس الوادعي. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. =

7 - باب المزارعة بالثلث والربع

2448 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟ قَالَ: "الْخَمْصُ" فَانْطَلَقَ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى رَحْلِهِ، فَلَمْ يَجِدْ فِي رَحْلِهِ شَيْئًا، فَخَرَجَ يَطْلُبُ، فَإِذَا هُوَ بِيَهُودِيٍّ يَسْقِي نَخْلًا، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْيَهُودِيِّ: أَسْقِي نَخْلَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كُلُّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، وَاشْتَرَطَ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ لَا يَأْخُذَ خَدِرَةً وَلَا تَارِزَةً وَلَا حَشَفَةً، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا جَلْدَةً، فَاسْتَقَى بِنَحْوٍ مِنْ صَاعَيْنِ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 7 - بَابُ الْمُزَارَعَةِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ 2449 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ. وَقَالَ: إِنَّمَا يَزْرَعُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ لَهُ أَرْضٌ فَهُوَ يَزْرَعُهَا، وَرَجُلٌ مُنِحَ ¬

_ = وأخرجه المحاملي في "الأمالي" (183) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة، عن علي. وهذا إسناد حسن أيضًا، هبيرة -وهو ابن يَريم الشِّبامي الكوفي- لا بأس به. وانظر ما قبله. والجَلْدَةُ بالفتح والكسر: اليابسة اللحاء الجيدة. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي سعيد المقبري- متروك، والمحفوظ أن القصة مع علي كما سلف قبله لا مع أنصاري. قوله: "منكفئًا" أي: متغيرًا. و"الخمص": الجوع. و"خدرة" هي التي اسود بطنها. و"تارزة" أي: يابسة.

أَرْضًا فَهُوَ يَزْرَعُ مَا مُنِحَ، وَرَجُلٌ اسْتَكْرَى أَرْضًا بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ (¬1). 2450 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا نُخَابِرُ فلَا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، حَتَّى سَمِعْنَا رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْهُ، فَتَرَكْنَاهُ لِقَوْلِهِ (¬2). 2451 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَتْ لِرِجَالٍ مِنَّا فُضُولُ أَرَضِينَ يُؤَاجِرُونَهَا عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَتْ لَهُ فُضُولُ أَرْض فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيُزْرِعْهَا أَخَاهُ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده قوي من أجل طارق بن عبد الرحمن، وهو البجلي الأحمسي، لكن قوله: "إنما يزرع ثلاثة ... " إلى آخر الحديث من قول سعيد بن المسيب. وأخرجه أبو داود (3400)، والنسائي 7/ 40 و 267 من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الثاني منه من قول سعيد بن المسيب النسائي في "الكبرى" (3891) من طريق إسرائيل بن يونس، و (3892) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن طارق، عن ابن المسيب. وقد سلف مختصرًا برقم (2267)، وانظر تخريجه هناك. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1547) (106) و (107)، وأبو داود (3389)، والنسائي 7/ 48 من طرق عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2087). وأخرجه البخاري (1345)، ومسلم (1547) (112)، وأبو داود (3394)، والنسائي 7/ 44 من طريق سالم، عن ابن عمر. وسيأتي برقم (2453) من طريق نافع، عن ابن عمر. (¬3) إسناده صحيح. عطاء: هو ابن أبي رباح. =

8 - باب كراء الأرض

2452 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيَمْنَحْهَا أَخَاهُ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ" (¬1). 8 - بَابُ كِرَاءِ الْأَرْضِ 2453 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ - أَوْ قَالَ: عَبْدِ اللَّهِ - بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يُكْرِي أَرْضًا لَهُ مَزَارِع (¬2) فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَهُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ كِرَاءِ ¬

_ = وأخرجه البخاري (2340)، ومسلم بإثر الحديث (1543) / (89) و (91) و (92)، والنسائي 7/ 36 و 37 من طرق عن عطاء، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم بإثر (1543) / (95) و (96) من طريق أبي الزبير، و (97) و (98) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، و (94) من طريق سعيد بن ميناء، ثلاثتهم عن جابر، به. وأخرجه مسلم بإثر (1543) / (93) من طريق عمرو بن دينار، عن جابر؟ أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن المخابرة. وسيأتي عند المصنف برقم (2454) من طريق مطر الوراق، عن عطاء، به. (¬1) إسناده صحيح. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (1544)، والنسائي 7/ 38 من طريق أبي توبة، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري (2341) بصيغة الجزم عن أبي توبة. قال الحافظ في "الفتح" 5/ 24: قد اختُلف على يحيى بن أبي كثير في إسناده، وكذا على شيخه أبي سلمة، وقد توسع النسائي في (سننه 7/ 38 - 39) في جمع طرقه. (¬2) في (ذ): مزارعًا، وفي (س): مزارعةَ، والمثبت من (م).

الْمَزَارِعِ، فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ وَذَهَبْتُ مَعَهُ، حَتَّى أَتَاهُ بِالْبَلَاطِ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ، فَتَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ كِرَاءَهَا (¬1). 2454 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا أَوْ لِيُزْرِعْهَا، وَلَا يُؤَاجِرْهَا" (¬2). 2455 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح من طريق عُبيد الله بن عمر. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهو من رواية عبيد الله بن عمر جزما عند مسلم (1547) (110)، والنسائي 7/ 47. وأخرجه البخاري (2343)، ومسلم (1547) (109 - 111)، والنسائي 7/ 46 و 47 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2450)، وما سيأتي بالأرقام (2458) و (2459) و (2460). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل مطر -وهو ابن طهمان- الوراق، فإنه ضعيف يُعتبر به. وأخرجه مسلم بإثر الحديث (1543) / (88)، والنسائي 7/ 37 من طريق مطر الوراق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14967)، و"صحيح ابن حبان" (5190). وانظر ما سلف عند المصنف برقم (2451).

9 - باب الرخصة في كراء الأرض البيضاء بالذهب والفضة

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمُحَاقَلَة (¬1). وَالْمُحَاقَلَةُ: اسْتِكْرَاءُ الْأَرْضِ. 9 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي كِرَاءِ الْأَرْضِ الْبَيْضَاءِ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ 2456 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ لَمَّا سَمِعَ إِكْثَارَ النَّاسِ فِي كِرَاءِ الْأَرْضِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا مَنَحَهَا أَحَدُكُمْ أَخَاهُ" وَلَمْ يَنْهَ عَنْ كِرَائِهَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي. وهو في "موطأ مالك" 2/ 625، ومن طريقه أخرجه البخاري (2186)، ومسلم (1546). وأخرجه النسائي 7/ 39 من طريق أبي سلمة، عن أبي سعيد، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (11021) و (11638). (¬2) حديث صحيح، ابن جريج وإن كان مدلسًا متابع. طاووس: هو ابن كيسان. وأخرجه بنحوه البخاري (2330)، ومسلم (1550) (120) و (121)، وأبو داود (3389)، والترمذي (1441)، والنسائي 7/ 36 من طرق عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2087) و (2541)، و "صحيح ابن حبان" (9195). وانظر ما بعده.

2457 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَرْضَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا كَذَا وَكَذَا" لِشَيْءٍ مَعْلُومٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ الْحَقْلُ، وَهُوَ بِلِسَانِ الْأَنْصَارِ الْمُحَاقَلَةُ (¬1). 2458 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا نُكْرِي الْأَرْضَ عَلَى أَنَّ لَكَ مَا أَخْرَجَتْ هَذِهِ، وَلِي مَا أَخْرَجَتْ هَذِهِ، فَنُهِينَا أَنْ نُكْرِيَهَا بِمَا أَخْرَجَتْ، وَلَمْ نُنْهَ أَنْ نُكْرِيَ الْأَرْضَ بِالْوَرِقِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14467)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1550) (122). وأخرجه مسلم (1550) (121) من طريق ابن طاووس، و (123) من طريق أبي زيد عبد الملك بن ميسرة، كلاهما عن طاووس، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف قبله، وما سيأتي برقم (2462) و (2464). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2327)، ومسلم (1547) (117)، والنسائي 7/ 44 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1547) (115) و (116)، وأبو داود (3392) و (3393)، والنسائي 7/ 42 و 43 و 44 من طريق ربيعة بن عبد الرحمن، عن حنظلة، به. وهو في "مسند أحمد" (15809) و (17258)، و"صحيح ابن حبان" (5196) و (5197). وانظر ما سلف برقم (2450) و (2453)، وما سيأتي بعده.

10 - باب ما يكره من المزارعة

10 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ الْمُزَارَعَةِ 2459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّجَاشِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ ظُهَيْرٍ، قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا رَافِقًا، فَقُلْتُ: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ حَقٌّ. فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا تَصْنَعُونَ بِمَحَاقِلِكُمْ؟ " قُلْنَا: نُؤَاجِرُهَا عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالْأَوْسُقِ مِنْ التبن (¬1) وَالشَّعِيرِ. فَقَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا، ازْرَعُوهَا أَوْ أَزْرِعُوهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) في المطبوع: البُر. (¬2) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو النجاشي: هو عطاء بن صهيب مولى رافع. وأخرجه البخاري (2339)، ومسلم (1548) (114)، وأبو داود تعليقًا (3394)، والنسائي 7/ 49 من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17290)، و"صحيح ابن حبان" (5191). وأخرجه مسلم (1548) (113) من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، و (114) من طريق عكرمة بن عمار، والنسائي 7/ 49 من طريق عبد الرحمن بن بحر، عن المبارك بن سعيد، عن يحيى بن أبي كثير، ثلاثتهم عن أبي النجاشي، عن رافع، لم يذكروا: عن عمه. وغاية ما فيه أنه مرسل صحابي، على أن جرير بن حازم قد خالفه أيوب وابن أبي عروبة فروياه عن يعلى وقالا: عن عمه. وعكرمة بن عمار له أوهام، وعبد الرحمن بن بحر مستور وشيخه المبارك مجهول. وأخرجه مسلم (1548) (113)، وأبو داود (3396)، والنسائي 7/ 41 - 42 و 42 من طريق أيوب السختياني، وملم (1548) (114)، وأبو داود (3395)، والنسائي 7/ 42 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن رافع، عن عمه. كرواية الأوزاعي. وستأتي رواية سعيد برقم (2465). =

2460 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ ظُهَيْرٍ ابْنِ أَخِي رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ (¬1): كَانَ أَحَدُنَا إِذَا اسْتَغْنَى عَنْ أَرْضِهِ أَعْطَاهَا بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَالنِّصْفِ، وَيشْتَرَطَ ثَلَاثَ جَدَاوِلَ، وَالْقُصَارَةَ وَمَا سَقَى الرَّبِيعُ، وَكَانَ الْعَيْشُ إِذْ ذَاكَ شَدِيدًا، وَكَانَ يَعْمَلُ فِيهَا بِالْحَدِيدِ وَبِمَا شَاءَ اللَّهُ، وَيُصِيبُ فيها مَنْفَعَةً، فَأَتَانَا رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَاكُمْ عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَكُمْ نَافِعًا، وَطَاعَةُ اللَّهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ أَنْفَعُ لَكُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَاكُمْ عَنْ الْحَقْلِ، وَيَقُولُ: "مَنْ اسْتَغْنَى عَنْ أَرْضِهِ فَلْيَمْنَحْهَا أَخَاهُ، أَوْ لِيَدَعْ" (¬2). ¬

_ = قال عبد الله بن أحمد في "المسند" (17290): سألت أبي عن أحاديث رافع ابن خديج، مرةَ يقول: نهانا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومرة يقول: عن عميه، فقال: كلها صحاح، وأحبها إلي حديث أيوب. قلنا: وقد سلفت في التخريج، وهي كرواية الأوزاعي، وكذا قوى الحافظ رواية الأوزاعي في "الفتح" 5/ 23. وانظر ما سلف برقم (2450) و (2453) و (2458)، وما سيأتي بعده. (¬1) القائل: "كان أحدنا" هو أسيد بن ظهير، وزيادة "عن رافع بن خديج" في الإسناد هنا توهم أنه القائل، وليس كذلك، ولم ترد هذه الزيادة في "مصنف عبد الرزاق"، والحديث من طريقه. فيحمل قوله: "عن رافع" أي: عن قصة رافع ابن خديج. (¬2) إسناده صحيح. الثوري: هو سفيان، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14463). وأخرجه أبو داود (3398)، والنسائي 7/ 33 - 34 و 34 من طريقين عن مجاهد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15808) و (15815)، و"صحيح ابن حبان" (5198). =

2461 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاق، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، أَنَا -وَاللَّهِ- أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ مِنْهُ، إِنَّمَا أَتَى رَجُلَانِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ اقْتَتَلَا، فَقَالَ: "إِنْ كَانَ هَذَا شَأْنُكُمْ فَلَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ"، فَسَمِعَ رَافِعُ قَوْلَهُ: "فَلَا تُكْرُوا الْمَزَارِعَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3397) من طريق عمر بن ذر، عن مجاهد، عن ابن رافع، عن أبيه: جاءنا أبو رافع ... ، والمقصود بأبي رافع هنا عم رافع كما هو مبين في التعليق على "المسند" (15822). وأخرجه النسائي 7/ 35 من طريق أبي حصين، عن مجاهد قال: قال رافع ... ، وهو منقطع، مجاهد لم يسمع من رافع. وأخرجه النسائي 7/ 33 من طريق رافع بن أسيد بن ظهير، عن أبيه أسيد مرفوعًا دون ذكر رافع. وانظر ما قبله، وما سلف بالأرقام (2450) و (2453) و (2458). قوله: "جداول" جمع جدول، وهو النهر الصغير. و"القُصارة": ما بقي من الحب في السنبل بعدما يُداس. والربيع: هو النهر الصغير. قاله السندي. (¬1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- حسن الحديث، وأبو عبيدة بن محمَّد وثقه ابن معين، والوليد بن أبي الوليد وثقه أبو زرعة وابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان. وأخرجه أبو داود (3390)، والنسائي 7/ 50 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21588).

11 - باب الرخصة في المزارعة بالثلث والربع

11 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْمُزَارَعَةِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ 2462 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قُلْتُ لِطَاوُسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوْ تَرَكْتَ هَذِهِ الْمُخَابَرَةَ، فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْهُ. فَقَالَ: أَيْ عَمْرُو، إِنِّي أُعِينُهُمْ وَأُعْطِيهِمْ، وَإِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخَذَ النَّاسَ عَلَيْهَا عِنْدَنَا، وَإِنَّ أَعْلَمَهُمْ -يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ- أَخْبَرَنِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَنْهَ عَنْهَا وقَالَ: "لَأَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا أَجْرًا مَعْلُومًا" (¬1). 2463 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَكْرَى الْأَرْضَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، عَلَى الثُّلُثِ وَالرُّبُعِ، فَهُوَ يُعْمَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِكَ هَذَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2330)، ومسلم (1550) (121) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، دون قوله: "وإن معاذ بن جبل أخذ الناس عليها عندنا" قال الحافظ في "الفتح" 5/ 15: وكأن البخاري حذف هذه الجملة لما فيها من الانقطاع بين طاووس ومعاذ. وقد سلف عند المصنف برقم (2457) مختصرًا، وانظر تمام تخريجه هناك، وسيأتي برقم (2464). وقوله: نهى عنه، أي: عن إعطاء الأرض بجزء مما يخرج منها. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه بين طاووس ومعاذ. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4370) من طريق خالد الحذَّاء، بهذا الإسناد.

12 - باب استكراء الأرض بالطعام

2464 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الْأَرْضَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ خَرَاجًا مَعْلُومًا" (¬1). 12 - بَابُ اسْتِكْرَاءِ الْأَرْضِ بِالطَّعَامِ 2465 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا نُحَاقِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَزَعَمَ أَنَّ بَعْضَ عُمُومَتِهِ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلَا يُكْرِيهَا بِطَعَامٍ مُسَمَّى" (¬2). 13 - بَابُ مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ 2466 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر بن خلاد: اسمه محمَّد، ووكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري. وقد سلف برقم (2457) و (6462). (¬2) إسناده صحيح، خالد بن الحارث روى عن سعيد قبل الاختلاط، ثم هو متابع. وأخرجه مسلم (1548) (114)، وأبو داود (3395)، والنسائي 7/ 42 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15823) و (17539). وانظر ما سلف برقم (2459).

14 - باب معاملة النخيل والكرم

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَلَيْسَ لَهُ مِنْ الزَّرْعِ شَيْءٌ، وَتُرَدُّ عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ" (¬1). 14 - بَابُ مُعَامَلَةِ النَّخِيلِ وَالْكَرْمِ 2467 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِالشَّطْرِ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ ثَمَرٍ أَوْ زَرْعٍ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أبو داود (3403)، والترمذي (1418) من طريق شريك، لهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15821). وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (296)، ومن طريقه البيهقي 6/ 136 من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به. وقيل -وإن كان ضعيفًا- يعتبر به في المتابعات. وأخرجه الترمذيُّ بإثر (1418) من طريق عقبة بن الأصم، عن عطاء، به. وعقبة ضعيف. وأخرجه بنحوه أبو داود (3399)، والنسائي في "الكبرى" (3889) من طريق سعيد بن المسيب، عن رافع بن خديج، وإسناده صحيح. وأخرجه بمعناه أبو داود (2402) من طريق عبد الرحمن بن أبي نُعم، عن رافع. وإسناده حسن في المتابعات. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (2285)، ومسلم (1551)، وأبو داود (3008) و (3408) و (3409)، والترمذي (1439)، والنسائي 7/ 53 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4663). وهذا الحديث كما قال صاحب "الفتح": هو عمدة من أجاز المزارعة والمخابرة لتقرير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لذلك واستمراره على عهد أبي بكر إلى أن أجلاهم عمر رضي الله عنه إلى تيماء وأريحا كما في حديث ابن عمر عند البخاري (2338). =

15 - باب تلقيح النخل

2468 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَى خَيْبَرَ أَهْلَهَا عَلَى النِّصْفِ، نَخْلِهَا وَأَرْضِهَا (¬1). 2469 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْبَرَ أَعْطَاهَا عَلَى النِّصْفِ (¬2). 15 - بَابُ تَلْقِيحِ النَّخْلِ 2470 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ: أَنَّهُ سَمِعَ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نَخْلٍ، فَرَأَى قَوْمًا يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ، فَقَالَ: "مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ " قَالُوا: يَأْخُذُونَ مِنْ الذَّكَرِ فَيَجْعَلُونَهُ فِي الْأُنْثَى، قَالَ: "مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا"، فَبَلَغَهُمْ، فَتَرَكُوهُ فَنَزَلُوا عَنْهَا، فَبَلَغَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّمَا هُوَ ¬

_ = واستدل به على جواز المساقاة في النخل والكرم وجميع الشجر الذي من شأنه أن يثمر بجزء معلوم يجعل للعامل من الثمرة، وبه قال الجمهور. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن أبي ليلى -واسمه محمَّد ابن عبد الرحمن- فإنه سيئ الحفظ. هشيم: هو ابن يشير، ومقسم: هو ابن بُجرة، ويقال: نجدة. وهو في "مسند أحمد" (2255) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا بنحوه أبو داود (3410) و (3411) من طريق ميمون بن مهران، عن مقسم، به. وقد سلف عند المصنف برقم (1820) من هذه الطريق. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم الأعور، وهو ابن كيسان.

ظَّنّ، إِنْ كَانَ يُغْنِي شَيْئًا فَاصْنَعُوهُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَإِنَّ الظَّنَّ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، وَلَكِنْ مَا قُلْتُ لَكُمْ: قَالَ اللَّهُ، فَلَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّه" (¬1). 2471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أخبرنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمِعَ أَصْوَاتًا، فَقَالَ: "مَا هَذَا الصَّوْتُ؟ " قَالُوا: النَّخْلُ يُأبِّرُونَه، فَقَالَ: "لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا لَصَلَحَ" فَلَمْ يُأبِّرُوا عَامَئِذٍ، فَصَارَ شِيصًا، فَذَكَرُوا ذلك لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "إِنْ كَانَ ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي. وأخرجه مسلم (2361) من طريق أبي عوانة، عن سماك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1395) و (1399). وله شاهد من حديث رافع بن خديج عند مسلم (2362)، ولفظ المرفوع منه: "إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشئ من دينكم، فخذوا به، وإذا أمرتكم بشئ من رأي، فإنما أنا بشر". وآخر من حديث أنس وعائشة، وهو الآتي بعده. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 15/ 116: قال العلماء: قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"من رأيي" أي: في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع، فأما ما قاله باجتهاده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورآه شرعًا فيجبُ العملُ به، وليس إبار النخل من هذا النوع، بل من النوع المذكور قبله، أي في قوله: "إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن" مع أن لفظة الرأي إنما أتى بها عكرمة على المعنى، لقوله في آخر الحديث: قال عكرمة: أو نحو هذا. فلم يُخبر بلفظ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - محققًا، قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبرأ وإنما كان ظنًا كما بينه في هذه الروايات، قال: ورأيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أمور المعايش وظنه كغيره، فلا يمتنع وقوع مثل هذا، ولا نقص في ذلك، وسببه تعلُّق همهم بالآخرة ومعارفها.

16 - باب: المسلمون شركاء في ثلاث

شَيْئًا مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ بِهِ، وَإِنْ كَانَ شيئًا مِنْ أمر دِينِكُمْ فَإِلَيَّ" (¬1). 16 - بَابٌ: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ 2472 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشِ بْنِ حَوْشَبٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَاءِ وَالْكَلَأ وَالنَّارِ، وَثَمَنُهُ حَرَامٌ" (¬2). قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَعْنِي الْمَاءَ الْجَارِيَ. ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم، وحماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه مسلم (2363) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12544) و (24920)، و "صحيح ابن حبان" (22). قوله: "شيصًا" هو التمر الذي لا يشتد. (¬2) صحيح لغيره دون قوله: "وثمنه حرام"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله ابن خراش بن حوشب. عبد الله بن سعيد: هو الكندي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11105)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1525، والمزي في "تهذيب الكمال" 14/ 455 من طريق عبد الله بن خراش، بهذا الإسناد. وله دون قوله: "وثمنه حرام" شاهد من حديث رجل من الصحابة عند أبي داود (3477)، وإسناده صحيح. وآخر من حديث أبي هريرة، وهو الآتي بعده. قال أبو عُبيد في "الأموال" ص 125: أباح رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للناس كافة الماء والكلأ والنار؟ وذلك أن ينزل القوم في أسفارهم وبواديهم بالأرض فيها النبات الذي أخرجه الله للأنعام مما لا ينصب فيه أحد بحرث ولا غرس ولا سقي، يقول: فهو لمن سبق إليه، وجعلهم فيه أسوة، ليس لأحد أن يحتظر منه شيئًا دون غيره، ولكن ترعاه أنعامهم ومواشيهم ودوابهم معًا، وترد الماء الذي فيه كذلك أيضًا.

2473 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "ثَلَاثٌ لَا يُمْنَعْنَ: الْمَاءُ وَالْكَلَأُ وَالنَّارُ" (¬1). 2474 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الشَّيْءُ الَّذِي لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: "الْمَاءُ وَالْمِلْحُ وَالنَّارُ" قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْمَاءُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا بَالُ الْمِلْحِ وَالنَّارِ؟ قَالَ: "يَا حُمَيْرَاءُ، مَنْ أَعْطَى نَارًا، فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا أَنْضَجَتْ تِلْكَ النَّارُ، وَمَنْ أَعْطَى مِلْحًا، فَكَأَنَّمَا تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا طَيَّبت تلِكَ الْمِلْحُ، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ حَيْثُ يُوجَدُ الْمَاءُ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً، وَمَنْ سَقَى مُسْلِمًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ حَيْثُ لَا يُوجَدُ الْمَاءُ، فَكَأَنَّمَا أَحْيَاه (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (731) من طريق الليث بن سعد، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. (¬2) في (ذ) و (م): أحياها، والمثبت من (س). (¬3) إسناده ضعيف لتدليس علي بن غراب، وجهالة زهير بن مرزوق، وضعف علي بن زيد بن جدعان. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6592)، والمزي في ترجمة زهير من "تهذيب الكمال" 9/ 419 من طريق علي بن غراب، بهذا الإسناد.

17 - باب إقطاع الأنهار والعيون

17 - بَابُ إِقْطَاعِ الْأَنْهَارِ وَالْعُيُونِ 2475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي ثَابِتُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبْيَضَ ابْنِ حَمَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ أَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ: أَنَّهُ اسْتَقْطَعَ الْمِلْحَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: مِلْحُ شذا، بمَأْرِبٍ (¬1) فَأَقْطَعَهُ لَهُ، ثُمَّ إِنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ التَّمِيمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ وَرَدْتُ الْمِلْحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مَاءٌ، وَمَنْ وَرَدَهُ أَخَذَهُ، وَهُوَ مِثْلُ الْمَاءِ الْعِدِّ، فَاسْتَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبْيَضَ بْنَ حَمَّالٍ فِي قَطِيعَتِهِ فِي الْمِلْحِ. فَقَالَ: قَدْ أَقَلْتُكَ مِنْهُ عَلَى أَنْ تَجْعَلَهُ مِنِّي صَدَقَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هُوَ مِنْكَ صَدَقَةٌ، وَهُوَ مِثْلُ الْمَاءِ الْعِدِّ، مَنْ وَرَدَهُ أَخَذَهُ". قَالَ فَرَجٌ: وَهُوَ الْيَوْمَ عَلَى ذَلِكَ، مَنْ وَرَدَهُ أَخَذَهُ. قَالَ: فَقَطَعَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْضًا وَغِيلا بِالْجَوْفِ، جَوْفِ (¬2) مُرَادٍ، مَكَانَهُ حِينَ أَقَالَهُ مِنْهُ (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في (م) ومصادر التخريج من طريق فرج بن سعيد، وفي (ذ) و (س): ملح سُدّ مارب. والشَّذا: جمع شَذَاة، وهي القطعة من الملح. اللسان (شذا). (¬2) في (س): أرضا ونخيلًا بالجُرُف جرف، وهو تحريف، والصواب ما أثبتنا. والغِيل: الشجر الكثيف، والجوف: وادٍ معروف باليمن، كان لمرادٍ. (¬3) حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ثابت بن سعيد بن أبيض وأبيه لكنهما متابعان كما سيأتي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/ 523، والدارمي (2608)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2470)، والطبراني في "الكبير" (808)، والدارقطني (3077) و (4520) من طريق فرج بن سعيد، بهذا الإسناد. وصححه الضياء (1282). =

18 - باب النهي عن بيع الماء

18 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْمَاءِ 2476 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ سَمِعْتُ إِيَاسَ بْنَ عَبْدٍ الْمُزَنِيَّ، وَرَأَى نَاسًا يَبِيعُونَ الْمَاءَ، فَقَالَ: لَا تَبِيعُوا الْمَاءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُبَاعَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5734) من طريق بقية، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبيض بن حمال، عن أبيه بنحوه. وبقية مدلس، وابن أبيض -وهو سعيد- مجهول، وهو منقطع بين سفيان وابن أبيض، بينهما ثابت بن سعيد فيما يظهر. وأخرجه أبو داود (3064)، والترمذي (1435) و (1436)، والنسائي في "الكبرى" (5736)، وابن حبان (4499) من طريق محمَّد بن يحيى بن قيس المأربي، عن أبيه، عن ثمامة ابن شراحيل، عن سمي بن قيس، عن شمير بن عبد المدان، عن أببض بن حمال بنحوه. وقال الترمذيُّ: حديث حسن غريب. مع أن سمي بن قيس وشيخه شمير مجهولان. وأخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (346)، وابن أبي شببة 12/ 356، والبيهقي 6/ 149 من طريق ابن المبارك، عن معمر، عن يحيى بن قيس، عن رجل، عن أبيض بن حمال. وهذا سند معضل. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5732) و (5733) و (5735) من طريق يحيى ابن قيس، عن أبيض، به. وهذا إسناد منقطع بل معضل، بين يحيى وأبيض ثلاثة، هم ثمامة وسمي وشمير. (¬1) إسناده صحيح. أبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البناني. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 6/ 256. وأخرجه النسائي 7/ 307 من طريق سفمِان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17236)، و"صحيح ابن حبان" (4952). وأخرجه أبو داود (3478)، والترمذي (1317)، والنسائي 7/ 307 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، والنسائي 7/ 307 من طريق ابن جريج، كلاهما عن عمرو بن دينار، به، بلفظ: نهى أن يُباع فضلُ الماء. وهو في "مسند أحمد" (15444).

19 - باب النهي عن منع فضل الماء ليمنع به الكلأ

2477 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ فَضْلِ الْمَاءِ (¬1). 19 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَنْعِ فَضْلِ الْمَاءِ لِيَمْنَعَ بِهِ الْكَلَأَ 2478 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ فَضْلَ المَاءٍ، لِيَمْنَعَ بِهِ الْكَلَأَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس. وأخرجه مسلم (1565)، والنسائي 7/ 310 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14639)، و"صحيح ابن حبان" (4953). وأخرجه النسائي 7/ 306 - 307 من طريق عطاء، عن جابر. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه البخاري (2353)، ومسلم (1566) (36)، والترمذي (1318) من طريقين عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7324)، و"صحيح ابن حبان" (4954). وأخرجه البخاري (2354)، ومسلم (1566) (37) من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة، وأبو داود (3473) من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. قال الحافظ: والمراد بالفضل: ما زاد على الحاجة، ولأحمد [(10571)] من طريق عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة: "لا يمنع فضل ماء بعد أن يستغني عنه" وهو محمول عند الجمهور على ماء البئر المحفورة في الأرض المملوكة، وكذلك في الأرض الموات إذا كان بقصد التملك، والصحيح عند الشافعية ونص عليه في =

2479 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ، وَلَا يُمْنَعُ نَقْعُ الْبِئْرِ" (¬1). ¬

_ = القديم أن الحافر يملك ماءها، وأما البئر المحفورة في الموات لقصد الارتفاق، لا التملك، فإن الحافر لا يملك ماءها، بل يكون أحق بها إلى أن يرتحل، وفي الصورتين يجب عليه بذل ما يفضل عن حاجته لنفسه وعياله وزرعه وماشيته، هذا هو الصحيح عند الشافعية. وخَصَّ المالكية هذا الحكم بالموات، وقالوا في البئر التي في الملك: لا يجب عليه بذل فضلها. والمراد بالكلأ في هذا الحديث النابت في أرض الموات، فإن الناس فيه سواء. (¬1) حديث صحيح، حارثة -وهو ابن أبي الرجال محمَّد بن عبد الرحمن، وإن كان ضعيفًا- متابع، وباقي رجاله ثقات. وقد اختلف في وصله وإرساله على أبي الرجال، فصحح إرساله البيهقي في "السُّنن" 6/ 152، وصحح وصله الدارقطني وابن عبد البر والحاكم والذهبي. وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (998)، والخطيب في "تاريخه" 12/ 435، والبيهقي 6/ 152 - 153 من طريق حارثة بن أبي الرجال، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (24741)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1595، والحاكم 2/ 61 - 62، والبيهقي 6/ 52 من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال، وأحمد (24811) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس، وابن أبي شيبة 6/ 257 - 258، وأحمد (25087) و (26311)، وابن حبان (4955)، وابن عبد البر في "التمهيد" 13/ 124 و125 من طريق محمَّد بن إسحاق، وأحمد (26147)، وابن عبد البر 13/ 125 من طريق خارجة بن عبد الله، والطبراني في "الأوسط" (266) من طريق صالح بن كيسان، خمستهم عن أبي الرجال، عن أمه عمرة، عن عائشة مرفوعًا. ورواه سفيان الثوري عن أبي الرجال، واختلف عليه: =

20 - باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء

20 - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ الْأَوْدِيَةِ وَمِقْدَارِ حَبْسِ الْمَاءِ 2480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرَّ، فَأَبَى عليه، فاختصما عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسق يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أرسل الْمَاءَ إِلَى جارك" فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: "يَا زُبَيْرُ، اسْقِ، ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ" قَالَ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا ¬

_ = فرواه عبد الرزاق في "مصنفه" (14493)، والفضل بن دكين عند البيهقي 6/ 152، عنه، عن أبي الرجال، عن عمرة مرسلًا. ورواه عبد الرحمن بن مهدي عند الخطيب في "تاريخ بغداد"10/ 349 - 350، وأبو نباتة يونس بن يحيى عند أبي نعيم في "الحلية" 7/ 95، وعبد الرزاق عند البيهقي 6/ 152، ثلاثتهم عنه، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة. ورواه مالك عن أبي الرجال، واختلف عليه: فرواه جميع رواة "الموطأ" عنه، عن أبي الرجال، عن عمرة مرسلًا. وهو في "موطا يحيى" 2/ 745. ورواه أبو صالح كاتب الليث وأبو قرة موسى بن طارق كما في "التمهيد" 13/ 123 عنه، عن أبي الرجال، عن عمرة، عن عائشة. قوله: "نَقْعُ البئر" أي: فضل مائها، لأنه يُنقَع به العطشُ، أي: يُروى، وشرب حتى نَقَعَ، أي: رَويَ، وقيل: النقع: الماءُ الناقع، وهو المجتمعُ. "النهاية" (نقع).

شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] (¬1). 2481 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَيْلِ مَهْزُورٍ، الْأَعْلَى فَوْقَ الْأَسْفَلِ، يَسْقِي الْأَعْلَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ (¬2). 2482 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى فِي سَيْلِ مَهْزُورٍ، أَنْ يُمْسِكَ حَتَّى يَبْلُغَ الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُرْسِلَ الْمَاءَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وقد سلف برقم (15)، وخرَّجناه هناك. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، زكريا بن منظور ضعيف، وشيخه محمَّد بن عقبة مجهول الحال، وثعلبة بن أبي مالك مختلف في صحبته. وأخرجه أبو داود (3638) من طريق أبي مالك بن ثعلبة، عن أبيه. وأبو مالك -ويقال أيضًا: مالك، وهو الأشهر- مجهول الحال. ويشهد له حديث ابن الزبير السالف قبله، والحديثان الآتيان بعده. قوله: "مهزور" قال السندي: بتقديم المعجمة على المهملة: اسم وادٍ لبني قريظة بالحجاز، وأما بتقديم المهملة على المعجمة فموضع سوق بالمدينة، تصدق به رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المسلمين. (¬3) إسناده حسن في الشواهد من أجل أبي المغيرة عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش. =

21 - باب قسمة الماء

2483 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى فِي شُرْبِ النَّخْلِ مِنْ السَّيْلِ: أَنَّ الْأَعْلَى فَالْأَعْلَى يَشْرَبُ قَبْلَ الْأَسْفَلِ، وَيُتْرَكُ الْمَاءُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَاءُ إِلَى الْأَسْفَلِ الَّذِي يَلِيهِ، وَكَذَلِكَ، حَتَّى تَنْقَضِيَ الْحَوَائِطُ أَوْ يَفْنَى الْمَاءُ (¬1). 21 - بَابُ قِسْمَةِ الْمَاءِ 2484 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَعْدِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن عَوْفٍ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تبَدَّأُ الْخَيْلِ يَوْمَ وِرْدِهَا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3639) عن أحمد بن عبدة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الفضيل بن سليمان لين الحديث، وإسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة مجهول الحال، وروايته عن جده عبادة مرسلة. أبو المغلس: هو عبد ربه بن خالد. وأخرجه مطولًا عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (22778)، والبيهقي 6/ 154 من طريق الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر أحاديث الباب السالفة قبله. (¬2) إسناده ضعيف لضعف كثير بن عبد الله المزني، وأبوه عبد الله بن عمرو مجهول لم يرو عنه غيره. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 314 - 315، والطبراني في "الكبير" 17/ (22)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2083، والمزي في ترجمة أبي الجعد عبد الرحمن بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 17/ 248 من طريق أبي الجعد، بهذا الإسناد. =

22 - باب حريم البئر

2485 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ قَسْمٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهُوَ عَلَى مَا قُسِمَ، وَكُلُّ قَسْمٍ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ، فَهُوَ عَلَى قَسْمِ الْإِسْلَامِ" (¬1). 22 - بَابُ حَرِيمِ الْبِئْرِ 2486 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى (ح) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل الْمَكِيُّ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، أَنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ حَفَرَ بِئْرًا فَلَهُ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا عَطَنًا لِمَاشِيَتِهِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 510 من طريق أبي الجعد أيضًا، به، بلفظ: "الخيل مُبدأة يومَ الورد" وقال: قال الحزامي: معناه إذا وردت الخيلُ والإبلُ والغنمُ الماءَ بُدِئ بالخيل فتُسقى. (¬1) إسناده حسن من أجل محمَّد بن مسلم الطائفي. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد. وأخرجه أبو داود (2914) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (3221) و (3222). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل -وهو ابن مسلم- المكي. وأخرجه الدارمي (2626) من طريق إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد. =

23 - باب حريم الشجر

2487 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي الصُّغْدِيَّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ صُقَيْرٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حَرِيمُ الْبِئْرِ مَدُّ رِشَائِهَا" (¬1). 23 - بَابُ حَرِيمِ الشَّجَرِ 2488 - حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ خَالِدٍ النُّمَيْرِيُّ أَبُو الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي إِسْحَاق بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى فِي النَّخْلَةِ وَالنَّخْلَتَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ لِلرَّجُلِ فِي النَّخْلِ، فَيَخْتَلِفُونَ فِي حُقُوقِ ذَلِكَ، فَقَضَى أَنَّ لِكُلِّ نَخْلَةٍ مِنْ أُولَئِكَ مِنْ الْأَرض (¬2) مَبْلَغُ جَرِيدِهَا حَرِيمٌ لَهَا (¬3). ¬

_ = وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (10411)، والبيهقي 6/ 155، وإسناده صحيح. قوله: "فله أربعون ذراعا" قال السندي: من كل طرف، أو من جميع الأطراف، والمراد أنه إذا حفر في أرض موات فله ذلك. (¬1) إسناده ضعيف لضعف منصور بن صقير، وكذا شيخه ثابت بن محمَّد، وهو العبدي، والصواب في اسمه: محمَّد بن ثابت، وهو ما صوبه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 5/ 325، واستظهره الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، وجزم به في "التقريب"، وذكر البوصيري في "مصباح الزجاجة" (ورقة 159) أن الوهم من ابن ماجه. سهل بن أبي الصغدي: هو سهل بن زنجلة بن أبي الصغدي. وانظر ما قبله. (¬2) في المطبوع: من الأسفل. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفضيل بن سليمان، ولجهالة إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة، ثم رواية إسحاق هذا عن جده مرسلة. =

24 - باب من باع عقارا ولم يجعل ثمنه في مثله

2489 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي الصُّغْدِيِّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ صُقَيْرٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حَرِيمُ النَّخْلَةِ مَدُّ جَرِيدِهَا" (¬1). 24 - بَابُ مَنْ بَاعَ عَقَارًا وَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهُ فِي مِثْلِهِ 2490 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ بَاعَ دَارًا أَوْ عَقَارًا، فَلَمْ يَجْعَله (¬2) فِي مِثْلِهِ، كَانَ قَمِنٌ (¬3) أَنْ لَا يُبَارَكَ فِيهِ" (¬4). ¬

_ = وأخرجه ضمن حديث مطول ومختصرًا عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (22778)، والطحاوي في "شرح مشكل الأثار" (3544)، والحاكم 4/ 97، والبيهقي 7/ 155 من طريق الفضيل بن سليمان، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند أبي داود (3640)، وإسناده صحيح. وعن عروة بن الزبير مرسلًا عند أبي داود في "المراسيل" (404). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف منصور بن صقير، وكذا شيخه ثابت بن محمَّد، والصواب في اسم هذا الأخير محمَّد بن ثابت كلما سلف بيانه قريبًا عند الحديث (2487). ثم هو منقطع بين العبدي وابن عمر كما سيأتي في التخريج. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13647) من طريق محمَّد بن إشكاب، عن منصور بن صقير، عن محمَّد بن ثابت العبدي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر. وانظر ما قبله. (¬2) في المطبوع: فلم يجعل ثمنه. (¬3) هكذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: قمنًا، وكلاهما جائز. (¬4) إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، وقد اختلف عليه فيه. وعدَّ الذهبي في ترجمته من "الميزان" هذا الحديث من مناكيره. =

2490 م -حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَخِيهِ سَعِيدِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مِثْلَهُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (18739) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. قوله: "كان قمنًا" بفتح فكسر، أو بفتخين، أي: لائقا حقيقًا. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه أحمد (15842)، والدارمي (2625)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3949)، وأبو يعلى (1458)، والبيهقي 6/ 34 من طرق عن إسماعيل بن إبراهيم بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 6/ 34 من طريق أبي حمزة محمَّد بن ميمون السكري، عن عبد الملك بن عمير، به. ومحمد بن ميمون ثقة، لكن في السند إليه محمَّد بن موسى بن حاتم، وقد تكلموا فيه. وأخرجه أحمد (1650) من طريق قيس بن الربيع، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد مرفوعًا. وقيس بن الربيع ضعيف، وقد وهم في اسم الصحابي فجعله من حديث سعيد بن زيد، والمحفوظ سعيد بن حريث، وأخطأ الشيخ الألباني في "الصحيحة" (2327) في عدِّ حديث سعيد بن حريث شاهدًا لحديث سعيد بن زيد هذا. وأدى به هذا الخطأ إلى تحسين هذا الحديث بهذا الشاهد المتوهَّم. وفي الباب عن حذيفة، وهو الآتي بعده. وعن أبي ذر عند الطبراني في "الأوسط" (7108)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 111: فيه جماعة لم أعرفهم. تنبيه: سبق لنا أننا ضعفنا حديث سعيد بن زيد في "المسند" (1650)، وحسنا حديث سعيد بن حريث فيه (15842)، والصواب أنه ضعيف، وقد بينا سبب الضعف هنا، فاقتضى التنبيه.

2491 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ بَاعَ دَارًا، وَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أبو مالك النخعي متروك، ويوسف بن ميمون -وهو الصباغ- ضعيف. وأخرجه الطيالسي (423)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 328، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3948)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2623 من طريق أبي مالك النخعي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 8/ 328، والطحاوي (3947)، والبيهقي 6/ 33، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي عبيدة بن حذيفة 34/ 56 من طريقين عن شعبة، عن يزيد أبي خالد، عن أبي عبيدة، عن حذيفة مرفوعًا. ويزيد أبو خالد: هو الواسطي وليس بالدالاني كما ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 300، ولا يُعرف يزيد هذا بجرح ولا تعديل. ووقع في "تاريخ البخاري" تقييده بالدالاني عن محمَّد بن بشار وهو خطأ من النساخ فقد جاء في "تهذيب الكمال" 34/ 56 على الصواب من طريق محمَّد بن بشار، أي: أنه ليس بالدالاني. ولم يقف المعلمي على ما جاء في "تهذيب الكمال" فجعل الوهم من ابن بشار، وأما الألباني فقد تشبث بأنه الدالاني وحجته أنه من حفظ حجة على يحفظ!!! وأخرجه الطيالسي (422)، والبخاري في "التاريخ" 8/ 327، والمزي في "تهذيب الكمال" 34/ 56 من طرق عن شعبة، به، موقوفًا على حذيفة. وجاء في المطبوع من "مسند الطيالسي": سمع أبا حذيفة، والصواب: سمع أبا عبيدة بن حذيفة. وقال أبو حاتم فيما رواه عنه ابنه في "العلل" 2/ 290: الموقوف عندي أقوى.

أبواب الشفعة

أَبْوَابُ الشفعة 1 - بَابُ مَنْ بَاعَ رُبَاعًا فَلْيُؤْذِنْ شَرِيكَهُ 2492 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَتْ لَهُ نَخْلٌ أَوْ أَرْضٌ، فَلَا يَبِعُهَا حَتَّى يَعْرِضَهَا عَلَى شَرِيكِهِ" (¬1). 2493 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانَ، وَالْعَلَاءُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَأَرَادَ بَيْعَهَا، فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى جَارِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي وقد صرح بالسماع عند غير المصنف. وأخرجه مسلم (1608)، وأبو داود (3513)، والنسائي 7/ 301 و 319 - 320 و 320 و321 من طرق عن أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14292)، و"صحيح ابن حبان" (5178) و (5179). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه الطبراني (11780)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 9/ 367 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث جابر السالف قبله.

2 - باب الشفعة بالجوار

2 - بَابُ الشُّفْعَةِ بِالْجِوَارِ 2494 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ، يَنْتَظِرُ بِهَا إِنْ كَانَ غَائِبًا، إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، رجاله ثقات، إلا أن بعضهم أعله بعبد الملك بن أبي سليمان، وعدَه من أخطائه، منهم شعبة وابن معين وأحمد، وقالوا: إن حديثه هذا ينافي حديث جابر المشهور:"الشفعة في كل ما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة". وذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الحديث صحيح (وهو الصواب) وأنه لا منافاة بين الحديثين، منهم الترمذيُّ وابن عبد الهادي والزيلعي، قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 3/ 58: اعلم أن حديث عبد الملك حديث صحيح، ولا منافاة بينه وبين رواية جابر المثهورة، فإن في حديث عبد الملك: "إذا كان طريقهما واحدًا"، وحديث جابر المشهور لم ينف فيه استحقاق الشفعة إلا بشرط تصرف الطرق، قاله الحنابلة. فنقول: إذا اشترك الجاران في المنافع كالبئر أو السطح أو الطريق، فالجار أحق بسقب جاره كحديث عبد الملك، وإذا لم يشتركا في شيء من المنافع فلا شفعة لحديث جابر المشهور، وهو أحد الأوجه الثلاثة في مذهب أحمد وغيره. وطعن شعبة في عبد الملك بسبب هذا الحديث لا يقدح في عبد الملك، فإن عبد الملك ثقة مأمون، وشعبة لم يكن من الحذاق في الفقه ليجمع بين الأحاديث إذا ظهر تعارضها، وإنما كان إمامًا في الحفظ، وطعن من طعن فيه إنما هو اتباعًا لشعبة. وقد احتج مسلم في "صحيحه" بعبد الملك، وخرج له أحاديث، واششهد به البخاري، وكان سفيان يقول: حدثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان، وقد وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم. هشيم: هو ابن بشير، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أبو داود (3518)، والترمذي (1421)، والنسائي في "الكبرى" (7264) و (11714) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد، وقال الترمذيُّ: هذا حديث حسن غريب. =

2495 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ" (¬1). 2496 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْضٌ لَيْسَ فِيهَا لِأَحَدٍ قِسْمٌ وَلَا شِريكٌ إِلَّا الْجِوَارُ؟ قَالَ: "الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (14253)، وفيه كلام مطول عن هذا الحديث. وسيأتي حديث جابر: "الشفعة في كل ما لم يقسم ... " عند المصنف برقم (2499). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2258)، وأبو داود (3516)، والنسائي 7/ 320 من طرق عن إبراهيم بن ميسرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23871) و (27180)، و"صحيح ابن حبان" (5181) و (5183). وسيأتي برقم (2498). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11722) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه. وسيأتي حديث الشريد هذا بعده. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وحسين المعلم: هو ابن ذكلوان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 7/ 168. وأخرجه النسائي 7/ 320 من طريق حسين المعلم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11719 - 11723) من طرق عن عمرو بن الشريد، عن أبيه. وقد سلف قبله من طريق عمرو بن الشريد، عن أبي رافع. قال البخاري فيما نقله عنه الترمذيُّ بإثر الحديث (1420): كلا الحديثين عندي صحيح. =

3 - باب إذا وقعت الحدود فلا شفعة

3 - بَابٌ إِذَا وَقَعَتْ الْحُدُودُ فَلَا شُفْعَةَ 2497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى بِالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتْ الْحُدُودُ فَلَا شُفْعَةَ (¬1). ¬

_ = وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 437: يحتمل أن يكون -يعني عمرو بن الشريد- سمعه من أبيه ومن أبي رافع. قوله: "بسقبه" بالسين المهملة وبالصاد، ويجوز فتح القاف وإسكانها، ومعناه: القرب والملاصقة. انظر "فتح الباري" 4/ 438. (¬1) إسناده صحيح. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. وأخرجه البيهقي 6/ 103 من طريق الضحاك بن مخلد، والطحاوي 4/ 121، وابن حبان (5185)، والبيهقي 6/ 103 من طريق عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون، والطحاوي 4/ 121، والبيهقي 6/ 103 من طريق يحيى بن عبد الرحمن ابن أبي قتيلة، ثلاثتهم عن مالك بن أنس، بهذا الإسناد. إلا أن أبا عاصم الضحاك ابن مخلد بيَّن أن حديث سعيد بن المسيب عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسل، وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - متصل، كما ذكر عند المصنف بإثر الإسناد التالي. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 713، ومن طريقه الشافعي في "مسنده" 2/ 164 - 165، وابن أبي شيبة 7/ 171، والطحاوي 4/ 121، والبيهقي 6/ 103، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة مرسلًا. وأخرجه أبو داود (3515)، والبيهقي 6/ 104 من طريق ابن جريج، والبيهقي 104/ 6 من طريق أبي عاصم النبيل، والبيهقي أيضًا 104/ 6 من طريق محمَّد بن إسحاق، ثلاثتهم عن الزهري، عن سعيد أو أبي سلمة (قال ابن جريج: أو عنهما جميعًا)، عن أبي هريرة. وأخرجه الطحاوي 4/ 122 من طريق ابن جريج، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلًا. =

2497م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ؛ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مُرْسَلٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّصِلٌ. 2498 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الشَّرِيكُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ مَا كَانَ" (¬2). 2499 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّمَا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ مَا لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتْ الْحُدُودُ وَصُرِّفَتْ الطُّرُقُ، فَلَا شُفْعَةَ (¬3). ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 321 من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة مرسلًا. وذهب الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 122 إلى أن قوله: "فإذا وقعت الحدود ... " مدرج من كلام أبي هريرة، وكذا قال أبو حاتم - كما في "علل الحديث" لابنه 1/ 478 - في حديث جابر الآتي برقم (2499)، وقال الحافظ في "الفتح" 4/ 437: فيه نظر، لأن الأصل أن كل ما ذكر في الحديث، فهو منه حتى يثبت الإدراج بدليل، وقد نقل صالح بن أحمد عن أبيه أنه رجح رفعها. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن الجراح. وقد سلف برقم (2495) وخرَّجناه هناك. (¬3) إسناده صحيح. =

4 - باب طلب الشفعة

4 - بَابُ طَلَبِ الشُّفْعَةِ 2500 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الشُّفْعَةُ كَحَلِّ الْعِقَالِ" (¬1). 2501 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ تبْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا شُفْعَةَ لِشَرِيكٍ عَلَى شَرِيكٍ إِذَا سبقه بالشراء، ولا لصغير، ولا لغائب" (¬2). ¬

_ = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14391)، ومن طريقه أخرجه البخاري (2213)، وأبو داود (3514)، والترمذي (1422). وأخرجه البخاري (2214) من طريق معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14157) و (15289)، و"صحيح ابن حبان" (5184) و (5186) و (5187). وأخرجه النسائي 7/ 321 من طريق صفوان بن عيسى، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة مرسلًا. وانظر الكلام حول إدراج قوله: "فإذا وقعت الحدود ... " عند الحديث السالف برقم (2497). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن الحارث -وهو الحارثي البصري- ضعيف، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني متروك لا سيما في روايته عن أبيه، وأبوه ضعيف أيضًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/ 2185، والبيهقي 6/ 108 من طريق محمَّد ابن عبد الرحمن بن البيلماني، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف جدًا كسابقه. وأخرجه البيهقي 6/ 108 من طريق سويد بن سعيد، بهذا الإسناد.

[أبواب اللقطة]

[أَبْوَابُ اللقطة] 1 - بَابُ ضَالَّةِ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ 2502 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ" (¬1). 2503 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَني الضَّحَّاكُ خَالُ الْمُنْذِرِ (¬2) بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5758) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16314)، و"شرح مشكل الآثار" (4722)، و"صحيح ابن حبان" (4888). وأخرجه النسائي (5759) من طريق الأشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن مرسلًا. وفي الباب عن الجارود عند أحمد (20754)، والنسائي (5760) و (5761)، وصححه ابن حبان (4887). قوله: "حَرَق النار" أي: سبب لدخول النار إذا أخذها المرء ليتملكها. (¬2) في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: خال ابن المنذر، وهو خطأ.

كُنْتُ مَعَ أَبِي بِالْبَوَازِيجِ، فَرَاحَتْ الْبَقَرُ، فَرَأَى بَقَرَةً أَنْكَرَهَا، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: بَقَرَةٌ لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ. قَالَ: فَأَمَرَ بها فَطُرِدَتْ حَتَّى تَوَارَتْ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يُؤْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الضحاك خال المنذر. أبو حيان التيمي: هو يحيي بن سعيد بن حيان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5768) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا -كما في "تحفة الأشراف" (3233) - من طريق إسماعيل ابن علية، عن أبي حيان، عن الضحاك، عن ابن أخيه المنذر، عن جرير. وأخرجه أيضًا -كما في "التحفة"- من طريق شعبة، عن أبي حيان، عن رجل، عن المنذر، عن جرير. وأخرجه (5769) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أبي حيان، عن الضحاك، عن جرير. لم يذكر المنذر. وأخرجه (5767) من طريق إبراهيم بن عيينة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير، عن المنذر بن جرير: كنا مع جرير ... فذكر نحوه. وأخرجه أبو داود (1720) من طريق خالد بن عبد الله، عن أبي حيان، عن المنذر بن جرير قال: كنا مع جرير ... وهو في "مسند أحمد" (19209)، و"شرح مشكل الآثار" (4719). وله شاهد من حديث زيد بن خالد الجهني عند مسلم (1725) بلفظ: "من آوى ضالة، فهو ضال ما لم يُعرِّفها". قوله: "لا يؤوي الضالة" أي: لا يضمها إلى ماله ولا يخلطها معه بقصد التملك والانتفاع بها، لا بقصد التعريف والرد على صاحبها. قاله السندي في حاشيته على "المسند". والضالة: المفقودة من كل ما يقتني من الحيوان وغيره. والبوازيج: اسم موضع قرب تكريت في العراق.

2504 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ الْعَلَاءِ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ. فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: سُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الْإِبِلِ فَغَضِبَ وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، فَقَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا الْحِذَاءُ وَالسِّقَاءُ، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا". وَسُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: "خُذْهَا، فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ". وَسُئِلَ عَنْ اللُّقَطَةِ، فَقَالَ: "اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا وَعَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ اعْتُرِفَتْ، وَإِلَّا فَاخْلِطْهَا بِمَالِكَ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل إسحاق بن إسماعيل الأيلي. والقائل: "فلقيت ربيعة" هو سفيان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5782) من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى ابن سعيد، عن ربيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6428)، ومسلم (1722) (5) و (6)، وأبو داود (1708)، والنسائي (5739) و (5781) من طريقين عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه البخاري (5292) من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد مرسلًا. ثم قال سفيان: فلقيت ربيعة ... يعني أن يحيى بن سعيد كان يحدث به عن يزيد مرسلًا، وعن ربيعة عن يزيد عن زيد موصولًا. وأخرجه النسائي (5738) من طريق سفيان، عن ربيعة، به. وهو في "مسند أحمد" (17050). وأخرجه البخاري (91)، ومسلم (1722)، وأبو داود (1704) و (1705)، والترمذي (1372)، والنسائي (5740) و (5783) و (5784) من طرق عن ربيعة، به. وأخرجه أبو داود (1707)، والنسائي (5786) من طريق عبد الله بن يزيد، عن أبيه يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد. وسيأتي عند المصنف برقم (2507) من طريق بسر بن سعيد، عن زيد. =

2 - باب اللقطة

2 - بَابُ اللُّقَطَةِ 2505 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ وَجَدَ لُقَطَةً، فَلْيُشْهِدْ ذَا عَدْلٍ أَوْ ذَوَيْ عَدْلٍ، ثُمَّ لَا يُغَيِّر وَلَا يَكْتُمْ، فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا، وَإِلَّا فَهُوَ مَالُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ" (¬1). 2506 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ ابْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعُذَيْبِ، الْتَقَطْتُ سَوْطًا، فَقَالَا لِي: أَلْقِهِ، فَأَبَيْتُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَصَبْتَ، الْتَقَطْتُ مِائَةَ دِينَارٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: "عَرِّفْهَا سَنَةً". ¬

_ = قوله: "عفاصها" العِفاص: هو الوعاء الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة أو غير ذلك. "النهاية" (عفص). و"وكاءها": هو الخيط الذي يُشد به الصرةُ أو الكيسُ. "النهاية" (وكا). (¬1) إسناده صحيح. عبد الوهَّاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو العلاء -واسمه يزيد- ومطرف: هما ابنا عبد الله بن الشخير. وأخرجه أبو داود (1709)، والنسائي في "الكبرى" (5776) من طريق خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (577) من طريق حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (17481) وفيه بيان الاختلاف على حماد فيه، و"شرح مشكل الآثار" (3136) و (4714).

فَعَرَّفْتُهَا، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُهَا، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: "عَرِّفْهَا" فَعَرَّفْتُهَا، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُهَا، فَقَالَ: "اعْرِفْ وِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْرِفُهَا، وَإِلَّا فَهِيَ كَسَبِيلِ مَالِكَ" (¬1). 2507 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ اللُّقَطَةِ فَقَالَ: "عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ اعْتُرِفَتْ فَأَدِّهَا، فَإِنْ لَمْ تُعْتَرَفْ (¬2)، فَاعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِعَاءَهَا ثُمَّ كُلْهَا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، إلا أن سلمة بن كهيل وهم في ذكر التعريف ثلاث سنين كما سيأتي. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (2426)، ومسلم (1723)، وأبو داود (1701) و (1702)، والترمذي (1374)، والنسائي في "الكبرى" (5789 - 5794) من طرق عن سلمة بن كهيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21166 - 21175)، و"شرح مشكل الآثار" (4698) و (4699)، و"صحيح ابن حبان" (4891) و (4892). قال شعبة في رواية البخاري (2426): فلقيته بعد بمكة، فقال: لا أدري ثلاثة أحوال أو حولًا واحدًا. وقال شعبة في رواية مسلم (1723) (9)، والنسائي (5792): فسمعته بعد عشر سنين يقول: عرفها عاما واحدًا. قلنا: وتعريفها عامًا واحدًا هو الموافق لحديث زيد بن خالد السالف برقم (2504)، ولحديث عبد الله ابن عمرو عند أحمد (6683)، وأبي داود (1758). (¬2) في (س) و (م): تُعرف. (¬3) إسناده صحيح. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد البصري، وسالم: هو ابن أبي أمية. =

3 - باب التقاط ما أخرج الجرذ

3 - بَابُ الْتِقَاطِ مَا أَخْرَجَ الْجُرَذُ 2508 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أُمَّهَا كَرِيمَةَ بِنْتَ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو أَخْبَرَتْهَا، عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْبَقِيعِ، -وَهُوَ الْمَقْبَرَةُ- لِحَاجَةٍ، وَكَانَ النَّاسُ لَا يَذْهَبُ أَحَدُهُمْ فِي حَاجَتِهِ إِلَّا فِي الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ، فَإِنَّمَا يَبْعَرُ كَمَا تَبْعَرُ الْإِبِلُ، ثُمَّ دَخَلَ خَرِبَةً، فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ لِحَاجَتِهِ، إِذْ رَأَى جُرَذًا أَخْرَجَ مِنْ جُحْرٍ دِينَارًا، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ آخَرَ، حَتَّى أَخْرَجَ سَبْعَةَ عَشَرَ دِينَارًا، ثُمَّ أَخْرَجَ طَرَفَ خِرْقَةٍ حَمْرَاءَ. قَالَ الْمِقْدَادُ: فَسَلَلْتُ الْخِرْقَةَ، فَوَجَدْتُ فِيهَا دِينَارًا، فَتَمَّتْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِينَارًا، فَخَرَجْتُ بِهَا حَتَّى أَتَيْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَهَا، فَقُلْتُ: خُذْ صَدَقَتَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "ارْجِعْ بِهَا، لَا صَدَقَةَ فِيهَا، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا"، ثُمَّ قَالَ: "لَعَلَّكَ أَتْبَعْتَ يَدَكَ فِي الْجُحْرِ؟ " قُلْتُ: لَا، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالْحَقِّ. قَالَ: فَلَمْ يَفْنَ آخِرُهَا حَتَّى مَاتَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1722) (7) و (8)، وأبو داود (1706)، والترمذي (1373)، والنسائي في "الكبرى" (5779) من طريق الضحاك بن عثمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17046)، و"صحيح ابن حبان" (4895). وانظر ما سلف برقم (2504). (¬1) إسناده ضعيف لضعف موسى بن يعقوب الزمعي، ولجهالة قُريبة بنت عبد الله. وأخرجه أبو داود (3087) من طريق موسى بن يعقوب، بهذا الإسناد. قوله: "جُرَذاَ" قال في "القاموس" جُرَذ كصُرَدٍ: ضرب من الفأر، والجمع: جُزذان، بضم الجيم، وبعضهم يكسرها.

4 - باب من أصاب ركازا

4 - بَابُ مَنْ أَصَابَ رِكَازًا 2509 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ" (¬1). 2510 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، محمَّد بن ميمون المكي -وإن كان ضعيفًا-، وهشام بن عمار -وإن كبر وصار يتلقن- متابعان. سعيد: هو ابن المسيب. وأخرجه البخاري (1499)، ومسلم (1710)، وأبو داود (3085)، والترمذي 6471) و (1431)، والنسائي 5/ 45 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7254)، و"صحيح ابن حبان" (6005 - 6007). وأخرجه الترمذيُّ (1431)، والنسائي 5/ 45 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد وحده، عن أبي هريرة. قال صاحب "النهاية": الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لأن كلًا منهما مركوز في الأرض، أي: ثابت. وأخرجه مسلم (1710) (45)، والنسائي 5/ 45 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (2355)، ومسلم (1710) (46)، والنسائي 5/ 45 و 46 من طرق عن أبي هريرة. (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة. أبو أحمد: هو محمَّد بن عبد الله بن الزبير، وإسرائيل: هو ابن يونس السبيعي. =

2511 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاق الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ قال: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ اشْتَرَى عَقَارًا، فَوَجَدَ فِيهَا جَرَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ، وَلَمْ أَشْتَرِ مِنْكَ الذَّهَبَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ بِمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: فَأَنْكِحَا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ، وَلْيُنْفِقَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ، وَلْيَتَصَدَّقَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 3/ 225 و10/ 178 و 12/ 256، وأحمد (2869) و (2870) و (3276 م)، والطبراني في "الكبير" (11726) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. (¬1) حديث صحيح، حيان والد سليم- وإن كان مجهولًا- متابع. وأخرجه البخاري (3472)، ومسلم (1721) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8191)، و"صحيح ابن حبان" (721).

[أبواب العتق]

[أَبْوَابُ العتق] 1 - بَابُ الْمُدَبَّرِ 2512 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَاعَ الْمُدَبَّرِ (¬1). 2513 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَبَّرَ رَجُلٌ مِنَّا غُلَامًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ غَيْرُهُ، فَبَاعَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَاشْتَرَاهُ ابْنُ النَّحَّامِ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (2141)، ومسلم بإثر الحديث (1668) / (59)، وأبو داود (3955) و (3956)، والنسائي 7/ 304 و 8/ 246 من طرق عن عطاء، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد على بعض. وهو في "مسند أحمد" (14216)، و"صحيح ابن حبان" (4929) و (4933). وأخرجه مسلم (997) وبإثر (1668) / (59)، وأبو داود (3957)، والنسائي 5/ 69 - 70 و 7/ 304 من طريق أبي الزبير عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14215). وانظر لزامًا مسألة بيع المدبر في "شرح مشكل الآثار" للإمام الطحاوي (4918 - 4940)، و "المغني" 14/ 419 - 420. وانظر ما بعده. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. =

2514 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمُدَبَّرُ مِنْ الثُّلُثِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2534)، ومسلم بإثر الحديث (1668) / (58) و (59)، والترمذي (1219)، والنسائي في "الكبرى" (4978) و (4979) من طرق عن عمرو ابن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14133)، و"صحيح ابن حبان" (4930). وأخرجه البخاري (2415)، والنسائي في "الكبرى" (4989) من طريق محمَّد ابن المنكدر، عن جابر. ولم يقل: إن العبد مدبر. وانظر ما قبله. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، علي بن ظبيان متروك، والجمهور على تضعيفه. وقد روي هذا الحديث موقوفًا وهو أصح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه العقيلي في ترجمة علي بن ظبيان من "الضعفاء" 3/ 234، والطبراني (13365)، والدارقطني (4263)، والبيهقي 15/ 314، والمزي في ترجمة علي بن ظبيان من "تهذيب الكمال" 20/ 502 من طرق عن علي، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 10/ 314 من طريق الشافعي، عن علي بن ظبيان، به موقوفًا على ابن عمر، وقال الشافعي: قال لي علي بن ظبيان: كنت أحدث به مرفوعًا، فقال لي أصحابي: ليس بمرفوع، وهو موقوف على ابن عمر فوقفته. والحفاظ يقفونه على ابن عمر. وأخرجه الدارقطني (4264) من طريق عبيدة بن حسان، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: "المدبر لا يباع ولا يوهب، وهو حر من الثلث" وقال: لم يُسنده غير عبيدة بن حسان، وهو ضعيف، وإنما هو عن ابن عمر موقوفًا من قوله. وأخرجه الدارمي (3273) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن الأشعث بن سوار الكندي، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا أيضًا. وشريك سيئ الحفظ والأشعث ضعيف. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (351)، والبيهقي 15/ 314 عن أبي قلابة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وإسناده ضعيف.

2 - باب أمهات الأولاد

قَالَ ابْنُ مَاجَه: سَمِعْتُ عُثْمَانَ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ- يَقُولُ: هَذَا خَطَأٌ، يَعْنِي حَدِيثَ: "الْمُدَبَّرُ مِنْ الثُّلُثِ". قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن ماجه: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. 2 - بَابُ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ 2515 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا رَجُلٍ وَلَدَتْ أَمَتُهُ مِنْهُ، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ" (¬1). 2516 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ -يَعْنِي النَّهْشَلِيَّ- عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله. وكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه أحمد (2759) و (2910) و (2937)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 761، والدارقطني (4229) و (4235) و (4232) و (4236)، والحاكم 2/ 19، والبيهقي 10/ 346 من طرق عن حسين، بهذا الإسناد. وأخرج البيهقي 10/ 346 من طريق سعيد الثوري والحكم بن أبان -فرَّقهما-، عن عكرمة، عن عمر قال: إذا ولدت أم الولد من سيدها فقد عتقت وإن كان سقطًا. وعكرمة لم يسمع من عمر. وأخرجه أيضًا من طريق خصيف الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر. وخصيف ضعيف. قال البيهقي: والصحيح حديث سعيد الثوري والحكم بن أبان. يعني دون ذكر ابن عباس. قلنا: لكن صح عن عمر من طريق أخرى، أخرجها مالك في "الموطأ" 2/ 776 عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب قال: أيما وليدة ولدت من سيدها، فإنه لا يبيعها ولا يهبها ولا يُورثها، وهو يستمتع بها، فإذا مات فهي حرة. وجمهور أهل العلم على قول عمر رضي الله عنه هذا.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذُكِرَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ:"أَعْتَقَهَا وَلَدُهَا" (¬1). 2517 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، حسين بن عبد الله ضعيف، وأبو بكر: هو ابن أبي سبرة، والقول هنا بأنه النهشلي وهم من قائله، فقد رواه الدارقطني (4238) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، فقال: عن أبي بكر بن أبي سبرة، ورواه العنقزي عند الدارقطني (4233)، وعبد الحميد بن أبي أويس عنده (4237)، وشبابة عنده أيضًا (4239)، والقعنبي عند الحاكم 2/ 19، والبيهقي 10/ 346، أربعتهم قالوا: عن أبي بكر بن أبي سبرة، قلنا: وابن أبي سبرة هذا متهم بالوضع، لكنه لم ينفرد به كما سيأتي. وأخرجه الدارقطني (4234) و (4236) و (4245) من طريقين عن حسين بن عبد الله، بهذا الإسناد. وأخرج الدارقطني (4235)، والبيهقي 10/ 346 من طريق سعيد بن زكريا المدائني، عن ابن أبي سارة، عن ابن أبي حسين، عن عكرمة، به. وسعيد بن زكريا فيه لين، وابن أبي سارة مجهول. وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 9/ 18 من طريق مصعب بن سعيد، عن عبد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، به. ومصعب بن سعيد -وهو أبو خيثمة المصيصي- صاحب مناكير. وأخرجه البيهقي 10/ 347 عن عبيد الله بن أبي جعفر مرسلًا، وسنده إلى عبيد الله حَسَنٌ. وهذا أصح ما في الباب مرفوعًا. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (2739)، ومسلم (1635) بلفظ: ما ترك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند موته درهما ولا دينارًا ولا عبدًا ولا أمةً ولا شيئًا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة. قال البيهقي: وفي ذلك دلالة على أنه لم يترك أم إبراهيم أمة، وأنها عتقت بموته بما تقدم من حرمة الاستيلاد.

3 - باب المكاتب

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كُنَّا نَبِيعُ سَرَارِيَّنَا وَأُمَّهَاتِ أَوْلَادِنَا وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِينَا حَيٌّ، لَا نَرَى بِذَلِكَ بَأسًا (¬1). 3 - بَابُ الْمُكَاتَبِ 2518 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَونُهُ، الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ التَّعَفُّفَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (13211). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5021) و (5522) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14446)، و"صحيح ابن حبان" (4323). وأخرجه أبو داود (3954) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن جابر قال: كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبي بكر، فلما كان عمر نهى عن بيعهن. قال البيهقي في "سننه" 10/ 348: ليس في شيء من هذه الأحاديث أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علم بذلك فأقرهم عليه، وانظر لزامًا في ما علقناه على هذا الحديث في "المسند". (¬2) إسناده قوي من أجل ابن عجلان، واسمه محمَّد. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وأخرجه الترمذيُّ (1750)، والنسائي 6/ 15 - 16 و61 من طريقين عن محمَّد ابن عجلان، بهذا الإسناد. وقال الترمذيُّ: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (7416)، و"صحيح ابن حبان" (4030).

2519 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا عَبْدٍ كُوتِبَ عَلَى مئةِ أُوقِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَ أُوقِيَّاتٍ، فَهُوَ رَقِيقٌ" (¬1). 2520 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا كَانَ لِإِحْدَاكُنَّ مُكَاتَبٌ، وَكَانَ عِنْدَهُ مَا يُؤَدِّي، فَلْتَحْتَجِبْ مِنْهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس ورواه بالعنعنة، لكنه متابع. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5007) من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3926) و (3927)، والترمذي (1306) من طرق عن عمرو ابن شعيب، به. وهو في "مسند أحمد" (66) و (6726). وأخرجه مطولًا النسائي (5010) من طريق ابن جريج، أخبرني عطاء الخراساني، عن عبد الله بن عمرو مطولًا. وعطاه هذا صاحب أوهام، وموصوف بالإرسال والتدليس، ولا يُعرف له سماع من عبد الله بن عمرو. وهو في "صحيح ابن حبان" (4321). (¬2) إسناده ضعيف، نبهان -وهو مكاتب أم سلمة- مجهول لم يذكروا في الرواة عنه سوى الزهري ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة على خلاف في رواية الثاني عنه. وأخرجه أبو داود (3928)، والترمذي (1307)، والنسائي في "الكبرى" (5011 - 5016) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26473)، و"شرح مشكل الآثار" (298)، و"صحيح ابن حبان" (4322). =

2521 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ بَرِيرَةَ أَتَتْهَا وَهِيَ مُكَاتَبَةٌ، قَدْ كَاتَبَهَا أَهْلُهَا عَلَى تِسْعِ أَوَاقٍ، فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ شَاءَ أَهْلُكِ عَدَدْتُ لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً، وَكَانَ الْوَلَاءُ لِي. قَالَ: فَأَتَتْ أَهْلَهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُمْ، فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ تَشْتَرِطَ الْوَلَاءَ لَهُمْ، فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "افْعَلِي" قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا بَالُ رِجَالٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ، كِتَابُ اللَّهِ أَحَقُّ، وَشَرْطُ اللَّهِ أَوْثَقُ، الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ" (¬1). ¬

_ = ويُعارضه ما أخرجه البيهقي 10/ 324 بإسناد صحيح عن سليمان بن يسار، عن عائشة، قال: استأذنتُ عليها، فقالت: مَن هذا؟ فقلت: سليمان. قالت: كم بقي عليك من مكاتبتك؟ قال: قلت: عشر أواق. قالت: ادخُل، فإنك عبدٌ ما بقي عليك درهم. (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (1563)، ومسلم (1504) (6 - 9) و (13)، وأبو داود (2233) و (3929) و (3930)، والترمذي (1154)، والنسائي 6/ 104 و105 من طرق عن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24187)، و "صحيح ابن حبان" (4325). وأخرجه البخاري (2169)، ومسلم (1504) (5)، وأبو داود (2915)، والنسائي 7/ 300 من طريق نافع، عن ابن عمر: أن عائشة أرادت أن تشتري ... ، وعند مسلم: عن ابن عمر عن عائشة أنها أرادت ... فذكر نحوه. وأخرجه البخاري (456) من طريق عمرة، عن عائشة. وانظر ما سلف برقم (2074) و (2076).

4 - باب العتق

4 - بَابُ الْعِتْقِ 2522 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، قَالَ: قُلْتُ لِكَعْبٍ: يَا كَعْبَ بْنَ مُرَّةَ، حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحْذَرْ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزِئُ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ بِكُلِّ عَظْمٍ مِنْهُ، وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ، كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنْ النَّارِ، يُجْزِئُ بِكُلِّ عَظْمَيْنِ مِنْهُمَا عَظْمٌ مِنْهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) القطعة الأولى منه صحيحة لغيرها، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سالم ابن أبي الجعد لم يسمع من شرحبيل بن السمط فيما قال أبو داود في "سننه" بإثر الحديث (3967). وأخرجه أبو داود (3967)، والنسائي في "الكبرى" (4863) من طريق عمرو ابن مرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18061) و (18064). وأخرجه النسائي (4861) من طريق مفضل بن مهلهل، و (4862) من طريق سفيان، كلاهما عن منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب بن مرة. وهو في "مسند أحمد" (18059) من طريق شعبة عن منصور. وقال: عن كعب بن مرة أو مرة بن كعب. وأخرجه النسائي (4860) من طريق زائدة، عن منصور، عن سالم قال: حُذثتُ عن كعب. وأخرجه النسائي (4866) و (4867) من طريق حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن عمرو بن عنبسة مرفوعًا دون تفصيل بين العبد والأمة. وهذا إسناد منقطع بين سليم وبين عمرو. ووصله بقية بن الوليد عند أبي داود (3966)، والنسائي 6/ 26 - 27 عن صفوان، عن سليم بن عامر، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عنبسة. وبقية =

5 - باب من ملك ذا رحم محرم فهو حر

2523 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، وَأَغْلَاهَا ثَمَنًا" (¬1). 5 - بَابُ مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ فَهُوَ حُرٌّ 2524 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَاصِمٍ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ = يدلس تدليس التسوية على ضعف فيه أيضًا، ولم يصرح بالسماع في جميع طبقات الإسناد. وأخرجه النسائي 6/ 27 - 28 من طريق خالد بن زيد الشامي، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عنبسة. وهو منقطع أيضًا بين خالد وبين شرحبيل. وأخرجه أبو داود (3965)، والنسائي 6/ 26 من طريق قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرو بن عنبسة رفعه بلفظ: "أيما رجل مسلم أعتق رجلًا مسلمًا، فإن الله عز وجل جاعلٌ وقاءَ كل عظيم من عظامه عظمًا من عظام محرِّره من النار، وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة، فإن الله جاعلٌ وقاءَ كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار يوم القيامة". وهذا إسناد صحيح. وهو في "مسند أحمد" (17022). وللقطعة الأولى منه شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6715)، ومسلم (1509). وانظر تتمة شواهده في "المسند" (9441). (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وعروة: هو ابن الزبير، وأبو مراوح: هو الغفاري المدني. وأخرجه مطولًا البخاري (2518)، ومسلم (84)، والنسائي في "الكبرى" (4874) من طرق عن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21331)، و"صحيح ابن حبان" (152).

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ، فَهُوَ حُرٌّ" (¬1). 2525 - حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ الْأَنْمَاطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ مَلَكَ ذَا رَحِمٍ مَحْرَمٍ، فَهُوَ حُرٌّ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري رواه بالععنة عن سمرة. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعاصم: هو ابن سيمان الأحول. وأخرجه أبو داود (3949)، والترمذي (1416)، والنسائي في "الكبرى" (4878 - 4882) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وعند أبي داود أن حمادًا شك في وصله عن سمرة فرواه عن قتادة عن الحسن مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (20167) و (20227). وأخرجه أبو داود (3951) و (3952)، والنسائي (4883) و (4885) من طريق سعيد بن أبي عروبة، والنسائي (4884) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، عن الحسن وجابر بن زيد أبي الشعثاء موقوفًا عليهما. قال أبو داود: وسعيد أحفظ من حماد. وأخرجه أبو داود (3950)، والنسائي (4883) و (4886) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عمر موقوفًا، وقتادة لم يدرك عمر، إلا أنه صح عن عمر من طريق الأسود بن يزيد عنه عند النسائي (4890). ويشهد له ما بعده. (¬2) إسناده قوي من أجل ضمرة بن ربيعة، وقد تكلم بعض أهل العلم في هذا الحديث لانفراد ضمرة به، وأنكروه عليه، منهم النسائي والبيهقي، ولم يلتفت إلى ذلك آخرون كابن حزم في "المحلى" 9/ 202، وابن التركماني في "الجوهر النقي" 10/ 289 - 291، فصححوه. وانظر "نصب الراية" 3/ 289، و"التلخيص الحبير" 4/ 212. =

6 - باب من أعتق عبدا واشترط خدمته

6 - بَابُ مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَاشْتَرَطَ خِدْمَتَهُ 2526 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ فاشْتَرَطَتْ عَلَيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا عَاشَ (¬1). 7 - بَابُ مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ 2527 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، أَوْ شِقيصًا، فَعَلَيْهِ خَلَاصُهُ مِنْ مَالِهِ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4877) من طريق ضمرة بن ربيعة، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (5398) و (5399). (¬1) إسناده قوي من أجل سعيد بن جمهان. وأخرجه أبو داود (3932)، والنسائي في "الكبرى" (4976) و (4977) و (11746) من طريقين عن سعيد بن جمهان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21927) و (26711). وقد استدل بهذا الحديث على صحة العتق المعلق بشرط، قال ابن قدامة في "المغني" 14/ 571: وإن شرط عليه خدمة معلومة بعد العتق جاز، وبه قال عطاء وابن شبرمة، وقال مالك والزهري: لا يصح، لأنه ينافي مقضى العقد، أشبه ما لو شرط ميراثه ...

فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ فِي قِيمَتِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ" (¬1). 2528 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ، أُقِيمَ عَلَيْهِ بِقِيمَةِ عَدْلٍ، فَأَعْطَى شُرَكَاءَهُ حِصَصَهُمْ، إِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الْمَالِ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَهُ، وَعَتَقَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، محمَّد بن بشر سَمِعَ من سعيد قبل الاختلاط. وأخرجه البخاري (2492)، ومسلم (1503) ولإثر الحديث (1667) / (53 - 55)، وأبو داود (3935 - 3939)، والترمذي (1397)، والنسائي في "الكبرى" (4943 - 4947) من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7468)، و"صحيح ابن حبان" (4318) و (4319). وأخرجه أبو داود (3936)، والنسائي (4948) و (4949) من طرق عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة. فأسقط النضر بن أنس. وقد خالف هشامًا في هذا شعبةُ وهمام وأبان العطار وجرير بن حازم، بل رواه هشام نفسه عند البيهقي 10/ 276 بذكر النضر، ورواية هؤلاء هي المحفوظة. (¬2) إسناده صحيح. عثمان بن عمر: هو العبدي البصري. وهو في "موطأ مالك" 2/ 772، ومن طريقه أخرجه البخاري (2522)، ومسلم (1501) (1)، وأبو داود (3940)، والنسائي في "الكبرى" (4937). وأخرجه البخاري (2503)، ومسلم (1501) وبإثر الحديث (1667) / (48) و (49)، وأبو داود (4942 - 4945)، والنسائي 7/ 319 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (397)، و"صحيح ابن حبان" (4316). =

8 - باب من أعتق عبدا وله مال

8 - بَابُ مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ 2529 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ؛ جَمِيعًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُ الْعَبْدِ لَهُ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ السَّيِّدُ مَالَهُ، فَيَكُونَ لَهُ". وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: "إِلَّا أَنْ يَسْتَثْنِيَهُ السَّيِّدُ" (¬1). 2530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَدِّهِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مَوْلَى ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ لَهُ: يَا عُمَيْرُ، إِنِّي أَعْتَقْتُكَ عِتْقًا هَنِيئًا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ غُلَامًا، وَلَمْ يُسَمِّ مَالَهُ، فَالْمَالُ لَهُ"، فَأَخْبِرْنِي مَا مَالُكَ؟ (¬2) ¬

_ = وأخرجه البخاري (2521)، ومسلم بإثر (1667) / (50) و (51)، وأبو داود (4946) و (4947)، والترمذي (1396)، والنسائي في "الكبرى" (4917) و (4918) و (4925 - 4924) من طرق عن ابن عمر. (¬1) رجاله ثقاث غير ابن لهيعة- واسمه عبد الله- فحديثه قوي إذا روى عنه العبادلة ومنهم ابن وهب الراوي عنه هنا، لكن اختلف على نافع فيه، فروي عنه عن ابن عمر مرفوعًا، وروي عنه عن عمر موقوفًا. وقد سلف برقم (2212) وتكلمنا عليه وخرجناه هناك. (¬2) إسناده ضعيف، إسحاق بن إبراهيم بن عمران بن عمير وجده مجهولان، وقد اضطرب إسحاق في حديثه هذا، فرواه هنا عن جده عن ابن مسعود، ورواه مرة =

9 - باب عتق ولد الزنى

2530م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ لِجَدِّي ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 9 - بَابُ عِتْقِ وَلَدِ الزِّنَى 2531 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الضَّني عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَنْ وَلَدِ الزِّنى فَقَالَ: "نَعْلَانِ أُجَاهِدُ فِيهِمَا، خَيْرٌ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ الزِّنى" (¬2). 10 - بَابُ مَنْ أَرَادَ عِتْقَ رَجُلٍ (¬3) وَامْرَأَتِهِ فَلْيَبْدَأْ بِالرَّجُلِ 2532 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ (ح) ¬

_ = عن ابن مسعود مباشرة كما سيأتي في الرواية الآتية بعده، ورواه عن عمه يونس بن عمران، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود فيما ذكر المزي في ترجمته من "تهذيب الكمال" 2/ 368. قال المزي: وتابعه عبد الأعلى بن أبي المساور، عن عمران بن عمير، عن أبيه، عن ابن مسعود. قلنا: ورواية عبد الأعلى أخرجها البيهقي 326/ 5، وهو ضعيف جدًا. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي يزيد الضني، ومتنه منكر. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4893) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27624)، و"شرح مشكل الآثار" (917). (¬3) في (س) و (م): عتق عبده.

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، قالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد الله ابن مَوْهَبٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَ لَهَا غُلَامٌ وَجَارِيَةٌ زَوْجٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْتِقَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنْ أَعْتَقْتِيهِمَا، فَابْدَئِي بِالرَّجُلِ قَبْلَ الْمَرْأَةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب. وأخرجه أبو داود (2237)، والنسائي 6/ 161 من طرق عن عُبيد الله بن عبد المجيد، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4311).

أبواب الحدود

أَبْوَابُ الحدود 1 - بَاب لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ 2533 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ، فَسَمِعَهُمْ وَهُمْ يَذْكُرُونَ الْقَتْلَ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيَتَوَاعَدُونِي بِالْقَتْلِ؟ فَلِمَ تقْتُلُونِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٌ زَنَى، وَهُوَ مُحْصَنٌ فَرُجِمَ، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، أَوْ رَجُلٌ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ"؟ فَوَاللَّهِ، مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ، وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا مُسْلِمَةً، وَلَا ارْتَدَدْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ (¬1). 2534 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه أبو داود (4502)، والترمذي (2297)، والنسائي 7/ 91 - 92 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقرن النسائي بأبي أمامة عبدَ الله بن عامر بن ربيعة. وهو في "مسند أحمد" (437). وأخرجه النسائي 7/ 103 من طريق نافع عن ابن عمر، ومن طريق بُسر بن سعيد، كلاهما عن عثمان بالمرفوع منه دون القصة.

2 - باب المرتد عن دينه

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا أَحَدُ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ" (¬1). 2 - بَابُ الْمُرْتَدِّ عَنْ دِينِهِ 2535 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (6878)، ومسلم (1676)، وأبو داود (3452)، والترمذي (1460)، والنسائي 7/ 90 - 91 و 8/ 13 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3621) و (4245)، و"صحيح ابن حبان" (4407) و (4408). (¬2) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (3017)، وأبو داود (4351)، والترمذي (1525)، والنسائي 7/ 104 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/ 104 من طريق عباد بن العوام، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا. ثم أخرجه من طريق محمَّد بن بشر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن مرسلًا. وقال: هذا أولى بالصواب من حديث عباد. وأخرجه النسائي 7/ 105 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، عن ابن عباس مرفوعًا. =

3 - باب إقامة الحدود

2536 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلًا، حَتَّى يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ" (¬1). 3 - بَابُ إِقَامَةِ الْحُدُودِ 2537 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِقَامَةُ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ، خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فِي بِلَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬2). 2538 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حدثنا عِيسَى ابْنُ يَزِيدَ، قال: أَظُنُّهُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1871) و (2966)، و"صحيح ابن حبان" (4475) و (4476). (¬1) إسناده حسن، رواية بهز بن حكيم عن أبيه حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن جده حسنة الإسناد. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مطولًا النسائي 5/ 82 - 83 من طريق بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. وهو مطولًا أيضًا في "مسند أحمد" (20037). قال" السندي في معنى الحديث: إن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام واجب على كل من آمن، فمن ترك، فهو عاصِ يستحق ردَّ العمل. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، سعيد بن سنان -وهو أبو مهدي الحنفي- متروك. أبو الزاهرية: هو حُدَير بن كريب. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1197 من طريق صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا" (¬1). 2539 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ جَحَدَ آيَةً مِنْ الْقُرْآنِ، فَقَدْ حَلَّ ضَرْبُ عُنُقِهِ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَلَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يُصِيبَ حَدًّا، فَيُقَامَ عَلَيْهِ" (¬2). 2540 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْمَفْلُوجُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ (¬3) ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف جرير بن يزيد، وهو البجلي. وأخرجه النسائي 8/ 75 - 76 من طريق عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا 8/ 76 من طريق يونس بن عبيد، عن جرير بن يزيد، به موقوفًا. وقال النسائي في "الكبرى" بإثر (7351): هذا الصواب. قلنا: لأن يونس ابن عبيد ثقة ثبت، وعيسى بن يزيد حسن الحديث. وهو في "مسند أحمد" (8738) و (9226)، و "صحيح ابن حبان" (4397) و (4398). وفي الباب عن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11932)، وفي "الأوسط" (4762)، والبيهقي 8/ 162، وإسناده ضعيف. (¬2) إسناده ضعيف لضعف حفص بن عمر، وهو ابن ميمون العدني. وأخرجه ابن عدي في ترجمة حفص من "الكامل" 2/ 793 من طريق حفص بن عمر العدني، بهذا الإسناد. (¬3) هكذا في (ذ): ناجد، بدال مهملة، وهو كذلك في "التقريب" وأصوله، وضبطها مهملة بالحروف الخزرجي في "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال". وأما في =

4 - باب من لا يجب عليه الحد

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَقِيمُوا حُدُودَ اللَّهِ فِي الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ، وَلَا تَأْخُذْكُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ" (¬1). 4 - بَابُ مَنْ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْحَدُّ 2541 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: ¬

_ = (س) و (م): ناجذ، بذال معجمة، وهي كذلك في بعض نسخ "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر. (¬1) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، ربيعة بن ناجد: لم يرو عنه غير أبي صادق، وقال الذهبي: لا يكاد يُعرف. وأخرجه مطولًا ومختصرًا عبد الله بن أحمد في زوائد "المسند" (22795)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (8)، وأبو يعلى كما في "إتحاف الخيرة" (6140)، والطبراني في "الأوسط" (5660) من طريق عبد الله بن سالم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الله بن أحمد (22776)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1502)، والبيهقي 9/ 104 من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن أبي سلام الأعرج، عن المقدام بن معدي كرب، عن عبادة بنحوه. وابن أبي مريم ضعيف، وأبو سلام: هم ممطور الحبشي، والمقدام: الصواب أنه الرهاوي كما هو مبين في التعليق على"المسند" (22680)، والمقدام الرهاوي مترجم في "التاريخ الكبير" 7/ 429، و"الجرح والتعديل" 8/ 302 ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه عبد الله بن أحمد (22777) من طريق سعيد بن يوسف، عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلام، به. وسعيد بن يوسف ضعيف. وأخرجه البيهقي 9/ 103 - 104 من طريق أبي يزيد غيلان بن أنس، عن أبي سلام، عن المقدام، عن الحارث بن معاوية، عن عبادة. فزاد في إسناده الحارث ابن معاوية، وفي إسناده من لا يُعرف. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (241) من طريق مكحول عن عبادة، ومكحول لم يسمع من عبادة.

سَمِعْتُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: عُرِضْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ قُرَيْظَةَ، فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ، وَمَنْ لَمْ يُنْبِتْ خُلِّيَ سَبِيلُهُ، فَكُنْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَخُلِّيَ سَبِيلِي (¬1). 2542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ: فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (¬2). 2543 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُدٍ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْنِي، وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَأَجَازَنِي. ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 384 و 539. وأخرجه أبو داود (4404) و (4405)، والترمذي (1675)، والنسائي 8/ 92 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18776)، و"صحيح ابن حبان" (4780) و (4781) و (4783) و (4788). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 6/ 155 من طريق سفيان بن عية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19422)، و"صحيح ابن حبان" (4782).

5 - باب الستر على المؤمن ودفع الحدود بالشبهات

قَالَ نَافِعٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، فَقَالَ: هَذَا فَصْلُ مَا بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ (¬1). 5 - بَابُ السِّتْرِ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَدَفْعِ الْحُدُودِ بِالشُّبُهَاتِ 2544 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" (¬2). 2545 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ادْفَعُوا الْحُدُودَ مَا وَجَدْتُمْ لَهُ مَدْفَعًا" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (407)، ومسلم (1868)، وأبو داود (2957) و (4406) و (4407)، والترمذي (1411) و (1807)، والنسائي 6/ 155 من طرق عن عُبيد الله، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4661)، و "صحيح ابن حبان" (4727) و (4728). (¬2) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو قطعة من حديث طويل سلف عند المصنف برقم (225)، وخرَّجناه هناك. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن الفضل متروك. وكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه أبو يعلى (6618) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. =

6 - باب الشفاعة في الحدود

2546 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ" (¬1). 6 - بَابُ الشَّفَاعَة فِي الْحُدُودِ 2547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ = وفي الباب عن عائشة عند الترمذيُّ (1485)، وفي إسناده يزيد بن زياد الشامي وهو متروك. وقال الترمذيُّ: ورواه وكيع عن يزيد بن زياد نحوه ولم يرفعه، ورواية وكيع أصح. وعن علي عند الدارقطني (3098)، والبيهقي 8/ 238، وفي إسناده مختار التمار وهو متروك أيضًا. وفي الباب موقوفًا عن معاذ وعقبة بن عامر عند الدارقطني (3099)، والبيهقي 8/ 238 وأسانيدها ضعيفة. وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 9/ 567، والبيهقي 8/ 238، وإسناده جيد. وعن عمر عند ابن أبي شيبة 9/ 567 ولفظه: لأن أُعطِّل الحدودَ بالشبهات أحبُّ إلي من أن أقيمها بالشبهات. ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة هشيم بن بشير، وقد توبع. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمَّد بن عثمان، وهو الجمحي. وفي الباب عن أبي هريرة، وهو السالف برقم (2544). وعن ابن عمر عند البخاري (2442)، ومسلم (2580). وعن عقبة بن عامر عند أبي داود (4891) و (4892). وعن هزال عند أبي داود (4377).

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟ " ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو الزهري، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (2648)، ومسلم (1688)، وأبو داود (4373) و (4396)، والترمذي (1493)، والنسائن 8/ 72 - 75 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24138) و (25297)، و"شرح مشكل الآثار" (2303)، و"صحيح ابن حبان" (4402). وألفاظهم متقاربة إلا أن لفظ النسائي 8/ 72: أُتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسارق. وسائر الروايات أنها امرأة. ولفظ أبي داود (4396)، والنسائي 8/ 73 أنها كانت تستعير المتاع وتجحده، وسائر الروايات أنها سرقت، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/ 90: والذي اتضح لي أن الحديثين محفوظان عن الزهري، وأنه كان يحدِّث تارة بهذا، وتارة بهذا، فحدَّث يونس عنه بالحديثين، واقتصرت كل طائفة من أصحاب الزهري غير يونس على أحد الحديثين ... وقد اختلف نظر العلماء في ذلك (يعني القطع بالجحد)، فأخذ بظاهره أحمد في أشهر الروايتين عنه وإسحاق، وانتصر له ابن حزم من الظاهرية. =

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: قَدْ أَعَاذَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَسْرِقَ، وَكُلُّ مُسْلِمٍ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَقُولَ هَذَا. 2548 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ مَسْعُودِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: لَمَّا سَرَقَتْ الْمَرْأَةُ تِلْكَ الْقَطِيفَةَ مِنْ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَعْظَمْنَا ذَلِكَ، وَكَانَتْ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَجِئْنَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نُكَلِّمُهُ، وَقُلْنَا: نَحْنُ نَفْدِيهَا بِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تُطَهَّرَ خَيْرٌ لَهَا"، فَلَمَّا سَمِعْنَا لِينَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَتَيْنَا أُسَامَةَ فَقُلْنَا: كَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَلِكَ، قَامَ ¬

_ = وذهب الجمهور إلى أنه لا يقطع في جحد العارية، وهي رواية عن أحمد أيضًا، وأجابوا عن الحديث بأن رواية مَن روى "سرقت" أرجح، وبالجمع بين الروايتين بضرب من التأويل. فأما الترجيح ... وعلى هذا يتعادل الطريقان ويتعين الجمع، فهو أولى من اطراح أحد الطريقين، فقال بعضهم: هما قصتان لامرأتين، وهو ضعيف، وحكى ابن المنذر عن بعض العلماء أن القصة لامرأة واحدة استعارت وجحدت وسرقت، فقُطعت للسرقة لا العارية، قال: وبذلك نقول. وقال الخطابي: إن ذكر العارية والجحد في هذه القصة للتعريف بالمرأة تعريفًا خاصا كما عُرفت بأنها مخزومية، وتبعه جماعة كالبيهقي والمنذري والمازري والنووي. انتهى كلام الحافظ باختصار، وقد نقل بعد هذا عن القرطبي أدلة القول بأنها قطعت للسرقة فانظره. وثبت عند البخاري ومسلم أن المرأة تابت وحَسُنت توبتها وتزوجت، وكانت تأتي بعد ذلك إلى عائشة، فترفع حاجتها إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

7 - باب حد الزنى

خَطِيبًا فَقَالَ: مَا إِكْثَارُكُمْ عَلَيَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَعَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ اللَّهِ؟! وَالَّذِي نَفْسُي بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ نَزَلَتْ بِالَّذِي نَزَلَتْ بِهِ، لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا" (¬1). 7 - بَابُ حَدِّ الزِّنَى 2549 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَشِبْلٍ، قَالُوا: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ إلا (¬2) قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، محمَّد بن إسحاق مدلس ورواه بالعنعنة، وقول الحافظ في "الفتح" 12/ 89: إنه صرح بالتحديث عند الحاكم، وهم منه رحمه الله. ثم إن جَعلَ الحديث عن مسعود بن الأسود -أو ابن العجماء كما في بعض الروايات، والعجماء هي أمه- خطأ، فإن مسعودًا استشهد في مؤتة كما ذكر ابن إسحاق نفسه في "مغازيه"، وقصة المخزومية إنما كانت في فتح مكة، ولم يتنبه الحافظ ابن حجر إلى هذا فحسن إسناده في "الإصابة" 6/ 94، وفي "الفتح" 12/ 89. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 466. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (792) و (793)، والحاكم 4/ 379 - 380، والبيهقي في "السُّنن" 8/ 281، وفي "معرفة السُّنن والآثار" (17261) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (23479) عن يونس بن محمَّد المؤدب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن إسحاق، عن محمَّد بن طلحة أن خالته أخت مسعود ابن العجماء أن أباها ... كذا قال: "أخت مسعود"، وخالفه كامل بن طلحة الجحدري عند الطبراني 17/ (791) فقال: "عن محمَّد بن طلحة أن خالته بنت مسعود ابن العجماء" وهو الصواب. (¬2) في (ذ): لَمَا.

وقَالَ خَصْمُهُ، وَكَانَ أَفْقَهَ مِنْهُ: اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَائْذَنْ لِي حَتَّى أَقُولَ. قَالَ: "قُلْ". قَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا وَإِنَّهُ زَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَخَادِمٍ، فَسَأَلْتُ رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِئَةٍ وَتَغْرِيبَ عَامٍ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ، الْمِئَةُ شَّاة (¬1) وَالْخَادِمُ رَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنْ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا". قَالَ هِشَامٌ: فَغَدَا عَلَيْهَا، فَاعْتَرَفَتْ، فَرَجَمَهَا (¬2). 2550 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) في (م): المئة الشاة. (¬2) إسناده صحيح، إلا أن سفيان بن عيينة وهم في قوله: "وشبل"، فقد خالفه فيه جماعة من أصحاب الزهري كما قال الترمذيُّ في "جامعه" بإثر الحديث (1498). وهو في "مصنف ابن أبي شِيبة" 10/ 79 - 80 و 159. وأخرجه الترمذيُّ (1496)، والنسائي 8/ 241 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6827) من طريق ابن عيينة أيضًا، به بإسفاط شبل. وأخرجه البخاري (2314)، ومسلم (1697)، وأبو داود (4445)، والترمذي (1497) و (1498)، والنسائي 8/ 240 - 241 من طرق عن الزهري، به دون ذكر شبل. وهو في "مسند أحمد" (17038) و (17042)، و "شرح مشكل الآثار" (94)، و"صحيح ابن حبان" (4437).

8 - باب من وقع على جارية امرأته

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي (¬1)، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِئَةٍ وَتَغْرِيبُ سَنَةٍ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِئَةٍ وَالرَّجْمُ" (¬2). 8 - بَابُ مَنْ وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امْرَأَتِهِ 2551 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: أُتِيَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ بِرَجُلٍ غَشي جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: لَا أَقْضِي فِيهَا إِلَّا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ، جَلَدْتُهُ مِئَةً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَذِنَتْ لَهُ، رَجَمْتُهُ (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: "خذوا عني" مرة واحدة. (¬2) حديث صحيح، إلا أن بكر بن خلف وهم في قوله: "عن يونس بن جبير" في رواية ابن ماجه هذه، والصواب: "عن الحسن البصري"، نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" (5083)، وقد جاء على الصواب عند أبي داود (4415) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حطان، به. وأخرجه مسلم (1690)، وأبو داود (4416)، والترمذي (1499)، والنسائي في "الكبرى" (7104) و (7105) و (7156) و (7926) و (11027) من طرق عن الحسن، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22666)، و"شرح مشكل الآثار" (240) و (4543)، و"صحيح ابن حبان" (4425). (¬3) رجاله ثقات غيرَ حبيب بن سالم -وهو مولى النعمان وكاتبه- فلا بأسَ به، لكن أعله الترمذيُّ والنسائي وغيرهما بالاضطراب. وأخرجه الترمذيُّ (1517)، والنسائي 6/ 124 من طريقين عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18397). وقال الترمذيُّ: حديث النعمان في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = إسناده اضطراب، سمعت محمدًا -يعني البخاري- يقول: لم يسمع قتادة من حبيب بن سالم هذا الحديث، إنما رواه عن خالد بن عرفطة. وأخرجه أبو داود (4458)، والنسائي 6/ 124 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم، به. وخالد بن عرفطة مجهول، لكن قال أبان بعده: وأخبرنا قتادة أنه كتب فيه إلى حبيب بن سالم وكتب إليه بهذا. يعني أن قتادة يرويه عن خالد بن عرفطة عن حبيب سماعًا، وعن حبيب مكاتبة دون واسطة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7191)، والبيهقي 8/ 239 من طريق همام، عن قتادة، عن حبيب بن سالم، عن حبيب بن يساف، عن النعمان. وأخرجه الطحاوي 3/ 145، والبيهقي 8/ 239 من طريق همام أيضًا، عن قتادة، عن حبيب بن يساف، عن حبيب بن سالم، عن النعمان. وحبيب بن يساف هذا مجهول لا يُعرف إلا في هذا الحديث فيما ذكره أبو حاتم الرازي، كما في "الجرح والتعديل" 3/ 11. وأخرجه أحمد (18444)، وأبو داود (4459)، والترمذي (1518)، والنسائي 6/ 123 من طريق شعبة، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن خالد بن عرفطة، عن حبيب بن سالم، عن النعمان. وأخرجه أحمد (18446) عن هشيم، عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، عن النعمان. فأسقط خالد بن عرفطة. قال النسائي فيما ذكر المزي في "تحفة الأشراف": أحاديث النعمان هذه مضطربة. قوله: "جلدته مئة" قال أبو بكر ابن العربي في "عارضة الأحوذي": يعني: أدَّبتُه تعزيرًا، وأبلغ به عدد الحد تنيكيلًا، لا أنه رأى حدَّه بالجلد حدًا له. قال السندي: لأن المحصن حده الرجم لا الجلد، ولعل سبب ذلك أن المرأة إذا أحلَّت جاريتها لزوجها فهو إعارة الفروج فلا يصح. لكن العارية تصير شبهة تُسقط الحد إلا أنها شبهة ضعيفة جدًا، فيعزر صاحبها.

2552 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَطِئَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ، فَلَمْ يَحُدَّهُ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من سلمة بن المحبق كما في "علل الحديث" لابن أبي حاتم 1/ 447، و"نصب الراية" 1/ 91، بينهما قبيصةُ بنُ حُريث كما سيأتي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 17. وأخرجه أبو داود (4461)، والنسائي 6/ 125 من طريق قتادة، بهذا الإسناد، ولفظه: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قضى في رجل وقع على جارية امرأته: إن كان استكرهها، فهي حرة، وعليه لسيدتها مثلُها، فإن كانت طاوعته، فهي له، وعليه لسيدتها مثلها. وهو في "مسند أحمد" (15911) و (20063). وأخرجه أبو داود (4460)، والنسائي 6/ 124 - 125 من طريق قتادة، عن الحسن، عن قبيصة بن حريث، عن سلمة. وهو في "مسند أحمد" (20069). وقبيصة هذا مجهول. قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 331: هذا حديث منكر، وقبيصة بن حريث غير معروف، والحجة لا تقومُ بمثله، وكان الحسن لا يُبالي أن يروي ممن سمع. ثم قال: ولا أعلم أحدًا من الفقهاء يقول به، وفيه أمور تخالف الأصول: منها إيجاب المثل في الحيوان، ومنها استجلاب الملك بالزنى، ومنها إسقاط الحد عن البدن، وإيجاب العقوبة في المال. وهذه كلها أمور منكرة لا تخرج على مذهب أحد من الفقهاء، وخليق أن يكون الحديث منسوخًا إن كان له أصل في الرواية. والله أعلم. قلنا: وممن قال بنسخه الإمام الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 145. ونقل الترمذيُّ في "العلل الكبير" 2/ 616 عن البخاري ترك العمل بهذا الحديث. وكذا قال البيهقي في "السُّنن" 8/ 240.

9 - باب الرجم

9 - بَابُ الرَّجْمِ 2553 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ، حَتَّى يَقُولَ قَائِلٌ: مَا أَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، أَلَا وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ إِذَا أُحْصِنَ الرَّجُلُ وَقَامَتْ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ حَمْلٌ أَوْ اعْتِرَافٌ، وَقَدْ قَرَأْتُهَا (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا (¬1) فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ) رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) قوله: "إذا زنيا" ليس في أصولنا الثلاثة العتيقة، وهو في بعض النسخ المتأخرة الموجودة عندنا، وهو في المطبوع أيضًا، وكذلك هو في "السُّنن الكبرى" للنسائي. (¬2) إسناده صحيح، إلا أن قوله: "الشيخ والشيخة ... " وهم من سفيان بن عيينة، فقد رواه سائر أصحاب الزهري عنه فلم يذكروها، فهي غير محفوظة في حديث الزهري، قال النسائي: لا أعلم أن أحدًا ذكر في هذا الحديث: "الشيخ والشيخة فارجموها البتة" غير سفيان، وينبغي أن يكون وهم في ذلك. والله أعلم. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 75 - 76. وأخرجه البخاري (6829)، ومسلم (1691) (15)، والنسائي في "الكبرى" (7118) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وليس في رواية البخاري ومسلم قوله: "وقرأ ... البتة"، قال الحافظ في "الفتح" 12/ 143: ولعل البخاري هو الذي حذف ذلك عمدًا، أما مسلم فلم يذكر لفظ سفيان مطلقًا، وأما النسائي فوهَّم سفيان كما سلف. وأخرجه البخاري (6830)، ومسلم (1691) (15) وأبو داود (4418)، والترمذي (1494)، والنسائي في "الكبرى" (7116) و (7117) و (7119 - 7122) =

2554 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي قد زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ (¬1) رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أَقَرَّ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، فَلَمَّا أَصَابَتْهُ الْحِجَارَةُ أَدْبَرَ يَشْتَدُّ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ بِيَدِهِ لَحْيُ جَمَلٍ، فَضَرَبَهُ فَصَرَعَهُ، فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِرَارُهُ حِينَ مَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ، قَالَ: "فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ" (¬2). ¬

_ = من طرق عن عبيد الله، به - دون القطعة المذكورة. وعند بعضهم زيادة عبد الرحمن ابن عوف بين ابن عباس وعمر. وهو في "مسند أحمد" (197)، و"صحيح ابن حبان" (413). وانظر لزامًا تعليقنا على حديث زيد بن ثابت في "المسند" (21596). (¬1) تكرر قوله: "إن قد زنيت، فأعرض عنه" في (ذ) والمطبوع أربع مرات، والمثبت من (س) و (م). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 72. وأخرجه الترمذيُّ (1491) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن. وأخرجه البخاري (5271)، ومسلم (1691) (16)، والنسائي في "الكبرى" (7139) و (7140) من طريق الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. دون قوله: "فهلا تركتموه". وأخرجه أبو داود (4428) و (4429)، والنسائي (7126 - 7128) و (7162) من طريق عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة، عن أبي هريرة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (9809)، و"صحيح ابن حبان" (4439). =

2555 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاعْتَرَفَتْ بِالزِّنَى، فَأَمَرَ بِهَا فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا، ثُمَّ رَجَمَهَا ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا (¬1). ¬

_ = وله شاهد حسن من حديث يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه، عند أبي داود (4419)، وفيه "هلا تركتموه لعله أن يتوب الله عليه". وآخر عن طاووس مرسلًا عند عبد الرزاق بإثر الحديث (1337). قوله: "هلا تركتموه" قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 319: فيه دليل على أن الرجل إذا أقلا بالزنى ثم رجع عنه، دفع عنه الحدُّ، سواء وقع به الحد أو لم يقع، وإلى هذا ذهب عطاء بن أبي رباح والزهري وحماد بن أبي سليمان وأبو حنيفة وأصحابه، وكذلك قال الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه. وقال مالك بن أنس وابن أبي ليلى وأبو ثور: لا يقبل رجوعه، ولا يدفع عنه الحد، وكذلك قال أهل الظاهر، روى ذلك عن الحسن البصري وسعيد بن جبير، وروي معنى ذلك عن جابر بن عبد الله، وتأولوا قوله "هلا تركتموه" أي لينُظَر في أمره، ويستثبت المعنى الذي هرب من أجله. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه أبو عمرو -وهو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي- في قوله: "عن أبي المهاجر"، والصواب: "عن أبي المهلب" كما رواه سائر أصحاب يحيى بن أبي كثير. أبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو المهلب: هو الجرمي عم أبي قلابة. وأخرجه أبو داود (4440)، والنسائي في "الكبرى" (7150) و (7157) من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وقال النسائي: أبو المهاجر خطأ، والصواب: أبو المهلب. وأخرجه مسلم (1696)، وأبو داود (4440)، والترمذي (1500)، والنسائي 4/ 63 - 64 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وقالوا جميعًا: عن أبي المهلب. =

10 - باب رجم اليهودي واليهودية

10 - بَابُ رَجْمِ الْيَهُودِيِّ وَالْيَهُودِيَّةِ 2556 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجَمَ يَهُودِيَّيْنِ، أَنَا فِيمَنْ رَجَمَهُمَا، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَإِنَّهُ ليَسْتُرُهَا مِنْ الْحِجَارَةِ (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (19861)، و"شرح مشكل الآثار" (3537)، و"صحيح ابن حبان" (5741). قوله: "فشُكت عليها ثيابها" أي: جُمعت عليها، ولُفَّت لئلا تنكشف، كأنها نُظمت وزُرَّت عليها بشوكة أو خِلال. "النهاية". (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (1329)، ومسلم (1699)، وأبو داود (4446)، والترمذي (1501)، والنسائي في "الكبرى" (7175 - 7178) من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6819)، وأبو داود (4449)، والنسائي (7179) من طرق عن ابن عمر. قال ابن الجوزي في "زاد المسير" 2/ 361 - 362 في تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} [المائدة: 42]: اختلف علماء التفسير في هذه الآية على قولين: أحدهما: أنها منسوخة، وذلك أن أهل الكتاب كانوا إذا ترافعوا إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان مخيرًا، إن شاء حكم بينهم، وإن شاء أعرض عنهم، ثم نسخ ذلك بقوله: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [المائدة: 49] فلزمه الحكم وزال عنه التخيير. وهذا مروي عن ابن عباس وعطاء ومجاهد وعكرمة والسدي. والثاني: أنها محكمة غير منسوخة، وأن الإمام ونوابه في الحكم مخيَّرون إذا ترافعوا إليهم، إن شاؤوا حكموا بينهم، وإن شاؤوا أعرضوا عنهم. وهذا مروي عن =

2557 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (¬1). 2558 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَهُودِيٍّ مُحَمَّمٍ مَجْلُودٍ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ: "هَكَذَا تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمْ حَدَّ الزَّانِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ، فَدَعَا رَجُلًا مِنْ عُلَمَائِهِمْ، فَقَالَ: "أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي؟ " قَالَ: لَا، وَلَوْلَا ¬

_ = الحسن والشعبي والنخعي والزهري، وبه قال أحمد، وهو الصحيح، لأنه لا تنافي بين الآيتين، لأن إحداهما خيرت بين الحكم وتركه، والثانية بينت كيفية الحكم إذا كان. قلنا: وقد أفتى بهذا القول عطاء بن أبي رباح ومالك بن أنس ذكر ذلك عنهما النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 129، وإليه ذهب قتادة كما في "تفسير الطبري" 10/ 330، وسعيد بن جبير كلما ذكره عنه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 314، واختاره أبو جعفر الطبري لعدم التعارض بين الآيتين، ولأنه لم يصح به خبر عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يجمع عليه علماء المسلمين. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع. وأخرجه الترمذيُّ (1052) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20856). وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (775) من طريق حماد بن سلمة، عن سماك، به. ويشهد له ما قبله.

11 - باب من أظهر الفاحشة

أَنَّكَ نَشَدْتَنِي لَمْ أُخْبِرْكَ، نَجِدُ حَدَّ الزَّانِي فِي كِتَابِنَا الرَّجْمَ، وَلَكِنَّهُ كَثُرَ فِي أَشْرَافِنَا (¬1)، فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الشَّرِيفَ تَرَكْنَاهُ، وَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الضَّعِيفَ أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَدَّ، فَقُلْنَا: تَعَالَوْا فَلْنَجْتَمِعْ عَلَى شَيْءٍ نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى التَّحْمِيمِ وَالْجَلْدِ مَكَانَ الرَّجْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ". وَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ (¬2). 11 - بَابُ مَنْ أَظْهَرَ الْفَاحِشَةَ 2559 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ، لَرَجَمْتُ فُلَانَةَ، فَقَدْ ظَهَرَ مِنْهَا الرِّيبَةُ فِي مَنْطِقِهَا وَهَيْئَتِهَا وَمَنْ يَدْخُلُ عَلَيْهَا" (¬3). 2560 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) زاد في (ذ) والمطبوع: الرجمُ. (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وقد سلف مختصرًا برقم (2327)، ومضى تخريجه هناك. (¬3) إسناده حسن من أجل العباس بن الوليد الدمشقي، وباقي رجاله ثقات. أبو الأسود: هو محمَّد بن عبد الرحمن بن نوفل، وعروة: هو ابن الزبير. وانظر ما بعده.

12 - باب من عمل عمل قوم لوط

ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ شَدَّادٍ: هِيَ الَّتِي قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا أَحَدًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُهَا؟ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تِلْكَ امْرَأَةٌ أَعْلَنَتْ (¬1). 12 - بَابُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوط 2561 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر بن خلاد: اسمه محمَّد، وسفيان: هو ابن عيينة، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (6855)، ومسلم (1497)، والنسائي 6/ 173 و 174 من طريقين عن القاسم بن محمَّد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3106). قوله: "أعلنت" أي: كانت تعلن بالفاحشة، ولكن لم يثبت ذلك ببينة ولا اعتراف. (¬2) إسناده ضعيف، عمرو بن أبي عمرو صدوق حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة، فيروي عنه مناكير، وقد عدَّ ابنُ معين هذا الحديث من منكراته. وأخرجه أبو داود (4462)، والترمذي (1523) من طريق عبد العزيز بن محمَّد، بهذا الإسناد. وقال الترمذيُّ: إنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من هذا الوجه. وروى محمَّد بن إسحاق هذا الحديث عن عمرو بن أبي عمرو فقال: ملعون من عَمِلَ عملَ قوم لوط. ولم يذكر فيه القتل. قلنا: وقد رواه عبد العزيز بن محمَّد أيضًا دون ذكر القتل، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (7297) من طريقه بإسناده بلفظ: "لعن اللهُ مَن عَمِلَ قوم لوط" ثلاثًا. وهو في "مسند أحمد" (1875) بنحوه. =

2562 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الَّذِي يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، قَالَ: "ارْجُمُوا الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلَ، ارْجُمُوهُمَا جَمِيعًا" (¬1). 2563 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (2727) من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة، والسند إليه ضعيف أيضًا. وانظر "شرح مشكل الآثار" للإمام الطحاوي (3834). قال الإمام الترمذيُّ: واختلف أهل العلم في حد اللوطي، فرأى بعضهم أن عليه الرجم أحصن أو لم يحصن، وهذا قول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم من فقهاء التابعين، منهم الحسن البصري وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، قالوا: حدُّ اللوطي حدُّ الزاني، وهو قول الثوري وأهل الكوفة. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر، وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر ابن الخطاب. سهيل: هو ابن أبي صالح. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3833)، وأبو يعلى (6687) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، بهذا الإسناد. وأشار إليه الترمذيُّ في جامعه بإثر الحديث (1523) وقال: هذا حديث في إسناده مقال، ولا نعلم أحدًا رواه عن سهيل بن أبي صالح غير عاصم بن عمر العمري، وعاصم بن عمر يُضعف في الحديث من قبل حفظه. وأخرجه الحاكم 4/ 355 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله العمري، وابن حزم في "المحلى" 11/ 383 من طريق القاسم بن عند الله بن عمر، و11/ 384 من طريق عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر، ثلاثتهم عن سهيل، به. وعبد الرحمن العمري والقاسم متروكان، وعاصم بن عبيد الله ضعيف.

13 - باب من أتى ذات محرم ومن أتى بهيمة

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ" (¬1). 13 - بَابُ مَنْ أَتَى ذَاتَ مَحْرَمٍ وَمَنْ أَتَى بَهِيمَةً 2564 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيل، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ فَاقْتُلُوهُ، وَمَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ فَاقْتُلُوهُ، وَاقْتُلُوا الْبَهِيمَةَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، القاسم بن عبد الواحد وعبد الله بن محمَّد بن عقيل ضعيفان عند التفرد، ولم يتابعا. وأخرجه الترمذيُّ (1524) من طريق القاسم بن عبد الواحد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15093). (¬2) إسناده ضعيف، إبراهيم بن إسماعيل -وهو ابن أبي حبيبة- ضعيف، وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. وأخرج القطعة الأولى منه الترمذيُّ (1529) من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد، وزاد في أوله ما سيأتي برقم (2568)، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن إسماعيل يُضعًّف في الحديث. وقد روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من غير وجه، رواه البراء بن عازب وقُرة بن إياس المزني أن رجلًا تزوج امرأة أبيه، فأمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقتله. والعمل على هذا عند أصحابنا قالوا: مَن أتى ذات محرم، وهو يعلمُ، فعليه القتلُ. وقال أحمد: مَن تزوج أمه قُتِلَ. وقال إسحاق: مَن وقع على ذاتِ محرم قُتل. وأخرج القطعة الثانية منه أبو داود (4464)، والترمذي (1521)، والنسائي في "الكبرى" (7300) من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، به. وقال عكرمة =

14 - باب إقامة الحدود على الإماء

14 - بَابُ إِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَى الْإِمَاءِ 2565 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَشِبْلٍ، قَالُوا: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ الْأَمَةِ تَزْنِي قَبْلَ أَنْ تُحْصَنَ، فَقَالَ: "اجْلِدْهَا، فَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدْهَا"، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ: "فَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ" (¬1). ¬

_ = بعده: قلت له: ما شأن البهيمة؟ قال: ما أراه قال ذلك إلا أنه كره أن يؤكل لحمها أو يُنتفع بها، وقد عمل بها ذلك العمل. وقال أبو داود: ليس هذا بالقوي. والحديث في "مسند أحمد" (2727). ويُعارضه ما أخرجه أبو داود (4465)، والترمذي (1522)، والنساني (7301) من طرق عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي، عن ابن عباس قال: ليس على الذي يأتي البهيمة حد. وقال أبو داود: حديث عاصم يُضعفُ حديث عمرو بن أبي عمرو، وقال الترمذيُّ: هذا أصح من الحديث الأول. (¬1) إسناده صحيح، إلا أن سفيان بن عينة وهم في قوله: "وشبل" كما قال الترمذيُّ، وكما سلف بيانه عند الحديث (2549). الزهري: هو محمَّد بن مسلم، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 513. وأخرجه البخاري (2555)، والنسائي في "الكبرى" (17043) من طريق سفيان بن عيية، بهذا الإسناد. ورواية البخاري ليس فيها ذكر شبل، وكأن البخاري هو الذي حذفه عمدًا. وقال النسائي: شبل في هذا الحديث خطأ. وأخرجه دون ذكر شبل البخاري (2153)، ومسلم (1704)، وأبو داود (4469)، والنسائي في "الكبرى" (2117 - 2119) من طرق عن الزهري، به. =

2566 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا زَنَتْ الْأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا، فَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، فَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا (¬1)، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ" (¬2). وَالضَّفِيرُ: الْحَبْلُ. ¬

_ = وأخرجه مسلم (1703)، وأبو داود (4470) و (4471)، والنسائي (7207 - 7214) من طريق سعيد المقبري -وفي بعض الروايات: عن أبيه-، والنسائي (7202 - 7205) من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. أما شبل فهو تابعي لا صحابي، وهو يروي هذا الحديث عن عبد الله بن مالك الأوسي، أخرجه النسائي (7221 - 7223) من طرق عن الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عنه، به. (¬1) زاد في المطبوع مرة رابعة: "فإن زنت فاجلدوها"، وهذه الزيادة أُلحقت في نسخة (ذ) على هامشها بخط مغاير وصحح عليها. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عمار بن أبي فروة، فقد تفرد يزيد بن أبي حبيب بالرواية عنه، وقال البخاري: لا يُتابع على حديثه. والمحفوظ عن الزهري حديث زيد بن خالد وأبي هريرة، وحديث شبل عن عبد الله بن مالك الأوسي كما سلف قبله. محمَّد بن مسلم: هو الزهري، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7224) من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (7225) من طريق عيسى بن حماد، عن الليث، عن يزيد، عن عمار، أن محمَّد بن مسلم حدَّثه، أن عروة وعمرة حدَّثاه، أن عائشة ... فذكره مرفوعًا. وهو في "مسند أحمد" (24361).

15 - باب حد القذف

15 - بَابُ حَدِّ الْقَذْفِ 2567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ ذَلِكَ وَتَلَا الْقُرْآنَ، فَلَمَّا نَزَلَ أَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ (¬1). 2568 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا مُخَنَّثُ، فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ، وَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا لُوطِيُّ، فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، محمَّد بن إسحاق -وإن كان مدلسًا- صرَّح بالتحديث عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2963)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 74. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن. وأخرجه أبو داود (4474)، والترمذي (3455)، والنسائي في "الكبرى" (7311) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24066). وأخرجه أبو داود (4475) من طريق محمَّد بن سلمة، عن محمَّد بن إسحاق، به، ولم يذكر عائشة، وسمَّى الرجلين حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة. وقال النفيلي شيخ أبي داود: ويقولون: المرأة حمنة بنت جحش. (¬2) إسناده ضعيف، ابن أبي حبيبة -وهو إبراهيم بن إسماعيل- ضعيف، وداود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. =

16 - باب حد السكران

16 - بَابُ حَدِّ السَّكْرَانِ 2569 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، سَمِعْتُهُ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَا كُنْتُ أَدِي مَنْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الْحَدَّ، إِلَّا شَارِبَ الْخَمْرِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَسُنَّ فِيهِ شَيْئًا، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ جَعَلْنَاهُ نَحْن (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذيُّ (1529) من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: "ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه" وقد سلفت هذه الزيادة عند المصنف برقم (2564)، وقال الترمذيُّ: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم ابن إسماعيل يُضعف في الحديث. وقال أبو حاتم كما في "علل الحديث" 1/ 455: هذا حديث منكر لم يروه غير ابن أبي حبيبة. (¬1) إسناده صحيح من جهة عبد الله بن محمَّد الزهري، أما إسناده الأول، ففيه شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وهو وإن كان سيئ الحفظ، متابع. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي، ومطرف: هو ابن طريف الكوفي. وأخرجه أبو داود (4486) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6778)، ومسلم (1707)، والنسائي في "الكبرى" (5252) من طريق سفيان الثوري، عن أبي حصين، به. وأخرجه النسائي (5253) من طريق الشعبي، عن عمير بن سعيد، به. قوله: "لم يسن فيه شيئًا" قال البيهقي في "سننه" 8/ 322: إنما أراد -والله أعلم- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يسنّه زيادة على الأربعين، أو لم يسنّه بالسياط، وقد سنّه بالنعال وأطراف الثياب مقدار أربعين. والله أعلم. قلنا: وسيأتي عن علي رضي الله عنه برقم (2571) أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جلد شارب الخمر أربعين.

2570 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ؛ جَمِيعًا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَضْرِبُ فِي الْخَمْرِ بِالنِّعَالِ وَالْجَرِيدِ (¬1). 2571 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّانَاجِ، سَمِعْتُ حُضَيْنَ بْنَ الْمُنْذِرِ الرَّقَاشِيَّ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّانَاجُ، قال: حَدَّثَنِي حُضَيْنُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: لَمَّا جِيءَ بِالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ إِلَى عُثْمَانَ، قَدْ شَهِدُوا عَلَيْهِ، قَالَ لِعَلِيٍّ: دُونَكَ ابْنَ عَمِّكَ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ. فَجَلَدَهُ عَلِيٌّ، وَقَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، سماع يزيد بن زريع من سعيد -وهو ابن أبي عَروبة- قبل الاختلاط. وكيع: هو ابن الجراح، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (6773)، ومسلم (1706) (36) و (37)، وأبو داود (4479)، والنسائي في "الكبرى" (5254) من طريق هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6773)، ومسلم (1706) (35)، والنسائي (5255 - 5257) من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جلد شارب الخمر بجريدتين نحو أربعين. وهو في "مسند أحمد" (12139)، و"صحيح ابن حبان" (4448).

جَلَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناداه صحيحان، ابن علية -وهو إسماعيل بن إبراهيم- سمع من سعيد قبل الاخلاط. الداناج: ويقال: الدانا والداناه، ومعناه بالفارسية: العالم. وأخرجه مسلم (1707)، وأبو داود (4481)، والنسائي في "الكبرى" (5250) من طرق عن ابن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1707)، وأبو داود (4480)، والنسائي (5251) من طريق عبد العزيز بن المختار، بالإسناد الثاني. وهو في "مسند أحمد" (624) و (1184) و (1230). قوله:"وكل سنة" معناه أن فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يلى وأبي بكر سنة يُعمل بها، وكذا فعل عمر، ولكن فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأبي بكر أحب إليَّ. قاله النووي في "شرح مسلم" 11/ 216. وقال" أيضًا: اختلف العلماءُ في قدر حد الخمر، فقال الشافعي وأبو ثور وداود وأهل الظاهر وآخرون: حَدُّهُ أربعون. قال الشافعي رضي الله عنه: وللإمام أن يبلغ به ثمانين، وتكون الزيادة على الأربعين تعزيرًا على تسبُّبه في إزالة عقله وفي تعرُّضه للقذف والقتل وأنواع الإيذاء وترك الصلاة وغير ذلك. ونقل القاضي -يعني عياضًا- عن الجمهور من السلف والفقهاء منهم مالك وأبو حنيفة والأوزاعي والثوري وأحمد وإسحاق رحمهم الله تعالى أنهم قالوا: حدُّه ثمانون. واحتجوا بأنه الذي استقر عليه إجماع الصحابة، وأن فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن للتحديد، ولهذا قال في الرواية الأولى -يعني التي عند مسلم (1707) (35) -: نحو أربعين. وحجة الشافعي وموافقيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صرح به في الرواية الثانية -يعني التي عند مسلم أيضًا (1707) (38) - وأما زيادة عمر فهي تعزيرات، والتعزير إلى رأي الإمام إن شاء فعله وإن شاء تركه بحسب المصلحة في فعله وتركه، فرآه عمر ففعله، ولم يره النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر ولا علي فتركوه ... إلخ.

17 - باب من شرب الخمر مرارا

17 - بَابُ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ مِرَارًا 2572 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ" ثُمَّ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: "فَإِنْ عَادَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده قوي، إلا أنه منسوخ كما سيأتي بيانه. وأخرجه أبو داود (4484)، والنسائي 8/ 314 من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7911)، و"صحيح ابن حبان" (2447). قال الترمذيُّ في "جامعه" بإثر الحديث (1510): إنما كان هذا في أول الأمر، ثم نُسِخَ بعدُ ... ثم قال: والعملُ على هذا (يعني نسخ القتل) عند عامة أهل العلم لا نعلم اختلافًا في ذلك في القديم والحديث، ومما يقوي هذا ما رُوِيَ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أوجه كثيرة أنه قال: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أنه لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه". وقال البغوي في "شرح السنة" 10/ 334 عن قتل شارب الخمر في الرابعة: هذا أمرٌ لم يذهب إليه أحدٌ من أهل العلم قديمًا وحديثًا أن شارب الخمر يقتل. ونقل النووي في "شرح مسلم" 5/ 298 الإجماع على أن هذا الحديث منسوخ. قلنا: ويؤيده ما أخرجه أبو داود (4485) من حديث قبيصة بن ذؤيب أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "مَن شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه" فأتي برجل قد شرب فجلده، ثم أُتي به فجلده، ثم أُتي به فجلده، ثم أُتي به فجلده ورُفع القتل وكانت رخصة. ورجاله ثقات إلا أن قبيصة في صحبته خلاف، وهو من أولاد الصحابة، وقد وُلد في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يسمع منه، لكن الظاهر أنه سمعه من صحابي، وإبهام الصحابي لا يضر. =

18 - باب الكبير والمريض يجب عليه الحد

2573 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاق، حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا شَرِبُوا الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوا فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوا فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوا فَاقْتُلُوهُمْ" (¬1). 18 - بَابُ الْكَبِيرِ وَالْمَرِيضِ يَجِبُ عَلَيْهِ الْحَدُّ 2574 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاق، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ¬

_ = ويؤيده أيضًا ما أخرجه النسائي في "الكبرى" (5283) و (5284) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر رفعه: "مَن شرب الخمر ... " قال: فضرب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نعيمان أربع مرات، فرأى المسلمون أن الحد قد وقع، وأن القتل قد رُفع. وهذا لفظ الرواية الثانية، ولفظ الأولى: فأتي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - برجل منا فلم يقتله. وفيه عنعنة ابن إسحاق. قلنا: وخالف هذا الإجماع ابنُ حزم، وتابعه الشيخ أحمد شاكر في رسالته: "كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر". وقال ابن القيم في "تهذيب السُّنن" 6/ 238 إن الذي يقتضيه الدليل أن الأمر بقتله ليس حتمًا، ولكنه تعزير بحسب المصلحة. وانظر "فتح الباري" 12/ 78 - 81، و"الاعتبار" للحازمي ص 199. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل هشام بن عمار وعاصم بن بهدلة، وقد تُوبعا. ورواية شعيب بن إسحاق عن سعيد قبل الاختلاط. وأخرجه أبو داود (4482)، والترمذي (1510)، والنسائي في "الكبرى" (5278) من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16859)، و"صحيح ابن حبان" (4446). وأخرجه النسائي (5279) و (5280) من طريق عبد الرحمن بن عبد، عن معاوية. وإسناده صحيح. وانظر ما قبله.

عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا رَجُلٌ مُخْدَجٌ ضَعِيفٌ: فَلَمْ يُرَعْ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ الدَّارِ يَخْبُثُ بِهَا، فَرَفَعَ شَأْنَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "اجْلِدُوهُ ضَرْبَ مِئَةِ سَوْطٍ" قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هُوَ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ، لَوْ ضَرَبْنَاهُ مِئَةَ سَوْطٍ مَاتَ. قَالَ: "فَخُذُوا لَهُ عِثْكَالًا فِيهِ مِائَةُ شِمْرَاخٍ، فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً وَاحِدَةً" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمَّد بن إسحاق فصدوق حسن الحديث، وهو -وإن كان مدلسا ورواه بالعنعنة- متابع. وقد اختلف في وصل الحديث وإرساله، والمرسل أصح، وإرساله لا يضر، لأن أبا أمامة بن سهل صحابى صغير، ومرسل الصحابي حجة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7268) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (7269) من طريق محمَّد بن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله ابن الأشج، عن أبى أمامة مرسلًا. وأخرجه أيضًا (7261) و (7262) من طريق أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، و (7262 - 7265) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، و (7260) من طريق أبى حازم، و (7266) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، أربعتهم عن أبى أمامة مرسلًا. وحديث يحيى بن سعيد مخرج في "المجتبى" 8/ 242 - 243 أيضًا. وأخرجه النسائي (7367) من طريق إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن أبى أمامة، عن أبيه سهل بن حنيف. وإسحاق بن راشد قد يَهِمُ في حديث الزهري، وقد رواه مرسلًا كما سلف قريبًا. وأخرجه أبو داود (4472) من طريق يونس بن يزيد الديلي، عن الزهري، عن أبي أمامة، أنه أخبره بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر نحوه. وهو في "مسند أحمد" (21935)، وفيه تمام الكلام عليه. =

19 - باب من شهر السلاح

2574م - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). 19 - بَابُ مَنْ شَهَرَ السِّلَاحَ 2575 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ح) قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (ح) ¬

_ = قوله: "مُخدَج" هو الناقص الخلق، و"يخبث بها" يزني بها. والعِثكال والإثكال: العذق من أعذاق النخلة، وهو الذي يحمل الرطب، وأغصانه شماريخ. قال البغوي في "شرح السنة" 10/ 303 - 304: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، ذهبوا إلى أن المريض الذي به مرضٌ لا يُرجى زواله إذا وجب عليه حدُّ الجلد بأن زنى وهو بكرٌ يُضرَب بإثكال عليه مئة شمراخ. وجاء في "الهداية" وشرحها "فتح القدير" 5/ 234: وإذا زنى المريضُ وحدُّه الرجمُ بأن كان محصنا حُد، لأن المستحق قتلُه، ورجمُه في هذه الحالة أقرب إليه. وإن كان حدُّه الجلدُ لا يُجلد حتى يبرأ، لأن جلده في هذه الحالة قد يؤدي إلى هلاكه، وهو غيرُ المستحق عليه، ولو كان المرضُ لا يُرجى زواله كالسل أو كان مُخدَجًا ضعيف الخلقة فعندنا وعند الشافعي يُضرَبُ بعثكال فيه مئة شمراخ، فيُضرب به دفعة، ولا بد من وصول كل شمراخ إلى بدنه. قلنا: وهو مذهب أحمد أيضًا كما في "المغني" 12/ 330. (¬1) هذا الإسناد وهم فيه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف، فجعله من حديث سعد بن عبادة، والصواب أنه من حديث سعيد بن سعد بن عبادة من طريق محمَّد ابن إسحاق، كما سلف قبله. المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمَّد.

قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَمُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا" (¬1). 2576 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْبَرَّادِ بْنِ يُوسُفَ (¬2) بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا" (¬3). 2577 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الْبَرَّادِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةُ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، يعقوب بن حميد متابع، وهو صاحب الأسانيد الثلاثة. أبو صالح: هو ذكوان السمان، وابن عجلان: هو محمَّد، وأبو معشر: هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف. وأخرجه مسلم (101) من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9396). وهو أيضًا في "مسند أحمد" (8359) من طريق أبي عاصم النيل، عن ابن عجلان، بالإسناد الثاني. (¬2) زاد في اسمه بعد يوسف في أصولنا الخطية: بُرَيد، وهو خطأ. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل عبد الله بن عامر ابن البراد، وقد تابعه ابنُ أبي شيبة عند مسلم وغيره، وباقي رجاله ثقات. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (6874) و (7070)، ومسلم (98)، والنسائي 7/ 117 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4467)، و"صحيح ابن حبان" (4590).

20 - باب من حارب وسعى في الأرض فسادا

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ شَهَرَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا" (¬1). 20 - بَابُ مَنْ حَارَبَ وَسَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَادًا 2578 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد ابن أسامة، وبريد: هو ابن عبد الله بن أبي بردة، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى. وأخرجه البخاري (7071)، ومسلم (100)، والترمذي (1526) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (1325). قال الحافظ في "الفتح" 13/ 24 في تفسير قوله: "فليس منا": أي: ليس على طريقتنا، أو ليس متبعًا لطريقتنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يُرعِبَه بحمل السلاح عليه لإرادة قتالِه أو قَتلِه، ونظيره: "مَن غشنا فليس منَّا" و"ليس منَا مَن ضربَ الخدودَ وشقَّ الجيوبَ". وقال الكرماني: أي: ليس ممن اتبع سنتنا وسلك طريقتنا، لا أنه يريد: ليس من ديننا. وقال البدر العيشي في "عمدة القاري" 24/ 187: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وإن لم يكن المحذورُ محققًا، سواء كان ذلك في جدٍّ أو هزلي، فقد روى الترمذيُّ (2300) من رواية خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا: "مَن أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة" وقال: حديث حسن صحيح غريب. وقال المناوي في "فيض القدير": فليس منا إن استحل ذلك، فإن لم يستحل، فالمراد: ليس متخلقًا بأخلاقنا، ولا عاملًا بطرائقنا، أطلقه مع احتمال إرادة: ليس على ملتنا مبالغة في الزجر عن إدخال الرعب على الناس، وجمع الضمير، ليعم جميع الأمة.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ أُنَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: "لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا، فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا" فَفَعَلُوا، فَارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ، وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَاسْتَاقُوا ذَوْدَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ فِي طَلَبِهِمْ، فَجِيءَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ بِالْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه مسلم (1671) (9)، وأبو داود (4367)، والترمذي (72) و (1951) و (2164)، والنسائي 7/ 95 - 97 من طرق عن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (233) و (1501) و (5685)، ومسلم (1671) (9 - 13)، وأبو داود (4364 - 4368)، والئرمذي (72) و (1951) و (2164)، والنسائي 7/ 97 من طرق عن أنس. وأخرجه النسائي 1/ 160 - 161 و 7/ 97 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس. وقال النسائي: لا نعلم أحدًا قال: عن يحيي عن أنس، غير طلحة، والصواب عندي -والله أعلم- يحيى عن سعيد بن المسيب مرسل. ثم أخرجه 7/ 97 عن سعيد مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (12042)، و"شرح مشكل الآثار" (1814)، و"صحيح ابن حبان" (4471). قوله: "عرينة" قال الحافظ في "الفتح" 1/ 337: عرينة: حي من قضاعة، وهي من بَجِيلَةَ، والمراد هنا الثاني، كذا ذكره موسى بن عقبة في "المغازي"، وكذا رواه الطبري من وجه آخر عن أنس، وللبخاري وغيره: أن رهطًا من عكل وعرينة، وعكل: قبيلة من تيم الرباب، وذكر ابن إسحاق في "المغازي" أن قدومهم كان بعد غزوة ذي قرد، وكانت في ذي القعدة، وذكر الواقدي أنها كانت في شوال، وتبعه ابن سعد وابن حبان وغيرهما. =

2579 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ قَوْمًا أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَطَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ (¬1). ¬

_ = وقوله: "فاجتووا المدينة" معناه: عافوا المقام بالمدينة، فأصابهم بها الجوى في بطونهم، يقال: اجتويت المكانَ: إذا كرهتَ الإقامة به لضرر يلحقك فيه، وقال أبو زيد: يقال: اجتويت البلاد: إذا كرهتها، وإن كانت موافقة لك في بدنك، ويقال: استوبلتها: إذا لم تُواففك في بدنك، وإن كنت محبًا لها. قاله الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 297. وقوله: "ذود" قال في "النهاية": الذود من الإبل: ما بين الثنتين إلى تسع. وقوله: "وسمر أعينهم" أي: كحلهم بمسامير محماة، وللبخاري (6804) من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس: فأمر بمسامير فأُحميت، فكحلهم. ولمسلم (1671) من رواية عبد العزيز وحميد، عن أنس، سمل، أي: فقأ أعينهم. وإنما فعل ذلك بهم لأنهم فعلوا في الرعاة مثله وقتلوهم، فجازاهم على صنيعهم بمثله، ففي "صحيح مسلم" (1671) (14) من طريق سليمان التيمي، عن أنس قال: إنما سمل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرِّعاء. وقوله: "بالحرَّة" قال العيني في "عمدة القاري": المراد من الحرة هذه حرة بظاهر مدينة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بها حجارة سود كثيرة، كانت بها الوقعة المشهورة أيام يزيد ابن معاوية سنة 63. وانظر خبرها في "جوامع السيرة" لابن حزم ص 357، وهي حرة واقم، وهي الحرة الشرقية. (¬1) إسناده قوي من أجل الدراوردي -واسمه عبد العزيز بن محمَّد-، وباقي رجاله ثقات. إبراهيم بن أبي الوزير: هو إبراهيم بن عمر بن مطرف، وعروة: هو ابن الزبير. وأخرجه النسائي 7/ 99 من طريقين عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا 7/ 99 من طرق عن هشام، عن أبيه مرسلًا. قوله: "لقاح" هي ذات اللبن من النُوق. قاله السندي.

21 - باب من قتل دون ماله فهو شهيد

21 - بَابُ مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ 2580 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ" (¬1). 2581 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ابْنُ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه النسائي 7/ 115 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4772)، والترمذي (1481)، والنسائي 7/ 116 من طريق أبي عبيدة بن محمَّد بن عمار بن ياسر، عن طلحة بن عبد الله بن عوف، به. وأخرجه الترمذيُّ (1477) من طريق معمر، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، عن سعيد بن زيد. فزاد فيه عبد الرحمن، وعبد الرحمن ثقة من رجال البخاري. وأخرجه النسائي 7/ 115 - 116 من طريق محمَّد بن إسحاق، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله قال: أتتني أروى بنت أويس في نفر من قريش فيهم عبد الرحمن ابن عمرو بن سهيل فقالت: إن سعيدًا ... قال في "فتح الباري" 5/ 104: ويمكن الجمع بين الروايتين بأن يكون طلحة سمع هذا الحديث من سعيد بن زيد، وثبته فيه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، فلذلك كان ربما أدخله في السند. والله أعلم. وهو في "مسند أحمد" (1628)، و"صحيح ابن حبان" (3194). وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري (2480)، ومسلم (141).

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أُتِيَ عِنْدَ مَالِهِ، فَقُوتِلَ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ" (¬1). 2582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ ظُلْمًا فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن سنان، وهو أبو فروة الرهاوي. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 456 - 457، وابن عدي في "الكامل" في ترجمة عباد ابن صهيب 4/ 1653، وفي ترجمة يزيد بن سنان 7/ 2726، والطبراني في "الأوسط" (1405)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 94، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 90 من طريق يزيد بن سنان الرهاوي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5970) من طريق أبي قلابة، عن ابن عمر. وفي إسناده مَن لا يُعرف. ويشهد له ما قبله وما بعده. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن المطلب صدوق روى له البخاري تعليقًا وأخرج له مسلم، وباقي رجاله ثقات. أبو عامر: هو عبد الملك ابن عمرو العقدي، وعبد الله بن الحسن: هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب. وأخرجه أحمد (8298) عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذيُّ (1478) عن محمَّد بن بشار، عن أبي عامر العقدي، عن عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمَّد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه أحمد (6829) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمَّد، عن ابن عمرو. وقال عبد الله بن الحسن: وأحسب أن الأعرج حدثني عن أبي هريرة مثله. =

22 - باب حد السارق

22 - بَابُ حَدِّ السَّارِقِ 2583 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ، يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ" (¬1). 2584 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَطَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ (¬2). ¬

_ = وأخرج نحوه مطولًا مسلم (140) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، والنسائي 7/ 114 من طريق قهيد بن مطرف الغفاري، كلاهما عن أبي هريرة. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 473. وأخرجه البخاري (6783)، ومسلم (1687)، والنسائي 8/ 65 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7436)، و"صحيح ابن حبان" (5748). قال الخطابي في "أعلام الحديث" 4/ 2291: وجهُ الحديث وتاويلُه: ذم السرقة وتهجينُ أمرها وتحذيرُ سوء مغبَّتها فيما قلَّ وكثُرَ من المال، يقول: إن سرقة الشيء اليسير الذي لا قيمة له كالبيضة المَذِرة، والحبلِ الخَلَق الذي لا قيمة له، إذا تعاطاها المسترق فاستمرت به العادةُ لم يَثب أن يؤدِّيَه ذلك إلى سرقةِ ما فوقها، حتى يبلغ قدر ما يقطع فيه اليد، فتقطع يده، يقول: فليحذر هذا الفعلَ وليتَوَقَه قبل أن تملِكَهُ العادةُ ويمرن عليها ليسلم من سوء مغبَّته ووخيم عاقبته. (¬2) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. =

2585 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَمْرَةَ أَخْبَرَتْهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إِلَّا فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (6795)، ومسلم (1686)، وأبو داود (4385) و (4386)، والترمذي (1512)، والنسائي 8/ 76 و 77 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وتصحف عبيد الله عند النسائي 8/ 77 إلى عبد الله. وفي رواية النسائي 8/ 76 أن قيمة المجن خمسة دراهم، وخطَّأ النسائي هذه الرواية. وهو في "مسند أحمد" (5157)، وا صحيح ابن حبان، (4461). قوله: "مجن" هو الترس، لأنه يُواري حامِلَه، أي: يستره، والميم زائدة. "النهاية" (جنن). واختلف أهل العلم في النصاب الذي يقطع به السارق، فقال الجمهور: ربع دينار، وقال مالك: ثلاثة دراهم، وقال الثوري وأصحاب الرأي: دينار أو عشرة دراهم، وقال أحمد: إن سرق ذهبا فربع دينار، وإن سرق فضة أو متاعًا فثلاثة دراهم. وانظر "شرح السنة" 10/ 313 - 314. (¬1) إسناده صحيح. أبو مروان العثماني: هو محمَّد بن عثمان، وإبراهيم بن سعد: هو الزهري، وابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن. وأخرجه البخاري (6789)، ومسلم (1684) (1)، وأبو داود (4383)، والترمذي (1511)، والنسائي 8/ 78 و 79 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6790)، ومسلم (1684) (2)، وأبو داود (4384)، والنسائي 8/ 78 من طريق يونس، عن الزهري، عن عمرة وعروة، عن عائشة. وأخرجه النسائي 8/ 77 و 78 من طريقين عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وأخرجه البخاري (6791)، والنسائي 8/ 79 و 80 من طريق محمَّد بن عبد الرحمن ومسلم (1684) (3)، والنسائي 8/ 81 من طريق سليمان بن يسار، ومسلم (1684) (4)، والنسائي 8/ 79 - 80 من طريق أبي بكر بن محمَّد، ثلاثتهم عن عمرة، به. =

2586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو وَاقِدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ" (¬1). ¬

_ = وبعضهم يرويه من قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبعضهم يرويه من فعله: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقطع في ربع دينار فصاعدًا. وأخرجه النسائي 8/ 81 من طريق سليمان بن يسار، عن عمرة، و 8/ 81 أيضًا من طريق عثمان بن أبي الوليد، عن عروة، كلاهما (عمرة وعروة) عن عائشة: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقطع في ثمن المجن. زادت عمرة: قيل لها: وما ثمن المجن؟ قالت: ربع دينار. وأخرجه النسائي 8/ 78 من طريق خالد بن نزار، عن القاسم بن مبرور، عن يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا: "لا تقطع اليد إلا في ثمن المجن ثلث دينار أو نصف دينار فصاعدًا". وخالد بن نزار صدوق يخطئ، وقد خالفه الثقات عن يونس. وتصحف نزار إلى بَزَّار في مطبوع "المجتبى". وأخرجه النسائي 8/ 79 من طريق يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة مرفوعًا وموقوفًا، الموقوف من حديث يحيى، وأخرجه أيضًا 8/ 79 من طريق عبد ربه بن سعيد، و 8/ 80 من طريق عبد الله بن محمَّد بن أبي بكر، كلاهما عن عمرة، به موقوفًا. وهو في "مسند أحمد" (24078)، و"صحيح ابن حبان" (4455). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي واقد، وهو صالح بن محمَّد الليثي. أبو هشام المخزومي: هو المغيرة بن سلمة، ووهيب: هو ابن خالد، وسعد: هو ابن أبي وقاص رضي الله عنه. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 469، وأحمد (1455)، والدورقي في "مسند سعد ابن أبي وقاص" (24)، والطحاوي 3/ 163، وأبو يعلى (799)، والشاشي في "مسنده" (98)، وابن عدي في ترجمة أبي واقد من "الكامل" 4/ 1377، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (539)، والبيهقي 8/ 259 من طرق عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وفي رواية البيهقي: "في مجن ثمنه خمسة دراهم". =

23 - باب تعليق اليد في العنق

23 - بَابُ تَعْلِيقِ الْيَدِ فِي الْعُنُقِ 2587 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْجُوبَارِيُّ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقَدَّمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، قَالَ: سَأَلْتُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، عَنْ تَعْلِيقِ الْيَدِ فِي الْعُنُقِ، فَقَالَ: السُّنَّةُ، قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَ رَجُلٍ ثُمَّ عَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ (¬1). 24 - بَابُ السَّارِقِ يَعْتَرِفُ 2588 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أخبرنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَرَقْتُ جَمَلًا لِبَنِي فُلَانٍ ¬

_ = وأخرجه البزار (1128) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن وهيب، به بلفظ: "تقطع اليد في ربع دينار"، وابن مهدي يرويه أيضًا بلفظ الجماعة، وهو المحفوظ. وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (6792)، ومسلم (1685). وآخر من حديث ابن عمر سلف برقم (2584). (¬1) إسناده ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس ورواه بالعنعنة. مكحول: هو الشامي، وابن محيريز: هو عبد الله. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 10/ 134. وأخرجه أبو داود (4411)، والترمذي (1513)، والنسائي 8/ 92 من طريقين عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وقال الترمذيُّ: حسن غريب! وقال النسائي: الحجاج بن أرطاة ضعيف ولا يحتج بحديثه. وهو في "مسند أحمد" (23946).

25 - باب العبد يسرق

فَطَهِّرْنِي، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالُوا: إِنَّا افْتَقَدْنَا جَمَلًا لَنَا، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُطِعَتْ يَدُهُ. قَالَ ثَعْلَبَةُ: أَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ وَقَعَتْ يَدُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي طَهَّرَنِي مِنْكِ، أَرَدْتِ أَنْ تُدْخِلِي جَسَدِي النَّارَ (¬1). 25 - بَابُ الْعَبْدِ يَسْرِقُ 2589 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ فَبِيعُوهُ وَلَوْ بِنَشٍّ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضدِف لجهالة عبد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري، فقد تفرد بالرواية عنه يزيد بن أبي حبيب. وابن لهيعة -واسمه عبد الله- وإن كان ضعيفًا لاحتراق كتبه واختلاطه، رواه عنه عبد الله بن وهب عند ابن قانع في "معجم الصحابة"، وروايته عنه قوية. ابن أبي مريم: هو سعيد بن الحكم، وثعلبة: هو ابن عمرو المدني. وأخرجه الطحاوي 3/ 168، والطبراني في "الكبير" (1385)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 121 من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وانظر في اعتراف السارق الحديثَ الآتي برقم (2597). (¬2) إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة، وقد تفرد به. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة الكوفي، وأبو عوانة: هو الوضاح اليشكري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو داود (4412)، والنسائي 8/ 91 من طريقين عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4839). قوله: "ولو بنش" قال في "النهاية": النشُّ: نصفُ الأوقية، وهو عشرون درهمًا، والأوقية: أربعون، وقيل: النش يُطلق على النصف من كل شيء.

26 - باب الخائن والمنتهب والمختلس

2590 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ رَقِيقِ الْخُمُسِ سَرَقَ مِنْ الْخُمُسِ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يَقْطَعْهُ وَقَالَ: "مَالُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، سَرَقَ بَعْضُهُ بَعْضًا" (¬1). 26 - بَابُ الْخَائِنِ وَالْمُنْتَهِبِ وَالْمُخْتَلِسِ 2591 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يُقْطَعُ الْخَائِنُ وَلَا الْمُنْتَهِبُ وَلَا الْمُخْتَلِسُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، جبارة بن المغلس وحجاج بن تميم ضعيفان. وأخرجه ابن عدي في ترجمة حجاج من "الكامل" 2/ 646، والبيهقي 8/ 282 و 9/ 100، والمزي في "تهذيب الكمال" 5/ 429 من طريق أبي يعلى، عن جبارة ابن المغلس، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (18873) عن عبد الله بن محرر، عن ميمون بن مهران مرسلًا. وعبد الله بن محرر متروك. وأخرجه البيهقي 8/ 282 من طريق الشافعي قال: قال أبو يوسف: أخبرنا بعضُ أشياخنا عن ميمون بن مهران عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره مرسلًا أيضًا. (¬2) حديث صحيح وهذا سند رجاله ثقات، وابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالسماع عند النسائي وغيره فانتفت شبهة تدليسه. وأبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي- قد تابعه عمرو بن دينار عند ابن حبان. وأخرجه أبو داود (4391 - 4393)، والترمذي (1514)، والنسائي 8/ 88 و 89 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال الترمذيُّ: حديث حسن صحيح. =

2592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَيْسَ عَلَى الْمُخْتَلِسِ قَطْعٌ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 8/ 88 و 89 من طرق عن أبي الزبير، به. وهو في "مسند أحمد" (15070) وفيه تفصيل الكلام على طرقه، و"صحيح ابن حبان" (4456). وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" (509)، ورجال إسناده ثقات. قوله: "الخائن" هو الذي يجحد حق الآخرين. و"المنتهب" هو الذي يعتمد القوة والغلبة ويأخذ عيانًا، و"المختلس" هو الذي يأخذ معاينة ويهرب. وهؤلاء الثلاثة ليس عليهم قطع لأنهم غير سُراق، قال المناوي: والله سبحانه أناط القطع بالسرقة. وقال ابن العربي في "العارضة" 6/ 228 - 229: أما الخائن فلأنه اؤتُمِنَ على المال ومُكِّن منه، فلم يكن مُحرَزًا عنه كالمودع عنده والمأذون له في دخول البيت، فإنه مأذون على ما فيه. وأما المنتهب، فإنه جاهَرَ، والسرقة معناها الخفاء والتستر على الأبصار والسماع. وأما المختلس، فإنه وإن كان سارقا لغةً، فليس بسارق عرفًا، ولكنه مجاهر لا يقصد الخلوات، ولا يترصَّد الغفلات إلا عن صاحب المال خاصة، وإنما يُراعى فعل السرقة على العموم. وانظر "شرح السنة" للبغوي 10/ 321 - 322، و"المغني" لابن قدامة 12/ 416. (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 25/ 425 من طريق محمَّد بن عاصم، بهذا الإسناد.

27 - باب: لا يقطع في ثمر ولا كثر

27 - بَابٌ: لَا يُقْطَعُ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ 2593 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو ابن عيينة، ويحمى ابن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه النسائي 8/ 87 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذيُّ (1515)، والنسائي 8/ 87 من طريق الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه أبو داود (4388) من طريق مالك، و (4389)، والنسائي 8/ 87 من طريق حماد بن زيد، والنسائي 8/ 87 من طريق سفيان الثوري ويحيى بن سعيد القطان وأبي معاوية الضرير -مفرقًا-، خمستهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن رافع بن خديج. وهذا إسناد منقطع بين محمَّد بن يحيى ورافع بن خديج. وأخرجه النسائي 8/ 88 من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن يحيى ابن سعيد، عن محمَّد بن يحيى، عن أبي ميمون، عن رافع. وقال: هذا خطأ، أبو ميمون لا أعرفه. وأخرجه أيضًا 8/ 88 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن يحيى بن سعيد، عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن رجل من قومه، عن عمة له، عن رافع. وأخرجه أيضًا 8/ 86 من طريق سلمة بن عبد الملك العَوصِيِّ، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر، عن رافع. وسلمة ربما أخطأ. وهو في "مسند أحمد" (15804)، و"صحيح ابن حبان" (4466). قوله: "كثر" هو جُمًّار النخل، وهو شحمه الذي وسط النخلة. "النهاية" =.

28 - باب من سرق من الحرز

2594 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا قَطْعَ فِي ثَمَرٍ وَلَا كَثَرٍ" (¬1). 28 - بَابُ مَنْ سَرَقَ مِنْ الْحِرْزِ 2595 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ نَامَ فِي الْمَسْجِدِ وَتَوَسَّدَ رِدَاءَهُ، فَأُخِذَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِهِ، فَجَاءَ بِسَارِقِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُقْطَعَ، فَقَالَ صَفْوَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أُرِدْ هَذَا، رِدَائِي عَلَيْهِ صَدَقَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَهَلَّا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ" (¬2). ¬

_ = وذهب الإمام أبو حنيفة إلى ظاهر هذا الحديث، فلم يوجب القطع في سرقة شيء من الفواكه الرطبة، سواء كانت محرزة أو غير محرزة. وأوجب الآخرون القطع في جميعها إذا كانت محرزة. وانظر تفصيل مذاهبهم وأدلتهم في "شرح السنة"10/ 319 - 320. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، هشام بن عمار كبر فصار يتلقن، وسعد بن سعيد المقبري ضعيف، وأخوه عبد الله بن سعيد متروك، ومتن الحديث صحيح من حديث رافع كما سلف قبله. (¬2) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على مالك وعلى الزهري كما هو مبيَّن في "المسند" (15303). وأخرجه أبو داود (4394)، والنسائي 8/ 68 - 70 من طرق عن صفوان بن أمية. وهذه الطرق فيها كلام مبيَّن في "المسند" بإسهاب، لكن يشدُّ بعضها بعضًا ويصح الحديث بمجموعها. =

2596 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الثِّمَارِ، فَقَالَ: "مَا أُخِذَ فِي أَكْمَامِهِ فَاحْتُمِلَ، فَثَمَنُهُ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، وَمَا كَانَ مِنْ الْجَرِانِ، فَفِيهِ الْقَطْعُ إِذَا بَلَغَ ذلك ثَمَنَ الْمِجَنِّ، وَإِنْ أَكَلَ وَلَمْ يَأْخُذْ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ" قَالَ: الشَّاةُ الْحَرِيسَةُ مِنْهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ثَمَنُهَا وَمِثْلُهُ مَعَهُ وَالنَّكَالُ، وَمَا كَانَ فِي الْمُرَاحِ، فَفِيهِ الْقَطْعُ، إِذَا كَانَ مَا يَأْخُذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (15303) و (15305) و (15356) و (15310)، و"شرح مشكل الآثار" (2384). (¬1) إسناده حسن. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة الكوفي. وأخرجه أبو داود (1710 - 1713) و (4390)، والترمذي (1334)، والنسائي 8/ 84 و 85 من طرق عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6683). قوله: "أكمامه" جمع كم بكسر الكاف، والكِمُّ: الغلاف يغطي الثمر والحب في الشجر والنخل والزرع، وكمُّ الخلة: ما غطى جُمّارها من السَّعَف والليف ووعاء الطَّلْع. قوله: "الجران" جمع جرين، وهو موضع يجمع فيه التمر ويجفف، والمقصود أنه لا بد من تحقق الحرز في القطع. قاله السندي. و"الحريسة" هي الشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها. قاله صاحب " النهاية". وثمن المجن حُدد في رواية حجاج بن أرطاة عند أحمد (6900)، ورواية محمَّد بن إسحاق عنده أيضًا (6687)، كلاهما عن عمرو بن شعيب، بإسناده، بعشرة دراهم. وهما مدلسان وروياه بالعنعنة. وقد روى البخاري (6795)، ومسلم (1685) من حديث ابن عمر: أن ثمن المجن الذي قطع فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثة دراهم. وانظر "فتح الباري" 12/ 106 - 108.

29 - باب تلقين السارق

29 - بَابُ تَلْقِينِ السَّارِقِ 2597 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُنْذِرِ مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ، يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِلِصٍّ، فَاعْتَرَفَ اعْتِرَافًا، وَلَمْ يُوجَدْ مَعَهُ الْمَتَاعُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ" قَالَ: بَلَى. ثُمَّ قَالَ: "مَا إِخَالُكَ سَرَقْتَ" قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَ، قال: "قُلْ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ" قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. قَالَ: "اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ" مَرَّتَيْنِ (¬1). 30 - بَابُ الْمُسْتَكْرَهِ 2598 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي المنذر مولى أبي ذر فلم يرو عنه غير إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وأخرجه أبو داود (4385)، والنسائي 8/ 67 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22508). وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الطحاوي 3/ 168، والبيهقي 8/ 275 - 276، وإسناده صحيح، إلا أن الإقرار فيه مرة واحدة. وفي المسألة خلاف بين أهل العلم، انظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي 3/ 168 - 170، و"المغني" لابن قدامة 12/ 464 - 465.

31 - باب النهي عن إقامة الحدود في المساجد

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتُكْرِهَتْ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَدَرَأَ عَنْهَا الْحَدَّ، وَأَقَامَهُ عَلَى الَّذِي أَصَابَهَا، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ جَعَلَ لَهَا مَهْرًا (¬1). 31 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِقَامَةِ الْحُدُودِ فِي الْمَسَاجِدِ 2599 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ؛ جَمِيعًا عَنْ إِسْمَاعِيل ابْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، الحجاج بن أرطاة مدلس ورواه بالععنة، ولم يسمع من عبد الجبار فبما قاله البخاري ونقله عنه الترمذيُّ في "العلل الكبير" 2/ 619، وعبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه وائل بن حجر، وإنما أدركه وهو صغير لا يعقل صلاته كما في "سنن أبي داود" (723). وأخرجه الترمذيُّ (1519) من طريق معمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب وليس إسناده بمتصل. وهو في "مسند أحمد" (18872). (¬2) حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم، وهو المكي. أبو حفص الأبار: هو عمر بن عبد الرحمن. وأخرجه الترمذيُّ (1459) من طريق إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث لا نعرفه بهذا الإسناد مرفوعًا إلا من حديث إسماعيل بن مسلم، وإسماعيل بن مسلم المكي قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قِبَلِ حفظه. وأخرجه الدارقطني (3279)، والحاكم 4/ 369، والبيهقي 8/ 69 من طريقين عن عمرو بن دينار، به. وهي -وإن لم تخل من مقال- يشدُّ بعضها بعضًا. =

32 - باب التعزير

2600 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ جَلْدِ الْحَدِّ فِي الْمسجد (¬1). 32 - بَابُ التَّعْزِيرِ 2601 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "لَا يُجْلَدُ أَحَدٌ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ، إِلَّا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ" (¬2). ¬

_ = وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، وهو الآتي بعده. وآخر من حديث حكيم بن حزام عند أحمد (15579)، وأبي داود (4490)، وروي موقوفًا أيضًا عند أحمد (15580)، وأسانيدها ضعيفة. وثالث من حديث جبير بن مطعم عند البزار (1565)، وفي إسناده الواقدي، وقال البزار: هذا أحسن إسناد يروى في ذلك، ولا نعلمه بإسناد متصل من وجه صحيح، وقد تكلم بعض أهل العلم في محمَّد بن عمر (يعني الوافدي) وضعفوا حديثه. (¬1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6848)، وأبو داود (4491)، والترمذي (1530)، والنسائي في "الكبرى" (7290) من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (7289) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، به، إلا أنه قال: عبد الرحمن بن فلان. =

33 - باب: الحد كفارة

2602 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُعَزِّرُوا فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ" (¬1). 33 - بَابٌ: الْحَدُّ كَفَّارَةٌ 2603 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ ¬

_ = وأخرجه البخاري (6850)، ومسلم (1708)، وأبو داود (4492) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، والنسائي (7291) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، كلاهما عن بكير، عن سيمان بن يسار، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه، عن أبي بردة، فزاد في إسناده جابرًا. قال الحافظ في "الفتح" 12/ 177: يحتمل أن عبد الرحمن سمع أبا بردة لمَّا حدَّث به أباه، وثبَّته فيه أبوه، فحدَّث به تارة بواسطة أبيه وتارة بغير واسطة. وأخرجه البخاري (6849)، والنسائي (7292) من طريق مسلم بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن جابر، عمن سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (15832)، و "صحيح ابن حبان" (4452) و (4453). وانظر أقوال الفقهاء في المسألة في "فتح الباري" 12/ 178. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، هشام بن عمار كبر فصار يتلقن، وعباد بن كثير متروك. وأخرجه العقيلي في ترجمة إبراهيم بن محمَّد الشامي من "الضعفاء" 1/ 65، والطبراني في "الأوسط" (7528) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وفي إسناده إبراهيم بن محمو الشامي وهو مجهول، وقد أنكره عليه العقيلي والذهبي. ويغني عنه ما قبله.

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَصَابَ مِنْكُمْ حَدًّا، فَعُجِّلَتْ لَهُ عُقُوبَتُهُ، فَهُوَ كَفَّارَتُهُ، ومن لا، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ" (¬1). 2604 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَصَابَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا عُوقِبَ بِهِ، فَاللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ، وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا، فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَاللَّهُ أَكْرَمُ أَنْ (¬2) يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي، وابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو الأشعث: هو شراحيل بن آده الصنعاني. وأخرجه مطولًا مسلم (1709) (43) من طريق خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا أيضًا البخاري (18)، ومسلم (1709) (41) و (42)، والترمذي (1505)، والنسائي 7/ 141 و 142 و 148 و 8/ 108 من طريق الزهري، عن أبي إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله، عن عبادة. وهو في "مسند أحمد" (22669)، و"شرح مشكل الآثار" (2184) و (2390). (¬2) في المطبوع: من أن. (¬3) إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي، وهو صحابي. وأخرجه الترمذيُّ (2814) من طريق حجاج بن محمَّد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (775)، و"شرح مشكل الآثار" (2181). وله طريق آخر عن علي بنحوه عند أحمد (649)، وإسناده حسن في المتابعات. ويشهد له ما قبله.

34 - باب الرجل يجد مع امرأته رجلا

34 - بَابُ الرَّجُلِ يَجِدُ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا 2605 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدِينِيُّ أَبُو عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَجِدُ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا". قَالَ سَعْدٌ: بَلَى، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالْحَقِّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْمَعُوا مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، وقد توبع. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه مسلم (1498) (14)، وأبو داود (4532) من طريق الدراوردي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1498) (15)، وأبو داود (4533)، والنسائي في "الكبرى" (7293) من طريق مالك، ومسلم (1498) (16) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وزاد سليمان في روايته: إن كنتُ لأعاجلُه بالسيف قبل ذلك، فقال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسمعوا ما يقول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغيرُ منه، والله أغيرُ مني". وهو في "مسند أحمد" (10007)، و"صحيح ابن حبان" (4282) و (4409). وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (2671)، وسلف عند المصنف (2067). وعن المغيرة عند البخاري (7416)، ومسلم (1499)، وقد أخرجه البخاري تحت باب: من رأى مع امرأته رجلًا فقتله. قال الحافظ في "الفتح" 12/ 174: كذا أطلق ولم يبيِّن الحكم، وقد اختلف فيه، فقال الجمهور: عليه القودُ، وقال أحمد وإسحاق: إن أقام بينة أنه وجده مع امرأته هدر دمه، وقال الشافعي: يسعه فيما بينه وبين الله قتل الرجل إن كان ثيبا وعلم =

2606 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْفَضْلِ بْنِ دَلْهَمٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي ثَابِتٍ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ حِينَ نَزَلَتْ آيَةُ الْحُدُودِ -وَكَانَ رَجُلًا غَيُورًا-: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ وَجَدْتَ مَعَ امْرَأَتِكَ (¬1) رَجُلًا، أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: كُنْتُ ضَارِبَهُمَا بِالسَّيْفِ، أَنْتَظِرُ حَتَّى أَجِيءَ بِأَرْبَعَةٍ؟ إِلَى مَا ذَاكَ قَدْ قَضَى حَاجَتَهُ وَذَهَبَ، أَوْ أَقُولُ: رَأَيْتُ كَذَا وَكَذَا، فَتَضْرِبُونِي الْحَدَّ وَلَا تَقْبَلُوا لِي شَهَادَةً أَبَدًا، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "كَفَى بِالسَّيْفِ شَاهِدًا". ثُمَّ قَالَ: "لَا، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَتَايعَ فِي ذَلِكَ السَّكْرَانُ وَالْغَيْرَانُ" (¬2). ¬

_ = أنه نال منها ما يوجب الغسل، ولكن لا يسقط عنه القودُ في ظاهر الحكم. وقد أخرج عبد الرزاق (17921) بسند صحيح إلى هانئ بن حزام أنه وجد مع امرأته رجلًا فقتلهما، فكتب عمر كتابا في العلانية أن يقيدوه به، وكتابًا في السر أن يعطوه الدية. وقال ابن المنذر: جاءت الأخبار عن عمر في ذلك مختلفة، وعامة أسانيدها منقطعة، وقد ثبت عن علي أنه سئل عن رجل قتل رجلًا وجده مع امرأته، فقال: إن لم يأت بأربعة شهداء وإلا فليعط برمته. رواه عبد الرزاق (17915) و (17916). قال الشافعي: وبهذا نأخذ، ولا نعلم لعلي مخالفًا في ذلك. وانظر "المغني" 11/ 461 - 462. (¬1) في (س) و (م): مع أم ثابت. (¬2) إسناده ضعيف، الفضل بن دلهم ليَّن، وقبيصة بن حريث، قال فيه البخاري: في حديثه نظر، وقال النسائي: لا يصح حديثه، وجهَّله ابن القطان. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. وأخرجه أبو داود (4417) من طريق الفضل بن دلهم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (17918) عن معمر، عن كثير بن زيد، عن الحسن مرسلًا.

35 - باب من تزوج امرأة أبيه من بعده

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن ماجه: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيِّ، وَفَاتَنِي مِنْهُ. 35 - بَابُ مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ 2607 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (ح) وَحَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ جَمِيعًا عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَرَّ بِي خَالِي -سَمَّاهُ هُشَيْمٌ فِي حَدِيثِهِ: الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو- وَقَدْ عَقَدَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِوَاءً، فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ (¬1). 2608 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي الْحُسَيْنِ الْجُعْفِيِّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مَنَازِلَ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لاضطرابه، كما هو مبيَّن بتوسع في "المسند" (18557). وأخرجه الترمذيُّ (1413) من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4457)، والنسائي 6/ 109 من طريقين عن عدي بن ثابت، به. وأخرجه أبو داود (4456) من طريق مطرف بن طريف، عن أبي الجهم سليمان بن جهم، عن البراء. وانظر ألفاظهم فإن بينها اضطرابًا واختلافًا. وهو في "مسند أحمد" (18557) و (18579)، و"صحيح ابن حبان" (4112).

36 - باب من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ وَأُصَفِّيَ مَالَهُ (¬1). 36 - بَابُ مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ 2609 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الضَّيْفِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ (¬1) محمَّد بن عبد الرحمن الجعفي صدوق له غرائب، وقد أخطأ في هذه الرواية في موضعين: الأول: في قوله: "عن أبيه: بعثني" وإنما هو: "عن أبيه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث أباه جد معاوية" كما في رواية سائر أصحاب يوسف عنه. والثاني: في قوله: "وأصفي ماله" وإنما هو: "وأخمَّس ماله" كما في رواية الجماعة عن يوسف أيضًا. وباقي رجال الإسناد ثقات غير خالد بن أبي كريمة ففيه كلام يحطه عن رتبة الثقة. وقد اختلف في إسناده على يوسف بن منازل: فأخرجه النسائي في "الكبرى" (7186)، والطحاوي 3/ 150، والبيهقي 8/ 208، والمزي في ترجمة يوسف بن منازل من "تهذيب الكمال" 32/ 462 من طرق عن يوسف بن منازل، بهذا الإسناد. فأخرجه الطحاوي 3/ 148 و 149 عن فهد بن سليمان، عن يوسف بن منازل، عن حفص بن غياث، عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن البراء. وتابع يوسف بن منازل عن عبد الله بن إدريس عبدُ الله بن وضاح، أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند ابن عباس (896)، والمزي في ترجمة خالد ابن أبي كريمة من "تهذيب الكمال" 8/ 158، وعبد الله بن وضاح روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وتبعه الذهبي، وقال ابن حجر: مقبول. وانظر أقوال الفقهاء في المسألة في "شرح معاني الآثار" 3/ 148 - 151، و"المغني" 12/ 341 - 343، و "شرح السنة" 7/ 304 - 306.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ انْتَسَبَ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (¬1). 2610 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا وَأَبَا بَكْرَةَ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَى قَلْبِي مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، ابن أبي الضيف -واسمه محمَّد، وإن كان مجهول الحال- متابع، وشيخه عبد الله بن عثمان بن خثيم صدوق احتج به مسلم وأصحاب السُّنن. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 727، وأحمد (3037)، وأبو يعلى (2540)، وابن حبان (417)، والطبراني (12475) من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن عثمان، بهذا الإسناد. وأخرج نحوه أحمد (2921)، والدارمي (2864)، والطبراني (3011)، وابن عدي في ترجمة شهر من "الكامل" 4/ 1357 من طريق شهر بن حوشب، عن ابن عباس. وشهر بن حوشب ضعيف يعتبر به. وللحديث شواهد ذكرناها في "المسند". (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل، وسعد: هو ابن أبي وقاص، وأبو بكرة: هو نفيع بن الحارث. وأخرجه البخاري (4326)، ومسلم (63)، وأبو داود (5113) من طريقين عن أبي عثمان النهدي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1454) و (1504)، و "شرح مشكل الآثار" (4271)، و "صحيح ابن حبان" (4271).

37 - باب من نفى رجلا من قبيلته

2611 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، لَمْ يَرَحْ ريح الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ" (¬1). 37 - بَابُ مَنْ نَفَى رَجُلًا مِنْ قَبِيلَتِهِ 2612 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَيَّانَ، أخبرنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ عَنْ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي وَفْدِ كِنْدَةَ، وَلَا يَرَوْنِي أَفْضَلَهُمْ (¬2)، فَقُلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْتُمْ مِنَّا؟ قَالَ: "نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا". ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن الصباح: هو الجرجرائي، وسفيان: هو ابن عيينة، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الطالسي (2274)، وأحمد (6592) و (6843)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 347 من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن مجاهد، بهذا الإسناد. وعندهم جميعًا: "مسيرة سبعين عامًا". (¬2) في (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: إلا أفضلهم.

38 - باب المخنثين

قَالَ: فَكَانَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ يَقُولُ: لَا أُوتَى بِرَجُلٍ نَفَى رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ (¬1). 38 - بَابُ الْمُخَنَّثِينَ 2613 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ الْجُرْجَانِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ بِشْرَ بْنَ نُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَاءَه عَمْرُو بْنُ قُرَّةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ عَلَيَّ الشِّقْوَةَ، فَمَا أُرَانِي أُرْزَقُ إِلَّا مِنْ دُفِّي بِكَفِّي، فَأْذَنْ لِي فِي الْغِنَاءِ فِي غَيْرِ فَاحِشَةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا آذَنُ لَكَ، وَلَا كَرَامَةَ، وَلَا نُعْمَةَ عَيْنٍ، كَذَبْتَ ¬

_ (¬1) إسناده حسن، مسلم بن هيصم: روى عنه جمع، وأخرج له مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يجرحه أحد، فمثله يكون حسن الحديث. وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (161)، والطيالسي (1049)، وأحمد (21839)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (897) و (2425)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 60، والطبراني (645)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة " (929)، والضياء في "المختارة" (1488) و (1489)، والمزي في ترجمة عقيل بن طلحة من "تهذيب الكمال" 20/ 238 - 239 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قوله: "ألستم منا" قال السندي في حاشيته على "المسند": قيل: قال ذلك لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانت له جدة من كندة، هي أم كلاب بن مرة. وقوله: "لا نقفو أمنا" أي: لا نتبع الأمهات في الانتساب ونترك الآباء، بل نسبنا إلى الآباء دون الأمهات دائمًا، وقيل: معناه: لا نتهمها ولا نقذفها، من: قفاه: إذا قذفه بما ليس فيه.

أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، لَقَدْ رَزَقَكَ اللَّهُ طَيِّبًا حَلَالًا، فَاخْتَرْتَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ رِزْقِهِ مَكَانَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ مِنْ حَلَالِهِ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، قُمْ عَنِّي، وَتُبْ إِلَى اللَّهِ، أَمَا إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ بَعْدَ التَّقْدِمَةِ إِلَيْكَ، ضَرَبْتُكَ ضَرْبًا وَجِيعًا، وَحَلَقْتُ رَأْسَكَ مُثْلَةً، وَنَفَيْتُكَ مِنْ أَهْلِكَ، وَأَحْلَلْتُ سَلَبَكَ نُهْبَةً لِفِتْيَانِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ". فَقَامَ عَمْرٌو وَبِهِ مِنْ الشَّرِّ وَالْخِزْيِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَؤُلَاءِ الْعُصَاةُ، مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ بِغَيْرِ تَوْبَةٍ، حَشَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا مُخَنَّثًا عُرْيَانًا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ النَّاسِ بِهُدْبَةٍ، كُلَّمَا قَامَ صُرِعَ" (¬1). 2614 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا، فَسَمِعَ مُخَنَّثًا وَهُوَ يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ: إِنْ يَفْتَحْ اللَّهُ الطَّائِفَ غَدًا، دَلَلْتُكَ عَلَى امْرَأَةٍ تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) موضوع، يحيى بن العلاء وشيخه بشر بن نمير متهمان بالوضع والكذب. وأخرجه الطبراني (17342)، وابن عدي في ترجمة يحيى من "الكامل" 7/ 2655، والمزي في ترجمة بشر من "تهذيب الكمال" 4/ 158 - 159 من طريق عبد الرزاق. بهذا الإسناد. قوله: "ونعمة عين" قال في "النهاية": أي: قُرَّة عين. (¬2) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وعروة: هو ابن الزبير. وقد سلف برقم (1902)، وسلف تخريجه هناك.

أبواب الديات

أَبْوَابُ الدِّيَاتِ 1 - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي قَتْلِ مُسْلِمٍ ظُلْمًا 2615 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه البخاري (6533) و (6864)، ومسلم (1678)، والترمذي (1454) و (1455)، والنسائي 7/ 83 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/ 83 و 84 من طريقين عن الأعمش، به موقوفًا. قال الدارقطني في "العلل" 5/ 91: حديث أبي وائل عن عبد الله صحيح، ويشبه أن يكون الأعمش كان يرفعه مرة، ويقفه أخرى. والله أعلم. وأخرجه النسائي 7/ 84 عن أحمد بن حرب، عن أبي معارية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل مرسلًا. وأحمد بن حرب صدوق، وقد خالفه محمَّد بن العلاء -وهو ثقة- فرواه عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود موقوفًا. وأخرجه النسائي 7/ 83 - 84 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله موقوفًا. وإبراهيم هذا ثقة يغرب، وقد أدخل حديثًا في حديث، فهذا المتن يرويه الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود، ثم يروي عن شقيق عن عمرو بن شرحبيل زيادة موقوفة عليه كما في "علل الحديث" لابن أبي حاتم 2/ 221. =

2616 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ" (¬1). 2617 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْأَزْهَرِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ" (¬2). 2618 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (3674)، و"صحيح ابن حبان" (7344). وانظر ما سيأتي برقم (2617). (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. مسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (3335)، ومسلم (1677)، والترمذي (2866)، والنسائي 7/ 81 - 82 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وتحرف عبد الله بن مرة في المطبوع من "المجتبى" إلى عبد الرحمن بن مرة، وجاء على الصواب في "السُّنن الكبرى" (3447) و (11077). وهو في "مسند أحمد" (3635) و (4092)، و"شرح مشكل الآثار" (1543)، و"صحيح ابن حبان" (5983). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. عاصم: هو ابن أبي النجود. وأخرجه النسائي 7/ 83 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد. وقد سلف بإسناد صحيح عند المصنف برقم (2615).

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، لَمْ يَتَنَدَّ بِدَمٍ حَرَامٍ، دَخَلَ الْجَنَّةَ" (¬1). 2619 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ الْجُوْزَجَانِيِّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح إن ثبت سماع عبد الرحمن بن عائذ من عقبة بن عامر، وقد جزم البوصيري في "مصباح الزجاجة" بسماعه منه، وذكر البخاري وأبو حاتم أنه يروي عن رجل عن عقبة. قلنا: وسماعه منه محتمل، فإن عبد الرحمن قديم المولد حتى عدَّه بعضهم في الصحابة، وقد روى عن جماعة من الصحابة، وهو شامي، وعقبة بن عامر نزل الشام وتوفي سنة 58 هـ. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 358، وأحمد (17339) و (17381)، والطبراني 17/ (936) و (969)، والحاكم 4/ 351 - 352 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وزاد أحمد في الموضع الأول: "من أي باب شاء". وأخرجه الطبراني (2285) من طريق الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، والحاكم 4/ 352 من طريق القاسم بن الوليد الهمداني، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله مرفوعًا. قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": الأول أصح، يعني حديث عقبة. وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني (11192)، ولفظه: "من لقي الله لا يشرك به شيئًا ولا يقتل نفسًا، لقي الله وهو خفيف الظهر، وفي إسناده عبد الله ابن لهيعة وهو حسن الحديث في الشواهد. وفي باب دخول الجنة لمن لقي الله لا يشرك به شيئًا عن جماعة من الصحابة، انظر أحاديثهم في "المسند" عند الحديث (6586). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد وهم فيه ابن ماجه في قوله: "حدثنا مروان بن جناح" وصوابه: "روح بن جناح". نبه عليه المزي في ترجمة روح من "تهذيب =

2620 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ ولو (¬1) بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ" (¬2). ¬

_ = الكمال" 9/ 237 فقال: ولا نعلم أحدًا قال فيه: "عن مروان بن جناح" غيرَ ابنِ ماجه، وذلك مِن أوهامه. والله أعلم. قلنا: وروح بن جناح ضعيف. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 23، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 237. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5343) من طريق عبدان بن محمَّد المروزي، و (5345) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان، ثلاثتهم عن هشام بن عمار، عن الوليد، حدثنا روح بن جناح، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في ترجمة روح من"الكامل" 3/ 1004، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5344)، عن عبدان الأهوازي، عن هشام بن عمار وسليمان ابن أحمد الواسطي، عن الوليد، به. وأخرجه ابن عدي 3/ 1004 من طريق موسى بن عامر المُري وعبد السلام بن عتيق، عن الوليد بن مسلم، به. وتحرف موسى بن عامر في المطبوع من "الكامل" إلى موسى بن عمار. وأخرجه ابن عدي 3/ 1003، والبيهقي (5344) من طريقين عن هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن مجاهد، عن البراء. وغلط ابن عدي هذه الرواية. وله شاهد من حديث بريدة عند النسائي 7/ 83، وإسناده حسن في الشواهد. وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند الترمذيُّ (1452) و (1453)، والنسائي 7/ 82 و 83، وروي مرفوعًا وموقوفًا. ورجح البخاري والترمذي الموقوف. (¬1) لفظة "ولو" ليست في (ذ) و (م) ومطبوعة فؤاد عبد الباقي. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، يزيد بن زياد -أو ابن أبي زياد الشامي- متروك. =

2 - باب هل لقاتل مؤمن توبة؟

2 - بَابُ هَلْ لِقَاتِلِ مُؤْمِنٍ تَوْبَةٌ؟ 2621 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: منْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى؟ قَالَ: وَيْحَهُ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى؟ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يَجِيءُ الْقَاتِلُ، وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ، يَقُولُ: رَبِّ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي؟ " وَاللَّهِ، لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّكُمْ، ثُمَّ مَا نَسَخَهَا بَعْدَمَا أَنْزَلَهَا (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 23، والعقيلي في ترجمة يزيد بن زياد من "الضعفاء" 4/ 381، وابن عدي في ترجمته من "الكامل" 7/ 2714، والبيهقي 8/ 22 من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عمر عند ابن حبان في "المجروحين" 2/ 75، وأبي نعيم في "الحلية" 5/ 74. وفي إسناد ابن حبان عمرو بن محمَّد الأعسم اتهمه ابن حبان وغيره، وفي إسناد أبي نعيم حكيم بن نافع، وهو منكر الحديث. وعن ابن عباس عند الطبراني (11102)، وفي إسناده عبد الله بن خراش وهو ضعيف، واتهمه بعضهم. وعن أبي سعيد الخدري عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 350، وفي إسناده محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، كذبه عبد الله بن أحمد بن حنبل ووثقه غيره، وفيه أيضًا عطية العوفي. وعن ابن عمر عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 152 و 264 و 313، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5346)، وأسانيدهم لا تخلو من متروك أو مجهول. وعن سعيد بن المسيب مرسلًا عند نعيم بن حماد في "الفتن" (484) و (494)، وفي إسناده الأحوص بن حكيم العنسي الحمصي، وهو ضعيف. (¬1) إسناده صحيح. عمار الدهني: هو ابن معاوية. وأخرجه النسائي 7/ 85 و 8/ 63 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =

2622 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ¬

_ = وأخرجه الترمذيُّ (3278)، والنسائي 7/ 87 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (1941). وأخرج قول ابن عباس في الآية أنها غير منسوخة دون المرفوع البخاري (4590)، ومسلم (3023)، وأبو داود (4275)، والنسائي 7/ 85 و 86 و 8/ 62 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. قوله: "لقد أنزلها الله" يعني قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]. وقوله: "وأنى له الهدى" وفي رواية عمرو بن دينار عن ابن عباس: "وأنى له التوبة"، قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 18/ 159: هذا هو المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما، وروي عنه أن له توبة، وجواز المغفرة له، لقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، وهذه الرواية الثانية هي مذهبُ جميع أهل السنة والصحابة والتابعين ومن بعدهم. وقال الحافظ في "الفتح" 8/ 496: وقد حمل جمهورُ السلف، وجميع أهل السنة ما ورد في ذلك على التغليظ، وصححوا توبة القاتل كغيره، وقالوا معنى قوله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} أي: إن شاء الله أن يجازيه تمسكا بقوله تعالى في سورة النساء أيضًا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] ومن الحجة في ذلك حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم أتى تمام المئة، الذي يأتي بعد هذا عند المصنف. وقال السندي في حاشيته على "سنن النسائي" 7/ 85: لكن الناس يرون قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} مقيدًا بالموت بلا توبة، ويقولون بعد ذلك بأن المراد بالخلود طولُ المكث، وبأن هذا بيان ما يستحقه بعمله، كما يشير إليه قوله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} ثم أمره إليه تعالى إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه، وبأن هذا في المُستحِل، ولهم في ذلك متمسَّكات من الكتاب والسنة. والله تعالى أعلم.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي: "إِنَّ عَبْدًا قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: بَعْدَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَفْسًا! قَالَ: فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَتَلَهُ، فَأَكْمَلَ بِهِ الْمِئَةَ، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهُ التَّوْبَةُ، فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ اخْرُجْ مِنْ الْقَرْيَةِ الْخَبِيثَةِ الَّتِي أَنْتَ بِهَا، إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ، قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا، فَاعْبُدْ رَبَّكَ فِيهَا، فَخَرَجَ يُرِيدُ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ، فَعَرَضَ لَهُ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، قَالَ إِبْلِيسُ: أَنَا أَوْلَى بِهِ، إِنَّهُ لَمْ يَعْصِنِي سَاعَةً قَطُّ. قَالَ: فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: إِنَّهُ خَرَجَ تَائِبًا". قَالَ هَمَّامٌ: فَحَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلَكًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَيْهِ ثُمَّ رَجَعُوا. فَقَالَ: انْظُرُوا أَيَّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَتْ أَقْرَبَ، فَأَلْحِقُوهُ بِأَهْلِهَا. قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ احْتَفَزَ بِنَفْسِهِ فَقَرُبَ مِنْ الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ، وَبَاعَدَ مِنْهُ الْقَرْيَةَ الْخَبِيثَةَ، فَأَلْحَقُوهُ بِأَهْلِ الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو. =

3 - باب من قتل له قتيل فهو بالخيار بين إحدى ثلاث

[قال أبو الحسن ابن القطان: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ إِسْمَاعِيل الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 3 - بَابُ مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ 2623 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ (ح) وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ (¬2)، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ؛ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ - وَاسْمُهُ سُفْيَانُ- ¬

_ = وأخرجه البخاري (3470)، ومسلم (2766) من طريقين عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11154)، و"صحيح ابن حبان" (611) و (615). قوله: "فبعث الله ملكا ... " مرسل من رواية أبي رافع -وهو نفيع الصائغ-، وقد جاء مرفوعًا عند مسلم من طريق هشام، عن قتادة، به، بلفظ: "فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم". وقوله: "لما حضره الموت ... " مرسل من رواية الحسن البصري، وقد جاء مرفوعًا عند البخاري ومسلم من طريق شعبة، عن قتادة، به، بنحو هذا اللفظ. قوله: "فانتضى" أي: أخرجه من غمده. وقوله: "الخبيثة" أي: التي لا خير فيها في حق هذا الرجل. وقوله: "احتفز بنفسه" الباء للتعدية، أي: دفع بنفسه إلى القرية الصالحة ليقرب منها بشئ، وهذا دليل على صدقه في عزيمته. (¬1) زيادة القطان هذه ليست في أصولنا العتيقة، وهي مثتة في بعض النسخ المتأخرة. (¬2) في (ذ) ومطبوعة فؤاد عبد الباقي: "وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة" قالا: حدثنا جرير وعبد الرحيم" والمثبت من (س) و (م)، وهو الموافق لرواية أبي بكر بن أبي شيبة في "المصنف".

عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أُصِيبَ بِدَمٍ أَوْ خَبْلٍ -وَالْخَبْلُ: الْجراحُ- فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ، فَإِنْ أَرَادَ الرَّابِعَةَ، فَخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ: أَنْ يَقْتُلَ أَوْ يَعْفُوَ أَوْ يَأْخُذَ الدِّيَةَ، فَمَنْ فَعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَعَادَ، فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" (¬1). 2624 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَقْتُلَ وَإِمَّا أَنْ يُفْدَى" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف سفيان بن أبي العوجاء السلمي، وباقي رجاله ثقات، غير محمَّد بن إسحاق فصدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند الطحاوي 1/ 175. وأخرجه أبو داود (4496) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16375)، و"شرح مشكل الآثار" (4904) و (4905). قوله: "أوخَبل" قال ابن الأثير في "النهاية": الخَبل بسكون الباء: فساد الأعضاء، أي: من أصيب بقتل نفس أو قطع عضو، يقال: بنو فلان يُطالبون بدماء وخبل، أي: بقطع يد أو رجل. (¬2) إسناده صحيح. الوليد: هو ابن مسلم، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (112)، ومسلم (1355)، وأبو د اود (4505)، والترمذي (1463)، والنسائي 8/ 38 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/ 38 من طريق يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (7242)، و"صحيح ابن حبان" (3715).

4 - باب من قتل عمدا فرضي بالدية

4 - بَابُ مَنْ قتل عَمْدًا فَرضِيَ بِالدِّيَةِ 2625 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ حَدَّثَنِي أَبِي وَعَمِّي، وَكَانَا شَهِدَا حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَا: صَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الظُّهْرَ، ثُمَّ جَلَسَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ -وَهُوَ سَيِّدُ خِنْدِفٍ- يَرُدُّ عَنْ دَمِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ، وَقَامَ عُيَيْنَةُ ابْنُ حِصْنٍ يَطْلُبُ بِدَمِ عَامِرِ بْنِ الْأَضْبَطِ، وَكَانَ أَشْجَعِيًّا: فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: تَقْبَلُونَ الدِّيَةَ؟ فَأَبَوْا، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا شَبَّهْتُ هَذَا الْقَتِيلَ، فِي غُرَّةِ الْإِسْلَامِ، إِلَّا كَغَنَمٍ وردت فرُمِيَت فَنَفَرَ آخِرُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَكُمْ خَمْسُونَ فِي سَفَرِنَا، وَخَمْسُونَ إِذَا رَجَعْنَا" فَقَبِلُوا الدِّيَةَ (¬1). 2626 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَتَلَ عَمْدًا، دُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ، فَإِنْ شَاؤوا قَتَلُوا، وَإِنْ شَاؤوا أَخَذُوا الدِّيَةَ، وَذَلِكَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة زيد بن ضميرة، فقد تفرد بالرواية عنه محمَّد بن جعفر، واختلف في اسمه، ففي رواية أحمد: زياد بن ضمرة، وفي رواية أبي داود: زياد بن ضميرة، وفي رواية المصنف هنا: زيد بن ضميرة. وأخرجه أبو داود (4503) من طريقين عن محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21081) و (23879). قوله: "خندِف" اسم قبيلة. و"غرة الإسلام" أي: أوله، كغرة الشهر لأوله.

5 - باب دية شبه العمد مغلظة

ثَلَاثُونَ حِقَّةً وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، وَذَلِكَ عَقْلُ الْعَمْدِ، ومَا صُولِحُوا عَلَيْهِ فَهُوَ لَهُمْ، وَذَلِكَ تَشْدِيدُ الْعَقْلِ" (¬1). 5 - بَابُ دِيَةِ شِبْهِ الْعَمْدِ مغَلَّظَةً 2627 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "قَتِيلُ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ، قَتِيلُ السَّوْطِ وَالْعَصَا، مِائَةٌ مِنْ الْإِبِلِ، أَرْبَعُونَ مِنْهَا (¬2) فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. خالد -وهو ابن يزيد السلمي- وسليمان بن موسى صدوقان حسنا الحديث. وأخرجه أبو داود (4506)، والترمذي (1444) من طريق محمَّد بن راشد، بهذا الإسناد. وقال الترمذيُّ: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (6717). قوله: "حِقة" هي ما دخل في السنة الرابعة من الإبل. والجذعة: هي ما دخل في السنة الخامسة من الإبل. والخَلِفة: هي الحامل من النوق. (¬2) زاد في المطبوع بعد قوله: "أربعون منها": "خَلِفة"، وليست في أصولنا الخطية. (¬3) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه النسائي 8/ 40 عن محمَّد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/ 40 - 41 من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، و 8/ 42 من طريق حميد الطويل، كلاهما عن القاسم بن ربيعة مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (6533)، و"شرح مشكل الآثار" (4946). وانظر ما بعده.

2627م- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). 2628 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ جُدْعَانَ سَمِعَهُ مِنْ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ قَتِيلَ الْخَطَأ، قَتِيلَ السَّوْطِ وَالْعَصَا: فِيهِ مِئَةٌ مِنْ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا، أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَدَمٍ، تَحْتَ قَدَمَيَّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (4547) و (4548) و (4588) و (4589)، والنسائي 8/ 41 من طريقين عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/ 41 من طرق عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس (وفي بعض الروايات: يعقوب بن أوس)، عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وعقبة بن أوس ويعقوب بن أوس رجل واحد كما قال ابن معين فيما نقله عنه البيهقي في "السُّنن" 8/ 69، والصحابي المبهم هو عبد الله بن عمرو. وأخرجه النسائي 8/ 41 من طريق ابن أبي عدي، عن خالد الحذاء، عن القاسم، عن عقبة مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (15388)، و "صحيح ابن حبان" (6011). وانظر ما قبله. قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 410: هو حديث صحيح من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص، ولا يضره الاختلاف الذي وقع فيه، وعقبة بن أوس بصري تابعي ثقة.

6 - باب دية الخطأ

هَاتَيْنِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِدَانَةِ الْبَيْتِ وَسِقَايَةِ الْحَاجِّ، أَلَا إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُهُمَا لِأَهْلِهِمَا كَمَا كَانَا" (¬1). 2629 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ جَعَلَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا (¬2). 6 - باب دية الخطأ 2630 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عن جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قُتِلَ خَطَأً، فَدِيَتُهُ مِنْ الْإِبِلِ ثَلَاثُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ وَثَلَاثُونَ بنت لَبُونٍ وَثَلَاثُونَ حِقَّةً وَعَشَر ¬

_ (¬1) صحيح من حديث عبد الله بن عمرو، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد خالفه أيوب وخالد كما في الحديثين السالفين قبله، فقد روياه عن القاسم بن ربيعة من حديث عبد الله بن عمرو. وأخرجه أبو داود (4549)، والنسائي 8/ 42 من طريق علي بن زيد بن جدعان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4583). (¬2) صحيح مرسلًا، وهذا إسناد فيه محمَّد بن مسلم -وهو الطائفي -وهو صدوق حسن الحديث، إلا أنه يخطى أحيانًا، وقد انفرد بوصله، وخالفه مَن هو أوثق منه فرواه مرسلًا كما سيأتي. وقال أبو حاتم كما في "علل الحديث" لابنه 1/ 463: المرسل أصح. وأخرجه أبو داود (4546)، والترمذي (1445)، والنسائي 8/ 44 من طريق محمَّد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذيّ (1446)، والنسائي 8/ 44 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة مرسلًا.

بَنِي لَبُونٍ"، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَوِّمُهَا عَلَى أَهْلِ الْقُرَى أَرْبَعَ مِئَةِ دِينَارٍ، أَوْ عَدْلَهَا مِنْ الْوَرِقِ، وَيُقَوِّمُهَا عَلَى أَزْمَانِ الْإِبِلِ، إِذَا غَلَتْ رَفَعَ في ثَمَنَهَا، وَإِذَا هَانَتْ نَقَصَ مِنْ ثَمَنِهَا عَلَى نَحْوِ الزَّمَانِ مَا كَانَ، فَبَلَغَ قِيمَتُهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِ مِئَةِ دِينَارٍ إِلَى ثَمَان مِئَةِ دِينَارٍ، أَوْ عَدْلَهَا مِنْ الْوَرِقِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ مَنْ كَانَ عَقْلُهُ فِي الْبَقَرِ، عَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِئَتَيْ بَقَرَةٍ، وَمَنْ كَانَ عَقْلُهُ فِي الشَّاءِ، عَلَى أَهْلِ الشَّاءِ أَلْفَيْ شَاةٍ (¬1). 2631 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قضى (¬2) رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي دِيَةِ الْخَطَأ عشرين حِقَّةً، وَعِشْرُينَ جَذَعَةً، وَعِشْرين بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرُينَ بِنْتَ لَبُونٍ، وَعِشْرينَ بَنِي مَخَاضٍ ذُكُورٌ (¬3) (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وأخرجه مطولًا ومختصرًا أبو داود (4541) و (4564)، والنسائي 8/ 42 - 43 من طريق محمَّد بن راشد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6663). وأخرجه أبو داود (4542) من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به، مختصرًا بقيمة الدية على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (¬2) في الأصول: قال، وما أثبتناه من "المسند" وغيره. (¬3) لفظة: "ذكور" سقطت من (ذ) و (م). (¬4) إسناده ضعيف، خشف من مالك لم يرو عنه غير زيد بن جبير، وجهَّله الدارقطني وابن عبد البر والبيهقي والخطابي، ووثقه النسائي وابن حبان. والصحيح وقفه على ابن مسعود. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4545)، والترمذي (1442) و (1443)، والنسائي 8/ 43 - 44 من طريق الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله موقوفًا. وقال أبو داود: وهو قول عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (3635) و (4303). وأخرجه موقوفًا عبد الرزاق (17238)، وابن أبي شيبة 9/ 134، والطبراني (9730)، من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله ابن مسعود من قوله. وإبراهيم لا يرسل عن عبد الله إلا ما كان متصلًا عنه من طرق. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 134 من طريق سفيان الثوري، والبيهقي 8/ 74 من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن علقمة، عن ابن مسعود من قوله. وأبو إسحاق قيل: إنه لم يسمع من علقمة. وأخرجه البيهقي 8/ 75 من طريق سليمان التيمي، عن أبي مجلز لاحق بن حميد، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه من قوله. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. قال البيهقي 8/ 75: هذا هو المعروف عن عبد الله بهذه الأسانيد، وقد روى بعض حفاظنا وهو الشيخ أبو الحسن الدارقطني هذه الأسانيد عن عبد الله، وجعل مكان بني المخاض بني اللبون وهو غلط منه، وقد رأيته في كتاب محمَّد بن إسحاق ابن خزيمة وهو إمام في رواية وكيع عن سفيان بإسناديه كذلك بني لبون، وفي رواية سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود كذلك بني لبون. ورواه من حديث يحيى يعني ابن أبي زائدة، عن أبيه وغيره، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن ابن مسعود بني مخاض، فإن كان ما روياه محفوظًا فهو الذي نميل إليه، وصارت الرواية فيه عن ابن مسعود متعارضة، ومذهب عبد الله مشهور في بني المخاض. قلنا: رواية الدارقطني من طريق أبي مجلز في "سننه" برقم (3361) و (3362)، ومن طريق إبراهيم برقم (3365). =

7 - باب الدية على العاقلة فإن لم يكن عاقلة ففي بيت المال

2632 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَعَلَ الدِّيَةَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} [التوبة: 74]. قَالَ: بِأَخْذِهِمْ الدِّيَةَ (¬1). 7 - بَاب الدِّيَةُ عَلَى الْعَاقِلَةِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَاقِلَةٌ فَفِي بَيْتِ الْمَالِ 2633 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نضيلة عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالدِّيَةِ عَلَى الْعَاقِلَةِ (¬2). 2634 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ دُرُسْتَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ ¬

_ = وأخرج أبو داود (4551) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود، قال عبد الله: في شبه العمد خمس وعشرون حقة، وخمس وعشرون جذعة، وخمس وعشرون بنات لبون، وخمس وعشرون بنات مخاض. قلنا: وليس هذا بمحفوظ عن ابن مسعود. والله أعلم. وانظر "نصب الراية" 4/ 356 - 361. (¬1) إسناده ضعيف موصولًا، والصحيح أنه مرسل كما سلف بيانه برقم (2629). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي وكيع -وهو الجراح بن مليح الرؤاسي، فإنه- وإن كان ضعيفًا- متابع. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه مطولًا مسلم (1682)، وأبو داود (4568) و (4569)، والنسائي 49/ 8 و50 و51 من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18138)، و"صحيح ابن حبان" (6016).

8 - باب من حال بين ولي المقتول، وبين القود أو الدية

عَنْ الْمِقْدَامِ الشَّامِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَا وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، أَعْقِلُ عَنْهُ وَأَرِثُهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، يَعْقِلُ عَنْهُ وَيَرِثُهُ" (¬1). 8 - بَابُ مَنْ حَالَ بَيْنَ وَلِيِّ الْمَقْتُولِ، وَبَيْنَ الْقَوَدِ أَوْ الدِّيَةِ 2635 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاووس عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "مَنْ قَتَلَ فِي عِمِّيَّةٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ بِحَجَرٍ أَوْ سَوْطٍ أَوْ عَصًا، فَعَلَيْهِ عَقْلُ الْخَطَأ، وَمَنْ قَتَلَ عَمْدًا ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، علي بن أبي طلحة -وإن أخرج له مسلم- فيه كلام يحطه عن رتبة الثقة، ولكنه متابع، وباقي رجاله ثقات. أبو عامر الهوزني: هو عبد الله بن لُحيّ، والمقدام الشامي: هو ابن معدي كرب الكندي. وأخرجه أبو داود (2899) و (2900)، والنسائي في "الكبرى" (6321) و (6322) من طريقين عن بديل بن ميسرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17175)، و"صحيح ابن حبان" (6035) و (6036). وأخرجه أبو عوانة (5636)، وابن حبان (6036)، والطبراني في "الكبير" 20/ (627) من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن عبد الرحمن ابن عائذ الثُّمالي، عن المقدام بن معدي كرب. وسواء كان الواسطة الثمالي أو أبو عامر الهوزني، فكلاهما ثقة، وهذا اختلاف لا يضر ما داما ثقتين. وأخرجه أحمد (17199)، والنسائي (6325) و (6386)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2750) و (2751) من طريق معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن المقدام. لم يذكر أبا عامر الهوزني، وصرح راشد بن سعد بسماعه من المقدام عند النسائي في الموضع الثاني والطحاوي، فيكون قد سمعه من أبي عامر عن المقدام، ومن المقدام مباشرة. والله أعلم. وأخرجه أبو داود (2901) من طريق يزيد بن حجر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه عن جده. وهذا إسناد ضعيف. وسيأتي برقم (2738).

9 - باب ما لا قود فيه

فَهُوَ قَوَدٌ، وَمَنْ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ" (¬1). 9 - بَابُ مَا لَا قَوَدَ فِيهِ 2636 - حَدَّثَنَا عمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ (¬2)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَهْثَمِ بْنِ قُرَّانَ، حَدَّثَنِي نِمْرَانُ بْنُ جَارِيَةَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا ضَرَبَ رَجُلًا عَلَى سَاعِدِهِ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا مِنْ غَيْرِ مَفْصِلٍ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَ لَهُ بِالدِّيَةِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ الْقِصَاصَ، فقَالَ: "خُذْ الدِّيَةَ، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِيهَا"، وَلَمْ يَقْضِ لَهُ بِالْقِصَاصِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن كثير: هو العبدي. وأخرجه النسائي 8/ 40 من طريق محمَّد بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4540) و (4591)، والنسائي 8/ 39 - 40 من طريق سعيد ابن سليمان الواسطي، عن سليمان بن كير، به. وجاء عندهم: "عِمَّيًا" فعِّيلى من العمى بدل: عِمّية، وهما روايتان في الحديث، والمعنى واحد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (4900). قوله: "عِّميَّة" قال ابن الأثير في "النهاية" العِمِّيَّة: هو فعِّيلة، من العماء: الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء، وحكى بعضهم فيها ضم العين. وقوله: "لا يقل منه صرف ولا عدل" قال ابن الأثير: الصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة. (¬2) زاد في المطبوع مع عمار بن خالد الواسطي: محمَّد بن الصباح، وليس في شيء من أصولا الخطية. ولا في "التحفة"، وجاء في (ذ): حدثنا محمَّد بن الصباح، حدثنا عمار بن خالد فجعل عمارًا شيخ محمَّد بن الصباح، لكن ضبب عليها فيها. (¬3) إسناده ضعيف جدًا، دهثم بن قران متروك، ونمران بن جارية مجهول. =

2637 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ ابْنِ صُهْبَانَ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا قَوَدَ فِي الْمَأْمُومَةِ وَلَا الْجَائِفَةِ وَلَا الْمُنَقِّلَةِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البزار (3792)، والطبراني (2089) و (2090)، والبيهقي 8/ 65 من طريقين عن دهثم بن قرآن، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، ومعاذ بن محمَّد الأنصاري روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يجرحه أحد، وابن صهبان: إن كان عقبة فلم يدرك العباس، وإن كان غيره فمجهول. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه أبو يعلى (6700)، ومن طريقه البيهقي 8/ 65، من طريق أبي كريب، بهذا الإسناد. وقد سقط معاوية بن صالح من إسناد البيهقي المطبوع. وأخرجه أبو يعلى (6702) من طريق عفيف بن سالم، عن عبد الله بن لهيعة، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن ابن صهبان، به. وابن لهيعة ضعيف لاختلاطه. وأخرجه أبو يعلى (6705) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن معاذ بن محمَّد، عن عمرو بن معدي كرب، عن العباس. وقد ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 260 لاثنين باسم عمرو بن معدي كرب، ولم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وفي الباب عن طلحة عند البيهقي 8/ 65 ولفظه: "ليس في المأمومة قود"، وإسناده حسن. قوله: "المأمومة" هي الشجَّة التي بلغت أمَّ الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. والجائفة: هي الطعنة التي تَنفُذ إلى الجوف، والمراد بالجوف هنا كل ما له قوة مُحيلة، كالبطن والدماغ. والمنقلة: هي التي تَخرجُ منها صغارُ العظام، وتنتقل عن أماكنها، وقيل: التي تنقل العظم، أي: تكسره. "النهاية".

10 - باب الجارح يفتدى بالقود

10 - بَابُ الْجَارِحِ يفْتَدَى بِالْقَوَدِ 2638 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ مُصَدِّقًا، فَلَاجَّهُ رَجُلٌ (¬1) فِي صَدَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ فَشَجَّهُ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: الْقَوَدَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَكُمْ كَذَا وَكَذَا" فَلَمْ يَرْضَوْا، فَقَالَ: "لَكُمْ كَذَا وَكَذَا". فَرَضُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنَّ هَؤُلَاءِ اللَّيْثِيِّينَ أَتَوْنِي يُرِيدُونَ الْقَوَدَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا، أَرَضِيتُمْ؟ " قَالُوا: لَا، فَهَمَّ بِهِمْ الْمُهَاجِرُونَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَكُفُّوا، فَكَفُّوا، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَزَادَهُمْ، قَالَ: "أَرَضِيتُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "إِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ" قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: "أَرَضِيتُمْ؟ " قَالُوا: نَعَمْ (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ): فلاحى رجلًا، ولاجَّه بالجيم: نازعه وتمادى معه في الخصومة، ومثله: الملاحاة. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمَّد ابن مسلم، وعروة: هو ابن الزبير. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18032)، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3534)، والنسائي 8/ 35. وهو في "مسند أحمد" (25958)، و"شرح مشكل الآثار" (4538)، و"صحيح ابن حبان" (4487).

11 - باب دية الجنين

قَالَ ابْنُ مَاجَه: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: تَفَرَّدَ بِهَذَا مَعْمَرٌ، لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ غَيْرُهُ. 11 - بَابُ دِيَةِ الْجَنِينِ 2639 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ. فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ: أَيعْقِلُ مَنْ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ، وَلَا صَاحَ وَلَا اسْتَهَ؟ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ هَذَا لَيَقُولُ بِقَوْلِ شَاعِرٍ، فِيهِ غُرَّةٌ: عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو الليثي- وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 250 إلا أنه جاء اسم شيخه فيه: عبد الرحيم ابن سليمان. وأخرجه أبو داود (4579) من طريق عيسى بن يونس، والترمذي (1469) من طريق ابن أبي زائدة، كلاهما عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. زاد عيسى بن يونس: "أو فرس أو بغل" ووهَّمه الخطابي. وهو في "مسند أحمد" (9655)، و"صحيح ابن حبان" (6022). وأخرج قضاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الجنين بغرة: عبدٍ أو أمةٍ، البخاري (5758)، ومسلم (1681)، وأبو داود (4576)، والنسائي 8/ 48 من طريق الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قوله: "غرة" قال ابن الأثير في "النهاية": الغرة: العبد نفسه أو الأمة، والغرة عند الفقهاء ما بلغ ثمنه نصف عشر الدية من العبيد والإماء. وقوله: "يُطَلُّ" أي: يُهدَر.

2640 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: اسْتَشَارَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ فِي ملَاصِ الْمَرْأَةِ (¬1)، يَعْنِي سِقْطَهَا. فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: ائْتِنِي بِمَنْ يَشْهَدُ مَعَكَ، فَشَهِدَ مَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ (¬2). ¬

_ (¬1) كذا في أصولنا الخطية، وفي رواية البخاري ومسلم: إملاص، وهو الجادة. قال الحافظ في "الفتح" 12/ 250: وقع في بعض الروايات: مِلاص، بغير ألف، كأنه اسم فعل الولد فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، أو اسم لتلك الولادة كالخداج. (¬2) حديث صحيح، وقد وهم وكيع -وهو ابن الجراح- في ذكر المسور بن مخرمة في هذا الإسناد. قال ابن المديني - كما في، النكت الظراف، لابن حجر (11511): لا أرى وكيعًا إلا واهمًا في قوله: عن المِسور بن مخرمة. وقال الدارقطني في "الإلزامات والتتبع" ص 219: هذا وهم. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 251، وعنه أخرج مسلم (1683). وأخرجه أبو داود (4570) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6905)، وأبو داود (4571) من طريق وهيب، والبخاري (6907) من طريق عبيد الله بن موسى، و (6908) من طريق زائدة، و (7317) من طريق أبي معاوية، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر أنه استشارهم ... فقال المغيرة ... فذكره. وقال البخاري: تابعه ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن المغيرة. قلنا: أخرج هذه الرواية الطبراني 20/ (883). وانظر "مسند أحمد" (18136) و (18213). وأخرج مسلم (1682)، وأبو داود (4568) و (4569)، والنسائن 8/ 49 و 50 و51 من طريق عُبيد بن نُضيلة، عن المغيرة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قضى بغرة لما في بطن المرأة. =

2641 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حدثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ نَشَدَ النَّاسَ قَضَاءَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ذَلِكَ، يَعْنِي فِي الْجَنِينِ، فَقَامَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ لِي، فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِمِسْطَحٍ فَقَتَلَتْهَا، وَقَتَلَتْ جَنِينَهَا، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ (¬1)، وَأَنْ تُقْتَلَ بِهَا (¬2). ¬

_ = قوله: "في إملاص المرأة" أي: إلقائها جنينها، أي: إذا ضربها أحد حتى ألقت جنينها، فماذا على الضارب؟ قاله السندي في حاشيته على "المسند". (¬1) في (ذ) والمطبوع: بغرّةِ عبدِ. (¬2) إسناده صحيح، إلا أن قوله: "وأن تقتل بها" شاذ، فقد تفرد به عمرو بن دينار، ثم شك فيه لما ذُكِرَ له خلافه، والمحفوظ أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قضى بديتها وبغرة في جنينها كما سيأتي. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه أحمد (3439)، وأبو داود (4572)، والنسائي 8/ 21 - 22 من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال ابن جريج في رواية أحمد: فقلت لعمرو: أخبرني ابن طاووس عن أبيه كذا وكذا، فقال: لقد شككتني. قلنا: يعني ما أخرجه عبد الرزاق (18342) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن طاووس قال: ذُكِرَ لعمر قضاء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فقضى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بديتها وغرة في جنينها. وأخرجه عبد الرزاق (18343)، والدارقطني (3209)، والحاكم 3/ 575 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر ... فذكره ولم يذكر قتل المرأة. وأخرجه أبو داود (3573) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي 8/ 47 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن عمر ... لم يذكر ابن عباس في الإسناد، ولم يذكر قتل المرأة أيضًا. =

12 - باب الميراث من الدية

12 - بَابُ الْمِيرَاثِ مِنْ الدِّيَةِ 2642 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: الدِّيَةُ لِلْعَاقِلَةِ، وَلَا تَرِثُ الْمَرْأَةُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا شَيْئًا، حَتَّى كَتَبَ إِلَيْهِ الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَّثَ امْرَأَةَ أَشْيَمَ الضِّبَابِيِّ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا (¬1). 2643 - حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ خَالِدٍ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ ¬

_ = وأخرج أبو داود (4574)، والنسائي 8/ 51 - 52 من طريق أسباط بن نصر الهمداني، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة حمل بن مالك ... فذكر نحوه دون ذكر عمر. وأسباط ضعيف، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر "مسند أحمد" (3439)، و "صحيح ابن حبان" (6021). (¬1) حديث صحيح، رواية سعيد بن المسيب عن عمر محمولة على الاتصال، قال أحمد بن حنبل فيما أسنده عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 61: سعيد عن عمر عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يُقبَل سعيد عن عمر، فمن يُقبَل؟! وقال أبو حاتم فيما حكاه عنه ابنه في "المراسيل" ص 71: سعيد بن المسيب عن عمر مرسل، يدخل في المسند على المجاز. وأخرجه أبو داود (2927)، والترمذي (1474) و (2243)، والنسائي في "الكبرى" (6329 - 6332) من طريقين عن الزهري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (15745).

13 - باب دية الكافر

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى لِحَمَلِ بْنِ مَالِكٍ الْهُذَلِيِّ اللِّحْيَانِيِّ بِمِيرَاثِهِ مِنْ امْرَأَتِهِ الَّتِي قَتَلَتْهَا امْرَأَتُهُ الْأُخْرَى (¬1). 13 - بَابُ دِيَةِ الْكَافِرِ 2644 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَضَى أَنَّ عَقْلَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، الفضيل بن سليمان -وهو النميري- لين الحديث، وإسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة مجهول الحال، وروايته عن جده مرسلة. وفي باب توريث الرجل من دية زوجته حديث أبي هريرة عند مسلم (1681) (35). وحديث أبي الملح الهذلي عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4527)، وإسناده صحيح. وحديث جابر الآتي عند المصنف برقم (2648)، وإسناده ضعيف. (¬2) حديث حسن، هشام بن عمار متابع، وعبد الرحمن بن عياش -وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش- صدوق حسن الحديث، وقد توبع أيضًا. وأخرجه النسائي 8/ 45 من طريق سليمان بن موسى الأشدق، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، بلفظ: "عقل أهل الذمة نصف عقل المسلمين، وهم اليهود والنصارى" وهو في "مسند أحمد" (6716). وأخرجه الترمذي (1472)، والنسائي 8/ 45 من طريق أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "عقل الكافر نصف عقل المؤمن"، وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه أبو داود (4583) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "دية المعاهد نصف دية الحر"، وهو في "مسند أحمد" (6692) و (7024) =

14 - باب: القاتل لا يرث

14 - بَابٌ: الْقَاتِلُ لَا يَرِثُ 2645 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْقَاتِلُ لَا يَرِثُ" (¬1). 2646 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ قَتَلَ ابْنَهُ، فَأَخَذَ مِنْهُ عُمَرُ مِئَةً مِنْ الْإِبِلِ، ثَلَاثِينَ حِقَّةً، وَثَلَاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ خَلِفَةً، فَقَالَ؛ أيْن أَخِو الْمَقْتُولِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَيْسَ لِقَاتِلٍ مِيرَاثٌ" (¬2). ¬

_ = بلفظ: "دية الكافر نصف دية المسلم"، وصرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد في الموضع الثاني. (¬1) حديث حسن من طريق عبد الله بن عمرو، وهذا إسناد ضعيف جدًا، إسحاق بن أبي فروة متروك. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه الترمذي (2242)، والنسائي في "الكبرى" (6335) من طريق الليث، بهذا الإسناد. وأعلاه بإسحاق بن أبي فروة. وسيتكرر برقم (2735). وفي الباب عن عمر، سيأتي بعده. وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4564)، والنسائي في "الكبرى" (6333)، وإسناده حسن. وعن ابن عباس عند عبد الرزاق (18787)، والبيهقي 6/ 220، وإسناده ضعيف. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يدرك عمر. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو خالد: هو سليمان بن حيان. وأخرج المرفوع منه النسائي في "الكبرى" (6334) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. =

15 - باب عقل المرأة على عصبتها، وميراثها لولدها

15 - بَابُ عَقْلِ الْمَرْأَةِ عَلَى عَصَبَتِهَا، وَمِيرَاثِهَا لِوَلَدِهَا 2647 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَعْقِلَ الْمَرْأَةَ عَصَبَتُهَا مَنْ كَانُوا، وَلَا يَرِثُوا مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا، وهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهَا" (¬1). 2648 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدِّيَةَ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ. فَقَالَتْ عَاقِلَةُ الْمَقْتُولَةِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِيرَاثُهَا لَنَا، قَالَ: "لَا. مِيرَاثُهَا لِزَوْجِهَا وَوَلَدِهَا" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (347). وانظر شواهده فيما قبله. (¬1) إسناده حسن. محمَّد بن راشد: هو المكحولي الدمشقي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق. وأخرجه مطولًا أبو داود (4564)، والنسائي 8/ 43 من طريق محمَّد بن راشد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7092). قوله: "يعقل المرأة عصبتها" قال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 30: يريد العقل الذي يجب بسبب جنايتها على عاقلتها، يقول: إن العصبة يتحملون عقلها كما يتحملونه عن الرجل، وأنها ليست كالعبد الذي لا تحتمل العاقلة جنايته، وإنما هي في رقبته. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد الهمداني. الشعبي: هو عامر بن شراحيل. =

16 - باب القصاص في السن

16 - بَابُ الْقِصَاصِ فِي السِّنِّ 2649 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَسَرَتْ الرُّبَيِّعُ عَمَّةُ أَنَسٍ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَعَرَض (¬1) عَلَيْهِمْ الْأَرْشَ فَأَبَوْا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ" قَالَ: فَرَضِيَ الْقَوْمُ، فَعَفَوْا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4575) من طريق عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وفي باب دية المرأة على عاقلتها حديث عبد الله بن عمرو السالف قبل هذا. وحديث أبي هريرة عند البخاري (6910)، ومسلم (1681). وحديث المغيرة عند مسلم (1682). وفي باب ميراث دية المرأة لزوجها وولدها حديث عبادة السالف برقم (2643)، وذكرنا تتمة شواهده هناك. (¬1) في (ذ): فعَرَضوا. (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وحميد: هو الطويل. وأخرجه البخاري (2703)، وأبو داود (4595)، والنسائي 8/ 26 و 27 من طرق عن حميد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12302). وأخرج نحو هذه القصة مسلم (1675)، والنسائي 8/ 26 - 27 من طريق حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس. إلا أنه جعل أخت الربيع أمَّ حارثة هي الجانية، وجعل أم الربيع هي المُقسِمة أنه لا يقض منها. وهو في "مسند أحمد" (14028)، و"صحيح ابن حبان" (6491). =

17 - باب دية الأسنان

17 - بَابُ دِيَةِ الْأَسْنَانِ 2650 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْأَسْنَانُ سَوَاءٌ، الثَّنِيَّةُ وَالضِّرْسُ سَوَاءٌ" (¬1). 2651 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 7/ 643: وأما ما وقع في مسلم من وجه آخر (يعني طريق حماد) فتلك قصة أخرى إن كان الراوي قد حفظ، وإلا فهو وهم من بعض رواته، ويستفاد إن كان محفوظا أن لوالدة الربيع صحبة. قوله: "جارية" قال في "الفتح" 12/ 244: في رواية معتمر عند أبي داود: "امرأة" بدل "جارية"، وهو يوضح أن المراد بالجارية المرأة الشابة لا الأمة الرقيقة. وقوله: "من لو أقسم على الله لأبره" قال ابن حجر: وجه تعجبه أن أنس بن النضر أقسم على نفي فِعل غيره، مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل، فكأن قضية ذلك في العادة أن يحنث في يمينه، فألهم الله الغيرَ العفوَ فبرَّ قسم أنس. قلنا: وأنس بن النضر هو عم أنس بن مالك، وأخو الرُّبيع. (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه أبو داود (4559) عن عباس العنبري، بهذا الإسناد. وزاد فيه: "الأصابع سواء، هذه وهذه سواء". وأخرجه أبو داود (4560) من طريق يزيد النحوي، عن عكرمة، به بالزيادة المذكورة. وستأتي الزيادة من هذا الوجه برقم (2652). وهو في "مسند أحمد" (2621) و (2624)، و"صحيح ابن حبان" (6014).

18 - باب دية الأصابع

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَضَى فِي السِّنِّ خَمْسًا مِنْ الْإِبِلِ (¬1). 18 - بَابُ دِيَةِ الْأَصَابِعِ 2652 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ؛ قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ" يَعْنِي "الخِنْصَرَ وَالْإِبْهَامَ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن إبراهيم البالسي، وباقي رجاله ثقات. أبو حمزة المروزي: هو محمَّد بن ميمون السكري، ويزيد النحوي: هو ابن أبي سعيد. وأخرج مالك في "الموطأ" 2/ 862 عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان بن طريف المُري، أنه أخبره: أن مروان بن الحكم بعثه إلى عبد الله بن عباس يسأله ماذا في الضرس؟ فقال عبد الله بن عباس: فيه خمس من الإبل، قال: فردني مروان إلى عبد الله بن عباس فقال: أتجعل مقدم الفم مثل الأضراس؟ فقال عبد الله بن عباس: لو لم تعتبر ذلك إلا بالأصابع، عقلها سواء. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4563)، والنسائي 8/ 55، وإسناده حسن. وآخر من حديث عمرو بن حزم عند النسائي 8/ 57، وإسناده حسن. وثالث من طريق طاووس مرسلًا عند عبد الرزاق (17490)، ورجاله ثقات. (¬2) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (6895)، وأبو داود (4558) و (4559)، والترمذي (1449)، والنسائي 8/ 56 و 56 - 57 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. =

2653 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ كُلُّهُنَّ، فِيهِنَّ عَشْرٌ عَشْرٌ مِنْ الْإِبِلِ" (¬1). 2654 - حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ الْمُرَجَّى السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ غَالِبٍ التَّمَّارِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4560) من طريق يزيد النحوي، عن عكرمة، به بلفظ: "الأسنان سواء، والأصابع سواء". وأخرجه أبو داود (4561)، والترمذي (1448) من طريق يزيد النحوي أيضًا، به. ولفظ الترمذي: "دية أصابع اليدين والرجلين سواء: عشرة من الإبل لكل إصبع". وهو في "مسند أحمد" (1999)، و"صحيح ابن حبان" (6015). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل جميل بن الحسن العتكي ومطر الوراق، وقد توبعا. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه أبو داود (4562)، والنسائي 8/ 57 من طريق حسين بن ذكوان المعلم، والنسائي 8/ 57 من طريق ابن جريج، كلاهما عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6681). ويشهد له حديث ابن عباس السالف قبله في لفظ الترمذي، وحديث أبي موسى الآتي بعده، وانظر تتمة شواهده في "المسند". (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مسروق بن أوس، وقد اختلف في إسناده كما هو مبيَّن في "المسند" (19550). =

19 - باب الموضحة

19 - بَابُ الْمُوضِحَةِ 2655 - حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيه عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "فِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ مِنْ الْإِبِلِ" (¬1). 20 بَاب مَنْ عَضَّ رَجُلًا فَنَزَعَ يَدَهُ فَنَدَرَ ثَنَايَاهُ 2656 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمَّيْهِ يَعْلَى وَسَلَمَةَ ابْنَيْ أُمَيَّةَ، قَالَا: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَمَعَنَا صَاحِبٌ لَنَا، فَاقْتَتَلَ هُوَ وَرَجُلٌ آخَرُ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4556) و (4557)، والنسائي 8/ 56 من طريق مسروق بن أوس، بهذا الإسناد. ويشهد له حديثًا الباب السالفان قبله، والشواهد المذكورة في "المسند" (6681). (¬1) حديث حسن، جميل بن الحسن ومطر -وهو ابن طهمان الوراق- متابعان. وأخرجه أبو داود (4566)، والترمذي (1447)، والنسائي 8/ 57 من طريق حسين بن ذكوان المعلم، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6681). قوله: "المواضح" قال السندي: جمع موضحة، وهي الشجة التي توضح العظم، أي: تظهره، والشجة: الجراحة، وإنما تسمى شجة إذا كانت في الوجه والرأس، والمراد: في كل واحدة من الموضحة خمس. قالوا: والتي فيها خمس من الإبل ما كان في الرأس والوجه، وأما في غيرهما فحكومة عدل.

وَنَحْنُ بِالطَّرِيقِ، قَالَ: فَعَضَّ الرَّجُلُ يَدَ صَاحِبِهِ، فَجَذَبَ صَاحِبُهُ يَدَهُ مِنْ فِيهِ فَطَرَحَ ثَنِيَّتَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْتَمِسُ عَقْلَ ثَنِيَّتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ فَيَعَضُّهُ كَعِضَاضِ الْفَحْلِ، ثُمَّ يَأْتِي يَلْتَمِسُ الْعَقْلَ! لَا عَقْلَ لَهَا"، فَأَبْطَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. محمَّد بن إسحاق -وهو ابن يسار، وإن صرح بالسماع عند أحمد وغيره- خالف في إسناده أصحابَ عطاء بن أبي رباح، حيث رووه عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه وهو المحفوظ كما قال المزي في ترجمة صفوان ابن عبد الله في "تهذيب الكمال" 13/ 200. وأخرجه النسائي 8/ 30 من طريق محمَّد بن إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (17953). وأخرجه البخاري (1848)، ومسلم (1674) من طريق همام بن يحيى، والبخاري (2265) و (2973) و (4417) و (6893)، ومسلم (1674)، وأبو داود (4584)، والنسائي 8/ 30 من طريق ابن جريج، ومسلم (1673)، والنسائي 8/ 30 من طريق قتادة بن دعامة، ثلاثتهم عن عطاء بن أبي رباح، به. لكن قتادة في روايته قال: عن ابن يعلى فلم يسمّه، وهمام عند مسلم سمى أبا يعلى: مُنية، بدل: أمية. وأخرجه مسلم (1674)، والنسائي 8/ 30 - 31 من طريق قتادة بن دعامة، عن بديل بن ميسرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلى: أن أجيرًا ليعلى عض رجلٌ ذراعَه ... فزاد بين قتادةَ وعطاءِ بُديلًا! وأخرجه النسائي 8/ 32 من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن محمَّد بن مسلم، عن صفوان بن يعلى: أن أباه ... وابن أبي ليلى سيئ الحفظ. وأخرجه أبو داود (4585) من طريق حجاج وعبد الملك بن أبي سُليمان، عن عطاء، عن يعلى بن أمية. ولم يذكر في إسناده صفوان! قال المزي في ترجمة عطاء: والصحيح أن بينهما صفوان بن يعلى بن أمية. وأخرجه النسائي 8/ 29 - 30 و30 من طريق مجاهد، عن يعلى ابن مُنية.

21 - باب لا يقتل مؤمن بكافر

2657 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَجُلًا عَضَّ رَجُلًا عَلَى ذِرَاعِهِ، فَنَزَعَ يَدَهُ، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُاهُ، فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَبْطَلَهَما، وَقَالَ: "يَقْضَمُ أَحَدُكُمْ كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ" (¬1). 21 - بَاب لَا يُقْتَلُ مؤمنٌ بِكَافِرٍ 2658 - حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنْ الْعِلْمِ لَيْسَ عِنْدَ النَّاسِ؟ قَالَ: لَا، وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ إِلَّا أَنْ يَرْزُقَ اللَّهُ رَجُلًا فَهْمًا فِي الْقُرْآنِ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ: فِيهَا الدِّيَاتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6892)، ومسلم (1673)، والترمذي (1475)، والنسائي 8/ 28 - 29 و 29 من طريق قتادة، به. وأخرجه مسلم (1673)، والنسائي 8/ 28 من طريق محمَّد بن سيرين، عن عمران بن حصين. وهو في "مسند أحمد" (19829)، و "صحيح ابن حبان" (5998) من طريق قتادة. وفي "مسند أحمد" (19862) من طريق ابن سيرين. (¬2) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل علقمة بن عمرو وأبي بكر بن عياش، وقد توبعا. =

2659 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ" (¬1). 2660 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = فقد أخرجه البخاري (6953)، والنسائي 8/ 23 - 24 من طريق سفيان بن عيينة، عن مطرف، بهذا الإسناد. وقال في روايته: العقْلُ، وفِكاك الأسير، وأن لا يُقتل مسلم بكافر. وأخرجه البخاري (111) و (3047) و (6915)، والترمذي (1470) من طرق عن مطرف، به. ولفظهم كلفظ ابن عيينة. وهو في "مسند أحمد" (599). وأخرجه البخاري (3172) و (6755)، ومسلم (1370) وبإثر (1508) / 20، والترمذي (2260)، من طريق يزيد بن شريك التيمي، وأبو داود (4530)، والنسائي 8/ 19 - 20 من طريق قيس بن عباد والأشتر، والنسائي 8/ 20 و 24 من طريق أبي حسان الأعرج، ثلاثتهم عن علي بن أبي طالب. اقتصر يزيد بن شريك على ذكر الديات التي سماها في روايته: الجراحات، واقتصر قيس بن عباد والأشتر والأعرج على: لا يقل مسلم بكافر. قلنا: الأعرج لم يسمع عليا، بينهما فيه الأشتر كما أخرجه النسائي 8/ 24 ولهذا قال أبو حاتم وأبو زرعة: أبو حسان الأعرج عن علي مرسلٌ. (¬1) صحيح لغيره، وعبد الرحمن ابن عياش -وهو عبد الرحمن بن الحارث ابن عبد الله بن عياش، وإن كان ضعيفًا- تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان ابن موسى وغيرهما، فالإسناد من طريقهم حسن. وأخرجه أبو داود (2751) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن إسحاق المطلبي، و (4506) من طريق سيمان بن موسى الأشدق، والترمذي (1471) من طريق أسامة بن زيد الليثي، أربعهم عن عمرو بن شعيب، به. وهو في "مسند أحمد" (6662).

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده واه. حَنَش -وهو لقب الحسين بن قيس الرحبي- متروك الحديث. وأخرجه عبد الرزاق (17787) عن معمر، عن رجل، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا الرجل هو عمرو بن برق كما سماه عبد الرزاق نفسه فيما نقله البيهقي في "السُّنن الكبرى" 6/ 220، وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/ 85 عند حديث ابن عباس: "لا يرث القاتل شيئًا". وهو الذي يسمى عمرو بن عبد الله الأسواري كما جزم به المزي في "تهذيب الكمال" وتبعه ابن حجر في "التهذيب" وفي "نزهة الألباب في الألقاب". وما سماه به عبد الرزاق غلط كما قال ابن حجر في "نزهة الألباب" والصحيح: عمرو برق بالإضافة، وكذلك سماه المزي، لأن برقًا لقبٌ له. وأخرجه عبد الرزاق (18503) و (18505) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير وعبد الرزاق (18503) عن الثوري، عن سماك كلاهما عن عكرمة من قوله. لفظ الأول: عن عكرمة في المسلم يقتل الذمي، قال: فيه الدية، وليس عليه قود. ولفظ الثاني: لا يقاد المسلم بالذمي ولا المملوك، وهذا عن عكرمة من قوله صحيح. وأخرج أحمد (993)، ومن طريقه أبو داود (4530): حدثنا يحيى بن سعيد، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عُباد، عن علي رضي الله عنه رفعه: "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يدٌ على مَن سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهدٍ في عهده، ومن أحدث حدثًا أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين، ويحيى بن سعيد القطان سماعه من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، وصححه صاحب "التنقيح" 3/ 254. وأخرجه أبو داود (4531) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وحسَّن إسناده الحافظ في "الفتح" 12/ 261. وأخرجه من حديث عائشة ابن أبي عاصم في "الديات" ص 59، وأبو يعلى (4757)، والبيهقي 8/ 9. وإسناده حسن. =

22 - باب لا يقتل والد بولده

22 - بَاب لَا يُقْتَلُ ْوَالِدُ بِوَلَدِهِ 2661 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يُقْتَلُ بِالْوَلَدِ الْوَالِدُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه من حديث ابن عمر ابن حبان (5996)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 164، وإسناده حسن. وقد استدل الحنفية بهذا الحديث على قتل المسلم بالذمي إذا قتله بغير استحقاق. وانظر لزامًا "شرح معاني الآثار" للإمام الطحاوي 3/ 192 - 196، و"فتح الباري" 12/ 261. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن سعيد وإسماعيل بن مسلم -وهو المكي- لكنهما قد توبعا. وأخرجه الدارمي (2357)، والترمذي (1459)، والطبراني في "الكبير" (10846)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 281، والدارقطني (3275) و (3280)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 18، والبيهقي 8/ 39، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 442 من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني (3279)، والبيهقي 8/ 39 من طريق أبي حفص عمر بن عامر التمار، عن عُبيد الله بن الحسن العنبري، والبزار في "مسنده" (4834)، والدارقطني (3279) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة بن دعامة السدوسي، والحاكم 4/ 369 من طريق سعيد بن بشير، ثلاثتهم (عُبيد الله وقتادة وسعيد بن بشير) عن عمرو بن دينار، به. وسكت عنه الحاكم. وهذه متابعات وإن كانت لا تخلو من علة، يتقوى بها الحديث، مع ما له من شاهد سيأتي بعده. قال ابن عبد البر: استفاض عند أهل العلم قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا يقادُ بالولد الوالدُ" استفاضة هي أقوى من الإسناد، وقال 23/ 437: حديث مشهور عند أهل العلم بالحجاز والراق مستفيض عندهم، يستغني بشهرته وقبوله والعمل به عن الإسناد فيه، حتى يكاد أن يكون الإسناد في مثله لشهرته تكلفًا.

23 - باب هل يقتل الحر بالعبد؟

2662 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يُقْتَلُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ" (¬1). 23 - بَاب هَلْ يُقْتَلُ الْحُرُّ بِالْعَبْدِ؟ 2663 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَن عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ قَتَلْنَاهُ، وَمَنْ جَدَعَهُ جَدَعْنَاهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. حجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن، لكنه متابع. وأخرجه الترمذي (1458) من طريق حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الجارود (788)، والدارقطني (3274)، والبيهقي 8/ 38 من طريق محمَّد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به. وقال البيهقي في "معرفة السُّنن والآثار" (15790): إسناده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (147) و (346). (¬2) رجاله ثقات. وقد جاء عند أحمد (20104) التصريح بعدم سماع الحسن هذا الخبر من سمرة بن جندب. وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل" 2/ 588: كان علي ابن المديني يقول بهذا الحديث، وأنا أذهب إليه. وأخرجه أبو داود (4515) و (4516) و (4517)، والترمذي (1473)، والنسائي 8/ 20 - 21 و21 و 26 من طريق قتادة بن دعامة، به. وهو في "مسند أحمد" (20104).

24 - باب يقتاد من القاتل كما قتل

2664 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ الطَّبَّاعِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ عَبْدَهُ عَمْدًا مُتَعَمِّدًا، فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِئَةً، وَنَفَاهُ سَنَةً، وَمَحَا سَهْمَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ (¬1). 24 - بَاب يُقْتَادُ مِنْ الْقَاتِلِ كَمَا قَتَلَ 2665 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ ¬

_ (¬1) إسناده واهٍ بمرة. إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة -وهو مدني- متروك الحديث. وإسماعيل بن عياش روايته مقبولة عن الشاميين وحدهم. وإبراهيم بن عبد الله بن حُنين لم يسمع عليًا. وأخرجه أبو يعلى (531) عن يحيى بن أيوب، عن إسماعيل بن عياش، بالإسناد الأول. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 304 ومن طريقه البيهقي 8/ 36، وأخرجه الحارث ابن أبي أسامة (524 - زوائد الحارث) عن عبد الله بن عون، والدارقطني (3283) من طريق عبّاد بن يعقوب، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة وابن عون وعباد) عن إسماعيل بن عياش، عن ابن أبي فروة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب فزاد في الإسناد عبد الله بن حُنين. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 304، ومن طريقه البيهقي 8/ 36 عن إسماعيل بن عياش، بالإسناد الثاني. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 137، والدارقطني (3282) من طريق محمَّد بن عبد العزيز الرملي، عن إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. فذكر في الإسناد الأوزافيَ، بدل ابن أبي فروة. ومحمد بن عبد العزيز ضعيف.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا رَضَخَ رَأْسَ امْرَأَةٍ بَيْنَ حَجَرَيْنِ فَقَتَلَهَا، فَرَضَخَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأْسَهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ (¬1). 2666 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ يَهُودِيًّا قَتَلَ جَارِيَةً عَلَى أَوْضَاحٍ لَهَا، فَقَالَ لَهَا: "أَقَتَلَكِ فُلَانٌ؟ " فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا: أَنْ لَا، ثُمَّ سَأَلَهَا الثَّانِيَةَ، فَأَشَارَتْ بِرَأسِهَا: أَنْ لَا، ثُمَّ سَأَلَهَا الثَّالِثَةَ، فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا: أَنْ نَعَمْ. فَقَتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ حَجَرَيْنِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. قتادة ة هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (2413) و (2746) و (6876) و (6884) و (6885)، ومسلم (1672)، وأبو داود (4527) و (4535)، والترمذي (1451)، والنسائي 8/ 22 من طرق عن قتادة، به. وأخرجه بنحوه مسلم (1672)، وأبو داود (4528)، والنسائي 7/ 100 - 101 و 101 من طريق أبي قلابة عبد الله بن زيد الجَرمي، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12741)، و"صحيح ابن حبان" (5991) و (5993) من طريق قتادة، وفي "مسند أحمد" (12667) من طريق أبي قلابة. وسيأتي بعده من طريق هشام بن زيد، عن أنس. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5295) و (6877) و (6879)، ومسلم (1672)، وأبو داود (4529)، والنسائي 8/ 35 من طريق شعبة بن الحجاج، به. وهو في "مسند أحمد" (12748).

25 - باب لا قود إلا بالسيف

25 - بَاب لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ 2667 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْعُرُوقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَازِبٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا لضعف جابر الجعفي، وجهالة أبي عازب واسمه مسلم ابن عمرو، وقد روي متنُ الحديث بعدة وجوه. وقال البخاري فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 152: مسلم بن عمرو أبو عازب عن النعمان بن بشير، روى عنه جابر الجعفي، ولا يتابع عليه. وضعفه كذلك البيهقي في "سننه الكبرى" 8/ 63 بقوله: هذا الحديثُ لم يثبت له إسنادٌ، وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 3/ 264: هو مختلف في إسناده ولفظه، وضعف الحديث، وسبقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1775) إلى تضعيفه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 184 من طريق أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد والمتن سواء. وأخرجه البزار في "مسنده" (3244) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن الثوري، به. ولفظه: "القود بالسيف، ولكل خطأ أرش". وأخرجه عبد الرزاق (17182)، وابن أبي شيبة 9/ 344، وأحمد (18395)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص60 - 61، والطبري في "تفسيره" 5/ 216، والدارقطني (3176)، والبيهقي 8/ 42 من طرق عن الثوري، به. ولفظه: "كل شيء خطأ إلا السيف، ولكل خطأ أرش". وأخرجه الطيالسي (802)، ومن طريقه البيهقي 8/ 62 عن قيس بن الربيع، عن جابر الجعفي، به. ولفظه: "لا قود إلا بحديدة". وقيس ضعيف كذلك. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 60 من طريق حازم بن إبراهيم، عن جابر الجعفي، به. ولفظه: "لا عمد إلا بالسيف". =

2668 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ، حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ مَالِكٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيْفِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (3178) من طريق قيس بن الربيع وزهير بن معاوية، و (3180) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، كلاهما عن جابر الجعفي، به. ولفظه: "كل شيء سوى الحديدة فهو خطأ، ... ". وأخرجه الدارقطني (3177) من طريق أحمد بن بُديل، عن وكيع، عن الثوري، عن جابر الجعفي، عن عامر، عن النعمان بن بشير. فذكر عامرًا -وهو الشعبي- بدل أبي عازب. وقال الدارقطني: الذي قبله أصح، يعني عن أبي عازب. ولفظه كلفظ المصنف. وأخرجه الدارقطني (3175)، ومن طريقه البيهقي 8/ 62 - 63 من طريق موسى ابن داود، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن البصري، عن النعمان بن بشير. ولفظه كلفظ المصنف، ومبارك بن فضالة يدلس، وقد عنعن. وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وعلي بأسانيد واهية، انظرها في "المسند" (18395). وكذلك يشهد له حديث أبي بكرة الآتي بعده، وإسناده ضعيف كذلك. ويخالفه حديث أنس السالف قبله وغيرُه. (¬1) إسناده ضعيف. مبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل": حديث منكر، وقال البيهقي: هذا الحديث لم يثبت له إسناد. وضعفه كذلك ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2411) ردًا على عبد الحق الإشبيلي. وقد روى الحديث أصحاب الحسن البصري الثقات فأرسلوه عنه، وهو الصحيح. قال البزار عقب إخراجه الحديث: لا نعلم أحدًا قال: عن أبي بكرة إلا الحر بن مالك، ولم يكن به بأس، وأحسبه أخطأ في هذا الحديث، لأن الناس يروونه عن الحسن مرسلًا. وأخرجه البزار في "مسنده" (3663)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2543، والدارقطني (3174)، والبيهقي 8/ 63 من طريق مبارك بن فضالة، به. =

26 - باب لا يجني أحد على أحد

26 - بَاب لَا يَجْنِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ 2669 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، لَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد في "العلل" (979)، وابن أبي شيبة 9/ 354، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/ 89 من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني، وعبد الرزاق (17179)، وابن أبي شيبة 9/ 354 من طريق عمرو بن دينار، وابن أبي شيبة 9/ 354 من طريق قتادة، وابن حزم في "المحلى" 10/ 451 من طريق يونس بن عُبيد، أربعتهم عن الحسن مرسلًا وهؤلاء كلهم ثقات. ولفظهم جميعًا: "لا قود إلا بحديدة". (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سليمان بن عمرو بن الأحوص صدوق حسن الحديث، روى عن أبيه، وعن أمه أم جندب، وكلاهما له صجة، وروى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه الترمذي (3341)، والنسائي في "الكبرى" (4085) و (11149) من طريق شبيب بن غرقدة، به. وهو في "مسند أحمد" (16064). ويشهد له حديث طارق المحاربي وحديث الخشخاش العنبري الآتيان بعده. وانظر تمام شواهده في "المسند". وسيأتي برقم (3055) ضمن حديث مطوّل. وقوله: "لا يجني جان إلا على نفسه" قال السندي: معناه لا يتعدى إثمُ جناية أحد إلى غيره، وإن كانت الدية تتحملها العاقلة في الخطأ.

2670 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ (¬1)، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ طَارِقٍ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ يَقُولُ: "أَلَا لَا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ، أَلَا لَا تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ" (¬2). 2671 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ عَنْ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعِيَ ابْنِي فَقَالَ: "لَا تَجْنِي عَلَيْهِ، وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ" (¬3). ¬

_ (¬1) في أصولنا الخطية وكذا المطبوع: يزيد بن أبي زياد، وهو خطأ، وجاء على الصواب في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/ 300، وهو شيخ المصنف في هذا الحديث، وجاء أيضًا على الصواب في "التحفة" للمزي (4990). ويزيد بن زياد راوي هذا الحديث: هو ابن أبي الجعد الأشجعي الكوفي. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 8/ 55 من طريق الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (6562). (¬3) حديث صحيح. وهذا إسناد منقطع بين يونس بن عبيد وحصين، وقد رواه هثيم -وهو ابن بشير- مرة كذلك، ورواه مرة أخرى وزاد بين يونس وبين حُصين: الوليد ابن مسلم العنبري، وهو ثقة. فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 47، والطبراني في "الكبير" (4177)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 136 من طريق هثيم، بهذا الإسناد مقطعًا. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 225 - 226 عن قيس بن حفص، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1204)، وفي "الديات" ص 120 عن =

2672 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ الْقَطَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى" (¬1). ¬

_ = إسماعيل بن سالم الصائغ، كلاهما، عن هشيم، بهذا الإسناد متصلًا. وقال المزي في ترجمة حصين، وهو الصحيح. وهو في "مسند أحمد" (19031) غير أنه مرة رواه منقطعًا، ومرة رواه متصلًا لكنه قال: أخبرني مخبرٌ ولم يُسمَّه. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. أبو العوام القطان -وهو عمران بن داوَر- حديثه حسن في الشواهد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (484)، وابن حزم في "حجة الوداع" (191)، والضياء المقدسي في "المختارة" (1389) من طريق عمرو بن عاصم، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث طارق المحاربي وحديث الخشخاش العنبري السالفان قبله. وقوله: "لا تجني نفس على أخرى" قال المناوي: أي: لا يُؤاخذ أحد بجناية أحد {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18] قال القاضي: خبر في معنى النهي وفيه مزيد تأكيد، لأنه كان نهاه، فقصد أن ينتهي فأخبر عنه، وهو الداعي إلى العدول عن صيغة النهي إلى صيغة الخبر، ونظيره إطلاق لفظ الماضي في الدعاء، ولمزيد التأكيد والحث على الانتهاء أضاف الجناية إلى نفسه، والمراد به الجناية على الغير، لأنها لما كانت سببًا للجناية عليه قصاصًا ومجازاة كالجناية على نفسه أبرزها على ذلك، ليكون أدعى إلى الكف، وأمكن في النفي لتضمنه ما يدل على المعنى الموجب للنهي، وقد كانوا في الجاهلية يقودون بالجناية من يجدونه من الجاني وأقاربه الأقرب فالأقرب، وعليه الآن ديدن أهل الجفاء من سكان البوادي والجبال (قلت: ومن أهل المدن أيضًا يأخذون البريء بالجاني إذا كان يَمُت إليه بصلة القرابة والله المستعان).

27 - باب الجبار

27 - بَابُ الْجُبَارِ 2673 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1499) و (6912)، ومسلم (1710)، وأبو داود (4593)، والترمذي (647) و (1431) و (1432)، والنسائي 5/ 45 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه البخاري (1499) و (2355) و (6912) و (6913)، ومسلم (1710)، وأبو داود (4593)، والترمذي (647) و (1431) و (1432)، والنسائي 5/ 45 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7254)، و"صحيح ابن حبان" (6005). وقوله: "المعجماء جبار" العجماء: البهيمة، قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 281 - 282: وإنما سُميت عجماء، لأنها لا تتكلم، وكذلك كل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم، وأما الجبار، فهو الهدر، وإنما جعل جرح العجماء هدرًا إذا كانت منفلتة ليس لها قائد ولا سائق ولا راكب، فإن كان معها واحد من هؤلاء الثلاثة، فهو ضامن، لأن الجناية حينئذ ليس للعجماء، إنما هي جناية صاحبها الذي أوطاها الناس. وقوله: "البئر جبار": هي البئر يستأجر عليها صاحبها رجلًا يحفرها في ملكه، فتنهار على الحافر، فليس على صاحبها ضمان، وقيل: هي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها حافر ولا مالك تكون في البوادي فيقع فيها الإنسان أو الدابة، فذلك هدر. وأما قوله: "والمعدن جبار، فإنها هذه المعادن التي يستخرج منها الذهب والفضة، فيجيء قوم يحفرونها بشيءِ مسمَّى لهم، فربما انهار المعدن عليهم فقتلهم، فيقول: دماؤهم هدر، لأنهم عملوا بأجرة. وانظر لزامًا "شرح السنة" 6/ 57 - 58 و 8/ 236 - 239 و" فتح الباري" 12/ 254 - 258.

2674 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَار" (¬1). 2675 - حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ خَالِدٍ النُّمَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ الْمَعْدِنَ جُبَارٌ، وَالْبِئْرَ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءَ جَرْحُهَا جُبَارٌ (¬2). وَالْعَجْمَاءُ: الْبَهِيمَةُ مِنْ الْأَنْعَامِ وَغَيْرِهَا، وَالْجُبَارُ: هُوَ الْهَدْرُ الَّذِي لَا يُغَرَّمُ. 2676 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف كثير بن عبد الله، فقد ضعفه الأكثرون، وحسن الرأيَ فيه الإمامان البخاريُّ والترمذيُّ، ولضعف خالد بن مخلد -وهو القَطَواني-. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (6)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2079 من طريق كثير بن عبد الله، به. ويشهد له حديث أبي هريرة السالف قبله. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، لأن إسحاق بن يحيى بن الوليد لم يدرك جده عبادة فيما قاله الترمذي، والفُضيل بن سُليمان ليَّن الحديث. وأخرجه أبو عوانة (6373)، وابن عدي في "الكامل" 1/ 333 من طريق فضيل بن سُليمان، بهذا الإسناد. وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه في "المسند" (22778).

28 - باب القسامة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "النَّارُ جُبَارٌ" (¬1). 28 - بَابُ الْقَسَامَةِ 2677 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ بن حنيف، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ رِجَالٍ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ مِنْ جَهْدٍ أَصَابَهُمْ، فَأُتِيَ مُحَيِّصَةُ فَأُخْبِرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ قَدْ قُتِلَ وَأُلْقِيَ فِي فَقِيرٍ أَوْ عَيْنٍ بِخَيْبَرَ، فَأَتَى يَهُودَ، فَقَالَ: أَنْتُمْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوهُ، فقَالُوا: وَاللَّهِ مَا قَتَلْنَاهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَذَكَرَ لَهُمْ ذَلِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْه - وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ، فَذَهَبَ مُحَيِّصَةُ يَتَكَلَّمُ -وَهُوَ الَّذِي كَانَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح. أحمد بن الأزهر متابع. همام: هو ابن منبه. وأخرجه أبو داود (4594) عن محمَّد بن المتوكل، والنسائي في "الكبرى" (5757) عن أحمد بن سعيد، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4594) من طريق عبد الملك الصنعاني، عن معمر، به. وهو في "مسند أحمد" (8252) عن عبد الرزاق. قال الخطابي في "غريب الحديث" 1/ 601: وهذا يُتأول على وجوه: أحدها أن يكون معناه إباحة النار واقتباسها من غير إذن موقدها، وأنه إذا أخذ منها جذوة لم يلزمه لها قيمة. وقال بعضهم: تأويله النار تطير بها الريح، فتحرق متاعا لقوم، يريد أنه لا بلزم موقدَها غرامةٌ. ومنهم من فرق بين النار يوقدها رجلٌ ليصطليَ بها، أو يشتوي عليها لحما، وبين أن يوقدها عبثًا لا لأرب، فرأى ما تجني تلك هدرًا، وفيما تجني هذه الغرامة.

بِخَيْبَرَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمُحَيِّصَةَ: "كَبِّرْ كَبِّرْ" يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا أَنْ يُؤْذَنُوا بِحَرْبٍ" فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ فَكَتَبُوا: إِنَّا وَاللَّهِ مَا قَتَلْنَاهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: "تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ؟ " قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ، فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عِنْدِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِائَةَ نَاقَةٍ، حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيْهِمْ الدَّارَ (¬1). فقَالَ سَهْلٌ: فَلَقَدْ رَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ حَمْرَاءُ. 2678 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1669) عن إسحاق بن منصور، عن بشر بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7192)، وأبو داود (4521)، والنسائي 8/ 5 - 7 من طرق عن مالك، به. غير أنهم قالوا: عن سهل بن أبي حَثْمة ورجال من كُبراء قومه. وأخرجه البخاري (3173) و (6142) و (6143) و (6898)، ومسلم (1669)، وأبو داود (1638) و (4523)، والنسائي 8/ 9 - 10 و11 و 12 من طريق بشير بن يَسار، عن سهل بن أبي حثمة. وقرن بعضُهم بسهلِ رافعَ بن خَديج، وزاد بعضهم في روايته: "تأتون بالبينة على من قتله". وهو في "مسند أحمد" (16091) و (16097).

29 - باب من مثل بعبده فهو حر

عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ حُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ ابْنَيْ مَسْعُودٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ سَهْلٍ، خَرَجُوا يَمْتَارُونَ بِخَيْبَرَ، فَعُدِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقُتِلَ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "تُقْسِمُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُقْسِمُ وَلَمْ نَشْهَدْ؟ قَالَ: "فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذًا تَقْتُلَنَا. قَالَ: فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عِنْدِهِ" (¬1). 29 - بَاب مَنْ مَثَّلَ بِعَبْدِهِ فَهُوَ حُرٌّ 2679 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن، لكن تابعه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 3/ 370 - 371 وصرح بالتحديث، فالإسناد من طريقه حسن. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4586) من طريق محمَّد بن إسحاق، به. وأخرجه النسائي 8/ 12 من طريق عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن ابن محيصة الأصغر أصبح قتيلًا على أبواب خيبر، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أقم شاهدين على من قتله أدفعه إليكم برُمته"، قال: يا رسول الله، ومن أين أصيب شاهدين؟ وإنما أصبح قتيلًا على أبوابهم، قال: "فتحلفُ خمسين قسامة؟ " قال: يا رسول الله، وكيف أحلف على ما لا أعلم، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فنستحلف منهم خمسين قسامة". فقال: يا رسول الله، كيف نستحلفهم وهم اليهود، فقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ديته عليهم وأعانهم بنصفها. ويشهد له حديث سهل بن أبي حثمة عن رجال من كبراء قومه السالف قبله.

عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ خْصَى (¬1) غُلَامًا لَهُ، فَأَعْتَقَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْمُثْلَةِ (¬2). 2680 - حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ الْمُرَجَّى السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَارِخًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا لَكَ؟ " قَالَ: سَيِّدِي رَآنِي أُقَبِّلُ جَارِيَةً لَهُ فَجَبَّ مَذَاكِيرِي، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيَّ بِالرَّجُلِ". فَطُلِبَ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ" قَالَ: عَلَى مَنْ نُصْرَتِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَرَقَّنِي مَوْلَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَوْ مُسْلِمٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): أخصى. (¬2) إسناده ضعيف جدًا. إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك الحديث. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ص 171، والطبراني في "الكبير" (5302)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة زنباع بن روح الجذامي 9/ 392 - 393 من طريق عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. ويغني عنه ما بعده. (¬3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. أبو حمزة الصيرفي -واسمه سوّار بن داود- ضعيف يعتبر به، وقد توبع. فأخرجه أبو داود (4519) من طريق أبي حمزة الصيرفي سوّار بن داود، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (17932)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5301) عن معمر وابن جريج، عن عمرو بن شعيب، به. وابن جريج مدلس وقد عنعن، لكن الإسناد من طريق معمر حسن. =

30 - باب أعف الناس قتلة أهل الإيمان

30 - بَاب أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ 2681 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَعَفًّ (¬1) النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلَ الْإِيمَانِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (6710) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب!! وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 137 من طريق عبد الملك بن مسلمة، عن ابن لهيعة، وابن منده فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" في ترجمة زنباع من طريق المثنى بن الصباح، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وأخرج البزار (1394)، والطبراني في "الكبير" (6726) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن سندر، عن أبيه: أنه كان عند الزنباع بن سلامة الجذامي، فعتب عليه، فخصاه وجدعه، فأتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأخبره، فاغلظ لزنباع القول، وأعتفه منه، فقال؟ أوص بي يا رسول الله، فقال: "أوصي بك كل مسلم". وذكره ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 138 عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وقد بين الحافظ أن عبد الله بن سندر له صحبة أو رؤية ما دام والده خُصِي في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". انظر "الإصابة" 2/ 322. وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (1657) وغيره بلفظ: "من ضرب غلاما له حدًا لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يُعتقه". وعن سويد بن مقرن عند مسلم أيضًا (1658) وغيره. (¬1) في (ذ): إن من أعف. (¬2) حديث حسن. وقد اختُلف في رفعه روقفه كما بيناه في "المسند" (3728) و (3729)، و"صحيح ابن حبان" (5994). =

31 - باب المسلمون تتكافأ دماؤهم

2682 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هُنَيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَعَفَّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ" (¬1). 31 - بَاب الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ 2683 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2666) عن محمَّد بن عيسى وزياد بن أيوب، عن هشيم، عن مغيرة، عن شباك الضبي، عن إبراهيم، عن هني بن نويرة، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود. فزاد في الإسناد هُنيا بين إبراهيم وعلقمة. وهني هذا روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي، وقال أبو داود: كان من العباد. وفي الباب عن شداد بن أوس عند مسلم (1955) رفعه "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم، فاحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فاحسنوا الذبح، وليحد أحدُكم شفرته وليرح أحدكم ذبيحته". قوله: "أعف الناس قِتلة أهل الإيمان" قال الإمام المناوي المتوفى سنة (1029هـ) في كتابه "فيض القدير" شرح الجامع الصغير 2/ 7: هم أرحمُ الناس بخلق الله، وأشدهم تحريًا عن التمثيل والتشويه بالمقتول، وإطالة تعذيبه إجلالًا لخالقهم، وامتثالًا لما صدر عن صدر النبوة من قوله: "فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة" بخلاف أهل الكفر، وبعض أهل الفسوق ممن لم تذق قلوبهم حلاوة الإيمان واكتفوا من مسماه بلقلقة اللسان، وأشربوا القسوة حتى أُبعِدوا عن الرحمن وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، ومن لا يَرحم لا يُرحم. (¬1) حديث حسن كسابقه.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُرَدُّ عَلَى أَقْصَاهُمْ" (¬1). 2684 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ أَبِي الْجَنُوبِ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. حَنَش -وهو الحسين بن قيس الرحبي- متروك الحديث. ويغني عنه حديث علي بن أبي طالب عند أحمد (993)، وأبى داود (4530)، والنسائي 8/ 19 وإسناده صحيح. وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (7012)، وسيأتي برقم (2685). وحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب عند ابن حبان (5996)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 164 - 165. وإسناده حسن. وحديث عائشة عند ابن أبي عاصم في "الديات" ص 59، وأبي يعلى (4757)، والبيهقي 8/ 29. وقوله: "تتكافأ دماؤهم": يعني أن أحرارَ المسلمين دماؤهم متكافئة في وجوب القصاص والقوَد لبعضهم من بعض لا يفضل منهم شريفٌ على وضيع. وقوله: "ويرد على أقصاهم" وفي رواية: "ويجير عليهم أقصاهم"، معناه: أن بعض المسلمين وان كان قاصي الدار إذا عقد للكافر عقدًا لم يكن لأحد منهم أن ينقضه وإن كان أقرب دارا من المعقود له. وهذا إذا كان العقد والذمة منه لبعض الكفار دون عامتهم، فإنه لا يجوز له عقد الأمان لجماعتهم وإنما الأمر في بذل الأمان وعقد الذمة للكافة منهم إلى الإمام على سبيل الاجتهاد وتحري المصلحة. وقوله: "يسعى بذمتهم أدناهم" معناه أن العبد ومن كان في معناه من الطبقة الدنيا كالنساء والضعفاء الذين لا جهاد عليهم إذا أجاروا كافرًا أُمضي جوارهم ولم تُخفَر ذمتُهم. قاله الخطابي في "شرح السُّنن" 2/ 313 - 314.

عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ" (¬1). 2685 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَدُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ (¬2)، وَيُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَقْصَاهُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. عبد السلام بن أبي الجنوب متروك الحديث. وأخرجه الطبراني في "الكبير"20/ (471)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1968 من طريق عبد السلام بن أبي الجنوب، به. والصحيح أنه عن الحسن البصري مرسلًا، فقد أخرجه عبد الرزاق (18506) من طريق أبي قزعة سويد بن حُجير، وابن أبي شيبة 9/ 432 عن أبي الأشهب جعفر ابن حيان العطاردي، كلاهما عن الحسن أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ... ورجاله ثقات. ويغي عنه الأحاديث السالفة الذكر عند الحديث السابق. (¬2) زاد في (ذ) و"مصاح الزجاجة" والمطبوع: وأموالهم. (¬3) صحيح لغيره، وعبد الرحمن بن عياش -وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش، وإن كان ضعيفًا- تابعه يحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن إسحاق وغيرهما، فالإسناد من طريقهم حسن. وأخرجه الطيالسي (2258)، وابن أبي شيبة 9/ 432، والبيهقي 8/ 28 من طريق خليفة بن خياط، وأبو داود (2751)، وابن الجارود (771) و (1073)، والبيهقي 8/ 29 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، وأحمد (6692)، وأبو داود (2751)، وابن الجارود (1052)، وابن خزيمة (2280)، والبيهقي 6/ 335 و 8/ 29 و 9/ 51 من طريق محمَّد بن إسحاق، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. وصرح ابن إسحاق بالسماع عند البيهقي.

32 - باب من قتل معاهدا

32 - بَابُ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا 2686 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا، لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَتوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" (¬1). 2687 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ، أخبرنا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فلا يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَتوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الحسن بن عمرو: هو الفُقَيمي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه البخاري (3166) و (6914) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، به. وأخرجه النسائي 8/ 25 من طريق مروان بن معاوية، عن الحسن بن عمرو الفُقَيمي، عن مجاهد، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. فزاد في الإسناد جنادة بن أبي أمية الثفة، ومجاهد لا يعرف بتدليس فيُحمل على أنه سمع من جنادة ثم سمع من عبد الله بن عمرو إذ إن سماعه منه ثابتٌ كما قال الحافظ في "الفتح" 6/ 270. وهو في "مسند أحمد" (6745) من طريق مروان بن معاوية -يعني بزيادة جنادة في إسناده. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف معدي بن سُليمان. وقد روي عن أبي هريرة من وجه آخر صحيح. =

33 - باب من أمن رجلا على دمه فقتله

33 - بَاب مَنْ أَمِنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ 2688 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ الفِتْيَانِيِّ، قَالَ: لَوْلَا كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ، لَمَشَيْتُ فِيمَا بَيْنَ رَأْسِ الْمُخْتَارِ وَجَسَدِهِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَمِنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 2689 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى، عَنْ أَبِي عُكاشَةَ ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1461)، وأبو يعلى (6452)، والحاكم 2/ 127 من طريق معدي بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (663)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" 3/ 725 (341)، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 323 من طريقين عن عيسى بن يونس، عن عوف الأعرابي، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح. وانظر ما قبله. تنبيه: كنا قد صححناه لغيره في الترمذي، وذلك لعدم وقوفنا على طريق الإسماعيلي والسهمي الصحيح، فيُستدرك من هنا. (¬1) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8686 - 8688) من طرق عن عبد الملك بن عُمير، به. وهو في "مسند أحمد" (21946)، و "صحيح ابن حبان" (5982).

34 - باب العفو عن القاتل

عَنْ رِفَاعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ فِي قَصْرِهِ، فَقَالَ: قَامَ جِبْريل مِنْ عِنْدِيَ السَّاعَةَ، فَمَا مَنَعَنِي مِنْ ضَرْبِ عُنُقِهِ إِلَّا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا أَمِنَكَ الرَّجُلُ عَلَى دَمِهِ، فَلَا تَقْتُلْهُ"، فَذَاكَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنْهُ (¬1). 34 - بَاب الْعَفْوِ عَنْ الْقَاتِلِ 2690 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَفَعَهُ إِلَى وَلِيِّ الْمَقْتُولِ، فَقَالَ الْقَاتِلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ قَتْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْوَلِيِّ: "أَمَا إِنَّهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا ثُمَّ قَتَلْتَهُ دَخَلْتَ النَّارَ" قَالَ: فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: وَكَانَ مَكْتُوفًا بِنِسْعَةٍ، فَخَرَجَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ، فَسُمِّيَ ذَا النِّسْعَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي ليلى- واسمه عبد الله بن ميسرة، وجهالة أبي عكاشة -وهو الهمداني- رفاعة: هو ابن شداد البجلي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 323، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1489 من طرق عن أبي ليلى عبد الله بن ميسرة، به. وأخرجه ابن عدي 4/ 1489 من طريق عبد الصمد بن النعمان، عن عبد الله ابن ميسرة، عن أبي عكاشة، عن سليمان بن صرد. فلم يذكر في إسناده رفاعة. ورواه الفُضَيل بن ميسرة -فيما ذكر المزي في "تهذيبه" 9/ 206 في ترجمة رفاعة- عن أبي حَريز، عن سليمان بن مسهر. قال المزي: وكلاهما وهم، أي: رواية عبد الله بن ميسرة والفضيل بن ميسرة. (¬2) إسناده صحيح. =

2691 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ النَّحَّاسِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ بِقَاتِلِ وَلِيِّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ له النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اعْفُ" فَأَبى، فَقَالَ: "خُذْ أَرْشًا" فَأَبَى، قَالَ: "اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَإِنَّكَ مِثْلُهُ". قَالَ: فَلُحِقَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ قَالَ: "اقْتُلْهُ فَإِنَّكَ مِثْلُهُ". فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ: فَرُئِيَ يَجُرُّ نِسْعَتَهُ ذَاهِبًا إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: كَأَنَّهُ قَدْ كَانَ أَوْثَقَهُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4498)، والترمذي (1465)، والنسائي 8/ 13 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (944). وقوله: "أما أنه إن كان صادقًا ثم قتلته دخلت النار" أفاد الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/ 403 أن ذلك لأن البينة قامت على قتل أخيه بفعل ظاهره العمد، والمدعى عليه كان أعلم بنفسه أنه غير عامد، فقوله: "كنت مثله" يعني أنه في الظاهر من أهل النار، فإن كان صادقًا في عدم القصد فقتلته كنت أيضًا من أهل النار. (¬1) إسناده صحيح. ابن شوذَب: هو عبد الله. وعيسى بن يونس: هو الفاخوري. وأخرجه النسائي 8/ 17 عن عيسى بن يُونس، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (942). وفي الباب عن وائل بن حجر عند مسلم (1680). قوله: "إن قتلته فأنت مثله" قيل في تأويله إن قتلته فأنت مثله في أنه لا إثم ولا حرج على واحد منكما، لأنك فعلت في القصاص مالك أن تفعله، والقاتل -إن أراد القتل- كفارةٌ له فيرتفع عنه الإثم والحرج أيضًا. انظر "شرح مشكل الآثار" 2/ 400 - 405 وقال ابن قتيبة: ولم يرد أنه مثله في المأثم واستيجاب النار إن قتله، =

35 - باب العفو في القصاص

قَالَ أَبُو عُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ: فَلَيْسَ لِأَحَدٍ بَعْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقُولَ: "اقْتُلْهُ فَإِنَّكَ مِثْلُهُ". قَالَ ابْنُ مَاجَه: هَذَا حَدِيثُ الرَّمْلِيِّينَ، لَيْسَ إِلَّا عِنْدَهُمْ (¬1). 35 - بَاب الْعَفْوِ فِي الْقِصَاصِ 2692 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ تبْنُ بَكْرٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا رُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْءٌ فِيهِ الْقِصَاصُ، إِلَّا أَمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ (¬2). 2693 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: ¬

_ = وكيف يريد هذا وقد أباح الله قتله بالقصاص، ولكنه كره له أن يقتص وأراد له العفو، فأوهمه أنه إن قتله كان مثله في الإثم ليعفو عنه، وكان مراده أنه يقتل نفسًا كما قتل الأول نفسًا، فهذا قاتل وهذا قاتل، فقد استويا في قاتل وقاتل، إلا أن الأول ظالم والآخر مقتص. انظر "مختلف الحديث" ص 279. وقال ابن فرحون -وهو مالكي- في "تبصرة الحكام" 2/ 201: فمما تجب فيه العقوبة والكفارة والغُرم كقتل العمد إذا عفي فيه على الدية، فإنه يجب على القاتل الدية ويستحب له الكفارة، ويُضرب مئة سوط، ويحبس سنة. (¬1) قول ابن ماجه هذا ليس في أصولنا الخطية الثلاثة، وجاء على هامش (ذ)، وهو في بعض النسخ المتأخرة وفي المطبوع. (¬2) إسناده قوي من أجل عبد الله بن بكر المزني، فهو صدوق لا بأس به. وأخرجه أبو داود (4497)، والنسائي 8/ 37 و 37 - 38 من طريق عبد الله بن بكر المزني، به. وهو في "مسند أحمد" (13220).

36 - باب الحامل يجب عليها القود

قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ رَجُلٍ يُصَابُ بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ، فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهِ خَطِيئَةً" (¬1). سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي. 36 - بَاب الْحَامِلِ يَجِبُ عَلَيْهَا الْقَوَدُ 2694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ ابْنِ أَنْعُمَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، لأن أبا السفَر -واسمه سعيد ابن يُحمِد- لم يسمع من أبي الدرداء، كما قال البخاري في "العلل الكبير" 2/ 962. وأخرجه الترمذي (1450) من طريق يونس بن أبي إسحاق، به. وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعًا من أبي الدرداء. وأخرجه بنحوه سعيد بن منصور (762 - قسم التفسير)، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 57 - 58، وأبو يعلى (6869)، والطبري في "تفسيره" 6/ 262، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 3/ 117 من طريق عمران بن ظبيان، عن عدي بن ثابت، عن رجل من الأنصار. وجاء عند ابن أبي عاصم آخر الحديث: قال: يقولون: إن الرجل هو أبو الدرداء. قلنا: وعمران بن ظبيان يُحسَّن حديثه في الشواهد والمتابعات، وقد توبع. وفي الباب عن عُبادة بن الصامت عند أحمد (22701)، والنسائي في "الكبرى" (11081)، ورجاله ثقات، وانظر تمام شواهده في "المسند". ويشهد له أيضًا قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} [المائدة: 45]. وقد ذكر الله عز وجل في معرض مدح المتقين صفةَ العفو بقوله: {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]، وقال أيضًا: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43].

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمَرْأَةُ إِذَا قَتَلَتْ عَمْدًا، لَا تُقْتَلُ حَتَّى تَضَعَ مَا فِي بَطْنِهَا، إِنْ كَانَتْ حَامِلًا، وَحَتَّى تكَفِّلَ وَلَدَهَا، وَإِنْ زَنَتْ لَمْ تُرْجَمْ حَتَّى تَضَعَ مَا فِي بَطْنِهَا، وَحَتَّى تكَفِّلَ وَلَدَهَا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. ابن أنعُم -وهو عبد الرحمن بن زياد- وابن لهيعة -وهو عبد الله-، وأبو صالح -وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث -ثلاثتهم ضعفاء. وأخرج الطبراني في "الكبير" (7138) عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن عبد الله بن صالح أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك 20/ (135) من طريق رشدين بن سعد، عن ابن أنعم، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنْم، عن أبي عُبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل. فزاد في الإسناد عتبة بن حميد بين عبادة وابن أنعم، ورشدين ضعيف وكذا عتبة بن حميد -وهو الضبي-. وقد صح عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال للغامدية وقد أقرت بالزنى وأنها حُبلى: "حتى تضعي ما في بطنِك" فكفَلَها رجل من الأنصار حتى وضعت، فأتى النبي فقال: قد وضعت الغامدية، فقال: "إذًا لا نرجمها وندع ولدها صغرًا ليس له من يُرضعُه"، فقام رجل من الأنصار فقال: إليَّ رضاعه يا نبي الله، فرجمها. أخرجه مسلم (1695) (22) من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه. وروي أيضًا من حديث عمران بن حصين في قصة امرأة من جهينة اعترفت بالزنى، أخرجه كذلك مسلم (1696)، وهو في "مسند أحمد" (19954). وليس في هذين الحديثين الصحيحين ذكر الانتظار حتى الفطام، بل وقع في حديث سليمان بن بريدة عن أبيه أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دفع الصغير إلى رجل من الأنصار بعد أن وضعته أمه. وقد جاء ذكر الانتظار حتى الفطام في حديث بشير بن مهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه عند مسلم (1695) (23) وغيره، وبشير بن مهاجر ضعيف لا يحتمل تفرده بمثل ذلك، كيف وقد خالف. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تم الجزء الثالث من "سنن ابن ماجه" ويليه الجزء الرابع وأوله: أبواب الوصايا ¬

_ = وجاء أيضًا ذكر الانتظار حتى الفطام في حديث جابر بن عبد الله عند الحاكم 4/ 364 ورجاله ثقات. عن آخرهم. وصححه الحاكم وسكت الذهبي على تصحيحه. وفي حديث زيد بن طلحة التيمي عن عبد الله بن أبي مُليكة مرسلًا عند مالك في "موطئه" برواية يحيى بن يحيى الليثي 2/ 821، ورواية محمَّد بن الحسن (696)، ورواية أبي مصعب الزهري (1759)، لكن ابن وهب في روايته -وهي عند ابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 127 والحاكم 4/ 364 - والقعنبي وابن القاسم وابن بكير -فيما قاله ابن عبد البر 24/ 127 - جعلوه من مرسل زيد بن طلحة التيمي، ولم يسندوه إلى عبد الله بن أبي مليكة -وهو جد زيد بن طلحة- وهو الذي صوبه ابن عبد البر. وجاء كذلك في حديث أنس بن مالك عند البزار (1418 - زوائد ابن حجر) لكن الأعمش راويه عن أنس لم يسمع منه. وفي الجملة يكون لقصة التي انتُظِرت حتى تفطم ولدها أصلًا، ويمكن حمل ما جاء على تعدد الوقائع، ويؤيده أن سليمان بن بريدة عن أبيه نسب المرأة بأنها غامدية، وعمران بن حصين قال: جهنية، وغامد من الأزد، وجهينة من حمير.

السُّنن تصنيف الإمام الحافظ أبي عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني 209 - 273 هـ حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه شعيب الأرنؤوط عادل مرشد سعيد اللّحَام الجزء الرابع دار الرسالة العالمية

السُّنن (4)

بسم الله الرحمن الرحيم جميع الحقُوق محفُوظة للِناّشر الطبعة الأولى 1430هـ - 2009م دار الرسالة العالمية جميع الحقوق محفوظة يمنع طبع هذا الكتاب أو أي جزء منه بجميع طرق الطبع والتطوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها إلا بأذن خطى من شركة الرسالة العالمية م. م. al-Resalah AL-A'Lamiah m publishers الإدارة العامة Head Office دمشق - الحجاز شارع مسلم البارودى بناء خولى وصلاحى 2212773 - 11 (963) 2234305 - 11 (963) الجمهورية العربية السورية Syrian Arab Republic [email protected] http://www.resalahonline.com فرع بيروت BEIRUT/ LEBANON TELEFAX:815112 - 319039 - 818615 P.O BOX:117460

أبواب الوصايا

أَبْوَابُ الْوَصَايَا 1 - بَاب هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 2695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ -قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ- عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1635)، وأبو داود (2863)، والنسائي 6/ 240 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/ 240 من طريق حسن بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة. وقال في "السُّنن الكبرى" بعد إخراجه الحديث (6419): الصواب حديث أبي معاوية ومفضّل وداود. قلنا: يعني الطريق الأول. وهو في "مسند أحمد" (24176). وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (387) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حُبَيش، عن عائشة وزاد: قال: وأشك في العبد والأمة. وإسناده حسن من أجل عاصم. وهو في "مسند أحمد" (25053) و (25519)، وجزم فيه بذكر العبد والأمة، يعني "ولا أمةً ولا عبدًا".

2696 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَيْءٍ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَكَيْفَ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ (¬1). قَالَ مَالِكٌ: وَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ: قَالَ الْهُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَبُو بَكْرٍ كَانَ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟! وَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهْدًا، فَخَزَمَ أَنْفَهُ بِخِزَامٍ. 2697 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو الطنافسي. وأخرجه البخاري (2740)، ومسلم (1634)، والترمذي (2252)، والنسائي 6/ 240 من طريق مالك بن مِغْول، به. وهو في "مسند أحمد" (19123)، و"صحيح ابن حبان" (6023). وقوله بإثر الحديث: قال الهُزَيل بن شُرحبيل: أبو بكر كان يتأمر على وصيّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال السندي: بتقدير الاستفهام الإنكاري، أي: هل يجيء من أبي بكر أن يتكلف بالامارة على عليّ لو كان هو وصيًا كما يزعمُه الروافض حاشاه من ذلك. وقوله: عهدًا، أي: لأحد حتى يتبعَه وينساقَ معه انسياق الجمل في يد جارِّه. قاله السندي. وقوله: بخزام، هو جمع خِزامة، وهي حَلَقة من شعر تُجعَل في أحد جانبي مَنْخِري البعير، قاله ابن الأثير الجزري.

2 - باب الحث على الوصية

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، وَهُوَ يُغَرْغِرُ بِنَفْسِهِ: "الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" (¬1). 2698 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلَامِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" (¬2). 2 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْوَصِيَّةِ 2699 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7058) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سليمان التيمي، به. وهو في "مسند أحمد" (12169) عن أسباط بن محمَّد، عن سليمان التيمي. وأخرجه النسائي (7057) من طريق سفيان الثوري، عن سليمان التيمي، عن أنس. بإسقاط قتادة. قال النسائي: سليمان التيمي لم يسمع هذا الحديث من أنس. قوله: "الصلاةَ"، بالنصب، أي: الزموها، "وما ملكت أيمانكم" الظاهر أن المراد به المماليك، أي: احفظوا حقوقهم، أو الأموال مطلقًا، أي: أدوا حقوق المال من الزكاة وغيرها. قاله السندي. (¬2) صحيح لغيره. وهذا إسناد حسن من أجل أم موسى سُرِّية علي بن أبي طالب، وجاء عند الطبري في "تهذيب الآثار" في قسم مسند علي بن أبي طالب ص 168 أنها أم ولد الحسن بن علي وأنها أم امرأة المغيرة بن مقسم، وثقها العجلي وقال الدارقطني: حديثها مستقيم، يخرّج حديثها اعتبارًا، وصحح حديثها الطبري في "تهذيب الآثار" والضياء المقدسي في "المختارة" (808). وأخرجه أبو داود (5156) من طريق محمَّد بن فضَيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (585).

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ" (¬1). 2700 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ وَصِيَّتَهُ" (¬2). 2701 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2738)، ومسلم (1627)، وأبو داود (2862)، والترمذي (996)، والنسائي 6/ 239 من طرق عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (5118)، و"صحيح ابن حبان" (6024). وأخرجه النسائي 6/ 239 من طريق ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وأخرجه مسلم (1627)، والنسائي 6/ 239 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه إلا أنه قال: "يبيت ثلاث ليال" بدل قوله: "ليلتن". وهو في "مسند أحمد" (4469). قوله: "وله شيء يوصي فيه" قال السندي: أي: أن يوصي فيه أو يلزمه أن يوصي فيه. (¬2) إسناده ضعيف لضعف درست بن زياد ويزيد الرقاشي -وهو ابن أبان- ومع ذلك فقد حسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغبب والترهيب" 4/ 327، والحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 209!! وأخرجه أبو يعلى (4122)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 294، وابن عدي في "الكامل" 3/ 968، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1489)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة درست 8/ 485 من طريق درست بن زياد، به.

3 - باب الحيف في الوصية

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ مَاتَ عَلَى وَصِيَّةٍ، مَاتَ عَلَى سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ، وَمَاتَ عَلَى تُقًى وَشَهَادَةٍ، وَمَاتَ مَغْفُورًا لَهُ" (¬1). 2702 - [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ، عن ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ، وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي بِهِ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ"] (¬2). 3 - بَابُ الْحَيْفِ فِي الْوَصِيَّةِ 2703 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ فَرَّ مِنْ مِيرَاثِ وَارِثِهِ، قَطَعَ اللَّهُ مِيرَاثَهُ مِنْ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، لضعف بقية بن الوليد وجهالة شيخه، وقد دلس بقيةُ في إسناده فأسقط عمر بن صبح بن عمران التميمي بين يزيد بن عوف وبين أبي الزبير، وعمر بن صبح هذا منكر الحديث. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/ 1685 من طريق أحمد بن يعقوب الكندي، عن بقية، عن يزيد بن عوف، عن عمر بن صبح، عن أبي الزبير، عن جابر. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه عمر بن صبح غير محفوظ لا متنًا ولا إسنادًا. (¬2) إسناده صحيح. رَوح: هو ابن عُبادة، وابن عون: هو عبد الله. وأخرجه النسائي 6/ 239 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبد الله بن عون، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وانظر ما سلف برقم (2699). تنبيه: هذا الحديث لم يرد في أصولنا الخطية، ولم يذكره المزي في "تحفة الأشراف"، ولا استدركه ابن حجر في "النكت الظراف"، وهو في النسخ المطبوعة. (¬3) إسناده واهٍ بمرة، وهو مسلسل بالضعفاء. عبد الرحيم بن زيد العمي متروك الحديث، وأبوه وسويد بن سعيد ضعيفان. =

2704 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ" (¬1). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 13 - 14]. 2705 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي حَلْبَسٍ (¬2)، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ أَبِي خُلَيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ¬

_ = وفي الباب عن أبي هريرة عند البيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (7965) وإسناده ضعيف. وعن سليمان بن موسى الأشدق مرسلًا عند سعيد بن منصور (285)، وابن أبي شيبة 11/ 135 ورجاله ثقات. (¬1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد انفرد به. وأخرجه بنحوه أبو داود (2867)، والترمذي (2250) من طريق نصر بن علي، عن الأشعث بن عبد الله بن جابر، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (7742). وفي الباب قوله-": "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار" أخرجه البخاري (3332)، ومسلم (2643) من حديث عبد الله بن مسعود. والحيف في الوصية من عمل أهل النار. (¬2) في (ذ) و (س): ابن حلبس.

4 - باب النهي عن الإمساك في الحياة والتبذير عند الموت

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَأَوْصَى، فَكَانَتْ وَصِيَّتُهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا تَرَكَ مِنْ زَكَاتِهِ فِي حَيَاتِهِ" (¬1). 4 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْإِمْسَاكِ فِي الْحَيَاةِ وَالتَّبْذِيرِ عِنْدَ الْمَوْتِ 2706 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ وابْنِ شُبْرُمَةَ (¬2)، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا لضعف بقية -وهو ابن الوليد الحمصي- وجهالة أبي حَلْبَس وشيخه خُليد بن أبي خُليد، وقد اختُلف فيه عن بقية كما سيأتي، وله طريق آخر لا يُحتفل بمثله. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة خليد بن أبي خليد 8/ 306 من طريق يحيى بن عثمان، بهذا الإسناد. وخالف يحيى بنَ عثمان عبدُ الرحمن بنُ الحارث المعروف بجحدر وعيسى بنُ المنذر وغيرهما كما قال المزي فقالوا: عن بقية، عن خليد بن أبي خليد، عن أبي حلبس، عن معاوية بن قرة. قلنا: أما طريق عبد الرحمن بن الحارث فأخرجها الدارقطني (4288). وخالفهم جميعًا موسى بن مروان، فقال: عن بقية، عن أبي حلبس خليد بن دعلج، عن معاوية بن قرة، عن أبيه. أخرجه أبو بشر الدولابي في "الكنى" 1/ 156 وقال: هذا حديث معضل يكاد أن يكون باطلاَ. قلنا: خُليد بن دعلج ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (69)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 247، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 221 من طريق عبد الله بن عصمة الجزري النصيبي، عن بشر بن حكيم، عن سالم بن كثير، عن معاوية بن قرة، عن أبيه. وإسناده ضعيف لضعف بعض رواته، وفيه أيضًا من لم نعرفه. (¬2) في (ذ) و (س): عُمارة بن القعقاع بن شُبرمة، فاتفق اسمُ جدِّ عمارة مع =

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاء رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَبِّئْنِي، بأحَقُّ النَّاسِ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ -وَأَبِيكَ- لَتُنَبَّأَنَّ. أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ" قَالَ: نَبِّئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ مَالِي كَيْفَ أَتَصَدَّقُ فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ -وَاللَّهِ- لَتُنَبَّأَنَّ. تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَأْمُلُ الْعَيْشَ وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَاهُنَا، قُلْتَ: مَالِي لِفُلَانٍ، وَمَالِي لِفُلَانٍ، وَهُوَ لَهُمْ، وَإِنْ كَرِهْتَ" (¬1). 2707 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ¬

_ = والد عبد الله بن شبرمة، والمثبت من (م) والمطبوع، وهو الموافق لرواية مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- ضعيف يعتبر به، وقد توبع. وهذا الحديث أصلُه حديثان، حديث البر، وحديث الصدقة وإنما جمعهما شريك وحده. أخرج الحديثَ الأول البخاريُّ (5971)، ومسلم (2548) (1) (2) (3) من طريق عُمارة بن القعقاع، به، ومسلم وحدَه قرن بعمارة عبدَ الله بن شبرمة في الطريق الثالثة، إذ إنها عن شريك القاضي. وهو في "مسند أحمد" (8344)، و"صحيح ابن حبان" (433). وأخرج الحديثَ الثاني البخاريُّ (1419)، ومسلم (1032)، وأبو داود (2865)، والنسائي 5/ 68، و 6/ 237 من طريق عمارة بن القعقاع وحده، به. وهو في "مسند أحمد" (7159)، و"صحيح ابن حبان" (3312) و (3335). وقوله: "وأبيك". قال السندي: قيل: هذا على عادة العرب من جَرْي مثل هذا على اللسان دون تعمد، والنهي عن تعمد مثله، فلا إشكال، وقيل: بل يُحتمل أن يكون قبل النهي، أو هو بتقدير: وخالِق أبيك مثلًا.

5 - باب الوصية بالثلث

عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي كَفِّهِ، ثُمَّ وَضَعَ إصْبُعَهُ السَّبَّابَةَ وَقَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَّى تُعْجِزُنِي ابْنَ آدَمَ، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، فَإِذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَذِهِ -وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟ " (¬1). 5 - بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ 2708 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ وَسَهْلٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضْتُ عَامَ الْفَتْحِ حَتَّى أَشْفَيْتُ عَلَى الْمَوْتِ، فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَتي (¬2)، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: "لَا" قُلْتُ: فَالشَّطْرُ؟ قَالَ: "لَا" قُلْتُ: فَالثُّلُثُ؟ قَالَ: "الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 427، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (869) و (870)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 76، والطبراني في "الكبير" (1194)، وفي "الشاميين" (469) و (1080)، والحاكم 2/ 502 و 40/ 323، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1200 - 1202)، والبيهقي في "الشعب" (3473)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 215، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة بسر ابن جحاش 4/ 71 - 72 من طريق عبد الرحمن بن ميسرة، به. وسقط من مطبوع "الشاميين" في الموضع الأول: جبير بن نفير. وهو في "مسند أحمد" (17842). قوله: "أنّى" أي: كيف. (¬2) في (ذ): إلا ابنة لي.

إنك أن تَترُكَ (¬1) وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتركهُمْ (1) عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ" (¬2). 2709 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ، زِيَادَةً لَكُمْ فِي أَعْمَالِكُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ): أن تذَرَ ... أن تَذَرَهُم. (¬2) إسناده صحيح. سهل: هو ابن أبي سهل زَنْجلة. وأخرجه البخاري (1295) و (2742) و (2744) و (3936) و (4409) و (5354) و (5668) و (6373) و (6733)، ومسلم (1628)، وأبو داود (2864)، والترمذي (2249)، والنسائي 6/ 241 - 242 و 242 و 243 من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، به. وأخرجه البخاري (5659)، ومسلم (1628)، وأبو داود (3104)، والترمذي (997)، والنسائي 6/ 242 - 243 و 243 و 244 من طرق عن سعد بن أبي وقاص. وهو في "مسند أحمد" (1440) و (1482)، و"صحيح ابن حبان" (4249) و (6026). (¬3) إسناده ضعيف جدًا. طلحة بن عمر -وهو المكي- متروك الحديث. وقد روي الحديث عن عدد من الصحابة بأسانيد ضعيفة، ولكن بمجموعها يدل على أن للحديث أصلًا، والله تعالى أعلم. وأخرجه سحنون في "المدونة" 6/ 5، والبزار في "مسنده" كما في "نصب الراية" 4/ 400، وابن حزم في "المحلى" 9/ 355، والبيهقي 6/ 269، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 349 من طريق طلحة بن عمرو المكي، به. وفي الباب عن أبي الدرداء عند أحمد (27482)، والبزار (1382 - كشف الأستار) والطبراني في "مسند الشاميين" (1484)، وفي "المعجم الكبير" كما في "نصب الراية" 4/ 400، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 104 وفي إسناده ضعف وانقطاع. =

2710 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ مُوسَى، أَخبرنَا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: [إن الله عز وجل يقول:] (¬1) يَا ابْنَ آدَمَ، اثْنَتَانِ لَمْ تَكُنْ لَكَ وَاحِدَةٌ مِنْهُمَا: جَعَلْتُ لَكَ نَصِيبًا مِنْ مَالِكَ حِينَ أَخَذْتُ بِكَظَمِكَ، لِأُطَهِّرَكَ بِهِ وَأُزَكِّيَكَ، وَصَلَاةُ عِبَادِي عَلَيْكَ، بَعْدَ انْقِضَاءِ أَجَلِكَ" (¬2). ¬

_ = وعن معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (94)، والدارقطني (4289) وإسناده ضعيف. وعن أبي بكر الصديق عند العقيلي في "الضعفاء" 1/ 275، وابن عدي في "الكامل" 2/ 794 وإسناده ضعيف. وعن خالد بن عُبيد الله -وقيل: عبد الله- السلمي عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1385)، والطبراني في "الكبير" (4129) وفي "مسند الشاميين" (1613). وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 212 وقال: إسناده حسن. قلنا: مع أن خالد بن عبيد الله مختلف في صحبته، وابنه الحارث مجهول. وقال الحافظ في "بلوغ المرام" بعد أن ذكر هذه الأحاديث: وكلها ضعيفة، لكن يقوي بعضُها بعضًا. (¬1) ما بين الحاصرتين لم يرد في أصولنا الخطية، وهو مثبت في بعض مصادر التخريج، وهو الجادة. (¬2) إسناده ضعيف، مبارك بن حسان لين الحديث. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (771)، وأبو أمية الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (73)، والطبراني في "الأوسط" (7124)، والدارقطني (4287) من طريقين عن مبارك بن حسان، به. وفي الباب عن أبي قلابة مرسلًا عند أبي نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 285، ورجاله ثقات. =

6 - باب لا وصية لوارث

2711 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنْ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ، لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الثُّلُثُ كَبِيرٌ- أَوْ كَثِيرٌ" (¬1). 6 - بَاب لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ 2712 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَهُمْ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَإِنَّ رَاحِلَتَهُ لَتَقْصَعُ بِجِرَّتِهَا، وَإِنَّ لُعابهَا لَيَسِيلُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ لِكُلِّ وَارِثٍ نَصِيبَهُ مِنْ الْمِيرَاثِ، فَلَا يجُوزُ لِوَارِثٍ ¬

_ = وقوله: "لم تكن لك واحدة منهما" أي: لا تستحقه إلا برحمة الله تعالى، إذ المال للحياة. فإذا جاء الموت ينبغي أن ينتقل كله إلى غيره، لكنه تعالى أبقى له التصرف في الثلث. "وصلاة عبادي عليك" أي: على الجنازة لهم لا للميت، فينبغي أن لا ينتفع بها وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، لكنه تعالى بمنه جعلها نافعةً له كأنها بمنزلة ما سعى. "بكَظَمك" الكَظَم، بفتحتين إعجام الظاء: مجامع النفس، والجمع كظام. قال السيوطي: أي: عند خروج نَفسك، وانقطاع نَفَسِك. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو الطنافسي. وأخرجه البخاري (2743)، ومسلم (1629)، والنسائي 6/ 244 من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (2034).

وَصِيَّةٌ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَمَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ" أَوْ قَالَ: "عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل شهر بن حوشب، فهو ضعيف يعتبر به. وأخرجه الترمذي (2254)، والنسائي 6/ 247 من طريق قتادة بن دعامة، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة بقصة الميراث والوصية. وهو في "مسند أحمد" (17663). ويشهد للحديث بطوله حديث أبي أمامة عند الترمذي (2253) بإسناد حسن، وهو في "مسند أحمد" (22294)، وهو عند المصف مختصر بذكر الوصية للوارث سيأتي بعده. وعن أنس بن مالك عند الدارقطني (4066) وفي إسناده مجهول. وفي باب قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إن الله قسم لكل وارثِ نصيبه من الميراث، فلا تجوز لوارث وصية" عن أبي أمامة عند أبي داود (2870) و (3565)، وابن الجارود (949) وإسناد ابن الجارود صحيح. وليس هذا الحديث ناسخًا لآية الوصية، وإنما هو مخصص لها. وفي باب قوله: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" عن عائشة عند البخاري (2218)، ومسلم (1457). وعن أبي هريرة عند البخاري (6818)، ومسلم (1458). وهو في "المسند" (7262)، وانظر تتمة شواهده عنده. وفي باب قوله: "ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... " عن علي بن أبي طالب عند البخاري (3172). ومسلم بإثر (1508) / 20، وهو في "مسند أحمد" (615). وبذكر الادعاء إلى غير الأب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6592)، وقد سلف عند المصنف برقم (2611). قوله: لتقصَعُ بجرّتها، قال السندي: الجرة بالكسر وتشديد الراء، اسم من اجترار البعير، وهي اللقمة التي يتعلل بها البعير، وقصعُها: إخراجُها.

2713 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ، عَامَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ" (¬1). 2714 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنِّي لَتَحْتَ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسِيلُ عَلَيَّ لُغامهَا، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، أَلَا لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار تابعه عبد الوهَّاب بن نجدة الحوطي، وعلي بن حجر وهناد وغيرهم فالإسناد من طريقهم حسن، وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل بلده مستقيمة وهذا منها. وأخرجه أبو داود (2870) و (3565)، والترمذي (2253) من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (949) من طريق سُليم بن عامر وغيره، عن أبي أمامة. وإسناده صحيح. وقد أخرج أبو داود (1955) من طريق سليم بن عامر الكلاعي، عن أبي أمامة قال: سمعتُ خطبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمنى يوم النحر- ولم يزد على ذلك. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة سعيد بن أبي سعيد -وهو رجل شامي كان ببيروت- وقد ظنه ابن عساكر سعيدَ بنَ أبي سعيد المقبري، وتبعه المزي في "الأطراف" وكذلك ظنه الضياء المقدسي في "مختارته" (2144)، وابن التركماني في "الجوهر النقي" 6/ 264 - 265، وعليه صحح الضياء الحديثَ، وجوّده ابن التركماني فلم يُصيبوا. =

7 - باب الدين قبل الوصية

7 - بَابُ الدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ 2715 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَؤونَهَا: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12] وَإِنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ (¬1). ¬

_ = وفرق بين الشامي وبين المقبري الخطيبُ البغدادي في "المتفق والمفترق" 2/ 1046، والحافظ سعد الدين الحارثي كما قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" ووافقهما على ذلك وبذلك جزم ابن عبد الهادي في "التنقيح" (1717)، وهو الصواب كما جاء مصرحًا به في بعض روايات الحديث. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (621)، والدارقطني (4066) و (4067)، ومن طريقه البيهقي 6/ 264 - 265 من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. وقد جاء عند الدارقطني في الرواية الثانية: عن سعيد بن أبي سعيد شيخ بالساحل. والحديث عند الطبراني والدارقطني مطول بنحو حديث عمرو بن خارجة السالف برقم (2712)، وقد أخرج قصة الادعاء إلى غير الأب وتولي غير الموالي من حديث سعيد بن أبي سعيد، عن أنس: أبو داود (5115)، والخطيب في "المتفق والمفترق" (642) وكلاهما قال: عن سعيد بن أبي سعيد ونحن ببيروت. وقوله: لُغامها، قال السندي: بضم اللام وغين معجمة: هو لُعابها وزبدها الذي يخرج من فيها، وهو الزَّبد وحده. (¬1) إسناده ضعيف لضعف الحارث -وهو ابن عبد الله الأعور- سفيان: هو الثوري. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الترمذي (2224 - 2226) و (2255) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. =

8 - باب من مات ولم يوص هل يتصدق عنه؟

8 - بَاب مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُوصِ هَلْ يُتَصَدَّقُ عَنْهُ؟ 2716 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ إنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ" (¬1). 2717 - حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ «أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَلَمْ تُوصِ، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ لَتَصَدَّقَتْ، فَلَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا وَلِيَ أَجْرٌ؟ فقَالَ: "نَعَمْ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (595). وسيأتي برقم (2739). وقال ابن كثير في "تفسيره": 2/ 199: أجمع العلماء سلفًا وخلفًا أن الدين مقدم على الوصية، وذلك عند إمعان النظر يُفهم من فحوى الآية الكريمة. ونقل السندي عن الدميري قوله: قال العلماء: أولادُ العَلات، بفتح العين المهملة، وتشديد اللام: الإخوة لأب من أمهات شتى، وأما الإخوة لأبوين فيقال لهم: أولاد الأعيان، والأخياف من الناس: الذين أمهم واحدة وآباؤهم شتى. (¬1) إسناده صحيح. العلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب مولى الحُرَقة. وأخرجه مسلم (1630)، والنساني 6/ 251 - 252 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به. وهو في "مسند أحمد" (8841). (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. =

9 - باب قوله: {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف}

9 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} 2718 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: لَا أَجِدُ شَيْئًا، وَلَيْسَ لِي مَالٌ، وَلِي يَتِيمٌ لَهُ مَالٌ، قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلْ مِنْ مَالِ يَتِيمِكَ، غَيْرَ مُسْرِفٍ، وَلَا مُتَأَثِّلٍ مَالًا". قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: "وَلَا تَقِي مَالَكَ بِمَالِهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1388) و (2760)، ومسلم (1504) وبإثر (1630) / 12، وأبو داود (2881)، والنسائي 6/ 250 من طرق عن هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24251)، و"صحيح ابن حبان" (3353). (¬1) إسناده حسن. وقوى إسناده الحافظ في "الفتح" 8/ 241. وأخرجه أبو داود (2872)، والنسائي 6/ 256 من طريق عمرو بن شعيب، به. وهو في "مسند أحمد" (6747). قوله: "غير مسرف" أي: غير آخذ أزيد من قدر الحاجة، و"متأثّل" أي: ولا متخذ منه أصل مالٍ للتجارة ونحوها، و"لا تقي" أي: ولا تحفظ مالك بصرف ماله في حاجتك. قاله السندي. قلنا: ويدل عليه ويؤيده قول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] حيث جاءت هذه الآية في معرض ذكر الأيتام وأموالهم.

أبواب الفرائض

أَبْوَابُ الْفَرَائِضِ 1 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَعْلِيمِ الْفَرَائِضِ 2719 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعِطَافِ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوه، فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَهُوَ يُنْسَى، وَهُوَ أَوَّلُ شَيْءٍ يُنْزَعُ مِنْ أُمَّتِي" (¬1). 2 - بَابُ فَرَائِضِ الصُّلْبِ 2720 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. حفص بن عمر بن أبي العَطاف متروك الحديث. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5293)، وابن عدي 2/ 791، والدارقطني (4059)، والحاكم 4/ 331، والبيهقي 6/ 208 - 209، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 90، والمزي في ترجمة حفص بن عمر 7/ 40 و40 - 41 من طريق حفص بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2220) من طريق الفضل بن دلهم، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة. وهذا إسناد قد اختُلف فيه على عوف الأعرابي كما أوضحناه في "جامع الترمذي"، ولهذا قال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب. وله شاهدان ذكرناهما في "جامع الترمذي" وهما ضعيفان لا تقوم بهما الحجة.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِابْنَتَيْ سَعْدٍ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدٍ، قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ جَمِيعَ مَا تَرَكَ أَبُوهُمَا، وَإِنَّ الْمَرْأَةَ لَا تُنْكَحُ إِلَّا عَلَى مَالِهَا، فَسَكَتَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ: "أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ ثُلُثَيْ مَالِهِ، وَأَعْطِ امْرَأَتَهُ الثُّمُنَ، وَخُذْ أَنْتَ مَا بَقِيَ" (¬1). 2721 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيِّ، فَسَأَلَهُمَا عَنْ ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ، فَقَالَا: لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ، وَائْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنَا. فَأَتَى الرَّجُلُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَأَلَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ، وَلَكِنِّي سَأَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده محتمل للتحسين من أجل ابن عقيل، وقد تفرد به، وقد صححه الترمذي من طريقه. وآخرجه أبو داود (2891) و (2892)، والترمذي (2222) من طريق عبد الله ابن محمَّد بن عقيل، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14798). (¬2) إسناده صحيح. أبو قيس الأودي: هو عبد الرحمن بن ثروان، ووكيع: هو ابن الجراح، وعلي بن محمَّد: هو الطَّنافسي. =

3 - باب فرائض الجد

3 - بَابُ فَرَائِضِ الْجَدِّ 2722 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِفَرِيضَةٍ فِيهَا جَدٌّ، فَأَعْطَاهُ ثُلُثًا، أَوْ سُدُسًا (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (6736) و (6742)، وأبو داود (2890)، والترمذي (2223)، والنسائي في "الكبرى" (6294 - 6296) من طريق أبي قيس عبد الرحمن ابن ثروان، به. وهو في "مسند أحمد" (3691). (¬1) إسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق. شبابة: هو ابن سوّار، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6299) من طريق النضر بن شميل، عن يونس ابن أبي إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (20309). وأخرجه أبو داود (2897) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البصري: أن عمر قال: أيكم يعلم ما ورّث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الجد؟ قال معقل بن يسار: أنا، ورثه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السدس، قال: مع مَن؟ قال: لا أدري، قال: لا دريتَ فما تغني إذًا. وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6300) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن البصري: عن معقل بن يسار ... وهذا إسناد رجاله ثقات لكن الحسن لم يصرح فيه بالسماع. قوله: فأعطاه ثلثًا أو سدسًا، قال تقي الدين عبد الغني الدهلوي في "إنجاح الحاجة": وفي رواية أحمد والترمذي وأبي داود عن عمران بن حصين قال: جاء رجل إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إن ابني مات فما لي من ميراثه؟ قال: "لك السدس" فلما ولى دعاه، قال: "لك سدسٌ آخر"، فلما ولّى دعاهُ، قال: "إن السدس الآخر =

4 - باب ميراث الجدة

2723 - [قال أبو الحسن القطان]: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الطَّبَّاعِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جَدٍّ كَانَ فِينَا بِالسُّدُسِ (¬1). 4 - بَابُ مِيرَاثِ الْجَدَّةِ 2724 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَهُ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاق بْنِ خَرَشَةَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: جَاءَتْ الْجَدَّةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ¬

_ = طعمة. قالوا في صورة المسألة بأن مات رجل وخلّف بنتين وهذا السائل الذي هو الجد، فللبنتين الثلثان، فبقي الثلث فدفع السدس إليه بالفرض، ثم دفع سدسًا آخر لتعصيب، ولم يدفع الثلث مرة واحدة، لئلا يُتوهم أن فرضه الثلث، وإنما سماه طعمة لكونه زائدًا على أصل الفرض الذي لا يتغير. كذا في "اللمعات" فما ذكره المؤلف بالتردد ثلثًا أو سدسًا من شك الراوي، فإنه أُعطي أولًا سدسًا، ثم صار ثلثًا بالتعصيب. وانظر ما بعده. (¬1) رجاله ثقات، لكن الحسن -وهو البصري- لم يصرح بسماعه من معقل ابن يسار. أبو حاتم: هو محمَّد بن إدريس الرازي، وابن الطباع: هو محمَّد بن عيسى، ويونس: هو ابن عبيد البصري. تنبيه: هذا الحديث من زيادات القطان على "السُّنن"، وهو ليس في أصولنا العتيقة الثلاثة، وأثبتناه من بعض النسخ الخطية الموجودة عندنا ومن المطبوع.

شَيْءٌ، وَمَا عَلِمْتُ لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا، فَارْجِعِي حَتَّى أَسْأَلَ النَّاسَ، فَسَأَلَ النَّاسَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَاهَا السُّدُسَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ ابْنُ مَسْلَمَةَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَأَنْفَذَهُ لَهَا أَبُو بَكْرٍ. ثُمَّ جَاءَتْ الْجَدَّةُ الْأُخْرَى مِنْ قِبَلِ الْأَبِ إِلَى عُمَرَ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا، فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ، وَلا كَانَ الْقَضَاءُ الَّذِي قُضِيَ بِهِ إِلَّا لِغَيْرِكِ، وَمَا أَنَا بِزَائِدٍ فِي الْفَرَائِضِ شَيْئًا، وَلَكِنْ هُوَ ذَاكِ السُّدُسُ، فَإِنْ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ، فَهُوَ بَيْنَكُمَا، وَأَيَّتُكُمَا خَلَتْ بِهِ، فَهُوَ لَهَا (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن قبيصة بن ذؤيب لم يشهد القصة فلم يثبت سماعه من أبي بكر، لكنه تابعي كبير، ولد على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وجل روايته عن الصحابة، فلعله سمعه من محمَّد بن مسلمة أو المغيرة بن شعبة أو صحابي غيرها، وقد صححه ابن حبان، وقال الحافظ في "التلخيص" 3/ 82: إسناده صحيح لثقة رجاله، إلا أن صورته مرسلٌ. ورواية مالك أصح من رواية يونس بن يزيد لأن الزهري لم يسمعه من قبيصة كما قال النسائي بإثر الحديث (6308). وأخرجه أبو داود (2894)، والترمذي (2233)، والنسائي في "الكبرى" (6312) من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2232) والنسائي في "الكبرى" (6311) من طريق سفيان ابن عيينة، عن الزهري، عن رجل، عن قبيصة، وقال مرة: عن الزهري، عن قبيصة. كذا عند الترمذي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6305 - 6310) من طرق عن الزهري، عن قبيصة وصرح الزهري في الرواية (6305) -وهي من طريق صالح بن كيسان عنه- بسماعه من قبيصة. ونقل المزي في "التحفة" (11232) عن النسائي قوله: حديث صالح خطأ، والزهري لم يسمعه من قبيصة. =

5 - باب الكلالة

2725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُوسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَّثَ جَدَّةً سُدُسًا (¬1). 5 - بَابُ الْكَلَالَةِ 2726 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ خَطِيبًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوْ خَطَبَهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَدَعُ بَعْدِي شَيْئًا هُوَ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ الْكَلَالَةِ، وَقَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ مَا أَغْلَظَ لِي فِيهَا، حَتَّى طَعَنَ بِأصْبَعِهِ فِي جَنْبِي أَوْ فِي صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: "يَا عُمَرُ، تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي أنزلَتْ فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (17978) و (17980)، و"صحيح ابن حبان" (6031). وله شواهد عن عدة من الصحابة ذكرناها في "المسند" فراجعها هناك، وهي وإن كان في أسانيدها مقال، باجتماعها يحصُل للحديث قوة. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. شريك - وهو ابن عبد الله القاضي وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيفان. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 321، والدارمي (2933)، والبيهقي 6/ 234 من طريق شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (567) و (1617)، والنسائي في "الكبرى" من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد. =

2727 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وعلي بن محمَّد، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ثَلَاثٌ لَأَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيَّنَهُنَّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: الْكَلَالَةُ، وَالرِّبَا، وَالْخِلَافَةُ (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (89)، و"صحيح ابن حبان" (2091). قوله: "آية الصيف" هي قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] وهي نزلت في الصيف، وهي أوضح من آية الشتاء التي هي في أول سورة النساء. قاله السندي. قال ابن الجوزي في "زاد المسير" 2/ 31 - 32: واختلفوا على ما يقع اسم الكلالة على ثلاثة أقوال: أحدها: أنه اسم للحي الوارث، وهذا مذهب أبي بكر الصديق وعامة العلماء الذين قالوا: إن الكلالة من دون الوالد والولد، فإنهم قالوا: الكلالة: اسم للورثة إذا لم يكن فيهم ولد ولا والد. والثاني: اسم للميت، قاله ابن عباس والسدي وأبو عبيدة في جماعهْ. والثالث: اسم للميت والحي، قاله ابن زيد. واسم الكلالة مأخوذ من الإحاطة، ومنه الإكليل لإحاطته بالرأس، أو من الكلال وهو التعب كأنه يصل إلى الميراث من بُعدٍ وإعياءٍ. (¬1) صحيح دون قوله: "والخلافة"، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن مرة بن شراحيل روايته عن عمر مرسلة، وقد روي الحديث من وجه آخر متصل، إلا أنه قال فيه: الجد، بدل: الخلافة. وأخرجه الطيالسي (60)، وابن أبي شيبة 6/ 560، والطبري في "تفسيره" 6/ 42، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 13/ 224 و 224 - 225، والبيهقي 6/ 225 من طريق عمرو بن مرة، به. وأخرجه البخاري (5588)، ومسلم (3032)، وأبو داود (3669) من طريق أبي حيان يحيى بن سعيد بن حبان، عن الشعبي، عن ابن عمر، عن أبيه. وجاء عندهم: الجد، بدل: الخلافة. =

2728 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرِضْتُ فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعُودُنِي هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، وَهُمَا مَاشِيَانِ، وَقَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ؟ كَيْفَ أَقْضِي فِي مَالِي؟ حَتَّى نَزَلَتْ «آيَةُ الْمِيرَاثِ» فِي آخِرِ النِّسَاءِ: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً} الآية {يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} (¬1) الْآيَةَ. ¬

_ = والذي استشكله سيدُنا عمر بن الخطاب في سنان الكلالة هو معناها والمقصود منها، هل هو ما عدا الولد والوالد، أم ما عدا الولد وحسب، وهل المسمى كلالة الموروث أم الوارث. انظر بيان ذلك في "جامع البيان" للطبري 4/ 283 - 289، و"شرح مشكل الآثار" 13/ 223 - 236. (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. لكن قول هشام: في آخر النساء، وهم، لأن الآية الأولى التي أشار إليها ليست في آخر النساء، وإنما في أولها، والثانية في آخرها. وأخرجه البخاري (194)، ومسلم (1616)، وأبو داود (2886)، والترمذي (2228) و (3263)، والنساني في "الكبرى" (6288) و (6287) و (7470) و (11069) من طرق عن محمَّد بن المنكدر، به. وجاء عندهم جميعًا غير البخاري: فنزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176]، وأما البخاري ومسلم في بعض مواضعه والنسائي في الموضين الثاني والثالث فجاءت رواياتهم بإطلاق قوله: فنزلت آية الفرائض، وبعضهم قال: آية الميراث، وهذا الإطلاق يقيد بما جاء في رواية الباقين. وأخرجه البخاري (4577)، ومسلم (1616)، والترمذي (2227) و (3262)، والنسائي (6289)، و (11025) من طريق ابن جريج، عن محمَّد بن المنكدر، به إلا أنه قال: فنزلت: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11]. =

6 - باب ميراث أهل الإسلام من أهل الشرك

6 - بَابُ مِيرَاثِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ 2729 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2887)، والنسائي في "الكبرى" (6290) و (6291) و (7471) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وقال: فنزلت: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176]. وهو في "مسند أحمد" (4186)، و "صحيح ابن حبان" (1366) من طريق محمَّد بن المنكدر، وأحمد (14998) من طريق أبي الزبير. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4283) و (6764)، ومسلم (1614)، وأبو داود (2909)، والترمذي (2239) و (2245)، والنسائي في "الكبرى" (6339) - (6347) و (6349) من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21747)، و"صحيح ابن حبان" (6033) وانظر تمام تخريجه عندهما. قال ابن المنذر: ذهب الجمهور إلى الأخذ بما دل عليه عموم حديث أسامة، إلا ما جاء عن معاذ قال: يرث المسلم من الكافر من غير عكسٍ، واحتج بأنه سمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "الإسلام يزيد ولا يَنقُص" نقله عنه الحافظ في "الفتح" 12/ 50 وقال: هو حديث أخرجه أبو داود [(2912)]، وصححه الحاكم [4/ 345]. وقال الحافظ: وأخرج أحمد بن منيع بسند قوي عن معاذ أنه كان يورث المسلم من الكافر بغير عكس. وقال: وأخرج ابن أبي شيبة [11/ 374] من طريق عبد الله بن معقل قال: ما رأيت قضاء أحسن من قضاءِ قضى به معاوية: نرث أهل الكتاب ولا يرثونا، كما يحل لنا النكاح فيهم، ولا يحل لهم النكاح فينا، ثم قال: وبه قال مسروق وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي وإسحاق. كذا عزاه الحافظ لأحمد بن منيع وقوى إسناده وإنما رواه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4083) عن يزيد بن هارون، عن =

2730 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ المصري، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَنْزِلُ فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ أَوْ دُورٍ؟ ". وَكَانَ عَقِيلٌ وَرِثَ أَبَا طَالِبٍ، هُوَ وَطَالِبٌ، وَلَمْ يَرِثْ جَعْفَرٌ وَلَا عَلِيٌّ شَيْئًا لِأَنَّهُمَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ، وَكَانَ عَقِيلٌ وَطَالِبٌ كَافِرَيْنِ. فَكَانَ عُمَرُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ يَقُولُ: لَا يَرِثُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ. وقَالَ أُسَامَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ، وَلَا الْكَافِرُ الْمُسْلِمَ" (¬1). ¬

_ = حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء، عن عمرو بن كردي، عن يحيى بن يعمر: أن معاذ بن جبل كان يورث المسلم من الكافر ... وهذا معضل، لأن بين عمرو وابن يعمر رجل، وبين ابن يعمر ومعاذ فيه رجلين فقد أخرجه أبو داود (2912) عن مسدد، عن عبد الوارث، عن عمرو بن أبي حكيم [وهو ابن كردي نفسه]، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الدؤلي، عن رجل عن معاذ. (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (4282) و (4283) من طريق محمَّد بن أبي حفصة، عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1588)، والنسائي في "الكبرى" (4241) من طريق يونس ابن يزيد، به. غير أنهما جعلا قوله: "لا يرث المؤمن الكافر" من قول عمر، ولم يذكراه من قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما في هذه الرواية التي بينت أن عمر قاله وكذلك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرج شطره الأول مسلم (1351) (439) من طرق عن الزهري، به. وانظر ما قبله. وانظر ما سيأتي برقم (2942).

7 - باب ميراث الولاء

2731 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ الْمُثَنَّى بْنَ الصَّبَّاحِ أَخْبَرَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عن جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ" (¬1). 7 - بَابُ مِيرَاثِ الْوَلَاءِ 2732 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَئَابُ بْنُ حُذَيْفَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمٍ أُمَّ وَائِلٍ بِنْتَ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيَّةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ ثَلَاثَةً، فَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُمْ، فَوَرِثَهَا بَنُوهَا، رِبَاعها وَوَلَاءَ مَوَالِيهَا، فَخَرَجَ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ معه إِلَى الشَّامِ، فَمَاتُوا فِي طَاعُونِ عَمْوَاسٍ، فَوَرِثَهُمْ عَمْرُو وَكَانَ عَصَبَتَهُمْ، فَلَمَّا رَجَعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وجَاءَ بَنُو مَعْمَرٍ يُخَاصِمُونَهُ فِي وَلَاءِ أُخْتِهِمْ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَقْضِي بَيْنَكُمْ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ وَالْوَالِدُ فَهُوَ لِعَصَبَتِهِ، مَنْ كَانَ". قَالَ (¬2): ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله- والمثنى بن الصباح كذلك، لكنها متابعان. وأخرجه أبو داود (2911) من طريق حبيب المعلم، والنسائي في "الكبرى" (6350) من طريق عامر الأحول، و (6351) من طريق يعقوب بن عطاء، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. قال الحافظ في "الفتح" 12/ 51: سند أبي داود فيه إلى عمرو صحيح. وهو في "مسند أحمد" (6664). قال الحافظ: وحملها الجمهور على أن المراد بإحدى الملتين الإسلام، وبالأخرى الكفر، فيكون مساويًا لرواية حديث أسامة، قال: وهو أولى من حملها على ظاهر عمومها. (¬2) القائل هو عمرو بن شعيب.

فَقَضَى لَنَا بِهِ، وَكَتَبَ لَنَا بِهِ كِتَابًا، فِيهِ شَهَادَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَآخَرَ، حَتَّى إِذَا اسْتُخْلِفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، تُوُفِّيَ مَوْلًى لَهَا، وَتَرَكَ أَلْفَيْ دِينَارٍ، فَبَلَغَنِي أَنَّ ذَلِكَ الْقَضَاءَ قَدْ غُيِّرَ، فَخَاصَمُوه إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيل، فَرَفَعَنَا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَتَيْنَاهُ بِكِتَابِ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَرَى أَنَّ هَذَا مِنْ الْقَضَاءِ الَّذِي لَا يُشَكُّ فِيهِ، وَمَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَمْرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يبَلَغَ هَذَا، أَنْ يَشُكُّوا فِي هَذَا الْقَضَاءِ، فَقَضَى لَنَا بهِ، فَلَمْ نَزَلْ فِيهِ بَعْدُ (¬1). 2733 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ مَوْلًى لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَعَ مِنْ نَخْلَةٍ فَمَاتَ، وَتَرَكَ مَالًا وَلَمْ يَتْرُكْ وَلَدًا وَلَا حَمِيمًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَعْطُوا مِيرَاثَهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. حُسين المعلم: هو ابن ذكلوان، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه أبو داود (2917)، والنسائي في "الكبرى" (6314) من طريق حسن المعلم، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة بالمرفوع فقط. وهو في "مسند أحمد" (183) مختصر بقصة الولاء. وهشام بن إسماعيل المذكور مخزومي قرشي ولاه عبد الملك بن مروان المدينةَ سنة اثنتين وثمانين للهجرة. (¬2) إسناده صحيح. مجاهد بن وردان -وإن قال ابن معين: لا أعرفه- وثقه أبو حاتم وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الترمذي عن حديثه: حسن. =

2734 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ بِنْتِ حَمْزَةَ - قَالَ مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى: وَهِيَ أُخْتُ ابْنِ شَدَّادٍ لِأُمِّهِ - قَالَتْ: مَاتَ مَوْلَايَ وَتَرَكَ ابْنَته، فَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَالَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنَتِهِ، فَجَعَلَ لِي النِّصْفَ، وَلَهَا النِّصْفَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2902)، والترمذي (2237)، والنسائي في "الكبرى" (6358 - 6360) من طريق عبد الرحمن ابن الأصبهاني، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25054). قال ملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 3/ 392: قال القاضي رحمه الله: إنما أمر أن يُعطي رجلًا من قريته تصدقًا منه أو ترفعًا، أو لأنه كان لبيت المال ومصرفه مصالح المسلمين وسد حاجاتهم، فوضعه فيهم لما رأى من المصلحة، فإن الأنبياء كما لا يُورَث عنهم، لا يرثون عن غيرهم. (¬1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، فقد كان سيئ الحفظ، وخالفه الثقات فرووهُ عن عبد الله بن شداد مرسلًا. وصحح المرسلَ النسائي في "الكبرى" بإثر (6366)، وكذلك الدارقطني كما في "التلخيص الحبير" 3/ 80، وهو كما قالا. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 2671، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (3163)، والنسائي في "الكبرى" (6365)، والطبراني في "الكبير" 24/ (874)، والحاكم 4/ 66، وابن الأثير في "أسد الغابة" في ترجمة فاطمة بنت حمزة من طريقين عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" كما في "نصب الراية" 4/ 150 - وسقط من المطبوع كما توقعه محققه رحمه الله بإثر الحديث (16210) - ومن طريقه الطبراني 24/ (879) عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الله بن شداد: أن ابنة حمزة ... هكذا مرسلًا. وأخرجه موصولًا الطبراني 24/ (875) من طريق جابر الجعفي، عن الحكم، به. وجابر ضعيف، فلا يعتدُّ بمتابعته. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه مرسلًا سعيد بن منصور (174)، وابن أبي شيبة 11/ 267، وأبو داود في "المراسيل" (364)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 401، والطبراني 24/ (880)، والبيهقي 6/ 241 من طريق شعبة بن الحجاج، والنسائي (6366)، والطبراني 24/ (878) من طريق عبد الله بن عون، وأبو يوسف في "الآثار" (774) وعنه محمَّد بن الحسن في "المبسوط" 4/ 154 عن الإمام أبي حنيفة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 401 من طريق أبان بن تغلب، أربعتهم عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الله بن شداد: أن ابنة حمزة ... وأخرجه مرسلًا كذلك عبد الرزاق (16210) من طريق سلمة بن كهيل، ومحمد بن الحسن في "المبسوط " 4/ 157، وسعيد بن منصور (173)، وابن أبي شيبة 11/ 266، والطبراني في "الكبير" 24/ (881) و (882) و (883) من طريق عُبيد -وقيل: عبد الله- بن أبي الجعد، وابن أبي شيبة 11/ 269، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 401، والطبراني 24/ (885)، والبيهقي 6/ 241 من طريق منصور بن حيان الأسدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4867)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 401 من طريق محمَّد بن عبد الله بن أبي يعقوب وأبي فزارة، والطبراني 24/ (884) من طريق عياش العامري، ستتهم عن عبد الله بن شداد: أن ابنة حمزة. وسقط من مطبوع "المبسوط": عبد الله بن شداد. وفي الباب عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري مرسلًا قال: توفي رجل وترك ابنتَه ومواليه، فقسم النبي - صلى الله عليه وسلم - المال بينهما نصفين بين ابنته ومواليه. أخرجه ابن أبي شيبة 11/ 267 - 268، وأبو داود في "المراسيل" (363)، والبيهقي 6/ 241. ورجاله ثقات. وعن ابن عباس عند الدارقطي (4109) وفي إسناده سليمان بن داود الشاذكوني المنقري ضعيف جدًا، واتهمه بعضهم. قلنا: وصلةُ القربى التي تصل عبدَ الله بن شداد بابنة حمزة، حيث إنها أخته لأمه، وهي صاحبة القصة، تُقوي احتمالَ سماعِه للقصة منها، كيف وقد اعتَضَد ذلك بمرسل أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.

8 - باب ميراث القاتل

8 - بَابُ مِيرَاثِ الْقَاتِلِ 2735 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْحَاق بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "الْقَاتِلُ لَا يَرِثُ" (¬1). 2736 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ مُوسَى، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ -وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ- عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَقَالَ: "الْمَرْأَةُ تَرِثُ مِنْ دِيَةِ زَوْجِهَا وَمَالِهِ، وَهُوَ يَرِثُ مِنْ دِيَتِهَا وَمَالِهَا، مَا لَمْ يَقْتُلْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، إسحاق بن أبي فروة -وهو ابن عبد الله- متروك الحديث. وقد سلف تخريجه برقم (2645). ويغني عنه حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4564)، والدارقطني (4148) و (4149)، والبيهقي 6/ 220 وإسناده حسن. وعن سعيد بن المسيب مرسلًا عند ابن أبي شيبة 11/ 359، وأبي داود في "المراسيل" (360). ومراسيل ابن المسيب عند أهل العلم حجة. وانظر تمام شواهده في "مسند أحمد" (347) عند حديث عمر بن الخطاب. وبعموم هذا الحديث أخذ أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأكثر العلماء، وذهب مالك وآخرون إلى أن قاتل العمد لا يرث شيئًا، ويرث قاتل الخطأ من المال ولا يرث من الدية. انظر "التمهيد" 23/ 444 - 446، و "شرح السنة" للبغوي 8/ 367 قلنا: مستند الفريق الثاني وهو مالك ومن ذهب مذهبه في هذه المسألة هو حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده الآتي بعده.

عَمْدًا، لَمْ يَرِثْ مِنْ دِيَتِهِ وَمَالِهِ شَيْئًا، وَإِنْ قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ خَطَأً، وَرِثَ مِنْ مَالِهِ وَلَمْ يَرِثْ مِنْ دِيَتِهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده حسن إن شاء الله تعالى. الحسن بن صالح: هو ابن صالح بن حَي الفقيه الثقة، وشيخُه في هذا الحديث القولُ فيه ما قال علي بن محمَّد -وهو الطنافسي- بأنه محمَّد بن سعيد -وهو الطائفي- كما بينه الدارقطني في "سننه" (4075). وكذلك جاء اسمه في رواية الدارقطني من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي، ولهذا رجح الذهبي فيما نقله ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عمر بن سعيد أنه محمَّد ابن سعيد لجلالة الراوي محمَّد بن يحيى الذهلي، فكان الذهبي وقف على رواية الدارقطني هذه وبناة على ذلك رجح ما رجح. وقد أبعدَ البُوصيريُّ النُّجعة في "مصباح الزجاجة" فزعم أن محمَّد بن سعيد هذا هو ابن حسان المصلوب المتهم بالكذب، مما دفعه إلى تضعيف إسناد الحديث، وظن ذلك عبدُ الحق في "أحكامه الوسطى" 3/ 334، فردَّ عليه ابنُ القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 404 وذكر كلام الدارقطني فيه. وفرَّق المزي في "تهذيبه" بين راوي هذا الحديث عن عَمرو بن شعيب، وبين محمَّد بن سعيد الطائفي ومحمد بن سعيد المصلوب، فعدَه راويا آخَرَ، ولذلك ترجم له ترجمة منفصلة، وتبعه الحافظ ابن حجر في "التقريب" فوصفه بالجهالة. وقد أعلَّ ابن الجوزي هذا الحديث في "التحقيق" (1661) بالحسن بن صالح استنادًا إلى قول ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يُشبه حديثَ الأثبات، وإنما قال ابن حبان ذلك في رجل آخر مجهول يروي عن ثابت عن النضر. فلم يُصِبِ ابنُ الجوزي فيما قاله، ووهم أيضًا ابنُ عبد الهادي في "التنقيح" (1725) إذ تابع ابنَ الجوزي، لأن الحسن بن صالح هذا هو ابن صالح بن حي الفقيه الثقة، وهو الذي يروي عنه عُبيد الله بن موسى. وأخرجه ابنُ الجارُود (967)، والدارقطني (4075)، والبيهقي 6/ 221 من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي، بهذا الإسناد. وجاء عند ابن الجارود كما جاء عند المصنف من تسمية الذهلي لهذا الرجل: عمر بن سعيد. =

9 - باب ذوي الأرحام

9 - بَابُ ذَوِي الْأَرْحَامِ 2737 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: أَنَّ رَجُلًا رَمَى رَجُلًا بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، وَلَيْسَ لَهُ وَارِثٌ إِلَّا خَالٌ، فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ" (¬1). 2738 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ (ح) ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (4074)، ومن طريقه البيهقي 6/ 221 وابن الجوزي في "التحقيق" (1661) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، عن عُبيد الله بن موسى، عن حسن بن صالح، عن محمَّد بن سعيد، به. فسماه على الصواب، وفي هذا تقوية لما قاله علي بن محمَّد الطنافسي. وإلى هذا الحديث ذهب سعيد بن المسيب وعطاء والحسن والزهري ومكحول ومالك وابن أبي ذئب والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وأبو ثور وداود، فيما نقله ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 444 - 446. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش يحسن حديثه في الشواهد. سفيان: هو الثوري. قال البزار (253): أحسن إسناد فيه حديث أبي أمامة بن سهل. وأخرجه الترمذي (2235)، والنسائي في "الكبرى" (6317) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (189)، و"صحيح ابن حبان" (6037). وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب سيأتي بعده. وعن عائشة عند الترمذي (2236)، والنسائي في "الكبرى" (6318).

10 - باب ميراث العصبة

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ عَنْ الْمِقْدَامِ أَبِي كريمَةَ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَرَكَ مَالًا، فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا، فَإِلَيْنَا -وَرُبَّمَا قَالَ: فَإِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ- وَأَنَا وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، أَعْقِلُ عَنْهُ وَأَرِثُهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ، يَعْقِلُ عَنْهُ وَيَرِثُهُ" (¬1). 10 - بَابُ مِيرَاثِ الْعَصَبَةِ 2739 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ الْحَارِثِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، علي بن أبي طلحة صدوق حسن الحديث، ولكنه متابع. أبو عامر الهَوزني: هو عبد الله بن لُحي. والمقدام أبو كريمة: هو المقدام ابن مَعدي كرِب الصحابي نفسه. وقد سلف برقم (2634). قال البغوي في "شرح السنة" 8/ 358: هذا الحديث حجة لمن ذهب إلى توريث ذوي الأرحام، وهم أولاد البنات، والجد أب الأم، وأولاد الأخت، وبنات الأخ، وبنات العم، والعم للأم، والعمة، والخال والخالة، فاختلف الناسُ في توريثهم، فذهب جماعة منهم إلى أنه لا ميراث لهم، بل يُصرف مالُ الميت الذي لم يخلف وارثًا إلى بيت مال المسلمين إرثًا لهم بأخوة الإسلام. وهو قول أبي بكر وزيد بن ثابت وابن عمر، وبه قال الزهري والأوزاعي ومالك والشافعي، وتأولوا حديث المقدام على أنه طعمة أطعمها الخال عند عدم الوارث، وسماه وارثًا مجازًا. وذهب كثير من أهل العلم إلى توريثهم عند عدم الورثة، وهو قول عمر وعلي وعبد الله بن مسعود وإليه ذهب الشعبي، وبه قال الثوري وأحمد وأصحاب الرأي.

11 - باب من لا وارث له

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ، يَرِثُ الرَّجُلُ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، دُونَ إِخْوَتِهِ لِأَبِيهِ (¬1). 2740 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُوسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقْسِمُوا الْمَالَ بَيْنَ أَهْلِ الْفَرَائِضِ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، فَمَا تَرَكَتْ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ" (¬2). 11 - بَابُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ 2741 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَوْسَجَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف الحارث -وهو ابن عبد الله الأعور- وأبو بحر البكراوي: واسمه عبد الرحمن بن عثمان -وهو وإن كان ضعيفًا- متابع، فتبقى علة الحديث في الحارث الأعور. وقد سلف برقم (2715). (¬2) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، وابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (6732) و (6746)، ومسلم (1615)، وأبو داود (2898)، والترمذي (2229) و (2230)، والنسائي في "الكبرى" (6297) من طرق عن عبد الله ابن طاووس، به. وأخرجه النسائي (6298) من طريق سفيان الثوري، عن ابن طاووس، عن أبيه مرسلًا. وقال بإثره: كان حديث الثوري أشبهُ بالصواب. وهو في "مسند أحمد" (2657)، و"صحيح ابن حبان" (6028). تنبيه: هذا الحديث لم يرد في (ذ) و (م)، وأثبتناه من (س) والمطبوع، ولم يذكره المزي في "التحفة" (5705)، فاستدركه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" وقال: أهمله المزي وهو ثابت في الأصل المعتمد.

12 - باب تحرز المرأة ثلاث مواريث

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَمْ يَدَعْ لَهُ وَارِثًا إِلَّا عَبْدًا هُوَ أَعْتَقَهُ، فَدَفَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إليه مِيرَاثَهُ (¬1). 12 - بَاب تُحرزُ (¬2) الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ مَوَارِيثَ 2742 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رُوْبَةَ التَّغْلِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمَرْأَةُ تَحُرزُ ثَلَاثَ مَوَارِيثَ: عَتِيقِهَا، وَلَقِيطِهَا، وَوَلَدِهَا الَّذِي لَاعَنَتْ عَلَيْهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. عوسجة -وهو مولى ابن عباس- قال البخاري: لم يصح حديثه، وقال غير واحدٍ من الأئمة: ليس بمشهور، ولم يرو عنه غير عمرو بن دينار، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 3/ 414، وقال: لا يتابع على حديثه هذا، وقال الذهبي: لا يُعرف. وأخرجه أبو داود (2905)، والترمذي (2238)، والنسائي في "الكبرى" (6376) و (6377) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وهو في "مسند أحمد" (1930). (¬2) في (س) والمطبوع في ترجمة الباب ولفظ الحديث: تَحُوز، بالواو، ومعناهما واحد: وهو الضمُّ الجمعُ. (¬3) إسناده ضعيف لضعف عمر بن رُوْبةَ قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم صالح الحديث، ولكن لا تقوم به الحجة، وقال ابن عدي: وإنما أنكروا أحاديثه عن عبد الواحد النصري، وقال الذهبي: ليس بذاك. وأخرجه أبو داود (2906)، والترمذي (2248)، والنسائي في "الكبرى" (6326) و (6327) و (6387) من طريق عمر بن رُوبة، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب! وصححه الحاكم 4/ 340 - 341 وسكت عنه الذهبي!. وهو في "مسند أحمد" (16004).

13 - باب من أنكر ولده

13 - بَابُ مَنْ أَنْكَرَ وَلَدَهُ 2743 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى ابْنِ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ اللِّعَانِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَلْحَقَتْ بِقَوْمٍ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ فَلَيْسَتْ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ، وَلَنْ يُدْخِلَهَا جَنَّتَهُ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ أَنْكَرَ وَلَدَهُ، وَقَدْ عَرَفَهُ، احْتَجَبَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَفَضَحَهُ عَلَى رُؤوسِ الْأَشْهَادِ" (¬1). 2744 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة -وهو الربَذي- وجهالة يحيى بن حرب، وقد تابعهما عبد الله بن يونس، وهو مجهول كذلك، وللتحذير من جَحد الولد شاهد حسن سيأتي ذكره. وأخرجه أبو داود (2263)، والنسائي 6/ 179 - 180 من طريق يزيد بن عبد الله ابن الهاد، عن عبد الله بن يُونس، عن سعيد المقبري، به. وصححه الحاكم 2/ 202 - 203 وسكت عنه الذهبي من هذا الطريق!! وأخرجه البغوي (2375) من طريق أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني، عن بكار بن عبد الله، عن عمه، عن سعيد المقبري، به. وهذا إسناد ضعيف جدًا. أحمد الفرياناني متهم بالوضع. وفي باب تحذير المرأة من أن تُدخل على القوم مَن ليس منهم عن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر الصديق مرسلًا. وللتحذير من جَحد الولد شاهد من حديث ابن عمر عند أحمد (4795). وإسناده حسن.

14 - باب في ادعاء الولد

عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُفْرٌ بِامْرِئٍ ادِّعَاءُ نَسَبٍ لَا يَعْرِفُهُ أَوْ جَحْدُهُ، وَإِنْ دَقَّ" (¬1). 14 - بَاب فِي ادِّعَاءِ الْوَلَدِ 2745 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده حسن. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، وعبد العزيز بن عبد الله: هو الأويسي ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه أحمد (7019)، والطبراني في "الصغير" (1072)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 316 من طريق عمرو بن شعيب، به. قال المناوي في "فيض القدير" 5/ 7: قال ابن بطال: ليس معنى هذين الخبرين من اشتهر بالنسبة إلى غير أبيه يدخُل في الوعيد كالمقداد بن الأسود، وإنما المراد به مَن تحول عن نسبته لأبيه إلى غير أبيه عالمًا عامدًا مختارًا، وكانوا في الجاهلية لا يستنكرون أن يتبى الرجل ولد غيره، ويصير الولد ينسب إلى الذي تبناه حتى نزل قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] و {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4] فنُسِبَ كل منهم إلى أبيه الحقيقي، لكن بقي بعضهم مشهورًا بمن تبناه، فيُذكر لقصد التعريف، لا لقصد النسب الحقيقي كالمقداد بن الأسود، ليس الأسود أباه، بل تبناه، واسم أبيه الحقيقي عمرو بن ثعلبة. وقد سلف عند ابن ماجه (2611) بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "من ادعى إلى غير أبيه لم يَرَح رائحة الجنة ... ". وفي الباب عن أبي بكر الصديق موقوفًا عند الدارمي (2861)، والخطيب 3/ 144 وإسناده صحيح. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م) ولم يذكره الحافظ المزي في "التحفة" فاستدركه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8817) وقال: ثبت في بعض النسخ، وأغفله المزي.

عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ عَاهَرَ أَمَةً أَوْ حُرَّةً، فَوَلَدُهُ وَلَدُ زِنًى، لَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ" (¬1). 2746 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلَالٍ الدِّمَشْقِيُّ، أَخبرنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُلُّ مُسْتَلْحَقٍ اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ، ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَضَى: أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا فَقَدْ لَحِقَ بِمَنْ اسْتَلْحَقَهُ، وَلَيْسَ لَهُ فِيمَا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنْ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ، وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ فَلَهُ نَصِيبُهُ، وَلَا يَلْحَقُ إِذَا كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لَا يَمْلِكُهَا، أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا، فَإِنَّهُ لَا يَلْحَقُ وَلَا يرثُ (¬2)، وَإِنْ كَانَ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ ادَّعَاهُ، فَهُوَ وَلَدُ زِنًى، لأهْلِ أُمِّهِ مَنْ كَانُوا، حُرَّةً أَوْ أَمَةً" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف المثنى بن الصبّاح، لكنه متابع. وأخرجه أبو داود (2265) و (2266) من طريق سليمان بن موسى الأشدق، والترمذي (2246) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. ورواية الأشدق مطولة. وهو في "مسند أحمد" (6699) من طريق سليمان الأشدق. وسيأتي من طريقه في الحديث الآتي بعده بطوله. وفي الباب عن ابن عباس عند أبي داود (2264) وفي سنده مبهمٌ. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم: أن ولد الزنى لا يرث من أبيه. (¬2) في (ذ): ولا يورث. (¬3) إسناده حسن. وقد سلف تخريجه في الطريق الذي قبله. =

15 - باب النهي عن بيع الولاء وعن هبته

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ: يَعْنِي بِذَلِكَ مَا قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ. 15 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ 2747 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ (¬1). 2748 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ (¬2). ¬

_ = تنبيه: هذان الحديثان (2745) و (2746) مع ترجمة الباب ليسا في (م)، والحديث الأول منهما لم يذكره الحافظ المزي في "التحفة" ولم يستدركه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"، وأما الثاني فلم يذكره المزي واستدركه عليه ابن حجر (8712). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2535)، ومسلم (1506)، وأبو داود (2919)، والترمذي (1280) و (2259)، والنسائي 7/ 306 من طريق عبد الله بن دينار، به. وهو في "مسند أحمد" (4560)، و"صحيح ابن حبان" (4948). وانظر ما بعده. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد وهم فيه يحيى بن سليم الطائفي، إذ جعله عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وخالف بذلك جمهرة الحفاظ الذين =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = رووه عن عُبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، وليس هو بالمتين فيقوى على مخالفة أولئك الحفاظ كالثوري وشعبة وأمثالهما، وقال النسائي: هو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر. وقد رواه يحيى بن سُلَيم مرة عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر. واختُلف عنه في متن الحديث كذلك فرواه مرة كما هنا موافقًا رواية الحفاظ، وخالفهم أحيانا فرواه بلفظ: "الولاء لُحمة كلُحمة النسب، لا يُباع ولا يوهب". ونقل البيهقي 10/ 293 عن الترمذي أنه سأل البخاري عنه فقال: يحيى بن سليم أخطأ في حديثه، إنما هو عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، وعبد الله بن دينار تفرد بهذا الحديث يعني باللفظ المشهور. وأخرجه الترمذي في "علله الكبير" 1/ 487 عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، بهذا الإسناد. وقال: الصحيح عن عبد الله بن دينار. وعبد الله بن دينار قد تفرد، بهذا الحديث عن ابن عمر. ويحيى بن سُليم أخطأ في هذا الحديث. وأخرجه أبو عوانة (4807)، والخطيب الغدادي في "تاريخه" 5/ 116 وفي "الفصل للوصل" 1/ 579 من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، وأبو عوانة (4809) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، والخطيب 4/ 292 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. وقرن الأموي وأبو ضمرة بنافع عبد الله بن دينار. قال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب" 3/ 465: لا نعلم رواه عن يحيى الأموي، عن عُبيد الله، عن نافع وعبد الله بن دينار غير ابنه سعيد، ورواه علي بن عاصم، عن عُبيد الله بن عمر عنهما أيضًا، وتفرد به عنه أحمد بن عبيد بن ناصح. قلنا: وعلي بن عاصم وأحمد ابن عبيد كلاهما ضعيف. ثم إن في الطريق إلى عبد الرحمن بن مغراء عند الخطيب متهمًا بالكذب وضعيفًا، وفي طريق أبي ضمرة محمَّد بن أبان القدسي لم نتبينه، والراوي عنه الحسن بن علي بن شبيب حافظ ولكنه صاحب غرائب، وهذا من غرائبه. =

16 - باب قسمة المواريث

16 - بَابُ قِسْمَةِ الْمَوَارِيثِ 2749 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا يُخْبِرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا كَانَ مِنْ مِيرَاثٍ قُسِمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَا كَانَ مِنْ مِيرَاثٍ أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ فَهُوَ عَلَى قِسْمَةِ الْإِسْلَامِ (¬1). ¬

_ = وقد أخرج الخطيب هذا الحديث في "الفصل للوصل" 1/ 583 من طريق يحيى القطان، عن عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، وفي الطريق إليه بين ضعيف ومجهول. وأخرجه من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن عُبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر وقد خالف قبيصة أصحاب سفيان الثقات كيحيى القطان وعبد الله ابن نمير وزهير بن معاوية وزائدة وابن مهدي والفريابي وأبي نعيم وغيرهم. وأخرجه كذلك عن نصر بن مزاحم عن الثوري، ونصر ضعيف جدًا. قال الخليلي: ضعفه الحفاظ جدًا. من أجل ذلك كله قال الخليلي في "الإرشاد" 2/ 572 تبعًا للبخاري والترمذي: ليس هذا من حديث نافع عن ابن عمر، وكذلك قال الخطيب: رواية عُبيد الله، عن عبد الله بن دينار هي المحفوظة، وأما روايته إياه عن نافع فهي غريبة جدًا. وكذلك صحيح المزي في "التحفة" رواية عبد الله بن دينار. وانظر ما قبله. تنبيه: هذا الحديث ليس في (م)، ولم يذكره الحافظ المزي في "التحفة"، وِاستدركه عليه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8222). (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. عُقَيل: هو ابن خالد الأيلي. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (230) و (6499)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1468، وابن الجوزي في "التحقيق" (1669) من طريق محمَّد بن رمح، بهذا الإسناد. =

17 - باب إذا استهل المولود ورث

17 - بَاب إِذَا اسْتَهَلَّ الْمَوْلُودُ ورث 2750 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اسْتَهَلَّ الصَّبِيُّ صُلِّيَ عَلَيْهِ، ووُرِّثَ" (¬1). 2751 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَرِثُ الصَّبِيُّ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا" (¬2). ¬

_ = وفي الباب عن عبد الله بن عباس بلفظ: "كل قَسْم قُسِم في الجاهلية فهو على ما قُسِم، وكل قسم أدركه الإسلام، فهو على قسم الإسلام" وإسناده حسن. وقد سلف عند المصنف برقم (2485). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف قريبا برقم (2746). وإسناده حسن كذلك. (¬1) إسناده ضعيف. الربيع بن بدر متروك الحديث، وهو مكرر الحديث السالف برقم (1508)، وقد روي الحديث من وجه آخر بإسناد حسن في الطريق الآتي بعده. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل العباس بن الوليد الدمشقي -وهو الخلال- وقد تابعه إبراهيم بن عتيق العبسي، وهو صدوق كذلك. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (23)، وفي "الأوسط" (4599) من طريق العباس بن الوليد، وحمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" ص 471 من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن عتيق، كلاهما عن مروان بن محمَّد، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (2920). تنبيه: هذا الحديث ليس في (ذ) و (م) ولم يذكره المزي في "التحفة" ولا استدركه الحافظ ابن حجر ولم يذكره البوصيري في "مصباح الزجاجة" مع أنه من الزوائد. وهو مثبت في (س) وبعض النسخ المتأخرة والمطبوع.

18 - باب الرجل يسلم على يدي الرجل

قَالَ: وَاسْتِهْلَالُهُ أَنْ يَبْكِيَ، أو يَصِيحَ، أَوْ يَعْطِسَ. 18 - بَابُ الرَّجُلِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيْ الرَّجُلِ 2752 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ يَقُولُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا السُّنَّةُ فِي الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يُسْلِمُ عَلَى يَدَيْ الرَّجُلِ؟ قَالَ: "هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن مَوهب -ويقال: ابن وهب- لم يُدرك تميمًا الداري، صرح بذلك أبو نُعيم الفضل بن دكين، والشافعي والنسائي والترمذي وأبو زرعة الدمشقي، وما ورد هنا من تصريح عبد الله بن موهب بسماعه من تميم خطأ نبه عليه الحفاظ. وقد ضعف هذا الحديث الشافعي وأحمد والبخاري والترمذي والبيهقي وعبد الحق الإشبيلي، ونقل الحافظ في "الفتح" 12/ 47 عن البخاري أنه ضعفه لمعارضته حديث: "إنما الولاء لمن أعتق"، وقد أعله ابن القطان في "الوهم والإيهام" 3/ 546 بجهالة حال ابن موهب. وصححه أبو زرعة الدمشقيُّ والحاكمُ ويعقوبُ بن سفيان وابن التركماني وابن القيم باعتبار معرفة الواسطة وهو قبيصة بن ذؤيب وهو ثقة أدرك تميمًا. مع أن يحيى ابن حمزة الحضرمي قد انفرد بذكر هذه الواسطة. ورواه ثلاثة عشر رجلًا وأكثر فلم يذكروا قبيصة!! انظر تفصيل ذلك في "مسند أحمد" (16944). وأخرجه الترمذي (2245) من طريق أبي أسامة وابن نمير ووكيع، والنسائي في "الكبرى" (6380) من طريق عبد الله بن داود الخُريبي، أربعتهم عن عبد العزيز ابن عمر، به. وأخرجه أبو داود (2918) من طريق يحيى بن حمزة الحضرمي، عن عبد العزيز ابن عمر، عن عبد الله بن مَوهَب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن تميم الداري. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "المسند" (16944).

أبواب الجهاد

أَبْوَابُ الْجِهَادِ 1 - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 2753 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَعَدَّ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الجِهَادٌ فِي سَبِيلِي، وَإِيمَانٌ بِي، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ" ثُمَّ قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُونَ بَعْدِي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي. وأخرجه البخاري (36)، ومسلم (1876) (103)، والنسائي 8/ 119 - 120 من طريق عمارة بن القعقاع، بهذا الإسناد. وعند بعضهم الحديث مختصر. وأخرجه مختصرًا البخاري (2797) و (3123)، ومسلم (1876)، والنسائي 6/ 8 و 16 و 32 و 9/ 118 من طريق أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7157) و"صحيح ابن حبان" (4736).

2 - باب فضل الغدو والرواح في سبيل الله عز وجل

2754 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَضْمُونٌ عَلَى اللَّهِ، إِمَّا أَنْ يَكْفِتَهُ إِلَى مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ، وَإِمَّا أَنْ يَرْجِعَهُ بِأَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ. وَمَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الَّذِي لَا يَفْتُرُ، حَتَّى يَرْجِعَ" (¬1). 2 - بَابُ فَضْلِ الْغدو وَالرَّواح (¬2) فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 2755 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد العوفي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء بن كريب الهمداني. وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني. وهو عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/ 319. وأخرجه أبو يعلى (1337) عن زهير بن حرب، عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2494) من طريق سليمان بن حبيب، عن أبي أمامة بذكر ضمان المجاهد على الله وإسناده صحيح. ويشهد لشطره الأول حديث أبي هريرة السابق. وحديث أنس بن مالك عند الترمذي (1714) وابن أبي عاصم في "الجهاد" (45). ويشهد لشطره الثاني حديث أبي هريرة عند مسلم (1878)، وهو عند البخاري (2787) مختصر. قوله: "يكفته" أي: يضمُّه. (¬2) في (ذ): الغدوة والروحة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (¬1). 2756 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (¬2). 2757 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، أبو خالد الأحمر -وهو سليمان بن حيان-، وابن عجلان -وهو محمَّد- صدوقان. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه الترمذي (1745) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، عن أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2793) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، ومسلم (1882) من طريق ذكوان أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. ووقع في "صحيح مسلم" بعناية فؤاد عبد الباقي: ذكوان بن أبي صالح، وهو خطأ. وهو في "مسند أحمد" (10883). قوله: "غدوة" المرة من الغدو، وهو سير أول النهار، نقيض الرواح. والغدوة بالضم: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. قاله ابن الأثير في "النهاية" 3/ 346. والروحة: السير من الزوال إلى آخر النهار. قاله السندي. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زكريا بن منظور، وقد توبع. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البخاري (2794)، ومسلم (1881)، والترمذي (1744) و (1759) والنسائي 6/ 15 من طرق عن أبي حازم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15560).

3 - باب من جهز غازيا

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (¬1). 3 - بَابُ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا 2758 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَسْتَقِلَّ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَرْجِعَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. نصر بن علي: هو الجهضمي، عبد الوهَّاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه البخاري (2792) و (2796) (6568)، والترمذي (1743) من طرق عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وعند بعضهم الحديثُ مطوَّلٌ. وأخرجه مسلم (1880) من طريق ثابت البناني، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12350)، و "صحيح ابن حبان" (1237). (¬2) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن عثمان بن عبد الله بن سراقة -وهو ابن بنت عمر- مختلف في إدراكه جده عمر كما سلف بيانه برقم (735). وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 351 مطولًا. وأخرجه أحمد (126)، وأبو يعلى (253)، وابن حبان (4628)، والحاكم 2/ 89، والبيهقي 9/ 172 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ولم يرد في سند رواية أبي يعلى -وعنه ابن حبان- يزيد بن عبد الله بن الهاد. وأخرجه ابن أبي عمر العدني، وابن أبي شيبة في "مسنديهما" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (5887) و (5888)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (92) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، به. =

4 - باب فضل النفقة في سبيل الله تعالى

2759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْء" (¬1). 4 - بَابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى 2760 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ ¬

_ = وأخرجه أحمد (376) من طريق ابن لهيعة، عن الوليد بن أبي الوليد، به. قوله: "حتى يستقل" أي: يقدر على الغزو ولا يبقى محتاجًا إلى شيء من آلاته وأسبابه. قاله السندي. (¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات، وعطاء -وهو ابن أبي رباح- وإن لم يسمع من زيد بن خالد، قد توبع. وأخرجه الترمذي (1723) و (1724)، والنسائي في "الكبرى" (3316) من طريقين عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. ولفظه عند الترمذي: "من جهز غازيا في سبيل الله أو خلفه في أهله فقد غزا". وأخرجه بنحو لفظ المصنف ابن أبي عاصم في "الجهاد" (89)، والطبراني في "الكبير" (5234) من طريق بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد. وأخرجه كرواية الترمذي: البخاري (2843)، ومسلم (1895)، وأبو داود (2509)، والترمذي (1722)، والنسائي 6/ 46 من طريق بسر بن سعيد، عن زيد ابن خالد. وهو في "مسند أحمد" (17033)، و"صحيح ابن حبان" (4306).

الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (¬1). 2761 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ الْخَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَرْسَلَ بِنَفَقَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ، فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُ مِئَةِ دِرْهَمٍ، وَمَنْ غَزَا بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَنْفَقَ فِي وَجْههِ ذَلِكَ، فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ سَبْعُ مِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ" ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261] (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي، وأبو أسماء: هو عمرو بن مرثد الرحبي. وأخرجه مسلم (994)، والترمذي (2081)، والنسائي في "الكبرى" (9138) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22406)، و "صحيح ابن حبان" (4242). (¬2) إسناده ضعيف لأجل الخليل بن عبد الله، قال الحافظ في ترجمته من "تهذيب التهذيب": قرأت بخط ابن عبد الهادي: الخليل بن عبد الله المذكور روى عن الحسن عن هؤلاء هذا الحديث، وهو حديث منكر، والخليل بن عبد الله لا يعرف. وكذا قال الذهبي في الخليل هذا. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب": لا أعرفه بعدالة ولا جرح. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2730) من طريق هارون بن عبد الله الحمال، بهذا الإسناد عن عمران بن حصين وحده.

5 - باب التغليظ في ترك الجهاد

5 - بَابُ التَّغْلِيظِ فِي تَرْكِ الْجِهَادِ 2762 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ، أَصَابَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار، قد توبع، وباقي رجاله ثقات. والوليد ابن مسلم صرح بالتحديث في جميع السند كما سيأتي فأمنَّا تدليسه المعروف بتدليس التسوية. وأخرجه الدارمي (2418)، وأبو داود (2503)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (99)، والروياني (1201)، والطبراني في "الكبير" (7747)، وفي "مسند الشاميين" (891)، والبيهقي 9/ 48 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وصرح الوليد بالسماع في رواية الروياني في كل الإسناد، وهو متابع أيضًا. وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (883) من طرق عن يحيى بن الحارث، به. وأخطأ محقق الكتاب، فوضع لفظ قالوا بين معقوفين في غير موضعه من السند فصار مدار الأسانيد بذلك على راوٍ ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (287) عن أحمد بن سهل الأهوازي، عن علي بن بحر، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعًا. وأحمد بن سهل ترجمه ابن حجر في "اللسان" وقال: له غرائب. وأخرجه ابن أبي عاصم (98)، والطبراني في "الشاميين" (809) من طريقين عن الوليد، عن عبد الله بن العلاء، حدثه من سمع عبد الملك بن مروان يحدث على المنبر، عن أبي هريرة رفعه. وسنده جيد لولا الرجل المبهم. وجاء مسمى عند الطبراني في "الشاميين" (796)، فأخرجه عن الحسن بن العباس الرازي، عن سهل ابن عثمان، عن المحاربي -وهو عبد الرحمن بن محمَّد-، عن بكر بن خنيس، عن عبد الله بن العلاء، عن أبي حلبس يونس بن ميسرة، عن عبد الملك بن مروان، به. لكن بكر بن خنيس ضعيف. =

6 - باب من حبسه العذر عن الجهاد

2763 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ - هُوَ إِسْمَاعِيل بْنُ رَافِعٍ (¬1) - عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَلَيْسَ لَهُ أَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لَقِيَ اللَّهَ وَفِيهِ ثُلْمَةٌ" (¬2). 6 - بَابُ مَنْ حَبَسَهُ الْعُذْرُ عَنْ الْجِهَادِ 2764 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ ¬

_ = وأخرجه عبد بن حميد (1434) عن عمر بن سعيد الدمشقي، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعا. وعمر بن سعيد ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق (275) عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول مرسلًا. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1910) مرفوعا: "من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسَه، مات على شعبةِ من نفاق". قوله: "بقارعة، أي: بداهية تهلكه. يقال: قرعه أمرٌ: إذا أتاه فجاة، وجمعه قوارع. قاله صاحب "النهاية" 4/ 45. (¬1) قوله: "هو إسماعيل بن رافع" ليس في (س) و (م). (¬2) إسناده ضعيف لضعف أبي رافع إسماعيل بن رافع. أبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأخرجه الترمذي (1761) عن علي بن حجر، عن الولبد بن مسلم، بهذا الإسناد. قلنا: والصواب في رواية هذا الحديث ما أخرجه مسلم (1910)، وأبو داود (2502)، والنسائي 8/ 6 من طريق عمر بن محمَّد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسَه، مات على شعبةٍ من نفاق". قوله: "وليس له أثر" أي: عمل، بأن غزا أو جهز غازيًا أو خلفه بخير. "ثلمة" أي: نقصان. قاله السندي.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَدَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ، قَالَ: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا، مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: "وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ" (¬1). 2765 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ رِجَالًا، مَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، وَلَا سَلَكْتُمْ طَرِيقًا، إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ، حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وحميد: هو الطويل. وأخرجه البخاري (2838) من طريق زهير بن معاوية، و (2839) من طريق حماد بن زيد، و (4423) من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن حميد، عن أنس. وقد صرح في رواية زهير بسماع حميد من أنس. وأخرجه البخاري تعليقًا بإثر (2839)، ووصله أبو داود (2508) من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه، به. قال البخاري بإثره: الأول عندي أصح. وخالفه الإسماعيلي في ذلك، فقال: حماد -يعني ابن سلمة- عالم بحديث حميد مقدم فيه على غيره. قال الحافظ في "الفتح" 6/ 47: ولا مانع من أن يكونا محفوظين، فلعل حميدًا سمعه من موسى عن أبيه، ثم لقي أنسًا فحدثه به، أو سمعه من أنس فثبته فيه ابنه موسى. قلنا: وعليه يكون من المزيد في متصل الأسانيد. وهو في "مسند أحمد" (12009)، و "صحيح ابن حبان" (4731). قوله: "حبسهم العذر" قال الحافظ 6/ 47: المراد بالعذر ما هو أعم من المرض وعدم القدرة على السفر. (¬2) حديث صحيح، أبو سفيان -وهو طلحة بن نافع- قد توبع. وباقي رجاله ثقات. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. =

7 - باب فضل الرباط في سبيل الله

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن ماجه: أَوْ كَمَا قَالَ، كَتَبْتُهُ لَفْظًا. 7 - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 2766 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ إِلَّا الضِّنُّ بِكَمْ وَبِصَحَابَتِكُمْ، فَلْيَخْتَرْ مُخْتَارٌ لِنَفْسِهِ أَوْ لِيَدَعْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، كَانَتْ كَأَلْفِ لَيْلَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1911) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (14675)، وعبد بن حميد (1057) من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14208)، و"صحيح ابن حبان" (4714). (¬1) إسناده ضعيف، علته مصعب بن ثابت -وهو ابن عبد الله بن الزبير- فهو ضعيف، ثم روايته عن جده عبد الله بن الزبير مرسلة. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 7/ 260، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (150)، والبزار في "مسنده" (350)، والطبراني (145)، والحاكم 2/ 81، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 214 - 215، و"معرفة الصحابة" (283)، والبيهقي في "الشعب" (4234) من طرق عن كهمس بن الحسن، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير، عن عثمان. وأخرجه أحمد (433) و (463)، وابن أبي عاصم (151) من طرق عن كهمس، عن مصعب، قال: قال عثمان فذكره، وليس في إسناده عبد الله بن الزبير. وأخرجه الترمذي (1762)، والنسائي 6/ 39 - . 4 و. 4 من طريق زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان، عن عثمان رفعه: "رباط يوم في سبيل الله خير =

2767 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أجْري عَلَيْهِ أَجْر عَمَلِهِ الصَّالِحِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ، وَأجْري عَلَيْهِ رِزْقهُ، وَأَمِنَ مِنْ الْفَتَّانِ، وَبَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آمِنًا مِنْ الْفَزَعِ" (¬1). ¬

_ = من ألف يوم فيما سواه من المنازل"، وأبو صالح فيه جهالة. وهو في "المسند" (442)، و"صحيح ابن حبان" (4609). وأصحُّ منه ما ثبت في "صحيح مسلم" (1913) من حديث سلمان رفعه: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه". وانظر حديث سهل بن سعد عند البخاري (2892). قوله: "الضِّن بكم" الضن بكسر الضاد وفتحها: البخل. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة معبد -وهو ابن عبد الله بن هشام والد زهرة- فقد تفرد بالرواية عنه ولده زهرة. وأخرجه أبو عوانة (7465) عن يونس بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1655 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان، عن عثمان وأبي هريرة. قلنا: وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ. وقد سبق ذكرنا لهذا الإسناد تحت الحديث (2766) لكني لفظ متنه مختلف. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (297)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 59، والطبراني في "الأوسط" (9358) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وعبد الرحمن بن زيد ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق (9622)، وأحمد (9244) من طريق موسى بن وردان، عن أبي هريرة. وفي الباب عن سلمان عند مسلم (1913).

2768 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ سَمُرَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ مُحْتَسِبًا، مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ عِبَادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، وَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ مُحْتَسِبًا، مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَعْظَمُ أَجْرًا -أُرَاهُ قَالَ- مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا، فَإِنْ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِهِ سَالِمًا، لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ أَلْفَ سَنَةٍ، وَتُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ، وَيُجْرَى لَهُ أَجْرُ الرِّبَاطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬1). ¬

_ = وعن فضالة بن عبيد عند أبي داود (2505)، والترمذي (1715). قوله: "أمن من الفتان" قال النووي في "شرح مسلم": ضبطوا أمن بوجهين: أحدهما: أمن بفتح الهمزة وكسر الميم من غير واو. والثاني: أُومن بضم الهمزة وبواو. وأما الفتان، فقال القاضي: رواية الأكثرين بضم الفاء جمع فاتن، قال: ورواية الطبري بالفتح. وضبطه علي القاري في "شرح المشكاة" 4/ 170 بفتح الفاء وتشديد التاء، أي: عذاب القبر وفتنته. ولفظ أبي داود: "ويؤمن من فَتَّان القبر". (¬1) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن يعلى السلمي ضعيف، وشيخه عمر بن صبح متروك متهم، ومكحول لم يلقَ أُبيًا. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 245: آثار الوضع ظاهرة عليه. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/ 447: غريب من هذا الوجه بل منكر، وعمر بن صبح متهم. عبد الرحمن بن عمرو: هو الأوزاعي. =

8 - باب فضل الحرس والتكبير

8 - بَابُ فَضْلِ الْحَرَسِ وَالتَّكْبِيرِ (¬1) 2769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَحِمَ اللَّهُ حَارِسَ الْحَرَسِ" (¬2). ¬

_ (¬1) زاد في المطبوع وهو في بعض النسخ المتأخرة: في سبيل الله. (¬2) إسناده ضعيف، صالح بن محمَّد بن زائدة ضعيف، وعمر بن عبد العزيز روايته عن عقبة مرسلة. وروي موصولًا كما سيأتي، ولا يصح. عبد العزيز بن محمَّد: هو الدراوردي. وأخرجه الدارمي (2401)، وأبو يعلى (1750)، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (2) و (3)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 395، والبيهقي 9/ 149 - 150 من طرق عن الدراوردي، بهذا الإسناد. وقال الدارمي عقبه: وعمر بن عبد العزيز لم يلقَ عقبة. وأخرجه العقيلي 4/ 394 - 395 من طريق يحيى بن راشد، عن صالح بن محمَّد، به. وأخرجه العقيلي 4/ 395 من طريق يعقوب بن محمَّد الزهري، عن الدراوردي، عن صالح بن محمَّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن عقبة، فزاد في الإسناد عبد العزيز أبا عمر، ويعقوب الزهري ضعيف. وأخرجه العقيلي 4/ 395، والباغندي (81)، والحاكم 2/ 86 من طريقين عن محمَّد بن صالح بن قيس الأزرق، عن صالح بن محمَّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن عقبة. ومحمد الأزرق قال أبو حاتم فيه: شيخ، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 257: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وأخرجه البيهقي 9/ 149: من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن جميل الجمحي، عن صالح بن محمَّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن قيس بن الحارث، مرفوعًا. قوله: "حارس الحرس" أي: حارس الجيش.

2770 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَبِي الطَّوِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "حَرَسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ رَجُلٍ وَقِيَامِهِ فِي أَهْلِهِ أَلْفَ سَنَةٍ: السَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ يَوْم (¬1)، وَالْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ" (¬2). 2771 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ: "أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: ثلاث مئة وستون يومًا. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، سعيد بن خالد بن أبي الطويل متهم، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" عن هذا الحديث: يشبه أن يكون موضوعًا. وأخرجه أبو يعلى (4283)، والعقيلي 2/ 102 - 103، وابن شاهين في "الترغيب" (448) من طريق محمَّد بن شعيب، بهذا الإسناد. وعندهم بلفظ: "من حرس ليلة على ساحل البحر ... " إلخ. قال الذهبي في ترجمة سعيد بن خالد من "الميزان": هذه عبارة عجيبة لو صحت، لكان مجموع ذلك ثلاث مئة ألف ألف ست وستين ألف ألف سنة. (¬3) إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثي-، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (3746)، والنسائي في "الكبرى" (10266) من طريق أسامة ابن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8315)، و"صحيح ابن حبان" (2692). قوله: "على كل شرف" أي: على كل أرض مرتفعة، فإن ارتفاع المخلوق يذكر بارتفاع الخالق. قاله السندي.

9 - باب الخروج في النفير

9 - بَابُ الْخُرُوجِ فِي النَّفِيرِ 2772 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، أَخبرنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ذكرَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَانْطَلَقُوا قِبَلَ الصَّوْتِ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَنْ تُرَاعُوا" يَرُدُّهُمْ، ثُمَّ قَالَ، لِلْفَرَسِ: "وَجَدْنَاهُ بَحْرًا" أَوْ: "إِنَّهُ لَبَحْرٌ" (¬1). قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ أَوْ غَيْرُهُ قَالَ: كَانَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ يُبَطَّأُ (¬2)، فَمَا سُبِقَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. 2773 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ثابت: هو البناني. وأخرجه البخاري (2908)، ومسلم (2307) (48)، والترمذي (1782)، والنسائي في "الكبرى" (8778) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2627)، ومسلم (2357) (49)، وأبو داود (4988)، والترمذي (1780) و (1781)، والنسائي في "الكبرى" (8770) من طريق قتادة عن أنس مختصرًا. وأخرجه البخاري (2969) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أنس مختصرًا. وهو في "المسند" (12494). (¬2) قوله: "يُبطأ" على بناء المفعول تشديد الطاء، أي: يقال: إنه بطيء في الجري. قاله السندي.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا" (¬1). 2774 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُسْلِمٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، وباقي رجاله ثقات. الوليد: هو ابن مسلم، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (79)، والطبراني (10844) من طريق الوليد ابن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ضمن حديث البخاري (1834)، ومسلم (1353)، وأبو داود (2480)، والترمذي (1685)، والنسائي 7/ 146 من طريق طاووس عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (1991) و"صحيح ابن حبان" (4865). تنبيه: ذهل البوصيري فجعل هذا الحديث من الزوائد! قوله: "إذا استنفرتم" على بناء المفعول، أي: طلب الإمام منكم الخروج إلى الجهاد. "فانفروا" أي: فأخرجوا، والحديث يدل على أن الجهاد فرض عين عند طلب الإمام الخروج له. قاله السندي. (¬2) حديث صحيح، يعقوب بن حميد وإن كان فيه ضعف قد توبع. وأخرجه الترمذي (1727) و (2464)، والنسائي 6/ 12 من طريق عبد الرحمن المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/ 12 من طريق مسعر بن كدام، عن محمَّد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة قوله. =

10 - باب فضل غزو البحر

2775 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ شَبِيبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ رَاحَ رَوْحَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَانَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَهُ مِنْ الْغُبَارِ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 10 - بَابُ فَضْلِ غَزْوِ الْبَحْرِ 2776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بن سعد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ حَبَّانَ، هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ: نَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتبسِمُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: "نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ، كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ" قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: فَدَعَا لَهَا. ¬

_ = وأخرجه بنحوه النسائي 6/ 12 - 13 من طريق أبي صالح و 6/ 13 من طريق القعقاع بن اللجلاج (وسمي غير ذلك)، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (10560)، و"صحيح ابن حبان" (4606). قال السندي: فيه أن المسلم الحقيقي إذا جاهد لله خالصًا لا يدخل النار. (¬1) إسناده ضعيف، شبيب -وهو ابن بشر البجلي- انفرد ابن معين بتوثيقه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ، وقال ابن حبان: يخطى كثيرًا. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد بن الضحاك. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1359)، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2192) من طريق محمَّد بن معمر، عن أبي عاصم، بهذا الإسناد.

ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ، فَفَعَلَ مِثْلَهَا، ثُمَّ قَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا، وأَجَابَهَا مِثْلَ جَوَابِهِ الْأَوَّلِ، قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ". قَالَ: فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيَةً، أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزَاتِهِمْ قَافِلِينَ، فَنَزَلُوا الشَّامَ، فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَ، فَصَرَعَتْهَا فَمَاتَتْ (¬1). 2777 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ مِثْلُ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ، وَالَّذِي يَسْدَرُ فِي الْبَحْرِ، كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وأخرجه البخاري (2800)، ومسلم (1912)، وأبو داود (2490)، والنسائي 6/ 41 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2924) من طريق عمير بن الأسود، عن أم حرام بنحوه. وأخرجه أبو داود (2492) من طريق عطاء بن يسار، عن أخت أم سليم، ولم يسق كامل لفظه. وأخرجه الحميدي (349) -وأصله عند أبي داود (2493) - من طريق يعلى ابن شداد، عن أم حرام مختصرًا. وهو في "مسند أحمد" (27032)، و"صحيح ابن حبان" (4608). (¬2) إسناده ضعيف، بقية -وهو ابن الولبد- وليث بن أبي سليم ضعيفان. يحيى بن عباد: هو ابن شيبان الأنصاري السلَمي. =

2778 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ الشَّامِيُّ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "شَهِيدُ الْبَحْرِ مِثْلُ شَهِيدَيْ الْبَرِّ، وَالْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي الْبَرِّ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْجَتَيْنِ كَقَاطِعِ الدُّنْيَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ، إِلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ، فَإِنَّهُ يَتَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ، وَيَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَرِّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا، إِلَّا الدَّيْنَ، وَلِشَهِيدِ الْبَحْرِ الذُّنُوبَ وَالدَّيْنَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن عدي في ترجمة معاوية بن يحيى من "الكامل" 6/ 2399 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (280)، والحاكم 2/ 143 وسنده ضعيف. وصح عنه موقوفًا في "سنن سعيد بن منصور" (2395). قوله: "يسدر" من السَّدَر بالتحريك: كالدوار، وهو كثيرًا ما يعرض لراكب البحر، يقال: سَدِرَ يسدَرُ سَدَرًا، والسدِر- بالكسر- من أسماء البحر. قاله في "النهاية" 2/ 354. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، قيس بن محمَّد الكندي قال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير روايته عن عفير بن معدان، وعفير بن معدان، قال أبو حاتم: ضعيف، يكثر الرواية عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمناكير ما لا أصل له، لا يشتغل بروايته، وضعفه أبو داود والنسائي وابن عدي وغيرهم. وأخرجه الطبراني (7716) من طريق عيسى بن أبي حرب، عن قيس بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرج أبو داود (2493)، والحميدي (349)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (285) والطبراني 25/ (324) من طريق هلال بن ميمون، عن أبي ثابت، عن أم =

11 - باب ذكر الديلم وفضل قزوين

11 - بَابُ ذِكْرِ الدَّيْلَمِ وَفَضْلِ قَزْوِينَ 2779 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ؛ كُلُّهُمْ عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ، لَطَوَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَمْلِكُ جَبَلَ الدَّيْلَمِ وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةَ" (¬1). 2780 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، أَخبرنَا الرَّبِيعُ ابْنُ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ الْآفَاقُ، وَسَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا: قَزْوِينُ، مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَمُودٌ مِنْ ذَهَبٍ، ¬

_ = حرام قالت: ذكر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غزاة البحر، فقال: "إن للمائد منهم أجر شهيد، وإن للغرق أجر شهيدين". قلنا: وقد تفرد به هلال بن ميمون، وهو وإن كان صدوقًا إلا أن أبا حاتم قال فيه: ليس بقوي، يكتب حديثه، يعني للاعتبار. قوله: "المائد" هو الذي يُدار برأسه. وأصل الميد: التمايل والاضطراب من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج. (¬1) إسناده ضعيف، قيس -وهو ابن الربيع الأسدي- ضعيف لا سيما فيما انفرد به. أبو حَصِين -بفتح الحاء-: هو عثمان بن عاصم بن حُصين -بضم الحاء-، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهذا الحديث من زيادات ابن ماجه على الكتب الستة، وليس عند أحد غيره.

12 - باب الرجل يغزو وله أبوان

عَلَيْهِ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ، عَلَيْهَا قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى كُلِّ مِصْرَاعٍ زَوْجَةٌ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ" (¬1). 12 - بَابُ الرَّجُلِ يَغْزُو وَلَهُ أَبَوَانِ 2781 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَ: "وَيْحَكَ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "ارْجِعْ فَبَرَّهَا". ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ: "وَيْحَكَ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا". ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ. قَالَ: وَيْحَكَ! ¬

_ (¬1) موضوع، إسناده مسلسل بالضعفاء، داود بن المحبر متروك، وشيخه الربيع بن صبيح ضعيف، ويزيد بن أبان ضعيف. وقال الذهبي في ترجمة داود من "الميزان" 3/ 34: لقد شان ابن ماجه "سننه" بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها. وبنحوه قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 56. وأخرجه الرافعي في "أخبار قزوين" 1/ 6، وابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 55 من طريق داود بن المحبر، بهذا الإسناد. وقال ابن الجوزي عقبه: هذا حديث موضوع بلا شك.

أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "وَيْحَكَ! الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ" (¬1). 2781م- حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ: أَنَّ جَاهِمَةَ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬2). قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ مَاجَه: هَذَا جَاهِمَةُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، الَّذِي عَاتَبَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ حُنَيْنٍ. 2782 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَطَاءِ ابْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي جِئْتُ أُرِيدُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَلَقَدْ أَتَيْتُ وَإِنَّ وَالِدَيَّ لَيَبْكِيَانِ! قَالَ: "فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا، فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا" (¬3). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وقد اختلف في إسناده، انظر "مسند أحمد" (15538). وانظر الحديث التالي. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (2782). (¬2) حسن لغيره كسابقه. وأخرجه النسائي 6/ 11 من طريق حجاج بن محمَّد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السابق. (¬3) حديث حسن، المحاربي -وهو عبد الرحمن بن محمَّد بن زياد، لم يذكر الأئمة أنه ممن روى عن عطاء بن السائب لا قبل الاختلاط ولا بعده، لكن قد تابعه من سمع من عطاء قبل الاختلاط. =

13 - باب النية في القتال

13 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْقِتَالِ 2783 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2528) من طريق سفيان الثوري، والنسائي 7/ 143 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وهو في "مسند أحمد" (6490)، و"صحيح ابن حبان" (419). وأخرجه البخاري (3004)، ومسلم (2549)، وأبو داود (2529)، والترمذي (1766)، والنسائي 6/ 10 من طريق أبي العباس السائب بن فروخ الشاعر عن عبد الله ابن عمرو بلفظ: جاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فاستأذنه في الجهاد، فقال: "أحي والداك؟ " قال: نعم. قال: "ففيهما فجاهد". وانظر الحديث السابق. (¬1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة، أبو وائل. وأخرجه البخاري (123)، ومسلم (1904)، وأبو داود (2517) و (2518)، والترمذي (1741)، والنسائي 6/ 23 من طريق شقيق بن سلمة، به. وهو في "مسند أحمد" (19631)، و"صحيح ابن حبان" (4636). قوله: "حمية" قال الدميري: الحمية: الأنفة والغيرة لعشيرته، أي: يقاتل مراعاة لعشيرته والقيام لأجلهم. "كلمة الله" أي: دينه، والمراد أنه من قاتل لإعزاز دينه، فقتاله في سبيل الله، لا ما ذكره السائل. قاله السندي.

2784 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ ابْنُ حَازِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي عُقْبَةَ عَنْ أَبِي عُقْبَةَ وَكَانَ مَوْلًى لِأَهْلِ فَارِسَ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُدٍ، فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَقُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي، وَأَنَا الْغُلَامُ الْفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَلَا قُلْتَ: خُذْهَا مني، وَأَنَا الْغُلَامُ الْأَنْصَارِيُّ؟! (¬1). 2785 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيُصِيبُوا غَنِيمَةً، إِلَّا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ، فَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن أبي عقبة لم يروِ عنه غير اثنين ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين. وأخرجه أبو داود (5123) من طريق الحسين بن محمَّد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22515). (¬2) إسناده صحيح. حيوة: هو ابن شريح، وأبو هانئ: هو حميد بن هانئ، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه مسلم (1906)، وأبو داود (2497)، والنسائي 6/ 17 - 18 من طريق أبي هانئ، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6577)، و"صحيح ابن حبان" (2785). قوله: "إلا تعجلوا ثلثي أجرهم" قال السندي: هذا فيمن لم ينوِ الغنيمة، وأما من نوى فقد استوفى أجره كله، والله أعلم.

14 - باب ارتباط الخيل في سبيل الله

14 - بَابُ ارْتِبَاطِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 2786 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْخَيْرُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِي الْخَيْلِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬1). 2787 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬2). 2788 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ، أَوْ قَالَ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا -قَالَ سُهَيْلٌ: أَنَا أَشُكُّ - الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ. ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي. وقد سلف تخريجه برقم (2305). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2849)، ومسلم (1871)، والنسائي 6/ 221 - 222 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4616)، و"صحيح ابن حبان" (4668).

فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَيُعِدُّهَا له، فَلَا تُغَيِّبُ شَيْئًا فِي بُطُونِهَا إِلَّا كُتِبَ لَهُ أَجْرٌ، وَلَوْ رَعَاهَا فِي مَرْجٍ، مَا أَكَلَتْ شَيْئًا إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِهَا أَجْرٌ، وَلَوْ سَقَاهَا مِنْ نَهَرٍ جَارٍ كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ" حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَبْوَالِهَا وَأَرْوَاثِهَا "وَلَوْ اسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ. وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا وَلَا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا، فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا. وَأَمَّا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ، فَالَّذِي يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَبَذَخًا وَرِيَاءَ النَّاسِ، فَذَلِكَ الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ" (¬1). 2789 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ، الْأَقْرَحُ، الْمُحَجَّلُ، الْأَرْثَمُ، طَلْقُ الْيَدِ الْيُمْنَى، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سهيل: هو ابن أبي صالح: ذكوان السمَّان. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (2371)، ومسلم (987)، والترمذي (1730)، والنسائي 6/ 215 و 216 من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8977)، و "صحيح ابن حبان" (4671) و (4672). قوله: "استنت شرفًا"، استَنَ الفرس يستنُّ استنانا، أي: عدا لمرحه ونشاطه شوطًا أو شوطين لا راكب عليه. قاله في "النهاية" 2/ 410. (¬2) إسناده حسن من أجل يحيى بن أيوب -وهو الغافقي. وأخرجه الترمذي (1792) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. =

2790 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلْمِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنْ الْخَيْلِ (¬1). 2791 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَوْحٍ الدَّارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الْقَاضِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ¬

_ = وأخرجه أيضًا (1791) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وهو في "مسند أحمد" (22561)، و"صحيح ابن حبان" (4676). قو له: "الأدهم" أي: الأسود. "الأقرح": ما كان في جبهته قرحة، وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرَّة. "الأرثم": الذي في أنفه وشفنه العليا بياض. "طلق اليد اليمنى" أي: لا تحجيل فيها، والتحجيل: البياض. "الكميت" هو الذي لونه بين السواد والحمرة. "الشية" كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (1875)، وأبو داود (2547)، والترمذي (1793)، والنسائي 6/ 219 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1875)، والنسائي 9/ 216 من طريق عبد الله بن يزيد النخعي، عن أبي زرعة، به. قال الإمام أحمد (9894): شعبة يخطئ في هذا القول: عبد الله بن يزيد، وإنما هو سلم بن عبد الرحمن النخعي. وهو في "مسند أحمد" (7408)، و"صحيح ابن حبان" (4677). جاء في رواية مسلم: والشِّكال: أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى. قلنا: وهذا التفسير أحدُ الأقوال التي ذكرها القاضي عياض في "مشارق الانوار" 2/ 252.

15 - باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ عَالَجَ عَلَفَهُ بِيَدِهِ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ" (¬1). 15 - بَابُ الْقِتَالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى 2792 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، أحمد بن يزيد بن روح مجهول الحال، ومحمد بن عقبة وأبوه وجده مجهولون. وأخرجه يعقوب في "المعرفة والتاريخ" 2/ 440، والدولابي في "الكنى" 1/ 30، والبيهقي في "الشعب" (4274) من طريق عيسى بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (16955)، والطبراني (1254)، والبيهقي (4273) من طريق روح بن زنباع عن تميم الداري مرفوعًا: كما من امرئ مسلم ينقى لفرسه شعيرًا ثم يُعَلِّقُهُ عليه إلا كتب الله له بكل حبة حسنة"، واللفظ لأحمد. وسنده حسن. وقوله فيه: "ثم يعلقه" أي: يربطه على فمه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، وقد تكلم بعض أهل العلم في سماع سليمان بن موسى من مالك بن يخامر، وقد توبع. ابن جريج: هو عبد الملك ابن عبد العزيز، وسليمان بن موسى هو الأشدق. وأخرجه الترمذي (1751)، والنسائي 6/ 25 - 26 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد مطولًا. وأخرجه أبو داود (2541) من طريق مكحول عن مالك بن يخامر، به مطولًا. وهو في "صحيح ابن حبان" 46181) من هذه الطريق. وله طريق آخر في "مسند أحمد" (22050) عن مالك بن يخامر أيضًا.

2793 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَضَرْتُ حَرْبًا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا نَفْسِ أَلَا أَرَاكِ تَكْرَهِينَ الْجَنَّهْ ... أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَنْزِلِنَّهْ طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرَهِنَّهْ (¬1) 2794 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ" (¬2). ¬

_ = قوله: "فواق ناقة" بضم الفاء وفتحها: قدر ما بين الحلبتين من الراحة، لأنها تُحلب ثم تترك سويعة ترضع الفصيل لتدر، ثم تحلب. وقيل: يحتمل ما بين الغداة إلى المساء، أو ما بين أن تحلب في ظرف فامتلأ، ثم تحلب في ظرف آخر، أو ما بين جر الضرع إلى جره مرة أخرى، وهو أليق بالترغيب في الجهاد، ونَصَبَه على الظرف بتقدير وقت فواق ناقة، أي: وقتا مُقذَراَ بذلك، أو على إجرائه مجرى المصدر، أي: قتالًا قليلًا. (¬1) إسناده حسن من أجل ديلم بن غزوان. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو البناني. وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 8/ 714. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 529، وابن عدي في "الكامل" 2/ 970 من طريق ديلم بن غزوان، بهذا الإسناد. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن ذكوان -وهو الجهضمي، ويقال: الطاحي- ضعيف، وشهر بن حوشب ضعيف ولم يسمع من عمرو بن عنبسة. =

2795 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ ابْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ مَجْرُوحٍ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ - إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَجُرْحُهُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ" (¬1). 2796 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْأَحْزَابِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (19435)، وعبد بن حميد (300) من طريق حجاج بن دينار، بهذا الإسناد مطولًا. وأخرجه مطولًا عبد الرزاق (20107) - ومن طريقه أحمد (17027)، وعبد ابن حميد (301) - عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عنبسة، وهذا سند رجاله ثقات لكن أبا قلابة لم يسمع من عمرو بن عنبسة. وفي الباب عن جابر عند أحمد (14210). وعن عبد الله بن حبشي عند أبي داود (1449)، والنسائي 5/ 58. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه الترمذي (1752) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وأخرجه البخاري (237) و (2803) و (5533)، ومسلم (1876)، والنسائي 6/ 28 - 29 من طرق عن أبي هريرة. (¬2) إسناده صحيح. =

16 - باب فضل الشهادة في سبيل الله

2797 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، أَنَّ سَهْلَ ابْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ مِنْ قَلْبِهِ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ" (¬1). 16 - بَابُ فَضْلِ الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 2798 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ ابْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (2933)، ومسلم (1742) (21) و (22)، والترمذي (1773)، والنسائي في "الكبرى" (8578) و (10363) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2966)، ومسلم (1742) (25)، وأبو داود (2631) من طريق سالم أبي النضر عن عبد الله بن أبي أوفى بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (19107)، و"صحيح ابن حبان" (3844). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1909)، والترمذي (1749)، والنسائي 6/ 36 - 37 من طريق عبد الرحمن بن شريح، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1520) عن يزيد بن خالد الرملي، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن أبي أمامة، به. لم يذكر سهل بن أبي أمامة. وهو في "صحيح ابن حبان" (3192). قوله: "بصدق" قيِّد به، لأنه معيار الأعمال ومفتاح بركاتها. "بلغه الله منازل الشهداء" مجازاةً له على صدق الطلب. "وإن مات على فراشه" لأن كلا منهما نوى خيرًا وفعل مقدوره، فاستويا في أصل الأجر. قاله صاحب "عون المعبود".

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ذُكِرَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى تَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا فِي بَرَاحٍ مِنْ الْأَرْضِ، وَفِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ حُلَّةٌ، خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (¬1). 2799 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يَغْفِرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دُفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُحَلَّى حُلَّةَ الْإِيمَانِ، وَيُزَوَّجُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ" (¬2). 2800 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرَامِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله. وأخرجه أحمد (7955) عن محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي، بهذا الإسناد. قوله: "كأنهما ظئران" الظئر بكسر الظاء المرضعة غير ولدها. "فصيليهما": رضيعيهما. "في براح" بفتح الباء: هو المتسع من الأرض الذي لا زرعَ فيه ولا شجر. (¬2) حديث حسن، وقد اختلف في إسناده كما هو مبين في "مسند أحمد" (17182) و (17783). وأخرجه الترمذي (1756) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، بهذا الإسناد.

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا جَابِرُ، أَلَا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأَبِيكَ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، الْآيَةَ كُلَّهَا [آل عمران 169] " (¬1). 2801 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قَالَ: أَمَا إِنَّا سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ: أَرْوَاحُهُمْ كَطَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلَاعَةً، فَيَقُولُ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ، قَالُوا: رَبَّنَا مَاذَا نَسْأَلُكَ، وَنَحْنُ نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شِئْنَا؟! فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَا يُتْرَكُونَ مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا، قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا إِلَى الدُّنْيَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ. فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ إِلَّا ذَلِكَ، تُرِكُوا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده جيد، وقد سلف برقم (190). (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان ابن مهران. =

17 - باب ما يرجى فيه الشهادة

2802 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ آدَمَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخبرنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مسَّ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مسَّ الْقَرْصَةِ" (¬1). 17 - بَابُ مَا يُرْجَى فِيهِ الشَّهَادَةُ 2803 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ مَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعُودُهُ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أَهْلِهِ: إِنْ كُنَّا لَنَرْجُو أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ قَتْلَ شَهَادَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهَادَةٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهَادَةٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهَادَةٌ -يَعْنِي حَامِلًا-، وَالْغَرِقُ وَالْحَرِقُ وَالْمَجْنُوبُ -يَعْنِي ذَاتَ الْجَنْبِ- شَهَادَةٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1887)، والترمذي (3257) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الترمذي (3258) من طريق أبي عبيدة، عن ابن مسعود. (¬1) إسناده قوي من أجل محمَّد بن عجلان. وأخرجه الترمذي (1763)، والنسائي 6/ 36 من طريق محمَّد بن عجلان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7953)، و"صحيح ابن حبان" (4655). (¬2) حديث صحيح، وهذا الإسناد أخطأ فيه أبو العميس -وهو عتبة بن عبد الله المسعودي- والصواب ما قاله مالك كما قال ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 206، وسيأتي تخريجه. =

2804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَا تَقُولُونَ فِي الشَّهِيدِ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: "إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ". قَالَ سُهَيْلٌ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَزَادَ فِيهِ: "وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 5/ 332 - 333. وأخرجه النسائي 6/ 51 - 52 من طريق جعفر بن عون، عن أبي العميس، عن عبد الله بن عبد الله، عن أبيه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فذكره، وليس فيه: عن جدَّه. وأما طريق مالك فيرويها عن عبد الله بن عبد الله بن جابر، عن عتيك بن الحارث بن عتيك -جدَّ عبد الله بن عبد الله لأمه- عن جابر بن عتيك. وهي في "الموطأ" 1/ 233 - 234، ومن طريقه أخرجها أبو داود (3111)، والنسائي 4/ 13 - 14. وهي في "مسند أحمد" (23753)، و"صحيح ابن حبان" (3189). قوله: "المطعون" هو من مات بالطاعون. "بجُمع" بالضم بمعنى المجموع كالذخر بمعنى المذخور، وهي التي تموت وفي بطنها ولد، وقيل: التي تموت بكرًا. "والغرِق والحرِق" بكسر الراء فيهما: من مات بالغَرَق والحريق. "ذات الجنب" هو التهاب في الغشاء المحيط بالرئة. (¬1) إسناداه صحيحان. سهيل: هو ابن أبي صالح: ذكوان السمَّان. وأخرجه مسلم (1915) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بالإسناد الأول. ومن طريق خالد ووهيب، عن سهيل بالإسناد الثاني. =

18 - باب السلاح

18 - بَابُ السِّلَاحِ 2805 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ (¬1). 2806 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُدٍ أَخَذَ دِرْعَيْنِ، كَأَنَّهُ ظَاهَرَ بَيْنَهُمَا (¬2). ¬

_ = وهو في "المسند" (8092)، و"صحيح ابن حبان" (3186) و (3187). وأخرجه البخاري (654)، ومسلم (1914)، والترمذي (1086)، والنسائي في "الكبرى" (7486) من طريق مالك، عن سمي، عن أبي صالح، به بلفظ: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله". (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار وسويد بن سعيد قد توبعا. الزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه البخاري (1846)، ومسلم (1357)، وأبو داود (2685)، والترمذي (1788)، والنسائي 5/ 200 - 201 من طريق مالك، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (12068)، و"صحيح ابن حبان" (3719). قوله: "وعلى رأسه المغفر" بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الفاء، وهو المنسوج من الدرع على قدر الرأس. ولا تعارض بينه وبين حديث: وعليه عمامة سوداء (مسلم (2419) إذ يحتمل أن العمامة فوق المغفر أو بالعكس، أو كان أول دخوله على رأسه المغفر ثم أزاله ولبس العمامة بعد ذلك. قاله السندي. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع. =

2807 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي أُمَامَةَ، فَرَأَى فِي سُيُوفِنَا شَيْئًا مِنْ حِلْيَةِ فِضَّةٍ، فَغَضِبَ وَقَالَ: لَقَدْ فَتَحَ الْفُتُوحَ قَوْمٌ، مَا كَانَ حِلْيَةُ سُيُوفِهِمْ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَلَكِنْ الْآنُكَ وَالْحَدِيدَ وَالْعَلَابِيَّ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (15722)، والترمذي في "الشمائل" (104)، والنسائي في "الكبرى" (8529) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2590) عن مسدد بن مسرهد، عن سفيان، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن رجل قد سماه أن رسول الله ... فذكره. وزاد في الإسناد رجلًا، والسائب بن يزيد صحابي صغير، وإرسال الصحابة مقبول. وأخرجه الشاشي (22) و (24) و (25)، والبيهقي 9/ 46 من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، عن سفيان، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب، عن رجل من بني تيم، عن طلحة بن عبيد الله به. قال الشاشي: وقال سفيان مرة أخرى: حدثنا يزيد ابن السائب ولم يذكر الإسناد فيه. يعني أنه كان مرة يوقفه على السائب، ومرة يوصله إلى طلحة. وأخرجه أبو يعلى (659)، والبيهقي 9/ 47 من طريق بشر بن السري، عن سفيان، عن يزيد، عن السائب، عمن حدثه، عن طلحة. وأخرجه أبو يعلى (660)، والشاشي (23) من طريق سويد بن سعيد، عن سفيان، عن يزيد، عن السائب عن رجل من بني تيم يقال له: معاذ أن رسول الله فذكره. وسويد ضعيف. وفي الباب عن الزبير بن العوام عند الترمذي (1787)، والحاكم 3/ 25. قوله: "ظاهر بينهما" أي: لبس أحدهما فوق الآخر. ومنه يعلم أن مباشرة الأسباب لا تنافي التوكل. قاله السندي. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2909) من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. =

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: الْعَلَابِيُّ: الْعَصَبُ. 2808 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّلْتِ، عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَنَفَّلَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ (¬1). 2809 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ سَمُرَةَ، أَخبرنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، إِذَا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَمَلَ مَعَهُ رُمْحًا (¬2)، فَإِذَا رَجَعَ طَرَحَ رُمْحَهُ حَتَّى يُحْمَلَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: لَأَذْكُرَنَّ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ لَمْ تُرْفَعْ، ضَالَّةً (¬3). ¬

_ = قوله: "الآنك" بالمد وضم النون هي الرصاص. "والعلابي" ساكن الياء ومشددها جمع عيابة وهو عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل، كانت العرب تشد أحقاب سيوفها بالعلابي الرطبة فيجف عليها وتشد الرماح بها إذا انصدعت فتيبس به وتقوى. قاله السندي نقلًا عن السيوطي. (¬1) إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن-. ابن الصلت: هو محمَّد بن الصلت بن الحجاج الأسدي. وأخرجه الترمذي (1648) عن هناد، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2445) مطولًا. (¬2) في (س) و (م): حُمل معه رمحٌ. (¬3) إسناده حسن من أجل أبي الخليل -واسمه عبد الله بن أبي الخليل- فقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبيد الله السبيعي. =

19 - باب الرمي في سبيل الله

2810 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ سَمُرَةَ، أَخبرنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَتْ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَوْسٌ عَرَبِيَّةٌ، فَرَأَى رَجُلًا بِيَدِهِ قَوْسٌ فَارِسِيَّةٌ، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ؟ أَلْقِهَا، وَعَلَيْكُمْ بِهَذِهِ وَأَشْبَاهِهَا، وَرِمَاحِ الْقَنَا، فَإِنَّهُمَا يَزِيدُ اللَّهُ لَكُمْ بِهِمَا فِي الدِّينِ، وَيُمَكِّنُ لَكُمْ فِي الْبِلَادِ" (¬1). 19 - بَابُ الرَّمْيِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 2811 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَزْرَقِ ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5775) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1272). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، ومتنه منكر، أشعث بن سعيد -وهو أبو الربيع السفَان- متروك، وشيخه عبد الله بن بسر -وهو السكسكي الحُبراني- ضعيف أيضًا. وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (154)، وابن عدي في ترجمة عبد الله ابن بسر من "الكامل" 4/ 1490 من طريق أبي الربيع أشعث بن سعيد، بهذا الإسناد مطولًا. وفي الباب عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عويم عن أبيه عن جده عند الطبراني في "الكبير" 17/ (351)، والبيهقي 10/ 14. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 267: في إسناده مساتير لم يضعفوا ولم يوثقوا. قال السندي: قوله: "قوس عربية" ما يرمى بها النبل، وهو السهام العربية، والفارسي ما يرمى به نحو البندق. "القنا" جمع قناة، وهي الرمح.

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ، الثَّلَاثَةَ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَالْمُمِدَّ بِهِ". وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا، وَكُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ بَاطِلٌ، إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ الْحَقِّ" (¬1). 2812 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ الْقَاسِمِ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ رَمَى الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ، فَبَلَغَ سَهْمُهُ الْعَدُوَّ، أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ، فَعَدْلُ رَقَبَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله ابن الأزرق -وهو ابن زيد- فقد تفرد بالرواية عنه أبو سلام -واسمه ممطور-، وقد اضطرب في إسناد هذا الحديث كما بيناه في "مسند أحمد" (17300). وأخرجه الترمذي (1731) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2513)، والنسائي 6/ 28 و 222 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي سلام الدمشقي، عن خالد بن زيد -وقيل: ابن يزيد- عن عقبة بن عامر. فجعل التابعي خالد بن زيد -وهو مجهول- بدل عبد الله بن الأزرق. وانظر شواهده في "المسند". قوله: "والممد به" اسم فاعل من أمدَّه، والمراد من يقوم بجنب الرامي أو خلفه يناوله النبل واحدًا بعد واحد أو يرد عليه النبل المرمي به، ويحتمل أن المراد من يعطي النبل من ماله تجهيزًا للغازي وامدادًا له. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات والقاسم بن عبد الرحمن وإن اختلفوا في سماعه من عمرو بن عنبسة، قد توبع. =

2813 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] أَلَا وَإِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬1). 2814 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُعَيْمٍ الرُّعَيْنِيِّ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَهِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَقَدْ عَصَانِي" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3965)، والترمذي (1733)، والنسائي 6/ 26 - 27 من طريق معدان بن أبي طلحة، عن عمرو بن عنبسة، ولم يسق أبو داود لفظه بتمامه. وهو في "مسند أحمد" (17022). وأخرجه النسائي 6/ 26 و 27 - 28 من طريق سليم بن عامر، عن شرحبيل بن السمط، عن عمرو بن عنبسة، وهو في "المسند" (17020). (¬1) إسناده صحيح، أبو علي الهمداني: اسمه ثمامة بن شفي. وأخرجه مسلم (1917)، وأبو داود (2514) من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17432)، و"صحيح ابن حبان" (4709). وأخرجه الترمذي (3337) من طريق صالح بن كيسان، عن رجل لم يسمِّه، عن عقبة. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عثمان بن نعيم والمغيرة بن نهيك مجهولان. وأخرجه الرويانى في "مسنده" (262) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. =

20 - باب الرايات والألوية

2815 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَفَرٍ يَرْمُونَ، فَقَالَ: "رَمْيًا بَنِي إِسْمَاعِيل، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا" (¬1). 20 - بَابُ الرَّايَاتِ وَالْأَلْوِيَةِ 2816 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبِلَالٌ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ (¬2). ¬

_ = وأخرج مسلم (1919) وغيره من طريق عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة مرفوعًا: "من علم الرمي ثم تركه، فليس منا، أو قد عصى". (¬1) إسناده صحيح، سفيان: هو الثوري، وأبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه أحمد (3444)، والطبراني (12746)، والحاكم 2/ 94، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4430) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد منقطع فإن عاصمًا -وهو ابن بهدلة- لم يسمعه من الحارث بن حسان، بينهما أبو وائل شقيق بن سلمة كما سيأتي في التخريج. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 512، وأحمد (15952) عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (15953) و (15954)، والترمذي (3558)، والنسائي في "الكبرى" (8553) من طريق أبي المنذر سلام بن سليمان، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان -ويقال: ابن يزيد-. وانظر تتمة تخريجه في "المسند".

2817 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، وَعَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ (¬1). 2818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاق الْوَاسِطِيُّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ سَوْدَاءَ، وَلِوَاؤُهُ أَبْيَض (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وأبو الزبير -واسمه محمَّد بن مسلم بن تدرس- مدلس وقد عنعن. ونقل الترمذي عن البخاري قوله: حدثنا غير واحد عن شريك، عن عمار، عن أبي الزبير، عن جابر: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل مكة وعليه عمامة سوداء، قال البخاري: والحديث هو هذا. قلنا: سيأتي عند المصنف برقم (2822). وأخرجه أبو داود (2592)، والترمذي (1774)، والنسائي 5/ 200 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4743). وانظر ما بعده. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف من أجل يزيد بن حيان -وهو النبطي-، وقد توبع. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني. وأخرجه الترمذي (1776) عن محمَّد بن رافع، عن يحيى بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (2370)، والطبراني في "الكبير" (12909)، وفي "الأوسط" (219)، وابن عدي في ترجمة حيان بن عبيد الله من "الكامل" 2/ 831، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 144، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 114 من طريق حيان بن عبيد الله، عن أبي مجلز، عن ابن عباس، به. =

21 - باب لبس الحرير والديباج في الحرب

21 - بَابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ فِي الْحَرْبِ 2819 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مَوْلَى أَسْمَاءَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّهَا أَخْرَجَتْ جُبَّةً مُزَرَّرَةً بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْبَسُ هَذِهِ إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ (¬1). 2820 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ¬

_ = قال أبو حاتم عن حيان بن عبيد الله: صدوق، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه إفرادات ينفرد بها. قلنا: قد تابعه يزيد بن حيان عند المصنف، ثم للحديث شواهد. وزاد في رواية أبي يعلى والطبراني في "الكبير" وابن عدي: قال حيان بن عبيد الله: وحدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة فذكر الحديث. وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي 2/ 658 و 3/ 901، وأبي الشيخ ص 144. وسنده ضعيف. وعن البراء بن عازب عند أبي داود (2591)، والترمذي (1775) ولفظه: كانت رايته سوداء مربعة من نمرة. ونقل الترمذي في علله 2/ 713 عن البخاري تحسينه. وهو في "مسند أحمد" (18627). وعن عمرة بنت عبد الرحمن مرسلًا عند ابن أبي شيبة 12/ 512، وأبي الشيخ ص 145. وانظر ما سلف برقم (2816) و (2817). وانظر "فتح الباري" 6/ 126. (¬1) إسناده ضعيف، حجاج، وهو ابن أرطاة - مدلس وقد عنعن، ثم قد خالف من هو أوثق منه في متن الحديث، والصواب في متنه هو ما سيأتي برقم (3594) عند المصنف. حيث انفرد حجاج بقوله: يلبس هذه إذا لقي العدو. وأخرجه أحمد (2694)، وعبد بن حمد (1576)، والطبراني 24/ (266) و (267) و (268) والبيهقي 3/ 218 من طرق عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد.

22 - باب لبس العمائم في الحرب

عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ إِلَّا مَا كَانَ هَكَذَا، ثُمَّ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ، ثُمَّ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ الرَّابِعَةِ، وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَانَا عَنْهُ (¬1). 22 - بَابُ لُبْسِ الْعَمَائِمِ فِي الْحَرْبِ 2821 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُسَاوِرٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ (¬2). 2822 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. وأخرجه البخاري (5828)، ومسلم (2069) (12) - (14)، وأبو داود (4042)، والنسائي 8/ 202 من طريق أبي عثمان النهدي، عن عمر. وهو في "مسند أحمد" (92)، و"صحيح ابن حبان" (5424). وأخرجه بنحوه مسلم (2569) (15)، والترمذي (1818)، والنسائي في "الكبرى" (9552) من طريق سويد بن غفلة، عن عمر. (¬2) إسناده حسن من أجل جعفر بن عمرو بن حُريث، فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه النسائي 8/ 211 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3587). وقد سلف برقم (1104). (¬3) حديث صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس. =

23 - باب الشراء والبيع في الغزو

23 - بَابُ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْغَزْوِ 2823 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ خَالِدِ ابْنِ حَيَّانَ الرَّقِّيِّ، أَخبرنَا عَلِيُّ بْنُ عُرْوَةَ الْبَارِقِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا سأَل أَبِي عَنْ الرَّجُلِ يَغْزُو فَيَشْتَرِي وَيَبِيعُ، وَيَتَّجِرُ فِي غَزْوهِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِتَبُوكَ نَشْتَرِي وَنَبِيعُ، وَهُوَ يَرَانَا وَلَا يَنْهَانَا (¬1). 24 - باب تشييع الغزاة ووداعهم 2824 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَأَنْ أُشَيِّعَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَكففهُ عَلَى رَحْلِهِ غَدْوَةً أَوْ رَوْحَةً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1358)، وأبو داود (4076)، والترمذي (1832)، والنسائي 5/ 201 و 8/ 211 من طريق أبي الزبير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14904). وسيأتي برقم (3585). وفي الباب عن عمرو بن حريث، وسيأتي عند المصنف برقم (3584). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، سنيد بن داود ضعيف، وعلي بن عروة البارقي متروك. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4875) من طريق علي بن عروة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وشيخه زبان ضعيف. وأخرجه أحمد (15643)، والطبراني 20/ (421) و (422)، والحاكم 2/ 98، والبيهقي 9/ 173 من طرق عن زبان بن فائد، بهذا الإسناد. =

2825 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ" (¬1). 2826 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ (¬2)، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَشْخَصَ السَّرَايَا يَقُولُ لِلشَّاخِصِ: "أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ" (¬3). ¬

_ = قوله: "فأكفُفَه" كذا في (س) و (م)، وفي (ذ) و"مصباح الزجاجة" و"المستدرك": "فأكفَّه"، ومعناهما: أحمله على راحلته، وأجمعه إليها، ورواية البيهقي: "فأكنفه" من: كنفتُ الشيء أكنُفُه، أي: حطتُه وصُنتُه، وأكنفتُه: أعنتُه، ورواية الطبراني: "فأعينه" دون قوله: "على رحله"، ورواية أحمد: "فأكتفه على راحلة". (¬1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وقد توبع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10269) من طريق الليث بن سعد وابن أبي أيوب، كلاهما عن الحسن بن ثوبان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8694) و (9230)، وانظر تتمة تخريجه فيه. وانظر ما بعده. (¬2) في (س): ابن محصن، وهي كذلك في (م) لكن كتب فوق كلمة "ابن": أبو، وفي مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: ابن محيصن. والمثبت من (ذ) و"مصباح الزجاجة"، وهو الصواب. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -واسمه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيئ الحفظ، وقد توبع. أبو محصن: هو حصين بن نمير الواسطي. =

25 - باب السرايا

25 - بَابُ السَّرَايَا 2827 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن مُحَمَّدٌ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَكْثَمَ بْنِ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيِّ: "يَا أَكْثَمُ، اغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ يَحْسُنْ خُلُقُكَ، وَتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ. يَا أَكْثَمُ، خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِئَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (3743)، والنسائي في "الكبرى" (10267)، والطبراني (13384) من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8754) و (8755) و (10269/ 1) - (10280) من طرق عن ابن عمر. وانظر تتمة تخريجه في "مسند أحمد" (4524) و (5605)، وصححه ابن حبان (2693). وانظر ما قبله. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد الملك بن محمَّد الصنعاني ضعيف، وشيخه أبو سلمة العاملي -واسمه الحكم بن عبد الله بن خطاف- متروك، واتهمه بعضهم بالكذب. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6715)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1236) و (1238)، والخطيب في "الموضح" 2/ 508، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 580 من طريق عبد الملك بن محمَّد، بهذا الإسناد. وقرن القضاعي في الرواية الثانية والخطيب وابن الجوزي بأبي سلمة أبا بشر، وهو الوليد بن محمَّد الموقري فيما قاله ابن عساكر وابن الجوزي، وهذا الموقري متروك. =

2828 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَصْحَابَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانُوا يَوْمَ بَدْرٍ، ثَلَاثَ مِئَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، عَلَى عِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ مَنْ جَازَ مَعَهُ النَّهَرَ، وَمَا جَازَ مَعَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ (¬1). 2829 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَرْدِ صَاحِبَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالسَّرِيَّةَ الَّتِي إِنْ لَقِيَتْ فَرَّتْ، وَإِنْ غَنِمَتْ غَلَّتْ (¬2). ¬

_ = وشطر الحديث الثاني روي من حديث ابن عباس عند أبي داود (2611)، والترمذي (1638) ورجاله ثقات لكن اختلف في وصله وإرساله، وقد بسطنا القول فيه في "مسند أحمد" (2682). (¬1) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الله بن عمرو العقدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه البخاري (3957) و (3958)، والترمذي (1688) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن البراء. وهو في "مسند أحمد" (18555)، و "صحيح ابن حبان" (4796). (¬2) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وهو موقوف، وأبو الورد ذكره غير واحد في الصحابة ولا يصح، إذ لا تثبت الصحبة بمثل هذا الإسناد. وأخرجه مرفوعًا أحمد (8676) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة، عن أبي الورد، عن أبي هريرة، وإسناده ضعيف كما هو مبين في تعليقنا على "المسند".

26 - باب الأكل في قدور المشركين

26 - بَابُ الْأَكْلِ فِي قُدُورِ الْمُشْرِكِينَ 2830 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سماكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ هُلْبٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ طَعَامِ النَّصَارَى، فَقَالَ: "لَا يَتَحلجنَّ فِي صَدْرِكَ طَعَامٌ ضَارَعْتَ فِيهِ نَصْرَانِيَّةً" (¬1). 2831 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ ابْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، قبيصة بن هلب مجهول كما قال ابن المديني والنسائي. سفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (3784)، والترمذي (1653) و (1654) من طريق سماك بن حرب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21965). وأخرجه أحمد (16262)، وابن حبان (332) من طريق شعبة، عن سماك، عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم، فجعله من مسند عدي. وهذا سند صحيح، ومري بن قطري وثقه ابن معين في رواية عثمان الدارمي، "المنفردات والوحدان" (426) فيمن تفرد عنه سماك بالرواية. قوله: "يتحلجنَ" قال ابن الأثير في "النهاية": أصله من الحَلْج: وهو الحركة والاضطراب، ويروى بالخاء المعجمة وهو بمعناه. وقوله: "ضارعت" أي: شابهت به الملة النصرانية، أي: أهلها، والمعنى لا يختلج في صدرك طعام تشبه فيه النصارى، يعني أن التشبه الممنوع إنما في الدين والعادات والأخلاق لا في الطعام الذي يحتاج إليه كل أحد، والتشبه فيه لازمٌ لاتحاد جنس مأكول الفريقين، وقد أَذِنَ الله تعالى فيه بقوله: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة: 5] فالتشبه في مثله لا عِبرة به، ولا يختلج في صدرك لتسأل عنه. قاله السندي في حاشيته على "مسند أحمد".

27 - باب الاستعانة بالمشركين

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ -قَالَ: وَلَقِيَهُ وَكَلَّمَهُ - قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلْتُهُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُدُورُ الْمُشْرِكِينَ نَطْبُخُ فِيهَا! قَالَ: "لَا تَطْبُخُوا فِيهَا" قُلْتُ: فَإِنْ احْتَجْنَا إِلَيْهَا، فَلَمْ نَجِدْ مِنْهَا بُدًّا؟ قَالَ: "فَارْحَضُوهَا رَحْضًا حَسَنًا، ثُمَّ اطْبُخُوا وَكُلُوا" (¬1). 27 - بَابُ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ 2832 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِمُشْرِكٍ" (¬2). قَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَوْ زَيْدٍ. ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو فروة ضعيف، وعروة بن رويم في سماعه من أبي ثعلبة الخشني نظر. لكن جاء الحديث بنحوه مطولًا بسند صحيح فيما سيأتي برقم (3207) ويأتي تخريجه هناك. قوله: "لا تطبخوا فيها" فيه الاستحباب عن الاحتراز عن آنيتهم مع وجود غيرها، إذ الكلام فيما يستعملون فيه الأشياء النجسة، والاحترازُ عنها أحسن. "فارحضوها" بفتح الحاء المهملة وبالضاد المعجمة، أي: اغسلوها. قاله السندي. (¬2) حديث صحيح، وقد وقع في إسناده وهم لوكيع - فيما قاله أبو حاتم في "العلل" لابنه 1/ 305، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 50 - فقال: عن مالك عن عبد الله بن يزيد، عن نيار. والصواب فيه ما رواه جماعة عن مالك، عن فضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن نيار، به. وأخرجه على الصواب من طريق مالك بن أنس: مسلم (1817)، وأبو داود (2732)، والترمذي (1642)، والنسائي في "الكبرى" (8708) و (8835). وهو في "مسند أحمد" (24386)، وانظر تتمة تخريجه فيه.

28 - باب الخديعة في الحرب

28 - بَابُ الْخَدِيعَةِ فِي الْحَرْبِ 2833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْحَرْبُ خَدْعَةٌ" (¬1). 2834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْحَرْبُ خَدْعَةٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، لكنه قد توبع. وأخرجه الترمذي في "العلل" (503)، وأبو يعلى (4559)، وأبو عوانة (6537) من طريق يونس بن بكير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2216) و (4116)، وفي "الصغير" (23) من طريقين عن هشام بن عروة، عن عروة، به. وأخرجه أبو عوانة (6538) من طريق عبد الرحمن بن بشير، عن محمَّد بن إسحاق، عن أبي ليلى عبد الله بن سهل، عن عائشة. ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (3028)، ومسلم (1740). وحديث جابر عند البخاري (3030)، ومسلم (1739). قوله: "الحرب خدعة" قال السندي نقلًا عن الدميري: في "خدعة" ثلاث لغات مشهورات اتفقوا على أن أفصحهن خَدعة بفتح الخاء وإسكان الدال، والثانية ضم الخاء مع إسكان الدال، والثالثة ضمها مع فتح الدال. واتفق العلماء على جواز خداع الكفار في الحرب كيف أمكن الخداع إلا أن يكون فيه نقض عهد أو أمان فلا يحل. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، مطر بن ميمون متروك. وأخرجه أبو يعلى (2504)، وأبو عوانة (6539) و (6540)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 219، والطبراني (11798) من طريق يونس بن بكير، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

29 - باب المبارزة والسلب

29 - بَابُ الْمُبَارَزَةِ وَالسَّلَبِ 2835 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ وَحَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ مَهْدِيٍّ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، أَخبرنَا وَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: هُوَ يَحْيَى بْنُ الْأَسْوَدِ - عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يُقْسِمُ: لَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَات فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (¬1) فِي حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، يوم بدر اخْتَصَمُوا فِي الْحُجَجِ (¬2). ¬

_ (¬1) في الأصول الثلاثة زيادة بعد قوله تعالى: {اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} نصها: إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} وهو خطأ، لأن قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} هي الآية (14) من سورة الحج والآية الأولى {هَذَانِ خَصْمَانِ} هي الآية (19) منها ويظهر أن هذه الزيادة من الناسخين، فالحديث عند كل مَن خرجه دونَ هذه الزيادة. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن إسماعيل: هو ابن سمرة الأحمسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد. وأخرجه البخاري (3966) و (3968) و (3969) و (4743)، ومسلم (3033)، والنسائي في "الكبرى" (8098) و (8116) و (8146) و (8594) و (8595) و (11278) من طريق أبي هاشم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3965) و (3967) و (4744)، والنسائي (8596) و (11279) من طريق سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن علي، قال: فينا نزلت هذه الآية فذكرها.

2836 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ وَعِكْرِمَةُ ابْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَارَزْتُ رَجُلًا فَقَتَلْتُهُ، فَنَفَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَلَبَهُ (¬1). 2837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَر (¬2) بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفَّلَهُ سَلَبَ قَتِيلٍ قَتَلَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو العميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. وأخرجه البخاري (3051)، وأبو داود (2653)، والنسائي في "الكبرى" (8793) من طريق أبي العميس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16492)، و "صحيح ابن حبان" (4839). وأخرجه مطولًا مسلم (1754)، وأبو داود (2654)، والنسائي (8624) من طريق عكرمة بن عمار، به. وهو في "المسند" (16519)، و"صحيح ابن حبان" (4843). قوله: "السَّلَب" بفتح السين المهملة واللام، قال ابن الأثير: هو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قِرْنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة، وهو فَعَل بمعنى مفعول، أي: مسلوب. (¬2) في المطبوع: عَمْرو. وهو قولٌ في اسمه. (¬3) إسناده صحيح. أبو محمَّد مولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (2100) و (3142) و (7170)، ومسلم (1751)، وأبو داود (2717)، والترمذي (1649) و (1650) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22518)، و"صحيح ابن حبان" (4805).

30 - باب الغارة والبيات وقتل النساء والصبيان

2838 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ابْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَتَلَ فَلَهُ السَّلَبُ" (¬1). 30 - بَابُ الْغَارَةِ وَالْبَيَاتِ وَقَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ 2839 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَهْلِ الدَّارِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يُبَيَّتُونَ، فَيُصَابُ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، قَالَ: "هُمْ مِنْهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لإبهام ابن سمرة بن جندب، فإن كان هو سليمان فهو مجهول الحال، وإن كان سعدًا فقد وثقه النسائي وابن حبان. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 369، وأحمد (20144) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر تتمة تخريجه في "المسند". وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3012)، ومسلم (1745)، وأبو داود (2672)، والترمذي (1660) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. زاد أبو داود في روايته: قال الزهري: ثم نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد ذلك عن قتل النساء والولدان. وفي رواية لابن حبان (137): وسألته عن أولاد المشركين: أنقتلهم معهم؟ قال: "نعم فإنهم منهم" ثم نهى عن قتلهم يوم حنين. لكن قال الحافظ في "الفتح" 6/ 147: وهي مدرجة في حديث الصعب وذلك بين في "سنن أبي داود" فإنه قال =

2840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، أخبرنا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ هَوَازِنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَتَيْنَا مَاءً لِبَنِي فَزَارَةَ فَعَرَّسْنَا، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ شَنَنَّاهَا عَلَيْهِمْ غَارَةً، فَأَتَيْنَا أَهْلَ مَاءٍ فَبَيَّتْنَاهُمْ فَقَتَلْنَاهُمْ، تِسْعَةً أَوْ سَبْعَةَ أَبْيَاتٍ (¬1). 2841 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أخبرنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = في آخره: قال سفيان: قال الزهري: ثم نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن قتل النساء والصبيان. ويؤيد كون النهي عن قتلهم في غزوة حنين ما رواه أبو داود (2669)، والنسائي (8572)، وابن حبان (4789) بإسناد صحيح عن رياح بن الربيع: قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة وعلى مقدمة الناس خالد بن الوليد، فإذا امرأة مقتولة على الطريق، فجعلوا يتعجبون من خَلقِها قد أصابتها المقدمة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوقف عليها، فقال: "هاه ما كانت هذه تقاتل"، ثم قال: "أدرك خالدًا فلا تقتلوا ذُرية ولا عسيفًا" والعسيف الأجير، وخالد بن الوليد أول مشاهده مع النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غزوة الفتح وفي ذلك العام كانت غزوة حنين. وسيأتي عند المصنف حديث ابن عمر (2841): أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن قتل النساء والصبيان. وهو في "مسند أحمد" (16422)، و"صحيح ابن حبان" (136). قوله: "يُبيتون" على بناء المفعول وتشديد الياء -والضمير لأهل الدار-، أي: يقع المسلمون عليهم ليلًا. قاله السندي. (¬1) إسناده حسن من أجل عكرمة بن عمار. وأخرجه أبو داود (2638)، والنسائي في "الكبرى" (8612) من طريق عكرمة ابن عمار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16498)، و"صحيح ابن حبان" (4744).

عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ (¬1). 2842 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْمُرَقَّعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَرَرْنَا عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ قَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا النَّاسُ، فَأَفْرَجُوا لَهُ، فَقَالَ: "مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ فِيمَنْ يُقَاتِلُ" ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: "انْطَلِقْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُكَ، يَقُولُ: لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3014)، ومسلم (1744)، وأبو داود (2668)، والترمذي (1659)، والنسائي في: "الكبرى" (8564) من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4739)، و"صحيح ابن حبان" (135). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، لكن أخطأ سفيان -وهو الثوري- في تسمية صحابيه كما قال ابن أبي شيبة عقب الحديث التالي، والمحفوظ أنه من حديث رباح -بالموحدة، وقيل: بالتحتانية- ابن الربيع أخي حنظلة، فقد رواه جمع عن المرقع بن صيفي، عن رباح بن الربيع. وأخرجه من طريق سفيان الثوري على الوهم: أحمد (17610)، والنسائي في "الكبرى" (8573)، وابن حبان (4791). وانظر تتمة تخريجه في "المسند". وأخرجه على الصواب من حديث رباح من طريق أبي الزناد: أحمد (15992) و (15993)، والنسائي في "الكبرى" (8572)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6138)، وابن حبان (4789)، وهو الحديث التالي عند المصنف. =

31 - باب التحريق بأرض العدو

2842م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْمُرَقَّعِ، عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬1). قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: يُخْطِئُ الثَّوْرِيُّ فِيهِ. 31 - بَابُ التَّحْرِيقِ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ 2843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْنِ سَمُرَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ صَالِحِ ابْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا: أُبْنَى، فَقَالَ: "ائْتِ أُبْنَى صَبَاحًا، ثُمَّ حَرِّقْ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2669)، والنسائي (8571) من طريق عمر بن مرقع، والبخاري في "تاريخه" 3/ 314، والطبراني (4622) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن مرقع، عن جده رباح، به. وانظر ما قبله. قوله: "عسيفًا" يعني: أجيرًا. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن سلف الكلام عليه في الذي قبله. (¬2) إسناده ضعيف لضعف صالح بن أبي الأخضر، فقد ضعفه ابن معين والعجلي والجوزجاني والبخاري وأبو حاتم ويحيى القطان والنسائي والترمذي والبزار وقال الدارقطني: لا يعتبر بحديثه، لان حديثه عن ابن شهاب عرض وكتابة وسماع فقيل له: يميز بينهما فقال: لا. وأخرجه أبو داود (2616) من طريق عبد الله بن المبارك، عن صالح بن أبي الأخضر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21785). وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 120 عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن جعفر الزهري، عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/ 67 عن حماد بن أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة مرسلًا. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2641) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، قال: أفَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة على جيش، وأمره أن يحرق يُبنى. وهو مرسل. قوله: "أبنى" ويقال لها أيضًا: يُبنى، هي قرية بمؤتة. وأخرج مالك في "الموطأ" 2/ 447 - 448 عن يحيى بن سعيد الأنصاري: أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام، فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان، وكان أمير رُبع من تلك الأرباع، فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر: إما أن تركبَ وإما أن أنزِلَ، فقال أبو بكر: ما أنتَ بنازلٍ، وما أنا براكبِ، إني أحتسبُ خُطاي هذه في سبيل الله. ثم قال له: إنك ستجد قومًا زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، وستجد قومًا فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر، فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف، هاني موصيك بعشر: لا تقتلن امرأة، ولا صبيًا، ولا كبيرًا هَرِمًا، ولا تقطعن شجرًا مثمرًا، ولا تُخربن عامرًا، ولا تعقِرن شاةً ولا بعيرًا إلا لمأكلةِ، ولا تحرقنَ نخلًا، ولا تغرقنه، ولا تَغلُل، ولا تَجبُن. وأخرجه البيهقي 9/ 85 من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب: أن أبا بكر. وأخرجه أيضًا 9/ 90 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني صالح بن كيسان: أن أبا بكر. وأخرج أبو داود في "المراسيل" (315) عن محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن يزيد بن السمط عن النعمان عن مكحول: أوصى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا هريرة فقال: إذا غزوت فلقيت العدو فلا تجبن، ووجدت فلا تغلل، ولا تؤذين مؤمنًا، ولا تعصِ ذا أمر، ولا تحرق نخلًا، ولا تغرقه. وروى سعيد بن منصور في "سننه" (2384) من طريق عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم مولى عبد الرحمن =

2844 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَقَطَعَ، وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} الْآيَةَ. [الحشر: 5] (¬1). 2845 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ، وَفِيهِ يَقُولُ شَاعِرُهُمْ: لهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ (¬2) ¬

_ = أنه قال: استأذن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغزو فأذن له فقال: "إن لقيت فلا تجبن، وإن قدرت فلا تغلل، ولا تحرقن نخلًا، ولا تعقرها، ولا تقطع شجرة مطعمة، ولا تقتل بهيمة ليست لك فيها حاجة، واتق أذى المؤمن". وأخرج مسلم في "صحيحه"، (1731) من حديث بريدة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أَمَّر أميرأ على حيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرأ، ثم قال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا". (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4031)، ومسلم (1746)، وأبو داود (2615)، والترمذي (1633) و (3587)، والنسائي في "الكبرى" (8554) و (11509) من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "المسند" (4532). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2326) و (4032)، ومسلم (1746)، والنسائي في "الكبرى" (8555) من طريق نافع، عن ابن عمر. =

32 - باب فداء الأسارى

32 - بَابُ فِدَاءِ الْأُسَارَى 2846 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ هَوَازِنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَنَفَّلَنِي جَارِيَةً مِنْ بَنِي فَزَارَةَ مِنْ أَجْمَلِ الْعَرَبِ، عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا، فَمَا كَشَفْتُ لَهَا عَنْ ثَوْبٍ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي السُّوقِ، فَقَالَ: "لِلَّهِ أَبُوكَ، هَبْهَا لِي" فَوَهَبْتُهَا لَهُ، فَبَعَثَ بِهَا، فَفَادَى بِهَا أُسَارَى مِنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ كَانُوا بِمَكَّةَ (¬1). 33 - بَابُ مَا أَحْرَزَ الْعَدُوُّ ثُمَّ ظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ 2847 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ذَهَبَتْ فَرَسٌ لَهُ، فَأَخَذَهَا الْعَدُوُّ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ الْمُسْلِمُونَ، فَرُدَّ عَلَيْهِ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ¬

_ = والبويرة: تصغير بُورة: موضع كان به نخل لبني النضير، وهو من منازل اليهود، والبيت لحسان بن ثابت كما في "صحيح البخاري" (4032) وهو في ديوانه ص 110. (¬1) إسناده جيد. عكرمة بن عمار حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مطولًا ومختصرًا مسلم (1755)، وأبو داود (2697)، والنسائي في "الكبرى" (8612) من طريق عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16502)، و "صحيح ابن حبان" (4860). قوله: "قشع" قال النووي: بفتح القاف وكسرها ثم جيم معجمة ساكنة ثم عين مهملة، هو النطع (بساط من جلد) وقال ابن الأثير: الفرو الخَلَق (البالي). لكن يرد عليه أن في مسلم: "قشع من أدم" والأدم هو الجلد.

34 - باب الغلول

قَالَ: وَأَبَقَ عَبْدٌ لَهُ، فَلَحِقَ بِالرُّومِ، فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ الْمُسْلِمُونَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 34 - بَابُ الْغُلُولِ 2848 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ (¬2) عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ" فَأَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَتَغَيَّرَتْ لَهُ وُجُوهُهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قَالَ زَيْدٌ: فَالْتَمَسُوا فِي مَتَاعِهِ، فَإِذَا خَرَزَاتٌ مِنْ خَرَزِ يَهُودَ مَا تُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3068) و (3069)، وأبو داود (2698) و (2699) من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "صحيح ابن حبان" (4845). (¬2) تحرف في مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: ابن أبي عمرة. (¬3) إسناده محتمل للتحسين، أبو عمرة -وهو مولى زيد بن خالد- مجهول الحال لم يرو عنه غير محمَّد بن يحيى بن حبان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الحاكم: رجل معروف بالصدق، وأقره الذهبي. وقال الحافظ في "التقريب" مقبول. هذا وقد اختلف الرواة في إسناده، فبعضهم جعله من رواية أبي عمرة المذكور وحاله كما عرفت، وبعضهم جعله من رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة، وهو ثقة، والصحيح أنه من رواية أبي عمرة، نص عليه الترمذي عقب الحديث (2449)، وأبو حاتم كما في "العلل" 1/ 366، وتبعهما الحافظ في "أطراف المشد" 2/ 413. وانظر بسط ذلك في "مسند أحمد" (17031). =

2849 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كِرْكِرَةُ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هُوَ فِي النَّارِ" فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ، فَوَجَدُوا عَلَيْهِ كِسَاءً أَوْ عَبَاءَةً، قَدْ غَلَّهَا (¬1). 2850 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ عِيسَى ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ حُنَيْنٍ إِلَى جَنْبِ بَعِيرٍ مِنْ الْمَقَاسِمِ، ثُمَّ تَنَاوَلَ شَيْئًا مِنْ الْبَعِيرِ، فَأَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً -يَعْنِي وَبَرَةً- فَجَعَلَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ، أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، وَمَا دُونَ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَشَنَارٌ وَنَارٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2710)، والنسائي 4/ 64 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4853) من الطريق ذاته. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه البخاري (3074) عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6493). قوله: "على ثَقَل" بفتحتين: متاع المسافر. لأقد غلَّها" أي: أخذها من المغانم قبل أن تقسم. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عيسى بن سنان -وهو الحنفي القسملي- ليِّن، لكن للحديث طرق أخرى عن عبادة وكذلك له غيرما شاهد كما سيأتي. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. =

35 - باب النفل

35 - بَابُ النَّفْلِ 2851 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ زِيدِ بْنِ جَارِيَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفَّلَ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البزار في "مسنده" (2714) من طريق أبي أسامة بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا ومختصرًا أحمد (22699)، والبزار (2713)، والشاشي (2161) من طريق المقدام الرهاوي، وأحمد (22714)، والنسائي 7/ 131، والشاشي (1175) و (1176)، والدارمي (2487)، وابن حبان (4855) من طريق أبي أمامة الباهلي، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (22795)، والطبراني في "الأوسط" (5660) من طريق ربيعة بن ناجد (وفي مستدرك ابن نقطة ناجذ بالذال المعجمة)، ثلاثتهم عن عبادة بن الصامت. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو عند النسائي 6/ 262 - 264، وانظر تتمة تخريجه في "المسند" (6729). وحديث العرباض بن سارية عند أحمد (17154) وغيره. وحديث عمرو بن عنبسة عند أبي داود (2755) لكنه مختصر. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وزيد بن جارية، يقال له: زياد أيضًا. وأخرجه أبو داود (2748) و (2749) و (2750) من طريق مكحول، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17462) و (17465)، و"صحيح ابن حبان" (4835)، ولفظه بتمامه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفل الربع بعد الخمس في بدأته، ونفَّل الثلث بعد الخمس في رجعته. قال السندي: "نفل" بتشديد الفاء، أي: أعطى في الفل بعد الخمس، أي: أخذ الخمس أولًا من تمام الغنيمة، ثم أعطى الثلث أو الربع مما بقي من الأخماس الأربعة، ثم قسم البقية بين الغانمين وقوله في بدأته: نقل الخطابي في "معالم السُّنن" 2/ 312 عن ابن المنذر أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنما فرَّق بين البدأة والقفول حتى فضل إحدى العطيتين على الأخرى لقوة الظهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم لأنهم =

2852 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْحَارِثِ الزُّرَقِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ (¬1). 2853 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أخبرنا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَا نَفَلَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَرُدُّ الْمُسْلِمُونَ قَوِيُّهُمْ عَلَى ضَعِيفِهِمْ. ¬

_ = وهم داخلون أنشطُ وأشهى للسير والإمعان في بلاد العدو وأجمُّ، وهم عند القفول تضعف دوابهم وهم أشهى للرجوع إلى أوطانهم وأهاليهم لطول عهدهم بهم وحبهم للرجوع إليهم، فنرى أنه زادهم في القفول لهذه العلل. قال الخطابي: كلام ابن المنذر في هذا ليس بالبين، لأن فحواه يوهم أن معنى الرجعة هو القفول إلى أوطانهم، وليس هو معنى الحديث، والبدأة إنما هي ابتداء سفر الغزو إذا نهضت سرية من جملة العسكر فأوقعت بطائفة العدو، فما غنموا كان لهم منه الربع، ويشركهم سائر العسكر في ثلاثة أرباعه، فإن قفلوا من الغزاة ثم رجعوا فأوقعوا بالعدو ثانية كان لهم مما غنموا الثلث، لأن نهوضهم بعد القفل أشقُّ والخطر فيه أعظم. (¬1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن الحارث الزرقي ضعيف، وقد اختلف عليه في إسناده كما بيناه في "مسند أحمد" (22726) وحديث مكحول السالف عن زيد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أصح. وأما حديث عبادة، فأخرجه الترمذي (1647) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4855) مطول.

36 - باب قسمة الغنائم

قَالَ رَجَاءٌ: فَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ لَهُ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ، وَحِينَ قَفَلَ الثُّلُثَ. فَقَالَ عَمْرٌو: أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِي عَنْ جَدِّي، وَتُحَدِّثُنِي عَنْ مَكْحُولٍ؟! (¬1) 36 - بَابُ قِسْمَةِ الْغَنَائِمِ 2854 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْهَمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمٌ (¬2). ¬

_ (¬1) خبر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده -وهو عبد الله بن عمرو- إسناده حسن. وأما حديث حبيب بن مسلمة فقد ساقه المصنف من طريق مكحول عن حبيب بن مسلمة ولم يذكر الواسطة بينهما، وهو زيد بن جارية كما سيأتي في التخريج، وكما سلف في الرواية (2851). وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (799)، وسعيد بن منصور (2702)، وابن أبي عاصم (849) - (851)، وابن حبان (4835)، والطبراني (3528) - (3530)، والبيهقي 6/ 313 من طرق عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول، عن زياد- ويقال: زيد- ابن جارية، عن حبيب بن مسلمة. (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم. وأخرجه البخاري (2863) و (4228)، ومسلم (1762)، وأبو داود (2733)، والترمذي (1636) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4448)، و "صحيح ابن حبان" (4810). ذهب أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم من الأئمة كالثوري والأوزاعي ومالك وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو يوسف ومحمد إلى أن للراجل سهمًا، وللفارس ثلاثة أسهم، سهمًا له، وسهمين لأجل فرسه. وذهب أبو حنيفة إلى أن للفارس سهمين. انظر "شرح السنة" 11/ 101 - 102.

37 - باب العبيد والنساء يشهدون مع المسلمين

37 - بَابُ الْعَبِيدِ وَالنِّسَاءِ يَشْهَدُونَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ 2855 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ -قَالَ وَكِيعٌ: كَانَ لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ- قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ مَوْلَايَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ، فَلَمْ يَقْسِمْ لِي مِنْ الْغَنِيمَةِ، وَأُعْطِيتُ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ سَيْفًا، وَكُنْتُ أَجُرُّهُ إِذَا تَقَلَّدْتُهُ (¬1). 2856 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، وَأَصْنَعُ لَهُمْ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن سعد حسن في المتابعات والشواهد، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (2730)، والترمذي (1641)، والنسائي في "الكبرى" (7493) من طريق بشر بن المفضل، عن محمَّد بن زيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21940)، و "صحيح ابن حبان" (4831). قوله: "خرثي" بضم الخاء المعجمة وسكون الراء المهملة وكسر المثلثة وتشديد الياء: رديء المتاع والغنائم. (¬2) إسناده صحيح. هشام: هو ابن حسان القردوسي. وأخرجه مسلم (1812)، والنسائي في "الكبرى" (8829) من طريق هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20792).

38 - باب وصية الإمام

38 - بَابُ وَصِيَّةِ الْإِمَامِ 2857 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو رُوقٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْغَرِيفِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَرِيَّةٍ، فَقَالَ: سِيرُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا" (¬1). 2858 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَمَّرَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، فَقَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا أَنْتَ لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثِ خِلَالٍ أَوْ خِصَالٍ، فَأَيَّتُهُنَّ ما أَجَابُوكَ إِلَيْهَا، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ إِنْ هم فَعَلُوا ذَلِكَ أَنَّ لَهُمْ مَا ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي الغريف. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وأبو روق: هو عطية بن الحارث. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8786) من طريق حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18094). ويشهد له حديث بريدة الذي يليه.

لِلْمُهَاجِرِينَ، وَأَنَّ عَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فإِنْ أَبَوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا أَنْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَسَلْهُمْ إِعْطَاءَ الْجِزْيَةِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَلَيْهِمْ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِنْ حَاصَرْتَ حِصْنًا، فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّكَ، فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّكَ، وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَبِيكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تُخْفِرُوا ذِمَّتَكُمْ وَذِمَّةَ آبَائِكُمْ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، وَإِنْ حَاصَرْتَ حِصْنًا، فَأَرَادُوكَ أَنْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِ اللَّهِ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ فِيهِمْ حُكْمَ اللَّهِ أَمْ لَا" (¬1). قَالَ عَلْقَمَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مُقَاتِلَ بْنَ حَيَّانَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ ابْنُ هَيْصَمٍ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مِثْلَ ذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. ابن بريدة: هو سليمان. وأخرجه مطولًا ومختصراَ مسلم (1731)، وأبو داود (2612) و (2613)، والترمذي (1466) و (1709) و (1710)، والنسائي في "الكبرى" (8532) و (8712) و (8731) من طريق علقمة بن مرثد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22978). قوله: "تُخفروا" بضم التاء من أخفرت الرجل: إذا نقضتَ عهدَه. (¬2) إسناده حسن، مقاتل بن حيان -وهو النبطي البلخي- صدوق حسن الحديث، ومسلم بن هيصم روى عنه ثلاثة وذكره ابن حبان في "ثقاته". =

39 - باب طاعة الإمام

39 - بَابُ طَاعَةِ الْإِمَامِ 2859 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْإِمَامَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْإِمَامَ فَقَدْ عَصَانِي" (¬1). 2860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَأَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ" (¬2). 2861 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحُصَيْنِ ¬

_ = وأخرجه مسلم (1731)، وأبو داود (2612)، والنسائي في "الكبرى" (8712) من طريق علقمة بن مرثد، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4739). (¬1) إسناده صحيح، وسلف برقم (3) مختصرًا. (¬2) إسناده صحيح. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. وأخرجه البخاري (693) و (7142) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12126). قوله: "كان رأسه زبيبة" واحدة الزبيب المأكول المعروف، وإنما شبه رأس الحبشي بالزبيبة لتجمعها ولكون شعره أسود، وهو تمثيل في الحقارة وبشاعة الصورة وعدم الاعتداد بها. قاله الحافظ في "فتح الباري" 13/ 122.

40 - باب: لا طاعة في معصية الله

عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ الْحُصَيْنِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا قَادَكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ" (¬1). 2862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى الرَّبَذَةِ وَقَدْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَإِذَا عَبْدٌ يَؤُمُّهُمْ، فَقِيلَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، فَذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَوْصَانِي خَلِيلِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ (¬2). 40 - بَابٌ: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ 2863 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1298) و (1838)، والنسائي 4/ 157 من طريق يحيى بن حصين، عن جدته أم حصين. وأخرجه الترمذي (1802) من طريق العيزار بن حريث، عن أم حصين. وهو في "مسند أحمد" (16646)، و"صحيح ابن حبان" (4564). قوله: "مجدَّع" بتشديد الدال المهملة، أي: مقطوع الأنف والأذن. (¬2) إسناده صحيح. أبو عمران: هو عبد الملك بن حبيب. وأخرجه مسلم (648) (240) و (1837) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21428) مطول، و"صحيح ابن حبان" (1718). وقوله: مجدع الأطراف، أي: منقطع الأعضاء، والتشديد للتكثير.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ عَلْقَمَةَ بْنَ مُجَزِّزٍ عَلَى بَعْثٍ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَأْسِ غَزَاتِهِ، أَوْ كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، اسْتَأْذَنَتْهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْجَيْشِ فَأَذِنَ لَهُمْ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ، فَكُنْتُ فِيمَنْ غَزَا مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، أَوْقَدَ الْقَوْمُ نَارًا لِيَصْطَلُوا أَوْ لِيَصْطنَعُوا عَلَيْهَا صَنِيعًا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ -وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ-: أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ؟ قَالُوا: بَلَى: قَالَ: فَمَا أَنَا بِآمِرِكُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا صَنَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ إِلَّا تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ. فَقَامَ نَاسٌ فَتَحَجَّزُوا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ، قَالَ: أَمْسِكُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّمَا كُنْتُ أَمْزَحُ مَعَكُمْ. فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَلَا تُطِيعُوهُ" (¬1). 2864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أخبرنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (ح) ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وشيخه عمر بن الحكم بن ثوبان صدوقان حسنا الحديث. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 543 و 14/ 341. وأخرجه أحمد (11639)، وأبو يعلى (1349)، وابن حبان (4558) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه من حديث علي رضي الله عنه البخاري (4340) في المغازي: تحت باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مُجَزِّزٍ المُدْلجي، وهو في "صحيح مسلم" (1840). قوله: "فتحجزوا" أي: أعدوا أنفسهم للوثوب.

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ (¬1) عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ الطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ" (¬2). 2865 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "سَيَلِي أُمُورَكُمْ بَعْدِي رِجَالٌ يُطْفِئُونَ السُّنَّةَ، وَيَعْمَلُونَ بِالْبِدْعَةِ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ أَدْرَكْتُهُمْ كَيْفَ أَفْعَلُ؟ قَالَ: "تَسْأَلُنِي يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كَيْفَ تَفْعَلُ؟ لَا طَاعَةَ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناد محمد بن الصباح وسويد بن سعيد هذا ليس في (ص) وكان في (م) ثم أشار عليه بالإسقاط، وهو في (ذ) والمطبوع، وذكره الحافظ المزي في "التحفة" (7927) وقال: لم يذكره أبو القاسم وهو في عدة نسخ. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2955) و (7144)، ومسلم (1839)، وأبو داود (2626)، والترمذي (1803)، والنسائي في "الكبرى" (7781) و (8667) من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4668). (¬3) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله بن مسعود، وضعيف عند من يقول بأنه لم يسمع من أبيه إلا اليسير، فقد توفي أبوه وعمره ست سنوات. =

41 - باب البيعة

41 - بَابُ الْبَيْعَةِ 2866 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَالْأَثَرَةِ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بالْحَقَّ حَيْثُمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ (¬1). 2867 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الْأَمِينُ -أَمَّا هُوَ إِلَيَّ فَحَبِيبٌ، وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبْعَةً ¬

_ = وأخرجه أحمد (3790)، والطبراني (10361)، والبيهقي 3/ 124 و 127 من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (1255). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (7199)، ومسلم بإثر الحديث (1840) (41)، والنسائي 7/ 138 و 139 من طريق عبادة بن الوليد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/ 137 - 138 من طريق عبادة بن الوليد، عن عبادة بن الصامت ليس بينهما الوليد. وأخرجه البخاري (7056)، ومسلم بإثر الحديث (1840) (42) من طريق جنادة بن أبي أمية، عن عبادة.

أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ تِسْعَةً، فَقَالَ: أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُوا الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَتَسْمَعُوا وَتُطِيعُوا -وَأَسَرَّ كَلِمَةً خُفْيَةً- وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا". قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُهُ فَلَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ (¬1). 2868 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَتَّابٍ مَوْلَى هُرْمُزَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فَقَالَ: "فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ" (¬2). 2869 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ عَبْدٌ فَبَايَعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْهِجْرَةِ، وَلَمْ يَشْعُرْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ عَبْدٌ، فَجَاءَ سَيِّدُهُ يُرِيدُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بِعْنِيهِ" ¬

_ (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار والوليد بن مسلم متابعان. وأخرجه مسلم (1043)، وأبو داود (1642)، والنسائي 1/ 229 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23993)، و "صحيح ابن حبان" (3385). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عتاب مولى هرمز، وقد توبع. وأخرجه الطيالسي (2083)، وأحمد (12203)، وأبو عوانة 4/ 352، وأبو القاسم في "الجعديات" (1531) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (13264)، والبخاري في "تاريخه" 2/ 200 من طريق شعبة أيضًا عن جعفر بن معبد، عن أنس.

42 - باب الوفاء بالبيعة

فَاشْتَرَاهُ بِعَبْدَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، ثُمَّ لَمْ يُبَايِعْ أَحَدًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يَسْأَلَهُ أَعَبْدٌ هُوَ؟ (¬1). 42 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْبَيْعَةِ 2870 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلَاةِ يَمْنَعُهُ ابْن السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا، لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ لَهُ" (¬2). 2871 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ، كُلَّمَا ذَهَبَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإنَّهُ لَيْسَ كَائِنٌ بَعْدِي نَبِيٌّ فِيكُمْ" قَالُوا: فَمَا يَكُونُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تَكُونُ خُلَفَاءُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1602)، وأبو داود (3358)، والتر مد"ب (1283) و (1686)، والنسائي 7/ 150 و 292 - 293 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14772)، و"صحيح ابن حبان" (4550). (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (2207).

فَتكْثُرُ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: "أَوْفُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَدُّوا الَّذِي عَلَيْكُمْ، فَسَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ الَّذِي عَلَيْهِمْ" (¬1). 2872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل حسن بن فرات، وقد توبع. فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القزاز. وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البخاري (3455)، ومسلم (1842) من طريقين عن فرات القزاز، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7960)، و"صحيح ابن حبان" (4555). "تسوسهم الأنبياء" أي: تتولى أمورهم الأنبياء كالأمراء. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه. (¬2) إسناده صحيح. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (3186)، ومسلم (1736)، والنسائي في "الكبرى" (8685) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3900)، و "صحيح ابن حبان" (7341). قال القرطبي: هذا خطاب منه للعرب بنحو ما كانت تفعل، لأنهم كانوا يرفعون للوفاء راية بيضاء، وللغدر راية سوداء، ليلوموا الغادر ويذموه، فاقتضى الحديث وقوع مثل ذلك للغادر ليشتهر بصفته في القيامة، فيذمه أهلُ الموقف. نقله الحافظ في "الفتح" 6/ 284 وانظر تتمة كلامه فيه.

43 - باب بيعة النساء

2873 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخبرنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا إِنَّهُ يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ" (¬1). 43 - بَابُ بَيْعَةِ النِّسَاءِ 2874 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَيْمَةَ بِنْتَ رُقَيْقَةَ تَقُولُ: جِئْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ، فَقَالَ لَنَا: "فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ، إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ" (¬2). 2875 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد توبع. أبو نضرة: هو منذر بن مالك بن قِطْعَةَ. وأخرجه الترمذي (2336) مطولًا عن عمران بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1738) (15) و (16) من طريق خليد بن جعفر والمستمر بن الريان، كلاهما عن أبي نضرة، عن أبي سعيد. وزاد مسلم في روايته الثانية: "ألا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامَّة". وهو في "مسند أحمد" (11038) و (11303). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8682) من طريق الحسن، عن أبي سعيد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (1687)، والنسائي 7/ 149 و 152 من طريق محمَّد بن المنكدر، عن أميمة. وهو في "مسند أحمد" (27006)، و"صحيح ابن حبان" (4553).

44 - باب السبق والرهان

أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: كَانَ الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُمْتَحَنَّ بِقَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [الممتحنة: 12]. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَا مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ، قَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "انْطَلِقْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ". لَا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلَامِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا مَا أَمَرَهُ اللَّهُ عز وجل، وَلَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: "قَدْ بَايَعْتُكُنَّ" كَلَامًا (¬1). 44 - بَابُ السَّبْقِ وَالرِّهَانِ 2876 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ ابْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ، وَهُوَ لَا يَأْمَنُ أَنْ يَسْبِقَ، فَلَيْسَ بِقِمَارٍ، وَمَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وَهُوَ يَأْمَنُ أَنْ يَسْبِقَ، فَهُوَ قِمَارٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (3713) و (4891) و (5288)، ومسلم (1866)، وأبو داود (2941)، والترمذي (3592)، والنسائي في "الكبرى" (8661) و (9194) و (9195) من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24829)، و"صحيح ابن حبان" (5581). (¬2) إسناده ضعيف، سفيان بن حسين ضعيف في الزهري، ثقة في غيره. وقال أبو داود: رواه معمر وشعيب وعُقيل عن الزهري، عن رجال من أهل العلم، وهذا =

2877 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: ضَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْخَيْلَ، فَكَانَ يُرْسِلُ الَّتِي ضُمِّرَتْ مِنْ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ (¬1). ¬

_ = أصحُّ عندنا. وقال أبو حاتم - فيما نقله الحافظ في "التلخيص" 4/ 163 - : أحسنُ أحواله أن يكون موقوفًا على سعيد بن المسيب، فقد رواه يحيى بن سعيد، عن سعيد قوله. وقال ابن أبي خيثمة: سألت ابن معين عنه، فقال: هذا باطل، وضرب على أبي هريرة (يعني أنه من قول سعيد بن المسيب). وأخرجه أبو داود (2579) من طريقين عن سفيان بن حسين، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (2580) من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن الزهري، به. وسعيد بن بشير ضعيف. وهو في "مسند أحمد" (10557). وأخرجه أبو نعيم ني "الحلية" 6/ 127 من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن الزهري، به. قال الدارقطني في "العلل" 9/ 161 بعد أن أورده من هذا الطريق: هذا غلط إنما هو سعيد بن بشير. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2868) - (2870)، ومسلم (1870)، والترمذي (1794)، والنسائي 6/ 226 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (5181)، و"صحيح ابن حبان" (4687). والتضمير: أن تعلف الخيل حتى تسمن وتقوى ثم يقلل علفها بقدر القوت، وتدخل بيتًا، وتغشى بالجلال حتى تحمى فتعرق، فإذا جف عرقها، خف لحمها وقويت على الجري. وبين الحفياء -وهو مكان خارج المدينة- وثنية الوداع خمسة أميال أو ستة، وبين ثنية الوداع ومسجد بني زريق ميل.

45 - باب النهي أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو

2878 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ" (¬1). 45 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ 2879 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ وَأَبُو عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، أبو الحكم مولى بني ليث -وإن كان فيه جهالة- متابع. وأخرجه النسائي (4414) من طريق عبد الوارث، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7482). وأخرجه أبو داود (2574)، والترمذي (1795)، والنسائي (4411) من طريق نافع بن أبي نافع، عن أبي هريرة. وزاد: "أو نصل" وسنده صحيح، وهو في "المسند" (10138)، و"صحيح ابن حبان" (4690)، و"شرح مشكل الآثار" (1886). وأخرجه النسائي (4412) من طريق أبي عبد الله مولى الجُندعيين، عن أبي هريرة موقوفًا عليه. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1886) من طريق أبي عبد الله مولى الجندعيين، عن أبي هريرة مرفوعًا. وانظر "المسند" (10138). قوله: "لا سَبَقَ" قال السندي: هو بفتحتين: ما يُجعل من المال على المسابقة، وبفتح وسكون: مصدر سبقت، والمشهور في الحديث الأولُ، والمعنى: لا يحل أخذُ المال بالمسابقة إلا في الإبل والخيل، وقد أُلحق بهما آلات الحرب. (¬2) إسناده صحيح. أبو عمر: هو حفص بن عمرو الرَّبَالي. =

46 - باب قسمة الخمس

2880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ (¬1). 46 - بَابُ قِسْمَةِ الْخُمُسِ 2881 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ جَاءَ هُوَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكَلِّمَانِهِ فِيمَا قَسَمَ مِنْ قسم (¬2) خَيْبَرَ لِبَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، فَقَالَا: قَسَمْتَ لِإِخْوَانِنَا بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، وَقَرَابَتُنَا وَاحِدَةٌ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا أَرَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ شَيْئًا وَاحِدًا" (¬3). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2990)، ومسلم (1869)، وأبو داود (2610) من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4525)، و "صحيح ابن حبان" (4715). وقد ذهب الإمام محمَّد بأخرة في "سيره الكبير" إلى أنه إن كان القرآن مأمونًا عليه من العدو، فلا بأس بالسفر إلى أرضهم، وإن كان مخوفًا عليه منهم، فلا ينبغي السفر به إلى أرضهم، قاله الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 5/ 167. قلنا: العلة التي أشار إليها في الحديث هو الخوف من تحريقه أو تحقيره أو إلقائه في مكان غير لائق به، فإن أمنت هذه العلة زال المنع. (¬1) إسناده صحيح كسابقه. (¬2) هكذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: من خُمس. وهي هكذا في بعض المصادر. (¬3) حديث صحيح، أيوب بن سويد -كان كان ضعيفًا- قد توبع. وأخرجه البخاري (3140) و (3502) و (4229)، وأبو داود (2978) - (2980)، والنسائي 7/ 130 و130 - 131 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16741).

أبواب المناسك

أَبْوَابُ الْمَنَاسِكِ 1 - بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى الْحَجِّ 2882 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيُعَجِّلْ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ" (¬1). 2882م - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ (¬2). 2883 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1804)، ومسلم (1927)، والنسائي في "الكبرى" (8732) و (8733) من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7225)، و"صحيح ابن حبان" (2708). قوله: "نهمته" قال السندي: بفتح فسكون، أي: حاجته. (¬2) صحيح بما قبله، يعقوب بن حميد بن كاسب -وإن كان ضعيفًا- قد توبع.

2 - باب فرض الحج

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ الْفَضْلِ - أَوْ أَحَدِهِمَا عَنْ الْآخَرِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ" (¬1). 2 - بَابُ فَرْضِ الْحَجِّ 2884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَجُّ فِي كُلِّ ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل -وهو ابن خيفة العبسي-، وقد توبع. وأخرجه أحمد (1833) و (1834) من طريق أبي إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني 18/ (737)، والبيهقي 4/ 340 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي إسرائيل، به. وفي أحد أسانيد البيهقي: "ابن عباس أو الفضل أو عن أحدهما" قلنا: سعيد ابن جبير سمع من ابن عباس ولم يدرك أخاه الفضل بن عباس. وأخرجه أحمد (2867) عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبي إسرائيل، به عن ابن عباس دون شك. وأخرجه الطبراني (738) عن العباس بن حمدان الأصبهاني، عن يحيى بن حكيم، عن كثير بن هشام، عن فرات بن سلمان، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل وأحدهما عن الآخر. وسنده جيّد. وأخرجه أحمد (1973)، وأبو داود (1732) من طريق مهران أبي صفوان، عن ابن عباس مرفوعًا: "من أراد الحج فليتعجل". ومهران أبو صفوان مجهول الحال.

عَامٍ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَقَالَ: "لَا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ" فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] (¬1). 2885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَجُّ فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: "لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا، وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا عُذِّبْتُمْ" (¬2). 2886 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عبد الأعلى بن عامر الثعلبي والد علي ضعيف، وأبو البختري -واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع عليًا. لكن للحديث شواهد صحيحة بغير هذه السياقة. وأخرجه الترمذي (825) و (3307) من طريق منصور بن وردان، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (¬2) إسناده قوي. أبو عبيدة: هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه أبو يعلى (3690) عن محمَّد بن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد مطولًا. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1337) وغيره، قال: خطبنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا" فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"لو قلت: نعم لوجبت ولما استطعتم"، ثم قال: "ذروني ما تركتكم ... " إلخ.

3 - باب فضل الحج والعمرة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْحَجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ، أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً؟ قَالَ: "بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زاد فَتَطَوَّعَ" (¬1). 3 - بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ 2887 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ (¬2) عَنْ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ الْمُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، سفيان بن حسين وهو وإن كان ثقة إلا في روايته عن الزهري، قد توبع. أبو سنان: هو يزيد بن أمية الدؤلي. وأخرجه أبو داود (1721) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3303). وأخرجه أحمد (2304) من طريق سليمان بن كثير، و (3510) من طريق محمَّد بن أبي حفصة، و (3520) من طريق زمعة بن صالح، والنسائي 5/ 111 من طريق عبد الجليل بن حميد، أربعتهم عن الزهري، به. وليس في رواية أحمد الثالثة ورواية النسائي قوله: "فمن زاد فتطوع". وانظر ما قبله. (¬2) هكذا في (ذ) و (م) و"تحفة الأشراف" (10477)، وهو هكذا عن سفيان ابن عيينة عند أحمد في "مسنده" (167)، وفي مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: عبد الله بن عامر عن أبيه عن عمر، بزيادة "عن أبيه"، وهكذا روي بهذه الزيادة عن سفيان بن عيينة عند الحميدي (17)، وأبي يعلى (198)، والطبري 2/ 310. وفي (س): عبد الله بن عامر عن أبيه عن النبي، بإسقاط عمر، وهو خطأ. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وانظر تخريجه في التعليق السابق. =

2887م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬1). 2888 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةُ لمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ" (¬2). 2889 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (¬3). ¬

_ = ويشهد له حديث ابن عباس عند النسائي 5/ 115. وهو حديث حسن. وحديث ابن مسعود عند الترمذي (821)، والنسائي 5/ 115 - 116 وهو حسن. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1773)، ومسلم (1349)، والنسائي 5/ 112 و 112 - 113 و115 من طريق سمي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7354)، و"صحيح ابن حبان" (3695). (¬3) إسناده صحيح. مسعر: هو ابن كدام، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البخاري (1521) و (1819) و (1820)، ومسلم (1350)، والترمذي (822)، والنسائي 5/ 114 من طريق أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7381)، و"صحيح ابن حبان" (3694).

4 - باب الحج على الرحل

4 - بَابُ الْحَجِّ عَلَى الرَّحْلِ 2890 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ، وَقَطِيفَةٍ تُسَوى أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، أَوْ لَا تُسوى، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ" (¬1). 2891 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَمَرَرْنَا بِوَادٍ، فَقَالَ: "أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " قَالُوا: وَادِي الْأَزْرَقِ، قَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ مِنْ طُولِ شَعَرِهِ شَيْئًا، لَا يَحْفَظُهُ دَاوُدُ - وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، لَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللَّهِ بِالتَّلْبِيَةِ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي". ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، الربيع بن صبيح وشيخه يزيد بن أبان -وهو الرقاشي- ضعيفان. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/ 106، وهناد في "الزهد" (821)، وابن سعد في "الطبقات" 2/ 177، والترمذي في "الشمائل" (327) و (333) وابن عدي في ترجمة الربيع بن صبيح من "الكامل" 3/ 993 من طريق الربيع بن صبيح، بهذا الإسناد. وأخرج البخاري (1517) من طريق ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حج على رَحْلٍ وكانت زاملته.

5 - باب فضل دعاء الحاج

قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ثَنِيَّةٍ، فَقَالَ: "أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ " قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى أَوْ لَفْتٍ قَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ، عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ، عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ، وَخِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ، مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي مُلَبِّيًا" (¬1). 5 - بَابُ فَضْلِ دُعَاءِ الْحَاجِّ 2892 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "الْحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ، إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنْ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران. وأخرجه مسلم (166) من طريق داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1853)، و"صحيح ابن حبان" (3801). قوله: "جؤار" قال السندي: بجيم مضمومة ثم همزة: رفع الصوت. "هرشى" بفتح الهاء وإسكان الراء وبالشين المعجمة مقصورة الألف، وهو جبل على طريق الشام والمدينة قريب من الجحفة. "خُلبة" بضم خاء معجمة، وبالباء الموحدة، بينهما لام مضمومة أو ساكنة، وهو الليف. وقد نقل النووي في "شرح مسلم" 2/ 197 عن القاضي عياض أحد الوجوه الذي فسر بها الحديث ونصه: أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُري أحوالهم التي كانت في حياتهم، ومُثلوا له في حال حياتهم كيف كانوا وكيف حجهم وتلبيتهم، كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كأني انظر إلى موسى ... وكأني انظر إلى يونس". (¬2) إسناده ضعيف، صالح بن عبد الله بن صالح قال البخاري عنه: منكر الحديث، وذكره أبو زرعة في "الضعفاء"، وشيخه يعقوب بن يحيى بن عباد مجهول الحال. =

2893 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6311)، والبهقي في "الكبرى" 5/ 262، وفي "الشعب" (4106) من طريق صالح بن عبد الله بن صالح، بهذا الإسناد. وفي الباب عن جابر عند البزار (1153 - كشف الأستار)، والفاكهي في "أخبار مكة" (905). وفي سنده محمَّد بن أبي حميد، وهو ضعيف، قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث وقال النسائي: ليس بثقة وقال أبو زرعة: ضعيف. وأخرجه الفاكهي (906)، والبيهقي في "الشعب" (4107) عن جابر موقوفًا، وسندهما ضعيف أيضًا. وأخرجه الفاكهي (898)، وابن عدي في ترجمة محمَّد بن أبي حميد من "الكامل" 6/ 2204، والبيهقي (4104) من طريق محمَّد بن أبي حميد أيضًا عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فجعله من حديث عبد الله بن عمرو، قال أبو حاتم كما في "العلل" (894): حديث منكر. وعن أنس عند البيهقي في "الشعب" (4105)، وفي سنده ثمامة بن عبيدة متهم بالكذب. وعن ابن عمر، وهو الحديث التالي، وسيأتي الكلام عليه في موضعه. وأخرج النسائي 5/ 113 و 6/ 16، وابن خزيمة (2511)، وأبو عوانة (7548)، وابن حبان (3692)، والحاكم 1/ 441، والبيهقي في "السُّنن" 5/ 262، و"الشعب" (4103) من طريق عبد الله بن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سهيل، عن أبيه أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه: "وفد الله ثلاثة: الحاج والمعتمر والغازي". وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 5/ 262، وفي "الشعب" (4101) من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن مرداس، عن كعب قوله. قال البيهقي عقبه: حديث وهيب أصح -يعني من حديث عبد الله بن وهب السابق. ومثله قال أبو حاتم كما في "العلل" (1007) بعد أن ذكر له طريقين آخرين: طريق سليمان بن بلال عن سهيل به، وطريق عاصم بن أبي صالح عن كعب قوله.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللَّهِ، دَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ، وَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عمران بن عيينة ليِّن، وشيخه عطاء بن السائب اختلط، وصوب أبو حاتم كما في "العلل" (847) أنه من حديث مجاهد عن عمر، يعني أنه منقطع، ورجح وذلك مرةً أخرى (887) من طريق آخر. وأخرجه ابن حبان (4613)، والطبراني (13556) من طريق عمران بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4108) من طريق أبي الربيع أشعث بن سعيد السمان، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر قوله. وأشعث متروك. وأخرجه الفاكهي (899) من طريق عثمان بن عمرو بن ساج، عن محمَّد بن عبد الله، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: الحاج والمعتمر والغازي وفد الله، ضمانهم على الله حتى يدخلهم الجنة إن توفاهم، أو يرجعهم وقد غفر لهم. عثمان ابن ساج ضعيف. ثم أخرجه (900) من طريق المثنى بن الصباح، عن مجاهد، عن ابن عمر قوله بنحو سابقه. والمثنى ضعيف. ثم أخرجه (901) من طريق إبراهيم الخوزي، عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا بنحو الرواية (899) السابقة. وإبراهيم الخوزي متروك. ثم أخرجه (902) من طريق أبان بن أبي عياش، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا. وفيه غير متروك. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 76 (الجزء الذي نشره العمروي) من طريق مجاهد، عن عبد الله بن ضمرة السلولي، عن كعب قوله. وسنده حسن. وأخرجه عبد الرزاق (8803) من طريق مجاهد، عن كعب قوله. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4109) من طريق نافع، عن ابن عمر، عن عمر قوله وسنده ضعيف، فيه مسلم بن خالد الزنجي. =

2894 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْعُمْرَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، وَقَالَ لَهُ: "يَا أُخَيَّ، أَشْرِكْنَا فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِكَ، وَلَا تَنْسَنَا" (¬1). 2895 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: وَكَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَأَتَاهَا فَوَجَدَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ وَلَمْ يَجِدْ أَبَا الدَّرْدَاءِ. فَقَالَتْ لَهُ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "إن دَعْوَةُ الْمَرْءِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ ¬

_ = وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (887) من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن أبي بكر بن حفص، عن ابن عمر مرفوعًا. وقال عن أبيه: هذا حديث خطأ إنما هو أبو بكر بن حفص عن عمر مرسلًا، وقد أدرك أبو بكر بن حفص ابنَ عمر، ولم يدرك عمر، ثم ذكره على الصواب عن عمر. وانظر الحديث السالف. قال في "النهاية": الوفد: هم القوم يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم: وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك. (¬1) إسناده ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله -وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب-. وأخرجه أبو داود (1498)، والترمذي (3878) من طريق عاصم بن عبيد الله، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح!! وهو في "مسند أحمد" (195).

6 - باب ما يوجب الحج

رَأْسِهِ مَلَكٌ يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ، كُلَّمَا دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ قَالَ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلِ". قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ، فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَحَدَّثَنِي عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِثْلِ ذَلِكَ (¬1). 6 - بَابُ مَا يُوجِبُ الْحَجَّ 2896 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يُوجِبُ الْحَجَّ؟ قَالَ: "الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الْحَاجُّ؟ قَالَ: "الشَّعِثُ التَّفِلُ"، وَقَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ومَا الْحَجُّ؟ قَالَ: "الْعَجُّ وَالثَّجُّ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2733) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2732)، وأبو داود (1534) من طريق طلحة بن عبيد الله بن كرز، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء. وهو في "مسند أحمد" (21707) و (21708)، و "صحيح ابن حبان" (989). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن يزيد المكي -وهو الخوزي- متروك الحديث، وبعضهم اتهمه. وقصة الزاد والراحلة قد رويت عن جماعة من الصحابة لا يثبت منها شيء كما قال غير واحد من أهل العلم، انظر "الوهم والإيهام" 3/ 448 لابن القطان، و"التلخيص الحبير" لابن حجر. وقصة العج والثج لها غير شاهد سيأتي الكلام عليها. وحديث ابن عمر أخرجه الترمذي مقطعا (824) و (3243) من طريق إبراهيم الخوزي، بهذا الإسناد. =

قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي بِالْعَجِّ: الْعَجِيجَ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالثَّجُّ: نَحْرُ الْبُدْنِ. 2897 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيُّ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِيهِ أَيْضًا عَنْ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ" يَعْنِي قَوْلَهُ: {مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] (¬1). ¬

_ = وأخرج أبو يوسف في "كتاب الآثار" (459)، وأبو يعلى (5086) من طريق طارق بن شهاب، عن ابن مسعود مرفوعًا: "أفضل الحج العج والثج". وسنده حسن. وله شاهد آخر عن أبي بكر الصديق سيأتي عند المصنف برقم (2924) ويأتي الكلام عليه هناك. وانظر ما سيأتي عند المصنف أيضًا برقم (2922) و (2923) ففيهما ما يشهد له. (¬1) إسناده ضعيف، سويد بن سعيد ضعيف، وكذلك ابن عطاء -واسمه عمر ابن عطاء بن وراز- وعكرمة هو مولى ابن عباس، وأحلنا على كلام بعض أهل العلم في تضعيف شواهده في الحديث السالف قبله. ونزيد عليها هنا قول الإمام الطبري في "تفسيره" 4/ 18: الأخبار التي رويت عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذلك بأنه الزاد والراحلة فإنها أخبار في أسانيدها نظر لا يجوز الاحتجاج بمثلها في الدِّين. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11596)، والدارقطني (2427)، والبيهقي 4/ 331 من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني (2425) من طريق حصين بن مخارق، عن محمَّد بن خالد، عن سماك، عن عكرمة، به. قال الدارقطني عن حصين بن مخارق: يضع الحديث. وأخرجه الدارقطني (2424) من طريق سعيد بن يزيد بن مروان الخلال، عن أبيه، عن داود بن الزبرقان، عن عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عباس. ويزيد بن مروان قال ابن معين: كذاب.

7 - باب المرأة تحج بغير ولي

7 - بَابُ الْمَرْأَةِ تَحُجُّ بِغَيْرِ وَلِيٍّ 2898 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ سَفَرًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَصَاعِدًا، إِلَّا مَعَ أَبِيهَا أَوْ أَخِيهَا أَوْ ابْنِهَا أَوْ زَوْجِهَا أَوْ ذِي مَحْرَمٍ" (¬1). 2899 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ لَهَا ذُو حُرْمَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1345)، وأبو داود (1726)، والترمذي (1203) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11515)، و"صحيح ابن حبان" (2719). (¬2) إسناده صحيح، لكن أصحاب ابن أبي ذئب -واسمه محمَّد بن عبد الرحمن ابن المغيرة- زادوا في الإسناد عنه عن سعيد المقبري: أباه أبا سعيد المقبري، وانفرد من بينهم شبابة فلم يذكره، وقد سمع سعيد وأبوه من أبي هريرة. وانظر "الفتح" 2/ 568. فقد أخرجه الطيالسي (2317)، وأحمد (9741) عن وكيع، و (10575) عن يزيد بن هارون، والبخاري (1088) عن آدم بن أبي إياس، ومسلم (1339) (420) من طريق يحيى القطان، وابن حبان (2726) من طريق عثمان بن عمر، ستتهم عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. =

8 - باب: الحج جهاد النساء

2900 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاق، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقَالَ: "إِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي حَاجَّةٌ، قَالَ: "فَارْجِعْ مَعَهَا" (¬1). 8 - بَابٌ: الْحَجُّ جِهَادُ النِّسَاءِ 2901 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَبِيبِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه كذلك بذكر أبي سعيد المقبري: الليث بن سعد عند مسلم (1339) (419)، وأبي داود (1723)، ومالك بن أنس عند مسلم (1339) (421)، وأبي داود (1724)، والترمذي (1204)، كلاهما (الليث ومالك) عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (1724) من طريق مالك، و (1725) من طريق سهيل بن أبي صالح، كلاهما عن سعيد المقبري عن أبي هريرة دون ذكر أبي سعيد. وأخرجه مسلم (1339) (422) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. (¬1) حديث صحيح، وهشام بن عمار متابع. وأخرجه مطولًا البخاري (1862)، ومسلم (1341) من طريق عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1934). (¬2) إسناده صحيح. =

9 - باب الحج عن الميت

2902 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيفٍ" (¬1). 9 - بَابُ الْحَجِّ عَنْ الْمَيِّتِ 2903 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ شُبْرُمَةُ؟ " قَالَ: قَرِيبٌ لِي، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (1520) و (1861) و (2784) و (2876)، والنسائي 5/ 114 - 115 من طريق حبيب بن أبي عمرة، بهذا الإسناد. وليس عندهما ذكر العمرة. وهو في "مسند أحمد" (25322)، و "صحيح ابن حبان" (3702). وأخرجه بنحوه البخاري (2875) و (2876) من طريق معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، به. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا جعفر -وهو محمَّد بن علي الباقر- لم يسمع من أم سلمة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" ص 77 (نشره العمروي). وأخرجه الطيالسي (1599)، وأحمد (26520) و (26585) و (26674)، والفاكهي في "أخبار مكة" (794)، وأبو يعلى (6916) و (7029)، والطبراني 23/ (647) والقضاعي (80) من طرق عن القاسم بن الفضل، به. ويشهد له حديث أبي هريرة عند النسائي 5/ 113 ورجاله ثقات لكنه قد اختلف في وصله وانقطاعه كما بيناه في "المسند" (9459)، وله شواهد أخرى ذكرناها هناك.

"هَلْ حَجَجْتَ قَطُّ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَاجْعَلْ هَذِهِ عَنْ نَفْسِكَ، ثُمَّ احجج عَنْ شُبْرُمَةَ" (¬1). 2904 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَحُجُّ عَنْ أَبِي؟ قَالَ: "نَعَمْ، حُجَّ عَنْ أَبِيكَ، فَإِنْ لَمْ تَزِدْهُ خَيْرًا لَمْ تَزِدْهُ شَرًّا" (¬2). 2905 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وعزرة: هو ابن عبد الرحمن ابن زرارة الخزاعي. وأخرجه أبو داود (1811) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3988). (¬2) صحيح موقوفًا على ابن عباس، وهذا حديث قد حمل فيه بعض أهل العلم على عبد الرزاق لانفراده به عن الثوري بهذا الإسناد من بين سائر أصحابه -فيما نقله ابن عبد البر في "التمهيد" 9/ 129 - وقالوا: لم يروه أحد عن الثوري غيره، واستنكروه من جهة لفظه، فقالوا: هذا لفظ منكر لا تشبهه ألفاظُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يأمر بما لا يدري هل ينفع أم لا ينفع. قلنا: وقد خالف الثوري في رفع هذا الحديث علي بن مسهر عند ابن أبي شيبة ص440 (نشرة العمروي)، ويحيى بن المهلب البجلي عند محمَّد بن الحسن في "كتاب الحجة" 2/ 235 - وهما ثقتان- فروياه عن سليمان الشيباني عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس موقوفًا عليه من قوله. وأما حديث عبد الرزاق، فأخرجه الطبراني (13009)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 100 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث يزيد، تفرد به الثوري عن الشيباني. وانظر ما سيأتي برقم (2907) و (2909).

10 - باب الحج عن الحي إذا لم يستطع

عَنْ أَبِي الْغَوْثِ بْنِ حُصَيْنٍ -رَجُلٌ مِنْ الْفُرْعِ- أَنَّهُ اسْتَفْتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ حَجَّةٍ كَانَتْ عَلَى أَبِيهِ، مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حُجَّ عَنْ أَبِيكَ". وَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَكَذَلِكَ الصِّيَامُ فِي النَّذْرِ، يُقْضَى عَنْهُ" (¬1). 10 - بَابُ الْحَجِّ عَنْ الْحَيِّ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ 2906 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَلَا الْعُمْرَةَ وَلَا الظَّعْنَ، قَالَ: "حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عثمان بن عطاء -وهو ابن أبي مسلم الخراساني- متفق على ضعفه، وأبوه عطاء كثير الإرسال ولم يصرح بسماعه من صحابيه، لا سيما وقد صرَّح بعض أهل العلم بعدم سماعه من الصحابة، وجزم الذهبي بأنه لم يلق أبا الغوث في كتابه "المقتنى"، وكذا الحافظ في "التهذيب". وأخرجه ابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" 2/ 524 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 4/ 335 من طريق صفوان بن صالح، عن الوليد، عن شعيب ابن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن أبي الغوث، فجعل بدل عثمان بن عطاء: شعيب بن رزيق. وقال البيهقي عقبه: إسناده ضعيف. وانظر ما سيأتي برقم (2906) وما بعده. قوله: "الفرع" قال ابن الأثير: بضم الفاء وسكون الراء: موضع معروف بين مكة والمدينة. (¬2) إسناده صحيح. =

2907 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ جَاءَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ قَدْ أَفْنَدَ، وَأَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا، فَهَلْ يُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَعَمْ" (¬1). 2908 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1810)، والترمذي (947)، والنسائي 5/ 111 و 117 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16184)، و"صحيح ابن حبان" (3991). قوله: "الظعن" بفتحتين أو سكون الثاني: السفر، وفسَّر بالراحلة. والمعنى: أنه لا يقوى على السير ولا على الركوب من كبر سِنّه. (¬1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن الحارث بن عياش المخزومي مختلف فيه، وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث أيضًا، لكن قد صح الحديث من غير هذا الطريق. وأخرجه الطبراني (10748) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا أحمد (562)، والترمذي (900)، وغيرهما من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، عن زيد بن علي، عن أبيه علي ابن الحسين، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب. وانظر ما سيأتي برقم (2909). قوله: "أفند"، يقال: أفند الرجل إذا كثر كلامه من الخَرَف.

أَخْبَرَنِي حُصَيْنُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْحَجُّ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُجَّ إِلَّا مُعْتَرِضًا، فَصَمَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "حُجَّ عَنْ أَبِيكَ" (¬1). 2909 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ، أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَدَاةَ النَّحْرِ: فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرْكَبَ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكِ دَيْنٌ قَضَيْتِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف بمرة، محمَّد بن كريب متفق على ضعفه. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2521)، والطبراني في "الكبير" (3549) وابن بشكوال في "الأسماء المبهمة" 2/ 523 من طريق أبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (3548)، وابن عدي في ترجمة محمَّد بن كريب من "الكامل" 6/ 2256 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمَّد بن كريب، به. لكن رواية الطبراني سقط منها ذكر كريب. وأخرجه الطبراني (3550) من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن حصين بن عوف، بنحوه. مرسى بن عبيدة ضعيف، وأخوه عبد الله في سماعه من حصين نظر. ويغني عنه الحديث الذي قبله والذي يليه. قوله: "معترضًا" قال السندي: قيل معناه: لا يثبت على الراحلة على الوجه المعهود إنما يمكن أن يشد بحبل ونحوه بالراحلة. (¬2) إسناده صحيح. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه البخاري (1853)، ومسلم (1335)، والترمذي (946) من طريق ابن جريج، والنسائي 8/ 227 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. قال الترمذي عقبه: سألت محمدًا (البخاري) عن هذه الروايات، فقال: أصح شيء في هذا الباب ما روى ابن عباس عن الفضل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال محمَّد: ويحتمل أن يكون ابن عباس سمعه من الفضل وغيره عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم روى هذا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأرسله، ولم يذكر الذي سمعه منه. وهو في "مسند أحمد" (1822). وأخرجه النسائي 5/ 119 و 8/ 229 من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن الفضل بن عباس. ليس فيه عبد الله بن عباس. قال النسائي: سليمان لم يسمع من الفضل بن عباس. وفيه أن السائل رجلٌ. وأخرجه كرواية المصنِّف البخاري (1513) و (1855)، ومسلم (1334)، وأبو داود (1859)، والنسائي 8/ 228 من طريق مالك، والبخاري (1854) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، و (4399) و (6228) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي 5/ 116 - 117 من طريق أيوب السختياني، و5/ 117 من طريق سفيان بن عيينة، و 8/ 228 من طريق الأوزاعي -وهي عند البخاري تعليقًا (4399) -، و8/ 228 من طريق صالح بن كيسان، سبعتهم عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عباس. ليس فيه الفضل، جعلوه من مسند ابن عباس. وهو في "المسند" (3375)، و"صحيح ابن حبان" (3989). وأخرجه النسائي 5/ 118 و 8/ 229 من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس ليس فيه الفضل، وفيه أن السائل رجل. وأخرجه النسائي 5/ 117 من طريق طاووس، و5/ 118 من طريق عكرمة، و 8/ 229 - 230 من طريق أبي الشعثاء، ثلاثتهم عن ابن عباس ليس فيه الفضل. ورواية طاووس كرواية المصنف، وأما روايتا عكرمة وأبي الشعثاء فمختصرتان، وفيهما أن السائل رجل. وأخرجه النسائي 5/ 116 من طريق موسى بن سلمة الهذلي، عن ابن عباس قال: أمرتِ امرأةُ سنانَ بنِ سَلَمةَ الجهني أن يسال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أمها ماتت ولم تحج، =

11 - باب حج الصبي

11 - بَابُ حَجِّ الصَّبِيِّ 2910 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَفَعَتْ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّتِهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ" (¬1). 12 - بَابُ النُّفَسَاءِ وَالْحَائِضِ تُهِلُّ بِالْحَجِّ 2911 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِالشَّجَرَةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَأْمُرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ وَتُهِلَّ (¬2). ¬

_ = أفيجزئ عن أمها أن تَحُج عنها، قال: "نعم لو كان على أمها دين فقضته عنها، ألم يكن يجزئ عنها؟ فلتحج عن أمها". وأخرج البخاري (1852) و (6699) و (7315)، والنسائي 5/ 116 من طريق سعيد ابن جبير، عن ابن عباس: أن امرأة من جهنية جاءت إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفحج عنها؟ قال: "نعم، حجي عنها، أرأيتِ لو كان على أمكِ دين أكنت قاضية؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء". في رواية البخاري الثانية أن التي ماتت أختها لا أمها، ورواية النسائي أن السائل رجل جاء ليسأل عن أخته الميتة. وانظر أحاديث الباب السالفة. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه الترمذي (942) و (943) من طريق محمَّد بن المنكدر، عن جابر. (¬2) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مسلم (1259)، وأبو داود (1743) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.

2912 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ ابْنِ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّهُ خَرَجَ حَاجًّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَعَهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، فَوَلَدَتْ بِالشَّجَرَةِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَأْمُرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ، ثُمَّ تُهِلَّ بِالْحَجِّ، وَتَصْنَعَ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، إِلَّا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالْبَيْتِ (¬1). 2913 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نُفِسَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ وَتَسْتَثْفِرَ بِثَوْبٍ ثم تُهِلَّ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، خالد بن مخلد -وهو القطواني- ليِّن، وقد توبع، ومحمد والد القاسم -وهو ابن أبي بكر الصديق- حديثه عن أبيه أبي بكر مرسل فيما قاله أبو زرعة، وقال الدارقطني: إن القاسم يصغر عن السماع من أبيه، ومحمد يصغر عن السماع من أبي بكر، لكن قد صحَّ الحديث من طريق القاسم عن عائشة وهو الحديث السالف عند المصنف. وأخرجه النسائي 5/ 127 عن أحمد بن فضالة، عن خالد بن مخلد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (2610) عن محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن سعيد ابن أبي مريم، عن سليمان بن بلال، به. وفي الباب عن ابن عباس عند أبي داود (1744)، والترمذي (966)، وهو في "المسند" (3435)، وفي سنده ضعف. قوله: "بالشجرة" قال ياقوت: بذي الحليفة وكانت سَمُرةَ، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينزلها من المدينة ويُحرم منها، وهي على ستة أميال من المدينة. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وجعفر بن محمَّد: هو ابن علي بن الحسين السبط، المعروف بالصادق. =

13 - باب مواقيت أهل الآفاق

13 - بَابُ مَوَاقِيتِ أَهْلِ الْآفَاقِ 2914 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنْ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ". فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا هَذِهِ الثَّلَاثَةُ، فَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ" (¬1). 2915 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ الْجُحْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ ¬

_ = وهو قطعة من حديث جابر الطويل الآتي برقم (3074). وأخرجه مختصرًا بهذه القطعة مسلم (1210) (110)، والنسائي 1/ 122 و 154 و 164 و195 و 208 من طريق جعفر بن محمَّد، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (133) و (1525)، ومسلم (1182) (13)، وأبو داود (1737)، والترمذي (846)، والنسائي 5/ 122 و 122 - 123 من طريق نافع، عن ابن عمر. وأخرجه بنحوه البخاري (1522) و (1528) و (7344)، ومسلم (14) و (15) و (17)، والنسائي 5/ 125 من طرق عن ابن عمر. والحديث في "مسند أحمد" (4455)، و"صحيح ابن حبان" (3761). ذو الحليفة: ميقات أهل المدينة: مكان على ستة أميال من المدينة وعشر مراحل من مكة وهو أبعد المواقيت، والجحفة: موضع على ثلاثة مراحل من مكة، وذات عرق: قرية على مرحلتين من مكة مشرفة على وادي العقيق في الشمال الشرقي من مكة، ويلملم: جبل جنوبي مكة على مرحلتين منها، وقرن المنازل: جبل على مرحلتين من مكة، وهو قريب من المكان المسمى الآن بالسيل.

14 - باب الإحرام

مِنْ يَلَمْلَمَ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الْمَشْرِقِ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ" ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْأُفُقِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقُلُوبِهِمْ" (¬1). 14 - بَابُ الْإِحْرَامِ 2916 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، أَهَلَّ مِنْ عِنْدِ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح دون قوله: "ومهل أهل المشرق من ذات عرق"، وهذا إسناد ضعيف بمرة، من أجل إبراهيم بن يزيد -وهو الخوزي-، وقد توبع. وأما مهل أهل العراق من ذات عرق ففي رفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خلاف بين أهل العلم، وقد بسطنا القول في ذلك عند حديث ابن عمر في "مسند أحمد" برقم (5492)، والراجح فيه أنه توقيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأهل العراق كما في "صحيح البخاري" (1531). وأخرجه مسلم (1183) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: سمعت- أحسبه رفع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة، والطريق الآخرُ الجحفة، ومهل أهل العراق من ذات عرق، ومهل أهل نجد من قَرْن، ومهل أهل اليمن من يلَملَم. والمهل بضم الميم وفتح الهاء، وتشديد اللام: موضع إهلالهم. وهو في "المسند" (14572). وانظر حديث ابن عمر السالف. ويشهد لقوله: "اللهم أقبل بقلوبهم" حديث جابر عند أحمد (14690)، وذكرنا شواهده هناك. (¬2) حديث صحيح، عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي متابع. =

15 - باب التلبية

2917 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنِّي عِنْدَ ثَفِنَاتِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ قَائِمَةً، قَالَ: "لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحِجَّةٍ مَعًا" وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (¬1). 15 - بَابُ التَّلْبِيَةِ 2918 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (2865)، ومسلم (1187) (27) من طريقين عن عبيد الله ابن عمر العمري، بهذا الإسناد. والغرز: ركاب الرَّحْلِ من جلد. وأخرجه بنحوه البخاري (1552)، ومسلم (1187) (28)، والنسائي 5/ 163 من طريق صالح بن كيسان، والبخاري (1554) من طريق فليح، كلاهما عن نافع، به. وأخرجه بنحوه البخاري (1514) و (1541)، ومسلم (1186) و (1187) (29)، وأبو داود (1771)، والترمذي (831)، والنسائي 5/ 162 - 163 و 163 من طريق سالم بن عبد الله، عن أبيه. والحديث في "مسند أحمد" (4570) و (4842). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (13349)، وابن حبان (3932) من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وسيأتي مختصرًا عند المصنف من طريقين آخرين برقمي (2968) و (2969)، ويأتي تخريجهما هناك. قوله: "ثَفِنَات" جمع ثَفِنَة بفتح فكسر، وهي من البعير والناقة: الركبة.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تَلَقَّفْتُ التَّلْبِيَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَقُولُ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ" قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَزِيدُ فِيهَا: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ لَبَّيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ (¬1). 2919 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ (¬2). 2920 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ الْأَعْرَجِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1549)، ومسلم (1184)، وأبو داود (1812)، والترمذي (839) و (840)، والنسائي 5/ 160 من طريق نافع، عن ابن عمر. وأخرجه البخاري (5915)، ومسلم (1184)، والنسائي 5/ 159 - 160 من طريق سالم بن عبد الله، والنسائي 5/ 160 من طريق عبيد الله بن عبد الله، ومسلم (1184) من طريق حمزة بن عبد الله، ثلاثتهم عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4997)، و"صحيح ابن حبان" (3799). (¬2) حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان سيىء الحفظ- متابع. وسيأتي الحديث مطولًا برقم (3074). وأخرجه مختصرًا بقصة التلبية هذه أبو داود (1813) من طريق يحيى بن سعيد، عن جعفر، بهذا الإسناد.

16 - باب رفع الصوت بالتلبية

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي تَلْبِيَتِهِ: "لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ، لَبَّيْكَ" (¬1). 2921 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ مُلَبٍّ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا (¬2). 16 - بَابُ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ 2922 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] (¬3) بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ هِشَامٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَ أَصْحَابِي أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ" (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 5/ 161 من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن عبد العزيز بن لله، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8497)، و"صحيح ابن حبان" (3800). (¬2) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فشيخه عمارة بن غزية مدني، لكنه قد توبع. وأخرجه الترمذي (824) من طريق إسماعيل بن عياش، و (843) من طريق عبيدة بن حميد، كلاهما عن عمارة بن غزية، بهذا الإسناد. (¬3) زيادة من المطبوع، وهو في الأصول الخطية بدونها منسوبًا إلى جدِّه. (¬4) إسناده صحيح. =

2923 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالتَّلْبِيَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ شِعَارِ الْحَجِّ" (¬1). 2924 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1814)، والترمذي (844)، والنسائي 5/ 162 من طريق عبد الله بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16557)، و"صحيح ابن حبان" (3802). ورواه المطلب بن عبد الله في الحديث التالي فخالف عبد الملك بن أبي بكر، فجعله من حديث خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني، والمطلب وعبد الملك ثقتان، ورجح البخاري رواية عبد الملك كما في "علل الترمذي" 1/ 377، وقال الترمذي في "سننه" عن حديث زيد بن خالد: لا يصح، ورجح الحافظ ابن حجر كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 255 رواية المطلب. وأما ابن حبان والحاكم فذهبا إلى أن الروايتين جميعًا محفوظتان. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد (21678)، وابن خزيمة (2628)، وابن حبان (3803)، والطبراني (5170)، والحاكم 1/ 450 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/ 178 من طريق أبي أحمد الزبيري، وعبد بن حميد (274)، والبيهقي 5/ 42 من طريق عبد الرزاق، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وانظر ما قبله.

17 - باب الظلال للمحرم

عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْعَجُّ وَالثَّجُّ" (¬1). 17 - بَابُ الظِّلَالِ لِلْمُحْرِمِ 2925 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ (¬2)، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، فإن محمَّد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع كما قال الترمذي. ابن أبي فديك: هو بن إسماعيل بن مسلم. وأخرجه الترمذي (841) من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان، ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع. ثم قال: وروى ضرار بن ورد هذا الحديث عن ابن أبي فديك، عن الضحاك، عن محمَّد بن المنكدر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع، عن أبيه، عن أبي بكر، وأخطأ فيه ضرار، ثم نقل عن الإمام أحمد وعن البخاري تخطئته كذلك. وأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند الصدَّيق" (25) من طريق محمَّد بن إسحاق البلخي، عن ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن محمَّد بن المنكدر، عن ابن عمر، عن أبي بكر، به. ومحمد البلخي ضعيف. وله شاهد بسند حسن من حديث عبد الله بن مسعود عند أبي يوسف القاضي في "الآثار" (459)، وأبي يعلى (5086). قوله: "العج": رفع الصوت بالتلبية، و "الثج": إهراق دماء الأضاحي. (¬2) في (ذ) و (م): محمَّد بن صالح، وهو تحريف، وكان كذلك في (س) ثم رُمِّج "صالح". وكتب على حاشيتها: فليح، وصحح عليها، وهو الصواب.

18 - باب الطيب عند الإحرام

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ مُحْرِمٍ يَضْحَى لِلَّهِ يَوْمَهُ، يُلَبِّي حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، إِلَّا غَابَتْ بِذُنُوبِهِ، فَعَادَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (¬1). 18 - بَابُ الطِّيبِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ 2926 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِإِحْرَامِهِ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ، قَالَ سُفْيَانُ: بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عاصم بن عمر بن حفص، وشيخه عاصم بن عبيد الله -وهو ابن عاصم بن عمر- ضعيفان، وقد اضطربا في إسناده. وأخرجه أحمد (15008) عن حماد الخياط، عن عاصم بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر تتمة تخريجه هناك. قوله: "يضحَى" أي: يبرز للشمس لأجل التقرب إلى الله، ومنه قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 119]. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1539)، ومسلم (1189) (33)، وأبو داود (1745)، والترمذي (934)، والنسائي 5/ 137 و 138 من طريق عبد الرحمن بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (5530)، ومسلم (1189) (32) و (34) و (35) من طريق القاسم، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24111)، و "صحيح ابن حبان" (3766). =

2927 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِي مَفَارِقِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ يُلَبِّي (¬1). 2928 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَأَنِّي أَرَى وَبِيصَ الطِّيبِ فِي مَفْرِقِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ ثَلَاثَةٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (5930)، ومسلم (1189) (31) و (35) و (36)، والنسائي 5/ 137 و 137 - 138 و 138 من طريق عروة، ومسلم (1189) (38) من طريق عمرة، والنسائي 5/ 136 من طريق سالم بن عبد الله، ثلاثتهم عن عائشة. (¬1) إسناده صحيح. أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح. وأخرجه مسلم (1190) (41) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24781)، و "صحيح ابن حبان" (1377). قولها: "وبيص" أي: لمعان، و"المفارق" جمع مفرق بفتح الميم وكسر الراء وفتحها، والمراد بها المواضع التي يفرق منها بعض الشعر عن بعض. (¬2) حديث صحيح دون قولها: "بعد ثلاثة". شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، سيئ الحفظ- وقد انفرد بهذا الحرف، وأبو إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- قد اختلف عليه في إسناده، فقد رواه غير واحد كما هنا، ورواه فريق آخر فجعل بينه وبين الأسود: عبد الرحمن بن الأسود، وهذا ما رجحه الدارقطني، انظر بسط ذلك في "مسند أحمد" عند الرواية (24782). وأخرجه النسائي 5/ 140 - 141 عن علي بن حجر، عن شريك، بهذا الإسناد، وفيه الزيادة. =

19 - باب ما يلبس المحرم من الثياب

19 - بَابُ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنْ الثِّيَابِ 2929 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنْ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَلْبَسُ الْقُمُصَ وَلَا الْعَمَائِمَ وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ وَلَا الْبَرَانِسَ وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَنْ لَا يَجِدَ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا مِنْ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ أَوْ الْوَرْسُ" (¬1). 2930 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا بِوَرْسٍ أَوْ زَعْفَرَانٍ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (271)، ومسلم (1190) (39) - (45)، وأبو داود (1746)، والنسائي 5/ 138 - 140 من طريق الأسود، عن عائشة، دون الزيادة، والحديث في "المسند" (24782)، و"صحيح ابن حبان" (3768). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (134) و (1542)، ومسلم (1177) (1)، وأبو داود (1824) - (1827)، والترمذي (848)، والنسائي 5/ 131 - 135 من طريق نافع، عن عمر. وسيأتي برقم (2932) مختصرًا. وهو في "مسند أحمد" (5308)، و "صحيح ابن حبان" (3784). وأخرجه البخاري (366)، ومسلم (1177) (2)، وأبو داود (1823)، والنسائي 5/ 129 من طريق سالم بن عبد الله، عن أبيه. (¬2) إسناده صحيح. =

20 - باب السراويل والخفين للمحرم إذا لم يجد إزارا أو نعلين

20 - بَابُ السَّرَاوِيلِ وَالْخُفَّيْنِ لِلْمُحْرِمِ إِذَا لَمْ يَجِدْ إِزَارًا أَوْ نَعْلَيْنِ 2931 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ -قَالَ هِشَامٌ: عَلَى الْمِنْبَرِ- فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ". وَقَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ: "فَلْيَلْبَسْ سَرَاويلَ إِلَّا أَنْ يَعقِدَ (¬1) " (¬2). 2932 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ" (¬3). ¬

_ = وأخرجه البخاري (5847)، ومسلم (1177) (3) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (5076)، و"صحيح ابن حبان" (3956). (¬1) هكذا في الأصول كلها: "يعقد" بالعين! وفي المطبوع: "يفقد" بالفاء. قال صاحب "إنجاح الحاجة" أي: يفقد إزارًا يعني: ولكن وقت فقدان الأزار، فهذا كالتفسير لقوله: "من لم يجد إزارًا" فإن مآلهما واحد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1841)، ومسلم (1178)، وأبو داود (1829)، والترمذي (849) و (850)، والنسائي 5/ 132 - 133 و 133 وه 13 و 5/ 208 من طريق عمرو ابن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1917)، و"صحيح ابن حبان" (3781). (¬3) إسناداه صحيحان. وقد تقدم حديث نافع عن ابن عمر برقم (2929). =

21 - باب التوقي في الإحرام

21 - بَابُ التَّوَقِّي فِي الْإِحْرَامِ 2933 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَرْجِ نَزَلْنَا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَائِشَةُ إِلَى جَنْبِهِ، وَأَنَا إِلَى جَنْبِ أَبِي، فكَانَتْ زِمَالَتُنَا وَزِمَالَةُ أَبِي بَكْرٍ وَاحِدَةً مَعَ، غُلَامِ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ: فَطَلَعَ الْغُلَامُ وَلَيْسَ مَعَهُ بَعِيرُهُ، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ بَعِيرُكَ؟ قَالَ: أَضْلَلْتُهُ الْبَارِحَةَ، قَالَ: مَعَكَ بَعِيرٌ وَاحِدٌ تُضِلُّهُ؟ قَالَ: فَطَفِقَ يَضْرِبُهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ مَا يَصْنَعُ" (¬1). ¬

_ = وأما حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر، فأخرجه البخاري (5852)، ومسلم (1177) (3) من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5075)، و"صحيح ابن حبان" (3787). (¬1) إسناده ضعيف، محمَّد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن. وأخرجه أبو داود (1818) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26916). قولها: "بالعرج" بفتح فسكون: قرية جامعة من عمل الفُرع على أيام من المدينة. "زمالة" ضبط بكسر الزاي، أي: أدوات السفر وآلاته مما يتعلق به. قاله السندي في "حاشية المسند". وقال ابن الأثير: مركوبهما وإداوتهما وما كان معهما في السفر.

22 - باب المحرم يغسل رأسه

22 - بَابُ الْمُحْرِمِ يَغْسِلُ رَأْسَهُ 2934 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ بن أنس، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ اخْتَلَفَا بِالْأَبْوَاءِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: يَغْسِلُ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ، وَقَالَ الْمِسْوَرُ: لَا يَغْسِلُ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ. فَأَرْسَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ بَيْنَ الْقَرْنَيْنِ، وَهُوَ يَسْتَتِرُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيْنٍ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، أَسْأَلُكَ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ قَالَ: فَوَضَعَ أَبُو أَيُّوبَ يَدَهُ عَلَى الثَّوْبِ فَطَأْطَأَهُ حَتَّى بَدَا لِي رَأْسُهُ، ثُمَّ قَالَ لِإِنْسَانٍ يَصُبُّ عَلَيْهِ: اصْبُبْ، فَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ حَرَّكَ رَأْسَهُ بِيَدِيهِ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْعَلُ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1840)، ومسلم (1205)، وأبو داود (1840)، والنسائي 5/ 128 - 129 من طريق زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23529)، و"صحيح ابن حبان" (3948). قوله: "بالأبواء" جبل بين الحرمين. "بين القرنين" هما قرنا البئر المبنيان على جانبها أو هما خشبتان في جانبي البئر لأجل البكرة. قاله السندي.

23 - باب المحرمة تسدل الثوب على وجهها

23 - بَابُ الْمُحْرِمَةِ تَسْدُلُ الثَّوْبَ عَلَى وَجْهِهَا 2935 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ، فَإِذَا لَقِيَنَا الرَّاكِبُ أَسْدَلْنَا ثِيَابَنَا مِنْ فَوْقِ رُؤوسِنَا، فَإِذَا جَاوَزَنَا رَفَعْنَاهَا (¬1). 2935م - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوهِ (¬2). 24 - بَابُ الشَّرْطِ فِي الْحَجِّ 2936 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وأخرجه أبو داود (1833) من طريق هثم، عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24021). قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 11/ 28، وأجمعوا على أن إحرام المرأة في وجهها، ومستند الإجماع حديث ابن عمر أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ولا تنتقب المرأة الحرام ولا تلبس القفازين" أخرجه البخاري (134) و (1838)، ومسلم (1177)، والترمذي (848) وقال: حديث حسن صحيح والعمل عليه عند أهل العلم وصححه ابن حبان (3784). وفي "المغني" 5/ 154: يحرم على المرأة تغطية وجهها في إحرامها كما يحرم على الرجل تغطية رأسه. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه.

عَنْ جَدَّتِهِ - قَالَ: لَا أَدْرِي أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ سُعْدَى بِنْتِ عَوْفٍ -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: "مَا يَمْنَعُكِ يَا عَمَّتَاهُ مِنْ الْحَجِّ؟ " فَقَالَتْ: أَنَا امْرَأَةٌ سَقِيمَةٌ، وَأَنَا أَخَافُ الْحَبْسَ، قَالَ: "فَأَحْرِمِي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلَّكِ حَيْثُ حُبِسْتِ" (¬1). 2937 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ضُبَاعَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا شَاكِيَةٌ، فَقَالَ: "أَمَا تُرِيدِينَ الْحَجَّ الْعَامَ؟ " قُلْتُ: إِنِّي لَعَلِيلَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "حُجِّي وَقُولِي: مَحِلِّي حَيْثُ تَحْبِسُنِي" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أبي بكر بن عبد الله بن الزبير. وأخرجه أحمد (26953)، والطبراني 24/ (233) و (773) من طريق عثمان ابن حكيم، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عائشة التالي. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع في هذه الرواية، فعروة لم يسمعه من ضباعة -وهي بنت الزبير-، بل أخذه عن الصديقة عائشة كما عند الشيخين وغيره. فقد أخرجه البخاري (5089)، ومسلم (1207)، والنسائي 5/ 168 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكره. وأخرجه كذلك مسلم (1208)، والنسائي 5/ 168 من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (25308)، و"صحيح ابن حبان" (3774). وانظر ما بعده.

25 - باب دخول الحرم

2938 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُوسًا وَعِكْرِمَةَ يُحَدِّثَانِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ ثَقِيلَةٌ، وَإِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَكَيْفَ أُهِلُّ؟ قَالَ: "أَهِلِّي وَاشْتَرِطِي أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي" (¬1). 25 - بَابُ دُخُولِ الْحَرَمِ 2939 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ صَبِيحٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ الْأَنْبِيَاءُ تَدْخُلُ الْحَرَمَ مُشَاةً حُفَاةً، وَيَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ، وَيَقْضُونَ الْمَنَاسِكَ حُفَاةً مُشَاةً (¬2). 26 - بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ 2940 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1208) (106)، والنسائي 5/ 168 من طريق ابن جريج؛ بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1776)، والترمذي (961)، والنسائي 5/ 167 - 168 من طريق هلال بن خباب، عن عكرمة وحده، به. وأخرجه مسلم (1208) (107)، والنسائي 5/ 167 من طريق عمرو بن هرم، عن سعيد بن جبير وعكرمة، ومسلم (1208) (108) من طريق عطاء، ثلاثتهم عن ابن عباس. والحديث في "مسند أحمد" (3117)، و"صحيح ابن حبان" (3775). وانظر ما قبله. (¬2) إسناده ضعيف من أجل مبارك بن حسان.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنْ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا، وَإِذَا خَرَجَ خَرَجَ مِنْ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى (¬1). 2941 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ نَهَارًا (¬2). 2942 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ وَذَلِكَ فِي حَجَّتِهِ، قَالَ: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مَنْزِلًا؟ " ثُمَّ قَالَ: "نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ -يَعْنِي الْمُحَصَّبَ- حَيْثُ قَاسَمَتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْكُفْرِ". ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه البخاري (1575) و (1576)، ومسلم (1257)، وأبو داود (1866) و (1867)، والنسائي 5/ 200 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4625)، و"صحيح ابن حبان" (3908). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري، واسمه عبد الله بن عمر بن حفص. وأخرجه الترمذي (870) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5230). وأخرجه أحمد (4628) عن إسماعيل ابن عُلَيه، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ضمن حديث، وفيه: ثم يدخل مكة ضحى فيأتي البيت فيستلم الحجر. وسنده صحيح، وهو عند البخاري (1574)، ومسلم (1259) بنحوه.

27 - باب استلام الحجر

وَذَلِكَ أَنَّ بَنِي كِنَانَةَ حَالَفَتْ قُرَيْشًا عَلَى بَنِي هَاشِمٍ أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ وَلَا يُبَايِعُوهُمْ (¬1). قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْخَيْفُ: الْوَادِي. 27 - بَابُ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ 2943 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْأُصَيْلِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَأُقَبِّلُكَ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3058)، ومسلم (1351)، وأبو داود (2010) و (2910) من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وسلف بعض الحديث برقم (2730). قوله: "قاسمت قريش" قال السندي: أي: توافقوا على القسم على ثبوتهم على مقتضيات الكفر "أن لا يناكحوهم" أي: حتى يُسلموا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إليهم ليفعلوا ما شاؤوا. وفي "الفتح" 8/ 15: وقيل: إنما اختار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النزول في ذلك الموضع ليتذكر ما كانوا فيه، فيشكر الله تعالى على ما أنعم به عليه من الفتح العظيم، وتَمكُنهم من دخول مكة ظاهرًا على رغم أنف من سعى في إخراجه منها، ومبالغة في الصفح عن الذين أساؤوا، ومقابلتهم بالمَنً والأحسان، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1270) (250)، والنسائي في "الكبرى" (3904) من طريق عاصم الأحول، بهذا الإسناد. =

2944 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ الرَّازِيُّ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ (¬1). 2945 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْحَجَرَ، ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلًا، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَبْكِي، فَقَالَ: "يَا عُمَرُ، هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (1597) و (1605) و (1610)، ومسلم (1270)، وأبو داود (1873)، والترمذي (876)، والنسائي 5/ 226 - 227 و 227 من طرق عن عمر. وهو في "مسند أحمد" (229)، و"صحيح ابن حبان" (3821). (¬1) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع. ابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان. وأخرجه الترمذي (982) من طريق ابن خثيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2215)، و"صحيح ابن حبان" (3711). قوله: "بحق" أي: ملتبسًا بحق، وهو دين الإسلام، واستلامه بحق هو طاعة الله واتباع سنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لا تعظيم الحجر نفسه، والشهادة عليه هي الشهادة على أدائه حق الله المتعلق به. قاله السندي. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن عون -وهو الخراساني- متروك، قال أبو حاتم: روى عن نافع حديثًا ليس له أصل، قال المزي بعد أن روى الحديث المذكور أعلاه: وكأنه الحديث الذي أشار إليه أبو حاتم. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. =

28 - باب من استلم الركن بمحجنه

2946 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَلِمُ مِنْ أَرْكَانِ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ، وَالَّذِي يَلِيهِ مِنْ نَحْوِ دُورِ الْجُمَحِيِّينَ (¬1). 28 - بَابُ مَنْ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ 2947 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي ثَوْرٍ ¬

_ = وأخرجه عبد بن حميد (760)، والفاكلهي في "أخبار مكة" 1/ 115، وابن خزيمة (2712)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 112، وابن حبان في "المجروحين"، وابن عدي في "الكامل" ثلاثتهم في ترجمة محمَّد بن عوف الخراساني، والحاكم 1/ 454، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4056) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه!! قو له: "العبرات" أي: الدموع. (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (1609)، ومسلم (1267)، وأبو داود (1874)، والنسائي 5/ 232 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6017)، و"صحيح ابن حبان" (3827). وأخرجه مسلم (1267) (244)، والنسائي 5/ 231 من طريق نافع، عن عمر. ْوأخرجه ضمن حديث طويل: البخاري (166)، ومسلم (1187)، وأبو داود (1772)، والنسائي 5/ 232 من طريق عبيد بن جريج، عن ابن عمر. قوله: "والذي يليه" أي: الركن اليماني، وجاء صريحًا في بعض مصادر التخريج.

عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، قَالَتْ: لَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَامَ الْفَتْحِ، طَافَ عَلَى بَعِيرٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ بِيَدِهِ، ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَوَجَدَ فِيهَا حَمَامَةَ عَيْدَانٍ، فَاكَتسَرَهَا (¬1)، ثُمَّ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَرَمَى بِهَا، وَأَنَا أَنْظُرُ (¬2). 2948 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَافَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى بَعِيرٍ، يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: فكسرها. (¬2) إسناده حسن. محمَّد بن إسحاق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند أبي داود وغيره، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أبو داود (1878) من طريق يونس بن بكير، بهذا الإسناد. قوله: "بمحجن" بكسر الميم وسكون الحاء المهملة: هو عصا معوجة الرأس. "حمامة عَيدان" بالإضافة وفتح عين "عيدان"، والمراد بالحمامة صورة كصورة الحمامة، وكانت من عيدان، وهي الطويل من النخل، الواحدة: عَيدانة. قاله السندي. (¬3) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (1607)، ومسلم (1272)، وأبو داود (1877)، والنسائي 5/ 233 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3829). والنسائي (3911) من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عباس. وأخرجه أحمد (1841)، والبخاري (1612) و (1613) و (5293)، والترمذي (881)، والنسائي 5/ 233 من طريق عكرمة عن ابن عباس، قال: طاف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالبيت على بعير، كلما أتى على الركن أشار إليه. وهو عند أبي داود (1881) من =

29 - باب الرمل حول البيت

2949 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ، وَيُقَبِّلُ الْمِحْجَنَ (¬1). 29 - بَابُ الرَّمَلِ حَوْلَ الْبَيْتِ 2950 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ الْأَوَّلَ رَمَلَ ثَلَاثَةً، وَمَشَى أَرْبَعَةً، مِنْ الْحِجْرِ إِلَى الْحِجْرِ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ (¬2). ¬

_ = طريق ضعيف عن عكرمة بلفظ: قدم مكة وهو يشتكي فطاف على راحلته كلما أتى على الركن استلم الركن بمحجن، فلما فرغ من طوافه أناخ فصلى ركعتين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3911) من طريق مجاهد عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستلم الركن بمحجنه، ويُقبِّل المحجن. وانظر ما بعده. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل معروف بن خرَّبوذ. وأخرجه مسلم (1275)، وأبو داود (1879) من طريق معروف بن خربوذ، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. =

2951 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، عَنْ مَالِكِ ابْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَمَلَ مِنْ الْحِجْرِ إِلَى الْحِجْرِ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا (¬1). 2952 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه البخاري (1617)، ومسلم (1261) (230) و (1262)، وأبو داود (1891)، والنسائي 5/ 229 من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (1604) من طريق فليح بن سليمان، والبخاري (1616)، ومسلم (1261) (231)، وأبو داود (1893)، والنسائي 5/ 229 من طريق موسى بن عقبة، والنسائي 5/ 230 من طريق كثير بن فرقد، ثلاثتهم عن نافع، به. وأخرجه البخاري (1603)، ومسلم (1261) (232)، والنسائي 5/ 229 - 230 من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: رأيت رسول الله حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أولَ ما يطوف: يَخُب ثلاثة أطواف من السبع. وهو في "مسند أحمد" (4844). وانظر ما بعده. قوله: "رَمَل" بفتحتين: الهرولة، والمصدر: رَمَلٌ ورَمَلان. (¬1) إسناده صحيح. أبو الحسين العكلي: زيد بن الحباب. وأخرجه مسلم (1263)، والترمذي (873)، والنسائي 5/ 230 من طريق مالك، بهذا الإسناد. وقرن مسلمٌ بمالك ابنَ جريج في إحدى روايتيه. وهو في "مسند أحمد" (14661)، و"صحيح ابن حبان" (3810). وانظر حديث جابر الطويل الآتي برقم (3074).

سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: فِيمَ الرَّمَلَانُ الْآنَ وَقَدْ أَطَّأَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ، وَنَفَى الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ؟! وَايْمُ اللَّهِ، مَا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 2953 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَصْحَابِهِ حِينَ أَرَادُوا دُخُولَ مَكَّةَ فِي عُمْرَتِهِ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ: إِنَّ قَوْمَكُمْ غَدًا سَيَرَوْنَكُمْ، فَلَيَرَوُنَّكُمْ جُلْدًا". فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَسْجِدَ اسْتَلَمُوا الرُّكْنَ وَرَمَلُوا، وَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ مَشَوْا إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، ثُمَّ رَمَلُوا ¬

_ (¬1) أثر صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل هشام بن سعد، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1887) من طريق عبد الملك بن عمرو عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (317). وأخرجه البخاري (1605) من طريق محمَّد بن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب قال للركن: أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استلمك ما استلمتك فاستلمه، ثم قال: ما لنا وللرمل إنما كنا راءَينا به المشركين، وقد أهلكهم الله، ثم قال: شيء صنعه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلا نحب أن نتركه. ومعنى راءَينا: أي: أرينا المشركين بذلك أنا أقوياء. والرمل والاضطباع مستحب عند الجمهور سوى مالك. قاله ابن المنذر. وقوله: "أطأ الله الإسلام" أي: مكَّنَ له.

30 - باب الاضطباع وهو إعراء منكبه الأيمن وجمع الإزار على الأيسر

حَتَّى بَلَغُوا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، ثُمَّ مَشَوْا إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَشَى الْأَرْبَعَ (¬1). 30 - بَابُ الِاضْطِبَاعِ وهو إعراء منكبه الأيمن وجمع الإزار على الأيسر (¬2) 2954 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ وَقَبِيصَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ ابْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل ابن خثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1889) و (1890) مختصرًا من طريقين عن عبد الله بن خثيم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (1264) (237) و (238)، وأبو داود (1885) من طريق أبي الطفيل، به. وهو في "مسند أحمد" (2868)، و"صحيح ابن حبان" (3814). وأخرجه البخاري (1602) و (4256)، ومسلم (1266) (240)، وأبو داود (1886) من طريق سعيد بن جبير، والبخاري (1649) و (4257)، ومسلم (1266) (241)، والنسائي 5/ 242 من طريق عطاء، والترمذي (879) من طريق طاووس، ثلاثتهم عن ابن عباس بنحوه، وعند بعضهم مختصر. قوله: "الجُلد" بالضم جمع جَلد بالفتح، والاسم منه الجَلَد بفتحتين، ومعناه: القوة والصبر والتحمل. قال النووي في "شرح مسلم" حديث ابن عباس منسوخ بالحديث الأول (يعني حديث ابن عمر السالف برقم 2950)، لأن حديث ابن عباس كان في عمرة القضاء سنة سبع قبل فتح مكة، وكان في المسلمين ضعف في أبدانهم، وإنما رَمَلوا إظهارًا للقوة واحتاجوا إلى ذلك في غير ما بين الركنين اليمانيين، لأن المشركين كانوا جلوسا في الحجر وكانوا لا يرونهم بين هذين الركنين، ويرونهم فيما سوى ذلك، فلما حج النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع سنة عشر، رَمَلَ من الحَجَر إلى الحَجَر، فرجب الأخذ بهذا المتأخر. (¬2) من قوله: "وهو إعراء" إلى هنا من (ذ) و (س).

31 - باب الطواف بالحجر

عَنْ أَبِيهِ يَعْلَى: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَافَ مُضْطَبِعًا. قَالَ قَبِيصَةُ: وَعَلَيْهِ بُرْدٌ (¬1). 31 - بَابُ الطَّوَافِ بِالْحِجْرِ 2955 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْحِجْرِ، فَقَالَ: "هُوَ مِنْ الْبَيْتِ" قُلْتُ: مَا مَنَعَهُمْ أَنْ يُدْخِلُوهُ فِيهِ؟ فَقَالَ: "عَجَزَتْ بِهِمْ النَّفَقَةُ" قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا، لَا يُصْعَدُ إِلَيْهِ إِلَّا بِسُلَّمٍ؟ قَالَ: "ذَلِكَ فِعْلُ قَوْمِكِ، لِيُدْخِلُوهُ مَنْ شَاؤوا، وَيَمْنَعُوهُ مَنْ شَاؤوا، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، مَخَافَةَ أَنْ تَنْفِرَ قُلُوبُهُمْ، لَنَظَرْتُ هَلْ أُغَيِّرُهُ فَأُدْخِلَ فِيهِ مَا انْتَقَصَ مِنْهُ، وَجَعَلْتُ بَابَهُ بِالْأَرْضِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن يعلى: ذكره المزي فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه، وقال: إن لم يكن صفوانَ بن يعلى فلا أدري من هو، قلنا: وصفوان ثقة من رجال الشيخين. عبد الحميد: هو ابن جبير. وأخرجه الترمذي (875) من طريق قبيصة بن عقبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17952). وأخرجه أبو داود (1883) عن محمَّد بن كثير، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن يعلى، به، لم يذكر في سنده عبد الحميد بن جبير. (¬2) إسناده صحيح. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وأخرجه البخاري (1584) و (7243)، ومسلم (1333) (405) و (406) من طريق الأشعث، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا ومختصرًا: البخاري (126)، والترمذي (890)، والنسائي 5/ 215 من طريق أبي إسحاق السبيعي عن الأسود، به. =

32 - باب فضل الطواف

32 - بَابُ فَضْلِ الطَّوَافِ 2956 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مطولًا ومختصرًا: البخاري (1583) و (1585) و (1586) و (3368) و (4484)، ومسلم (1333)، وأبو داود (2028)، والترمذي (891)، والنسائي 5/ 214 - 216 و 218 و 219 من طرق عن عائشة. وقوله: عجزت بهم النفقة، يعني النفقة الطيبة التي أخرجوها لذلك كما جزم به الأزرقي وغيره، يوضحه ما ذكره ابن إسحاق في "السيرة" عن عبد الله بن أبي نجيح أنه أخبر عن عبد الله بن صفوان بن أمية: أن أبا وهب بن عابد بن عمران بن مخزوم -وهو جد جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي- قال لقريش: لا تُدخِلوا فيه من كسبكم إلا الطيب، ولا تُدخِلوا فيه مهرَ بغي، ولا بيعَ ربا ولا مَظلِمةَ أحدٍ من الناس. قاله الحافظ في "الفتح" 3/ 444. قال الحافظ في "الفتح" 1/ 249 وفي الحديث معنى ما ترجم له البخاري (126) - تحت باب: من ترك بعض الاختيار مخافةَ أن يَقصُر فَهمُ بعض الناس عنه، فيقعوا في أشدَّ منه -لأن قريشًا كانت تعظم أمر الكعبة جدًا، فخشي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يظنوا لأجل قرب عهدهم بالإسلام أنه غير بناءها لينفرد بالفخر عليهم في ذلك. ويستفاد منه ترك المصلحة لاْمن الوقوع في المفسدة. ومنه ترك إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه. وأن الإمام يسوس رعيته بما فيه إصلاحهم ولو كان مفضولًا ما لم يكن محرمًا. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يسمع من ابن عمر، لكن قد جاء الحديث من طريق آخر موصول. =

2957 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ ابْنُ أَبِي سَوِيَّةَ، قال: سَمِعْتُ ابْنَ هِشَامٍ يَسْأَلُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ الرُّكْنِ الْيَمَانِي، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ عَطَاءٌ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "وُكِلَ بِهِ سَبْعُونَ مَلَكًا، فَمَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قَالُوا: آمِينَ". فَلَمَّا بَلَغَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا بَلَغَكَ فِي هَذَا الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ؟ فَقَالَ عَطَاءٌ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ فَاوَضَهُ فَإِنَّمَا يُفَاوِضُ يَدَ الرَّحْمَنِ". قَالَ لَهُ ابْنُ هِشَامٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَالطَّوَافُ؟ قَالَ عَطَاءٌ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة ص 78 (نشر العمروي) عن أبي معاوية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عمر موقوفًا. وأخرجه الترمذي (980) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي 5/ 221 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عُبيد بن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر. ورواية النسائي: عن عبد الله بن عُبيد أن رجلًا قال: يا أبا عبد الرحمن (يعني لابن عمر) فذكره. قلنا: الرجل السائل المبهم في رواية النسائي هو أبوه: عبيد بن عمير المذكور في رواية الترمذي، وجاء ذلك صريحًا في رواية هثيم عند أحمد (4462). ورواية النسائي سندها جيد، لأن حماد بن زيد ممن روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه، لا سيما وقد تابعه أيضًا الثوري عند أحمد (5621) وهو ممن روى عن عطاء قبل اختلاطه أيضًا.

33 - باب الركعتين بعد الطواف

وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا عَشَرَةُ دَرَجَاتٍ، وَمَنْ طَافَ فَتَكَلَّمَ وَهُوَ فِي تِلْكَ الْحَالِ، خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ بِرِجْلَيْهِ كَخَائِضِ الْمَاءِ بِرِجْلَيْهِ" (¬1). 33 - بَابُ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الطَّوَافِ 2958 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا فَرَغَ مِنْ سَبْعِهِ جَاءَ حَتَّى يُحَاذِيَ بِالرُّكْنِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي حَاشِيَةِ الْمَطَافِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطُّوَّافِ أَحَدٌ (¬2). قَالَ أبو عبد الله ابْنُ مَاجَه: هَذَا بِمَكَّةَ، خَاصَّةً. ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، حميد بن أبي سوية- وصوابه ابن أبي سويد- له مناكير كما قال البيهقي في "الشعب" (1749) والذهبي في "الكاشف"، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظات. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" 1/ 88 - 89 و 281، والطبراني في "الأوسط" (8400)، وابن عدي في ترجمة حميد من "الكامل" من طريق إسماعيل بن عياش، عن حميد بن أبي سويد -على الصواب-، بهذا الإسناد. (¬2) حديث ضعيف مضطرب كما بيناه في "مسند أحمد" عند الحديث (27241). وهذا سند فيه انقطاع كثير بن كثير لم يسمع من أبيه، وأبوه لم يوثقه غير ابن حبان. وأخرجه النسائي 1/ 67 و5/ 235 من طريق ابن جريج، عن كثير بن كثير، عن أبيه، عن جده المطلب. وأخرجه أبو داود (2516) من طريق سفيان بن عيينة، عن كثير بن كثير، عن بعض أهله، عن جده. وهو في "المسند" (27244).

34 - باب المريض يطوف راكبا

2959 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدِمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ - قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي عِنْدَ الْمَقَامِ - ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا (¬1). 2960 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قال: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ طَوَافِ الْبَيْتِ، أَتَى مَقَامَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مَقَامُ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] قَالَ الْوَلِيدُ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: هَكَذَا قَرَأَهَا {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}. قَالَ: نَعَمْ (¬2). 34 - بَابُ الْمَرِيضِ يَطُوفُ رَاكِبًا 2961 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، محمَّد بن ثابت العبدي- وإن كان لينًا- قد توبع. وأخرجه البخاري (395) و (1627) و (1647)، ومسلم (1234)، والنسائي 5/ 225 و235 و 237 من طرق عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4641)، و"صحيح ابن حبان" (3810). (¬2) صحيح بغير هذا السياق كما سلف بيانه عند الحديث (1008).

35 - باب الملتزم

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا مَرِضَتْ، فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَطُوفَ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ وَهِيَ رَاكِبَةٌ، قَالَتْ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي إِلَى الْبَيْتِ وَهُوَ يَقْرَأُ: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2)} [الطور: 1 - 2] (¬1). قَالَ ابْنُ مَاجَه: هَذَا حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ. 35 - بَابُ الْمُلْتَزِمِ 2962 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُثَنَّى ابْنَ الصَّبَّاحِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، قَالَ (¬2): طُفْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ السَّبْعِ رَكَعْنَا فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ، فَقُلْتُ: أَلَا تتَعَوَّذُ؟ فقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ. قَالَ: ثُمَّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (464) و (1619) و (1626)، ومسلم (1276)، وأبو داود (1882)، والنسائي 5/ 223 و 223 - 224 من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26485)، و"صحيح ابن حبان" (3830). وأخرجه بنحوه البخاري عقب (1626)، والنسائي 5/ 223 من طريق هشام ابن عروة، عن أبيه، عن أم سلمة. وسمَّى الطواف في رواية النسائي طواف الخروج. تنبيه: هكذا جاء الإسناد في "صحيح البخاري" المطبوع، وأشار المزي في "التحفة" (18262) إلى أنه هكذا في بعض النسخ، والذي بوب عليه المزي: عروة عن زينب، عن أم سلمة. وقال الحافظ في "الفتح" 3/ 486: قوله: عن عروة عن أم سلمة، كذا للأكثر، ووقع للأصيلي: عن عروة عن زينب عن أم سلمة. (¬2) الضمير في "قال" راجعٌ إلى شعيب والد عمرو، وجده هو عبد الله بن عمرو، وقوله: "عن جده" المراد حكايته عن قصته مع جدِّه.

36 - باب الحائض تقضي المناسك إلا الطواف

مَضَى فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ قَامَ بَيْنَ الْحَجَرِ وَالْبَابِ، وأَلْصَقَ صَدْرَهُ وَيَدَيْهِ وَخَدَّهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَفْعَلُ (¬1). 36 - بَابُ الْحَائِضِ تَقْضِي الْمَنَاسِكَ إِلَّا الطَّوَافَ 2963 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا نَرَى إِلَّا الْحَجَّ، فَلَمَّا كُنَّا بِسَرِفَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ سَرِفَ حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: "مَا لَكِ؟ أَنَفِسْتِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ". قَالَتْ: وَضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ نِسَائِهِ بِالْبَقَرِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، المثنى بن الصباح ضعيف. وأخرجه أبو داود (1899) من طريق عيسى بن يونس، عن المثنى بن الصباح، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 5/ 92 - 93 من طريق ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، به. وقال البيهقي: لا أدري سمعه ابن جريج من عمرو أم لا؟ والحديث مشهور بالمثنى بن الصباح. قلنا: وابن جريج مدلس، ولم يصرح بالسماع. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (294)، ومسلم (1211) (119) - (121) وأبو داود (1782)، والنسائي 1/ 153 - 154 و180 و5/ 156 من طريق عبد الرحمن بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (1560)، ومسلم (1211) (123) من طريق أفلح بن حميد عن القاسم، به. =

37 - باب الإفراد بالحج

37 - بَابُ الْإِفْرَادِ بِالْحَجِّ 2964 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَأَبُو مُصْعَبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْرَدَ الْحَجَّ (¬1). 2965 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ - وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْرَدَ الْحَجَّ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24109)، و "صحيح ابن حبان" (3834). وأخرجه مختصرًا الترمذي (965) من طريق الأسود عن عائشة. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1211) (122)، وأبو داود (1777)، والترمذي (833)، والنسائي 5/ 145 من طريق مالك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24077)، و "صحيح ابن حبان" (3934). قوله: "أفرد الحج" قال الحافظ في "الفتح" 3/ 429: كل من روى عنه الإفرادَ حُمِل على ما أَهل به في أول الحال، وكل من روى عنه التمتعَ أراد ما أَمر به أصحابَه، وكل من روى عنه القِرانَ أراد ما استقر عليه أمره. ثم رجح رحمه الله أنه كان قارنًا، وذكر أدلته. (¬2) إسناده صحيح. وهو في "موطأ مالك" 1/ 335، ومن طريقه أخرجه أحمد (26063)، وابنه عبد الله (26064)، وأبو يعلى (4362)، وابن حبان (3936). وأخرجه الشافعي 1/ 376، وإسحاق بن راهويه (678) و (906)، وأحمد (24763)، والطبراني في "الأوسط" (8486)، والدارقطني (2508) من طرق عن عر وة، به. =

2966 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْرَدَ الْحَجَّ (¬1). 2967 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ أَفْرَدُوا الْحَجَّ (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (24727) عن أبي سلمة الخزاعي، عن مالك، به بلفظ: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل مهلًا بالحج. وانظر ما قبه. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه مطولًا مسلم (1218) (147)، وأبو داود (1905)، والنسائي 5/ 155 - 156 من طريق جعفر بن محمَّد، عن أبيه عن جابر، وفيه: قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة. وأخرجه البخاري (1568)، ومسلم (1216) (141) من طريق عطاء بن أبي رباح عن جابر: أنه حج مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم ساق البدن معه، وقد أهلوا بالحج مفردًا، ثم ساقه مطولًا. وأخرجه مسلم (1213) (136)، وأبو داود (1785)، والنسائي 5/ 164 - 165 من طريق أبي الزبير، عن جابر قال: أقبلنا مهلين مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مفرد، ثم ساقه مطولًا. وانظر ما قبه، وحديث جابر الطويل الآتي برقم (3074). (¬2) صحيح من غير هذا الوجه، وهذا إسناد ضعيف جدًا، القاسم بن عبد الله العمري متروك. وقد صح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حج مفردًا فيما سلف في الباب من حديث عائشة وجابر. =

38 - باب من قرن الحج والعمرة

38 - بَابُ مَنْ قَرَنَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ 2968 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مَكَّةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحِجَّةً" (¬1). 2969 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحِجَّةٍ" (¬2). ¬

_ = وأخرج ابن أبي شيبة ص316 (نشرة العمروي) عن وكيع عن مسعر وسفيان الثوري، عن أبي حصين، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه: أن أبا بكر وعمر جردا (يعني الحج) زاد سفيان: وعثمان. وسنده صحيح. وأخرج أيضًا ص316 من طريق ابن سيرين مثله. وأخرجه أيضًا ص317 عن أبي معاوية، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر حج خلافته كلها يفرد الحج. وسنده صحيح. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1251)، وأبو داود (1795)، والنسائي 5/ 150 من طريق يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس. وأخرجه مطولًا ومختصرًا: البخاري (1551) و (1715)، ومسلم (1232) (186) و (1251)، وأبو داود (1795) و (1796)، والنسائي 5/ 127 و150 و 162 و225 من طرق عن أنس. وسلف عند المصنف برقم (2917) من طريق ثابت البناني عن أنس. وسيأتي في الحديث التالي من طريق حميد الطويل عن أنس. (¬2) إسناده صحيح، وقد صرح حميد -وهو الطويل- بسماعه من أنس عند مسلم وغيره، وكذلك قد رواه عن بكر بن عبد الله عن أنس كما سيأتي، فيكون هذا من المزيد في متصل الأسانيد. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي. =

2970 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الصُّبَيَّ بْنَ مَعْبَدٍ يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَأَسْلَمْتُ، فَأَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَسَمِعَنِي سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ وَزَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَأَنَا أُهِلُّ بِهِمَا جَمِيعًا بِالْقَادِسِيَّةِ، فَقَالَا: لَهَذَا أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِهِ! فَكَأَنَّمَا أحمل عَلَيَّ جَبَلًا (¬1) بِكَلِمَتِهِمَا، فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا فَلَامَهُمَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، هُدِيتَ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). قَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ شَقِيقٌ: فَكَثِيرًا مَا ذَهَبْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ نَسْأَلُهُ عَنْهُ. 2970م - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَخَالِي يَعْلَى، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ ¬

_ = وأخرجه مسلم (1251)، وأبو داود (1795)، والنسائي 5/ 150 من طريق الطويل، عن أنس. وأخرجه البخاري (4353)، ومسلم (1232) (185)، والنسائي 5/ 150 من حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، عن أنس. (¬1) في (ذ): وكانما أحمل على جبل. وفي المطبوع: فكأنما حَمَلا عليَّ جبلّا. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1798) و (1799)، والنسائي 5/ 146 - 147 و 147 من منصور بن المعتمر، والنسائي 5/ 147 - 148 من طريق مجاهد، كلاهما عن شقيق بن سلمة، عن الصبي. وهو في "مسند أحمد" (83)، و"صحيح ابن حبان" (3910) و (3911).

39 - باب طواف القارن

عَنْ الصُّبَيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِنَصْرَانِيَّةٍ فَأَسْلَمْتُ، فَلَمْ آلُ أَنْ أَجْتَهِدَ، فَأَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). 2971 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: أَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَنَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ (¬2). 39 - بَابُ طَوَافِ الْقَارِنِ 2972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الحَارِثٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُوسٍ وَمُجَاهِدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَطُفْ هُوَ وَأَصْحَابُهُ لِعُمْرَتِهِمْ وَحَجَّتِهِمْ حِينَ قَدِمُوا إِلَّا طَوَافًا وَاحِدًا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وانظر ما قبله. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن. وأخرجه أحمد (16346/ 1)، وأبو يعلى (1416) و (1419)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 154، والطبراني (4693) و (4694) من طريق الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطبراني (4706) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس عن أبي طلحة بنحوه. وسعيد بن بشير ضعيف. ويشهد له أحاديث الباب السالفة، وحديث عمر الآتي برقم (2976). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سيم-، وقد توبع. =

2973 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَافَ لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ طَوَافًا وَاحِدًا (¬1). 2974 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ قَدِمَ قَارِنًا، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو يعلى (2498) و (5663)، والدارقطني (2598) من طريق يحيى ابن يعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/ 226 من طريق هانئ بن أيوب، عن طاووس، عن جابر. وأخرجه بنحوه أبو داود (1788)، والنسائي في "الكبرى" (4157) -وهو في "المسند" (14900) - من طريق قيس بن سعد، عن عطاء، عن جابر ضمن حديث، وفيه: فلما كان يوم التروية أهلوا بالحج، فلما كان النحر قدموا فطافوا بالبيت، ولم يطوفوا بين الصفا والمروة. وهذه الرواية توضح المقصود من الطواف الواحد، يعني أنهم سعوا سعيًا واحدًا بين الصفا والمروة، وهو الذي فعلوه حين قدومهم، ولم يسعوا سعيا آخر بعد الإفاضة. وحديث ابن عمر سيأتي مفردًا (2974). وانظر ما بعده وحديث جابر الطويل الآتي برقم (3074). (¬1) حديث صحيح، أشعث -وهو ابن سوّار، وإن كان ضعيفًا- قد توبع، وأبو الزبير قد صرح بسماعه من جابر عند مسلم وغيره. وأخرجه مسلم (1215)، وأبو داود (1895)، والنسائي 5/ 244 من طريق ابن جريج، والترمذي (968) من طريق الحجاج بن أرطاة، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14116)، و"صحيح ابن حبان" (3819). وانظر حديث جابر الطويل الآتي برقم (3074). (¬2) حديث صحيح، مسلم بن خالد الزنجي-وإن كان ضعيفًا- قد توبع. =

40 - باب التمتع بالعمرة إلى الحج

2975 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، كَفَى لَهُمَا طَوَافٌ وَاحِدٌ، وَلَمْ يَحِلَّ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ، وَيَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا" (¬1). 40 - بَابُ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ 2976 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ -يَعْنِي دُحَيْمًا-، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ابْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قال: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قال: ¬

_ = وأخرجه البخاري (1640) و (1693) و (1708) و (1813)، ومسلم (1230)، والنسائي 225/ 5 - 226 و 226 من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (5165)، و "صحيح ابن حبان" (3913). (¬1) ضعيف مرفوعًا، صحيح موقوفًا، فقد تفرد برفعه عبد العزيز بن محمَّد -وهو الدراوردي- وحديثه عن عبيد الله -وهو ابن عمر العمري- منكر كما قال النسائي. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقد رواه غير واحد عن عبيد الله ابن عمر ولم يرفعوه، وهو أصح، ومثله قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 13/ 256. وأخرجه الترمذي (969) من طريق الدراوردي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5350)، و"صحيح ابن حبان" (3915). وأخرجه مسلم (1230) (181) من طريق عبد الله بن نمير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 197 من طريق هشيم، عن عبيد الله بن عمر، به موقوفًا.

حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ، وَهُوَ بِالْعَقِيقِ: "أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ" (¬1). وَاللَّفْظُ لِدُحَيْمٍ. 2977 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُوسٍ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطِيبًا فِي هَذَا الْوَادِي، فَقَالَ: "أَلَا إِنَّ الْعُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬2). 2978 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَخِيهِ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1534) و (2337)، وأبو داود (1800) من طريق يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (161)، و"صحيح ابن حبان" (3790). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، فطاووس -وهو ابن كيسان- لم يسمعه من سراقة كلما جاء في رواية عند أحمد في "مسنده" (17590). وأخرجه أحمد (17582) و (17589) و (17590)، والنسائي 5/ 178 - 179 من طريق عبد الملك بن ميسرة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (6562)، والدارقطني (2709) من طريق روح بن القاسم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن سراقة. وقال الدارقطني عقبه: كلهم ثقات، يعني رجاله، قلنا: وهم كذلك. قلنا: وأصل الحديث في "الصحيحين" فقد أخرج البخاري (1785)، ومسلم (1216) من طريق عطاء بن أبي رباح، ومسلم (1218) من طريق محمَّد الباقر، كلاهما عن جابر ضمن حديث طويل: أن سراقة سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فذكره. وطريق عطاء هذه ستأتي عند المصنف قريبًا برقم (2980). وانظر ما سيأتي برقم (2984).

قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ: إِنِّي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ، اعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أعمر طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِهِ فِي الْعَشْرِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فلمْ يَنْهَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَمْ يَنْزِلْ نَسْخُهُ، قَالَ فِي ذَلِكَ بَعْدُ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ أَنْ يَقُولَ (¬1). 2979 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يُفْتِي بِالْمُتْعَةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: رُوَيْدَكَ بَعْضَ فُتْيَاكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي النُّسُكِ بَعْدَكَ. حَتَّى لَقِيتُهُ بَعْدُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَهُ وَأَصْحَابُهُ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا بِهِنَّ مُعْرِسِينَ تَحْتَ الْأَرَاكِ، ثُمَّ يَرُوحُونَ بِالْحَجِّ تَقْطُرُ رُؤوسُهُمْ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، والجريري- واسمه سعيد بن إياس، وإن كان قد اختلط- متابع. وأخرجه البخاري (1571)، ومسلم (1226)، والنسائي 5/ 149 و155 من طريق مطرف، بهذا الإسناد. روايات البخاري والنسائي مختصرة. وأخرجه نحوه مسلم (1226) (172) من طريق أبي رجاء العطاردي، عن عمران. وهو في "مسند أحمد" (19895)، و"صحيح ابن حبان" (3938). (¬2) إسناده صحيح. الحكم: هو ابن عتيبة. =

41 - باب فسخ الحج

41 - بَابُ فَسْخِ الْحَجِّ 2980 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حدثني عَطَاءٍ عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَهْلَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْحَجِّ خَالِصًا، لَا نَخْلِطُهُ بِعُمْرَةٍ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ لِأَرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَمَّا طُفْنَا بِالْبَيْتِ، وَسَعَيْنَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، وَأَنْ نَحِلَّ إِلَى النِّسَاءِ، فَقُلْنَا بَيْنَنَا: لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إِلَّا خَمْسٌ، فَنَخْرُجُ إِلَيْهَا وَمَذَاكِيرُنَا تَقْطُرُ مَنِيًّا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَبَرُّكُمْ وَأَصْدَقُكُمْ، وَلَوْلَا الْهَدْيُ لَأَحْلَلْتُ" فَقَالَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ: أَمُتْعَتُنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا، أَمْ لِأَبَدٍ؟ فَقَالَ: "لَا، بَلْ لِأَبَدِ الْأَبَدِ" (¬1). 2981 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ ¬

_ = وأخرجه مسلم (1222) (157)، والنسائي 5/ 153 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم مطولًا بنحوه (1221) من طريق طارق بن شهاب، عن أبي موسى. وهو في "مسند أحمد" (351). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه تامًا ومختصرًا البخاري (1568) و (1651) و (1785) و (2505) و (7235) و (7367)، ومسلم (1216)، وأبو داود (1787) و (1788) و (1789)، والنسائي 5/ 178 و 248 من طرق عن عطاه، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14409)، و"صحيح ابن حبان" (3791) و (3921). وانظر ما سيأتي (3074).

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ لَا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ، حَتَّى إِذَا قَدِمْنَا وَدَنَوْنَا، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ أَنْ يَحِلَّ، فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ، دُخِلَ عَلَيْنَا بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقِيلَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَزْوَاجِهِ (¬1). 2982 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ، فَأَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ: "اجْعَلُوا حجَّكُمْ عُمْرَةً" فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ، فَكَيْفَ نَجْعَلُهَا عُمْرَةً؟! قَالَ: "انْظُرُوا مَا آمُرُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا" فَرَدُّوا عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَغَضِبَ، فَانْطَلَقَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ غَضْبَانَ، فَرَأَتْ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ: مَنْ أَغْضَبَكَ؟ أَغْضَبَهُ اللَّهُ! قَالَ: "وَمَا لِي لَا أَغْضَبُ وَأَنَا آمُرُ أَمْرًا فَلَا أُتْبَعُ؟ " (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1709) و (1720) و (2952)، ومسلم (1211)، والنسائي 5/ 121 - 122 و 178 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25619)، و "صحيح ابن حبان" (3929). (¬2) إسناده ضعيف، سماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- ليس بذاك القوي فيما ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل" 1/ 35، ثم إن أبا إسحاق لم يصرح بسماعه من البراء. وأخرجه النسائي (9946) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18523).

42 - باب من قال: كان فسخ الحج لهم خاصة

2983 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخبرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُحْرِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُقِمْ عَلَى إِحْرَامِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ" قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ مَعِي هَدْيٌ فَأَحْلَلْتُ، وَكَانَ مَعَ الزُّبَيْرِ هَدْيٌ فَلَمْ يَحِلَّ، فَلَبِسْتُ ثِيَابِي وَجِئْتُ إِلَى الزُّبَيْرِ فَقَالَ: قُومِي عَنِّي. فَقُلْتُ: أَتَخْشَى أَنْ أَثِبَ عَلَيْكَ؟! (¬1). 42 - بَابُ مَنْ قَالَ: كَانَ فَسْخُ الْحَجِّ لَهُمْ خَاصَّةً 2984 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ فَسْخَ الْحَجِّ فِي الْعُمْرَةِ، لَنَا خَاصَّةً؟ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَلْ لَنَا خَاصَّةً" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1236)، والنسائي 5/ 246 من طريق مئصور بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26965). (¬2) منكر، وهذا إسناد ضعيف، الحارث بن بلال مجهول الحال، فقد انفرد ربيعة بن أبي عبد الرحمن بالرواية عنه، وقال الإمام أحمد: ليس إسناده بالمعروف، ولا أقول به. قلنا: ثم هذا أمر مما تعم به البلوى، ولا يمكن خفاؤه على الصحابة الذين حجوا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا سيما وقد ذكر أهل العلم أن الذين حجوا معه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يزيد عددهم على مئة ألف. والصواب في ذلك أن هذا مما فهمه بعض الصحابة، وليس من قول النبي يكون كما في حديث أبي ذر التالي لهذا الحديث. =

43 - باب السعي بين الصفا والمروة

2985 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كَانَتْ الْمُتْعَةُ فِي الْحَجِّ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاصَّةً (¬1). 43 - بَابُ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ 2986 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قال: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا أَرَى عَلَيَّ جُنَاحًا أَنْ لَا أَطَّوَّفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَالَتْ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] وَلَوْ كَانَ كَمَا تَقُولُ، لَكَانَ: فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطَّوَّفَ بِهِمَا، إِنَّمَا أُنْزِلَ ¬

_ = قال ابن القيم في "زاد المعاد" 2/ 192: ومما يدل على صحة قول الإمام أحمد" وأن هذا الحديث لا يصح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخبر عن تلك المتعة التي أمرهم أن يفسخوا حجهم إليها أنها لأبد الأبد، فكيف يثبت عنه بعد هذا أنها لهم خاصة؟ هذا من أمحل المحال، وكيف يأمرهم بالفسخ، ويقول: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة، ثم ثبت أن ذلك مختص بالصحابة دون من بعدهم. وأخرجه أبو داود (1808)، والنسائي 5/ 179 من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15853). وانظر ما سلف برقم (2980). (¬1) إسناده صحيح. أبو إبراهيم التيمي: اسمه يزيد بن شريك بن طارق. وأخرجه مسلم (1224)، والنسائي 5/ 179 - 185 من طريق إبراهيم التيمي، بهذا الإسناد.

هَذَا فِي نَاسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانُوا إِذَا أَهَلُّوا أَهَلُّوا لِمَنَاةَ، فَلَا يَحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَطَّوَّفُوا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمَّا قَدِمُوا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَجِّ، ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَهَا اللَّهُ (¬1)، فَلَعَمْرِي مَا أَتَمَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَجَّ مَنْ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (¬2). 2987 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ¬

_ (¬1) في (ص) و (م): فأنزل الله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1790)، ومسلم (1277) (259) و (260)، وأبو داود (1901)، والنسائي في "الكبرى" (10942) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1643)، ومسلم (1277) (261) - (263)، والترمذي (3203)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 237 - 238 و 238 من طريق الزهري، عن عر وة، به. وهو في "مسند أحمد" (25112)، و"صحيح ابن حبان" (3839) و (3840). قال العلماء: ويستفاد من قول عائشة: فلعمري ما أتم الله عز وجل حج من لم يطف بين الصفا والمروة، وجوب السعي بين الصفا والمروة، وقال الحافظ: والعمدة في الوجوب قوله: "خذوا عني مناسككم" وقد اختلف أهل العلم في هذا، فقال أحمد في رواية: إنه ركن لا يتم الحج إلا به، وهو قول عائشة وعروة ومالك والشافعي. وروي عن أحمد: أنه سنة لا يجب بتركه دم، روي ذلك عن ابن عباس وأنس وابن الزبير وابن سيرين. وقال القاضي من الحنابلة: هو واجب، وليس بركن، إذا تركه وجب عليه دم، وهو مذهب الحسن وأبي حنيفة والثوري، ورجحه ابن قدامة المقدسي في "المغني" 5/ 239.

عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِشَيْبَةَ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: "لَا يُقْطَعُ الْأَبْطَحُ إِلَّا شَدًّا" (¬1). 2988 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنْ أَسْعَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْعَى، وَإِنْ أَمْشِ، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَمْشِي، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وقد تكلمنا على إسناده في "مسند أحمد" (27280). أم ولد شيبة" قال الحافظ في "التهذيب" اسم هذه الصحابية: حبيبة بنت أبي تَجراة، وقيل: تَملِك. وأخرجه النسائي 5/ 242 عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن سلمة، عن بديل ابن ميسرة، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية بنت شيبة، عن امرأة، قالت: رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .. إلخ. زاد في الإسناد بين بديل وصفية: المغيرة بن حكيم. قوله: "شدًا" أي: عَدْوًا. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو وكيع واسمه: الجراح بن مليح الرؤاسي ضعيف، وعطاء بن السائب كان قد اختلط، وكثير بن جمهان يعتبر به، لكن قد صح الحديث من طريق آخر كما سيأتي. وأخرجه أبو داود (1904)، والترمذي (880)، والنسائي 5/ 241 - 242 من طريق عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5143). وأخرجه النسائي 5/ 242 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عمر-وتحرف في المطبوع إلى: ابن عمرو- وسنده صحيح، وهو في "المسند" (6393). وأخرج أحمد (4993) من طريق عبد الله بن المقدام قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة، فقلت له: أبا عبد الرحمن مالك لا ترمل؟ فقال: رَمَلَ رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وترك.

44 - باب العمرة

44 - بَابُ الْعُمْرَةِ 2989 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاق بْنِ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْحَجُّ جِهَادٌ وَالْعُمْرَةُ تَطَوُّعٌ" (¬1). 2990 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ اعْتَمَرَ، فَطَافَ وَطُفْنَا مَعَهُ، وَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَكُنَّا نَسْتُرُهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، لَا يُصِيبُهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، الحسن بن يحيى الخشني ضعيف، وشيخه عمر بن قيس -وهو المكي المعروف بسندل- متروك. وسئل أبو حاتم كما في "العلل" 1/ 286 عن هذا الحديث فقال: حديث باطل. وقال الشافعي: ليس في العمرة شيء ثابت بأنها تطوع، نقله عنه الترمذي في "سننه". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6719) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. ووقع في إسناده خطأ، يصحح من هنا. وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" ص 223 (نشرة العمروي) عن جرير عن معاوية بن إسحاق، عن أبي صالح ماهان رفعه "الحج جهاد والعمرة تطوع" وهو مرسل. وأخرجه ابن قانع كما في "نصب الراية" 3/ 150 فوصله بذكر أبي هريرة فوهم. وانظر ما سلف برقم (2902). (¬2) إسناده صحيح. يعلى: هو ابن أبي عبيد الطنافسي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد. =

45 - باب العمرة في رمضان

45 - بَابُ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ 2991 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بَيَانٍ وَجَابِرٌ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" (¬1). 2992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنَا سُفْيَانُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ؛ جَمِيعًا عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الزَّعَافِرِيِّ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ هَرِمِ بْنِ خَنْبَشٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (4188)، وأبو داود (1902) و (1903)، والنسائي في "الكبرى" (4206) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى. وهو في "مسند أحمد" (19129)، و"صحيح ابن حبان" (2843). وقوله: لا يصيبه أحد بشئ، أي: لئلا يصيبه، قال الحافظ: وهذا كان في عمرة القضاء وعبد الله بن أبي أوفى كان ممن بايع تحت الشجرة وهو في عُمرة الحديبية، وكُل من شهد الحديبية، وعاش إلى السنة المقبلة خرج مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معتمرًا في عمرة القضاء. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وبيان: هو ابن بشر الأحمسي، وجابر: هو ابن يزيد الجعفي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4211) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17601). (¬2) حديث صحيح على وهم وقع لداود بن يزيد الأودي الزعافري -وهو ضعيف- في تسمية صحابية، والصواب في اسمه: وهب بن خنبش كما سماه أصحاب الشعبي، =

2993 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي مَعْقِلٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" (¬1). 2994 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" (¬2). ¬

_ = وهم: بيان وجابر في الرواية السالفة، وفراس بن يحيى عند الطبراني. قال الحافظ ابن حجر: وهو المحفوظ، ونقل عن ابن الصلاح أن داود الأودي أخطأ فيه. وأخرجه الحمدي (932) عن سفيان بن عبينة، وأحمد (17599) عن وكيع، كلاهما عن داود بن يزيد، بهذا الإسناد، وقالا فيه: ابن خنبش لم يذكرا اسمه. (¬1) إسناده ضعيف بمرة، جبارة بن المغلس ضعيف، وإبراهيم بن عثمان متروك، وقد اختلف في إسناد هذا الحديث كثيرًا كما بسطنا القولَ فيه في "مسند أحمد" عند الحديث (27106). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4214) من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي معقل. ويغني عنه ما قبله، وما بعده. (¬2) حديث صحيح، وحجاج -وهو ابن أرطاة، وإن كان مدلسًا، وقد عنعن- قد توبع. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (1782)، ومسلم (1256)، (221)، والنسائي 4/ 130 - 131 من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس. وأخرجه البخاري (1863)، ومسلم (1256) (222) من طريق حبيب المعلم، عن عطاء به، وسمى حبيب المرأة أم سنان الأنصارية. وهو في "مسند أحمد" (2025)، و"صحيح ابن حبان" (3750). وأخرجه أبو داود (1990) من طريق بكر بن عبد الله، عن ابن عباس.

46 - باب العمرة في ذي القعدة

2995 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" (¬1).د 46 - بَابُ الْعُمْرَةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ 2996 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ (¬2). 2997 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬3) إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أحمد (14795) و (14882) و (15270) من طريق عبد الكلريم الجزري، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبو ليلى -واسمه: محمَّد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ. لكن قد صح الحديث من حديث عائشة في الذي يليه. وأخرجه أبو يعلى (2340) عن عثمان بن أبي شيبة" بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (¬3) زاد في هامش (س) هنا: "عمرة" وصحح عليها. (¬4) إسناده صحيح. =

47 - باب العمرة في رجب

47 - بَابُ الْعُمْرَةِ فِي رَجَبٍ 2998 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي ثَابِتٍ- عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" ص 130 (نشرة العمروي). وأخرجه أحمد (25910) من طريق ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله، عن عائشة قالت: ما اعتمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلا في ذي القعدة، ولقد اعتمر ثلاث عُمرَ. وأخرج أبو داود (1991) من طريق داود بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعتمر عمرتين: عمرة في ذي القعدة، وعمرة في شوال. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 2/ 172 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والبيهقي 4/ 346 من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اعتمر ثلاث عمر: عمرة في شوال، وعمرتين في ذي القعدة. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 600: ويجمع بينهما بأن يكون ذلك وقع في آخر شوال وأول ذي القعدة. قلنا: ويؤيد هذا الجمع ما رواه ابن سعد 2/ 171 عن محمَّد بن سابق، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن عتبة مولى ابن عباس قال: لما قدم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الطائف نزل الجعرانة فقسم بها الغنائم ثم اعتمر منها وذلك لليلتين بقيا من شوال. وفي الباب عن أنس عند البخاري (1778) و (1779) و (1780)، ومسلم (1253) ولفظه عند البخاري في الرواية الأخيرة: اعتمر أربع عمر في ذي القعدة -إلا التي اعتمر مع حجته-: عمرته من الحديبية، ومن العام المقبل، ومن الجعرانة حيث قسم غنائم حنين، وعمرة مع حجته. فجعل الثلاثة في ذي القعدة، وهو الذي عليه أهل السير أيضًا، انظر ابن سعد 2/ 170 - 172، و "التمهيد" 22/ 289 - 291، و"مجمع الزوائد" 2/ 279، و"تفسير ابن كثير" 1/ 231.

48 - باب العمرة من التنعيم

سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ: فِي أَيِّ شَهْرٍ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: فِي رَجَبٍ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي رَجَبٍ قَطُّ، وَمَا اعْتَمَرَ إِلَّا وَهُوَ مَعَهُ. تَعْنِي ابْنَ عُمَرَ (¬1). 48 - بَابُ الْعُمْرَةِ مِنْ التَّنْعِيمِ 2999 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو إِسْحَاق الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ شَافِعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهُ أَنْ يُرْدِفَ عَائِشَةَ، فَيُعْمِرَهَا مِنْ التَّنْعِيمِ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، حبيب بن أبي ثابت قد توبع. وأخرجه الترمذي (954) عن أبي كريب، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب، سمعت محمدًا (يعني البخاري) يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير! قلنا: وفي قول البخاري هذا نظر بسطناه في التعليق على حديث عائشة من المسند (25766) فارجع إليه لزامًا. وأخرجه مسلم (1255) (219)، والنسائي في "الكبرى" (4208) من طريق ابن جريج عن عطاء، به. وهو في البخاري (1777) من هذا الطريق مختصر بقصة نفي عائشة في رجب. وأخرجه البخاري (1775) و (1776)، ومسلم (1255) (220)، وأبو داود (1992)، والترمذي (955)، والنسائي (4203) و (4254) و (4207) من طريق مجاهد، عن ابن عمر. وهو عند بعضهم مختصر. وهو في "مسند أحمد" (5416)، و"صحيح ابن حبان" (3945). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1784)، ومسلم (1212)، والترمذي (952)، والنسائي في "الكبرى" (4216) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =

3000 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، نُوَافِي هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يُهِلَّ بِعُمْرَةٍ فَلْيُهْلِلْ، فَلَوْلَا أَنِّي أَهْدَيْتُ لَأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ". قَالَتْ: فَكَانَ مِنْ الْقَوْمِ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، فَكُنْتُ أَنَا مِمَّنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ. قَالَتْ: فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَأَدْرَكَنِي يَوْمُ عَرَفَةَ وَأَنَا حَائِضٌ، لَمْ أَحِلَّ مِنْ عُمْرَتِي، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "دَعِي عُمْرَتَكِ، وَانْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي، وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ". قَالَتْ: فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، وَقَدْ قَضَى اللَّهُ حَجَّنَا، أَرْسَلَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَرْدَفَنِي، وَخَرَجَ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَحْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ، فَقَضَى اللَّهُ حَجَّنَا وَعُمْرَتَنَا، وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ هَدْيٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَا صَوْمٌ (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1705). وأخرجه بنحوه أبو داود (1995) من طريق حفصة بنت عيد الرحمن، عن أيها عبد الرحمن. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (317) و (1783)، ومسلم (1211) (115) - (117)، وأبو داود (1778)، والنسائي 1/ 132 و5/ 145 - 146 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وبعضهم يختصره. =

49 - باب من أهل بعمرة من بيت المقدس

49 - بَابُ مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ 3001 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ غُفِرَ لَهُ" (¬1). 3002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ أُمَيَّةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ" (¬2). قَالَتْ: فَخَرَجْتُ أَميْ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بِعُمْرَةٍ. ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (316)، ومسلم (1211) (111) - (114)، وأبو داود (1781)، والنسائي 1/ 132 و5/ 165 - 167 و 246 من طريق الزهري، عن عروة، به. ويزيد بعضهم فيه على بعض. وهو في "مسند أحمد" (25587)، و "صحيح ابن حبان" (3792) و (3942). (¬1) إسناده ضعيف لجهالة حال أم حكيم -واسمها حُكيمة- بنت أمية بن الأخنس، ثم إنه قد اضطرب في إسناده ومتنه اضطرابًا شديدًا فصلناه في "مسند أحمد" عند الحديث (26558). وأخرجه أبو داود (1741) من طريق يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، عن جدته حكيمة، عن أم سلمة. وانظر ما بعده. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه.

50 - باب كم اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم -

50 - بَاب كَمْ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3003 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الشَّافِعِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ مِنْ قَابِلٍ، وَالثَّالِثَةَ مِنْ الْجِعْرَانَةِ، وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ (¬1). 51 - بَابُ الْخُرُوجِ إِلَى مِنى 3004 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيل، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكن اختلف في وصله وإرساله والصحيح إرساله، فقد رواه سفيان بن عيينة عن عمرو مرسلًا وهو أوثق وأقوى من داود بن عبد الرحمن، لا سيما وقد تابعه على إرساله أبو بكر الهذلي عن عكرمة عند ابن سعد في "الطبقات" 2/ 170. وأخرجه أبو داود (1993)، والترمذي (828) من طريق داود بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2211)، و "صحيح ابن حبان" (3946). وأخرجه الترمذي (829) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة مرسلًا. ويشهد للحديث ما أخرجه البخاري (1778) - (1780)، ومسلم (1253) من حديث أنس قال: اعتمر أربع عمر في ذي القعدة -إلا التي اعتمر مع حجته-: عمرته من الحديبية، ومن العام المقبل، ومن الجعرانة حيث قسم غنائم حنين، وعمرته مع حجته.

52 - باب النزول بمنى

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى بِمِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى عَرَفَةَ (¬1). 3005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِمِنًى، ثُمَّ يُخْبِرُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (¬2). 52 - بَابُ النُّزُولِ بِمِنى 3006 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل -وهو ابن مسلم المكي-. وأخرجه الترمذي (894) من طريق إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وأخرجه أحمد (2700)، والدارمي (1871)، وأبو داود (1911) والترمذي (895) وابن خزيمة (2799)، والطبراني (12126)، والحاكم 1/ 461 من طريق الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال: صلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بمنى خمس صلوات. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري. وله شاهد من حديث جابر الطويل عند مسلم (1218). وآخر من حديث ابن عمر، وهو الحديث الآتي. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو العمري-، لكن يشهد له حديث ابن عباس السالف قبله. وأخرج أحمد في "المسند" (6131) من طريق محمَّد بن إسحاق، حدثني نافع، عن ابن عمر: أنه كان يحب إذا استطاع أن يصلي الظهر بمنى من يوم التروية، وذلك أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى الظهر بمنى.

53 - باب الغدو من منى إلى عرفات

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَبْنِي لَكَ بِمِنى بَيْتًا؟ قَالَ: "لَا، مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ" (¬1). 3007 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حدثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ أُمِّهِ مُسَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَبْنِي لَكَ بِمِنًى بَنيانًا يُظِلُّكَ؟ قَالَ: "لَا، مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ" (¬2). 53 - بَابُ الْغُدُوِّ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ 3008 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ، فَمِنَّا مَنْ يُكَبِّرُ، وَمِنَّا مَنْ يُهِلُّ، فَلَمْ يَعِبْ هذا عَلَى هَذَا، ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن المهاجر، وجهالة مُسَيكَة والدة يوسف ابن ماهك. إسرائيل: هو ابن يونس. وأخرجه أبو داود (2019)، والترمذي (896) من طريق إسر ائيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25541). وانظر ما بعده. قال الطيبي في شرح هذا الحديث: أي: أتأذن أن نبني لك بيتا في مِنى لتسكن فيه فمنع، وعلل بأن مِنى موضع لأداء النسك من النحر ورمي الجمار والحلق والمبيت يشترك فيه الناس، فلو بني فيه، لأدى إلى كثرة الأبنية تأسيًا به، فتضيق على الناس، وكذلك حكم الشوارع ومقاعد الأسواق، وعند أبي حنيفة رحمه الله أرض الحرم موقوفة، فلا يجوز أن يتملكها أحد. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه.

54 - باب المنزل بعرفة

وَلَا هذا عَلَى هَذَا. وَرُبَّمَا قَالَ: هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ، وَلَا هَؤُلَاءِ عَلَى هَؤُلَاءِ (¬1). 54 - بَابُ الْمَنْزِلِ بِعَرَفَةَ 3009 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حدثنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَنْزِلُ بِعَرَفَةَ فِي وَادِي نَمِرَةَ. قَالَ: فَلَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: أَيَّ سَاعَةٍ كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَرُوحُ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ ذَلِكَ رُحْنَا. فَأَرْسَلَ الْحَجَّاجُ رَجُلًا يَنْظُرُ أَيَّ سَاعَةٍ يَرْتَحِلُ. فَلَمَّا أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَرْتَحِلَ قَالَ: أَزَاغَتْ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: لَمْ تَزِغْ بَعْدُ. فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: أَزَاغَتْ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: لَمْ تَزِغْ بَعْدُ، فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: أَزَاغَتْ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: لَمْ تَزِغْ بَعْدُ، فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: أَزَاغَتْ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَلَمَّا قَالُوا: قَدْ زَاغَتْ ارْتَحَلَ. ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (970) و (1659)، ومسلم (1285)، والنسائي 5/ 250 و251 من طريق محمَّد بن أبي بكر، به. وهو في "مسند أحمد" (12069)، و"صحيح ابن حبان" (3847). ومعنى قوله: "يُهِل" أي: يلبي، وقد أدرجه البخاري رحمه الله في كتاب الحج تحت باب: التلبية والتكبير إذا غدا من مِنى إلى عرفة. وأخرجه مسلم (1284) من حديث عبد الله بن عمر قال: غدونا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مِنى إلى عرفات، منا الملبي ومنا المكبر.

55 - باب الموقف بعرفة

قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي رَاحَ (¬1). 55 - بَابُ الْمَوْقِفِ بِعَرَفَة 3010 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عن عَلِيٍّ قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: "هَذَا الْمَوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، سعيد بن حسان -وهو الحجازي- لم يرو عنه إلا إبراهيم ابن نافع الصائغ ونافع بن عمر الجمحي، وذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يُؤثَر توثيقه عن أحد غيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (1914) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرج البخاري (1660) و (1663)، والنسائي 5/ 252 و 254 من طريق مالك، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبدُ الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف أن لا تُخالِف عبدَ الله بنَ عمر في شيء من أمر الحج، فلما كان يومُ عرفة، جاءه عبدُ الله بن عمر حين زالت الشمسُ وأنا معه، فصاح به عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج عليه الحجاج، وعليه ملحفة معصفرة، فقال: مالَكَ يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح إن كنت تريد السنة، فقال: أهذه الساعة؟ قال: نعم. قال: فأنظرني حتى أُفيض على ماء، ثم أخرج. فنزل عبدُ الله حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت له: إن كنت تريد أن تصيبَ السنةَ اليوم، فأقصر الخطبة، وعجل الصلاة. قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق سالم. وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (1218). قوله: "إذا كان ذلك"، قال السندي في حاشيته على "المسند": أي: ذلك الوقت. (¬2) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عياش -وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، فإن حديثه من قبيل الحسن. سفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري. =

3011 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا فِي مَكَانٍ تُبَاعِدُهُ مِنْ الْمَوْقِفِ، فَأَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْكُمْ، يَقُولُ: "كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ، فَإِنَّكُمْ الْيَوْمَ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1922) و (1935)، والترمذي (900) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مطولة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش. وهو في "مسند أحمد" (562). (¬1) إسناده صحيح. ابن مِربَع: هو زيد بن مربع بن قيظي من بني حارثة الأنصاري، وقيل: اسمه يزيد، وقيل: عبد الله، فأكثر ما يجيء في الحديث غير مسمى. وأخرجه أبو داود (1919)، والترمذي (898)، والنسائي 5/ 255 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مربع الأنصاري حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار. وإنما نعرف له هذا الحديث الواحد. قوله: "تباعده من الموقف"، قال السندي: أي من موقف الإمام، وهو من باعَدَ بمعنى بعَّدَ مشددًا، عمرو هو المخاطَب بهذا الكلام، أي: مكانا تبعِّدُه أنت، أي: تعده بعيدًا، والمقصود تقدير بُعْدِه وأنه مسلَّم عند المخاطَب. ويحتمل أن هذا من كلام الراوي عن عمرو بمنزلة قال عمرو: كان ذلك المكان بعيدًا من موقف الإمام، أو من كلام عمرو، فإرساله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرسول بذلك لتطيب قلوبهم لئلا يتحزنوا ببعدهم عن موقف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويروا ذلك نقصًا في الحج، أو يظنون ذلك المكان الذي هم فيه ليس بموقف، ويحتمل أن المراد بيان أن هذا خير مما كان عليه قريش من الوقوف بمزدلفة وأنه شيء اخترعوه من أنفسهم، والذي أورثه إبراهيم هو الوقوف بعرفة. والله أعلم.

56 - باب الدعاء بعرفة

3012 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ، عن مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وَارْفعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنةَ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ، وَارْفعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ إِلَّا مَا وَرَاءَ الْعَقَبَةِ (¬1). 56 - بَابُ الدُّعَاءِ بِعَرَفَةَ 3013 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كِنَانَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَعَا لِأُمَّتِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِالْمَغْفِرَةِ، فَأُجِيبَ: إِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ مَا خَلَا الظَّالِمَ، فَإِنِّي آخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، القاسم بن عبد الله العمري متروك، رماه أحمد بالكذب. وأخرجه البيهقي 5/ 115 من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، عن ابن جريج، عن محمَّد بن المنكدر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، دون قوله: "وكل مني منحر ... إلخ". وفي الباب حديث ابن عباس عند ابن خزيمة (2816)، والحاكم 1/ 462، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1194)، والبيهقي 5/ 115، وإسناده صحيح، لكن فيه: "وشعاب مني كللها منحر"، وليس فيه: "إلا ما وراء العقة". وانظر تمام تخريجه في "شرح المشكل". وحدبث جُبير بن مُطعِم عند أحمد (16751)، والبزار (1126 - كشف الأستار)، وابن حبان (3854)، والبيهقي 9/ 295 - 296، وإسناده ضعيف، وانظر تمام تخريجه في "المسند". وسيأتي حديث جابر بإسناد حسن عند المصنف برقم (3048) من طريق أسامة ابن زيد، عن عطاء، عن جابر، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِنى كللها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر، وكل عرفة موقف، وكلل المزدلفة موقف"، ويأتي تخريجه هناك.

أَيْ رَبِّ، إِنْ شِئْتَ أَعْطَيْتَ الْمَظْلُومَ مِنْ الْجَنَّةِ، وَغَفَرْتَ لِلظَّالِمِ" فَلَمْ يُجَبْ عَشِيَّتَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ بِالْمُزْدَلِفَةِ أَعَادَ الدُّعَاءَ، فَأُجِيبَ إِلَى مَا سَأَلَ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ: تَبَسَّمَ - فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَةٌ مَا كُنْتَ تَضْحَكُ فِيهَا، فَمَا الَّذِي أَضْحَكَكَ؟ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ! قَالَ: "إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ، لَمَّا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ اسْتَجَابَ دُعَائِي، وَغَفَرَ لِأُمَّتِي، أَخَذَ التُّرَابَ فَجَعَلَ يَحْثُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، فَأَضْحَكَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ" (¬1). 3014 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، حدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يُوسُفَ يَقُولُ: عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ " (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، لضعف عبد القاهر بن السري السلمي، وجهالة عبد الله ابن كنانة وأبيه. وأخرجه أبو داود (5234) من طريق عبد القاهر بن السري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16207) من زيادات عبد الله بن أحمد على أبيه، وانظر تمام تخريجه وبسط الكلام على علله هناك. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1348)، والنسائي 5/ 251 - 252 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد.

57 - باب من أتى عرفة قبل الفجر ليلة جمع

57 - بَابُ مَنْ أَتَى عَرَفَةَ قَبْلَ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ 3015 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ، قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّيلِيَّ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ الْحَجُّ؟ قَالَ: "الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ. أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ" ثُمَّ أَرْدَفَ رَجُلًا خَلْفَهُ فَجَعَلَ يُنَادِي بِهِنَّ (¬1). 3015م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه أبو داود (1949)، والترمذي (904) و (905)، والنسائي 5/ 264 - 265 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18773)، و "صحيح ابن حبان" (3892). قال السندي: قوله:"الحج عرفة"، قيل: التقدير: معظم الحج وقوف يوم عرفة، وقيل: إدراك الحج إدراكه وقوف يوم عرفة، والمقصود أن إدراك الحج يتوقف على إدراك الوقوت بعرفة، وأن من أدركه فقد أمن حجه من الفوات. "وجمع": اسم مزدلفة، سميت بذلك، لأن الناس يجتمعون بها. "فقد تَم حجه" أي: أمن من الفوت، وإلا فلا بُدَّ من الطواف. "وأيام مني ثلاثة" أي: سوى يوم النحر، وإنما لم يعدَّ يوم النحر من أيام مني لأنه ليس مخصوصًا بمنى بل فيه مناسك كثيرة.

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ الدِّيلِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَفَةَ، فَجَاءَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (¬1). قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: مَا أُرَى لِلثَّوْرِيِّ حَدِيثًا أَشْرَفَ مِنْهُ. 3016 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ يَعْنِي الشَّعْبِيَّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسٍ الطَّائِيِّ: أَنَّهُ حَجَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يُدْرِكْ النَّاسَ إِلَّا وَهُمْ بِجَمْعٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَنْضَيْتُ رَاحِلَتِي، وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللَّهِ إِنْ تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ شَهِدَ مَعَنَا الصَّلَاةَ، وَأَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ، لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، فَقَدْ قَضَى تَفَثَهُ، وَتَمَّ حَجُّهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1950)، والترمذي (956)، والنسائي 5/ 263 و 263 - 264 و 264 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (2204)، و"صحيح ابن حبان" (3851). قوله: "تَفَثَه" قال ابن الأثير: هو ما يفعله المحرم بالحج إذا حل، كقص الشارب، والأظفار، ونتف الإبط وحلق العانة، وقيل: هو إذهاب الشَّعَثِ والدرنِ والوسخ مطلقًا. قوله: "ما تركت من حَبل إلا وقفت عليه" إذا كان من رمل يُقال له: حَبل، وإذا كان من حجارةِ يقال له جَبَل. وقوله: "أنضيت راحلتي" بنون وضاد معجمة، أي: أهزَلتُ، وفي (س): "أنصبت" بالصاد المهملة والباء، أي: أتعبتُ.

58 - باب الدفع من عرفة

58 - بَابُ الدَّفْعِ مِنْ عَرَفَةَ 3017 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سُئِلَ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسِيرُ حِينَ دَفَعَ مِنْ عَرَفَةَ؟ قَالَ: كَانَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ. قَالَ وَكِيعٌ: والنص: يَعْنِي فَوْقَ الْعَنَقِ (¬1). 3018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَتْ قُرَيْشٌ: نَحْنُ قَوَاطِنُ الْبَيْتِ، لَا نُجَاوِزُ الْحَرَمَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1666) و (2999) و (4413)، ومسلم (1286)، وأبو داود (1923)، والنسائي 5/ 258 - 259 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. قوله: "يسير العَنَق"، قال السندي: يسير سيرًا سريعًا قريبًا إلى الوسط. "نص" أي: أسرع في السير. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1665) و (4520)، ومسلم (1219)، وأبو داود (1910)، والترمذي (899)، والنسائي 5/ 254 - 255 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "صحيح ابن حبان" (3856). و"قواطن البيت" أي: سُكان البيت. =

59 - باب النزول بين عرفات وجمع لمن كانت له حاجة

59 - بَابُ النُّزُولِ بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَجَمْعٍ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ 3019 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا بَلَغَ الشِّعْبَ الَّذِي يَنْزِلُ عِنْدَهُ الْأُمَرَاءُ، نَزَلَ فَبَالَ وتَوَضَّأَ، قُلْتُ: الصَّلَاةَ! قَالَ: "الصَّلَاةُ أَمَامَكَ" فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى جَمْعٍ أَذَّنَ وَأَقَامَ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ لَمْ يَحِلَّ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ حَتَّى قَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ (¬1). 60 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ بِجَمْع 3020 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ ¬

_ = قال الترمذي: ومعنى هذا الحديث: أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحَرَم، وعرفات خارجٌ من الحرم، فأهل مكة كانوا يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن قَطِينُ الله، يعني سُكَان الله، ومن سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفاتٍ، فأنزل الله: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199]. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعبد الثوري، وكُرَيب: هو ابن أبي مسلم مولى ابن عباس. وأخرجه البخاري (139)، ومسلم (1280)، وبإثر الحديث (1285) / (276 - 280) باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة .. وأبو داود (1921) و (1925)، والنسائي 5/ 259 و260 - 261 من طريق كريب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم بإثر (1285) / (281) من طريق عطاء مولى سباع، والنسائي 1/ 292 من طريق ابن عباس، كلاهما عن أسامة بن زيد، به. وهو في "مسند أحمد" (21742)، و"صحيح ابن حبان" (1594).

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِالْمُزْدَلِفَةِ (¬1). 3021 - حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى الْمَغْرِبَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَلَمَّا أَنَخْنَا قَالَ: "الصَّلَاةُ بِإِقَامَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه البخاري (1674) و (4414)، ومسلم (1287)، والنسائي 1/ 291 و5/ 260 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23562)، و"صحيح ابن حبان" (3858). (¬2) حديث صحيح، عبد العزيز بن محمَّد -وهو الدراوردي- وإن كان في روايته عن عُبيد الله -وهو ابن عمر العمري- نكارة، قد توبع. سالم: هو ابن عبد الله ابن عمر. وأخرجه بنحوه البخاري (1673)، ومسلم بإثر الحديث (1287) (286)، وأبو داود (1926) و (1927) و (1928)، والنساني 1/ 291 و 2/ 16 - 17 و5/ 260 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، بهذا الإسناد. ووقع عند مسلم وفي الموضع الأول عند كل من أبي داود والنسائي: صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعًا. وعند الباقين: أنه أقام لكل صلاة. وأخرج نحوه مسلم (1288)، وأبو داود (1929 - 1933)، والترمذي (902) و (903)، والنسائي 1/ 239 و240و291 و 16/ 2 و5/ 260 من طرق عن ابن عمر، به. وهو في "مسند أحمد" (4452) و (5186). قال السندي: قوله: "لما أنَخنَا" من الإناخة، أي: أنخنا المطايا. "الصلاة بإقامة"، أي: ينبغي أداؤها وفعلُها بإقامة.

61 - باب الوقوف بجمع

61 - بَابُ الْوُقُوفِ بِجَمْعٍ 3022 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نُفِيضَ مِنْ الْمُزْدَلِفَةِ، قَالَ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَقُولُونَ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ، كَيْمَا نُغِيرُ، وَكَانُوا لَا يُفِيضُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَخَالَفَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَفَاضَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (¬1). 3023 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: قَالَ جَابِرٌ: أَفَاضَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع، وعليه السكينة، وأمرهم بالسكينة، وأمرهم أن يرموا بمثل حصى الخذف، وأوضع ¬

_ (¬1) حديث صحيح، حجاج بن أرطاة- وإن كان مدلسًا وقد عنعن- قد توبع. وأخرجه البخاري (1684) و (3838)، وأبو داود (1938)، والترمذي (911)، والنسائي 5/ 265 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (84)، و"صحيح ابن حبان" (3860). وثبير: هو أعلى جبال مكة وأعظمها، ويقع بينها وبين مِنى. قال البغوي في "شرح السنة" 7/ 171: هذا هو سنةُ الإسلام أن يدفع من المزدلفة حين أسفر قبلَ طلوع الشمس، قال طاووس: كان أهلُ الجاهلية يدفعون من عرفة قبل أن تغيب الشمس، ومن المزدلفة بعد أن تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير كيما نغير، فأخر الله هذه، وقذَم هذه. قال الشافعي: يعني قدَّم المزدلفة قبل أن تطلع الشمس، وأخر عرفة إلى أن تغيب الشمس.

في وادي مُحَسِّرٍ، وقال: "لِتَأخُذ أُمَّتي نُسُكَها، فإِّني لا أدرِي لَعَلِّي لا ألقاهم بعد عامي هذا" (¬1). 3024 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْحِمْصِيِّ عَنْ بِلَالِ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ غَدَاةَ جَمْعٍ: "يَا بِلَالُ، أَسْكِتْ النَّاسَ" أَوْ"أَنْصِتْ النَّاسَ"، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي جَمْعِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ، وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ، ادْفَعُوا بِاسْمِ اللَّهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، أبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرس- صرح بأنه سمع حجة النبي من جابر عند أحمد في "المسند" (14418). وأخرجه تامًا ومقطعًا مسلم (1299)، وأبو داود (1944)، والترمذي (901) و (912)، والنسائي 5/ 285 و 267 و 274 من طريق أبي الزبير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14218) و (14553). قوله: "بمثل حص الخذف"، قال السندي: أي: بالحصى الذي يُرمى به بين الأصبعين، والمقصود به بيان صغر الحصى. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي سلمة الحمصي. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2694) مرسلًا من طريق ابن أبي عدي، سمعت عبد العزيز بن أبي رواد في مسجد مِنى يحدث عن أبي سلمة الحمصي يرفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه أمر بلالًا في موقف جمع قبل الدفعة أن أسمعِ الناس ... فذكر نحوه. وله شاهد لا يفرح به من حديث عبادة بن الصامت عند عبد الرزاق (8831)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" 2/ 215 - 216 عن معمر عمن سمع قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن عبادة بن الصامت، رفعه. قال ابن الجوزي هذا الحديث لا يصح، فراويه عن قتادة مجهول، وخلاس ليس بشئ كان مغيرة لا يعبأ به، وقال أيوب: لا تَرو عنه فإنه صحيفي. =

62 - باب من تقدم من جمع لرمي الجمار

62 - بَابُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ جَمْعٍ لِرَمْيِ الْجِمَارِ 3025 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا مِنْ جَمْعٍ، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: "أُبَيْنِيَّ، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ". زَادَ سُفْيَانُ فِيهِ: "وَلَا إِخَالُ أَحَدًا يَرْمِيهَا حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ" (¬1). ¬

_ = وآخر من حديث ابن عمر عند أبي نعيم في "الحلية" 8/ 199، ومن طريقه ابن الجوزي 2/ 213 - 214 من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، وأخرجه ابن الجوزي 2/ 214 - 215 من طريق مالك بن أنس، كلاهما عن نافع عن ابن عمر رفعه. قال ابن الجوزي: لا يصح، أما الطريق الأول، قال: فتفرد به عبد العزيز بن أبي رواد ولم يتابع عليه، قال ابن حبان: كان يحدث على التوهم والحسبان فبطل الاحتجاج به، وقد رواه عنه اثنان: عبد الرحيم بن هارون، قال الدارقطني: متروك الحديث يكذب، والثاني بشار بن بكير وهو مجهول. وأما الطريق الثاني، قال: ففيه يحيى ابن عنبسة، قال ابن حبان: هو دجال يضع الحديث. (¬1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات إلا أنه منقطع، الحسن بن عبد الله العرني لم يلق ابن عباس، بل لم يدركه وهو يرسل عنه، صرَّح بذلك أحمد ويحيى ابن معين وأبو حاتم، وقد وصله ابن أبي شيبة عن سعيد بن جُبير أو عن الحسن، عن ابن عباس. وأخرجه أبو داود (1940)، والنسائي 5/ 270 - 272 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 356 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن سعيد بن جُبير أو عن الحسن، عن ابن عباس. =

3026 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ قَدمَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ (¬1). ¬

_ = وتقديمه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَعَفَةَ أهله ليلة المزدلفة أخرجه البخاري (1678) و (1856)، ومسلم (1293) (300) و (301)، وأبو داود (1939)، والنسائي 5/ 261 من طريق عبيد الله بن أبي يزيد، والبخاري (1677)، والترمذي (907) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، والترمذي (908) من طريق مقسم، ثلاثتهم عن ابن عباس. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي بعد هذا عند المصنف من طريق عطاء، عن ابن عباس. وهو في "مسند أحمد" (2082)، و"صحيح ابن حبان" (3869). قوله: "حُمُرات": جمع حُمُر، وحُمُر: جمع حمار. "يلطح" من اللطح، وهو الضرب الخفيف ببطن الكف ونحوه. قال أبو عُبيد في "غريب الحديث" 1/ 128 - 129: اللطح: الضرب، يقال منه: لطحت الرجل بالأرض. "أُبيني" تصغير، يريد يا بني. "الأغيلمة" تصغير الغلمة، كلما قالوا: أُصيبية في تصغير الصبية. قلنا: وفي هذا الحديث دليل على أنه لا يرمي جمرة العقبة إلا بعد طلرع الشمس، سواء كان ممن دفع قبل طلوع الفجر وبعده، قال البغوي في "شرح السنة" 7/ 176 بتحقيقنا: واختلفوا فيمن رمى قبل طلوع الشمس، فذهب كثير من أهل العلم إلى أنه لا يجوز (وهو قول مجاهد والثوري والنخعي كما في "المغني" 5/ 295)، وذهب قوم إلى أنه يجوز بعد طلوع الفجر قبل طلرع الشمس، وهو قول أحمد ومالك وأصحاب الرأي، وذهب قوم إلى جوازه قبل طلرع الفجر بعد انتصاف ليلة النحر، وهو قول الشافعي. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وعمرو: هو ابن دينار، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه مسلم (1293) (302) و (1294) (303)، وأبو داود (1941)، والنسائي 5/ 261 و 266 و 272 من طريق عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

63 - باب قدر حصى الرمي

3027 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ كَانَتْ امْرَأَةً ثَبْطَةً، فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ تَدْفَعَ مِنْ جَمْعٍ قَبْلَ دَفْعَةِ النَّاسِ، فَأَذِنَ لَهَا (¬1). 63 - بَابُ قَدْرِ حَصَى الرَّمْيِ 3028 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَغْلَةٍ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا رَمَيْتُمْ الْجَمْرَةَ، فَارْمُوا بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق التيمي. وأخرجه البخاري (1680) و (1681)، ومسلم (1290)، والنسائي 5/ 162 - 266 من طريق القاسم بن محمَّد، بهذا الأسناد. وهو في "مسند أحمد" (24015)، و "صحيح ابن حبان" (3861). جمِع: مزدلفة. ثَبِطة -بفح الثاء وكسر الباء- أي: بطيئة الحركة، كأنها تثبط بالأرض، أي: تشبث بها. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد، ولجهالة حال سليمان بن عمرو بن الأحوص، فقد روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن القطان: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأخرجه أبو داود (1966) و (1967) و (1968) من طريق يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وسيأتي عند المصنف برقم (3031) و (3031 م) وسميت الصحا بية هناك بأم جندب. =

64 - باب من أين ترمى جمرة العقبة

3029 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ زِيَادِ ابْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ: "الْقُطْ لِي حَصًى" فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ وَيَقُولُ: "أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ فَارْمُوا" ثُمَّ قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ" (¬1). 64 - بَاب مِنْ أَيْنَ تُرْمَى جَمْرَةُ الْعَقَبَةِ 3030 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ جَامِعِ ابْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: ¬

_ = ويشهد له حديث عبد الله بن عباس الآتي بعده. وحديث الفضل بن عباس، عند مسلم (1282)، وأحمد (1794)، وابن حبان (3855) و (3872)، وفيهما تمام تخريجه. وحديث جابر عند مسلم (1299)، وأحمد (14219) وفيه تمام تخريجه. وحديث حرملة بن عمرو عند أحمد (19016) وفيه تمام تخريجه. أما حديث أم سليمان بن عمر بن الأحوص هذا فهو في "مسند أحمد" (16087) وانظر تتمة تخريجه هناك. (¬1) إسناده صحيح، أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه النسائي 5/ 268 و 269 من طريقين عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1851)، و"صحيح ابن حبان" (3871) وفيهما تمام تخريجه. وانظر ما قبله.

لَمَّا أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ وَاسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ، وَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ رَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: مِنْ هَاهُنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، رَمَى الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ (¬1). 3031 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، فَرَمَى الْجَمْرَةَ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ (¬2). 3031م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ أُمِّ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله- قد سمع منه وكيع قبل الاختلاط، وتابعه يحيى بن سعيد القطان عند أحمد (4089) وهو أيضا ممن سمع منه قبل الاختلاط. وقد توبع. وأخرجه البخاري (1747) و (1750)، ومسلم (1296)، وأبو داود (1974)، والترمذي (916) و (917)، والنسائي 5/ 273 و 274 من طريق عبد الرحمن بن يزيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (3548) و (3874) و (3942). (¬2) حسن لغيره، وقد سلف برقم (3028). (¬3) حسن لغيره، وانظر ما قبله.

65 - باب إذا رمى جمرة العقبة لم يقف عندها

65 - بَاب إِذَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا 3032 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ ابْنِ يَزِيدَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا، وَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ ذَلِكَ (¬1). 3033 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَمَى جَمَرَة الْعَقَبَةِ، مَضَى وَلَمْ يَقِفْ (¬2). 66 - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ رَاكِبًا 3034 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَمَى الْجَمْرَةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري مطولًا ومختصرًا (1751) و (1752) و (1753) و (1968)، والنسائي 5/ 276 - 277 من طريق يونس بن يزيد -وهو الأيلي-، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3887)، و"صحيح ابن حبان" (6404). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وسويد بن سعيد: قال الحافظ في "التقريب": صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه. ويشهد له حديثُ ابنِ عمر السالف قبله. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن. =

3035 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ، عَلَى نَاقَةٍ لَهُ صَهْبَاءَ، لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (914) من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وقال: حديث ابن عباس حديث حسن، والعمل عليه عند بعض أهل العلم، واختار بعضهم أن يمشي إلى الجمار، وقد روي عن ابن عمر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنه كان يمشي إلى الجمار. ووجه هذا الحديث عندنا أنه ركب في بعض الأيام ليُقتدى به في فعله، وكلا الحديثين مستعمل عند أهل العلم. اهـ. وفي الباب عن قدامة بن عبد الله، سيأتي بعد هذا. وعن أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، سلف برقم (3528). وعن جابر، عند مسلم (1297). وهو في "مسند أحمد" (2056). (¬1) إسناده حسن، أيمن بن نابل، وثقه الثوري وابن معين وابن عمار الموصلي والنسائي والحاكم والعجلي، وقال ابن عدي: أرجو أن أحاديثه لا بأس بها، صالحة. وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال يعقوب ابن شيبة: صدوق، وإلى الضعف ما هو. قلنا: وأخرج له البخاري متابعة، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (919)، والنسائي 5/ 270 من طريق أيمن بن نابل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح، وإنما نعرف هذا الحديث من هذا الوجه، وهو حديث أيمن بن نابل، وهو ثقة عند أهل الحديث. وهو في "مسند أحمد" (15410) و (15411). قال السندي في حاشيته على "المسند": قوله: "ولا إليك" اسم فعل بمعنى ابتعد وتنحَّ، ولا قول: إليك، أي: لم يكن ثَم شيء من هذه الأمور التي تفعل الآن بين أيدي الأمراء، فهي محدثة ومكروهة كسائر المحدثات، وفيه بيان تواضعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأنه لم يكن على صفة الأمراء اليوم، والله تعالى أعلم،

67 - باب تأخير رمي الجمار من عذر

67 - بَابُ تَأْخِيرِ رَمْيِ الْجِمَارِ مِنْ عُذْرٍ 3036 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ [بْنِ عَاصِمٍ] (¬1) بن عَدِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَخَّصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدَعُوا يَوْمًا (¬2). 3037 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرِعَاءِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ، أَنْ يَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُوا رَمْيَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ النَّحْرِ فَيَرْمُونَهُ فِي أَحَدِهِمَا -قَالَ مَالِكٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَالَ: فِي الْأَوَّلِ مِنْهُمَا- ثُمَّ يَرْمُونَ. يَوْمَ النَّفْرِ (¬3). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين من المطبوع، وليس فيه "بن عدي". (¬2) إسناده صحيح. عبد الله بن أبي بكر: هو ابن محمَّد بن عمرو بن حزم الأنصاري، وعبد الملك بن أبي بكر: هو أخوه. وأخرجه أبو داود (1976)، والترمذي (975)، والنسائي 5/ 273 من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن أبي البداح. بهذا الإسناد. وقرن أبو داود بعبد الله بن أبي بكر أخاه محمدًا. وهو في "مسند أحمد" (23774)، و"صحيح ابن حبان" (3888). وانظر ما بعده. (¬3) إسناده صحيح، وهو في "الموطأ" 1/ 409. =

68 - باب الرمي عن الصبيان

68 - بَابُ الرَّمْيِ عَنْ الصِّبْيَانِ 3038 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَنَا النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ، فَلَبَّيْنَا عَنْ الصِّبْيَانِ، وَرَمَيْنَا عَنْهُمْ (¬1). 69 - بَاب مَتَى يَقْطَعُ الْحَاجُّ التَّلْبِيَةَ 3039 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1975)، والترمذي (976)، والنسائي 5/ 273 من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح، وهو أصح من حديث ابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر. وهو في "مسند أحمد" (23776). قال الإمام مالك: تفسير الحديث الذي أرخص فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لرعاء الإبل في تأخير رمي الجمار فيما نرى-والله أعلم- أنهم يرمون يوم النحر، فإذا مضى اليوم الذي يلي يوم النحر رَمَوا من الغد، وذلك يوم النفر الأول، فيرمون لليوم الذي مضى، ثم يرمون ليومهم ذلك، لأنه لا يقضي أحد شيئًا حتى يجب عليه، فإذا وجب عليه ومضى، كان القضاء بعد ذلك. (¬1) إسناده ضعيف لضعف أشعث -وهو ابن سوار-، وأبو الزبير -وهو محمَّد ابن مسلم بن تدرس- مدلس وقد عنعن. وقد تابع أشعثَ بن سوار أيمنُ بن نابل عند البيهقي 5/ 156. وأخرجه الترمذي (945) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ولفظه: عن جابر قال: كنا إذا حججنا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكنا نلبي عن النساء، ونرمي عن الصبيان. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد أجمع أهل العلم على أن المرأة لا يلبي عنها غيرُها، بل هي تلبي عن نفسها، ويكره لها رفع الصوت بالتلبية. وهو في "مسند أحمد" (14370) كلفظ حديث ابن ماجه.

70 - باب ما يحل للرجل إذا رمى جمرة العقبة

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ (¬1). 3040 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَمَا زِلْتُ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَلَمَّا رَمَاهَا قَطَعَ التَّلْبِيَةَ (¬2). 70 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ إِذَا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ 3041 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث بن عمير البصري، لكنه متابع. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه النسائي 5/ 268 من طريق سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (1860) و (2564)، والبخاري (1543) و (1686) من طرق عن ابن عباس، به. وهو في "مسند أحمد" (3199). وانظر ما بعده. (¬2) حديث صيحح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف خُصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري. أبو الأحوص: هو سلَّام بن سُليم الحنفي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه النسائي 5/ 276 من طريق خصف، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1543) و (1544) و (1670) و (1685) و (1686) و (7687)، ومسلم (1281) و (1282)، وأبو داود (1815)، والترمذي (935)، والنسائي 5/ 258 و 268 و275 و 276 من طرق عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس، به. وهو في "مسند أحمد" (1831). وانظر ما قبله.

71 - باب الحلق

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِذَا رَمَيْتُمْ الْجَمْرَةَ فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أبا عَبَّاسٍ، وَالطِّيبُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُضَمِّخُ رَأْسَهُ بِالْمِسْكِ، أَفَطِيبٌ ذَلِكَ أَمْ لَا؟ (¬1) 3042 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا خَالِي مُحَمَّدٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِإِحْرَامِهِ حِينَ أَحْرَمَ، وَلِإِحْلَالِهِ حِينَ أَحَلَّ (¬2). 71 - بَابُ الْحَلْقِ 3043 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين الحسن العرني وبين ابن عباس. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه النسائي 5/ 277 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث عائشة الآتي بعده. وهو في "مسند أحمد" (2090). قوله: "بُضَمَّخُ رأسَه"، قال السندي: بضاد وخاء معجمتين بينهما ميم، من ضَمَخَ كَنَصَرَ، بمعنى تضمخ، وهو التلطخ بالشيء والإكثار منه، وفي "القاموس": الضمخ: لطخ الجسد بالطيب حتى كأنه يقطر. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد: هو ابن عبيد الطنافسي، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وقد سلف عند المصنف برقم (2926)، وسلف تخريجه هناك. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (24672).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟! قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ" ثَلَاثًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: "وَالْمُقَصِّرِينَ" (¬1). 3044 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ" قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ" قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ" قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "وَالْمُقَصِّرِينَ" (¬2). 3045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاق، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1728)، ومسلم (1302) من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1302) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7158). (¬2) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (1727)، ومسلم (1301)، وأبو داود (1979)، والنسائي في "الكبرى" (4599) و (4101) من طريق نافع، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الحديث (1727) من طريق عبيد الله عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4657)، و"صحيح ابن حبان" (3880).

72 - باب من لبد رأسه

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ ظَاهَرْتَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقَصِّرِينَ وَاحِدَةً؟ قَالَ: "إِنَّهُمْ لَمْ يَشُكُّوا" (¬1). 72 - بَابُ مَنْ لَبَّدَ رَأْسَهُ 3046 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ حَفْصَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا وَلَمْ تَحِلَّ أَنْتَ مِنْ عُمْرَتِكَ؟ قَالَ: "إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل محمَّد بن إسحاق. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 453، وأبو يعلى (2718)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 255 - 256 و 256، وفي "شرح مشكل الآثار" (1364) و (1365) و (1366)، وأبو يعلى (2718) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3311)، وانظر تتمة تخريجه هناك. قوله: "لم يشكُوا"، قال السندي في حاشيته على "المسند": أي: لم يعاملوا معاملة من يشك في جواز التحلل، أي: من قصر، فكأنه شك في جواز التحلل حتى اقتصر في التحلل على بعضه، ومن حلق فلا يشك فيه، أي: لم يعاملوا معاملة من يشك في أن الاتباع أحسن، وأما من قصر، فقد عامل معاملة الشاك في ذلك، حيث ترك فِعلَه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والله تعالى أعلم. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (1566)، ومسلم (1229)، وأبو داود (1806)، والنسائي 136/ 5 من طريق نافع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6068) من مسند ابن عمر، و (26424) من مسند حفصة، وفي "صحيح ابن حبان" (3925)، وفيهما تمام تخريجه. =

73 - باب الذبح

3047 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُهِلُّ مُلَبِّدًا (¬1). 73 - بَابُ الذَّبْحِ 3048 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِنى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ، وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ" (¬2). ¬

_ = وقد استدل بهذا الحديث على أن من اعتمر، فساق هديًا لا يتحللُ من عمرته حتى ينحر هديَه يوم النحر، وفي حديث عائشة عند البخاري (319) عن عروة عنها قالت: خرجنا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج، فقدمنا مكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحرم بعمرة ولم يهد، فَليُحلِل، ومن أحرم بعمرة وأهدى، فلا يَحِل حتى يَحِل بنحرِ هديه، ومَنْ أهل بحج فليُتِمَّ حجَّه". (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (1540) و (5914) و (5915)، ومسلم (1184) (21) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6021) و (6146). قوله: مُلَبِّدًا: قال الحافظ في "الفتح" 3/ 400: أي: أحرم وقد لبَّد شعر رأسه، أي: جعل فيه شيئًا نحو الصمغ ليجتمع شعره لئلا يتشعث في الإحرام، أو يقع فيه القمل. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد، وهو الليثي. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أبو داود (1937) من طريق أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. =

74 - باب من قدم نسكا قبل نسك

74 - بَابُ مَنْ قَدَّمَ نُسُكًا قَبْلَ نُسُكٍ 3049 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّنْ قَدَّمَ شَيْئًا قَبْلَ شَيْءٍ إِلَّا يُلْقِي بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا: "لَا حَرَجَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1218) (149)، وأبو داود (1907) و (1936)، والنسائي 5/ 255 - 256 من طريق محمَّد بن علي بن أبي طالب عن جابر، به. ورواية النسائي مختصرة بعرفة. وسلف بنحوه بإسناد ضعيف من طريق محمَّد بن المنكدر عن جابر برقم (3012). وهو في "مسند أحمد" (14440) و (14498). (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السخياني. وأخرجه البخاري (84) من طريق أيوب السخياني، بهذا الإسناد. وسيأتي بعد هذا من طريق خالد الحذاء عن عكرمة، ويأتي تخريجه هناك. وأخرجه البخاري (1721) و (1722) و (1734) و (6666)، وبإثر الحديث (1722) - تعليقًا-، ومسلم (1307)، والنسائي في "الكبرى" (4088) و (4089) من طرق، عن ابن عباس بنحوه. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وهو في "مسند أحمد" (1857) و (1858)، و"صحيح ابن حبان" (3876). قوله: "لا حرج" أي: لا ضيق عليك في ذلك، والأعمال التي يقوم بها الحاج يوم النحر أربعة أشياء: رمي جمرة العقبة ثم نحر الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، وقد اختلف العلماء في جواز تقديم بعضها على بعض، فأجمعوا على الإجزاء في ذلك كما قاله ابن قدامة في "المغني" 5/ 320، إلا أنهم اختلفوا في وجوب الدم في بعض ذلك. وقال القرطبي: روي عن ابن عباس ولم يثبت عنه: أن من قدم شيئًا على شيء فعليه دم (قلنا: رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الجزء المفقود- ص 416) وفي إسناده إبراهيم بن مهاجر، وهو لين، لكن رواه =

3050 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسْأَلُ يَوْمَ مِنى، فَيَقُولُ: "لَا حَرَجَ، لَا حَرَجَ" فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ، قَالَ: "لَا حَرَجَ" قَالَ: رَمَيْتُ بَعْدَ ما أَمْسَيْتُ، قَالَ: "لَا حَرَجَ" (¬1). ¬

_ = الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 238 بإسناد حسن عنه) وبه قال سعيد بن جبير وقتادة والحسن والنخعي وأصحاب الرأي. قال الحافظ في "الفتح" 13/ 571: وفي نسبة ذلك إلى النخعي وأصحاب الرأي نظر، فإنهم لا يقولون بذلك إلا في بعض المواضع. وذهب الشافعي وجمهور السلف والعلماء وفقهاء أصحاب الحديث إلى الجواز وعدم وجوب الدم لقوله للسائل: "لا حرج" فهو ظاهر في رفع الإثم والفدية معًا، لأن اسم الضيق يشملهما. قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/ 236: ظاهر الحديث يدل على التوسعة في تقديم بعض هذه الأشياء على بعض، إلا أنه يحتمل أن يكون قوله: "لا حرج" أي: لا إثم في ذلك الفعل، وهو كذلك لمن كان ناسيًا أو جاهلًا، وأما من تعمد المخالفة فتجب عليه الفدية. وتُعقب بأن وجوب الفدية يحتاج إلى دليل، ولو كان واجبا لبينه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حينئذ، لأنه وقت الحاجة، ولا يجوز تأخيره. وقال الطبري: "لم يُسقط النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الحرج إلا وقد أجزأ الفعل، إذ لو لم يجزئ الفعل لأمره بالإعادة، لأن الجهل والنسيان لا يضعان عن المرء الحكم الذي يلزمه في الحج كما لو ترك الرمي ونحوه، فإنه لا يأثم بتركه جاهلًا أو ناسيًا، لكن يجب عليه الإعادة. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1723) و (1735)، وأبو داود (1983)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 272 من طريق خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وانظر ما قبه.

3051 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ عَمَّنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ، أَوْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ، قَالَ: "لَا حَرَجَ" (¬1). 3052 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِنًى يَوْمَ النَّحْرِ لِلنَّاسِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قَالَ: "لَا حَرَجَ" ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: "لَا حَرَجَ"، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ قَبْلَ شَيْءٍ، إِلَّا قَالَ: "لَا حَرَجَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (83)، ومسلم (1306)، وأبو داود (2014)، والترمذي (933)، والنسائي في "الكبرى" (4091) - (4094) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (6484)، و"صحيح ابن حبان" (3877)، وانظر تتمة تخريجه فيهما. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد، وهو الليثي مولاهم. وعلقه البخاري بإثر الحديث (1722) فقال: قال حماد، عن قيس بن سعد وعباد بن منصور، عن عطاء، عن جابر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ووصله النسائي في "الكبرى" (4090) من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء، به. =

75 - باب رمي الجمار أيام التشريق

75 - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ 3053 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ ضُحًى، وَأَمَّا بَعْدَ ذَلِكَ فَبَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ (¬1). 3054 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أَبُو شَيْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَرْمِي الْجِمَارَ إِذَا زَالَتْ الشَّمْسُ، قَدْرَ مَا إِذَا فَرَغَ مِنْ رَمْيِهِ صَلَّى الظُّهْرَ (¬2). ¬

_ = ووصله أيضًا النسائي، والطحاوي، والإسماعيلي، وابن حبان، والبيهقي، وابن حجر في "تغليق التعليق" من طرق عن حماد، به. انظر تعليقنا على "مسند أحمد" (14498)، و"صحيح ابن حبان" (3878). ويشهد له الأحاديث السالفة قبله في الباب. (¬1) إسناده صحيح، وقد صرح ابن جريج وأبو الزبير -واسمه: محمَّد بن مسلم بن تدرس- بالتحديث عند مسلم وغيره. وأخرجه مسلم (1299) (314)، وأبو داود (1971)، والترمذي (909)، والنسائي 5/ 270 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (14354)، و"صحيح ابن حبان" (3886). (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف جُبارة بن المغلِّس، وشيخُهُ إبراهيم بن عثمان بن أبي شيبة متروك. الحكم: هو ابن عُتيبة. وأخرجه الترمذي (913) من طريق حجاج بن أرطاة، عن الحكم، بهذا الإسناد. وقد صرح الحجاج بالتحديث عند أحمد في "المسند" (2635). وانظر تمام تخريجه في "المسند" (2231). ويشهد له ما قبله.

76 - باب الخطبة يوم النحر

76 - بَابُ الْخُطْبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ 3055 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ؟ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ. قَالَ: "فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا لَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسِهِ، وَلَا يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ، أَلَا إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَدًا، وَلَكِنْ سَتكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِي بَعْضِ مَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَيَرْضَى بِهَا، أَلَا وَكُلُّ دَمٍ مِنْ دِمَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ مَا أَضَعُ مِنْهَا دَمُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ -كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي لَيْثٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ- أَلَا وَإِنَّ كُلَّ رِبًا مِنْ رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، لَكُمْ رُؤوسُ أَمْوَالِكُمْ، لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ، أَلَا يَا أُمَّتَاهُ! هَلْ بَلَّغْتُ؟ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد، سليمان بن عمرو بن الأحوص روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (3334)، والترمذي (2298) و (3341)، والنسائي في "الكبرى" (4085) و (11149) من طريق شبيب بن غرقدة، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة بقصة ربا الجاهلية ودم الجاهلية. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (15507). =

3056 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْخَيْفِ مِنْ مِنى، فَقَالَ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ وجَمَاعَتِهِمْ (¬1)، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ" (¬2). ¬

_ = وقوله: " لا يجني جان ... ولا مولود على والده" سلف برقم (2669)، وهو هكذا مختصر في "مسند أحمد" (16064). ويشهد لقوله: "إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا" حديث جابر عند مسلم (2812)، والترمذي (2050)، وأحمد (14366)، وابن حبان (5941). ويشهد له حديث جابر الطويل في الحج، عند مسلم (1218) وسيرد عند المصنف (3074) وحديث عبد الله بن مسعود، وحديث ابن عمر الآتيان بعده. قوله: "دم الحارث بن عبد المطلب"، قال الخطابي في "معالم السُّنن" 3/ 59 - 60: فإن أبا داود هكذا روى، وإنما هو في سائر الروايات: "دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب" وحدثني عبد الله بن محمَّد المكي، حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عُبيدة، أخبرني ابن الكلبي أن ربيعة بن الحارث لم يقتل، وقد عاش بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى زمن عمر، وإنما قتل له ابن صغير في الجاهلية، فأهدر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما أهدر، ونسب الدم إليه لأنه ولي الدم. (¬1) في المطبوع: لولاة المسلمين ولزوم جماعتهم. وكلمة "لزوم" ليست في شيء من أصولنا الخطية. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد السلام -وهو ابن أبي الجنوب- متروك الحديث، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن. وسلف الحديث مختصرًا بالشطر الأول منه برقم (231) و (231 م)، وسلف تخريجه هناك. =

3057 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ تَوْبَةَ، حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ (¬1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْمُخَضْرَمَةِ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا، وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا، وَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ، وَشَهْرٌ حَرَامٌ، وَيَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: أَلَا وَإِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي يَوْمِكُمْ هَذَا، أَلَا وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَأُكَاثِرُ بِكُمْ الْأُمَمَ، فَلَا تُسَوِّدُوا وَجْهِي، أَلَا وَإِنِّي مُسْتَنْقِذٌ أُنَاسًا، وَمُسْتَنْقَذٌ مِنِّي أُنَاسٌ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُصَيْحَابِي؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ" (¬2). ¬

_ = قال السندي في حاشيته على "المسند": قوله: "لا يغل"، بكسر الغين المعجمة وتشديد اللام على المشهور، والياء تحتمل الضم والفتح، فعلى الأول: مِن أَغل: إذا خان، وعلى الثاني من غل: إذا صار ذا حقد وعداوة. و"عليهن" في موضع الحال، أي: ثلاث خصال، لا يخون قلب المؤمن، أو لا يدخل فيه الحقد كائنا عليهن، أي: ما دام المؤمن على هذه الخصال لا يدخل في قلبه خيانة أو حقد يمنعه من تبليغ العلم، فينبغي له الثبات على هذه الخصال حتى لا يمنعه شيء من التبليغ. (¬1) قوله: "عن مرة" سقط من مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي. (¬2) حديث صحيح، زافر بن سليمان -وإن كان ضعيفًا- قد توبع، إلا أنه انفرد بتعيين الصحابي، وقد رواه غيره مبهما كما سيأتي. أبو سنان: هو سعيد بن سنان الشيباني. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4084) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. =

3058 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ، قَالَ: "فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا بَلَدُ اللَّهِ الْحَرَامُ. قَالَ: "فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالُوا: شَهْرُ الْحَرَامُ. قَالَ: "هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ، وَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ، فِي هَذَا اليوم (¬1) " ثُمَّ قَالَ: "هَلْ بَلَّغْتُ"؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَطَفِقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ" ثُمَّ وَدَّعَ النَّاسَ، فَقَالُوا: هَذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (23497)، و"شرح مشكل الآثار" (42). وللحديث شواهد انظرها في "المسند". المخضرمة: هي التي قُطع طرف أُذنها. وقوله: "فَرَطكم" بفتحتين، أي: المهيِّئ لكم ما تحتاجون إليه. قاله السندي. (¬1) في المطبوع: كحرمة هذا البد في هذا الشهر في هذا اليوم. وفيه أيضًا فيما سبق: هذا بلد الله الحرام ... شهر الله الحرام. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه أبو داود (1945)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1459) و (1460)، والحاكم 2/ 331، والبيهقي 5/ 139 من طرق عن هشام بن الغاز، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود والطحاوي مختصرتان. وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (1742) بصيغة الجزم عن هشام ابن الغاز. وأخرجه البخاري (1742) من طريق محمَّد بن زيد، عن عبد الله بن عمر، بنحوه.

77 - باب زيارة البيت

77 - بَابُ زِيَارَةِ الْبَيْتِ 3059 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ طَاوُوسٍ، وَأَبو الزُّبَيْرِ (¬1) عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَّرَ طَوَافَ الزِّيَارَةِ إِلَى اللَّيْلِ (¬2). 3060 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ ¬

_ (¬1) قوله: "وأبو الزبير" معطوف على محمَّد بن طارق، أي: قال سفيان: وحدثني أبو الزبير عن عائشة وابن عباس. فحديث أبي الزبير مسند، وحديث محمَّد ابن طارق عن طاووس مرسل. ومصادر التخريج تدل على هذا. (¬2) إسناده ضعيف، أبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي- موصوف بالتدليس، وقد رواه بالعنعنة، وفي سماعه من ابن عباس وعائشة نظر، ثم إن هذا الحديث مخالف لحديث ابن عمر عند مسلم (1308)، وحديث جابر الآتي برقم (3074)، وحديث عائشة عند أبي داود (1973)، ففيها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفاض إلى مكة نهارًا وصلى الظهر بها. وقد جُمع بينها بحمل حديث ابن عمر وجابر وعائشة على اليوم الأول، وحملِ حديث ابن عباس وعائشة على باقي الأيام. وانظر "فتح الباري" 3/ 567. وأخرجه أبو داود (2000)، والترمذي (937)، والنسائي في "الكبرى" (4155) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث (1732) بصيغة الجزم عن أبي الزبير. وهو في "مسند أحمد" (1612). أما مرسل طاووس فأشار إليه البخاري في "تاريخه" 1/ 199. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3525)، والمزي في ترجمة محمَّد بن طارق من "تهذيب الكمال" 25/ 406 من طريق يحيى بن سعيد، بإسناد ابن ماجه. 247

78 - باب الشرب من زمزم

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَرْمُلْ فِي السَّبْعِ الَّذِي أَفَاضَ فِيهِ. قَالَ عَطَاءٌ: وَلَا رَمَلَ فِيهِ (¬1). 78 - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ زَمْزَمَ 3061 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِنْ زَمْزَمَ. قَالَ: فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي؟ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْكعبةَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ، أنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن وهب: هو عبد الله، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أبو داود (2001)، والنسائي في "الكبرى" (4156) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف، محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي بكر -وهو الجمحي- روى عنه اثنان ولم يوثقه أحد، وباقي رجاله ثقات. وقد اختلف على عثمان في تسمية شيخه كما سيأتي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 157 - 158، وفي "التاريخ الأوسط" 2/ 176 من طريق عبد الله بن المبارك، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 158 من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي 5/ 147 من طريق مكي بن إبراهيم، ثلاثتهم عن عثمان بن الأسود، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9111) - وعنه البخاري في "التاريخ" 1/ 158، والطبراني (11246) - عن عبد الرحمن بن عمر بن بوذيه - وتحرف في مطبوع "المصنف" إلى: =

3062 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الْمُؤَمَّلِ: إنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "زَمْزَمَ (¬1) لِمَا شُرِبَ لَهُ" (¬2). ¬

_ = عبد الله بن عمر-، وعبد الرزاق (9111) - ومن طريقه الطبراني (11246) - عن سفيان الثوري، والبخاري في "التاريخ" 1/ 158، والدارقطني (2736) و (2737)، والبيهقي 5/ 147 من طريق أبي زياد إسماعيل بن زكريا، والبخاري 1/ 158 من طريق الفضل بن موسى، أربعتهم عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليهة، عن ابن عباس. وأخرجه البيهقي 5/ 147 من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، عن عثمان بن الأسود، عن جليس لابن عباس، عن ابن عباس. وأخرجه الحاكم 1/ 472 من طريق إسماعيل بن زكريا، عن عثمان بن الأسود قال: جاء رجل إلى ابن عباس ... فسقط من إسناده ابن أبي مليكة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إن كان عثمان بن الأسود سمع من ابن عباس. قلنا: وقد رواه البيهقي 5/ 147 عن الحاكم بإثبات ابن أبي مليكة، وهو الصواب. وأخرجه الطبراني (10763) من طريق عطاء، عن ابن عباس. وإسناده ضعيف. (¬1) في المطبوع: ماءُ زمزم. وكانت كذلك في (ذ) ثم رُمَّجت لفظة "ماء". (¬2) حديث محتمل للتحسين، هشام بن عمار والوليد بن مسلم وعبد الله بن المؤمل متابعون. وأبو الزبير لم يصرح بسماعه من جابر إلا عند ابن ماجه هنا وعند البيهقي، وفي طريق ابن ماجه هشام بن عمار وتدليس الوليد، وفي إسناد البيهقي من لم نتبينه. وقد نقل السخاوي في "المقاصد الحسنة" (928) عن الحافظ ابن حجر أنه باجتماع طرقه يصلح للاحتجاج به. وحسنه ابن القيم في "زاد المعاد" 4/ 393، والمنذري في "الترغيب والترهيب" 2/ 210. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 95، وأحمد (14849)، والعقيلي في ترجمة عبد الله ابن المزمل من "الضعفاء" 2/ 303، والطبراني في "الأوسط" (849) و (9027)، =

79 - باب دخول الكعبة

79 - بَابُ دُخُولِ الْكَعْبَةِ 3063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْفَتْحِ الْكَعْبَةَ، وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ شَيْبَةَ، فَأَغْلَقُوهَا عَلَيْهِمْ مِنْ دَاخِلٍ، فَلَمَّا خَرَجُوا سَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَلَّى ¬

_ = وابن عدي في ترجمة ابن المؤمل من "الكامل" 4/ 1455، والأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 52، والبيهقي 5/ 148، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 37، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 179 من طريق عن عبد الله بن المؤمل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3815)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1455 عن علي بن سعيد الرازي، عن إبراهيم بن أبي داود البُرُلُسي، عن عبد الرحمن بن المغيرة، عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي الزبير، به. وهذا إسناد رجاله ثقات غير عبد الرحمن بن المغيرة فصدوق. وأخرجه البيهقي 5/ 202 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، به. وفي هذه الرواية تصريح أبي الزبير بالسماع من جابر، وفي إسناده أبو محمَّد أحمد ابن إسحاق بن شيبان البغدادي ولم نتبينه، وفيه أيضًا معاذ بن نجدة، وقد ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: صالح الحال. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4128)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 166 من طريق سويد بن سعيد، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن أبي الموال، عن محمَّد بن المنكدر، عن جابر. قال الحافظ في "التخيص" 2/ 268: خلط سويد بن سعيد في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل عن أبي الزبير، كذلك رويناه في "فوائد أبي بكر ابن المقرئ" من طريق صحيحة. وانظر شواهده في "مسند أحمد" (14849).

عَلَى وَجْهِهِ حِينَ دَخَلَ، بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، عَنْ يَمِينِهِ. ثُمَّ لُمْتُ نَفْسِي أَنْ لَا أَكُونَ سَأَلْتُهُ: كَمْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ (¬1). 3064 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ عِنْدِي وَهُوَ قَرِيرُ الْعَيْنِ طَيِّبُ النَّفْسِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ وَهُوَ حَزِينٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِي وَأَنْتَ قَرِيرُ الْعَيْنِ، وَرَجَعْتَ وَأَنْتَ حَزِينٌ؟ فَقَالَ: إِنِّي دَخَلْتُ الْكَعْبَةَ، وَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَتْعَبْتُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه البخاري (468)، ومسلم (1329)، وأبو داود (2023) و (2025)، والنسائي 2/ 63 و 5/ 216 - 217 و 217 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد على بعض. وأخرجه البخاري (397) و (1598)، ومسلم (1329) (392) و (394)، والنسائي 2/ 33 و 5/ 217 و 218 من طرق عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4464)، و"صحيح ابن حبان" (3202) و (3203) و (3204). (¬2) إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك. ابن أبي مليكة: هو عبد الله ابن عُبيد الله. وأخرجه أبو داود (2029)، والترمذي (882) من طريق إسماعيل بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح! وهو في "مسند أحمد" (25056)، و"شرح مشكل الآثار" (5790). وأخرجه أحمد (25197) من طريق جابر الجعفي، عن عرفجة بن عبد الله الثقفي، عن عائشة. وجابر الجعفي لا يصلح للاعتبار به في المتابعات لشدة الكلام فيه. =

80 - باب البيتوتة بمكة ليالي منى

80 - بَابُ الْبَيْتُوتَةِ بِمَكَّةَ لَيَالِي مِنًى 3065 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ أَيَّامَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ (¬1). 3066 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمْ يُرَخِّصْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَحَدٍ يَبِيتُ بِمَكَّةَ إِلَّا لِلْعَبَّاسِ، مِنْ أَجْلِ السِّقَايَةِ (¬2). 81 - بَابُ نُزُولِ الْمُحَصَّبِ 3067 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدَةُ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) ¬

_ = تنبيه: كنا قد حسَّنًا هذا الحديث في "مسند أحمد" و"جامع الترمذي"، فيستدرك من هنا. (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (1634)، ومسلم (1315) و (3891)، وأبو داود (1959)، والنسائي في "الكبرى" (4163) من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4691) و (4731)، و"صحيح ابن حبان" (3889) و (3891). (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم -وهو المكي-. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (11307) من طريق ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، عن عطاء، به.

وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ؛ كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ نُزُولَ الْأَبْطَحِ لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّمَا نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَكُونَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ (¬1). 3068 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عَمَّارِ ابْنِ رزيْقٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ادَّلَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ النَّفْرِ مِنْ الْبَطْحَاءِ ادِّلَاجًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، وعبدة: هو ابن سليمان، ووكيع: هو ابن الجراح، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم. وأخرجه البخاري (1765)، ومسلم (1311)، وأبو داود (2008)، والترمذي (945) و (941)، والنسائي في "الكبرى" (4193) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (4192) من طريق الزهري، عن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24143)، و"صحيح ابن حبان" (3896). (¬2) حديث صحيح، وهذا سند قوي من أجل معاوية بن هشام وقد توبع وباقي رجاله ثقات. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم والأسود: هما النخعيان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4191) من طريق الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24493). قولها: "ادَّلج" قال السندي: بتشديد الدال، وهو السير آخر الليل، وبلا تشديد، هو السير أول الليل، وخروجه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من البطحاء كان في الآخر، فتعين التشديد. ويوم النفر، قال ابن الأثير: هو اليوم الثاني من أيام التشريق، والنفر الآخر: اليوم الثالث.

82 - باب طواف الوداع

3069 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَنْزِلُونَ بِالْأَبْطَحِ (¬1). 82 - بَابُ طَوَافِ الْوَدَاعِ 3070 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُوسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ كُلَّ وَجْهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه الترمذي (938) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5624)، و "صحيح ابن حبان" (3895). وأخرجه مسلم (1310) من طريق أيوب، عن نافع، به. ولم يذكر عثمان. وأخرجه البخاري (1768) من طريق عبيد الله، عن نافع، قال: نزل بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعمر وابن عمر. قال الحافظ: هو عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسل، وعن عمر منقطع، وعن ابن عمر موصول. ويحتمل أن يكون نافع سمع ذلك من ابن عمر، فيكون الجميع موصولًا، ويدل عليه رواية عبد الرزاق التي قدمتها في الباب قبله. يعني: التي أخرجها مسلم. والأبطح: قال الحافظ في "الفتح" 3/ 590: أي: البطحاء التي بين مكة ومنى، وهي ما انبطح من الوادي واتسع، وهي التي يقال لها: المحصَّب والمعرَّس، وحدُّها ما بين الجبلين إلى المقبرة. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. سليمان: هو ابن أبي مسلم المكي الأحول. =

83 - باب الحائض تنفر قبل أن تودع

3071 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ طَاوُوسٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَنْفِرَ الرَّجُلُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ (¬1). 83 - بَابُ الْحَائِضِ تَنْفِرُ قَبْلَ أَنْ تُوَدِّعَ 3072 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ بَعْدَما أَفَاضَتْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟ " ¬

_ = وأخرجه مسلم (1327)، وأبو داود (2002)، والنسائي في "الكبرى" (4170) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1755)، ومسلم (1328) (380)، والنسائي في "الكبرى" (4185) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، عن طاووس، به. وزادوا: "إلا أنه خفَّف عن المرأة الحائض". وهو في "مسند أحمد" (1936)، و "صحيح ابن حبان" (3897). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن يزيد -وهو الخوزي- متروك، والمحفوظ عن طاووس حديث ابن عباس السالف قبله، وقد صح عن ابنِ عمر من قوله عند الترمذي (964)، والنسائي في "الكبرى" (4182) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: مَن حجَ فليكن آخرُ عهدِه بالبيت إلا الحُيَّض، رخَّص لهنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "صحيح ابن حبان" (3899).

فَقُلْتُ: إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ ثُمَّ حَاضَتْ بَعْدَ ذَلِكَ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَلْتَنْفِرْ" (¬1). 3073 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَفِيَّةَ فَقُلْنَا: قَدْ حَاضَتْ، فَقَالَ: "عَقْرَى حَلْقَى، مَا أُرَاهَا إِلَّا حَابِسَتَنَا" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قَدْ طَافَتْ يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ: "فَلَا إِذَنْ، مُرُوهَا فَلْتَنْفِرْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناداه صحيحان. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن، وعروة: هو ابن الزبير. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 149. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4172) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24101). وأخرجه مسلم بإثر الحديث (1328) / (382)، والنسائي في "الكبرى" (4173) من طريق الليث بن سعد، بالإسناد الثاني. وأخرجه البخاري (4401)، ومسلم بإثر (1328) / (383) من طريقين عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24525)، و"صحيح ابن حبان" (3903) و (3905). وأخرجه البخاري (1733)، والنسائي (4174) من طريق الأعرج، عن أبي سلمة، به. وأخرجه أبو داود (2003) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به. وأخرجه البخاري (1757)، ومسلم بإثر (1328) / (383) و (384)، والترمذي (963)، والنسائي (4179 - 4181) من طريق القاسم بن محمَّد عن عائشة. وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم والأسود: هما النخعيان. =

84 - باب حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

84 - بَابُ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3074 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ الْقَوْمِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَحَلَّ زِرِّي الْأَعْلَى، ثُمَّ حَلَّ زِرِّي الْأَسْفَلَ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ، سَلْ عَمَّا شِئْتَ. فَسَأَلْتُهُ، وَهُوَ أَعْمَى، فَجَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ (¬1) مُلْتَحِفًا بِهَا، كُلَّمَا وَضَعَهَا عَلَى مَنْكِبَيْهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيْهِ مِنْ صِغَرِهَا، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جَانِبِهِ عَلَى الْمِشْجَبِ، فَصَلَّى بِنَا، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنَا عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ بِيَدِهِ، فَعَقَدَ تِسْعًا وَقَالَ: ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 149 - 150. وأخرجه البخاري (1771)، ومسلم بإثر الحديث (1328) / (387)، والنسائي في "الكبرى" (4175 - 4178) من طرق عن إبراهيم النخعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25428). وقوله: "عقرى حلقى": بالفتح فيهما ثم السكون، وبالقصر بغير تنوين في الرواية، ويجوز في اللغة التنوين، وصوبه أبو عُبيد، لأن معناه الدعاء بالعقر والحلق كما يقال: سقيًا ورعيًا ونحو ذلك من المصادر التي يدعى بها، وعلى الأول هو نعت لا دعاء. ثم معنى عقرى: عقرها الله، أي: جرحها، وقيل: جعلها عاقرًا لا تلد، ومعنى حلقى: حلق شعرها وهو زينة المرأة، أو أصابها وجع في حلقها. هذا أصل هاتين الكلمتين ثم اتسع العرب، فصارت تلفظها ولا تريد بها حقيقة معناها التي وضعت له، كتربت يداه، وقاتله الله. (¬1) في (س): ساجة، بحذف النون، وهو الطيلسان، وأما النِّساجة: فهو ضرب من الملاحف منسوج. قاله السندي.

إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَعْمَلَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَأَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: "اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي" فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ، قَالَ جَابِرٌ: نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، بَيْنَ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ، وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ، مَا عَمِلَ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ، فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ"، وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ، وَلَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَلْبِيَتَهُ. قَالَ جَابِرٌ: لَسْنَا نَنْوِي إِلَّا الْحَجَّ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ قَامَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [لبقرة: 125] فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَكَانَ أَبِي يَقُولُ - وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ذَكَرَهُ عَنْ النَّبِيِّ -: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ الصَّفَا، قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ"،

فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ اللَّهَ وَهَلَّلَهُ وَحَمِدَهُ، وَقَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ" ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَقَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ، فَمَشَى حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ رَمَلَ فِي بَطْنِ الْوَادِي، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا -يَعْنِي قَدَمَيهُ- مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةِ قَالَ: "لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقْ الْهَدْيَ، وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً" فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلَّا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ. فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِعَامِنَا هَذَا أَوْ لِأَبَدِ أبدٍ؟ قَالَ: فَشَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصَابِعَهُ فِي الْأُخْرَى وَقَالَ: "دَخَلَتْ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ هَكَذَا - مَرَّتَيْنِ - لَا، بَلْ لِأَبَدِ ْأَبَدِ". قَالَ: وَقَدِمَ عَلِيٌّ بِبُدْنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ مِمَّنْ حَلَّ، وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا، وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، فَقَالَتْ: أَمَرَنِي أَبِي بِهَذَا، فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ فِي الَّذِي صَنَعَتْهُ، مُسْتَفْتِيًا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الَّذِي ذَكَرَتْ عَنْهُ، وَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا. فَقَالَ: "صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ. قَالَ: "فَإِنَّ مَعِي الْهَدْيَ، فَلَا تَحِلَّ" قَالَ: فَكَانَ جَمَاعَةُ

الْهَدْيِ الَّذِي جَاءَ بِهِ عَلِيٌّ مِنْ الْيَمَنِ، وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْمَدِينَةِ مِئةً. ثُمَّ حَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا إِلَّا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، أَهَلُّوا بِالْحَجِّ فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَصَلَّى بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتْ الشَّمْسُ، وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ فَضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلَّا أَنَّهُ وَاقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ أَوْ الْمُزْدَلِفَةِ، كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتْ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ لَهُ، فَرَكِبَ حَتَّى أَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: "إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ (¬1)، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ -كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي سَعْدٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ-، وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُهُ رِبَانَا رِبَا الْعَبَّاسِ ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ ¬

_ (¬1) في (س) و (م): قدمي هذه.

فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَمْ تَضِلُّوا إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابَ اللَّهِ، وَأَنْتُمْ مَسْؤولُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ " قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ. فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ، وَيَنْكُبهَا (¬1) إِلَى النَّاسِ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا. ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتْ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا حِينَ غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ خَلْفَهُ. فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ شَنَقَ الْقَصْوَاءَ بِالزِّمَامِ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: "أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ" كُلَّمَا أَتَى حَبْلًا مِنْ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلًا حَتَّى تَصْعَدَ. ثُمَّ أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا. ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: ينكتها. بالتاء، والمثبت من (س) و (م)، وينكبها، أي: يُميلها.

ثُمَّ دَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ رَجُلًا حَسَنَ الشَّعَرِ أَبْيَضَ وَسِيمًا، فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ الظُّعُنُ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الفضل يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ مِنْ الشِّقِّ الْآخَرِ، فَصَرَفَ الْفَضْلُ وَجْهَهُ مِنْ الشِّقِّ الْآخَرِ يَنْظُرُ، حَتَّى أَتَى مُحَسِّرًا، حَرَّكَ قَلِيلًا، ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تُخْرِجُكَ علَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَرَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا، مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، وَرَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ، وَأَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَكَلَا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا. ثُمَّ أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُمْ يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: "انْزَعُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمْ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ" فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه مسلم (1218) (147)، وأبو داود (1905) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1218) (148) من طريق حفص بن غياث، عن جعفر بن محمَّد، به. وهو في "مسند أحمد" (14440)، و"صحيح ابن حبان" (3944). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه مختصرًا بقصة الإهلال من ذي الحليفة البخاري (1515) من طريق عطاء، عن جابر. وأخرجه مختصرًا بالخروج إلى الصفا وقوله: "نبدأ بما بدأ الله به" النسائي 5/ 239 من طريقين عن جعفر بن محمَّد، به. وأخرجه مختصرًا بالدعاء على الصفا النسائي 5/ 239 - 240 و240 و240 - 241 و 243 و 244 من طرق عن جعفر بن محمَّد، به. وأخرجه مختصرًا بالرمل أثناء السعي النسائي 5/ 243 من طريق يحيي بن سعيد، عن جعفر، به. وأخرجه مختصرًا بقصة الصلاة في المقام أبو داود (3969) من طريق يحيى بن سعيد، عن جعفر، به. وأخرجه مختصرًا بخطبة التمتع وقدوم علي وقصته مع فاطمة النسائي 5/ 143 - 144 و 517 من طريق يحيى بن سعيد، عن جعفر، به. وأخرج الأمر بحل الإحرام وجعلها عمرة البخاري (1570)، ومسلم (1216) (146) من طريق مجاهد، ومسلم (1213) من طريق أبي الزبير، كلاهما عن جابر. وأخرج الأمر بالأحلال وقصة سراقة وقدوم علي البخاري (1557) و (1568) و (1651) و (1785) و (2506) و (4352) و (7230) و (7367)، ومسلم (1216)، والنسائي 5/ 157 و 178 و 202 من طريق عطاء، عن جابر. وبعضهم يزيد على بعض. وأخرجه قوله: "قد نحرت ها هنا، ومنى كلها منحر ... " مسلم (1218) (149)، وأبو داود (1907) و (1936)، والنسائي 5/ 255 - 256 و265 من طرق عن جعفر، به. وأخرج أبو داود (1937) بسند حسن عن جابر رفعه "كل عرفة موقف وكل مِنى منحر، وكل المزدلفة موقف، وكل فجاج مكة طريق ومنحر". وقد سلف مختصرًا بقصة أسماء بنت عميس برقم (2913). ومختصرًا بالتلبية برقم (2919). وبالرمل في الطواف برقم (2951). =

3075 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْحَجِّ عَلَى أَنْوَاعٍ ثَلَاثَةٍ: فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ مَعًا، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ مُفْرَدٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مُفْرَدَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَهَلَّ بِحَجٍّ وَعُمْرَةٍ مَعًا، لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ مِمَّا حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ مَنَاسِكَ الْحَجِّ، وَمَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ مُفْرَدًا لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ مِمَّا حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ مَنَاسِكَ الْحَجِّ، وَمَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مُفْرَدَةٍ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، حَلَّ مَا حَرُمَ عَنْهُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ حَجًّا (¬1). 3076 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَ حَجَّاتٍ: حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَحَجَّةً بَعْدَما هَاجَرَ مِنْ الْمَدِينَةِ، وَقَرَنَ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً، وَاجْتَمَعَ مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا جَاءَ بِهِ عَلِيٌّ مِائَةَ بَدَنَةٍ، مِنْهَا جَمَلٌ لِأَبِي جَهْلٍ ¬

_ = وبالصلاة عند المقام برقم (2960). وانظر أيضًا (2967) و (2972) و (2973) و (3012). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو الليثي- وباقي رجاله ثقات. وهو في "مسند أحمد" (25096) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (319)، ومسلم (1211)، وأبو داود (1779 - 1781)، والنسائي 5/ 145 و165 - 167 من طريق عروة، عن عائشة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (24076).

85 - باب المحصر

فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَنَحَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ، وَنَحَرَ عَلِيٌّ مَا غَبَرَ. قِيلَ لَهُ: مَنْ ذَكَرَهُ؟ قَالَ: جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (¬1). 85 - بَابُ الْمُحْصِرِ 3077 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عن يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ ¬

_ (¬1) حديث جابر رجاله ثقات، لكن اختلف على سفيان الثوري فيه كما سيأتي في التخريج، وهذا لفظ حديث جابر، أما حديث ابن عباس ففيه قصة الجمل فقط، وسيأتي تخريجه والكلام عليه برقم (3100). وأخرج حديث جابر الترمذي (826)، وابن خزيمة (3056)، والدارقطني (2696)، والحاكم 1/ 470، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 454 من طريق زيد بن حُباب، عن سفيان الثوري، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث سفيان لا نعرفه إلا من حديث زيد بن حُباب. ورأيت عبد الله بن عبد الرحمن -يعني الدارمي- روى هذا الحديث في كتبه عن عبد الله بن أبي زياد. وسألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا فلم يعرفه من حديث الثوري، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ورأيته لا يَعُد هذا الحديث محفوظًا، وقال: إنما يروى عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن مجاهد مرسلًا. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/ 189 عن محمَّد بن عبد الله الأسدي، والبيهقي في "الدلائل" 5/ 454 من طريق وكيع، كلاهما عن الثوري، عن ابن جريج، عن مجاهد مرسلًا. والصحيح في هذا الباب ما أخرجه البخاري (1778)، ومسلم (1253)، وأبو داود (1994)، والترمذي (827) عن قتادة، قلت لأنس: كم حج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: حجة واحدة.

حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرَجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى" فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَا: صَدَقَ (¬1). 3078 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ عَمْرٍو عَنْ حَبْسِ الْمُحْرِمِ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كُسِرَ أَوْ مَرِضَ أَوْ عَرَجَ فَقَدْ حَلَّ، وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ" قَالَ عِكْرِمَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَا: صَدَقَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن عُلية: هو إسماعيل بن إبراهيم. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 133. وأخرجه أبو داود (1862)، والترمذي (958) و (959)، والنسائي 5/ 198 و 198 - 199 من طرق عن حجاج بن أبي عثمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (15731)، و"شرح مشكل الآثار" (615) و (616). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد. وأخرجه أبو داود (1863)، والترمذي (960) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (617)، وفي "شرح معاني الآثار" 2/ 249 من طريق معاوية بن سلام، والطبراني (3214) من طريق سعيد بن يوسف، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وقد سلف قبله من طريق حجاج بن أبي عثمان، عن يحيى، عن عكرمة، حدثني حجاج بن عمرو. لم يذكر عبد الله بن رافع. قال الترمذي: سمعت محمدًا يقول: رواية معمر. ومعاوية بن سلام أصح. ونقل البيهقي في "السُّنن" 5/ 220 عن =

86 - باب فدية المحصر

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَجَدْتُهُ فِي جُزْءِ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، فَأَتَيْتُ بِهِ مَعْمَرًا، فَقَرَأَ عَلَيَّ أَوْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ. 86 - بَابُ فِدْيَةِ الْمُحْصِرِ 3079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَعَدْتُ إِلَى كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة: 196] قَالَ كَعْبٌ: فِيَّ أُنْزِلَتْ، كَانَ بِي أَذًى مِنْ رَأْسِي، فَحُمِلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَالْقَمْلُ يَتَنَاثَرُ عَلَى وَجْهِي. فَقَالَ: "مَا كُنْتُ أُرَى الْجُهْدَ بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى، أَتَجِدُ شَاةً؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} قَالَ: فَالصَّوْمُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى سِتَّةِ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ، وَالنُّسُكُ شَاةٌ (¬1). ¬

_ = علي ابن المديني قال: الحجاج الصوان -يعني ابن أبي عثمان- عن يحيى بن أبي كثير أثبت. قوله: "أو عرج" قال ابن الأثير في "النهاية": يقال: عَرَجَ يَعرُجُ عَرَجانًا، إذا غمز من شيء أصابه. وعَرِجَ يَعرَج عَرَجًا، إذا صار أعرج أو كان خِلقةً فيه، المعنى: أن من أحصره مرضٌ أو عدو فعليه أن يبعثَ بهدي ويُواعِدَ الحاملَ يومًا بعينه يذبحها فيه، فإذا ذُبحت تحلل. وانظر حكم الإحصار في "شرح مشكل الآثار" 2/ 75 - 80 للطحاوي، و"شرح السنة" 7/ 284 - 286 للبغوي. (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج. وعبد الرحمن ابن الأصبهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني. =

87 - باب الحجامة للمحرم

3080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ آذَانِي الْقَمْلُ أَنْ أَحْلِقَ رَأْسِي، وَأَصُومَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أُطْعِمَ سِتَّةَ مَسَاكِينَ، وَقَدْ عَلِمَ أَنْ لَيْسَ عِنْدِي مَا أَنْسُكُ (¬1). 87 - بَابُ الْحِجَامَةِ لِلْمُحْرِمِ 3081 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (1816)، ومسلم (1201) (85)، والنسائي في "الكبرى" (4098) و (10964) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18109)، و"صحيح ابن حبان" (3985) و (3987). وأخرجه مسلم (1201) (86) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عبد الرحمن، به. وأخرجه البخاري (1814)، ومسلم (1252) (80 - 84)، وأبو داود (1856) و (1857) و (1860) و (1861)، والترمذي (974) و (3215)، والنسائي في "المجتبى" 5/ 194 - 195، وفي "الكبرى" (4095 - 4097) و (10963) من طريق ابن أبي ليلى، والنسائي 5/ 195 من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، كلاهما عن كعب. وأخرجه أبو داود (1858) من طريق الشعبي، عن كعب. والشعبي لم يسمع من كعب. قال الحافظ في "الفتح" 4/ 13: الصواب أن بينهما واسطة، وهو ابن أبي ليلى على الصحيح. وانظر "مسند أحمد" (18101). وانظر ما بعده. (¬1) إسناده حسن. عبد الله بن نافع -وهو الصائغ- وأسامة بن زيد -وهو الليثي- حسنا الحديث. وانظر تخريجه فيما قبله.

88 - باب ما يدهن به المحرم

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ (¬1). 3082 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الضَّيْفِ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، منْ رَهْصَةٍ أَخَذَتْهُ (¬2). 88 - بَابُ مَا يَدَّهِنُ بِهِ الْمُحْرِمُ 3083 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدَّهِنُ رَأْسَهُ بِالزَّيْتِ وَهُوَ مُحْرِمٌ غَيْرَ الْمُقَتَّتِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو الكوفي- وباقي رجاله ثقات غيرَ مقسم -وهو ابن بُجرة، ويقال: نَجدة- فصدوق، والصحيح في لفظه: "احتجم رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو صائم، واحتجم وهو محرم". وقد سلف تخريجه والكلام عليه برقم (1682). (¬2) حديث صحيح، محمَّد بن أبي الضيف مجهول الحال لكنه متابع، وابن خثيم: هو عبد الله بن عثمان بن خثيم. وأخرجه ابن خزيمة (2661) من طريق الفضل بن سليمان، عن ابن خثيم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3863)، والنسائي 5/ 193 من طريقين عن أبي الزبير، به. وعندهم: "من وَثءٍ كان به". وهو في "مسند أحمد" (14280). قوله: "رهصة" قال ابن الأثير في "النهاية": أصل الرَّهص أن يصيب باطن حافر الدابة شيء يُوهنه أو ينزل فيه الماء من الإعياء. وأصل الرَّهص: شدة العَصر. أما الوثء، فهو الوهن دون الخلع والكسر. (¬3) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وباقي رجاله ثقات. وقد روي موقوفًا، وهو الصحيح. =

89 - باب المحرم يموت

89 - بَابُ الْمُحْرِمِ يَمُوتُ 3084 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَوْقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ وَلَا رَأْسَهُ (¬1)، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (983) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد بن جبير، وقد تكلم يحيى بن سعيد في فرقد السبخي، وروى عنه الناس. وهو في "مسند أحمد" (4783). وأخرج البخاري (1537) من طريق منصور، عن سعيد بن جبير قال: كان ابن عمر يدَّهن بالزيت، فذكرته لإبراهيم (يعني النخعي)؟ فقال: ما تصنع بقوله؟! حدثني الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني انظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو محرم. قلنا: يعني من أثر تطيبه قبل إحرامه. وأخرج البخاري (270) من طريق محمَّد بن المنتشر قال: سألت عائشة، فذكرتُ لها قول ابن عمر: ما أحب أن أصبح محرمًا أنضخ طيبًا، فقالت عائشة: أنا طيَّبتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم طاف على نسائه، ثم أصبح محرمًا. قوله: "غير المقتَت" أي: غير المطيَّب. وانظر "فتح الباري" 3/ 397 - 398. (¬1) قوله: "ولا رأسه" ليس في (ذ) و (م). (¬2) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (1268)، ومسلم (1206) (93) و (94) و (96 - 98)، وأبو داود (3238) و (3239)، والترمذي (972) من طرق عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1914)، و"صحيح ابن حبان" (3958). =

90 - باب جزاء الصيد يصيبه المحرم

3084م - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَوقَصَتْهُ (¬1) رَاحِلَتُهُ، وَقَالَ: "لَا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا" (¬2). 90 - بَابُ جَزَاءِ الصَّيْدِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ 3085 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (1265) و (1839)، ومسلم (1206) (94) و (95) و (103)، وأبو داود (3239) و (3240)، والنسائي 5/ 196 من طرق عن سعيد بن جير، به. وانظر ما بعده. وقال الترمذي: وهو قولُ سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: إذا مات المحرم انقطع إحرامه ويُصنع به ما يُصنع بغير المحرم. وقوله: "أوقصته راحلته" الوقص كسر العنق ودقها، يقال: وقصته وأوقصته بمعنى. (¬1) في الأصول: أعقصته، والتصويب من هامش (م) ولفظ البخاري (1266): فأقصعته أو قال: فأقعصته، قال الحافظ قوله: "فأقصعته، أي: هشمته، يقال: أقصع القملة: إذا هشمها، وقيل: هو خاص بكسر العظم، ولو سُلِّمَ، فلا مانع أن يستعار لكسر الرقبة، وفي رواية الكشمينهي بتقديم العين على الصاد، والقعص: القتل في الحال، ومنه قعاص الغنم، وهو موتها. (¬2) إسناده صحيح. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه البخاري (1267)، ومسلم (1206) (99 - 101)، والنسائي 5/ 196 و 197 من طرق عن أبي بشر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1850)، و"صحيح ابن حبان" (3959). وانظر ما قبله.

عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الضَّبُعِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ كَبْشًا، وَجَعَلَهُ مِنْ الصَّيْدِ (¬1). 3086 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي بَيْضِ النَّعَامِ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ: "ثَمَنُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه أبو داود (3801) من طريق جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3964). وانظر "مسند أحمد" (14165)، وما سيأتي برقم (3236). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، أبو المهزم -واسمه يزيد بن سفيان- متروك. حسين المعلم: هو ابن ذكوان، ويزيد بن موهب: هو ابن خالد بن موهب، وعلي بن عبد العزيز: هو علي بن غُراب. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6277)، والدارقطني (2562) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وفي الباب عن كعب بن عجرة عند عبد الرزاق (8302)، والدارقطني (2550)، والبيهقي 5/ 208، وإسناده ضعيف. وفي الباب أيضًا ما يعارضه عن أبي هريرة عند الدارقطني (2557)، والبيهقي 5/ 207، وفيه صيام يوم أو إطعام مسكين عن كل بيضة، وإسناده ضعيف. وعن عائشة عند أبي داود في "المراسيل" (138)، والدارقطني (2559) و (2560) و (2561)، والبيهقي 5/ 257، وفي إسناده مبهم، وقد سُمِّي عند الدارقطني ولا يصح، لذا حكم بصحة إرساله أبو داود والبيهقي. =

91 - باب ما يقتل المحرم

91 - بَابُ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ 3087 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الْأَبْقَعُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْحِدَيًّا" (¬1). ¬

_ = وعن شيخ من الأنصار عند عبد الرزاق (8292)، وابن أبي شيبة 4/ 13 - 14، وأحمد (20582)، وأبي داود في "المراسيل" (139)، والدارقطني (2552 - 2556)، والبيهقي 5/ 207 و 208. وفي أسانيده اختلاف واضطراب على ضعف فيها. وانظر الآثار عن الصحابة في الباب في "مصنف عبد الرزاق" 4/ 420 - 423، و"مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 4 - 14، و"سنن البيهقي" 5/ 208. (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه مسلم (1198) (67)، والنسائي 5/ 188 و 208 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1829)، ومسلم (1198) (68 - 71)، والترمذي (853)، والنسائي 5/ 208 و 209 - 210 و210 و211 من طريق عروة بن الزبير، ومسلم (1198) (66) من طريق القاسم بن محمَّد، كلاهما عن عائشة. ولم يقيِّدا الغراب بالأبقع. وهو في "مسند أحمد" (24661)، و"صحيح ابن حبان" (5632) و (5633). قوله: "الأبقع" قال السندي: هو الذي في ظهره أو بطنه بياض، وقد أخذ بهذا القيد طائفة، وأجاب آخرون بأن الروايات المطلقة أصح. والكلب العقور، قال ابن الأثير: هو كل سَبُع يَعقِرُ، أي: يجرح ويقتل ويفترس كالأسد والنمر والذئب. =

3088 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ -أَوْ قَالَ: فِي قَتْلِهِنَّ- وَهُوَ حَرَامٌ: الْعَقْرَبُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَأةُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ" (¬1). 3089 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَالسَّبُعَ الْعَادِيَ وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ وَالْفَأْرَةَ الْفُوَيْسِقَةَ"، فَقِيلَ ¬

_ = والحُدَيا، ويقال: الحِدَأة، قال السندي: هي أخس الطور تخطف أطعمة الناس من أيديهم. (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (1826)، ومسلم (1199) (76) و (77)، والنسائي 5/ 187 و 189 و190 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1828)، ومسلم (1199) (72) و (78) و (79)، وأبو داود (1846)، والنسائي 5/ 195 من طرق عن ابن عمر. وأخرجه البخاري (1827)، ومسلم (1200) (74) و (75) من طريق زيد بن جبير، عن ابن عمر، عن إحدى نسوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه مسلم (1200) (73) من طريق سالم، عن ابن عمر، عن حفصة أم المؤمنين، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وإلى هذا ذهب أبو حاتم الرازي -كما في "العلل، 1/ 281 - وجزم بأن ابن عمر لم يسمعه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بينما استظهر الحافظ في "الفتح" 4/ 36 بأن ابن عمر سمعه من حفصة وسمعه من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (4461).

92 - باب ما ينهى عنه المحرم من الصيد

لَهُ: لِمَ قِيلَ لَهَا الْفُوَيْسِقَةُ؟ قَالَ: لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَيْقَظَ لَهَا، وَقَدْ أَخَذَتْ الْفَتِيلَةَ لِتُحْرِقَ الْبَيْتَ (¬1). 92 - بَاب مَا يُنْهَى عَنْهُ الْمُحْرِمُ مِنْ الصَّيْدِ 3090 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ؛ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي- وباقي رجاله ثقات. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وابن أبي نعم: هو عبد الرحمن. وأخرج القطعة الأولى منه أبو داود (1848)، والترمذي (854) من طريق يزيد ابن أبي زياد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10990). ولهذه القطعة شواهد تصح بها، منها حديث عائشة وحديث ابن عمر السالفان قبله. وللقطعة الثانية منه شاهد من حديث ابن عباس عند أبي داود (5247) بلفظ: جاءت فأرة فأخذت تجرُّ الفتيلة، فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الخمرة التي كان قاعدًا عليها، فاحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال: "إذا نمتم فأطفئوا سُرُجَكم، فإن الشيطان يدل مثل هذه على هذا فتحرقكم" وهو من رواية سماك عن عكرمة، وهي مضطربة ضعيفة عند أهل العلم. وقد صحت بغير هذا السياق، فقد أخرج البخاري (3316) من حديث جابر مرفوعًا: "خَمروا الآنية، ... ، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجتزَت الفتيلة فاحرقت أهل البيت".

أَخبرنَا الصَعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِوَدَّانَ، فَأَهْدَيْتُ لَهُ حِمَارَ وَحْشٍ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ، فَلَمَّا رَأَى فِي وَجْهِيَ الْكَرَاهِيَةَ قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا حُرُمٌ" (¬1). 3091 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَحْمِ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب الزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه مسلم (1193) (52) من طريق سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. إلا أنه قال: "لحم حمار وحش" وهي لفظة انفرد بها ابن عيينة من بين أصحاب الزهري، وقد رواه أيضًا على الصواب كما في رواية ابن ماجه وغيره. وقد تكلمنا على هذه اللفظة في "المسند" (16422). وأخرجه البخاري (1825) و (2596)، ومسلم (1193) (50) و (51)، والترمذي (865)، والنسائي 5/ 183 - 184 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/ 184 من طريق صالح بن كيسان، عن عبيد الله، به. على أن صالحًا يرويه عن الزهري عن عبيد الله عند مسلم، وهو أصح. وهو في "مسند أحمد" (16422)، و"صحيح ابن حبان" (3967) و (3969). قال الترمذي: ذهب قوم من أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم إلى هذا الحديث، وكرهوا أكلَ الصيدِ للمحرم. وقال الشافعي: إنما وجهُ هذا الحديث عندنا: إنما رده عليه لما ظن أنه صِيدَ من أجله، وتركه على التنزه. وقد روى بعض أصحاب الزهري عن الزهري هذا الحديث، وقال: أهدى له لحم حمار وحش وهو غير محفوظ. وانظر حديث أبي قتادة الآتي برقم (3093). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الكريم -وهو ابن أبي المخارق-، وعمران بن محمَّد بن أبي ليلى روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجاله ثقات. =

93 - باب الرخصة في ذلك إذا لم يصد له

93 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ إِذَا لَمْ يُصَدْ لَهُ 3092 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَاهُ حِمَارَ وَحْشٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُفَرِّقَهُ فِي الرِّفَاقِ وَهُمْ مُحْرِمُونَ (¬1). ¬

_ = وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "المسند" (830)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 168 من طريق محمَّد بن عمران، بهذا الإسناد. وأخرج نحوه ضمن قصة مطولة أبو داود (1849) من طريق عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن علي، وإسنادها ضعيف. ويشهد له حديث الصعب بن جثامة السالف قبله. (¬1) حديث صحيح على وهم من سفيان بن عيينة في إسناده، فقد جعله من حديث عيسى بن طلحة عن طلحة بن عبيد الله، والصواب أنه من حديث عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة. وقد نبه على وهم سفيان في هذا الحديث غير واحد من أهل العلم منهم الدارقطني في "العلل" 4/ 209، والمزي في "تحفة الأشراف" (5006). وأخرجه علي ابن المديني في "العلل"، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" -كما في "النكت الظراف" لابن حجر (5006) - عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال ابن المديني: قلت لسفيان: إنه كان في كتاب الثقفي: "عن يحيى بن سعيد، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة، عن البهزي" قال: فقال لي سفيان: ظننت أنه طلحة وليس أستيقنه، وأما الحديث فقد جئتك به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/ 351 - ومن طريقه عبد الرزاق (8339)، والنسائي 5/ 182 - 183، وابن حبان (5111)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 231، والبيهقي 6/ 171 و 9/ 243 و320 - ، وأخرجه أحمد (15744)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1382)، والطحاوي 2/ 172، والطبراني (5283)، والبيهقي 5/ 188 من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي 9/ 243، وابن عبد البر في =

3093 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابُهُ وَلَمْ أُحْرِمْ، فَرَأَيْتُ حِمَارًا، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فاصْطَدْتُهُ، فَذَكَرْتُ شَأْنَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذَكَرْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْرَمْتُ، وَأَنِّي إِنَّمَا اصْطَدْتُهُ لَكَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حِينَ أَخْبَرْتُهُ أَنِّي اصْطَدْتُهُ لَهُ (¬1). ¬

_ = "التمهيد" 23/ 342 من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم (مالك ويزيد وحماد) عن يحيى بن سعيد، عن محمَّد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بالعَرج، فإذا هو بحمار عقير، فلم يلبث أن جاء رجل مِن بهز، فقال: يا رسولَ الله، هذه رميتي فشأنكم بها، فأمر رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا بكر، فقسمه بين الرفاق ... وبعضهم يقول: عن عمير بن سلمة عن رجل من بهز. والظاهر أنه يعني: عن قصة الرجل من بهز، وأن عميرًا حضر القصة مباشرة، كما رجحه أبو حاتم في "العلل" 1/ 299، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 342 - 343. وأخرجه ابن أبي عاصم (972)، والنسائي 7/ 205، والطحاوي 2/ 172، وابن حبان (5112)، والحاكم 3/ 623 - 624 من طريق يزيد بن الهاد، عن محمَّد ابن إبراهيم، به على الصواب. وكذلك رواه عن محمَّد بن إبراهيم عبدُ ربه بن سعيد ويحيى بنُ أبي كثير كما في "علل الدارقطني" 4/ 209. أما حديث طلحة فحديث آخر في طير مصيد لا حمار وحش، وقد أخرجه مسلم (1197)، والنسائي 5/ 182. (¬1) حديث صحيح دون قوله: "إنما اصطدته لك" ودون قوله: "ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له" فقد تفرد بهما معمر عن يحيى بن أبي كثير، وخالفه أصحاب يحيى وأصحاب عبد الله بن أبي قتادة ورواية غير ابن أبي قتادة عن أبي قتادة. وقد استغرب هاتين الزيادتين ابن خزيمة والبيهقي وابن حزم وغيرهم. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8337). وأخرجه البخاري (1821)، ومسلم (1196) (59)، والنسائي 5/ 185 - 186 من طريق هشام الدستوائي، والبخاري (1822)، ومسلم (1196) (62)، والنسائي 5/ 186 من طريق معاوية بن سلام، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. ولم يذكرا العبارتين اللتين تفرد بهما معمر. وأخرجه البخاري (2570)، ومسلم (1196) (63)، والنسائي 7/ 205 من طريق أبي حازم سلمة بن دينار، والبخاري (1824)، ومسلم (1196) (65) و (61)، والنسائي 5/ 186 من طريق عثمان بن عبد الله بن موهب، ومسلم (1196) (64) من طريق عبد العزيز بن رفيع، ثلاثتهم عن ابن أبي قتادة، به. وفي رواية أبي حازم أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكل من لحمه، وفي رواية عثمان وعبد العزيز زيادة: "هل أشار إليه إنسان منكم أو أمره بشئ، قالوا: لا يا رسول الله. قال: فكلوا". وهذا لفظ عبد العزيز، ولفظ عثمان بنحوه. وأخرجه البخاري (2914)، ومسلم (1196) (58)، والترمذي (864) من طريق عطاء بن يسار، والبخاري (1823)، ومسلم (1196) (56) و (57)، والترمذي (863) من طريق نافع مولى أبي قتادة، كلاهما عن أبي قتادة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (22590) من طريق معمر، و"صحيح ابن حبان" (3966). ولا خلاف بين أهل العلم في تحريم الصيد على المحرم إذا صاده أو ذبحه، لقوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96]. وإن صاده حلال وذبحه، وكان من المحرم إعانة فيه أو دلالة عليه أو إشارةٌ إليه، لم يُبَح أكلُه أيضًا. وإن صاده الحلال من أجل المحرم دون إعانة أو إشارة من المحرم، لم يبح أكله عند مالك والشافعي وأحمد، وقال أبو حنيفة: له أكلُه، لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديث أبي قتادة هذا: "هل أشار إليه إنسان منكم أو أمره بشيء، قالوا: لا يا رسول الله. قال: "فكلوا" فدل على أن التحريم إنما يتعلق بالإشارة والأمر والإعانة. وحكي عن علي وابن عمر وعائشة وابن عباس أن لحمَ الصيد يَحرُمُ على المحرمِ بكُلِّ حال، لحديث الصعب بن جثامة السالف برقم (3090) وحديث علي السالف برقم (3091).

94 - باب تقليد البدن

94 - بَابُ تَقْلِيدِ الْبُدْنِ 3094 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُهْدِي مِنْ الْمَدِينَةِ، فَأَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِهِ، ثُمَّ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ (¬1). 3095 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، ¬

_ = وأجاب الجمهور بأن هذين الحديثين محمولان على أنه صِيدَ من أجلهم، أو بإشارتهم وإعانتهم توفيقًا بين الأحاديث. وانظر "المغني" لابن قدامة 5/ 135، و "التمهيد" 21/ 155 - 156، و"شرح معاني الآثار" 2/ 168 - 176، و"فتح الباري" 4/ 33 - 34. (¬1) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (1698)، ومسلم (1321) (359)، وأبو داود (1758)، والنسائي 5/ 171 من طريقين عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1321) (360)، والنسائي 5/ 175 من طريق الزهري، ومسلم (1321) (360) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن عروة بن الزبير، به. وأخرجه البخاري (1700)، ومسلم (1321) (369)، والنسائي 5/ 175 من طريق عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، به. وأخرجه البخاري (1704) و (5566)، ومسلم (1321) (370)، والنسائي 5/ 171 من طريق مسروق، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24524)، و"شرح مشكل الآثار" (5522)، و "صحيح ابن حبان" (4009) و (4013). وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (3098).

95 - باب تقليد الغنم

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: كُنْتُ أَفْتِلُ الْقَلَائِدَ لِهَدْيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَيُقَلِّدُ هَدْيَهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهِ، ثُمَّ يُقِيمُ لَا يَجْتَنِبُ شَيْئًا مِمَّا يَجْتَنِبُهُ الْمُحْرِمُ (¬1). 95 - بَابُ تَقْلِيدِ الْغَنَمِ 3096 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّةً غَنَمًا إِلَى الْبَيْتِ، فَقَلَّدَهَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم والأسود: هما النخعيان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 84. وأخرجه البخاري (1702)، ومسلم (1321) (366)، والنسائي 5/ 171 من طريق الأعمش بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1703)، ومسلم (1321) (365)، والترمذي (925)، والنسائي 5/ 171 - 172 و 173 و 174 و 175 - 176 من طريق منصور بن المعتمر، ومسلم (1321) (368)، والنسائي 5/ 174 من طريق الحكم بن عتيبة، كلاهما عن إبراهيم، به. وبعضهم يزيد على بعض، وفي بعض الروايات أن القلائد كانت من الغنم. وأخرجه النسائي 5/ 175 من طريق أبي إسحاق، عن الأسود، به. وهو في "مسند أحمد" (25872)، و"شرح مشكل الآثار" (5516). وانظر ما قبله وما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 109. =

96 - باب إشعار البدن

96 - بَابُ إِشْعَارِ الْبُدْنِ 3097 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشْعَرَ الْهَدْيَ فِي السَّنَامِ الْأَيْمَنِ، وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّمَ. وَقَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ: بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَقَلَّدَ نَعْلَيْنِ (¬1). 3098 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَفْلَحَ، عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَلَّدَ وَأَشْعَرَ وَأَرْسَلَ بِهَا، وَلَمْ يَجْتَنِبْ مَا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1701)، ومسلم (1321) (367)، وأبو داود (1755)، والنسائي 5/ 173 من طريقين عن إبراهيم، به. وهو في "مسند أحمد" (24155). وانظر الحديثين السالفين قبله. (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وهشام الدستوائي: هو ابن أبي عبد الله، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو حسان الأعرج: هو مسلم بن عبد الله، وهو مشهور بكنيته. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/ 155، وفي الجزء الذي نشره العمروي ص 154. وأخرجه مسلم (1243)، وأبو داود (1753)، والترمذي (922)، والنسائي 5/ 170 و170 - 171 و 172 و 174 من طريقين عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3206)، و"صحيح ابن حبان" (4000). (¬2) إسناده صحيح. أفلح: هو ابن حميد الأنصاري، والقاسم: هو ابن محمَّد ابن أبي بكر. =

97 - باب من جلل البدنة

97 - بَابُ مَنْ جَلَّلَ الْبَدَنَةَ 3099 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَقْسِمَ جِلَالَهَا وَجُلُودَهَا، وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا شَيْئًا، وَقَالَ: "نَحْنُ نُعْطِيهِ" (¬1). 98 - بَابُ الْهَدْيِ مِنْ الْإِنَاثِ وَالذُّكُورِ 3100 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 155. وأخرجه البخاري (1696)، ومسلم (1321) (361 - 364)، وأبو داود (1757) و (1759)، والترمذي (924)، والنسائي 5/ 170 - 173 و175 من طرق عن القاسم ابن محمَّد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد على بعض. وهو في "مسند أحمد" (24492). وانظر ما سلف برقم (3594) و (3095). (¬1) إسناده صحيح. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن. وأخرجه البخاري (1707) و (1716 - 1718)، ومسلم (1317)، وأبو داود (1769)، والنسائي في "الكبرى" (4128 - 4139) من طرق عن مجاهد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (593)، و"صحيح ابن حبان" (4021). وسيأتي برقم (3157). قوله: "جلالها" الجلال جمع جلّ، بالفتح والضم، وهو ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَهْدَى فِي بُدْنِهِ جَمَلًا لِأَبِي جَهْلٍ، بُرَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ (¬1). 3101 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخبرنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ فِي بُدْنِهِ جَمَلٌ (¬2). ¬

_ (¬1) حسن بطرقه، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وقد توبع. سفيان: هو الثوري، والحكم: هو ابن عتيبة، ومقسم: هو ابن بُجرة، ويقال: نَجدة، مولى ابن عباس. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 243. وأخرجه أحمد (2079)، والطبراني (12057)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 97، والبيهقي 5/ 230 و 9/ 272، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 414 من طرق عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 5/ 230 من طريق يعلى بن عبيد، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن الحكم، به. وأخرجه أبو داود (1749) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. وهو من هذه الطريق في "مسند أحمد" (2362) و (2466)، وفيه تمام الكلام على هذه الطريق. وانظر ما سلف برقم (3076). وهذا الهدي كان في عُمرة الحديبية، والجمل كان مما غنمه المسلمون من المشركين يوم بدر، والبُرَةُ: حلقة تجعل في أنف البعير. (¬2) حسن بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، وهو الربذي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/ 438، وفي الجزء الذي نشره العمروي ص 243، إلا أنه سقط قوله: "عن أبيه" من جزء العمروي. =

99 - باب الهدي يساق من دون الميقات

99 - بَابُ الْهَدْيِ يُسَاقُ مِنْ دُونِ الْمِيقَاتِ 3102 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيْدٍ (¬1). 100 - بَابُ رُكُوبِ الْبُدْنِ 3103 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ: "ارْكَبْهَا" قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: "ارْكَبْهَا، وَيْحَكَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مطولًا ابن سعد في "الطبقات" 2/ 102 - 103، والفاكهي في "أخبار مكة" (2882) من طريق عُبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. زاد ابن سعد في روايته أنه جمل أبي جهل. وانظر ما قبله. (¬1) إسناده ضعيف لضعف يحيى بن اليمان، وقد خولف في رفعه فرواه الثقات من فعل ابن عمر، وهو الصحيح. سفيان: هو الثوري، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مرفوعًا الترمذي (923) من طريق يحيى بن اليمان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان. وروي عن نافع: أن ابن عمر اشترى هديه من قُديد. وهذا أصح. وأخرجه موقوفًا على ابن عمر البخاري (1693)، ومسلم (1230) (181)، والنسائي 5/ 226 من طرق عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4595) و (5165). قوله: "قُديد" قال السندي: موضع بين الحرمين داخل الميقات. (¬2) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. =

101 - باب في الهدي إذا عطب

3104 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُرَّ عَلَيْهِ بِبَدَنَةٍ، فَقَالَ: "ارْكَبْهَا" قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ! قَالَ: "ارْكَبْهَا". قَالَ: فَرَأَيْتُهُ رَاكِبَهَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فِي عُنُقِهَا نَعْلٌ (¬1). 101 - بَاب فِي الْهَدْيِ إِذَا عَطِبَ 3105 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ ذُؤَيْبًا الْخُزَاعِيَّ حَدَّثَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَبْعَثُ مَعَهُ بِالْبُدْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: "إِذَا عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ فَخَشِيتَ عَلَيْهِ مَوْتًا فَانْحَرْهَا، ثُمَّ ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/ 228 - 229. وأخرجه البخاري (1689)، ومسلم (1322) (371)، وأبو داود (1760)، والنسائي 5/ 176 من طريقين عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1706) من طريق عكرمة، ومسلم (1322) (372) من طريق همام، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7350) و (10233)، و"صحيح ابن حبان" (4014). (¬1) إسناده صحيح. هشام صاحب الدستوائي: هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، ويقال له: صاحب الدستوائي أيضًا، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (1690) و (2754) و (6159)، والترمذي (927)، والنسائي 5/ 176 من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1323) (373)، والنسائي 5/ 176 من طريق ثابت البناني، ومسلم (1323) (374) من طريق بكير بن الأخنس، كلاهما عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (13415).

اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ اضْرِبْ صَفْحَتَهَا، وَلَا تَطْعَمْ مِنْهَا أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ" (¬1). 3106 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِيِّ- قَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ صَاحِبَ بُدْنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنْ الْبُدْنِ؟ قَالَ: "انْحَرْهُ، وَاغْمِسْ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ، ثُمَّ اضْرِبْ صَفْحَتَهُ، وَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، فَلْيَأْكُلُوهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، قتادة -وهو ابن دعامة السدوسي- لم يسمع من سنان بن سلمة شيئًا فيما قال يحيى بن سعيد ويحيى بن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" ص 340، وللحديث طريق أخرى صحيحة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 4/ 33 - 34. وأخرجه مسلم (1326) في الشواهد من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17974). وأخرجه مسلم (1325)، وأبو داود (1763)، والنسائي في "الكبرى" (4122) من طريق أبي التياح يزيد بن حميد، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعث بست عشرة بدنة مع رجل، وأمره فيها، قال: فمضى ثم رجع فقال: يا رسول الله، كيف أصنع بما أُبدِعَ عليَّ منها؟ قال: "انحرها، ثم اصبغ نعليها في دمها، ثم اجعله على صفحتها، ولا تأكل أنت ولا أحد من أهل رفقتك". وهو في "مسند أحمد" (1869)، و"صحيح ابن حبان" (4025). (¬2) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 4/ 33 و 14/ 230. وأخرجه أبو داود (1762)، والترمذي (926)، والنسائي في "الكبرى" (4123) من طريقين عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18943)، و "صحيح ابن حبان" (4023).

102 - باب أجر بيوت مكة

102 - بَابُ أَجْرِ بُيُوتِ مَكَّةَ 3107 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ ابْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمَا تُدْعَى رِبَاعُ مَكَّةَ إِلَّا السَّوَائِبَ، مَنْ احْتَاجَ سَكَنَ، وَمَنْ اسْتَغْنَى أَسْكَنَ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة حال علقمة بن نضلة، وهو تابعي لا تصح صحبته، فالحديث مرسل. وهو في "مصنف ابن أبي شبة" الجزء الذي نشره العمروي ص 372، وتحرف فيه عمر بن سعيد إلى عمرو، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/ (7)، والدارقطني (3019). وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 1/ 292، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 287، والطبراني 18/ (7) من طريق مسدد بن مسرهد، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وجاء في رواية ابن أبي حاتم: عثمان بن سليمان، قال أبو حاتم: كذا قال مسدد، وإنما هو عثمان بن أبي سليمان. قلنا: وقد جاءت روايته على الصواب عند الطبراني وابن قانع. وأخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" 2/ 162 - 163، والفاكهي في "أخبار مكة" (2047)، والطحاوي 4/ 48 و 49، وابن عدي في ترجمة يحيى بن نصر من "الكامل" 7/ 2701، والدارقطني (3020) من طرق عن عمر بن سعيد، به. وأخرجه البيهقي 6/ 35 من طريق أبي الجواب الأحوص بن جواب، عن سفيان الثوري، عن عمر بن سعيد، به. وتابع أبا جواب عليه محمَّد بن يوسف الفريابي عن ابن منده، وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عند الطبراني، فيما ذكر الحافظ في "الإصابة" 4/ 250، إلا أن الفريابي سمى علقمة: عبدَ الله بن نضلة. وخالفهم معاوية بن هشام عند الدارقطني (3020)، فرواه عن سفيان، عن عمر بن سعيد، عن عثمان بن أبي سليمان، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن علقمة =

103 - باب فضل مكة

103 - بَابُ فَضْلِ مَكَّةَ 3108 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي عُقَيْلٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ قَالَ لَهُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى راحلته وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ، يَقُولُ: "وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلى الله، ولولا (¬1) أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ" (¬2). 3109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ ¬

_ = ابن نضلة. فزاد نافعًا، ونافع ثقة، وكان البيهقي وابن حجر في "الفتح" 3/ 450 حكمًا بانقطاع الإسناد الأول لهذه الزيادة، لكن قد إنفرد بذكره في هذا الإسناد معاوية بن هشام، وهو صدوق له أوهام، وخالفه الرواة عن سفيان، والرواة عن عمر ابن سعيد، ثم قد صرح عثمان بن أبي سليمان بسماعه من علقمة عند الدارقطني (3020)، وابن منده كما في "الإصابة" 4/ 250، وهو ثقة على كل حال، فتبقى علةُ الحديث الإرسال، وأن مُرسِلَه مجهول الحال. والله أعلم. وانظر في مسألة تأجير بيوت مكة "شرح معاني الآثار" 4/ 48 - 51، و "فتح الباري" 3/ 450. (¬1) هكذا في (س) و (م)، وفي (ذ): وأحب أرض الله إليَّ ولولا، وفي المطبوع: إليَّ والله لولا. (¬2) إسناده صحيح. عقيل: هو ابن خالد الأيلي، ومحمد بن مسلم: هو الزهري. وأخرجه الترمذي (4267)، والنسائي في "الكبرى" (4238) و (4239) من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18715) و (18716)، و "صحيح ابن حبان" (3708). وأخرجه النسائي (4240) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهو وهم من معمر كما هو مبين في "المسند" (18718).

عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ عَامَ الْفَتْحِ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السماوات وَالْأَرْضَ، فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يَأْخُذُ لُقْطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ" فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِلْبُيُوتِ وَالْقُبُورِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِلَّا الْإِذْخِرَ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات. وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (1349) بصيغة الجزم عن أبان بن صالح. وقد جزم النسائي والدارقطني والبرقاني بأن حديث صفية بنت شيبة عن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسل، وكذا جزم ابن سعد وابن حبان بأن صفية بنت شيبة تابعية. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (15908): لو صح هذا الحديث، لكان صريحًا في سماعها من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لكن في إسناده أبان بن صالح وهو ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 239 معقبًا عليه: كذا أطلق هنا، ولم ينقل في ترجمة أبان بن صالح في "التهذيب" تضعيفه عن أحد، بل نقل توثيقه عن يحيى بن معين وأبي زرعة وغيرهم، وقال الذهبي في "مختصر التهذيب": ما رأيت أحدًا ضعف أبان بن صالح، وكأنه لم يقف على قول ابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 312) لما ذكر حديث جابر في استقبال قاضي الحاجة القبلة من رواية أبان بن صالح المذكور: هذا ليس صحيحًا، لأن أبان بن صالح ضعيف. كذا قال، وكأنه التبس عليه بأبان بن أبي عياش البصري صاحب أنس فإنه ضعيف باتفاق، وهو أشهر وأكثر حديثًا ورواة من أبان بن صالح، ولهذا لما ذكر ابن حزم الحديث المذكور عن جابر قال: أبان بن صالح ليس بالمشهور (انظر "المحلى" 1/ 198)، قلت (القائل ابن حجر): ولكن يكفي توثيق ابن معين ومن ذكر له، وقد روى عنه أيضًا ابن جريج وأسامة بن زيد الليثي وغيرهما، وأشهر من روى عنه محمَّد بن إسحاق. وقد ذكر المزي أيضًا حديث صفية بنت شيبة قالت: طاف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على بعير يستلم الحجر بمحجن وأنا انظر إليه. أخرجه أبو داود (1878)، وابن ماجه (2947)، =

104 - باب فضل المدينة

3110 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، أَخبرنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا، فَإِذَا ضَيَّعُوا ذَلِكَ، هَلَكُوا" (¬1). 104 - بَابُ فَضْلِ الْمَدِينَةِ 3111 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ¬

_ = قال المزي: هذا يضعف قول من أنكر أن يكون لها رؤية، فإن إسناده حسن. قلت (القائل ابن حجر): وإذا ثبتت رؤيتها له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وضبطت ذلك، فما المانع أن تسمع خطبته ولو كانت صغيرة. انتهى كلام الحافظ. وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (1349)، ومسلم (1353). (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو الكوفي، وعبد الرحمن بن سابط لم يدرك عياش بن أبي ربيعة. ابن الفضيل: هو محمَّد. وأخرجه أحمد (19049)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (689)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 307، والسهمي في "تاريخ جرجان" (484)، والمزي في ترجمة عياش من "تهذيب الكمال" 22/ 555 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1458)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (690) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن رجل، عن عياش. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (11009) من طريق إسحاق بن راهويه، عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن عياش. بإسقاط الرجل، فهو منقطع. قال السندي: قوله: "هذه الحُرمة" أي: حُرمة شعائر الله.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا" (¬1). 3112 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ اسْتَطَاعَ (¬2) أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي أَشْهَدُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا" (¬3). 3113 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّكَ حَرَّمْتَ مَكَّةَ عَلَى لِسَانِ إِبْرَاهِيمَ، اللَّهُمَّ وَأَنَا عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا". ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 181، وعنه أخرجه مسلم (147). وأخرجه البخاري (1876)، ومسلم (147) من طريقين عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10440)، و"صحيح ابن حبان" (3728) و (3729). قوله: "يأرِز" أي: ينضم ويجتمع بعضُه إلى بعض، ومعنى: يأرز الإيمان" أي: أهل الإيمان. قاله ابن حبان في "صحيحه" 9/ 47. (¬2) في (ذ) والمطبوع: من استطاع منكم. (¬3) إسناده صحيح. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الترمذي (4259) من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5437)، و"صحيح ابن حبان" (3741). وفي هذه المصادر: "أشفع" بدل "أشهد".

قَالَ أَبُو مَرْوَانَ: لَابَتَيْهَا: حَرَّتَيْ الْمَدِينَةِ (¬1). 3114 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1873)، ومسلم (1372) (471)، والترمذي (4263)، والنسائي (4272) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا: "ما بين لابتيها حرام". وهو في "مسند أحمد" (7218)، و"صحيح ابن حبان" (3751). وأخرجه مسلم (1372) (472) من طريق الزهري، به. بلفظ: حَرَّم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - به ما بين لابتي المدينة. وأخرجه البخاري (1869) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُرم ما بين لابتي المدينة على لساني". وأخرج مسلم (1371) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا: "المدينة حَرَمٌ". وللفظ المصنف شاهد من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم عند البخاري (2129)، ومسلم (1360). وآخر من حديث رافع بن خديج عند مسلم (1361). وثالث من حديث أنس بن مالك عند مسلم (1365) (462). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو الليثي، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو يعلى (5991) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1386) من طريق أبي عبد الله القرَّاظ، عن أبي هريرة. =

3115 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ أُحُدًا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، وَهُوَ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَعَيْرٌ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ النَّارِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه (1387) (495) من طريق القراظ أيضًا، عن أبي هريرة وسعد بن أبي وقاص. وأخرجه أيضًا (1387) (494) من طريق القراظ، عن سعد وحده. وحديث سعد أخرجه البخاري (1877) من طريق عائشة بنت سعد، عن أبيها. (¬1) القطعة الأولى منه صحيحة من طريق آخر، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن إسحاق مدلس، وقد رواه بالعنعنة، وعبد الله بن مكنف روى عنه اثنان، أحدهما مدلس، والثاني صدوق حسن الحديث في أكثر أحواله، وقال البخاري: فيه نظر، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن حبان في "المجروحين": روى عنه محمَّد ابن إسحاق، ولا أعلم له سماعًا من أنس، ولا لمحمد بن إسحاق عنه، وهذا منفطع من جهتين، لا يجوز الاحتجاج به. قلنا: وقد صرح بسماعه من أنس هنا، وجزم بسماعه منه البخاري في "التاريخ" 5/ 193، وهو ضعيف فيه جهالة على كل حال، ولم يخرج له من الستة غير ابن ماجه، وليس له في ابن ماجه سوى هذا الحديث. وأخرجه يحيى بن معين في "التاريخ" 4/ 53 رواية الدوري، وأخرجه البخاري في "التاريخ" 5/ 193 من طريق يوسف بن بهلول، وابن عدي في ترجمة ابن مكنف من "الكامل" 4/ 1539 من طريق هناد بن السري، ثلاثتهم (ابن معين ويوسف وهناد) عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن معين وهناد عن عبدة تصريح ابن مكنف بالسماع من أنس. والله أعلم. وأخرج قوله: "إن أحدًا جبل يحبنا ونحبه" البخاري (2889)، ومسلم (1393)، والترمذي (4264) من طريقين عن أنس.

105 - باب مال الكعبة

105 - بَابُ مَالِ الْكَعْبَةِ 3116 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: بَعَثَ رَجُلٌ مَعِيَ بِدَرَاهِمَ هَدِيَّةً إِلَى الْبَيْتِ، قَالَ: فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ، وَشَيْبَةُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ، فَنَاوَلْتُهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ: أَلَكَ هَذِهِ؟ قُلْتُ: لَا، وَلَوْ كَانَتْ لِي لَمْ آتِكَ بِهَا، قَالَ: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، لَقَدْ جَلَسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَجْلِسَكَ الَّذِي جَلَسْتَ فِيهِ، فَقَالَ: لَا أَخْرُجُ حَتَّى أَقْسِمَ مَالَ الْكَعْبَةِ بَيْنَ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، قُلْتُ: مَا أَنْتَ فَاعِلٌ، قَالَ: لَأَفْعَلَنَّ، قَالَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ رَأَى مَكَانَهُ وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى الْمَالِ، فَلَمْ يُحَرِّكَاهُ، فَقَامَ كَمَا هُوَ، فَخَرَجَ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمَّد، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، وواصل الأحدب: هو ابن حيان، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه أبو داود (2031) من طريق عبد الرحمن المحاربي، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (1594) من طريق سفيان، عن واصل الأحدب، به. وهو في "مسند أحمد" (15382). قوله: "مال الكعبة": في رواية البخاري: "صفراء ولا بيضاء" قال الحافظ في "الفتح" 3/ 456: أي: ذهبًا وفضة، قال القرطبي: غلط من ظن أن المراد بذلك حلية الكعبة، وإنما أراد الكنز الذي بها، وهو ما كان يُهدى إليها، فيدَّخر ما يزيد عن الحاجة. قال ابن بطال: أراد عمر لكثرته إنفاقه في منافع المسلمين، ثم لما ذكر بأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يتعرض له أمسك، وإنما تركا ذلك -والله أعلم- لأن ما جعل في الكعبة وسُبِّل لها يجري مجرى الأوقاف، فلا يجوز تغييره عن وجهه، وفي ذلك تعظيم الإسلام وترهيب العدو. قلت (القائل ابن حجر): أما التعليل الأول فليس بظاهر من الحديث، بل يحتمل أن يكون تركه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لذلك رعاية لقلوب قريش، كما =

106 - باب صوم شهر رمضان بمكة

106 - بَابُ صومِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ 3117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ فَصَامَه وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِيمَا سِوَاهَا، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ يَوْمٍ حُمْلَانَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حَسَنَةً، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً" (¬1). 107 - بَابُ الطَّوَافِ فِي مَطَرٍ 3118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: طُفْنَا مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي مَطَرٍ، فَلَمَّا قَضَيْنَا طَوَافَنَا، أَتَيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ، فَقَالَ: طُفْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي مَطَرٍ، فَلَمَّا قَضَيْنَا ¬

_ = ترك بناءَ الكعبة على قواعد إبراهيم، ويؤيده ما وقع عند مسلم (1333) (400) في بعض طرق حديث عائشة في بناء الكعبة: "لأنفقت كنز الكعبة"، ولفظه: "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض" الحديث، فهذا التعليل هو المعتمد، وعلى هذا فإنفاقه جائز، كما جاز لابن الزبير بناؤها على قواعد إبراهيم، لزوال سبب الامتناع. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد الرحيم بن زيد العمي متروك، وأبوه زيد بن الحواري ضعيف. قال أبو حاتم في "علل الحديث" 1/ 250: حديث منكر، وعبد الرحيم ابن زيد متروك. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1574)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3729) و (4149) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، بهذا الإسناد. وقال البيهقي: عبد الرحيم بن زيد العمي ضعيف يأتي بما لا يتابعه الثقات عليه.

108 - باب الحج ماشيا

الطَّوَافَ، أَتَيْنَا الْمَقَامَ، فَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَنَا أَنَسٌ: ائْتَنِفُوا الْعَمَلَ، فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ، هَكَذَا قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَطُفْنَا مَعَهُ فِي مَطَرٍ (¬1). 108 - بَاب الْحَجُّ مَاشِيًا 3119 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ حَفْصٍ الْأُبُلِّيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ مُشَاةً مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَقَالَ: "ارْبُطُوا أَوْسَاطَكُمْ بِأُزُرِكُمْ"، وَمَشَى خِلْطَ الْهَرْوَلَةِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، داود بن عجلان ضعيف، وأبو عقال- واسمه هلال ابن زيد بن يسار- متروك، اتهم برواية الموضوعات عن أنس. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (477) و (478)، والعقيلي في ترجمة داود ابن عجلان من "الضعفاء" 2/ 38، وابن عدي في ترجمة داود من "الكامل" 3/ 965، والبيهقي في "الشعب" (4043)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 448 من طريق داود بن عجلان، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف، يحيى بن يمان وحمران بن أعين ضعيفان، أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. وأخرجه ابن خزيمة (2535)، والفاكهي في "أخبار مكة" (834)، وابن عدي في ترجمة حمران بن أعين من "الكامل" 2/ 842، والحاكم 1/ 442، وتمام في "فوائده" (601) و (602)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 338 و 2/ 291، والمزي في ترجمة حمران من "تهذيب الكمال" 7/ 308 - 309 من طريق يحيى بن اليمان، بهذا الإسناد. وقوله: خِلطَ الهرولة. قال السندي: أي: مشيًا مخلوطًا بالهرولة: بأن يمشي حينًا ويهرول حينًا أو معتدلًا. ويُعارضه الأحاديث الصحيحة في وصف حج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه كان راكبًا، وأن أصحابه كانوا بين راكب وماش، كحديث جابر الطويل السالف برقم (3074)، وهو في "صحيح مسلم" (1218).

أبواب الأضاحي

أَبْوَابُ الْأَضَاحِيِّ 1 - بَابُ أَضَاحِيِّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3120 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَيُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَذْبَحُ بِيَدِهِ، وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5558) و (5564) و (5565) و (7399)، ومسلم (1966)، وأبو داود (2794)، والترمذي (1568)، والنسائي 7/ 220 و 230 و 230 - 231 و231 من طريق قتادة، به. وأخرجه البخاري (1551) و (1712) و (1714) و (5549) و (5553) و (5554) و (5561)، ومسلم (1962)، وأبو داود (2793)، والنسائي 3/ 193 و 7/ 219 و 219 - 220 و 223 - 224 من طرق عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (11960)، و"صحيح ابن حبان" (5900). وسيأتي مختصرًا بذكر طريقة الذبح برقم (3155). قوله: "أملحَين": قال السندي: قال العراقي: في الأملح خمسة أقوال أصحها أنه الذي فيه بياض وسواد، وبياضه أكثر. و "أقرنين": هو الذي له قرنان معتدلان، و"صفاحهما" أي: على صفحة العنق منها وهي جانبه.

3121 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ (¬1) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ عِيدٍ بِكَبْشَيْنِ، فَقَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا: "إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السماوات وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مسلمًا (¬2) وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في أصولنا الخطية: عن أبي عياش الررقي، بزيادة "الزرقي" فيه، وهو وهم فيما يغلب على ظننا، وقد ذهب المزي في "تحفته" و"تهذيبه" وتابعه ابن حجر والزيلعي في "نصب الراية" 3/ 152 و 4/ 215 إلى أن راوي هذا الحديث عن جابر هو أبو عياش المعافري المصري، ومما يشدَّ ذلك وروده منسوبًا إلى المعافر في رواية خالد بن أبي عمران عنه في حديث سهل بن سعد عند الروياني في "مسنده" برقم (1118)، والله تعالى أعلم. (¬2) كلمة "مسلمًا" ليست في (م) والمطبوع. (¬3) إسناده حسن، أبو عياش -وهو ابن النعمان المَعَافري المصري- روى عنه ثلاثة، وقال الذهبي: شيخ، وصحح حديثه ابن خزيمة والحاكم ووافقه الذهبي، وإسماعيل بن عياش متابع. وقد زاد إبراهيم بن سعد الزهري ويونس بن بُكير عن محمَّد بن إسحاق: خالد بن أبي عمران التُجيبي، بين يزيد وأبي عياش، وخالد ثقة، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية إبراهيم بن سعد فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أبو داود (2795)، والبيهقي 9/ 287 من طريق عيسى بن يونس، والدارمي (1946)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 177، والبيهقي 9/ 287 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7324) من طريق يزيد بن زُريع، ثلاثتهم عن محمَّد بن إسحاق، به. =

3122 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أوَ عَنْ (¬1) أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ اشْتَرَى كَبْشَيْنِ عَظِيمَيْنِ سَمِينَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ، فَذَبَحَ أَحَدَهُمَا عَنْ أُمَّتِهِ، لِمَنْ شَهِدَ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ، وَشَهِدَ لَهُ بِالْبَلَاغِ، وَذَبَحَ الْآخَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَنْ آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن خزيمة (2899)، والحاكم 1/ 467 من طريق إبراهيم بن سعد، والحاكم 1/ 467 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمَّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش، عن جابر بن عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (15022) من طريق إبراهيم بن سعد. وأخرج أحمد (14837)، وأبو داود (2810)، والترمذي (1599) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن جابر بن عبد الله قال: صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيد الأضحى، فلما انصرف أُتِي بكبش، فذبحه، فقال: "باسم الله، والله أكبر، اللهم إن هذا عني وعمن لم يضح من أمتي" وهو صحيح لغيره. وقوله: "وأنا أول المسلمين" قال الطيبي: هذا لفظ التنزيل حكاية عن قول إبراهيم عليه السلام، وإنما قال: أول المسلمين، لأن إسلام كل نبي مقدم على إسلام أمته. وقال القاري: والظاهر من القرآن أن نبينا عليه الصلاة والسلام مأمور بهذا القول، فإنه تعالى قال له: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي} [الأنعام: 162]. لكن كان يقول هذا تارة، و"أنا من المسلمين" أخرى كما تقدم تواضعًا حيث عدّ نفسه واحدًا منهم كما قال: "واحشرني في زمرة المساكين"، وفي "الأزهار" قوله: "وأنا أول المسلمين" مخصوص بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأما غيره فلا يقرأ كذلك، بل يقول: وأنا من المسلمين ذكره الأبهري. قال القاري: قلت: وإلا كان كاذبًا ما لم يُرِد لفظ الآية، يعني لا يكون مُخبرًا عن نفسه بل تاليًا للقرآن. انظر "شرح المشكاة" 1/ 5218. (¬1) في مطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: عن عائشة وعن. وهو خطأ. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطراب عبد الله بن محمَّد بن عقيل فيه. =

2 - باب الأضاحي واجبة هي أم لا؟

2 - بَابُ الْأَضَاحِيِّ وَاجِبَةٌ هِيَ أَمْ لَا؟ 3123 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا" (¬1). ¬

_ = فأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (8130)، ومن طريقه أحمد (25886)، وأخرجه أحمد (25046) من طريق وكيع، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 177 من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي 9/ 267 من طريق محمَّد بن يوسف الفريابي، و 9/ 273 من طريق أبي حذيفة، و 9/ 287 من طريق الحسين بن دينار، كلهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (25843) عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن الثوري، عن ابن عقيل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن عائشة قالت: ... وانظر تمام الاختلاف فيه على ابن عقيل في "المسند" (25046). وقد نبه على اضطراب ابن عقيل فيه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 148، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 39 - 40. ويشهد له حديث أنس بن مالك السالف برقم (3120). وحديث عائشة عند أحمد (24491) ومسلم (1967). قوله: مَوجُوءين، من وَجَأ وجاءً، والوجَاء أن تُرَضَّ أنثيا الفحل رَضًا شديدًا يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعهِ منزلةَ الخصي، قاله في "النهاية". (¬1) إسناده ضعيف. عبد الله بن عياش ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد. وباقي رجاله ثقات. وقد اختُلف في رفعه ووقفه كما هو مبيَّن في "مسند أحمد" (8273). وأخرجه أحمد (8273)، والحاكم 4/ 231 - 232، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 190 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، والحاكم 2/ 389، والبيهقي 9/ 260، وابن عبد البر 23/ 190 من طريق زيد بن الحباب، والبيهقي في "الشعب" (7334) من طريق حيوة بن شريح، كلهم عن عبد الله بن عياش، به. =

3124 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ الضَّحَايَا: أَوَاجِبَةٌ هِيَ؟ قَالَ: ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُسْلِمُونَ مِنْ بَعْدِهِ، وَجَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ (¬1). 3124م - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عن جَبَلَةُ (¬2) بْنُ سُحَيْمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً (¬3). ¬

_ وأخرجه الحاكم 4/ 232 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش القتباني، عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا. قال ابن عبد البر 23/ 190: كذا هو في "موطأ ابن وهب". ورجح الوقف ابن عبد البر وعبد الحق في "أحكامه الوسطى" 4/ 127، والمنذري في "الترغيب والترهيب"، وابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 498. ونقله البيهقي 9/ 260 عن الترمذي، ونفله الحافظ في "الفتح" 10/ 3 عن الطحاوي أيضًا. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف. هشام بن عمار-وإن كان متابعًا- تبقى روايةُ إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده، وقد تقرر أن روايته عن غير أهل بلده ضعيفة. لكن روي الحديث من وجهين آخرين، بمجموعها يحسن الحديث، ولهذا حسنه الترمذي (1583). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6268) من طريق سعيد بن منصور، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرج الحافظ في "تغليق التعليق" 5/ 3 من طريق حماد بن سلمة، عن عَقيل ابن طلحة السلمي، عن زياد بن عبد الرحمن أبي الخصيب قال: سألتُ ابنَ عُمر عن الأضحية، فقال: سُنةٌ ومعروف. وقال في "الفتح": إسناده جيد. قلنا: قد ذكره البخاري في "صحيحه" أول كتاب الأضاحي تعليقًا بصيغة الجزم. وانظر ما بعده. (¬2) في (ذ): حدثنا جبلة. (¬3) حديث حسن، وقد توبع هشام بن عمار وإسماعيل بن عياش عليه كما سيأتي، وكذلك الحجاج بن أرطاة كما سلف في التخريج السابق. =

3 - باب ثواب الأضحية

3125 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَني أَبُو رَمْلَةَ عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةً (¬1) وَعَتِيرَةً" (¬2). أَتَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ هِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا النَّاسُ الرَّجَبِيَّةَ. 3 - بَابُ ثَوَابِ الْأُضْحِيَّةِ 3126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُثَنَّى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1583) من طريق هشيم بن بشير، أخبرنا حجاج بن أرطاة، عن جبلة بن سُحيم، به. وقال: حديث حسن. (¬1) في أصولنا الخطية: "أضحى" والمثبت من المطبوع، وفي "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 253: أُضحاة. (¬2) حسن وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي رملة واسمه عامر، وقد تابعه حبيبُ ابنُ مِخنَف، وقواه الحافظ في "الفتح" 10/ 4، وحسنه الترمذي. وأخرجه أبو داود (2788)، والترمذي (1596) من طريق عبد الله بن عون، به. وهو في "مسند أحمد" (17889). وأخرجه عبد الرزاق (8001) و (8159)، وعنه أحمد (20730) عن ابن جريج، عن عبد الكريم بن أبي المخارق -وهو ضعيف- عن حبيب بن مِخنف عن أبيه قال: انتهيت إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وعند أحمد: عن حبيب بن مخنف قال: انتهيت. فجعله من مسند حبيب وليس من مسند أبيه، فكأنه هو الصحابي، وقد كان عبد الرزاق يفعل هذا تارة، وهذا تارة، ولهذا اختلفت الرواية عنه كما نقل ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 448 عن أبي نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" أنه قال ذلك. وصوب أبو نعيم روايته عن أبيه، ومال إليه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف" ووافقه ابن حجر في "العجيل" و"الإصابة" و"أطراف المسند".

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا" (¬1). 3127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنَا عَائِذُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ؟ قَالَ: "سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ" قَالُوا: فَمَا لَنَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ" قَالُوا: فَالصُّوفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنْ الصُّوفِ حَسَنَةٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي المثنى- واسمه سليمان بن يزيد الخزاعي-، ولانقطاعه، فإن أبا المثنى لم يسمع من هشام بن عروة فيما نقله الترمذي في "علله الكبير" 2/ 638 عن شيخه البخاري، ومع ذلك حسنه الترمذي (1567)! وأخرجه الترمذي (1567)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 151، والحاكم 4/ 221، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 9/ 261، وفي "الشعب" (7333)، والبغوي في "شرح السنة" (1124)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (936)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي المثنى 34/ 254 من طريق عبد الله بن نافع، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف جدًا. أبو داود -واسمه نفيع بن الحارث- متروك الحديث، وعائذ الله -وهو المجاشعي- ضعيف. وأخرجه أحمد (19283)، وعبد بن حميد (259)، والعُقيلي في "الضعفاء" 3/ 419 و 4/ 307، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 228، والطبراني في "الكبير" (5075)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1993، والحاكم 2/ 389، والبيهقي 9/ 261، والمزي في ترجمة عائذ الله المجاشعي من "تهذيب الكمال" من طرق عن سلام بن مسكين، بهذا الإسناد.

4 - باب ما يستحب من الأضاحي

4 - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ الْأَضَاحِيِّ 3128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَحِيلٍ، يَأْكُلُ فِي سَوَادٍ، وَيَمْشِي فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ (¬1). 3129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، قَالَ: خَرَجْنا مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الزُّرَقِيِّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى شِرَاءِ الضَّحَايَا؛ قَالَ يُونُسُ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جعفر بن محمَّد: هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وأخرجه أبو داود (2796)، والترمذي (1570)، والنسائي 7/ 221 من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (5902). قوله: أقرن، أي: ذو قرنين. وفحيل، بفتح الفاء وكسر الحاء المهملة، أي: كامل الخلقة لم يقطَع أُنثياه، ولا خلاف بين هذه الرواية والتي جاء فيها أنه نزعهما، لحملها على حالين، وكل منهما فيه صفة مرغوبة، فإما قُطع منه أنثياه يكون أسمن وأطيب لحمًا، والفحيل أتم خلقةً. يأكل في سواد، أي: في بطنه سواد. ويمشي في سواد، أي: في رجله سواد. وينظر في سواد: أي: مكحول في عينيه سواد، وباقيه أبيض وهو أجمل. قاله السندي. وفي الباب عن عائشة عند مسلم (1967)، وأبي داود (2792)، وإسناده قوي.

5 - باب عن كم تجزئ البدنة والبقرة

فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَى كَبْشٍ أَدْغَمَ، لَيْسَ بِالْمُرْتَفِعِ وَلَا الْمُتضِعِ فِي جِسْمِهِ، فَقَالَ: اشْتَرِ لِي هَذَا، كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِكَبْشِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 3130 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَائِذٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ، وَخَيْرُ الضَّحَايَا الْكَبْشُ الْأَقْرَنُ" (¬2). 5 - بَاب عَنْ كَمْ تُجْزِئُ الْبَدَنَةُ وَالْبَقَرَةُ 3131 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخبرنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، أَخبرنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. رجاله شاميون عن آخرهم. وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1563)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2209)، والطبراني في "الكبير" 22/ (773) و (774)، وفي "مسند الشاميين" (312)، والحاكم 4/ 228 - 229، وابن عساكر في "تاريخ دمشق " 8/ ورقة 821، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 139، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي سعيد الزرقي 33/ 356 من طريق سعيد بن عبد العزيز، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقد سَمى أبو زرعة الدمشقي وتبعه ابنُ عساكر الصحابي عامرَ بن مسعود أبا سعدٍ، وبعضهم كناه أبا سعد الزرقي، وبعضهم كناه: أبا سعد الخير. (¬2) إسناده ضعيف لضعف أبي عائذ -وهو عُفَير بنُ معدان-. وأخرجه الترمذي (1595)، والطبراني في "الكبير" (8681) و (8682)، وابن عدي 5/ 2017، والبيهقي 9/ 273، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 237، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (632) من طريق عُفير بن معدان، به. وفي الباب عن عبادة بن الصامت، سلف عند المصنف برقم (1473). وسنده ضعيف أيضًا.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ الْأَضْحَى، فَاشْتَرَكْنَا فِي الْجَزُورِ عَنْ عَشَرَةٍ، وَالْبَقَرَةِ عَنْ سَبْعَةٍ (¬1). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات، لكن الحسين بن واقد-وإن احتج به مسلم- عنده بعضُ ما ينكر، وقد تفرد برواية حديث ابن عباس هذا. قال البيهقي 5/ 235: حديث عكرمة يتفرد به الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر، وحديث جابر أصح، يعني الحديث الآتي بعده. وقال أبو جعفر الطبري فيما نقله ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 160: اجتمعت الحجة على أن البقرة والبدنة لا تجزئ عن أكثر من سبعة. قال: وفي ذلك دليل على أن حديث ابن عباس وما كان مثله خطأ ووهم، أو منسوخ، وكذلك رجح الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 175 ما رواه جابر. وفي "المغني" 13/ 363: وتجزئ البدنة عن سبعة، وكذلك البقرة، وهذا قول أكثر أهل العلم، روي ذلك عن علي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وعائشة رضي الله عنهم، وبه قال عطاء وطاووس وسالم والحسن وعمرو بن دينار والثوري والأوزاعي والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي. وقد ذهبت طائفة أخرى إلى القول بصحة حديث ابن عباس، فقد حسنه الترمذي، وصححه ابنُ خزيمة (2908)، واحتج له بحديث رافع بن خديج في قسم الغنائم حيث عدل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عشرة من الغنم بجزور، وصححه كذلك ابن حبان (4007)، والحاكم في "مستدركه" 4/ 235 ووافقه الذهبي، وصححه ابن حزم في "المحلى" 7/ 152، واحتج له أيضًا بحديث رافع بن خديج وأحاديث أخرى. وحديث رافع بن خديج هذا أخرجه البخاري (2488)، ومسلم (1968) في قصة غزوة حنين. وإلى هذا ذهب إسحاق بن راهويه، وهو قول سعيد بن المسيب. وأخرج حديث ابن عباس هذا الترمذي (921) و (1578)، والنسائي 7/ 222 من طريق الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2484)، و"صحيح ابن حبان" (4007) ولفظ ابن حبان: وفي البعير سبعة أو عشرة على الشك. وفي الباب عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عند أحمد (18910)، وابن خزيمة (2906)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 175.

3132 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَحَرْنَا بِالْحُدَيْبِيَةِ، مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ (¬1). 3133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَمَّنْ اعْتَمَرَ مِنْ نِسَائِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بَقَرَةً بَيْنَهُنَّ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد صرح أبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس- بالسماع عند أحمد (15047) فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه مسلم (1318)، وأبو داود (2809)، والترمذي (920) و (1579)، والنسائي في "الكبرى" (4108) من طريق أبي الزبير، به. وهو في "مسند أحمد" (14127)، و"صحيح ابن حبان" (4004). وأخرجه بنحوه مسلم (1318)، وأبو داود (2807) و (2808)، والنسائي في "الكبرى" (4106) و (4107) و (4467) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14265). قال الترمذي: والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وغيرهم، يرون الجزور عن سبعة، والبقرة عن سبعة، وهو قول سفيان الثوري، والشافعي وأحمد، وروي عن ابن عباس، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أن البقرة عن سبعة، والجزور عن عشرة. وهو قول إسحاق، واحتج بهذا الحديث. (¬2) إسناده صحيح. وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث من الأوزاعي هنا، وصرح بسماع الأوزاعي من يحيى بن أبي كثير عند الحاكم 1/ 467، والبيهقي 4/ 254، وابن عبد البر فانتفت شبهة تدليسه. ومع ذلك ضعفه البخاري وقد سأله عنه الترمذي كما في "علله الكبير" 1/ 386 حيث قال: إن الوليد بن مسلم لم يقل =

3134 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي حَاضِرٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَلَّتْ الْإِبِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْحَرُوا الْبَقَرَ (¬1). 3135 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ أَبُو طَاهِرٍ، أَخبرنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمْرَةَ ¬

_ = فيه: حدثنا الأوزاعي، وأراه أخذه عن يوسف بن السفر. ويوسف ذاهب الحديث. قلنا: قد صححه ابن حبان (4008) من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن سماعة، عن الأوزاعي، وهشام وإن لم يكن بذاك يُعتبر حديثه في المتابعات، وتقوى بذلك رواية الوليد، والله تعالى أعلم، وقد قال البيهقي 4/ 354: فإن كان قوله: حدثنا الأوزاعي، محفوظًا صار الحديث جيدًا، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 136: حديث أبي هريرة هذا صحيح ثابت. وأخرجه أبو داود (1751) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (4008). وفي الباب عن جابر عند مسلم (1319) (357): أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحر عن نسائه بقرة في حجته. (¬1) إسناده صحيح. أبو حاضر الأزدي: اسمُه عثمان بن حاضر الحميري. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 196، وعنه عبد بن حميد (719)، وأبو يعلى (2376) و (2493)، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2598) من طريق أسد بن موسى، كلاهما (ابن أبي شيبة وأسد) عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. لكن وقع في إسناد مطبوع عبد بن حميد الحسن بن عمرو بدل: عمرو بن ميمون، ولعله سبق نظر إلى الإسناد التالي عنده إذ فيه ذكر ذلك الراوي بعينه، وجاء على الصواب عند أبي يعلى.

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحَرَ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بَقَرَةً وَاحِدَةً (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وقد أعل الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 150، وابن عبد البر في "التمهيد" 12/ 132 - 133 رواية يونس -وهو ابن يزيد الأيلي- هذه بالانقطاع، نظرًا لما جاء في رواية الليث بن سعد وعقبة بن علقمة، عن يونس، عن الزهري، قال: بلغني أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحر عن آل محمَّد في حجة الوداع بقرة، وكانت عمرة تحدث ذلك عن عائشة، وكذلك رواه ابن أخي الزهري وشبيب بن سعيد الحبطي، عن الزهري قال: حدثني من لا أتهم عن عمرة، عن عائشة، وكذلك لما رواه مالك عن الزهري أنه قال: ما نحر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عنه وعن أهل بيته إلا بدنة واحدة أو بقرة واحدة، على الشك. إلا أن الحافظ في "الفتح" 3/ 551 مال إلى تصحيح وصل الحديث باعتبار أن يونس ثقة حافظ، ثم لرجود متابعة ليونس بن يزيد، حيث رواه معمر، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة بلفظ: كما ذُبح عن آل محمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع إلا بقرةٌ، وأورد له شاهدًا حديث أبي هريرة الذي سلف عند المصنف (3133) وقال: وهو شاهد قوي لرواية الزهري. وأخرجه أبو داود (1750) عن أبي الطاهر بن السرح، والنسائي في "الكبرى" (4113) عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (4112) من طريق عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قال عثمان: وجدته في كتابي هذا في موضعين: موضعٌ عن عمرة، عن عائشة، وموضع عن عروة، عن عائشة. وأخرجه البيهقي 4/ 353 من طريق عقبة بن علقمة، عن يونس، عن الزهري قال: بلغنا أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحر عن آل محمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع بقرة واحدة، كانت عمرة تحدث به عن عائشة. وأخرجه النسائي (4116) من طريق معمر، عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (26159) عن عثمان بن عمر. =

6 - باب كم يجزئ من الغنم عن البدنة

6 - بَاب كَمْ يجْزِئُ مِنْ الْغَنَمِ عَنْ الْبَدَنَةِ 3136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ بَدَنَةً، وَأَنَا مُوسِرٌ بِهَا، وَلَا أَجِدُهَا فَأَشْتَرِيَهَا، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَبْتَاعَ سَبْعَ شِيَاهٍ فَيَذْبَحَهُنَّ (¬1). ¬

_ = وفي الباب عن أبي هريرة سلف قبل حديث. وأخرج النسائي (4115) من طريق عمار الدهني، عن عبد الرحمن بن القاسم ابن محمَّد، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ذبح عنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم حججنا بقرة بقرة. قال الحافظ في "الفتح" 3/ 551: هو شاذ مخالفٌ لما تقدم. قلنا: يعني به حديث يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة وعن القاسم بن محمَّد، عن عائشة بلفظ: ضحى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن نسائه بالبقر، وقد أخرجه البخاري (294)، ومسلم (1211) (119). لفظ القاسم، ولفظ عمرة عن عائشة، قالت: فدُخل علينا يوم النحر بلحم بقر، فقلت ما هذا؟ قال: نحر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن أزواجه. أخرجه البخاري (1709)، ومسلم (1211) (125). قال ابن عبد البر: وفي حديث ابن شهاب: بقرة واحدة عن أزواجه، وهو عندي تفسير حديث يحيى بن سعيد، لأنه يحتمل أن يكون أراد بذكر البقر الجنس. (¬1) إسناده ضعيف. عطاء الخراساني -وهو عطاء بن أبي مسلم- صاحب أوهام كثيرة، ثم هو لم يسمع من ابن عباس شيئًا. وابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع. وأخرجه أبو داود (154)، وأبو يعلى (2613)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 175، وفي "شرح مشكل الآثار" (2596) و (2597)، والببهقي 5/ 169 من طريقين عن عطاء الخراساني. وهو في "مسند أحمد" (2839).

3137 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ (ح) وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ ابْنِ رِفَاعَةَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ مِنْ تِهَامَةَ، فَأَصَبْنَا إِبِلًا وَغَنَمًا، فَعَجِلَ الْقَوْمُ، فَأَغْلَيْنَا الْقُدُورَ قَبْلَ أَنْ تُقْسَمَ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَ بِهَا، فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ عَدَلَ الْجَزُورَ بِعَشَرَةٍ مِنْ الْغَنَمِ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء الهمداني، والمحاربي: هو عبد الرحمن بن محمَّد، وعبد الرحيم: هو ابن سليمان، والحسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قُدامة، وسعيد بن مسروق: هو والد سفيان الثوري. وأخرجه البخاري (2488) من طريق أبي عوانة اليشكري، والبخاري (2507) ومسلم (1968) (21)، والترمذي (1692)، والنسائي في "الكبرى" (4110) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن سعيد بن مسروق، به. وأخرجه البخاري (5543)، وأبو داود (2821)، والترمذي (1691)، والنسائي (4111) من طريق أبي الأحوص سلاّم بن سُليم، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن أبيه، عن جده. كذا أخرج البخاري الطريقين كليهما، لكن صحح الترمذي رواية الثوري ومن وافقه، ولم ينفرد أبو الأحوص بذكر رفاعة بن رافع، وإنما تابعه حسان بن إبراهيم الكرماني عند البيهقي 9/ 247. وهو في "مسند أحمد" (15806)، و"صحيح ابن حبان" (4821) و (5886). وقوله: ثم عدلت الجزورُ بعشرة من الغنم. قال في "الفتح" 9/ 627: وهذا محمول على أن هذا كان قيمة الغنم إذ ذاك، فلعل الإبل كانت قليلة أو نفيسة، والغنم كانت كثيرة أو هزيلة بحيث كانت البعير عشرة شياه، ولا يخالف ذلك القاعدة في الأضاحي من أن البعير يجزئ عن سبع شياه، لأن ذلك هو الغالب في =

7 - باب ما تجزئ من الأضاحي

7 - بَابُ مَا تُجْزِئُ مِنْ الْأَضَاحِيِّ 3138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَاهُ غَنَمًا، فَقَسَمَهَا عَلَى أَصْحَابِهِ ضَحَايَا، فَبَقِيَ عَتُودٌ، فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "ضَحِّ بِهِ أَنْتَ" (¬1). ¬

_ = قيمة الشاة والبعير المعتدلين، وأما هذه القسمة فكانت واقعة عين فيحتمل أن يكون التعديل لما ذكر من نفاسة الإبل دون الغنم، وحديث جابر عند مسلم (1213) (138) صريح في الحكم حيث قال فيه: أمرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة. (¬1) إسناده صحيح. رجاله كلهم مصريون. وأخرجه البخاري (2300)، ومسلم (1965)، والترمذي (1576)، والنسائي 7/ 218 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5547)، ومسلم (1965)، والترمذي (1577)، والنسائي 7/ 218 من طريق بعجة بن عبد الله، والنسائي 7/ 219 من طريق معاذ بن عبد الله الجهني، كلاهما عن عقبة بن عامر. وجاء في رواية بعجة: جَذَعة بدل: عَتُود، قال الحافظ في "الفتح" 10/ 11 - 12: العَتُود: هو من أولاد المعز ما قَوِيَ ورعى وأتى عليه حولٌ، وقال ابن بطال: الجذع من المعز ابن خمسة أشهر، وهذا يبين المراد بقوله في الرواية الأخرى عن عقبة: "جذعة" وأنها كانت من المعز. ولفظ رواية معاذ بن عبد الله: ضحينا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الجَذَع من الضأن. قال النووي في "شرح صحيح مسلم" عند الحديث (1963): الجمهور يجوزون الجذع من الضأن مع وجود غيره وعدمه، وابن عمر والزهري يمنعانه مع وجود غيره وعدمه، فتعين تأويل الحديث على ما ذكرنا من الاستحباب، والله أعلم، قلنا: يعني استحباب ذبح المُسِنة في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تذبحوا إلا مُسنة، إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن" أخرجه مسلم (1963) من حديث جابر بن عبد الله. =

3139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى الْأَسْلَمِيِّينَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ بِلَالٍ بِنْتُ هِلَالٍ عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَجُوزُ الْجَذَعُ مِنْ الضَّأْنِ أُضْحِيَّةً" (¬1). ¬

_ = وقد قوى الحافظ في "الفتح" إسناد حديث معاذ بن عبد الله. وهو في "المسند" (17346) من طريق الليث، و (17304) من طريق بعجة بن عبد الله، و (17380) من طريق معاذ بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب عن عقبة ابن عامر. فذكر بينهما ابن المسيب خلافًا للنسائي. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم محمَّد بن أبي يحيى، وأم بلال لم يرو عنها غير أم محمَّد هذه، ولهذا قال الذهبي في "الميزان": لا تعرف، لكن وثقها العجلي. قلنا: ويقال: لها صحبة كما ذكر الحافظ في "التقريب"، وقد اختُلف في إسناد هذا الحديث على أنس بن عياض. فرواه عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم كما في هذه الرواية، والشافعي كما أخرجه البيهقي في "معرفة السُّنن" 14/ 28 - 29، وعلي بن بحر عند أحمد (27073) وابن وهب عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5723) ثلاثتهم عن أنس بن عياض، عن محمَّد بن أبي يحيى، عن أمه، عن أم بلال، عن أبيها. ورواه هارون بن موسى الفروي عند ابن قانع في "معجمه" 3/ 203 عن أنس، عن محمَّد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أم بلال بنت هلال الأسلمي، عن أبيها. قلنا: واسم أبي يحيى سمعان، وهو صدوق لا بأس به، لكن لم يذكروا له رواية عن أم بلال. ورواه إبراهيم بن المنذر الحزامي عند البيهقي في "السُّنن الكبرى" 9/ 271، وفي "معرفة السُّنن والآثار" 14/ 29 عن أنس بن عياض، عن محمَّد بن أبي يحيى، عن أمه، عن أم بلال أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ورواه إبراهيم بن حمزة الزبيري عند الطبراني في "الكبير" 25/ (397) عن أنس، عن ابن أبي يحيى، عن أبيه، عن امرأة يقال لها: أم بلال -وكان أبوها يوم الحديبية مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... =

3140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُقَالُ لَهُ: مُجَاشِعٌ، مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَعَزَّتْ الْغَنَمُ، فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْجَذَعَ يُوفِي مِمَّا تُوفِي مِنْهُ الثَّنِيَّةُ" (¬1). 3141 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخبرنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ = قال البيهقي بعد رواية إبراهيم بن المنذر الحزامي: ليس فيه: عن أبيها، وهو الصحيح. قلنا: وهو كما قال البيهقي لموافقة يحيى بن سعيد القطان لإبراهيم بن المنذر، حيث رواه القطان عن محمَّد بن أبي يحيى، عن أمه، عن أم بلال أن رسول الله. أخرجه أحمد (27072)، وابن أبي عاصم في "الآحاد المثاني" (3395)، والطبراني في "الكبير" 25/ (397). ويشهد له حديث عقبة بن عامر السالف ذكره قبله. ويشهد له كذلك ما بعده. والجذع من الضأن اختلف في سنه، فقال الحنفية والحنابلة: ما له ستة أشهر ودخل في السابع، والأصح عند الشافعية: ما أكمل السنة ودخل في الثانية، وهو الأشهر عند أهل اللغة. (¬1) إسناده قوي. عاصم بن كليب وأبوه صدوقان لا بأس بهما. وأخرجه أبو داود (2799) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/ 219 من طريق أبي الأحوص و 7/ 219 من طريق شعبة بن الحجاج، كلاهما عن عاصم، به. وهو في "مسند أحمد" (231231) من طريق شعبة، وقال فيه: عن رجل من مزينة أو جهينة وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا اختلف سفيان وشعبة فالقول قول سفيان. الثنية من الغم، هو ما دخل في السنة الثالثة، والذكر ثنى، وعلى مذهب أحمد بن حنبل ما دخل من المعز في الثانية. قاله في "النهاية".

8 - باب ما يكره أن يضحى به

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ" (¬1). 8 - بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يُضَحَّى بِهِ 3142 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ ¬

_ (¬1) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات إلا أن أبا الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس- مدلس وقد عنعنه. ومع ذلك صححه عبد الحق الإشبيلي في "أحكامه الوسطى" 4/ 129، والحافظ في "الفتح" 10/ 15، بينما ضعفه ابنُ حزم في "المحلى" 7/ 364، وابنُ القطان في "بيان الوهم والإيهام" 4/ 298 و 301 ردًا على سكوت عبد الحق الإشبيلي مصححًا له. وأخرجه مسلم (1963)، وأبو داود (2797)، والنسائي 7/ 218 من طريق زهير بن معاوية، به. وهو في "مسند أحمد" (14348). وفي الباب عن رجل يقال له مجاشع من بني سليم سلف قبله. وعن عقبة بن عامر سلف برقم (3138). وأخرج أحمد (14927)، وأبو يعلى (1779)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 172، وابن حبان (5909) من طريق حماد بن سلمة، عن أبى الزبير، عن جابر: أن رجلًا ذبح قبل أن يصلي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَتُودًا جذعًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجزئ عن أحدِ بعدك" ونهى أن يذبحوا حتى يصلوا. وفيه عنعنة أبي الزبير أيضًا. لكن يشده حديث البراء بن عازب عن خاله أبي بردة بن نيار أنه ذبح قبل الصلاة، فلما سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ينهى عن ذلك، قال: يا رسول الله، إن عندي جذعة خير من مسنة! قال: "اجعلها مكانها، ولن تجزئ عن أحدٍ بعدَك" أخرجه البخاري (5545)، ومسلم (1961)، وهو في "مسند أحمد" (18481).

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُضَحَّى بِمُقَابَلَةٍ أَوْ مُدَابَرَةٍ أَوْ شَرْقَاءَ أَوْ خَرْقَاءَ أَوْ جَدْعَاءَ (¬1). ¬

_ (¬1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- لم يسمع هذا الحديث من شريح بن النعمان، بينهما سعيد بن عمرو بن أشوع كما جاء في رواية قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عند أبي الشيخ في "الأضاحي" كما في "شرح الترمذي" للعراقي 6/ ورقة 12، والحاكم 4/ 224 إذ قال قيس: قلت لأبي إسحاق: سمعته من شُريح؟ قال: حدثني ابن أشوع عنه. وقد أورد ذلك أيضًا الدارقطني في "العلل" 3/ 239، وذكر أن الجراح بن الضحاك قد رواه عن أبي إسحاق عن سعيد بن أشوع عن شريح بن النعمان، عن علي مرفوعًا. قلنا: وسعيد بن عمرو بن أشوع ثقة. وقيل بن الربيع كان شعبةُ وسفيانُ يوثقانه وتكلم فيه الأكثرون، ولكن الجراح بن الضحاك صدوق حسن الحديث، فباجتماع روايتهما يحسن الحديث، وذكر العراقي في "شرح الترمذي" 6/ ورقة 13 أن أبا الشيخ رواه في الأضاحي بسند جيد إلى زهير بن معاوية وأبي بكر بن عياش وصرح فيه أبو إسحاق بسماعه لهذا الحديث من شريح بن النعمان، فالله تعالى أعلم. وقد رواه الثوري، عن ابن أشوع، عن شريح، عن علي موقوفًا. قال الدارقطني: ويشبه أن يكون القول قول الثوري. وأورده كذلك البخاري في "تاريخه الكبير" 4/ 230 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن شريح بن النعمان، به مرفوعًا، وقال: لم يثبت رفعه. ثم ساقه من طريق أبي نعيم ووكيع، عن سفيان الثوري، عن سعيد بن أشوع، قال: سمعت شريح بن النعمان يقول: لا مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء. سليمة العين والأذن. وأخرجه أبو داود (2804)، والترمذي (1573) و (1574)، والنسائي 7/ 216 و 216 - 217 و 217 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. وهو في "مسند أحمد" (609)، وصححه الترمذي، وانتقاه ابن الجارود (906)، وصححه الحاكم 4/ 224 ووافقه الذهبي، وصححه كذلك الضياء في "المختارة" (487) و (488). =

3143 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬1)، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (¬2)، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ (¬3). ¬

_ = وأخرج أحمد (663)، و (791)، وأبو داود (2805)، والنسائي 7/ 217 - 218 من طريق قتادة، عن جُري بن كليب، عن علي بن أبي طالب: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن عضباء الأذن والقرن. وسيأتي عند المصنف برقم (3145). وانظر ما بعده. وقد جاء تفسير هذا الحديث في طريق زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عند أحمد (851) وغيره حيث قال زهير: قلت لأبي إسحاق: ما المقابلة؟ قال: يقطع طرف الأذن، قلتُ: ما المدابرة؟ قال: يُقطع مؤخر الأذن. قلت: ما الشرقاء؟ قال: تُشَق الأذن، قلتُ: ما الخرقاء؟ قال: تخرِقُ أذنَها السِّمةُ. قال ابن قدامة في "المغني" 13/ 373: وهذا نهي تنزيه، ويحصل الإجزاء بها لا نعلم فيه خلافًا. (¬1) في (ذ) و"تحفة الأشراف" (10064): عثمان بن أبي شيبة. وهو أخو أبي بكر، وكلاهما ثقة. (¬2) في (ذ) والمطبوع: "سفيان بن عيينة"، وفي (س) و (م): "سفيان" مطلقًا، وقيده في "التحفة" بالثوري، وهو الصواب، فقد جاء مقيدًا كذلك في بعض المصادر لكن من غير طريق وكيع عنه، وسفيان بن عيينة لا يُعرف بالرواية عن سلمة ابن كهيل. (¬3) إسناده حسن في المتابعات والشواهد. حجية بن عدي ضعيف يُعتبر به، وقد تابعه على ذكر الأذن شريح بن النعمان في الحديث السابق، وجُري بن كليب في الحديث الآتي برقم (3145)، وتابعه على ذكر العين والأذن هبيرة بن يريم كما سيأتي ويشهد لذكر العين حديث البراء بن عازب الآتي بعده. وأخرجه الترمذي (1580)، والنسائي 7/ 217 من طريق سلمة بن كهيل، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. =

3144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ فَيْرُوزَ، قَالَ: قُلْتُ لِلْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: حَدِّثْنِي بِمَا كَرِهَ أَوْ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْأَضَاحِيِّ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِهِ: "أَرْبَعٌ لَا تُجْزِئُ فِي الْأَضَاحِيِّ: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرَةُ الَّتِي لَا تُنْقِي" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (732) و (734)، و"صحيح ابن حبان" (5920). وقد جاء في بعض طُرق الحديث: سأل رجل عليًا عن البقرة، فقال: عن سبعة، فقال: مكسورة القرن؟ فقال: لا يضرك. قال: العرجاء؟ قال: إذا بلغتَ المَنْسِكَ فاذبح، أمرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نستشرق العين والأذن. ولا يُعارَض ما جاء هنا من قول علي في مكسورة القرن مع ما جاء في الرواية الآتية برقم (3145) أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن عضباء القرن، لأن العضباء ما ذهب نصف قرنها كما فسره سعيد بن المسيب بقوله: العضب النصف فأكثر. فيكون علي يقصد هنا الكسرَ الذي دون النصف، والله تعالى أعلم. وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على "المسند" لأبيه (1106) من طريق هُبيرة بن يريم، عن علي بن أبي طالب، قال: أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نستشرف العين والأذن فصاعدًا. (¬1) إسناده صحيح. سليمان بن عبد الرحمن: هو ابن عيسى المصري الدمشقي الكبير. وأخرجه أبو داود (2802)، والترمذي (1571) و (1572)، والنسائي 7/ 214 - 215 و215 و215 - 216 من طريق سيمان بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وجاء عنده: "العجفاء" بدل "الكسيرة". وهو في "مسند أحمد" (18510)، و"صحيح ابن حبان" (5919). =

قَالَ: فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ نَقْصٌ فِي الْأُذُنِ، قَالَ: فَمَا كَرِهْتَ مِنْهُ فَدَعْهُ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ. 3145 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ (¬1). ¬

_ = قوله: "ظلعُها": المشهور على ألسنة أهل الحديث فتح الظاء واللام، وضبط أهل اللغة بفتح الظاء وسكون اللام، وهو العَرَج. قاله السندي وقال: قلت: كأن أهل الحديث راعَوا مشاكلة العَوَر والمَرَض. والكسيرة: فسر بالمنكسر، أي: الرجل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول، وفي رواية الترمذي بدلها: "العجفاء"، وهي المهزولة، وهذه الرواية أظهر معنى. و"لا تُنقي" من أنقى إذا صار ذا نقي، أي: ذا مخ، فالمعنى: التي ما بقي لها مخ من غاية العَجَفِ. قاله السندي. (¬1) إسناده حسن. جُري بن كليب: هو السدوسي، صاحب قتادة، روى عنه قتادة، وكان يثني عليه خيرًا، وقال الترمذي عن حديثه هذا: حسن صحيح، وصححه الحاكم 4/ 224 ووافقه الذهبي، وذكره العجلي وابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: شيخ لا يحتج بحديثه. وأخرجه أبو داود (2805) و (2806)، والترمذي (1581) من طريق قتادة، به. وقد جاء عندهما زيادة: عن قتادة قال: قلتُ -يعني لسعيد بن المسيب-: ما الأعْضَب؟ قال: النصفُّ فما فوقَه. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (633) و (791). وأخرجه أحمد (864) من طريق جابر الجعفي، عن عبد الله بن نُجيّ، عن علي. وإسناده ضعيف ومنقطع. ابن نجي لم يسمع من علي، وهو وجابر ضعيفان. وانظر الكلام على الحديث (3143).

9 - باب من اشترى أضحية صحيحة فأصابها عنده شيء

9 - بَابُ مَنْ اشْتَرَى أُضْحِيَّةً صَحِيحَةً فَأَصَابَهَا عِنْدَهُ شَيْءٌ 3146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَرَظَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: ابْتَعْنَا كَبْشًا نُضَحِّي بِهِ، فَأَصَابَ الذِّئْبُ مِنْ أَلْيَتِهِ أَوْ أُذُنِهِ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَنَا أَنْ نُضَحِّيَ بِهِ (¬1). 10 - بَابُ مَنْ ضَحَّى بِشَاةٍ عَنْ أَهْلِهِ 3147 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيَّادٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ: كَيْفَ كَانَتْ الضَّحَايَا فِيكُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُضَحِّي ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد -وهو الجُعفي- وجهالة محمَّد بن قَرَظة، وقد تابعهما حجاج بن أرطاة عن عطية بن سعد العوفي، وكلاهما ضعيف. وأخرجه الطيالسي (2237)، وأحمد (11274)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 169 و175، وابن حبان في "الثقات" 5/ 366، والبيهقي 9/ 289 من طريق جابر بن يزيد الجعفي، به. وأخرجه أحمد (11388)، وعبد بن حميد (899)، وأبو يعلى (1015)، والبيهقي 9/ 289 من طريق حجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري. لكن جاء عند البيهقي: عن حجاج، عن شيخ من أهل المدينة، عن أبي سعيد.

بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ، ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَ كَمَا تَرَى (¬1). 3148 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخبرنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: حَمَلَنِي أَهْلِي عَلَى الْجَفَاءِ بَعْدَمَا عَلِمْتُ مِنْ السُّنَّةِ، كَانَ أَهْلُ الْبَيْتِ يُضَحُّونَ بِالشَّاةِ وَالشَّاتَيْنِ، وَالْآنَ يُبَخِّلُنَا جِيرَانُنَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده قوي. الضحاك بن عثمان صدوق لا بأس به. ابن أبي فُديك: هو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم. وأخرجه مالك في "موطئه" 2/ 486، والترمذي (1582)، والطبراني (3919) و (3920)، والبيهقي 9/ 268، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عمارة بن عبد الله بن صياد 21/ 250 و251 من طريق عمارة بن عبد الله بن صياد، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق، واحتجا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه ضحّى بكبشٍ، فقال: "هذا عمن لم يضحٍّ من أمتي" قلنا: وهو قول مالك والليث والأوزاعي. وقال بعض أهل العلم: لا تُجزئ الشاة إلا عن نفس واحدة، وهو قول عبد الله ابن المبارك وغيره من أهل العلم. قلنا: وهو قول أبي حنيفة ومحمد بن الحسن، وزفر بن الهذيل والحسن بن زياد. (¬2) إسناده صحيح. الشعبي: هو عامر بن شراحيل الهَمداني، وبيان: هو ابن بشر الأحمَسِي، وأبو سَرِيحة: هو حُذيفة بن أَسيد الغِفاري. =

11 - باب من أراد أن يضحي فلا يأخذ في العشر من شعره وأظفاره

11 - بَاب مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَأْخُذْ فِي الْعَشْرِ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ 3149 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَلَا بَشَرِهِ شَيْئًا" (¬1). 3150 - حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ بَكْرٍ الضَّبِّيُّ أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَقْرَبَنَّ لَهُ شَعَرًا وَلَا ظُفْرًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه عبد الرزاق (8150)، والطبراني في "الكبير" (3056)، والحاكم 4/ 228، والبيهقي 9/ 269 من طريق بيان بن بشر، به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وزاد البيهقي في روايته: والآن يبخلُنا جيراننا، يقولون: إنه ليس عليه ضحية. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1977)، والنسائي 7/ 212 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26474). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. وقد سُمي عَمرو بن مسلم في بعض الروايات: عُمر. =

12 - باب النهي عن ذبح الأضحية قبل الصلاة

12 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ذَبْحِ الْأُضْحِيَّةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ 3151 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا ذَبَحَ يَوْمَ النَّحْرِ يَعْنِي قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُعِيدَ (¬1). 3152 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ¬

_ = وأخرجه مسلم (1977)، وأبو داود (2791)، والترمذي (1602)، والنسائي 7/ 211 و 212 من طريق عمرو- أو عُمر- بن مسلم، به. وهو في "مسند أحمد" (26654)، و"صحيح ابن حبان" (5897) و (5916). (¬1) إسناده صحيح. ولإسماعيل ابن علية فيه ثلاثة ألفاظ، لفظ المصنف هنا ولفظان آخران سيأتي تخريجهما، ولعل رواية المصنف هذه بالمعنى، والله تعالى أعلم. وأخرجه البخاري (954)، ومسلم (1962)، والنسائي 7/ 223 - 224 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. ولفظه: عن أنس قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَن ذَبَحَ قبل الصلاة فليُعِد". فقام فقال: هذا يوم يُشتهى فيه اللحم، وذكر من جيرانه، فكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صدقه، قال: وعندي جَذعة أحب إلي من شاتَي لحمٍ، فرخّص له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلا أدري: أبلغت الرخصة مَن سواه أم لا. لفظ البخاري. وأخرجه البخاري (5546) من طريق إسماعيل ابن عُلية أيضًا، به بلفظ: "من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نُسُكه، وأصاب سنة المسلمين ". وأخرجه بنحو رواية ابن علية الثانية البخاري (984)، ومسلم (1962) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب -زاد مسلم: وهشام- عن محمَّد بن سيرين، به. وهو في "مسند أحمد" (12120) عن ابن علية بالرواية الثانية.

عَنْ جُنْدُبٍ الْبَجَلِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: شَهِدْتُ الْأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَبَحَ أُنَاسٌ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ ذَبَحَ مِنْكُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ أُضْحِيَّتَهُ، وَمَنْ لَا، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ" (¬1). 3153 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عُوَيْمِرِ بْنِ أَشْقَرَ: أَنَّهُ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "أَعِدْ أُضْحِيَّتَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. وأخرجه البخاري (985)، ومسلم (1960)، والنسائي 7/ 214 و 224 من طريق الأسود بن قيس، به. وهو في "مسند أحمد" (18798)، و "صحيح ابن حبان" (5913). (¬2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن يحيى بن معين قد حكم بإرساله فيما ذكر ابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 229، وكذلك البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 649، وإنما قالوا ذلك كما ذكر ابن عبد البر من أجل رواية مالك حيث رواه عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم، أن عويمر بن أشقر ذبح .... ولكن ابن عبد البر ذهب إلى تصحيح سماع عباد من عويمر، مستندًا إلى رواية عن عبد العزيز الدراوردي، عن يحيى بن سعيد، عن عباد بن تميم أن عريمر بن أشقر أخبره ... ، وإلى رواية حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد، عن عباد بن تميم، عن عويمر بن أشقر. قلنا: أما رواية الدراوردي فقد جاءت عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2171) وفيها: عن يحيى بن سعيد، أن عباد بن تميم أخبره، عن عويمر ابن أشقر، وكذلك عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 252 وفيها: عن عباد بن تميم، عن عويمر. وأما رواية حماد بن سلمة، فليس فيها ما يدل على الاتصال، لأنها بالعنعنة، وهي محتملة لكلا الأمرين ولعل الذي دعا البخاري وابن معين إلى الحكم بإرساله أيضًا هو رواية عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن غير واحدٍ من قومه، أن عويمر بن أشقر ... وهذه الرواية عند ابن أبي عاصم في "الأحاد" (2172). =

3154 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ - وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَقَالَ غَيْرُ عَبْدِ الْأَعْلَى: عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ - (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِدَارٍ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ، فَوَجَدَ رِيحَ قُتَارٍ، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا الَّذِي ذَبَحَ؟ " فَخَرَجَ إِلَيْهِ ¬

_ = وأخرجه الشافعي في "السُّنن المأثورة" (587)، وأحمد (15762)، والترمذي في "العلل الكبير" 2/ 648، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2171)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 252، وابن حيان (5912)، والبيهقي في "معرفة السُّنن" (18885)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عويمر بن أشقر 22/ 468 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 484، ومن طريقه الشافعي في "السُّنن المأثورة" (586)، والبيهقي في "السُّنن" 9/ 263، وفي "المعرفة" (18881)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 318، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 90 من طريق هُشيم ابن بشير، كلاهما (مالك وهشيم) عن يحيى بن سعيد، عن عباد بن تميم، أن عويمر بن أشقر. هكذا مرسلًا. وأخرجه ابن أبي عاصم (2172) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد العزيز ابن محمَّد، عن عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، عن غير واحد من قومه، أن عويمر بن أشقر ... وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1694) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي الطحان، عن عمرو بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير النجاري الأنصاري، عن عويمر بن أشقر. ويحيى بن أبي كثير النجاري هذا لم نعرفه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (133) من طريق ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة، عن أبيه، عن عويمر. وابن لهيعة ضعيف.

13 - باب من ذبح أضحيته بيده

رَجُلٌ مِنَّا، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أُصَلِّيَ لِأُطْعِمَ أَهْلِي وَجِيرَانِي، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ، فَقَالَ: لَا، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا عِنْدِي إِلَّا جَذَعٌ -أَوْ حَمَلٌ مِنْ الضَّأْنِ-! قَالَ: "فاذْبَحْهَا، وَلَنْ تُجْزِئَ جَذَعَةٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ" (¬1). 13 - بَابُ مَنْ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ 3155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره دون قوله: أو حَمَل، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمرو بن بُجدان -وهو العامري البصري- عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وأبو زيد الأنصاري: اسمه عمرو بن أخطب. وأبو قلابة لم يسمع من أبي زيد الأنصاري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 17/ (54) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (20734) و (22887)، والطبراني 17/ (52) من طريق عبد الوارث ابن سعيد، وأحمد (22886)، والطبراني 17/ (53) من طريق إسماعيل ابن عُلية، كلاهما عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان -وفي رواية ابن علية: عن رجل من قومه، قال خالد: أحسبه عمرو بن بجدان- عن أبي زيد الأنصاري. وفي قوله: رجل من قومه، تناقض، لأن أبا قلابة جرميّ قضاعي، وعمرو بن بجدان عامري فَقعَسِي. وأخرجه الطبراني 17/ (5) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن سلمة أو عن أبي المهلب، عن أبي زيد الأنصاري، وهذا الإسناد إن كان محفوظًا فيه ذكر عمرو بن سلمة أو أبي المهلب فهو صحيح، والله تعالى أعلم. وفي الباب عن أنس بن مالك، سلف عند المصنف برقم (3151). وعن عقبة بن عامر، سلف عند المصنف كذلك (3138). وعن جابر بن عبد الله، سلف أيضًا عند المصنف (3141). وانظر تمام شواهده في "المسند" (20734).

14 - باب جلود الأضاحي

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِيَدِهِ، وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهَا (¬1). 3156 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ مُؤَذِّنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ عِنْدَ طَرَفِ الزُّقَاقِ -طَرِيقِ بَنِي زُرَيْقٍ- بِيَدِهِ بِشَفْرَةٍ (¬2). 14 - بَابُ جُلُودِ الْأَضَاحِيِّ 3157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخبرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَّ مُجَاهِدًا أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهُ أَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّهَا، لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلَالَهَا لِلْمَسَاكِينِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (3120). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن سعد وأبيه وجده. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5448)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1621 - 1622، والبيهقي 3/ 309 من طريق هشام بن عمار، والحاكم 3/ 607 من طريق الحميدي، كلاهما عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد، عن أبيه عن جده، وعند ابن عدي: عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن آبائه. وفي الباب عن عائشة وابن عمر وأبي سعيد الخدري عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 249 بلفظ: وكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين، فإذا صلى وخطب أُتي بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بيده بالمُدية ... وكان يذبح عند طرف الزقاق عند دار معاوية. وفي إسناده محمَّد بن عمر الواقدي، وهو متروك. ويغني عنهما حديث أنس السالف قبله. (¬3) إسناده صحيح. =

15 - باب الأكل من لحوم الضحايا

15 - بَابُ الْأَكْلِ مِنْ لُحُومِ الَضَحاياِّ 3158 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ مِنْ كُلِّ جَزُورٍ بِبَضْعَةٍ فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَأَكَلُوا مِنْ اللَّحْمِ، وَحَسَوْا مِنْ الْمَرَقِ (¬1). 16 - بَابُ ادِّخَارِ لُحُومِ الأضَّاحَي 3159 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ لِجَهْدِ النَّاسِ، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1717)، والنسائي في "الكبرى" (4131) من طريق يحيى ابن سعيد القطان، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1002). وقد سلف برقم (3099) وانظر تمام تخريجه هناك. (¬1) حديث صحيح، وهشام بن عمار متابع. جعفر بن محمَّد: هو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وأخرجه مسلم (1218)، وأبو داود (1905) من طريق حاتم بن إسماعيل، والنسائي في "الكبرى" (4105) من طريق يحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن جعفر ابن محمَّد، به. وجاء عندهما: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلي بن أبي طالب هما اللذان أكلا بصيغة التثنية، ولفظ حاتم مطولٌ جدًا بقصة حجة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (14440)، و"صحيح ابن حبان" (3944). وقد جاء الاشتراك بصيغة الجمع كما عند المصنف عند ابن خزيمة (2924). وقد سلف الحديث ضمن حديث الحج الطويل برقم (3074). (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. =

17 - باب الذبح بالمصلى

3160 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا" (¬1). 17 - بَابُ الذَّبْحِ بِالْمُصَلَّى 3161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ كَانَ يَذْبَحُ بِالْمُصَلَّى (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (5423) و (5438)، والترمذي (1588)، والنسائي 7/ 235 - 236 من طريق عابس بن ربيعة، به. وهو في "مسند أحمد" (24707) و (24962). وأخرجه بنحوه كذلك مسلم (1971)، وأبو داود (2812)، والنسائي 7/ 235 من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24249)، و"صحيح ابن حبان" (5927). (¬1) إسناده صحيح. خالد الحذاء: هو ابن مِهران، وأبو المليح: هو ابن أسامة ابن عُمير الهُذَلي. وأخرجه أبو داود (2813)، والنسائي 7/ 170 من طريق خالد الحذاء، به. وهو في "مسند أحمد" (20723). (¬2) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثي- ولكنه متابع. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد. وأخرجه أبو داود (2811) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن أسامة بن زيد، به. وأخرجه البخاري (982) و (5552)، والنسائي 3/ 193 و 7/ 213 من طريق كثير ابن فرقد، والنسائي 7/ 213 - 214 من طريق عبد الله بن سليمان، كلاهما عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (5876).

أبواب الذبائح

أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ 1 - بَابُ الْعَقِيقَةِ 3162 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِأتَانِ، وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد وهم فيه سفيان بن عيينة، حيث رواه عن عُبيد الله ابن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع. فزاد بين عُبيد الله وسباع أبا يزيد، نص عليه أحمد عقب الحديث (27142)، وأبو داود عقب الحديث (2836)، والبيهقي 9/ 300، وابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والأيهام" 4/ 588 و 589، لكن صحيح الحاكم 4/ 237 - 238 رواية ابن عيينة ووافقه الذهبي، وكذلك صححها ابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/ 316. قلنا: قد خالف ابنَ عيينة حمادُ بن زيد وابنُ جريج، إذ روياه عن عبيد الله عن سباع دُون ذكر واسطة كما سيأتي بيانه. وسباع بن ثابت مُختلَف في صحبته، تفرد بالرواية عنه عُبيد الله بن أبي زياد، ذكره البغوي وابن قانع في "الصحابة"، وصحح الحافظ صحبته في "الإصابة" إذ ذكره في القسم الأول لكن ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف، وذكره في "التجريد" وقال: إنه أدرك الجاهلية. وأخرجه أحمد (27139)، وأخرجه أبو داود (2835) عن مسدد بن مسرهد، كلاهما "أحمد ومسدد" عن سفيان، بهذا الإسناد. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 165 عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان بن عيينة، عن عُبيد الله، عن سباعِ، عن أم كرز. بإسقاط الواسطة بين عبيد الله وسباع. وقد ذكر البيهقي في "السُّنن الكبرى" أن المزني رواه في "المختصر" عن الشافعي، عن سفيان بن عيينة كذلك بإسقاط الواسطة، ووهم المزني فيها، لكن بين أنه رواها عن الشافعي بزيادة أبي يزيد في "السُّنن" (409). وأخرجه أحمد (27143)، وأبو داود (2836) من طريق حماد بن زيد، وأحمد (27374) عن محمَّد بن بكر البُرساني، والنسائي 7/ 165 من طريق يحيى ابن سعيد، كلاهما (محمَّد بن بكر ويحيى بن سعبد) عن ابن جريج، كلاهما (حماد ابن زيد وابن جريج) عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن سباع، عن أم كُرز. وكذلك رواه حجاج وأبو عاصم عن ابن جريج كما أخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 219. وأخرجه الترمذي (1591) من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبِد الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت، عن محمَّد بن ثابت بن سباع، عن أم كُرز. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، لكن ابن القطان في "بيان الوهم" 4/ 588 خطأ رواية عبد الرزاق هذه، وكذلك قال المزي في "تحفة الأشراف" 13/ 101: والمحفوظ عن سباع، عن أم كُرز، وصحح الذهبي في "الميزان" 2/ 115 حذف محمَّد بن ثابت. قلنا: وهو كما قالوا لأن الحفاظ رووه عن ابن جريج بإسقاطه كما سبق. وأخرجه أحمد (27142)، وأبو داود (2834) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن حبيبة بنت ميسرة، عن أم كُرز، وحبيبة لم يرو عنها غير عطاء، وذكرها ابن حبان في "الثقات" فهي في عداد المجاهيل. ثم إنه اختُلف في هذا الإسناد اختلافًا كثيرًا، انظره في "المسند". قوله: "مكافَأتان"، وفي (ذ) والمطبوع: "مكافِئتان"، قال السندي: بالهمز، أي: مساويتان في السن، بمعنى أن لا ينزل سنُّهما عن سِنّ أوفى ما يجزئ في الأضحية، وقيل: مساويتان، أي: متقاربتان، وهو بكسر الفاء من كأفاه: إذا ساواه. قال الخطابي: والمحدثون يفتحون الفاء، وأراد أنه أولى، لأنه يريد أن يساوي =

3163 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَعُقَّ: عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةً (¬1). 3164 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَته، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الْأَذَى" (¬2). ¬

_ = بينهما، وأما الكسر فلا، وقال الزمخشري: لا فرق بين الفتح والكسر، لأن كل واحدة إذا كانت أختها، فقد كوفئت فهي كافية ومكافأة. وفي الباب عن عائشة سيأتي بعده وإسناده قوي. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (2842)، والنسائي 7/ 162 - 163 وهو في "مسند أحمد" (6713) وإسناده حسن. وعن أسماء بنت يزيد عند أحمد (27582) ورجاله ثقات. (¬1) إسناده قوي، عبد الله بن عثمان بن خثيم، صدوق لا بأس به. وأخرجه الترمذي (1590) من طريق عبد الله بن عثمان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (24028)، و"صحيح ابن حبان" (5310). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، حفصة بنت سيرين لم تسمع من سلمان بن عامر، بينهما فيه الربابُ بنتُ صُلَيع كما سيأتي. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 236 عن عبد الله بن نمير، وأحمد (16229) عن محمَّد بن جعفر وعبد الله بن نمير ويزيد بن هارون وأحمد أيضًا (16234) عن يحيى بن سعيد، والدارمي (1967) عن سعيد بن عامر، خمستهم عن هشام، به. =

3165 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاق، حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السَّابِعِ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمَّى" (¬1). ¬

_ = وأخرجه عبد الرزاق (7958)، ومن طريقه أحمد (16232)، وأبو داود (3839)، والترمذي (1592)، وأخرجه البيهقي 9/ 303 من طريق حفص بن غياث، كلاهما (عبد الرزاق وحفص) عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر. وأخرجه عبد الرزاق (7959) عن معمر، عن أيوب، وأحمد (16226)، والترمذي (1593)، والنسائي في "الكبرى" (4526) من طريق عاصم بن سليمان الأحول، كلاهما (أيوب وعاصم) عن حفصة، عن الرباب، عن سلمان. وقد علقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الحديث (5471). وقال الترمذي: حديث صحيح. وأخرجه أحمد (16230) و (16236) و (16238) و (16239) و (16240) و (16241)، والبخاري معلقًا بصيغة الجزم (5471) و (5472)، والنسائي (4525) من طرق عن محمَّد بن سيرين، عن سلمان. وأخرجه أحمد (16238)، والبخاري (5471) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمَّد بن سيرين، عن سلمان موقوفًا. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 592: الحديث مرفوع لا يضره رواية من وقفه. قوله: "أميطوا عنه الأذى" قال الخطابي: معناه حلق الرأس وإزالة ما عليه من أذى. "معالم السُّنن". (¬1) إسناده صحيح. وقد صرح الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- بسماعه لهذا الحديث من سمرة بن جندب، فقد روى البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (5472)، والترمذي بإثر الحديث (179)، والنسائي 7/ 166، والطحاوي في "شرح المشكل" (1030)، والبيهقي 9/ 299، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/ 307 عن قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد أن ابن سيرين أمره أن يسال الحسن: ممن سمع حديثه في العقيقة؟ قال: فسألته فقال: سمعتُه من سمرة. =

2 - باب الفرعة والعتيرة

3166 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدٍ الْمُزَنِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يُعَقُّ عَنْ الْغُلَامِ، وَلَا يُمَسُّ رَأْسُهُ بِدَمٍ" (¬1). 2 - بَابُ الْفَرَعَةِ وَالْعَتِيرَةِ 3167 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2838)، والترمذي (1651)، والنسائي 7/ 166 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2837) من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، به إلا أنه قال: "ويُدمى" بدل "يُسمى" قال أبو داود: هذا وهم من همام، وإنما قالوا: "يُسمى"، لكن ابن القيم في "تهذيب السُّنن" 4/ 127 لم ير ذلك من همام وهمًا، وإنما هو مذهب قتادة والحسن البصري. وأخرجه الترمذي (1600) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، به. وهو في "مسند أحمد" (20083). (¬1) إسناده ضعيف لجهالة يزيد بن عبد المزني، ثم إنه قد أرسله كما قال البخاري وأبو حاتم، وقد رواه بعضهم عن أبيه، لكن تبقى جهالة يزيد. ويعقوب بن حميد متابع. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1108)، والطبراني في "الأوسط" (333)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 7/ 513 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وقد نقل ابن القيم في "تهذيب السُّنن" 4/ 127 عن مهنا بن يحيى قال: ذكرتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل حديث يزيد بن عبد المزني، عن أبيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "يعق عن الغلام ... " الحديث فقال أحمد: ما أظرفه.

عَنْ نُبَيْشَةَ، قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي رَجَبٍ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "اذْبَحُوا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيِّ شَهْرٍ ما كَانَ، وَبَرُّوا لِلَّهِ، وَأَطْعِمُوا" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا نُفْرِعُ فَرَعًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تَغْذُوهُ مَاشِيَتُكَ، حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْتَهُ، فَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ -أُرَاهُ قَالَ: عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ- فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ" (¬1). 3168 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد رواه خالد الحذاء -وهو ابن مهران- عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن أبي المليح -وهو ابن أسامة بن عمير- ثم لقي خالد أبا المليح فسمعه منه. وأخرجه النسائي 7/ 170 - 171 من طريق يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2830)، والنسائي 7/ 169 - 170 من طريق بشر بن المفضل، والنسائي 7/ 170 من طريق شعبة بن الحجاج، و 7/ 171 من طريق إسماعيل ابن عُلَية، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، به. قال بشر عند النسائي: عن خالد وربّما قال: عن أبي المليح -وربما ذكر أبا قلابة- عن نبيشة، وقال شعبة في روايته: عن خالد، عن أبي قلابة، عن أبي المليح -وأحسبني قد سمعته من أبي المليح-، وقال ابن عُلَية: عن خالد، عن أبي قلابة عن أبي المليح، ثم لقيت أبا المليح فسألته ... وأخرجه النسائي مختصرًا بقصة العتيرة 7/ 169 من طريق جميل -غير معروف-، عن أبي المليح، به. وهو في "مسند أحمد" (20723). وسيأتي تفسر الفَرَعة والعتيرة في الحديث الآتي بعده.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "قَالَ: لَا فَرَعَةَ وَلَا عَتِيرَةَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5473) و (5474)، ومسلم (1976)، وأبو داود (2831)، والنسائي 7/ 167 من طريق ابن شهاب الزهري، به. ولفظ البخاري: "لا فرع ولا عتيرة" والفرع: أول النتاج كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 597 تعليقًا على قوله: كانوا يذبحونه لطواغيتهم: زاد أبو داود (2833) عن بعضهم: ثم يأكلونه ويُلقى جلده إلى الشجر، فيه إشارة إلى علة النهي، واستنبط الشافعي رحمه الله منه الجواز إذا كان الذبح لله، جمعيًا بينه وبين حديث: "الفرع حق" وهو حديث أخرجه أبو داود (2842)، والنسائي 7/ 168 والحاكم 4/ 236 من رواية داود بن قيس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو -كذا في رواية الحاكم-: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الفرع قال: "الفرع حق، وأن تتركه حتى يكون بنت مخاض أو ابن لبون فتحمل عليه في سبيل الله أو تعطيه أرملة خير من أن تذبحه يَلصَقُ لحمه بوبره وتُولِّهُ ناقتك". وللحاكم من طريق عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة من قوله: الفرعة حق ولا تذبحها وهي تلصق في يدك، ولكن أمكنها من اللبن حتى إذا كانت من خيار المال فاذبحها. قال الشافعي فيما نقله الببهقي من طريق المزني عنه: الفرع شيء كان أهل الجاهلية يذبحونه يطلبون به البركة في أموالهم، فكان أحدهم يذبح بكر ناقته أو شاتَه رجاءَ البركة فيما يأتي بعده، فسالوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن حكمها فاعلمهم أنه لا كراهة عليهم فيه، وأمرهم استحبابًا أن يتركوه حتى يُحمل عليه في سبيل الله. وقوله: "حق" أي: ليس بباطل، وهو كلام خرج على جواب السائل، ولا مخالفةَ بينه وبين الحديث الآخر: "لا فرع ولا عتيرة " فإن معناه: لا فرعَ واجب ولا عتيرة واجبة. وقال النووي: نصَّ الشافعي في حرملة على أن الفرع والعتيرة مستحبان ويؤيده حديث نبيشة السالف (3167) فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يُبطل الفرع والعتيرة من أصلهما، وإنما أبطل صفة من كل منهما، فمن الفرع كونه يذبح أول ما يولد، ومن العتيرة خصوص الذبح في رجب. وهو في "مسند أحمد" (7135) و (7256)، و"صحيح ابن حبان" (5890). =

3 - باب إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح

قَالَ هِشَامٌ فِي حَدِيثِهِ: وَالْفَرَعَةُ أَوَّلُ النَّتَاجِ، وَالْعَتِيرَةُ الشَّاةُ يَذْبَحُهَا أَهْلُ الْبَيْتِ فِي رَجَبٍ. 3169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا فَرَعَةَ وَلَا عَتِيرَةَ" (¬1). قَالَ ابْنُ مَاجَه: هَذَا مِنْ فَرَائِدِ الْعَدَنِيِّ. 3 - بَاب إِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ 3170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ" (¬2). ¬

_ = والتفسير الذي في آخر الحديث للفرعة والعتيرة لسعيد بن المسيب كما توضحه رواية أبي داود (2832). (¬1) صحيح من حديث أبي هريرة، وهذا إسناد شذ به ابن أبي عمر العدني، حيث رواه عن ابن عيينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، وخالفه أصحاب سفيان بن عيينة فرووه جميعًا عنه، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة كما في الحديث السالف. نبه على ذلك أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 44، وابن ماجه هنا، وكذلك الحافظ في "الفتح" 9/ 596 ومع ذلك صحيح إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 198 فلم يصب. (¬2) إسناده صحيح. أبو الأشعث: هو شراحيل بن آده، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وعبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي. =

3171 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَجُلٍ وَهُوَ يَجُرُّ شَاةً بِأُذُنِهَا، فَقَالَ: "دَعْ أُذُنَهَا، وَخُذْ بِسَالِفَتِهَا" (¬1). 3172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَخِي حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ حَيْويلَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحَدِّ الشِّفَارِ، وَأَنْ تُوَارَى عَنْ الْبَهَائِمِ، وَقَالَ: "إِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجْهِزْ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1955)، وأبو داود (2815)، والترمذي (1467)، والنسائي 7/ 227 و 229 و 229 - 230 و230 من طريق أبي قلابة الجرمي، به. وأخرجه النسائي 7/ 229 من طريق إسرائيل، عن منصور، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي الأشعث، عن شداد. قال أبو عوانة الإسفراييني وقد أخرج الحديث (7744): هو خطأ. (¬1) إسناده ضعيف. موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث. والسالفة: صفحة العنق. ويغني عنه حديث شداد بن أوس السالف قبله. (¬2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله- وضعف قرة بن حيوئيل -وهو قرة بن عبد الرحمن المعافري-، ثم إن ابن لهيعة قد رواه على ثلاثة وجوه، مرة عن قرة في هذا الإسناد، ومرة عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم كما في الإسناد الآتي بعده، ومرة عن عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري كما سيأتي. وأخرجه أحمد (5864)، والطبراني في "الكبير" (13144)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1466، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 9/ 280، وفي "شعب الإيمان" (11074) من طرق عن ابن لهيعة، عن عُقيل بن خالد، عن الزهري، به. =

4 - باب التسمية عند الذبح

3172 م- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مِثْلَهُ (¬1). 4 - بَابُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الذَّبْحِ 3173 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ} [الأنعام: 121] قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ اسْمُ اللَّهِ فَلَا تَأْكُلُوا، وَمَا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] (¬2). ¬

_ = وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 9/ 280 من طريق عبد الله بن وهب، عن قرة بن عبد الرحمن المعافري، عن الزهري، أن عبد الله بن عمر، به مرفوعًا، وهذا الإسناد منقطع، قال أبو حاتم في "العلل" 2/ 45: هو الصحيح. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. (¬2) حديث صحيح، سماك -وهو ابن حرب، وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- متابع. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعمرو بن عبد الله: هو ابن حنش الأودي. وقد صحيح إسنادَ حديث سماك ابنُ كثير في "تفسيره" 3/ 321، وابنُ حجر في "الفتح" 9/ 624، وسبقهما الحاكم 4/ 113 و 231 ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود (2818)، والطبري في "تفسيره" 8/ 16 و 17 و 18، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (7845)، والحاكم 4/ 113 و231، والبيهقي 9/ 241 من طريق سماك بن حرب، به. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (4511) و (11156)، والطبري 8/ 17، والحاكم 4/ 233، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 301 من طريق عنترة بن عبد الرحمن الكوفي، وأبو داود (2819)، والترمذي (3323)، والطبري 8/ 18 و 19، والطبراني =

3174 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّ قَوْمًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَا بِلَحْمٍ، لَا نَدْرِي ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا؟ قَالَ: "سَمُّوا أَنْتُمْ وَكُلُوا". وَكَانُوا حَدِيثَ عَهْدٍ بِالْكُفْرِ (¬1). ¬

_ = في "الكبير" (12295)، والبيهقي 9/ 245، وابن عبد البر 22/ 300 - 301، والضياء المقدسي في "المختارة" 10/ (270) و (271) من طريق سعيد بن جبير، والطبري 8/ 16، والطبراني (11614) من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، والطبري 8/ 17 من طريق عطية العوفي، و 8/ 17 من طريق علي بن أبي طلحة، كلهم عن ابن عباس. وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عباس أيضًا. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 291، والدارمي (1976)، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/ 299 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والبخاري (2057)، والدارقطني (4809) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن الطفاوي، والبخاري (5507)، ومن طريقه ابن عبد البر 22/ 298، وابن الجوزي في "التحقيق" (1835) من طريق أسامة بن حفص المدني، والبخاري (7398)، وأبو داود (2829)، والبيهقي 9/ 239 من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، وأبو داود (2829)، والبيهقي 9/ 239 من طريق مُحاضر بن المُورع، والنسائي 7/ 237 من طريق النضر بن شُميل، ستتهم عن هشام بن عروة، به. وأخرجه مالك 2/ 488، ومن طريقه أبو داود (2829)، وأخرجه عبد الرزاق (8542) عن معمر، وأبو داود (2829) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 239/ 9 من طريق جعفر بن عون أربعتهم (مالك ومعمر وحماد وابن عون) عن هشام بن عروة، عن أبيه، مرسلًا. =

5 - باب ما يذكى به

5 - بَابُ مَا يُذَكَّى بِهِ 3175 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، قَالَ: ذَبَحْتُ أَرْنَبَيْنِ بِمَرْوَةٍ، فَأَتَيْتُ بِهِمَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَنِي بِأَكْلِهِمَا (¬1). ¬

_ = زاد الدارقطني في "العلل" ورقة 40 ممن وصل الحديث عن هشام: يونس بن بكير ومسلمة بن قعنب، وعمرو بن مجمع السكوني، وزاد البيهقي 9/ 239: حاتم ابن إسماعيل وعبد الله بن الحارث الجُمحي وعبد الله بن عاصم، وزاد البخاري قبلهم بإثر الحديث (5507) عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي. وزاد الدارقطني ممن تابع مالكًا على إرساله: سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان والمفضل بن فضالة، ثم قال: والمرسل أشبه بالصواب. أما البخاري، فقد قوى الرواية الموصولة، قال الحافظ: ويُستفاد من صنيع البخاري أن الحديث إذا اختلف في وصله وإرساله حكم للواصل بشرطين، أحدهما: أن يزيد عددُ من وصله على من أرسله، والآخر: أن يحتف بقرينة تقوي الرواية الموصولة، لأن عروة عن عائشة مشهور بالأخذ عنها، ففي ذلك إشعار بحفظ من وصله من هشام دون من أرسله. (¬1) إسناده صحيح، وقد اختُلف في تسمية صحابي الحديث عن عاصم -وهو ابن سليمان الأحول- فسماه مرة: محمَّد بن صيفي كلما في روايتنا هذه، ومرة سماه: محمَّد بن صفوان أو صفوان بن محمَّد على الشك، ومرة سماه: محمَّد بن صفوان من غير شك، وهو الصحيح الذي تابعه عليه داود بن أبي هند وحصين بن عبد الرحمن السلمي، ومحمد بن صيفي صحابي آخر روى حديثًا في صوم عاشوراء. وبذلك جزم الطبراني في "الكبير"، والبغوي في "الصحابة"، والدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 5، وابن عبد البر في "الاستيعاب" والمزي في "تهذيب الكمال"، وابن حجر في "الإصابة"، وغيرهم. وإلى ذلك يشير كلام البخاري إذ سأله الترمذي كما في "علله الكبير" 2/ 630 عن هذا الحديث فقال: حديث محمَّد بن صفوان أصح. =

3176 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ حَاضِرَ بْنَ مُهَاجِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ ذِئْبًا نَيَّبَ فِي شَاةٍ، فَذَبَحُوهَا بِمَرْوَةٍ، فَرَخَّصَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَكْلِهَا (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (2822)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 197 من طريق عاصم الأحول، به. وفي رواية أبي داود قال: عن محمَّد بن صفوان أو صفوان بن محمَّد على الشك. وأخرجه النسائي 7/ 197 و225 من طريق داود بن أبي هند، والطبراني في "الكبير" 19/ (529) من طريق حصين بن عبد الرحمن، كلاهما عن الشعبي، به. وهو في "مسند أحمد" (15870) من طريق عاصم الأحول من غير شك في اسم الصحابي فسماه محمَّد بن صفوان. و (15871) من طريق داود بن أبي هند. وسيأتي برقم (3244) من طريق داود بن أبي هند. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حاضر بن مُهاجر. غُندَر: هو لقب محمَّد بن جعفر الهُذَلي البصري. وأخرجه النسائي 7/ 225 و 227 - 228 من طريق محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 9/ 250 من طريق محمَّد بن عمر الواقدي، عن ربيعة بن عثمان، عن زيد بن أبي عتاب، عن سليمان بن يسار، به. والواقدي متروك الحديث. وهو في "مسند أحمد" (21597)، و"صحيح ابن حبان" (5885). ويشهد له حديث كعب بن مالك عند البخاري (2304) أنه كانت لهم غنم ترعى بسَلْعِ، فأبصرت جاريةٌ لنا بشاةِ من غنمنا موتًا، فكسرت حجرًا، فذبحتها به، فقال لهم: لا تأكلوا حتى أسال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو أُرسل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من يسأله، فأمره بأكلها. وهو في "المسند" (15768)، وسيأتي عند المصنف برقم (3182) مختصرًا. وحديث أبي سعيد الخدري عند النسائي 7/ 225 - 226 وسنده صحيح. وحديث عدي بن حاتم الآتي بعده. وانظر تمام شواهده في "مسند أحمد" (4597) عند حديث ابن عمر.

3177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُرِّيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قلت: يا رسول الله، إنا نصيد الصيد فلا نجد سكينا إلا الظِّرَارَة وَشِقَّةَ الْعَصَا، قَالَ: "أَمْرِرْ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح، وهذا إسناد حسن. سماكُ بن حرب صدوق حسن الحديث، ومُرَي بن قَطَري وثقه ابن معين في رواية عثمان بن سعيد الدارمي (766). وأخرجه أبو داود (2824)، والنسائي 7/ 194 و225 من طريق سماك بن حرب، به. إلا أنهما قالا: "المروة" بذل: "الظرارة". وهو في "مسند أحمد" (18250). وأخرجه البخاري (2054) و (5475)، ومسلم (1929)، وأبو داود (2849) و (2854)، والترمذي (1538)، والنسائي 7/ 183 و 194 - 195 و195 من طريق عامر بن شراحيل الشعبي، والبخاري (5477) و (7397)، ومسلم (1929)، وأبو داود (2847)، والنسائي 7/ 181 و181 - 182 و 194 من طريق همام بن الحارث، كلاهما عن عدي بن حاتم - لفظ الشعبي: سألت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن المِعراض، فقال: "إذا أصاب بحدِّه فكُل، وإذا أصاب بعرضه فقتل فلا تأكل، فإنه وقيذ"، ولفظ همام: قلت: وإنما نرمي بالمِعراض؟ قال: "كُلْ ما خَزَقَ، وما أصاب بعرضه فلا تأكل". وهو في "مسند أحمد" (18245) و (18266). والمِعراض قال في "النهاية": هو سهم بلا ريش ولا نَصل، وإنما يُصيب بعرضه دون حَده. ففي هذا الحديث إشارة إلى أن ما أنزلَ الدمَ وقتلَ يجوز، دون ما قتل من غير إنزال دم، فيَدخل الظرار وشقةُ العصا، دون السن والعظم لاستثناه الحديث الآتي بعده. وقوله: "الظرارة" كذا جاء في رواية ابن ماجه، والصحيح الظرار، جمعُ: ظُرَر، ويُجمع أيضًا على: ظِران وأظِرة، والظرَرُ: حجر مُحدَّدٌ صُلبٌ، كذلك جاء في "اللسان" وسائر كتب الغريب.

6 - باب السلخ

3178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكُونُ فِي الْمَغَازِي، فَلَا يَكُونُ مَعَنَا مُدًى. فَقَالَ: مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلْ، غَيْرَ السِّنِّ وَالظُّفْرِ، فَإِنَّ السِّنَّ عَظْمٌ، وَالظُّفْرَ مُدَى الْحَبَشَةِ" (¬1). 6 - بَابُ السَّلْخِ 3179 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ مَيْمُونٍ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ؛ قَالَ عَطَاءٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِغُلَامٍ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ" فَأَدْخَلَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سعيد بن مسروق: هو والد سفيان الثوري. وأخرجه البخاري (2488)، ومسلم (1968)، والترمذي (1564)، والنسائي 7/ 226 و 228 و 228 - 229 من طُرق عن سعيد بن مسروق، به. وأخرجه البخاري (5543)، وأبو داود (2821)، والترمذي (1563)، والنسائي 7/ 226 من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن أبيه، عن جده. فزاد بين عباية وجده رفاعةَ بن رافع أبا عباية. وقد احتج البخاري بالطريقين كليهما كما ترى. وقد تابع أبا الأحوص على هذه الزيادة حسانُ بن إبراهيم الكرماني عند البيهقي 9/ 247. وهو في "مسند أحمد" (15856)، و"صحيح ابن حبان" (5886). دون ذكر رفاعة بن رافع. قوله: "ما أنْهَر" أي: ما أجراه.

7 - باب النهي عن ذبح ذوات الدر

رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَهُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَدَحَسَ بِهَا حَتَّى تَوَارَتْ إِلَى الْإِبِطِ، وَقَالَ: "يَا غُلَامُ، هَكَذَا فَاسْلُخْ" ثُمَّ مَضَى وَصَلَّى لِلنَّاسِ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (¬1). 7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ذَبْحِ ذَوَاتِ الدَّرِّ 3180 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخبرنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ؛ جَمِيعًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَأَخَذَ الشَّفْرَةَ لِيَذْبَحَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده قوي، هلال بن ميمون الجهني صدوق لا بأس به. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء الهَمداني. وأخرجه أبو داود (185) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال بإثره: رواه عبد الواحد بن زياد وأبو معاوية، عن هلالي، عن عطاء، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، لم يذكرا أبا سعيد. وهو في "صحيح ابن حبان" (1163). (¬2) إسناده حسن، فإن يزيد بن كيسان ينحط عن رتبة الصحيح. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه الحُسين بن الحَسن المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1169)، ومسلم (2038)، وأبو يعلى (6177) و (6181)، والطبري في "تفسيره" 30/ 287، وأبو عوانة (8303)، والطبراني في "الكبير" 9/ (571)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4602)، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/ 340 - 341، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 2/ 628 من طريق يزيد بن كيسان، به.

8 - باب ذبيحة المرأة

3181 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ وَلِعُمَرَ: "انْطَلِقوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ" قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فِي الْقَمَرِ حَتَّى أَتَيْنَا الْحَائِطَ، فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا. ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ، ثُمَّ جَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ" أَوْ قَالَ: "ذَاتَ الدَّرِّ" (¬1). 8 - بَابُ ذَبِيحَةِ الْمَرْأَةِ 3182 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ امْرَأَةً ذَبَحَتْ شَاةً بِحَجَرٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا (¬2). 9 - بَابُ ذَكَاةِ النَّادِّ مِنْ الْبَهَائِمِ 3183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. يحيى بن عُبيد الله -وهو ابن موهب- متروك الحديث، وأبوه مجهول. وأخرجه أبو يعلى (567)، والطبراني في "الكبير" 19/ (567) من طريق عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي، بهذا الإسناد. ويغني عنه الحديث السالف قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2304) و (5501) و (5504) من طريق عُبيد الله بن عمر، به. وهو في "مسند أحمد" (15768)، و "صحيح ابن حبان" (5893).

عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَنَدَّ بَعِيرٌ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لَهَا أَوَابِدَ - أَحْسَبُهُ قَالَ: كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ - فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا، فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا" (¬1). 3184 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلَّا فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ؟ قَالَ: "لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سعيد بن مسروق: هو والد سفيان الثوري. وأخرجه البخاري (2488)، ومسلم (1968)، والترمذي (1566)، والنسائي 7/ 191 و 228 و 228 - 229 من طرق عن سعيد بن مسروق، به. وأخرجه البخاري (5543)، وأبو داود (2821)، والترمذي (1565) من طريق أبي الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عباية، عن أبيه، عن جده. فزاد في الإسناد رفاعة بن رافع والد عباية. وقد تابع أبا الأحوص على ذكره حسان بن إبراهيم الكرماني عند البيهقي 9/ 247، والبخاري احتج بالطريقين. وهو في "مسند أحمد" (15806)، و"صحيح ابن حبان" (5886) دون ذكر رفاعة بن رافع بن خديج. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي العُشرَاء وأبيه، قال الذهبي في "الميزان": لا يُدرى مَن هو ولا مَن أبوه، وقال البخاري في "التاريخ" 2/ 22: في حديثه واسمه وسماعه من أبيه نظر، وقال الميموني: سألت أحمد عن حديث أبي العشراء في الذكاة، قال: هو عندي غلط ولا يعجبني، ولا أذهب إليه إلا في موضع الضرورة، وقال أبو داود: هذا لا يصح إلا في المتردية والمتوحش، ومع ذلك صححه ابن كثير في "تفسيره" 3/ 20 لكن قال: وْلكنه محمول على ما لاُ يقدَر على ذبحه في الحلق واللَّبَّة. وأخرجه أبو داود (2825)، والترمذي (1551)، والنسائي 7/ 228 من طريق حماد بن سلمة، به. وهو في "مسند أحمد" (18947). =

10 - باب النهي عن صبر البهائم وعن المثلة

10 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ صَبْرِ الْبَهَائِمِ وَعَنْ الْمُثْلَةِ 3185 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُمَثَّلَ بِالْبَهَائِمِ (¬1). 3186 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ صَبْرِ الْبَهَائِمِ (¬2). 3187 - حدثنا علي بن محمَّد، حدثنا وكيع (ح) ¬

_ = فائدة: صنف الحافظُ أبو القاسم تمّام بن محمَّد الرازي جزءًا في حديث أبي العشراء الدارمي، وقد طبع في دمشق. (¬1) إسناده ضعيف جدًا. موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/ 398، و 9/ 424. ويُغني عنه أحاديث أنس بن مالك وابن عباس وجابر الآتية بعده. وحديث ابن عمر عند مسلم (1958) وهو في "مسند أحمد" (4622) بلفظ: إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعن من مَثّل بالبهائم. وإسناده صحيح. وانظر تمام شواهده عنده. (¬2) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو الطنافسي، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه البخاري (5513)، ومسلم (1956)، وأبو داود (2816)، والنسائي 7/ 238 من طريق شعبة بن الحجاج، به. وهو في "مسند أحمد" (12161). وصبر البهائم: هو أن يُمسَك شيءٌ من ذوات الروح حيًا ثم يُرمى بشئ حتى يموت. قاله في "النهاية".

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا" (¬1). 3188 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخبرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُقْتَلَ شَيْءٌ مِنْ الدَّوَابِّ صَبْرًا (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سماك -وهو ابن حرب- صدوق حسن الحديث، وقد توبع، على أن الحديث روي من طريق آخر صحيح كما سيأتي. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (1543) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه الترمذي (1929) و (1930)، والنسائي 7/ 240 من طريق قتادة بن دعامة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن المُجثَّمة. قال ابن الأثير: المجثمة: هي كل حيوان يُنصب ويُرمَى ليقتل. قلنا: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1957)، والنسائي 7/ 238 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس بلفظ حديث سماك، عن عكرمة. وهو في "مسند أحمد" (1863) من طريق سماك عن عكرمة، و (1989) من طريق قتادة عن عكرمة، و (2480) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وفي "صحيح ابن حبان" (5608) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. (¬2) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز المكي، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي، وقد صرحا بسماعهما فانتفت شبهة تدليسهما. وأخرجه مسلم (1959) من طرق عن ابن جريج، به. وهو في "مسند أحمد" (14423).

11 - باب النهي عن لحوم الجلالة

11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ لُحُومِ الْجَلَّالَةِ 3189 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاق، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ لُحُومِ الْجَلَّالَةِ وَأَلْبَانِهَا (¬1). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن سعيد، وععنة ابن إسحاق، وسويد وإن كان متابعًا، تبقى عنعنة ابن إسحاق، وخالفه في إسناده الثوري، فرواه عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مرسلًا، وهو أصح. ابن أبي نجيح: هو عبد الله. وأخرجه أبو داود (3785)، والترمذي في "جامعه" (1928)، وفي "العلل الكبير" 2/ 773، والطبراني في "الكبير" (13506)، والحاكم 2/ 34، والبيهقي 9/ 332، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 182، وابن الجوزي في "التحقيق" (1974) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وسأل الترمذي البخاريَ عنه في "العلل" فأعله بالمرسل. وأخرجه عبد الرزاق (8718)، وابن أبي شيبة 8/ 336 من طريق سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مرسلًا. وأخرجه عبد الرزاق (8714) عن ابن عيينة، عن إبراهيم بن أبي حرة، عن مجاهد مرسلًا كذلك. وابن أبي حرة هذا ثقة. وأخرجه أبو داود (3787)، والحاكم 2/ 34 - 35، والبيهقي 9/ 333 من طريق عبد الله بن أبي الجهم، عن عمرو بن أبي قيس، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: نهى رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الجلالة، يعني الإبل أن يركب عليها أو يُشرب من ألبانها. إسناده حسن. وليس في ذكر أكل لحمها. وأخرج الطبراني في "الكبير" (13464) من طريق أبي الزبير، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: نهي عن الجلالة. ورجاله ثقات إلا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعن، وليس هو صريحًا بالرفع. ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (7039)، وأبو داود (3811)، والنسائي 7/ 239 وإسناده حسن كما قال الحافظ في "الفتح" 9/ 648. =

12 - باب لحوم الخيل

12 - بَابُ لُحُومِ الْخَيْلِ 3190 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: نَحَرْنَا فَرَسًا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 3191 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَكَلْنَا زَمَنَ خَيْبَرَ الْخَيْلَ وَحُمُرَ الْوَحْشِ (¬2). ¬

_ = وحديث عبد الله بن عباس عند أحمد (1989)، والترمذي (1929) و (1930)، والنسائي 7/ 240 بالنهي عن لبن الجلالة دون لحمها. وإسناده صحيح. وحديث جابر عند ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4959)، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 182 ورجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير. وحديث أبي هريرة عند الحاكم 2/ 35، والبيهقي 9/ 333 وإسناده صحيح. والجلالة: قال ابن قتيبة في "الغريب": هي التي تأكل الجَلَّةُ، والجَلةُ البعرُ، كنى بها عن العَذِرة. وأخرج ابن أبي شيبة 8/ 335 بسند صحيح عن ابن عمر: أنه كان يحبس الدجاجة الجلالة ثلاثًا، وقال مالك والليث بن سعد: لا بأس بأكل الجلالة من الدجاج وغيره، وإنما جاء النهي عنها للتقذر. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5510)، ومسلم (1942)، والنسائي 7/ 227 و 231 من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (26919)، و"صحيح ابن حبان" (5271). (¬2) إسناده صحيح. أبو عاصم: هو الضحاك بن مَخْلَد، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرُس. =

13 - باب لحوم الحمر الأهلية

13 - بَابُ لُحُومِ الْحُمُرِ الأهلية 3192 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، فَقَالَ: أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَدْ أَصَابَ الْقَوْمُ حُمُرًا خَارِجًا مِنْ الْمَدِينَةِ، فَنَحَرْنَاهَا، وَإِنَّ قُدُورَنَا لَتَغْلِي، إِذْ نَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنْ "أكْفئُوا الْقُدُورَ وَلَا تَطْعَمُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا" فَأَكْفَأْنَاها (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1941)، والنسائي 7/ 205 من طريق ابن جريج، به. وهو في "مسند أحمد" (14450). وأخرجه بنحوه أبو داود (3789)، والنسائي 7/ 251 من طريق أبي الزبير، عن جابر بذكر الخيل دون الحمر الوحشية. وهو في "مسند أحمد" (14845)، و"صحيح ابن حبان" (5269) و (5270). وأخرجه بنحوه أيضًا البخاري (4219)، ومسلم (1941)، وأبو داود (3788)، والنسائي 7/ 201 من طريق محمَّد بن علي، والترمذي (1896)، والنسائي 7/ 201 من طريق عمرو بن دينار، والنسائي 7/ 201 من طريق عطاء، ثلاثتهم عن جابر بن عبد الله. بذكر الإذن في أكل لحوم الخيل والنهي عن الحمر الإنسية، أو الأهلية، ولم يذكروا الحمر الوحشية. وسيأتي عند المصنف برقم (3197) بذكر لحوم الخيل. وهو في "مسند أحمد" (14890)، و"صحيح ابن حبان" (5268). (¬1) حديث صحيح. سويد بن سعيد متابع. أبو إسحاق الشيباني: هو سُليمان ابن أبي سليمان. وأخرجه البخاري (3155)، ومسلم (1937)، والنسائي 7/ 203 من طرق عن أي إسحاق الشيباني، به. =

فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: حَرَّمَهَا تَحْرِيمًا؟ قَالَ: تَحَدَّثْنَا أَنَّمَا حَرَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْبَتَّةَ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ. 3193 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ابْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ جَابِرٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (4221 - 4224)، ومسلم (1937) من طريق عدي بن ثابت، عن عبد الله بن أبي أوفى والبراء بن عازب. وهو في "مسند أحمد" (19120) من طريق الشيباني، و (19116) من طريق عدي بن ثابت. وقد اختُلف في علة أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بإكفاء لحوم الحمر الإنسية على أقوال: منها: هذا القول الذي جاء بإثر الحديث عند المصنف، وهو لأنها تأكل العَذِرة (وهي التي تسمى الجَلَّالة)، ومنها ما جاء عند البخاري ومسلم من قول ابن أبي أوفى كذلك بأنه إنما نهى عنها لأنها لم تُخمَّس، وتردد ابن عباس كما جاء عند البخاري ومسلم أيضًا فقال: لا أدري أنهى عنه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أجل أنه كان حَمولة الناس، فكره أن تذهب حمولتهم، أو حرمه في يوم خيبر (يعني حَرمه ألبتة) قال الحافظ في "الفتح" 9/ 656: وقد أزال هذه الاحتمالات من كونها لم تخمس أو كانت جلالة، أو كانت انتُهبت حديث أنس المذكور أيعني عند البخاري ومسلم وسيأتي عند ابن ماجه (3196)] حيث جاء فيه: "فإنها رجس"، وكذا الأمر بغسل الإناء في حديث سلمة [ابن الأكوع عند مسلم (1802)]. وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 207 بعد أن ذكر الروايات المختلفة في بيان علة النهي وذكر حديث أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال له: "لا تأكل الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع" فقال الطحاوي: فدل ذلك على نهيه عن أكل لحوم الحمر الأهلية، لا لعلة تكون في بعضها دون بعض من أكل العذرة وما أشبهها، ولكن لها في أنفسها، وقد جعلها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نهيه عنها كذي الناب من السباع، فكما كان ذو ناب منهيًا عنه لا لعلة، كان كذلك الحمر الأهلية منهيًا عنها لا لعلة.

عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ أَشْيَاءَ، حَتَّى ذَكَرَ الْحُمُرَ الْإِنْسِيَّةَ (¬1). 3194 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُلْقِيَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ نِيئَةً وَنَضِيجَةً، ثُمَّ لَمْ يَأْمُرْنَا بِهِ بَعْدُ (¬2). 3195 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزْوَةَ خَيْبَرَ، فَأَمْسَى النَّاسُ قَدْ أَوْقَدُوا النِّيرَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَامَ تُوقِدُونَ؟ " قَالُوا: عَلَى لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ. فَقَالَ: "أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا، وَاكْسِرُوهَا" فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أوَنُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، الحسن بن جابر -وإن لم يرو عنه سوى اثنين ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان- متابع. وهو في "مسند أحمد" (17193). وأخرجه أبو داود (4604) من طريق عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرَشي، عن المقدام بن معدي كرب. وإسناده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (17174). (¬2) حديث صحيح. سويد بن سعيد متابع. عاصم: هو ابن سليمان الأحول. والشعبي: هو عامر بن شَراحيل. وأخرجه البخاري (4226)، ومسلم (1938)، والنسائي 7/ 203 من طريق عاصم الأحول، به. وأخرجه البخاري (4221 - 4225)، ومسلم (1938) من طرق عن البراء. وهو في "مسند أحمد" (18573) و (18623)، و"صحيح ابن حبان" (5277).

14 - باب لحوم البغال

فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوْ ذَاكَ" (¬1). 3196 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ مُنَادِيَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَادَى: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا رِجْسٌ (¬2). 14 - بَابُ لُحُومِ الْبِغَالِ 3197 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرٌ؛ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ لُحُومَ الْخَيْلِ. قُلْتُ: فَالْبِغَالُ؟ قَالَ: لَا (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن في المتابعات، يعقوب بن حميد حديثه حسن في المتابعات والشواهد، وقد توبع. وأخرجه البخاري (2477)، ومسلم (1802) وبإثر الحديث (1939) من طريق يزيد بن أبي عُبيد، به. وهو في "مسند أحمد" (16513/ 1)، و"صحيح ابن حبان" (5276). (¬2) إسناده صحيح. ابن سيرين: هو محمَّد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، ومعمر: هو ابن راشد، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومحمد ابن يحيى: هو الذُّهلي الحافظ. وأخرجه البخاري (2991) و (4198) و (4199) و (5528)، ومسلم (1940)، والنسائي 1/ 56 و 7/ 203 - 204 من طريق محمَّد بن سيرين، به. وهو في "مسند أحمد" (12086)، و"صحيح ابن حبان" (5274). (¬3) إسناده صحيح. عطاء: هو ابن أي رباح، وسفيان: هو الثوري. =

3198 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيَ كَرِبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 202 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3789) من طريق أبي الزبير محمَّد بن مسلم بن تدرس، عن جابر والترمذي (1547) من طريق أبي سلمة، عن جابر- ولفظ أبي الزبير قال: ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهانا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل. ولفظ أبي سلمة: حرم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني يوم خيبر الحمر الإنسية ولحوم البغال ... وهو في "مسند أحمد" (14840)، و"صحيح ابن حبان" (5272) من طريق أبي الزبير. وفي "المسند" (14463) من طريق أبي سلمة. وقد سلف ذكر إباحة الخيل والنهي عن الحمر عند المصنف من حديث جابر برقم (3191). (¬1) إسناده ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد- ولضعف صالح بن يحيى ابن المقدام، وجهالة أبيه، على نكارة في متنه في ذكر النهي عن لحوم الخيل. وأخرجه أبو داود (3790)، والنسائي 7/ 202 من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3806) من طريق أبي سلمة سليمان بن سُليم، عن صالح ابن يحيى بن المقدام، عن جده، به. دون ذكر يحيى بن المقدام. وهو في "مسند أحمد" (16817) من طريق بقية، و (16816) من طريق أبي سلمة سليمان بن سُليم الحمصي، ورواه أبو سلمة الحمصي مرة عند أحمد (16818) كما رواه بقية!! ولذكر النهي عن لحوم البغال يغني حديث جابر السالف قبله.

15 - باب ذكاة الجنين ذكاة أمه

15 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ 3199 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْجَنِينِ، فَقَالَ: "كُلُوهُ إِنْ شِئْتُمْ، فَإِنَّ ذَكَاة الجنين ذَكَاةُ أُمِّهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالِد -وهو ابن سعيد-، وقد توبع. أبو الوداك: هو جبر بن نوف البكالي. وأخرجه أبو داود (2827)، والترمذي (1544) من طريق مجالد بن سعيد، به. وهو في "مسند أحمد" (11260). وأخرجه أحمد (11343)، وابن حبان (5889)، والدارقطني (4737)، والبيهقي 9/ 335، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 276، وابن الجوزي في "التحقيق" (1946) من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي الوداك، به. وأخرجه أحمد (11414)، وأبو يعلى (1206)، والطبراني في "الأوسط" (3606)، وفي "الصغير" (242) و (467)، والخطيب في "تاريخه" 8/ 412 من طريق عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد. ويشهد له حديث جابر بن عبد الله عند أبي داود (2828)، والدارمي (1979)، وأبي يعلى (1808)، والدارقطني (4734)، وأبي نعيم في "الحلية" 7/ 92، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 92، والحاكم 4/ 114، والبيهقي 9/ 334 - 335، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. لكن في إسناده أبو الزبير مدلس، وقد عنعن. وحديث ابن عمر عند الحاكم 4/ 114، والدارقطني (4731)، والطبراني في "الصغير" (20) و (1067)، والبيهقي 9/ 335، وفي إسناده ضعف، والصحيح وقفه. تنبيه: جاء بإثر هذا الحديث في المطبوع من "السُّنن": قال أبو عبد الله: سمعت الكوسجَ إسحاقَ بن منصور يقول في قولهم في الذكاة: لا يُقضى بها مَذِمّة، قال: مَذِمَّة بكسر الذَّال من الذمام، وبفتح الذَّال من الذم. اهـ، قلنا: وليس هذا في شيء من أصولنا الخطية.

أبواب الصيد

أَبْوَابُ الصَّيْدِ 1 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ زَرْعٍ 3200 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المُغَفَّلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا لَهُمْ وَلِلْكِلَابِ؟! " ثُمَّ رَخَّصَ لَهُمْ فِي كَلْبِ الصَّيْدِ (¬1). 3201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، ثُمَّ قَالَ: "مَا لَهُمْ وَلِلْكِلَابِ؟! " ثُمَّ رَخَّصَ لَهُمْ فِي كَلْبِ الزَّرْعِ وَكَلْبِ الْعِينِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. مطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي، وشبابة: هو ابن سوّار. وأخرجه مسلم (280) و (1573)، وأبو داود (74)، والنسائي 1/ 54 و 177 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16792) و (20566)، "وصحيح ابن حبان" (1298). وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (3205). (¬2) إسناده صحيح كسابقه. وبُندار: هو لقب محمَّد بن بشار.

قَالَ بُنْدَارٌ: الْعِينُ حِيطَانُ الْمَدِينَةِ (¬1). 3202 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخبرنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَتْلِ الْكِلَابِ (¬2). 3203 - حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَافِعًا صَوْتَهُ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، وَكَانَتْ الْكِلَابُ تُقْتَلُ إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ (¬3). ¬

_ (¬1) قال السندي: قال الدَّميري: في لفظ مسلم والنسائي "ثم رخص في كلب الصيد والغنم" فلفظ المصنف: "كلب العين" تصحيف، والصواب: الغنم، ثم قال: وتفسير العين بالحيطان خلاف المعروف، ففي "النهاية" العِين جمع أَعيَن: وهو واسع العَين، والمرأة عَيناء. (¬2) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع. وأخرجه البخاري (3323)، ومسلم (1570)، والنسائي 7/ 184 من طريق نافع، به. زاد النسائي: غير ما استثني منها. وهو في "مسند أحمد" (4744) و (5775) و (5925)، و"صحيح ابن حبان" (5648). وأخرجه الترمذي (1559)، والنسائي 7/ 184 - 185 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، وزاد: إلا كلب صيد أو كلب ماشية. وانظر ما بعده. (¬3) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن وهب: هو عبد الله، وأبو طاهر: هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح. وأخرجه النسائي 7/ 184 عن وهب بن بيان، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2233) من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به بلفظ: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يأمر بقتل الكلاب، يقول: "اقتلوا الحيات والكلاب واتتلوا ذا الطفيتين ... ". =

2 - باب النهي عن اقتناء الكلب إلا كلب صيد أو حرث أو ماشية

2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ 3204 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (6171) من طريق الزبيدي. وأخرج البخاري (5481)، ومسلم (1574)، والنسائي 7/ 186 - 187 و 188 و 189 من طرق عن سالم، عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "من اقتنى كلبًا إلا كلبًا ضاريًا أو كلب ماشية، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان" وعند بعضهم: "كلب صيد" بدل " كلبًا ضاريًا". وأخرجه بهذا اللفظ نفسه البخاري (5480) و (5482)، ومسلم (1570) و (1574)، والترمذي (1558)، والنسائي 7/ 188 من طرق عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4479) و (4549)، و"صحيح ابن حبان" (5653). (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (2322) و (3324)، ومسلم (1575)، وأبو داود (2844)، والترمذي (1560)، والنسائي 7/ 189 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، به، قال بعضهم: "ماشية أو صيد أو زرع". وأخرجه مسلم (1575)، والنسائي 7/ 189 من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (1575) من طريق أبي رَزين مسعود بن مالك، كلاهما عن أبي هريرة لكن سعيدًا قال في روايته: "ينقص من أجره قيراطان"، وفي رواية أبي رزين: "ليس بكلب صيد أو غنم". وهو في "مسند أحمد" (7621)، و"صحيح ابن حبان" (5652) و (5654) والقيراط: قال صاحب "النهاية": هو جزء من أجزاء الدينار، وهو نصف عشره في أكثر البلاد.

3205 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبي شِهَابٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا مِنْهَا الْأَسْوَدَ الْبَهِيمَ، وَمَا مِنْ قَوْمٍ اتَّخَذُوا كَلْبًا، إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ كَلْبَ حَرْثٍ، إِلَّا نَقَصَ مِنْ أُجُورِهِمْ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ" (¬1). 3206 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لَا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلَا ضَرْعًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ، قِيرَاطٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الحسن -وهو البصري- صرح بسماعه من عبد الله بن مغفل عند أحمد (20548)، أبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع الحنّاظ، وأحمد بن عبد الله: هو ابن يونُس التميمي. وأخرجه أبو داود (2845)، والترمذي (1557)، والنسائي 7/ 185 من طريق يونس بن عبيد، به. وقرن به الترمذيُّ منصورَ بن زاذان. واقتصروا على ذكر قتل الكلب الأسود. وأخرجه تامًا الترمذي (1562) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، به إلا أنه قال: "نقص من عملهم كل يوم قيراط". وهو في "مسند أحمد" (16788) و (20547)، و"صحيح ابن حبان" (5656). (¬2) حديث صحيح. خالد بن مخلد -وهو القَطَواني- متابع. والحديث في "الموطأ" 2/ 969. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (2323)، ومسلم (1576). =

3 - باب صيد الكلب

فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ مِنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: إِيْ، وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ! 3 - بَابُ صَيْدِ الْكَلْبِ 3207 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ابْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا بِأَرْضِ أَهْلِ كِتَابٍ، نَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ، وَبِأَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، وَأَصِيدُ بِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَّا مَا ذَكَرْتَ أَنَّكُمْ فِي أَرْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلَا تَأْكُلُوا فِي آنِيَتِهِمْ، إِلَّا أَنْ لَا تَجِدُوا مِنْهَا بُدًّا، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مِنْهَا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيهَا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الصَّيْدِ، فَمَا أَصَبْتَ بِقَوْسِكَ فَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ، فَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ، فَكُلْ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (3325)، ومسلم (1576)، والنسائي 7/ 187 - 188 من طريق يزيد ابن خصيفة، به. وهو في "مسند أحمد" (21913). (¬1) إسناده صحيح. أبو إدريس الخَولاني: هو عائذ الله بن عبد الله. وأخرجه البخاري (5478)، ومسلم (1930)، وأبو داود (2852) و (2855) و (2856)، والترمذي (1532) و (1646)، والنسائي 7/ 181 من طريق أبي إدريس الخولاني، به. والحديث عند بعضهم مختصر. وعند الترمذي في الموضع الأول زاد أيضًا آنية المجوس. =

3208 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ نَصِيدُ بِهَذِهِ الْكِلَابِ! قَالَ: إِذَا أَرْسَلْتَ كِلَابَكَ الْمُعَلَّمَةَ، وَذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا، فَكُلْ مَا أَمْسَكْنَ عَلَيْكَ إِنْ قَتَلْنَ، إِلَّا أَنْ يَأْكُلَ الْكَلْبُ، فَإِنْ أَكَلَ الْكَلْبُ فَلَا تَأْكُلْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِنْ خَالَطَهَا كِلَابٌ أُخَرُ فَلَا تَأْكُلْ" (¬1). قَالَ أبو عبد الله ابْنُ مَاجَه: سَمِعْتُهُ -يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْمُنْذِرِ- يَقُولُ: حَجَجْتُ ثَمَانِيَةً وَخَمْسِينَ حِجَّةً، أَكْثَرُهَا رَاجِلٌ. ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (17748) و (17752)، و "صحيح ابن حبان" (5879). وأخرجه مقطعا مسلم (1931)، وأبو داود (3839)، والترمذي (1532) و (1645) و (1900) و (1901) من طرق عن أبي ثعلبة الخشني. زاد الترمذي في الموضع الأول آنية المجوس، واقتصر عليها في الموضعين الثاني والثالث. وهو في "مسند أحمد" (17731) و (17733). وسيأتي ذكر صيد القوس برقم (3211). وقد سلف ذكر آنية المشركين (2831). (¬1) إسناده صحيح. الشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه البخاري (175)، ومسلم (1929)، وأبو داود (2848) و (2849) و (2851) و (2854)، والترمذي (1537)، والنسائي 7/ 180 و 182 و 182 - 183 و 183 من طريق عامر الشعبي، به. وأخرجه البخاري (5477) و (7397)، ومسلم (1929)، وأبو داود (2847)، والترمذي (1531)، والنسائي 7/ 180 و181 و 194 من طريق همام بن الحارث، عن عدي بن حاتم. وهو في "مسند أحمد" (18245) و (18266)، و"صحيح ابن حبان" (5881).

4 - باب صيد كلب المجوس والأسود البهيم

4 - بَابُ صَيْدِ كَلْبِ الْمَجُوسِ والْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ 3209 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ حَجَّاجِ ابْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: نُهِينَا عَنْ صَيْدِ كَلْبِهِمْ وَطَائِرِهِمْ؛ يَعْنِي الْمَجُوسَ (¬1). 3210 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ، فَقَالَ: "شَيْطَانٌ" (¬2). 5 - بَابُ صَيْدِ الْقَوْسِ 3211 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحَّاسُ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيان، قَالَا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن. سليمان اليشكري: هو ابن قيس. وعمرو بن عبد الله: هو ابن حَنَش الأودي. وأخرجه البيهقي 9/ 245 من طريق شريك النخعي، بهذا الإسناد. وأخرج ابن أبي شيبة 5/ 362 عن يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لا خير في صيد المجوسي ولا بازه، ولا في كلبه. وقد صح عن سعيد بن المسيب أنه قال عن كلب المشرك: إنما هو كشفرته. أخرجه ابن أبي شيبة 5/ 361. وصح كذلك عن الحسن أنه كان يكره أن يستعين المسلم بكلب المجوسي فيصيد به. أخرجه ابن أبي شيبة 5/ 362. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (952).

6 - باب الصيد يغيب ليلة

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ" (¬1). 3212 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ نَرْمِي! قَالَ: إِذَا رَمَيْتَ وَخَزَقْتَ فَكُلْ مَا خَزَقْتَ" (¬2). 6 - بَابُ الصَّيْدِ يَغِيبُ لَيْلَةً 3213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ فَيَغِيبُ عَنِّي لَيْلَةً؟ قَالَ: "إِذَا وَجَدْتَ فِيهِ سَهْمَكَ، وَلَمْ تَجِدْ فِيهِ شَيْئًا غَيْرَهُ فَكُلْ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف ضمن حديث مطول برقم (3207). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، ولكنه متابع. وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (3214) و (3215). (¬3) إسناده صحيح. الشعبي: هو عامر بن شراحيل، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، ومعمر: هو ابن راشد، وعبد الرزاق: هو ابن همام، ومحمد بن يحيى: هو الذهلي. وأخرجه البخاري (5484) و (5485)، ومسلم (1929) (6)، وأبو داود (2849) و (2853)، والترمذي (1535)، والنسائي 7/ 193 من طريق عامر الشعبي، به. وجاء عند البخاري في الموضع الأول: بعد يوم أو يومين، وفي الرواية الثانية عنده وعند أبي داود: اليومين والثلاثة وقال: "يأكلُ إن شاء"، وفي الرواية الأولى =

7 - باب صيد المعراض

7 - بَابُ صَيْدِ الْمِعْرَاضِ 3214 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الصَّيْدِ بِالْمِعْرَاضِ، قَالَ: "مَا أَصَبْتَ بِحَدِّهِ فَكُلْ، وَمَا أَصَبْتَ بِعَرْضِهِ، فَهُوَ وَقِيذٌ" (¬1). ¬

_ = لأبي داود والترمذي: من الغد، وعند مسلم: يومًا، وعند النسائي: بات عني ليلة. وأخرجه النسائي 7/ 193 من طريقين عن سعيد بن جبير، عن عدي بن حاتم، وفي الطريق الأول: فيغيب عنه الليلة والليلتين، وفي الطريق الثاني: فأطلب أثره بعد ليلة. وهو في "مسند أحمد" (19369) و (19388)، و "صحيح ابن حبان" (5880). (¬1) إسناده صحيح. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه البخاري (2054) و (5475) و (5476) و (5486)، ومسلم (1929) (3) و (4)، وأبو داود (2854)، والترمذي (1538) و (1539)، والنسائي 7/ 180 و 183 و 194 - 195 و195 من طريق عامر الشعبي، به. وهو في "مسند أحمد" (18245) و (19371). وانظر ما بعده وما قبله، وما سلف برقم (3212). والمِعراض، بالكسر: سهم بلا ريش ولا نصْل، وإنما يُصيب بعرضه دون حدَّه. قاله في "النهاية". وقوله: "فهو وقيذ" أي: موقوذة: وهي المقتولة بغير محدد من عصا أو حجر أو ما شابه ذلك، وكانوا في الجاهلية يضربون الشاة أو غيرها من الأنعام حتى يقتلوها ثم يأكلوها.

8 - باب ما قطع من البهيمة وهي حية

3215 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ النَّخَعِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمِعْرَاضِ، فَقَالَ: "لَا تَأْكُلْ، إِلَّا أَنْ يَخْزِقَ" (¬1). 8 - بَابُ مَا قُطِعَ مِنْ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ 3216 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا قُطِعَ مِنْ الْبَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَمَا قُطِعَ مِنْهَا فَهُوَ مَيْتَةٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل والد وكيع -واسمه الجراح بن مَليح- فهو صدوق حسن الحديث، ولكنه متابع. وأخرجه البخاري (5477) و (7397)، ومسلم (1929)، وأبو داود (2847)، والترمذي (1531) و (1532)، والنسائي 7/ 180 - 181 و181 - 182 و 194 من طريق همام بن الحارث، به. وهو في "مسند أحمد" (18266) و (19372)، و"صحيح ابن حبان" (5881). (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف هشام بن سعد ويعقوب بن حميد بن كاسب، وقد اختُلف فيه عن زيد بن أسلم: فرواه هشام بن سعد عنه، عن ابن عمر كما في رواية المصنف، وأخرجه كذلك البزار كما في "نصب الراية" 4/ 317، والدارقطني (4793)، والحاكم 4/ 124. ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي. أخرجه من هذا الطريق أحمد (21903)، وأبو داود (2858)، والترمذي (1549) و (1550)، وقال الترمذي: حسن غريب والعمل =

3217 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ¬

_ = على هذا عند أهل العلم. وسأل شيخه البخاريَّ عنه كما في "العلل الكبير" 2/ 632 فقال: هو محفوظ. أما أبو زرعة فوهم كلتا الروايتين السالفتين فيما نقله ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 3، وكذلك ضعفهما عبد الحق الإشبيلي وتبعه ابن القطان الفاسي ورواه سليمان بن بلال، واختلف عنه كذلك: فرواه يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلًا. أخرجه البزار (إثر الحديث 1220 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1573)، والحاكم 4/ 124. وهذا الذي رجحه أبو زرعة فيما نقله ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 3، وكذلك البزار، والدارقطني في "العلل" 6/ 297. ورواه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. فوصله. أخرجه من هذا الطريق الحاكم 4/ 239 وصححه ووافقه الذهبي. وعبد العزيز ثقة من رجال البخاري. ورواه معمر، عن زيد بن أسلم مرسلًا، أخرجه عنه عبد الرزاق (8611). قال الحاكم 4/ 124: ورواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم مرسلًا. ورواه المسور بن الصلت وخارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. فوصلاه كذلك. أخرجه من طريق المسور البزار (1220 - كشف الأستار) والطحاوي (1573)، والحاكم 4/ 124، ومن طريق خارجة أخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 926، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 251. والمسور ضعيف، وخارجة متروك. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7932) من طريق عاصم بن عمر بن حفص العمري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وعاصم ضعيف. وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 17/ 2: هذا حديث منكر.

9 - باب صيد الحيتان والجراد

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَجُبُّونَ أَسْنِمَةَ الْإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَذْنَابَ الْغَنَمِ، أَلَا فَمَا قُطِعَ مِنْ حَيٍّ فَهُوَ مَيِّتٌ" (¬1). 9 - بَابُ صَيْدِ الْحِيتَانِ وَالْجَرَادِ 3218 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ: الْحُوتُ وَالْجَرَادُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. أبو بكر الهُذلي -واسمه سُلمى، وقيل: رَوح بن عبد الله- متروك الحديث، وهشام بن عمار وشهر بن حوشب ضعيفان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1276) و (1277)، وفي "الأوسط" (3099)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1117 من طريق أبي بكر الهُذَلي، به. وانظر ما قبله. (¬2) حديث حسن. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ولكنه متابع - وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم: فرواه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر كما في رواية المصنف هذه، وأخرجه كذلك من هذا الطريق الشافعي في "مسنده" 2/ 173، وأحمد (5723)، وعبد بن حميد (820)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 58، والدارقطني في "السُّنن" (4732)، والبيهقي في "السُّنن" 1/ 254 و 9/ 257 و10/ 7، وفي "المعرفة" (18853)، والبغوي في "شرح السنة" (2803). ووافقه أخوه عبد الله بن زيد بن أسلم عند ابن عدي 1/ 388 و 4/ 1503، والدارقطي (4732)، والبيهقي 1/ 254، وعبد الله هذا وثقه أحمد وابن المديني، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي. فحديث مثله حسن. =

3219 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ابْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْجَرَادِ، فَقَالَ: "أَكْثَرُ جُنُودِ اللَّهِ، لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ" (¬1). ¬

_ = ووافقه كذلك أخوه الآخر أسامة بن زيد بن أسلم عند ابن عدي في "الكامل" 1/ 388، والبيهقي في "السُّنن" 1/ 254. وأسامة بن زيد ضعيف. ورواه سليمان بن بلال، واختلف عنه كذلك: فرواه يحيى بن حسان، عنه، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر كرواية عبد الرحمن ابن زيد وأخَويه. أخرجه من طريقه ابن عدي 4/ 1503. ورواه عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر موقوفًا عليه بلفظ: أحِلت لنا ... أخرجه من طريقه البيهقي 1/ 254 وقال: هذا إسناد صحيح، وهو في معنى المسند، وقد رفعه أولاد زيد عن أبيهم. وقد حسن هذا الحديث أيضًا ابن القيم في "زاد المعاد" 3/ 392، وقال: هذا الموقوف في حكم المرفوع. ورواه المسور بن الصلت، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. أخرجه من طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 13/ 245. والمسور ضعيف. وسيأتي عند المصنف بهذا الإسناد مكررًا (3314) بزيادة: "أحلت لكم ميتتان ودمان: أما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال". (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي العوام -واسمه فائد بن كيسان- وقد تابعه على وصل الحديث محمَّد بن الزبرقان أبو همام الأهوازي عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، وأبو همام، هذا وإن احتج به الشيخان فيه كلام يحطُه عن رتبة الثقة لا سيما إذا خالف، وقد خالفهما محمَّد بن عبد الله الأنصاري ومعتمر بن سليمان، فروياه عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي مرسلًا، وهما في الثقة بمكان، ولهذا رجح ابنُ معين في رواية الدوري عنه 4/ 268 المُرسلَ، وكذلك رجحه أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 8، وإليه مال البيهقي 9/ 257. =

3220 - حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا سفيان بن عيينة، عَنْ أَبِي سَعْدٍ -يعني الْبَقَّالِ- أنه سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَهَادَيْنَ الْجَرَادَ عَلَى الْأَطْبَاقِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3814)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 285، والطبراني في "الكبير" (6149)، والبيهقي 9/ 257، والمزي في ترجمة أبي العوام فائد بن كيسان في "تهذيب الكمال" من طريق أبي العوام، به. قال أبو داود: رواه حماد بن سلمة، عن أبي العوام، عن أبي عثمان، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يذكر سلمان. وأخرجه أبو داود (3813)، والبزار (2509)، والطبراني (6129)، والبيهقي 9/ 257، والخطيب في "تاريخه" 14/ 72 من طريق محمَّد بن الزبرقان أبي همام، عن سليمان بن طَرْخان التيمي، عن أبي عثمان عبد الرحمن بن مُل النهدي، عن سلمان الفارسي. وخالف محمَّد بن الزبرقان محمدُ بنُ عبد الله الأنصاري عند البيهقي 9/ 257، ومعتمر بن سليمان فيما حكاه أبو داود بإثر الحديث (3813)، فروياه عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي مرسلًا. وكذلك رواه شعبة بن الحجاج، عمن سمع أبا عثمان النهدي، عن أبي عثمان مرسلًا. أخرجه عنه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (653). قلنا: وأبو عثمان النهدي تابعي مخضرم كبير، ومراسيله أقوى من مراسيل مثل إبراهيم النخعي وأمثاله، كحال سعيد بن المسيب، والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي سعد البقال -واسمه سعيد بن المَرزُبان-. وأخرجه البيهقي في "السُّنن الكبرى" 9/ 258 من طريق يزيد بن هارون، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 131 من طريق عبد الله بن عون، كلاهما عن أبي سعد البقال، عن أنس. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (8763) عن ابن عُيينة، عن أبي يعفور، عن أنس. فذكر أبا يعفور -واسمه وقْدان، ويقال: واقد، وهو ثقة- بدل أبي سعد البقال، والذي يغلب على ظننا أنه سبق نظر من الإسناد السابق عند عبد الرزاق وقع من بعض النُّسَّاخ.

3221 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا دَعَا عَلَى الْجَرَادِ، قَالَ: "اللَّهُمَّ أَهْلِكْ كِبَارَهُ، وَاقْتُلْ صِغَارَهُ، وَأَفْسِدْ بَيْضَهُ، وَاقْطَعْ دَابِرَهُ، وَخُذْ بِأَفْوَاهِهَا عَنْ مَعَايِشِنَا وَأَرْزَاقِنَا، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَدْعُو عَلَى جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ اللَّهِ؟ يَقْطَعُ دَابِرَهُ! قَالَ: "إِنَّ الْجَرَادَ نَثْرَةُ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ" (¬1). قَالَ هَاشِمٌ: قَالَ زِيَادٌ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الْحُوتَ يَنْثُرُهُ. 3222 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، أَوْ ضَرْبٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِأَسْوَاطِنَا وَنِعَالِنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُوهُ، فَإِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، ومتنه منكر جدًا، موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8539)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 478، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 14، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة زياد بن عبد الله بن علاثة من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. زاد بعضهم بين زياد وموسى: عبدَ الله بن علاثة أبا زياد. (¬2) إسناده ضعيف جدًا. أبو المُهزم -واسمه يزيد- متروك الحديث. وأخرجه أبو داود (1854)، والترمذي (866) من طريق أبي المهزم، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي المهزم عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8060). =

10 - باب ما ينهى عن قتله

10 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْ قَتْلِهِ 3223 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَتْلِ الصُّرَدِ وَالضِّفْدَعِ وَالنَّمْلَةِ وَالْهُدْهُدِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1853) من طريق ميمون بن جابان، عن أبي رافع الصائغ، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "الجراد من صيد البحر" وإسناده ضعيف، ميمون بن جابان جهله ابن حزم والبيهقي، وقال الأزدي: لا يحتج بحديثه، وذكره العجلي وابن حبان في الثقات! قال الترمذي: وقد رخص قوم من أهل العلم للمحرم أن يصيد الجراد فيأكله، ورأى بعضهم عليه صدقة إذا اصطاده أو أكله. (¬1) إسناده ضعيف جدًا. إبراهيم بن الفضل -وهو المخزومي- متروك الحديث. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 119 من طريق سهل بن يحيى بن سبأ الحداد، عن الحسن بن علي الحلواني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. لكنه ذكر النحلة بدل الضفدع. ثم نقل الخطيب عن الدارقطني أن سهل بن يحيى وهم فيه، وأن الصحيح أن الزهري إنما رواه عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قلنا: يعني الحديث الآتي بعده. وفي باب النهي عن قتل الضفدع ما أخرجه أحمد (15757)، وأبو داود (3871) و (5269)، والنسائي 7/ 210 من حديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: ذكر طبيب عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دواء، وذكر الضفدع يُجعل فيه، فنهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن قتل الضفدع. وإسناده صحيح. وعند عائشة عند عبد الرزاق (8392) وإسناده صحيح، ولفظه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "كانت الضفادع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه" فنهى عن قتل هذا، وأمر بقتل هذا. وفي باب النهي عن قتل الصُرد والنملة والهدهد حديث ابن عباس الآتي بعده.

3224 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - هو ابْنِ عُتْبَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنْ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةِ وَالنَّحْلِة وَالْهُدْهُدِ وَالصُّرَدِ (¬1). 3225 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (5267) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3066)، و"صحيح ابن حبان" (5646). الصُّرَدُ: قال الدميري في "حياة الحيوان" 1/ 612: هو طائرٌ فوقَ العصفور يصيد العصافير، وهو أبقع ضخم الرأس يكون في الشجرة نصفه أبيض ونصفه أسود ضخم المنقار، له برثن عظيم لا يُرى إلا في سفعة أو شجرة، لا يقدر عليه أحد، وهو شرس النفس شديد النفرة، غذاؤه من اللحم، والأصح تحريم أكله. وقال القاضي أبو بكر بن العربي: إنما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتله لأن العرب كانت تتشاءم به، فنهى عن قتله ليخلع عن قلوبهم ما ثبت فيها من اعتقادهم الشؤم فيه، لا أنه حرام. وأما قتل النمل فمذهب الشافعية: لا يجوز، لهذا الحديث، والمراد النمل الكبير السليماني كما قال الخطابي والبغوي، وأما النمل الصغير المسمى بالذر فقتله جائز، وأطلق أحد فقهاء المالكية جواز قتل النمل إذا اَذت. وقال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 157: يقال: إن النهي إنما جاء في نوع منه خاص، وهو الكبار منها ذوات الأرجل الطوال، وذلك أنها قليلة الأذى والضرر، ونهى عن قتل النحلة لما فيها من المنفعة، وأما الهدهد والصرد فنهيه عن قتلهما يدل على تحريم لحومهما، وذلك أن الحيوان إذا نُهي عن قتله، ولم يكن ذلك لحرمته ولا لضرر فيه كان ذلك لتحريم لحمه، ألا ترى أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد نهى عن ذبح الحيوان إلا لمأكلة.

11 - باب النهي عن الخذف

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ قَالَ: "إِنَّ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ قَرَصَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: أفي أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ، أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنْ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ؟ " (¬1). 3225م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ بِإِسْنَادِهِ، نَحْوَهُ، وَقَالَ: قَرَصَتْ (¬2). 11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْخَذْفِ 3226 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ خَذَفَ فَنَهَاهُ، وَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ الْخَذْفِ، وَقَالَ: "إِنَّهَا لَا تَصِيدُ صَيْدًا، وَلَا تَنْكَأُ عَدُوًّا، وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ الْعَيْنَ"، قَالَ: فَعَادَ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْهُ ثُمَّ عُدْتَ؟! لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (3019)، ومسلم (2241)، وأبو داود (5266)، والنسائي في "المجتبى" 7/ 210 - 211 من طريق يونس بن يزيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9229)، و"صحح ابن حبان" (5614). وأخرجه البخاري (3319)، ومسلم (2241)، وأبو داود (5265)، والنسائي في "الكبرى" (8561)، وفي "المجتبى" 7/ 211 من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8130) و (9801). وانظر ما بعده. (¬2) حديث صحيح، أبو صالح -وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد- كما سلف عند المصنف في الإسناد السابق وغيره. (¬3) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (17) أيوب: هو ابن أبي تميمة السختِياني.

12 - باب قتل الوزغ

3227 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْخَذْفِ، وَقَالَ: إِنَّهَا لَا تَقْتُلُ الصَّيْدَ، وَلَا تَنْكِأ الْعَدُوَّ، وَلَكِنَّهَا تَفْقَأُ الْعَيْنَ وَتَكْسِرُ السِّنَّ" (¬1). 12 - بَابُ قَتْلِ الْوَزَغِ 3228 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهَا بِقَتْلِ الْأَوْزَاغِ (¬2). 3229 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَتَلَ وَزَغًا فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (17). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3307) و (3359)، ومسلم (2237)، والنسائي 5/ 209 من طريق عبد الحميد بن جبير، به. وهو في "مسند أحمد" (27365)، و"صحيح ابن حبان" (5634). والوَزَغ: دويبة معروفة، وهي وسائمُّ أبرصَ جنسٌ، فسام أبرصَ كبارُه، واتففوا على أن الوزغ من الحرات المؤذيات. قاله النووي في "شرح مسلم".

حسنة" أَدْنَى مِنْ الْأُولَى "وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً" أَدْنَى مِنْ الَّذِي ذَكَرَهُ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ (¬1). 3230 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِلْوَزَغِ: "الْفُوَيْسِقَ (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سُهيل: هو ابن أبي صالح ذكوان السمان. وأخرجه مسلم (2240)، وأبو داود (5263)، والترمذي (1552) من طريق سهيل بن أبي صالح، به. وفي رواية لمسلم: "من قتل وزغا في أول ضربة، كتبت له مئة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك". وأخرجه مسلم (2240)، وأبو داود (5264) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، عن أخيه أو أخته، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "في أول ضربة سبعين حسنة". وهو في "مسند أحمد" (8660). (¬2) في (ذ) والمطبوع: الفويسقة. (¬3) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (1831)، ومسلم (2239)، والنسائي 5/ 209 من طريق ابن شهاب الزهري، به. زاد البخاري ومسلم عن عائشة: ولم أسمعه أمر بقتله. وهو في "مسند أحمد" (24568)، و "صحيح ابن حبان" (3963) و (5636). قال كمال الدين الدَّميري في "حياة الحيوان" 2/ 422: وأما تسمية الوزغ فويسقًا فنظيره الفواسق الخمس التي تقتل في الحل والحرم، وأصل الفسق الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذى. وقال: ومن سنان هذا الحيوان أنه إذا تمكن من الملح تمرغ فيه، فيصير مادة لتولد البرص.

13 - باب أكل كل ذي ناب من السباع

3231 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ سَائِبَةَ مَوْلَاةِ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ فَرَأَتْ فِي بَيْتِهَا رُمْحًا مَوْضُوعًا، فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَصْنَعِينَ بِهَذَا؟ قَالَتْ: نَقْتُلُ بِهِ هَذِهِ الْأَوْزَاغَ، فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَنَا: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُلْقِيَ فِي النَّارِ لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا أَطْفَأَتْ النَّارَ، غَيْرَ الْوَزَغِ، فَإِنَّهَا كَانَتْ تَنْفُخُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَتْلِهِ (¬1). 13 - بَابُ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ 3232 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ ¬

_ (¬1) صحيح دون قصة الرمح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سائبة مولاة الفاكه. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 402، وأبو يعلى (4357)، والمزي في ترجمة سائبة من "تهذيب الكمال" من طريق جرير بن خازم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24534). وأخرجه عبد الرزاق (8392) عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم، وكان الوزغ ينفخ فيه" فنهى عن قتل هذا، وأمر بقتل هذا. وإسناده صحيح. قلنا: وهذا عن عائشة يعارضُه ما جاء عنها في الرواية السابقة أنها لم تسمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يأمر بقتل الوزغ، ولا يبعد أنها لم تكن سمعت منه مباشرة، وأنها سمعت ذلك من بعض الصحابة كما قال الحافظ في "الفتح" 6/ 354. قال ابن التين فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 6/ 353: لا حجة في قولها: لم أسمعه يأمر بقتله، لأنه لا يلزم من عدم سماعها عدم الوقوع، وقد حفظ غيرها كما ترى.

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ (¬1). قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ أَسْمَعْ بِهَذَا حَتَّى دَخَلْتُ الشَّامَ. 3233 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ وَإِسْحَاق بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَكْلُ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ حَرَامٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5530)، ومسلم (1932)، وأبو داود (3802)، والترمذي (1545) و (1546)، والنسائي 7/ 200 - 201 و 204 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (17735) و (17738)، و"صحيح ابن حبان" (5279). وأخرجه النسائي 7/ 201 و 204 من طريق جبير بن نُفير، والترمذي (1645) و (1900) من طريق أبي قلابة، كلاهما عن أبي ثعلبة الخُشَني، قال الترمذي: وأبو قلابة لم يسمع من أبي ثعلبة، وإنما رواه عن أبي أسماء، عن أبي ثعلبة. وهو في "مسند أحمد" (17731) و (17741). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1933)، والنسائي 7/ 200 من طريق مالك بن أنس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7224). وأخرجه الترمذي (1548) و (1899) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع. وهو في "مسند أحمد" (8789).

3234 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد روى هذا الحديثَ أبو بشر جعفر بن إياس والحكم ابن عُتيبة وجعفر بن بُرقان وعمرو بن دينار عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس مرفوعًا بإسقاط سعيد بن جبير بين ميمون وبين ابن عباس. قال الخطيب البغدادي فيما نقله المزي في "تحفة الأشراف" 5/ 253: الصحيح في هذا الحديث: عن ميمون عن ابن عباس، ليس بينهما سعيد بن جبير. وقال البزار فيما نقله الحافظ في "النكت الظراف": تفرد علي بن الحكم بإدخال "سعيد" بين ميمون وابن عباس. ولهذا حكم الحافظ على رواية علي بن الحكم بالشذوذ. قلنا: لكن ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" 2/ 450 قال: لم يسمعه ميمون من ابن عباس، بل بينهما فيه سعيد بن جبير. ورواه البخاري في "تاريخه الكبير" 6/ 262 عن إبراهيم، عن سعيد بن أبي عروبة، عن علي الأرقط، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما -قال سعيد: وأظن بين ميمون وابن عباس سعيد بن جبير-: نهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ذي مخلب. وأما ابن حزم في "المحلى" 7/ 405 فقال: وأسلم الوجوه لعلي بن الحكم إن لم يُوصف بأنه أخطأ في هذا الخبر، أن يقال: إن ميمون بن مهران سمعه من ابن عباس وسمعه أيضًا من سعيد بن جبير عن ابن عباس. وفي هذا الحديث اختلاف آخر، وهو أن هؤلاء الثلاثة علي بن الحكم وأبو بشر والحكم بن عتيبة قد رووه مرفوعًا، وخالفهم غيلان بن جامع المحاربي وحجاج بن أرطاة فروياه عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس لم يرفعه. كذلك قال شعبة كما في "المسند" (2619)، وقال: وأنا أكره أن أحدث برفعه. وغيلان ثقة وحجاج ضعيف. وقد حكى ابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 177 أن مالكًا أنكر الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن أكل ذي المخلب من الطير، وأنه قال: لم أر أحدًا من أهل العلم يكره أكل سباع الطير. =

14 - باب الذئب والثعلب

14 - بَابُ الذِّئْبِ وَالثَّعْلَبِ 3235 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ جَزْءٍ عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ بْنِ جَزْءٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ أَحْنَاشِ الْأَرْضِ، مَا تَقُولُ فِي الثَّعْلَبِ؟ قَالَ: "وَمَنْ يَأْكُلُ الثَّعْلَبَ؟! " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الذِّئْبِ؟ قَالَ: "وَيَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ؟! " (¬1). ¬

_ = سعيد: هو ابن أبي عَروبة، وعلي بن الحكم: هو البناني البصري. وأخرجه أبو داود (3805)، والنسائي 7/ 206 من طريق سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3141). وأخرجه مسلم (1934)، وأبو داود (3803) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، ومسلم (1934) من طريق الحكم بن عُتيبة، كلاهما عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس. بإسقاط سعيد بن جبير. وهو في "مسند أحمد" (2192) من طريق أبي بشر، و (2619) من طريق الحكم بن عتيبة. وأخرجه مختصرًا بالنهي عن السبع ذي الناب الطبراني في "الكبير" (12996) من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق، وعنعنة محمَّد بن إسحاق. قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 206: لا يُتابع عليه، وضَعف إسناده كذلك الترمذي (1895)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 161، وابن حزم في "المحلى" 7/ 452، والبيهقي 9/ 319. وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" 3/ 206، وابن سعد في "الطبقات" 7/ 79، والترمذي (1895)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1411)، والطبراني في "الكبير" (3796) و (3797)، وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات =

15 - باب الضبع

15 - بَابُ الضَّبُعِ 3236 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ - وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الضَّبُعِ، أَصَيْدٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: آكُلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قلت: أشيء سمعته من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: نعم (¬1). 3237 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ جَزْءٍ عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ جَزْءٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا تَقُولُ فِي الضَّبُعِ؟ قَالَ: "وَمَنْ يَأْكُلُ الضَّبُعَ؟! " (¬2). ¬

_ = "المحدثين" 2/ 454 من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، به. وليس عند الترمذي ذكر الثعلب. وفي الباب عن عبد الرحمن بن معقل السلمي عند الييهقي 9/ 319 وضعّف إسنادَه هو وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 162. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (867) و (1894) من طريق ابن جريج، عن عبد الله بن عبيد ابن عمير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (14165)، و"شرح مشكل الآثار" (3465) و (3466). وانظر ما سلف برقم (3085). (¬2) إسناده ضعيف كالحديث (3235). وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/ 79، وابن أبي شيبة 8/ 251، والبخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" 3/ 206، والترمذي (1895)، وابن أبي عاصم في =

16 - باب الضب

16 - بَابُ الضَّبِّ 3238 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَصَابَ النَّاسُ ضِبَابًا فَاشْتَوَوْهَا فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَأَصَبْتُ مِنْهَا ضَبًّا فَشَوَيْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَخَذَ جَرِيدَةً فَجَعَلَ يَعُدُّ بِهَا أَصَابِعَهُ، فَقَالَ: "إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابَّ فِي الْأَرْضِ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا هِيَ" فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ اشْتَوَوْهَا فَأَكَلُوهَا، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَنْهَ (¬1). ¬

_ = "الآحاد والمثاني" (1411)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3795) و (3796) و (3797)، وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" 2/ 454 - 455، وابن حزم في "المحلى" 7/ 402 من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، به، وقال ابن حزم: خبر فاسد. (¬1) إسناده صحيح. حُصين: هو ابن عبد الرحمن السُّلَمي. وقد اختُلف في تعيين صحابي الحديث، فقال حصينُ بن عبد الرحمن وعديُ بن ثابت، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وداعة -أو وديعة أو يزيد، على الاختلاف في اسمه أبيه-، وكذلك قال الحكم بن عتيبة ويزيد بن أبي زياد، لكنهما زادا بين زيد بن وهب وبين ثابت البراء بن عازب، وخالفهم الأعمش، فقال: عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن ابن حسنة، ومثل هذا الاختلاف لا يضر، لأن كلًا من ثابت وعبد الرحمن والبراء صحابة، والصحابة كلهم عدولٌ، قال البخاري فيما نقله الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 754: وكان حديث هؤلاء عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وديعة أصح، ويحتمل عنهما جميعًا. وأخرجه أبو داود (3795)، والنسائي 7/ 199 من طريق حصين بن عبد الرحمن، به. =

3239 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الْهَرَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يُحَرِّمْ الضَّبَّ، وَلَكِنْ قَذِرَهُ، وَإِنَّهُ لَطَعَامُ عَامَّةِ الرِّعَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَنْفَعُ بِهِ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي لَأَكَلْتُهُ (¬1). 3239م - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (17931). وأخرجه مختصرًا النسائي 7/ 200 من طريق عدي بن ثابت، عن زيد بن وهب، به. وهو في "المسند" (17928). وأخرجه النسائي 7/ 200 من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة والطيالسي (1222) عن شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، كلاهما عن زيد بن وهب، عن البراء بن عازب، عن ثابت بن وداعة. وهو في "المسند" (17932). وأخرجه أحمد (17757)، والترمذي في "العلل الكبير" 2/ 753، والبزار (1217 - كشف الأستار)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3275) و (3276)، وفي "شرح معاني الآثار" 4/ 197 من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن حسنة. وزاد فيه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمرهم بإكفاء القدور، فأكفؤوها. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات لكنه منقطع، فإن قتادة -وهو ابن دِعامة- لم يسمع من سليمان اليشكري -وهو ابن قيس- فيما قاله ابن معين وأحمد والبخاري. والصحيح أن هذا الحديث من رواية جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب كما سيأتي في الطريق الآتي بعده، كما رواه أبو الزبير، عن جابر، عن عمر. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات ولكنه منقطع كسابقه. =

3240 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نَادَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، حِينَ انْصَرَفَ مِنْ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ مَضَبَّةٌ، فَمَا تَرَى فِي الضِّبَابِ؟ قَالَ: "بَلَغَنِي أَنَّهُ أُمَّةً مُسِخَتْ" فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ (¬1). 3241 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ¬

_ = وأخرجه أحمد (194)، والترمذي في "العلل الكبير" 2/ 755، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 236 من طريقين عن سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن سليمان اليشكري. عن جابر، عن عمر بن الخطاب. وأخرجه مسلم (1950)، والبيهقي 9/ 324 من طريق معقل بن عُبيد الله، عن أبي الزبير، قال: سألتُ جابرًا عن الضب، فقال: لا تَطعَمُوه، وقَذِره، وقال: قال عمر بن الخطاب: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يحرّمه، إن الله عز وجل ينفع به ... وهو في "مسند أحمد" (14684). وأخرج مسلم (1951)، والبيهقي 9/ 324 من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن عمر قال: إن الله لينفع به غير واحد ... ولتقذُّره - صلى الله عليه وسلم - من الضب انظر حديث خالد بن الوليد الآتي عند المصنف برقم (3241). (¬1) إسناده صحيح. أبو كُريب: هو محمَّد بن العلاء الهمداني الكوفي. وأخرجه مسلم (1951) من طريق ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، به. وهو في "مسند أحمد" (11013)، و"شرح مشكل الآثار" (3283).

عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ لِيَأْكُلَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ مَنْ حَضَرَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ. فَرَفَعَ يَدَهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَرَامٌ الضَّبُّ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ" قَالَ: فَأَهْوَى خَالِدٌ إِلَى الضَّبِّ، فَأَكَلَ مِنْهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْظُرُ إِلَيْهِ (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن المصفى -وهو الحمصي- فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع. وأخرجه البخاري (5391)، ومسلم (1946) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري (5400) من طريق معمر بن راشد، والبخاري (5537)، وأبو داود (3794) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك بن أنس، ومسلم (1946)، والنسائي 7/ 198 من طريق صالح بن كيسان، والنسائي 7/ 197 - 198 من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، خمستهم (يونس ومعمر ومالك وصالح والزبيدي) عن الزهري، به. وتابع القعنبيَّ يحيى الليثي في "موطئه" 2/ 968 ومحمد ابن الحسن في "موطئه" (645). ورواه أبو مصعب الزهري في "موطئه" (2037)، ويحيى بن يحيى التميمي عند مسلم (1945) عن مالك، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن ابن عباس قال: دخلت أنا وخالد ... وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/ 174 عن مالك، عن الزهري، عن أبى أمامة قال الشافعي: أشك أقاله عن ابن عباس وخالد بن الوليد، أو عن ابن عباس وخالد ابن المغيرة. وأخرجه مسلم بإثر (1946) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي أمامة، عن ابن عباس قال: أُتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ونحن في بيت ميمونة بضبين ... الحديث. قال الحافظ في "الفتح" 9/ 663 - 664: والجمع بين هذه الروايات أن ابن عباس كان حاضرًا للقصة في بيت خالته ميمونة كما صرح به في إحدى الروايات، وكأنه استثبت خالد بن الوليد في شيء منه لكونه الذي كان باشر السؤال عن حكم الضب، وباشر أكله أيضًا، فكان ابن عباس ربما رواه عنه. =

17 - باب الأرنب

3242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا أُحَرِّمُ" يَعْنِي الضَّبَّ (¬1). 17 - بَابُ الْأَرْنَبِ 3243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَرْنَا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَاستنْفَجْنَا أَرْنَبًا، فَسَعَوْا عَلَيْهَا، فَلَغَبُوا، فَسَعَيْتُ حَتَّى أَدْرَكْتُهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ فَذَبَحَهَا، فَبَعَثَ بِفخذهَا (¬2) وَوَرِكِهَا إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَبِلَهَا (¬3). ¬

_ = قلنا: كرواية أبي مصعب ويحيى التميمي عن مالك ورواية معمر عند مسلم التي سلفت الإشارة إليها، فهي التي فيها أن ابن عباس وخالد دخلا بيت ميمونة. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه البخاري (5536)، ومسلم (1943)، والترمذي (1893)، والنسائي 7/ 197 من طرق عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الضب لستُ آكله ولا أحرمه" لفظ البخاري. وأخرجه مسلم (1943)، والنسائي 7/ 197 من طريق نافع، ومسلم (1943) من طريق الشعبي، كلاهما عن ابن عمر. لفظ نافع بنحو اللفظ السابق، أما الشعبي فقال في روايته: فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كلوا، فإنه حلال، ولكنه ليس طعامي". "وهو" في "مسند أحمد" (4497) و (4562)، و "صحيح ابن حبان" (5264) (5265). (¬2) في (ذ) والمطبوع: بعَجُزها. (¬3) إسناده صحيح. هشام بن زيد: هو ابن أنس بن مالك. =

3244 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا دَاوُدُ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَرْنَبَيْنِ مُعَلِّقَهُمَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ هَذَيْنِ الْأَرْنَبَيْنِ، فَلَمْ أَجِدْ حَدِيدَةً أُذَكِّيهِمَا بِهَا، فَذَكَّيْتُهُمَا بِمَرْوَةٍ، أَفَآكُلُ؟ قَالَ: "كُلْ" (¬1). 3245 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاق، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ جَزْءٍ عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ بْنِ جَزْءٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ عَنْ أَحْنَاشِ الْأَرْضِ، مَا تَقُولُ فِي الضَّبِّ؟ قَالَ: "لَا آكُلُهُ، وَلَا أُحَرِّمُهُ" قَالَ: قُلْتُ: فَإِنِّي آكُلُ مِمَّا لَمْ تُحَرِّمْ، وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ الْأُمَمِ، وَرَأَيْتُ خَلْقًا رَابَنِي" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الْأَرْنَبِ؟ قَالَ: "لَا آكُلُهُ، وَلَا أُحَرِّمُهُ" قُلْتُ: فَإِنِّي آكُلُ مِمَّا لَمْ تُحَرِّمْ، وَلِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "نُبِّئْتُ أَنَّهَا تَدْمَى" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (2572)، ومسلم (1953)، وأبو داود (3791)، والترمذي (1892)، والنسائي 7/ 197 من طريق هشام بن زيد، به. وهو في "مسند أحمد" (12182). وقوله: "استنفجنا" أي: استثَزنا أرنبًا، يقال: نَفَجَ الأرنبُ: إذا ثار، وأنفَجَها الصائد، إذا أثارها من مَجْثَمِها. قاله في "اللسان". ولَغَبوا، أي: تعِبوا، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]، أي: مِن تَعَب. (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (3175). (¬2) إسناده ضعيف كالإسناد السالف برقم (3235). =

18 - باب الطافي من صيد البحر

18 - بَابُ الطَّافِي مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ 3246 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ -مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ-، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ -وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ- حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْبَحْرُ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ" (¬1). 3247 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ جَزَرَ عَنْهُ، فَكُلُوهُ، وَمَا مَاتَ فِيهِ فَطَفَا، فَلَا تَأْكُلُوهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 249 - 250، والبخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" 3/ 206، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1411)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3795) و (3796) و (3797)، والمزي في ترجمة حبان بن جَزء من طريق عبد الكريم بن أبي المخارق، به. (¬1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث السالف برقم (386). ننبيه: في المطبوع بعد هذا الحديث زيادة: قال أبو عبد الله: بلغني عن أبي عُبيدة الجواد أنه قال: هذا نصف العلم، لأن الدنيا بَرٌّ وبحرٌ، فقد أفتاك في البحر، وبقي البر. اهـ، قلنا: وليس هذا في شيء من أصولنا، والجواد محرَّف -فيما يغلب على ظننا- عن الحداد، وهو عبد الواحد بن واصل، والله تعالى أعلم. (¬2) إسناده ضعيف. أبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي- مدلس وقد عنعن، ثم إن يحيى بنَ سُليم -وهو الطائفي- في حفظه شيء، وقد خالفَه الثقات فرووه عن أبي الزبير عن جابر موقوفًا، وهو الصحيح، نص عليه أبو داود والدارقطني وغيرهما. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3815)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4028)، والطبراني في "الأوسط" (2859)، والدارقطني (4715)، والبيهقي 9/ 255 - 256، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/ 225، وابن الجوزي في "التحقيق" (1945) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي، بهذا الإسناد. قال أبو داود: روى هذا الحديث سفيان الثوري، وأيوب وحماد عن أبي الزبير، أوقفوه على جابر. وقد أُسند هذا الحديث أيضًا من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه الدارقطني (4716) من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن جابر موقوفًا من قوله. وقال الدارقطني: وهو الصحيح. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 636، والطبراني في "الأوسط" (5656)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 148 من طريق حسين بن يزيد الطحان، عن حفص بن غياث، عن ابن أبي ذئب، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا، قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي: ليس هذا بمحفوظ، ويروى عن جابر خلاف هذا، ولا أعرف لابن أبي ذئب عن أبي الزبير شيئًا. قلنا: وقد ضعفه أبو داود كما سلف. وأخرجه الدارقطني (4714)، والبيهقي 9/ 255 من طريق أبي أحمد الزُّبيري، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا كذلك. قال الدارقطني: لم يُسنده عن الثوري غير أبي أحمد، وخالفه وكيع والعدنيان، وعبد الرزاق ومؤمل وأبو عاصم وغيرهم، رووه عن الثوري موقوفًا، وهو الصواب، وكذلك رواه أيوب السختياني وعُبيد الله بن عمر وابن جريج وزهير وحماد بن سلمة وغيرهم عن أبي الزبير موقوفًا. قلنا: ووهمَ أبا أحمد كذلك الطبراني والبيهقيُّ. وأخرجه موقوفًا ابنُ أبي شيبة 5/ 379 من طريق أيوب السختياني، والدارقطني (4717) و (4718)، والبيهقي 9/ 255 من طريق عُبيد الله بن عمر، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. وأخرجه مرفوعًا الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4026) و (4027)، والدارقطني (4713) من طريق عبد العزيز بن عُبيد الله، عن وهب بن كيسان -زاد الطحاوي: ونُعيم بن عبد الله- عن جابر. قال الدارقطني: تفرد به عبد العزيز عن وهب، وعبد العزيز ضعيف لا يُحتج به.

19 - باب الغراب

19 - بَابُ الْغُرَابِ 3248 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَنْ يَأْكُلُ الْغُرَابَ؟ وَقَدْ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسِقًا، وَاللَّهِ مَا هُوَ مِنْ الطَّيِّبَاتِ (¬1). 3249 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. شريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي- سيئ الحفظ، وقد اختُلف في إسناد هذا الحديث عن هشام بن عروة، فرواه شريك كذلك، ورواه مرة أخرى عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، وخالفه يحيى بن سعيد فرواه عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، ورواه أبو معاوية محمَّد بن خازم وأنس بن عياض وجعفر بن عون عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلًا قال الدارقطني في "العلل" 4/ 242: والصحيح: هشام، عن أبيه مرسل. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"، ومن طريقه أخرجه الببهقي 9/ 317، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 1/ 363 من طريق الهيثم بن جميل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (259 - قطعة من الجزء13)، والضياء المقدسي في "المختارة" 9/ (295) و (296) من طريق حنيفة بن مرزوق، عن شريك، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير. وأخرجه البيهقي 9/ 317 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن وعن هشام، عن أبيه، عن عائشة. وأبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله الأصبحي- ضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/ 400 عن أبي معاوية، والبيهقي 9/ 317 من طريق جعفر بن عون، وابن عبد البر في "التمهيد" 15/ 185 من طريق أنس بن عياض، ثلاثتهم عن هشام، عن أبيه مرسلًا.

20 - باب الهرة

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ، وَالْعَقْرَبُ فَاسِق، وَالْفَأْرَةُ فَاسِقَةٌ، وَالْغُرَابُ فَاسِقٌ". فَقِيلَ لِلْقَاسِمِ: أَيُؤْكَلُ الْغُرَابُ؟ قَالَ: مَنْ يَأْكُلُهُ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَاسِق؟ " (¬1). 20 - بَابُ الْهِرَّةِ 3250 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخبرنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا عُمَرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَكْلِ الْهِرَّةِ وَثَمَنِهَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأنصاري -وهو محمَّد بن عبد الله بن المثنى- وإن كان لا يُعلَم سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل أو بعد اختلاطه، تابعه وكيع وأبو نعيم، وهما ممن سمع من المسعودي قبل اختلاطه. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (204)، وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (955) قِسم مسند عائشة- عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والبيهقي 9/ 316 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم (ابن المبارك وأبو نعيم وأبو النضر) عن المسعودي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25753) عن وكيع، عن المسعودي. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن زيد -وهو الصنعاني - لكن تابعه معقل بن عُبيد الله، وحماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر، وأبو سفيان طلحة بن نافع عن جابر كذلك كلما سلف عند المصنف برقم (2161). وأخرجه أبو داود (3480) و (3807)، والترمذي (1326) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب. وانظر الكلام على فقه الحديث فيما سلف برقم (2161).

أبواب الأطعمة

أَبْوَابُ الْأَطْعِمَةِ 1 - بَابُ إِطْعَامِ الطَّعَامِ 3251 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، ثَلَاثًا، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ، عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ" (¬1). 3252 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا (¬2) عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حماد: هو ابن أسامة الكوفي، وعوف، هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 536 و 624 و 14/ 95. وسلف برقم (1334). (¬2) ضُبطت هذه اللفظة في بعض النسخ المطبوعة: حُدثنا، بالبناء على المجهول، وأُقحم في بعضها قبلها لفظة "قال"، نادَّى ذلك إلى انقطاع الإسناد، وهذا كله خطأ، والصواب حذتُ لفظة "قال" كما في (ذ) و (م)، وضبطُ "حدثنا" بالبناء للفاعل، وبذلك يتصل الإسناد، وهو الموافق لبقية مصادر التخريج. وفي (س): سليمان بن موسى عن نافع، بإسقاط "حدثنا".

2 - باب طعام الواحد يكفي الاثنين

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 3253 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ" (¬2). 2 - بَابُ طَعَامِ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ 3254 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ، أَخبرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخبرنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز المكي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5929) من طريق حجاج بن محمَّد الأعور، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6450). (¬2) إسناده صحيح. أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني. وأخرجه البخاري (12) و (28) و (6236)، ومسلم (39)، وأبو داود (5194)، والنسائي 8/ 107 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6581)، و"صحيح ابن حبان" (505). (¬3) إسناده صحيح. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. =

3255 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ طَعَامَ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَإِنَّ طَعَامَ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الثَّلَاثَةَ وَالْأَرْبَعَةَ، وَإِنَّ طَعَامَ الْأَرْبَعَةِ يَكْفِي الْخَمْسَةَ وَالسِّتَّةَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2059) (179) من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2059) (179)، والنسائي في "الكبرى" (6743) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به. وأخرجه مسلم (2059) (180) و (181)، والترمذي (1924) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14222)، و "صحيح ابن حبان" (5237). وفي الحديث حثُّ على المواساة في الطعام، فإنه وإن كان قليلًا حصلت منه الكفاية المقصودة، ووقعت فيه بركة تعم الحاضرين. وتفسير هذا ما قال عمر رضي الله عنه في عام الرمادة: لقد هممتُ أن أُنزِلَ على أهلِ كُل بيت مثلَ عددهم، فإنَ الرجلَ لا يهلِكُ على نِصف بطنه. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير. وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه مِن هذا الوجه. ويشهد له حديثُ جابر الذي قبله. وحديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر عند البخاري (602) و (3581)، ومسلم (2057): أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من كان عنده طعام اثنين، فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس". وثالث من حديث أبي هريرة عند البخاري (5392)، ومسلم (2058): أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قال: "طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة".=

3 - باب المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء

3 - بَابٌ الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ 3256 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" (¬1). 3257 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = والجامع بين هذه الأحاديث -كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 535 - أن مطلقَ طعامِ القليل يكفي الكثيرَ، لكن أقصاه الضعف، وكونه يكفي مثلَه لا يفي أن يكفي دونَه، نعم كونُ طعامِ الواحد يكفي الاثنين يُؤخذ منه أن طعامَ الاثنين يكفي الثلاثةَ بطريقِ الأولى بخلاف عكسه. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5397)، والنسائي في "الكبرى" (6741) من طريق شعبة، بهذا الأسناد. وأخرجه البخاري (5396) من طريق الأعرج، ومسلم (2063) من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. وعند مسلم: "يشرب" بدل: يأكل. وهو في "مسند أحمد" (7497) و (9374)، وابن حبان (161). قوله: "ياكلُ في معي واحدِ"، قال السندي: مِن شأن المؤمن التقليلُ من الأطعمة وغيرها من حظوظ الدنيا، وإرسالُ النفسِ فيها من شأن الكافرين الذين نظرهم مقصورٌ على هذه الدار، وأما من يرى هذه الدار فناءَ ويعتقد أن هناك دارًا أخرى هي دارُ بقاءِ، فمِنْ شأنه الزهدُ في هذه، والاستعدادُ لتلك، والله أعلم.

4 - باب النهي أن يعاب الطعام

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ" (¬1). 3258 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ" (¬2). 4 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُعَابَ الطَّعَامُ 3259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. علي بن محمَّد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر ابن حفص العمري. وأخرجه البخاري (5394)، ومسلم (2060) (182)، والترمذي (1921)، والنسائي في "الكبرى" (6740) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5393)، ومسلم (2060) (183) من طريق واقد بن محمَّد، ومسلم (2060) (182) من طريق أيوب، كلاهما عن نافع، به. وأخرجه البخاري (5395) من طريق عمرو بن دينار، ومسلم (2061) من طريق أبي الزبير، كلاهما عن ابن عمر. وقرن أبو الزبير بابن عمر جابرًا. وهو في "مسند أحمد" (4718)، و "صحيح ابن حبان" (5238). (¬2) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مسلم (2062) عن أبي كريب، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (5234).

5 - باب الوضوء عند الطعام

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَعَامًا قَطُّ، إِنْ رَضِيَهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ (¬1). 3259م - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مِثْلَهُ (¬2). قَالَ أَبُو بَكْرٍ: نُخَالِفُ فِيهِ، يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي حَازِمٍ. 5 - بَابُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الطَّعَامِ 3260 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُكْثِرَ اللَّهُ خَيْرَ بَيْتِهِ، فَلْيَتَوَضَّأْ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ، وَإِذَا رُفِعَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو حازم: هو سَلمان الأشجعي. وأخرجه البخاري (5409)، ومسلم (2064) (187)، وأبو داود (3763)، والترمذي (2150) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3563)، ومسلم (2064) من طرق عن الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (10141)، و"صحيح ابن حبان" (6437). (¬2) إسناده حسن من أجل أبي يحيى: وهو مولى بني جَعدة بن هبيرة. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه مسلم (2064) (188) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9507). (¬3) إسناده ضعيف، لضعف كثير بن سُليم، وجبارة بن المغلس وان كان ضعيفًا قد توبع فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ص 217 بن طريق إسماعيل بن أبان الأزدي والبيهقي في "شعب الإيمان" (5807) من طريق عبد الله بن صالح =

3261 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا صَاعِدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ الْغَائِطِ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا آتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ قَالَ: "أأُرِيدُ الصَّلَاةَ؟! " (¬1). ¬

_ = كاتب الليث، كلاهما عن كثير بن سليم، به. وقال البيهقي في كثير: يأتي بما لا يُتابع عليه. وأخرج أبو داود (3761)، وأحمد (23732)، والترمذي (1952) من طرق عن قيس بن الربيع، عن أبي هاشم الرماني الواسطي، عن زاذان، عن سلمان الفارسي، قال: قرأتُ في التوراة "بركة الطعام الوضوء بعده" قال: فذكرت ذلك لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأخبرته بما قرأت في التوراة، فقال: "بركة الطعام الوضوءُ قبله والوضوءُ بعده" وقيس بن الربيع مختلف فيه وثقه شعبة والثوري وأبو الوليد الطيالسي، وسفيان بن عيينة، وضعفه أحمد ووكيع ويحيى القطان وابن معين، وباقي رجاله ثقات، وقد مال المنذري في "الترغيب" 3/ 150 - 151 إلى تحسينه. والمراد بالوضوء هنا تنظيف اليدين بغسلهما، قال الطيبي: معنى بركته قبله نموه وزيادة نفعه، وبعده دفع ضرر الغمر الذي علق بيده وعيافته. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه مقال، صاعد بن عبيد مجهول الحال. وأخرجه ابن عدي في ترجمة زياد بن عبد الله البكائي من "الكامل" 3/ 1049 من طريقه عن محمَّد بن جُحادة، بهذا الإسناد. قال ابن عدي: هكذا حدَّث به زياد عن ابن جحادة عن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة، وتابعه على ذلك زهير بن معاوية، وعندي أنهما أخطآ على ابن جحادة، أو الخطأ من ابن جحادة عن عمرو بن دينار، فإن الحديث لا يرويه عن ابن جحادة غِيرُهما، وقد روى هذا الحديث أصحاب عمرو بن دينار الأثبات مثل حماد بن زيد =

6 - باب الأكل متكئا

6 - بَابُ الْأَكْلِ مُتَّكِئًا 3262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا آكُلُ مُتَّكِئًا" (¬1). 3263 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَخبرنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ ¬

_ = وابن عيينة وغيرهما عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس، وهو الصواب. قلنا: وحديث عمرو عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس أخرجه مسلم في "صحيحه" (374)، وهو في "مسند أحمد" (1932)، و "صحيح ابن حبان" (5208). (¬1) إسناده صحيح. أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي. وأخرجه البخاري (5398) عن أبي نعيم عن مِسعر بن كدام، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5399)، وأبو داود (3769)، والترمذي (1935)، والنسائي في "الكبرى" (6759) من طرق عن علي بن الأقمر، به. وهو في "مسند أحمد" (18754) و (18764)، و "صحيح ابن حبان" (5240). قال السندي: الاتكاء: هو أن يتمكن في الجلوس متربعًا، أو يستوي قاعدًا على وِطاءٍ، أو يسند ظهره إلى شيء، أو يضع إحدى يديه على الأرض، وكل ذلك خلاف الندب المطلوب حال الأكل، وبعضه فِعل المكثرين من الطعام، قال الكرماني: وليس المراد بالاتكاء الميلُ والاعتماد على أحد جانبيه كما يحسبه العامَّةُ، ومن حَمَلَ عليه تأول على مذهب الطب، فإنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلًا ولا يُسِيغه هينًا، وربما يتأذى به. وجزم ابن الجوزي -فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 541 - في تفسير الاتكاء بأنه المَيل على أحد الشقين، ولم يلتفت لإنكار الخطابي وغيره ذلك.

7 - باب التسمية عند الطعام

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَاةً، فَجَثَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُلُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا" (¬1). 7 - بَابُ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ الطَّعَامِ 3264 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ طَعَامًا فِي سِتَّةِ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكَلَهُ بِلُقْمَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَا إنَّهُ لَوْ كَانَ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ - لَكَفَاكُمْ، فَإِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ أَنْ يَقُولَ: بِاسْمِ اللَّهِ، فِي أَوَّلِهِ (¬2) فَلْيَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (3773) عن عمرو بن عثمان بن سعيد، بهذا الإسناد. (¬2) قوله: "في أوله" ليس في (س) و (م). (¬3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فيه انقطاعًا، عبد الله بن عبيد بن عمر لم يسمع من عائشة، وبينهما في هذا الحديث عند غير المصنف امرأة يقال لها: أم كلثوم، فقيل: هي بنت محمَّد بن أبي بكر الصديق، وقيل: هي الليثية، وهو الأشبه كما قال المنذري في "مختصر السُّنن" 5/ 300. وأم كلثوم هذه لم يرو عنها غير عبد الله بن عبيد بن عمر. وأخرجه أبو داود (3767)، والترمذي (1965)، والنسائي في "الكبرى" (10040) من طرق عن هشام الدستوائي، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن عبيد، عن أم كلثوم، عن عائشة. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (25106) و (25733)، و"صحيح ابن حبان" (5214). وفي الباب عن ابن مسعود عند ابن حبان (5213) وسنده صحيح. =

8 - باب الأكل باليمين

3265 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا آكُلُ: "سَمِّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 8 - بَابُ الْأَكْلِ بِالْيَمِينِ 3266 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لِيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ، وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ، وَيُعْطِي بِشِمَالِهِ، وَيَأْخُذُ بِشِمَالِهِ" (¬2). ¬

_ = وعن أُمية بن مَخْشي عند أبي داود (3768)، والنسائي في "الكبرى" (10041)، وهو في "مسند أحمد" (18963) وسنده حسن في الشواهد. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وأخرجه بأطول مما هنا الترمذي (1963)، والنسائي في "الكبرى" (10032) و (10033) و (10034) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16334). وانظر ما سيأتي برقم (3267). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، هشامُ بنُ عمار صدوقْ حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6712) من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه الأخذ والأعطاء. وسنده ضعيف لضعف النعمان بن راشد. وهو في لأمسند أحمد" (8306) و (8590). وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2020)، وأبي داود (3776)، والترمذي (1903). وهو في "مسند أحمد" (4537)، وانظر تتمة أحاديث الباب هناك.

3267 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي: "يَا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ" (¬1). 3268 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5376)، ومسلم (2022) (108)، والنسائي في "الكبرى" (10037) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا البخاري (5377) و (5378)، ومسلم (2022) (109)، والنسائي (10038) من طريقين عن وهب بن كيسان، به. وظاهر رواية البخاري في الموضع الثاني الإرسال. وأخرجه النسائي (10035) و (10036) من طريق رجل لم يسمَّ عن عمر بن أبي سلمة. وهو في "مسند أحمد" (16332)، و "صحيح ابن حبان" (5211) و (5212). تطيش، أي: تتحرك وتضطرب، ولا تثبت في مكان واحد، والله أعلم. قاله السندي. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2019)، والنسائي في "الكبرى" (6716) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14587).

9 - باب لعق الأصابع

9 - بَابُ لَعْقِ الْأَصَابِعِ 3269 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ، حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا" (¬1). قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ قَيْسٍ يَسْأَلُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ: أَرَأَيْتَ حَدِيثَ عَطَاءٍ: "لَا يَمْسَحْ أَحَدُكُمْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا" عَمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ حُدِّثْنَاهُ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ جَابِرٌ عَلَيْنَا، وَإِنَّمَا لَقِيَ عَطَاءٌ جَابِرًا فِي سَنَةٍ جَاوَرَ فِيهَا بِمَكَّةَ. 3270 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخبرنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (5456)، ومسلم (2031) (129)، والنسائي في "الكبرى" (6744) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2031) (130)، وأبو داود (3847)، والنسائي (6745) من طريق ابن جريج، عن عطاء، به. وهو في "مسند أحمد" (1924). قال البيهقي في "شعب الإيمان" بإثر الحديث (5856): قوله: "حتى يَلعقَها أو يُلعقها" إن لم يكن هذا شكًا من الراوي وكانا جميعًا محفوظين فإنما أراد: يُلعِقها صبيا أو صبية، أو من يعلم أنه لا يتقذرها ممن يحلُّ له مسُّ فمه، ويحتمل أن يكون أراد: يُلحِق إصبعَه فمَه، فيكون بمعنى قوله: "يَلعَقها".

10 - باب تنقية الصحفة

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَمْسَحْ أَحَدُكُمْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ" (¬1). 10 - بَابُ تَنْقِيَةِ الصَّحْفَةِ 3271 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا أَبُو الْيَمَانِ الْبَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ عَاصِمٍ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ مَوْلَى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ فَلَحِسَهَا، اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو داود الحَفَري: هو عمر بن سعد بن عبيد، وسفيان: هو الثوري، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي. وأخرجه مسلم (2033) (134) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وفي بعض الروايات عنده: "حتى يَلعَقها أو يُلعِقها". وأخرجه مسلم (2033) (133) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي في "الكبرى" (6736) من طريق ابن جريج، كلاهما عن أبي الزبير، به. وعند ابن جريج: "أو يُلعِقها". وأخرجه مسلم (2033) (135) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14221)، و"صحيح ابن حبان" (5253). قوله: "فإنه لا يدري في أفي طعامه البركة"، قال النووي في "شرح مسلم": معناه -والله أعلم- أن الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة، ولا يدري أن تلك البركة فيما أكله، أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يُحافظ على هذا كله لتحصل البركة، وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والإمتاع به، والمراد هنا -والله أعلم- ما يحصل به التغذية وتسلم عاقبته من أذى، ويقوي على طاعة الله تعالى وغير ذلك. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة حال أم عاصم جدة أبي اليمان: واسمه المعلَّى بن راشد. =

11 - باب الأكل مما يليك

3272 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُ: نُبَيْشَةُ الْخَيْرِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ لَنَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ ثُمَّ لَحِسَهَا، اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ" (¬1). 11 - بَابُ الْأَكْلِ مِمَّا يَلِيكَ 3273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وُضِعَتْ الْمَائِدَةُ، فَلْيَأْكُلْ مِمَّا يَلِيهِ، وَلَا يَتَنَاوَلْ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ جَلِيسِهِ" (¬2). 3274 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ أَبِي السَّوِيَّةِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرَاشٍ ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1907) عن نصر بن علي الجهضمي، عن المعلى بن راشد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20724). القصعة: الإناء. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى: وهو ابن أعيَن الكوفي. عُيد الله: هو ابن موسى العبسي. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 74، والببهقي في "شعب الإيمان" (5865) من طريق عُيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وفيه عندهما تتمة للحديث وهي التي ستأتي عند المصنف برقم (3295). ويغني عنه حديث عمر بن أبي سلمة السالف برقم (3267).

12 - باب النهي عن الأكل من ذروة الثريد

عَنْ أَبِيهِ عِكْرَاشِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَدَكِ، فَأَقْبَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا، فَخَبَطْتُ يَدِي فِي نَوَاحِيهَا، فَقَالَ: "يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ طَعَامٌ وَاحِدٌ" ثُمَّ أُتِينَا بِطَبَقٍ فِيهِ أَلْوَانٌ مِنْ الرُّطَبِ، فَجَالَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الطَّبَقِ، وَقَالَ: "يَا عِكْرَاشُ، كُلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّهُ غَيْرُ لَوْنٍ وَاحِدٍ" (¬1). 12 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْأَكْلِ مِنْ ذُرْوَةِ الثَّرِيدِ 3275 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْيَحْصَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِقَصْعَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا، وَدَعُوا ذُرْوَتَهَا يُبَارَكْ فِيهَا" (¬2). 3276 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ الدَّرَفْسِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قَسِيمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف العلاء بن الفضل وعبيد الله بن عِكراش. وأخرجه الترمذي (1964) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه أبو داود (3773) عن عمرو بن عمان الحمصي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17678) عن أبي المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بسر. وسنده صحيح. قال السندي: في "القاموس": الذروة، بالضم والكسر: أعلى الشيء. والمراد الوسط، والبركة والنماء والزيادة محلها الوسط، فاللائق إبقاؤه إلى آخر الطعام، لبقاء البركة واستمرارها، ولا يَحسُن إفناؤه وإزالته.

13 - باب اللقمة إذا سقطت

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَأْسِ الثَّرِيدِ، فَقَالَ: "كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ مِنْ حَوَالَيْهَا وَاعْفُوا رَأْسَهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَأْتِيهَا مِنْ فَوْقِهَا" (¬1). 3277 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَخُذُوا مِنْ حَافَتِهِ وَذَرُوا وَسَطَهُ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهِ" (¬2). 13 - بَابُ اللُّقْمَةِ إِذَا سَقَطَتْ 3278 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يَتَغَدَّى إِذْ سَقَطَتْ مِنْهُ لُقْمَةٌ، فَتَنَاوَلَهَا فَأَمَاطَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ أَذًى فَأَكَلَهَا، فَتَغَامَزَ بِهِ الدَّهَاقِينُ، فَقِيلَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الدَّهَاقِينَ يَتَغَامَزُونَ ¬

_ (¬1) صحيح كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن أبي قسيمة. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" 22/ (216) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وأخرجه أبو داود (3772)، والنسائي في "الكبرى" (6729) من طريق شعبة، والترمذي (1908) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وشعبة سماعه من عطاء بن السائب قبل الاختلاط. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (2439)، و"صحيح ابن حبان" (5245).

مِنْ أَخْذِكَ اللُّقْمَةَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ هَذَا الطَّعَامُ، قَالَ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَدَعَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِهَذِهِ الْأَعَاجِمِ، إِنَّا كُنَّا يؤمُرُ أَحَدَنَا إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَتُهُ أَنْ يَأْخُذَهَا فَيُمِيطَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ أَذًى وَيَأْكُلَهَا، وَلَا يَدَعَهَا لِلشَّيْطَانِ (¬1). 3279 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِذَا وَقَعَتْ اللُّقْمَةُ مِنْ يَدِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَمْسَحْ مَا عَلَيْهَا مِنْ الْأَذَى، وَلْيَأْكُلْهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن سعيد، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات. يونس: هو ابن عُبيد، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. وأخرجه الدارمي (2029) عن زكريا بن عدي، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وزكريا بن عدي ثقة. وفي الباب عن جابر عند مسلم، وهو الحديث الآتي بعده. قوله: "فأماط"، أي: أزال. وقوله: "فتغامز به الدهاقين" أي: أصحاب القرى وأهل الزراعة، أي: أشار بعضهم إلى بعض بخِسة ما فعله. قاله السندي. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. الأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه مسلم (2033) (135) عن ابن أبي شيبة، عن محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وزاد: "ولا يَدَعها للشيطان". وأخرجه أيضًا من طريقين آخرين عن الأعمش، به. وأخرجه كذلك مسلم (2033) (134)، والنسائي في "الكبرى" (6746) من طريق أبي الزبير المكي، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14388)، و"صحيح ابن حبان" (5253). وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (2034).

14 - باب فضل الثريد على الطعام

14 - بَابُ فَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى الطَّعَامِ 3280 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" (¬1). 3281 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا مُسْلِمُ ابْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. مرة الهَمداني: هو ابن شَرَاحيل. وأخرجه البخاري (3411)، و (3433) و (3769) و (5418)، ومسلم (2431)، والترمذي (1939)، والنسائي 7/ 68 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19523)، و "صحيح ابن حبان" (7114). قوله: "إلا مريم ... "، قال السندي: ليس المرادُ به الحصرَ، بل بيان القِلة، وما ذكره، فهو مذكور على سبيل التمثيل، فلا إشكال بفاطمة وخديجة. والثريد أفضل طعام العرب، لأنه مع اللحم جامع بين اللَّذَّة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ، وفضل عائشة بوجوه: لحسن الخلق وفصاحة اللسان ورزانة الرأي، ولهذا ذكر فضل عائشة بكلام مستقل ولم يعطف عائشة على السابقتين. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد -وهو الزَّنجي- وقد توبع. عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر الأنصاري أبو طُوالة. =

15 - باب مسح اليد بعد الطعام

15 - بَابُ مَسْحِ الْيَدِ بَعْدَ الطَّعَامِ 3282 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمِصْرِيُّ أَبُو الْحَارِثِ الْمُرَادِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا زَمَانَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَقَلِيلٌ مَا نَجِدُ الطَّعَامَ، فَإِذَا نَحْنُ وَجَدْنَاهُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَنَادِيلُ إِلَّا أَكُفُّنَا وَسَوَاعِدُنَا وَأَقْدَامُنَا، ثُمَّ نُصَلِّي وَلَا نَتَوَضَّأُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (3770) و (5419) و (5428)، ومسلم (2446)، والترمذي (4225)، والنسائي في "الكبرى" (6658) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12597)، و"صحيح ابن حبان" (7113). (¬1) محمَّد بن أبي يحيى جزم أبو نعيم في "المستخرج" -فيما قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/ 579 - بأنه ابن فُليح، لأن فليحًا يكنى أبا يحيى وهو معروف بالرواية عن سعيد بن الحارث، وقال غيره: هو محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي والد إبراهيم شيخ الشافعي، واسم أبي يحيى سِفعان، وكان الحامل على ذلك كون ابن وهب يروي عن فليح نفسه، فاستبعد قائلُ ذلك أن يروي عن ابنه محمَّد بن فليح عنه، ولا عجب في ذلك، والذي ترجح عند الحافظ الأول. قلنا: وفليح بن سليمان -وإن أخرج له البخاري أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق- ضعفه ابن معين والنسائي وأبو داود، وهو ضعيف فيما تفرد به، وهو هنا قد تفرّد في هذا الحديث بقصة المناديل. وأخرجه البخاري (5457) عن إبراهيم بن المنذر، عن محمَّد بن فليح، عن أبيه، عن سعبد بن الحارث، به. وترك الوضوء مما مست النار صحيح ثابت من غير وجه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، انظر ما سلف عند المصنف برقم (488 - 493). =

16 - باب ما يقال إذا فرغ من الطعام

16 - بَابُ مَا يُقَالُ إِذَا فَرَغَ مِنْ الطَّعَامِ 3283 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عَبِيدَةَ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَكَلَ طَعَامًا قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ" (¬1). 3284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ¬

_ = وأما قصةُ المناديلِ فقد ثبت ما يشير إلى استخدامهم لها بإثر تناولهم الطعام، على العكس مما جاء في هذا الحديث، فقد أخرج ملم (2033) بسند رجاله ثقات عن جابر نفسه رفعه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ولا يمسح يده بالمِنديل حتى يَلعقَ أصابعه". تنبيه: زاد في المطبوع بإثر هذا الحديث: قال أبو عبد الله: غريب، ليس إلا عن محمَّد بن سلمة. (¬1) إسناده ضعيف لإبهام مولى أبي سعيد، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وفي سنده اختلاف انظر تفصيله في التعليق على الحديث رقم (11276) من "مسند أحمد". أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وأخرجه الترمذي (3760) من طريق حفص بن غياث وأبي خالد الأحمر، بهذا الإسناد. لكن قال حفص في حديثه: رياح بن عبيدة عن ابن أخي أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه أبو داود (3850)، والنسائي في "الكبرى" (10048) من طريق أبي هاشم الواسطي، عن إسماعيل بن رياح بن عبيدة، عن أبيه -زاد أبو داود: أو غيره- عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه النسائي مرة أخرى (10047) من طريق أبي هاشم عن رياح، عن أبي سعيد. فلم يذكر إسماعيل بن رياح.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا رُفِعَ طَعَامُهُ أَوْ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا" (¬1). 3285 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5458) و (5459)، وأبو داود (3849) والترمذي (3759)، والنسائي في "الكبرى" (6870) و (10043) من طرق عن ثور بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (6868) و (6869) و (10042) من طريق عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، به وهو في "مسند أحمد" (22168)، و "صحيح ابن حبان" (5217). قال السندي: "مكفي" بفتح ميم وتشديد ياء، يحتمل أن يكون من الكفاية، أو من "كفأت" مهموزًا بمعنى: قلبت، والمعنى على الأول أن هذا الحمد غيرُ ما أتى به كما هو حقه لقصور القدرة البشرية عن ذلك، ومع هذا فغير مودَّع، أي: متروك بل الاشتغال به دائما من غير انقطاع، كما أن نعمه تعالى لا تنقطع غفوة عينٍ. "ولا مستغنى عنه" بل هو مما يحتاج إليه الإنسان في كل حال ليثبت ويدوم به العتيق من النعم، ويستجلب به المزيد، وعلى الثاني: أنه غير مردود على وجه قائله، بل مقبول في حضرة القدس، وعلى الوجهين "مودَّع" بفتح الدال، و"مستغنى عنه" بفتح النون عطف على "مكفي" بزيادة "لا" للتأكيد. "ربنا" بالنصب بتقدير حرف النداء، وبالجر بدل من "الله"، والله أعلم. وقال الخطابى في "معالم السُّنن" 4/ 261: قوله: "غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا" معناه: أن الله سبحانه هو المطعم الكافي، وهو غير مُطعَم ولا مكفي كما قال سبحانه: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] وقوله: "ولا مودع"، أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة في ما عنده، ومنه قوله سبحانه: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] أي: ما تركك ولا أهانك، ومعنى المتروك: المستغنى عنه.

17 - باب الاجتماع على الطعام

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" (¬1). 17 - بَابُ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ 3286 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيٍّ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَأْكُلُ وَلَا نَشْبَعُ، قَالَ: "فَلَعَلَّكُمْ تَأْكُلُونَ مُتَفَرِّقِينَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "فَاجْتَمِعُوا عَلَى طَعَامِكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ" (¬2). 3287 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَهْرَمَانُ آلِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: ¬

_ (¬1) إسناده حسن إن شاء الله، وقوله فيه: "غفر له ما تقدم من ذنبه" غريب. وأخرجه أبو داود (4023)، والترمذي (3761) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (15632). (¬2) حسن شواهده كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" (16078)، وسنده فيه لِين، فوخشيُّ بن حرب بن وخشي وأبوه حرب بن وحشي لم يؤثر توثيقهما عن غير ابن حبان وقد أخرج لهما هذا الحديث في "صحيحه" (5224)، وحرب لم يرو عنه غير ابنه، ومع ذلك فقد حسنه الحافظ العراقي في تخريجه على "الإحياء" 2/ 5. وأخرجه أبو داود (3764) عن إبراهيم بن موسى الرازي، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

18 - باب النفخ في الطعام

سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُوا جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ مَعَ الْجَمَاعَةِ" (¬1). 18 - بَابُ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ 3288 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْفُخُ فِي طَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ، وَلَا يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ (¬2). 19 - بَاب إِذَا أَتَى أحدكم خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فَلْيُنَاوِلْهُ مِنْهُ 3289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، أخبرنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَلْيُجْلِسْهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَهُ، فَإِنْ أَبِى فَلْيُنَاوِلْهُ مِنْهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) حسن بسابقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير. وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه. (¬2) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد جاء بهذا الحديث على غير وجهه، والمحفوظ في حديث عبد الكريم -وهو ابن مالك الجزري- عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُتنفَّس في الإناء أو يُنفخَ فيه. وسيأتي تخريجه على الوجه المحفوظ عند المصنف برقم (3428) و (3429). (¬3) حديث صحيح، أبو خالد البجلي الأحمسي والد إسماعيل وإن لم يرو عنه غيرُ ابنه إسماعيل، ولم يوثقه غير ابن حبان قد توبع. وأخرجه الترمذي (1959) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. =

20 - باب الأكل على الخوان والسفرة

3290 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَحَدُكُمْ قَرَّبَ إِلَيْهِ مَمْلُوكُهُ طَعَامًا قَدْ كَفَاهُ عَنَاءَهُ وَحَرَّهُ، فَلْيَدْعُهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلْيَأْخُذْ لُقْمَةً فَلْيَجْعَلْهَا فِي يَدِهِ" (¬1). 3291 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حدثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ، أَوْ لِيُنَاوِلْهُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ" (¬2). 20 - بَابُ الْأَكْلِ عَلَى الْخِوَانِ وَالسُّفْرَةِ 3292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ الْإِسْكَافِ، عَنْ قَتَادَةَ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (10125). وأخرجه البخاري (2557) و (5460) من طريق محمَّد بن زياد، ومسلم (1663)، وأبو داود (3846) من طريق موسى بن يسار، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده صحيح. عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز. وانظر ما قبله. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن موسى الهجري. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك الجُشَمي. وأخرجه أحمد (3680) و (4257) و (4266)، وأبو يعلى (5120)، والشاشي في "مسنده" (730) من طرق عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. ْويشهد له ما قبله.

21 - باب النهي أن يقام عن الطعام حتى يرفع وأن يكف يده حتى يفرغ القوم

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى خِوَانٍ وَلَا فِي سُكُرُّجَةٍ، قَالَ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ (¬1). 3293 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ حَتَّى مَاتَ (¬2). 21 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُقَامَ عَنْ الطَّعَامِ حَتَّى يُرْفَعَ وَأَنْ يَكُفَّ يَدَهُ حَتَّى يَفْرُغَ الْقَوْمُ 3294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَكْحُولٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستُوائي. وأخرجه البخاري (5386) و (5415)، والترمذي (1891)، والنسائي في "الكبرى" (6591) و (6592) من طرق عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12325). الخِوان: المائدة المعَدَّة للطعام من خشب وشبهه. والسُّكُرُّجة: إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الإدام ويوضع فيه المشهيَّات حول الأطعمة للتشهَّي، وقيل: هي قِصاع صغار. وهي كلمة فارسية. والسُّفَر: جمع سُفرة، وهي في الأصل طعام المسافر، ثم سُميَ به ما يحمل به هذا الطعام، وهو جلد مستدير في الغالب. قاله السندي في حاشيته على "مسند أحمد". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بحر: واسمه عبد الرحمن ابن عثمان البكراوي، وقد توبع. وأخرجه البخاري (6450)، والترمذي (2520)، والنسائي في "الكبرى" (6604) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله.

22 - باب من بات وفي يده ريح غمر

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُقَامَ عَنْ الطَّعَامِ حَتَّى يُرْفَعَ (¬1). 3295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخبرنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وُضِعَتْ الْمَائِدَةُ فَلَا يَقُومُ رَجُلٌ حَتَّى تُرْفَعَ الْمَائِدَةُ، وَلَا يَرْفَعُ يَدَهُ وَإِنْ شَبِعَ حَتَّى يَفْرُغَ الْقَوْمُ، وَلْيُعْذِرْ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُخْجِلُ جَلِيسَهُ فَيَقْبِضُ يَدَهُ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ لَهُ فِي الطَّعَامِ حَاجَةٌ" (¬2). 22 - بَابُ مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ 3296 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ وَسِيمٍ الْجَمَّالُ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا لَا يَلُومَنَّ امْرُؤٌ إِلَّا نَفْسَهُ، يَبِيتُ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف منير بن الزبير، ثم هو منقطع فإن مكحولًا لم يسمع من عائشة. وأخرجه ابن عدي في ترجمة منير من "الكامل" 6/ 2460، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6051) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى: وهو ابن أَعيَن الكوفي. عبيد الله: هو ابن موسى العبسي الكوفي. وقد سلف تخريج هذا الحديث برقم (3273). قوله: "وليُعذِر" من التعذير بمعنى التقصير، أي: ليُقلل في الأكل وإن شبع، ولا يرفع يده. قاله السندي. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جبارة بن المغلِّس. =

23 - باب عرض الطعام

3297 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي يَدِهِ غَمَرٍ، فَلَمْ يَغْسِلْ يَدَهُ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ" (¬1). 23 - بَابُ عَرْضِ الطَّعَامِ 3298 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِطَعَامٍ، فَعَرَضَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: لَا نَشْتَهِيهِ. فَقَالَ: "لَا تَجْمَعْنَ جُوعًا وَكَذِبًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو يعلى (6748) عن جبارة بن المغلِّس، بهذا الإسناد. ويشهد له ما بعده. الغَمَر، بالتحريك: زنخ اللحم وما يَعلَق باليد مِن دَسَمِهِ. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3852) من طريق زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1968) وحسنه من طريق الأعمش، عن أبي صالح، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6878) من طريق أبي سلمة، و (6879) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7569)، و"صحيح ابن حبان" (5521). (¬2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. سفيان: هو الثوري، وابن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. وأخرجه ضمن حديثِ الحميدي (367)، والطبراني في "الكبير" 24/ (434) و (435) من طريق ابن أبي حسين، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27560).

24 - باب الأكل في المسجد

3299 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ - قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: "ادْنُ فَكُلْ" فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، فَيَا لَهْفَ نَفْسِي، فهَلَّا كُنْتُ طَعِمْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ! (¬1) 24 - بَابُ الْأَكْلِ فِي الْمَسْجِدِ 3300 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَسْجِدِ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ (¬2). 25 - بَابٌ الْأَكْلُ قَائِمًا 3301 - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي، وَنَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وقد سلف عند المصنف برقم (1667) بأطول مما هنا. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1657) من طريق حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (3311). (¬3) رجاله ثقات، وصححه الترمذي وابن حبان، وأعله آخرون فوهَّموا حفص ابن غياث في هذه الرواية كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" (5874). =

26 - باب الدباء

26 - بَابُ الدُّبَّاءِ 3302 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، أَخبرنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ الْقَرْعَ (¬1). 3303 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَعَثَتْ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ بِمِكْتَلٍ فِيهِ رُطَبٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ أَجِدْهُ، وَخَرَجَ قَرِيبًا إِلَى مَوْلًى (¬2) دَعَاهُ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَأْكُلُ، قَالَ: فَدَعَانِي لِآكُلَ مَعَهُ. قَالَ: وَصَنَعَ ثَرِيدَةً بِلَحْمٍ وَقَرْعٍ. قَالَ: فَإِذَا هُوَ يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ. قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْمَعُهُ فَأُدْنِيهِ مِنْهُ، فَلَمَّا طَعِمْنَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَوَضَعْتُ الْمِكْتَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَقْسِمُ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِهِ (¬3). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (1989)، وابن حبان في "صحيحه" (5322) و (5325) من طريق حفص بن غياث، بهذا الإسناد. والشرب قائمًا له شواهد صحيحة، انظرها في التعليق على حديث عبد الله بن عمرو في "مسند أحمد" برقم (6627). ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 82 - 83 أن أحاديث الشرب قائمًا تعارضها أحاديث صريحة في النهي عن ذلك، ثم ذكر الحافظ بعضها، ونقل أقوال الأئمة في الجمع بينها، ومنها قول الإمام النووي: النهي فيها محمول على التنزيه، وشربه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائمًا لبيان الجواز. (¬1) إسناده صحيح. حميد: هو الطويل. وهو في "مسند أحمد" (12787) عن ثابت وحميد، عن أنس. وانظر ما بعده. (¬2) في المطبوع: مولى له. (¬3) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم بن أبي عدي. =

27 - باب اللحم

3304 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِهِ وَعِنْدَهُ هَذَا الدُّبَّاءُ، فَقُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ قَالَ: "هَذَا الْقَرْعُ هُوَ الدُّبَّاءُ، نُكْثِرُ بِهِ طَعَامَنَا" (¬1). 27 - بَابُ اللَّحْمِ 3305 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْخَلَّالُ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَيِّدُ طَعَامِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الْجَنَّةِ اللَّحْمُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 429، وأحمد في "مسنده" (12052)، وابن حبان (6380)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص 213، والبغوي في "شرح السنة" (2860) من طريق حميد، به. وأخرجه معناه البخاري (2092) و (5379) و (5420) و (5433) و (5435) و (5437) و (5439)، ومسلم (2041)، وأبو داود (3782)، والترمذي (1955)، والنسائي في "الكبرى" (6628) من طرق عن أنس بن مالك. (¬1) إسناده صحيح. جابر صحابيُّ حديث: هو جابر بن طارق بن عوف الأحمسي، رضي الله عنه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6631) من طريق حفص بن غياث، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19100). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، سليمان بن عطاء الجزري منكر الحديث، وشنَّع عليه ابن حبان في "المجروحين" 1/ 329 - وروى له هذا الحديث- فقال: يروي عن =

28 - باب أطايب اللحم

3306 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: مَا دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى لَحْمٍ قَطُّ إِلَّا أَجَابَ، وَلَا أُهْدِيَ لَهُ لَحْمٌ قَطُّ إِلَّا قِبَلَهُ (¬1). 28 - بَابُ أَطَايِبِ اللَّحْمِ 3307 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ؛ قَالَا: أخبرنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ بِلَحْمٍ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا (¬2). ¬

_ = مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي بأشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات. قلنا: وأبو مشجعة هذا لم يرو عنه غير ابن أخيه مسلمة بن عبد الله الجهني، فهو مجهول. وأخرجه مضمومًا معه الحديث التالي الرافعي في "أخبار قزوين" 2/ 317 من طريق يحيى بن صالح، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده ضعيف جدًا كسابقه. (¬2) إسناده صحيح. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البَجَلي. وأخرجه البخاري (3340) و (4712)، ومسلم (194)، والترمذي (1942) و (2603)، والنسائي في "الكبرى" (11222) من طريق أبي حيان التيمي، بهذا الإسناد. وهو عند مسلم أيضًا من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة. ومو عندهم في أول حديث طويل في الشفاعة. =

29 - باب الشواء

3308 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، قال: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ فَهْمٍ -قَالَ: وَأَظُنُّهُ يُسَمَّى مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ نَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا أَوْ بَعِيرًا، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَالْقَوْمُ يُلْقُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اللَّحْمَ، يَقُولُ: "أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ" (¬1). 29 - بَابُ الشِّوَاءِ 3309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى شَاةً سَمِيطًا حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (¬2). 3310 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (8377)، و"صحيح ابن حبان" (6465). النَّهس: الأخذ بأطراف الأسنان. (¬1) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ الفَهمي. يحيى بن سعيد: هو القَطان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6623) عن محمَّد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1744). (¬2) إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى العَوذي. وأخرجه البخاري (5385) و (5421) و (6457) من طريق همام بن يحيى، بهذا الإسناد. بأطول مما هنا بنحو الرواية الآتية برقم (3339). وهو في "مسند أحمد" (12373)، و"صحيح ابن حبان" (6355). قوله: "سميطًا"، أي: مشويَّه، فَعِيل بمعنى مفعول، وأصل السمط أن يُنزَع صوف الشاة المذبوحة بالماء الحار، وإنما يفعَل بها ذلك في الغالب لتُشوى. قاله ابن الأثير في "النهاية" (سمط).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا رُفِعَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَضْلُ شِوَاءٍ قَطُّ، وَلَا حُمِلَتْ مَعَهُ طِنْفِسَةٌ (¬1). 3311 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الجَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَعَامًا فِي الْمَسْجِدِ، لَحْمًا قَدْ شُوِيَ، فَمَسَحْنَا أَيْدِيَنَا بِالْحَصْبَاءِ، ثُمَّ قُمْنَا فصلينا (¬2) وَلَمْ نَتَوَضَّأْ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف جبارة وكثير. وأخرجه ابن عدي في ترجمة كثير من "الكامل" 6/ 2084 من طريق جبارة بن المغلس، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 407 - 408، والطبراني في "الأوسط" (3175) من طريقين عن كثير بن سليم، به. الطنفسة، بكسر الطاء والفاء وبضمهما وكسر الطاء وفتح الفاء: البساط الذي له خَمل دقيق. قاله السندي. (¬2) في الأصول: فصلَّى، وما أثبتناه من "المسند". (¬3) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان ضعيفًا- قد روى عنه هذا الحديث قتيبة بن سعيد، وروايته عنه صالحة، ثم هو قد توبع عليه. وأخرجه أحمد في "المسند" (17752) و (17709)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 299 - 300، والترمذي في "الشمائل" (166)، وأبو يعلى (1541)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 66، والبغوي في "شرح السنة" (2847) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. ورواية قتيبة بن سعيد عند الترمذي -ومن طريقه البغوي- مختصرة بلفظ: أكلنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شواءً في المسجد. وأخرجه بنحوه أحمد (17705) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جزء. وإسناده صحيح. وانظر ما سلف برقم (3300).

30 - باب القديد

30 - بَابُ الْقَدِيدِ 3312 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ، فَقَالَ لَهُ: "هَوِّنْ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ، إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح، ورجاله ثقات. وأخرجه الحاكم في "مستدركه" 3/ 47 - 48 وصحَّحه، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 277 من طريق إسماعيل بن أسد، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب أيضًا 6/ 278 من طريق محمَّد بن إسماعيل ابن علية، عن جعفر بن عون، به. ومحمد به إسماعيل هذا أحد الثقات وكان قاضيًا بدمشق، وبمتابعته هذه لإسماعيل بن أسد يندفع قول ابن ماجه: إسماعيل وحده وصله. وخالفهما عباد بن العوام -وهو ثقة- فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. أخرجه الحاكم 2/ 466 وصححه. وفي سنده إلى عباد محمَّد بن عبد الرحمن الهروي، قال أبو حاتم فيه: صدوق. وخالفهم يزيد بن هارون وعبد الله بن نمير وأبو معاوية فرووه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم مرسلًا، هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 23 عن يزيد وابن نمير، وهناد في "الزهد" (802) عن أبي معاوية. وقيس بن أبي حازم تابعي مخضرم. قوله: "فرائصه" جمع فَرِيصة، وهي لَحْمة (بين الكتف والصدر) ترتعد عن الفزع، والكلام كناية عن الفزع. "تأكل القديد" هو اللحم المملَّح المجفَّف في الشمس. قاله السندي. تنبيه: زاد في المطبوع بعد هذا الحديث: قال أبو عبد الله: إسماعيل وحده وصَلَهُ.

31 - باب الكبد والطحال

3313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كُنَّا نَرْفَعُ الْكُرَاعَ فَيَأْكُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنْ الْأَضَاحِيِّ (¬1). 31 - بَابُ الْكَبِدِ وَالطِّحَالِ 3314 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُحِلَّتْ لَنا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ: فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ" (¬2). 32 - بَابُ الْمِلْحِ 3315 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى ابْنُ أَبِي عِيسَى، عَنْ رَجُلٍ - أُرَاهُ مُوسَى- ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وعابس: هو ابن ربيعة. وأخرجه البخاري (5423) و (5438)، والنسائي 7/ 235 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24962). وأخرجه بنحوه أحمد (24707)، والترمذي (1588) من طريق أبي إسحاق، عن عابس بن ربيعة، به. وفيه مكان "خمس عشرة": عشرة أيام. الكُراع مِن البقر والغنم: ما دون الركبة من الساق. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد توبع. وقد سلف برقم (3218) مختصرًا.

33 - باب الائتدام بالخل

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَيِّدُ إِدَامِكُمْ الْمِلْحُ" (¬1). 33 - بَابُ الِائْتِدَامِ بِالْخَلِّ 3316 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ" (¬2). 3317 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عيسى بن أي عيسى -وهو الحناظ الغفاري- متروك، والرجل الراوي عن أنس مجهول، وقول عيسى بن أبي عيسى: "أراه موسى" جاء عند ابن عدي: أظنه موسى بن أنس. وموسى هذا: هو ابن أنس بن مالك، وهو ثقة، فتبقى العلة انفراد عيسى بن أبي عيسى به، وهو متروك كلما سلف. وأخرجه أبو يعلى (3714)، والطبراني في "الأوسط" (8854)، وابن عدي في ترجمة عيسى من "الكلامل" 15/ 887، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1327) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وسقط من روايتي أبي يعلى والقضاعي الواسطة بين عيسى وبين أنس بن مالك. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2051)، والترمذي (1946) و (1947) من طريق سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جبارة بن المغلس وقيس بن الربيع، وقد توبعا. =

34 - باب الزيت

3318 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعْدٍ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى عَائِشَةَ وَأَنَا عِنْدَهَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟ قَالَتْ: عِنْدَنَا خُبْزٌ وَتَمْرٌ وَخَلٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نِعْمَ الْإِدَامُ الْخَلُّ، اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْخَلِّ، فَإِنَّهُ كَانَ إِدَامَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، وَلَمْ يَفْتَقِرْ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ" (¬1). 34 - بَابُ الزَّيْتِ 3319 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ائْتَدِمُوا بِالزَّيْتِ وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (3820)، والترمذي (1945) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن محارب بن دثار، به. وأخرجه مسلم (2052)، وأبو داود (3821)، والنسائي 7/ 14 من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، والترمذي (1944) من طريق أبي الزبير، كلاهما عن جابر بن عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (14988). (¬1) موضوع، عنبسة بن عبد الرحمن متهم بالوضع، ومحمد بن زاذان متروك. (¬2) حسن لغيره، عبد الرزاق فمن فوقه ثقات، وقد اختلف فيه على عبد الرزاق في وصله وإرساله. وأخرجه الترمذي (1956) عن يحيى بن موسى، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (1957) عن سليمان بن معبد، عن عبد الرزاق، به مرسلًا، لم يذكر فيه عمر بن الخطاب. =

35 - باب اللبن

3320 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مُبَارَكٌ" (¬1). 35 - بَابُ اللَّبَنِ 3321 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْدٍ الرَّاسِبِيِّ، حَدَّثَتْنِي مَوْلَاتِي أُمُّ سَالِمٍ الرَّاسِبِيَّةُ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أُتِيَ بِلَبَنٍ قَالَ: "بَرَكَةٌ أَوْ بَرَكَتَانِ" (¬2). 3322 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ¬

_ = ويشهد له حديث أبي أسيد عند الترمذي (1958)، وأحمد في "المسند" (16054)، وفي سنده ضعف. قوله: "ائتدموا بالزيت" أي: اتخذوه إدامًا، بمعنى: كلوه. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي سعيد المقبري- متروك، ويغني عن حديثه هذا حديثُ عمر السالف. وأخرجه الحاكم 2/ 398 من طريق بكار بن قتيبة، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وصحح إسناده فتعقبه الذهبي بتوهية عبد الله بن سعيد. (¬2) إسناده ضعيف، أم سالم الراسبية تفرد عنها جعفر بن برد، ولم يؤثر توثيقها عن أحد، وذكرها الذهبي في "الميزان" مع المجهولات. وأخرجه أحمد في "المسند" (25124) عن يزيد بن هارون، عن جعفر بن برد، بهذا الإسناد.

36 - باب الحلواء

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَامًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَنًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ مَا يُجْزِئُ مِنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَّا اللَّبَنُ" (¬1). 36 - بَابُ الْحَلْوَاءِ 3323 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ (¬2). 37 - بَابُ الْقِثَّاءِ وَالرُّطَبِ يُجْمَعَانِ 3324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث حسن إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، وابن جريج مدلس وقد عنعن. وأخرجه أبو داود (3730)، والترمذي (3758) وحسنه، والنسائي في "الكبرى" (10045) و (10046) من طريق علي بن زيد بن جُدعان، عن عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، والحديث بمجموع الطريقين حسن إن شاء الله تعالى. وهو في "مسند أحمد" (1978). (¬2) إسناده صححِح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (5268) و (5431) و (5599) و (5614) و (5682) و (6972)، ومسلم (1474)، وأبو داود (3715)، والترمذي (1936)، والنسائي في "الكبرى" (6670) و (6671) و (7519) من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24316)، و"صحيح ابن حبان" (5254).

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ أُمِّي تُعَالِجُنِي لِلسُّمْنَةِ، تُرِيدُ أَنْ تُدْخِلَنِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا اسْتَقَامَ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى أَكَلْتُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ، فَسَمِنْتُ كَأَحْسَنِ سِمْنَةٍ (¬1). 3325 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ (¬2). 3326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ابْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ الرُّطَبَ بِالْبِطِّيخِ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يونس بن بكير صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (3903)، والنسائي في "الكبرى" (6691) من طريق محمَّد ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، به. القِثّاء، قال الفيومي في "المصباح المنير": فِعّال، وهمزته أصلية، وكسر القاف أكثر من ضمها، وهو اسمٌ لما يسمِّيه الناس الخِيَار والعَجُّور والفَقُّوس، الواحدة: قِثّاءة. (¬2) إسناده صحيح. سعد والد إبراهيم: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (5440) و (5447) و (5449)، ومسلم (2043)، وأبو داود (3835)، والترمذي (1950) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1741). (¬3) إسناده تالفٌ، يعقوب بن الوليد بن أبي هلال كذَّبه غير واحد من أهل العلم. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5859)، وابن عدي في ترجمة يعقوب من "الكامل" 6/ 2605 من طريق يعقوب بن الوليد، به. =

38 - باب التمر

38 - بَابُ التَّمْرِ 3327 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ، جِيَاعٌ أَهْلُهُ" (¬1). 3328 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ، كَالْبَيْتِ لَا طَعَامَ فِيهِ" (¬2). ¬

_ = ويغني عنه حديث عائشة عند أبي داود (3836)، والترمذي (1949)، والنسائي في "الكبرى" (6687)، وهو حديث صحيح. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2046) (152)، وأبو داود (3831)، والترمذي (1918) من طريق سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2046) (153) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (25458)، و"صحيح ابن حبان" (5206). قوله: "جياع أهله" قال السندي: قيل: لأن التمر كان يقوتهم فإذا خلا منه البيتُ جاعَ أهلُه وأهل بلده بالنظر إلى قُوتهم ... وقال الطيبي: لعله حثَّ على القناعة في بلاد كَثُرَ فيها التمرُ، أي: من قَنع به لا يجوع، وقيل: هو تفضيل للتمر. (¬2) صحيح لغيره، وإسناده حسن في المتابعات والشواهد. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (757) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، بهذا الإسناد. =

39 - باب إذا أتي بأول الثمرة

39 - بَاب إِذَا أُتِيَ بِأَوَّلِ الثَّمَرَةِ 3329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أُتِيَ بِأَوَّلِ الثَّمَرَةِ قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَفِي ثِمَارِنَا، وَفِي مُدِّنَا وَفِي صَاعِنَا، بَرَكَةً مَعَ بَرَكَةٍ"، ثُمَّ يُنَاوِلُهُ أَصْغَرَ مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنْ الْوِلْدَانِ (¬1). 40 - بَابُ أَكْلِ الْبَلَحِ بِالتَّمْرِ 3330 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُوا الْبَلَحَ بِالتَّمْرِ، كُلُوا الْخَلَقَ بِالْجَدِيدِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَغْضَبُ وَيَقُولُ: بَقِيَ ابْنُ آدَمَ حَتَّى أَكَلَ الْخَلَقَ بِالْجَدِيدِ" (¬2). ¬

_ = ويشهد له ما قبله، ولفظ حديث عائشة في بعض طرقه عن عمرة كلفظ حديث سلمى، انظر "مسند أحمد" (24740). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد العزيز بن محمَّد -وهو الدراوردي- قد توبع. وأخرجه مسلم (1373) (474) من طريق عبد العزيز بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (1373) (473)، والترمذي (3757)، والنسائي في "الكبرى" (10061) من طريق مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، به. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، آفتُه يحيى بن محمَّد بن قيس. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6690) من طريق يحيى بن محمَّد بن قيس، بهذا الإسناد. =

41 - باب النهي عن قران التمر

41 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِرَانِ التَّمْرِ 3331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَقْرِنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ (¬1). 3332 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ -وَكَانَ سَعْدٌ يَخْدُمُ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَكَانَ يُعْجِبُهُ حَدِيثُهُ -: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ الْإِقْرَانِ: يَعْنِي فِي التَّمْرِ (¬2). ¬

_ = وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 36، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 427 وأعله بيحيى بن محمَّد وقال: لا يتابع على حديثه، ولا يُعرف هذا الحديثُ إلا به. (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (2489)، ومسلم (2045) (151)، والترمذي (1917)، والنسائي في "الكبرى" (6694) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (2455) و (2490) و (5446)، ومسلم (2045) (150)، وأبو داود (3834) من طريقين آخرين عن جَبَلة بن سُحيم، به. وهو في "مسند أحمد" (5037) و (5246)، و"صحيح ابن حبان" (5231). يقرن، بضم الراء وكسرها: يجمع بين الشيئين. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحسن -وهو البصري- مدلس وقد عنعن. أبو عامر الخزار: هو صالح بن رستم، وأبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي. وأخرجه أحمد في "المسند" (1716)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (682)، وأبو يعلى (1574)، والطبراني (5498)، والحاكم 4/ 119 - 120 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! ويشهد له ما قبله.

42 - باب تفتيش التمر

42 - بَابُ تَفْتِيشِ التَّمْرِ 3333 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِتَمْرٍ عَتِيقٍ، فَجَعَلَ يُفَتِّشُهُ (¬1). 43 - بَابُ التَّمْرِ بِالزُّبْدِ 3334 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ ابْنَيْ بُسْرٍ السُّلَمِيَّيْنِ، قَالَا: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَوَضَعْنَا تَحْتَهُ قَطِيفَةً لَنَا، صَبَبْنَاهَا لَهُ صَبًّا، فَجَلَسَ عَلَيْهَا، فأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْوَحْيَ فِي بَيْتِنَا، وَقَدَّمْنَا لَهُ زُبْدًا وَتَمْرًا، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ، - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو قتيبة: هو سَلْم بن قتيبة الشَعيري، وهمام: هو ابن يحيى العَوذي. وأخرجه أبو داود (3832) عن محمَّد بن عمرو بن جبلة، عن أبي قتيبة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده قوي. ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1359) عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا أبو داود (3837) من طريق الوليد بن مزيد، عن ابن جابر، به- دون قصة القطيفة ونزول الوحي. القطيفة: كساء له خَمل.

44 - باب الحوارى

44 - بَابُ الْحُوَّارَى 3335 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ: هَلْ رَأَيْتَ النَّقِيَّ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّقِيَّ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَقُلْتُ: فَهَلْ كَانَ لَهُمْ مَنَاخِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مُنْخُلًا حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قُلْتُ: فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ، نَعَمْ، كُنَّا نَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ (¬1). 3336 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، أَنَّ حَنَشَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، أَنَّهَا غَرْبَلَتْ دَقِيقًا فَصَنَعَتْهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَغِيفًا، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " قَالَتْ: طَعَامٌ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصْنَعَ مِنْهُ لَكَ رَغِيفًا. فَقَالَ: "رُدِّيهِ فِيهِ، ثُمَّ اعْجِنِيهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه بنحوه البخاري (5410) و (5413)، والترمذي (2521) من طرق عن أبي حازم، به. والرواية الأولى عند البخاري مختصرة. وهو في "مسند أحمد" (22814)، و"صحيح ابن حبان" (6347) و (6360). النَّقيّ: هو الدقيق الأبيض، وهو الذي نُخِلَ مرةً بعدَ مرةٍ حتى صار نظيفًا أبيض، ويقال له: الحُوارى أيضًا. ثزَّيناه: ليَّنّاه بالماء وعَجَنَّاه. (¬2) حديث حسن، يعقوب بن حميد فيه مقال وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (223) عن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، عن أبيه، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. عمر ثقة وأبوه صدوق.

45 - باب الرقاق

3337 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْجَمَاهِرِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَغِيفًا مُحَوَّرًا بِوَاحِدٍ مِنْ عَيْنَيْهِ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ (¬1). 45 - بَابُ الرُّقَاقِ (¬2) 3338 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحَّاسُ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: زَارَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْمَهُ يَعْنِي قَرْيَةً - أَظُنُّهُ قَالَ: يبُنَى - فَأَتَوْهُ بِرُقَاقٍ مِنْ رُقَاقِ الْأُوَلِ، فَبَكَى، وَقَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا بِعَيْنِهِ قَطُّ (¬3). 3339 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: ¬

_ (¬1) صحيح بلفظ "رغيفًا مرقَّقًا"، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن بشير. وأخرجه بنحوه البخاري (6450)، والترمذي (2520) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، به - وقال: رغيفا مرققًا. وهو كذلك في حديث همام بن يحيى عن قتادة، وسيأتي عند المصنف برقم (3339). المحوَّر: هو الذي نُخل مرة بعد مرة. والمرقَّق: هو الرغيف الواسع الرقيق. (¬2) هي الأرغفة الواسعة الرقيقة. قاله السندي. (¬3) إسناده ضعيف لضعف ابن عطاء: واسمه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني. وأخرجه أبو يحلى (6477) عن أبي همام، عن ضمرة بن ربيعة، بهذا الإسناد.

46 - باب الفالوذج

كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - قَالَ إِسْحَاقُ: وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، وَقَالَ الدَّارِمِيُّ: وَخِوَانُهُ مَوْضُوعٌ - فَقَالَ يَوْمًا: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا بِعَيْنِهِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَلَا شَاةً سَمِيطًا قَطُّ (¬1). 46 - بَابُ الْفَالُوذَجِ 3340 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ السُّلَمِيُّ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَا سَمِعْنَا بِالْفَالُوذَجِ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ تُفْتَحُ عَلَيْهِمْ الْأَرْضُ، فَيُفَاضُ عَلَيْهِمْ مِنْ الدُّنْيَا، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الْفَالُوذَجَ. فقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَمَا الْفَالُوذَجُ؟ " قَالَ: يَخْلِطُونَ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ جَمِيعًا. فَشَهِقَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِذَلِكَ شَهْقَةً (¬2). 47 - بَابُ الْخُبْزِ الْمُلَبَّقِ بِالسَّمْنِ 3341 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه برقم (3309). الخِوان: المائدة المعدَّة للطعام من خشب ونحوه. (¬2) موضوع، آفته عبد الوهَّاب بن الضحاك، فهو متروك وكذّبه أبو حاتم. وأخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه" ص 209 عن أحمد بن هشام، عن المسيب بن واضح، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. والمسيب بن واضح ضعيف وكان يخطى كثيرًا، وأغلب الظن أنه حمله عن عبد الوهَّاب بن الضحاك، فهما من بلد واحد وهو حمص. وأورده الحانظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 11/ 404 - 405 من طريق ابن جميع الصيداوي، وقال: حديث منكر.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ: "وَدِدْتُ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا خُبْزَةً بَيْضَاءَ مِنْ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ مُلَبَّقَةٍ بِسَمْنٍ نَأْكُلُهَا" قَالَ: فَسَمِعَ بِذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَاتَّخَذَهُ، فَجَاءَ بِهِ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ هَذَا السَّمْنُ؟ " قَالَ: فِي عُكَّةِ ضَبٍّ. قَالَ: فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ (¬1). 3342 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: صَنَعَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خُبْزَةً، وَضَعَتْ فِيهَا شَيْئًا مِنْ سَمْنٍ، ثُمَّ قَالَتْ: اذْهَبْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَادْعُهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أُمِّي تَدْعُوكَ. قَالَ: فَقَامَ وَقَالَ لِمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ النَّاسِ: "قُومُوا" قَالَ: فَسَبَقْتُهُمْ إِلَيْهَا فَأَخْبَرْتُهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "هَاتِي مَا صَنَعْتِ" فَقَالَتْ: إِنَّمَا صَنَعْتُهُ لَكَ وَحْدَكَ! قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أيوب الظاهر أنه أيوب بن خُوط كما قال الحافظ العراقي فيما نقله الحافظ ابن حجر في ترجمة أيوب هذا من "تهذيب التهذيب"، وهو متروك. وأخرجه أبو داود (3818) عن محمَّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، عن الفضل ابن موسى، بهذا الإسناد. قال أبو داود: هذا حديث منكر، وأيوب ليس هو السختياني. قوله: "برة سمراء"، أي: حنطة فيها سواد خفيّ. وقوله: "ملبَّقة بسمن" أي: مبلولة مخلوطة خلطًا شديدًا بسمن، والملبقة: اسم مفعول من التلبيق. والعُكة: وعاء من جلد أصغر من القربة تتخذ للسَّمن.

48 - باب خبز البر

"هَاتِيهِ" فَقَالَ: "يَا أَنَسُ، أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً" قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُدْخِلُ عَلَيْهِ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَكَانُوا ثَمَانِينَ (¬1). 48 - بَابُ خُبْزِ الْبُرِّ 3343 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا شَبِعَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ الْحِنْطَةِ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (¬2). 3344 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه ضعف، عثمان بن عبد الرحمن -وهو الجمحي- ليس بالقوي. وأخرج مسلم نحوه (2040) من طرق عن أنس بن مالك. وانظر "مسند أحمد" (13547). (¬2) حديث صحيح، يعقوب بن حميد بن كاسب وإن كان فيه مقال، قد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه مسلم (2976) (32) عن محمَّد بن عباد وابن أبي عمر، عن مروان ابن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2976) (33)، والترمذي (2515) من طريقين عن يزيد بن كيسان، به. وأخرجه البخاري (5374) من طريق محمَّد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حا زم، به. وهو في "مسند أحمد" (9611)، و"صحيح ابن حبان" (6346).

49 - باب خبز الشعير

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُنْذُ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى تُوُفِّيَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 49 - بَابُ خُبْزِ الشَّعِيرِ 3345 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذُّهلي، ومعاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخَعي، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (5416) و (6454)، ومسلم (2970) (20) و (21) من طريق إبراهيم النخعي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2970) (23) من طريق عابس بن ربيعة، و (24) من طريق عروة بن الزبير، كلاهما عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24151). وانظر الحديث الآتي برقم (3346). (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (3097) و (6451)، ومسلم (2973) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الترمذي (2639) من طريق أبي معاوية، عن هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24768) و"صحيح ابن حبان" (6415).

3346 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ حَتَّى قُبِضَ (¬1). 3347 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ الْعَشَاءَ، وَكَانَ عَامَّةَ خُبْزِهِمْ خُبْزُ الشَّعِيرِ (¬2). 3348 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصُّوفَ، وَاحْتَذَى الْمَخْصُوفَ. وَقَالَ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَشِعًا، وَلَبِسَ خَشِنًا خشنا. ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن ابن يزيد: هو النخعي، أخو الأسود الراوي عن عائشة. وأخرجه مسلم (2970) (22)، والترمذي (2514) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وزادا فيه: يومين متتابعين. وهو في "مسند أحمد" (24665). وانظر الحديث السالف برقم (3344). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (2517) عن عبد الله بن معاوية الجمحي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (2303). طاويًا، أي: خاليَ البطن جائعًا.

50 - باب الاقتصاد في الأكل وكراهية الشبع

فَقِيلَ لِلْحَسَنِ: مَا الْبَشِعُ؟ قَالَ: غَلِيظُ الشَّعِيرِ، مَا كَانَ يُسِيغُهُ إِلَّا بِجُرْعَةِ مَاءٍ (¬1). 50 - بَابُ الِاقْتِصَادِ فِي الْأَكْلِ وَكَرَاهيةِ الشِّبَعِ 3349 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا أَنَّهَا سَمِعَتْ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتْ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ، فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ، وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ، وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا لضعف بقية -وهو ابن الوليد- ونوح بن ذكوان وجهالة يوسف بن أبي كثير. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. وأخرجه ابن حبان في ترجمة نوح من "المجروحين" 3/ 47، وكذا ابن عدي في "الكامل" 7/ 2508، والحاكم في "مستدركه" 4/ 326 من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وذهل الحاكم فصحح إسناده فتعقبه الذهبي فقال: لم يصحَّ، نوح واهٍ ويوسف مجهَّل. وسيأتي مكررًا بنحوه برقم (3556). قوله: "واحتذى المخصوف"، أي: لبس النعل. (¬2) حديث صحيح بطرقه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أم محمَّد بن حرب وأمها، وهذا الطريق انفرد به ابن ماجه. وأخرجه الترمذي (2537)، والنسائي في "الكبرى" (6738) و (6739) من طرق عن يحيى بن جابر، عن المقدام بن معدي كرب. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النسائي (6737) من طريق صالح بن يحيى بن المقدام، عن جده المقدام. وصالح بن يحيى ليِّن. والحديث في "مسند أحمد" (17186)، و "صحيح ابن حبان" (674) و (5236).

3350 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو يَحْيَى عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تَجَشَّأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "كُفَّ جُشَاءَكَ عَنَّا، فَإِنَّ أَطْوَلَكُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَكْثَرُكُمْ شِبَعًا فِي دَارِ الدُّنْيَا" (¬1). 3351 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عبد العزيز بن عبد الله أبو يحيى منكر الحديث، ويحيى البكاء: واسمه يحيى بن مسلم أو ابن سليم، ضعيف. وأخرجه الترمذي (2646)، والطبراني في "الأوسط" (4109)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5646) عن عبد العزيز بن عبد الله القرشي، به. وسأل ابن أبي حاتم الرازي أباه عن حديث ابن عمر هذا كما في "العلل" له (1910) فقال: هذا حديث منكر. وفي الباب عن سلمان الفارسي، وهو الحديث التالي، وهو ضعيف. وعن أبي ججفة عند البزار (3669) و (3670)، والطبراني في "الكبير" 22/ (327) و (351)، وفي "الأوسط" (3746) و (8929)، والحاكم 4/ 121، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5642)، بأسانيد ضعيفة لا يخلو واحد منها من مقال، وقال أبو حاتم في حديث أبي جحيفة كما في "العلل" (1861): حديث باطل. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 31: رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمَّد، وهو ضعيف. وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11693)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 3/ 345 - 346، وسنده ضعيف.

51 - باب من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت

سَمِعْتُ سَلْمَانَ، وَأُكْرِهَ عَلَى طَعَامٍ يَأْكُلُهُ فَقَالَ: حَسْبِي، إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا، أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 51 - بَاب مِنْ الْإِسْرَافِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ 3352 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ" (¬2). 52 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِلْقَاءِ الطَّعَامِ 3353 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا وَسَّاجُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، سعيد بن محمَّد الثقفي متفق على ضعفه، وقال الدارقطني: متروك. وعطية بن عامر الجهني مجهول. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 360، والطبراني في "الكبير" (6087) و (6183)، والحاكم 3/ 604، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 198 - 199، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5645) من طريق سعيد بن محمَّد الوراق الثقفي، بهذا الإسناد. وسقط في بعض أسانيد هؤلاء عطية بن عامر الجهي، ولا يصح. (¬2) إسناده ضعيف جدًا لضعف بقية بن الوليد ونوح بن ذكوان وجهالة يوسف ابن أبي كثير. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2765)، وابن حبان في ترجمة نوح من "المجروحين" 3/ 47، وكذا ابن عدي في "الكامل" 7/ 2508، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 30 من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد.

53 - باب التعوذ من الجوع

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْبَيْتَ فَرَأَى كِسْرَةً مُلْقَاةً، فَأَخَذَهَا فَمَسَحَهَا ثُمَّ أَكَلَهَا، وَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَكْرِمِي كَرِيمك (¬1)، فَإِنَّهَا مَا نَفَرَتْ عَنْ قَوْمٍ قَطُّ فَعَادَتْ إِلَيْهِمْ" (¬2). 53 - بَابُ التَّعَوُّذِ مِنْ الْجُوعِ 3354 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوع: أكرمي كريمًا. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، الوليد بن محمَّد الموقري ضعيف جدًا متروك. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7889)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4557) من طريق الوليد بن محمَّد الموقَّري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6451) عن محمَّد بن عبد الله بن عرس، عن يحيى بن سليمان بن نضلة، عن عبد الله بن مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة، عن عروة، به. محمَّد بن عبد الله بن عرس شيخ الطبراني لم نقف له على ترجمة، وشيخه يحيى بن سليمان بن نضلة ذكره ابن حبان في "ثقاته" وقال: يخطئ ويهم، وقال ابن خراش: لا يسوى فلسًا. وحسن الرأي فيه ابن صاعد. وأخرجه ابن عدي في ترجمة خالد بن إسماعيل المخزومي من "الكامل" 3/ 912 من طريقه هشام بن عروة، عن عروة، به. وخالد هذا كان يضعُ الحديث على ثقات المسلمين. (¬3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سُليم- وجهالة شيخه كعب: وهو أبو عامر المدني. هريم: هو ابن سفيان البجلي. =

54 - باب ترك العشاء

54 - بَابُ تَرْكِ الْعَشَاءِ 3355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهُ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَدَعُوا الْعَشَاءَ وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ تَمْرٍ، فَإِنَّ تَرْكَهُ يُهْرِمُ" (¬1). 55 - بَابُ الضِّيَافَةِ 3356 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْخَيْرُ أَسْرَعُ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يُغْشَى مِنْ الشَّفْرَةِ إِلَى سَنَامِ الْبَعِيرِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1547)، والنسائي 8/ 263 من طريق محمَّد بن عجلان، عن المقبُري، عن أبي هريرة. وهذا سند جيد. وهو في "صحيح ابن حبان" (1029) من طريق ابن عجلان. قال السندي: قوله: "بئس الضجيع" ضجيعك من ينام في فراشك، أي: بئس الصاحبُ الجوع الذي يمنعه من وظائف العبادات، ويشوش الدماغ، ويثير الأفكار الفاسدة والخيالات الباطلة. والبطانة: ضدُّ الظَّهارة، وأصلها في الثوب، فاتسع بما يَستبطِن من أمره. (¬1) خبر باطل، إبراهيم بن عبد السلام متروك واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث، وعبد الله بن ميمون: هو القَدّاح فيما قاله الحافظ ابن حجر، وهو واهي الحديث. وفي الباب عن أنس بن مالك عند الترمذي (1962)، وسنده ضعيف جدًا، وقال الترمذي: حديث منكر. (¬2) إسناده ضعيف لضعف جُبارة وكثير. =

3357 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ نَهْشَلٍ (¬1)، عَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْخَيْرُ أَسْرَعُ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي يُؤْكَلُ فِيهِ مِنْ الشَّفْرَةِ إِلَى سَنَامِ الْبَعِيرِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3174)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9624) من طريق بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن كثير بن سليم، به. وبكر بن سهل وعبد الله بن صالح ضعيفان أيضًا. وأخرج البيهقي بعده (9625) شاهدًا له من طريق أبي إسحاق الطالقاني، عن حماد بن مرسى، عن شيخ يقال له: أبو سعيد، سمعت أبي يحدّث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فذكره. وهذا إسناد ضعيف، حماد فمن فوقه مجاهيل. وحديث جابر الذي أشار إليه البيهقي وضعف إسناده أخرجه الرافعي في "أخبار قزوين" 4/ 120، وإسناده ضعيف كما قال البيهقي لضعف صالح بن أبي الأخضر وجهالة بعض رواته. (¬1) هكذا وقع في أصل كتاب ابن ماجه "المحاربي حدثنا عبد الرحمن بن نهشل عن الضحاك" فيما قاله المزي في "التحفة" (5691)، وقال في "تهذيب الكمال" 17/ 464: هكذا وقع عنده في جميع الروايات عنه (أي: عن ابن ماجه) وهو وهمٌ فاحش وتخليط قبيح، والصواب: عن المحاربي عبد الرحمن، عن نهشل، ولا نعلم في رواة الحديث من اسمه عبد الرحمن بن نهشل، لا في هذه الطبقة ولا في غيرها، وأما نهشل بن سعيد عن الضحاك فهو معروف مشهور، والله أعلم. قلنا: وقد ذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة عبد الرحمن بن نهشل من "تهذيبه" أنه قد وقع في كثير من النسخ من ابن ماجه على الصواب! (¬2) إسناده واهٍ، نهشل بن سعيد -كما صوَّبه الحافظان المزي وابن حجر- متروك وكذبه الطيالسي وإسحاق بن راهويه، وجبارة بن المغلس ضعيف، لكن جبارة توبع، فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (12638) من طريق ابن الأصبهاني -وهو محمَّد بن سعيد بن سليمان، وهو ثقة- عن عبد الرحمن المحاربي، عن عبد السلام =

56 - باب إذا رأى الضيف منكرا رجع

3358 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ السُّنَّةِ أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ مَعَ ضَيْفِهِ إِلَى بَابِ الدَّارِ" (¬1). 56 - بَاب إِذَا رَأَى الضَّيْفُ مُنْكَرًا رَجَعَ 3359 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: صَنَعْتُ طَعَامًا، فَدَعَوْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَ فَرَأَى فِي الْبَيْتِ تَصَاوِيرَ، فَرَجَعَ (¬2). 3360 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ¬

_ = ابن نهشل حدثني رجل يكنى أبا عبد الله عن الضحاك بن مزاحم، به. كذا قال: "عبد السلام بن نهشل عن رجل يكنى أبا عبد الله" ولم نقف لعبد السلام بن نهشل هذا على ترجمة، ولعل المحاربي كان يخطئ في اسمه وأن الصواب عن نهشل، كما ذكر الحافظان المزي وابن حجر، والله تعالى أعلم. (¬1) موضوع، آفته علي بن عروة، فقد اتُّهم بوضع الحديث. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن عدي في ترجمة علي بن عروة من "الكامل" 5/ 1851، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1149) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء. وأخرجه النسائي 8/ 213 عن مسعود بن جويرية، عن وكيع، بهذا الإسناد.

57 - باب الجمع بين السمن واللحم

حَدَّثَنَا سَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رَجُلًا ضَافَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: لَوْ دَعَوْنَا النَّبِيَّ فَأَكَلَ مَعَنَا. فَدَعَوْهُ فَجَاءَ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ، فَرَأَى قِرَامًا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَرَجَعَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِعَلِيٍّ: الْحَقْ فَقُلْ لَهُ: مَا رَجَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "إِنَّهُ لَيْسَ لِي أَنْ أَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا" (¬1). 57 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ السَّمْنِ وَاللَّحْمِ 3361 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَرْحَبِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَعْفُورِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَهُوَ عَلَى مَائِدَتِهِ، فَأَوْسَعَ لَهُ عَنْ صَدْرِ الْمَجْلِسِ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ فَلَقِمَ لُقْمَةً، ثُمَّ ثَنَّى بِأُخْرَى، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ طَعْمَ دَسَمٍ مَا هُوَ بِدَسَمِ اللَّحْمِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي خَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ أَطْلُبُ السَّمِينَ لِأَشْتَرِيَهُ فَوَجَدْتُهُ غَالِيًا، فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ مِنْ الْمَهْزُولِ، وَحَمَلْتُ عَلَيْهِ بِدِرْهَمٍ سَمْنًا، فَأَرَدْتُ أَنْ يَتَرَدَّدَ عِيَالِي عَظْمًا عَظْمًا. ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (3755) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21922)، و"صحيح ابن حبان" (6354). قوله: "ضاف علي بن أبي طالب" أي: نزل على عليَّ ضيفًا. قِرامًا، بكسر القاف: الستر الرقيق. مزوقًا: مزيَّنًا.

58 - باب من طبخ فليكثر ماءه

فَقَالَ عُمَرُ: مَا اجْتَمَعَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَطُّ إِلَّا أَكَلَ أَحَدَهُمَا وَتَصَدَّقَ بِالْآخَرِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: خُذْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَنْ يَجْتَمِعَا عِنْدِي إِلَّا فَعَلْتُ ذَلِكَ. قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ (¬1). 58 - بَابُ مَنْ طَبَخَ فَلْيُكْثِرْ مَاءَهُ 3362 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا عَمِلْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَاغْتَرِفْ لِجِيرَانِكَ مِنْهَا" (¬2). 59 - بَابُ أَكْلِ الثُّومِ وَالْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ 3363 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف يونس بن أبي يعفور سيئ الحفظ، كثير الخطأ. قال السندي: قوله "خُذ" أي: كُل هذه المرة، وفيما بعدُ لا نجمع بينهما، بل نتصدق بأحدهما. (¬2) حديث صحيح، أبو عامر الخزاز -واسمه صالح بن رستم- وإن كان فيه كلام متابع، وباقي رجاله ثقات. أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب. وأخرجه مسلم (2625) (142) و (143)، والترمذي (1938)، والنسائي في "الكبرى" (6656) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، عن أبي عمران الجوني، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21326)، و"صحيح ابن حبان" (523).

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ، لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ: هَذَا الثُّومُ وَهَذَا الْبَصَلُ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرَّجُلَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوجَدُ رِيحُهُ مِنْهُ، فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ حَتَّى يُخْرَجَ بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنْ كَانَ آكِلَهُمَا لَا بُدَّ، فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا (¬1). 3364 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ أَيُّوبَ، قَالَتْ: صَنَعْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَعَامًا فِيهِ مِنْ بَعْضِ الْبُقُولِ، فَلَمْ يَأْكُلْ، وَقَالَ: "إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي" (¬2). 3365 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا أَبُو شُرَيْحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نِمْرَانَ الْحَجْرِيِّ (¬3)، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو مكرر (1014). (¬2) إسناده حسن. وأخرجه الترمذي (1913) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27442)، و"صحيح ابن حبان" (2093). وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري عند مسلم (2053). قال السندي: قوله "فيه من بعض البقول" أي: كالبصل ونحوه. "صاحبي" أي: جبريل. (¬3) قال الحافظ المزي في "التهذيب": هكذا وقع عند ابن ماجه في جميع الروايات عنه، وهو وهم منه، إنما هو: عبد الله بن نمران. ذكره أبو سعيد بن يونس في "تاريخ مصر" وروى له الحديث الذي روى له ابن ماجه، وقال: لم يُروَ عن الله بن نمران غيرُ هذا الحديث.

عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ نَفَرًا أَتَوْا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَجَدَ مِنْهُمْ رِيحِ الْكُرَّاثِ، فَقَالَ: "أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَكْلِ هَذِهِ الشَّجَرَةِ! إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسَانُ" (¬1). 3366 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يُحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ دُخَيْنٍ الْحَجْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "لَا تَأْكُلُوا الْبَصَلَ" ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً خَفِيَّةً: "النِّيءَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن- أو عبد الله- بن نمران، لكنه متابع. أبو شريح: هو عبد الرحمن بن شريح المعافري، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه بنحوه مسلم (564) (72) من طريق هشام الدستوائي، والنسائي في "الكبرى" (6653) من طريق ابن جريج، كللاهما عن أبي الزبير، به. وأخرجه مسلم (564) (74)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 43، وفي "الكبرى" (6651) و (6652) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (15014)، و"صحيح ابن حبان" (1646). وانظر حديث جابر عند البخاري برقم (854) بغير هذه السياقة. الكُراث: بقل خبيث الرائحة من فصيلة الزنبقيات شبيه بالثوم. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عثمان بن نعيم والمغيرة بن نهيك. وأخرجه المزي في ترجمة المغيرة من "تهذيب الكمال" 28/ 407 - 408 من طريق ابن المقرئ، عن محمَّد بن الحسن بن قتيبة، عن حرملة بن يحيى، بهذا الإسناد. ويغني عنه حديث عمر السالف برقم (3363). وحديث قرة بن إياس عند أبي داود (3827).

60 - باب أكل الجبن والسمن

60 - بَابُ أَكْلِ الْجُبْنِ وَالسَّمْنِ 3367 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ السَّمْنِ وَالْجُبْنِ وَالْفِرَاءِ، قَالَ: "الْحَلَالُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ" (¬1). ¬

_ (¬1) حسن بمجموع طرقه وشواهده إن شاء الله، وهذا إسناد ضعيف لضعف سيف بن هارون. وأخرجه الترمذي (1823) عن إسماعيل بن موسى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه موقوفًا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قوله، وكأن الحديث الموقوف أصحُّ. ونقل في كتابه "العلل" عن البخاري أنه قال: ما أُراه محفوظا. وأشار إلى رواية سفيان. قلنا: ورواية سفيان هذه -وهو ابن عيينة- أخرجها البيهقي 10/ 12 من طريق الحميدي عن سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه أُراه رفعه قال: إن الله عز وجل أحل حلالًا، وحرَّم حرامًا، فما أحلَّ فهو حلال، وما حرَّم فهو حرَّام، وما سكت عنه فهو عَفو. ورجاله ثقات، وقد تردَّد الراوي في رفعه ووقفه. وبنحو رواية سيف بن هارون رواه إبراهيم بن طهمان، عن يونس بن خباب، عن أبي عبيد الله عن سلمان مرفوعًا. أخرجه البيهقي 9/ 320، وأبو عبيد الله هذا: هو مولى ابن عباس، لم يرو عنه غير يونس بن خباب وذكره ابن حبان في "ثقاته"، ويونس بن خباب فيه ضعف. وله شاهد من حديث رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء عند البزار (123 - كشف الأستار)، والحاكم 2/ 375، والبيهقي 10/ 12، قال البزار: إسناده صالح، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 171: إسناده حسن. قلنا: هو كذلك لولا انقطاعه، فإن رواية رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء مرسَلة. =

61 - باب أكل الثمار

61 - بَابُ أَكْلِ الثِّمَارِ 3368 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنَبٌ مِنْ الطَّائِفِ، فَدَعَانِي فَقَالَ: "خُذْ هَذَا الْعُنْقُودَ فَأَبْلِغْهُ أُمَّكَ" فَأَكَلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُبْلِغَهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ لَيَالٍ قَالَ لِي: "مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟ هَلْ أَبْلَغْتَهُ أُمَّكَ؟ " قُلْتُ: لَا. قال: فَسَمَّانِي غُدَرَ (¬1). ¬

_ = وآخر بمعناه من حديث مكحول عن أبي ثعلبة الخُشني عند الدارقطني (4396)، والطبراني في "الكبير" 22/ (589)، والحاكم 4/ 115، والبيهقي 10/ 12 - 13، وصححه الحاكم وحسنه النووي وأبو بكر به السمعاني في "أماليه"، وأعلَّه الحافظ ابن رجب في شرح الحديث الثلاثين في "جامع العلوم والحكم" بالانقطاع بين مكحول وأبي ثعلبة، وبأنه اختلف في رفعه ووقفه، لكن قال الدارقطني في "العلل" 6/ 324: الأشبه بالصواب المرفوعُ، وهو أشهر. (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن به عِرق، فقد تفرَّد بالرواية عنه ابنه محمَّد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وذهل البوصيري في "مصباح الزجاجة" فصحح الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1899) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الشاميين" (1487) من طريق عطية بن قيس الكَلاعي، عن النعمان بن بشير. وسنده ضعيف جدًا. وروي عن عبد الله بن بسر بسند حسن أنه قال: بعثتني أمي إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بقطف من عنب فأكلتُه، فقالت أمي لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: هل أتاك عبد الله بقي؟ قال: "لا" فجعل رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا رآني قال: "غُدَر، غُدَر". أخرجه ابن عدي في "الكامل" في ترجمة الحكم بن الوليد الوحاظي، والضياه في "الأحاديث المختارة" (45 - 46).

62 - باب النهي عن الأكل منبطحا

3369 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنَا نُقَيْبُ بْنُ حَاجِبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الزُّبَيْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِيَدِهِ سَفَرْجَلَةٌ، فَقَالَ: "دُونَكَهَا يَا طَلْحَةُ، فَإِنَّهَا تُجِمُّ الْفُؤَادَ" (¬1). 62 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْأَكْلِ مُنْبَطِحًا 3370 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنْبَطِحٌ عَلَى وَجْهِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، إسماعيل بن محمَّد الطَّلحي ليس بذاك القوي، ومن فوقه مجاهيل: نقيب وأبو سعيد وعبد الملك. وأخرجه البزار في "مسنده" (949)، والشاشي في "مسنده" (11)، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 65، والحاكم 3/ 370 - 371 و 4/ 411 من طريق عبد الرحمن ابن حماد، عن طلحة بن يحيى، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. وهذا سند ضعيف جدًا، عبد الرحمن بن حماد منكر الحديث واتهمه ابن حبان بالوضع. وسئل أبو زرعة الرازي عن حديثه هذا كما في "العلل" لابن أبي حاتم (5939) فقال: هذا حديث منكر. قوله: "تُجم الفؤاد" أي: تُرِيحه. (¬2) إسناده ضعيف، جعفر بن برقان -وإن كان ثقة- يهم في حديث الزهري، وقد أعلَّ أبو داود الحديث بعدم سماع جعفر له من الزهري، وقال: هو منكر. وأخرجه أبو داود (3774) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد. ثم أخرجه (3775) من طريق زيد بن أبي الزرقاء قال: حدثنا جعفر أنه بَلَغَه عن الزهري، بهذا الحديث. وله شاهد من حديث علي عند الحاكم 4/ 119 وصحح إسناده، فتعقبه الحافظ الذهبي فوهَّى أحد رواته.

أبواب الأشربة

أَبْوَابُ الْأَشْرِبَةِ 1 - بَاب الْخَمْرُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ 3371 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ (ح) وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ: جَمِيعًا عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَشْرَبْ الْخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ" (¬1). 3372 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُنِيرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ نُسَيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "إِيَّاكَ وَالْخَمْرَ، فَإِنَّ خَطِيئَتَهَا تَفْرَعُ الْخَطَايَا، كَمَا أَنَّ شَجَرَتَهَا تَفْرَعُ الشَّجَرَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وأخرجه بنحو الرواية الآتية برقم (4034): البخاري في "الأدب المفرد" (18)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (911)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1524)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5589) من طريق راشد الحماني، بهذا الإسناد. ويشهد لرواية المصنف هنا حديث ابن عباس عند الحاكم 4/ 145، وعنه البيهقي في "الشعب" (5588). وسنده حسن، وصححه الحاكم. (¬2) إسناده ضعيف لضعف منير بن الزبير: وهو الشامي أبو ذر الأردنَّي، وضعفه البوصيري في "مصباح الزجاجة". =

2 - باب من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة

2 - بَاب مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ 3373 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ" (¬1). 3374 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ" (¬2). 3 - بَابُ مُدْمِنِ الْخَمْرِ 3375 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = قال السندي: قوله: "تَفرَع الخطايا" من فَرَعَ العلماهَ الرجلُ: إذا طالهم، أي: تعلو الخطايا وتُعليها، فإن من ارتكب هذه الخطيئة لا يبالي بغيرها. "تفرع الشجر" فإن شجرة العنب تزيد على الأشجار طولًا. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5575)، ومسلم (2003)، وأبو داود (3679)، والترمذي (1969)، والنسائي 8/ 317 - 318 من طريق نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4729)، و"صحيح ابن حبان" (5366). (¬2) صحيح بسابقه، وهذا إسناد حسن. وأخرجه بأطول مما هنا النسائي في "الكبرى" (6840) عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ" (¬1). 3376 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ ابْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، محمَّد بن سليمان ابن الأصبهاني مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب ويُخطئ في حديثه. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 129، وابن عدي في ترجمة محمَّد بن سليمان من "الكامل" 6/ 2234، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1117) من طريق محمَّد بن سليمان ابن الأصبهاني، بهذا الإسناد. وقال البخاري وابن الجوزي: لا يصحُّ. وفي الباب عن ابن عباس عند أحمد في "المسند" (2453). وسنده ضعيف. (¬2) إسناده حسن، وحسَّنه أيضا البزار والبوصيري. أبو إدريس: هو عائذ الله ابن عبد الله الخولاني. وأخرجه أحمد في "المسند" (27484)، وابن أبي عاصم في "السنة" (321)، والبزار (2182 - كشف الأستار)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2212)، والمزي في ترجمة سليمان بن عتبة من "التهذيب" 12/ 40 من طريق سليمان بن عتبة، بهذا الأسناد. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة بأسانيد فيها ضعف، انظر تخريجها عند حديث ابن عمر في "مسند أحمد" برقم (6180). قال المناوي في "فيض القدير": "لا يدخل الجنة" أي: مع الداخلين في الوعد الأول من غير عذاب ولا بأسٍ، أو لا يدخلها حتى يعاقَبَ بما اجترحه، وكذا يقال فيما بعده، قال التُّورِبِشتي: هذا هو السبيل في تأويل أمثال هذه الأحاديث لتوافِقَ أصولَ الدين، وقد هلك في التمسك بظواهر أمثال هذه النصوص الجمُّ الغفير من المبتدعة، ومَن عرف وجوهَ القول وأساليب البيان من كلام العرب هانَ عليه التخلُّصُ بعون الله من تلك الشُّبَه.

4 - باب من شرب الخمر لم تقبل له صلاة

4 - بَاب مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ 3377 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْه، وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: "عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ" (¬1). 5 - بَابُ مَا يَكُونُ مِنْهُ الْخَمْرُ 3378 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن الديلمي: هو عبد الله بن فيروز. وأخرجه مختصرًا النسائي 8/ 317 من طريق الأوزاعي، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا جدًا النسائي أيضًا 8/ 314 من طريق عروة بن رُوَيم، عن ابن الديلمي، به. وهو في "مسند أحمد" (6644)، و"صحيح ابن حبان" (5357). رَذغة الخَبَال: جاء تفسيرها في الحديث نفسه أنها عُصارةُ أهل النار، والرَّدْغة لغة: طين ووحل كثير، والخَبَال في الأصل: الفساد، ويكون في الأفعال والأبدان والعقول.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ" (¬1). 3379 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ كَثِيرٍ الْهَمْدَانِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ السَّرِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَهُ، أَنَّ الشَّعْبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وَمِنْ الشَّعِيرِ خَمْرًا، وَمِنْ الزَّبِيبِ خَمْرًا، وَمِنْ التَّمْرِ خَمْرًا، وَمِنْ الْعَسَلِ خَمْرًا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يزيد بن عبد الله وعكرمة بن عمار قد توبعا. وأخرجه مسلم (1985)، وأبو داود (3678)، والترمذي (1983)، والنسائي 8/ 294 من طرق عن أبي كثير السحيمي، به. وهو في "مسند أحمد" (7753) و (10806)، و"صحيح ابن حبان" (5344). قال السندي: قوله "الخمر من هاتين" لا على وجه القصر عليهما، بل على معنى أنه منهما ولا يقتصر على العنب، وقيل: المقصود بيان ذلك لأهل المدينة ولم يكن عندهم مشروب إلا من هذين النوعين، وقيل: إنه معظم ما يتخذ من الخمر أو أسيد ما يكون في معنى المخامرة والإسكار إنما هو من هاتين الشجرتين، فلا ينافي هذا الحديث ما سيجيء. (¬2) إسناده ضعيف، السري بن إسماعيل متروك الحديث. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (18407)، وتابعه عن الشعبي عن النعمان بن بشير: إبراهيم بن مهاجر -وهو لين الحفظ- عند أبي داود (3676)، والترمذي (1980) و (1981)، والنسائي في "الكبرى" (6756)، وأبو حريز عبد الله ابن حسين -وهو ضعيف- عند أبي داود (3677)، وغيرهما من الضعفاء كما هو مبين في التعليق على الحديث (18350) من "مسند أحمد". =

6 - باب لعنت الخمر على عشرة أوجه

6 - بَاب لُعِنَتْ الْخَمْرُ عَلَى عَشَرَةِ أَوْجُهٍ 3380 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْغَافِقِيِّ، وَأَبِي طُعْمَةَ مَوْلَاهُمْ أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لُعِنَتْ الْخَمْرُ (¬1): بِعَيْنِهَا، وَعَاصِرِهَا، وَمُعْتَصِرِهَا، وَبَائِعِهَا، وَمُبْتَاعِهَا، وَحَامِلِهَا، وَالْمَحْمُولَةِ إِلَيْهِ، وَآكِلِ ثَمَنِهَا، وَشَارِبِهَا، وَسَاقِيهَا" (¬2). 3381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ شَبِيبٍ ¬

_ = وخالفهم أبو حيان يحيى بن سعيد التيمي وعبد الله بن أبي السفر -وهما ثقتان- فروياه عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب موقوفًا عليه من قوله، أخرجه من طريق يحيى بن سعيد البخاري (5581)، ومسلم (3032)، والترمذي (1982)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 295، وأخرجه من طريق عبد الله بن أبي السفر البخاري (5589). قال الترمذي: وهذا أصحُّ. يعني من حديث الشعبي عن النعمان بن يشير. قال البغوي في "شرح السنة" 11/ 352: وتخصيص هذه الأشياء بالذكر ليس لِما أن الخمر لا تكونُ إلا من هذه الخمسة، بل كل ما كان في معناها مِن ذرة، وسُلت، وعُصارة شجر، فحكمه حكمها، وتخصيصها بالذكر، لكونها معهودة في ذلك الزمان. (¬1) زاد في المطبوع: على عشرة أوجه. (¬2) حديث صحيح بطرقه وشواهده كما هو مبنن في التعليق على "مسند أحمد" (4787)، وهذا إسناد حسن. وأخرجه أبو داود (3674) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث ابن عباس عند أحمد (2897) وغيره، وسنده حسن. العاصر: مَن عصرها مطلقًا، والمعتصِر: مَن عصرها لنفسه. قاله السندي.

7 - باب التجارة في الخمر

سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - أَوْ حَدَّثَنا أَنَسٌ - قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْخَمْرِ عَشَرَةً: عَاصِرَهَا (¬1)، وَالْمَعْصُورَةَ لَهُ، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ لَهُ، وَبَائِعَهَا، وَالْمَبْتاعَةَ لَهُ، وَسَاقِيَهَا، وَالْمُسْتَقَاةَ لَهُ. حَتَّى عَدَّ عَشَرَةً مِنْ هَذَا الضَّرْبِ (¬2). 7 - بَابُ التِّجَارَةِ فِي الْخَمْرِ 3382 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ (¬3). ¬

_ (¬1) زاد في المطبوع: ومعتصرها. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وشبيب: هو ابن بشر. وأخرجه الترمذي (1341) عن عبد الله بن منير، والطبراني في "الأوسط" (1355) من طريق محمَّد بن معمر القيسي، كلاهما عن أبي عاصم، بهذا الإسناد. مع خلاف يسير في ألفاظه، ولم يذكر الرواة الثلاثة عن أبي عاصم في الحديث العاشر الملعون في الخمر، وهو الخمر نفسها كما في حديث ابن عمر السابق، وأحسن سياقة لحديث أنس هذا هي رواية محمَّد بن معمر عند الطبراني، فهي موافقه لألفاظ حديث أنس. (¬3) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، ومسلم: هو ابن صَبِيح أبو الضحى. وأخرجه البخاري (459)، ومسلم (1580)، وأبو داود (3490) و (3491)، والنسائي 7/ 308 من طريق أبي الضحى، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24193)، و"صحيح ابن حبان" (4943). =

8 - باب الخمر يسمونها بغير اسمها

3383 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُوسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ سَمُرَةَ بَاعَ خَمْرًا، فَقَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ سَمُرَةَ، أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ، فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا" (¬1). 8 - بَابُ الْخَمْرِ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا 3384 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى تَشْرَبَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا" (¬2). ¬

_ = قال الحافظ ابنُ حجر في "الفتح" 1/ 554: قال القاضي عياض: كان تحريم الخمر قبل نزول آية الربا بمدة طويلة، فيحتمل أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخبر بتحريمها مرةً بعد أُخرى تأكيدًا. ثم قال الحافظ: ويحتمل أن يكون تحريمُ التجارة فيها تأخر عن وقت تحريم عينها، والله أعلم. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2223)، ومسلم (1582)، والنسائي 7/ 177 من طريق عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (171)، و "صحيح ابن حبان" (6253). قال السندي: قوله: "باع خمرًا" الظاهر أنه باعها لعدم علمه بالحديث، وقول عمر: قاتل الله سمرةَ، ليس المراد به اللعن، وإنما المراد به إظهار الغضب للتنبيه على أنه جهل في غير محلِّه، واللائق بحال العاقل أن لا يجهل مثله، وإن يجهل فلا يُباشر مثل هذا العمل إلا بعد التفتيش عن حقيقته. وقوله: "فجملوها" أي: أذابوها. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد السلام بن عبد القدوس. =

3385 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبيْدُ اللَّهِ (¬1)، حَدَّثَنَا سَعْدُ ابْنُ أَوْسٍ الْعَبْسِيُّ، عَنْ بِلَالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ السِّمْطِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا إِيَّاهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7474)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 97 من طريق العباس بن الوليد، بهذا الإسناد. ويشهد له ما بعده. (¬1) تحرف في (ذ) و (س) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: عَبد الله، مكبرًا، والصواب: عبد الله، مصغرًا كما في (م)، وهو عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي الكوفي. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه ضعف، ثابت بن السمط تفرد بالرواية عنه عبدُ الله بن محيريز، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابنِ حبان. وأخرجه أحمد في "المسند" (22709)، وابن أبي شيبة 8/ 108، والبزار (2689)، والشاشي (1308) من طريق سعد بن أوس، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (18073)، والنسائي 8/ 312 من طريق شعبة، عن أبي بكر ابن حفص، عن ابن محيريز، عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهذا أصح. وروي عن أبي إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن حفص عن ابن محيريز عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. أخرجه عبد الرزاق (17055)، وابن أبي شيبة 8/ 112. ويشهد له حديث أبي أمامة السابق. وحديث أبي مالك الأشعري، وسيأتي عند المصنف برقم (4020)، وسنده ضعيف. وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11228)، قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 57: رجاله ثقات. =

9 - باب كل مسكر حرام

9 - بَاب كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ 3386 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ" (¬1). 3387 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، قال: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬2). ¬

_ = وحديث عائشة عند الحاكم 4/ 147، والبيهقي 8/ 294 - 295، وصححه الحاكم، وفي سنده محمَّد بن عبد الله بن مسلم، قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": هو مجهول، وإن كان ابنَ أخي الزهري فالسند منقطع. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (242)، ومسلم (2001)، وأبو داود (3682)، والترمذي (1971)، والنسائي 8/ 297 و 298 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3687)، والترمذي (1974) من طريق القاسم بن محمَّد، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24082)، و"صحيح ابن حبان" (5397). (¬2) حديث صحيح، وهشام بن عمار متابع. وأخرجه النسائي 8/ 324 من طريق مقاتل بن حيان، عن سالم بن عبد الله، به. وأخرجه مسلم (2003)، وأبو داود (3679)، والنسائي 8/ 324 من طريق نافع، والترمذي (1972)، والنسائي 8/ 297 و325 من طريق أبي سلمة، كلاهما عن ابن عمر. وفيه عند بعضهم زيادات. وسيأتي من طريق أبي سلمة عند المصنف برقم (3390). وهو في "مسند أحمد" (5648)، و"صحيح ابن حبان" (5369).

3388 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬1). قَالَ أبو عبد الله بْنُ مَاجَهْ: هَذَا حَدِيثُ الْمِصْرِيِّينَ. 3389 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ" (¬2). وَهَذَا حَدِيثُ الرَّقِّيِّينَ. 3390 - [حَدَّثَنَا سَهْلٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. أيوب بن هانئ لم يرو عنه غير ابن جريج، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به، وضعفه ابن معين، وقال ابن عدي: لا أعرفه. وحسَّن إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة". وأخرجه بأطول مما هنا أبو يعلى (5079)، وابن حبان (5409)، والطبراني (10304)، والبيهقي 8/ 311 من طريق عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3406). (¬2) صحيح لغيره دون قوله: "على كل مؤمن" فهي زيادة شاذة تفرد بها سليمان ابن عبد الله بن الزبرقان، وسليمان هذا لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وأخرجه أبو يعلى (7355)، وابن حبان (5374)، والطبراني في "الكبير" 19/ (909) من طريق خالد بن حيان، بهذا الإسناد.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ" (¬1)] (¬2). 3391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو صدوق حسن الحديث. سهل: هو ابن أبي سهل زنجلة. وأخرجه بنحوه الترمذي (1972)، والنسائي 8/ 324 - 325 من طريق محمَّد ابن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الترمذي "كل مسكر خمر". وأخرجه مسلم (2003)، وأبو داود (3679)، والنسائي 8/ 324 من طريق نافع، عن ابن عمر. ورواية النسائي موقوفة على ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4863) .. وسلف برقم (3387) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، ولم يقل فيه: "كل مسكر خمر". (¬2) هذا الحديث من المطبوع، وليس في (س) و (م) ولم يذكره الحافظ المزي في "التحفة" (8584) ولم يستدركه عليه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف". وكان في (ذ) ثم أشار إلى حذفه من النسخة بوضع إشارة الحذف (لا- إلى). (¬3) إسناده صحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطالسي، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. وأخرجه البخاري (4343)، ومسلم بإثر الحديث (2001) / (70)، وأبو داود (3684)، والنسائي 8/ 298 و 298 - 299 و300 من طريق أبي بردة، به. وأخرجه بنحوه النسائي 8/ 299 - 300 من طريق أبي بكر بن موسى، عن أبيه أبي موسى الأشعري. وهو في "مسند أحمد" (19673)، و"صحيح ابن حبان" (5377).

10 - باب ما أسكر كثيره فقليله حرام

10 - بَاب مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ 3392 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬1). 3393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف لضعف زكريا بن منظور، وأبو حازم -وهو سلمة بن دينار- لم يسمع من ابن عمر. وأخرجه أحمد في "المسند" (5648) من طريق أبي معشر، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه. وهذا سند ضعيف لضعف أبي معشر: واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي. وانظر تفصيل تخريجه هناك. وللحديث طرق وشواهد تقويه. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، داود بن بكر صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (3681)، والترمذي (1973) من طريق داود بن بكر، بهذا الإسناد. وحسنه الترمذي. وهو في "مسند أحمد" (14703)، و"صحيح ابن حبان" (5382). وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، وانظر التعليق على الحديث السابق في "مسند أحمد" (5648)، والحديث التالي فيه برقم (6558).

11 - باب النهي عن الخليطين

3394 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (¬1). 11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْخَلِيطَيْنِ 3395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُنْبَذَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا، وَنَهَى أَنْ يُنْبَذَ الْبُسْرُ وَالرُّطَبُ جَمِيعًا. قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: وحَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، - مِثْلَهُ (¬2). 3396 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عن أبي كثير ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وأخرجه النسائي 8/ 300 من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6558) و (6674). (¬2) إسناداه صحيحان. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه مسلم (1986) (19)، والنسائي 8/ 289 من طريق الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (15177) من طريق سفيان الثوري عن أبي الزبير. وأخرجه البخاري (5601)، ومسلم (1986)، وأبو داود (3703)، والترمذي (1984)، والنسائي 8/ 290 من طريق عطاء بن أبي رباح، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14134)، و"صحيح ابن حبان" (5379). وسبب النهي عن الجمع بين النوعين في الانتباذ، مسارعةُ الاسكار إلى الشراب.

12 - باب صفة النبيذ وشربه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَنْبِذُوا التَّمْرَ وَالْبُسْرَ جَمِيعًا، وَانْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ" (¬1). 3397 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ الرُّطَبِ وَالزَّهْوِ، وَلَا بَيْنَ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَانْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ" (¬2). 12 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيذِ وَشُرْبِهِ 3398 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، حَدَّثَتْنَا بُنَانَةُ بِنْتُ يَزِيدَ الْعَبْشَمِيَّةُ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. أبو كثير: هو السُحيمي اليمامي. وأخرجه مسلم (1989)، والنسائي 8/ 293 من طريق عكرمة بن عمار، به. وهو في "مسند أحمد" (9750)، و"صحيح ابن حبان" (5381). قوله: "على حِدَته" أي: على انفراد. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه البخاري (5602)، ومسلم (1988)، وأبو داود (3704)، والنسائي 8/ 289 و291 و 292 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه مسلم (1988)، وأبو داود (3704)، والنسائي 8/ 289 - 290 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي قتادة. وهو في "مسند أحمد" (22521).

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سِقَاءٍ، فَنَأْخُذُ قَبْضَةً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ قَبْضَةً مِنْ زَبِيبٍ، فَنَطْرَحُهَا فِيهِ، ثُمَّ نَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَنَنْبِذُهُ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ عَشِيَّةً، وَنَنْبِذُهُ عَشِيَّةً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: نَهَارًا فَيَشْرَبُهُ لَيْلًا، أَوْ لَيْلًا فَيَشْرَبُهُ نَهَارًا (¬1). 3399 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ يُنْبَذُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَشْرَبُهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ، وَالْغَدَ، وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ أَهْرَاقَهُ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة بُنانة -ويقال: تبالة كما في (س) و (م) - بنت يزيد. وأخرجه بنحوه مسلم (2005) (84) من طريق ثمامة بن حزن القشيري، ومسلم (2005) (85)، وأبو داود (3811)، والترمذي (1979) من طريق خَيرة أم الحسن البصري، وأبو داود (3712) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، ثلاثتهم عن عائشة. قلنا: وفي حديث ابن عباس التالي أنه كان يُنبذ لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى ثلاثة أيام، وقد ذكر النووي في "شرح مسلم" عن بعض أهل العلم أنهم قالوا: لعل حديث عائشة كان زمنَ الحرِّ وحيث يُخشى فساده في الزيادة على يوم، وحديث ابن عباس في زمن يُؤمَن فيه التغيُّر قبل الثلاث. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، إسماعيل بن صبيح وأبي إسرائيل صدوقان والثاني منهما سيئ الحفظ، وهما متابعان. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو إسرائيل: هو إسماعيل بن خليفة المُلائي، وأبو عمر البَهراني: هو يحيى بن عبيد الكوفي. =

13 - باب النهي عن نبيذ الأوعية

3400 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ يُنْبَذُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ (¬1). 13 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ 3401 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عُمَرَو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُنْبَذَ فِي النَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمَةِ، وَقَالَ: "كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه مسلم (2004)، وأبو داود (3713)، والنسائي 8/ 333 من طرق عن أبي عمر يحيى بن عبيد، به. وهو في "مسند أحمد" (1963)، و"صحيح ابن حبان" (5384). (¬1) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو وضاح اليشكري، وأبو الزبير: هو محمَّد ابن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه مسلم (1999)، وأبو داود (3702)، والنسائي 8/ 302 و 309 و310 من طريق أبي الزبير، به. وهو في "مسند أحمد" (14289)، و"صحيح ابن حبان" (5387). التَّور: الإناء. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه النسائي 8/ 297 من طريق محمَّد بن عمرو، به. وهو في "مسند أحمد" (10510)، و"صحيح ابن حبان" (5408). ويشهد له ما بعده. وقوله: "كل مسكر حرام" يشهد له ما سلف في الباب رقم (9) من الأحاديث. =

3402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُنْبَذَ فِي الْمُزَفَّتِ وَالْقَرْعِ (¬1). 3403 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الشُّرْبِ فِي الْحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ (¬2). ¬

_ = النقير: ظرف يتَّخذ من أصل شجرة بالنَّقر. والمزفَّت: الظرف المطلي بالزفت. وَالدُّبَّاءِ: الظرف المتخذ من الدباء. والحنتم: جِرار مدهونة خُضر كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة. قال السندي: وإنما نُهي عن الانتباذ في هذه الظروف لإسراع الشدة إليه في هذه الظروف. قلنا: والنهي عن الانتباذ في هذه الأوعية منسوخ بحديث بريدة الأسلمي الذي سيذكره المصنف في الباب التالي. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 8/ 305 من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. وأخرجه بنحوه مسلم (1997)، وأبو داود (3695) من طرق عن ابن عمر: وفي بعض طرقه زيادة على بعض. الْقَرْعِ: هو الدُّبّاء. (¬2) إسناده صحيح. أبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي. وأخرجه مسلم (1996) (45)، والنسائي 8/ 306 من طريق المثنى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم أيضًا (1996) من طريق أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11854).

14 - باب ما رخص فيه من ذلك

3404 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ (¬1). 14 - بَاب مَا رُخِّصَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ 3405 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: "كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ الْأَوْعِيَةِ، فَانْتَبِذُوا فِيهِ، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وشبابة: هو ابن سوّار. وأخرجه النسائي 8/ 305 من طريق شبابة بن سوار، بهذا الإسناد. وقال فيه: "الدباء والمزفَّت". وأخرجه الترمذي في العلل من آخر كتابه "الجامع" من طرق عن شبابة، واستغربه لتفرد شبابة به عن شعبة بهذا الإسناد، وأن المعروف عن شعبة بهذا الإسناد حديث "الحج عرفة"، لكن قال علي ابن المديني- فيما نقله ابن عدي في ترجمة شبابة من "الكامل" -: لا يُنكَر لرجل سمع من رجل (يعني شبابة من شعبة) ألفًا أو ألفين أن يجيء بحديث غريب. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. وللحديث طرق أخرى يصحُّ بها. ابن بريدة: هو عبد الله. وأخرجه مسلم (977) وبإثر الحديث (1975)، وأبو داود (3698)، والنسائي 7/ 234 و 8/ 311 من طرق عن عبد الله بن بريدة، به. وأخرجه مسلم (977)، والترمذي (1977) من طريق سليمان بن بريدة، عن أبيه، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (22658)، و"صحيح ابن حبان" (5391).

15 - باب نبيذ الجر

3406 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ نَبِيذِ الْأَوْعِيَةِ، أَلَا وَإِنَّ وِعَاءً لَا يُحَرِّمُ شَيْئًا، كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ" (¬1). 15 - بَابُ نَبِيذِ الْجَرِّ 3407 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَتْنِي رُمَيْثَةُ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَعْجِزُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَتَّخِذَ كُلَّ عَامٍ مِنْ جِلْدِ أُضْحِيَّتِهَا سِقَاءً؟ ثُمَّ قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُنْبَذَ فِي الْجَرِّ، وَفِي كَذَا، وَفِي كَذَا، إِلَّا الْخَلَّ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد كما سلف بيانه برقم (3388). وانظر تخريجه هناك. (¬2) المرفوع منه في النهي عن نبيذ الجر وغيره صحيح، لكنه منسوخ كما سلف بيانه في البابين السابقين، وهذا الإسناد ضعيف لجهالة رميثة، ويقال: أُمينة، أو: أُميمة، وقد جهلها الحافظان الذهبي وابن حجر. وفيه أيضا سويد بن سعيد، وهو ضعيف، لكنه متابع. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (16964) عن معتمر بن سليمان التيمى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 124 و141 عت يزيد بن هارون، وأحمد في "المسند" (24676) عن عبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سليمان التيمي، به. وفي "الصحيح" عن عائشة قالت: نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن النقير والمقيَّر والدُّبّاء والحنتم. انظر تخريجه في "مسند أحمد" برقم (24024) وغيره. والحنتم: هي الجِرار الخُضْر.

16 - باب تخمير الإناء

3408 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُنْبَذَ فِي الْجِرَارِ (¬1). 3409 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ صَدَقَةَ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَبِيذِ جَرٍّ يَنِشُّ فَقَالَ: "اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ، فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (¬2). 16 - بَابُ تَخْمِيرِ (¬3) الْإِنَاءِ 3410 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 8/ 306 من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وزاد فيه: الدباء والظروف المزفتة. وهو في "مسند أحمد" (10971)، و"صحيح ابن حبان" (5404). وانظر ما سلف برقم (3401). (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف صدقة أبي معاوية: واسمه صدقة ابن عبد الله السمين، لكنه متابع، وخالد بن عبد الله -وهو ابن حسين الدمشقي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "ثقاته" فهو حسن الحديث إن شاء الله. وأخرجه أبو داود (3716)، والنسائي 8/ 301 من طريق صدقة بن خالد، والنسائي 8/ 325 من طريق عثمان بن حصن، كلاهما عن زيد بن واقد، به. قوله: "يَنِشُّ" أي: يغلي. (¬3) أي: تغطية الإناء.

يَحُلُّ سِقَاءً وَلَا يَفْتَحُ بَابًا وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ، فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ" (¬1). 3411 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِتَغْطِيَةِ الْوضوء (¬2)، وَإِيكَاءِ السِّقَاءِ، وَإِكْفَاءِ الْإِنَاءِ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2012) (96)، وأبو داود (3732)، والترمذي (1915) من طريق أبي الزبير، به. وأخرجه بنحوه البخاري (3280) و (3316)، ومسلم (2012) (97)، وأبو داود (3731)، والترمذي (3068)، والنسائي في "الكبرى" (10513) و (10514) من طريق عطاء بن أبي رباح، ومسلم (2012) (97)، والنسائي (10514) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن جابر بن عبد الله - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وهو في "مسند أحمد" (14228)، و"صحيح ابن حبان" (1271). وسلف مختصرًا جدًا برقم (365)، وسيأتي بعضه مختصرًا برقم (3771). قوله: "أَوكُوا السقاء" أي: شدوا رأس القِربة واربطوها بالوِكاء: وهو الخيط. الفويسقة: أراد بها الفأرة. تُضرِم: تُوقِد. (¬2) في الأصول الخطية: بتغطية الإناء، ثم رمَّج في (س) على كلمة "الإناء" وكتب في الحاشية: الوضوء، وصحح عليها. قلنا: وهي كذلك في مصادر التخريج "الوضوء". (¬3) إسناده صحيح. خالد بن عبد الله: هو الطحان الواسطي، وسهيل: هو ابن أبي صالح. وأخرجه الدارمي (2132)، وأحمد (8800)، وابن خزيمة (128)، والبيهقي 1/ 257 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الإسناد.

17 - باب الشرب في آنية الفضة

3412 - حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا حَرِيشُ بْنُ خِرِّيتٍ، أَخبرنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَضعُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثَةَ آنِيَةٍ مِنْ اللَّيْلِ مُخَمَّرَةً: إِنَاءً لِطَهُورِهِ، وَإِنَاءً لِسِوَاكِهِ، وَإِنَاءً لِشَرَابِهِ (¬1). 17 - بَابُ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ 3413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ" (¬2). 3414 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَقَالَ: "هِيَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ فِي الْآخِرَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. وهو مكرر (361). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5634)، ومسلم (2065)، والنسائي في "الكبرى" (6843) و (6844) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، به- وفي بعض طرق الحديث زيادة الذهب مع الفضة. وهو في "مسند أحمد" (26568)، و"صحيح ابن حبان" (5342). الجَرجَرة: صوت وقوع الماء في الجوف، ومعناه: تُصَوِّتُ النار في بطنه. (¬3) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس. =

18 - باب الشرب بثلاثة أنفاس

3415 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ امْرَأَةِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ، فَكَأَنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ" (¬1). 18 - بَابُ الشُّرْبِ بِثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ 3416 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ: أنه كان يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا، وَزَعَمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (5426)، ومسلم (2067)، وأبو داود (3723)، والترمذي (1986)، والنسائي 8/ 198 - 199 من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وزادوا فيه النهي عن لُبس الحرير والديباج. وانظر ما سيأتي برقم (3590). وأخرجه كذلك مسلم (2067)، والنسائي 8/ 198 - 199 من طريق عبد الله بن عُكيم، عن حذيفة. وهو في "مسند أحمد" (23269)، و"صحيح ابن حبان" (5339). قوله: "لهم" أي: للكفرة لا بمعنى الحِلٌ لهم، بل بمعنى أنهم ينتفعون به عادة دون المؤمنين. قاله السندي في حاشيته على "المسند". (¬1) إسناده صحيح، وقد اختلف في أسانيده على اسم صحابي الحديث كما هو مبين في التعليق على الحديث (24662) من "مسند أحمد"، ولا تضر تلك الاختلافات في صحة الحديث. امرأة ابن عمر: هي صفية بنت أبي عبيد الثقفي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6849) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. =

19 - باب اختناث الأسقية

3417 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَرِبَ، فَتَنَفَّسَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ (¬1). 19 - بَابُ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ (¬2) 3418 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ: أَنْ يُشْرَبَ مِنْ أَفْوَاهِهَا (¬3). ¬

_ = وأخرجه البخاري (5631)، ومسلم (2028) (122)، والترمذي (1993)، والنسائي في "الكبرى" (6857)، و (6858) من طريق عزرة بن ثابت، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2028) (123)، وأبو داود (3727)، والترمذي (1992)، والنسائي (6860) و (6861) من طريق أبي عصام، عن أنس- وزاد مرفوعًا: "إنه أَروى وأَبرأُ وأَمرأُ". وهو في "مسند أحمد" (12133)، و"صحيح ابن حبان" (5329). قوله: "كان يتنفَّس" أي: بإبانة الإناء عن الفم. (¬1) إسناده ضعيف لضعف رشدين بن كريب. وأخرجه الترمذي (1995) من طريق عيسى بن يونس، عن رشدين بن كريب، به. وهو في "مسند أحمد" (2571). (¬2) تأخر هذا الباب في أصولنا الخطية إلى ما بعد "باب الشرب من فم السقاء". (¬3) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأَيلي. وأخرجه البخاري (5625) و (5626)، ومسلم (2023)، وأبو داود (3720)، والترمذي (1999) من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11026)، و"صحيح ابن حبان" (5317). =

20 - باب الشرب من فم السقاء

3419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ اخْتِنَاثِ الْأَسْقِيَةِ، وَإِنَّ رَجُلًا - بَعْدَمَا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ذَلِكَ - قَامَ مِنْ اللَّيْلِ إِلَى سِقَاءٍ، فَاخْتَنَثَهُ، فَخَرَجَتْ عَلَيْهِ مِنْهُ حَيَّةٌ (¬1). 20 - بَابُ الشُّرْبِ مِنْ فم السِّقَاءِ 3420 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = واختنث السقاء، أي: طوى فمه ليشرب منه. قلنا: وقد رويت أحاديث أخرى تدل على جواز الشرب من فم السقاء، فانظر تفصيل القول في هذه المسألة عند التعليق على الحديث (7153) من "مسند أحمد". ونقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 91 عن ابن أبي جمرة ما ملخَّصه: اختُلف في علة النهي فقيل: يُخشى أن يكون في الوعاء حيوان، أو ينصبَّ بقوة فيَشرَقَ به، أو بما يتعلق بفم السَّقاء من بخار النَّفَس، أو بما يخالط الماءَ من ريق الشارب فيتقذَّر غيرُه ... قال: والذي يقتضيه الفقه أنه لا يَبعُدُ أن يكون النهيُ لمجموع هذه الأمور. (¬1) إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وقوله فيه: "نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن اختناث الأسقية"صحيح بما قبله، وانظر ما سيأتي برقم (3421). أبو عامر: هو عبد الله بن عمرو العَقَدي. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 140 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وذهل فصححه على شرط البخاري. والشطر الثاني من الحديث ذكره أيوب بإثر حديث عكرمة عن أبي هريرة عند أحمد (7153)، والحاكم 4/ 140، قال أيوب: فأنبئت أن رجلًا شرب من فِي السقاء فخرجت حية.

21 - باب الشرب قائما

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ (¬1). 3421 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ (¬2). 21 - بَابٌ الشُّرْبُ قَائِمًا 3422 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَقَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ زَمْزَمَ فَشَرِبَ قَائِمًا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِكْرِمَةَ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا فَعَلَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السيَّختياني. وأخرجه البخاري (5627) و (5628) من طريق أيوب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7153). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5629)، وأبو داود (3719)، والترمذي (1929)، والنسائي 7/ 240 من طريق عكرمة، به. وهو في "مسند أحمد" (1989)، و "صحيح ابن حبان" (5316). (¬3) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه البخاري (1637)، ومسلم (2027)، والترمذي (1990)، والنسائي 5/ 237 من طريق الشعبي، به - ولم يذكروا فيه قول عكرمة غير البخاري، ولفظه عنده عن عاصم قال: فحلف عكرمة ما كان يومئذ إلا على بعير. =

22 - باب إذا شرب أعطى الأيمن فالأيمن

3423 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ جَدَّةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا: كَبْشَةُ الْأَنْصَارِيَّةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا قِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْهَا وَهُوَ قَائِمٌ، فَقَطَعَتْ فَمَ الْقِرْبَةِ؛ تَبْتَغِي بَرَكَةَ مَوْضِعِ فِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 3424 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بن مالك: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ الشُّرْبِ قَائِمًا (¬2). 22 - بَاب إِذَا شَرِبَ أَعْطَى الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ 3425 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ¬

_ = والحديث في "مسند أحمد" (1838)، و"صحيح ابن حبان" (3838). قلنا: أما حَلِفُ عكرمة، فقد روي عنه نفسه عن ابن عباس عند أبي داود (1881) وغيره: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما فرغ من طوافه أناخ بعيره فصلى ركعتين. فلعل شربه من زمزم الذي ذكره ابن عباس كان بعد ذلك، والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (2001) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (27448)، و"صحح ابن حبان" (5318). (¬2) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه مسلم (2024)، وأبو داود (3717)، والترمذي (1987) من طريق قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (12338)، و"صحيح ابن حبان" (5321). وذهب النوويُّ في شرحه على "صحيح مسلم" إلى أن النهي عن الشرب قائمًا محمول على التنزيه، وأن شربه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قائمًا لبيان الجواز.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ، وَقَالَ: "الْأَيْمَنُ فَالْأَيْمَنُ" (¬1). 3426 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَبَنٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْ يَسَارِهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِابْنِ عَبَّاسٍ: "أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْقِيَ خَالِدًا؟ " فقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُوثِرَ بِسُؤْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى نَفْسِي أَحَدًا. فَأَخَذَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَشَرِبَ، وَشَرِبَ خَالِدٌ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع، ومن فوقه ثقات. وأخرجه البخاري (2352)، ومسلم (2029) (124) و (125)، وأبو داود (3726)، والترمذي (2002) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه البخاري (2571)، ومسلم (2029) (126) من طريق أبي طُوالة الله بن عبد الرحمن، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12121)، و "صحيح ابن حبان" (5333). قوله: "شِيبَ بماء" أي: خُلِطَ به. (¬2) حديث حسن، إسماعيل بن عياش -وهو حمصي- في روايته عن غير أهل بلده مقال، وهو هنا قد روى عن ابن جريج وهو مكي، وللحديث طريق آخر ضعيف كما سيأتي، فالحديث إن شاء الله بهذين الطريقين حسن خاصة أنه جاء ما يشهد له. والحديث أخرجه الترمذي (3758) من طريق علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- عن عمر بن حرملة، عن ابن عباس. وعلي بن زيد ضعيف، وقد انفرد بالرواية عن عمر بن حرملة فهو مجهول، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي. =

23 - باب التنفس في الإناء

23 - بَابُ التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ 3427 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيُنَحِّ الْإِنَاءَ، ثُمَّ لِيَعُدْ إِنْ كَانَ يُرِيدُ" (¬1). 3428 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ التَّنَفُّسِ فِي الْإِنَاءِ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (1904). ويشهد له حديث سهل بن سعد عند البخاري (2351)، ومسلم (2035)، إلا أنه قال فيه: عن يمينه غلام والأشياخ عن يساره. فذهب ابن عبد البر في "التمهيد" 21/ 122، وابن حجر في "الفتح" 5/ 31 إلى أن الغلام هو ابن عباس، وأن الأشياخ منهم خالد بن الوليد. ويشهد لمعناه حديث أنس السالف. (¬1) إسناده حسن، وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة"، والحارث بن أبي ذباب -وهو الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب- صدوق حسن الحديث، وعمُّه قد اختُلف في اسمه، وقيل: له صحبة. داود بن عبد الله: هو الأَودي الزعافري. وأخرجه أبو يعلى (6677)، والحاكم 4/ 139 من طريقين عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده. قوله: "فلا يتنفس في الإناء" أي: من غير إبعاد الإناء عن فمه، فلا تعارُضَ بينه وبين حديث أنس السالف برقم (3416). (¬2) إسناده صحيح. =

24 - باب النفخ في الشراب

24 - بَابُ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ 3429 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُنْفَخَ فِي الْإِنَاءِ (¬1). 3430 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْفُخُ فِي الشَّرَابِ (¬2). 25 - بَابُ الشُّرْبِ بِالْأَكُفِّ وَالْكَرْعِ (¬3) 3431 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ (¬4) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وأخرجه مجموعًا مع الذي بعده أبو داود (3728)، والترمذي (1997) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (1907)، و"صحيح ابن حبان" (5316). وانظر ما سلف برقم (3288). (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده ضعيف، وقد سلف بإسناده ومتنه برقم (3288). والحديث السابق هو المحفوظ في حديث عبد الكريم الجزري. (¬3) الكَرع: تناوُل الماء بالفم من غير إناءٍ ولا كفّ. (¬4) زاد في المطبوع بين محمَّد وبين عبد الله: "بن زيد"، وهو صحيح في اسمه إلا أن هذه الزيادة ليست في أصولنا الخطية.

عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَشْرَبَ عَلَى بُطُونِنَا، وَهُوَ الْكَرْعُ، وَنَهَانَا أَنْ نَغْتَرِفَ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ، وَقَالَ: "لَا يَلَغْ أَحَدُكُمْ كَمَا يَلَغُ الْكَلْبُ، وَلَا يَشْرَبْ بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ كَمَا شْرَبُ الْقَوْمُ الَّذِينَ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَشْرَبْ بِاللَّيْلِ من إِنَاءٍ حَتَّى يُحَرِّكَهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِنَاءً مُخَمَّرًا، وَمَنْ شَرِبَ بِيَدِهِ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنَاءٍ - يُرِيدُ التَّوَاضُعَ- كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ أَصَابِعِهِ حَسَنَاتٍ، وَهُوَ إِنَاءُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِذْ طَرَحَ الْقَدَحَ فَقَالَ: أُفٍّ، هَذَا مَعَ الدُّنْيَا" (¬1). 3432 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، وَهُوَ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِ"نْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ فِي شَنٍّ فَاسْقِنَا، وَإِلَّا كَرَعْنَا" قَالَ: عِنْدِي مَاءٌ بَاتَ فِي شَنٍّ. فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إِلَى الْعَرِيشِ، فَحَلَبَ لَهُ شَاةً عَلَى مَاءٍ بَاتَ فِي شَنٍّ، فَشَرِبَ، ثُمَّ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ بِصَاحِبِهِ الَّذِي مَعَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا لضعف بقية: وهو ابن الوليد، وجهالة شيخه مسلم بن عبد الله وشيخه زياد بن عبد الله. وصحابي الحديث هو عبد الله بن عمر، وهو جد محمَّد بن زيد. قال الدميري فيما نقله السندي في حاشيته: هذا حديث منكر. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2733) عن محمَّد بن مصفى، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (3433). (¬2) إسناده حسن، فليح بن سليمان -وإن كان من رجال "الصحيحين"- فيه كلام يحطُه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات. =

26 - باب ساقي القوم آخرهم شربا

3433 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَرَرْنَا عَلَى بِرْكَةٍ فَجَعَلْنَا نَكْرَعُ فِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَكْرَعُوا، وَلَكِنْ اغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ ثُمَّ اشْرَبُوا فِيهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ إِنَاءٌ أَطْيَبَ مِنْ الْيَدِ" (¬1). 26 - بَاب سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا 3434 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (5613)، وأبو داود (3724) من طريق فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14519)، و"صحيح ابن حبان" (5314). الشن: هي القِربة البالية. (¬1) إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وجهالة سعيد بن عامر. ابن فضيل: هو محمَّد بن فضيل بن غزوان. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 229، وأبو يعلى (5701) و (5779)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6030) من طريق ليث بن أبي سليم، به. وسقط من مطبوع ابن أبي شيبة قوله "عن ابن عمر". وأخرجه بنحره عبد الرزاق (19596)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6029) عن معمر، عن ليث -وهو ابن أبي سليم- عن رجل، عن ابن عمر. فلم يسمِّ الراوي عن ابن عمر، وهو سعيد بن عامر كما جاء مسمَّى عند غيره. وأخرجه أحمد في "المسند" (6217) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن رجل، عن ابن عمر. فأسقط منه ليثًا.

27 - باب الشرب في الزجاج

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا" (¬1). 27 - بَابُ الشُّرْبِ فِي الزُّجَاجِ 3435 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدَحٌ قَوَارِيرَ يَشْرَبُ فِيهِ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (681)، والترمذي (2003)، والنسائي في "الكبرى" (6838) من طريق ثابت البناني، به. وهو عند مسلم ضمن حديث طويل. وهو في "مسند أحمد" (22577)، و"صحيح ابن حبان" (5338). قال السندي في معنى الحديث: أي ينبغي لساقي القوم أن يتاخر عنهم في الشرب، وليس المرادُ الإخبارَ. (¬2) إسناده ضعيف لضعف مندل بن علي، وابن إسحاق مدلس وقد رواه بالعنعنة. وأخرجه البزار (2904 - كشف الأستار)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 26 من طريق مندل بن علي، بهذا الإسناد.

أبواب الطب

أَبْوَابُ الطِّبِّ 1 - بَاب مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً 3436 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ أَعَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟ فَقَالَ لَهُمْ: "عِبَادَ اللَّهِ، وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ إِلَّا مَنْ اقْتَرَضَ مِنْ عِرْضِ أَخِيهِ شَيْئًا، فَذَاكَ الَّذِي حَرِجَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَلَيْنَا جُنَاحٌ أَنْ (¬1) نَتَدَاوَى؟ قَالَ: "تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ؟ قَالَ: "خُلُقٌ حَسَنٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: أن لا. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (2015) و (3855)، والترمذي (2159)، والنسائي في "الكبرى" (7511) و (7512) من طرق عن زياد بن علاقة، به- واقتصر الترمذي على قصة التداوي، وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18454)، و"صحيح ابن حبان" (6061). قوله: "إلا من اقترض" أي: إلا من اغتاب أخاه، أو سبه، أو آذاه في نفسه، عبر عنها بالاقتراض، لأنه يُسترد منه في العُقبى، ويحتمل أن يكون اقترض بمعنى: قطع، وقال السيوطي: أي: نالَ منه وقطعه بالغيبة. "حاشية السندي".

3437 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ أَبِي خِزَامَةَ عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا، وَرُقى نَسْتَرْقِي بِهَا، وَتُقى نَتَّقِيهَا، هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا؟ قَالَ: "هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ" (¬1). 3438 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، والصواب فيه: الزهري عن أبي خزامة عن أبيه، نبه عليه أحمد في "المسند" (15475)، والترمذي وابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 338، والدارقطني في "العلل" أيضًا 2/ 251، وأبو خزامة هذا انفرد بالرواية عنه الزهري ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وأخرجه الترمذي (2194) و (2288) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وروي عن سفيان في أبي خزامة الوجهان، وصوب الترمذي أبا خزامة عن أبيه، وقال: لا نعرف لأبي خزامة عن أبيه غير هذا الحديث. قوله: "هي من قدر الله" قال السندي: عني أنه تعالى قدر الأسباب والمسببات، وربط المسببات بالأسباب، فحصول المسببات عند حصول الأسباب من جملة القدر. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب صدوق حسن الحديث وكان قد اختلط، ورواية سفيان عنه -وهو الثوري- قبل الاختلاط. عبد الله صحابى الحديث: هو ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السُّلمي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6834) من طريق قيس من مسلم، عن طارق ابن شهاب، عن ابن مسعود. ورجاله ثقات. وهو في "مسند أحمد" (3578)، و"صحيح ابن حبان" (6062) من طريق أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود.

2 - باب المريض يشتهي الشيء

3439 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً" (¬1). 2 - بَابُ الْمَرِيضِ يَشْتَهِي الشَّيْءَ 3440 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَكِينٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَادَ رَجُلًا، فَقَالَ لَهُ: "مَا تَشْتَهِي؟ " فَقَالَ: أَشْتَهِي خُبْزَ بُرٍّ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ عِنْدَهُ خُبْزُ بُرٍّ، فَلْيَبْعَثْ إِلَى أَخِيهِ" ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا، فَلْيُطْعِمْهُ" (¬2). 3441 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ، قَالَ: "أَتَشْتَهِي شَيْئًا؟ أتشتهي كَعْكًا" قَالَ: نَعَمْ، فَطَلَبُوا لَهُ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أحمد: هو الزبيري محمَّد بن عبد الله بن الزبير، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (5678)، والنسائي في "الكبرى" (7513) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف. وهو مكرر (1439). (¬3) إسناده ضعيف. وهو مكرر (1440).

3 - باب الحمية

3 - بَابُ الْحِمْيَةِ 3442 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ بِنْتِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلِيٌّ نَاقِهٌ مِنْ مَرَضٍ، وَلَنَا دَوَالِي مُعَلَّقَةٌ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْكُلُ مِنْهَا، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ لِيَأْكُلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَهْ يَا عَلِيُّ، إِنَّكَ نَاقِهٌ" قَالَتْ: فَصَنَعْتُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سِلْقًا وَشَعِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعَلِي: "مِنْ هَذَا فَأَصِبْ، فَإِنَّهُ أَنْفَعُ لَكَ" (¬1). 3443 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ (¬2) بْنِ صَيْفِيٍّ - مِنْ وَلَدِ صُهَيْبٍ - عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، تفرد به فليح بن سليمان وهو ضعيف يعتبر به. وأخرجه أبو داود (3856)، والترمذي (2156) من طريق أبي داود وأبي عامر، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2155) من طريق يونس بن محمَّد، عن فليح، عن عثمان ابن عبد الرحمن، عن يعقوب بن أبي يعقوب، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح. ناقِهٌ، أي: قريب العهد بالمرض والدوالي: جمع دالِيَة، وهي العِذق من البسر يُعلق فماذا أَرطبَ أُكل. والسِّلق: نبتٌ معروف. (¬2) في أصولنا الخطية: عبد الرحمن، وعُدلت في (س) إلى: عبد الحميد، وهو الصواب، وذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" عبد الرحمن بن صيفي في =

4 - باب لا تكرهوا المريض على الطعام

عَنْ جَدِّهِ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ خُبْزٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ادْنُ فَكُلْ" فَأَخَذْتُ آكُلُ مِنْ التَّمْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَأْكُلُ تَمْرًا وَبِكَ رَمَدٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَمْضُغُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 4 - بَاب لَا تُكْرِهُوا الْمَرِيضَ عَلَى الطَّعَامِ 3444 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = الأوهام، ثم قال هكذا هو في النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه في كتاب الطب منه، وفي النسخ القديمة: عبد الحميد بن صيفي، وكذلك في رواية إبراهيم بن دينار عن ابن ماجه، وهو الصواب والله أعلم. (¬1) إسناده ضعيف لاضطرابه، وبعض آل صهيب ممن جاء في طرق هذا الحديث مجهولو الحال. وتساهل البوصيري في "الزوائد" فصحح إسناده. وأخرجه الحاكم 3/ 399 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد في "المسند" (16591) عن أبي النضر، والطبراني في "الكبير" (7304) من طريق عمرو بن عون الواسطي، كلاهما عن ابن المبارك، عن عبد الحميد ابن صيفي، عن أبيه، عن جده: أن صهيبًا ... فذكره. وأخرجه الحاكم 4/ 411 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن صيفي بن عبد الله بن صهيب، عن أبيه، عن جده: أن صهيبًا ... وأخرجه البيهقي في "السُّنن" 9/ 344 من طريق سهل بن عثمان، عن ابن المبارك، عن عبد الحميد بن زياد بن صهيب، عن أبيه، عن جده صهيب قال: قدمت ... وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 228 - 229 عن محمَّد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن جعفر، عن عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم قال: قدم صهيب ... فذكره ضمن قصة. والواقدي متكلَّم فيه.

5 - باب التلبينة

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ" (¬1). 5 - بَابُ التَّلْبِينَةِ (¬2) 3445 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَخَذَ أَهْلَهُ الْوَعْكُ أَمَرَ ¬

_ (¬1) حسن لغيره إن شاء الله تعالى، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكر بن يونس ابن بكير. وحسنه الحافظ ابن حجر لشواهده، فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/ 90. وأخرجه الترمذي (2162) عن أبي كريب، عن بكر بن يونس بن بكير، بهذا الإسناد وحسَّنه. ويشهد له حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 10/ 50 - 51 و221، وسنده حسن في الشواهد. وآخر من حديث عبد الرحمن بن عوف عند البزار (1010)، والحاكم 4/ 410، وفي سنده من لم نقف له على ترجمة، وصححه الحاكم! قوله: "يُطعمهم ويسقيهم" قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي": أي: يمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب، ويرزقهم صبرًا على ألم الجوع والعطش، فإن الحياة والقوة من الله حقيقة، لا من الطعام ولا الشراب ولا من جهة الصحة، قال القاضي: أي: يحفظ قواهم ويمدّهم بما يفيد فائدة الطعام والشراب في حفظ الروح وتقويم البدن، ونظيره قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني"، وإن كان بين الإطعامين والطعامين بونًا بعيدًا. (¬2) التلبينة: حساءٌ يُعمل من دقيق أو نخالة ويُجعَل فيها عسل، سُمَّيت تلبينة تشبيهًا باللَّبن لبياضها ورقتها. قاله الأصمعي كلما في "اللسان" (لبن).

بِالْحَسَاءِ، قَالَتْ: وَكَانَ يَقُولُ: "إِنَّهُ لَيَرْتُو فُؤَادَ الْحَزِينِ، وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ كَمَا تَسْرُو إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ عَنْ وَجْهِهَا بِالْمَاءِ" (¬1). 3446 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهَا: كُلْثُمٌ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيْكُمْ بِالْبَغِيضِ النَّافِعِ، التَّلْبِينَةِ" يَعْنِي الْحَسَاءَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ، لَمْ تَزَلْ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَنْتَهِيَ أَحَدُ طَرَفَيْهِ؛ يَعْنِي يَبْرَأُ أَوْ يَمُوتُ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، أم محمَّد بن السائب انفرد بالرواية عنها ابنها، وقال عنها الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبولة. وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه الترمذي (2160)، والنسائي في (الكبرى) (7529) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (24035). وأخرجه بنحوه البخاري (5417) و (5689)، ومسلم (2216)، والترمذي (2161) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة وفيه: "إن التلبينة تُجِمُ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن". وهو في "مسند أحمد" (24512). يرتو: يقوِّي ويشدُّ. ويَسْرو: يكشف عنه الألم ويزيله. (¬2) إسناده ضعيف، كَلثَم، ويقال لها: أم كلثوم، قال الحافظ في "التقريب": لا يُعرَف حالها. وأخرجه أحمد (25066)، وإسحاق بن راهويه (1658) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (7531) من طريق معتمر بن سليمان، و (7532) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، كلاهما عن أيمن بن نابل، عن فاطمة، عن أم كلثوم، عن عائشة. وهو في "المسند" (26050). وفاطمة: هي =

6 - باب الحبة السوداء

6 - بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ 3447 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ" (¬1). ¬

_ = بنت أبي ليث، ويقال: بنت أبي عقرب، ذكرها الذهبي في "الميزان" وجهلها، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة. وأخرج البخاري (5690) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنها كانت تأمر بالتلبينة وتقول: هو البغيض النافع. البُرْمة: القِدر مطلقًا، وجمعها: بِرَام، وهي في الأصل المتَّخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن. قاله ابن الأثير في "النهاية" (برم). (¬1) إسناده صحيح. عقيل: هو ابن خالد. وأخرجه البخاري (5688)، ومسلم (2215) (88) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وبين في رواية البخاري أن القائل "السام: الموت ... إلخ" هو الزهري. وأخرجه مسلم (2215)، والترمذي (2163)، والنسائي في "الكبرى" (7534) من طرق عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (2215) (88)، والنسائي (7535) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (2215) (89) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8287)، و"صحيح ابن حبان" (6071). قوله: "شفاء من كل داء"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/ 2112: هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص، إذ ليس يجتمع في طبع شيء من النبات =

وَالسَّامُ: الْمَوْتُ، وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ: الشُّونِيزُ. 3448 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ ابْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ" (¬1). 3449 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَخبرنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ، فَمَرِضَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ وَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا، فَاسْحَقُوهَا، ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي ¬

_ = والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبلغم، وذلك أنه حارٌّ يابس، فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة، وذلك أن الدواء أبدًا بالمضاد، والغذاءَ بالمُشاكل. وقال غيره- كما في "الفتح" 10/ 145 - : كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض مَن مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: "شفاء من كل داء" أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع، والله أعلم. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، عثمان بن عبد الملك فيه لِين، وباقي رجاله ثقات. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد. والحديث حسَّن إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة"، ويشهد له ما قبله وما بعده.

7 - باب العسل

أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ، فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُمْ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ السَّامُ". قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ (¬1). 7 - بَابُ الْعَسَلِ 3450 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلَاثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ، لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنْ الْبَلَاءِ" (¬2). 3451 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عُبيد الله: هو ابن موسى، وإسرائيل: هو ابن يونس، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه البخاري (5687) عن ابن أبي شبة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف الزبير بن سعيد وجهالة شيخه عبد الحميد بن سالم، وقال البخاري: لا نعرف لعبد الحميد سماعًا من أبي هريرة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 54 - 55، وأبو يعلى (6415)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 40، والطبراني في "الأوسط" (408)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1080، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5935) من طريق سعيد بن زكريا، بهذا الإسناد. غَدَوات: جمع غَدَاة، وهي الضَّحوة.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَسَلٌ، فَقَسَمَ بَيْنَنَا لُعْقَةً لُعْقَةً، فَأَخَذْتُ لُعْقَتِي، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَزْدَادُ أُخْرَى؟ قَالَ: "نَعَمْ" (¬1). 3452 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ: الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، أبو حمزة العطار- واسمه إسحاق بن الربيع- فيه ضعف وحديثه يصلح للاعتبار والحسن -وهو البصري- مدلس ولم يصرح بسماعه من جابر بن عبد الله، ومع ذلك فقد حسَّنه البوصيري في "مصباح الزجاجة". (¬2) صحيح موقوفًا، أخطأ زيد بن الحباب على سفيان -وهو الثوري- فرفعه، ورواه غيره موقوفًا كما سيأتي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1065، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 133، والحاكم 4/ 200 و 403، والبيهقي 9/ 344، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 385 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وصحح إسناده الحاكم. وأخرجه الحاكم 4/ 200 من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به موقوفًا على ابن مسعود. وهي الرواية الصحيحة. وأخرجه كذلك موقوفًا البيهقي 9/ 345 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وإسرائيل من أثبت الناس في جده أبي إسحاق. وأخرجه موقوفًا أيضًا أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 57 و 374 من طريق الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود. ورجاله ثقات. وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 7/ 445 و10/ 485؛ والحاكم 4/ 200 من طريق الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن ابن مسعود. وعند الحاكم: خيثمة والأسود عن ابن مسعود.

8 - باب الكمأة والعجوة

8 - بَابُ الْكَمْأَةِ وَالْعَجْوَةِ 3453 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنْ السم" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لاضطرابه وضعف شهر بن حوشب. الأعمش: اسمه سليمان بن مِهران. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6642) من طريق أبي خيثمة -وهو زهير بن معاوية- و (6643) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد- واقتصر فيه على قصة الكمأة، وقد تابع شهرًا في رواية جريرٍ أبو نضرة. وخالف شيبان النحوي فرواه عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبي سعيد وحده في قصة الكمأة، أخرجه النسائي (6644). وروي عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، وسيأتي عند المصنف برقم (3455). وحديث المصنف في "مسند أحمد" (11453). ويشهد لقصة الكمأة حديث سعيد بن زيد الآتي برقم (3454)، وهو في "الصحيحين". ويشهد لقوله: "العجوة من الجنة" حديث رافع بن عمرو المزني الآتي عند المصنف برقم (3456)، ورجاله ثقات. ويشهد لشطريه حديث بريدة الأسلمي عند أحمد في "المسند" (22938)، وسنده ضعيف. ويشهد لقوله: "هي شفاء من السم" حديث سعد بن أبي وقاص عند البخاري (5768) و (5769)، ومسلم (2047)، ولفظه: "من تصبَّح بسبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحرٌ"، وزاد في رواية لمسلم: "مما بين لابتيها" يريد المدينة. والعجوة: صنف من تمر المدينة معروف.

3453م - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَهُ (¬1). 3454 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ: "الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمَاؤُهَا شِفَاءُ للْعَيْنِ" (¬2). 3455 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرْنَا الْكَمْأَةَ، فَقَالُوا: هُوَ جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة. وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4478)، ومسلم (2049)، والترمذي (2197)، والنسائي في "الكبرى" (6632) و (6633) و (6634) من طريق عمرو بن حريث، به. وليس عند البخاري والترمذي وبعض روايات مسلم قوله: "الذي أنزل الله على بني إسرائيل". وهو في "مسند أحمد" (1626). قال النووي في "شرح مسلم": اختُلف في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الكمأة من المن" فقال أبو عبيد وكثيرون: شبهها بالمن الذي كان ينزل على بني إسرائيل، لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة ولا علاج، والكماة تحصل بلا كُلفة ولا علاج ولا زرع بزر ولا سقي ولا غيره، وقيل: هي من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل حقيقة عملًا بظاهر اللفظ. وانظر "فتح الباري" 10/ 164.

فَقَالَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْكَمْأَةُ مِنْ الْمَنِّ، وَالْعَجْوَةُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنْ السَّمِّ" (¬1). 3456 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنْ الْجَنَّةِ" (¬2). قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حَفِظْتُ الصَّخْرَةَ مِنْ فِيهِ. ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وأخرجه الترمذي (2198)، والنسائي في "الكبرى" (6637) و (6639) و (6640) من طريق شهر بن حوشب، به. وليس فيه عند النسائي ذكر العجوة في الموضعين الأخيرين. وهو في "مسند أحمد" (8002). وأخرجه النسائي (6636) من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8307). وسلف برقم (3453) من حديث شهر بن حوشب عن أبي سعيد وجابر. وأخرجه الترمذي (2196) من طريق سعيد بن عامر، عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن غريب، وهو من حديث محمَّد بن عمرو، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن عامر عن محمَّد بن عمرو. قلنا: فإن كان سعيد بن عامر حفظه ولم يغلط فيه محمَّد بن عمرو بن علقمة، فهي متابعة حسنة لحديث شهر هذا. (¬2) رجاله ثقات، وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة"! وضعفه بعضهم لاضطراب وقع فيه. وأخرجه أحمد (20341)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 50، والحاكم 3/ 588 و 4/ 120 و230 من طريق المشمعل بن إياس، بهذا الإسناد. وشك المشمعل في بعض الروايات عنه فقال: الصخرة أو الشجرة. =

9 - باب السنا والسنوت

9 - بَابُ السَّنَا وَالسَّنُّوتِ 3457 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَرْج الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ ابْنَ أُمِّ حَرَامٍ، وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْقِبْلَتَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: "الْمَوْتُ" (¬1). ¬

_ = العجوة: نوع تمر مخصوص من تمر المدينة، قال المناوي في "فيض القدير" 4/ 376: قال في "المطالع": يعني أن هذه العجوة تُشبه عجوةَ الجنة في الشكل والصورة والاسم، لا في اللذة والطعم، لأن طعام الجنة لا يشبه طعام الدنيا فيها. وقال القاضي: يريد به المبالغة في الاختصاص بالمنفعة والبركة، فكأنها من طعامها. والصخرة: نقل السندي في حاشيته عن السيوطي: أنها صخرة بيت المقدس، قلنا: والصواب انها الحجر الأسود، فقد ثبت عن أنس موقوفًا: الحجر الأسود من الجنة، انظر "مسند أحمد" (13944). وأما الشجرة، فقد قال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": أي: شجرة ذلك النوع من التمر، وهذا المعنى هو المتبادر من هذا اللفظ. وقال المناوي في "الفيض": الشجرة: الكَرمة، أو شجرة بيعة الرضوان. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عمرو بن بكر السَّكسكي متروك. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (14)، والحاكم 4/ 201، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عمرو 21/ 551 - 552 من طريق عمرو بن بكر السكسكي، بهذا الإسناد. وذهل الحاكم فصحح إسناده، فتعقبه الذهبي بقوله: عمرو اتهمه ابن حبان، وقال ابن عدي: له مناكير. =

10 - باب الصلاة شفاء

قَالَ عَمْرٌو: قَالَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ: السَّنُّوتُ الشِّبِتُّ. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ هُوَ الْعَسَلُ الَّذِي يَكُونُ فِي زِقَاقِ السَّمْنِ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ: هُمْ السَّمْنُ بِالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فِيهِمْ ... وَهُمْ يَمْنَعُونَ الجَارَ أَنْ يتقَرَّدَا 10 - بَاب الصَّلَاةُ شِفَاءٌ 3458 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنَا ذَوَّادُ ابْنُ عُلْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: هَجَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهَجَّرْتُ، فَصَلَّيْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "اشِكَنب دَرْدْ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "قُمْ فَصَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً" (¬1). ¬

_ = قلنا: وتابع عَمرًا عند المزي شدادُ بن عبد الرحمن الأنصاري، وقد ذكره ابن حبان في "ثقاته" 6/ 441 وقال: مستقيم الحديث. وفي الباب حديث أنس بن مالك عند النسائي في "الكبرى" (7533)، وفي سنده محمَّد بن عمارة وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك القوي، وقد تفرد بهذا الحديث عن أنس. وآخر من حديث أسماء بنت عميس، سيأتي عند المصنف برقم (3461)، وفي سنده جهالة. السَّنا: معروف، وهو السَّنا المكي. والشَّبت: نبت تُستعمل أوراقه وبذوره في إكساب الأطعمة نكهة طيبة. و"أَلسَ" في قول الشاعر، فُسر بالخداع والخيانة. والتقريد: الخِداع. ونسب صاحب "اللسان" (قرد) بيت الشعر إلى حصين بن القعقاع. (¬1) إسناده ضعيف لضعف ذَواد بن عُلْبة وليث -وهو ابن أبي سُليم-. =

11 - باب النهي عن الدواء الخبيث

قال أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: اشِكَنب دَرْدْ؟ يَعْنِي: تَشْتَكِي بَطْنَكَ؟ بِالْفَارِسِيَّةِ (¬1). 11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ 3459 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ؛ يَعْنِي السُّمَّ (¬2). 3460 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ = وأخرجه أحمد في "المسند" (9066) و (9240)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 48، وابن عدي في "الكامل" 3/ 985، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " ص 255، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (269) و (270) و (271) و (272) و (273) من طريق ليث بن أبي سليم، به وروي في بعض طرقه موقوفًا. (¬1) زيادة أبي الحسن القطان هذه ليست في (م). وأبو سلمة: هو موسى بن إسماعيل التَّبُوذكي. تنبيه: زاد في المطبوع عقب زيادة القطان: قال أبو عبد الله: حدّث به رجلٌ لأهله، فاستعدَوا عليه. (¬2) إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (3870)، والترمذي (2168) من طريق يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9756).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ شَرِبَ سُمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (5778)، ومسلم (109)، وأبو داود (3872)، والترمذي (2165) و (2166)، والنسائي 4/ 66 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7448)، و"صحيح ابن حبان" (5986). يتحساه: يتجرعه ويبتلعه مرة بعد مرة. وقوله: "في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا"، تمسَّك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/ 227: وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيمُ هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمَّد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر "خالدًا مخلدًا" وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أوهي عند البخاري (1365)]، قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهلَ التوحيد يُعذبون، ثم يُخرَجون منها، ولا يُخلَّدون. ويقوي ذلك ويعضده ما أخرجه مسلم (116) من حديث جابر: أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسولَ الله، هل لك في حصن حصين ومَنَعةِ؟ (قال: حصنٌ كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، للذى ذَخَرَ اللهُ للأنصار، فلما هاجر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة، هاجر إليه الطفيلُ بن عمرو، وهاجر معه رجلٌ من قومه، فاجتَوَوُوا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقِصَ له، فقطع بها بَراجمَه، فشَخَبَت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيًا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدتَ. فقصها الطفيل على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهم وليَدَيهِ فاغفر". قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 2/ 131 - 132: في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة: أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرَها، ومات من =

12 - باب دواء المشي

12 - بَابُ دَوَاءِ الْمَشِيِّ 3461 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَوْلًى لِمَعْمَرٍ التَّيْمِيِّ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ (¬1)، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بِمَاذَا كُنْتِ تَسْتَمْشِينَ؟ " قُلْتُ: بِالشُّبْرُمِ، قَالَ: "حَارٌّ جَارٌّ"، ثُمَّ اسْتَمْشَيْتُ بِالسَّنَا فَقَالَ: "لَوْ كَانَ شَيْءٌ يَشْفِي مِنْ الْمَوْتِ، كَانَ السَّنَا، وَالسَّنَا شِفَاءٌ مِنْ الْمَوْتِ" (¬2). ¬

_ = غير توبة، فليس بكافر، ولا يقطَع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة ... وهذا الحديث شرحٌ للأحاديث التي قبله الموهِم ظاهرُها تخليدَ قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، والله تعالى أعلم. (¬1) في أصولنا الخطية ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي زيادة "عن معمر التيمي" بين مولى معمر وبين أسماء بنت عميس، وهذه الزيادة خطأ، وجاء على الصواب بإسقاطه عند المزي في "التحفة" (15759) فزاده محققه الأستاذ عبد الصمد شرف الدين بين حاصرتين ونسب ابنَ عساكر والمزيَّ إلى السهو وعدم التحري، فوهم بذلك رحمه الله، فإن الصواب إسقاطه كما هو عند ابن أبي شيبة -شيخ المصنف- في "المصنف" 8/ 7 - 8، وعنه رواه أحمد وابنه في "المسند" (27080). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة زرعة بن عبد الرحمن ولإبهام مولى معمر التيمي. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه الترمذي (2213) من طريق محمَّد بن بكر، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عتبة بن عبد الله، عن أسماء بنت عميس. وعتبة هو زرعة المذكور عند المصنف، اختُلف في اسمه على عبد الحميد بن جعفر، انظر "تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر. وقال الترمذي: حديث غريب. وهو في "مسند أحمد" (27080). =

13 - باب دواء العذرة والنهي عن الغمز

13 - باب دواء العذرة والنهي عن الغمز 3462 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة" ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله عن أم قيس بنت محصن، قالت: دخلت بابن لي على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقد أعلقت عليه من العذرة، فقال: "علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟! عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية، يسعط به من العذرة، ويلد به من ذات الجنب" (¬1). ¬

_ = ويشهد للشطر الثاني منه حديث أبي أُبي ابن أم حرام، سلف عند المصنف برقم (3457). وحديث أنس بن مالك عند النسائي في "الكبرى" (7533). فهو حسن بهما. تستمشين، أي: تُخرجين ما في بطنك من المواد الفاسدة. والشُبرُم: حب يشبه الحِمص، يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي، وقيل: إنه نوع من الشيح. وقوله: "جارٌّ" إتباع لحارٍّ، مثل: حَسَنٌ بَسَنٌ. (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. وأخرجه البخاري (5692) و (5713)، ومسلم (2214)، وأبو داود (3877) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (26997)، و"صحيح ابن حبان" (6070). قال السندي: "العُذرة": وجعٌ أو ورمٌ يهيج في الحلق من الدم أيام الحر، والإعلاق: غمز ذلك الموضع ليخرج منه دم أسود، يقال للإعلاق المذكور: الدغر، بالدال المهملة والغين المعجمة آخره راء. قوله:"علامَ" أي: لايِّ شيء، وهو إنكار لهذا العَلاَق. والعَلاَق: بفتح العين: اسم من أَعلقَ. يُسعط: على بناء المفعول من السَّعوط: وهو صبُّ الدواء في الأنف. ْويُلَدُّ من اللَّدُود، بالفتح: وهو صبُّ الدواء في جانب الفم.

14 - باب دواء عرق النسا

3462م - حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح المصري: حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله، عن أم قيس بنت محصن، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بنحوه (¬1). قال يونس: أعلقت، يعني: غمزت. 14 - باب دواء عرق النَّسا 3463 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ، تُذَابُ ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ" (¬2). 15 - بَابُ دَوَاءِ الْجِرَاحَةِ 3464 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: جُرِحَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُدٍ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتْ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وسيأتي مكررًا بهذا الإسناد برقم (3468). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد في "المسند" (13295)، والطبراني في "الأوسط" (2067)، والحاكم 2/ 292 و 4/ 206 و 407 و 408، والضياء في "الأحاديث المختارة" (1554) من طريق أنس بن سيرين، به. عرق النَّسا: العَصَب الورَكيّ، وهو عصب يمتد من الوَرِك إلى الكتب.

تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْهُ، وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ عَلَيْها الْمَاءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهَا، حَتَّى إِذَا صَارَ رَمَادًا، أَلْزَمَتْهُ الْجُرْحَ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ (¬1). 3465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حدثنا عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَعْرِفُ يَوْمَ أُحُدٍ مَنْ جَرَحَ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَنْ كَانَ يُرْقِئُ الْكَلْمَ مِنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيُدَاوِيهِ، وَمَنْ يَحْمِلُ الْمَاءَ فِي الْمِجَنِّ، وَبِمَا دُووِيَ بِهِ الْكَلْمُ حَتَّى رَقَأَ، قَالَ: أَمَّا مَنْ كَانَ يَحْمِلُ الْمَاءَ فِي الْمِجَنِّ فَعَلِيٌّ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ يُدَاوِي الْكَلْمَ فَفَاطِمَةُ، أَحْرَقَتْ لَهُ حِينَ لَمْ يَرْقَأْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ خَلَقٍ، فَوَضَعَتْ رَمَادَهُ عَلَيْهِ فَرَقَأَ الْكَلْمُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البخاري (243) و (2903) و (2911)، ومسلم (1790)، والترمذي (2217) من طريق أبي حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (22799)، و"صحيح ابن حبان" (6578). الرباعيَة: السنُ التي تلي الثنيَّة من كل جانب من الفم، وللإنسان أربع رباعيات. والبيضة: الخُوذة التي تُلبس على الرأس في الحرب. والمِجَن: التُّرس. (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عباس. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم. رَقَأ الكَلْم، أي: سَكن الجرحُ، يعني: انقطع الدمُ.

16 - باب من تطبب ولم يعلم منه طب

16 - بَابُ مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ 3466 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ، فَهُوَ ضَامِنٌ" (¬1). 17 - بَابُ دَوَاءِ ذَاتِ الْجَنْبِ 3467 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: نَعَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَرْسًا وَقُسْطًا وَزَيْتًا، يُلَدُّ بِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن لولا عنعنة ابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. وأخرجه أبو داود (4586)، والنسائي 8/ 52 - 53 و 53 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن بعض الوفد الذين قدموا على أبيه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. أخرجه أبو داود (4587)، وسنده إلى المرسِل حسن، فالحديث بمجموع الطريقين حسن إن شاء الله تعالى. قوله: "من تطبَّب" أي: من تكلف الطب وهو لا يتقنه. "فهو ضامن" أي: عليه التعويض لما تلف بفعله. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن ميمون وأبيه ميمون أبي عبد الله البصري. وأخرجه الترمذي (2210) و (2211)، والنسائي في "الكبرى" (7544) و (7545) من طريق ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم. وقال الترمذي: حسن صحيح! =

18 - باب الحمى

3468 - حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ وَهْبٍ، أَخبرنَا يُونُسُ وَابْنُ سَمْعَانَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُتْبَةَ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيْكُمْ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ -يَعْنِي بِهِ الْكُسْتَ- فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ". قَالَ ابْنُ سَمْعَانَ فِي الْحَدِيثِ: "فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ سَبْعَةِ أَدْوَاءٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ" (¬1). 18 - بَابُ الْحُمَّى 3469 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذُكِرَتْ الْحُمَّى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَبَّهَا رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَسُبَّهَا، فَإِنَّهَا تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْحَدِيدِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (19289). ذات الجنب: التهاب في الغشاء المحيط بالرئة. والوَرْس: نبت أصفر يُصبَغ به يشبه الكُركُم. والقُسْط: هو العود الهندي، وهو خشب يؤتى به من بلاد الهند، طيب الرائحة. واللد: هو صب الدواء في جانب فم المريض. (¬1) إسناده صحيح من جهة يونس -وهو ابن يزيد الأيلي- وابن سمعان: وهو له بن زياد بن سليمان بن سمعان، متروك. وقد سلف الحديث برقم (3462). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي. =

19 - باب الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء

3470 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا - وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ - مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَبْشِرْ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ" (¬1). 19 - بَاب الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ 3471 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 231. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم في "صحيحه" برقم (2575). (¬1) إسناده جيد، أبو صالح الأشعري لا يُعرف اسمه، روى عنه جمع وقال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن جابر. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 229. وأخرجه أحمد في "المسند" (9676)، وهناد في "الزهد" (391)، والطبراني في "مسند الشاميين" (561)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 6/ 86، والحاكم في "المستدرك" 1/ 345، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9844)، وفي "السُّنن" 3/ 381 - 382 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد. تنببه: وقع هذا الحديث مسندًا من طريق أبي أسامة في الطبعة المصرية من "جامع الترمذي" برقم (2088)، وهو لم يرد في شيء من نسخه الخطية العتيقة المعتمدة، ولم يذكره الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" منسوبًا إلى الترمذي، ولم يستدركه عليه الحافظ ابن حجر.

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ" (¬1). 3472 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ شِدَّةَ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ" (¬2). 3473 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3263)، ومسلم (2210)، والترمذي (2205)، والنسائي في "الكبرى" (7563) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24229). فَيح جهنم: سطوع حرِّها ووهجه. فابرُدوها: بهمزة وصل وبضم الراء، على وزن قَتَلَ، أي: أسكنوا حرارتها وأطفئوا لهبها، قال النووي في "شرح مسلم": وكونها بهمزة وصل وضم الراء هو الصحيح الفصيح المشهور في الروايات وكتب اللغة وغيرها، وحكى القاضي عياض في "المشارق" أنه يقال بهمزة قطع وكسر الراء في لغة قد حكاها الجوهري، وقال: هي لغة رديئة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3264)، ومسلم (2209)، والنسائي في "الكبرى" (7564) من طريق نافع، به. وأخرجه مسلم (2209) (80) من طريق محمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن جده عبد الله بن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4719)، و"صحيح ابن حبان" (6066).

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ". ودَخَلَ عَلَى ابْنٍ لِعَمَّارٍ (¬1) فَقَالَ: اكْشِفْ الْبَاسْ، رَبَّ النَّاسْ، إِلَهَ النَّاسْ (¬2). 3474 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّهَا كَانَتْ تُؤْتَى بِالْمَرْأَةِ الْمَوْعُوكَةِ، فَتَدْعُو بِالْمَاءِ فَتَصُبُّهُ فِي جَيْبِهَا، وَتَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "ابْرُدُوهَا بِالْمَاءِ"، وَقَالَ: "إِنَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" (¬3). 3475 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ (¬1) في (س): ابن لعثمان. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مصعب بن المقدام صدوق لا بأس به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (3262) و (5726)، ومسلم (2212)، والترمذي (2204)، والنسائي في "الكبرى" (7562) من طريقين عن سعيد بن مسروق، به - ولم يذكروا فيه قصة الدخول على ابن عمار. والداخل على ابن عمار هو رافع بن خديج. وهو في "مسند أحمد" (15810). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5724)، ومسلم (2211)، والترمذي (2206)، والنسائي في "الكبرى" (7565) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (26926). والجَيب: ما ينفتح من الثوب على النحر كالطوق.

20 - باب الحجامة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْحُمَّى كِيرٌ مِنْ كِيرِ جَهَنَّمَ، فَنَحُّوهَا عَنْكُمْ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ" (¬1). 20 - بَابُ الْحِجَامَةِ 3476 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَالْحِجَامَةُ" (¬2). 3477 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا كُلُّهُمْ يَقُولُ لِي: عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحِجَامَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- مدلس ولم يصرح بسماعه من أبي هريرة، وفي سماعه منه خلاف. ويشهد له ما تقدمه من الأحاديث. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. وأخرجه أبو داود (3857) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8513)، و "صحيح ابن حبان" (6078). ويشهد له حديث أنس بن مالك عند البخاري (5696)، ومسلم (1577). (¬3) إسناده ضعيف جدًا، عباد بن منصور ضعيف وقد دلس في إسناد هذا الخبر، ففي "الضعفاء" للعقيلي 3/ 136، ونقله عنه المزي في ترجمة عباد من "التهذيب" =

3478 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، أخبرنَا عَبَّادُ ابْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ، يَذْهَبُ بِالدَّمِ، وَيُخِفُّ الصُّلْبَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ" (¬1). ¬

_ = عن يحيى بن سعيد القطان قال: قلت لعباد بن منصور الناجي: سمعتَ "ما مررتُ بملإ من الملائكة"، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يكتحل ثلاثًا؟ (يعني من عكرمة)، فقال: حدثني ابنُ أبي يحيى عن داود بن حُصين عن عكرمة عن ابن عباس. قلنا: فبين هنا أن بينه وبين عكرمة اثنين: ابن أبي يحيى، وهو إبراهيم بن محمَّد الأسلمي، وهو متروك، وداود بن حصين وهو ضعيف في عكرمة خاصةً. وأخرجه ضمن حديث الترمذي (2178) من طريق النضر بن شميل، عن عباد ابن منصور، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور. قلنا: وتصريح عباد عنده بسماعه من عكرمة خطأ مِن بعض مَن دونه لما سبق من تصريحه هو ليحيي بن سعيد بعدم سماعه منه. وهو في "مسند أحمد" (3316). وفي الباب حديث أنس الآتي عند المصنف برقم (3479)، وهو ضعيف الإسناد أيضًا. وآخر من حديث ابن مسعود عند الترمذي (2177)، وفي سنده عبد الرحمن ابن إسحاق -وهو ابن الحارث الواسطي- ضعيف منكر الحديث. وثالث من حديث ابن عمر عند البزار (3020 - كشف الأستار)، وفي سنده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو سيئ الحفظ، وفيه عطاف بن خالد مختلف فيه، ولم يحمده مالك، ورماه ابن حبان بسوء الحفظ خاصة فيما يرويه عن نافع، وهذا الحديث من روايته عنه. ورابع من حديث مالك بن صعصعة عند الطبراني في "الأوسط" (2081)، و"الكبير" 19/ (600)، وفي سنده من تكلم في حفظه وإتقانه. (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. =

21 - باب موضع الحجامة

3479 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلَإٍ إِلَّا قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ" (¬1). 3480 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحِجَامَةِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهَا. وَقَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ أَخَاهَا مِنْ الرِّضَاعَةِ، أَوْ غُلَامًا لَمْ يَحْتَلِمْ (¬2). 21 - بَابُ مَوْضِعِ الْحِجَامَةِ 3481 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ابْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2178) مجموعًا مع الحديث السابق، من طريق النضر بن شميل، عن عباد بن منصور، به. الصُّلب: الطَّهر. (¬1) إسناده ضعيف، جبارة وكثير كلاهما ضعيف. وأخرجه ابن عدي في ترجمة كثير من "الكامل" 6/ 2084 من طريق قتيبة بن سعيد وجبارة بن المغلس، عن كثير بن سليم، به. وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (3477). (¬2) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه مسلم (2206)، وأبو داود (4105) من طريق الليث بن سعد، به. وهو في "مسند أحمد" (14775)، و"صحيح ابن حبان" (5602).

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ بُحَيْنَةَ يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلَحْيِ جَمَلٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَسَطَ رَأْسِهِ (¬1). 3482 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، عَنْ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِحِجَامَةِ الْأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ (¬2). 3483 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - احْتَجَمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ وَعَلَى الْكَاهِلِ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل خالد بن مخلد القَطَواني، وقد توبع. عبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز. وأخرجه البخاري (1836) عن خالد بن مخلد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5698)، ومسلم (1203)، والنسائي 5/ 194 من طرق عن سليمان بن بلال، به. وهو في "مسند أحمد" (22924)، و"صحيح ابن حبان" (3953). لَحي جمل: اسم موضع، وقال ابن وضاح - فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 152 - : بقعة معروفة، وهي عقبة الجُخفة على سبعة أميال من السُّقيا. (¬2) إسناده تالف، سعد الإسكاف -وهو ابن طريف- والأصبغ بن نباتة متروكان، واتهم ابن حبان الإسكاف بالوضع. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" -كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري- من طريق مروان بن معاوية، عن سعد بن طريف الإسكاف، به. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3860)، والترمذي (2176) من طريق جرير بن حازم، به - وقرن الترمذي بجرير همامَ بنَ يحيى، وقال: حديث حسن. =

3484 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَحْتَجِمُ عَلَى هَامَتِهِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَيَقُولُ: "مَنْ أَهْرَاقَ مِنْهُ هَذِهِ الدِّمَاءَ، فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ لَا يَتَدَاوَى بِشَيْءٍ لِشَيْءٍ" (¬1). 3485 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ عَلَى جِذْعٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ (¬2). قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي أَنَّ النَّبِيَّ احْتَجَمَ عَلَيْهَا مِنْ وَثْءٍ (¬3). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (12191)، و"صحيح ابن حبان" (6077). الأخدعان: عِرقان في جانب العنق. والكاهل: ما بين كتفي الإنسان. (¬1) إسناده ضعيف. ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- مختلف فيه، وثقه بعضهم وضعفه آخرون، وقال ابن عدي: كان رجلًا صالحًا، ويكتب حديثه على ضعفه. وأخرجه أبو داود (3859) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. الهامَة: الرأس. (¬2) إسناد قوي. أبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه أبو داود (602) مطولًا عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير ووكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (14205)، و"صحيح ابن حبان" (2112). (¬3) الوثء: هو وجعٌ يُصيب اللحم ولا يبلغ العظم. وقول وكيع هذا لم يروه عنه غير محمَّد بن طريف، وهو خطأ في هذا الحديث، فإنما سقط النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن فرسه في المدينة كما هو مصرَّح به في الروايات المطولة، =

22 - باب في أي الأيام يحتجم

22 - بَاب فِي أَيِّ الْأَيَّامِ يُحْتَجَمُ 3486 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، أَوْ أحدًا وَعِشْرِينَ، لَا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمْ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ" (¬1). 3487 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: يَا نَافِعُ، قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ، فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا، وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنْ اسْتَطَعْتَ، وَلَا تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا وَلَا ¬

_ = وأما حجامته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الوثء، فقد جاء أنها كانت وهو مُحرِم- أي: في غير المدينة- هكذا روى أبو الزبير عن جابر عند النسائي 5/ 193، وقتادة عن أنس عنده أيضًا 5/ 194. والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده مسلسل بالضعفاء، وانفرد ابن ماجه بإخراجه. وأخرجه الترمذي (2176) من فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من طريق عمرو بن عاصم، عن همام بن يحيى وجرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: كان رسول الله يحتجم لسبع عشرة وتع عشرة هاحدى وعشرين. وحسَّنه، وهو كما قال. ويشهد لحديث قتادة عن أنس حديثُ ابن عباس عند الحاكم 4/ 409، وسنده ضعيف. وآخر من حديث أبي هريرة عند أبي داود (3861) مرفوعًا بلفظ "من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء". وسنده حسن في الشواهد. قوله: "لا تبيغ" أي: لا يتهيَّج.

صَبِيًّا صَغِيرًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ، فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ، تَحَرِّيًا، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنْ الْبَلَاءِ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلَاءِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَّا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، ولَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده مسلسل بالضعفاء، سويد بن سعيد وعثمان بن مطر والحسن بن أبي جعفر ضعفاء. وأخرجه ابن حبان في ترجمة عثمان من "المجروحين" 2/ 100، وابن عدي في ترجمة الحسن من "الكامل" 2/ 721، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1464) من طريق عثمان بن مطر، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/ 409 من طريق عبد الملك بن عبد ربه الطائي، عن عثمان بن جعفر، عن محمَّد بن جحادة، به. وقال: عثمان بن جعفر هذا لا أعرفه بعدالة ولا جرح. ووهَّى الذهبي حديثه هذا في "تلخيصه"، وذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" وقال: حديثه منكر في الحجامة. قلنا: وعبد الملك بن عبد ربه الطائي ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: منكر. وأخرجه الحاكم أيضًا 4/ 211، وابن الجوزي (1463) من طريق غزال بن محمَّد، عن محمَّد بن جحادة، به. وغزال هذا جهله الحاكم وابن الجوزي والذهبي في "الميزان" وقال: خبره منكر في الحجامة. وأخرجه الحاكم 4/ 211 - 212 من طريق عبد الله بن صالح المصري، عن عطاف بن خالد، عن نافع، به. وعبد الله بن صالح سيئ الحفظ، وعطاف بن خالد مختلف فيه ولم يحمده مالك، ورماه ابن حبان بسوء الحفظ خاصة فيما يرويه عن نافع. =

23 - باب الكي

3488 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِصْمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا نَافِعُ، تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ، فَأْتِنِي بِحَجَّامٍ، وَاجْعَلْهُ شَابًّا، وَلَا تَجْعَلْهُ شَيْخًا وَلَا صَبِيًّا. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَهِيَ تَزِيدُ فِي الْعَقْلِ، وَتَزِيدُ فِي الْحِفْظِ، وَتَزِيدُ الْحَافِظَ حِفْظًا، فَمَنْ كَانَ مُحْتَجِمًا، فَيَوْمَ الْخَمِيسِ، عَلَى اسْمِ اللَّهِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ أَيُّوبُ بِالْبَلَاءِ، وَمَا يَبْدُو جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَّا فِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، أَوْ لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ" (¬1). 23 - بَابُ الْكَيِّ 3489 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ اكْتَوَى أَوْ اسْتَرْقَى، فَقَدْ بَرِئَ مِنْ التَّوَكُّلِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مختصرًا الحاكم 4/ 211، وابن الجوزي (1465) من طريق عبد الله ابن هشام الدستوائي، عن أبيه، عن أيوب السخنياني، عن نافع، عن ابن عمر موقوفًا. وعبد الله بن هشام متروك. وانظر ما بعده. (¬1) إسناده ضعيف لضعف عثمان بن عبد الرحمن -وهو الطرائفي- وجهالة عبد الله بن عصمة وسعيد بن ميمون. وانظر ما قبله. (¬2) حديث صحيح، ليث -وهو ابن أبي سليم- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. =

3490 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَيُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْكَيِّ، فَاكْتَوَيْتُ فَمَا أَفْلَحْتُ وَلَا أَنْجَحْتُ (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2181)، والنسائي في "الكبرى" (7561) من طريق منصور ابن المعتمر، عن مجاهد، به. وتال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18180)، و"صحيح ابن حبان" (6087). قال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": قوله: "فقد برئ من التوكل"، أي: ليس من كمال التوكل التعلقُ بالأسباب البعيدة كالرُّقية والكيِّ، فالمتعلق بمثل هذه الأسباب ليس من أهل الكمال في التوكل. وقال المناوي في "فيض القدير": فقد برئ من التوكل لفعله ما يُسن التنزه عنه من الاكتواء لخطره والاسترقاء بما لا يُعرف من كتاب الله لاحتمال كونه شركًا. أو هذا فيمن فعل معتمدًا عليها لا على الله، فصار بذلك بريئًا من التوكل، فإن فقد ذلك لم يكن بريئًا منه. (¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات والحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- وإن لم يسمع من عمران، قد توبع. منصور: هو ابن زاذان، ويونس: هو ابن عبيد البصري. وأخرجه الترمذي (2173)، والنسائي في "الكبرى" (7558) من طريق الحسن، عن عمران بن حصين. وأخرجه أبو داود (3865) من طريق ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخِّير، عن عمران بن حصين. وسنده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (19864)، و"صحيح ابن حبان" (6081). قال الحافظ في "الفتح" 10/ 155: والنهي فيه محمول على الكراهة، أو على خلاف الأولى لما يقضيه مجموعُ الأحاديث، وقيل: إنه خاص بعمران، لأنه كان به الباسورُ وكان موضعه خطرًا، فنهاه عن كَيِّه، فلما اشتدَّ عليه، كواه، فلم يُنجِح. =

24 - باب من اكتوى

3491 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْأَفْطَسُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنْ الْكَيِّ" رَفَعَهُ (¬1). 24 - بَابُ مَنْ اكْتَوَى 3492 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ، قال: سَمِعَت عَمِّي يَحْيَى -وَمَا أَدْرَكْتُ رَجُلًا مِنَّا بِهِ شَبِيهًا- يُحَدِّثُ النَّاسَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ زُرَارَةَ -وَهُوَ جَدُّ مُحَمَّدٍ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ- أَنَّهُ أَخَذَهُ وَجَعٌ فِي حَلْقِهِ، يُقَالُ لَهُ: الذُّبْحَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأُبْلِغَنَّ -أَوْ لَأُبْلِيَنَّ- فِي أَبِي أُمَامَةَ عُذْرًا" فَكَوَاهُ بِيَدِهِ فَمَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ¬

_ = وقوله: "ولا أنجحتُ" وفي (س) و (م): فما أفلَحنَ ولا أنجحنَ؛ يعني الكيّات قال في "النهاية: يقال: نجح فلان وأنجح إذا أصاب طَلِبَتَهُ، ونَجَحَت طَلِبَته وأنجحت، وأنجحه الله. (¬1) إسناده صحيح. سالم الأفطس: هو ابن عجلان. وأخرجه كابن ماجه البخاري (5680) و (5681) من طريق مروان بن شجاع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2208). قال السندي: والنهي عن استعمال الكي للتنزيه.

"مِيتَةَ سَوْءٍ لِلْيَهُودِ! يَقُولُونَ: أَفَلَا دَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ! وَمَا أَمْلِكُ لَهُ وَلَا لِنَفْسِي شَيْئًا" (¬1). 3493 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَرِضَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ مَرَضًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَبِيبًا، فَكَوَاهُ عَلَى أَكْحَلِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح، وهو مرسل صحابي على الأرجح، فإن يحيى بن أسعد بن زرارة قد اختُلف في صحبته بناءَ على الاختلاف في نسبه: هل هو ابن أسعد بن زرارة لصلبه أم لا، فإن كان لصلبه، فهو صحابي بلا شك، لكنه صغير، فقد توفي أبوه أسعد بن زرارة في السنة الأولى للهجرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/ 423، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2197) عن محمَّد بن جعفر غُندر، عن شعبة، به. وأخرج أحمد في "مسنده" (16618) و (23207) من طريق أبي الزبير، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن بعض أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: كوى رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سعدًا أو أسعد بن زرارة في حلقه من الذُّبَحة، وقال: "لا أدع في نفسي حرجًا من سعد- أو أسعد- بن زرارة". وسنده حسن، والشك في سعد أو أسعد من بعض الرواة، والراجح أن الذي كواه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو أسعد، بالهمز. وانظر تمام تخريجه في "المسند". الذُّبحَةُ، قال ابن الأثير في "النهاية": وجعٌ يَعرِض في الحلق من الدم، وقيل: هي قرحة تظهر فيه فينسدُّ معها وينقطع النَفَس فتَقتُل. (¬2) إسناده قوي. أبو سفيان: هو طلحة بن نافع، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه مسلم (2207)، وأبو داود (3864) من طريق الأعمش، به. ولم يذكر أبو داود في حديثه الكيَّ. وهو في "مسند أحمد" (14252). الأكحل: عِرْق في وسط الذراع.

25 - باب الكحل بالإثمد

3494 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَوَى سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ مَرَّتَيْنِ (¬1). 25 - بَابُ الْكُحْلِ بِالْإِثْمِدِ 3495 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس. وأخرجه بنحوه مسلم (2208)، وأبو داود (3866)، من طرق عن أبي الزبير، به. وأخرجه أحمد (14773)، والترمذي (1673)، والنسائي في "الكبرى" (3579) من طرق عن الليث بن سعد، عن أبي الزبير به ورواية الليث بن سعد عنه محمولة على السماع، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (14343)، و"صحيح ابن حبان" (4784). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عثمان بن عبد الملك. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 242، والترمذي في "الشمائل" (52)، والحاكم 4/ 207 من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد. ويشهد له ما بعده من حديث جابر وابن عباس. وحديث علي بن أبي طالب عند الطبراني في "الأوسط" (1064)، ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (726) وحسَّن إسناده. =

3496 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "عَلَيْكُمْ بِالْإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ" (¬1). 3497 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ" (¬2). ¬

_ = وحديث أبى النعمان الأنصاري: معبد بن هوذة عند أحمد (15906). الإثمد: نوع من أنواع الكحل. (¬1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم -وهو المكي- وقد توبع. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6056)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 92 من طريق إسماعيل بن مسلم، به. وأخرجه عبد بن حميد (1085)، والترمذي في "الشمائل" (50)، وأبو يعلى (2058) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن المنكدر، به. ومحمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس ولم يصرح هنا بالسَّماع. ويشهد له ما قبله وما بعده. (¬2) إسناده قوي، ابن خثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (3878) و (4061)، والنسائي 8/ 149 - 150 من طريق عبد الله ابن عثمان بن خثيم، به. وأخرجه الترمذي (1854) من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسنده ضعيف لضعف عباد. وهو في "مسند أحمد" (2047).

26 - باب من اكتحل وترا

26 - بَابُ مَنْ اكْتَحَلَ وِتْرًا 3498 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، حدثنا ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ" (¬1). 3499 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَبَّادِ ابْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف حصين الحميري ثم الحُبراني، وجهالة أبي سعد الخير، ويقال: أبو سعيد. وأخرجه ضمن حديثٍ أبو داود (35) من طريق عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (338)، وهو في "مسند أحمد" (8611). وقد روي عن أبي هريرة أيضًا عند أحمد (8611) و (8612) من طريق أبي يونس والأعرج عنه مرفوعًا: "إذا اكتحل أحدكم فليوتر". وفي سنديهما ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ. ويشهد للاكحال وترًا حديث ابن عباس التالي، وسنده ضعيف. وأحسن شيء في الباب حديث عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس، عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاثًا، وفي اليسرى ثلاثًا بالإثمد. أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص170، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" 12/ 119، وسنده قوي. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 21 و 599، وابن سعد في "الطبقات" 1/ 484 من طريق عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس مرسلًا، وقال فيه: وفي اليسرى مرودين!

27 - باب النهي أن يتداوى بالخمر

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُكْحُلَةٌ، يَكْتَحِلُ مِنْهَا ثَلَاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ (¬1). 27 - بَابُ النَّهْيِ أَنْ يُتَدَاوَى بِالْخَمْرِ 3500 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حدثنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْتَصِرُهَا، فَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ قَالَ: "لَا" فَرَاجَعْتُهُ، قُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهِ لِلْمَرِيضِ. قَالَ: "إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِشِفَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ" (¬2). 28 - بَابُ الِاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ 3501 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا سَعَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، وقد تقدم بيان عنه عند الحديث السالف برقم (3477). وأخرجه الترمذي (1854) و (2172) من طريق عباد بن منصور، به. وسلف التعليق على الاكتحال ثلاثًا في الحديث السالف. (¬2) حديث حسن، وقد اختلف في إسناده على سماك بن حرب، وهو صدوق حسن الحديث. فرواية حماد بن سلمة عن سماك على هذا الوجه عند أحمد في "المسند" (18787)، وانظر تتمة تخريجها هناك. وأخرجه مسلم (1984)، وأبو داود (3873)، والترمذي (2169) من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه وائل بن حجر الحضرمي: أن طارق بن سويد الجعفي سأل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الخمر ... إلخ. فجعله شعبة من حديث وائل بن حجر. وهو في "مسند أحمد" (18788)، و"صحيح ابن حبان" (1390).

29 - باب الحناء

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ الدَّوَاءِ الْقُرْآنُ" (¬1). 29 - بَابُ الْحِنَّاءِ 3502 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سَلْمَى أُمُّ رَافِعٍ، مَوْلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَتْ: كَانَ لَا يُصِيبُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرْحَةٌ وَلَا شَوْكَةٌ إِلَّا وَضَعَ عَلَيْهِ الْحِنَّاءَ (¬2). 30 - بَابُ أَبْوَالِ الْإِبِلِ 3503 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أخبرنَا حُمَيْدٌ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف الحارث: وهو الأعور، وسعاد بن سليمان قال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي في الحديث. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (28) من طريق محمَّد بن عبيد بن عتبة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده محتمل للتحسين. وأخرجه الترمذي (2179) و (2180) من طريق فائد مولى عبيد الله، به. وأخرجه بنحوه أبو داود (3858) من طريق عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن فائد مولى عبيد الله، عن جدته سلمى قالت: ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجعًا في رأسه إلا قال: "احتجم"، ولا وجعًا في رجليه إلا قال: "اخضِبهما". وانظر "مسند أحمد" (27617). قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي": القرحة، بفتح القاف ويُضم: جراحة من سيف وسكين ونحوه. إلا وضع عليه الحناء: لأنه ببرودته يخفف حرارةً الجراحة وألم الدم.

31 - باب الذباب يقع في الإناء

عَنْ أَنَسٍ بن مالك، أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: "لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا" فَفَعَلُوا (¬1). 31 - بَاب الذباب يَقَعُ فِي الْإِنَاءِ 3504 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "فِي أَحَدِ جَنَاحَيْ الذُّبَابِ سُمٌّ، والْآخَرِ شِفَاءٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي الطَّعَامِ فَامْقُلُوهُ فِيهِ، فَإِنَّهُ يُقَدِّمُ السُّمَّ وَيُؤَخِّرُ الشِّفَاءَ" (¬2). 3505 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ فِيهِ ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءً" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف بهذا الإسناد مطولًا برقم (2578). (¬2) إسناده صحيح. ابن أبي ذئب: اسمه محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وسعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ القارظي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن ابن عوف. وأخرجه النسائي 7/ 178 - 179 من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11643)، و"صحيح ابن حبان" (1247). فامقلوه، أي: أدخِلوه واغمسوه في الطعام ثم اطرحوه. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل سويد بن سعيد ومسلم بن خالد الزنجي، لكنهما متابعان. =

32 - باب العين

32 - بَابُ الْعَيْنِ 3506 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رزيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْعَيْنُ حَقٌّ" (¬1). 3507 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْعَيْنُ حَقٌّ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (3320) من طريق سليمان بن بلال، و (5782) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عتيبة بن مسلم، به. وأخرجه أبو داود (3844) من طريق ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9168)، و "صحيح ابن حبان" (1246). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال أمية بن هند. وأخرجه ضمنَ حديث النسائي في "الكبرى" (10805) من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15700). ويشهد له ما بعده. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مضارب بن حزن صدوق حسن الحديث. الجريري: اسمه سعيد بن إياس. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (10321). وأخرجه البخاري (5740)، ومسلم (2187)، وأبو داود (3879) من طريق معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. وهو من طريق همام في "مسند أحمد" (8245)، و "صحيح ابن حبان" (5503). وانظر لزامًا في شرح هذا الحديث "زاد المعاد" 3/ 162 - 173.

3508 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ" (¬1). 3509 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ! فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا. قَالَ: "مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟ " قَالُوا: عَامِرَ ابْنَ رَبِيعَةَ. قَالَ: "عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ" ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَيَغْسِلْ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ: وَأَمَرَ أَنْ يكْفئ الْإِنَاءَ مِنْ خَلْفِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي واقد: وهو صالح بن محمَّد بن زائدة. أبو هشام المخزومي: هو المغيرة بن سلمة، ووُهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5945)، والحاكم 4/ 215 من طريق وهيب ابن خالد، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة. =

33 - باب من استرقى من العين

33 - بَابُ مَنْ اسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ 3510 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ (¬1)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمْ الْعَيْنُ، فَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ قَالَ: "نَعَمْ، فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ، سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7571) و (9965) عن محمَّد بن عبد الله بن يزيد والحارث بن مسكين، عن سفيان، به. وأخرجه أيضًا (7572) من طريق مالك، عن ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه (9966) عن محمَّد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان، عن معمر، عن الزهري، به. إلا أنه جعله من رواية أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه: أن عامرًا مرَّ به ... إلخ. وهذا أصح، إذ إن أبا أمامة له رؤية فقط ولم يسمع من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولم يحضر هذه القصة وإنما سمعها من أبيه. وأخرجه النسائي أيضًا (7570) من طريق مالك، عن محمَّد بن أبي أمامة، عن أبيه قال: اعتل أبي سهلُ بن حنيف ... والحديث في "مسند أحمد" (15985)، و"صحيح ابن حبان" (6106). قوله: "جلد مخبَّأة" أي: جلد جارية مخباة في خِدرها. "لُبِطَ به": صُرعَ به. (¬1) في (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: عن عروة، عن عامر، وهو خطأ. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد. وأخرجه الترمذي (2186) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه الترمذي أيضًا (2187)، والنسائي في "الكبرى" (7495) من طريق معمر، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن دينار، عن عروة بن عامر، عن عبيد بن رفاعة، عن أسماء بنت عميس قالت: قلت: يا رسول الله ... إلخ. فجعله من مسند أسماء بنت عميس، وذكر الدارقطني في "العلل" 5/ ررقة 193 أن هذا الإسناد هو الأصح. =

3511 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا عَبَّادٍ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ وأَعْيُنِ الْإِنْسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ، أَخَذَهُمَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ (¬1). 3512 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ وَمِسْعَرٍ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ¬

_ = وهو في مسند أسماء بنت عميس من "مسند أحمد" (27470) عن سفيان بن عيينة بإسناده. ويشهد له حديث جابر عند مسلم (2198)، وحديث ابن عباس عنده أيضًا (2188). قوله: "سبقته" قال السندي: أي: لسابقَتْه العين فسبقته، أي: غلبته بالسبق، ففي الكلام اختصار للظهور، والمقصود بيان قوة ضرر العين وشدته بحيث إنه لو كان هناك شيء آخر على خلاف مقتضى التقدير، لكان ذلك الشيء هو العين. (¬1) صحيح رجاله ثقات إلا أن عباد -وهو ابن العوام- لم يُذكر في عداد من روى عن سعيد بن إياس قبل اختلاطه، ورواه القاسم بن مالك المزني عن سعيد بن إياس وهو مثل عباد بن العوام. وأخرجه النسائي 8/ 271، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2902) من طريق سعيد بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2185) من طريق القاسم بن مالك المزني، عن الجريري، به. وقال: حديث حسن غريب. وقد استدل به الإمام الطحاوي وبحديث عائشة: "أمرني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أسترقي من العين " وهو متفق عليه، وبحديث أبي سعيد الصحيح أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اشتكى، فرقاه جبريل، فقال: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن كل حاسد وعين والله يشفيك. بأن حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف السالف عند المصنف برقم (3509) منسوخ بها.

34 - باب ما رخص فيه من الرقى

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنْ الْعَيْنِ (¬1). 34 - بَابُ مَا رَخَّصَ فِيهِ مِنْ الرُّقَى 3513 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ حُصيْنٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، علي بن أبي الخصيب صدوق وقد توبع، ومن فوقه ثقات. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (5738)، ومسلم (2195)، والنسائي في "الكبرى" (7494) من طريق سفيان الثوري، وفي بعض طرق مسلم عن مسعر، به. وهو في "مسند أحمد" (24345)، و"صحيح ابن حبان" (6103). (¬2) حديث صحيح، أبو جعفر الرازي -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وتابع أبا جعفر الرازي عليه شعبةُ، أشار إلى روايته الترمذي بإثر الحديث (2184) من "جامعه"، وأبو حاتم الرازي في "العلل" 2/ 348. وخالفهما هشيم فرواه عن حصين عن الشعبي عن بريدة موقوفًا، أخرجه من طريقه مسلم (220) (374) ضمن حديث. وروي من طرق عن حصين عن الشعبي عن عمران بن حصين مرفوعًا، انظر تخريجها في "مسند أحمد" (19908). وخالف محمَّد بن فضيل عند البخاري (5705) فرواه عن حصين عن الشعبي عن عمران موقوفًا. وقد رجح الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 2/ 77 أن المحفوظ حديثُ عمران لا حديث بريدة، بينما ذهب الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 156 إلى أنه عند حصين عن عمران وعن بريدة جميعًا. الحُمَة: سمُّ الحية والعقرب ونحوهما. وقيل: إنه لم يرد الحصر في العين والحمة، وإنما أراد أنهما أحق بالرقية لشدة الضرر فيهما.

3514 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ خَالِدَةَ بِنْتَ أَنَسٍ أُمَّ بَنِي حَزْمٍ السَّاعِدِيَّةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ الرُّقَى فَأَمَرَهَا بِهَا (¬1). 3515 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمْ: آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، يَرْقُونَ مِنْ الْحُمَةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ نَهَى عَنْ الرُّقَى فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنْ الرُّقَى، وَإِنَّا نَرْقِي مِنْ الْحُمَةِ! فَقَالَ لَهُمْ: "اعْرِضُوا عَلَيَّ" فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: "لَا بَأْسَ بِهَذِهِ، هَذِهِ مَوَاثِيقُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن إن كان أبو بكر بن محمَّد -وهو ابن عمرو بن حزم- سمعه من خالدة بنت أنس، وإلا فهو مرسل حسن الإسناد إلى أبي بكر بن محمَّد. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 36، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" 24/ (637). (¬2) إسناده حسن. الأعمش: اسمه سليمان بن مهران، وأبو سفيان: اسمه طلحة بن نافع. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 328، والطبراني في "الكبير" 17/ (74)، والحاكم 4/ 328 من طرق عن الأعمش، به. وجمعوا معه قصة السؤال عن الرقى من العقرب، فقال: "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل". وأخرج الشطر الذي عند المصنف: أحمد في "المسند" (15235)، والطحاوي 4/ 328 من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر. وأخرجه مختصرًا مسلم (2199) (61) من طريق ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: أرخصَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رُقْية الحلية لبني عمرو. =

35 - باب رقية الحية والعقرب

3516 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ رَخَّصَ فِي الرُّقْيَةِ مِنْ الْحُمَةِ وَالْعَيْنِ وَالنَّمْلَةِ (¬1). 35 - بَابُ رُقْيَةِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ 3517 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الرُّقْيَةِ مِنْ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ (¬2). ¬

_ = وانظر ما سيأتي برقم (3519). وأما قصة السؤال عن الرقى من العقرب فهو عند مسلم (2199) من طريق أبي الزبير وأبي سفيان. وهي في "مسند أحمد" (14231). والحُمة بالتخفيف: السُّم. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول. وأخرجه مسلم (2196)، والترمذي (2182) و (2183)، والنسائي في "الكبرى" (7499) من طريق عاصم الأحول، به. وهو في "مسند أحمد" (12173)، و"صحيح ابن حبان" (6104). وأخرج أبو داود (3889) من طريق شريك النخعي، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، عن أنس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا رُقية إلا من عين أو حُمَة أَو دمِ يرقأ". وسنده ضعيف، شريك سيئ الحفظ. ومعنى "يرقأ": ينقطع. النملة: قروح تخرج في جنب الإنسان. (¬2) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي، ومغيرة: هو ابن مِقسم الضبي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخَعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم. =

3518 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَدَغَتْ عَقْرَبٌ رَجُلًا فَلَمْ يَنَمْ لَيْلَتَهُ، فَقِيلَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ فُلَانًا لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ فَلَمْ يَنَمْ لَيْلَتَهُ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ حِينَ أَمْسَى: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، مَا ضَرَّهُ لَدْغُ عَقْرَبٍ حَتَّى يُصْبِحَ" (¬1). 3519 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: عَرَضْتُ، أو عرضت (¬2) النَّهشةُ مِنْ الْحَيَّةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَمَرَ بِهَا (¬3). ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (5741)، ومسلم (2193) من طريق الأسود، به. وهو في "مسند أحمد" (24018)، و"صحيح ابن حبان" (6101). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن بهرام صدوق، ومن فوقه ثقات. سفيان: هو الثوري. وأخرجه بنحوه مسلم (2709)، والترمذي (3923)، والنسائي في "الكبرى" (10346 - 10353) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (3900)، والنسائي (10359) من طريق الزهري، عن طارق ابن مخاشن، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8880)، و"صحيح ابن حبان" (1021). (¬2) قوله: "أو عُرضت" سقط من المطبوع. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، أبو بكر بن عمرو: هو أبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حرَّم، لم يُدرك جدَّه عَمرًا. =

36 - باب ما عوذ به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما عوذ به

36 - بَابُ مَا عَوَّذَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَا عُوِّذَ بِهِ 3520 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَتَى الْمَرِيضَ فَدَعَا لَهُ قَالَ:"أَذْهِبْ الْبَأس، رَبَّ النَّاسْ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا" (¬1). 3521 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ مِمَّا يَقُولُ لِلْمَرِيضِ بِبُزَاقِهِ بِإِصْبَعِهِ: "بِاسْمِ اللَّهِ، بتُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، لِيُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7176) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. إلا أنه سقط ذِكرُ عمرو بن حزم منه، فصار من حديث أبي بكر بن محمَّد، ونظنه خطأً من المطبوع، والله أعلم. ويشهد له حديث جابر عند مسلم (2199) (61) قال: أرخَصَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في رُقية الحلية لبني عمرو. وانظر الحديث السالف برقم (3515). قوله: "عرضت النهشة" أي: عرضت الرُّقية من نهشة الحلية، أي: لَسعتها. (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صَبِيح. وقد سلف الحديث برقم (1619). (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد ربه: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية. وأخرجه البخاري (5746)، ومسلم (2194)، وأبو داود (3895)، والنسائي في "الكبرى" (7508) و (10795) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =

3522 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُبْطِلُنِي، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اجْعَلْ يَدَكَ الْيُمْنَى عَلَيْهِ وَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ (¬1)، سَبْعَ مَرَّاتٍ" فَقُلْتُ ذَلِكَ، فَشَفَانِيَ اللَّهُ (¬2). 3523 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ جِبْريلَ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24617)، و"صحيح ابن حبان" (2973). قال النووي في "شرح مسلم": معنى الحديث أنه يأخذ مِن ريقِ نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعها على التراب، فيعلق بها منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح، والله أعلم. (¬1) في المطبوع: "من شر ما أجد وأحاذر" بزيادة لفظة "وأحاذر"، وهي ليست في أصولنا الخطية، وهو الصواب، فإن رواية ابن أبي شيبة - وهي في "مصنفه" 8/ 51 و10/ 316 - ليس فيها هذه اللفظة، وهي عند مسلم والنسائي وابن حبان وغيرهم من طريق الزهري، عن نافع بن جبير به. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2202)، وأبو داود (3891)، والترمذي (2212)، والنسائي في "الكبرى" (7504) و (10773) من طريق نافع بن جبير، به - وفي رواية مسلم والرواية الثانية عند النسائي قول "باسم الله" ثلاثًا، والباقي سبع مرات. والحديث في "مسند أحمد" (16268)، و"صحيح ابن حبان" (2964).

يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنٍ أَوْ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ (¬1). 3524 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعُودُنِي، فَقَالَ لِي: "أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ جَاءَنِي بِهَا جِبْريلُ؟ " قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، بلى. قَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ، مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (¬2). 3525 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مِنْهَالٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري، وأبو نضرة: اسمه المنذر بن مالك بن قِطعة. وأخرجه مسلم (2186)، والترمذي (994)، والنسائي في "الكبرى" (7613) و (10777) من طريق عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11225). (¬2) إسناده ضعيف، وما قبله يغني عنه، عاصم بن عبيد الله -وهو العمري- ضعيف، وشيخه زياد بن ثويب مجهول لم يرو عنه غيره. عبد الرحمن هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10775) عن محمَّد بن بشار، عن عبد الرحمن ابن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9757). النفاثات: السواحر ينفثن -أي: يتفلن- في العُقَد التي يعقدنها في الخيط إذا سحرنَ ورَقَينَ.

37 - باب ما يعوذ به من الحمى

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، يَقُولُ: "أعوذ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ"، قَالَ: "وَكَانَ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ"، أَوْ قَالَ: "إِسْمَاعِيلَ وَيَعْقُوبَ" (¬1). وَهَذَا حَدِيثُ وَكِيعٍ. 37 - بَابُ مَا يُعَوَّذُ بِهِ مِنْ الْحُمَّى 3526 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنْ الْحُمَّى وَمِنْ الْأَوْجَاعِ كُلِّهَا، أَنْ يَقُولُوا: "بِاسْمِ اللَّهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ونهال: هو ابن عمرو الأسدي. وأخرجه البخاري (3371)، وأبو داود (4737)، والترمذي (2188)، والنسائي في "الكبرى" (7679) و (10779) من طريق منصور، به. ولفظه عندهم غير البخاري: "أُعيذُكما بكلمات الله ... ". وهو في "مسند أحمد" (2112)، و"صحيح ابن حبان" (1013). الهامّة: واحدة الهَوَامَّ، وهي ذوات السُّموم. واللامة، أي: ذات لمَمٍ، واللَّمم: كل داء يُلِمُّ من حنبل أو جنون أو نحوهما، أي: من كل عين تصيب بسوء. قاله السندي. (¬2) إسناده ضعيف لضعف إبراهيم بن أبي حبيبة الأشهلي، ورواية داود بن الحصين في عكرمة خاصةً ضعيفة. وأخرجه الترمذي (2207) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يضعَّف في الحديث. =

قَالَ أَبُو عَامِرٍ: أَنَا أُخَالِفُ النَّاسَ فِي هَذَا، أَقُولُ: يَعَّارٍ. 3526م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَشْهَلِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، نَحْوَهُ، وَقَالَ: "مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نغارٍ" (¬1). 3527 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَقُولُ: أَتَى جِبْريلُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُوعَكُ، فَقَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (2729). والعرق النعار: هو الذي يفورُ منه الدمُ. واليعَّار: المضطرِب. (¬1) إسناده ضعيف كلسابقه. قوله: "نغار" هكذا في (ذ) و (م) بالنون والغين المعجمة، وفي (س) والمطبوع: نعار، بالعين المهملة، وكلاهما بمعنَى. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت- الحديث، وباقي رجاله ثقات. عمير: هو ابن هانئ. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (10776) من طريق سلمان رجل من لشام، عن جنادة بن أبي أمية، به. وهو في "مسند أحمد" (22760)، و"صحيح ابن حبان" (953). وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري سلف عند المصنف برقم (3523).

38 - باب النفث في الرقية

38 - بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ 3528 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ وَسَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ (¬1). 3529 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ الْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عليه بِيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا (¬2). 39 - بَابُ تَعْلِيقِ التَّمَائِمِ 3530 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، حدثنا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ ابْنِ أُخْتِ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7506) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو قطعة من الحديث التالي. والنَّفث: شبيه بالنفخ، وهو أقلُّ من التَّفل، لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. قاله ابن الأثير في "النهاية". (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4439) و (5016)، ومسلم (2192)، وأبو داود (3902)، والنسائي في "الكبرى" (7049) و (10781) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24728)، و "صحيح ابن حبان" (2963).

عَنْ زَيْنَبَ، قَالَتْ: كَانَتْ عَجُوزٌ تَدْخُلُ عَلَيْنَا تَرْقِي مِنْ الْحُمْرَةِ، وَكَانَ لَنَا سَرِيرٌ طَوِيلُ الْقَوَائِمِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ تَنَحْنَحَ وَصَوَّتَ، فَدَخَلَ يَوْمًا، فَلَمَّا سَمِعَتْ صَوْتَهُ احْتَجَبَتْ مِنْهُ، فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِي، فَمَسَّنِي فَوَجَدَ مَسَّ خَيْطٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: رُقًى لِي فِيهِ مِنْ الْحُمْرَةِ. فَجَذَبَهُ فقَطَعَهُ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: لَقَدْ أَصْبَحَ آلُ عَبْدِ اللَّهِ أَغْنِيَاءَ عَنْ الشِّرْكِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ". قُلْتُ: فَإِنِّي خَرَجْتُ يَوْمًا فَأَبْصَرَنِي فُلَانٌ، فَدَمَعَتْ عَيْنِي الَّتِي تَلِيهِ، فَإِذَا رَقَيْتُهَا سَكَنَتْ دَمْعَتُهَا، وَإِذَا تَرَكْتُهَا دَمَعَتْ! قَالَ: ذَاكِ الشَّيْطَانُ، إِذَا أَطَعْتِيهِ تَرَكَكِ، وَإِذَا عَصَيْتِيهِ طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي عَيْنِكِ، وَلَكِنْ لَوْ فَعَلْتِ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كَانَ خَيْرًا لَكِ، وَأَجْدَرَ أَنْ تُشْفَيْنَ، تَنْضَحِينَ فِي عَيْنِكِ الْمَاءَ، وَتَقُولِينَ: أَذْهِبْ الْبَأس رَبَّ النَّاسْ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا (¬1). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أخي زينب، لكنه متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه بطوله أبو داود (3883) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3615). وخالف عبدَ الله بن بشر وأبا معاوية محمدُ بن سَلَمة الكوفي عند الحاكم في "المستدرك" 4/ 417 - وتحرف سلمة فيه إلى: مسلمة - فروى الشطر الأول منه عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زينب. وصحح الحاكم إسناده، ومحمد بن سلمة هذا ذكره ابن أبي حاتم، =

3531 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَجُلًا فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ الْحَلْقَةُ؟ " قَالَ: هَذِهِ مِنْ الْوَاهِنَةِ، قَالَ: "انْزِعْهَا، فَإِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا" (¬1). ¬

_ = في "الجرح والتعديل" 7/ 276 وقال: سألت أبي عنه فقال: هو شيخ لا أعرفه وحديثه ليس بمنكر. وأخرج الشطر الأول أيضًا الحاكم 4/ 217 من طريق إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن الأسدي قال: دخل عبد الله بن مسعود على امرأة ... فذكره. وصحح إسناده، وهو كما قال. وأما الشطر الثاني فيشهد لقوله: "أذهب البأس ... " منه، حديث عائشة عند البخاري (5743)، ومسلم (2191)، وسلف عند المصنف برقم (1619). وحديث أنس بن مالك عند البخاري (5742). قال السندي: قوله: "ترقي من الحُمرة" في "القاموس": الحُمرة لون معروف، وورم من جنس الطواعين. قلت: فلعل المراد ها هنا هو المعنى الثاني. قوله: "أغنياء عن الشرك" يريد أنه لا حاجة لهم إلى أن يستعملوا ما هو شرك. "إن الرقى": جمع رُقية: العَوذة، والمراد ما كان بأسماء الأصنام والشياطين لا ما كان بالقرآن ونحوه. والتمائم: جمع تميمة، أُريد بها الخَرَزات التي يعلقها النساء في أعناق الأولاد على ظن أنها تؤثر وتدفع العين. والتوَلَة: نوع من السحر يحبب المرأة إلى زوجها. شِرْك: من أفعال المشركين، أي: لأنه قد يفضي إلى الشرك إذا اعتقد أن لها تاثيرًا حقيقة، وقيل: المراد الشرك الحنفي بترك التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى. (¬1) إسناده ضعيف، مبارك -وهو ابن فضالة- مدلس، وقد عنعن، ولم يصرح بسماعه من الحسن، لكن تابعه أبو عامر الخزاز: صالح بن رستم وهو ضعيف وقد خولفا في رفعه كما سيأتي، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من عمران، فهو منقطع. =

40 - باب النشرة

40 - بَابُ النُّشْرَةِ 3532 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ عَنْ أُمِّ جُنْدُبٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَتَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ، وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا بِهِ بَلَاءٌ (¬1)، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا ابْنِي وَبَقِيَّةُ أَهْلِي، وَإِنَّ بِهِ بَلَاءً لَا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ائْتُونِي بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ" فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ فَاهُ ثُمَّ أَعْطَاهَا، فَقَالَ: "اسْقِيهِ مِنْهُ، وَصُبِّي عَلَيْهِ مِنْهُ، وَاسْتَشْفِي اللَّهَ لَهُ" قَالَتْ: فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ فَقُلْتُ: لَوْ وَهَبْتِ لِي مِنْهُ! فَقَالَتْ: إِنَّمَا هُوَ لِهَذَا الْمُبْتَلَى، ¬

_ = وأخرجه أحمد (20000)، وابن حبان (6085)، والطبراني في "الكبير" 18/ (391) من طريق مبارك بن فضالة، به. وأخرجه ابن حبان (6088)، والطبراني 18/ (348)، والحاكم 4/ 216، والبيهقي 9/ 350 - 351 من طريق أبي عامر صالح بن رستم الخزاز، عن الحسن، عن عمران. وفيه: أنه هو الذي كان في عضده حلقة من صُفر. وأخرجه بنحوه موقوفًا عبد الرزاق (20344) عن معمر، وابن أبي شيبة 8/ 14 من طريق يونس بن عبيد، والطبراني 18/ (355) من طريق إسحاق بن الربيع العطار، و (414) من طريق منصور بن زاذان، أربعتهم عن الحسن، عن عمران. ومعمر ويونس ومنصور ثلاثتهم ثقات، فروايتهم بالوقف أصح وأثبت. الواهنة، قال ابن الأثير في "النهاية": عِرقٌ يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيُرقى منها، وقيل: هو مرض يأخذ في العَضُد، وربما عُلق عليها جنس من الخرز يقال لها: خرزُ الواهنة، وهي تأخذ من الرجال دون النساء، وإنما نهاه عنها، لأنه إنما اتخذها على أنها تعصمه مِن الألم، فكان عنده في معنى التمائم المنهي عنها. (¬1) زاد في المطبوع: لا يتكلم.

42 - باب قتل ذي الطفيتين

قَالَتْ: فَلَقِيتُ الْمَرْأَةَ مِنْ الْحَوْلِ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ الْغُلَامِ فَقَالَتْ: بَرَأَ وَعَقَلَ عَقْلًا لَيْسَ كَعُقُولِ النَّاسِ (¬1). 42 - بَابُ قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ 3534 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ، فَإِنَّهُ يَلْتَمِسُ الْبَصَرَ وَيُصِيبُ الْحَبَلَ (¬2). يَعْنِي حَيَّةً خَبِيثَةً. ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، يزبد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم- ضعيف، وسليمان بن عمرو بن الأحوص مجهول الحال. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 51 - 52، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1567)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3293)، والطبراني في "الكبير" 25/ (387). وتابع ابن أبي شيبة عند الطبراني يوسف بن عدي الكوفي. تنبيه: أُقحم بعد هذا الحديث في المطبوع حديث علي السالف برقم (3501) مع ترجمة الباب، وأعطي هنا رقما جديدًا وكذلك بابُه. وهذا خطأ وليس في شيء من أصولنا الخطية، ولذلك حذفناه مع إبقائنا على تسلسل الأرقام كما هي في ترقيم محمَّد فؤاد عبد الباقي رحمه الله لأنه في الغالب ترقيم معتمد في جميع الطبعات. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3308)، ومسلم (2232) من طريق هشام بن عروة، به. وأخرجه بنحوه النسائي 5/ 189 من طريق قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24010). ذو الطفيتين: جنس من الحيات يكون على ظهره خطان أبيضان. ومعنى "يلتمس البصر ويُصيب الحَبَل" أي: يقصده بالأذى، والحَبَل: يعني الجنين.

43 - باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة

3535 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيسْتسقِطَانِ (¬1) الْحَبَلَ" (¬2). 43 - بَابُ مَنْ كَانَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ 3536 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ (¬3). ¬

_ (¬1) في (ذ) والمطبوع: ويسقطان. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3297)، ومسلم (2233)، وأبو داود (5252)، والترمذي (1553) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (4557)، و"صحيح ابن حبان" (5638). والأبتر: هو الحلية قصيرة الذنب. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/ 40، وأحمد (8393)، وابن حبان (6121) من طريق محمَّد بن عمرو، به. وأخرجه البخاري (5754) و (5755)، ومسلم (2223) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا طيرةَ، وخيرها الفأل" قالوا: وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم". وهو في "مسند أحمد" (7618)، و "صحيح ابن حبان" (6124).=

3537 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَأُحِبُّ الْفَأْلَ الصَّالِحَ" (¬1). 3538 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ ¬

_ = وأخرجه بنحوه مسلم (2223) (113) من طريق محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. الطيَرة: التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطيرَ طِيَرة، وتخير خِيَرَة، ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما، قاله في "النهاية". قال ابن بطال في "شرح البخاري": جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي، وإن كان لا يملكه ولا يشربه. وقال الحليمي: وإنما كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعجبه الفأل، لأن التشاؤم سوء ظن باللهِ تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حُسنُ ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال. وقال الطيبي: معنى الترخص في الفأل والمنع من الطيَرَةِ هو أن الشخصَ لو رأى شيئًا، فظنه حَسنا محرضًا على طلب حاجته فليفعل ذلك، وإن رآه بضد ذلك، فلا يقبله، بل يمضي لسبيله، فلو قبل وانتهى عن المضي، فهو الطيرة التي اختصت بأن تستعمل في الشؤم. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5756)، ومسلم (2224)، وأبو داود (3916)، والترمذي (1707) من طريق قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (12179).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ" وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ (¬1). 3539 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا طِيَرَةَ (¬2)، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل. وأخرجه أبو داود (3910)، والترمذي (1706) من طريق سفيان الثوري، به. وهو في "مسند أحمد" (3687)، و"صحيح ابن حبان" (6122). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 213: وقوله: "وما منا إلا ... إلخ " من كلام ابن مسعود أُدرج في الخبر، وقد بيَّنه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه. قال السندي: قوله: "وما منا إلا" أي: ما منا أحدٌ إلا ويعتريه شيءٌ ما منه في أول الأمر قبل التأمُّل. (¬2) في المطبوع: "لا عدوى ولا طيرة"، وليس في أصولنا الخطية في هذا الحديث ذِكر العدوى. (¬3) صحيح لغيره، سماك -وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو الأحوص: هو سلام بن سُليم الكوفي. وأخرجه أحمد (2425) و (3031)، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 14، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 307 و 308، وأبو يعلى (2333) و (2582)، والطبراني في "الكبير" (11764) من طريق سماك، به. وأخرجه الطبري ص 15، والطبراني (11605) من طريق الحكم بن أبان، والطبري ص15 من طريق يزيد بن أبي زياد، كلاهما عن عكرمة، به. وفي إسناديهما ضعف. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5757)، ومسلم (2220). =

3540 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابن أَبِي جَنَابٍ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ" فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْبَعِيرُ يَكُونُ بِهِ الْجَرَبُ فَتَجْرَبُ بِهِ الْإِبِلُ؟ قَالَ: ذَلِكَ الْقَدَرُ، فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟ " (¬2). 3541 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّ" (¬3). ¬

_ = الهامَة: اسم طائر، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تفسير هامةً فتقول: اسقوني، فإذا أُدرك بثأره طارت ... فنفاه الإسلام ونهاهم عنه. قاله ابن الأثير في "النهاية". والصَّفَر: دودة أو حية كانت العربُ تزعم أنها في البطن تُصيب الإنسانَ إذا جاع وتُؤذيه، وأنها تعدي، فابطل الإسلام ذلك. (¬1) في (ذ) والمطبوع: ابن أبي جناب، بزيادة "ابن"، وهو خطأ. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جناب، وقد سلف برقم (86). قوله: "لا عدوى"، قال البغوي في "شرح السنة" 12/ 169: يريد أن شيئًا لا يُعدى شيئًا بطبعه، إنما هو بتقدير الله عز وجل وسابقِ قضائه، بدليل قوله للأعرابي (وذلك في بعض روايات الحديث): "فمن أعدى الأول"، يريد أن أول بعير جَرِبَ منها كان جربه بقضاء الله وقدره، لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعدُ. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. =

44 - باب الجذام

44 - بَابُ الْجُذَامِ 3542 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَذَ بِيَدِ رَجُلٍ مَجْذُومٍ، فَأَدْخَلَهَا مَعَهُ فِي الْقَصْعَةِ، ثُمَّ قَالَ: كُلْ؛ ثِقَةً بِاللَّهِ وَتَوَكُّلًا عَلَى اللَّهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (5770)، ومسلم (2221)، وأبو داود (3911) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. وعند أبي داود: قال الزهري: حدثني رجل عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9612) و (9263)، و"صحيح ابن حبان" (6115). قال السندي: الممرِض: الذي كان له إبل مرضى، والمُصح: صاحب الصحاح، وهو نهي للمُمرِض أن يسقي ويرعى إبله مع إبلِ المُصح، لِئلا يقع في اعتقاد العدوى (يعني إذا أصابها المرض)، أو لأن ذلك من الأسباب العادية للمرض، فلا بدَّ من النهي عنه. (¬1) إسناده ضعيف لضعف مفضل بن فضالة، وقال ابن عدي في ترجمته من "الكامل": لم أر له أنكر من هذا الحديث. وأخرجه أبو داود (3925)، والترمذي (1920) من طريق يونس بن محمَّد المؤدب، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (6120). ويعارضه حديث الشريد الصحيح الآتي برقم (3544). وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفِر من المجذوم كما تفرُّ من الأسد". أخرجه البخاري في "صحيحه" (5707) معلقًا، ووصله أبو نعيم في "مستخرجه" كما في "الفتح"، ورجاله ثقات. =

3543 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْخَصِيبِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمَجْذُومِينَ" (¬1). ¬

_ = الجُذَام: من الأمراض الجلدية ويُعرف بظهور غُدَد كالدرن، وأكثر بروزه في الوجه على الأنف والشفتين وحلمة الأذن وقد يعمُّ الجسم فييبس الجلد عن عادته وتطرأ فيه شقوق عدة وأحيانًا يظهر على الأصابع فتسقط. وهذا الحديث نص في وجوب الوقاية من الأمراض المعدية، التي ينبه عليها الأطباء المتخصصون الذين يُرجع إليهم، ويُعتمدُ قولهم، والأخذ بالأسباب واجب شرعا وهو لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد باضدادها، قال ابن القيم في "زاد المعاد" 3/ 14 - 15 بتحقيقنا: بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قَدَرًا أو شرعًا، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحِكمة ويضعفه من حيث يظن مُعَطِّلُها أن تركَها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزاَ يُنافي التوكل الذي حقيقتُه اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد على مباشرة الأسباب وإلا كان معطلًا للحكمة والشرع، فلا يجعل العبدُ عجزه توكلًا، ولا توكله عجزًا. (¬1) إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن عبد الله بن عمرو، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 139 وفي "الضعفاء" له (325): عنده عجائب. ابن أبي الزناد: اسمه عبد الرحمن. وأخرجه الطيالسي (2601)، وابن أبي شيبة 8/ 320 و 9/ 44، وأحمد في "المسند" (2575) و (2721)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 138، والحربي =

45 - باب السحر

3544 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ الشَّرِيدِ يُقَالُ لَهُ: عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ" (¬1). 45 - بَابُ السِّحْرِ 3545 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَحَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلَا يَفْعَلُهُ، قَالَتْ: حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ - أَوْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ - دَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ؟ جَاءَنِي رَجُلَانِ، فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلِي، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلَّذِي عِنْدَ رِجْلِي، -أَوْ الَّذِي عِنْدَ رِجْلِي لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِي-: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ ¬

_ = في "غريب الحديث" 2/ 428، والبيهقي 7/ 218 و 219 من طريق محمَّد بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان، به. وأخرجه الطبراني (11193) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وابن لهيعة سيئ الحفظ، وشيخ الطبراني فيه وهو يحيى بن عثمان بن صالح متكلَّم فيه. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2231)، والنسائي 7/ 150 من طريق يعلى بن عطاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19474).

قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ". قَالَتْ: فَأَتَاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: "وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ، لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ" قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أَحْرَقْتَهُ؟ قَالَ: "لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللَّهُ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا" فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3268) و (5763)، ومسلم (2189)، والنسائي في "الكبرى" (7569) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24300)، و"صحيح ابن حبان" (6583). قال السندي: قوله: "يخيَّل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله" أي: يخيَّل إليه القُدرة على الفعل، ثم يظهر له عند الماشرة أنه غير قادر عليه، وليس المراد أنه يخيل إليه أنه فعل والحال أنه ما فعله. مطبوب، أي: مسحور، كنَّوا بالطب عن السحر تفاؤلًا بالبرء، كما كنوا بالسليم عن اللديغ. ومُشاطة: هي الشَّعر الذي يسقط عن الرأس واللحية عند التسريح بالمشط. وجف طلعة ذكر: هو وعاء الطَّلع، وهو الغشاء الذي يكون فوقه. قوله: "كأنه رؤوس الشياطين" أي: في القبح والكراهة. وقوله: "أن أثير على الناس منه شرًا" لأنه ينتشر به الخبر، فلعل بعض الناس يعتقدون السحر مؤثرًا ولولا ذلك كيف جرى عليه ما جرى، أو يوسوس إليهم الشيطان أنه لو كان نبيًا لما عمل فيه السحر، فلا خير في انتشار مثل هذا الخبر.

46 - باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه

3546 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَنْسِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، الْمِصْرِيَّيْنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا يَزَالُ يُصِيبُكَ في كُلَّ عَامٍ وَجَعٌ مِنْ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ الَّتِي أَكَلْتَ. قَالَ: "مَا أَصَابَنِي شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ وَآدَمُ فِي طِينَتِهِ" (¬1). 46 - بَابُ الْفَزَعِ وَالْأَرَقِ وَمَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ 3547 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وَهْيبٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّة مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف بقية بن الوليد وجهالة شيخه أبي بكر العنسي. وأخرجه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1098) من طريق يحيى بن عثمان ابن سعيد، بهذا الإسناد. قال السندي: قوله: "وآدم في طينته" أي: ما تمَّ خَلْقه. قلنا: قد روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "ما أزال أجدُ ألم الطعام الذي أكلت بخيبر" من وجوه يشد بعضها بعضًا، انظر التعليق على الحديث في مسند أحمد (23933). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قد خُولفَ فيه محمَّد بن عجلان كما سيأتي. وهيب: هو ابن خالد. وسعد بن مالك: هو سعد بن أبي وقاص. =

3548 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "مَا جَاءَ بِكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَالَ: "ذَاكَ الشَّيْطَانُ، ادْنُهْ" فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي، وَقَالَ: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ" فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: "الْحَقْ بِعَمَلِكَ". ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10319) من طريق وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وخالف وهيبًا سفيانُ عند النسائي (10320)، ويحيى بن سعيد عند الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 229، كلاهما عن ابن عجلان، عن يعقوب بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب عن النيى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وهو في "مسند أحمد" (27310). وخالف ابنَ عجلان فيه الحارثُ بن يعقوب ويزيدُ بن أبي حبيب عند مسلم (2708) (55)، فروياه عن يعقوب بن عبد الله، عن بر بن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص، عن خولة بنت حكيم. وأخرجه مسلم (2708) (54)، والترمذي (3737)، والنسائي (10318) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، به. وهو في "مسند أحمد" (27122)، و "صحيح ابن حبان" (2700).

قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ (¬1). 3549 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حدثنَا عَبْدَةُ ابْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّ لِي أَخًا وَجِعًا، قَالَ: مَا وَجَعُ أَخِيكَ؟ قَالَ: بِهِ لَمَمٌ. قَالَ: "اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ" قَالَ: فَذَهَبَ، فَجَاءَ بِهِ، فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَمِعْتُهُ عَوَّذَهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ، وَآيَتَيْنِ مِنْ وَسَطِهَا: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [163] وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ خَاتِمَتِهَا، وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ - أَحْسِبُهُ قَالَ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [18] وَآيَةٍ مِنْ الْأَعْرَافِ: {إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ} الْآيَةَ [54]، وَآيَةٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} [117] وَآيَةٍ مِنْ الْجِنِّ: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [3]، وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ ¬

_ (¬1) إسناده قوي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1532)، والروياني في "مسنده" (1515) من طريق محمَّد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وقد روي عن عثمان بن أبي العاص بغير هذا السياق، فقد أخرجه مسلم (2203) من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن أبي العلاء بن الشِّخير، عن عثمان ابن أبي العاص: أنه أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يَلبسها على، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ذاك شيطان يقال له: خِنزب، فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا" قال: ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عني. وهو في "مسند أحمد" (17897).

مِنْ آخِرِ الْحَشْرِ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَامَ الْأَعْرَابِيُّ قَدْ بَرَأَ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب: وهو يحيى بن أبي حية الكلبي، وقد اضطُرب في إسناده. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1080) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (1594) وعنه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (632) من طريق صالح بن عمر الواسطي، عن أبي جناب، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، عن أبيه قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وأخرجه أحمد في "المسند" (21174)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 412 - 413 من طريق عمر بن علي، عن أبي جناب، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب قال: كنت عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجاء أعرابي ... قوله: "به لَمَم" أي: طرف من المجنون.

أبواب اللباس

أَبْوَابُ اللِّبَاسِ 1 - بَابُ لِبَاسِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3550 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَقَالَ: "شَغَلَنِي أَعْلَامُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّة" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (373) و (752) و (5817)، ومسلم (556)، وأبو داود (914) و (4052) و (4053)، والنسائي 2/ 72 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24087)، و"صحيح ابن حبان" (2337). وأخرجه بنحوه مسلم (556) (63)، وأبو داود (915) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، به. الخميصة: كساء مربع من صوف. والأعلام: جمع عَلَم، والمراد هنا الرسومات والنقوش على الثوب. والأنبِجاني: كساء غليظ لا علمَ له. وقوله: بأنبجانيةِ، هو كذلك في إحدى روايات البخاري، وعند مسلم: بأنبجانية، والضمير يعود إلى أبي جهم، وجاء التصريح بذلك في البخاري (373) و (5817): بأنبجانية أبي جهم. وأبو جهم: هو عبيد الله بن حذيفة، وقيل: عامر بن حذيفة، صحابي معروف من بني عَدِي بن كعب قوم عمر بن الخطاب، وكان مقدمًا في قريش معظمًا فيها، أسلم عام الفتح، وصحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو من المعمرين مِن قريش، يقال: حضر بناءَ =

3551 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَخْرَجَتْ لِي إِزَارًا غَلِيظًا مِنْ الَّتِي تُصْنَعُ بِالْيَمَنِ، وَكِسَاءً مِنْ هَذِهِ الْأَكْسِيَةِ الَّتِي تُدْعَى الْمُلَبَّدَةَ، وَأَقْسَمَتْ لِي: لَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمَا (¬1). 3552 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى فِي شَمْلَةٍ قَدْ عَقَدَ عَلَيْهَا (¬2). ¬

_ = الكعبة مرتين: مرةً في الجاهلية حين بنتها قريش، ومرةً حين بناها عبد الله بن الزبير. وإنما خصه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بإرسال الخميصة، لأنه كان أهداها للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما رواه مالك في "الموطأ" 1/ 97 من طريق أخرى عن عائشة. قال ابن بطال - كما في "الفتح" 1/ 483 - : إنما طلب منه ثوبًا غيرها ليُعلِمَه أنه لم يرد عليه هديَّته استخفافًا به. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. وأخرجه البخاري (3108)، ومسلم (2080)، وأبو داود (4036)، والترمذي (1830) من طريق حميد بن هلال، به. وهو في "مسند أحمد" (24037)، و"صحيح ابن حبان" (6623). الملبَّدة، أي: الغليظة، كأنها رُكِّب بعضها فوق بعض. (¬2) إسناده ضعيف لضعف الأحوص بن حكيم، وخالد بن معدان لم يسمع من عبادة. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1393)، والبزار في "مسنده" (2709)، وابن عدي في ترجمة الأحوص من الكامل 1/ 405 - 406، وفي ترجمة طاهر بن خالد 4/ 1442، والشاشي في "مسنده" (1293)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 324، =

3553 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ، غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ (¬1). 3554 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسُبُّ أَحَدًا، وَلَا يُطْوَى لَهُ ثَوْبٌ (¬2). 3555 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبُرْدَةٍ -قَالَ: وَمَا الْبُرْدَةُ؟ قَالَ: الشَّمْلَةُ- قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ¬

_ = والبيهقي في "سننه" 2/ 420 من طرق عن الأحوص بن حكيم، به. وزاد فيه بعضهم: ليس عليه غيرها. وانظر ما سيأتي برقم (3563). الشملة: كساء يتغطى به، ويُتلفَّف به. (¬1) إسناده صحيح. ابن وهب: اسمه عبد الله. وأخرجه البخاري (3149) و (5809)، ومسلم (1057) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، به. وهو في "مسند أحمد" (12548). وحاشية الثوب: طرفه. (¬2) إسناده ضعيف، ابن لهجة- واسمه عبد الله- سيئ الحفظ. وضعفه البوصيري في "مصباح الزجاجة". قال السندي: قوله: "ولا يطوَى له ثوب" بأن يكون له ثوبان، فيلبس واحدًا، ويُطوَى له غيره إلى يوم الحاجَة.

نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي لِأَكْسُوَكَهَا. فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فِيهَا، وَإِنَّهَا لَإِزَارُهُ، فَجَاءَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، رَجُلٌ سَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَحْسَنَ هَذِهِ الْبُرْدَةَ! اكْسُنِيهَا. قَالَ: "نَعَمْ"، فَلَمَّا دَخَلَ طَوَاهَا وَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: وَاللَّهِ مَا أَحْسَنْتَ، كُسِيَهَا النَّبِيُّ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا! وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا. فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِأَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ سَأَلْتُهُ إِيَّاهَا لِتَكُونَ كَفَنِي. فَقَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ يَوْمَ مَاتَ (¬1). 3556 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصُّوفَ، وَاحْتَذَى الْمَخْصُوفَ، وَلَبِسَ ثَوْبًا خَشِنًا خَشِنًا (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، ومن فوقه ثقات. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البخاري (1277) و (5810)، والنسائي 8/ 204 - 205 من طريق أبي حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (22825). قوله: "فجاء فلان" قال قتيبة بن سعيد بإثر روايته لهذا الحديث عند الطبراني في "المعجم الكبير" (5997): كان سعد بن أبي وقاص. وانظر "فتح الباري" 3/ 143 - 144. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، وقد سلف برقم (3348).

2 - باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوبا جديدا

2 - بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا 3557 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: لَبِسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثَوْبًا جَدِيدًا، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ، أَوْ أَلْقَى، فَتَصَدَّقَ بِهِ، كَانَ فِي كَنَفِ اللَّهِ، وَفِي حِفْظِ اللَّهِ، وَفِي سِتْرِ اللَّهِ، حَيًّا وَمَيِّتًا. قَالَهَا ثَلاثًا (¬1). 3558 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ، فَقَالَ: "ثَوْبُكَ هَذَا غَسِيلٌ أَمْ جَدِيدٌ؟ قَالَ: لا، بَلْ غَسِيلٌ. قَالَ: "الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة أبي العلاء وهو ان مي. أبو أمامة: هو صدي بن عجلان. وأخرجه الترمذي (3876) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب. وهو في "مسند أحمد" (305). أَخلقَ، أي: صار خَلَقا، أي: عتيقًا. أَلقى، أي: ألقاه عنه ولم يعد إلى لبسه. كنف الله: رحمته ورعايته. (¬2) الحسين بن مهدي صدوق، وقد توبع، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين، لكن أعلَّه غير واحد من أهل العلم واستنكروه كما هو مبين في التعليق على هذا =

3 - باب ما نهي عنه من اللباس

3 - بَابُ مَا نُهِي عَنْهُ مِنْ اللِّبَاسِ 3559 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة" حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ لِبْسَتَيْنِ، فَأَمَّا اللِّبْسَتَانِ: فَاشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ، وَالاحْتِبَاءُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ (¬1). ¬

_ = الحديث (5620) من "مسند أحمد"، ومشى على ظاهر إسناده ابنُ حبان فصححه برقم (6897)، والبوصيري في "زوائد ابن ماجه"، وحسَّنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 136 - 138 لأن له شاهدًا مرسلًا عن رجل من مزينة لم يُسمَّ، أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 453 وغيره. وأما حديث ابن عمر فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (1070) عن نوح بن حبيب، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر شيخ المصنف: هو ابن أبي شبة. وأخرجه البخاري (6284)، وأبو داود (3377) و (3378)، والنسائي 8/ 210 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه البخاري (367) و (5822)، والنسائي 8/ 210 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، والبخاري أيضًا (5820)، وأبو داود (3379) من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص، كلاهما عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11022)، و"صحيح ابن حبان" (5427). واشتمال الصماء، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/ 477: قال أهل اللغة: هو أن يجلِّل جسده بالثوب لا يرفع منه جانبًا، ولا يقي ما يخرج منه يده، قال ابن قتيبة: سُمِّيت صفاء، لأنه يسد المنافذ كلها فتصير كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق. وقال الفقهاء: هو أن يلتحف بالثوب ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه، فيصير فرجه باديًا. قال النووي: فعلى تفسير أهل اللغة يكون مكروهًا لئلا =

3560 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى عَنْ لِبْسَتَيْنِ: عَنْ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَعَنْ الِاحْتِبَاءِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، يُفْضِي بِفَرْجِهِ إِلَى السَّمَاءِ (¬1). 3561 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدِ ابْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ لِبْسَتَيْنِ: اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وَالاحْتِبَاءِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَأَنْتَ مُفْضٍ بفَرْجَكَ (¬2). ¬

_ = يعرض له حاجة فيتعسَّر عليه إخراج يده فيلحقه الضرر، وعلى تفسير الفقهاء: يحرم لأجل انكشاف العورة. قلنا: وفي رواية عند أحمد في "مسنده" (11904)، وأخرى عند البخاري (5820) ما يوافق قولَ الفقهاء في تفسير الاشتمال، وكذلك هو في رواية لأبي داود (4080) من حديث أبي هريرة. وأما الاحتباء، فهو أن يقعد على أليتيه وينصب ساقيه. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (584) و (5819) من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2145) و (5821)، وأبو داود (4080)، والترمذي (1856) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (10441). (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناد حسن، سعد بن سعيد -وهو الأنصاري أخو يحيى بن سعيد- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. عمرة: هي بنت عبد الرحمن. والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 486.

4 - باب لبس الصوف

4 - بَابُ لُبْسِ الصُّوفِ 3562 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، لَوْ شَهِدْتَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَصَابَتْنَا السَّمَاءُ، لَحَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنَا رِيحُ الضَّأْنِ (¬1). 3563 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ رُومِيَّةٌ مِنْ صُوفٍ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَصَلَّى بِنَا فِيهَا، لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ غَيْرُهَا (¬2). 3564 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ، حَدَّثَنِي الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شيبان: هو ابن عبد الرحمن، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. وأخرجه أبو داود (4033)، والترمذي (2647) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (19652)، و"صحيح ابن حبان" (1235). (¬2) إسناده ضعيف لضعف الأحوص بن حكيم، وخالد بن معدان لم يسمع من عبادة. وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1294) و (1295)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " ص 121، والبيهقي في "سننه" 2/ 420 من طريق الأحوص بن حكيم، به. وانظر ما سلف برقم (3552).

5 - باب لبس البياض من الثياب

عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَوَضَّأَ فَقَلَبَ جُبَّةَ صُوفٍ كَانَتْ عَلَيْهِ، فَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ (¬1). 3565 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسِمُ غَنَمًا فِي آذَانِهَا، وَرَأَيْتُهُ مُتَّزِرًا بِكِسَاءٍ (¬2). 5 - بَابُ لبس الْبَيَاضِ مِنْ الثِّيَابِ 3566 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَيْرُ ثِيَابِكُمْ الْبَيَاضُ، فَالْبَسُوهَا، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده حسن إن سلم من الانقطاع بين محفوظ بن علقمة وسلمان. وقد سلف بهذا الإسناد عند المصنف برقم (468). (¬2) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف سويد بن سعيد. وأخرجه البخاري (5542)، ومسلم (2119)، وأبو داود (2563) من طرق عن شعبة، به. دون قوله: "ورأيته متزرًا بكساء". وهو في "مسند أحمد" (12725)، و"صحيح ابن حبان" (5629). وأخرجه بنحوه البخاري (5824)، ومسلم (2119) (109) من طريق محمَّد ابن سيرين، عن أنس بن مالك. وقال فيه: "وعليه خميصة". والخميصة: كساء من صوف أو خز ونحوهما. قال السندي: "يسم غنمًا" من الوَسْم، أي: يجعل علامة ًعلى آذانها لئلا تلتبِسَ بغيرها. (¬3) إسناده قوي. وهو مكرر (1472).

3567 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْبَسُوا ثِيَابَ الْبَيَاضِ، فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ" (¬1). 3568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا زُرْتُمْ اللَّهَ [بِهِ] (¬2) فِي قُبُورِكُمْ وَمَسَاجِدِكُمْ الْبَيَاضُ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، رجاله ثقات إلا أن رواية ميمون بن أبي شبيب عن سمرة فيها انقطاع، وقد توبع. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (3018)، والنسائي في "الكبرى" (9564) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (20154). وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/ 205، وفي "الكبرى" (9565) و (9566) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة، عن سرة. ورجاله ثقات إلا أن أبا قلابة -وهو عبد الله بن زيد الجَرمي- لم يسمع من سمرة. وقد بيَّن سعيد بن أبي عروبة الواسطة بينهما، فقد أخرجه النسائي أيضًا في "المجتبى" 4/ 34 و 8/ 205 وفي "الكبرى" (9567) من طريقه عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن سمرة. وهذا إسناد صحيح، وأبو المهلب -وهو الجَرمي- عم أبي قلابة، وهو ثقة تابعي كبير. (¬2) زيادة من المطبوع و"التحفة" (10938) ولا بد منها. (¬3) إسناده واه، مروان بن سالم -وهو الغفاري- متَّفَق على ترك حديثه، واتهمه أبو عروبة الحرّاني والساجي بالوضع. =

6 - باب من جر ثوبه من الخيلاء

6 - بَابُ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ 3569 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، جَمِيعًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ، لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 3570 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". ¬

_ = وأخرجه المحاملي في "أماليه" (335) عن محمَّد بن حسان، بهذا الإسناد. ورواه إسماعيل بن عياش عند ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 331 عن صفوان بن عمرو، عن خالد بن معدان، عن الفضيل بن فضالة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وسنده حسن لولا إرساله. قال السندي: قوله: "زرتم الله" أي: دخلتم به في محلِّ رحمته ورضوانه وكرامته، كالزائر إذا دخل على المَزُور يكون في كرامته. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3665)، ومسلم (2085) (42)، والترمذي (1828)، والنسائي 8/ 206 و 209 من طرق عن نافع، به. وأخرجه البخاري (5783) و (5791)، ومسلم (2085)، وأبو داود (4085)، والترمذي (1827)، والنسائي 8/ 206 و 208 من طرق عن عبد الله بن عمر. وانظر ما سيأتي برقم (3576). وهو في "مسند أحمد" (5173)، و "صحيح ابن حبان" (5443). الخُيَلاء: الكِبرُ والعُجبُ.

قَالَ: فَلَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ بِالْبَلَاطِ، فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ وَأَشَارَ إِلَى أُذُنَيْهِ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي (¬1). 3571 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ بِأَبِي هُرَيْرَةَ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ يَجُرُّ سَبَلَهُ (¬2)، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إلَيهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، عطية -وهو ابن سعد العوفي- ضعيف، لكنه قد تابعه على حديثه بنحوه عن أبي سعيد عبدُ الرحمن بن يعقوب فيما سيأتي برقم (3573)، وعلى حديثه عن ابن عمر غيرُ واحدِ كما في الحديث السابق. وأخرجه أحمد في "المسند، (11352)، وأبو يعلى (1310) من طريق عطية العوفي، به. البلاط: موضع بالمدينة مبلَّط بالحجارة بين مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبين سوق المدينة. (¬2) أصولنا الخطية: "سيره" بالياء المثناة والراء، وأُشير في حاشية (ذ) و (م) إلى نسخة أخرى فيها: سرره، ثم أشار في حاشية (م) إلى أن صوابه: سَبَله، وقال ابن الأثير في "النهاية" (سبل): السبَل بالتحريك: الثياب المُسبَلَة، وقيل: إنها أغلظ ما يكون من الثياب تتَخَذ من مشاقة الكَتان. قلنا: والمُشاقة: ما طار وسقط عند المَشط. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 388، وأخرجه أحمد (10541) عن يزيد ابن هارون، عن محمَّد بن عمرو، به. وأخرجه بنحوه البخاري (5788) من طريق الأعرج، ومسلم (2087)، والنسائي في "الكبرى" (9640) من طريق محمَّد بن زياد، كلاهما عن أبي هريرة.

7 - باب موضع الإزار أين هو؟

7 - بَابُ مَوْضِعِ الْإِزَارِ أَيْنَ هُوَ؟ 3572 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَسْفَلِ عَضَلَةِ سَاقِي أَوْ سَاقِهِ، فَقَالَ: "هَذَا مَوْضِعُ الْإِزَارِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَأَسْفَلَ، فَإِنْ أَبَيْتَ، فَلَا حَقَّ لِلْإِزَارِ فِي الْكَعْبَيْنِ" (¬1). 3572م - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِثْلَهُ (¬2). 3573 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا فِي الْإِزَارِ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد قوي، مسلم بن نذير لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. أبو الأحوص: هو سلاَم بن سليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وأخرجه الترمذي (1886)، والنسائي 8/ 206 - 207 من طريق أبي إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (23243)، و"صحيح ابن حبان" (5448). ويشهد له حديث أبي سعيد الآتي. وحديث أنس بن مالك عند أحمد (23243). وحديث أبي هريرة عند أحمد (7857)، والنسائي في "الكبرى" (9626). الكعبان: هما العظمان الناتئان عند ملتقى الساق والقدم. (¬2) إسناده قوي كسابقه. وهو "مسند الحميدي" (445)، و"مسند أحمد" (23243) عن سفيان بن عيينة.

8 - باب لبس القميص

سَاقَيْهِ، لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، وأَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ فِي النَّارِ"، يَقُولُ ثلاثًا:" لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا" (¬1) 3574 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا سُفْيَانَ بْنَ سَهْلٍ، لَا تُسْبِلْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْبِلِينَ" (¬2). 8 - بَابُ لُبْسِ الْقَمِيصِ 3575 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أُمِّهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (4093)، والنسائي في "الكبرى" (9631 - 9634) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به. وهو في "مسند أحمد" (11010)، و"صحيح ابن حبان" (5447). وآخره سلف من غير هذا الوجه عن أبي سعيد برقم (3570). قال السندي: قوله: "إزرة المؤمن" بالكسر للحالة والهيئة، أي: هيئة إزار المؤمن أن يكون الإزار إلى أنصاف ساقيه. بَطَرًا، أي: تكبُّرًا. (¬2) إسناده ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9624) عن العباس بن عبد العظيم، عن يزيد ابن هارون، بهذا الإسناد .. وهو في "مسند أحمد" (18151)، و"صحيح ابن حبان" (5442). والأحاديث السالفة في الباب تغني عنه. الإسبال: إرسال الإزار إلى أسفل من الكعبين.

9 - باب طول القميص كم هو؟

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ ثَوْبٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْقَمِيصِ (¬1). 9 - بَابُ طُولِ الْقَمِيصِ كَمْ هُوَ؟ 3576 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ سَالِمٍ ¬

_ (¬1) حديث حسن، وقد اختُلف في إسناده على عبد المؤمن بن خالد، فقد رواه عنه أبو تُميلة -وهو يحيى بن واضح- بزيادة أمً ابنِ بريدة -وهو عبد الله- في إسناده، ولم نقف لها على ترجمة، واختُلف على أبي تُمية أيضًا فبعض الرواة عنه ذكرها وبعضهم لم يذكرها، والأصح عنه أنه ذكرها في الإسناد فيما نقله الترمذي عن البخاري بإثر الحديث (1861) من "جامعه". ومن طريق أبي تميلة أخرجه أبو داود (4526)، والترمذي (1860) و (1861). وعند أبي داود: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وعند الترمذي في الموضع الثاني: عن عبد الله بن بريدة عن أُمه، ولم يذكرها في الموضع الأول. وخالف أبا تميلة فيه الفضلُ بن موسى وزيدُ بن الحُباب عند أبي داود (4025)، والترمذي (1860)، والنسائي في "الكبرى" (9589)، فروياه عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة. لم يذكرا فيه والدةَ عبد الله بن بريدة، وقد وقع التصريح بسماع ابن بريدة هذا الحديثَ من أم سلمة عند البيهقي في "سننه" 2/ 239 في رواية زيد بن الحباب. فهو حسن من هذا الطريق، فإن عبد المؤمن بن خالد لا يبلغ مرتبة الصحيح. وقد فاتنا تحسينُ هذا الحديث في "مسند أحمد" (26695)، و"جامع الترمذي"، فليُستدرَك من هنا. تنبيه: هذا الحديث مع ترجمة الباب التالي وهو (باب طول القميص كم هو) ليس في (ذ) و (م)، ولم يذكره الحافظ المزي في (التحفة) (18169) ولا استدركه عليه الحافظ ابن حجر، وأُلحق على حاشية نسخة (س) مع ترجمة الباب التالي، وهو في المطبوع وبعض النسخ المتأخرة.

10 - باب كم القميص كم يكون؟

عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْإِسْبَالُ فِي الْإِزَارِ وَالْقَمِيصِ وَالْعِمَامَةِ، مَنْ جَرَّ شَيْئًا خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَغْرَبَهُ! 10 - بَابُ كُمِّ الْقَمِيصِ كَمْ يَكُونُ؟ 3577 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ (¬2)، وحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ (ح) وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ¬

_ (¬1) إسناده جيد، وقوله في أوله: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة" شاذٌ انفرد به عبد العزيز بن أبي رواد عن سالم بن عبد الله، وخالفه جمهور أصحاب سالم فلم يذكروه في الحديث، وأعلَّه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/ 262 بعبد العزيز فقال: عبد العزيز فيه مقال. وأخرجه أبو داود (4594)، والنسائي 8/ 208 من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، به. وأخرجه دون قوله "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة": البخاري (3665)، ومسلم (2085) (43) و (44)، وأبو داود (4085)، والنسائي 8/ 208 من طرق عن سالم، به. وهو في "مسند أحمد" (5248)، و"صحيح ابن حبان" (5444). وانظر ما سلف برقم (3569). (¬2) أُقحم في المطبوع بين أبي غسان وببن حسن بن صالح: "وحدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبيد بن محمَّد قالا"، وهذا الإسناد ليس في شيء من أصولنا الخطية ولم يذكره الحافظ المزي في "التحفة" (6423) ولم يستدركه عليه الحافظ ابن حجر، وليس هو في "مصباح الزجاجة" أيضًا.

11 - باب حل الأزرار

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "يَلْبَسُ قَمِيصًا قَصِيرَ الْيَدَيْنِ وَالطُّولِ" (¬1). 11 - بَابُ حَلِّ الْأَزْرَارِ 3578 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ قُشَيْرٍ، قال: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْتُهُ، وَإِنَّ زِرَّ قَمِيصِهِ لَمُطْلَقٌ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ وَلَا ابْنَهُ فِي شِتَاءٍ وَلَا صَيْفٍ، إِلَّا مُطْلَقَةً أَزْرَارُهُمَا (¬2). 12 - بَابُ لُبْسِ السَّرَاوِيلِ 3579 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (¬3)، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف مسلم: وهو ابن كيسان الملائي الكوفي، وأبو غسان: هو مالك بن إسماعيل النهدي. وأخرجه عبد بن حميد (639) عن أبي نعيم، عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وابن دكين: هو الفضل أبو نُعيم، وزهير: هو ابن معاوية الجُعفي. وأخرجه أبو داود (4082) من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15581)، و "صحيح ابن حبان" (5452). (¬3) زاد في المطبوع: "وعلي بن محمَّد قالا" وهي زيادة مقحمة في هذا الموضع ليست في شيء من أصولنا الخطية ولم يذكره الحافظ المزي في "التحفة" (4810) في هذا الموضع من "سنن ابن ماجه"، ورواية علي بن محمَّد قد أوردها المصنف في الموضع السالف برقم (2220) في التجارات.

13 - باب ذيل المرأة كم يكون

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَسَاوَمَنَا سَرَاوِيلَ (¬1). 13 - بَابُ ذَيْلِ الْمَرْأَةِ كَمْ يَكُونُ 3580 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَمْ تَجُرُّ الْمَرْأَةُ مِنْ ذَيْلِهَا؟ قَالَ: "شِبْرًا" قُلْتُ: إِذًا يَنْكَشِفُ عَنْهَا! قَالَ: "ذِرَاعٌ، لَا تَزِيدُ عَلَيْهِ" (¬2). 3581 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وقد سلف برقم (2220). (¬2) إسناده صحيح على اختلاف في إسناده على نافع كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" (26511)، ولعل نافعًا سمعه من عدة وجوه. وأخرجه أبو داود (4118)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 209، و"الكبرى" (9659) و (9660) من طريق عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه أبو داود (4117)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 209، وفي "الكبرى" (9657) و (9658) من طريق نافع، عن صفية بنت أبي عبيد، عن أم سلمة. وهو في "صحيح ابن حبان" (5451). وأخرجه النسائي 8/ 209، و (9653 - 9655) من طريق نافع عن أم سلمة.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُخِّصَ لَهُنَّ فِي الذَّيْلِ ذِرَاعٌ، فَكُنَّ يَأْتِيَننَّا فَنَذْرَعُ لَهُنَّ بِالْقَصَبِ ذِرَاعًا (¬1). 3582 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِفَاطِمَةَ أَوْ لِأُمِّ سَلَمَةَ: "ذَيْلُكِ ذِرَاعٌ" (¬2). 3583 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فِي ذُيُولِ النِّسَاءِ "شِبْر" فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِذًا تَخْرُجَ سُوقُهُنَّ! قَالَ: "فَذِرَاعٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف زيد العَمِّي، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو الثوري، وأبو الصديق الناجي: اسمه بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس. وأخرجه أبو داود (4119) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4683). والصحيح إطلاق الترخيص بذلك للنساء عامّةً دون تقييده بأزواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، أبو المهزِّم -واسمه يزيد بن سفيان- متروك. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة، 8/ 409. وأخرجه أحمد (7573) و (9384) من طريقين عن حماد بن سلمة، به. ويغني عنه حديث أم سلمة السالف برقم (3580). (¬3) إسناده ضعيف جدًا كسابقه. وأخرجه أحمد (24469) و (24918) من طريق عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.

14 - باب العمامة السوداء

14 - بَابُ الْعِمَامَةِ السَّوْدَاءِ 3584 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُسَاوِرٍ الوراق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (¬1). 3585 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (¬2). 3586 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حدثنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ (¬3). 15 - بَابُ إِرْخَاءِ الْعِمَامَةِ بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ 3587 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُسَاوِرٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (1104). (¬2) حديث صحيح. وهو مكرر (2822). (¬3) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة الرَّبَذي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 424 - 425. (¬4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (2821)، وانظر (3584). =

16 - باب كراهية لبس الحرير

16 - بَابُ كَرَاهِيَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ 3588 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ" (¬1). 3589 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ الْبَرَاءِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ وَالْإِسْتَبْرَقِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (1359) (453) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5832)، ومسلم (2073)، والنسائي في "الكبرى" (9509) من طريق عبد العزيز بن صهيب، به. وهو في "مسند أحمد" (11985)، و"صحيح ابن حبان" (5429). قال السندي: قوله: "لم يلبسه في الآخرة"، أي: وإن دخل الجنة، ولا ينافيه قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} [فصلت: 31]، لإمكان أن الله تعالى ينزع اشتهاء الحرير منه. وأما قوله تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج: 23] فلا يلزم منه أنه ليس لهم لباس غيره، إذ يمكن أن يكون الاقتصار عليه لكونه الغالب. (¬2) إسناده صحيح. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه البخاري (1239)، ومسلم (2066)، والترمذي (3017) من طريق أشعث، به. وهو في "مسند أحمد" (18504)، و"صحيح ابن حبان" (5340). والديباج والإستبرق: صنفان من ثياب الحرير.

3590 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ، وَقَالَ: "هُوَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَلَنَا فِي الْآخِرَةِ" (¬1). 3591 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ ابْتَعْتَ هَذِهِ الْحُلَّةَ لِلْوَفْدِ وَلِيَوْمِ الْجُمُعَةِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه عند الحديث (3414). الحكم: هو ابن عُتيبة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (886)، ومسلم (2068) (6) و (7)، وأبو داود (1076) و (4040)، والنسائي 3/ 96 من طريق نافع، به. وأخرجه البخاري (2619) من طريق عبد الله بن دينار، والبخاري أيضًا (948)، ومسلم (2068) (8) و (9)، وأبو داود (1077) و (4041)، والنسائي 3/ 181 و 8/ 198 من طريق سالم بن عبد الله، كلاهما عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4713)، و"صحيح ابن حبان" (5439). قوله: "لا خلاق له" أي: لا نصيب له في لبس الحرير. قاله السندي. ويؤيده حديث عمر رضي الله عنه عند البخاري (5834) رفعه "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة".

17 - باب من رخص له في لبس الحرير

17 - بَابُ مَنْ رُخِّصَ لَهُ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ 3592 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ نَبَّأَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَخَّصَ لِلزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَلِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قَمِيصَيْنِ مِنْ حَرِيرٍ، مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِمَا: حِكَّةٍ (¬1). 18 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ 3593 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ إِلَّا مَا كَانَ هَكَذَا - ثُمَّ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ، ثُمَّ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ الرَّابِعَةِ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَانَا عَنْهُ (¬2). 3594 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ مَوْلَى أَسْمَاءَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ اشْتَرَى عِمَامَةً لَهَا عَلَمٌ، فَدَعَا بِالْجَلَمَيْنِ فَقَصَّهُ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ، فَذَكَرْتُ لَهَا ذلك، فَقَالَتْ: بُؤْسًا لِعَبْدِ اللَّهِ! ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2919 - 2922)، ومسلم (2076)، وأبو داود (4056)، والترمذي (1819)، والنسائي 8/ 202 من طريق قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (13248)، و "صحيح ابن حبان" (5430). (¬2) إسناده صحيح. وهو مكرر (2820).

19 - باب لبس الحرير والذهب للنساء

يَا جَارِيَةُ، هَاتِي جُبَّةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. فَجَاءَتْ بِجُبَّةٍ مَكْفُوفَةِ الْكُمَّيْنِ وَالْجَيْبِ وَالْفَرْجَيْنِ بِالدِّيبَاجِ (¬1). 19 - بَابُ لُبْسِ الْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ 3595 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ أَبِي الْأَفْلَحِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ¬

_ (¬1) إسناده حسن، مغيرة بن زياد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. أبو عمر: اسمه عبد الله بن كيسان التَّيمي مولاهم. وأخرجه بنحوه أبو داود (4054) من طريق عيسى بن يونس، عن المغيرة بن زياد، به. وأخرجه بمعناه مسلم (2069) (10)، والنسائي في "الكبرى" (9546) من طريق عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان- عن أبي عمر عبد الله مولى أسماء، به. وهو في "مسند أحمد" (26942) و (26982). وانظر ما سلف برقم (2819). قال السندي: قوله: "بالجلمين" (وفي (ذ) و (م): بالقلمين، بقاف وكلاهما صواب) الذي يُجَزُّ به الشعر والصوف، والجلمان: شفرتان، ويقال للمثنَّى، كالمِقص والمقصان. "بؤسًا لعبد الله" أي: حيث لا يعتقد حِلَّ هذا المقدار القليل من الحرير مع أنه حلال. "مكفوفة" أي: عُمل على جيبها وكُمَّيها وفَرجها كُفّتان من حرير، وكُفّة كل شيء بالضم: طرفه وحاشيته والفرجين من قدام وخَلْف. "بالدبباج" أي: الحرير، ومقصودها بذلك أن القليلَ ليس بحرام، وإنما الحرامُ الكثير، وقد جاء في هذه ما زاد على أربعة أصابع، والله أعلم.

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرِيرًا بِشِمَالِهِ، وَذَهَبًا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ رَفَعَ بِهِمَا يَدَيْهِ، فَقَالَ: "إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، حِلٌّ لِإِنَاثِهِمْ" (¬1). 3596 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، حَدَّثَنِي هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حُلَّةٌ مَكْفُوفَةٌ بِحَرِيرٍ، إِمَّا سَدَاهَا وَإِمَّا لَحْمَتُهَا، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيَّ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَصْنَعُ بِهَا؟ أَلْبَسُهَا؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ اجْعَلْهَا خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وأخرجه أبو داود (4057)، والنسائي 8/ 160 من طريق أبي أفلح الهمداني، به. وهو في "مسند أحمد" (750)، و"صحيح ابن حبان" (5434). وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر "نصب الراية" للزيلعي 4/ 222 - 225. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم وقد توبع. أبو فاختة: هو سعيد بن عِلاقة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 346 - 347، وهو في "مسند أحمد" (1154) بنحوه من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن هُبيرة بن يَرِيم، عن علي. وأخرجه بنحوه البخاري (2614)، ومسلم (2071) (19)، والنسائي في "الكبرى" (9494) من طريق زيد بن وهب، ومسلم (2071) (17 - 18)، والنسائي (9493) من طريق أبي صالح الحنفي، كلاهما عن علي. الخُمُر: جمع خِمَار، وهو غطاء الرأس. الفواطم: فاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،وفاطمة بنت أسد وهي أم عليٍّ، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب.

20 - باب لبس الأحمر للرجال

3597 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: خَرَجَ إلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي إِحْدَى يَدَيْهِ ثَوْبٌ مِنْ حَرِيرٍ، وَفِي الْأُخْرَى ذَهَبٌ، فَقَالَ: "إِنَّ هَذَيْنِ مُحَرَّمٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، حِلٌّ لِإِنَاثِهِمْ" (¬1). 3598 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَمِيصَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ (¬2). 20 - بَابُ لُبْسِ الْأَحْمَرِ لِلرِّجَالِ 3599 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الإفريقي: وهو عبد الرحمن بن زياد بن أَنعُم. وأخرجه ابن وهب في "الجامع" ص 102، والطيالسي في "مسنده" (2253)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 251، و"شرح مشكل الآثار" (4819) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به. وانظر حديث علي السالف برقم (3595). (¬2) إسناده صحيح، إلا أن قوله فيه: "على زينب" خطأ، والمحفوظ: أم كلثوم. وأخرجه النسائي 8/ 197 عن الحسين بن حريث، عن عيسى بن يونس، به. وأخرجه البخاري (5842) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو داود (4058)، والنسائي 8/ 197 من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، كلاهما عن الزهري، عن أنس: أنه رأى على أُم كلثوم بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... سِيَراء: نوع من البرود فيه خطوط يخالطه حرير.

عَنْ الْبَرَاءِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَجْمَلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَرَجِّلًا فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ (¬1). 3600 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ بَرَّادِ بْنِ يُوسُفَ (¬2) بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ابْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ قَاضِي مَرْوَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَخْطُبُ، فَأَقْبَلَ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ، يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخَذَهُمَا فَوَضَعَهُمَا فِي حِجْرِهِ، فَقَالَ: "صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28]، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ". ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي. وأخرجه البخاري (3551) و (5848)، و (5901)، ومسلم (2337)، وأبو داود (4072) و (4183)، والترمذي (1821) و (3020) و (3963)، والنسائي 33/ 18 و 183 و 203 من طرق عن أبي إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (18473)، و"صحيح ابن حبان" (6284). قوله: "مترجلًا" الترجل: تسريح الشَعر وتنظيفه بالأمشاط. قاله السندي. وأما الحُلَّة الحمراء، فذهب بعضُ أهل العلم إلى أنها برود يمانية منسوجة بخطوط حمراء وسوداء، وليست حمراءَ صِرفًا. وانظر تفصيل الكلام في هذا الحديث في "فتح الباري" 10/ 305 - 356. (¬2) وقع في أصولنا الخطية مكان "يوسف": بريد، وهو ذهول ووهمٌ. (¬3) حديث صحيح، أبو عامر عبد الله بن عامر قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول. أي: عند المتابعة، وقد توبع، ومن فوقه ثقات. =

21 - باب كراهية المعصفر للرجال

21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْمُعَصْفَرِ لِلرِّجَالِ 3601 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْمُفَدَّمِ (¬1). قَالَ يَزِيدُ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَا الْمُفَدَّمُ؟ قَالَ: الْمُشْبَعُ بِالْعُصْفُرِ. 3602 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا أَقُولُ: نَهَاكُمْ - عَنْ لُبْسِ الْمُعَصْفَرِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (1109)، والترمذي (4108)، والنسائي 3/ 108 و 192 من طرق عن حسين بن واقد، به. وهو في "مسند أحمد" (22995)، و "صحيح ابن حبان" (6038). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم-، والحسن بن سهيل: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، لم يرو عنه غير يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: مشهور. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي: حيث يتابع وإلا فليِّن الحديث. والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 370. وأخرجه أحمد ضمن حديث في "المسند" (5751) من طريق يزيد بن عطاء، عن يزيد بن أبي زياد، به. ويشهد له ما بعده من حديثي الباب. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي مولاهم- صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. =

3603 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَعَلَيَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ بِالْعُصْفُرِ، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ؟ " فَعَرَفْتُ مَا كَرِهَ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورَهُمْ، فَقَذَفْتُهَا فِيهِ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْغَدِ، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا فَعَلَتْ الرَّيْطَةُ؟ " فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: "أَلَا كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِكَ! فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ لِلنِّسَاءِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2078)، وأبو داود (4044 - 4046)، والترمذي (263) و (1834)، والنسائي 2/ 189 و 8/ 167 من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، به. وهو في "مسند أحمد" (710). قال ابن مفلح في "الآداب الشرعية" 3/ 488: ويكره المعصفر في الأصح، وكذا المزعفر على الأظهر، وفيه وجه: تكره الصلاة فيه فقط، وهو ظاهر ما في "التلخيص"، والنص: أنه لا يكره، وقطع في "الشرح" بالكراهة. ومذهب أبي حنيفة والشافعي تحريم لبس الثوب المزعفر على الرجل، ومذهب مالك وأصحابه جوازه، وحكاه مالك عن علماء المدينة، وهو مذهب ابن عمر وغيره، ولا بأس بلبس المزعفر والمعصفر والأحمر للنساء. (¬1) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (4066) عن مسدَّد، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6852). وانظر: "صحيح مسلم" (2077)، و"المجتبى" للنسائي 8/ 203. ثنية أذاخر: موضع بين مكة والمدينة، وهو قريب من مكة، قال ابن إسحاق -فيما نقله ياقوت-: لما وصل رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة عام الفتح دخل من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة، وضُربت هناك قُبَّته. والرَّيطة: كل ثوب رقيق ليِّن من كتان. =

22 - باب الصفرة للرجال

22 - بَابُ الصُّفْرَةِ لِلرِّجَالِ 3604 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَوَضَعْنَا لَهُ مَاءً يَتَبَرَّدُ بِهِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمِلْحَفَةٍ صَفْرَاءَ، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْوَرْسِ عَلَى عُكَنِهِ (¬1). 23 - بَاب الْبَسْ مَا شِئْتَ مَا أَخْطَأَكَ سَرَفٌ أَوْ مَخِيلَةٌ 3605 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا، مَا لَمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ" (¬2). ¬

_ = مضرَّجة: مصبوغة. يَسجُرون: يَحمُون. (¬1) إسناده ضعيف. وقد سلف برقم (466). (¬2) إسناده حسن. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السَّدوسي. وأخرجه النسائي 5/ 79 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6695). والمَخِيلة، بوزن عَظِيمة: وهي بمعنى الخُيَلاء، وهو التكبُّر. وقيل: بوزن مفعلة من اختال: إذا تكبر، أي: بلا عُجب ولا كِبر، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]. قال المناوي: وهذا الخبرُ جامع لفضائل تدبير المرء نفسه، والإسراف يضر بالجسد والمعيشة، والخيلاء تضر بالنفس حيث تكسبها العُجب، وبالدنيا حيث تكسب المقتَ من الناس، وبالآخرة حيث تكسب الاثم.

24 - باب من لبس شهرة من الثياب

24 - بَاب مَنْ لَبِسَ شُهْرَةً مِنْ الثِّيَابِ 3606 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيَّانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مُهَاجِرٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ" (¬1). 3607 - [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَلْهَبَ فِيهِ نَارًا"] (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكن تابعه أبو عوانة في الرواية الآتية عندَ المصنف. وعثمان بن أبي زرعة: هو عثمان بن المغيرة نفسه في السند التالي، وهو ثقة، ومهاجر: هو ابن عمرو النبّال الشامي، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه أبو داود (4029)، والنسائي في "الكبرى" (9487) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5664). قال السندي: قوله: "ثوب شهرة" أي: من لبس ثوبا يَقصِد به الاشتهارَ بين الناس سواء كان الثوب نفيسًا يَلبَسه تفاخرًا بالدنيا وزيتها، أو خسيسًا يلبسه إظهارًا للزهد والرياء. وانظر "زاد المعاد" 1/ 145. (¬2) إسناده حسن. أبو عوانة: هو وضَّاح بن عبد الله اليشكري. =

25 - باب لبس جلود الميتة إذا دبغت

3608 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ مُحْرِزٍ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ جَهْمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَضَعَهُ مَتَى وَضَعَهُ" (¬1). 25 - بَابُ لِبْسِ جُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ 3609 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: "أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ، فَقَدْ طَهُرَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4029) عن محمَّد بن عيسى، و (4030) عن مسدد، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. ولم يرفعه. ورجَّح وقفَه أبو حاتم الرازي كما في "العلل" 1/ 490. ويشهد له حديث أبي ذر الآتي بعده. تنبيه: هذا الحديث من المطبوع، ليس هو في أصولنا الخطية، ولم يذكره الحافظ المزي (7464) بهذا الإسناد ولا استدركه عليه الحافظ ابن حجر. (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عثمان بن جهم، ووكيع بن محرز ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به، وقال البخاري: عنده عجائب. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 328، وابن حبان في "الثقات" 9/ 230، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6230) من طريق وكيع بن محرز، بهذا الإسناد. وأخرج البيهقي في "سننه" 3/ 273 عن كنانة بن نعيم التابعي الثقة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن الشهرتين: أن يلبَسَ الثيابَ الحسنة التي ينظر إليه فيها، أو الدنية أو الرثة التي ينظر إليه فيها. وهو مرسل صحيح. (¬2) إسناده صحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة. =

3610 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنَّ شَاةً لِمَوْلَاةِ مَيْمُونَةَ مَرَّ بِهَا [يَعْنِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -] قَدْ أُعْطِيَتْهَا مِنْ الصَّدَقَةِ، مَيْتَةً، فَقَالَ: "هَلَّا أَخَذُوا إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ؟! " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ! قَالَ: "إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا" (¬1). 3611 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: كَانَ لِبَعْضِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ شَاةٌ، فَمَاتَتْ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهَا، فَقَالَ: "مَا ضَرَّ أَهْلَ هَذِهِ لَوْ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا؟! " (¬2) ¬

_ = وأخرجه مسلم (366)، وأبو داود (4123)، والترمذي (1825)، والنسائي 7/ 173 من طريق عبد الرحمن بن وعلة، به. وهو في "مسند أحمد" (1895)، و"صحيح ابن حبان" (1287). الإهاب: الجلْد قبل أن يُدبَغ. (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وأخرجه مسلم (363) (100)، وأبو داود (4120)، والنسائي 7/ 171 - 172 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26795)، و"صحيح ابن حبان" (1285). وروي عن ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ليس فيه ميمونة. انظر "مسند أحمد" (2369). (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وشهر بن حوشب. ويشهد له أيضًا حديث أبي مسعود الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" 17/ (576)، وفي سنده ضعف.

26 - باب من كان لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عصب

3612 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مَالِكِ ابْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ (¬1). 26 - بَابُ مَنْ كان لَا يُنْتَفَعُ مِنْ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ 3613 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الشَّيْبَانِيِّ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ "لَا تَنْتَفِعُوا مِنْ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، محمَّد بن عبد الرحمن: هو ابن ثوبان العامري، وأُمُّه لا تُعرَف لم يرو عنها غيرُه. يزيد بن قسيط: هو يزيد بن عبد الله بن قسيط. وأخرجه أبو داود (4124)، والنسائي 7/ 176 من طريق مالك بن أنس، به. وهو في "مسند أحمد" (24447)، و"صحيح ابن حبان" (1286). وأخرجه بنحوه النسائي 7/ 174 من طرق عن الأسود بن يزيد النخعي، عن عائشة قالت: سُئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن جلود الميتة فقال: "دباغُها طُهورُها". وهو صحيح من هذا الوجه. وهو في "مسند أحمد" (25214)، و "صحيح ابن حبان" (1290). (¬2) إسناده ضعيف ففد أعل بالانقطاع والاضطراب كما هو مبيَّن في التعليق عليه في "مسند أحمد" (18780)، ثم إنه لا يقاوم حديث ميمونة وغيرها في الصحة كما قال الحازمي في "الاعتبار" ص 39، وانظر الباب السالف عند المصنف. جرير:=

27 - باب صفة النعال

27 - بَابُ صِفَةِ النِّعَالِ 3614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: كَانَ لِنَعْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِبَالَانِ، مَثْنِيٌّ شِرَاكُهُمَا (¬1). 3615 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ لِنَعْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِبَالَانِ (¬2). ¬

_ = هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، وغندر: اسمه محمَّد بن جعفر، والحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه أبو داود (4127)، والترمذي (1826)، والنسائي 7/ 175 من طريق الحكم بن عتيبة، به. وبعض أهل العلم الذين يرون صحة حديث عبد الله بن عُكيم هذا حملوه على منع الانتفاع بجلد الميتة قبل الدباغ وحينئذ يسمى إهابًا، وبعد الدباغ يسمى جلدًا ولا يسمى إهابًا، وهذا معروف عند أهل اللغة ليكون جمعا بين الحكمين، وهذا هو الطريق في نفي التضاد عن الأخبار. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (72)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 376 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال السندي: قِبال النعل، ككِتاب: زمام بين الاصبع الوسطى والتي تليها، والشِّراك- بالكسر-: أحد سُيور النعل تكون على وجهها. (¬2) إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى العَوذي. وأخرجه البخاري (5857)، وأبو داود (4134)، والترمذي (1874) و (1875)، والنسائي 8/ 217 من طريق همام، به. =

28 - باب لبس النعال وخلعها

28 - بَابُ لُبْسِ النِّعَالِ وَخَلْعِهَا 3616 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُمْنَى، وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُسْرَى" (¬1). 29 - بَابُ الْمَشْيِ فِي النَّعْلِ الْوَاحِدِ 3617 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَمْشِ أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ وَلَا خُفٍّ وَاحِدٍ، لِيَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيَمْشِ فِيهِمَا جَمِيعًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (3107) و (5858) من طريق عيسى بن طهمان، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12229). (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن زياد: هو القرشي الجُمَحي مولاهم، أبو الحارث المدني. وأخرجه مسلم (2097) (67) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمَّد بن زياد، به. وأخرجه البخاري (5856)، وأبو داود (4139)، والترمذي (1881) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7179) و (10189). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -واسمه محمَّد- لا بأس به، وباقي رجاله ثقات. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وسعيد بن أبي سعيد: هو المَقبُري. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 415. وأخرجه البخاري (5855)، ومسلم (2097) (68)، وأبو داود (4136)، والترمذي (1876) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. =

30 - باب الانتعال قائما

30 - بَابُ الِانْتِعَالِ قَائِمًا 3618 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا (¬1). ¬

_ = وأخرجه بنحوه مسلم (2097) (67) من طريق محمَّد بن زياد، و (2098) من طريق أبي صالح وأبي رزين، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وانظر "مسند أحمد" (7349)، و "صحيح ابن حبان" (5459). قال السندي: قوله: "لا يمشِ أحدكم" قيل: النهي عن الشهرة، وقيل: لما فيه من المُثلة ومفارقة الوقار، ومشابهة زِيِّ الشيطان كالأكل بالشمال، وللمشقَّة في المشي والخروج عن الاعتدال، فربما يصير سببًا للعِثَار. وقال ابن حبان في "صحيحه" 12/ 275 تعليقًا على قوله: "ليخلعهما جميعًا أو ليمش فيهما جميعًا": الأمر للندب والإرشاد قصد بهما الزجر عن المشي في نعل واحدة أو خف واحد. (¬1) حديث صحيح وهذا سند رجاله ثقات إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، والأصح وقفه، فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 418 عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أنه كره أن ينتعل الرجل قائمًا. وهذا سند صحيح، وابن أبي شيبة أوثق وأشد تثبتًا من علي بن محمَّد وهو الطنافسي. وأخرجه مرفوعًا الترمذي (1877) من طريق الحارث بن نبهان، عن معمر، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة. والحارث بن نبهان متروك الحديث. وأخرجه مرفوعًا أيضًا العقيلي في "الضعفاء" 3/ 364، والطبراني في "الأوسط" (6531) من طريق سلمة بن حبيب، عن عروة بن علي السهمي، عن أبى هريرة. وسلمة وعروة كلاهما مجهول.

31 - باب الخفاف السود

3619 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا (¬1). 31 - بَابُ الْخِفَافِ السُّودِ 3620 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ صَالِحٍ الْكِنْدِيُّ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّجَاشِيَّ أَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خُفَّيْنِ سَاذَجَيْنِ أَسْوَدَيْنِ، فَلَبِسَهُمَا (¬2). 32 - بَابُ الْخِضَابِ بِالْحِنَّاءِ 3621 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يُخْبِرَانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وصححه أيضًا البوصيري في "مصباح الزجاجة". وفي الباب أيضًا حديث جابر بن عبد الله عند أبي داود (4135)، ورجاله ثقات. قال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 203: يشبه أن يكون إنما نُهِيَ عن لبس النعل قائمًا، لأن لبسها قاعدًا أسهل عليه وأمكن له، وربما كان ذلك سببا لانقلابه إذا لبسها قائمًا، فأُمر بالقعود له والاستعانة باليد ليأمن غائلته، والله أعلم. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف دلهم وجهالة حُجير. وقد سلف برقم (549). (¬3) إسناده صحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة. =

3622 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدَّيْليِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بِهِ الشَّيْبَ، الْحِنَّاءُ وَالْكَتَمُ" (¬1). 3623 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ ¬

_ = وأخرجه البخاري (3462) و (5899)، ومسلم (2103)، وأبو داود (4203)، والنسائي 8/ 137 و185 من طريق ابن شهاب الزهري، به، وفي بعض الطرق عنه عن أبي سلمة وحده. وهو في "مسند أحمد" (7274)، و "صحيح ابن حبان" (5470). وأخرجه الترمذي (1849) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "غيروا الشَّيب ولا تشبَّهوا باليهود". (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، الأجلح -وهو ابن عبد الله- ضعيف يعتبر به، وقد توبع. وأخرجه الترمذي (1849)، والنسائي 8/ 139 من طريق الأجلح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو داود (4205) من طريق سعيد بن إياس الجربري، عن عبد الله بن بريدة، به. وأخرجه النسائي 8/ 139 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر. وهو في "مسند أحمد" (21307)، و "صحيح ابن حبان" (5474). والكَتَم: نبتٌ فيه حُمرة يُصبَغ به الشَّعر، من نبات الجبال، وورقه كورق الآس يُخضَب به مدقوقًا.

33 - باب الخضاب بالسواد

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ شَعَرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ (¬1). 33 - بَابُ الْخِضَابِ بِالسَّوَادِ 3624 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جِيءَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْتُغَيِّرْهُ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ" (¬2). 3625 - حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ابْنِ زَكَرِيَّا الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا دَفَّاعُ بْنُ دَغْفَلٍ السَّدُوسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن موهب. وأخرجه البخاري (5896 - 5898) من طريق عثمان بن عبد الله بن موهب، به. وهو في "مسند أحمد" (26539). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سُليم، لكنه متابع. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه مسلم (2102) (79)، وأبو داود (4204)، والنسائي 8/ 138 من طريق ابن جريج، ومسلم (2102) (78) من طريق أبي خيثمة زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي الزبير، به. وهو في "مسند أحمد" (14402)، و"صحيح ابن حبان" (5471). وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أحمد (12635)، وابن حبان (5472)، وسنده صحيح. والثَّغامة: نَبْت أبيض الزهر والثمر، شُبَّه بياض الشيب به. قاله أبو عبيد.

34 - باب الخضاب بالصفرة

عَنْ جَدِّهِ صُهَيْبِ الْخَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوَادُ، أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ، وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ عَدُوِّكُمْ" (¬1). 34 - بَابُ الْخِضَابِ بِالصُّفْرَةِ 3626 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ عُبَيْدَ بْنَ جُرَيْجٍ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ بِالْوَرْسِ! فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا تَصْفِيرِي لِحْيَتِي، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ (¬2). 3627 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُوسٍ أو بني طاووس (¬3)، عَنْ طَاوُوسٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عبد الحميد بن صيفي لين الحديث، وأبوه صيفي لم يوثقه غير ابن حبان، ودفاع بن دغفل ضعيف. ومتنه منكر لمخالفته ما صحَّ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من النهي عن الخضاب بالسواد كما في حديث جابر السابق وغيره. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبُري. وأخرجه البخاري (166)، ومسلم (1187) (25) و (26)، وأبو داود (1772)، والنسائي 8/ 186 من طريق عبيد بن جريج، به. وهو في "مسند أحمد" (4672)، و"صحيح ابن حبان" (3763). وأخرجه أبو داود (4210)، والنسائي 8/ 186 من طريق نافع، عن ابن عمر بلفظ: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يصفِّر لحيته بالوَرس والزعفران. (¬3) قوله: "أو بني طاووس" سقط من المطبوع، وفي (ذ): أو ابني طاووس، والمثبت من (س) و (م).

35 - باب من ترك الخضاب

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَجُلٍ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ، فَقَالَ: "مَا أَحْسَنَ هَذَا" ثُمَّ مَرَّ بِآخَرَ قَدْ خَضَبَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ فَقَالَ: "هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا" ثُمَّ مَرَّ بِآخَرَ قَدْ خَضَبَ بِالصُّفْرَةِ، فَقَالَ: "هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ". قَالَ: وَكَانَ طَاوُوسٌ يُصَفِّرُ (¬1). 35 - بَابُ مَنْ تَرَكَ الْخِضَابَ 3628 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ مِنْهُ بَيْضَاءُ؛ يَعْنِي عَنْفَقَتَهُ (¬2). 3629 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف حميد بن وهب. وأخرجه أبو داود (4211) من طريق إسحاق بن منصور، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (3696) و (3697). (¬2) إسناده صحيح. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وزهير: هو ابن معاوية الجُعفي، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السُّوائي. وأخرجه البخاري (3545) من طريق إسرائيل، ومسلم (2342) من طريق زهير بن معاوية أبي خيثمة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وهو في "مسند أحمد" (18769). والعنفقة: هي الشَّعر النابت تحت الشَفَة السفلى.

36 - باب اتخاذ الجمة والذوائب

سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَرَ مِنْ الشَّيْبِ إِلَّا نَحْوَ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ عِشْرِينَ شَعَرَةً، فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ (¬1). 3630 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ شَيْبُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَ عِشْرِينَ شَعَرَةً (¬2). 36 - بَابُ اتِّخَاذِ الْجُمَّةِ وَالذَّوَائِبِ (¬3) 3631 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: اسمه محمَّد بن إبراهيم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وهو في "مسند أحمد" (12054) من طريق ابن أبي عدي، به. وأخرجه بنحوه البخاري (5894)، ومسلم (2341) (100 - 102) من طريق محمَّد بن سيرين، والبخاري (5895)، ومسلم (2341) (103) من طريق ثابت، ومسلم (2341) (104)، والنسائي 8/ 141 من طريق قتادة، ثلاثتهم عن أنس. وأخرج البخاري (3547)، ومسلم (2347)، والترمذي (3951) من طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه أحمد في "مسنده" (5633)، والترمذي في "الشمائل" (39)، وفي "العلل الكبير" 2/ 929، وابن حبان (6294) و (6295)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" ص285، والبغوي في "شرح السنة" (3656)، والبيهقي في "الدلائل" 1/ 239 من طريق يحيى بن آدمِ، بهذا الإسناد. (¬3) الجُمَّة: هي مجتمع شعر ناصية الإنسان. والذوائب: هي الضفائر.

قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ، تَعْنِي ضَفَائِرَ (¬1). 3632 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدُلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ، فكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَسَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَاصِيَتَهُ، ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ (¬2). 3633 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرِقُ خَلْفَ يَافُوخِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ أَسْدِلُ نَاصِيَتَهُ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فقد قال البخاري: لا أعرف لمجاهد سماعًا من أم هانئ. قلنا: وبقية رجال الإسناد ثقات. ابن أبي نجيح: هو عبد الله. وأخرجه أبو داود (4191)، والترمذي (1883) من طريق سفيان بن عيية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب. وهو في "مسند أحمد" (26890). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3558) و (5917)، ومسلم (2336)، وأبو داود (4188)، والنسائي 8/ 184 من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (2209)، و"صحيح ابن حبان" (5485). قال السندي: السَّدل: إرسال الشَّعر حول الرأس من غير أن يقسمه نصفين، والفَرقُ: أن يقسمه نصفًا عن يمينه ونصفًا عن يساره عليه، وكلاهما جائز، والأفضل الفرق. (¬3) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات غير محمَّد بن إسحاق فهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلِّس ولم يصرّح في هذا الإسناد بالسماع، لكن رواه أحمد =

3634 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا جَرِيرُ ابْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ شَعَرُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَعَرًا رَجِلًا بَيْنَ أُذُنَيْهِ وَمَنْكِبَيْهِ (¬1). 3635 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ = (26355) وأبو داود (4189) من طريقين عن محمَّد بن إسحاق حدثني محمَّد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وهذا سند حسن فقد صرح ابن إسحاق فيه بالسماع. والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 450. وأخرجه أبو يعلى (4413)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6477) و (6478) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 5/ ورقة 50: يحتمل أن يكون القولان محفوظين. واليافوخ: وسط الرأس. تنبيه: حديث عائشة من طريق يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة لم يذكره الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" ولم يستدركه الحافظ ابن حجر في "النكت"، كذلك لم يذكره البوصيري في "زوائده" وهو على شرطه، وهو ثابت في أصولنا الخطية كلها. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5905)، ومسلم (2338) (94)، والنسائي 8/ 131 من طريق جرير بن حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (12382)، و"صحيح ابن حبان" (6291). وأخرج البخاري (5953)، ومسلم (2338) (95)، والنسائي 8/ 183 من طريق همام، عن قتادة، عن أنس قال: كان لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شعر يُصيب منكبيه. قوله: "رَجِلًا" أي: مسترسلًا، لا كل الاسترسال بل وسطًا كما جاء في بعض الروايات: لا جَعْدَ ولا سَبِطَ، والسَّبِط: هو المنبسط المسترسل.

37 - باب كراهية كثرة الشعر

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَعَرٌ دُونَ الْجُمَّةِ، وَفَوْقَ الْوَفْرَةِ (¬1). 37 - بَابُ كَرَاهِيَةِ كَثْرَةِ الشَّعَرِ 3636 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلِي شَعَرٌ طَوِيلٌ، فَقَالَ: "ذُبَابٌ ذُبَابٌ! " فَانْطَلَقْتُ فَأَخَذْتُهُ، فَرَآنِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ، وَهَذَا أَحْسَنُ" (¬2). 38 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الْقَزَعِ 3637 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) صحيح بما سبقه، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل بن مسلم. وأخرجه أبو داود (4187)، والترمذي (1851) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (24768). والجُمَّة: ما سقط على المنكبين من شعر الرأس، والوفرة: إذا وصل إلى شحمة الأذن. (¬2) إسناده حسن. سفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (4195)، والنسائي 8/ 131 و 135 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قوله: "ذباب" قال ابن الأثير في "النهاية": الذُّباب: الشؤم، أي: هذا شؤم، وقيل: الذباب: الشر الدائم.

39 - باب نقش الخاتم

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْقَزَعِ. قَالَ: وَمَا الْقَزَعُ؟ قَالَ: أَنْ يُحْلَقَ مِنْ رَأْسِ الصَّبِيِّ مَكَانٌ، وَيُتْرَكَ مَكَانٌ (¬1). 3638 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْقَزَعِ (¬2). 39 - بَابُ نَقْشِ الْخَاتَمِ 3639 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ ابْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، ثُمَّ نَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وقَالَ: "لَا يَنْقُشْ أَحَدٌ عَلَى نَقْشِ خَاتَمِي هَذَا" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (5920)، ومسلم (2120)، وأبو داود (4193)، والنسائي 8/ 130 و 182 من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4473)، و"صحيح ابن حبان" (5507). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوَّار. وأخرجه البخاري (5921) من طريق عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن دينار، به. وهو في "مسند أحمد" (5356). وانظر ما قبله. (¬3) إسناده صحيح. =

3640 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: اصْطَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَمًا، فَقَالَ: "إِنَّا قَدْ اصْطَنَعْنَا خَاتَمًا، وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشًا، فَلَا يَنْقُشْ عَلَيْهِ أَحَدٌ" (¬1). 3641 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ لَهُ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، وَنَقْشُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2091) (55)، وأبو داود (4219)، والنسائي 8/ 178 و 194 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (5866) و (5873)، ومسلم (2091) (54)، وأبو داود (4218) من طريق عبيد الله بن عمر، والنسائي 8/ 178 - 179 من طريق المغيرة (وتحرف في المطبوع إلى: المعمر) بن زياد، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4677). والوَرِق: الفضة. وقوله: ولا ينقش أحد على نقش خاتمي هذا. قال النووي: سبب النهي أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنما اتخذ الخاتم ونقش فيه ليختم به كُتُبَه إلى ملوك العجم وغيرهم، فلو نقش غيره مثله، لدخلت المفسدة وحصل الخللُ. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5874)، ومسلم (2092)، والنسائي 8/ 176 و 193 من طريق عبد العزيز بن صهيب، به. وهو في "مسند أحمد" (11989)، و"صحيح ابن حبان" (5498). وانظر ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. =

40 - باب النهي عن خاتم الذهب

40 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ 3642 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى عَلِيٍّ (¬1) عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2094)، وأبو داود (4216)، والترمذي (1836)، والنسائي 8/ 172 و 173 من طريق يونس بن يزيد، به. وليس فيه عند أبي داود والترمذي ورواية عند النسائي قصة النقش. وهو في "مسند أحمد" (13183)، و "صحيح ابن حبان" (6394). وأخرجه بنحوه البخاري (65)، ومسلم (2092) (56) و (58)، وأبو داود (4214)، والنسائي 8/ 174 و 193 من طريق قتادة، والترمذي (1843) من طريق ثابت البناني، كلاهما عن أنس. وانظر ما سيأتي برقم (3646). (¬1) في الأصول الخطية: "عبيد الله عن نافع بن جبير مولى علي عن علي"، وهذا من الأوهام فيما ذكره الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 29/ 276 - 277 وقال: هكذا ذكره صاحب "الأطراف" (يعني ابن عساكر) وكذلك وقع في بعض النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه، وهو خطأ والصواب: "عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن حنين مولى علي عن علي" وكذلك هو في الأصول القديمة من كتاب ابن ماجه، ونافع هذا هو مولى ابن عمر، وابن جبير هذا هو عبد الله بن حنين، وكذلك هو عند النسائي على الصواب. (¬2) حديث صحيح، عبيد الله: هو ابن عمر العُمري، وقد خالفه مالك في إسناد هذا الحديث، فرواه عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عبد الله ابن حنين عن علي، هكذا أخرجه عنه مسلم (2078)، وأبو داود (4044)، والترمذي (263)، والنسائي 2/ 189. وهو في "مسند أحمد" (1043). ورواه كرواية عبيد الله بن عمر عن نافع عَمرُو بنُ سعد الفَدَكي عند النسائي 8/ 191. =

41 - باب من جعل فص خاتمه مما يلي كفه

3643 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ (¬1). 3644 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: أَهْدَى النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَلْقَةً فِيهَا خَاتَمُ ذَهَبٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعُودٍ، وَإِنَّهُ لَمُعْرِضٌ عَنْهُ، أَوْ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ دَعَا بِابْنَةِ ابْنَتِهِ أُمَامَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَاصِ، فَقَالَ: "تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ" (¬2). 41 - بَابُ مَنْ جَعَلَ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ 3645 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ ابْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = وأخرجه مسلم (2078) (30 - 31)، وأبو داود (4045) و (4046)، والترمذي (1834)، والنسائي 2/ 189 و 8/ 167 - 168 و 168 و191 و 204 من طرق عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي. وأخرجه النسائي 5/ 191 - 192 من طريق محمَّد بن إبراهيم، و 192 من طريق خالد بن معدان، كلاهما عن ابن حنين، عن علي. (¬1) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم. وأخرجه أحمد ضمن حديث في "المسند" (5751) من طريق يزيد بن عطاء، عن يزيد بن أبي زياد، به. (¬2) إسناده حسن، فقد صرَّح محمَّد بن إسحاق بالتحديث عند أبي داود (4235). وهو في "مسند أحمد" (24880).

42 - باب التختم باليمين

عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَجْعَلُ فَصَّه (¬1) مِمَّا يَلِي كَفَّهُ (¬2). 3646 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الْأَيْلِيِّ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَبِسَ خَاتَمَ فِضَّةٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، كَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ (¬3). 42 - بَابُ التَّخَتُّمِ بِالْيَمِينِ 3647 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ (¬4). ¬

_ (¬1) في المطبوع: فصَّ خاتمه. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5865)، ومسلم (2091)، وأبو داود (4218)، والنسائي 8/ 178 و 194 من طريق نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4677)، و"صحيح ابن حبان" (5494). (¬3) حديث صحيح، إسماعيل بن أبي أُويس -وإن كان فيه ضعف- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. محمَّد بن يحيى: هو الذُّهلي. وأخرجه مسلم (2094) (62)، والنسائي 8/ 173 من طريق يونس بن يزيد، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (6394). وانظر ما سلف برقم (3641). (¬4) متن الحديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جدًا، إبراهيم بن الفضل متروك. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 473 - 474. وأخرجه الترمذي (1841) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عبد الله بن جعفر. وعبد الرحمن بن أبي رافع لم يرو عنه غير حماد بن سلمة، وقال ابن معين: صالح الحديث. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (1746). =

43 - باب التختم في الإبهام

43 - بَابُ التَّخَتُّمِ فِي الْإِبْهَامِ 3648 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ أَتَخَتَّمَ فِي هَذِهِ وَفِي هَذِهِ، يَعْنِي الْخِنْصَرَ وَالْإِبْهَامَ (¬1). 44 - بَابُ الصُّوَرِ فِي الْبَيْتِ 3649 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ¬

_ = وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2091) (53)، وابن حبان (5499). وعن علي بن أبي طالب عند أبي داود (4226)، والنسائي 8/ 174، وسنده صحيح. وعن ابن عباس عند أبي داود (4229)، والترمذي (1739)، وسنده حسن. وقد روي عن أنس بن مالك عند مسلم (2094) و (2095) في تختم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجهان: التختم في اليمين، والتختم في اليسار. قال النووي في "شرحه": وهما صحيحان، وأما الحكم في المسألة عند الفقهاء، فأجمعوا على جواز التختُم في اليمين وعلى جوازه في اليسار، ولا كراهة في واحدة منهما، واختلفوا أيتهما أفضل، فتختمَ كثيرون من السلف في اليمين، وكثيرون في اليسار، واستحب مالك اليسار وكره اليمينَ، وفي مذهبنا وجهانِ لأصحابنا، الصحيحُ أن اليمين أفضلُ لأنه زينة، واليمين أشرف وأحق بالزينة والاكرام. (¬1) إسناده قوي. عاصم: هو ابن كليب، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2095) / (64)، وأبو داود (4225)، والترمذي (1889)، والنسائي 8/ 177 و 194 من طريق عاصم بن كليب، به- وفي بعض روايات الحديث: "في هذه أو هذه" على الشك. وهو في "مسند أحمد" (1124)، و"صحيح ابن حبان" (998) و (5502).

عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ" (¬1). 3650 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3225) و (5949)، ومسلم (2106) (83 - 84)، والترمذي (3012)، والنسائي 7/ 185 - 186 و 8/ 212 من طريق ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3226)، ومسلم (2106) (85 - 87)، وأبو داود (4153 - 4155)، والنسائي 8/ 212 من طريق زيد بن خالد، عن أبي طلحة. وهو في "مسند أحمد" (16353)، و"صحيح ابن حبان" (5850) و (5855). قال السندي: حُمِلَ الكلبُ على غير كلب الصيد والزرع ونحوهما، والمراد بالصورة صورةُ ذي الرُّوح، قيل: إذا كان لها ظلٌّ، وقيل: بل أعمُّ والمعنى: لا تدخل ملائكة الرحمة والبركة في ذلك البيت، وإلا فالحَفَظة لا يفارقون أحدًا. (¬2) صحيح بما قبله وما بعده، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن نجي ليس بذاك القوي، وقد تفرد بالرواية عن والده. غندر: هو محمَّد بن جعفر، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير. وأخرجه أبو داود (227) و (4152)، والنسائي 1/ 141 و 7/ 185 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وزادا فيه: "ولا جنبٌ"، وهي ضعيفة لا تصح وليس في الأحاديث ما يشهد لها. وهو في "مسند أحمد" (632)، و"صحيح ابن حبان" (1205).

45 - باب الصور فيما يوطأ

3651 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا، فَرَاثَ عَلَيْهِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِذَا هُوَ بِجِبْرِيلَ قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: "مَا مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ؟ " قَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ كَلْبًا، وَإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ (¬1). 3652 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا عُفَيْرُ ابْنُ مَعْدَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ زَوْجَهَا فِي بَعْضِ الْمَغَازِي، فَاسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تُصَوِّرَ فِي بَيْتِهَا نَخْلَةً، فَمَنَعَهَا، أَوْ نَهَاهَا (¬2). 45 - بَابُ الصُّوَرِ فِيمَا يُوطَأُ 3653 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص- صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (2104) من طريقين عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن أبي سلمة، به. وهو في "مسند أحمد" (25100). (¬2) إسناده ضعيف لضعف عُفير بن معدان، وضعّفه البوصيري في "مصباح الزجاجة".

46 - باب المياثر الحمر

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي -تَعْنِي الدَّاخِلَ- بِسِتْرٍ فِيهِ تَصَاوِيرُ فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَتَكَهُ، فَجَعَلْتُ مِنْهُ مَنْبُوذَتَيْنِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَّكِئًا عَلَى إِحْدَاهُمَا (¬1). 46 - بَابُ الْمَيَاثِرِ الْحُمْرِ 3654 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ الْمِيثَرَةِ، يَعْنِي الْحَمْرَاءَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وبافي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (2479) و (5954)، ومسلم (2107) (92 - 95)، والنسائي 2/ 67 - 68 و 8/ 213 - 214 و 214 من طرق عن عبد الرحمن بن القاسم، به. وأخرجه مسلم (2107) (96) من طريق نافع، عن القاسم بن محمَّد، به. وهو في "مسند أحمد" (25392). قال الحافظ ابن حجر: واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ الصور إذا كان لا ظِل لها وهي مع ذلك مما يُوطأ ويداس أو يمتهن بالاستعمال كالمخاد والوسائد. قال النووي: وهو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين، وهو قول الثوري ومالك وأبي حنيفة والشافعي. ونقل إمام الحرمين وجهًا أن الذي يرخص فيه مما لا ظل له ما كان على ستر أو وسادة وأما ما على الجدار والسفف يمنع. ومذهب الحنابلة جواز الصورة في الثوب ولو كان معلقًا على ما في خبر أبي طلحة عند البخاري (5958)، لكن إن ستر به الجدار منع عندهم. (¬2) إسناده حسن، هبيرة -وهو ابن يَريم- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وأبو الأحوص: هو سلام بن سليم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.=

47 - باب ركوب النمور

47 - بَابُ رُكُوبِ النُّمُورِ 3655 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ الْحَجْرِيِّ الْهَيْثَمِ، عَنْ عَامِرٍ الْحَجْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ صَاحِبَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَى عَنْ رُكُوبِ النُّمُورِ (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4051)، والترمذي (3016)، والنسائي 8/ 165 - 166 من طريق أبي إسحاق، به. وأخرجه النسائي 8/ 166 من طريق مالك عن عمير بن علي. وسنده حسن. وهو في "مسند أحمد" (722)، و "صحيح ابن حبان" (5438). وانظر ما سلف برقم (3642). قال السندي: المِيثَرة: وِطاء محشوٌّ يُجعَل فوق رَحْل البعير تحت الراكب. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عامر الحَجري، والصحيح فيه أنه أبو عامر الحَجري، قيل: اسمه عبد الله، روى عنه اثنان ولم يؤثر توثيقه عن أحد. وأخرجه ضمن حديثِ أبو داود (4049)، والنسائي 8/ 143 - 144 من طريق المفضل بن فضالة، عن عياش بن عباس القتباني، به. وهو في "مسند أحمد" (17209). ويشهد له حديث معاوية الآتي، وسنده صحيح. وحديث المقدام بن معدي كرب عند أحمد في "مسنده" (17185)، وسنده ضعيف. قوله: "ركوب النمور"، أي: الركوب على جلود النمور ملقاة على السروج والرحال، لما فيه من التكبُّر.

3656 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْهَى عَنْ رُكُوبِ النُّمُورِ (¬1). * * * ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو المعتمر: هو يزيد بن طهمان، وابن سيرين: اسمه محمَّد. وأخرجه أبو داود (4129) عن هناد بن السري، عن وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16840).

أبواب الأدب

أَبْوَابُ الْأَدَبِ 1 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ 3657 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أبي سَلَامَةَ السُّلَامِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ - ثَلَاثًا - أُوصِي امْرَأً بِأَبِيهِ، أُوصِي امْرَأً بِمَوْلَاهُ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ أَذًى يُؤْذِيهِ" (¬1). 3658 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: "أُمَّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:"أُمَّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:" أَبوكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:"ثم الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عبيد الله بن علي، وشريك بن عبد الله النخعي -وإن كان سيئ الحفظ- متابَع. منصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 540. وأخرجه أحمد في "المسند" (18789)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 219 و220، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2632)، والطبراني في "الكبير" (4186)، والحاكم 4/ 150 من طريق منصور، به. وانظر تمام تخريجه في "مسند أحمد". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن ميمون المكي صدوق، وهو متابع، ومن فوقه ثقات. =

3659 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَه إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ" (¬1). 3660 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْقِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ أُوقِيَّةٍ، كُلُّ أُوقِيَّةٍ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2548) (2) من طريق فضيل بن غزوان، عن عمارة بن القعقاع، به. وانظر ما سلف برقم (3658). ويشهد له حديث المقدام بن معدي كرب الآتي برقم (3661). (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وسهيل: هو ابن أبي صالح. وأخرجه مسلم (1510)، وأبو داود (5137)، والترمذي (2018)، والنسائي في "الكبرى" (4876) من طريق سهيل بن أبي صالح، به. وهو في "مسند أحمد" (7143)، و"صحيح ابن حبان" (424). قال السندي؟ قوله: "لا يجزي" أي: لا يؤدي حقَّه. "فيعتقه" أي: فيصير سببًا لعتقه بشرائه، وليس المراد به أنه يحتاج إلى إعتاقٍ آخر سوى أنه اشتراه. (¬2) ضعيف لاضطراب متنه والاختلاف في سنده وقفًا ورفعًا على ما هو مبيَّن في "مسند أحمد" (8758). وأخرجه الدارمي (3464)، والبزار في "مسنده" 2/ ورقة 209، وابن حبان (2573) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/ 199، والبيهقي في "السُّنن" 7/ 233 من طريق حماد بن زيد، عن عاصم -وهو ابن أبي النجود- عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفًا عليه بلفظ: القنطار ألف ومئتا أُوقية.

3660م - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ" (¬1). 3661 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ- ثَلَاثًا - إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ" (¬2). 3662 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 387. وأخرجه أحمد (10610)، والبزار (3141 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط" (5108)، والبيهقي 7/ 78 - 79، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 142، والبغوي في "شرح السنة" (1396) من طريق عاصم بن أبي النجود، به. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط" (1915). (¬2) إسناده حسن. وأخرجه أحمد (17187)، والطبراني في "الكبير" 20/ 637، وفي "مسند الشاميين" (1128)، والحاكم 4/ 151 من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم مختصرة. وأخرجه أحمد (17184)، والبخاري في "الأدب المفرد" (60)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2441)، والطبراني في "الكبير" 20/ (637)، وفي "مسند الشاميين" (1128) من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، به. وبقية ضعيف.

2 - باب صل من كان أبوك يصل

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى وَلَدِهِمَا؟ قَالَ: "هُمَا جَنَّتُكَ وَنَارُكَ" (¬1). 3663 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ بن السائب، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ" فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ (¬2). 2 - بَاب صِلْ مَنْ كَانَ أَبُوكَ يَصِلُ 3664 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ مَوْلَى بَنِي سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ (¬3) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِيفَاءٌ بِعُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا" (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، علي بن يزيد -وهو الألهاني- متفق على ضعفه. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (2089) 0 أبو عبد الرحمن: هو عبد الله ابن حبيب السُلمي. (¬3) في (ذ) و (م): من بني سُليم. (¬4) إسناده ضعيف لجهالة علي بن عُبيد. وأخرجه أبو داود (5142) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16059)، و"صحيح ابن حبان" (418). =

3 - باب بر الوالد، والإحسان إلى البنات

3 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدِ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْبَنَاتِ 3665 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَدِمَ نَاسٌ مِن الْأَعْرَابِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالُوا: تُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالُوا: لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَأَمْلِكُ أَنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ؟ " (¬1). 3666 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْعَيَانِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ، وَقَالَ: "إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ" (¬2). ¬

_ = وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2552) مرفوعًا: "إن من أبَر البر صلةَ الرجلِ أهلَ وُدِّ أبيه، بعد أن يولِّيَ". قال السندي: "الصلاة عليهما" أي: الدعاء لهما بالرحمة. وقوله: "لا تُوصل إلا بهما" أي: بسببهما. (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (5998)، ومسلم (2317) من طريق هشام بن عروة، به. وهو في "مسند أحمد" (24291)، و"صحيح ابن حبان" (5595). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سعيد بن أبي راشد، فقد انفرد بالرواية عنه ابن خثيم ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، ويعلى العامري: هو يعلى بن مرة بن وهب، من الصحابة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/ 97. وأخرجه أحمد (17562)، والطبراني في "الكبير" (2587) و 22/ (703) و (704)، والرامهرمزي في "الأمثال" (140)، والحاكم 3/ 164، والقضاعي في =

3667 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى ابْنِ عُلَيٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ؟ ابْنَتُكَ مَرْدُودَةً إِلَيْكَ، لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرُكَ" (¬1). 3668 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْحَسَنِ ¬

_ = "مسند الشهاب" (25)، والبيهقي في "السُّنن" 10/ 202 من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وفي الباب عن الأسود بن خلف الجمحى عند البزار (1891 - كشف الأستار)، وسنده محتمل للتحسين. ويشهد لقوله: "الولد مبخلة مجبنة" دون قصة الحسن والحسين: حديث الأشعث بن قيس عند الحاكم 4/ 239، ورجاله رجال الصحيح. وله إسناد آخر ضعيف عند أحمد في "المسند" (21840). وحديثُ أبي سعيد الخدري عند البزار (1892)، وسنده ضعيف. قوله: "مَبخلة مَجْبنة" هو بفتح الميم وسكون الباء، أي: سبب ومحصل للبخل، ففي "النهاية": المبخلة مفعلة من البخل ومَظِنَّة له، أي: أنه يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه، فيبخلان بالمال لأجله، ومجبنة، بفتح الميم وسكون الجيم، أي: باعث على الجبن، وهذا يدل على كمال محبتهم وغاية مودتهم حتى يختار أكثر الناس حبهم على محامد المحاسن الرضية والأمور المأمور بها في الشريعة الحنيفية النافعة لهم في القضايا الدينية والدنيوية. قاله القاري في "شرح المشكاة" 4/ 580. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين علي بن رباح وبين سراقة بن مالك. وأخرجه أحمد (17586)، والبخاري في "الأدب المفرد" (80) و (81)، والطبراني في "الكبير" (6591) و (6592)، والحاكم 4/ 176 من طريق موسى بن عُلي، به. ورواية البخاري في الموضع الأول: موسى بن علي عن أبيه: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لسراقة .. مرسلًا.

عَنْ صَعْصَعَةَ عَمِّ الْأَحْنَفِ، قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا، فَأَعْطَتْهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، ثُمَّ صَدَعَتْ الْبَاقِيَةَ بَيْنَهُمَا، قَالَتْ: فَأَتَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَحَدَّثَتْهُ، فَقَالَ: "مَا أعَجَبُكِ؟ لَقَدْ دَخَلَتْ بِهِ الْجَنَّةَ" (¬1). 3669 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُشَانَةَ الْمُعَافِرِيَّ سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا يوم القيامة مِنْ النَّارِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا الإسناد صحيح لولا عنعنة الحسن -وهو البصري- فإنه كان مدلسًا ولم يصرِّح فيه بالسَّماع. وأخرجه مسلم (2630) من طريق زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، عن عراك بن مالك، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24611)، و"صحيح ابن حبان" (448). وأخرجه بنحوه البخاري (1418) و (5995)، ومسلم (2629)، والترمذي (2027) من طريق عبد الله بن أبي بكر بن حَزْم، عن عروة، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24572)، و"صحيح ابن حبان" (2939). صَدَعَت: شقَّت. (¬2) إسناده صحيح. أبو عشانة المَعَافري: اسمه حيُّ بن يُومِن. وهو في "البر والصلة" لابن المبارك (153). وأخرجه أحمد (17403)، والبخاري في "الأدب المفرد" (76)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 289، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 500، وأبو يعلى (1764)، والطبراني في "الكبير" 17/ (826)، والبيهقي في "الشعب" (8688)، وفي "الآداب" (25) من طريق حرملة بن عمران، به. قوله: "من جِدَته" أي: من غِناه.

3670 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي سَعِدٍ (¬1) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ رَجُلٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ - أَوْ صَحِبَهُمَا- إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ" (¬2). 3671 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ، أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ، وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) تحرف في (ذ) و (م) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي إلى: أبي سعيد. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد: واسمه شرحبيل بن سعد الخطمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/ 551، وأحمد (2104)، والبخاري في "الأدب المفرد" (77)، وأبو يعلى (2571)، وابن حبان (2945)، والطبراني في "الكبير" (10836)، والحاكم 4/ 178، والبيهقي في "شعب الأيمان" (8683) من طريق فطر بن خليفة، به. وأخرجه أحمد (3424) من طريق عكرمة، عن أبي سعد، به. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث أبي سعيد الخدري في "مسند أحمد" برقم (11384). قوله: "تُدرِك" من الإدراك، وهو البلوغ. (¬3) إسناده ضعيف لضعف سعيد بن عمارة وشيخه الحارث. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 214، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 288، والمزي في ترجمة سعيد بن عمارة من "تهذيب الكمال" 11/ 15 من طريق سعيد بن عمارة به.

4 - باب حق الجوار

4 - بَابُ حَقِّ الْجِوَارِ 3672 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابْنِ دِينَارٍ: سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخْبِرُ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ" (¬1). 3673 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ (¬2) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (48) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16370). وانظر ما سيأتي برقم (3675). قال السندي: قوله: "فليحسن إلى جاره" أي: بما أمكن، وليتحمَّل ما يصدر عنه، ويكفُّ الأذى عنه. "فليكرم ضيفه" بما ينبغي الإكرام. (¬2) تحرف في أصولنا الخطية إلى: عروة، والتصويب من "تحفة الأشراف" (17947) ومصادر التخريج. (¬3) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري، وعمرة: هي بنت عبد الرحمن الأنصارية. =

5 - باب حق الضيف

3674 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا زَالَ جِبْريلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ" (¬1). 5 - بَابُ حَقِّ الضَّيْفِ 3675 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ ¬

_ = وأخرجه البخاري (6014)، ومسلم (2624)، وأبو داود (5151)، والترمذي (2057) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2624) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24260)، و"صحيح ابن حبان" (511). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق. وأخرجه أحمد في "المسند" (8046) و (9746)، وأبو عوانة في البر والصلة من "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 240، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 306 من طريق يونس بن أبي إسحاق، به. وأخرجه أحمد (7522) و (9910) و (10675)، وابن أبي شيبة 8/ 546 - 547، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (141)، والبزار (1898 - كشف الأستار)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1646)، وابن حبان (512)، والخرائطي ص 37، وابن عدي في "الكامل" 3/ 949، وأبو محمَّد البغوي في "شرح السنة" (3488) من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة.

أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَ صَاحِبِهِ حَتَّى يُحْرِجَهُ، الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَمَا أَنْفَقَ عَلَيْهِ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَهُوَ صَدَقَةٌ" (¬1). 3676 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلَا يَقْرُونَا، فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ؟ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -واسمه محمَّد- صدوق لا بأس به، وهو متابع. وأخرجه البخاري (6019) و (6135)، ومسلم بإثر (1726) / (14 - 16)، وأبو داود (3748)، والترمذي (2082) و (2083) من طرق عن سعيد بن أبي سعيد المقبُري، به. وهو في "مسند أحمد" (16374)، و "صحيح ابن حبان" (5287). وانظر ما سلف برقم (3672). قوله: "وجائزته يوم وليلة"، قال النووي في "شرح مسلم": قال العلماء: معناه الاهتمام به في اليوم والليلة واتحافه بما يمكن من بِرٍّ وإلطاف، وأما في اليوم الثاني والثالث فيطعمه ما تيَسر ولا يزيد على عادته، وأما ما كان بعد الثلاثة فهو صدقة ومعروف، إن شاء فعل وإن شاء ترك. اهـ. وقو له: "أن يثوي" أي: يُقِيم. وقوله: "حتى يُحرِجه" أي: يضيِّق عليه. وفي رواية: "حتى يُؤْثمه"، قال النووي: أي: حتى يوقعه في الإثم لأنه قد يغتابه لطول مُقامه، أو يَعرِض له بما يؤذيه، أو يظن به ما لا يجوز، وقد قال الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]، وهذا كله محمول على ما إذا أقام بعد الثلاث من غير استدعاء من المضيف، أما إذا استدعاه وطلَب زيادة إقامته، أو علم أو ظن أنه لا يكره إقامته، فلا بأس بالزيادة، لأن النهي إنما كان لكونه يُؤْثمه، وقد زال هذا المعنى.

"إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ، فَاقْبَلُوا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ" (¬1). 3677 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ الْمِقْدَامِ أَبِي كَرِيمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْلَةُ الضَّيْفِ وَاجِبَةٌ، فَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ، فَهُوَ دَيْنٌ عَلَيْهِ، فَإِنْ شَاءَ اقْتَضَى، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الخير: هو مَرثَد بن عبد الله اليَزَني. وأخرجه البخاري (2461) و (6137)، ومسلم (1727)، وأبو داود (3752) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الترمذي (1679) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وهو في "مسند أحمد" (17345)، و "صحيح ابن حبان" (5288). قال صاحب "الفتح" 5/ 108: ظاهر هذا الحديث أن قِرَى الضيف واجب، وأن المنزول عليه لو امتنع من الضيافة أخذت منه قهرًا، وقال به الليث مطلقًا، وخصه الإمام أحمد بأهل البوادي دون القرى، وقال الجمهور: الضيافة سنة مؤكدة، وأجابوا عن هذا الحديث بحمله على المضطرين، وأشار الترمذي إلى أنه محمول على من طلب الشراء محتاجًا فامتنع صاحب الطعام، فله أن يأخذها منه كرهًا. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، والشعبي: هو عامر بن شَرَاحيل. وأخرجه أبو داود (3750) من طريق أبي عوانة، عن منصور، به. وهو في "مسند أحمد" (17172). قوله: "ليلة الضيف واجبة" أي: إطعام ليلة الضيف والقيام بأمره فيها. "فإن أصبح" أي: الضيف. =

6 - باب حق اليتيم

6 - بَابُ حَقِّ الْيَتِيمِ 3678 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ" (¬1). 3679 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ [أبي] (¬2) سُلَيْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ" (¬3). ¬

_ = "بفنائه" أي: بفناء أحد. "فهو" أي: حقُّ الضيف. (¬1) إسناده قوي. ابن عجلان: اسمه محمَّد، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9104) عن إسحاق بن منصور، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9666)، و"صحيح ابن حبان" (5565). قال السندي: قوله: "إني أُحرِّج" من التحريج أو الإحراج، أي: أضيِّق على الناس في تضييع حقِّهما وأُشدِّد عليهم في ذلك، والمقصودُ إشهادُه تعالى في تبليغ ذلك الحكم إليهم. (¬2) سقطت من أصولنا الخطية واستدركناه من مصادر التخريج وكتب التراجم. (¬3) إسناده ضعيف لضعف يحيى بن أبي سليمان. =

7 - باب إماطة الأذى عن الطريق

3680 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ عَالَ ثَلَاثَةً مِنْ الْأَيْتَامِ، كَانَ كَمَنْ قَامَ لَيْلَهُ وَصَامَ نَهَارَهُ، وَغَدَا وَرَاحَ شَاهِرًا سَيْفَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ أَخَوَيْنِ، كَهَاتَيْنِ أُخْتَانِ، وَأَلْصَقَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى (¬1). 7 - بَابُ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ 3681 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَمْعَةَ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ الرَّاسِبِيِّ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ أَنْتَفِعُ بِهِ. قَالَ: "اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ" (¬2). 3682 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ = وهو في "الزهد" لابن المبارك (654)، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1467)، والبخاري في "الأدب المفرد" (137)، والطبراني في "الأوسط" (4785)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 2686. (¬1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن إبراهيم مجهول، والراوي عنه ضعيف. وبهما ضعّفه البوصيري في "مصباح الزجاجة". وفي الباب عن سهل بن سعد عند البخاري (5304) و (6005): أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبَّابة والوسطى. (¬2) إسناده حسن من أجل أبي الوازع الراسبي: واسمه جابر بن عمرو. وأخرجه مسلم (2618) من طريقين عن أبي الوازع الراسبي، به. وهو في "مسند أحمد" (19768)، و"صحيح ابن حبان" (541).

8 - باب فضل صدقة الماء

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "كَانَ عَلَى الطَّرِيقِ غُصْنُ شَجَرَةٍ يُؤْذِي النَّاسَ، فَأَمَاطَهَا رَجُلٌ، فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ" (¬1). 3683 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي بِأَعْمَالِهَا، حَسَنِه وَسَيِّئِه (¬2)، فَرَأَيْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الْأَذَى يُنَحَّى عَنْ الطَّرِيقِ، وَرَأَيْتُ فِي سَيِّئِ أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ فِي الْمَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ" (¬3). 8 - بَابُ فَضْلِ صَدَقَةِ الْمَاءِ 3684 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأخرجه البخاري (652) و (2472)، ومسلم (1914) وبإثر (2617) / (127 - 129)، وأبو داود (5246)، والترمذي (2073) من طريق أبي صالح، به. وأخرجه مسلم بإثر (2617) / (130) من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8498) و (10432)، و"صحيح ابن حبان" (536). "فأماطها"، أي: فأزالها. (¬2) هكذا في أصولنا الخطية "حسنه وسيئه" والضمير فيه يعود إلى العمل. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، بين يحيى بن يعمر وأبي ذر فيه أبو الأسود الدِّيلي كما هو مبيَّن في "مسند أحمد" (21549). وأخرجه بذِكر أبي الأسود فيه: مسلم (553) من طريق مهدي بن ميمون، عن واصل مولى أبي عيينة، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (1641).

عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: قلت: يا رسول الله، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "سَقْيُ الْمَاءِ" (¬1). 3685 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حدثنا الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَصُفُّ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صُفُوفًا -وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَهْلُ الْجَنَّةِ- فَيَمُرُّ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عَلَى الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ اسْتَسْقَيْتَ فَسَقَيْتُكَ شَرْبَةً؟ قَالَ: فَيَشْفَعُ لَهُ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ نَاوَلْتُكَ طَهُورًا؟ فَيَشْفَعُ لَهُ". قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: "وَيَقُولُ: يَا فُلَانُ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ بَعَثْتَنِي فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا، فَذَهَبْتُ لَكَ؟ فَيَشْفَعُ لَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات وهو منقطع، سعيد بن المسيب لم يدرك سعد بن عبادة. وأخرجه النسائي 6/ 254 - 255 من طريق هشام الدستوائي، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (3348). وأخرجه أبو داود (1679) من طريق همام، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب مرسلًا: أن سعدًا أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... وأخرجه أبو داود أيضًا (1680) من طريق شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب والحسن البصري، عن سعد بن عبادة. والحسن لم يدرك سعدًا أيضًا. وأخرجه النسائي 6/ 255 من طريق شعبة، عن قتادة، عن الحسن وحده، عن سعد بن عبادة. وهو في "مسند أحمد" (22459). وأخرجه أبو داود (1681) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن رجل، عن سعد بن عبادة أنه قال ... فذكره. وهذا سند ضعيف لإبهام الراوي عن سعد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبان الرقاشي. الأعمش: هو سليمان بن مِهران. =

3686 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ضَالَّةِ الْإِبِلِ تَغْشَى حِيَاضِي، قَدْ لُطْتُهَا لِإِبِلِي، فَهَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ إِنْ سَقَيْتُهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4352) و (4353) من طريق الأعمش، به. وأخرجه أبو يعلى (4006) من طريق يوسف بن خالد السمتي، عن الأعمش، عن أنس بن مالك. بإسقاط يزيد الرقاشي، ويوسف السمتي متروك الحديث. وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5364)، والبغوي (4354) من طريق أحمد بن عمران الأخنسي، عن أبي بكر بن عياش، عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالك. وهذا سند ضعيف جدًا، أحمد بن عمران منكر الحديث. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وابن إسحاق قد صرَّح بسماعه في "السيرة " (2/ 133 - 135، سيرة ابن هشام). ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أحمد في "المسند" (17581) و (17584)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1032)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 134، وأبو نعيم في "الدلائل" (236)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3373). وانظر تتمة تخريجه في "مسند أحمد". ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري (2363)، ومسلم (2244). قوله: "قد لُطتها" أي: طيَّنتها وأصلحتها. وقوله: "كبد حرَّى" قال ابن الأثير في "النهاية": الحَرَّي، فَعْلَى من الحَرِّ، وهي تأنيث حرَّان، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرَّها قد عطشت وببست من العطش، والمعنى: أن في سقي كل ذي كبد حرى أجرًا. وقيل: أراد بالكبد الحرى حياة صاحبها، لأنه إنما تكون كبدُه حرى إذا كان فيه حياة، يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان.

9 - باب الرفق

9 - بَابُ الرِّفْقِ 3687 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ ابْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ" (¬1). 3688 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ الْأُبُلِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2592)، وأبو داود (4809) من طريق عبد الرحمن بن هلال، به. وهو في "مسند أحمد" (19252)، و"صحيح ابن حبان" (548). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7655)، وابن حبان في "صحيحه" (549) عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1964 - كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن الزهري، عن عروة، عن أبي هريرة. قال الهيثمي في "المجمع" 8/ 18: فيه عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، وهو ضعيف. ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (2593). وحديث عبد الله بن مغفل عند أبي داود (4807)، ورجاله ثقات. وحديث علي بن أبي طالب عند أحمد في "المسند" (902)، وسنده حسن في الشواهد. =

10 - باب الإحسان إلى المماليك

3689 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ (ح) وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ" (¬1). 10 - بَابُ الْإِحْسَانِ إِلَى الْمَمَالِيكِ 3690 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ ¬

_ = وحديث أنس بن مالك عند البزار (1961) و (1962) بإسنادين أحدهما حسن والآخر ضعيف. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6024)، ومسلم (2165) (10)، والترمذي (2898)، والنسائي في "الكبرى" (11508) من طريق الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24090)، و "صحيح ابن حبان" (547). وأخرجه بنحو حديث أبي هريرة السالف: مسلم (2593) من طريق أبي بكر ابن حرَّم، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة. والرفق: هو لين الجانب بالقول والفعل. قال الإمام النووي في "شرح مسلم": في الحديث تصريح بتسميته سبحانه وتعالى ووصفه برفيق، ونقل عن المازري أنه لا يوصف الله سبحانه وتعالى إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو أجمعت الأمة عليه، وصحح النووي تسمية الله بهذا الاسم وغيره مما ثبت بالخبر الواحد الصحيح، وقال: إنه اختيار إمام الحرمين.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِخْوَانُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَعنيهُمْ (¬1)، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ" (¬2). 3691 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ أَكْثَرُ الْأُمَمِ مَمْلُوكِينَ وَيَتَامَى؟ قَالَ: "نَعَمْ، فَأَكْرِمُوهُمْ كَكَرَامَةِ ¬

_ (¬1) هكذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: ما يغبهم. ويُعنيهم، قال السندي: من عنَّى بالتشديد، أي: ما يُعجزهم. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (30) و (2545)، ومسلم (1661)، وأبو داود (5158)، والترمذي (2059) من طريق المعرور بن سويد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21409). قوله: "إخوانكم" ولفظ البخاري ومسلم "إخوانكم خولكم" والخول: الخدم، سموا بذلك، لأنهم يتخولون الأمور، أي: يصلحونها، ومنه الخولي لمن يقوم بإصلاح البستان. وفي الحديث عدم الترفع على المسلم وإن كان عبدًا ونحوه من الضعفة، لأن الله تعالى قال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] وقد تظاهرت الأدلة على الأمر باللطف بالضعفة وخفض الجناح لهم وعلى النهي عن احتقارهم والترفع عليهم. وفيه الإطعام مما يطعم، والإلباس مما يلبس، وفيه منع تكليفه من العمل ما لا يطيق أصلًا، أو لا يطيق الدوام عليه، فإن كلفه ذلك أعانه عليه بنفسه أو بغيره. وفيه جواز إطلاق الأخ على الرقيق والخادم.

11 - باب إفشاء السلام

أَوْلَادِكُمْ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ" قَالُوا: فَمَا يَنْفَعُنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: "فَرَسٌ تَرْتَبِطُهُ تُقَاتِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَمْلُوكُكَ يَكْفِيكَ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ" (¬1). 11 - بَابُ إِفْشَاءِ السَّلَامِ 3692 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ" (¬2). 3693 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُفْشِيَ السَّلَامَ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف فرقد الشجي. مُرَّة الطيب: هو مرة بن شراحيل. وأخرجه أحمد (75)، والمروزي في "مسند أبي بكر" (97)، وأبو يعلى (94) من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر "مسند أحمد" (13) و (31) و (32). وسيئ الملكة: هو الذي يُسيء صحبةَ المملوك، ويقال: فلان حسن الملكة: إذا كان حسن الصنع إلى مماليكه. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (68). (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش. محمَّد بن زياد: هو الأَلهاني الحمصي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 623. =

12 - باب رد السلام

3694 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ ابْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ" (¬1). 12 - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ 3695 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: "وَعَلَيْكَ السَّلَامُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7524)، و "مسند الشاميين" (821)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 116، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8752) من طريق بقية بن الوليد- وبعضهم من طريق إسماعيل بن عياض- عن محمَّد بن زياد، به. وبقية ضعيف. ويشهد له ما قبله وما بعده. (¬1) صحيح، وعطاء بن السائب كان قد اختلط، ومحمد بن فضيل لم يذكر فيمن سمع منه من قبل اختلاطه أو بعده، لكن رواه عنه زائدة بن قدامة عند عبد بن حميد (355)، وهمام بن يحيى عند أحمد (6848)، وكلاهما سمعا منه قبل الاختلاط فيما قيل، فالسند على هذا صحيح إن شاء الله تعالى. وأخرجه الترمذي (1961) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن عطاء، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (6587)، و "صحيح ابن حبان" (489) و (507). (¬2) إسناده صحيح، وقد سلف بأطول مما هنا برقم (1060).

13 - باب رد السلام على أهل الذمة

3696 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا: "إِنَّ جِبْريلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ! قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ (¬1). 13 - بَابُ رَدِّ السَّلَامِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ 3697 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ" (¬2). 3698 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. زكريا: هو ابن أبي زائدة، والشعبي: هو عامر بن شَرَاحيل، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (3217) و (6253)، ومسلم (2447)، وأبو داود (5232)، والترمذي (2888) و (4219) و (4220)، والنسائي 7/ 69 من طريق أبي سلمة، به. وهو في "مسند أحمد" (24281)، و"صحيح ابن حبان" (7098). (¬2) إسناده صحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه مسلم (2163) (7)، وأبو داود (5207)، والترمذي (3585)، والنسائي في "الكبرى" (1046) و (10147) من طريق قتادة، به. وأخرجه البخاري (6258)، ومسلم (2163) (6) من طريق عبيد الله بن أبي بكر، والبخاري (6926)، والنسائي (10145) من طريق هشام بن زيد بن أنس، كلاهما عن أنس بن مالك. وهو في "مسند أحمد" (12427)، و"صحيح ابن حبان" (503).

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَاسٌ مِنْ الْيَهُودِ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ: "وَعَلَيْكُمْ" (¬1). 3699 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي رَاكِبٌ غَدًا إِلَى الْيَهُودِ، فَلَا تَبْدَؤوهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صَبِيح أبو الضحى. وأخرجه بأطول مما هنا مسلم (2165) (11)، والنسائي في "الكبرى" (11507) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25924). وأخرجه بنحوه البخاري (6256)، ومسلم (2165) (10)، والترمذي (2898)، والنسائي في "الكبرى" (11508) من طريق عروة بن الزبير، والبخاري (2935) من طريق ابن أبي مليكة، كلاهما عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24090)، و"صحيح ابن حبان" (6441). السَّامُ: هو الموت. وقال البيضاوي: في العطف في قوله: "وعليكم" شيء مقدر والتقدير: وأقول: عليكم ما تريدون بنا أو ما تستحقون، وليس هو عطفًا على "عليكم" في كلامهم. (¬2) حديث صحيح لكن من حديث أبي بصرة الغفاري كما هو مبيَّن في "مسند أحمد" (17295)، فقد اختلف على ابن إسحاق فيه، فرواه عنه جمع -كما هو عند المصنف هنا- من حديث أبي عبد الرحمن الجهني، ورواه آخرون عنه من حديث أبي بصرة، وتابعه عليه من حديث أبي بصرة ابنُ لهيعة عند أحمد (27236)، وعبد الحميد بن جعفر عند أحمد أيضًا (27237)، والنسائي في "الكبرى" (10148)، وهذا هو المحفوظ.

14 - باب السلام على الصبيان والنساء

14 - بَابُ السَّلَامِ عَلَى الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ 3700 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ صِبْيَانٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا (¬1). 3701 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، سَمِعَهُ مِنْ شَهْرِ يَقُولُ: أَخْبَرَتْهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ، قَالَتْ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي نِسْوَةٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا (¬2). 15 - بَابُ الْمُصَافَحَةِ 3702 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّدُوسِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وأبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه أبو داود (5203) من طريق خالد بن الحارث، عن حميد، به. وأخرجه بنحوه البخاري (6247)، ومسلم (2168)، وأبو داود (5202)، والترمذي (2891)، والنسائي في "الكبرى" (10088 - 10090) من طريق ثابت البناني، عن أنس. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، لكنه متابَع، وباقي رجاله ثقات. ابن أبي حسين: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. وأخرجه أبو داود (5204)، والترمذي (2893) من طريق شهر بن حوشب، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1048) من طريق محمَّد بن مهاجر، عن أبيه مهاجر مولى أسماء بنت يزيد، عن أسماء. وسنده حسن. وهو في "مسند أحمد" (27561).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَنْحَنِي بَعْضُنَا لِبَعْضٍ؟ قَالَ: "لَا" قُلْنَا: أَيُعَانِقُ بَعْضُنَا بَعْضًا؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ تَصَافَحُوا" (¬1). 3703 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف حنظلة السَّدوسي. وأخرجه الترمذي (2925) من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي 7/ 100 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن حنظلة بهذا الإسناد، وقال البيهقي بإثره وهذا ينفرد به حنظلة السدوسي وقد كان اختلط، تركه يحيى القطان لاختلاطه. وهو في "مسند أحمد" (13044)، وانظر تمام الكلام عليه هناك، ففيه رد على الشيخ الألباني الذي حسنه بمتابعات لا يُفرح بها. وروى الطبراني في "الأوسط" (97) بسند حسن عن أنس، قال: كان أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/ 36، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح. وللبيهقي في "سننه" 7/ 100 بسند صحيح عن عامر بن شراحيل الشعبي التابعي قال: كان أصحاب محمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا التقوا صافحوا، فإذا قدموا من سفر عانق بعضهم بعضًا. وفي حديث عبد الله بن أنيس في "المسند" (16042): أن جابر بن عبد الله رحل إليه في حديث سمعه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليأخذه عنه، وفيه: أنه اشترى بعيرًا، ثم شد عليه رحله، فسار إليه شهرًا حتى قدم عليه الشام فقال للبواب: قل لعبد الله ابن أنيس: جابر بن عبد الله على الباب، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته ... وسنده حسن. وانظر الحديث الآتي في المصافحة.

16 - باب الرجل يقبل يد الرجل

عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ، إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقَا" (¬1). 16 - بَابُ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ يَدَ الرَّجُلِ 3704 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عن يَزِيدُ ابْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَبَّلْنَا يَدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الأجلح: وهو ابن عبد الله الكِنْدي. وأخرجه أبو داود (5212)، والترمذي (2928) من طريق الأجلح، به. وهو في "مسند أحمد" (18547). وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (6263). وقال النووي: المصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي. (¬2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم. وأخرجه أبو داود (2647) و (5223) من طريق يزيد بن أبي زياد، به. وهو في "مسند أحمد" (4750). قال الحافظ في "الفتح" 11/ 57: وقد جمع الحافظ أبو بكر بن المقرئ جزءًا في تقبيل اليد سمعناه أورد فيه أحاديث كثيرة وآثارًا، فمن جيدها حديثُ الزارع العبدي، وكان في وفد عبد القيس، قال: فجعلنا نتبادر من رواحلنا، فنقبِّل يد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورجله. أخرجه أبو داود (5225). ومن حديث مَزِيدَةَ العصري مثله. ومن حديث أسامة بن شريك قال: قمنا إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقبلنا يده. وسنده قوي. ومن حديث جابر: أن عمر قام إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقبَّل يده. ومن حديث بريدة في قصة الأعرابي والشجرة، فقال: يا رسول الله، ائذن لي أن أقبل رأسك ورجليك فأذن له. وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (973) من رواية عبد الرحمن بن رزين قال: أخرج لنا سلمة بن الأكوع كفًا له ضخمة كأنها كف بعير، فقمنا إليها =

17 - باب الاستئذان

3705 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَغُنْدَرٌ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ: أَنَّ قَوْمًا مِنْ الْيَهُودِ قَبَّلُوا يَدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرِجْلَيْهِ (¬1). 17 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ 3706 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ¬

_ = فقبلناها. وعن ثابت (974) أنه قبل يد أنس. وأخرج أيضًا (976) أن عليًا قبل يد العباس ورجله. وأخرجه ابن المقري. وأخرج من طريق أبي مالك الأشجعي قال: قلت لابن أبي أوفى: ناولني يدك التي بايعت بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فناولنيها فقبلتها. قال النووي: تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه أو صيانته أو نحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب. فإن كان لغناه أو شُوكته أو جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهة. وانظر لزامًا "الآداب الشرعية" لابن مفلح المقدسي 2/ 246 - 249. (¬1) عبد الله بن سلمة: هو المرادي الكوفي، قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال يعقوب بن شيبة ثقة يعد في الطبقة الأولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال البخاري: لا يتابع في حديثه (يريد حديثه في أن الجنب لا يقرأ القرآن)، وقال أبو حاتم: تعرف وتنكر، وضعفه الدارقطني، وباقي رجاله ثقات، وانظر ما قبله. وأخرجه بأطول مما هنا: الترمذي (2931) و (3411)، والنسائي في "الكبرى" (3527) و (8602) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18092).

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَانْصَرَفَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ: مَا رَدَّكَ؟ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ الِاسْتِئْذَانَ الَّذِي أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثًا، فَإِنْ أُذِنَ لَنَا دَخَلْنَا، وَإِنْ لَمْ يُؤْذَنْ لَنَا رَجَعْنَا، قَالَ: فَقَالَ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ، فَأَتَى مَجْلِسَ قَوْمِهِ فَنَاشَدَهُمْ، فَشَهِدُوا لَهُ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ (¬1). 3707 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا السَّلَامُ، فَمَا الِاسْتِئْناس (¬2)؟ قَالَ: "يَتَكَلَّمُ الرَّجُلُ تَسْبِيحَةً وَتَكْبِيرَةً وَتَحْمِيدَةً، وَيَتَنَحْنَحُ، وَيُؤْذِنُ أَهْلَ الْبَيْتِ" (¬3). 3708 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة. وأخرجه مسلم (2153) (35)، والترمذي (2885) من طريق أبي نضرة، به. وأخرجه بنحوه البخاري (6245)، ومسلم (2153) (34)، وأبو داود (5180) من طريق بُسر بن سعيد، عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11029) و (11145)، و"صحيح ابن حبان" (5810). قوله: "مجلس قومه" قال السندي: أي: مجلس الأنصار، وقيل: إنهم قومه لاشتراك الإسلام بينهم، أو لأن الأنصار كانوا في الأصل في اليمن. (¬2) في المطبوع: الاستئذان. (¬3) إسناده ضعيف لضعف أبي سَورة. وهو ابن أخي أبي أيوب. وهو في "مصنف ابن أبي سنة" 8/ 607، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (4065).

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُدْخَلَانِ: مُدْخَلٌ بِاللَّيْلِ، وَمُدْخَلٌ بِالنَّهَارِ، فَكُنْتُ إِذَا أَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي يَتَنَحْنَحُ بي (¬1). 3709 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَا، أَنَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عبد الله بن نُجي مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، ثم إنه لم يسمع من علي، بينهما أبوه نُجي، ونجي هذا لم يرو عنه غير ابنه، فهو مجهول. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي، والحارث: هو ابن يزيد العُكْلى. وأخرجه النسائي 3/ 12 عن محمَّد بن عبيد الطنافسي، عن أبى بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (608). وأخرجه النسائي 3/ 12 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، عن الحارث العكلي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجى، به. فزاد في الإسناد أبا زرعة بن عمرو. وهو في "مسند أحمد" (570). وأخرجه النسائي أيضًا 3/ 12 من طريق شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه نجىِ، عن علي. وهو في "مسند أحمد" (647). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6250)، ومسلم (2155)، وأبو داود (5187)، والترمذي (2908)، والنسائي في "الكبرى" (10087) من طرق عن شعبة، به- وزادوا فيه: كأنه كره ذلك. قال السندي: قوله: " أنا أنا" كرَّره تأكيدًا، وهو الذي يمهم منه الإنكار عُرفًا، وإنما كرره لأن السؤال للاستكشاف ودفع الإيهام، ولا يحصل ذلك بمجرد "أنا" إلا أن يضمَّ إليه اسمه أو كنيته أو لقبه، نعم قد يحصل بمعرفة الصوت لكنه مخصوص بأهل البيت، ولا يعمُ غيرهم عادةً.

18 - باب الرجل يقال له: كيف أصبحت؟

18 - بَابُ الرَّجُلِ يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ 3710 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِخَيْرٍ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُصْبِحْ صَائِمًا، وَلَمْ يَعُدْ سَقِيمًا" (¬1). 3711 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَنِي جَدِّي، أَبُو أُمِّي، مَالِكُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن مسلم: وهو ابن هرمز المكي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 235 و 8/ 639. وأخرجه عبد بن حمد (1137)، وأبو يعلى (1937)، والطبراني في "الأوسط" (8983)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9197)، وفي "الزهد" (586) من طريق عبد الله بن مسلم، به. وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد" (1133) عن أبي عاصم، عن عبد الله بن مسلم، عن سلمة المكي، عن جابر بن عبد الله. كذا جعله من رواية سلمة المكي عن جابر، والمحفوظ: عبد الرحمن بن سابط عن جابر. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى" (9945)، وزاد فيه: "ولم يتبع جنازة" وفي سنده عمر بن أبي سلمة، وهو حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وآخر من حديث ابن عباس عند أبي يعلى (2676)، وذكر فيه اتباع الجنازة ولم يذكر الصيام، ورجاله ثقات. قال السندي: قوله: "من رجل" بيانٌ لفاعل "أصبحت" المقدَّر، كأنه قال: وأنا رجل. "لم يصبح صائما ... " إلخ أي: ما قَدَرَ على الصوم ولا عيادة المريض. وقوله:"يَعُد" من العِيَادة. والسقيم: المريض.

19 - باب إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه

عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْعَبَّاسِ ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ" قَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. قَالَ: "كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ " قَالُوا: بِخَيْرٍ نَحْمَدُ اللَّهَ، فَكَيْفَ أَصْبَحْتَ، بِأَبِينَا وَأُمِّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَصْبَحْتُ بِخَيْرٍ، أَحْمَدُ اللَّهَ" (¬1). 19 - بَاب إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ 3712 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، عبد الله بن عثمان ضعيف، ومالك بن حمزة قال البخاري في "الضعفاء": لا يتابع عليه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 19/ (584)، والمزي في ترجمة عبد الله بن عثمان من "تهذيب الكمال" 15/ 275 - 276 عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، بهذا الإسناد. (¬2) حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن مسلمة. وأخرجه ابن عدي في ترجمة سعيد بن مسلمة من "الكامل" 3/ 1215، وأبو الشيخ في "الأمثال" (144)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (761)، والبيهقي 8/ 168 من طريق سعيد بن مسلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في ترجمة محمَّد بن الفضل بن عطية من "الكامل" 6/ 2172 من طريق محمَّد بن الفضل، عن أبيه، عن نافع، به. ومحمد بن الفضل متروك. وفي الباب عن جابر عند الحاكم 4/ 291 - 292، وإسناد ضعيف. وعن عدي بن حاتم عند العقيلي في ترجمة الهيثم بن عدي من "الضعفاء" 4/ 353، والقضاعي في "مسند الشهاب" (763)، وإسناده ضعيف جدًا. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وعن معاذ بن جبل عند ابن عدي في "الكامل" في ترجمة عبد الله بن خراش 4/ 1526، والطبراني 20/ (202) وإسناده ضعيف. وعن ابن عباس عند العقيلي في ترجمة عتبة بن أبي عتبة من "الضعفاء" 3/ 330، والطبراني في "الكبير" (11811) و 17/ (422)، وفي "الأوسط" (5582)، وإسناده ضعيف جدًا. وعن أنس عند ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 342، وإسناده ضعيف جدًا، وقال أبو حاتم: منكر. وعن أبي قتادة عند ابن أبي حاتم 2/ 343، وابن عدي في ترجمة أحمد بن عبد الله بن ميسرة من "الكامل" 1/ 181، وإسناده ضعيف جدًا. وعن عائشة عند العقيلي في ترجمة سليمان بن أرقم من "الضعفاء" 2/ 121، وابن عدي في ترجمة وهب بن وهب من "الكامل" 7/ 2528، وإسناده ضعيف جدًا. وعن أبي هريرة عند البزار (1959 - كشف الأستار)، والطبراني في "الأوسط" (5416)، وابن عدي في ترجمة حنين بن أبي حكيم والمطلب بن شعيب من "الكامل" 2/ 862 و 6/ 2455 وأسانيدها ضعيفة. وعن جرير بن عبد الله البجلي عند ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 336، والطبراني في "الكبير" (2266) و (2358)، وفي "الأوسط" (5261) و (6290)، وفي "الصغير" (793)، وابن عدي في ترجمة حصين بن عمر الأحمسي من "الكامل" 2/ 803 - 804، وأبي الشيخ في "الأمثال" (142)، وأبي نعيم في "الحلية " 5/ 255 - 206 والقضاعي في "مسند الشهاب" (762)، والبيهقي 8/ 168، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 188 و 7/ 94. وأسانيدها ضعيفة جدًا. وأصح شيء في الباب ما روي عن الشعبي مرسلًا عند أبي داود في "المراسيل" (511)، ورجاله ثقات. وقال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 34 بعد أن ذكر طرقه وأعلها: وبهذه الطرق يقوى الحديث، وإن كانت مفرداتها كما أشرنا إليه ضعيفة، ولذا انتقد شيخنا وشيخه رحمهما الله الحكم عليه بالوضع.

20 - باب تشميت العاطس

20 - بَابُ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ 3713 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا -أَوْ سَمَّتَ- وَلَمْ يُشَمِّتْ الْآخَرَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَطَسَ عِنْدَكَ رَجُلَانِ، فَشَمَّتَّ أَحَدَهُمَا وَلَمْ تُشَمِّتْ الْآخَرَ؟! فَقَالَ: "إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ، وَإِنَّ هَذَا لَمْ يَحْمَدْ اللَّهَ" (¬1). 3714 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُشَمَّتُ الْعَاطِسُ ثَلَاثًا، فَمَا زَادَ، فَهُوَ مَزْكُومٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6221) و (6225)، ومسلم (2991)، وأبو داود (5039)، والترمذي (2942)، والنسائي في "الكبرى" (9979) من طريق سليمان التيمي، به. وهو في "مسند أحمد" (11962)، و "صحيح ابن حبان" (600). قال السندي: قوله: "فشمَّت أحدهما" من التشميت بشين معجمة أو مهملة، وجهان، أي: دعا له بالرحمة فقال له: يرحمك الله. (¬2) إسناده حسن، لكن جعل الحديث كله من لفظ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رواية شاذة فيما قاله الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 10/ 605 انفرد بها علي بن محمَّد عن وكيع، وخالفه محمَّد بن عبد الله بن نمير عنه عند مسلم (2993) فرواه من فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلفظ: عطس رجل عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال له: "يرحمك الله" ثم عطس أُخرى فقال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الرجل مزكوم".=

21 - باب إكرام الرجل جليسه

3715 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلْيَرُدَّ عَلَيْهِ مَنْ حَوْلَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، وَلْيَرُدَّ عَلَيْهِمْ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ" (¬1). 21 - بَابُ إِكْرَامِ الرَّجُلِ جَلِيسَهُ 3716 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الطَّوِيلِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ¬

_ = وهكذا أخرجه من طرقِ عن عكرمة بن عمار: مسلم أيضًا (2993)، وأبو داود (5037)، والترمذي (2943)، والنسائي في "الكبرى" (9980). وهو في "مسند أحمد" (16501)، و"صحيح ابن حبان" (603). ورواه بعضهم عن عكرمة بن عمار عند الترمذي (2944 - 2946) وعندهم: أنه قال له في الثالثة: "أنت مزكوم". وقال الترمذي: هذا أصحُّ. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات. عيسى هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأخرجه الترمذي (2939)، وبنحوه النسائي في "الكبرى" (9969) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وهو في "مسند أحمد" (972) و (995). وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6224) ولفظه: "إذا عَطَسَ أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه، يرحمك الله، فإذا قال له يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله، ويصلح بالكم". وهو عند البخاري (6226) من حديث أبي هريرة، ولفظه: "فإذا عَطَسَ أحدكم وحَمِدَ الله، كان حقَا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله".

22 - باب من قام من مجلس فرجع فهو أحق به

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ فَكَلَّمَهُ، لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَإِذَا صَافَحَهُ لَمْ يَنْزِعْ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْزِعُهَا، وَلَمْ يُرَ مُتَقَدِّمًا بِرُكْبَتَيْهِ جَلِيسًا لَهُ قَطُّ (¬1). 22 - بَاب مَنْ قَامَ منْ مَجْلِسٍ فَرَجَعَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ 3717 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ منْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن دون قصة المتقدم بالركبتين، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي يحيى الطويل -واسمه عمران بن زيد الثعلبي- وشخه زيد العَمِّي. وأخرجه الترمذي (2658) من طريق ابن المبارك، عن أبي يحيى عمران بن زيد الثعلبي، به. وأخرجه بنحوه دون قصة المتقدم بالركبتين أبو داود (4794) من طريق أبي قطن، عن مبارك بن فضالة، عن ثابت، عن أنس. وهذا سند حسن في المتابعات، وقد صححه ابن حبان برقم (6435). قال السندي: "جليسا له" مفعول "متقدِّمًا" أي: لم يقدم في المجلس ركبته على ركبة جليسه. والحديث مَسُوق لأخلاقه الكريمة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. (¬2) إسناده صحيح. عمرو بن رافع: هو البَجَلي القزويني، وجرير: هو ابن عبد الحميد. وأخرجه مسلم (2179)، وأبو داود (4853) من طريق سهيل بن أبي صالح، به. وهو في "مسند أحمد" (7568)، و"صحيح ابن حبان" (588). قوله: "إذا قام أحدكم من مجلسه" أي: على نية الرجوع إليه في ذلك الوقت. قاله السندي.

23 - باب المعاذير

23 - بَابُ الْمَعَاذِيرِ 3718 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ مِينَاءَ عَنْ جُودَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ اعْتَذَرَ إِلَى أَخِيهِ بِمَعْذِرَةٍ فَلَمْ يَقْبَلْهَا، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ خَطِيئَةِ صَاحِبِ مَكْسٍ" (¬1). 3718م -حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - هُوَ ابْنُ مِينَاءَ - عَنْ جُودَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، مِثْلَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس وقد عنعن، وجُوْدان هذا قال أبو حاتم الرازي في "المراسيل" لابنه (69): ليست له صحبة وهو مجهول. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (521)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2709)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 156، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص 182 - 183، والطبراني في "الكبير" (2156) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وفي الباب عن جابر عند الطبراني في "الأوسط" (8644)، وفي سنده عبد الله ابن صالح وهو سيئ الحفظ، وإبراهيم بن أعين قال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وأبو عمرو البدي ولم نقف على حاله. وروي عن جابر أيضًا عنده برقم (1029) بلفظ: "من اعتُذر إليه فلم يقبل لم يَرِدْ عليَّ الحوض"، وفي سنده علي بن قتيبة الرفاعي، وهو منكر الحديث يروي أحاديث باطلة. وبنحو هذا اللفظ عن أبي هريرة عند الحاكم في "المستدرك" 4/ 154، وفي سنده سويد بن إبراهيم أبو حاتم وهو ضعيف، وأفحش ابن حبان فيه القول فرماه بالوضع. المكس: دراهم كانت تُؤخذ من بائع السَّلَع في الأسواق في الجاهلية، وقال ابن الأثير: المكس: الضريبة التي يأخذها الماكس وهو العشار. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه.

24 - باب المزاح

24 - بَابُ الْمُزَاحِ 3719 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى، قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعَامٍ، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكَانَا شَهِدَا بَدْرًا، وَكَانَ نُعَيْمَانُ عَلَى الزَّادِ، وَكَانَ سُوَيْبِطُ رَجُلًا مَزَّاحًا، فَقَالَ لِنُعَيْمَانَ: أَطْعِمْنِي، قَالَ: حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أما لَأُغِيظَنَّكَ، قَالَ: فَمَرُّوا بِقَوْمٍ، فَقَالَ لَهُمْ سُوَيْبِطٌ (¬1): تَشْتَرُونَ مِنِّي عبيدًا لِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّهُ عَبْدٌ لَهُ كَلَامٌ، وَهُوَ قَائِلٌ لَكُمْ: إِنِّي حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ إِذَا قَالَ لَكُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ تَرَكْتُمُوهُ، فَلَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي. قَالُوا: لَا، بَلْ نَشْتَرِيهِ مِنْكَ، فَاشْتَرَوْهُ بِعَشرة قَلَائِصَ، ثُمَّ أَتَوْهُ فَوَضَعُوا فِي عُنُقِهِ عِمَامَةً أَوْ حَبْلًا، فَقَالَ نُعَيْمَانُ: إِنَّ هَذَا يَسْتَهْزِئُ بِكُمْ، وَإِنِّي حُرٌّ لَسْتُ بِعَبْدٍ. فَقَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ. فَانْطَلَقُوا بِهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ، قَالَ: فَأَتْبَعَ الْقَوْمَ، وَرَدَّ عَلَيْهِمْ ¬

_ (¬1) كذا عند ابن ماجه. المازح سويبط والمبتاع نعيمان، والصحيح العكس أي: أن المازح نعيمان، والمبتاع سويبط كما هو عند غير ابن ماجه، ونعيمان هذا: هو ابن عمرو بن رِفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، شهد العقبة وبدرًا والمشاهد بعدها، وكان كثير المزاح يضحك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مزاحه.

25 - باب نتف الشيب

الْقَلَائِصَ، وَأَخَذَ نُعَيْمَانَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَخْبَرُوهُ، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ مِنْهُ حَوْلًا (¬1). 3720 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُخَالِطُنَا حَتَّى يَقُولَ لِأَخٍ لِي صَغِيرٍ: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ". قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي طَيْرًا كَانَ يَلْعَبُ بِهِ (¬2). 25 - بَابُ نَتْفِ الشَّيْبِ 3721 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف زمعة بن صالح. وأخرجه الطيالسي (1600)، وأحمد (26687)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 365 - 366، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1620)، والطبراني في "الكبير" 23/ (699) من طريق زمعة بن صالح، به. القلائص: النُّوق. (¬2) إسناده صحيح. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُّبَعي. وأخرجه البخاري (6129) و (6203)، ومسلم (2150)، والترمذي (333) و (2106)، والنسائي في "الكبرى" (10093 - 10095) من طريق أبي التياح، به. وأخرجه أبو داود (4969)، والنسائي (10092) و (10096) من طرق عن أنس بن مالك. وسيأتي برقم (3740). وهو في "مسند أحمد" (12199)، و"صحيح ابن حبان" (109). النغير: تصغير النغَر، وهو البُلبل، وقيل: هو فَرخُ العُضفور. وفي هذا الحديث جملة فوائد أوردها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 10/ 584 - 585.

26 - باب الجلوس بين الظل والشمس

عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ، وَقَالَ: "هُوَ نُورُ الْمُؤْمِنِ" (¬1). 26 - بَابُ الْجُلُوسِ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ 3722 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي الْمُنِيبِ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ يُقْعَدَ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ (¬2). 27 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ الِاضْطِجَاعِ عَلَى الْوَجْهِ 3723 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طِهفَةَ الْغِفَارِيِّ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا سند حسن، محمَّد بن إسحاق -وإن كان مدلسًا ولم يصرح بسماعه- قد توبع. وأخرجه أبو داود (4202)، والترمذي (3031)، والنسائي 8/ 136 من طريق عمرو بن شعيب، به. وهو في "مسند أحمد" (6672). وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (2985)، وسنده حسن. وانظر تتمة شواهده في "المسند" (6672). قال السندي: قوله: "هو نور المؤمن" أي: فلا ينبعي أن يزيله، بخلاف الخِضَاب، فإنه سترٌ له لا إزالة، فهو جائز. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل أبي المنيب: واسمه عبيد الله بن عبد الله العَتكي. ابن بريدة: هو عبد الله. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/ 680. وأخرجه الحاكم 4/ 272 من طريق أبي تميلة، عن أبي المنيب، به. وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند أحمد (15421)، وسمي عند الحاكم 4/ 271 أبو هريرة، وسنده حسن. وعن قتادة مرسلًا عند ابن أبي شيبة 8/ 679.

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَابَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ، وَقَالَ:"مَا لَكَ وَلِهَذَا النَّوْمِ! هَذِهِ نَوْمَةٌ يَكْرَهُهَا اللَّهُ" أَوْ "يُبْغِضُهَا اللَّهُ" (¬1). 3724 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ طِهفَةَ الْغِفَارِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا مُضْطَجِعٌ عَلَى بَطْنِي، فَرَكَضَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: "يَا جُنَيْدِبُ، إِنَّمَا هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كما سلف برقم (752). وأخرجه أبو داود (5040) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن يعيش بن طِخفة بن قيس، عن أبيه قال: بينما أنا نائم ... فذكره. وهو في "مسند أحمد" (15543)، و"صحيح ابن حبان" (5550). ويشهد له حديث أبي أمامة الآتي برقم (3725). وحديث عمرو بن الشريد مرسلًا عند أحمد (19458)، والسند إليه صحيح. وانظر حديث أبي هريرة عند أحمد (7862). (¬2) إسناده ضعيف، يعقوب بن حميد وإسماعيل بن عبد الله -وهو ابن أبي أُويس- ليسا بالقويين، ومحمد بن نعيم مجهول الحال، وابن طهفة الغفاري سلف الكلام عليه عند الحديث (752). قال الحافظ المزي في ترجمة طخفة بن قيس من "تهذيب الكمال" 13/ 375 معلقًا على رواية يعقوب بن حميد هذه: هو قول منكر لا نعلم أحدًا تابعه عليه. يعني في جعله من حديث أبي ذر. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 352 - 353 من طريق محمَّد بن عمر الأسلمي -وهو الواقدي- عن موسى بن عبيدة، عن نعيم المجمر، عن أبيه، عن أبي ذر. وهذا سند ضعيف لضعف الواقدي وموسى بن عبيدة.

28 - باب تعلم النجوم

3725 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جَمِيلٍ الدِّمَشْقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَجُلٍ نَائِمٍ فِي الْمَسْجِدِ، مُنْبَطِحٍ عَلَى وَجْهِهِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: "قُمْ -أو اقعد- فَإِنَّهَا نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ" (¬1). 28 - بَابُ تَعَلُّمِ النُّجُومِ 3726 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، يعقوب بن حميد وسلمة بن رجاء فيهما ضعف، وقد توبعا، والوليد بن جميل صدوق حسن الحديث. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7914) من طريق يعقوب بن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1188) عن محمود بن غيلان، عن يزيد بن هارون، عن الوليد بن جميل، به. ومحمود ويزيد ثقتان. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (3905) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2000). والمنهي عنه من علم النجوم هو علم التأثير الذي يقول أصحابه؟ إن جميع أجزاء العالم السفلي صادر عن تأثير الكواكب والروحانيات، فهذا محرم لا شك فيه، لأنه ضرب من الأوهام والشعوذة، وما سوى ذلك من علم الفلك الذي تُعرف به الأوقات التي نيط به العبادات والمعاملات ومعرفة الزوال، وجهة القبلة وكم مضى =

29 - باب النهي عن سب الريح

29 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الرِّيحِ 3727 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الزُّرَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا" (¬1). ¬

_ = وكم بقي من الوقت، ويعرف به من آيات قدرة الله، وبديع صنعه وعظيم هيمنته بما لا يعرف من علم آخر، فتعلمه مباح لا حرج فيه، بل هو فرض كفاية لا بد أن يقوم به نفر من المسلمين، ليرفع به الإثم عن عامتهم، قال الله تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأنعام: 97]. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ثابت بن قيس الزرقي. وأخرجه أبو داود (5097)، والنسائي في "الكبرى" (10701) و (10702) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (7413)، و"صحيح ابن حبان" (1057). وأخرجه النسائي (10699) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، و (10700) من طريق سالم الأفطس، عن الزهري، عن عمرو بن سليم الزرقي، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الإسنادين مقال، وقال الحافظ المزي في ترجمة عمرو بن سليم من "تهذيب الكمال" 21/ 353: ليسا بمحفوظين، والمحفوظ حديث الزهري عن ثابت بن قيس. وفي الباب عن أبي بن كعب عند الترمذي (2402)، والنسائي (10703)، وأحمد (21138)، ورجاله ثقات لكن اختُلف في رفعه ووقفه. وفي باب الدعاء إذا عصفت الريح عن عائشة عند مسلم (899) (15).

30 - باب ما يستحب من الأسماء

30 - بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ الْأَسْمَاءِ 3728 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ" (¬1). 31 - بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ الْأَسْمَاءِ 3729 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَئِنْ عِشْتُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لَأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى رَبَاحٌ وَنَجِيحٌ وَأَفْلَحُ (¬2) وَيَسَارٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري -وهو عبد الله بن عمر بن حفص المدني- وقد توبع. وأخرجه مسلم (2132)، والترمذي (3046) من طريق عبد الله بن عمر العمري، به. وقرن مسلم بعبد الله العمري أخاه عُبيدَ الله بن عمر العمري، وهو ثقة. وأخرجه أبو داود (4949) من طريق عُبيد الله بن عمر، والترمذي (3045) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، كلاهما عن نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4774). قوله: "عبد الله وعبد الرحمن" أي: وأمثالهما مما فيه إضافة العبد إلى الله تعالى لما فيه من الاعتراف بالعبودية، وتعظيمه تعالى بالربوبية ... ولا شك أن وصف العبودية وتعظيمه تعالى بالربوبية يتضمن الإشعارَ بالذل في حضرته المستدعي للرحمة لصاحبه. قاله السندي. (¬2) زاد في المطبوع بعده: ونافع. وليس في أصولنا الخطية، وليس في رواية البزار أيضًا في "مسنده" (229) وهو عنده عن شيخ المصنف نصر بن علي. (¬3) حديث صحيح من حديث جابر، وذِكرُ عمر فيه من أفراد أبي أحمد -وهو محمَّد بن عبد الله الزبيري- عن سفيان الثوري، قال الترمذي بإثر هذا الحديث =

3730 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَمُرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا أَرْبَعَةَ أَسْمَاءٍ: أَفْلَحُ وَنَافِعٌ وَرَبَاحٌ وَيَسَارٌ (¬1). 3731 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ ¬

_ = (3047) -وقد رواه بنحوه عن محمَّد بن بشار عن أبي أحمد الزبيري بهذا الإسناد-: والمشهور عند الناس هذا الحديث عن جابر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وليس فيه عن عمر. قلنا: وأبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرس- قد صرَّح بسماعه من جابر في حديث ابن جريج عنه عند مسلم (2138). وأخرجه بنحوه أبو داود (4960) من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. والحديث في "مسند أحمد" (14656) و (15164)، و "صحيح ابن حبان" (5840) و (5841). قال السندي: وإنما تكره التسمية بهذه الأسماء، لأن الإنسان إذا سئل بأحد هذه الأسماء فقيل: أثَمَّ هو؟ فيقول المجيب: لا، فيكون الجواب شنيعا تكرهه العقول، فالتسمية المؤدية إلى هذا الجواب مكروهة. (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، والركين: هو ابن الربيع بن عُميلة. وأخرجه مسلم (2136)، وأبو داود (4959) من طريق الركين بن الربيع، به. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (20138)، و"صحيح ابن حبان" (5836). وأخرجه مسلم (2137)، وأبو داود (4958)، والترمذي (3048) من طريق هلال بن يساف، عن الربيع بن عميلة، به - إلا أنه ذكر فيه نجيحًا مكان نافعٍ. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (20078). وتابع هلالًا على روايته عن الربيع بذِكر نجيح عمارةُ بن عمير عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1743)، وابن حبان (5838)، والطبراني في "الكبير" (6794). وعمارة ثقة.

32 - باب تغيير الأسماء

عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ. فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْأَجْدَعُ شَيْطَانٌ" (¬1). 32 - بَابُ تَغْيِيرِ الْأَسْمَاءِ 3732 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ لَهَا: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَيْنَبَ (¬2). 3733 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. أبو عقيل: هو عبد الله بن عَقِيل الثقفي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه أبو داود (4957) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (211). وذكره الدارقطني في "العلل" 2/ 220 وقال: يرويه جابر الجعفي عن الشعبي عن مسروق عن عمر قولَه. قلنا: وجابر ضعيف أيضًا. (¬2) إسناده صحيح. غندر: اسمه محمَّد بن جعفر، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه البخاري (6192)، ومسلم (2141) من طريق محمَّد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (9914). قال السندي: قوله: "بَرَّة" بفتح الباء الموحدة وتشديد الراء المهملة، من البر -بكسر الباء-: فِعْل الخير، ففي هذا الاسم تزكية بأنها فاعلة الخيرات.

33 - باب الجمع بين اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكنيته

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَ يُقَالُ لَهَا: عَاصِيَةُ، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَمِيلَةَ (¬1). 3734 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى أَبُو الْمُحَيَّاةِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَيْسَ اسْمِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ (¬2). 33 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ اسْمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكُنْيَتِهِ 3735 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا (¬3) بِكُنْيَتِي" (¬4). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه مسلم (2139)، وأبو داود (4952)، والترمذي (3050) من طريق عبيد الله بن عمر، به. وهو في "مسند أحمد" (4682)، و"صحيح ابن حبان" (5819). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي عبد الله بن سلام، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ضمن حديث الترمذيُّ (3538) و (4137) من طريق أبي محيّاة، بهذا الإسناد. وقال في الموضعين: حديث غريب. وهو في "مسند أحمد" (23782). (¬3) في (س) و (م) في الأحاديث الثلاثة: تكتنوا. (¬4) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. =

3736 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي" (¬1). 3737 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْبَقِيعِ، فَنَادَى رَجُلٌ رَجُلًا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَعْنِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (3539) و (6188)، ومسلم (2134)، وأبو داود (4965) من طريق سفيان بن عيية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (110) من طريق أبي صالح السمان، وبنحوه الترمذي (3053) من طريق عجلان المدني، كلاهما عن أبي هريرة. والحديث في "مسند أحمد" (7377)، و"صحيح ابن حبان" (5812). (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان ابن مِهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وهو في "مسند أحمد" (14364) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر تخريجه من هذا الطريق هناك. وأخرجه البخاري (3114) و (6187)، ومسلم (2133) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14183). (¬2) إسناده صحيح. عبد الوهَّاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد بن الصلت، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه البخاري (2120)، ومسلم (2131)، والترمذي (3055) من طريق حميد، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12218)، و"صحيح ابن حبان" (5813).

34 - باب الرجل يكتني قبل أن يولد له

34 - بَابُ الرَّجُلِ يكْتني قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ 3738 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِصُهَيْبٍ: مَا لَكَ تَكْتَنِي بِأَبِي يَحْيَى، وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ؟ قَالَ: كَنَّانِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَبِي يَحْيَى (¬1). 3739 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مَوْلًى لِلزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كُلُّ أَزْوَاجِكَ كَنَّيْتَهُ غَيْرِي! قَالَ: "فَأَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن محمَّد بن عقيل، وجهالة حال حمزة بن صهيب. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/ 226 - 227، وأحمد في "المسند" (23926) و (23929)، والبزار في "مسنده" (2094)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/ 340، والطبراني في "الكبير" (7315)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 153 من طريق زهير بن محمَّد، بهذا الإسناد - وهو عند بعضهم ضمن حديث. وأخرجه أحمد (18942) من طريق حماد بن سلمة، عن زيد بن أسلم، أن عمر بن الخطاب قال لصهيب ... فذكر نحوه. وهذا سند منقطع. وانظر تمام التعليق على الحديث في "المسند". (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مولى الزبير، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه بنحوه أبو داود (4970) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وسنده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (24619) من طريق هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، وانظر تتمة تخريجه والكلام عليه هناك.

35 - باب الألقاب

3740 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْتِينَا، فَيَقُولُ لِأَخٍ لِي، وَكَانَ صَغِيرًا: "يَا أَبَا عُمَيْرٍ" (¬1). 35 - بَابُ الْأَلْقَابِ 3741 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: فِينَا نَزَلَتْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] قَدِمَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالرَّجُلُ مِنَّا لَهُ الِاسْمَانِ وَالثَّلَاثَةُ، فَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُبَّمَا دَعَاهُمْ بِبَعْضِ تِلْكَ الْأَسْمَاءِ، فَيُقَالُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَغْضَبُ مِنْ هَذَا، فَنَزَلَتْ: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضُبعي. وقد سلف الحديث برقم (3720). (¬2) إسناده صحيح، وأبو جبيرة بن الضحاك مختلف في صحبته. داود: هو ابن أبي هند، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه أبو داود (4962)، والترمذي (3551)، والنسائي في "الكبرى" (11452) من طريق داود بن أبي هند، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18288)، و"صحيح ابن حبان" (5709). قوله: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11]، النبز: اللمز، والتنابز: التعاير والتداعي بالألقاب، وقال أهل العلم: والمراد بهذه الألقاب ما يكرهه المنادَى به، أو يُعد ذمًا له، فأما الألقاب التي تكسب حمدًا، وتكون صدقًا، فلا تكره، كما قيل لأبي بكر عتيق، ولعمر فاروق، ولعثمان ذو النورين، ولعلي أبو تراب، ولخالد سيف الله. انظر "زاد المسير" 7/ 468: بتحقيقنا.

36 - باب المدح

36 - بَابُ الْمَدْحِ 3742 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو معمر: هو عبد الله بن سَخبرة. وأخرجه مسلم (3002) (68)، والترمذي (2555) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ولفظه: قام رجل يثني على أمير من الأمراء، فجعل المقداد يحثي عليه التراب، وقال: أمرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن نحثي في وجوه المداحين التراب. وأخرجه بنحوه مسلم (3002) (69)، وأبو داود (4804) من طريق همام بن الحارث، عن المقداد. وهو في "مسند أحمد" (23823) و (23828). قال الإمام الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 111: المداحون هم الذين اتخذوا مدحَ الناسِ عادةَ، وجعلوه بضاعةَ يستأكلون به الممدوحَ ويفتنونه، فأما مَنْ مدح الرجلَ على الفِعل الحَسَن والأمر المحمود يكون منه، ترغيبًا له في أمثاله، وتحريضًا للناس على الاقتداء به في أشباهه، فليس بمدَّاح، وإن كان قد صار مادحًا بما تكلَّم به مِن جميلِ القول فيه. وقد استعمل المقدادُ الحديثَ على ظاهره. قوله: "نحثو" أي: نُلقي ونرمي. وقد أدرج الإمام النووي في شرح مسلم 18/ 126 - 127 الأحاديث التي ذكرها مسلم في المدح تحت: باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط، وخيف منه فتنة الممدوح، ثم قال: ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهي عن المدح، وقد جاءت أحاديث كثيرة في "الصحيحين" بالمدح في الوجه، قال العلماء: وطريق الجمع بينهما أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو =

3743 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ، فَإِنَّهُ الذَّبْحُ" (¬1). 3744 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَدَحَ رَجُلٌ رَجُلًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَيْحَكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ" مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ: "إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ، فَلْيَقُلْ: أَحْسَبُهُ وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا" (¬2). ¬

_ = على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير، والازدياد منه، أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحبًا، والله أعلم. (¬1) إسناده جيد، معبد الجهني -وهو ابن خالد القَدَري- صدوق، ومن تحته ثقات. غندر: اسمه محمَّد بن جعفر. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 5 - 6. وأخرجه أحمد (16837)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1687) و (4894)، والطبري في "تهذيب الآثار" (135) (مسند عمر بن الخطاب)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 72، والطبراني في "الكبير" 19/ (815) و (817)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (15307) من طريق سعد بن إبراهيم، به. (¬2) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سَوّار. وأخرجه البخاري (2662)، ومسلم (3000)، وأبو داود (4805) من طريق خالد بن مِهران الحذاء، به. =

37 - باب المستشار مؤتمن

37 - بَاب الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ 3745 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ" (¬1). 3746 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (20422)، و"صحيح ابن حبان" (5766). قوله: "أحسبه" أي: أظنُّه. وقال النووي في "شرح مسلم": قوله: "ولا أُزكي على الله أحدًا" أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره، لأن ذلك مغيب عنا، ولكن أَحسِب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك. (¬1) إسناده صحيح. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2526) و (3033) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، به. وقال: الترمذي حديث حسن صحيح. قال" السندي: قوله: "المستشار مؤتمن" أي: أمين، فلا ينبغي له أن يخون المستشيرَ بكتمان المصلحة والدلالة على المفسدة. (¬2) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. أبو عمرو الشيباني: اسمه سعد بن إياس. وأخرجه أحمد (22360)، وعبد بن حميد (235)، والدارمي (2449)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4290)، وابن حبان (1991 - موارد الظمآن)، والطبراني في "الكبير" 17/ (637) و (638)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (34)، والبيهقي في "السُّنن" 10/ 112 من طريق شريك، به.

38 - باب دخول الحمام

3747 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا اسْتَشَارَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُشِرْ عَلَيْهِ" (¬1). 38 - بَابُ دُخُولِ الْحَمَّامِ 3748 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ؛ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الْإِفْرِيقِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تُفْتَحُ لَكُمْ أَرْضُ الْأَعَاجِمِ، وَسَتَجِدُونَ فِيهَا بُيُوتًا يُقَالُ لَهَا: الْحَمَّامَاتُ، فَلَا ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -واسمه محمَّد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وقد توبع. وأخرجه البيهقي في "السُّنن الكبرى" 5/ 347 من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي الزبير، به - لكن بلفظ: "إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصحه". وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 3/ 151. وفي الباب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2545) بلفظ: "إذا استشار أحدكم أخاه فلينصحه"، وهو عند أحمد في "المسند" (15455) بلفظ: "إذا استنصح أحدكم أخاه ". وحكيم بن أبي يزيد مجهول، انفرد بالرواية عنه عطاه بن السائب. وعند أبي هريرة عند مسلم (2162) (5) في حديث "حق المسلم على المسلم ... " وفيه: "وإذا اسنصحك فانصح له". قوله: "فليُشِر عليه" أي: بما فيه المصلحة إذا ظهر له ذلك. قاله السندي.

يَدْخُلْهَا الرِّجَالُ إِلَّا بِإِزَارٍ، وَامْنَعُوا النِّسَاءَ أَنْ يَدْخُلْنَهَا، إِلَّا مَرِيضَةً أَوْ نُفَسَاءَ" (¬1). 3749 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي عُذْرَةَ - قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَهَى الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ عَنْ الْحَمَّامَاتِ، ثُمَّ رَخَّصَ لِلرِّجَالِ أَنْ يَدْخُلُوهَا فِي الْمَيَازِرِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لِلنِّسَاءِ (¬2). 3750 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ: أَنَّ نِسْوَةً مِنْ أَهَلْ حِمْصَ اسْتَأْذَنَّ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَعَلَّكُنَّ مِنْ اللَّوَاتِي يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ وَضَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا، فَقَدْ هَتَكَتْ سِتْرَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف الإفريقي وشيخه. وأخرجه أبو داود (4011) من طريق عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، به. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عُذرة. وأخرجه أبو داود (4009)، والترمذي (3010) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25006). (¬3) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه أبو داود (4010)، والترمذي (3011) من طريق منصور، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن. =

39 - باب الاطلاء بالنورة

39 - بَابُ الِاطِّلَاءِ بِالنُّورَةِ 3751 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا اطَّلَى بَدَأَ بِعَوْرَتِهِ فَطَلَاهَا بِالنُّورَةِ، وَسَائِرَ جَسَدِهِ أَهْلُهُ (¬1). 3752 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ كَامِلٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اطَّلَى وَوَلِيَ عَانَتَهُ بِيَدِهِ (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (25407). وقد علق الإمام المناوي في "فيض القدير" على قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أيما امرأة وضعت ثيابها ... " فقال: والظاهر أن نزعَ الثيابِ عبارةٌ عنِ تكشفها للأجنبي، لينالَ منها الجماعَ أو مقدماتِه، بخلاف ما لو نزعت ثيابَها بين نساء مع المحافظة على ستر العورة، إذ لا وجه لدخولها في هذا الوعيد. (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من أم سلمة. علي بن محمَّد: هو الطنافسي، وعبد الرحمن بن عبد الله: هو ابن عبيد أبو سعيد مولى بني هاشم. وانظر ما بعده. والنُّورة، قال الفيومي في "المصباح المنير" (نور): حجر الكِلْس، ثم غلبت على أخلاط تُضاف إلى الكلس من زِرْنيخ وغيره وتُستعمل لإزالة الشَعر. (¬2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1610)، ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 1/ 152 عن كامل أبي العلاء، به. وخالف في وصله منصورُ بن المعمر فرواه عن حبيب بن أبي ثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا، أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1127)، والبيهقي 1/ 152 من طريق سفيان الثوري عنه.

40 - باب القصص

40 - بَابُ الْقَصَصِ 3753 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ أَوْ مُرَاءٍ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي، وقد توبع. وأخرجه أحمد (6715)، والدارمي (2779)، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/ 9 من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (6661) من طريق عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي، عن عمرو ابن شعيب، به. وابن حرملة صدوق. وله شاهد من حديث عوف بن مالك عند أبي داود (3665)، وأحمد (23972)، وهو حديث حسن. وآخر من حديث عبادة بن الصامت عند الطبراني في "الكبير" قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 190: إسناده حسن. وثالث من حديث كعب بن عياض عند الطبراني في "الكبير" أيضًا 19/ (405)، قال الهيثمي 1/ 190: وفيه عبد الله بن يحيى الأسكندراني، ولم أرَ من ترجمه. قال السندي: القَصَص: التحدث، ويُستعمل في الوعظ، قيل: هذا في الخطبة، والخطبة من وظيفة الإمام، فإن شاء خطب بنفسه، وإن شاء نصب نائبًا يخطب عنه، وأما من ليس بإمام ولا نائب عنه إذا تصدَّر للخطبة، فهو ممن نصب نفسه في هذا المحل رياء، وقيل: بل القُصاص والوُعاظ لا ينبغي لهما الوعظُ والقصصُ إلا بأمر الإمام، وإلا لدخلا في المرائين، وذلك لأن الإمام أدرى بمصالح الخلق، ولا ينصب إلا من يكون أكثر نفعًا بخلاف من نصب نفسه، فقد يكون ضرره أكثر، فقد يفعل ذلك رياء.

41 - باب الشعر

3754 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ الْقَصَصُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَلَا زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ، وَلَا زَمَنِ عُمَرَ (¬1). 41 - بَابُ الشِّعْرِ 3755 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أبو أسامة، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكْمَةً" (¬2). 3756 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ (¬1) أثر صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري -واسمه عَبد الله بن عمر ابن حفص- لكنه متابع، تابعه أخوه عُبيد الله بن عمر -وهو ثقة- عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" 8/ 745 - 746 و 749، وابن حبان في "صحيحه" (6261). (¬2) صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (6145)، وأبو داود (5010) من طريق الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (21158). قوله: "إن من الشعر ... " مِن تبعيضية، يربد أن الشعر لا دخلَ له في الحُسن والقُبح، والمدار إنما هو على المعاني لا على كون الكلام نثرًا أو نظمًا، فإنهما كيفيتان لأداء المعنى، وطريقان إليه، ولكن المعنى إن كان حسنًا وحكمة فذلك الشعر حكمة، وإذا كان قبيحا فذلك الشعر كذلك، وإنما يُذَم الشعر شرعًا بناء على أنه غالبا يكون مدحًا لمن لا يستحقُه وغير ذلك، ولذلك لما قال تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] أثنى على ذلك بقوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشعراء: 227]. قاله السندي.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ حِكَمًا" (¬1). 3757 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح بما قبله، سماك -وهو ابن حرب- صدوق حسن الحديث إلا أن في روايته عن عكرمة -وهو مولى ابن عباس- اضطرابًا، وباقي رجاله ثقات. زائدة: هو ابن قُدامة. وأخرجه أبو داود (5011)، والترمذي (3058) من طريق سماك، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (2424)، و"صحيح ابن حبان" (5778). قوله: "حُكْمًا" بضم فسكون، أي: حِكْمة، وضبطه بعضهم بكسر الحاء وفتح الكاف على أنه جمع حِكمة. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3841)، ومسلم (2256)، والترمذي (3063) من طريق عبد الملك بن عمير، به. وهو في "مسند أحمد" (7383)، و"صحيح ابن حبان" (5783). ولبيد: هو ابن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر العامري ثم الكلابي الشاعر المشهور صاحب المعلقة السائرة: عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فمُقامُها ... بمِنى تأبدَ غَولُها فَرِجَامُها يكنى أبا عقيل، وكان فارسًا شجاعًا سخيًا، قال الشعر في الجاهلية دهرًا ثم أسلم، ذكره في الصحابة البخاري وابن أبي خيثمة وغيرهما، وقال لعمر لما سأله =

3758 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْشَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِائَةَ قَافِيَةٍ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ ابْنِ أَبِي الصَّلْتِ، يَقُولُ بَيْنَ كُلِّ قَافِيَةٍ: "هِيهْ" وَقَالَ: كَادَ أَنْ يُسْلِمَ" (¬1). ¬

_ = عما قاله من الشعر في الإسلام: قد أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران، ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتا واحدًا: ما عاتب الحر الكريمَ كنفسِهِ ... والمرءُ يُصلِحُه الجليسُ الصالح ويقال: بل قوله: الحمدُ لله الذي لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيتُ مِنَ الإسلامِ سِربالا قال شعيب: قد نظم شيخنا الأديب الشيخ صالح الفرفور رحمه الله وجعل الجنة مثواه قصيدة في مدحِ الرسولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سنة 1936 جاء فيها: أتيتنا بكتابِ اللهِ معجزة ... أَخجَلْتَ قُسًا بإعجاز وسحبانا ألقى لبيد عصاه وهو منذَهِلٌ ... مذ باتَ يسمعَ تنزيلًا وتبيانا ولم تَجُد بعدُ في شِعرِ قريحته ... شتانَ شِعرٌ وآيُ الله شتانا ذاك البيانُ الذي تبقى عجائبه ... رغمَ الأنوفِ مدى الأزمان بُرهانا وأما أمية بن أبي الصلت، فهو أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي شاعر جاهلي حكيم من أهل الطائف، قدم دمشق قبل الإسلام، وقد كان قد قرأ الكتب المتقدمة من كتب الله جل وعز، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبيا يُبعث قد أظل زمانه ويُؤَمِّل أن يكون ذلك النبي، فلما بلغه خروج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقصتُه كفر حسدًا له، وعاش أمية حتى أدرك وقعة بدر، ورثى من قتل بها من الكفار، ومات بعد ذلك سنة تسع. (¬1) حديث صحيح، عبد الله بن عبد الرحمن ليس بذاك القوي، وقد توبع. وأخرجه مسلم (2255) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، به. =

42 - باب ما كره من الشعر

42 - بَابُ مَا كُرِهَ مِنْ الشِّعْرِ 3759 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا يَرِيهُ (¬1)، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه هو أيضًا (2255)، والنسائي في "الكبرى" (10770) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، به. وإبراهيم بن ميسرة ثبتٌ حافظ. قوله: "هِيهِ" أي: زِدْنا، وهي كلمة للاستزادة من الحديث أو العمل المعهودين، وهي مبنية على الكسر، فإن وُصلت نوِّنت فيقال: إيهٍ حدِّثْنا، أي: زدنا من هذا الحديث، فإن أردت الاستزادة من أي حديث كان قلت: إيهٍ، لأن التنوين للتنكير. (¬1) في (س) والمطبوع: حتى يَرِيَه. (¬2) إسناده صحيح. حفص: هو ابن غِياث، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (6155)، ومسلم (2257)، وأبو داود (5009)، والترمذي (3066) من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (7874)، و"صحيح ابن حبان" (5777). قوله: "حتى يَرِيَه" من الوَرْي، وهو داء يفسد الجوف. قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 36 في تأويل هذا الحديث: وجهه عندي أن يمتلئ قلبُه من الشعر حتى يغلب عليه، فيشغله عن القرآن، وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه من أي الشعر كان، فإذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه، فليس جوفه ممتلئًا من الشعر. وقد عنون البخاري رحمه الله لهذا الحديث بـ: باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن. وقال أهل العلم: لا بأس برواية الشعر الذي ليس فيه هجاء ولا نكت عرض أحد من المسلمين ولا فحش، روي ذلك عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عباس وعمرو بن العاص وعبد الله =

إِلَّا أَنَّ حَفْصًا لَمْ يَقُلْ: يَرِيَهُ. 3760 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا" (¬1). 3761 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً، لَرَجُلٌ هَاجَى رَجُلًا فَهَجَا الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ وَزَنَّى أُمَّهُ" (¬2). ¬

_ = ابن الزبير، ومعاوية وعمران بن الحصين والأسود بن سريع وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين. انظر "عمدة القاري" 22/ 189، وشرح مسلم 15/ 14 - 15 للنووي. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2258)، والترمذي (3065) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1506). (¬2) إسناده صحيح. عبيد الله: هو ابن موسى العبسي الكوفي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (874)، وابن حبان (5785)، والبيهقي 10/ 241 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. قال السندي: قوله: "ورجل انتفى من أبيه" أي: بأن نسب نفسه إلى غير أبيه. "وزنَى" بتشديد النون من التزنية، أي: نسبها إلى الزنى، لأن كونه ابنًا للغير لا يكون إلا كذلك.

43 - باب اللعب بالنرد

43 - بَابُ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ 3762 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ، فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ" (¬1). 3763 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن سعيد بن أبي هند لم يلق أبا موسى الأشعري فيما قاله أبو حاتم في "المراسيل" ص 67، وقد اختلف فيه على سعيد بن أبي هند كما هو مبيَّن في التعليق على"مسند أحمد" (19501). وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/ 958، وأبو داود (4938) من طريق موسى بن ميسرة، عن سعيد بن أبي هند، به. وهو في "مسند أحمد" (19551)، و "صحيح ابن حبان" (5872). وللحديث طريق آخر يتقوى به عند أحمد برقم (19649). والنرد: لعبة وضعها أحد ملوك الفرس، قال في "الوسط": لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين تعتمد على الحظ، وتنقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفص (الزهر)، وتعرف عند العامة بالطاولة. وانظر في فقه هذا الحديث "التمهيد" 13/ 175 - 188 لابن عبد البر. (¬2) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (2260)، وأبو داود (4939) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. =

44 - باب اللعب بالحمام

44 - بَابُ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ 3764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَظَرَ إِلَى إِنْسَانٍ يَتْبَعُ طَائِرًا فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا" (¬1). 3765 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (22979)، و "صحيح ابن حبان" (5873). (¬1) حديث حسن من حديث أبي هريرة، فإن شريكا -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وقد جعله من حديث عائشة. وهكذا أخرجه ابن عدي في ترجمة شريك من "الكامل"، والطبراني في "الأوسط" (5206) من طريق عبد الله بن عامر بن زرارة، بهذا الإسناد. وخالف شريكًا حمادُ بن سلمة -وهو ثقة- فرواه عن محمَّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، كما في الحديث التالي عند المصف. قال ابن حبان: اللاعب بالحمام لا يتعدى لَعبُهُ من أن يتعقبه بما يكره الله جل وعلا، والمرتكب لما يكره الله عاص، والعاصي يجوز أن يقال له: شيطان، وإن كان من أولاد آدم، قال الله تعالى: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام: 112] فسمَّى العصاة منهما شياطين، وإطلاقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسم الشيطان على الحمامة للمجاورة، ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعداه إليها. وقال السندي: قوله: "شيطان" أي: هو شيطان لانشغاله بما لا يعنيه، يقفو أثر شيطان أَورثه الغفلة عن ذكر الله تعالى. وقال البغوي في "شرح السنة" 12/ 385 - 386: وكره الشافعي اللعب بالشطرنج والحمامِ كراهية تنزيه، لا كراهية تحريم إلا أن يقامر به فيحرم.

45 - باب كراهية الوحدة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانا" (¬1). 3766 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَأَى رَجُلًا وَرَاءَ حَمَامَةٍ فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانا" (¬2). 3767 - حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامًا، فَقَالَ: "شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا" (¬3). 45 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْوَحْدَةِ 3768 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده حسن، محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (4940) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وهو في "مسند أحمد" (8543)، و"صحيح ابن حبان" (5874). (¬2) حسن بما قبله، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج مدلس ولم يصرح بسماعه، وكذا الحسن بن أبي الحسن: وهو البصري. (¬3) حسن بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سعد الساعدي، ورواد بن الجراح ليس بذاك القوي وكان قد اختلط.

46 - باب إطفاء النار عند المبيت

عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ أَحَدٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ (¬1) " (¬2). 46 - بَابُ إِطْفَاءِ النَّارِ عِنْدَ الْمَبِيتِ 3769 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ" (¬3). 3770 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ، فَحُدِّثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشَأْنِهِمْ، فَقَالَ: "إِنَّمَا هَذِهِ النَّارُ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) كلمة "وحده" من المطبوع وتصويب على حاشية (م). (¬2) إسناده صحيح. عاصم بن محمَّد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأخرجه البخاري (2998)، والترمذي (1768)، والنسائي في "الكبرى" (8800) من طريق عاصم بن محمَّد، به. وأخرجه النسائي (8799) من طريق عمر بن محمَّد أخي عاصم، عن أبيه، به. وهو في "مسند أحمد" (4748) و (4770)، و"صحيح ابن حبان" (2704). (¬3) إسناده صحيح. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (6293)، ومسلم (2015)، وأبو داود (5246)، والترمذي (1916) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4546). (¬4) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. =

47 - باب النهي عن النزول على الطريق

3771 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَهَانَا، فَأَمَرَنَا أَنْ نُطْفِئَ سِرَاجَنَا (¬1). 47 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ النُّزُولِ عَلَى الطَّرِيقِ 3772 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا هِشَامٌ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَنْزِلُوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، وَلَا تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَاجَاتِ" (¬2). 48 - بَابُ رُكُوبِ ثَلَاثَةٍ عَلَى دَابَّةٍ 3773 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ ¬

_ = وأخرجه البخاري (6294)، ومسلم (2016) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19571)، و"صحيح ابن حبان" (5520). (¬1) إسناده صحيح. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدْرُس المكي. وقد سلف الحديث مطولًا برقم (3410). (¬2) صحيح لغيره، رجاله ثقات إلا أن الحسن البصري لم يسمع من جابر فيما قاله بهز بن أسد وعلي ابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان. هشام: هو ابن حسان. وقد سلف الحديث برقم (329). جوادُّ الطريق: هي الطرق الواضحة البيِّنة.

49 - باب تتريب الكتاب

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِنَا، قَالَ: فَتُلُقِّيَ بِي وَبِالْحَسَنِ أَوْ بِالْحُسَيْنِ، قَالَ: فَحَمَلَ أَحَدَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْآخَرَ خَلْفَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ (¬1). 49 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ 3774 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا بَقِيَّةُ، أَخبرنَا أَبُو أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَرِّبُوا صُحُفَكُمْ أَنْجَحُ لَهَا، إِنَّ التُّرَابَ مُبَارَكٌ" (¬2). 50 - بَاب لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ 3775 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول. وأخرجه مسلم (2428)، وأبو داود (2566)، والنسائي في "الكبرى" (4232) من طريق عاصم بن سليمان، به. وهو في "مسند أحمد" (1743). (¬2) إسناده ضعيف جدًا لضعف بقية -وهو ابن الوليد- وجهالة شيخه أبي أحمد الدمشقي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/ 33. وأخرجه بنحوه الترمذي (2910) من طريق حمزة -وهو ابن أبي حمزة النصِيبي، عن أبي الزبير، به- بلفظ "إذا كتب أحدكم كتابا فليترِّبه، فإنه أنجح للحاجة". ثم قال: هذا حديث منكر. قلنا: فيه حمزة بن أبي حمزة، وهو متروك وقد اتهِم بالوضع. وقوله: تربوا صحفكم، أي: اجعلوا عليها التراب ليجف الحبر.

51 - باب من كان معه سهام فليأخذ بنصالها

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ" (¬1). 3776 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ (¬2). 51 - بَاب مَنْ كَانَ مَعَهُ سِهَامٌ فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا 3777 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه البخاري (6290)، ومسلم (2184)، وأبو داود (4851)، والترمذي (3037) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، به. وزاد البخاري ومسلم بعد قوله: دون الآخر: حتى تختلطوا، قال الحافظ: أي يختلط الثلاثة بغيرهم، والغير أعمُّ من أن يكون واحدًا أو أكثر، فطابق الترجمة (أي ترجمة البخاري: باب إذا كانوا أكثر من ثلاثة، فلا بأس بالمسارة والمناجاة) ويؤخذ منه أنهم إذا كانوا أربعة لم يمتنع تناجي اثنين لإمكان أن يتاجى الاثنان الآخران وقد ورد ذلك صريحا فيما أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1172) وأبو داود (4852) وصححه ابن حبان (584) من طريق أبي صالح عن ابن عمر رفعه، قلت: فإن كانوا أربعة؟ قال: لا يضرُّه. وهو في "مسند أحمد" (4039)، و"صحيح ابن حبان" (583). (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار قد تابعه عن سفيان بن عيينة أحمد (4564)، والحميدي (645)، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه البخاري (6288)، ومسلم (2183) من طرق عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه أبو داود (4852) من طريق أبي صالح، عن ابن عمر.

52 - باب ثواب القرآن

سَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَرَّ رَجُلٌ بِسِهَامٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا"؟ قَالَ: نَعَمْ (¬1). 3778 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا بِكَفِّهِ، أَنْ تُصِيبَ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِشَيْءٍ، أَوْ فَلْيَقْبِضْ (¬2) عَلَى نِصَالِهَا" (¬3). 52 - بَابُ ثَوَابِ الْقُرْآنِ 3779 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه البخاري (451) و (7074)، ومسلم (2614) (120 - 121)، والنسائي 2/ 49 من طريق عمرو بن دينار، به. وهو في "مسند أحمد" (14310)، و"صحيح ابن حبان" (1647). وأخرجه بنحوه مسلم (2614) (122)، وأبو داود (2586) من طريق أبي الزبير، عن جابر. والنصال: جمع نصل: وهو حديدة السهم والرمح والسيف ما لم يكن له مَقْبِضٌ. (¬2) في (ذ) و (م): بشئ فيقبض. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (452) و (7075)، ومسلم (2615)، وأبو داود (2587) من طريق أبي بردة، عن أبي موسى. وهو في "مسند أحمد" (19674)، و"صحيح ابن حبان" (1649).

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ" (¬1). 3780 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخبرنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار مابع، ومن فوقه ثقات. وأخرجه البخاري (4937)، ومسلم (798)، وأبو داود (1454)، والترمذي (3128)، والنسائي في "الكبرى" (7993) من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24211)، و"صحيح ابن حبان" (767). قال السندي: قوله: "الماهر بالقرآن" أي: الحاذق بقراءته "مع السفَرة" هم الملائكة، جمع سافر: وهو الكاتب، لأنه يبين الشيء، ولعل المراد بهم الملائكة الذين قال تعالى فيهم: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)} [عبس: 15 - 16]، والمعية في التقرب إلى الله تعالى، وقيل: يريد أنه يكون في الآخرة رفيقا لهم في منازلهم، أو هو عامل بعملهم. "يتتعتعُ فيه" أي: يتردد في قراءته. "له أجران" قيل: هو يُضاعَف له في الأجر على الماهر، لأن الأجرَ بقدر التعب، وقيل: بل المضاعفة للماهر لا تحصى، فإن الحسنة قد تضاعف إلى أربع مئة. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية: وهو ابن سعيد العَوفي. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني الخارفي. وأخرجه أحمد (11360)، وأبو يعلى (1094) من طريق شيبان النحوي، بهذا الإسناد. =

3781 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَأَظْمَأْتُ نَهَارَكَ" (¬1). 3782 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَؤُهُنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاث خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظَامٍ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه أحمد (10087) من طريق الأعمش، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة أو أبي سعيد -شك الأعمش- قال: يقال لصاحب القرآن ... فذكره. وهذا ظاهر أنه موقوف، إلا أنه في حكم المرفوع، فمثله لا يقال بالرأي. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (1464)، والترمذي (3141)، وأحمد (6799)، وسنده حسن. وعن بريدة الأسلمي عند أحمد (22950)، وفي سنده ضعف. (¬1) إسناده ضعيف لضعف بشير بن المهاجر. ابن بريدة: هو عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 492 - 493، وأحمد (22950)، والدارمي (3391) من طريق بشير بن المهاجر، به. وانظر تتمة تخريجه في "مسند أحمد". الشاحب: هو المتغيِّر اللون والجسم لعارضٍ من العوارض كمرض أو سفر ونحوها. (¬2) إسناده صحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان، والأعمش: اسمه سليمان ابن مِهران. =

3783 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ" (¬1). 3784 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي شَطْرَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقْرَؤوا: يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَيَقُولُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فَيَقُولُ: أَثْنَى ¬

_ = وأخرجه مسلم (802) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10016). الخَلِفات: جمع خَلِفة، وهي الحامل من النوق، وهي من أعز أموال العرب. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5031)، ومسلم (789)، والنسائي في "الكبرى" (7989) من طريق نافع، عن ابن عمر. قال السندي: قوله: "مثل الإبل المعقلة" أي: المشدودة بالعُقُل، والعُقُل: جمع عِقال، كالكُتُب جمع كِتاب، والعِقال: هو الحبل الذي يشد به ذراع البعير. "إن تعاهدها" أي: حافَظَ عليها، أي: على الإبل. "أمسكها عليه" أي: أبقاها على نفسه، يريد أن القرآن في سرعة الذهاب والخروج من صدور الرجال كالإبل المُطلَقة من العُقُل إذا لم يُعاهد عليه صاحبه.

عَلَيَّ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فَيَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَهَذَا لِي، وَهَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ. يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يَعْنِي فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، وَآخِرُ السُّورَةِ لِعَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَهَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ" (¬1). 3785 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ؟ " قَالَ: فَذَهَبَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (395) (38) و (41)، والترمذي (3184)، والنسائي في "الكبرى" (7959) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه مسلم (395) (39 - 41)، وأبو داود (821)، والنسائي في "المجتبى" 2/ 135 - 136، وفي "الكبرى" (7958) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي السائب مولى هشام بن زُهْرة، عن أبي هريرة. وهذان الطريقان محفوظان عن العلاء، وقد بين -كما في رواية مسلم- أنه سمع الحديث منهما جميعًا عن أبي هريرة. والحديث في "مسند أحمد" (7291)، و "صحيح ابن حبان" (776). قوله: "قسمت الصلاة" المراد بالصلاة هنا الفاتحة للزومها فيها، قال النووي في "شرح مسلم": قال العلماء: والمراد بقسمتها من جهة المعنى، لأن نصفها الأول تحميد لله تعالى، وتمجيد وثناءٌ عليه، وتفويض إليه، والنصف الثاني سؤال وطلب، وتضرع وافتقار.

النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِيَخْرُجَ، فَأَذْكَرْتُهُ فَقَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ" (¬1). 3786 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} " (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. غُندَر: اسمه محمَّد بن جعفر. وأخرجه البخاري (4474)، وأبو داود (1458)، والنسائي 2/ 139 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15730)، و"صحيح ابن حبان" (777). قال السندي: "والقرآنُ العظيم" عطف على السبع المثاني وإطلاق اسم القرآن على بعضه سائغ. اهـ. واختلف في تسميتها مثاني، فقيل: لأنها تُثنى في كل ركعة، أي: تُعاد. وقيل: لأنها يُثنى بها على الله تعالى. وقيل: لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على مَنْ قبلها. وقيل: لأنها مقسومة بين الله تعالى وبين عبده، ويدل عليه حديث أبي هريرة السالف برقم (3784). (¬2) حسن لغيره، ورجال إسناده ثقات غير عباس الجشمي فقد روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": مقبول. وأخرجه أبو داود (1400)، والترمذي (3111)، والنسائي في "الكبرى" (10478) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (7975)، و"صحيح ابن حبان" (787). وله شاهد من حديث أنس عند الطبراني في "المعجم الصغير" (490)، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1738) و (1739). ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني فيه فلم نتبينه. =

3787 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" (¬1). 3788 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ ¬

_ = وروي عن أنس بإسناد آخر ضعيف عند ابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 261 - 262 فالحديث بمجموع هذه الطرق حسن إن شاء الله تعالى. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل خالد بن مخلد القَطَواني. سهيل: هو ابن أبي صالح السَّمان. وأخرجه الترمذي (3123) من طريق خالد بن مخلد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم (812)، والترمذي (3122) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9535) من طريق أبي حازم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" 17/ 10: بعض كلام الله أفضل من بعض عند طوائف من الناس، كما نطقت به النصوص النبوية حيث أخبر عن (الفاتحة): أنه لم ينزل في الكتب الثلاثة مثلها، وأخبر عن سورة (الإخلاص) أنها تعدل ثلثَ القرآن، وعدلها لثلثه يمنع مساواتها لمقدارها في الحروف، وجعل آية الكرسي أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الصحيح، في المعوذتين: "لم يُر مثلهن قط" ثم قال: والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة ... وفي الجملة: فدلالة النصوص النبوية، والآثار السلفية، والأحكام الشرعية والحجج العقلية على أن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو من الدلالات الظاهرة المشهورة.

53 - باب فضل الذكر

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" (¬1). 3789 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُ أَحَدٌ، الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" (¬2). 53 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ 3790 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5730)، وابن عدي في ترجمة جرير من "الكامل"، والضياء في "المختارة" (2465) من طريق الحسن بن علي الخلال، بهذا الإسناد. وأخرجه ضمن حديثٍ الترمذي (3116) من طريق سلمة بن وردان، عن أنس ابن مالك. وسلمة ضعيف. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لكن فيه خلاف بيناه مفصَّلًا في التعليق على الحديث (17106) من "مسند أحمد" عن وكيع بهذا الإسناد. سفيان: هو الثوري، وأبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثروان، وأبو مسعود: عقبة بن عمرو البدري رضي الله عنه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10461) من طريق شعبة، عن أبي قيس، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (791).

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "ذِكْرُ اللَّهِ". وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: مَا عَمِلَ امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ (¬1). 3791 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ؛ يَشْهَدَانِ بِهِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ، إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَتَغَشَّتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، على خلاف في رفعه ووقفه كما هو مبين في التعليق على "مسند أحمد" (21702)، وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب، وهو متابع. المغيرة بن عبد الرحمن: هو ابن الحارث بن عبد الله بن عياش أبو هشام المخزومي، وأبو بحرية: اسمه عبد الله بن قيس. وأخرجه الترمذي (3673) من طريق الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد ابن أبي هند، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السَّبيعي. وأخرجه مسلم (2700)، والترمذي (3675) من طريق شعبة، والترمذي (3674) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به. وهو في "مسند أحمد" (11287)، و"صحيح ابن حبان" (855). =

3792 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ" (¬1). 3793 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ ¬

_ = قال السندي: قوله: "إلا حفَّتهم الملائكة" أي: أحاطتهم. "وتغشتهم الرحمة" أي: غطتهم الرحمة من كل جانب، إذ الغِشيان يُستعمل فيما يشمل المغشي من جميع جوانبه. والسكينة: الطمأنينة ... (¬1) حديث صحيح، محمَّد بن مصعب -وهو القرقساني- متابع، وباقي رجاله ثقات. إسماعيل بن عبيد الله: هو ابن أبي المهاجر المخزومي مولاهم، وأم الدرداء: هي هجيمة، وقيل: جهيمة، الأوصابية الدمشقية، زوج أبي الدرداء. وأخرجه أحمد (10968) عن محمَّد بن مصعب وأبي المغيرة -وهو عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني-، والبغوي في "شرح السنة" (1242) من طريق يحيى بن عبد الله البابُلُتي، كلاهما عن الأوزاعي، به. والبابلتي ضعيف، لكن أبا المغيرة ثقة. وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث (7524) من حديث أبي هريرة بصيغة الجزم، ووصله أحمد (10975). وانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (3822). قال ابن بطال فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 13/ 500: معنى الحديث: أنا مع عبدي زمان ذكره لي، أي: أنا معه بالحفظ والكلاءة، لا أنه معه بذاته حيث حل العبد. وقال الكرماني: المعية هنا معية الرحمة، وأما في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4] فهي معية العلم. وقال السندي: قوله: "أنا مع عبدي" أي: عونا ونصرًا وتاييدًا وتوفيقًا وتحصيلًا لمرامه.

54 - باب فضل لا إله إلا الله

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: "لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 54 - بَابُ فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ 3794 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ: أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَأَنَا اللَّهُ أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا وَلَا شَرِيكَ لِي، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا لِيَ الْمُلْكُ وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِي". ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (3671) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17698)، و"صحيح ابن حبان" (814). قوله: "إن شرائع الإسلام"، قال القاري في "مرقاة المفاتيح": الظاهر أن المراد بها هنا النوافل. "أتشبث به" أي: أتعلَّق به وأداوم عليه. "رطبًا" أي: طريًا مشتغلًا قريب العهد من ذكر الله تعالى.

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: ثُمَّ قَالَ الْأَغَرُّ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: مَا قَالَ؟ فَقَالَ: مَنْ رُزِقَهُنَّ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ (¬1). 3795 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أُمِّهِ سُعْدَى الْمُرِّيَّةِ، قَالَتْ: مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: مَا لَكَ مكَتئِبًا؟ أَسَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا أَحَدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ، إِلَّا كَانَتْ نُورًا لِصَحِيفَتِهِ، وَإِنَّ جَسَدَهُ وَرُوحَهُ لَيَجِدَانِ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ الْمَوْتِ"، فَلَمْ أَسْأَلْهُ حَتَّى تُوُفِّيَ. قَالَ: أَنَا أَعْلَمُهَا، هِيَ الَّتِي أَرَادَ عَمَّهُ عَلَيْهَا، وَلَوْ عَلِمَ أَنَّ شَيْئًا أَنْجَى لَهُ مِنْهَا لَأَمَرَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حمزة الزيات: هو حمزة بن حبيب الزيات القارئ، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وأخرجه الترمذي (3728)، والنسائي في "الكبرى" (9774) و (10108) من طريق أبي إسحاق، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (851). (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن عبد الوهَّاب: هو القَناد أبو يحيى الكوفي، والشعبي: اسمه عامر بن شَرَاحيل. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10874)، وابن حبان في "صحيحه" (205) من طريق هارون بن إسحاق الهمداني، بهذا الإسناد. وقد روي من غير هذا الوجه عن الشعبي واختُلف عليه فيه كما هو مبين في تعليقنا على "مسند أحمد" (187) و (1384). قوله: "إمرة ابن عمك" يشير إلى خلافة أبي بكر رضي الله عنه، فهو وطلحة ابن عبيد الله كلاهما من تَيم بن مُرة بطنِ من قريش، وهما يلتقيان في الجد الثالث: وهو عمرو بن كعب بن سعد بن تَيم. والكلمة المرادة في هذا الحديث هي: لا إله إلا الله.

3796 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ الْكَاهِلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، يَرْجِعُ ذَلِكَ إِلَى قَلْبِ مُوقِنٍ، إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهَا" (¬1). 3797 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَا يَسْبِقُهَا عَمَلٌ، وَلَا تَتْرُكُ ذَنْبًا (¬2). 3798 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، أَخْبَرَنِي سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل هصان بن الكاهل، ويقال: ابن الكاهن بالنون، فقد روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10909) و (10910) و (10911) من طريق حميد بن هلال، به. وهو في "مسند أحمد" (21998)، و"صحيح ابن حبان" (203). وقد روي من وجوه أخرى عن معاذ بن جبل كما هو مبين في التعليق على "المسند". (¬2) إسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور، وجهالة حال محمَّد بن عقبة: وهو ابن أبي مالك القُرَظي. وأخرجه المزي في ترجمة محمَّد بن عقبة من "تهذيب الكمال" 26/ 122 - 123 من طريق سريج بن يونس، عن زكريا بن منظور، به.

55 - باب فضل الحامدين

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عَدْلُ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِئةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ مِئةُ سَيِّئَةٍ، وَكُنَّ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ سَائِرَ يَوْمِهِ إِلَى اللَّيْلِ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا أَتَى بِهِ، إِلَّا مَنْ قَالَ أَكْثَرَ" (¬1). 3799 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ كَعَتَاقِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ" (¬2). 55 - بَابُ فَضْلِ الْحَامِدِينَ 3800 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ كَثِيرِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ الْفَاكِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ، ابْنَ عَمِّ جَابِرٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وأبو صالح: هو ذكوان السَّمّان. وأخرجه البخاري (3293) و (6403)، ومسلم (2691)، والترمذي (3773)، والنسائي في "الكبرى" (9769) من طريق مالك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8008)، و"صحيح ابن حبان" (849). قوله: "عدل عشر رقاب" العدل: بكسر العين وفتحها بمعنى المِثل، أي: مِثل ثواب عتق عشر رقاب، والرقبة كناية عن العبد. حِرزًا: حِفظًا. سائر يومه: بقية يومه. (¬2) إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن أبي ليلى وشيخه عطية العوفي.

سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ" (¬1). 3801 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ بَشِيرٍ مَوْلَى الْعُمَرِيِّينَ، قَالَ: سَمِعْتُ قُدَامَةَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَحِيَّ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ غُلَامٌ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُعَصْفَرَانِ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدَّثَهُمْ: "أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَالَ: يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ. فَعَضَّلَتْ بِالْمَلَكَيْنِ، فَلَمْ يَدْرِيَا كَيْفَ يَكْتُبَانِهَا، فَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ، فقَالَا: يَا رَبَّنَا، إِنَّ عَبْدَكَ قَدْ قَالَ مَقَالَةً لَا نَدْرِي كَيْفَ نَكْتُبُهَا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ عَبْدُهُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ قَالَا: يَا رَبِّ، إِنَّهُ قد قَالَ: يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ! فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمَا: اكْتُبَاهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي، حَتَّى يَلْقَانِي فَأَجْزِيَهُ بِهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وأخرجه الترمذي (3680)، والنسائي في "الكبرى" (10599) من طريق موسى بن إبراهيم، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (846). (¬2) إسناده ضعيف، صدقة بن بشير لا يؤثر توثيقه عن أحد، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول؛ أي: عند المتابعة وإلا فهو لين، وهو في هذا الحديث لم يتابعه أحد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13297)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4387) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، بهذا الإسناد. قوله: "عضَلت بالملكين" أيْ: أَعْيتهما.

3802 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ ذَا الَّذِي قَالَ هَذَا؟ " قَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، وَمَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ. فَقَالَ: "لَقَدْ فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَمَا نَهْنَهَهَا شَيْءٌ دُونَ الْعَرْشِ" (¬1). 3803 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ أَبُو مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ"، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناده رجاله ثقات إلا أنه منقطع، عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وجده أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وأخرجه الشاثي 2/ 932 - 933 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، به. وهو في "مسند أحمد" (18860). وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (600). قوله: "نهنهها" أي: مَنَعها أو زَجَرها. (¬2) حسن لغيره، زهير بن محمَّد: هو التميمي أبو المنذر الخراساني، وهو لا بأس به إلا أنه تكلَّم في رواية أهل الشام عنه، وهذا الحديث من روايتهم عنه، فإن الوليد بن مسلم دمشقي. لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (378)، والحاكم 1/ 499 من طريق هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم. =

56 - باب فضل التسبيح

3804 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ حَالِ أَهْلِ النَّارِ" (¬1). 3805 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ شَبِيبِ ابْنِ بِشْرٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، إِلَّا كَانَ الَّذِي أَعْطَى أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذَ" (¬2). 56 - بَابُ فَضْلِ التَّسْبِيحِ 3806 - حَدَّثَنَا أَبُو بشر، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ¬

_ = وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب عند البغوي في "شرح السنة" (1380)، وفي سنده من لم نتبينه. وآخر من حديث ابن عباس عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 131، وسنده حسن لولا انقطاعه، فإن راويَه عن ابن عباس وهو الضحاك بن مزاحم- لم يسمع منه. (¬1) إسناده ضعيف لضعف مرسى بن عبيدة -وهو الربَذي- ولجهالة شيخه محمَّد بن ثابت. وقد سلف تخريجه عند الحديث رقم (251). (¬2) إسناده ضعيف لضعف شبيب بن بشر. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1357)، والضياء في "المختارة" (2195) و (2196) من طريق محمَّد بن معمر، عن أبي عاصم، به. قال السندي: قوله: "كان الذي أعطى" أي: أدّى وفعل من الحمد. "أفضل مما أخذ" أي: من النعمة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ" (¬1). 3807 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟ " قُلْتُ: غِرَاسًا. قَالَ: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيْرٍ مِنْ هَذَا؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسْ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ" (¬2). 3808 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي رِشْدِينَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَتْ: مَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ صَلَّى الْغَدَاةَ -أَوْ بَعْدَما صَلَّى الْغَدَاةَ- وَهِيَ تَذْكُرُ اللَّهَ، فَرَجَعَ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ -أَوْ قَالَ: انْتَصَفَ- وَهِيَ كَذَلِكَ، فَقَالَ: "لَقَدْ قُلْتُ مُنْذُ قُمْتُ عَنْكَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6406)، ومسلم (2694)، والترمذي (3772)، والنسائي في "الكبرى" (10597) من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7167)، و"صحيح ابن حبان" (831). (¬2) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان: واسمه عيسى بن سنان القسملي. وأخرجه الحاكم 1/ 512 من طريق محمَّد بن عبد الله الخزاعي، عن حماد بن سلمة، به. وصحح إسناده! وهذا تساهل منه.

أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، هِيَ أَكْثَرُ وَأَرْجَحُ -أَوْ أَوْزَنُ- مِمَّا قُلْتِ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ" (¬1). 3809 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الطَّحَّانِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ أَخِيهِ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ، التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ، يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا، أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ -أَوْ لَا يَزَالَ لَهُ- مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ؟ " (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. محمَّد بن عبد الرحمن، هو ابن عبيد مولى آل طلحة، وأبو رشدين: هو كريب بن أبي مسلم. وأخرجه مسلم (2726)، والترمذي (3871)، والنسائي 3/ 77 من طريق محمَّد بن عبد الرحمن، به. وهو في "مسند أحمد" (26758) و (27421)، و"صحيح ابن حبان" (828). قوله: "سبحان الله مِدادَ كلماته"، قال الإمام النووي في "شرح مسلم": قيل: معناه: مِثلها في العدد، وقيل: مثلها في أنها لا تنفد، وقيل: في الثواب، والمِداد هنا مصدر بمعنى: المَدَد، وهو ما كثرتَ به الشيء، قال العلماء: واستعماله هنا مجاز، لأن كلمات الله تعالى لا تُحصَر بعد ولا غيره، والمراد المبالغة به في الكثرة. (¬2) إسناده صحيح. وأبو عون بن عبد الله: هو عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وأخوه: هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وكلهم ثقات. وقوله في هذا السند: عن موسى بن أبي عيسى الطحان، وهمٌ صوابه: عن موسى أبي عيسى الطحان، بإسقاط "بن"، وهو موسى بن مسلم أبو عيسى الطحان، كما هو عند غير المصنف. =

3810 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: أَتَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ، فَإِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَبَدُنْتُ! فَقَالَ: "كَبِّرِي اللَّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ، وَاحْمَدِي اللَّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ، وَسَبِّحِي اللَّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ، خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ مُلْجَمٍ مُسْرَجٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَخَيْرٌ مِنْ مِئَةِ بَدَنَةٍ، وَخَيْرٌ مِنْ مِائَةِ رَقَبَةٍ" (¬1). 3811 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَرْبَعٌ أَفْضَلُ الْكَلَامِ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 289 و 13/ 452، وأحمد في "المسند" (18362) و (18388)، والطبراني في "الدعاء" (1693)، والحاكم 1/ 500، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 269 من طريق موسى بن مسلم الطحان، به. (¬1) إسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور وجهالة حال محمَّد بن عقبة بن أبي مالك. وأخرجه الحاكم 1/ 513 - 514 من طريق زكريا بن منظور، به. وصحح إسناده، فتعقبه الذهبي بتضعيف زكريا. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (10613) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أم هانئ. وأبو صالح: هو باذام مولى أم هانئ، وهو ضعيف. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (26911). (¬2) إسناده صحيح إن كان هلال بن يساف سمعه من سمرة بن جندب، وسماعه منه محتمل جدًا، إلا أن منصور بن المعتمر أدخل بينهما في روايته عند مسلم =

57 - باب الاستغفار

3812 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَشَّاءُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ" (¬1). 3813 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "عَلَيْكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ؛ فَإِنَّهَا -يَعْنِي- يَحْطُطْنَ الْخَطَايَا كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا" (¬2). 57 - بَابُ الِاسْتِغْفَارِ 3814 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَالْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ ابْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ ¬

_ = (2137) والنسائي في "الكبرى" (10615) الربيع بن عُميلة، والربيع ثقة، فالحديث صحيح. وأخرجه النسائي أيضًا (10616) من طريق شعبة، عن سلمة بن كهيل، به. وهو في "مسند أحمد" (20223)، و"صحيح ابن حبان" (839). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6405)، ومسلم (2691)، والترمذي (3771) و (3774)، والنسائي في "الكبرى" (10593) من طريق مالك بن أنس، به. وهو في "مسند أحمد" (8009)، و"صحيح ابن حبان" (829). زبد البحر: هي الرغوة التي تعلو وجهه عند اضطرابه. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عمر بن راشد. أبو معاوية: اسمه محمَّد بن خازم الضرير.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَجْلِسِ يَقُولُ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغفور" مِئَةَ مَرَّةٍ (¬1). 3815 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ" (¬2). 3816 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ أَبِي الْحُرِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، والمحاربي: هو عبد الرحمن ابن محمَّد بن زياد. وأخرجه أبو داود (1516)، والترمذي (3733)، والنسائي في "الكبرى" (10219) من طريق مالك بن مِغول، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4726)، و "صحيح ابن حبان" (927). وأخرجه بنحوه النسائي (10220) من طريق مجاهد، و (10221) من طريق أبي الفضل، كلاهما عن ابن عمر. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وقد توبع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10195) من طريق محمَّد بن عمرو، به. وأخرجه النسائي أيضًا (10199) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وأخرجه البخاري (6307)، والترمذي (3541)، والنسائي (10196) و (10197) و (10198) من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، به - بلفظ: "سبعين مرة". والحديث في "مسند أحمد" (7793) و (9807)، و"صحيح ابن حبان" (3815).

عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً" (¬1). 3817 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ فِي لِسَانِي ذَرَبٌ عَلَى أَهْلِي، وَكَانَ لَا يَعْدُوهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "أَيْنَ أَنْتَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ؟ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ، سَبْعِينَ مَرَّةً" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، لكن من حديث أبي بردة عن الأغر المزني، هكذا رواه الثقتان: ثابتٌ البُناني عند مسلم (2702) (41)، وأبي داود (1515)، والنسائي في "الكبرى" (10203)، وعمرو بنُ مرة عند مسلم (2702) (42)، والنسائي (10206)، كلاهما عن أبي بردة، عن الأغرَّ المزني، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلفظ: "مئة مرة". وهو من هذين الطريقين عند أحمد في "المسند" (17847) و (17848)، و"صحيح ابن حبان" (929). وأما حديث المغيرة بن أبي الحر، فهو من أوهامه، وقد أخرجه النسائي (10202) من طريق أبي نعيم، عنه- بلفظ: "مئة مرة". وهو في "مسند أحمد" (19672) عن وكيع، عن مغيرة الكندي -وهو ابن أبي الحر- به. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي المغيرة، وقد اختُلف في اسمه فقيل: عبيد بن المغيرة، وقيل: عبيد بن عمرو، وقيل: عبيد الله بن أبي المغيرة، وقيل غير ذلك. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10210 - 10214) من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. وهو في "مسند أحمد" (23340)، و"صحيح ابن حبان" (926). وخالف سعيد بن عامر عن شعبة عن أبي إسحاق فقال: عن مسلم بن نُذير عن حذيفة، أخرجه النسائي (10209)، وهذا من أوهام سعيد بن عامر، فقد قال أبو حاتم الرازي عنه: ربما وهم.

3818 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا" (¬1). 3819 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (¬2). 3820 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ ابْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ الَّذِينَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وَإِذَا أَسَاؤوا اسْتَغْفَرُوا" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10216) عن عمرو بن عثمان بن سعيد، به. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة الحكم بن مصعب. وأخرجه أبو داود (1518)، والنسائي في "الكبرى" (10217)، والطبراني (1774)، والحاكم 4/ 262، والبيهقي 3/ 351 من طريق الوليد بن مسلم، عن الحكم بن مصعب عن محمَّد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه، عن جده. وابن ماجه وحده لم يذكر في إسناده عن "أبيه"، قال في "التهذيب": وروى عن جده، يقال: مرسل. وهو في "مسند أحمد" (2234). (¬3) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد: وهو ابن جُدْعان، وباقي رجاله ثقات. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. =

58 - باب فضل العمل

58 - بَابُ فَضْلِ الْعَمَلِ 3821 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمَعْرُورِ ابْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا، أَوْ أَغْفِرُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقِرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً، ثُمَّ لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً" (¬1). 3822 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ = وأخرجه الطيالسي (1533)، وأحمد في "المسند" (24980) و (25120)، وإسحاق بن راهويه (1336)، وابن أبي عاصم في "الزهد" ص 39، وأبو يعلى (4472)، والطبراني في "الدعاء" (1401)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6992)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/ 233 من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2687) من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (21488). قال ابن الأثير في "النهاية" (قرب): المراد بقُرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قُرب الذات والمكان، لأن ذلك من صفات الأجسام، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس. والمراد بقُرب الله من العبد قربُ نِعَمه وألطافه منه، وبِره وإحسانه إليه، وترادُف مِنَنه عنده، وفيض مواهبه عليه. وقُراب الأرض، بضم القاف وكسرها: ما يقارب مَلأها.

59 - باب ما جاء في "لا حول ولا قوة إلا بالله"

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَاء ذَكَرْتُهُ فِي مَلَاء خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" (¬1). 3823 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ" (¬2). 59 - بَابُ مَا جَاءَ فِي "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" 3824 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخبرنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675) (2)، والترمذي (3920)، والنسائي في "الكبرى" (7683) من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (7422)، و "صحيح ابن حبان" (811). وانظر ما سلف برقم (3792). قال الترمذي بإثر الحديث: ويُروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث "من تقزَب مني شبرًا تقربتُ منه ذراعًا" يعني بالمغفرة والرحمة، وهكذا فسر بعضُ أهل العلم هذا الحديثَ، قالوا: إنما معناه يقول: إذا تقرب إلي العبدُ بطاعتي وبما أمرتُ تُسارع إليه مغفرتي ورحمتي. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (1638).

عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: سَمِعَنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" (¬1). 3825 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ" (¬2). 3826 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَدينِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زَيْنَبَ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، وعاصم الأحول: هو ابن سليمان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النَهدي. وأخرجه البخاري (4205)، ومسلم (2704)، وأبو داود (1526)، والترمذي (3766)، والنسائي في "الكبرى" (7632 - 7634) و (10116) من طريق أبي عثمان النهدي، به. وهو في "مسند أحمد" (19575) و (19745)، و"صحيح ابن حبان" (804). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9788) و (11240) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو من هذا الطريق عند أحمد في "المسند" (21298). وأخرجه النسائي أيضًا (9758) من طريق محمَّد بن السائب بن بركة، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن أبي ذر، وهو من هذا الطريق عند أحمد (21336)، و"صحيح ابن حبان" (820).

عَنْ حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لِي: "يَا حَازِمُ، أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ" (¬1). * * * تم الجزء الرابع من "سنن ابن ماجه" ويليه الجزء الخامس وأوله: أبو اب الدعاء ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، يعقوب بن حميد وخالد بن سعيد -وهو ابن أبي مريم- ضعيفان، وأبو زينب مجهول. وما قبله يغني عنه. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 109، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2394)، والطبراني في "الكبير" (3565) من طريق محمَّد بن معن الغفاري، بهذا الإسناد.

السُّنن تصنيف الإمام الحافظ أبي عبد الله محمَّد بن يزيد بن ماجة القزويني 209 - 273 هـ حققه وضبط نصه، وخرَّج أحاديثه، وعلّق عليه شعيب الأرنؤوط محمَّد كامل قرة بللي الجزء الخامس دار الرسالة العالمية

السُّنن (5)

بسم الله الرحمن الرحيم جميع الحقوق محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1430هـ - 2009م دار الرسالة العالمية جميع الحقوق محفوظة يمنع طبع هذا الكتاب أو أي جزء منه بجميع طرق الطبع والتطوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها إلا بأذن خطى من شركة الرسالة العالمية م. م. al-Resalah AL-A'Lamiah m publishers الإدارة العامة Head Office دمشق - الحجاز شارع مسلم البارودى بناء خولى وصلاحى 2212773 - 11 (963) 2234305 - 11 (963) الجمهورية العربية السورية Syrian Arab Republic [email protected] http://www.resalahonline.com فرع بيروت BEIRUT/ LEBANON TELEFAX:815112 - 319039 - 818615 P.O BOX:117460

أبواب الدعاء

أَبْوَابُ الدُّعَاءِ 1 - باب فضل الدعاء 3827 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْمَدَنِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ غَضِبَ عَلَيْهِ" (¬1). 3828 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ يُسَيْعٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. أبو صالح -وهو الخُوزي- لم يرو عنه غير أبي المَليح المدني -واسمه صبيح، وقيل: حميد- وليس له غير هذا الحديث، وقد تفرّد به، وهو مختلَف فيه، فقد ضعفه ابن مَعين، وقواه أبو زرعة فقال: لا بأس به!، ولهذا قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، أي تُقبل روايته حيث يُتابع، ولم يتابع، ومع ذلك قال ابن كثير في "تفسيره" 7/ 143: إسناده لا بأس به. وأخرجه الترمذي (3669) و (3670) من طريق أبي المليح، به. وهو في "مسند أحمد" (9701). تنبيه: في المطبوع بعد هذا الحديث زيادة: قال ابن ماجه: سألت أبا زرعة عن أبي صالح هذا، قال: هو الذي يقال له: الفارسي، وهو خُوزيٌّ، ولا أعرف اسمه. (¬2) إسناده صحيح. يُسَيع الكندي -ويقال: أُسَيع-: هو ابن معدان الحضرمي، =

2 - باب دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

3829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ الدُّعَاءِ" (¬1). 2 - بَابُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3830 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ [سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ] (¬2) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِئَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ فِي مَجْلِسِ الْأَعْمَشِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ فِي زَمَنِ خَالِدٍ (¬3)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكَتِّبِ، عَنْ طَليْقٍ بْنِ قَيْسِ (¬4) الْحَنَفِيِّ ¬

_ = والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعلي بن محمَّد: هو الطَّنافسي. وأخرجه أبو داود (1479)، والترمذي (3207) و (3528) و (3668)، والنسائي في "الكبرى" (11400) من طريق ذر بن عبد الله، به. وهو في "مسند أحمد" (18352)، و"صحيح ابن حبان" (890). قال السندي في "حاشية المسند": معنى القصر أنه ليس شيئًا وراء العبادة، لا أنه لا عبادة غيره، ثم قرأ استشهادًا به على ما قال، حيث وضع فيه: {عَنْ عِبَادَتِي} [غافر: 60] موضع: عن دعائي، فإن الموضع موضع ذكر الدعاء بقرينة السياق. قلنا: عني تتمة الآية، وهي: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]. (¬1) إسناده حسن من أجل عمران القطان -وهو ابن داوَر-. وأخرجه الترمذي (3665) و (3666) من طريق عمران القطان، به. وهو في "مسند أحمد" (8748)، و"صحيح ابن حبان" (870). (¬2) زيادة من المطبوع. (¬3) هو خالد بن عبد الله القسري، وكان أميرًا على العراق. (¬4) في الأصول الخطية: قيس بن طلق، وهو خطأ والتصويب من "التحفة" (5765) ومصادر التخريج.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطِيعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي" (¬1). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيُّ: قُلْتُ لِوَكِيعٍ: أَقُولُهُ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. 3831 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1501) و (1511)، والترمذي (3865) و (3866)، والنسائي في "الكبرى" (10368) من طريق عمرو بن مرة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1997)، و"صحيح ابن حبان" (947). قوله: "امكر لي ولا تمكر علي" قال ابن الأثير: مكر الله، إيقاعُ بلائه بأعدائه دون أوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة، وهي مردودة، والمعنى: أَلحِقْ مكركَ بأعدائي لا بي. وقوله: "مخبِتًا" قال ابن الأثير: أي: خاشعًا. وقوله: "مُنيبًا" أي: راجعًا بالتوبة. وقوله: "أوّاهًا" أي: متضرعًا، وقيل: هو الكثير البكاء. وقوله: "حوبتي" بفتح الحاء وضمها، أي: إثمي. والسخيمة: هي الحقد في النفس.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَقَالَ لَهَا: "مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكِ" فَرَجَعَتْ، فَأَتَاهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: "الَّذِي سَأَلْتِ أَحَبُّ إِلَيْكِ، أَوْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ؟ " فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: قُولِي: لَا، بَلْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، فَقَالَتْ: فَقَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ" (¬1). 3832 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو عُبيدة: هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن المسعودي. وأخرجه مسلم (2713) (63)، والترمذي (3787)، والنسائي في "الكبرى" (7622) من طريق الأعمش، به. وسيأتي برقم (3873) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يدعو به إذا أوى إلى فراشه، وذكره. (¬2) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن مسعود الهُذلي، وأبو الأحوص: هو عوف ابن مالك، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (2721)، والترمذي (3795) من طريق أبي إسحاق السبيعي، به. وهو في "مسند أحمد" (3692)، و "صحيح ابن حبان" (900). والمراد بالغنى هنا- كما قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 15/ 323 - 324 - غنى النفس القاطع عن المال الذي يقطعُ عن طاعاتِ الله عز وجل، ويشغل القلوب =

3833 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى ابْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ انْفَعْنِي بِمَا عَلَّمْتَنِي، وَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي، وَزِدْنِي عِلْمًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ" (¬1). 3834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَخَافُ عَلَيْنَا؟ وَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ بِمَا جِئتَ بِهِ. فَقَالَ: "إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِن أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا" (¬2). ¬

_ = عما سواه، ويقطعُه عنه، كما في حديث أبي هريرة رفعه: "ليس الغنى عن كثرة العَرَضِ إنما الغنى غنَى النفس" وهو حديث صحيح أخرجه أحمد (7316)، والبخاري (6446)، ومسلم (1051)، وصححه ابن حبان (679). (¬1) إسناده ضعيف لضعف موسى بن عُبيدة -وهو الرَّبَذي- وجهالة شيخه محمَّد بن ثابت، وقد سلف برقم (251) و (3804). ولقوله: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني" شاهد من حديث أنس سلف ذكره هناك، وإسناده حسن. (¬2) حديث صحيح. يزيد الرقاشي -وهو ابن عبد الله، وإن كان ضعيفًا- تابعه أبو سفيان طلحة بن نافع، وهو قوي الحديث. وأخرجه الترمذي (2277) من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع، عن أنس، وقال: هذا حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (12107) من طريق أبي سفيان.

وَأَشَارَ الْأَعْمَشُ بِإِصْبَعَيْهِ. 3835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي، قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (¬1). 3836 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي العدبس (¬2) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصًا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قُمْنَا، فَقَالَ: "لَا تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَنَا! قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَارْضَ عَنَّا وَتَقَبَّلْ مِنَّا، وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الخير: هو مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني. وأخرجه البخاري (834)، ومسلم (2705)، والترمذي (3842)، والنسائي 3/ 53 من طريق يزيد بن أبي حبيب، به. وهو في "مسند أحمد" (8)، و"صحيح ابن حبان" (1976). (¬2) في أصولنا الخطية: "عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة"، وأُشير في (ذ) و (م) على أبي وائل إلى نسخة أخرى فيها: "عن أبي العدبس"، وهي كذلك في نسخ المزي العتيقة، قال في "التحفة" (4934): ووقع في بعض النسخ المتأخرة (أي: من ابن ماجه) "عن أبي مرزوق عن أبي وائل عن أبي أمامة" وهو وهمٌ ممن دون المصنف.

وَنَجِّنَا مِنْ النَّارِ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ". قَالَ: فَكَأَنَّمَا أَحْبَبْنَا أَنْ يَزِيدَنَا، فَقَالَ: "أَوَلَيْسَ قَدْ جَمَعْتُ لَكُمْ الْأَمْرَ؟ " (¬1). 3837 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لاضطرابه لضعف أبي مرزوق، فقد ضعفه ابن حبان في "المجروحين" 3/ 159، وجهَّله الطبري في "تهذيب الآثار" -قسم مسند عمر- 2/ 565، وقد اختُلف في إسناده عن مِسعَر -وهو ابن كِدام- فتارة رُوي عنه عن أبي مرزوق، عن أبي العدبّس -واسمه تُبغ بن سليمان الكوفي- عن أبي أمامة، كما في هذه الرواية، وتارة روي عنه عن أبي العدبس -واسمه الحارث بن عُبيد الكوفي عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب - وهو أصبهاني ضعيف الحديث- عن أبي أمامة، وتارة روي عنه عن أبي العدبس، عن رجل يظنه أبا خلف، عن أبي مرزوق، عن أبي أمامة، وتارة عنه عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن رجل، عن أبي أمامة. وانظر تفصيل الكلام عليه في "تهذيب الآثار" للطبري -قسم مسند عمر- 2/ 563 و565 - 566، و"مسند أحمد" (22181). وأخرجه أبو داود (5230) من طريق عبد الله بن نُمير، عن مِسْعَر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبّس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة. وهو في "مسند أحمد" (22181) عن ابن نُمَير، و (22201) عن يحيى القطان، عن مسعر، عن أبي العدبس، عن رجل يظنه أبا خلف، عن أبي مرزوق، عن أبي أمامة. وانظر تمام تخريجه وتفصيل الاخئلاف في طرقه في "المسند" (22181). (¬2) صحيح لغيره. وهذا إسناد ضعيف لجهالة عباد بن أبي سعيد وقد سلف عند المصنف برقم (250)، بإسقاط عباد بن أبي سعيد وانظر تمام الكلام عليه هناك. =

3 - باب ما تعوذ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

3 - بَابُ مَا تَعَوَّذَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 3838 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْدعوَاتِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ" (¬1). ¬

_ = وقد صح الحديث عن غير واحد من الصحابة، انظرها عند حديث عبد الله بن عمرو في "المسند" (6557). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه بتمامه ومختصرًا البخاري (6368) و (6375 - 6377)، ومسلم بإثر (2705)، وأبو داود (1543)، والترمذي (3802)، والنسائي 1/ 51 و 176 و 8/ 262 و 266 من طريق هشام بن عروة، به. وأخرجه البخاري (832)، ومسلم (587) و (589)، وأبو داود (880)، والنسائي 3/ 56 - 57 و 8/ 258 - 259 و 264 من طريق الزهري، عن عروة ببعض حديث هشام، وبعضهم يزيد عليه. وهو في "مسند أحمد" (24301) و (24578)، و"صحيح ابن حبان" (1968) و (6584). وجاء في رواية أخرى من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة أن النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -كان يدعو في سكوته بين التكبير والقراءة: "اللهم باعد بيني وبين =

3839 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ دُعَاءٍ كَانَ يَدْعُو بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ" (¬1). 3840 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الْخَرَّاطُ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ: أَعُوذُ بِكَ (¬2) مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ ¬

_ = خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد". أخرجها البخاري (744)، ومسلم (598). (¬1) إسناده صحيح. حصين: هو ابنُ عبد الرحمن السُّلَمي، وهلال: هو ابن يِسَاف. وأخرجه مسلم (2716)، والنسائي 8/ 281 من طريق حصين بن عبد الرحمن، ومسلم (2716)، وأبو داود (1550)، والنسائي 8/ 281 من طريق منصور بن المعتمر، ومسلم (2716) من طريق وكيع عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، ثلاثتهم عن هلال بن يساف، به. وأخرجه النسائي 8/ 280 و 280 - 281 من طريق موسى بن شيبة، عن الأوزاعي، ومن طريق أبي المغيرة، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة عن هلال بن يساف قال في الرواية الأولى: أنه سأل عائشة، وفي الرواية الثانية قال: سُئلت عائشة. وإسناد الثانية صحيح إلى هلال، وأما الأولى ففيها مجهول، وعليه فهذا الطريق منقطع. وهو في "مسند أحمد" (24033) و (24684)، و "صحيح ابن حبان" (1031). (¬2) في المطبوع: اللهم إني أعوذ بك.

بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وأعوذ بك من عذاب القبر (¬1) " (¬2). 3841 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ فِرَاشِهِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ" (¬3). ¬

_ (¬1) قوله: "أعوذ بك من عذاب القبر" في هذا الموضع سقط من المطبوع. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف بكر بن سليم. حميد الخراط: هو ابن زياد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (694)، والطبراني في "الكبير" (12109) من طريق بكر بن سُليم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (590)، وأبو داود (1542)، والترمذي (3801)، والنسائي 4/ 104 و 8/ 276 - 277 من طريق مالك، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن ابن عباس. وهو من هذا الطريق في "مسند أحمد" (2168)، و"صحيح ابن حبان" (999). وأخرجه بنحوه أبو داود (984) من طريق عبد الله بن طاووس، عن أبيه. (¬3) إسناده صحيح. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مسلم (486)، والنسائي 1/ 102 - 103 من طريق حماد بن أسامة، وأبو داود (879)، والنسائي 2/ 110 من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله ابن عمر، بهذا الإسناد. =

3842 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَنْ يظْلِمَ أَوْ يظْلَمَ" (¬1). 3843 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24312) و (25655)، و"صحيح ابن حبان" (1932). وأخرجه الترمذي (3799) و (3800)، والنسائي 2/ 222 من طريق يحيى بن سعمِد الأنصاري، عن محمَّد بن إبراهيم التيمي، عن عائشة، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من عائشة. (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لجهالة جعفر بن عياض وضعف محمَّد ابن مصعب القَرقسَائي ولكنهما متابعان. الأوزاعي: هو الإمام أبو عمرو عبد الرحمن ابن عمرو، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة. وأخرجه النسائي 8/ 261 و 262 من طريق أبي عمرو الأوزاعي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10973)، و"صحيح ابن حبان" (1003). وأخرجه أبو داود (1544)، والنسائي 8/ 261 من طريق حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقد قوَّي هذا الإسنادَ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 15/ 492 في ترجمة أبي النضر الطوسي. وهو في "مسند أحمد" (8053)، و"صحيح ابن حبان (1030). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد -وهو الليثي- فهو صدوق حسن الحديث. =

4 - باب الجوامع من الدعاء

3844 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ (¬1). قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الرَّجُلَ يَمُوتُ عَلَى فِتْنَةٍ، لَا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهَا. 4 - بَابُ الْجَوَامِعِ مِنْ الدُّعَاءِ 3845 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنَا أَبُو مَالِكٍ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ¬

_ = وأخرجه النسائي في "السُّنن الكبرى" (7818) من طريق عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، به. ولفظه: "اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، وأعوذ بك من علم لا ينفع". وهو في "صحيح ابن حبان" (82). وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6557) والترمذي (3788) والنسائي 4/ 258 - 255 بلفظ: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتعوذ من علم لا ينفع ... وإسناده صحيح. وانظر تمام شواهده في "مسند أحمد" (6557). (¬1) إسناده صحيح. عمرو بن ميمون: هو الأودي، وأبو إسحاق: هو عمرو ابن عبد الله السبيعي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ووكيع، هو ابن الجراح، وعلي بن محمَّد: هو الطَّنافسي. وأخرجه أبو داود (1539)، والنسائي 8/ 255 و 266 و 267 و 272 من طريق أبي إسحاق السبيعي، به. وهو في "مسند أحمد" (145)، و"صحيح ابن حبان" (1024).

وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي -وَجَمَعَ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ إِلَّا الْإِبْهَامَ- فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَجْمَعْنَ لَكَ دِينَكَ وَدُنْيَاكَ" (¬1). 3846 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي جَبْرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سعْد بن طارق: هو ابن أَشْيَمَ الأشجعي. وأخرجه مسلم (2697) من طرق عن أبي مالك الأشجعي، به. وجاء في بعض طرقه أن هذا الدعاء كان يعلمه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من أسَلَم. وهو في "مسند أحمد" (15877). (¬2) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم الباهلي. وأخرجه الطيالسي (1569)، وابن أبي شيبة 10/ 263 - 264، وإسحاق بن راهويه (1165)، وأحمد (25019)، و (25137)، وأبو يعلى (4473)، والطحاوي في "شرح المشكل" (6024) و (6025) و (6026) من طريق جبْر بن حبيب، به. قال إسحاق بن راهويه والطحاوي في روايته الأُولى: عن أم كلثوم بنت علي، بدل: أم كلثوم بنت أبي بكر، وقرن أبو يعلى في روايته بجبر بن حبيب سعيد بن إياس الجريري. وأخرجه الطحاوي (6027)، وابن حبان (869) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن سعيد بن إياس الجريري، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة. وسماعُ حماد من الجريري قبل اختلاطه. =

5 - باب الدعاء بالعفو والعافية

3847 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِرَجُلٍ: "مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ؟ " قَالَ: أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ، وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ! قَالَ: "حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ" (¬1). 5 - بَابُ الدُّعَاءِ بِالْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ 3848 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (639) من طريق مهدي بن ميمون، عن الجريري، عن جبر بن حبيب، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة. وميمون سماعه من الجريري بعد الاختلاط. (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (910). والدندنة: أن لكلم الرجل بكلام تُسمع نغمتُه ولا يُفهم. قاله ابن الأثير. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سلمة بن ورْدان. =

3849 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ -حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ -ثُمَّ بَكَى أَبُو بَكْرٍ- ثُمَّ قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ، وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَسَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ، بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْمُعَافَاةِ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا -عِبَادَ اللَّهِ- إِخْوَانًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (3821) من طريق الفضل بن موسى، عن سلمة بن وردان، به. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، نعرفه من حديث سلمة بن وردان. وهو في "مسند أحمد" (12291). وفي الباب عن أبي بكر الصديق سيأتي بعده وإسناده صحيح. وعن العباس بن عبد المطلب عند أحمد (1766)، والترمذي (3823) وهو حديث صحيح. وعن عبد الله بن عمر عند الترمذي (3824) وغيره، وهو حديث حسن لغيره. وانظر تتمة شواهده عند أحمد في "مسنده" (12291). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه بتمامه ومختصرًا بسؤال الله العافية: النسائي في "الكبرى" (10649 - 10653) من طريق أوسط بن إسماعيل البجلي، به. وهو في "مسند أحمد" (5) و (17)، و"صحيح ابن حبان" (952). وأخرجه مختصرًا بسؤال الله العافية: الترمذي (3874)، والنسائي (10654 - 10658) من طرق عن أبي بكر الصديق. وهو في "مسند أحمد" (6) و (10) و (38) و (46)، و"صحيح ابن حبان" (950).

3850 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَدْعُو؟ قَالَ: "تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي" (¬1). 3851 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ، أَفْضَلَ مِنْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (3822)، والنسائي في "الكبرى" (7665) و (10642) و (10643) و (10645) و (10646) من طريق عبد الله بن بريدة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد جاء عند النسائي في بعض مواضعه: ابن بريدة، غير مصرَّحًا باسمه. وأخرجه النسائي (10647) من طريق الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن عائشة! وسليمان بن بريدة ثقة كأخيه. وأخرجه النسائي (10644) من طريق المعتمر بن سليمان، عن كهمس، عن ابن بريدة، أن عائشة قالت: يا نبي الله ... مرسل. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه اختُلف فيه على قتادة -وهو ابن دِعامة- فرواه هشام الدستوائي عنه، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة كما هنا في هذه الرواية، ورواه عمران بن دوار القطان، عنه، عن العلاء بن زياد، عن معاذ ابن جبل ورواية العلاء عن معاذ مرسلة لأنه لم يُدركه، ورواه همام بن يحيى العوذي، =

6 - باب: إذا دعا أحدكم فليبدأ بنفسه

6 - بَابٌ: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ 3852 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَرْحَمُنَا اللَّهُ وَأَخَا عَادٍ" (¬1). ¬

_ = عنه، عن العلاء بن زياد مرسلًا. قال أبو نعيم في "الحلية" 2/ 247: ورواه همام وغيره عن قتادة عن العلاء مرسلًا، ورواه وكيع عن هشام، عن قتادة، عن العلاء مرسلًا، ورواه وكيع عن هشام، عن قتادة، عن العلاء، عن أبي هريرة. قلنا: يعني أن وكيعًا قد روى الحديث مرة متصلًا ومرة مرسلًا. وأخرجه أحمد بن حنبل في "الزهد" ص 255 عن عبد الصمد، عن همام، عن قتادة، عن العلاء مرسلًا. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (346)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 247 من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن معاذ بن جبل، والعلاء لم يدرك معاذًا. وفي الباب عن أبي بكر الصديق سلف عند المصنف برقم (3849) بلفظ: "وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يُؤتَ أحدٌ بعد اليقين خيرًا من المعافاة، وإسناده صحيح. وعن عبد الله بن عمر سيأتي عند المصنف برقم (3871) بلفظ: لم يكن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يدعُ هؤلاء الدعوات، حين يمسي وحين يصبح: "اللهم إني أسالُك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ... " وإسناده صحيح. (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن سفيان بن عيينة سماعه من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد اختلاطه، وقد رواه غيره ممن سمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه، فقال: عن ابن عباس، عن أُبي بن كعب فجعله من مسند أبي، وهو الصحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5813) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن جده، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب. =

7 - باب: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل

7 - بَابٌ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ 3853 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ" قِيلَ: وَكَيْفَ يَعْجَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ، فَلَمْ يَسْتَجِبْ اللَّهُ لِي" (¬1). ¬

_ = وهو في زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند" لأبيه (21118) و (21130). وأخو عادٍ: هو النبي هود عليه السلام، قال تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} [الأحقاف: 21] والأحقاف جمع حِقف: وهو من الرمل: ما أشرف من كثبانه واستطال وانحنى، قال ابن إسحاق: وكانوا ينزلون ما بين عُمان وحضرموت. وأخرج مسلم (2380) (171) و (172)، والنسائي في "الكبرى" (11244) من طريق رقَبة بن مَصقَلة، وأبو داود (3984)، والترمذي (3682)، والنسائي (11248) من طريق حمزة بن حبيب الزيات، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن ابن بن كعب بحديث موسى مع الخضر، وفيه في رواية رقبة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا ذكر أحدًا من الأنبياء بدأ بنفسه: "رحمة الله علينا، وعلى أخي كذا" وفي رواية حمزة: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا بدأ بنفسه، وقال: "رحمة الله علينا وعلى موسى". وهو في "مسند أحمد" (21126)، و"صحيح ابن حبان" (988) (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6340)، ومسلم (2735)، وأبو داود (1484)، والترمذي (3684) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه بنحوه مسلم (2735) من طريق أبي إدريس الخَولاني، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 9/ 454 من طريق زياد -غير منسوب-، والترمذي أيضًا كما في "التحفة" 10/ 245 - 246 من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن موهب، ثلاثتهم عن أبي هريرة.=

8 - باب: لا يقول الرجل: اللهم اغفر لي إن شئت

8 - بَابٌ: لَا يَقُولُ الرَّجُلُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ 3854 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلْيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُكْرِهَ لَهُ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (9148)، و"صحيح ابن حبان" (881) و (975) و (976) قال الحافظ في "الفتح" 11/ 641: وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء وهو أن يُلازم الطلب، ولا ييأس من الإجابة، لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار. وقد قال ابن الجوزي: إن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلًا أو آجلًا، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه، فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض. وفي "المسند" (11133) من حديث أبي سعيد الخدري رفعه: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، واما أن يصرف عنه من السوء مثلها" وإسناده جيد. وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند الترمذي (3890)، وقال بإثره: حديث حسن صحيح. (¬1) حديث صحيح. ابن عَجْلان -وهو محمَّد- قوي الحديث، وقد توبع. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه البخاري (6339)، وأبو داود (1483)، والترمذي (3804)، والنسائي في "الكبرى" (10343) و (10344) من طريق أبي الزناد، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (7477)، ومسلم (2679) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7314)، و"صحيح ابن حبان" (896) و (977).

9 - باب اسم الله الأعظم

9 - بَابُ اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ 3855 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] وَفَاتِحَةِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ" (¬1). 3856 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ الْقَاسِمِ، قَالَ: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فِي سُوَرٍ ثَلَاثٍ: الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطه (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عُبيد الله بن أبي الزناد وشهر بن حوشب. وأخرجه أبو داود (1496)، والترمذي (3782) من طريق عُبيد الله بن أبي زياد، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!! وهو في "مسند أحمد" (27611). لكن جاء في روايته أن الآية الأولى هي: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]. (¬2) هذا الإثر مقطوع من قول القاسم -وهو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة-، وعمرو بن أبي سلمة -وإن كان ضعيفًا- لكنه يعتبر به في المتابعات، وقد تابعه عليه الوليد بن مسلم من رواية عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم عنه، عند جعفر ابن محمَّد الفريابي في "فضائل القرآن" (48)، ورفعه جماعة آخرون عن الوليد بن مسلم، فرووه عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة. عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما سيأتي في الطريق الآتي بعده. وأخرجه جعفر الفريابي (49)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 19، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 48/ 127، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عيسى ابن موسى، من طريق عمرو بن أبي سلمة، به. وقوله: البقرة هي الآية 255 وآل عمران الآية 2، وطه الآية 111.

3856م - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ غَيْلَانَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَحْوَهُ (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن في المتابعات. عمرو بن أبي سلمة ضعيف يعتبر به، وقد توبع. وغيلان بن أنس -وهو الدمشقي- روى عنه جمع ووثقه ابن حبان فهو حسن الحديث. وأخرجه يحيى بن معين في "تاريخه" 4/ 420، وجعفر بن محمَّد الفريابي في "فضائل القرآن" (49)، والدولابي في "الكنى" 1/ 184، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (177)، والطبراني في "الكبير" (7758)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 19، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 48/ 127، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عيسى بن موسى عن طريق عمرو بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه يحيى بن معين 4/ 420 في "تاريخه" رواية عباس الدوري، والدولابي 1/ 184، والحاكم 1/ 506، وابن عساكر 48/ 127 من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن عبد الله بن العلاء، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. إلا أن ابن عساكر روايته عن القاسم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلة. وتابعه على هذه الرواية الوليد بن مسلم الدمشقي: فرواه الفريابي (47)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (176)، والطبراني في "الكبير" (7925)، وفي "الأوسط" (8371)، وفي "الشاميين" (778)، والحاكم 1/ 505، وابن عساكر 48/ 129 - 130 من طريق هشام بن عمار، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 239، ومن طريقه ابن عساكر 48/ 129 عن داود بن رُشيد، والحاكم 1/ 506، وابن عساكر 48/ 128 من طريق عمار بن نصر السعدي، وتمام بن محمَّد في "فوائده" (1568)، وابن عساكر 45/ 489 و 48/ 129 من طريق عمرو بن حفص بن شليلة، وابن عساكر 38/ 321 و 48/ 128 من طريق عبد الرحمن بن عُبيد الله الأسدي، خمستهم عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة رفعه. وهذا إسناد صحيح.

3857 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" (¬1). 3858 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خُزَيْمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. فَقَالَ: "لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1493) و (1494)، والترمذي (3781)، والنسائي في "الكبرى" (7619) من طريق مالك بن مِغول، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (22952)، و"صحيح ابن حبان" (891). (¬2) حديث صحيح. أبو خزيمة: إن كان هو العبديّ نصر بن مرداس، فالإسناد حسن، وإن كان يوسف بن ميمون الصباغ، فالإسناد ضعيف، والحديث صحيح بطرقه، وهو في "مسند أحمد" (12205) عن وكيع. وأخرجه أبو داود (1495)، والنسائي 3/ 52 من طريق خلف بن خليفة، عن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، وهذا إسناد قوي. =

3859 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْأَحَبِّ إِلَيْكَ، الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ، وَإِذَا اسْتُفْرِجَتَ بِهِ فَرَّجْتَ" (¬1). قَالَتْ: وَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: "يَا عَائِشَةُ، هَلْ عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ دَلَّنِي عَلَى الِاسْمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ؟ " قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! فَعَلِّمْنِيهِ، قَالَ: "إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ يَا عَائِشَةُ، قَالَتْ: فَتَنَحَّيْتُ وَجَلَسْتُ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِيهِ، قَالَ: "إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ يَا عَائِشَةُ أَنْ أُعَلِّمَكِ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَكِ أَنْ تَسْأَلِي بِهِ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا" قَالَتْ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ اللَّهَ، وَأَدْعُوكَ الرَّحْمَنَ، ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (12611)، و"صحيح ابن حبان" (893). وجاء عند ابن حبان: "الحنان المنان"، وكذلك جاء عند الضياء في "الأحاديث المختارة" (1884). وأخرجه الترمذي (3856) من طريق سعيد بن زَرْبي، عن عاصم الأحول وثابت البناني، عن أنس. وقال بعده: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس. قلنا: سعيد بن زَربي منكر الحديث. وانظر تمام تخريجه وطرقه في "مسند أحمد" (12205) و (13798). (¬1) إسناده ضعيف لجهالة أبي شيبة. الفَزَاري: هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد، ومحمد بن سلمة: هو الباهلي الحراني. وهذا الحديث تفرد به ابن ماجه.

10 - باب أسماء الله عز وجل

وَأَدْعُوكَ الْبَرَّ الرَّحِيمَ، وَأَدْعُوكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا، مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي. قَالَتْ: فَاسْتَضْحَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ قَالَ: "إِنَّهُ لَفِي الْأَسْمَاءِ الَّتِي دَعَوْتِ بِهَا". 10 - بَابُ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 3860 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ" (¬1). 3861 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِئةً إِلَّا وَاحِدًا؛ إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اللَّهُ، الْوَاحِدُ، الصَّمَدُ، الْأَوَّلُ، الْآخِرُ، الظَّاهِرُ، الْبَاطِنُ، الْخَالِقُ، ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق حسن الحديث، ولكنه متابع في الطريق الآتي بعده. وهو في "مسند أحمد" (10532). قوله: "أحصاها" قال الخطابي في "سنان الدعاء" ص 26: هو بمعنى العدّ، يريد: أنه من يعدُّها ليستوفيها حفظًا، فيدعو ربه بها، كقوله سبحانه: {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: 28]. قال: ويدل على هذا التأويل رواية سفيان بن عيينة، وذكر رواية الأعرج الآتية بعده.

الْبَارِئُ، الْمُصَوِّرُ، الْمَلِكُ، الْحَقُّ، السَّلَامُ، الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ، الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، اللَّطِيفُ، الْخَبِيرُ، السَّمِيعُ، الْبَصِيرُ، الْعَلِيمُ، الْعَظِيمُ، الْبَارُّ، الْمُتْعَالِي، الْجَلِيلُ، الْجَمِيلُ، الْحَيُّ، الْقَيُّومُ، الْقَادِرُ، الْقَاهِرُ، الْعَلِيُّ، الْحَكِيمُ، الْقَرِيبُ، الْمُجِيبُ، الْغَنِيُّ، الْوَهَّابُ، الْوَدُودُ، الشَّكُورُ، الْمَاجِدُ، الْوَاجِدُ، الْوَالِي، الرَّاشِدُ، الْعَفُوُّ، الْغَفُورُ، الْحَلِيمُ، الْكَرِيمُ، التَّوَّابُ، الرَّبُّ، الْمَجِيدُ، الْوَلِيُّ، الشَّهِيدُ، الْمُبِينُ، الْبُرْهَانُ، الرَّؤوفُ، الرَّحِيمُ، الْمُبْدِئُ، الْمُعِيدُ، الْبَاعِثُ، الْوَارِثُ، الْقَوِيُّ، الشَّدِيدُ، الضَّارُّ، النَّافِعُ، الْبَاقِي، الْوَاقِي، الْخَافِضُ، الرَّافِعُ، الْقَابِضُ، الْبَاسِطُ، الْمُعِزُّ، الْمُذِلُّ، الْمُقْسِطُ، الرَّزَّاقُ، ذُو الْقُوَّةِ، الْمَتِينُ، الْقَائِمُ، الدَّائِمُ، الْحَافِظُ، الْوَكِيلُ، الْفَاطِرُ، السَّامِعُ، الْمُعْطِي، المانع، الْمُحْيِي، الْمُمِيتُ، الْجَامِعُ، الْهَادِي، الْكَافِي، الْأَبَدُ (¬1)، الْعَالِمُ، الصَّادِقُ، النُّورُ، الْمُنِيرُ، التَّامُّ، الْقَدِيمُ، الْوِتْرُ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ): الأبرُّ. (¬2) إسناده ضعيف بذكر الأسماء لضعف عبد الملك بن محمَّد الصنعاني -من صنعاء دمشق- وضعفِ هشام بن عمار، ثم إن رواية أهل الشام عن زهير بن محمَّد غيرُ مستقيمة، وهذا منها، وقد روى هذا الحديثَ أيضًا بتعيين الأسماء الوليدُ بن مسلم، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عند الترمذي (3816) وغيره، وهذا التعيين إدراج من بعض الرواة كما قرره الأئمة الحفاظ، وقد بسطنا القول في ذلك في التعليق على "صحيح ابن حبان" (807)، وقال الترمذي عن رواية الوليد: هذا حديث غريب. =

11 - باب دعوة الوالد ودعوة المظلوم

قَالَ زُهَيْرٌ: فَبَلَغَنَا مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أَنَّ أَوَّلَهَا يُفْتَحُ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى. 11 - بَابُ دَعْوَةِ الْوَالِدِ وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ 3862 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه دون سرد الأسماء البخاري (2736) و (7392) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، والنسائي في "الكبرى" (7612) من طريق علي بن عياش، كلاهما عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه كذلك، أي بلا سرد الأسماء البخاري (6410)، ومسلم (2677)، والترمذي (3817) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي (7612) من طريق مالك ابن أنس، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وهو في مسلم (2677)، والترمذي (3814) (3815) من طرق عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي جعفر الراوي عن أبي هريرة، وهو أبو جعفر الأنصاري المؤذن، وسماه بعضهم: محمَّد بن علي، وهو خطأ لوجوه بيناها في "المسند" (10708). وأخرجه أبو داود (1536)، والترمذي (2107) و (3747) و (3748) من طريق يحيى بن أبي كثير، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (7510)، و"صحيح ابن حبان" (2699). =

3863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَتْنَا حُبَابَةُ ابْنَةُ عَجْلَانَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَّاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "دُعَاءُ الْوَالِدِ يُفْضِي إِلَى الْحِجَابِ" (¬1). ¬

_ = وأخرج ابن حبان في "صحيحه" (875) من طريق عُلَى بن رباح، عن أبي هريرة رفعه: "اتقوا دعوة المظلوم" وإسناده صحيح. وأخرج الطيالسي (2330)، وابن أبي شيبة 10/ 275، وأحمد (8795) وغيرهم من طريق أبي معشر نجيح السندي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه: "دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرًا ففجوره على نفسه". ونجيح السندي ضعيف. وأخرج الطبراني في "الدعاء" (1316) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ثلاثة لا يرد الله عز وجل دُعاءَهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط". وإسناده حسن. وأخرجه الطيالسي (2584)، وأحمد (8043)، وابن حبان (3428) من طريق أبي المدلة عن أبي هريرة "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم ... " وأبو المُدلة لم يرو عنه غير واحد، ولم يوثقه غير ابن حبان. وله شاهد من حديث عقبة بن عامر عند أحمد في "مسنده" (17399) وفي إسناده ضعف لجهالة عبد الله بن الأزرق الراوي عن عقبة. وآخر من حديث أنس بن مالك عند البيهقي 3/ 345، والضياء في "المختارة" (2057) لكنه ذكر الصائم بدل المظلوم. وثالث من حديث أم حكيم سيأتي عند المصنف بعده. ولدعوة المظلوم حديث ابن عباس عند البخاري (1496)، ومسلم (19) بلفظ: "واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبينَ الله حجاب". وقد سلف عند المصنف برقم (1783). (¬1) إسناده ضعيف لجهالة حبابة بنت عجلان وأمها أم حفص وصفية بنت جرير. أبو سلمة: هو موسى بن إسماعيل التبوذكي. =

12 - باب كراهية الاعتداء في الدعاء

12 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ 3864 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخبَرنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ، إِذَا دَخَلْتُهَا. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَعُذْ بِهِ مِنْ النَّارِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (394)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أم حكيم بنت ودَاع من طريق موسى بن إسماعيل، بهذا الإسناد. (¬1) حديث حسن إن شاء الله تعالى، أبو نعامة -واسمه قيس بن عَباية الحنفي- كان من جلساء ابن عباس، وقد صحيح إسناد هذا الحديث ابن حبان (6764)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 540، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/ 144، وحسن إسناده ابن كثير في "تفسيره" 3/ 425. ورواه أيضًا عن عبد الله بن مغفل أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير كما سيأتي. وأخرجه أبو داود (96) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال: "في الطهور والدعاء". وهو في "مسند أحمد" (16801)، و"صجع ابن حبان" (6764). وأخرجه ابن حبان (6763) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن سعيد الجُريري، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله ابن مغفل. وظاهر هذا الإسناد الصحة، وقال ابن حبان: الطريقان جميعًا محفوظان. قلنا: ذكر الحافظ في "النكت الظراف" 7/ 179 أن حجاج بن منهال رواه عن حماد بن سلمة كرواية أبي الوليد الطيالسي - يعني بذكر أبي العلاء. =

13 - باب رفع اليدين في الدعاء

13 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ 3865 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ جَعْفَرِ ابْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا" أَوْ قَالَ: "خَائِبَتَيْنِ" (¬1). 3866 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ¬

_ = وروى هذا الحديث زيادُ بن مخراق عند أحمد (1483) عن أبي عباية قيس بن عباية -وهو أبو نعامة نفسه- عن ابنٍ لسعد -وفي رواية: عن مولى لسعد بن أبي وقاص- عن سعد بن أبي وقاص. قال الإمام أحمد فيما نقله المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة زياد بن مخراق: لم يقم زياد إسناده، وقال يحيى القطان: ليس هذا الحديث عندي في كتاب. نقله عنه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/ 110. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، جعفر بن ميمون ضعيف يعتبر به عند المتابعة، وقد توبع هنا. وجوّد إسناده الحافظ في "الفتح" 11/ 143. وأخرجه أبو داود (1488)، والترمذي (3872) من طريق جعفر بن ميمون، به. وقال الترمذي: حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (23715)، و"صحيح ابن حبان" (876). وأخرجه ابن حبان (880)، والطبراني في "الكبير" (6135)، وفي "الدعاء" (202)، والحاكم 1/ 535، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1110)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (181) من طريق محمَّد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، به، وهذا إسناد قوي. وأخرجه الحسين بن إسماعيل المحاملي في "أماليه" (433)، والخطيب في "تاريخه" 7/ 318، والبغوي في "شرح السنة" (1385) من طريق أبي المعلى يحيى ابن ميمون، عن أبي عثمان النهدي، به. وهذا إسناد صحيح.

14 - باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَادْعُ بِبُطُونِ كَفَّيْكَ، وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ" (¬1). 14 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى 3867 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنْ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى فَمِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ". قَالَ: فَرَأَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا عَيَّاشٍ يَرْوِي عَنْكَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: "صَدَقَ أَبُو عَيَّاشٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده واهٍ بمرة، صالح بن حسان منكر الحديث، قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 351: منكر. وقد سلف الحديث برقم (1181)، فانظر تخريجه هناك. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (5077)، والنسائي في "الكبرى" (9771) من طريق حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16583).

3868 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا أَصْبَحْتُمْ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُمْ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (¬1). 3869 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب -وان كان ضعيفًا- متابع. وأخرجه أبو داود (5068)، والترمذي (3688)، والنسائي في "الكبرى" (9752) و (10323) من طريق سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (8649)، و"صحيح ابن حبان" (964) و (965). (¬2) إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان وقال الدارقطني في "العلل" 3/ 9 بعد أن ذكر الخلاف في طرق هذا الحديث: هذا متصل، وهو أحسنها إسنادًا. وأخرجه الترمذي (3685)، والنسائي في "الكبرى" (10106) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10107) من طريق يزيد بن فراس، عن أبان ابن عثمان، به. وقال: يزيد بن فراس مجهول لا نعرفه. وهو كما قال. =

قَالَ: وَكَانَ أَبَانُ قَدْ أَصَابَهُ طَرَفٌ مِنْ الْفَالِجِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبَانُ: مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ؟! أَمَا إِنَّ الْحَدِيثَ كَمَا قَدْ حَدَّثْتُكَ، وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ، لِيُمْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ. 3870 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ سَابِقٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ خَادِمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ إِنْسَانٍ، أَوْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (5089)، والنسائي في "الكبرى" (9759) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن أبي مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن أبان بن عثمان، عن أبيه. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/ 238 عن زيد بن الحباب، وأبو داود (5588) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما عن أبي مودود، عمن سمع أبان بن عثمان، عن أبان، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9760) عن محمَّد بن علي، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 42 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن أبي مودود، عن رجل، عمن سمع أبان بن عثمان، عن أبان، به. قال الدارقطني في "العلل" 3/ 8: وهذا القول الأخير هو المضبوط عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمَّد بن كعب القرظي فقد وهم. وهو في "مسند أحمد" (446). والفالج: شلل يصيبُ أحد شِقَّي الجسم طولًا. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سابق -وهو ابن ناجية-، وقد وهم فيه مِسعَر -وهو ابن كِدام- فقال: عن أبي سلام خادم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ورواه مرة =

3871 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ (¬1) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، ¬

_ = فقال: عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق خادم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والصحيح: أبو سلام -وهو ممطور الحبشي- عن خادم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما رواه شعبة بن الحجاج وغيره، عن أبي عقيل -وهو هاشم بن بلال الدمشقي-. وأخرجه أحمد (18968) عن وكيع، عن مسعر، عن أبي عقيل، عن أبي سلام، عن سابق خادم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه أبو داود (5072)، والنسائي في "الكبرى" (9747) من طريق شعبة ابن الحجاج، والنسائي (10324) من طريق هُشيم بن بشير، كلاهما عن أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، عن خادم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقد جود إسناده النووي في "الأذكار"، وقواه الحافظ في "الفتح" 11/ 230. وهو في "مسند أحمد" (18967) من طريق شعبة. وانظر تمام تخريجه عنده. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1884)، وأبي داود (1529)، والنسائي 6/ 19 - 20 أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "يا أبا سعيد من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نبيًا، وجبت له الجنة" لفظ مسلم والنسائي، ولفظ أبي داود: "من قال: رضيتُ ... " الحديث. وهو في "مسند أحمد" (11102)، و"صحيح ابن حبان" (863). وعن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (386)، وأبي داود (525)، والترمذي (208)، والنسائي 2/ 26 عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا، غُفر له ذنبُه". (¬1) في المطبوع: العفو والعافية.

وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي" (¬1). قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الْخَسْفَ. 3872 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ". قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَالَهَا فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ فَمَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (5074)، والنسائي 8/ 282 من طريق عبادة بن مسلم، به. وهو في "مسند أحمد" (4785)، و "صحيح ابن حبان" (961). (¬2) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل إبراهيم بن عيينة، فهو ضعيف يعتبر به، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (5070)، والنسائي في "الكبرى" (10227) و (10340) من طريق زهير بن معاوية، والنسائي (9764) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الوليد بن ثعلبة، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (309)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة المنذر بن ثعلبة أخي الوليد، من طريق المنذر بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه. =

15 - باب ما يدعو به إذا أوى إلى فراشه

15 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ 3873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، أَنْتَ الْأَوَّلُ، فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ، فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ، فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ، فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (23013). وروى هذا الحديثَ حسينُ بن ذكوان المعلم، عن عبد الله بن بُريدة، عن بُشَير ابن كعب، عن شداد بن أوس عند أحمد (17111)، والبخاري (6306)، والنسائي في "الكبرى" (7908) و (9763) و (10225) و (10341)، وقال النسائي بإثر الموضع الأخير: حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولى بالصواب، وقال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة المنذر بن ثعلبة أخي الوليد: وهو المحفوظ، يعني رواية حسين المعلم. لكن قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 2/ 324: كنت أظن أن رواية الوليد بن ثعلبة شاذة، وأنه سلك الجادة حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة، عن أبيه، أخرجها ابن السني، فبان أن للحديث عن بريدة أصلًا. قلنا: أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (43). في إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، لكن متابعة المنذر بن ثعلبة لأخيه الوليد بن ثعلبة تدل على أن لحديث بريدة أصلًا، والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف من طريق آخر عن أبي صالح برقم (3831).

3874 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، ثُمَّ لِيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: رَبِّ بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد روى هذا الحديث عن عُبيد الله -وهو ابن عمر العمري- كما رواه عبدُ الله بن نمير جماعةٌ، ورواه آخرون عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري- عن أبيه، عن أبي هريرة، فزادوا بين سعيد وأبي هريرة أبا سعيد المقبري. ورواه محمَّد بن عجلان ومالك عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة- كرواية ابن نمير ومن وافقه، فالطريقان محفوظان، ولهذا احتج البخاري بكلا الطريقين. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة. وأخرجه أحمد (9589)، والنسائي في "الكبرى" (10560) من طريق يحيى ابن سعيد القطان، والنسائي (10561) من طريق معمر بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، به. وأخرجه البخاري (7393) من طريق مالك بن أنس، وأحمد (7360)، والترمذي (3698)، والنسائي في "الكبرى" (10636) و (10660) من طريق محمَّد ابن عجلان، كلاهما عن سعيد المقبري، به. وأخرجه البخاري (6320)، وأبو داود (5050)، والنسائي (10559) من طريق زهير بن معاوية، وأحمد (9469) عن يحيى بن سعيد الأموي، ومسلم (2714) من طريق عبدة بن سليمان، و (2714) أيضًا من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، أربعهم عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. بزيادة أبي سعيد المقبري في إسناده بين سعيد وبين أبي هريرة.

3875 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، قالا: أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، نَفَثَ فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ (¬1). 3876 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ: "إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، أَوْ أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ وَقَدْ أَصَبْتَ خَيْرًا (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5017) و (5748) و (6319)، وأبو داود (5056)، والترمذي (3699)، والنسائي في "الكبرى" (10556) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (24853)، و"صحيح ابن حبان" (5544). وقد ثبت من حديث عائشة أيضًا أن هذا الصنيع كان يفعله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كذلك إذا أصابه مرض، فكان يقرأ المعوذات وينفث. في يديه، أخرجه البخاري (4439)، ومسلم (2192)، وهو في "مسند أحمد" (24728). (¬2) في المطبوع: خيرًا كثيرًا. (¬3) إسناده صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسفيان: هو الثوري. =

3877 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ وَضَعَ يَدَهُ - يَعْنِي الْيُمْنَى - تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللهم قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ -أَوْ تَجْمَعُ- عِبَادَكَ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (6313) و (7488)، ومسلم (2710)، والترمذي (3691)، والنسائي في "الكبرى" (10541 - 10546) من طريق أبي إسحاق السَّبيعي، به. وأخرجه البخاري (247) و (6311) و (6315)، ومسلم (2710)، وأبو داود (5046 - 5048)، والترمذي (3891)، والنسائي (10527) و (10548 - 10553) و (10555) من طرق عن البراء بن عازب. وهو في "مسند أحمد" (18515)، و"صحيح ابن حبان" (5527). وجاء بإثر رواية النسائي (10545) من طريق إسرائيل، عن جده أبي إسحاق أنه كان يريد في الحديث: "لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك" ويقول: لم أسمع هذا من البراء، سمعتهم يذكرونه عنه: "لا ملجأ ولا منجا" قلنا: كان أهل العلم يقولون: إن إسرائيل أثبت الناس في جده أبي إسحاق للزومه إياه. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد اختُلف فيه عن أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- كما بيناه مفضلًا في "مسند أحمد" (3742) و (18472). إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10524) عن إبراهيم بن الحسن بن الهيثم المِصيصي، عن حجاج بن محمَّد المِصيصي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الترمذي في "العلل الكبير" 2/ 908، والدارقطني في "العلل" 3/ 167 - 168 رواية أبي إسحاق، عن أبي عُبيدة، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (3742) عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10522) من طريق شعبة بن الحجاج، و (10525) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عُبيدة، =

16 - باب ما يدعو به إذا انتبه من الليل

16 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا انْتَبَهَ مِنْ اللَّيْلِ 3878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ¬

_ = عن البراء بن عازب. زاد شعبة في روايته: عن أبي عبيدة وغيره، وصحح الدارقطني في "علله" 3/ 167 - 168 رواية أبي إسحاق عن أبي عُبيدة، عن البراء بن عازب. وأخرجه الترمذي (3696)، والنسائي في "الكبرى" (10526) من طريق إبراهيم ابن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن البراء. وليس في إسناد النسائي: "عن أبيه" وقال بإثره: يشبه أن يكون فيه: عن أبيه، عن أبي إسحاق، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10523) عن إبراهيم بن الحسن المصيصي، عن حجاج بن محمَّد، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء. وصحح الترمذي في "علله الكبير" 2/ 908 رواية أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد، عن البراء، واحتمل أن شعبة قصد بقوله: وغيره: عبد الله بن يزيد - يعني رواية شعبة السالفة في التخريج. وهو في "مسند أحمد" (18665) عن أسود بن عامر، و (18672) عن وكيع، كلاهما عن إسرائيل بن يونس. وأخرجه النسائي (10520) من طريق زهير بن معاوية، و (10521) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب. قال أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 215: صحيح ثابت من حديث البراء، وقال الحافظ في "الفتح" 11/ 115: سنده صحيح، مع أن أبا إسحاق رواه عن البراء بواسطة. وهو في "مسند أحمد" (18552) من طريق سفيان الثوري و"صحيح ابن حبان" (5522) من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، و (5523) من طريق يونس ابن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق. وأخرجه النسائي (10528) من طريق معتمر بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، عن ربيع بن لوط، عن البراء. وهذا إسناد حسن.

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ، فَقَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، ثُمَّ دَعَا: رَبِّ اغْفِرْ لِي، غُفِرَ لَهُ-قَالَ الْوَلِيدُ: أَوْ قَالَ: دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ- فَإِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى، قُبِلَتْ صَلَاتُهُ" (¬1). 3879 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، أَخبَرنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ يَبِيتُ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَكَانَ يَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ مِنْ اللَّيْلِ: "سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" الْهَوِيَّ، ثُمَّ يَقُولُ: "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1154)، وأبو داود (5060)، والترمذي (3712)، والنسائي في "الكبرى" (10631) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (22673)، و"صحيح ابن حبان" (2596). قوله: "من تعارّ من الليل" قال الخطابي في "سنان الدعاء" ص 176: معناه: يستقظ من نومه، قالوا: ولا يكاد يكون ذلك إلا مع صوت أو كلام، ويقال: إنه مأخوذ من عِرار الظَّليم، وهو صوتُه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل معاوية بن هشام، فهو صدوق حسن الحديث. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. =

3880 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا انْتَبَهَ مِنْ اللَّيْلِ، قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (¬1). 3881 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أخبرنا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ عَبْدٍ بَاتَ عَلَى طُهُورٍ، ثُمَّ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ، فَسَأَلَ اللَّهَ (¬2) مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، أَوْ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ، إِلَّا أَعْطَاهُ" (¬3). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (3714)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 209 من طريق يحيى ابن أبي كثير، به. ولفظ الترمذي: فأسمعه الهويّ من الليل يقول:"سمع الله لمن حمده"، وأسمعه الهويَّ من الليل يقول: "الحمد لله رب العالمين" وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. قال في "النهاية": الهَوي بالفتح: الحِينُ الطويلُ من الزمانِ، وقيل: هو مختص بالليل. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6312)، وأبو داود (5049)، والترمذي (3715)، والنسائي في "الكبرى" (10626) و (10627) من طريق عبد الملك بن عُمير، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (23271). (¬2) في المطبوع: فسأل الله شيئًا. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وهو متابع. =

17 - باب الدعاء عند الكرب

17 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْكَرْبِ 3882 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي هِلَالٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أُمِّهِ أَسْمَاءَ ابْنَةِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: "اللَّهُ، اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا" (¬1). 3883 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ¬

_ = وأخرجه أبو داود (5042)، والنسائي في "الكبرى" (10573) و (10574) من طريق شهر بن حوشب، به. وأخرجه أبو داود (5042)، والنسائي (10573) و (10574) من طريق ثابت ابن أسلم البناني، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل. وهذا إسناد صحيح. وهو في "مسند أحمد" (22048) و (22049). ورواه شِمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن عمرو بن عنبسة، فذكر صحابيًا آخر. أخرجه النسائي في "الكبرى" (10575) و (10576) و (10577). وهو في "مسند أحمد" (17021). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1525) من طريق عبد الله بن داود الخُريبي، والنسائي في "الكبرى" (10408) من طريق محمَّد بن خالد الوهبي، و (10410) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، ثلاثهم، عن عبد العزيز بن عمر، بهذا الإسناد. إلا أن الوهبي قال: عن أبي هلال، بدل: هلال، وخطأه النسائي.

18 - باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" (¬1). قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فِيهَا كُلِّهَا. 18 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ 3884 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ، قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي، وقتادة: هو ابن دعامة. وأخرجه البخاري (6345)، ومسلم (2730)، والترمذي (3734) و (3735)، والنسائي في "الكبرى" (7627) و (7628) و (10414) من طريق قتادة، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم (2730)، والنسائي (10413) من طريق يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبي العالية، به. وهو في "مسند أحمد" (2012). (¬2) حديث صحيح، رجاله ثقات، والشعبي -واسمه عامر بن شراحيل- قد أدرك أم سلمة يقينًا، وقد صحيح الحاكم سماعه منها، وسكت المزي في "تهذيب الكمال" عن روايته عنها، وقد صحيح حديثه هذا الترمذيُّ والحاكم والنووي وابنُ القيم وغيرهم، وقول علي ابن المديني: لم يسمع مها لم يُتابَع عليه، إلا أن الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 160 قد اعتمده، فقال: ليس له علة سوى الانقطاع. =

3885 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ (¬1) عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: "بِاسْمِ اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، التُّكْلَانُ عَلَى اللَّهِ" (¬2). ¬

_ = ولو فُرض أن الشعبي لم يسمع من أم سلمة فمراسيله عند ابن المديني قوية فيما نقله ابن رجب في "شرح العلل" 1/ 296. وأخرجه أبو داود (5094)، والترمذي (3725)، والنسائي 8/ 268 و285 من طريق منصور بن المعتمر، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (26616). (¬1) لفظه "بن" تحرفت في أصولنا الخطية إلى: "عن". قال المزي في ترجمة عبد الله بن حسين من "تهذيب الكمال" 14/ 425: وقع في النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه: عن عبد الله بن حسين عن عطاء بن يسار، وهو خطأ. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار ويعقوب بن حمد بن كاسب، وقد وهم فيه عبد الله بن حسين، قال أبو زرعة الرازي في "سؤالات البرذعي": عبد الله بن حسين ضعيف، حدث عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "التكلان على الله" وإنما هو عن سهيل، عن أبيه، عن السلُولي، عن كعب. قلنا: السَّلولي: هو عبد الله بن ضمرة. وقال البخاري عن عبد الله بن حسين هذا: منكر الحديث. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1197)، والطبراني في "الدعاء" (406)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (177)، والحاكم 1/ 519، وعبد الغني المقدسي في "التركيب في الدعاء" (116)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عبد الله بن الحسين، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 165 من طرق عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، لكن قال الحافظ ردًا عليه في "نتائج الأفكار": وفي تصحيحه نظر، فإن أبا زرعة ضعف عبد الله بن حسين، وقد تفرد به عن سهيل، لكنه اعتضد بشواهده، ولذلك قلتُ: حسنٌ. =

3886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ، -أَوْ مِنْ بَابِ دَارِهِ- كَانَ مَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِهِ، فَإِذَا قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ، قَالَا: هُدِيتَ، وَإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَا: وُقِيتَ، وَإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، قَالَا: كُفِيتَ، قَالَ: "فَيَلْقَاهُ قَرِينَاهُ فَيَقُولَانِ: مَاذَا تُرِيدَانِ مِنْ رَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟ " (¬1). ¬

_ = وله طريق أخرى عن أبي هريرة ستأتي عند المصنف بعده، وفيها هارون بن هارون القرشي ضعيف أيضًا. وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أبي داود (5095)، والترمذي (3724)، والنسائي في "الكبرى" (9837). وقال الترمذي: حسن غريب، وصححه ابن حبان (822)، وقال الحافظ في "نتاثج الأفكار"1/ 164: رجاله رجال الصحيح، ولذلك صححه ابن حبان، لكن خفيت عليه علتُه. قال البخاري: لا أعرف لابن جريج عن إسحاق إلا هذا، ولا أعرف له منه سماعًا، وقال الدارقطني: رواه عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج قال: حُذثتُ عن إسحاق، قال: وعبد المجيد أثبت الناس بابن جريج، والله أعلم. قلنا: قد صححه الضباء المقدسي كذلك في "الأحاديث المختارة" (1539 - 1541) وجاء عنده في أحد طرقه تصريح ابن جريج بالسماع من إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة!! وآخر مرسلٌ عن عون بن عبد الله بن عتبة أخرجه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 164 - 165، وقال: إسناده قوي لكنه مرسل. وآخر من قول ابن مسعود موقوفًا عند ابن أبي شيبة 10/ 359 - 360 و 12/ 518، وأبي نعيم في "الحلية" 4/ 251، وفي إسناده انقطاع. وبمجموع هذه الشواهد يتحسن الحديث، والله تعالى أعلم. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف هارون بن هارون الدشقي، لكن للحديث شواهد يحسن بها ذكرناها عند الحديث السابق.

19 - باب ما يدعو به إذا دخل بيته

19 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ 3887 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ، فَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ" (¬1). 20 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ 3888 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ -وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ: يَتَعَوَّذُ- إِذَا سَافَرَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ". ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد صرَّح ابن جريج وأبو الزبير بالسماع هنا، وعند مسلم وأحمد وغيرهما. وأخرجه مسلم (2018)، وأبو داود (3765)، والنسائي في "الكبرى" (6724) و (9935) من طريق ابن جريج، به. وهو في "مسند أحمد" (15108)، و "صحيح ابن حبان" (819).

21 - باب ما يدعو به الرجل إذا رأى السحاب والمطر

زَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: فَإِذَا رَجَعَ قَالَ مِثْلَهَا (¬1). 21 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا رَأَى السَّحَابَ وَالْمَطَرَ 3889 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَأَى سَحَابًا مُقْبِلًا مِنْ أُفُقٍ مِنْ الْآفَاقِ، تَرَكَ مَا هُوَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاتِهِ، حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ، فَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أُرْسِلَ بِهِ"، فَإِنْ أَمْطَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ سَيْبًا نَافِعًا" مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَا، وَإِنْ كَشَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَمْ يُمْطِرْ، حَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم الضرير، وأبو بكر: هو ابن أبي شيبة. وأْخرجه مسلم (1343)، والترمذي (3740)، والنسائي 8/ 272 و 273 من طرق عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (20771). قوله: "وعْثاء السفر" قال الخطابي في "سنان الدعاء" ص180: يعني: شدة النصَب والمشقة، وأصله الوعْث وهو الدهس والمشي يشتد يه على صاحبه فصار مثلًا لكل ما يشُقُّ على فاعله. وقوله: "كآبة المنقلَب": يعني أن ينقلب من سفره إلى أهله بأمر يكتئب منه، مثل أن يُصيبه في طريقه مرضٌ أو يناله خسران أو يقدم على أهله فيجدهم مرضى أو يكون قد هلك بعضُهم إلى ما يشبه ذلك من الأمور التي يكتئب لها الإنسان. وقوله: "الحور بعد الكور": معناه النقصان بعد الزيادة، وذلك أن يكون الإنسان على حالة جميلة فيحور عن ذلك، أي: يرجع، والكور مأخوذ من كور العمامة. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن المقدام بن شريح، فهو صدوق حسن الحديث ولكنه متابع. =

3890 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ صَيِّبًا هَنِيئًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1843) و (10684) من طريق يزيد بن المقدام، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (5099) من طريق سفيان الثوري، عن المقدام، به. وأخرجه النسائي (1841) و (1842) و (10685) من طريقين عن المقدام بن شريح، به. فذكر دعاء رؤية المطر، ولم يذكر دعاء رؤية السحاب. وهو في "مسند أحمد" (25570) بذكر الدُّعائين، وفي "صحيح ابن حبان" (994) بذكر دعاء رؤية المطر فقط. وأخرجه مسلم (899)، والترمذي (3751)، والنسائي (10710) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن عائشة قالت: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا عصفت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما أُرسلَت به، وأعوذ بك من شرها وشرّ ما أرسلت به". وانظر ما بعده. (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. وأخرجه البخاري (1032)، والنسائي في "الكبرى" (10687 - 10690) من طريق القاسم بن محمَّد، به. وهو في "مسند أحمد" (24589)، و"صحيح ابن حبان" (993). وانظر ما قبله. الصيب: المطر المنحدر المنصب، وهو في الأصل: صَيوب، ولكن الواو لما سبقتها ياء ساكنة، صيرتا جميعًا ياء مشددة، كما قيل سيد من: ساد يسود، وجيِّد من: جاد يجود، وكذلك تفعل العرب بالواو إذا كانت متحركة وقبلها ياء ساكنة، تصيرهما جميعًا ياء مشددة، أفاده الطبري في "جامع البيان".

22 - باب ما يدعو به الرجل إذا نظر إلى أهل البلاء

3891 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَأَى مَخِيلَةً تَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: فَذَكَرَتْ لَهُ عَائِشَةُ بَعْضَ مَا رَأَتْ مِنْهُ، فَقَالَ: "وَمَا يُدْرِيكِ، لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ قَوْمُ هُودٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ} الْآيَةَ [الأحقاف: 24] (¬1). 22 - بَابُ مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ 3892 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ -وَلَيْسَ بِصَاحِبِ ابْنِ عُيَيْنَةَ- مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمٍ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عطاء: هو ابن أبي رباح، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه البخاري (3206)، ومسلم (899)، والترمذي (3539)، والنسائي في "الكبرى" (1844) و (11428) من طريق عطاء بن أبي رباح، به. وهو في "مسند أحمد" (26037)، و "صحيح ابن حبان" (58). وأخرجه بنحوه البخاري (4829)، ومسلم (899)، وأبو داود (5098) من طريق سليمان بن يسار، والنسائي (1845) من طريق طاووس، كلاهما عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24369) من طريق سليمان بن يسار، و (25342) من طريق طاووس. وقوله: "فأمطرت، يقال: مطرت وأمطرت، وهما بمعنى عند الجمهور، وقيل: يقال: مطر في الخير، وأمطر في الشر.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ فَجِئَهُ صَاحِبُ بَلَاءٍ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ، كَائِنًا مَا كَانَ" (¬1). * * * ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. خارجة بن مصعب متروك الحديث، وعمرو بن دينار مولى آل الزبير منكر الحديث، وقد اختلف عليه في إسناده كما بيناه في "جامع الترمذي" (3730) فراجعه. وقد روي من وجهين آخرين عن ابنِ عمر غير صحيحين خرجناهما هناك. وأخرجه الترمذي (3730) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر فجعله من مسند عمر!

أبواب تعبير الرؤيا

أَبْوَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا 1 - بَاب: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ 3893 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنْ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. وهو في "موطأ مالك" 2/ 956. وأخرجه البخاري (6983)، والنسائي في "الكبرى" (7577) من طريق مالك ابن أنس، به. وهو في "مسند أحمد" (12272)، و"صحيح ابن حبان" (6043). وأخرجه البخاري (6994)، ومسلم (2264) من طريق ثابت البُناني، وبنحوه الترمذي (2425) من طريق المختار بن فلفل، كلاهما عن أنس بن مالك. وقال الترمذي: صحيح غريب من هذا الوجه من حديث المختار بن فلفل. وهو في "مسند أحمد" (12037) من طريق حميد الطويل، و (12931) من طريق ثابت البناني، و (13824) من طريق المختار بن فلفل. ثلاثتهم عن أنس. وأخرجه البخاري (6987)، ومسلم (2264)، وأبو داود (5018)، والترمذي (2424)، والنسائي في "الكبرى" (7578) من طريق قتادة بن دعامة السدوسي، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت. فجعله من مسند عبادة. قوله: "جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة"، قال البغوي في "شرح السنة" 12/ 203 - 204: أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءًا من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عُبيد بن عمير: "رؤيا الأنبياء وحي" وقرأ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} [الصافات: 102]. =

3894 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ" (¬1). 3895 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ مُوسَى، أَخبرنَا شَيْبَانُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ ¬

_ = وقيل: معناه أنها جزء من أجزاء علم النبوة، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية. أو أراد به أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة" وهو حديث قوي رواه أبو داود (4776) من حديث ابن عباس وله شاهد يتقوى به من حديث عبد الله بن سرجس المزني عند الترمذي (2011) أي هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم لا أنها حقيقة نبوة، لأن النبوة لا تتجزأ، ولا نبوة بعد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو معنى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات"، و"الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له". متفق عليه من حديث ابن عباس. (¬1) إسناده صحيح. سيد: هو ابن المسيب، والزهري: هو محمَّد بن مسلم ابن شهاب. ومعمر: هو ابن راشد، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وأخرجه البخاري (6988)، ومسلم (2263) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه مسلم (2263)، والنسائي في "الكبرى" (10674) من طرق عن أبي هريرة. وسيأتي عند المصنف من طريق محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة برقم (3917). وهو في "مسند أحمد" (7168) و (7183).

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ الصَّالِحِ، جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ" (¬1). 3896 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِبَاعِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ كُرْزٍ الْكَعْبِيَّةِ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "ذَهَبَتْ النُّبُوَّةُ، وَبَقِيَتْ الْمُبَشِّرَاتُ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سَعْد العوفي-. وأخرجه أبو يعلى (1335) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2172) من طريق عُبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6989) من طريق عبد الله بن جناب، عن أبي سعيد الخدري، بلفظ حديث أنس وأبي هريرة السالفين. ويشهد لقوله: "سعبين جزءًا" حديث ابن عمر عند مسلم (2265)، وسيأتي عند المصنف برقم (3897). وحديث أبي هريرة عند أحمد (7168)، وابن حبان (6044) وإسناده صحيح. وحديث عبد الله بن مسعود عند البزار في "مسنده" (1864)، والطحاوي في "شرح المشكل" (2171)، والشاشي في "مسنده" (829)، والطبراني في "الصغير" (928). وحديث ابن عباس عند أحمد (2894)، والبزار (2123 - كشف الأستار)، وأبي يعلى (2598)، والطحاوي في "شرح المشكل" (2169)، والطبراني في "الكبير" (11727). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد وهم فيه سفيان بن عيينة، حيث زاد في الإسناد أبا يزيد المكي بين عُبيد الله وسِباع، وإنما سمع عُبيد الله سِباعًا، وسباع مختلف في صحبته، وقد بينا ذلك مُفضلًا عند الحديث رقم (3162). وأخرجه الحميدي (348)، والدارمي (2138)، والطبري في "تفسيره" 11/ 135، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2179)، والدارقطني في "العلل" 5/ 228، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 57 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. =

3897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ" (¬1). 3898 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ: {لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 64]، قَالَ: "هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (27141)، و"صحيح ابن حبان" (6047). وفي الباب عن عبد الله بن عباس عند مسلم (479)، وهو في "مسند أحمد" (1900)، وسيأتي عند المصنف برقم (3899). وعن أبي هريرة عند البخاري (6990)، وهو في "مسند أحمد" (8313) ولفظه "لم يبق من النبوة إلا المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة". وعن أنس بن مالك عند الترمذي (2425) وقال: حديث صحيح غريب. وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة عند أحمد (23795)، وإسناده صحيح. وعن عائشة عند عبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" لأبيه (24977) وإسناده جيد. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2265)، والنسائي في "الكبرى" (7579) من طريق نافع، به. وهو في "مسند أحمد" (4678). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن أبا سلمة -وهو ابن عبد الرحمن ابن عوف- لم يسمعه من عبادة، فقد جاء في بعض الروايات أنه قال: نبّئتُ عن عبادة. =

2 - باب رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام

3899 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السِّتَارَةَ فِي مَرَضِهِ، وَالناس صُّفُوفُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ" (¬1). 2 - بَابُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ 3900 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2428) من طريق حرب بن شداد وعمران القطان، عن يحيى بن أبي كثير، به. وهو في "مسند أحمد" (22687). وأخرجه أحمد (22767)، وابن أبي عاصم في "السنة" (487)، والطبري في "تفسيره" 11/ 134 من طريق حميد بن عبد الرحمن اليزني، أن رجلًا سأل عبادة وهذا إسناد حسن إن صح سماع حميد من عبادة. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (7044). وعن أبي الدرداء عند أحمد (27510) وغيره. وعن أبي هريرة عند الطبري في "تفسيره" 11/ 135، وانظر ما سيأتي برقم (3906). ويشهد له حديث: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات" قالوا: وما المبشرات؟ قال: "الرؤيا الصالحة" وقد سلف من حديث أم كرز (3896) وذكرنا هناك تمام شواهده. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. إسحاق بن إسماعيل الأيلي صدوق حسن الحديث، وقد توبع. وأخرجه مسلم (479)، وأبو داود (876)، والنسائي 2/ 189 - 190 و 217 - 218 من طريق سليمان بن سُحيم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (1900).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِي" (¬1). 3901 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي" (¬2). 3902 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إنَّهُ قَالَ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك الجُشَمي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، وروايته عن أبي إسحاق قديمة. وأخرجه الترمذي (2429) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (3559). (¬2) إسناده صحيح. أبو مروان العثماني، هو محمَّد بن عثمان بن خالد. وأخرجه البخاري (110) و (6197) و (6993)، ومسلم (2266)، وأبو داود (5023) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7168)، و"صحيح ابن حبان" (6051) و (6052). (¬3) إسناده صحيح. ففد صرَّح الليث بن سعد في رواية مسلم بسماعه من أبي الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس المكي-. وأخرجه مسلم (2268)، والنسائي في "الكبرى" (7582) من طريقين عن أبي الزبير، به. وهو في "مسند أحمد" (14779).

3903 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي" (¬1). 3904 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِي" (¬2). 3905 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارٍ-هُوَ الدُّهْنِيُّ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد العَوفي- وابن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن- كذلك، ولكنهما متابعان. وأخرجه البخاري (6997) من طريق عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11522). (¬2) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن، صدقة بن أبي عمران وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي صدوقان حسنًا الحديث، وهما متابعان. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 4/ 294، وأبو يعلى (881)، والطبراني في "الكبير" 22/ (279) و (280) و (281)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة صدقة بن أبي عمران، من طريق صدقة، به. وأخرجه ابن حبان (6053)، والطبراني في "الكبير" 22/ (301) من طريق زيد ابن أبي أُنيسة، عن عون بن أبي جُحيفة، عن أبيه. وهذا إسناد قوي.

3 - باب: الرؤيا ثلاث

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي" (¬1). 3 - بَابٌ: الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ 3906 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: فَبُشْرَى مِنْ اللَّهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِذا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّها إِنْ شَاءَ، وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ يُصَلِّي" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، ومحمد بن يحيى: هو الذهلي. وأخرجه أبو عوانة الإسفراييني في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 7/ 193 عن أبي زرعة الرازي، عن أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2525) عن عفان بن مسلم، عن أبي عرانة. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 56، وابن سعد في "طبقاته" 1/ 417، وأحمد (3410)، والترمذي في "الشمائل" (392) من طريق عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس. ويزيد الفارسي في عداد المجاهيل. ويشهد له الأحاديث السالفة قبله. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل هَوذة بن خليفة، فهو صدوق لا بأس به، وهو متابع. وأخرجه مسلم (2263)، وأبو داود (5019)، والترمذي (2423) و (2444) من طريق أيوب السختياني، ومسلم (2263)، والترمذي (2433) والنسائي في =

3907 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبِيدَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ ابْنَ آدَمَ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ" قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ (¬1): أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2). ¬

_ = "الكبرى" (7607) و (10680) من طريق قتادة بن دعامة، كلاهما عن محمَّد بن سيرين، به. وأخرجه النسائي (10673) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7642) و (9129) و (10590) من طرق عن محمَّد بن سيرين. وأخرجه موقوفًا من قول أبي هريرة مسلم (2263) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن ابن سيرين. وأخرجه البخاري (7017) من طريق عوف بن أبي جميلة، عن ابن سيرين، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاث ... وذكره. قال الحافظ: قائل قال: هو ابن سيرين، وأبهم القائل في هذه الرواية، وهو أبو هريرة، وقد رفعه بعض الرواة ووقفه بعضهم. (¬1) في المطبوع: "قال: نعم" بزيادة "نعم". (¬2) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. وعلقه البخاري في "تاريخه الكبير" 8/ 348 عن هشام بن عمار. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 75، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2178) والطبراني في "الكبير" 18/ (118)، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 286، والمزي في ترجمة يزيد بن عَبيدة في "تهذيب الكمال" من طريق يحيى بن حمزة، بهذا الإسناد.

4 - باب من رأى رؤيا يكرهها

4 - بَابُ مَنْ رَأَى رُؤْيَا يَكْرَهُهَا 3908 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ" (¬1). 3909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإن رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناد صحيح كإسناد الحديث (3902). وأخرجه مسلم (2262)، وأبو داود (5022)، والنسائي في "الكبرى" (7606) و (10681) من طريق الليث بن سعد، به. وهو "مسند أحمد" (14780)، و"صحيح ابن حبان" (6060). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5747) و (6984) و (6986) و (6995) و (7005) و (7044)، ومسلم (2261)، وأبو داود (5021)، والترمذي (2435)، والنسائي في "الكبرى" (7580) و (10664) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يزيد فيه: "فإنها لا تضره". ورواية بعضهم مختصرة. وأخرجه البخاري (3292)، والنسائي في "الكبرى" (10666) و (10668) من طريق عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. وزاد: "فإنها لا تضره". =

5 - باب: من لعب به الشيطان في منامه فلا يحدث به الناس

3910 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْعُمَرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَتَحَوَّلْ، وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْأَلْ اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا" (¬1). 5 - بَاب: مَنْ لَعِبَ بِهِ الشَّيْطَانُ فِي مَنَامِهِ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ 3911 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (22525)، و"صحيح ابن حبان" (6058) و (6059). وأخرجه النسائي (10672) من طريق محمَّد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. فجعله من مسند أبي هريرة! والذي في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رفعه: "فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصلّ، ولا يحدث بها الناس" وقد سلف عند المصنف برقم (3906). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف العُمري -وهو عبد الله بن عمر-. وأخرجه إسحاق بن راهويه (479) -قسم مسند أبي هريرة- عن النضر بن شميل، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، عن أبي هريرة. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف يُعتبر به في المتابعات والشواهد، فهو حسن. ويشهد له حديث أبي قتادة وحديث جابر السالفين قبله. والذي في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصلّ، ولا يحدث بها الناس" وقد سلف عند المصنف برقم (3906).

رَأْسِي ضُرِبَ، فَرَأَيْتُهُ يَتَدَهْدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَعْمِدُ الشَّيْطَانُ إِلَى أَحَدِكُمْ، فَيَتَهَوَّلُ لَهُ، ثُمَّ يَغْدُو يُخْبِرُ النَّاسَ" (¬1). 3912 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّ عُنُقِي ضُرِبَتْ وَسَقَطَ رَأْسِي، فَاتَّبَعْتُهُ فَأَخَذْتُهُ فَأَعَدْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ، فَلَا يُحَدِّثَنَّ بِهِ النَّاسَ" (¬2). 3913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يُخْبِرْ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10683) من طريق أبي أحمد محمَّد بن عبد الله ابن الزبير الزبيري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8763). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. أبو سفيان -واسمه طلحة بن نافع- صدوق لا بأس به، وقد تابعه أبو الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرُس المكي كما في الطريق الآتي بعده. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه مسلم (2268) من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (14383). وانظر ما بعده. (¬3) إسناده صحيح. =

6 - باب الرؤيا إذا عبرت وقعت فلا يقصها إلا على واد

6 - بَابُ الرُّؤْيَا إِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ فَلَا يَقُصُّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ 3914 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعْبَرْ، فَإِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ" قَالَ: "وَالرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ" قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: "لَا يَقُصُّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2268)، والنسائي في "الكبرى" (7609) و (7610) و (10682) من طريق الليث، به. وهو في "مسند أحمد" (14293)، و"صحيح ابن حبان" (6056). وانظر ما قبله. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة وكيع بن عُدس -وقيل: حُدس- ومع ذلك حسن إسنادَه الحافظ في "فتح الباري" 12/ 432. وأخرجه أبو داود (5020)، والترمذي (2431) و (2432) من طريق يعلى بن عطاء، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (16182)، و"صحيح ابن حبان" (6049) و (6050). وله شاهد من حديث أنس عند الحاكم 4/ 391 وصححه وسكت عنه الذهبي. وآخر من حديث عائشة عند الدارمي (2163) وحسنه الحافظ في "الفتح" 12/ 432. وقوله: "لا يقصّها إلا على وادَّ أو ذي رأي" له شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (2433) بلفظ: "لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح" وقال: حديث حسن صحيح. =

7 - باب: علام تعبر به الرؤيا؟

7 - بَابٌ: عَلَامَ تُعَبَّرُ بِهِ الرُّؤْيَا؟ 3915 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اعْتَبِرُوهَا بِأَسْمَائِهَا، وَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا، وَالرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ" (¬1). 8 - بَابٌ: مَنْ تَحَلَّمَ حُلُمًا كَاذِبًا 3916 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ ¬

_ = ويؤخَذ من هذا أن الرؤيا تقع على ما يؤولُه ذلك العالمُ أو الناصحُ. لكن سيأتي عند المصنف من حديث ابن عباس (3918) أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لأبي بكر وقد أوّل رؤيا: "أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا" استدل به البخاري على أن الرؤيا ليست لأول عابر إذا لم يُصب. (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي -وهو ابن أبان-. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 71، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (169)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (4131) من طريق الأعمش، به. وأخرج الحاكم 4/ 391 من طريق أبي قلابة عن أنس رفعه: "إن الرؤيا تقع على ما تُعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعُها، فإذا رأى أحدُكم رؤيا، فلا يحدث بها إلا ناصحًا أو عالمًا" وصححه وسكت عنه الذهبي. وقد ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كان يُعبَّر الرؤيا بالنظر إلى الأسماء الواردة فيها، كما جاء في "صحيح مسلم" (2270) من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رأيت ذات ليلةِ فيما يرى النائم، كانا في دار عقبة بن رافع، فأتينا برطبٍ من رطب ابن طاب، فأوَّلتُ الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب".

9 - باب: أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ تَحَلَّمَ حُلُمًا كَاذِبًا، كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَيُعَذَّبُ عَلَى ذَلِكَ" (¬1). 9 - بَابٌ: أَصْدَقُ النَّاسِ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا 3917 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَرُبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (7042)، وأبو داود (5024)، والترمذي (2436) من طريق أيوب، به. وقال الترمذي: حديث صحيح. وهو في "مسند أحمد" (1866)، و"صحيح ابن حبان" (5685). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن الأوزاعي -وهو عبد الرحمن ابن عمرو- لم يسمع من محمَّد بن سيرين، ولكنه دخل عليه في مرضه، فيما حكاه الدارقطني، وهو متابع. وأخرجه مسلم (2263)، وأبو داود (5019)، والترمذي (2423) و (2444) من طريق أيوب السختياني، عن محمَّد بن سيرين، به. وأخرجه البخاري (7017) من طريق عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن محمَّد ابن سيرين، به. ولم يقل في روايته: "وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا". وهو في "مسند أحمد" (7642)، و"صحيح ابن حبان" (6040). وقد قال الإمام الخطابي في تفسير قرب الزمان في "غريب الحديث" 1/ 94: بلغني عن أبي داود أنه كان يقول: تقارب الزمان: هو استواء الليل والنهار، وهو إن شاء الله معنى سديد، والمعبرون يزعمون أن أصدق الأزمان لوقوع التعبير وقتُ انفتاق =

10 - باب تعبير الرؤيا

10 - بَابُ تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا 3918 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ الْمَدَينِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ مُنْصَرَفَهُ مِنْ أُحُدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ سَمْنًا وَعَسَلًا، وَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَرَأَيْتُ سَبَبًا وَاصِلًا إِلَى السَّمَاءِ، ورَأَيْتُكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَكَ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ بَعْدَهُ فَانْقَطَعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلَا بِهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: دَعْنِي أَعْبُرُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: اعْبُرْهَا. قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا مَا يَنْطُفُ مِنْهَا مِنْ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَهُوَ الْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ وَلِينُهُ، وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ مِنْهُ النَّاسُ فَالْآخِذُ مِنْ الْقُرْآنِ كَثِيرًا وَقَلِيلًا، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ الْحَقِّ، أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَا بِكَ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ ¬

_ = الأنوار، ووقت يَنع الثمار وإدراكها، وهما الوقتان يتقارب فيهما الزمان ويعتدل الليل والنهار. وفيه وجه آخر وهو أن يراد بتقارب الزمان قرب انتهاء أمره، وقد جاء ذلك مرفوعًا حدثناه إسماعيل بن محمَّد أبو علي الصفار، حدثنا الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا" قلنا: وهذا إسناده صحيح، وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20352) ومن طريقه أخرجه الترمذي (2444).

يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ. قَالَ: "أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا" قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَصَبْتُ مِنْ الَّذِي أَخْطَأْتُ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُقْسِمْ يَا أَبَا بَكْرٍ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. يعقوب بن حميد بن كاسب متابع. وأخرجه البخاري (7546)، ومسلم (2269)، وأبو داود (3267) و (3269) و (4633)، والنسائي في "الكبرى" (7593) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (1894) و (2113)، و"صحيح ابن حبان" (111). وأخرجه مسلم (2269) من طريق محمَّد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن عُبيد الله، عن ابن عباس أو أبي هريرة - على الشك. وأخرجه مسلم (2269)، والنسائي في "الكبرى" (7594) عن محمَّد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عُبيد الله، قال عبد الرزاق: كان معمر أحيانا يقول: عن ابن عباس، وأحيانا يقول: عن أبي هريرة. وأخرج أبو داود (3268) و (4632) عن محمَّد بن يحيى الذهلي، والترمذي (2446) عن الحسين بن محمَّد الجريري، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، قال: كان أبو هريرة يحدث أن رجلًا ... فذكره وجعله من مسند أبي هريرة، وقال الترمذي: حديث صحيح. قلنا: وهذا كله اختلاف لا يضر، لا الشك في اسم الصحابي، ولا إرسال الصحابيّ. وسيأتي بعده عن محمَّد بن يحيى الذهلي. قوله: "تنطِفُ" أي: تقطُر. وقوله: "يتكففون منها" من تكفَّف، إذا أخذ ببطن كفه، أو سأل كفًا من الطعام، أو ما يكف الجوع. وقوله: "سببًا" أي: حَبلًا. كقوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} [الحج: 15]. قاله ابن الأثير في "النهاية". وقد نقل الحافظ في "الفتح" عن ابن المنذر قوله: اختلف فيمن قال: أقسمت بالله أو أقسمت مجردة، فقال قوم: هي يمين وإن لم يقصد، وممن روي ذلك عنه =

3918م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني رَأَيْتُ ظُلَّةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تَنْطِفُ سَمْنًا وَعَسَلًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ (¬1). 3919 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكُنْتُ أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ مَنْ رَأَى مِنَّا رُؤْيَا يَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ لِي عِنْدَكَ خَيْرٌ فَأَرِنِي رُؤْيَا يُعَبِّرُهَا لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَانْطَلَقَا بِي، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ: لَمْ تُرَعْ، فَانْطَلَقَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُ بَعْضَهُمْ، فَأَخَذُوا بِي ذَاتَ الْيَمِينِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ، فَزَعَمَتْ حَفْصَةُ أَنَّهَا قَصَّتْهَا عَلَى ¬

_ = ابن عمر وابن عباس، وبه قال النخعي والثوري والكوفيون، وقال الأكثرون: لا تكون يمينا إلا أن ينوي، وقال مالك: أقسمت بالله يمين، وأقسمت مجردة لا تكون يمينًا إلا إذا نوى، وقال الشافعي: المجردة لا تكون يمينا أصلًا وإن نوى، وأقسمتُ بالله، إن نوى تكون يمينًا، وقال إسحاق: لا تكون يمينا أصلًا، وعن أحمد كالأول، وعنه كالثاني. وقال ابن التين: فيه أن الأمر بإبرار المقسم خاص بما يجوز الاطلاع عليه، ومن ثم لم يبر قسم أبي بكر، لكونه سأل ما لا يجوز الاطلاع عليه لكل أحد. (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه في الطريق السالف قبله.

رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ، لَوْ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنْ اللَّيْلِ". قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُكْثِرُ الصَّلَاةَ مِنْ اللَّيْلِ (¬1). 3920 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى شِيَخَةٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَاءَ شَيْخٌ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا لَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، فَقَامَ خَلْفَ سَارِيَةٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْجَنَّةُ لِلَّهِ يُدْخِلُهَا مَنْ يَشَاءُ، وَإِنِّي رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُؤْيَا، رَأَيْتُ كَأَنَّ رَجُلًا أَتَانِي فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ، فَسَلَكَ بِي فِي منَهْجٍ عَظِيمٍ، فَعُرِضَتْ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر، ومعمر: هو ابن راشد. وأخرجه البخاري (1121)، ومسلم (2479) من طريق معمر بن راشد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7028) و (7029)، ومسلم (2479) من طريق نافع، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (6330)، و"صحيح ابن حبان" (7070) من طريق سالم. وقوله: لم ترع بضم التاء وفتح الراء من الروع وهو الخوف، والمعنى: لا خوف عليك بعد هذا. ووقع للبخاري في "صحيحه" في التعبير (7028) من رواية الكشميهني: لن تراعَ.

عَلَيَّ طَرِيقٌ عَلَى يَسَارِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْلُكَهَا، فَقَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، ثُمَّ عُرِضَتْ طَرِيقٌ عَنْ يَمِينِي فَسَلَكْتُهَا، حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى جَبَلٍ زَلَقٍ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَزَجَّلَ بِي، فَإِذَا أَنَا عَلَى ذُرْوَتِهِ، فَلَمْ أَتَقَارَّ وَلَمْ أَتَمَاسَكْ، وَإِذَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ فِي ذُرْوَتِهِ حَلْقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَزَجَّلَ بِي، حَتَّى أَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ، فَقَالَ: اسْتَمْسَكْ، قُلْتُ: نَعَمْ. فَضَرَبَ الْعَمُودَ بِرِجْلِهِ، فَاسْتَمْسَكْتُ بِالْعُرْوَةِ. ق َالَ: قَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "رَأَيْتَ خَيْرًا: أَمَّا الْمَنْهَجُ الْعَظِيمُ فَالْمَحْشَرُ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَسَارِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ النَّارِ، وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّتِي عُرِضَتْ عَنْ يَمِينِكَ فَطَرِيقُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ الزَّلَقُ فَمَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ الَّتِي اسْتَمْسَكْتَ بِهَا، فَعُرْوَةُ الْإِسْلَامِ، فَاسْتَمْسِكْ بِهَا حَتَّى تَمُوتَ". فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وإِذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ (¬1). 3921 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا بُرَيْدَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وهو متابع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7586) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2484) من طريق سليمان بن مُسهر، عن خرشة بن الحر، به. وهو في "مسند أحمد" (23790)، و"صحيح ابن حبان" (7166). وأخرجه بنحوه البخاري (3813)، ومسلم (2484) من طريق محمَّد بن سيرين، عن قيس بن عُباد، عن عبد الله بن سلام. وهو في "مسند أحمد" (23787). قوله: "فزَجَل بي" أي: رماني ودفع بي.

عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا يَمَامَةُ (¬1) أَوْ هَجَرٌ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَيْضًا بَقَرًا، وَاللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمْ النَّفَرُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْخَيْرِ بَعْدُ، وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا يَوْمَ بَدْرٍ (¬2) " (¬3). 3922 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "رَأَيْتُ فِي يَدِي سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا، فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ الْكَذَّابَيْنِ: مُسَيْلِمَةَ وَالْعَنْسِيَّ" (¬4). ¬

_ (¬1) تحرفت في (ذ) و (م) إلى: تهامة. (¬2) في المطبوع: الذي آتانا الله به يوم بدر. (¬3) إسناده صحيح. بُريد: هو ابن أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه البخاري (3622)، ومسلم (2272)، والنسائي في "الكبرى" (7603) من طريق بُريد بن أبي بردة، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (6275). قوله: "فذهب وهَلي" أي: وهمي، يقال: وَهَلَ إلى الشيء بالفتح، يَهِل بالكسر، وهْلًا بالسكون، إذا ذهب وهمُه إليه. قاله في "النهاية". (¬4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي -وهو متابع. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "صحيح ابن حبان" (6653). =

3923 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ قَابُوسَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي بَيْتِي عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِكَ. قَالَ: "خَيْرًا رَأَيْتِ، تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَامًا فَتُرْضِعِيهِ" فَوَلَدَتْ حُسَيْنًا أَوْ حَسَنًا فَأَرْضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمٍ، قَالَتْ: فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ فَبَالَ، فَضَرَبْتُ كَتِفَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوْجَعْتِ ابْنِي، رَحِمَكِ اللَّهُ! " (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (4375) و (7037)، ومسلم (2274) من طريق همام بن منبه، والبخاري (3621) و (4374)، ومسلم (2274)، والترمذي (2445)، والنسائي في "الكبرى" (7602) من طريق عبد الله بن عباس، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8249)، و"صحيح ابن حبان" (6654). وأخرجه البخاري (4379) و (7033) و (7034)، والنسائي (7651) من طريق عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: ذُكِر لي أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "بينا أنا نائم ... " الحديث. وقد تبين من خلال الروايات السابقة أن الذي أخبره بذلك أبو هريرة. وهو في "مسند أحمد" (2373). ومسيلمة: هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب من بني حنيفة ولد ونشأ باليمامة، ادعى النبوة وأكثر من وضع أسجاع تضحك الثكلى، وفي خلافة أبي بكر أرسل إليه جيشًا قويًا بقيادة خالد بن الوليد، هاجم ديار بني حنيفة، وانتهت المعركة بظفر المسلمين بقيادة خالد بن الوليد وقتل مسيلمة سنة 12 هـ. وأما الأسود العنسي فهو عبهلة بن كعب بن عوف العنسي متنبئ مشعوذ من أهل اليمن، أسلم لما أسلمت اليمن، وارتد في أيام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،وادعى النبوة، وقد استفحل أمره، فتولى قتله فيروز الديلمي، وقيل بن مكشوح فارس مَذحِجِ، وداذويه بمعونة آزاد امرأة الأسود، وذلك في سنة 11هـ. (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد اختلف فيه على سماك بن حرب كما أوضحناه في "مسند أحمد" (26875). =

3924 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامر (¬1)، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ¬

_ = وأخرجه الطبراني في "الكبير" 25/ (39) من طريق علي بن صالح، وابن سعد في "الطبقات" 8/ 279 عن عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن سماك، به. وأخرجه أحمد (26875)، وأبو يعلى (7074) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن إسرائيل، والطبراني (2541) من طريق شريك النخعي كلاهما عن سماك، عن قابوس، عن أم الفضل. وأخرجه الطبراني (2526) و25/ (38) من طريق عثمان بن سعيد المري، عن علي بن صالح، عن سماك، عن قابوس، عن أبيه قال: جاءت أم الفضل ... الحديث. هكذا مرسلًا. وأخرجه أيضًا 25/ (41) من طريق عبد الملك بن الحسين، عن سماك، عن قابوس، عن أبيه، عن أم الفضل. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/ 278 - 279 من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك: أن أم الفضل فأرسله. وأخرجه أحمد (26878) من طريق عبد الله بن الحارث، والطبراني 25/ (42)، والحاكم 3/ 176 - 177، والبيهقي في "الدلائل" 6/ 469 من طريق أبي عمار شداد بن عبد الله، كلاهما عن أم الفضل. وإسناد عبد الله بن الحارث صحيح، وأما إسناد أبي عمار فمنقطع لأنه لم يُدرك أم الفضل. وأم الفضل: اسمها لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي زوجة العباس عم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأخت زوجته ميمونة أم المؤمنين وخالة خالد بن الوليد وأخت أسماء بنت عميس لأمها. (¬1) كذا وقع في رواية ابن ماجه: أبو عامر -وهو عبد الملك بن عمرو العَقَدي- قال المزي في "تحفة الأشراف" (7023): وهو وهم، إنما الصواب: أبو عاصم كما قال الترمذي. قلنا: ذلك أن شيخ الترمذي أيضًا هو محمَّد بن بشار. وأبو عاصم: هو الضحَّاك بن مخلد النبيل. =

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رُؤْيَا النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ، خَرَجَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَامَتْ بِالْمَهْيَعَةِ، وَهِيَ الْجُحْفَةُ، فَأَوَّلْتُهَا وَبَاءً بِالْمَدِينَةِ، فَنُقِلَ إِلَى الْجُحْفَةِ" (¬1). 3925 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكَانَ إِسْلَامُهُمَا جَمِيعًا، وكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ الْآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ. قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا، فَخَرَجَ خَارِجٌ مِنْ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّكَ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: "مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَادًا، ثُمَّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ولا يضر الخطأ في تسمية شيخ محمَّد بن بشار هنا بأبي عامرِ، لأن كلًا من أبي عامر العقدي وأبي عاصم النبيل ثقة. وأخرجه البخاري (7038)، والترمذي (2443)، والنسائي في "الكبرى" (7604) من طريق موسى بن عقبة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (5849). قوله: وهي الجُحفة، قال الحافظ في "الفتح" 12/ 425 - 426: أظنه مدرجًا من قول موسى بن عقبة، فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة، وثبتت في رواية سليمان بن بلال وابن جريج.

اسْتُشْهِدَ، وَدَخَلَ هَذَا الْآخِرُ الْجَنَّةَ قَبْلَهُ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: "وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَ، وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا مِنْ سَجْدَةٍ فِي السَّنَةِ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" (¬1). 3926 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من طلحة بن عُبيد الله. وأخرجه إسحاق بن راهويه وأحمد بن منيع في "مسنديهما" كما في "المختارة" للضياء 3/ 29، وأبو يعلى (648)، والهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (27)، والبيهقي 3/ 371 - 372، والضياء في "المختارة" (826) و (828) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. وهو في "مسند أحمد" (1389)، و"صحيح ابن حبان" (2982). وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (104)، والبزار (954)، وأبو يعلى (634) من طريق عبد الله بن شداد، عن طلحة بن عُبيد الله وفي إسناده طلحة بن يحيى بن طلحة ابن عبيد الله صدوق يخطئ وقد اضطرب في إسناده كما بيناه في "المسند" (1401). وهو في "المسند" (1401) عن عبد الله بن شداد مرسلًا. وأخرجه مختصرًا النسائي في "الكبرى" (10606) من طريق عبد الله بن شداد، قال طلحة بن عبيد الله، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمن يُعمر في الإسلام، يكثِرُ تكبيرَهُ وتسبيحَه وتهليلَه وتحميده". وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند أحمد (1534)، وابن خزيمة (310)، والحاكم 1/ 200، وابن عبد البر في "المهيد" 24/ 221. وإسناده قوي. وعن عبد الله بن بسر عند أحمد (17680)، والترمذي (2482)، وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حسن غريب، ولفظه عند الترمذي: أن أعرابيًا قال: يا رسول الله، من خير الناس؟ قال: "من طال عمره وحَسُن عمله".

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْرَهُ الْغِلَّ وَأُحِبُّ الْقَيْدَ، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. أبو بكر الهذلي متروك الحديث، وقد رواه غيره عن محمَّد بن سيرين ضمن حديث أبي هريرة في رؤيا المؤمن، ولا يصح رفعُه، والصحيح أنه موقوف أدرج في الخبر، لكن اختُلف هل هو موقوف على أبي هريرة أو على محمَّد بن سيرين كما سيأتي. وقد نص على كونه مُدرجا البخاريُّ (7017)، ومسلمٌ (2263)، والخطيبُ في "الفصل للوصل" 1/ 170، وأبو عوانة، وأبو العباس القرطبي في "المفهم" كما نقله الحافظ في "الفتح" 12/ 407. وأخرجه مسلم (2263)، وأبو داود (5019)، والترمذي (2423) من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب السختياني، والدارمي (2160)، ومسلم (2263)، والترمذي (2433)، والطبراني في "الأوسط" (393) من طريق قتادة بن دعامة السدوسي، وقرن به الطبراني أيوب السختياني، والبزار في "مسنده" كما في "فتح الباري" 12/ 409 من طريق يونس بن عُبيد، ثلاثتهم عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة، وأدرجوه ضمن حديث أبي هريرة في رؤيا المؤمن. لكنه وقع عند مسلم بعد رواية الثقفي: لا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين. وأخرجه عبد الرزاق (20352)، ومن طريقه أحمد (7642)، ومسلم (2263)، والترمذي (2444)، والحاكم 4/ 390 عن معمر بن راشد، وابن حبان (6040) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن أيوب السختياني، ومسلم (2263) من طريق حماد بن زيد والبغوي في "شرح السنة" (3278) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن أيوب وهشام بن حسان، وابن أبي شيبة 11/ 77 عن أبي أسامة حماد بن أسامة وأحمد (10590) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن هشام بن حسان، كلاهما (أيوب وهشام) عن محمَّد بن سيرين، به. وجعلوه من قول أبي هريرة موقوفًا عليه. وأخرجه البخاري (7017) من طريق عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن محمَّد ابن سيرين، عن أبي هريرة. وجعله من قول محمَّد بن سيرين حيث قال: وكان يكرَه الغُل في النوم، وكان يُعجِبُهم القيدُ، ويقال: القيد ثبات في الدين.

أبواب الفتن

أَبْوَابُ الْفِتَنِ 1 - بَابُ الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ 3927 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه مسلم (21) (35)، وأبو داود (2640)، والترمذي (2789)، والنسائي 7/ 79 من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (8904). وانظر تتمة تخريجه عند الحديث السالف برقم (71). والمراد بقوله: "أمرت أن أقاتل الناس" مشركو العرب وأهل الأوثان دون أهل الكتاب. قال ابن قدامة في "المغني" 13/ 31: ولا تقبل الجزية من عبدة الأوثان ومَن عَبَدَ ما استحسن، ولا يقبل منهم سوى الإسلام، هذا ظاهر المذهب، وهو مذهب الشافعي، وروي عن أحمد: أن الجزية تقبل من جميع الكفار إلا عبدة الأوثان من العرب، وهو مذهب أبي خيفة، لأنهم يقرون على دينهم بالاسترقاق، فيقرون ببذل الجزية كالمجوس، وحكي عن مالك: أنها تقبل من جميع الكفار إلا كفار قريش لحديث بريدة عند مسلم (1731) وفيه "إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ... " وهو عام.

3928 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عز وجل" (¬1). 3929 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْسًا أَخْبَرَهُ قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ يَقُصُّ عَلَيْنَا وَيُذَكِّرُنَا، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اذْهَبُوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ. فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ، دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "هَلْ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "اذْهَبُوا فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، حَرُمَ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، سويد بن سعيد -وإن كان فيه ضعفٌ- قد توبع، ومن فوقه ثقات. الأعمش: اسمه سليمان بن مِهران، وأبو سفيان: اسمه طلحة بن نافع. وأخرجه مسلم (21) (35) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حفص بن غياث، والنسائي 7/ 79 عن إسحاق بن إبراهيم عن يعلى بن عبيد، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم (21) (35)، والترمذي (3635) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14209). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه النسائي 7/ 81 عن هارون بن عبد الله، عن عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16163).

3930 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ السُّمَيْطِ بْنِ السَّمِيرِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَتَى نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: هَلَكْتَ يَا عِمْرَانُ، قَالَ: مَا هَلَكْتُ. قَالُوا: بَلَى. قَالَ: مَا الَّذِي أَهْلَكَنِي؟ قَالُوا: قَالَ اللَّهُ عز وجل: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] قَالَ: قَدْ قَاتَلْنَاهُمْ حَتَّى نَفَيْنَاهُمْ، فَكَانَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ، وإِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قَالُوا: وَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: نَعَمْ، شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبَعَثَ جَيْشًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا لَقُوهُمْ قَاتَلُوهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا، فَمَنَحُوهُمْ أَكْتَافَهُمْ، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنْ لُحْمَتِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِالرُّمْحِ، فَلَمَّا غَشِيَهُ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنِّي مُسْلِمٌ، فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلَكْتُ. قَالَ: وَمَا الَّذِي صَنَعْتَ؟ " مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ بَطْنِهِ فَعَلِمْتَ مَا فِي قَلْبِهِ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ شَقَقْتُ بَطْنَهُ (¬1) أكُنْتُ أَعْلَمُ مَا فِي قَلْبِهِ؟ " قَالَ: "فَلَا أَنْتَ قَبِلْتَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَلَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فِي قَلْبِهِ". قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ، فَدَفَنَّاهُ، فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ، فَقَالُوا: لَعَلَّ عَدُوًّا نَبَشَهُ، ¬

_ (¬1) في أصولنا الخطية: قلبه. والمثبت من المطبوع وهو أصح.

2 - باب حرمة دم المؤمن وماله

فَدَفَنَّاهُ، ثُمَّ أَمَرْنَا غِلْمَانَنَا يَحْرُسُونَهُ، فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ، فَقُلْنَا: لَعَلَّ الْغِلْمَانَ نَعَسُوا، فَدَفَنَّاهُ ثُمَّ حَرَسْنَاهُ بِأَنْفُسِنَا، فَأَصْبَحَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ، فَأَلْقَيْنَاهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الشِّعَابِ (¬1). 3930م -حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ الْأَبلِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ السُّمَيْطِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَرِيَّةٍ، فَحَمَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَزَادَ فِيهِ: فَنَبَذَتْهُ الْأَرْضُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ: "إِنَّ الْأَرْضَ لَتَقْبَلُ مَنْ هُوَ شَرٌّ (¬2) مِنْهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ أَنْ يُرِيَكُمْ تَعْظِيمَ حُرْمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (¬3). 2 - بَابُ حُرْمَةِ دَمِ الْمُؤْمِنِ وَمَالِهِ 3931 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لإعضاله، فإن بين السُيمط وعمران اثنين -كما سيأتي في التخريج- أحدهما رجل مبهم. عاصم: هو ابن سليمان الأحول. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3234) و (3235)، والطبراني في "الكبير" 18/ (562) من طريق عاصم الأحول، به. وأخرجه أحمد في "المسند" (19937)، والطبراني 18/ (609) من طريق معتمر ابن سليمان التيمي، عن أبيه، عن السميط، عن أبي العلاء بن الشخير قال: حدثني رجل من الحي، عن عمران بن الحصين. وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عمران. (¬2) في (س) و (م): أشرّ. (¬3) إسناده ضعيف كسابقه.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "أَلَا إِنَّ أَحْرَمَ الْأَيَّامِ يَوْمُكُمْ هَذَا، ألا وإن أحرم المشهور شهركم هذا، ألا وإن أحرم البلد بلدكم هذا، أَلَا وَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ" (¬1). 3932 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي ضَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ النَّصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: "مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا" (¬2). 3933 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَيُونُسُ بْنُ يَحْيَى، جَمِيعًا عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل هشام بن عمار، وقد توبع، ومن فوقه ثقات. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه أحمد في "المسند" (11762) عن علي بن بحر، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف نصر بن محمَّد شيخ المصنف. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1568) عن خطاب بن سعد الدمشقي، عن نصر بن محمَّد، بهذا الإسناد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ" (¬1). 3934 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذُّنُوبَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه مسلم (2564) من طريق داود بن قيس وأسامة بن زيد الليثي، كلاهما عن أبي سعيد مولى ابن كريز، به. وليس لأبي سعيد هذا في "صحيح مسلم" سوى هذا الحديث الواحد. وهو في "مسند أحمد" (7727). وأخرجه أبو داود (4882)، والترمذي (2040) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد من أجل هشام بن سعد. وحسَّنه الترمذي. (¬2) إسناده صحيح. أبو هانئ: هو حميد بن هانئ الخَولاني. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (826)، وأحمد في "المسند" (23958)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 277، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 341 - 342، والبزار في "مسنده" (3752)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (640)، وابن حبان في "صحيحه" (4862)، والطبراني في "الكبير" 18/ (796)، وابن منده في "الإيمان" (315)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 10 - 11، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11123)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (131) من طريق أبي هانئ الخولاني، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض.

3 - باب النهي عن النهبة

3 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ النُّهْبَةِ 3935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ انْتَهَبَ نُهْبَةً مَشْهُورَةً، فَلَيْسَ مِنَّا" (¬1). 3936 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وابن جريج قد صرَّح بالسماع عند غير واحد ممن خرجه ثم هو متابع، وانظر تفصيل القول في هذا الحديث في "مسند أحمد" (15070). أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وابن جريج: اسمه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وأبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس. وأخرجه أبو داود (4391) من طريق محمَّد بن بكر، عن ابن جريج، به. وهو في "صحيح ابن حبان" (4456). ويشهد له حديث أنس بن مالك عند الترمذي (1693)، وسنده صحيح. وهو في "مسند أحمد" (13032). وحديث عمران بن الحصين الآتي عند المصنف برقم (3937). وحديث عبد الرحمن بن سَمُرة عند أحمد (20619) وغيره، وسنده حسن. "مشهورة" أي: ظاهرة غير مخفية. وقال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": النُّهبة، بضم فسكون: المال المنهوب، وبالفتح: مصدرٌ، قيل: هذا النهي في أخذ مال المسلم قهرًا، وأخذ الأموال المشترَكة.

يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا، وَهُوَ مُؤْمِنٌ" (¬1). 3937 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ انْتَهَبَ نُهْبَةً، فَلَيْسَ مِنَّا" (¬2). 3938 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَصَبْنَا غَنَمًا لِلْعَدُوِّ، فَانْتَهَبْنَاهَا، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عقيل: هو ابن خالد. وأخرجه البخاري (2475)، ومسلم (57) (100 - 101)، والنسائي في "المجتبى" 8/ 313 وفي "الكبرى" (5149) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه مسلم (57) (102 - 103)، والنسائي في "الكبرى" (5150) و (7314) و (7088 - 7092) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8202)، و"صحيح ابن حبان" (186) و (5173) و (5979). وروي عن أبي هريرة دون ذِكر النهبة فيه، انظر "مسند أحمد" (8895). قوله: "يرفع الناس إليه أبصارهم"، وفي بعض الروايات: "ذات شرف" أي: ذات قدر حيث يشرف الناس لها ناظرين إليها. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من عمران بن الحمين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه الترمذي (1151)، والنسائي 6/ 111 و 227 - 228 من طريق حميد، به. وهو في "مسند أحمد" (19929)، و"صحيح ابن حبان" (3267) و (5170).

4 - باب: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر

فَنَصَبْنَا قُدُورَنَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْقُدُورِ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُكْفِئَتْ، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ النُّهْبَةَ لَا تَحِلُّ" (¬1). 4 - بَابٌ: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ 3939 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب. أبو الأحوص: سلام بن سُلَيم. وأخرجه الطيالسي (1195)، وعبد الرزاق (18841)، وأحمد في "المسند" (23116)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 173، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (935)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 49، وفي "شرح مشكل الآثار" (1318)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 120 و121، وابن حبان (5169)، والطبراني في "الكبير" (1371 - 1379)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1354 - 1356)، والحاكم 2/ 134 من طريق سماك بن حرب، به. قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 8/ 228: وتتأول النهبة في الحديث على الجماعة ينتهبون الغنيمة، فلا يُدخلون في القسم، والقوم يقدم إليهم الطعام فينتهبونه، فكل يأخذ بقدر قوته ونحو ذلك، وإلا فنهب أموال المسلمين محرم لا يُشكل على أحد، ومن فعله يستحق العقوبة والزجر. (¬2) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (69). وقوله: "سباب المسلم فسوق" السباب: الشتم الوجيع، وأن يقول الرجل ما فيه وما ليس فيه يريد بذلك عيبه، والفسوق في اللغة: الخروج، وفي الشرع: الخروج عن طاعة الله ورسوله، وهو في عرف الشرع أشد من العصيان، قال الله تعالى: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [الحجرات: 7] ففي هذا الحديث تعظيم حق المسلم، والحكم على من سبه بغير حق بالفسق. وقوله: "وقتاله كفر" أي: مقاتلته كفر، =

3940 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" (¬1). ¬

_ = قال الحافظ في "الفتح" 1/ 112: ولم يرد حقيقة الكفر التي هي خروج عن الملة، بل أطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير من ذلك، لينزجر السامع عن الإقدام عليه، معتمدًا على ما تقرر من القواعد أن مثل ذلك لا يخرج عن الملة، مثل حديث الشفاعة، ومثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] أو أطلق عليه الكفر لشبهه به، لأن قتال المؤمن من شأن الكافر. وجاء في ترجمة الإمام أبي الحسن الأشعري من "سير أعلام النبلاء" 15/ 88 للإمام الذهبي ما نصه: رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي: سمعت أبا حازم العبدَوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: اشهدْ عليَّ أني لا أكفر أحدًا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. قال الذهبي: وبنحو هذا أدينُ، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدًا من الأمة، ويقول: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" فمن لازم الصلوات بوضوء، فهو مسلم. (¬1) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف، محمَّد بن الحسن وأبو هلال -وهو محمَّد بن سليم الراسبي- فيهما لِينٌ. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" ص 159 (القسم الذي نشره العمروي). وأخرجه أبو يعلى (6052)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 50، والطبراني في "الأوسط" (5723) من طريق محمَّد بن الحسن الأسدي، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 359، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 397 من طريق منخل بن حكيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا سند ضعيف.

5 - باب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

3941 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ" (¬1). 5 - بَاب لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ 3942 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعْبَدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "اسْتَنْصِتْ النَّاسَ" فَقَالَ: "لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وهو وإن كان سيئ الحفظ متابع، وباقي رجاله ثقات. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، وسعد: هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص. وأخرجه أحمد في "المسند" (1537)، والبخاري في "الأدب المفرد" (429) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني في "الكبير" (325) من طريق روح بن مسافر، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه النسائي 7/ 121 من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن عمر بن سعد، عن أببه سعد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (121)، ومسلم (65)، والنسائي 7/ 127 - 128 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. =

3943 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "وَيْحَكُمْ - أَوْ وَيْلَكُمْ - لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ" (¬1). 3944 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ ¬

_ = وأخرجه النسائي 7/ 128 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: بلغني أن جرير بن عبد الله قال ... فذكره. والحديث في "مسند أحمد" (19167)، و"صحيح ابن حبان" (5940). قال ابن حبان بإثر هذا الحديث في تفسير قوله: "لا ترجعوا بعدي كفارًا": لم يرد به الكفر الذي يخرج عن الملة، ولكن معنى هذا الخبر: أن الشيء إذا كان له أجزاء يطلق اسم الكل على بعض تلك الأجزاء، فكما أن الإسلام له شُعب، ويطلق اسم الإسلام على مرتكب شُعبة منها لا بالكلية، كذلك يُطلق اسم الكفر على تارك شعبة من شعب الإسلام، لا الكفر كله، وللإسلام والكفر مقدمتان لا تقبل أجزاء الإسلام إلا ممن أتى بمقدمته، ولا يخرج من حكم الإسلام من أتى بجزء من أجزاء الكفر إلا من أتى بمقدمة الكفر، وهو الإقرار والمعرفة والإنكار والجحد. وقال البغوي في "شرح السنة" 15/ 222: هو عند أهل العلم بمعنى الزجر، أي: لا تتشبهوا بالكفار في قتل بعضكم بعضًا. وكذا قال الحافظ في "الفتح" 1/ 217. (¬1) إسناده صحيح. محمَّد والد عمر: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأخرجه البخاري (4403) و (6166)، ومسلم (66)، وأبو داود (4686)، والنسائي 7/ 126 من طريق محمَّد بن زيد، به. وهو في "مسند أحمد" (5578)، و"صحيح ابن حبان" (187).

6 - باب: المسلمون في ذمة الله عز وجل

عَنْ الصُّنَابِحِ (¬1) الْأَحْمَسِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ، فَلَا تَقَتتِّلُنَّ بَعْدِي" (¬2). 6 - بَابٌ: الْمُسْلِمُونَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 3945 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَابِسٍ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي عَهْدِهِ، فَمَنْ قَتَلَهُ طَلَبَهُ اللَّهُ حَتَّى يَكُبَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) في أصولنا الخطية: الصنابحي، بالياء في آخره، والصواب الذي ذهب إليه غير واحد من أهل العلم أنه الصُّنابح بلا ياء، وقد ذكر البخاري في "تاريخه" 4/ 327 أن ابن نمير سماه في روايته الصُّنابح بلا ياء على ما أثبتنا. (¬2) إسناده صحيح. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيل: هو ابن أبي حازم. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 438 - 439 و 15/ 29، والحميدي (780)، وأحمد في "المسند" (19069)، والبخاري في "التاريخ الصغير" 1/ 168، وابن أبي عاصم في "السنة" (739)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 220، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 23، وابن حبان في "صحيحه" (5985) و (6446)، والطبراني في "الكبير" (7416) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، به. قوله: "إني فَرَطكم" بفتحتين، أي: متقدمكم الذي يهيئ لكم ما تحتاجون إليه. (¬3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن سعد بن إبراهيم لم يدرك حابسًا اليماني فيما قاله الحافظ المزي، وحابس اليماني أدرك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وصحب أبا بكر، وحدَّث عنه وأسند، وقضى في خلافة عمر، وقتل بصفين مع معاوية سنة 37. =

3946 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 3947 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ، قال: ¬

_ = وأخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (64) من طريق المصنف، وقال: إسناده منقطع. وله شاهد من حديث جندب بن عبد الله عند مسلم (657). وآخر من حديث ابن عمر عند أحمد (5898)، وفي سنده ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ. ويشهد لشطره الأول حديث سمرة بن جندب، وهو التالي عند المصنف. وحديث أبي هريرة عند الترمذي (2303)، وسنده ضعيف. وانظر تتمة شواهده في التعليق على حديث ابن عمر عند أحمد (5898). قال السندي: قوله: "فهو في ذمة الله " أي: أمانه وعهده، أو أنه تعالى أوجب له الأمان. "فلا تُخفِروا الله" من أَخفَره: إذا نقض عهده. "حتى يكبَّه" من كبَّه: قَلَبه وصرعه، من باب نصر. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يصرح بسماعه من سَمُرة، وقد قيل: إنه لم يسمع منه إلا حديثين، وليس هذا منهما. أشعث: هو ابن عبد الملك الحُمراني. وأخرجه أحمد في "المسند" (20113)، والطبراني في "الكبير" (6917) من طريق الحسن البصري، به. وانظر ما قبله.

7 - باب العصبية

سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بَعْضِ مَلَائِكَتِهِ" (¬1). 7 - بَابُ الْعَصَبِيَّةِ 3948 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ، أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ، فَقِتْلَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ" (¬2). 3949 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيُحْمِدِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ الشَّامِيِّ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهَا: فُسَيْلَةُ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، أبو المهزم يزيد بن سفيان متروك. وأخرجه بنحوه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6634) من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني. وأخرجه مسلم (1848)، والنسائي 7/ 123 من طريق غيلان بن جرير، به. وهو في "مسند أحمد" (8061)، و"صحيح ابن حبان" (4580). قوله: "تحت راية عمية" هي بضم العين وكسرها، لغتان مشهورتان، وهي الأمر الأعمى لا يستبين وجهُه أحقٌ هو أو باطل، والمعنى: يغضب ويقاتل ويدعو غيره كذلك، لا لنصرة الدين والحق، بل لمحض التعصب لقومه وهواه، كما يقاتل أهل الجاهلية، فإنهم إنما كانوا يقاتلون لمحض العصبية. وقوله: "فقِتلته جاهلية" أي: كصفَةِ قِتلة أهلِ الجاهلية مِن الضلال وليس المرادُ الكفرَ.

8 - باب السواد الأعظم

الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنْ مِنْ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ الرَّجُلُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ" (¬1). 8 - بَابُ السَّوَادِ الْأَعْظَمِ 3950 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ السَّلَامِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو خَلَفٍ الْأَعْمَى أنه سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ أُمَّتِي لَن (¬2) تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ الاخْتِلَاف (¬3) فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ" (¬4). 9 - بَابُ مَا يَكُونُ مِنْ الْفِتَنِ 3951 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجَاءٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ ¬

_ (¬1) حديث محتمل لتحسين بمجموع طرقه كلما هو مبين في التعليق على "مسند أحمد" (16989). وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن كثير الشامي، وقد تابعه سلمة ابن بشر عند أبي داود (5119)، وسلمة هذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول. (¬2) في (ذ): لا. (¬3) في (ذ): اختلافًا. (¬4) إسناده ضعيف جدًا لضعف معان بن رفاعة السلامي، وشيخه أبو خلف الأعمى متروك ورماه ابن معين بالكذب. وأخرجه عبد بن حميد (1220)، وابن عدي في ترجمة معان من "الكامل"، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (153)، وأبو نعيم في "الحلية" 9/ 238 من طريق معان بن رفاعة، به. وقوله: "إن أُمتي لا تجتمع على ضلالة" صحيح بمجموع شواهده، فانظرها عند حديث ابن عمر في "جامع الترمذي" (2305) بتحققنا.

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا صَلَاةً، فَأَطَالَ فِيهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْنَا - أَوْ قَالُوا -: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَطَلْتَ الْيَوْمَ الصَّلَاةَ! قَالَ: "إِنِّي صَلَّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّتِي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَرَدَّ عَلَيَّ وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَهُمْ غَرَقًا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَرَدَّهَا عَلَيَّ" (¬1). 3952 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيِّ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة رجاء الأنصاري. وأخرجه أحمد في "المسند" (22082)، وابن خزيمة (1218)، والطبراني في "الكبير" 20/ (306) و (307) من طريق الأعمش، به. ْوأخرجه أحمد (22158) و (22125)، والطبراني 20/ (279) من طريق عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل- ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ. وقد ذكر في الحديث مكان الغرق سؤالَه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لله عز وجل أن لا يهلك أُمته بالسَّنَة - أي: القَحْط، وهذا هو المحفوظ في حديث غير واحد من الصحابة، فالحديث بذكر السَّنة صحيح له غير ما شاهد انظر تخريجها عند حديث أنس بن مالك في "مسند أحمد" (12486). وأما لفظ الغرق فقد جاء في حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2890)، وأحمد (1516) وغيرهما، ففيه: "سألت ربي عز وجل ثلاثًا: سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أُمتي بالسَّنة فاعطانيها، وسالته أن لا يجعل باسهم بينهم فمنعنيها"، فذكر الغرق والسَّنة والبأس، وأسقط سؤاله أن لا يسلَّط عليهم عدو من غيرهم فيستبيحهم، وهذا لفظ غريب لم يرو إلا في حديث سعد هذا.

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "زُوِيَتْ لِي الْأَرْضُ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الْأَصْفَرَ - أَوْ الْأَحْمَرَ - وَالْأَبْيَضَ- يَعْنِي الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ-، وَقِيلَ: إِنَّ مُلْكَكَ إِلَى حَيْثُ زُوِيَ لَكَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثًا: أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتِي جُوعًا فَيُهْلِكَهُمْ بِهِ عَامَّةً، وَأَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، وَإِنَّهُ قِيلَ لِي: إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَلَا مَرَدَّ لَهُ، وَإِنِّي لَنْ أُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتِكَ جُوعًا فَيُهْلِكَهُمْ، وَلَنْ أَجْمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يُفْنِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَيَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي فَلَنْ يُرْفَعَ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي أَئِمَّةً مُضِلِّينَ، وَسَتَعْبُدُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ، وَسَتَلْحَقُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَإِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ، قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن بشر، وقد توبع. أبو أسماء الرَّحبي: اسمه عمرو بن مَرْثَد الدمشقي. وأخرجه مسلم مقطعًا (1920) و (2889)، وأبو داود (4252)، والترمذي مقطعا (2317) و (2348) و (2366) و (2379) من طريق أبي قلابة، به، وهو عند مسلم دون قوله: "وإذا وضع السيف ... " إلى قوله: "كلهم يزعم أنه نبي". والحديث بتمامه في "مسند أحمد" (22395)، و"صحيح ابن حبان" (7238). =

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ (¬1): لَمَّا فَرَغَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: مَا أَهْوَلَهُ! 3953 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬2) وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ (¬3) " وَعَقَدَ بِيَدَهِ عَشَرَةً. ¬

_ = وسلف من الحديث عند المصنف برقم (10) قوله: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ... ". قوله: "زُويت لي الأرض" أي: جُمعت وضُمَّت. قال السندي: والمراد من الأرض ما سيبلغها مُلْك الأمة لا كلها، يدل عليه ما بعده. "عامة" أي: حال كون الجوع سَنَة عامة، أي: شاملة لكل الأُمة. قال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 340: وإنما جرت الدعوة بأن لا تعمهم السَّنة (أي: القحط) كافة فيهلكوا عن آخرهم، فأما أن يُجدِبَ قوم ويُخصِبَ آخرون، فإنه خارج عما جرت به الدعوة. "يلبسهم": يخلطهم. "شِيَعًا": فِرَقًا. "أقطارها" أي: نواحي الأرض. (¬1) أبو الحسن هذا: هو القطان، راوى "السُّنن" عن ابن ماجه، وأبو عبد الله: هو المصنف، ابنُ ماجه. وقول أبي الحسن هذا لم يرد في (ذ) و (م)، وهو في نسخة أُشيرَ إليها في حاشية (س). (¬2) زاد في المطبوع: من نومه. (¬3) زاد في (س): مثل هذه.

قَالَتْ زَيْنَبُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ" (¬1). 3954 - حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ الْوَلِيدِ ابْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. حبيبة: هي بنت أم حبيبة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكانت ربية في بيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وأخرجه مسلم (2880)، والترمذي (2332)، والنسائي في "الكبرى" (11249) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ونقل الترمذي عن الحميدي عن سفيان أنه قال: حفظت من الزهري في هذا الحديث أربع نسوة: زينب بنت أبي سلمة عن حبية وهما ربيبتا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش زوجَي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: وقد روى بعض أصحاب ابن عيينة الحديث بإسقاط حبيبة من إسناده، هكذا أخرجه البخاري (7059) عن مالك بن إسماعيل، ومسلم (2880) (1) عن عمرو الناقد، كلاهما عن ابن عيينة، به. وقال الدارقطني- فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 12 - : أظنُّ سفيان كان تارة يذكرها، وتارة يُسقطها. وأخرجه البخاري (3346) و (3598) و (7135)، ومسلم (2880) (2)، والنسائي (11270) من طرق عن الزهري، به - دون ذِكر حبيبة. وهو في "مسند أحمد" (27413)، و"صحيح ابن حبان، (327) و (6831). قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 107: قوله: "ويل للعرب من شر قد اقترب" خص العرب بذلك، لأنهم كانوا حينئذ معظم من أسلم، والمراد بالشر ما وقع بعده من قتل عثمان، ثم توالت الفتن ... والمراد بالردم: السد الذي بناه ذو القرنين. وعَقْد العشرة: أن يجعل طرف السبابة اليمنى في باطن طيِّ عقدة الإبهام العليا. وقوله: "إذا كثر الخبث" فسَّروه بالزنى وبأولاد الزنى وبالفسوق والفجور.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَتَكُونُ فِتَنٌ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، إِلَّا مَنْ أَحْيَاهُ اللَّهُ بِالْعِلْمِ" (¬1). 3955 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْفِتْنَةِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقُلْتُ: أَنَا، قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ". فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ، إِنَّمَا أُرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. فَقَالَ: مَا لَكَ وَلَهَا؟ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ: فَيُكْسَرُ الْبَابُ أَوْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ يُكْسَرُ. قَالَ: ذَاكَ أَجْدَرُ أَنْ لَا يُغْلَقَ. ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، علي بن يزيد -وهو الألهاني- متفق على ضعفه منكر الحديث. وأخرجه الدارمي (338)، والروياني في "مسنده" (1202) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: "بادروا بالأعمال فتنًا كقِطَع الليل المظلم، يُصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا" أخرجه مسلم (118)، والترمذي (2341) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وعن أبي موسى الأشعري وسيرد عند المصنف برقم (3961). وفي الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم الليل المظلم لا المقمر.

قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنْ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ، إِنِّي حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ. فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ مَنْ الْبَابُ، فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ. فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: عُمَرُ (¬1). 3956 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ إِذْ نَزَلَ مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه البخاري (525) و (1895)، ومسلم بإثر الحديث (2892) / (26) و (27)، والترمذي (2408)، والنسائي في "الكبرى" (324) من طريق شقيق بن سلمة، به. وأخرجه بنحوه مسلم (144) من طريق رِبعي بن حِراش، عن حذيفة. وهو في "مسند أحمد" (23412)، و "صحيح ابن حبان" (5966). وقوله: "في الفتنة" قال الحافظ: فيه دليل على جواز إطلاق اللفظ العام وإرادة الخاص، إذ تبين أنه لم يسأل إلا عن فتنة مخصوصة، ومعنى الفتنة في الأصل: الاختبار والامتحان، ثم استعملت في كل أمر يكشفه الامتحان عن سوء، وتطلق على الكفر والغلو في التأويل البعيد، وعلى الفضيحة والبلية والعذاب والقتال، والتحوّل من الحسن إلى القبيح، والميل إلى الشيء والإعجاب به، وتكون في الخير والشر. وقال الزين بن المنير: الفتنةُ بالأهلِ تقعُ بالميل إليهِنَّ أو عليهِنَّ في القسمة والإيثار حتى في أولادهن، ومن جهة التفريطِ في الحقوقِ الواجبة لهُن، وبالمال يقع بالاشتغالِ به عن العبادة أو بحبسه عن إخراجِ حق الله، والفتنةُ بالأولاد تقع بالميلِ الطبيعي إلى الولد، وإيثارِه على كُل أحد، والفتنةُ بالجار تقع بالحسدِ والمفاخرة والمزاحمة في الحقوق وإهمالِ التعاهد.

مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِيهِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. فَاجْتَمَعْنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَنَا، فَقَالَ: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْرًا لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَإِنَّ آخِرَهُمْ يُصِيبُهُمْ بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تنْكِرُونَهَا، ثُمَّ تَجِيءُ فِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، ثُمَّ تَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَمِينِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ، فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ". قَالَ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَقُلْت ُ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ! أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم. وأخرجه مسلم (1844) (46)، وأبو داود (4248)، والنسائي 7/ 152 - 154 من طريق الأعمش، بهذا الإسناد - واقتصر أبو داود على قوله: "من بايع إمامًا ... رقبة الآخر". وأخرجه مسلم (1844) (47) من طريق عامر الشعبي، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، به. وهو في "مسند أحمد" (6503)، و"صحيح ابن حبان" (5961). =

10 - باب التثبت في الفتنة

10 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْفِتْنَةِ 3957 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ، يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنْ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، فَاخْتَلَفُوا وَكَانُوا هَكَذَا؟ " وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ- قَالُوا: كَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَأْخُذُونَ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ، وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَوَامِّكُمْ" (¬1). ¬

_ = الخِباء: بنت من صوف أو وبر. ينتضل: من انتَضَلَ القومُ: إذا رموا سهامهم للسَّبق. في جَشَره، أي: في إخراجه الدوابَّ إلى الرعي. وقوله: "يرقق بعضها بعضًا" قال السندي: أي: يزين بعضُها بعضًا، أو يجعل بعضها بعضًا رقيقًا، والحاصل أن المتأخرةَ مِن الفتنةِ أعظمُ مِن المتقدمة، فتصيرُ المتقدمة عندها رقيقة. "فأعطاه صفقة يمينه" أي: عهده وميثاقه. "وثمرة قلبه" أي: خالص عهده. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (4342) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، به. وأخرجه أبو داود (4343)، والنسائي في "الكبرى" (9962) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عمرو. وأخرج البخاري بعضًا منه برقم (478 - 480) من طريق واقد بن محمَّد بن زيد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس ... "، ولم يسقه بتمامه. والحديث في "مسند أحمد" (7063). =

3958 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ الْمُشَعَّثِ بْنِ َطرِيفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ وَمَوْت يُصِيبُ النَّاسَ، حَتَّى يُقَوَّمَ الْبَيْتُ بِالْوَصِيفِ؟ " -يَعْنِي الْقَبْرَ- قُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ - أَوْ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ - قَالَ: "تَصَبَّرْ" قَالَ:"كَيْفَ أَنْتَ وَجُوع يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تَأْتِيَ مَسْجِدَكَ فَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ، وَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَقُومَ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِكَ؟ " قَالَ، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ - أَوْ مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ - قَالَ: "عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ" ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَقَتْل يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تًغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ؟ " قُلْتُ: مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: "الْحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا آخُذُ بِسَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: "شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذًا، وَلَكِنْ ادْخُلْ بَيْتَكَ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ دُخِلَ بَيْتِي؟ قَالَ: "إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيْفِ، فَأَلْقِ طَرَفَ رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ، فَيَبُوءَ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، فَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" (¬1). ¬

_ = قال السندي: قوله: "يُغربَل الناس فيه" أي: يذهب خيارُهم، ويبقى شِرارُهُم وأراذلهم. "حثالةٌ" الرديء من كل شيء، والمراد: أراذلهم. "قد مَرِجت" أي: اختلفت وفسدت. "على خاصتكم" أي: على من يختص بكم من الأهل والخدم، أو على إصلاح الأحوال المختصة بأنفسكم. (¬1) إسناد الحديث من هذا الوجه ضعيف لجهالة المشعث بن طريف، فقد تفرد به حماد بن زيد، فروايته عن أبي عمران الجوني، عن المشعث بن طريف، =

3959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ الْمُتَشَمِّسِ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَهَرْجًا" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ، الْقَتْلُ" فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا ¬

_ = عن عبد الله بن الصامت -وقد خالفه غير واحد كشعبة وحماد بن سلمة ومعمر- على ما هو مبيَّن في التعليق على الحديث في "مسند أحمد" برقم (21325) - فرووه عن أبي عمران الجَوْني عن عبد الله بن الصامت، بإسقاط المشعث من بينهما، وهو من هذا الوجه صحيح، والله تعالى أعلم. وأخرجه من طريق حماد بن زيدِ أبو داود (4261) عن مسدد، عنه، بهذا الإسناد. وانظر "مسند أحمد" (21325)، و"صحيح ابن حبان" (5960). الوصيف: العبد، والبيت: قيل: المراد به القبر، وهو بيان لكثرة الموت حتى تصير القبور غالية لكثرة الحاجة إليها وقلة الحفارين. وقيل: المراد بالبيت المتعارَف، والمعنى أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلة من يسكنها فيُباع البيت بعبدٍ مع أن البيت عادة يكون أكثر قيمةً. "حجارة الزيت"، قال السندي: موضع بالمدينة في الحَرَّة، سُمي بها لسواد الحجارة كأنها طُليَت بالزيت، أي: الدم يعلو حجارةَ الزيت ويسترها لكثرة القتلى. "الحق بمن أنت منه" أي: بأهلك وعشيرتك التي خرجت من عندهم، أي: ارجع إليهم. وقوله: "فيبوء بإثمك وإثمه" قال في "النهاية": أي: كان عليه عقوبة ذنبه وعقوبة قتل صاحبه، فأضاف الإثم إلى صاحبه، لأن قتله سبب لإثمه.

قَرَابَتِهِ" فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنْ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ". ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ: وَايْمُ اللَّهِ، إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ منها كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا (¬1). 3960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عُبَيْدٍ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ جرْدَانَ (¬2) قَالَ: حَدَّثَتْنِي عُدَيْسَةُ بِنْتُ أُهْبَانَ، قَالَتْ: لَمَّا جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ هَاهُنَا، الْبَصْرَةَ، دَخَلَ عَلَى أَبِي، فَقَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، أَلَا تُعِينُنِي عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَدَعَا جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ، أَخْرِجِي سَيْفِي. قَالَ: فَأَخْرَجَتْهُ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. عوف: هو ابن أبي جمبلة الأعرابي، والحسن: هو البصري. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (265)، وابن أبي شيبة 15/ 105 - 106، وأحمد في "المسند" (19636)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 12، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (17)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/ 226 من طرق عن الحسن، به- وانظر تتمة تخريجه والتعليق عليه في "مسند أحمد". قوله: "هَباء" أي: ناس بمنزلة الغبار. قاله السندي. (¬2) كذا في أصولنا الخطية، وعلى حاشية (م): صوابه حرادان. وفي ترجمته من "الجرح والتعديل" 5/ 102: إمام مسجد المسارج ويقال: مسجد جرادان. قال المعلمي اليماني في حاشيته: وفي (م): حرادان، وكذا جاء في "تعجيل المنفعة". وفي "تهذيب الكمال" ترجمة (3408): مؤذن مسجد المسارج وهو مسجد عتبة بن غزوان ويعرف بمسجد جرادار، ويقال: شرادار المسارج.

فَسَلَّ مِنْهُ قَدْرَ شِبْرٍ، فَإِذَا هُوَ خَشَبٌ، فَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي وَابْنَ عَمِّكَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهِدَ إِلَيَّ "إِذَا كَانَتْ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَاتَّخِذُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ" فَإِنْ شِئْتَ خَرَجْتُ مَعَكَ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيكَ، وَلَا فِي سَيْفِكَ (¬1). 3961 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا بِسُيُوفِكُمْ الْحِجَارَةَ، فَإِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ، فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. وأخرجه الترمذي (2349) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن عبد الله ابن عبيد، به. وحسّنه. وهو في "مسند أحمد" (20670). (¬2) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (4259) عن مسدَّد، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا الترمذي (2350) من طريق همام بن يحيى، عن محمَّد بن جحادة، به - واقتصر على قوله: "كسِّروا فيها قسيَّكم ... " إلخ. وحسَّنه. وأخرجه بنحوه أبو داود (4262) بطوله من طريق عاصم الأحول، عن أبي كبشة، عن أبي موسى. وأبو كبشة مجهول. وهو في "مسند أحمد" (19730)، و"صحيح ابن حبان" (5962). وله شواهد مخرجة في "مسند أحمد" عند الحديثين (19662) و (19663). =

11 - باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما

3962 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ ابْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ - أَوْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ وَفُرْقَةٌ وَاخْتِلَافٌ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَأْتِ بِسَيْفِكَ أُحُدًا، فَاضْرِبْهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ، ثُمَّ اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ، أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ". فَقَدْ وَقَعَتْ، وَفَعَلْتُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 11 - بَاب إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا 3963 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ صُهَيْبٍ ¬

_ = قوله: "فليكن كخير ابنَي آدم" أي: فليستسلم حتى يكون قتيلًا كهابيل ولا يكون قاتلًا كقابيل. قاله العظيم آبادي في "عون المعبود شرح سنن أبي داود". (¬1) حسن بمجموع طرقه كما هو مبيَّن في التعليق على "مسند أحمد" (16029) و (17979). وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان فالحديث محفوظ عنه، وذِكرُ ثابت -وهو البناني- فيه خطأ من أبي بكر بن أبي شبة، فقد رواه أحمد في "مسنده" (16029) عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد، ولم يشك، ورواه أيضًا (16030) عن مؤمل بن إسماعيل، و (16031) عن عفان بن مسلم، والطبراني في "الكبير" 19/ 517 من طريق حجاج ابن منهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد، دون شك. وقوله: "يد خاطئة" اسم فاعل من خَطِئ: إذا تعمد الذنب والإثم، وأطلق اليد وأراد صاحبها كما في قوله تعالى: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق: 16] أي: ناصية صاحبها كاذب خاطئ.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ الْتَقَيَا بِأَسْيَافِهِمَا، إِلَّا كَانَ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ" (¬1). 3964 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ؛ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: "إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ" (¬2). 3965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، مبارك بن سحيم متروك، وسويد بن سعيد ضعيف، لكن تابعه علي بن الحسين الدرهمي عند العقيلي في "الضعفاء" 4/ 223. قلنا: ويغني عن هذا الحديث ما بعده من الأحاديث. (¬2) صحيح لغيره، وهذا الحديث من رواية يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن الحسن البصري، ومن روايته -أي: يزيد- عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن، وانظر "تحفة الأشراف" للحافظ المزي (8984)، وهذا الإسناد على ثقة رجاله منقطع، فإن الحسن البصري لم يسمع من أبي موسى الأشعري. وأخرجه النسائي 7/ 124 عن محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن الحسن، به. وأخرجه أيضًا 7/ 124 - 125 عن محمَّد بن إسماعيل، عن يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به. وأخرجه 7/ 125 - 126 عن مجاهد بن موسى، عن إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، به. وهو في "مسند أحمد" (19676).

عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إِذَا الْمُسْلِمَانِ حَمَلَ أَحَدُهُمَا عَلَى أَخِيهِ السِّلَاحَ، فَهُمَا عَلَى جُرُفِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا قَتَلَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، دَخَلَا جَمِيعًا" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه مسلم (2888) (16)، والنسائي 7/ 124 من طريق منصور، به. وأخرجه البخاري (31)، ومسلم (2888)، وأبو داود (4268)، والنسائي 7/ 125 من طريق الحسن البصري، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة، ولفظه: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قلت: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصًا على قتل صاحبه". وهو في "مسند أحمد" (20424)، و"صحيح ابن حبان" (5945). قال الخطابي رحمه الله: هذا الوعيد لمن قاتل على عداوة دنيوية أو طلب ملكٍ مثلًا، فأما من قاتل أهل البغي أو دفع الصائل فقُتِلَ فلا يدخل في هذا الوعيد، لأنه ماذون له في القتال شرعًا. قال الحافظ في "الفتح" 13/ 34: وقد أخرج البزار في حديث القاتل والمقتول في النار زيادة تبين المراد، وهي: "إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار". ويؤيده ما أخرجه مسلم (2908) (56): "لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان، لا يدري القاتل فيمَ قَتَلَ، ولا المقتول فيمَ قُتِلَ" فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: "الهرج، القاتل والمقتول في النار" قال القرطبي: فبين هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهل من طلب الدنيا أو اتباع هوى فهو الذي أُريد بقوله: "القاتل والمقتول في النار". وقوله: "كان حريصًا على قتل صاحبه" قال المناوي: معناه جازمًا بذلك مصممًا عليه حال المقاتلة، فلم يقدر على تنفيذه كما قدر صاحبه القاتل، فكان كالقاتل، لأنه في الباطن قاتل، فكل منهما ظالم معتد، ولا يلزم من كونهما في النار كونهما في رتبة واحدة، فالقاتل يُعذَّب على القتال والقتل، والمقتول يُعذب على القتال فقط. وأفاد قوله: "حريصًا" أن العازم على المعصية يأثم، وأن قَصْدَ كل منهما كان قتل الآخر لا الدفع عن نفسه، حتى لو كان قصد أحدهما الدفع، ولم يجد منه بُدَّاً إلا بقتله فقتله لم يؤاخذ به، لكونه مأذونًا فيه شرعًا. وانظر "فيض الباري" للشيخ أنور الكشميري 1/ 121.

12 - باب كف اللسان في الفتنة

3966 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ السُّدُوسِيِّ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَبْدٌ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ" (¬1). 12 - بَابُ كَفِّ اللِّسَانِ فِي الْفِتْنَةِ 3967 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ زِيَادِ سَيْمِينْ كُوشْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ الْعَرَبَ، قَتْلَاهَا فِي النَّارِ، اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وعبد الحكم السدوسي -وهو ابن ذكوان- يعتبر به عند المتابعة، ولم يتابَع، وسويد بن سعيد قد توبع. ثم هو مضطرب الإسناد: فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (7559) من طرق عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وخالف يوسف بن عدي عند القضاعي في "مسند الشهاب" (1125) فرواه عن مروان بن معاوية بهذا الإسناد لكن جعله من حديث أبي هريرة. ورواه كذلك أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2398)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 65، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6938) عن عبد الحكم، عن شهر، عن أبي هريرة. (¬2) إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وجهالة زياد سِيمين كوش. وأخرجه أبو داود (4265)، والترمذي (2319) من طريق ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6980). قوله: "تستنظف العرب" أي: تستوعبهم هلاكًا.

3968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ (¬1)، عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِيَّاكُمْ وَالْفِتَنَ، فَإِنَّ اللِّسَانَ فِيهَا مِثْلُ وَقْعِ السَّيْفِ" (¬2). 3969 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: مَرَّ بِهِ رَجُلٌ لَهُ شَرَفٌ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: إِنَّ لَكَ رَحِمًا، وَإِنَّ لَكَ حَقًّا، وَإِنِّي رَأَيْتُكَ تَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاءِ، وَتَتَكَلَّمُ عِنْدَهُمْ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِهَا سُخْطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) في المطبوع: محمَّد بن عبد الرحمن بن البيلماني. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، محمَّد بن عبد الرحمن بن البيلماني متفق على تركه، ومحمد بن الحارث -وهو ابن زياد بن الربيع الحارثي -وهو ضعيف. وأخرجه ابن عدي. في ترجمة محمَّد بن الحارث من "الكامل"6/ 2186 من طريق محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. (¬3) صحيح لغيره، عمرو والد محمَّد -وهو عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي- لم يرو عنه غير ابنه محمَّد، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وباقي رجال الإسناد ثقات غير محمَّد بن عمرو فإنه صدوق حسن الحديث. =

قَالَ عَلْقَمَةُ: فَانْظُرْ وَيْحَكَ مَاذَا تَقُولُ، وَمَاذَا تَكَلَّمُ بِهِ، فَرُبَّ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ. 3970 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ، لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا، فَيَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2472) من طريق عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، به. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (15852)، و"صحيح ابن حبان" (280) و (281). وله شاهد بنحوه من حديث أبي هريرة عند البخاري (6478)، وهو في "مسند أحمد" برقم (8411)، فانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك. وانظر الحديث التالي عند المصنف. قوله: "بالكلمة من رضوان الله" أي: من الكلمات التي تكون سببًا لرضوان الله تعالى. قاله السندي. وقال ابن عبد البر: الكلمة التي يهوي بها صاحبها بسببها في النار هي التي يقولها عند السلطان الجائر، وزاد ابن بطال: بالبغي أو بالسعي على المسلم فتكون سببًا لهلاكه، وان لم يرد القائل ذلك، لكن ربما أدت إلى ذلك، فيكتب على القائل إثمها. والكلمة التي ترفع الدرجات، ويكتب بها الرضوان: هي التي يدفع بها عن المسلم مَظلِمة، أو يفرج بها عنه كربة، أو ينصر بها مظلومًا. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن إسحاق، وهو -وإن كان مدلسًا- قد صرَّح بسماعه عند غير المصنف. وقد اختلف عليه في إسناده، فرواه عنه محمَّد بن سلمة الحراني على هذا الوجه عند المصنف من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة. =

3971 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ" (¬1). 3972 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ الْعَامِرِيِّ ¬

_ = وخالفه محمَّد بن أبي عدي عند أحمد (7215)، والترمذي (2467)، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى عند ابن حبان (5706)، ويزيد بن هارون عند الحاكم 4/ 597، فرووه عن ابن إسحاق، عن محمَّد بن إبراهيم -وهو ابن الحارث التيمي- عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة. وهو المحفوظ. فقد رواه هكذا أيضًا يزيد بن الهاد -وهو ثقة من رجال الشيخين- عن محمَّد ابن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة. أخرجه من هذا الوجه البخاري (6477)، ومسلم (2988)، ولفظه حديثه: "يهوي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب". وأخرجه بنحوه البخاري (6478) من طريق عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وأبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي، وأبو حَصين: هو عمان بن عاصم الأسدي، وأبو صالح: هو ذكوان السمّان. وأخرجه البخاري (6018)، ومسلم (47) (75) و (76) من طريق أبي صالح، وأخرجه البخاري (6138) و (6475)، ومسلم (47) (74)، وأبو داود (5154)، والترمذي (2668)، والنسائي في "الكبرى" (11782) من طريق أبي سلمة، والنسائي (11783) من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9967)، و"صحيح ابن حبان" (506).

أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيَّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. قَالَ: "قُلْ: رَبِّيَ اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْثَرُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: "هَذَا" (¬1). 3973 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النُّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنْ النَّارِ. قَالَ: "لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ" ثُمَّ قال: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ النَّارَ الْمَاءُ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ من جَوْفِ اللَّيْلِ" ثُمَّ قَرَأَ: ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن عبد الرحمن بن ماعز -وقد اختلف في اسمه- روى عنه جمع وذكره ابن حيان في "الثقات"، وهو متابَع. وأخرجه الترمذي (2574)، والنسائي في "الكبرى" (11776 - 11778) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه النسائي أيضًا (11425) و (11426) من طريق يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان الثقفي، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (15417) و (15418)، و "صحيح ابن حبان" (5700). وأخرج الشطر الأول منه دون قصة اللسان: مسلم (38) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفي- بلفظ: "قل: آمنت بالله، ثم استقم". قوله: "ثم استقم" أي: على التوحيد ومقتضى الإيمان بالله عز وجل.

{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ} حَتَّى بَلَغَ {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16 - 17]، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟ الْجِهَادُ"، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ " قُلْتُ: بَلَى. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: "تَكُفُّ (¬1) عَلَيْكَ هَذَا" قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟! " (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): فكُفَّ. (¬2) حديث صحيح بطرقه وشواهده على ما هو مفصَّل في التعليق على الحديث في "مسند أحمد" برقم (22016). وهذا الإسناد منقطع، فإن أبا وائل -وهو شقيق ابن سلمة- لم يسمع من معاذ بن جبل، وعاصم بن أبي النجود صدوق حسن الحديث. وأخرجه الترمذي (2804)، والنسائي في "الكبرى" (11335) من طريق معمر، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22016). قال السندي: قوله: "الصوم جُنة" أي: ستر من النار والمعاصي المؤدية إليها. "وذروة سنامه" السَّنام- بالفتح- ما ارتفع من ظَهر الجمل، وذروته- بالضم والكسر-: أعلاه، أي: هو للدين بمنزلة ذروة السنام للجمل في العلوِّ والارتفاع، وقد جاء بيان هذا بأن رأسَ الأمر الإسلامُ، أي: الإتيان بالشهادتين، وعمودُه الصلاة، وذروة سَنامه الجهاد، لكن في رواية المصنف وقع الاختصار. "بمِلاك ذلك " المِلاك: بكسر الميم، وفتحُها لغة، والرواية الكسر، أي: به يملك الإنسانُ ذلك كُلَّه بحيث يسهل عليه جميعُ ما ذُكر. "تكف" أي: تحمي وتحفظ. "ثَكِلتك" بكسر الكاف، أي: فَقَدَتك، وهو دعاء عليه بالموت ظاهرًا، والمقصود التعجب من الغفلة عن مثل هذا الأمر.

3974 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِّيُّ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيَّ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ ابِنْة شَيْبَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "كَلَامُ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ، إِلَّا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 3975 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى أُمَرَائِنَا فَنَقُولُ الْقَوْلَ، فَإِذَا خَرَجْنَا قُلْنَا غَيْرَهُ! قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - النِّفَاقَ (¬2). 3976 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوَيلَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة أم صالح. وأخرجه الترمذي (2577) عن محمَّد بن بشار وغيره، عن محمَّد بن يزيد بن خنيس، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب. (¬2) إسناده صحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطَّنافسي، والأعمش: اسمه سليمان ابن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وأبو الشعثاء: هو سُليم بن أسود المحاربي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8706) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (5829) عن يعلى بن عبيد، به. وأخرجه بنحوه البخاري (7178) من طريق عاصم بن محمَّد بن زيد بن عبد الله ابن عمر، عن أبيه: قال أناس لابن عمر ... فذكره.

13 - باب العزلة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ" (¬1). 13 - بَابُ الْعُزْلَةِ 3977 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ بَعَجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "خَيْرُ مَعَايِشِ النَّاسِ لَهُمْ، رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ، يَبْتَغِي الْمَوْتَ والْقَتْلَ مَظَانَّهُ، وَرَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَافِ، أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. وأخرجه الترمذي (2470) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وصححه ابن حبان (229). وقد خولف قرةُ على الزهري، فقد رواه مالك في "الموطأ" 3/ 96 ومن طريقه أخرجه الترمذي (2471)، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. ورواه أحمد (1737) عن عبد الله بن عمر العمري، عن ابن شهاب الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي رضي الله عنه، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، موصولًا. والعمري ضعيف. وفي الباب عن زيد بن ثابت عند الطبراني في "الصغير" (884)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (191)، وعن علي بن أبي طالب عند الحاكم في "تاريخ نيسابور"، وعن الحارث بن هشام المخزومي عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، ذكرهما السيوطي في "الجامع الصغير". فالحديث حسن بمجموع هذه الشواهد. وانظر "مسند أحمد" (1732).

الْأَوْدِيَةِ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ، لَيْسَ مِنْ النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ" (¬1). 3978 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا الزَّبِيدِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "رَجُلٌ مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ امْرُؤٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ، يَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه مسلم (1889)، والنسائي في "الكبرى" (8779) و (11213) من طريق بعجة بن عبد الله، به. وهو في "مسند أحمد" (9723). قال السندي: قوله: "خير معايش الناس لهم" المعال": جمع مَعِيشة، بمعنى الحياة، والمراد أن الحياة التي هي خيرٌ للناس هي هذا الرجل "ممسك بعِنان فرسه" أي: ملازم له كثير الركوب عليه للحرب والجهاد، وليس المراد الدوام على ظهر الفرس إذ لا بدَّ من النزول. "يطير" أي: يجري. "متنه" أي: ظهره. "هيعة" أي: صوتًا يفزع منه. "شَعَفة": رأس الجبل. (¬2) حديث صحيح، هشام بن عمار قد توبع ومن فوقه ثقات. الزُبيدي: هو محمَّد بن الوليد. وأخرجه البخاري (2786)، ومسلم (1888)، وأبو داود (2485)، والترمذي (1755)، والنسائي 6/ 11 من طريق الزهري، به.

3979 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ إنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ:"هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "فَالْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ". قلت: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ! قال: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ" (¬1). 3980 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد الرحمن الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ، وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (11125)، و"صحيح ابن حبان" (606) و (4599). الشَّعب: الطريق في الجبل. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3606) و (7084)، ومسلم (1847) (51) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر "مسند أحمد" (23282). (¬2) إسناده صحيح على قلبِ في اسم أحد رواته، وهو عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، وقد أشار إلى هذا =

3981 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدِّمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَكُونُ فِتَنٌ، عَلَى أَبْوَابِهَا دُعَاةٌ إِلَى النَّارِ، فَأَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ عَاضٌّ عَلَى جِذْلِ شَجَرَةٍ، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ" (¬1). 3982 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ" (¬2). ¬

_ = الصواب الإمام أحمد في "مسنده" بإثر الحديث (11031)، والحافظ المزي في "تحفة الأشراف" (4103)، والحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/ 264. وأخرجه البخاري (19)، وأبو داود (4267)، والنسائي 8/ 123 - 124 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة الأنصاري، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11032) و (11254)، و"صحيح ابن حبان" (5955). قوله: "شَعَف الجبال" أي: رؤوسها. (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن قُرْط، وقد توبع. أبو عامر الخزاز: هو صالح بن رستم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7979) عن أحمد بن حرب، عن سعيد بن عامر، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أبو داود (4346)، والنسائي (7978) من طريق نصر بن عاصم الليثي، عن خالد بن خالد اليشكري، عن حذيفة. قوله: "جذل شجرة" أي: أصل شجرة. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمَّد بن الحارث المصري شيخ المصنف صدوق حسن الحديث، وقد توبع، ومن فوقه ثقات. عُقيل: هو ابن خالد. =

14 - باب الوقوف عند الشبهات

3983 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ" (¬1). 14 - بَابُ الْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ 3984 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَهْوَى بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، ¬

_ = وأخرجه البخاري (6133)، ومسلم (2998)، وأبو داود (4862) عن قتية ابن سعيد، عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2998) من طريق ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، به. وهو في "مسند أحمد" (8928)، و "صحيح ابن حبان" (663). قوله: "لا يُلدغ" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 15/ 530: قال الخطابي: هذا لفظه خبرٌ، ومعناه أمرٌ، أي: ليكن المؤمن حازمًا حذرًا، لا يُؤتى من ناحية الغفلة فيُخدَع مرة بعد أخرى، وقد يكون ذلك في أمر الدين كما يكون في أمر الدنيا، وهو أولاهما بالحذر. (¬1) صحيح بما قبله، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح، سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الطيالسي (1813)، وأحمد في "المسند" (5964)، وعبد بن حميد (735)، وابن عدي في "الكامل" 3/ 1085 و 14/ 383، والطبراني في "الكبير" (13138) من طريق زمعة بن صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي أيضًا من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، به - وصالح ضعيف.

15 - باب: بدأ الإسلام غريبا

وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي (¬1) حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا، وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" (¬2). 3985 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ الْمُعَلَّى ابْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ" (¬3). 15 - بَابٌ: بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا 3986 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ¬

_ (¬1) زاد في المطبوع: يرعى. (¬2) إسناده صحيح. الشعبي: هو عامر بن شَراحيل. وأخرجه البخاري (2051)، ومسلم (1599)، وأبو داود (3329) و (3330)، والترمذي (1245) و (1246)، والنسائي 7/ 241 و 8/ 327 من طرق عن الشعبي، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18347)، و"صحيح ابن حبان" (721). (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2948)، والترمذي (2347) من طريق المعلى بن زياد، به. وقال الترمذي: حديث صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (20298)، و"صحيح ابن حبان" (5957).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" (¬1). 3987 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا عَمْرُو ابْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ" (¬2). 3988 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يزيد بن كيسان، وهو متابع. وأخرجه مسلم (145) من طريق مروان بن معاوية الفَزاري، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (9054)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (691) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح عند الطحاوي. قال ابن الأثير في "النهاية": كان الإسلام في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل عنده، لقلة المسلمين يومئذِ، وسيعود غريبا كما كان، أي: يقل المسلمون في آخر الزمان، فيصيرون كالغرباء، فطوبى للغرباء، أي: الجنة لأولئك المسلمين الذين كانوا في أول الإسلام، ويكونون في آخره، وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولًا وآخرًا، ولزومهم دين الإسلام. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. سنان بن سعد -ويقال: سعد بن سنان- ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (690)، والطبراني في "الأوسط" (1925) من طريق يزيد بن أبي حبيب، به.

16 - باب من ترجى له السلامة من الفتن

وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ". قَالَ: قِيلَ: وَمَنْ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: النُّزَّاعُ مِنْ الْقَبَائِلِ (¬1). 16 - بَابُ مَنْ تُرْجَى لَهُ السَّلَامَةُ مِنْ الْفِتَنِ 3989 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَوَجَدَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَاعِدًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ يَسِيرَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، وَإِنَّ مَنْ عَادَى لِلَّهِ وَلِيًّا، فَقَدْ بَارَزَ اللَّهَ بِالْمُحَارَبَةِ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْأَبْرَارَ الْأَتْقِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا وَلَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. سفيان بن وكيع -وهو ابن الجراح- متابع. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه الترمذي (2817) عن أبي كريب محمَّد بن العلاء، عن حفص، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب صحيح. وهو في "مسند أحمد" (3784). وقوله: النزاع من القبائل -قال ابن الأثير: جمع منازع ونزيع: وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي: بعد وغاب، وقيل: لأنه ينزع إلى وطنه، أي: ينجذب إليه ويميل، والمراد الأول، أي: طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله تعالى. (¬2) إسناده ضعيف جدًا. عيسى بن عبد الرحمن -وهو ابن فروة الزُّرَقي- متروك الحديث. =

3990 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "النَّاسُ كَإِبِلِ مِئَةٍ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (6)، وفي "التواضع والخمول" (8)، والطحاوي في "شرح مثسكل الآثار" (1798)، والطبراني في "الكبير" 20/ (321)، والحاكم 4/ 328، وتمام الرازي في "فوائده" (1673)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 5، والبيهقي في "الشُعب" (6812) من طريق نافع بن يزيد، عن عياش بن عباس القِتباني، عن عيسى بن عبد الرحمن، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1799)، والطبراني 20/ (322)، والحاكم 1/ 4، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 499 - 500 من طريق الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن زيد بن أسلم، به. ولم يذكر في إسناده عيسى بن عبد الرحمن. وعياش بن عباس لا يُعرف بتدليس، وزيد بن أسلم مات بعده بثلاث سنين. والليث أثبت من نافع بن يزيد، فإن ثبت سماع عياش لهذا الحديث من زيد، فالإسناد صحيح. (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. وهو في "مسند أحمد" (6237) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن زهير بن محمَّد، عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه البخاري (6498)، ومسلم (2547)، والترمذي (3088) و (3089) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (4516)، و"صحيح ابن حبان" (5797). قال الحافظ في "الفتح" 11/ 335: المعنى: لا تجد في مئة إبلٍ راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح ينبغي أن يكون وطيئًا، سهل الانقياد، وكذا لا تجِدُ في مئة من الناس مَنْ يصلُحُ للصحبة، بأن يُعاون رفيقَه، ويُلين جانبه. والرواية بإثبات: "لا تكاد" أولى، لما فيها من زيادة المعنى ومطابقة الواقع، وإن كان معنى الأول =

17 - باب افتراق الأمم

17 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ 3991 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحْمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً" (¬1). 3992 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي ¬

_ = يرجع إلى ذلك، ويُحمل النفيُ المطلقُ على المبالغة، وعلى أن النادر لا حُكم له ... وقال القرطبي: الذي يناسب التمثيل أن الرجلَ الجواد الذي يحملُ أثقال الناس والحَمالات عنهم، ويكشف كربهم عزيز الوجرد، كالراحلة في الإبل الكثيرة، وقال ابن بطال: معى الحديث أن الناس كثير، والمُرضي منهم قليل، وإلى هذا المعنى أومأ البخاري بإدخاله في باب رفع الأمانة، لأن مَن "أنت هذه صفتَه، فالاختيارُ عدمُ معاشرته. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فهو صدوق حسن الحديث. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو داود (4596)، والترمذي (2831) من طريق محمَّد بن عمرو، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (8396)، وابن حبان (6247) و (6731). وانظر شواهده عند الحديث الذي يليه.

عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "الْجَمَاعَةُ" (¬1). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد إنفرد به عباد بن يوسف -وهو الكِنْدي الحمصي- قال ابن عدي: روى عن صفوان بن عمرو وغيره أحاديث ينفرد بها. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (63)، والطبراني في "الكبير" 18/ (129)، وفي "الشاميين" (988) من طرق عن عباد بن يوسف، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (91) من طريق جبير بن نفير، عن عوف ابن مالك: وفيه مجاهيل وضعفاء. وفي الباب عن أنس بن مالك سيأتي بعده، وهو حديث صحيح. وعن معاوية بن أبي سفيان عند أحمد (16937)، وأبي داود (4597) وإسناده حسن. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي (2832)، وقال: حديث حسن غريب مفسَّر. وعن أبي أمامة عند ابن أبي شيبة 15/ 307 - 308، والحارث بن أبي أسامة (706 - زوائده)، وابن أبي عاصم في "السنة" (68)، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (55)، والطبراني في "الكبير" (8535) و (8051 - 8054)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (151) و (152)، والبيهقي 8/ 188. وإسناده حسن في الشواهد. وقد اختلَفَ أهلُ العلم في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث: "فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة" بين مصحح ومضعف. فصححه الحاكم في "المستدرك"، وكذلك ابن تيمية في "الفتاوى" 3/ 345 فقال: حديث صحيح مشهور، وقال ابن كثير في "تفسيره" عند تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]: حديث مروي في المسانيد والسنن من طرق يشدُّ بعضها بعضًا. وصححه كذلك العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" 4/ 1879 فقال: أسانيدها جياد، وقال أبو إسحاق الشاطبي في "الاعتصام" 2/ 220 وقد عين هذه الفرق وعدَّدها: وهذا التعديد بحسب ما أعطته المُنَّة في تكلف المطابقة للحديث الصحيح. وصححه كذلك محمَّد بن إسماعيل الصنعاني في رسالته "افتراق الأمة" ص 94 - 95. =

3993 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ" (¬1). 3994 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وضعف الإمام محمَّد بن إبراهيم الوزير في "العواصم والقواصم" 1/ 186 زيادة كلها في النار إلا واحدة فقال: "إياك والاغترار بـ "كلها هالكة، إلا واحدة" فإنها زيادة فاسدة، غير صحيحة القاعدة لا يُؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة. ونقل بعد ذلك 3/ 172 عن ابن حزم أنه حكم على هذه الزيادة بالوضع. قلت: لم أجد ذلك في كتبه، لكن جاء في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" 3/ 138 قوله: ذكروا حديثًا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة، وحديثا آخر: "تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، كلها في النار حاش واحدة، فهي في الجنة"، فقال: هذان حديثان لا يصحان من طريق الإسناد. وضعف هذه الزيادة أيضًا تبعًا لهما الشوكاني في "فتح القدير" 2/ 375، فقال: زيادة لا تصح لا مرفوعة ولا موقوفة. (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (64) ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" (2500) عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه الضياء المقدسي (2499) من طريق أبي عامر موسى بن عامر بن خريم، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهذا إسناد حسن. وأخرجه أحمد (12208) من طريق زياد بن عبد الله النميري، عن أنس. والنميري ضعيف. وانظر تمام تخريجه وبيان طرقه عند أحمد. ويشهد له حديث عوف بن مالك السالف قبله، وانظر تمام شواهده عنده.

18 - باب فتنة المال

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَتَتَّبِعُنَّ سُنَّة مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، بَاعًا بِبَاعٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، وَشِبْرًا بِشِبْرٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ فِيهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: "فَمَنْ إِذًا؟ " (¬1). 18 - بَابُ فِتْنَةِ الْمَالِ 3995 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: "لَا، وَاللَّهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ -أَيُّهَا النَّاسُ- إِلَّا مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا" فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: وَهَلْ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ، أَوَ خَيْرٌ هُوَ؟ إِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ الشَّمْسَ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ اجْتَرَّتْ، فَعَادَتْ فَأَكَلَتْ، فَمَنْ يَأْخُذُ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-. وهو في "مسند أحمد" (9819) عن يزيد بن هارون. وأخرجه البخاري (7319) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. "السُنة": هي الطريق، قال النووي: والمراد بالشبر والذراع وجُحْر الضب التمثيل بشدة الموافقة في المعاصي والمخالفات لا في الكفر.

مَالًا بِحَقِّهِ يُبَارَكُ لَهُ، وَمَنْ يَأْخُذُ مَالًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ" (¬1). 3996 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1052) من طريقين عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3226). وأخرجه البخاري (6427) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. قوله: يقتل حبطًا. قال الأصمعي: الحبط: هو أن تأكل الدابة فتكثر حتى تنتفخ بطنها وتمرض، يقال: حَبَطَت تَحْبَط حبطًا، قال أبو عُبيد: قوله: أو تُلِمُ: يعني يقرب من ذلك. قال الأزهري: فيه مثلان ضرب أحدهما للمفرط في جمع الدنيا ومنعها من حقها، وضرب الآخر للمقتصد في أخذها والانتفاع بها. فأما قوله: "وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطًا" فهو مثل للمفرط الذي يأخذها بغير حق، وذلك أن الربيع ينبت أحرار العشب، فتستكثر منها الماشية حتى تنتفخ بطونها لما قد جاوزت حق الاحتمال، فتنشق أمعاؤها فتهلِك، كذلك الذي يجمع الدنيا من غير حِلِّها، ويمنع ذا الحق حقه يَهلِكُ في الآخرة بدخول النار. وأما مَثَلُ المقتصد، فقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إلا آكلة الخضر" وذلك أن الخضر ليست من أحرار البقول التي ينبتها الربيع، فتستكثر منها الماشية، ولكنها من كلأ الصيف التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول شيئًا فشيئًا من غير استكثار، فضرب مثلًا لمن يقتصد في أخذ الدنيا، ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها. وقوله: "استقبلت الشمس ... " أراد أنها إذا شبعت بركت مستقبلة الشمس تجتر وتستمرئ بذلك ما أكلت، فإذا ثلطت زال عنها الحَبَطُ وإنما تحبط الماشية إذا كانت لا تثلط ولا تبول. قال الخطابي: وجعل ما يكون من ثلطِها وبولها مثلًا لإخراج ما يكسبه من المال في الحقوق.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسَ وَالرُّومِ، أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟ " قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَغَيْرَ ذَلِكَ، تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ، فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ" (¬1). 3997 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتْ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أبي عُبَيْدَةَ، فَوَافَوْا صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ: "أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2962) عن عمرو بن سوَّاد، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (6688). قال النووي في "شرح مسلم" 18/ 76: قال العلماء: التنافس إلى الشيء: المسابقة إليه، وكراهة أخذ غيرك إياه، وهو أول درجات الحسد، وأما الحسد، فهو تمني زوال النعمة عن صاحبها، والتدابر: التقاطع وقد بقي مع التدابر شيء من المودة، أو لا يكون مودة وبُغض، وأما التباغض فهو بعد هذا، ولهذا رتبت في الحديث.

19 - باب فتنة النساء

قَدِمَ بِشَيْءٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ؟ " قَالُوا: أَجَلْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ" (¬1). 19 - بَابُ فِتْنَةِ النِّسَاءِ 3998 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ (ح) وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَدَعُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3158) و (4015) و (6425)، ومسلم (2961)، والترمذي (2630)، والنسائي في "الكبرى" (8713) و (8714) من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17234). وقوله: فتنافسوها" بفتح التاء والأصل فتتنافسوها، فحذفت إحدى التائين، والتنافس من المنافسة، وهي هنا الرغبة في الشيء، ومحبة الانفراد به والمغالبة عليه. قال ابن بطال: فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فُتِحَتْ عليه أن يحذر من سوء عاقبتها وشر فتنتها، فلا يطمئن إلى زخرفها، ولا ينافس غيره فيها. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (5096)، ومسلم (2740)، والترمذي (2985)، والنسائي في "الكبرى" (9108) و (9225) من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. =

3999 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ، وَوَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (21746)، و"صحيح ابن حبان" (5967). قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران: 14]: يخبر تعالى عما زين للناس في هذه الحياة من أنواع الملاذ من النساء والبنين، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أسيد كما ثبت في الصحيح أنه عليه السلام قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" فأما إذا كان القصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد فهذا مطلوب مرغوب فيه، مندوب إليه، كما وردت الأحاديث بالترغيب في التزويج والإكثار منه و"إن خير هذه الأمة كان أكثرها نساء" وقوله عليه السلام: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، إن نظر إليها سرته، وان أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله" وقوله: "حُبِّبَ إلي النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة". وقال الحافظ في "الفتح" 9/ 138: وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشدُّ من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} فجعلهن من حب الشهوات، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك ... وغير الصالحة منهن تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين، وحمله على التهالك على طلب الدنيا، وذلك أشد الفساد. وقال علي القاري في "شرح المشكاة" 3/ 404 تعليقًا على قوله: "أضر على الرجال من النساء": لأن الطباع كثيرًا تميل إليهن، وتقع في الحرام لأجلهن، وتسعى للقتال والعداوة بسببهن، وأقل ذلك أن تُرَغِّبه في الدنيا وتطلب منه الانهماك فيها، والتماس الرزق من غير حله، وأيُّ فساد أضرُّ من هذا؟. (¬1) إسناده شديد الضعف. خارجة بن مصعب قال الحافظ في "التقريب": متروك وكان يُدلس عن الكذابين. =

4000 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ خَطِيبًا، فَكَانَ فِيمَا قَالَ: "إِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ" (¬1). 4001 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ¬

_ = وأخرجه عبد بن حميد (963)، والحاكم 2/ 159 و 4/ 559 من طريق خارجة ابن مصعب بهذا الإسناد، وقد ضعفه الذهبي في مختصره في الموضعين. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وهو متابع. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي. وأخرجه مسلم (2742) والنسائي في "الكبرى" (9224) من طريق أبي مسلم (هو سعيد بن يزيد الأزدي) عن أبي نضرة، به. وهو في "مسند أحمد" (11169)، و "صحيح ابن حبان" (3221). وقوله:"خَضِرَة" هو بفتح الخاء وكسر الضاد، أي: طيبة ومُزَينَة في عيونكم وقلوبكم، قال القاري في "شرح المشكاة" 3/ 404 وإنما وصفها بالخضِرَة، لأن العرب تسمي الشيء الناعم خضرًا أو لتشبهها بالخضراوات في سرعة زوالها، وقد زين الله لكم الدنيا ابتلاء: هل تتصرفون فيها كما يحب ويرضى، أو تسخطونه وتتصرفون فيها بغير ما يحب ويرضى. وقوله: "فاتقوا الدنيا" أي: احذروا من الاغترار بما فيها من الجاه والمال، فإنها في وشك الزوال، واقنعوا فيها بما يعينكم على حسن المآل. وقوله: "واتقوا النساء" أي: احذروهن بأن تميلوا إلى المنهيات بسببهن، وتقعوا في فتنة الدين لأجل الافتنان بهن.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ تَرْفُلُ فِي زِينَةٍ لَهَا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، انْهَوْا نِسَاءَكُمْ عَنْ لُبْسِ الزِّينَةِ وَالتَّبَخْتُرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُلْعَنُوا حَتَّى لَبِسَ نِسَاؤُهُمْ الزِّينَةَ وَتَبَخْتَرْنَ فِي الْمَسَاجِدِ" (¬1). 4002 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، اسْمُهُ عُبَيْدٌ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِيَ امْرَأَةً مُتَطَيِّبَةً تُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ، أَيْنَ تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ: الْمَسْجِدَ، قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. موس بن عُبيدة -وهو الربذي- ضعيف، وشيخه داود ابن مدرك مجهول. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1066) من طريق زيد بن الحباب، عن داود ابن مُدرك، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف، عاصم بن عبيد الله ضعيف، ومولى أبي رهم لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. وأخرجه أحمد (7356)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 19/ 220 - 221، عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (971) من طريق سفيان بن عيينة، وعبد بن حميد (1461) وأبو يعلى (6479) من طريق شريك، كلاهما عن عاصم، به. وأخرجه أبو يعلى (6385)، وابن خزيمة (1682)، والبيهقي 3/ 133من طرق عن الأوزاعي، عن موس بن يسار، عن أبي هريرة، وهو منقطع، موسى بن =

4003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ"، فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ" قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: "أَمَّا نُقْصَانِ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ. وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانِ الدِّينِ" (¬1). ¬

_ = يسار الأردني وهو شيخ مستقيم الحديث روايته عن أبي هريرة مرسلة فيما قاله أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 8/ 168. وأخرجه النسائي 8/ 153 - 154 عن محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، سمعت صفوان بن سليم، ولم أسمع من صفوان غيره يحدث عن رجل ثقة، عن أبي هريرة رفعه "إذا خرجت المرأة إلى المسجد، فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة" وهذا إسناد صحيح لولا الرجل المبهم الذي رواه عن أبي هريرة، والذي وصفه صفوان بن سليم بأنه ثقة. وأخرج ابن أبي شيبة 9/ 26 بإسناد حسن عن أبي موسى موقوفًا عليه قال: أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة. وأخرج مسلم (443) من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: قال لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا شهِدَت إحداكن المسجد، فلا تمس طيبًا". (¬1) إسناده صحيح. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. =

20 - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

20 - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ 4004 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "اؤمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلَا يُسْتَجَابَ لَكُمْ" (¬1). 4005 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه مسلم (89)، وأبو داود (4679) من طريق ابن الهاد، به. ورواية أبي داود مختصرة بلفظ: "ما رأيتُ من ناقصات عقل ولا دين ... " إلى آخر الحديث. وهو في "مسند أحمد" (5343). "الجزلة من النساء": التامة الخلق، ويجوز أن تكون ذات كلام جزل، أي: قوي شديد. أفاده ابن الأثير في "النهاية". وكفران العشير: العشير: الزوج، وكفرانه: إنكار إحسانه. وأغلب لذي لب منكنَّ، أي: لذي عقل خالص. وانظر ما يستفاد من الأحكام من هذا الحديث في "عمدة القاري" 3/ 272 - 273. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عاصم بن عمر بن عثمان لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وعمرو بن عثمان -وهو ابن هانئ- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه إسحاق بن راهويه (864)، والبزار (3354) و (3305)، وأحمد (25255)، وابن حبان (290)، والطبراني في "الأوسط" (6661) من طريق عمرو ابن عثمان، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث حذيفة عند أحمد (23301). وآخر من حديث أبي هريرة عند البزار (3307) يتقوى بهما إن شاء الله.

قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤونَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:"إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ لَا يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابِهِ" (¬1). قَالَ أَبُو أُسَامَةَ مَرَّةً أُخْرَى: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ. 4006 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا وَقَعَ فِيهِمْ النَّقْصُ، كَانَ الرَّجُلُ يَرَى أَخَاهُ عَلَى الذَّنْبِ، فَيَنْهَاهُ عَنْهُ، فَإِذَا كَانَ الْغَدُ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَخَلِيطَهُ، فَضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، وَنَزَلَ فِيهِمْ الْقُرْآنُ فَقَالَ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} حَتَّى بَلَغَ {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه أبو داود (4338)، والترمذي (2307) و (3309) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (1) و (19) و (29)، و "صحيح ابن حبان" (304). وانظر لزامًا تفسير الآية عند الطبري 11/ 138 - 153. ويرى ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 316 أنه ليس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الآية مدخل، لأن الله سبحانه لما عابهم في تقليد آبائهم في الآية المتقدمة، أعلمهم بهذه الآية أن المكلف إنما يلزمه حكم نفسه، وأنه لا يضره ضلال غيره إذا كان المُنكِرُ مهتديًا حتى يعلموا أنه لا يلزمهم من خلال آبائهم شيء من الذم أو العذاب والعقاب.

مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 78 - 81] " قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ وَقَالَ: "لَا، حَتَّى تَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْ الظَّالِمِ، فَتَأْطِرُوهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا" (¬1). 4006م -حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَمْلَاهُ عَلَيَّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمِثْلِهِ (¬2). 4007 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، حدثنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَامَ خَطِيبًا، فَكَانَ فِيمَا قَالَ: "أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ". قَالَ: فَبَكَى أَبُو سَعِيدٍ، وَقَالَ: قَدْ -وَاللَّهِ- رَأَيْنَا أَشْيَاءَ فَهِبْنَا (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لإرساله. أبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود. وأخرجه الترمذي (3298) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه أبو عُبيدة لم يسمع من أبيه. وأخرجه الترمذي (3297) و (3299) من طريقين عن علي بن بذيمة، عن أبي عُبيدة، عن عبد الله بن مسعود. وأخرجه أبو داود (4336) و (4337) من طريقين عن أبي عُبيدة، عن ابن مسعود. وهو في "مسند أحمد" (3713). (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وأخرجه بإسناد صحيح من طرق عن أبي نضرة، بهذا الإسناد: أحمد (11017) و (11403) و (11428) و (11831) و (11869)، والطيالسي (2151) و (2158)، وعبد بن حميد (869)، وأبو يعلى (1212)، وابن حبان (278)، والبيهقي 10/ 90. قال السندي: قوله: "أن يقول بحق". أي: يتكلم فيه، ولا يسكت عنه.

4008 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ: "يَرَى أَمْرًا، لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ، ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ: فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى" (¬1). 4009 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، هُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ، لَا يُغَيِّرُونَ، إِلَّا عَمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) رجاله ثقات إلا أن أبا البختري -واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع من أبي سعيد بينهما راو هو رجل مبهم عند أحمد (11868)، والطيالسي (2206) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري. وطريق المصنف هو عند أحمد (11255)، وعبد بن حميد (971)، والبيهقي في "السُّنن" 10/ 90 - 91، وأبي نعيم في "الحلية" 4/ 384 من طريق الأعمش سليمان بن مهران، به. (¬2) حديث حسن. عبيد الله بن جرير روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أحمد (19230)، والطيالسي (663)، والطحاوي في شرح "مشكل الآثار" (1174)، والبيهقي 10/ 91 من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. =

4010 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: "أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟ " قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ثُمَّ دَفَعَهَا، فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتْ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صَدَقَتْ صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟ " (¬1). ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4339)، وابن حبان (300) و (302)، والطبراني (2382) و (2384) و (2385) من طرق عن أبي إسحاق به، غير أن أبا داود قال: عن ابن جرير ولم يُسمه. وفي الباب حديث أبي بكر الصديق وقد سلف برقم (4004). (¬1) حديث صحيح لغيره، سويد بن سعيد متابع، وكذا يحيى بن سليم، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو يعلى (2003) عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن يحيى بن سليم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (5058) من طريق ابن وهب، عن مسلم بن خالد عن ابن خيثم، به. وهذا سند حسن في المتابعات. وأخرجه ابن حبان (5059) من طريق علي ابن المديني، حدثنا الفضل بن العلاء، حدثنا ابن خيثم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - =

4011 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخبَرنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ" (¬1). 4012 - حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ¬

_ = يقول: "كيف تُقدس أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم" وهذا سند رجاله ثقات رجاله رجال الصحيح غير الفضل بن العلاء، فقد روى له البخاري مقرونًا بغيره، وقال علي ابن المديني: ثقة، وقال ابن معين: لا بأس به. وفي الباب عن بريدة، وابن عباس، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعائشة، وأبي سعيد الخدري، وابن مسعود، وعن قابوس بن مخارق عن أبيه، وعن معاوية، وعبد الله بن عمرو، وهي مخرَّجة في تعليقنا على الحديث في "صحيح ابن حبان" (5058). (¬1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناده ضعيف، لضعف عطية العوفي. وأخرجه أبو داود (4344)، والترمذي (2315) من طريقين عن إسرائيل بن يونس السبيعي، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (11142) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. ويشهد له حديث أبي أمامة الآتي، وهو حسن. وحديث طارق بن شهاب عند أحمد (18828)، والنسائي (7786)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7582) وإسناده صحيح، وصحح إسناده المنذري والنووي.

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ، فَلَمَّا رَأَى الْجَمْرَةَ الثَّانِيَةَ سَأَلَهُ، فَسَكَتَ عَنْهُ، فَلَمَّا رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ ووَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ لِيَرْكَبَ، قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:"كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ جَائِرٍ" (¬1). 4013 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا مَرْوَانُ، خَالَفْتَ السُّنَّةَ، أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَلَمْ يَكُنْ يُخْرَجُ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ، فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. أبو غالب اختلف في اسمه، فقيل: حَزَوَّر، وقيل: سعيد ابن الحزور، وقيل: نافع. قال ابن معين: صالح الحديث، وقال الدارقطني: ثقة، وحسن الترمذي بعض أحاديثه، وقال في بعضها: حسن صحيح، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وضعفه النسائي وباقي رجاله ثقات، ويشهد له ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. وهو في "صحيح مسلم" (49)، وقد سلف برقم (1275).

21 - باب قوله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم}

21 - بَابُ قَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} 4014 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَمْرِو بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ تَصْنَعُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} قَالَ: سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا، سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، وَرَأَيْتَ أَمْرًا لَا يَدَانِ لَكَ بِهِ، فَعَلَيْكَ خُوَيْصَّةَ نَفْسِكَ، ودع أمر العوام؛ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، صَبْرٌ (¬1) فِيهِنَّ عَلَى مِثْلِ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) في المطبوع: الصبر. (¬2) عمرو بن جارية روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن الترمذي حديثه هذا، وهشام بن عمار متابع، وأبو أمية الشيباني روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف". وأخرجه أبو داود (4341)، والترمذي (3310) من طرق عن عتبة بن أبي حكيم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (385). وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6987) و (7063)، وابن أبي شيبة 15/ 9، وأبي داود (4343) بإسناد صحيح، بلفظ "بينما نحن حول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذ ذكروا الفتنة أو ذكرت عنده، فقال: "إذا رأيت الناس قد مَرِجَتْ عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا" وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه،=

4015 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ الرُّعَيْنِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى نَتْرُكُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنْ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: "إِذَا ظَهَرَ فِيكُمْ مَا ظَهَرَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا ظَهَرَ فِي الْأُمَمِ قَبْلَنَا؟ قَالَ: "الْمُلْكُ فِي صِغَارِكُمْ، وَالْفَاحِشَةُ فِي كِبَارِكُمْ، وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ" (¬1). ¬

_ = فقلت له: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: "الزم بيتك، وأملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة". وآخر من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (5950) و (5951). ولقوله: "فإن من ورائكم أيام الصبر ... " شاهد من حديث عتبة بن غزوان أخي مازن به صعصعة، وكان من الصحابة، أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن من ورائكم أيامَ الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم" قالوا: يا نبي الله، أو منهم؟ قال: "بل منكم" أخرجه ابن نصر في "السنة" (32)، والطبراني في "الكبير" 17/ 117 (289) ورجاله ثقات إلا أنه منقطع. ومن حديث عبد الله بن مسعود عند البزار (3370)، والطبراني (10394) وسنده ضعيف. (¬1) إسناده قوي. أبو مُعَيد -واسمه حفص بن غيلان صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات، وقد ثبت أبو مسهر والبخاري سماع مكحول من أنس. وأخرجه أحمد (12943) عن زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3350)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 185، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7555) من طريق الهيثم بن حميد، عن أبي معيد، به.

قَالَ زَيْدٌ: تَفْسِيرُ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَالْعِلْمُ فِي رُذَالَتِكُمْ": إِذَا كَانَ الْعِلْمُ فِي الْفُسَّاقِ. 4016 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ" قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُهُ" (¬1). 4017 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو طُوَالَةَ، حَدَّثَنَا نَهَارٌ الْعَبْدِيُّ ¬

_ (¬1) حديث حسن بشاهده، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان. وأخرجه الترمذي (2404) من طريق عمرو بن عاصم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23444). وله شاهد من حديث ابن عمر عند البزار (3323)، وأبي الشيخ في "الأمثال" (152) والطبراني في "الكبير" (13507)، وفي "الأوسط" (5353) وهو في "مجمع البحرين" (4403) من طريق زكريا بن يحيى الضرير، عن شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر، عن عبد الكريم (بن مالك الجزري)، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا. وزكريا بن يحيى الضرير مترجم في "تاريخ بغداد" 8/ 457، وقد روى عن زياد البهائي وشبابة بن سوار، وسليمان بن سفيان الجهني، وسليمان بن أيوب صاحب البصري، وروى عنه محمَّد بن علي المعروف بمعدان، ومحمد بن غالب التمتام، وعبد الله بن إسحاق المدائني ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومن فوقه ثقات، وجود إسناده الحافظ العراقي في "تخريج الاحياء" 1/ 152.

22 - باب العقوبات

أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَقُولَ: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإِذَا لَقَّنَ اللَّهُ عَبْدًا حُجَّتَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ رَجَوْتُكَ وَفَرِقْتُ النَّاسِ" (¬1). 22 - بَابُ الْعُقُوبَاتِ 4018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ يُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ" ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إن أخذه أليم شديد} [هود: 102] (¬2). 4019 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ¬

_ (¬1) إسناده حسن. نهار العبدي: هو نهار بن عبد الله العبدي المدني حسن الحديث وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الحميدي (739)، وعبد بن حميد (974)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7575) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11214)، و "صحيح ابن حبان" (7368). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4686)، ومسلم (2583)، والترمذي (3369)، والنسائي في "الكبرى" (11181) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (5175).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ" (¬1). ¬

_ (¬1) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، لضعف ابن أبي مالك واسمه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الهمداني الدمشقي. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/ 220 و 8/ 333 - 334 من طريق خالد ابن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه باختصار الطبراني (13619) من طريق خالد بن يزيد ... وله طريق آخر يتقوى به عند الحاكم 4/ 540، والطبراني في "مسند الشاميين" (1558)، وفي "الأوسط" (4671) من طريقين عن الهيثم بن حميد، عن أبي مُعَيدِ حفص بن غيلان، عن عطاء بن أبي رباح قال: كنت مع عبد الله بن عمر ... وهذا إسناد حسن رجاله ثقات إلا أن حفص بن غيلان ينزل عن رتبة الصحيح.

4020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُعْزَفُ عَلَى رُؤوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ" (¬1). 4021 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ زَاذَانَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللَّاعِنُونَ} [البقرة: 159] قَالَ: "دَوَابُّ الْأَرْضِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، مالك بن أبي مريم لم يرو عنه غير حاتم بن حريث ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال ابن حرَّم: لا يُدرى مَن هو، وقال الذهبي: لا يُعرف. وأخرجه بتمامه البخاري في "تاريخه" 1/ 305، وابن حبان (6758)، والطبراني في "الكبير" (3419)، وفي "مسند الشاميين" (2061)، والبيهقي 8/ 295 و10/ 221، وفي "الشعب" (5114) من طريقين عن معاوية بن صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا بقصة الخمر أحمد (22950) وعنه أبو داود (3688) عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح، به. ولفظه: "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها". وهذا القدر منه له شواهد يصح بها من حديث عائشة عند الحاكم 4/ 147، والبيهقي 8/ 294 - 295، وعن عبادة بن الصامت عند أحمد (22759) وسلف عند ابن ماجه برقم (3385)، وعن أبي أمامة وقد سلف برقم (3384). (¬2) إسناده ضعيف لضعف ليث: وهو ابن أبي سُليم. =

23 - باب الصبر على البلاء

4022 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ" (¬1). 23 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ 4023 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ دُرُسْتَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ" (¬2). ¬

_ = المنهال: هو ابن عمرو الكوفي، وزاذان: هو أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي الضرير البزاز. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1444) عن الحسن بن عرفة، عن عمار ابن محمَّد، بهذا الإسناد. (¬1) حسن لغيره دون قوله: "إن الرجل ليُحرم الرزقَ بالذنب يُصيبه" وقد سلف الكلام عليه وتخريجه برقم (90). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النَّجُود- فهو صدوق حسن الحديث. وقد تابعه العلاء بن المسيب عند الحاكم 1/ 40 وإسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (2561) من طريق عاصم بن أبي النجُود، به. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (1481)، و"صحيح ابن حبان" (2900).

4024 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قال: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُوعَكُ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَيَّ فَوْقَ اللِّحَافِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَشَدَّهَا عَلَيْكَ! قَالَ: "إِنَّا كَذَلِكَ، يُضَعَّفُ لَنَا الْبَلَاءُ وَيُضَعَّفُ لَنَا الْأَجْرُ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأَنْبِيَاءُ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ الصَّالِحُونَ، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ، حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلَّا الْعَبَاءَةَ يُجوِّبهَا، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف هشام بن سعد، وخالفه معمر بن راشد الثقة فرواه عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري. فلعل هشامًا سلك الجادة فأخطأ. وإسناد معمر ضعيف أيضًا لإبهام الراوي عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (510)، وأبو يعلى (1045)، والطبري في "تهذيب الآثار" -قسم مسند علي- (421)، والطحاوي مختصرًا في "شرح مشكل الآثار" (2210)، وأبو بكر بن عبد الله بن محمَّد القرشي في "المرض والكفارات" (1)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (9047)، والحاكم 1/ 40 و 4/ 307، والبيهقي في "السُّنن الكبرى" 3/ 372، وفي "شعب الإيمان" (9774) من طريق هشام بن سعد، به. وأخرجه عبد الرزاق (20626)، وعنه أحمد في (مسنده، (11893)، وفي "الزهد" ص 59 - 60، وعبد بن حميد (960) عن معمر بن راشد، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري. ويشهد لأول الحديث إلى قوله: "ثم الصالحون" حديث سعد بن أبي وقاص السالف قبله. وحديث عبد الله بن مسعود عند البخاري (5648)، ومسلم (2571) بلفظ "إني أُوعَكُ كما يُوعَك رجلان منكم". قال ابن مسعود: قلت: ذلك أن لك أجرين؟ =

4025 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: "رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" (¬1). 4026 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ¬

_ = قال: أجل، ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفَّر الله بها سيئاته، كما تحطُّ الشجرةُ ورقها". قوله: "يجوبها" أي: يقطع وسطها ويدخل رأسه فيه. وفي بعض النسخ المطبوعة يحويها، بالمهملة والياء المثناة، وفي بعضها: يحوبها بالباء الموحدة، وكلاهما تصحيف. (¬1) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن مسعود الهُذَلي، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه البخاري (3477)، ومسلم (1792) من طريق سليمان الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (3611). وأخرج ابن حبان في "صحيحه" (973) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" وقال بإثره: قال أبو حاتم: يعني هذا الدعاء أنه قال يوم أحد لما شج وجهه، قال: "اللهم اغفر لقومي" ذنبهم بي من الشج لوجهي، لا أنه دعاء للكفار بالمغفرة، ولو دعا لهم بالمغفرة لأسلموا في ذلك الوقت لا محالة. وعلق عليه الحافظ بقوله: كذا قال، وكأنه بناه على أنه لا يجوز أن يتخلف بعض دعائه على بعض أو عن بعض، وفيه نظر لثبوت "أعطاني اثنتين ومنعني واحدة" أخرجه مسلم (2890) من حديث سعد رضي الله عنه، وتمامه: "سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها".

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ، إِذْ قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3372)، ومسلم (151) وبإثر (2370) / (152) من طريق يونس بن يزيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8328) و (8329)، و"صحيح ابن حبان" (6208). وأخرجه مسلم (151) وبإثر (2370)، والنسائي في "الكبرى" (10984) و (11189) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، والبخاري (3375)، ومسلم بإثر (2370) من طريق الأعرج، ثلاثتهم عن أبي هريرة. واقتصر الأعرج على قصة لوط. قال ابن حبان في "صحيحه" تعليقًا على قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" لم يُرد به إحياء الموتى، إنما أراد به في استجابة الدعاء له، وذلك أن إبراهيم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: رب أرني كيف تحي الموتى، ولم يتيقن أنه يستجاب له فيه، يريد: في دعائه وسؤاله ربه عما سأل، فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ": "نحن أحق بالشك من إبراهيم" به في الدعاء، لأنّا إذا دعونا، ربما يستجاب لنا، وربما لا يستجاب، ومحصول هذا الكلام أنه لفظة إخبار مرادها التعليم للمخاطب له. اهـ. وقد نقل الإمام البغوي في "شرح السنة" 1/ 115 بتحقيقنا، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 507 - 508 نحوًا من هذا عن الإمام المزني تلميذ الإمام الشافعي، ونص كلامه: لم يشك النبي ولا إبراهيم صلوات الله عليهما في أن الله قادر على أن يحيي الموتى، وإنما شَكّا أن يجيبهما إلى ما سالاه. وقال الخطابي في "شرح البخاري" 3/ 1545 - 1546: ليس في قوله: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" اعتراف بالشك على نفسه ولا على إبراهيم، لكن فيه نفي الشك عنهما، يقول: إذا لم أشك أنا ولم أَرْتَب في قدرة الله تعالى على إحياء =

4027 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشُجَّ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: "كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ؟ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] (¬1). ¬

_ = الموتى، فإبراهيم أولى بأن لا يشك ولا يرتاب، وفيه الإعلام أن المسألة من قِبل إبراهيم لم تعرض من جهة الشك، لكن من قِبل طلب زيادة العلم، واستفادة معرفة كيفية الإحياء، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده في العلم النظري البرهاني، والعلم في الوجهين حاصل، والشك مرفوع. وقد قيل: إنما طلب الإيمان بذلك حِسًّا وعيانًا؛ لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال، والمستدل لا يزول عنه الوساوس والخواطر، وقد قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ليس الخبر كالمعاينة". وما قاله في يوسف عليه السلام إنما هو على سبيل التواضع، لا أنه كان في الأمر منه مبادرة وعجلة لو كان مكان يوسف، والتواضع لا يصغر كبيرًا، ولا يضع رفيعًا، ولا يبطل لذي حق حقًا، ولكنه يوجب لصاحبه فضلًا، ويكسبه جلالًا وقدرًا. وترحَّم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على لوط عليه السلام لسهوه في الوقت الذي ضاق صدره، واشتد جزعه بما دهمه من قومه حتى قال: {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] وقد كان يأوي إلى أشد الأركان من الله تعالى. (¬1) إسناده صحيح. حميد -وهو ابن أبي حميد الطويل- سمع من أنس شيئًا كثيرًا، وفي "صحيح البخاري" من ذلك جملة أحاديث صرَّح فيها بالسماع منه، وما لم يصرّح فيه بالسماع منه فمحمول على الاتصال، لأنه سمعه من ثابت بن أسلم البُناني، أو ثبّته فيه كما قال شعبة، وثابت ثقة حجة. =

4028 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ، قَدْ خُضِّبَ بِالدِّمَاءِ، قَدْ ضَرَبَهُ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فقَالَ: "فَعَلَ بِي هَؤُلَاءِ وَفَعَلُوا" قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ: "أَرِنِي (¬1) " فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي، قَالَ: ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ. فَدَعَاهَا، فَجَاءَتْ تَمْشِي حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: قُلْ لَهَا فَلْتَرْجِعْ، فَقَالَ لَهَا، فَرَجَعَتْ حَتَّى عَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "حَسْبِي" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (3247) و (3248)، والنسائي في "الكبرى" (11011) من طرق عن حميد الطويل، عن أنس. وأخرجه مسلم (1791) من طريق ثابت البُناني، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (11956)، و "صحيح ابن حبان" (6574) و (6575) وعلقه البخاري بصيغة الجزم عن حميد وثابت بإثر الحديث (4068). وفي معنى قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] قال ابن الجوزي في "زاد المسير" 1/ 457 قولان: أحدهما: ليس لك من استصلاحهم أو عذابهم شيء. والثاني: ليس لك من النصر والهزيمة شيء. وقيل: إن "لك" بمعنى "إليك". (¬1) في المطبوع ونسخة على هامش (س): نعم أَرِني. (¬2) إسناده قوي. أبو سفيان -واسمه طلحة بن نافع- صدوق ليس به بأس. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 478 - 479، والدارمي (23)، وأبو يعلى (3685) و (3686)، والفاكهي في "أخبار مكة" (2437)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 154 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12112).

4029 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَحْصُوا لِي كُلَّ مَنْ تَلَفَّظَ بِالْإِسْلَامِ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّ مِئة إِلَى السَّبْعِ مئة؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ، لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلُوا" (¬1). قَالَ: فَابْتُلِينَا، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا مَا يُصَلِّي إِلَّا سِرًّا. 4030 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ، وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً، فَقَالَ: "يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ؟ " قَالَ: هَذِهِ رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا، قَالَ: وَكَانَ بَدْءُ ذَلِكَ أَنَّ الْخَضِرَ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ مَمَرُّهُ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ، فَيُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ، فَلَمَّا بَلَغَ الْخَضِرُ، زَوَّجَهُ أَبُوهُ امْرَأَةً، فَعَلَّمَهَا الْخَضِرُ، وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا، وَكَانَ لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ فَطَلَّقَهَا، ثُمَّ زَوَّجَهُ أَبُوهُ أُخْرَى، فَعَلَّمَهَا وَأَخَذَ عَلَيْهَا ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل مشهور بكنيته، والأعمش: هو سليمان بن مهران الكاهلي، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه البخاري (3060)، ومسلم (149)، والنسائي في "الكبرى" (8824) من طريق الأعمش، به. وهو في "مسند أحمد" (23259)، و"صحيح ابن حبان" (6273).

أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا، فَكَتَمَتْ إِحْدَاهُمَا وَأَفْشَتْ عَلَيْهِ الْأُخْرَى. فَانْطَلَقَ هَارِبًا، حَتَّى أَتَى جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ، فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ يَحْتَطِبَانِ فَرَأَيَاهُ، فَكَتَمَ أَحَدُهُمَا وَأَفْشَى الْآخَرُ، وَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الْخَضِرَ، فَقِيلَ: وَمَنْ رَآهُ مَعَكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، فَسُئِلَ فَكَتَمَ، وَكَانَ فِي دِينِهِمْ أَنَّ مَنْ كَذَبَ قُتِلَ، قَالَ: فَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ الْكَاتِمَةَ، فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ، إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ، فَقَالَتْ: تَعِسَ فِرْعَوْنُ. فَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا، وَكَانَ لِلْمَرْأَةِ ابْنَانِ وَزَوْجٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، فَرَاوَدَ الْمَرْأَةَ وَزَوْجَهَا أَنْ يَرْجِعَا عَنْ دِينِهِمَا فَأَبَيَا، فَقَالَ: إِنِّي قَاتِلُكُمَا، فَقَالَا: إِحْسَانًا مِنْكَ إِلَيْنَا، إِنْ قَتَلْتَنَا أَنْ تَجْعَلَنَا فِي بَيْتٍ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَجَدَ رِيحًا، طَيِّبَةً، فَسَأَلَ جِبْرِيلَ، فَأَخْبَرَهُ" (¬1). 4031 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف سعيد بن بشير. وأخرجه ابن عدي في ترجمة سعيد بن بشير من "الكامل" 3/ 1208 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وقصة ماشطة ابنة فرعون قد جاءت بإسناد جيد عن ابن عباس بغير هذا السياق، انظر "مسند أحمد" (2821)، و"صحيح ابن حبان (2903). (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سعد بن سنان. =

4032 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ" (¬1). 4033 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ - وَقَالَ بُنْدَارٌ: حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ-: "مَنْ كَانَ يُحِبُّ الْمَرْءَ، لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2559) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن محمود بن لبيد الأنصاري عند أحمد (23623) وإسناده جيد. (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الواحد بن صالح، وهو متابع. وأخرجه الترمذي (2675) من طريق شعبة بن الحجاج، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن شيخ من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُراه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقال بإثره: كان شعبة يَرى أنه ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (5022) وجاء في روايته: قال حجاج: قال شعبة: قال سُليمان: وهو ابن عمر. بالجزم. وحجاج هو ابن محمَّد الأعور، وسليمان هو الأعمش. (¬2) إسناده صحيح. =

4034 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ (ح) وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ؛ قَالَا: حَدَّثَنَا رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ: "لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبْ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه البخاري (21) و (6041)، ومسلم (43)، والنسائي 8/ 96 من طريق شُعبة، به. وأخرجه البخاري (16) و (6941)، ومسلم (43)، والترمذي (2812)، والنسائي 8/ 94 و 97 من طرق عن أنس بن مالك. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (12002) و (12765)، و"صحيح ابن حبان" (237) و (238). (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وقد سلف تخريجه عند الحديث (3371). وفي الباب عن معاذ بن جبل عند أحمد (22075) ورجاله ثقات لكنه منقطع. وعن عبادة بن الصامت عند محمَّد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (920). قال المنذري في "الترغيب" 1/ 379: لا بأس بإسناده. وعن أميمة مولاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند محمَّد بن نصر (912) وفي إسناده ضعف. وعن مكحول عن أم أيمن رضي الله عنها عند عبد بن حميد (1594)، والبيهقي 7/ 304 ورجاله ثقات لكنه منقطع. ولقطعة النهي عن شرب الخمر شاهد من حديث ابنِ عباس عند الحاكم 4/ 145، وعنه البيهقي في "الشعب" (5588) وسنده حسن، وصححه الحاكم.

24 - باب شدة الزمان

24 - بَابُ شِدَّةِ الزَّمَانِ 4035 - حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّحَبِيُّ، حدثنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ ابْنَ جَابِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ رَبّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَمْ يَبْقَ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ" (¬1). 4036 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ" قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: "الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن. أبو عبد ربه -ويقال: أبو عبد رب، الدمشقي الزاهد- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". ابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (596)، وابن أبي عاصم في "الزهد" (146)، والطبراني في "الكبير" 19/ (866)، وفي "مسند الشاميين" (607)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 162، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1175) من طريق عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، به. وهو في "مسند أحمد" (16853)، و"صحيح ابن حبان" (690) و (2899). (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الملك بن قدامة الجُمحي، وجهالة إسحاق بن أبي الفرات، وقد رُوي الحديثُ من طريق آخر بسند حسن. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد المقبري. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص30 من طريق عبد الملك بن قدامة، به. =

4037 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ [أَبِي] (¬1) إِسْمَاعِيلَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ فَيَتَمَرَّغَ عَلَيْهِ، وَيَقُولَ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ، وَلَيْسَ بِهِ الدِّينُ إِلَّا الْبَلَاءُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الحاكم 4/ 465 - 466 من طريق يزيد بن هارون، و 4/ 512 من طريق حجاج بن محمَّد، كلاهما عن عبد الملك بن قدامة، عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. فزاد في إسناده أبا سعيد المقبري. وهو في "مسند أحمد" (7912) عن يزيد بن هارون. وأخرجه أحمد (8459) من طريق فُليح بن سليمان، عن سعيد بن عُبيد بن السباق، عن أبي هريرة. وهذا سند حسن. قال في "النهاية": الرويبضة: تصغير الرابضة، وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور، وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغة، والتافه: الخسيس الحقير. (¬1) لفظة "أبي" ليست في أصولنا الخطية، ولا يصح الإسناد إلا بها، وهي على الصواب في "صحيح مسلم". (¬2) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمان الأشجَعي، وأبو إسماعيل الأسلمي: هو بَشير بن سلْمان الكِندي. وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2907) / (54) من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7115) و (7121)، ومسلم بإثر (2907) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني كنتُ مكانَك". وهو في "مسند أحمد" (7227)، و"صحيح ابن حبان" (6707). =

4038 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ- يَعْنِي مَوْلَى مُسَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَتُنْتَقَوُنَّ كَمَا يُنْتَقَى التَّمْرُ مِنْ أَغْفَالِهِ، فَلْيَذْهَبَنَّ خِيَارُكُمْ، وَلَيَبْقَيَنَّ شِرَارُكُمْ، فَمُوتُوا إِنْ اسْتَطَعْتُمْ" (¬1). ¬

_ = وقوله: "ليس به الدين إلا البلاء" أي: أن الحامل له على التمني ليس الدين، بل البلاء وكثرة المِحَنِ والفتن وسائر الضراء. وليس بين هذا الخبر وبين حديث النهي عن تمني الموت معارضة، لأن النهي صريح، وهذا إنما فيه إخبار عن شدة ستحصل ينشأ عنها هذا التمني، وليس فيه تعرض لحكمه، وإنما سِيقَ للإخبار عما يقع، قال الحافظ في "الفتح"13/ 75: ويُمكن أخذُ الحكم من الإشارة في قوله: "وليس به الدين إنما هو البلاء" فإنه سِيق مساق الذم والإنكار، وفيه إيماء إلى أنه لو فعل ذلك بسبب الدين، لكان محمودًا، ويؤيده ثبوت تمني الموت عند فساد أمر الدين عن جماعة من السلف. قال النووي: لا كراهة في ذلك، بل فعله خلائق من السلف، منهم عمر بن الخطاب، وعيسى الغفاري، وعمر بن عبد العزيز وغيرهم. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي حميد مولى مسافع. وقد روى هذا الحديث الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، لكن في الطريق إلى الأوزاعي كلام كما سيأتي بيانه. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه الحاكم 4/ 316 و 434 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، بهذا الإسناد. وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6851)، والطبراني في "الأوسط" (4676) من طريق عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، وأبو عمرو الداني في "السُّنن الواردة في الفتن" (258) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. أما عبد الحميد ففيه كلام يتعذر معه قبول أفراده فضلًا عن مخالفة يونس بن يزيد الأيلي الثقة، وأما طريق الوليد =

4039 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَنَدِيُّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا، وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، وَلَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" (¬1). ¬

_ = ففيها إليه محمَّد بن خليفة القرطبي المؤدب قال عنه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات 381 - 400) كان ضعيفًا مُغفلًا. وذكر البخاري في "تاريخه الكبير" 9/ 25 رواية عن ابن أبي العشرين وقف فيها الحديث ولم يرفعه. وفي الباب عن النواس بن سمعان عند مسلم (2937) في حديث الدجال الطويل، ولفظه: "فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارُج الحمر، فعليهم تقوم الساعة". وهو في "مسند أحمد" (17629) وسيأتي عند المصنف برقم (4076). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (2940) في حديث الدجال أيضًا، ولفظه: "ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه، فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا". وعن مرداس الأسلمي عند البخاري (4156) ولفظه: "يُقبض الصالحون الأولُ فالأولُ، وتبقى حُفالة كحُفالة التمر والشعير، لا يعبأ الله بهم شيئًا". (¬1) صحيح لغيره، دون قوله: "ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم" فمنكرة، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمَّد بن خالد الجندي، والحسن -وهو البصري- مدلس وقد عنعن. وقد حكم الذهبي في "الميزان" في ترجمة محمَّد بن خالد على قوله: "لا مهدي إلا عيسى ابن مريم" بالنكارة، ثم علل هذه الزيادة أيضًا بأن صامت =

.......................... ¬

_ = ابن معاذ رواها عن رجل من الجَنَد (بلد محمَّد بن خالد)، عن محمَّد بن خالد الجَنَدي، عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن البصري، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال الذهبي: فانكشف ووهى. قلنا: لأن أبان بن أبي عياش متروك الحديث، وهذه الرواية أخرجها البيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" ص 300، وليس في "البعث والنشور" كما توهمه بعض المعاصرين. وأخرجه الحاكم 4/ 441، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 9/ 161، وأبو عمرو الداني في "السُّنن الواردة في الفتن" (217) و (409) و (589)، وأبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (108)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (898) و (899)، والخطب في "تاريخ بغداد" 4/ 220 - 221، والمزي في ترجمة محمَّد بن خالد الجَنَدي في "تهذيب الكمال" من طريق يونس بن عبد الأعلى، وابن عند البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/ 155 من طريق إسماعيل بن يحيى المزني، كلاهما عن محمَّد بن إدريس الشافعي، بهذا الإسناد. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (900)، والبيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" ص 299 - 300 من طريق صامت بن معاذ، عن يحيى بن السكن (وتحرف في "مسند الشهاب" إلى: زيد بن السكن) عن محمَّد بن خالد الجندي، بهذا الإسناد. ويشهدُ له خلا قوله: "ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم" حديث أبي أمامة الباهلي عند أبي يعلى الموصلي في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 254، والطبراني في "الكبير" (7757) و (7894)، وابن عدي في "الكامل" في ترجمة معاوية بن صالح، والحاكم 4/ 440، والقضاعي في "مسند الشهاب" (901)، والبيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" ص 302. ورجال أبي يعلى وابن عدي ثقات عن آخرهم. وحديث معاوية عند الطبراني في "الكبير" 19/ (835)، والبيهقي في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" ص 301. ورجاله ثقات. وحديث عمران بن حصين عند أبي نُعيم في "الحلية" 7/ 262، ورجاله ثقات. =

25 - باب أشراط الساعة

25 - بَابُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ 4040 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ" وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ (¬1). 4041 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: اطَّلَعَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: الدَّجَّالُ، وَالدُّخَانُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا" (¬2). ¬

_ = ويشهد له كذلك حديث أنس بن مالك عند البخاري (7068) ولفظه: "اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرٌّ منه، حتى تلقَوا ربكم". ولقوله: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" شواهد ذكرناها عند الحديث السالف قبله. ولزيادة الشُّح انظر حديث أبي هريرة الآتي برقم (4052). وبهذه الشواهد يصح الحديث دون قوله: "ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم"، والله تعالى أعلم. (¬1) إسناده صحيح من طريق هناد بن السري. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم. وأخرجه البخاري (6505) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (6641). (¬2) إسناده صحيح. أبو الطُفيل: هو عامر بن واثلة، وفُرات القزاز: هو ابن أبي عبد الرحمن. وستأتي تمام الآيات العشر عند الرواية (4055). =

4042 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَهُوَ فِي خِبَاءٍ مِنْ أَدَمٍ، فَجَلَسْتُ بِفِنَاءِ الْخِبَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ادْخُلْ يَا عَوْفُ" فَقُلْتُ: بِكُلِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِكُلِّكَ" ثُمَّ قَالَ: "يَا عَوْفُ، احْفَظْ خِلَالًا سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ: إِحْدَاهُنَّ مَوْتِي" قَالَ: فَوَجَمْتُ عِنْدَهَا وَجْمَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ: "قُلْ: إِحْدَى، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ، وَيُزَكِّي بِهِ أَمَوالَكُمْ، ثُمَّ تَكُونُ الْأَمْوَالُ فِيكُمْ، حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلَّ سَاخِطًا، وَفِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ لَا يَبْقَى بَيْتُ مُسْلِمٍ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ هُدْنَةٌ، فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2901)، وأبو داود (4311)، والترمذي (2324 - 2328)، والنسائي في "الكبرى" (11316) و (11418) من طرق عن فُرات القزاز به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (16141)، و "صحيح ابن حبان" (6791) و (6843) وسيأتي برقم (4055). (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (3176)، وأبو داود (5000) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. لكن رواية أبي داود مختصرة جدًا بقصة دخول عوف على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو في "صحيح ابن حبان" (6675). =

4043 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتُلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثُ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ" (¬1). 4044 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ فَقَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا، إِذَا وَلَدَتْ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا. وَإِذَا كَانَتْ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رُؤوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْغَنَمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، ¬

_ = وأخرجه أحمد (23971) و (23979) و (23985) و (23996) من طرق عن عوف بن مالك. وانظر تمام تخريجها عنده. وسيأتي برقم (4095) مختصرًا بقصة غدر بني الأصفر - وهم الروم. وقوله: "في ثمانين غاية" الغاية: الراية، سميت بذلك، لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف. (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، وقال الإمام الذهبي في ترجمته من "الميزان" (4420): له حديث منكر، ويغلب على الظن أنه يعني به هذا الحديث. وأخرجه الترمذي (2311) من طريق عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن! وهو في "مسند أحمد" (23302).

فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ" فَتَلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} الْآيَةَ [لقمان: 34] (¬1). 4045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي، سَمِعْتُهُ مِنْهُ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَفْشُوَ الزِّنَى، وتُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَيَبْقَى النِّسَاءُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف تخريجه برقم (64). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (81) و (5231) و (5577) و (6808)، ومسلم (2671) والترمذي (2351) والنسائي في "الكبرى" (5875) من طريق قتادة، به، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (11944)، و"صحيح ابن حبان" (6768). وأخرجه البخاري (80)، ومسلم (2671)، والنسائي (5874) من طريق أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي، عن أنس. دون ذكر ذهاب الرجال. وهو في "مسند أحمد" (12527). القيم: هو الذي يقوم بأمرهن، قال العيني في "عمدته" 2/ 85: وكأن هذه الأشياء الخمسة المذكورة خصت بالذكر، لكونها مشعرة باختلال الضرورات الخمس الواجب رعايتها في جميع الأديان التي بحفظها صلاح المعاش والمعاد، ونظام أحوال الدارين، وهي الدين والعقل والنفس والنسب والمال، فرفع العلم مخلٌّ بحفظ الدين، وشربُ الخمر بالعقل وبالمال أيضًا، وقلة الرجال سبب الفتن بالنفس وظهور الزنى بالنسب، وكذا بالمال.

4046 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسُرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ تِسْعَةٌ" (¬1). 4047 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَفِيضَ الْمَالُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ" قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ، الْقَتْلُ، الْقَتْلُ" ثَلَاثًا (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح دون قوله: "فيُقتَل من كل عشرة تسعةٌ" فهو شاذ، كما نبه عليه الحافظ في "الفتح" 13/ 81. وهو في "مسند أحمد" (7554)، و"صحيح ابن حبان" (6692). وأخرجه مسلم (2894) من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال فيه: "فيُقتل من كل مئة تسعة وتسعون". وهو في "مسند أحمد" (8062) من طريق معمر، عن سهيل. لكن قال: "فيُقتل من كل مئة تسعون" أو قال: "تسعة وتسعون" على الشك!! وهو في "مسند أحمد" (8388)، و"صحيح ابن حبان" (6691) من طريق زهير بن معاوية، عن سهيل. كرواية مسلم. وأخرجه البخاري (7119)، ومسلم (2894)، وأبو داود (4313)، والترمذي (2748) من طريق حفص بن عاصم، والبخاري (7119) ومسلم (2894)، وأبو داود (4314)، والترمذي (2749) من طريق عبد الرحمن الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، رفعه: "يوشك الفرات أن يَحسِر عن كنز من ذهب، فمن حضره، فلا يأخذ منه شيئًا" وقال الأعرج: "عن جبل من ذهب ". (¬2) إسناده صحيح. =

26 - باب ذهاب القرآن والعلم

26 - بَابُ ذَهَابِ الْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ 4048 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَيْئًا، فَقَالَ: "ذَاكَ عِنْدَ أَوَانِ ذَهَابِ الْعِلْمِ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ، وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَنُقْرِئُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُقْرِئُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زِيَادُ، إِنْ كُنْتُ لَأُرَاكَ مِنْ أَفْقَهِ رَجُلٍ بِالْمَدِينَةِ، أَوَلَيْسَ هَذِهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَقْرَؤونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، لَا يَعْمَلُونَ بِشَيْءٍ مِمَّا فِيهِمَا؟! " (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2672) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، به. وهو في "مسند أحمد" (9897). وأخرجه البخاري (85) و (1036) و (1412) و (6037)، ومسلم بإثر (2672)، وأبو داود (4255) من طرق عن أبي هريرة. زاد بعضهم زيادات ليست في رواية ابن ماجه هذه. وهو في "مسند أحمد" (7186). وسيأتي برقم (4052) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. (¬1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعًا قال البخاري في "التاريخ الكبير" في ترجمة زياد بن لبيد: لا أراه سمع من زياد. وجزم الحافظ في "الإصابة" 2/ 587 بأنه لم يلقه. قلنا: لكن رواه جبير بن نفير، عن عوف بن مالك بإسناد صحيح كما سيأتي. وأخرجه أبو خيثمة زهير بن حرب في "العلم" (52)، وابن أبي شيبة 10/ 536 - 537، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 344، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1999)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (305) والطبراني في "الكبير" (5290) و (5291)، والحاكم 3/ 590 من طريق الأعمش، به. =

4049 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ. وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ، فَلَا يَبقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ، الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا". فَقَالَ لَهُ صِلَةُ (¬1): مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: يَا صِلَةُ، تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ، ثَلَاثًا (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (17473). وفي الباب عن عوف بن مالك عند النسائي في "الكبرى" (5878). وإسناده صحيح، وهو عند أحمد (23990)، وابن حبان (4572). (¬1) هو صلة بن زُفَر العبسي صاحب حذيفة. (¬2) إسناده صحيح. أبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق بن أشيَمَ، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وعلي بن محمَّد: هو الطَّنافسي. وقد صحح إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 254، وكذلك الحاكم، ووافقه الذهبي، وقوى إسناده الحافظ في "الفتح" 13/ 16. وأخرجه البزار مختصرًا (2838)، والحاكم 4/ 473، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2528) من طريق أبي كريب محمَّد بن العلاء، والحاكم 4/ 545 من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، كلاهما عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وتحرف اسم أحمد في "مستدرك الحاكم" إلى: محمَّد، وصوبناه من "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر. =

4050 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَوَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ أَيَّامٌ، يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ"، وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ (¬1). 4051 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا، يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسدَّد في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 254 عن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي مالك الأشجعي، به. وأخرجه موقوفًا من قول حذيفة نعيم بن حماد في "الفتن" (1665) عن أبي معاوية، به. وأخرجه موقوفًا كذلك محمَّد بن فضيل في "الدعاء" (15)، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 400/ 1 من طريق خلف بن خليفة، كلاهما (محمَّد بن فضيل وخلف بن خليفة) عن أبي مالك الأشجعي، به. (¬1) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن مسعود، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه البخاري (7062)، ومسلم (2672) من طريق سليمان الأعمش، به. وأخرجه البخاري (7066) من طريق واصل بن حيان، عن أبي وائل، به. وهو في "مسند أحمد" (3695) و (4183). (¬2) إسناده صحيح. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، والأعمش: هو سليمان ابن مهران وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. =

27 - باب ذهاب الأمانة

4052 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ قَالَ: "يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ الْعِلْمُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: "الْقَتْلُ" (¬1). 27 - بَابُ ذَهَابِ الْأَمَانَةِ 4053 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَدِيثَيْنِ: قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ، حَدَّثَنَا: "أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ" - قَالَ الطَّنَافِسِيُّ: يَعْنِي وَسْطَ قُلُوبِ الرِّجَالِ - وَنَزَلَ الْقُرْآنُ، فَعَلِمْنَا مِنْ الْقُرْآنِ وَعَلِمْنَا مِنْ السُّنَّةِ، ¬

_ = وأخرجه البخاري (7062 - 7065)، ومسلم (2672)، والترمذي (2346) من طريق الأعمش، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (3695) و (19492) و (19497). (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وأخرجه البخاري (7061)، ومسلم بإثر الحديث (2672) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7186). وهكذا صحح البخاري حديثَ الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، كما صحيح حديثَ الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة (6037)، وكذلك صنع مسلم بإثر (2672)، لكن الدارقطني في "العلل" 9/ 181 قال: المحفوظ حديث حميد.

ثُمَّ حَدَّثَنَا، عَنْ رَفْعِهَا، فَقَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ، فَتُرْفَعُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ الْوَكْتِ، ثم يَنَامُ النَّوْمَةَ، فَتُنْزَعُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ". ثُمَّ أَخَذَ حُذَيْفَةُ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَدَحْرَجَهُ عَلَى سَاقِهِ. قَالَ: فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ! وَأَجْلَدَهُ! وَأَظْرَفَهُ! وَمَا فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ". وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَلَسْتُ أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّ عَلَيَّ إِسْلَامُهُ، وَلَئِنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا لَيَرُدَّنَّ عَلَيَّ سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لِأُبَايِعَ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6497)، ومسلم (143)، والترمذي (2320) من طريق الأعمش، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (23255)، و"صحيح ابن حبان" (6762). قوله: "الوكت": هو النقطة في الشىء من غير لونه. و"المَجْل": غِلَظ الجلد من أثر العمل. و"مُنتبرًا": منتفخًا وليس فيه شيء، وكل شيء رفع شيئًا فقد نَبرَهُ، ومنه اشتُق المنبر. و"ساعيه"، الساعي واحد السُّعاة، وهم الولاة على القوم، يعني أن المسلمين كانوا مهتمين بالإسلام، فيحتفظون بالصدق والأمانة، والملوك ذوو عَدلِ، فما كنت أبالي أن أعامِل، إن كان مسلمًا ردَّه إلي بالخروج عن الحق عمله بمقتضى الإسلام، وإن كان غير مسلم أنصفنى منه عامِلُه. قاله ابن الأثير في "جامع الأصول" 1/ 321.

28 - باب الآيات

4054 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ، فَإِذَا نُزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءُ، لَمْ تُلْفِهِ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا، فَإِذَا لَمْ تُلفِه إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا، نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ، لَمْ تُلفِه إِلَّا خَائِنًا مُخَوَّنًا، فَإِذَا لَمْ تُلفِه إِلَّا خَائِنًا مُخَوَّنًا، نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، لَمْ تُلفِه إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا، فَإِذَا لَمْ تُلفِه إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا، نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الْإِسْلَامِ" (¬1). 28 - بَابُ الْآيَاتِ 4055 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَبِي الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ أَبِي سَرِيحَةَ، قَالَ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ، فَقَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّابَّةُ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَخُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَثَلَاثُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. سعيد بن سنان -وهو الحنفي الحمصي- متروك الحديث. واتهمه بعضهم بالوضع. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند حميد بن زنجويه في "الأدب" كما في "جامع العلوم والحكم" لابن رجب 1/ 498، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (7724). وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، وهو سيىء الحفظ.

بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنِ أَبْيَنَ، تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا" (¬1). 4056 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو ابْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَالدَّجَّالَ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ" (¬2). 4057 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أبيه، عن جَدِّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْآيَاتُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح، وقد سلف برقم (4041) فانظر تخريجه هناك. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد. سنان بن سعد وثقه بعضهم وضعفه آخرون، وحديثه حسن في المتابعات. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (2160) و (2165)، ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السُّنن الواردة في الفتن" (524) و (537) من طريق الربيع بن صَبيح، عن الحسن البصري ويزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك. والربيع بن صبيح ضعيف يعتبر به. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2947)، وهو في "مسند أحمد" (8303). (¬3) إسناده ضعيف لضعف عون بن عمارة. وقد حكم على هذا الحديث بالوضع غير واحد من أهل العلم كابن الجوزي في "الموضوعات"، وابن القيم في =

4058 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ، فَأَرْبَعُونَ سَنَةٍ أَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى ¬

_ ="المنار المنيف"، وقال الذهبي: أحسبه موضوعًا. وقال البخاري: فقد مضى مئتان ولم يكن من الآيات شيء. وقال الدارقطني في "العلل" 6/ 165: ليس ذلك شيء صحيح. قلنا: لكن صححه الحاكم 4/ 428 فلم يُصِب! وقال ابن كثير في "النهاية"1/ 11: لا يصح، ولو صح فمحمول على ما وقع من الفتنة بسبب القول بخلق القرآن والمحنة للإمام أحمد بن حنبل وأصحابه من أهل الحديث. وقد وهم عونٌ في إسناده كذلك كما أشار المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة المثنى بن ثمامة، فقال: هكذا وقع عند ابن ماجه نسب عبد الله بن المثنى في هذا الحديث، وذلك وهم، ليس في نسبه ثمامة، إنما ثمامة عمه، وهو معروف مشهور، وقد تقدم في موضعه على الصواب. قال: وفيه وهم آخر، وهو قوله: عن أبيه عن جده، وإنما يروي عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس وغيره كما تقدم في ترجمته، ولا نعرف له رواية عن أبيه ولا لغيره لا في هذا الحديث ولا في غيره، والله أعلم. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/ 329، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1429) من طريق عون بن عمارة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 197 - 198 من طريق عون بن عمارة، عن عبد الله بن المثنى، عن أبيه، عن جده أنس، عن أبي قتادة. وفي إسناده محمَّد بن يونس الكُديمي أيضًا وهو الذي اتهمه ابن الجوزي بوضع هذا الحديث. قلنا: لكنه لم ينفرد به عن عون بل تابعه غيره. وأخرجه الحاكم 4/ 428، والمزي في ترجمة المثنى بن ثمامة من طريق عون، عن ثمامة، عن أنس، عن أبي قتادة.

عِشْرِينَ وَمِئة سَنَةٍ أَهْلُ تَرَاحُمٍ وَتَوَاصُلٍ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى سِتِّينَ وَمِئةٍ أَهْلُ تَدَابُرٍ وَتَقَاطُعٍ، ثُمَّ الْهَرْجُ الْهَرْجُ، النَّجَاء النَّجَاء" (¬1). 4058م - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا خَازِمٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْمِسْوَرُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مَعْنٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ: كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا، فَأَمَّا طَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي فَأَهْلُ عِلْمٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمَّا الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ، مَا بَيْنَ الْأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ، فَأَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى". ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي -وهو ابن أبان-، وجهالة عبد الله بن معقل، ومتنه باطل كما قال أبو حاتم فيما نقله المزي في ترجمة خازم العنزي من "تهذيب الكمال"، وقال الذهبي: خبر منكر، نقله عنه ابن حجر في ترجمة المسور بن الحسن من "تهذيب التهذيب"، وذكر ابنُ الجوزي الحديثَ في "الموضوعات". وأخرجه بنحوه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 171، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 196 - 197 من طريق عباد بن عبد الصمد، عن أنس. قال العقيلي عن عباد هذا: يروي عن أنس نسخة عامتها مناكير، وقال ابن حبان: له نسخة كتبناها عنه بهذا الإسناد أكثرها موضوعة. وانظر ما بعده. وفي الباب عن أبي موسى وابن عباس عند ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 196 - 197، وفي إسناد أبي موسى مجاهيل، وفي إسناد ابن عباس يحيى بن عنبسة وهو كذاب. وعن دارم التميمي عند الحسن بن سفيان في "مسنده" وعنه الإسماعيلي في "الصحابة" كما في "الإصابة" لابن حجر 2/ 383. قال الحافظ في إسناده ضعف. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة أبي معن والمسور بن الحسن وخازم العنزي، ومتنه منكر كسابقه.

29 - باب الخسوف

29 - بَابُ الْخُسُوفِ 4059 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ ابْنُ سَلْمَانُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ طَارِقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ" (¬1). 4060 - حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات، غير سيار، فاختُلف في تعيينه، فذهب البخاري في "تاريخه" إلى أنه أبو الحكم الواسطي العزي الثقة، وتبعه على ذلك مسلم في "الكنى" والنسائي والدولابي وابن حبان، لكن أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين وأبا داود والدارقطني قالوا: هو سيار أبو حمزة، وأن بشيرًا كان يقول: أبا الحكم، وأن هذا ليس بشيء. قلنا: وهذا الثاني مقبول عند المتابعة ولم يتابع. أبو أحمد: هو محمَّد بن عبد الله الزبيري. وأخرجه البزار في "مسنده" (1457)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 121 من طريق بشير بن سلمان، بهذا الإسناد. وفي الباب عن سهل بن سعد وابن عمر وابن عمرو ستأتي أحاديثهم عند المصنف بعده على التوالي. وعن أبي هريرة عند ابن حبان (6759) وإسناده حسن. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. أبو مصعب: هو أحمد بن أبي بكر الزهري صاحب مالك.=

4061 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُقْرِأ عليكَ السَّلَامَ، قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي - أَوْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ - مَسْخٌ وَخَسْفٌ وَقَذْفٌ، فِي أَهْلِ الْقَدَرِ" (¬1). 4062 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه عبد بن حميد (452)، والروياني في "مسنده" (1043)، والطبراني في "الكبير" (5810)، والخطبب في "تاريخ بغداد" 10/ 272 من طريق عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم، به. وانظر شواهده عند الحديث السالف. (¬1) المرفوع منه -وهو قوله: "يكون في أمتي أو في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف" حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صخر: واسمه حميد بن زياد. وأخرجه أبو داود (4613)، والترمذي (2293) من طريق أبي صخر، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب"! وانظر ما قبله. (¬2) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا الزبير -وهو محمَّد بن مسلم بن تدرس المكي- لم يسمع من عبد الله بن عمرو. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، وأبو كُريب: هو محمَّد بن العلاء الهمداني. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 42، والبزار في "مسنده" (2376)، والحاكم 4/ 445، وابن عدي في "الكامل" 6/ 2135 من طريق الحسن بن عمرو، به. وهو في "مسند أحمد" (6521).

30 - باب جيش البيداء

30 - بَابُ جَيْشِ الْبَيْدَاءِ 4063 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَيَؤُمَّنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ يَغْزُونَهُ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ، خُسِفَ بِأَوْسَطِهِمْ، وَيَتَنَادَى أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا الشَّرِيدُ الَّذِي يُخْبِرُ عَنْهُمْ". فَلَمَّا جَاءَ جَيْشُ الْحَجَّاجِ، ظَنَنَّا أَنَّهُمْ هُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى حَفْصَةَ، وَأَنَّ حَفْصَةَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (¬1). 4064 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْمُرْهِبِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ صَفِيَّةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَنْتَهِي النَّاسُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ، حَتَّى يَغْزُوَ جَيْشٌ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ -أَوْ ببَيْدَاءَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح. هشام بن عمار متابع. وأخرجه مسلم (2883)، والنسائي 7/ 205 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (26444). وأخرجه مسلم (2883) من طريق يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن صفوان، عن أم المؤمنين- ولم يُسمَّها. وأخرجه النسائي 5/ 207 من طريق سالم بن أبي الجعد، عن أخيه، عن ابن أبي ربيعة، عن حفصة، نحوه.

مِنْ الْأَرْضِ - خُسِفَ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ أَوْسَطُهُمْ" قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُكْرَهُ؟ قَالَ:"يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِهِمْ" (¬1). 4065 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخْبِرُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْجَيْشَ الَّذِي يُخْسَفُ بِهِمْ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَعَلَّ فِيهِمُ الْمُكْرَهَ؟! قَالَ: "إِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح دون قوله: "لا ينتهي الناسُ عن غزو هذا البيت". وهذا إسناد ضعيف لجهالة مسلم بن صفوان. وأخرجه الترمذي (2329) من طريق أبي نُعيم الفضل بن كين، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (26858). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (2312) عن نصر بن علي وحده، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (26475). وأخرجه بأتم منه البخاريُّ (2118) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن محمَّد ابن سُوقة، عن نافع بن جبير، عن عائشة. فجعله من مسند عائشة، ولا يضر الاختلاف في اسم الصحابي. وأخرجه مسلم (2882)، وأبو داود (4289) من طريق عُبيد الله بن القبطية، عن أم سلمة. وهو في "مسند أحمد" (26487)، و"صحيح ابن حبان" (6756).

31 - باب دابة الأرض

31 - بَابُ دَابَّةِ الْأَرْضِ 4066 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَعَصَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتِمِ، حَتَّى إنَّ أَهْلَ الْخوَان (¬1) لَيَجْتَمِعُونَ، فَيَقُولُ هَذَا: يَا مُؤْمِنُ، وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ" (¬2). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نصر (¬3)، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ .. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ فِيهِ مَرَّةً: "فَيَقُولُ هَذَا: يَا مُؤْمِنُ، وَهَذَا: يَا كَافِرُ". ¬

_ (¬1) هكذا في (م) وبعض النسخ الأخرى، وفي بعضها الآخر: الحِوَاء. والخِوان: ما يوضع عليه الطعام، والحِواء: اسم المكان الذي يحوي الشيء، أي: يضمه ويجمعه. (¬2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جُدعان- وجهالة شيخه أوس بن خالد. وأخرجه الترمذي (3464) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن! وهو في "مسند أحمد" (7937). قوله: "تجلو وجه المؤمن" أي: تنوِّره. وتَخطِم: تضرب، أو تَسِمُ أنفه، أي: تكويه. (¬3) تحرف في المطبوع إلى: إبراهيم بن يحيى. والتصويب من أصولنا الخطية، وإبراهيم بن نصر هذا هو أبو إسحاق الرازي الحافظ، وقد سلف في غير ما موضع رواية القطان عنه، وله ترجمة في "الإرشاد" للخليلي (393)، و"سير أعلام النبلاء" 13/ 355.

32 - باب طلوع الشمس من مغربها

4067 - حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَهَبَ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى مَوْضِعٍ بِالْبَادِيَةِ، قَرِيبٍ مِنْ مَكَّةَ، فَإِذَا أَرْضٌ يَابِسَةٌ حَوْلَهَا رَمْلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ". فَإِذَا فِتْرٌ فِي شِبْرٍ. قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ: فَحَجَجْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسِنِينَ، فَأَرَانَا عَصًا لَهُ، فَإِذَا هُوَ بِعَصَايَ هَذِهِ، كَذَا وَكَذَا (¬1). 32 - بَابُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا 4068 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ ابْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَلِكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا (¬2) " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا. خالد بن عُبيد -وهو العتكي المروزي- متروك الحديث. أبو تُميلة: هو يحيى بن واضح. وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" 3/ 162، وابن عدي في "الكامل" 3/ 896 - 897 و 897 من طرق عن أبي تُميلة يحيى بن واضح، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23023). (¬2) زاد في المطبوع: لم تكن آمنت من قبل. وهذه الزيادة ليست في شيء من أصولنا الخطية. (¬3) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (4635)، ومسلم (157)، وأبو داود (4312)، والنسائي في "الكبرى" (11112) و (11113) من طريق عمارة بن القعقاع، به. =

4069 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَّلُ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَأَيّهُمَا مَا خَرَجَتْ قَبْلَ الْأُخْرَى، فَالْأُخْرَى مِنْهَا قَرِيبٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَا أَظُنُّهَا إِلَّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا (¬1). 4070 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ قِبَلِ مَغْرِبِ الشَّمْسِ بَابًا مَفْتُوحًا، عَرْضُهُ سَبْعُونَ سَنَةً، فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ الْبَابُ مَفْتُوحًا لِلتَّوْبَةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ نَحْوِهِ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (7161). وأخرجه البخاري (4636)، ومسلم (157) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8138)، و "صحيح ابن حبان" (6838). (¬1) إسناده صحيح. علي: هو ابن محمَّد الطَّنافسي، وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد ابن حيان، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، ووكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه مسلم (2941)، وأبو داود (4310) من طريق أبي حيان يحيى بن سعيد، به. وهو في "مسند أحمد" (6531). (¬2) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النَّجُود- فهو حسن الحديث. زر: هو ابن حُبَيش، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. =

33 - باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج

33 - بَابُ فِتْنَةِ الدَّجَالِ وَخُرُوجِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَخُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ 4071 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الدَّجَّالُ أَعْوَرُ عَيْن الْيُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ، مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ" (¬1). 4072 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالُوا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ¬

_ = وأخرج الترمذي (3845) و (3846)، والنسائي في "الكبرى" (11114) من طريق عاصم بن أبي النجود، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (18089) و (18093)، و"صحيح ابن حبان" (1321). (¬1) إسناده صحيح. شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، والأعمش: هو سليمان ابن مِهران، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وأخرجه مسلم (2934) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23250). وأخرجه بنحوه البخاريُّ (3450) و (7130)، ومسلم (2934) من طريق ربعي ابن حراش، عن حذيفة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يذكر البخاريُّ ولا مسلم في بعض طرقه صفةَ عين الدجال وشعره. وهو في "مسند أحمد" (23279). وأخرجه أبو داود بنحو لفظ البخاريُّ ومسلم (4315) من طريق ربعي لكن جعله من قول حذيفة موقوفًا، وفيه أن أبا مسعود البدري قال موافقًا له: هكذا سمعتُ من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول. قوله: "جُفال الشعر" أي: كثيره.

عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ" (¬1). 4073 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: مَا سَأَلَ أَحَدٌ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الدَّجَّالِ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ -وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَشَدَّ سُؤَالًا مِنِّي- فَقَالَ لِي: مَا ¬

_ (¬1) حديث حسن كما قال الترمذي رحمه الله، المغيرة بن سبيع روى عنه ثلاثة من الثقات وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال العجلي: تابعي ثقة، ووثقه الحافظ في "التقريب" فتعقبناه في "التحرير" فقلنا: أحسن أحواله أن يكون حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وقوله في هذا الحديث: "أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان" يعارضه حديث النواس بن سِمعان الطويل عند مسلم (2937) وفيه: "إنه خارجٌ خَلَّةَ بين الشام والعراق". وخلَّة بفتح الخاء وتشديد اللام، قال ابن الأثير: طريقًا بين الشام والعراق. تنبيه: قد سلف منا أن صحَّحنا هذا الحديث في غير ما موضع من تخريجاتنا فليُستدرك من هنا، والله الموفق. وأخرجه الترمذي (2387) من طريق رَوح، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب، وقد رواه عبد الله بن شوذَب، عن أبي التياح، ولا نعرفه إلا من حديث أبي التياح. قلنا: أخرجه من طريق ابن شوذب: البزار (46) و (47)، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (58) و (59)، وغيرهما. وهو في "مسند أحمد" (12) عن روح بن عُبادة. قوله: "المجان المُطرقة" أي: التراس التي أُلبِست العَقَب شيئًا فوق شيء، أراد أنهم عِراض الوجوه غلاظها. قاله في "اللسان".

تَسْأَلُ عَنْهُ؟ " قُلْتُ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مَعَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، قَالَ: "هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ" (¬1). 4074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَكَانَ لَا يَصْعَدُ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، فَمِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَجَالِسٍ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنْ اقْعُدُوا: "فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا قُمْتُ مَقَامِي [هَذَا] لِأَمْرٍ يَنْقُصُكُمْ (¬2) لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ، مِنْ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ، أَلَا إِنَّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (7122)، ومسلم (2152) و (2939) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، به. وهو في "مسند أحمد" (18155)، و"صحيح ابن حبان" (6782). قال ابن كثير في "النهاية" 1/ 147: وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من العلماء كابن حزم والطحاوي وغيرهما في أن الدجال مُمخرِق مُموِّه، لا حقيقة لما يُبدي للناس من الأمور التي تشاهد في زمانه، بل كلها خيالات عند هؤلاء. وقال الشيخ علي القاري في "شرح المشكاة" تعليقًا على قوله: "هو أهون على الله من ذلك": أي: هو أحقر من أن الله تعالى يحقق له ذلك، وإنما هو تخييل وتمويه للابتلاء. وقال الشيخ أنور الكشميري في "فيض الباري" 4/ 19: واعلم أنه لا يكون مع الدجال إلا تخيلات ليس لها حقائق فلا يكون لها ثبات، وإنما يراه الناس في أعينهم فقط. (¬2) هكذا في أصولنا الخطية، وفي المطبوع: ينفعكم.

ابْنَ عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَخْبَرَنِي أَنَّ الرِّيحَ أَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ لَا يَعْرِفُونَهَا، فَقَعَدُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ، فَخَرَجُوا فِيهَا، فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْدَبَ، أَسْوَدَ كثير الشعر، قَالُوا لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. قَالُوا: أَخْبِرِينَا، قَالَتْ: مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ شَيْئًا، وَلَا سَائِلَتِكُمْ، وَلَكِنْ هَذَا الدَّيْرُ قَدْ رَمَقْتُمُوهُ، فَأْتُوهُ، فَإِنَّ فِيهِ رَجُلًا بِالْأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ تُخْبِرُوهُ وَيُخْبِرَكُمْ. فَأَتَوْهُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ، شَدِيدِ الْوَثَاقِ، يُظْهِرُ الْحُزْنَ، شَدِيدِ التَّشَكِّي، فَقَالَ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالُوا: مِنْ الشَّامِ، قَالَ: مَا فَعَلَتْ الْعَرَبُ؟ قَالُوا: نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ الْعَرَبِ، عَمَّ تَسْأَلُ؟ قَالَ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرًا، نَاوَأَ قَوْمًا، فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَأَمْرُهُمْ الْيَوْمَ جَمِيعٌ: إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، قَالَ: مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ؟ قَالُوا: خَيْرًا، يَسْقُونَ مِنْهَا زُرُوعَهُمْ، وَيَسْتَقُونَ مِنْهَا لِسَقْيِهِمْ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عَمَّانَ وبيسانَ؟ قَالُوا: يُطْعِمُ ثَمَرَهُ كُلَّ عَامٍ. قَالَ: فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ؟ قَالُوا: تَدَفَّقُ جَنَبَاتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ. قَالَ: فَزَفَرَ ثَلَاثَ زَفَرَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هَذَا، لَمْ أَدَعْ أَرْضًا إِلَّا وَطِئْتُهَا بِرِجْلَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا طَيْبَةَ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سَبِيلٌ". قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِلَى هَذَا انْتَهِى فَرَحِي، هَذِهِ طَيْبَةُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا فِيهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلَا وَاسِعٌ، وَلَا سَهْلٌ وَلَا جَبَلٌ، إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مُجالد -وهو ابن سعيد الهمداني- وهو متابع. الشعبي: هو عامر بن شراحيل. =

4075 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سِمْعَانَ الْكِلَابِيَّ يَقُولُ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ: "مَا شَأْنُكُمْ؟ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ، فَخَفَّضْتَ فِيهِ ثُمَّ رَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. قَالَ: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ: إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ قَائِمَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الْعِرَاقِ والشَّامِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، اثْبُتُوا" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لُبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: "أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، ¬

_ = وأخرجه أبو داود (4327) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. ولم يسُق لفظه. وأخرجه بنحوه مسلم (2942)، وأبو داود (4326) من طريق عبد الله بن بُريدة، والترمذي (2403) من طريق قتادة بن دعامة، كلاهما عن عامر الشعبي، عن فاطمة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من حديث قتادة، عن الشعبي. وقد رواه غير واحدِ عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس. وهو في "مسند أحمد" (27101)، و"صحيح ابن حبان" (6787). قوله: "أهدَب": أي: طويل أشفار العين النابت كثيرُها. قاله في "اللسان". و"عين زُغَر"، بضم أوله وفتح ثانيه بعدها راء مهملة: اختلف فيها، فقيل: هي بالشام. زغر امرأة نُسبت إليسا هذه العين. قاله البكري في "معجم ما استعجم".

وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: "فَاقْدُرُوا لَهُ قَدْرًا". قَالَ: قُلْنَا: فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ (¬1) الرِّيحُ". قَالَ: فَيَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَشبَعهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ، مَا بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يَمُرَّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَيَنْطَلِقُ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً، فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ. فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ مَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ، شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَ يَتحَدِرُ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، وَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ أن يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرَفُهُ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى عليه السلام قَوْمًا قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ، فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: يَا عِيسَى، إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فأَحْرِزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): اشتدَّ به.

وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل: {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ فِي هَذَا مَاءٌ مَرَّةً. وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عيسى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ عز وجل، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَيَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَلَا يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا قَدْ مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ وَدِمَاؤُهُمْ، فَيَرْغَبُونَ إِلَى اللَّهِ سبحانه، فَيُرْسِلُ عَلَيْهِمْ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَطَرًا لَا يُكِنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُهُ حَتَّى يَتْرُكَهُ كَالزَّلَقَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنْ الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعُهُمْ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارِكُ اللَّهُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنْ الْإِبِلِ تَكْفِي الْفِئَامَ مِنْ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْبَقَرِ (¬1) تَكْفِي الْقَبِيلَةَ، وَاللِّقْحَةَ مِنْ الْغَنَمِ تَكْفِي الْفَخِذَ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلَّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى سَائِرُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَتَهَارَجُ الْحُمُرُ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ" (¬2). ¬

_ (¬1) في (ذ) و (م): من العَنْز، وهو تحريف. (¬2) حديث صحيح. وهذا إسناد سقط منه يحيى بن جابر الطائي بين عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، وبين عبد الرحمن بن جُبير، وقد رواه ابن منده في "الإيمان" (1027) من طريق هشام بن عمار فذكر يحيى بن جابر! =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = وأخرجه مسلم (2937)، وأبو داود (4321)، والترمذي (2390)، والنسائي في "الكبرى" (7970) و (10717) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، ومسلم (2937)، والترمذي (2390)، والنسائي (7970) و (10717) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن يحيى بن جابر الطائي، عن عبد الله بن جبير بن نُفَير، عن أبيه، عن النواس. فزادا في الإسناد يحيى بن جابر الطائي. وقال الترمذي: غريب حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (17629). قاله السندي: قوله: "فخفض فيه ورفع" المشهور تخفيف الفاء في "خفض ورفع"، وروي تشديدُها، واستعمل فيه كل فن من خفض ورفعِ، حتى ظنناه لغاية المبالغة في تقريبه أنه في طائفة من نخل المدينة. وقيل: أي: حقر أمره لأنه أعور، وأهون على الله، وأنه يضمحلُّ أمره وعِظمُه بجعل الخوارق بيده، أو خفض صوته بعد تعبه لكثرة التكلم فيه، ثم رفعه بعد الاستراحة ليبلغ كاملًا. "وإن يخرج" كلمة (إن) شرطية، قاله قبل أن يوحَى إليه بوقته، ثم علم بوقته وأن عيسى يقتلُه، ويحتمل أنه أراد إعلام الناس بقرب خروجه. "قطط" بفتحتين، أي: شديد جُعودة الشعر. "قائمة" قال ابن منظور: هي العين التي ذهب بصرها، وحدقها صحيحة. "فعاث " قال السندي: من العَيث، وهو أشد الفساد. "يا عباد الله، اثبتوا" قال ابن العربي: هذا من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تثبيتًا للخلق، قال القرطبي: اثبتوا، أي: على الإسلام، يحذرهم من فتنته. كما لبثُه" بفتح اللام وضمها، أي: ما مقدار لُبثه. "سارحتُهم" ماشتهم. "ذرأ" بضم الذال المعجمة، جمع ذُروة، وهي أعلى سنام البعير. "فيردُّون" من الردُّ، أي: يكذبونه. "كيعاسيب النحل " جمع يعسُوب، وهو أمير النحل، أي: تظهر له وتجتمع له كما تجتمع النحل على يعاسبيها. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ "جَزلتَين"، أي: قطعتَين. "رمية الغَرض" بفتح غين معجمة وراء، وهو الهدف، قال في "النهاية": أراد أن بُعدَ ما بين القطعتين يكون بقدر رمية السهم إلى الهدف، وقيل: معناه وصفُ الضربة، أي: تصيبه إصابة رمية الغرض. "يتهلل وجهه" يضحك ويظهر عليه أمارات السرور. "بين مَهرودتَين" أي: بين حُلَّتين شبيهتين بالمصبوع بالهُرد، والهُرد بالضم عِرق معروف، وقيل: الثوب المهرود، الذي يُصبغ بالورس ثم بالزعفران. "لُد": بضم اللام وتشديد الدال: مدينة تقع على مسافة عشرة أميال جنوبي شرق ياقا. "لا يدان" أي: لا قوة ولا قُدرة. {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} بفتحتين، أي: مرتفع من الأرض. {يَنْسِلُونَ} أي: يُسرعون. "النغف" بفتحتين وغين معجمة آخره فاء: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدُه نَغَفَة. "فرسى" كقتلى لفظًا ومعنى، جمع فَريس. "زهمهم" أي: دَسَمُهم. "لا يكنُّ" أي: لا يمنع من نزول الماء. "كالزلَقة" روي بالفاء والقاف، قيل: هي المرآة، وقيل: مصانع الماء. "بقِحفها" بالكسر، أي: بقشرها، وأصله ما فوق الدماغ مع الرأس. "الرِّسل" بكسر الراء وسكون السين المهملة: اللبن. "اللقحة" بفتح اللام وكسرها: الناقة القريبة العهد بالنتاج. "الفئام" بالهمزة ككتاب، الجماعة الكثيرة. "الفخد" هو دون البطن، والبطن دون القبيلة. "يتهارجون" أي: يتسافَدون.

4076 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سِمعان يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ، سَبْعَ سِنِينَ" (¬1). 4077 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَنْ الدَّجَّالِ، وَحَذَّرَنَاهُ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ: "إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ، أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ فَأَنَا حَجِيجٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ أيها الناس، فَاثْبُتُوا، فَإِنِّي سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِيٌّ قَبْلِي. ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع. وأخرجه الترمذي ضمن الحديث الطويل السالف قبله (2390) من طريق الوليد ابن مسلم وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد. وإسناده صحيح. وقال الترمذي: حديث غريب حسن صحيح.

إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ؛ وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ؛ وَلَا تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ أَوْ غَيْرِ كَاتِبٍ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنْ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الْكَهْفِ، فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا، كَمَا كَانَتْ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِأَعْرَابِيٍّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ. وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، فَيَقْتُلَهَا، وَيَنْشُرَهَا بِالْمِنْشَارِ، حَتَّى يُلْقَى شِقَّتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولَ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا، فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ، وَيَقُولُ لَهُ الْخَبِيثُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ، أَنْتَ الدَّجَّالُ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ بَعْدُ أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّي الْيَوْمَ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيُّ: فَحَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ذَلِكَ الرَّجُلُ أَرْفَعُ أُمَّتِي دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ". قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَاللَّهِ مَا كُنَّا نُرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلَّا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ. قَالَ الْمُحَارِبِيُّ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: "وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ،

وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ، فَلَا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ، فَيَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، حَتَّى تَرُوحَ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ وَأَعْظَمَهُ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا، وَإِنَّهُ لَا يَبْقَى شَيْءٌ مِنْ الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ، إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، لَا يَأْتِيهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهِمَا إِلَّا لَقِيَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالسُّيُوفِ صَلْتَةً، حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الظُّرَيْبِ الْأَحْمَرِ، عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَةِ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَتَنْفِي الْخَبَثَ مِنْهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَيُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَلَاصِ". فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعُكَرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمْ الصُّبْحَ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام الصُّبْحَ، فَرَجَعَ ذَلِكَ الْإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي الْقَهْقَرَي، لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى عليه السلام يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَيَضَعُ عِيسَى عليه السلام يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ، فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ، فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ، فَإِذَا انْصَرَفَ، قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: افْتَحُوا الْبَابَ، فَيُفْتَحُ، وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ، كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى وَسَاجٍ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا، وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا، فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ

الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ، فَيَهْزِمُ اللَّهُ الْيَهُودَ، فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ، لَا حَجَرَ وَلَا شَجَرَ وَلَا حَائِطَ وَلَا دَابَّةَ- إِلَّا الْغَرْقَدَةَ، فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ، لَا تَنْطِقُ- إِلَّا قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ اقْتُلْهُ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً، السَّنَةُ كَنِصْفِ السَّنَةِ، وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ، يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى يُمْسِيَ" فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ؟ قَالَ: "تَقْدُرُونَ فِيهَا الصَّلَاةَ، كَمَا تَقْدُرُونَهَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ، ثُمَّ صَلُّوا" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ، فَلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ، حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرَّهُ، وَتُفِرَّ الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا، وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنْ السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِنْ الْمَاءِ، وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً، فَلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللَّهُ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا، وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ، حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِنْ الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ، وَيَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ، وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنْ الْمَالِ، وَتَكُونَ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يُرْخِصُ الْفَرَسَ؟ قَالَ: "لَا تُرْكَبُ لِحَرْبٍ

أَبَدًا. قِيلَ لَهُ: فَمَا يُغْلِي الثَّوْرَ؟ قَالَ: تُحْرَثُ الْأَرْضُ كُلُّهَا، وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ، يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيدٌ، يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ السَّنَةِ الْأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِي الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِهَا، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ، فَلَا تُقْطِرُ قَطْرَةً، وَيَأْمُرُ الْأَرْضَ، فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ فَلَا تُنْبِتُ خَضْرَاءَ، فَلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ إِلَّا هَلَكَتْ، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ عز وجل". قِيلَ: فَمَا يُعِيشُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ: "التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ، وَيُجْزي ذَلِكَ عَنهِمْ مجْزأة الطَّعَامِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه فإن السَّيباني لم يسمع من أبي أمامة، بينهما في الإسناد عمرو بن عبد الله السَّيباني الحضرمي كلما رواه ضمرة بن ربيعة وعطاء الخراساني كلما سيأتي، وهو الذي صوبَه المزي في "التهذيب" في ترجمة زرعة السيباني، وابن حجر في "النكت الظراف" 4/ 175. وإسماعيل بن رافع ضعيف الحديث، ولعل الوهم منه. وقال ابن كثير في "تفسيره" 2/ 413: هذا حديث غريب جدًا من هذا الوجه، ولبعضه شواهد من أحاديث أُخر. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني كلما في "النكت الظراف" لابن حجر 4/ 175 عن أبي الشيخ الأصبهاني، عن عبد الرحمن بن مسلم، عن سهل بن عثمان، عن عبد الرحمن ابن محمَّد المحاربي، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، عن أبي زرعة يحيى بن أبي عمرو السَّيباني، عن عمرو بن عبد الله، عن أبي أمامة. على الصواب. وأخرجه مطولًا ومختصرًا أبو داود (4322)، وابن أبي عاصم في "السنة" (429)، وفي "الآحاد والمثاني" (1249)، ونعيم بن حماد في "الفتن" مقطعًا (1446) و (1491) و (1516) و (1554) و (1562) و (1572) و (1589)، والروياني في "مسنده" (1239)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 121، والطبراني في "الكبير" (7645) من =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = طريق ضمرة بن ربيعة، والطبراني في "الكبير" (7644)، وفي "الشاميين" (861) من طريق عطاء الخُراساني، وابن أبي حاتم كما في "شرح أصول الاعتقاد" (850) و (851) من طريق محمَّد بن شعيب بن شابور. ثلاثهم عن أبي زرعة يحيى بن عمرو السَّيباني، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي، عن أبي أمامة. وهذا إسناد ضعيف أيضًا لجهالة عمرو بن عبد الله الحضرمي. ولقوله: "إن الله لم يبعث نبيًا إلا حذر أمته الدجال" شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (3057) و (6175)، ومسلم (2931). وقوله: "وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل امرىء حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم ... إلى قوله: وإن ربكم ليس بأعورا" له شاهد من حديث النواس بن سمعان السالف برقم (4075)، وهو في "صحيح مسلم" (2937). وقوله: "مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب" له شاهد من حديث أنس بن مالك عند البخاري (7131)، ومسلم (2933). وآخر من حديث رجل من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند مسلم بإثر الحديث (2931). وقوله: "وإن من فتنته أن معه جنة ونارًا ... إلى قوله: على إبراهيم" له شاهد من حديث حذيفة بن اليمان وأبي مسعود البدري عند البخاري (3450) و (7130)، ومسلم (2934) و (2935). وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2936). ولقراءة فواتح سورة الكهف انظر حديث النواس بن سمعان السالف برقم (4075) وهو في "مسلم" (2937). وقصة قتله الرجل وشقه شقين ثم بعثه لها شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (1882)، ومسلم (2938). وقوله: "ذلك أرفع أمتي درجة في الجنة" روي من طريق أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (2938) بلفظ: "هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين". ولأمره السماء أن تُمطر والأرض أن تُنبت إلى قوله: "وأدرَّه ضروعًا" له شاهد من حديث النواس بن سمعان السالف برقم (4075)، وهو في "صحيح مسلم" (2937). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = ولحراسة مكة والمدينة منه له شاهد من حديث فاطمة بنت قيس عند مسلم (2942). وآخر من حديث أنس عند البخاري (1881)، ومسلم (2943). وشواهد أخرى من أحاديث أبي هريرة وأبي بكرة، وأبي سعيد الخدري عند البخاري (1879) و (1880) و (1882)، ومسلم (1379) و (2938). وسؤال أم شريك ورد من حديث جابر عند مسلم (2945). ولاقتداء عيسى بالإمام الذي هو من أمة محمَّد شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3449)، ومسلم (155) (244). ولذكر عَدد أتباع الدجال من اليهود، شاهد من حديث أنس عند مسلم (2944). ولهرب الدجال من عيسى ولحاق عيسى له وقتله، شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2897). ولقتل الدجال عند باب اللُّد، شاهد من حديث النواس بن سمعان السالف برقم (4075)، وهو في "صحيح مسلم" (2937). وآخر من حديث مجمع بن جارية عند الترمذي (2394)، وقال: حديث صحيح. ولقوله: "فيهزم الله اليهود ... إلى قوله: فتعال فاقتله" شاهد من حديث عبد الله ابن عمر عند البخاري (2925)، ومسلم (2921). وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (2926)، ومسلم (2922). وأما أيامُ مكث الدجال، فقد وقع فيها في هذه الرواية تخليط، وأصح منه ما جاء في حديث النواس بن سمعان السالف عند المصنف برقم (4075) ولفظه: لا أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم"، قالوا: فذاك اليوم الذي كسنة، تكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: "فاقدروا له قدره". ولقوله: "فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكمًا ... إلى قوله: وتضع الحرب أوزارها" شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2222)، ومسلم (155)، وأبي داود (4324)، وأحمد (9270)، وابن حبان (6814) و (6821)، وسيأتي عند المصنف بعده.=

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = ولأكل النفر من الرمانة الواحدة تكفيهم، شاهد من حديث النواس السالف برقم (4075)، وهو في "صحيح مسلم" (2937). وقد سلف شرح بعض غريب هذا الحديث عند حديث النواس بن سمعان السالف عند المصنف برقم (4075). قوله: "الظُّرَيب الأحمر" الظريب تصغير ظَرِب، ويجمع على ظِراب، وهي الجبال الصغار، فالظُّريب الجبل الصغير قاله في "النهاية". و"الكير": جهاز من جلد أو نحوه، يستخدمه الحداد وغيره لنفخ في النار لإشعالها. قاله في "الوسيط". و"القهقرى": هو المشي إلى خلف من غير أن يُعيد وجهه إلى جهة مشيه. قاله في "النهاية". و"ساج": هو الطَّيلسان الأخضر، قاله في "النهاية"، وقال في "الوسيط": الطالِسَان ضرب من الأوشحة يُلبَس على الكتف، أو يُحيط بالبدَن، خالٍ عن التفصيل والخياطة، أو هو ما يُعرف في العامية المصرية بالشال، فارسي معرب. قوله: "يذوب كما يذوب الملح في الماء" قال ابن العربي: إما أن تكون صفة قتله أضيفت إلى عيسى، لأنها عند لقائه، وإما أن يدركه في تلك الحال فيقتله هناك قتلًا، يعني عند باب اللد. نقله عنه المناوي في "فيض القدير". وقوله: "لن تسبقني بها" أي: تَفُوتني، ومنه قوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: 59]. و"يضع الجزية" قال النووي: الصواب في معناه: أنه لا يقبلُها، ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام، ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها، بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل. وعزاه للخطابي وغيره. قوله: "حُمة" بالتخفيف: السُّمُ، وقد يُشدَّد، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السُّم منها يخرج. قاله في "النهاية". و"فاثور الفضة" الفاثور: الخِوان، وقيل: هو طستٌ أو جامٌ من فضة. قاله في "النهاية".

[قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ]: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيَّ يَقُولُ: يَنْبَغِي أَنْ يُدْفَعَ هَذَا الْحَدِيثُ إِلَى الْمُؤَدِّبِ، حَتَّى يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانَ فِي الْكُتَّابِ. 4078 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام حَكَمًا مُقْسِطًا، وَإِمَامًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ" (¬1). 4079 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَخْرُجُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] فَيَعُمُّونَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ مِنْهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى تَصِيرَ بَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ فِي مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ، حَتَّى إنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَهُ حَتَّى مَا يَذَرُونَ فِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2222)، ومسلم (155)، والترمذي (2383) من طريق ابن شهاب الزهري، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم (155) من طريق عطاء بن ميناء، وأبو داود (4324) من طريق عبد الرحمن بن آدم، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7269)، و "صحيح ابن حبان" (6814) و (6818).

شَيْئًا، فَيَمُرُّ آخِرُهُمْ عَلَى أَثَرِهِمْ، فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: لَقَدْ كَانَ بِهَذَا الْمَكَانِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيَظْهَرُونَ عَلَى الْأَرْضِ، فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، وَلَنُنَازِلَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَهُزُّ حَرْبَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدَّمِ، فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ دَوَابَّ كَنَغَفِ الْجَرَادِ، فَتَأْخُذُ بِأَعْنَاقِهِمْ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الْجَرَادِ، يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُصْبِحُ الْمُسْلِمُونَ لَا يَسْمَعُونَ لَهُمْ حِسًّا، فَيَقُولُونَ: مَنْ رَجُلٌ يَشْرِي نَفْسَهُ، وَيَنْظُرُ مَا فَعَلُوا؟ فَيَنْزِلُ مِنْهُمْ رَجُلٌ قَدْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى، فَيُنَادِيهِمْ: أَلَا أَبْشِرُوا فَقَدْ هَلَكَ عَدُوُّكُمْ، فَيَخْرُجُ النَّاسُ وَيَخْلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ، فَمَا يَكُونُ لَهُمْ رَعْيٌ إِلَّا لُحُومُهُمْ، فَتَشْكَرُ عَلَيْهَا كَأَحْسَنِ مَا شَكِرَتْ مِنْ نَبَاتٍ أَصَابَتْهُ قَطُّ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده حسن من أجل محمَّد بن إسحاق. وقد صرَّح بالسماع فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أبو يعلى (1144) و (1351)، والطبري في "تفسيره" 16/ 21 و 17/ 90، والحاكم 2/ 245، و 4/ 489 - 490 من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11731)، و"صحيح ابن حبان" (6830). قوله: "كَنغَفِ الجراد" النغف: دود يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدها نَغَفة. قوله: "حسَّا" الحِسُّ والحَسِيس: الصوت الخفي. قاله في "اللسان". و"وطن نفسَه" قال ابن منظور: وطن نفسه على الشيء وله فتوطنَتْ، حملها عليه فتحمّلت وذلت له. "فتَشْكَر" قال ابن قتيبة: أي تمتلِئ منه قيل: شَكِرَتْ الشاةُ تَشْكَر شَكَرًا: إذا امتلأ ضَرعُها لبنًا، وشاةٌ شَكرى.

4080 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ، حَفَرُوا، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ: ارْجِعُوا، فَسَتَحْفِرُونَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى (¬1)، وَاسْتَثْنَوْا، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَيُنْشِفُونَ الْمَاءَ، وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) زاد في المطبوع: قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غدًا إن شاء الله تعالى. (¬2) إسناده إلى أبي هريرة صحيح، وفي رفعه نكارة كما أفاده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/ 194 فقال: إسناد جيد قوي، ولكن في رفعه نكارة، لأن ظاهر الآية أي قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 97] يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نَقْبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار: أنهم قبل خروجهم ياتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان فيلحسونه ويقولون: =

4081 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، فَتَذَاكَرُوا السَّاعَةَ، فَبَدَءوا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، ثُمَّ سَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ، فَرُدَّ الْحَدِيثُ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَقَالَ: قَدْ عُهِدَ إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا، فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، فَذَكَرَ خُرُوجَ الدَّجَّالِ، قَالَ: فَأَنْزِلُ فَأَقْتُلُهُ فَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَلَا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ، وَلَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَفْسَدُوهُ، فَيَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ، فَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُمِيتَهُمْ، فَتَنْتُنُ الْأَرْضُ مِنْ رِيحِهِمْ، فَيَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ، فَأَدْعُو اللَّهَ، فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ، فَيَحْمِلُهُمْ فَيُلْقِيهِمْ فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ، فَعُهِدَ إِلَيَّ: مَتَى كَانَ ذَلِكَ، كَانَتْ السَّاعَةُ مِنْ النَّاسِ كَالْحَامِلِ الَّتِي لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادَتِهَا (¬1). ¬

_ = غدًا نفتحه، ويُلهَمون أن يقولوا: إن شاء الله، فيصبحون وهو كما فارقوه، فيقحونه. وهذا متجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كثيرًا ما كان يجالسه ويحدثه، فيحدث به أبو هريرة عنه فيتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فيرفعه، والله أعلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وعبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى. وأخرجه الترمذي (3419) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، عن قتادة، به. وقال: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (10632)، و"صحيح ابن حبان" (6829). (¬1) إسناده ضعيف لجهالة مُؤثر بن عَفَازة، ومع ذلك فقد صحيح البوصيري إسناده في "مصباح الزجاجة" ورقة 256. =

34 - باب خروج المهدي

قَالَ الْعَوَّامُ: وَوُجِدَ تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]. 34 - بَابُ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ 4082 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَمَّا رَآهُمْ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَقَالَ: "إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ، فَيَسْأَلُونَ الْخَيْرَ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا، فَلَا يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَيَمْلَؤُهَا ¬

_ = وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 157 - 158، وأبو يعلى (5294)، والهيثم بن كليب الشاشي (845) و (847) و (848)، والحاكم 4/ 488 - 489 و545 - 546، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (529) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/ 91 والشاشي (846) من طريق هشيم بن بشير، والطبري كذلك من طريق أصبغ بن زيد، كلاهما عن العوام بن حوشب، به مرفوعًا. قوله: "وجبتُها" من وجَبَ يجِبُ وجبة: سَقَطَ. والوجبة: السَّقطة مع الهَدَّة. قاله في "القاموس".

قِسْطًا، كَمَا مَلَؤوهَا جَوْرًا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث منكر، ويشبه أن يكون موضوعا. قال الإمام أحمد فيما نقله العقيلي في "الضعفاء" 4/ 381: حديث ليس بشئ ورواه كذلك عن شيخ أحمد وكيع بن الجراح، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" 4/ 464: هذا موضوع، وروى العقيلي أيضًا عن أبي أسامة حماد بن أسامة قال في حديث عبد الله بن مسعود في الرايات السود: لو حلف يزيد بن أبي زياد عندي خمسين يمينًا قسامة ما صدقتُه، أهذا مذهب إبراهيم! أهذا مذهب علقمة! أهذا مذهب عبد الله! قلنا: ويزيد بن أبي زياد سيئ الحفظ وكان يتلقن، وقد يكون تلقنه من بعض الوضاعين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 235 - 236، وابن أبي عاصم في "السنة" (1499)، والبزار في "مسنده" (1556) و (1557)، وأبو يعلى في "مسنده" (5084)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 381، والهيثم الشاشي في "مسنده" (329)، والطبراني في "الأوسط" (5699)، وابن عدي في "الكامل" 5/ 1783، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (546) و (547)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 12 من طريق يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/ 464 من طريق حبان بن سُدير، عن عمرو بن قيس المُلائي، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود. وصححه على شرط الشيخين، لكن تعقبه الذهبي بقوله: هذا موضوع. قلنا: حبان بن سُدير فيه قال عنه الدارقطني وابن ماكولا: من شيوخ الشيعة. وأخرجه البزار في "مسنده" (1491)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 1543 من طريق عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي، عن أبيه، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس -وقرن به ابنُ عدي الأسودَ النخعى- عن عبد الله بن مسعود. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ، وعبد الله بن داهر قال عنه ابن معين وأحمد: ليس بشئ، وقال ابن عدي: عامة من يرويه في فضائل علي، وهو فيه متهم.

4083 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي صِدِّيقٍ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، إِنْ قَصُرَ فَسَبْعٌ وَإِلَّا فَتِسْعٌ، فَتَنْعَمُ فِيهِ أُمَّتِي نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ، تُؤْتَى أُكُلَهَا، وَلَا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَيْئًا، وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ، فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي، فَيَقُولُ: خُذْ" (¬1). 4084 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ، كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ، ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف زيد العَمِّي -وهو ابن الحواري- ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي وابن سعد وعلي ابن المديني، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه ومن يروي عنهم ضعفاء، هم وهو، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي عندهم. وأخرجه الترمذي (2382) من طريق شعبة، عن زيد العمي، به. وقال: هذا حديث حسن. وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وهو في "مسند أحمد" (11163). وأخرجه بنحوه الحاكم 4/ 465 من طريق معاوية بن قرة، و 4/ 557 - 558 من طريق سليمان بن عُبيد، كلاهما عن أبي الصديق الناجي. أما الإسناد الأول فقال عنه الذهبي في "تلخيص المستدرك": سنده مظلم. وأما الإسناد الثاني ففيه سعيد ابن مسعود المروزي، ترجمة ابن أبي حاتم وقال عنه: صدوق، وهذا اللفظ لا يعني التوثيق كما هو معروف عنده، ثم إنه وقعت له أخطاء في غير ما حديث، ويغلب على الظن أنه وقع له مثل ذلك في هذا الحديث. انظر تحقيق ذلك فيما علقناه على الحديث (10576) و (10578) من "مسند أحمد".

السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ". ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ، فَقَالَ: "فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ، الْمَهْدِيُّ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. أبو قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- مدلس وقد عنعن، قال الذهبي في "الميزان": إمام شهير من علماء التابعين، ثقة في نفسه، إلا أنه مدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم، وذكره ابن حجر في "طبقات المدلسين" وقال: وصفه بذلك الذهبي والعلائي. وأخرجه الحاكم 4/ 463 - 464 من طريق سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان. رفعه. وخالف الثوري في إسناده عبدُ الوهَّاب بن عطاء الخفاف، فأخرجه الحاكم 4/ 502 وعنه البيهقي في "الدلائل" 6/ 516 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن عبد الوهَّاب بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان موقوفًا. وأخرجه أحمد (22387)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1445) عن وكيع، عن شريك النخعي، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي قلابة، عن ثوبان. شريك النخعي سيئ الحفظ، وعلي بن زيد ضعيف، وكان يغلو في التشيع. وأبو قلابة لم يسمع من ثوبان، بينهما أبو أسماء الرحبي كما في رواية المصنف. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/ 516 من طريق كثير بن يحيى، عن شريك النخعي، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرجي، عن ثوبان. وأورده الذهبي في "الميزان" 3/ 128 وعدّه من منكرات علي بن زيد بن جدعان، فقال: أُراه نكرًا. وقوله في الحديث: "فإنه خليفة الله" فهي على ضعفها فيها نكارة، بينها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال في "فتاويه" 35/ 44: وقد ظن بعض القائلين الغالطين أن الخليفة هو الخليفة عن الله، مثل: نائب الله ... والله لا يجوز له خليفة، ولهذا لما قالوا لأبي بكر: يا خليفة الله، قال: لست بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. حسبي ذلك [كما في "المسند" (59)]. =

4085 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَاسِينُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمَهْدِيُّ مِنَّا، أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ" (¬1). ¬

_ = بل هو سبحانه يكون خليفة لغيره، قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا، واخلُفنا في أهلنا، وذلك لأن الله حي شهيد مُهيمن قيوم رقيب حفيظ، غني عن العالمين، ليس له شريك ولا ظهير ولا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والخليفة إنما يكون عند عدم المستخلِف بموت أو غيبةٍ، ويكون لحاجة المستخلِف إلى الاستخلاف، وسُمي خليفة، لأنه خَلَفَ عن الغزو، وهو قائم خلفهُ، وكل هذه المعاني منتفية في حق الله تعالى، وهو منزه عنها، فإنه حيٌّ قيوم شهيد لا يموت ولا يغيب، وهو غني يَرزُق ولا يُرزَق، يَرزُق عباده وينصرهم، ويهديهم ويعافيهم بما خلقه من الأسباب التي هي من خلقه، والتي هي مُفتقِرة إليه كافتقار المُسببات إلى أسبابها ... ولا يجوز أن يكون أحدٌ خَلَفا منه، ولا يقومَ مقامه، لأنه لا سمي له ولا كُفء له، فمن جعل له خليفة فقد جانب الصواب. (¬1) إسناده ضعيف. قال البخاري في "تاريخه" 1/ 317 في ترجمة إبراهيم بن محمَّد ابن الحنفية: في إسناده نظر، قلنا: إبراهيم بن محمَّد ابن الحنفية لم يوثقه غير العجلي وابن حبان، وياسين العجلي أسند العقيلي في "الضعفاء" 4/ 465 عن البخاري قوله: في حديثه نظر، ونقله عنه الذهبي في "الميزان". وأخرجه ابن أبي شيبة 15/ 197، وأحمد (645)، والبزار (644)، وأبو يعلى (465)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 465، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 177، وفي "أخبار أصبهان" 1/ 170، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1432) من طريق ياسين العجلي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" من طريق محمَّد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة، عن إبراهيم بن محمَّد ابن الحنفية، به. ومحمد بن فضيل، قال عنه أبو داود: كان شيعيًا محترقًا، وسالم بن أبي حفصة ضعفه غيرُ واحد من الأئمة، ثم هو =

4086 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، فَتَذَاكَرْنَا الْمَهْدِيَّ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ" (¬1). 4087 - حَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْيَمَامِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "نَحْنُ، وَلَدَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَنَا وَحَمْزَةُ وَعَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالْمَهْدِيُّ" (¬2). ¬

_ =من الغالين في التشيع. وكان يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه. وأخطأ الشيخ الألباني، فأدرج هذا الحديث في "صحيحته" (2371). (¬1) إسناده ضعيف لضعف زياد بن بيان. قال البخاري في "تاريخه" 3/ 346: في إسناده نظر، وكذلك قال العقيلي في "الضعفاء" 2/ 75، وقال الذهبي في ترجمة زياد بن بيان في "الميزان": لم يصح حديثه، وعدَّ ابن عدي في ترجمته هذا الحديث من منكراته. وأخرجه أبو داود (4284)، والعقيلي في "الضعفاء" في ترجمة زياد بن بيان، ثم أعاده في ترجمة علي بن نُفيل، والطبراني في "الكبير" 23/ (566)، وابن عدي في ترجمة زياد بن بيان من "الكامل"، والحاكم 4/ 557، وأبو عمرو الداني في "الفتن" (565) و (575) و (581)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1446)، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة زياد بن بيان، من طريق زياد بن بيان، بهذا الإسناد. (¬2) حديث منكر كما قال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/ 57، وقال الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك" 3/ 211: ذا موضوع. قلنا: وقد وقع اسم علي بن =

35 - باب الملاحم

4088 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنَ جَزْءٍ الزَّبِيدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ الْمَشْرِقِ، فَيُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ" (¬1) يَعْنِي سُلْطَانَهُ. 35 - بَابُ الْمَلَاحِمِ 4089 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: مَالَ مَكْحُولٌ وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا إِلَى خَالِدِ ابْنِ مَعْدَانَ، وَمِلْتُ مَعَهُمَا، فَحَدَّثَنَا عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي جُبَيْرٌ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ذِي مِخْمَرٍ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَسَأَلَهُ عَنْ ¬

_ = زياد اليمامي هنا هكذا في رواية ابن ماجه عن شيخه هدية بن عبد الوهَّاب، والصواب في اسمه: عبد الله بن زياد اليمامي كما سماه أبو جعفر محمَّد بن هارون الرازي ومحمد ابن خلف الحدادي وغيرهما، عن سعد بن عبد الحميد وكذلك سماه أبو بكر محمَّد ابن صالح القناد، عن محمَّد بن الحجاج قال: عن عبد الله بن زياد. وعبد الله بن زياد هذا ذكره الإمام البخاري في "تاريخه الكبير" 5/ 95 وقال عنه: منكر الحديث. وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان" 2/ 290، والحاكم 3/ 211 من طريقين عن سعد بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم!! ورده الذهبي عليه بقوله: ذا موضوع. (¬1) إسناده ضعيف جدًا. أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي من غلاة الشيعة ضعيف في حديثه، وكان يزعم أن عليًا أمير المؤمنين في السحاب، وابنُ لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ الحفظ. وأخرجه البزار في "مسنده" (3784) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، بهذا الإسناد.

الْهُدْنَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "سَتُصَالِحُكُمْ الرُّومُ صُلْحًا آمِنًا، ثُمَّ تَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا، فَتَنْصِرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَنْصَرِفُونَ، حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصَّلِيبِ الصَّلِيبَ، فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقُومُ إِلَيْهِ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ، وَيَجْمعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ" (¬1). 4089م -حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَاالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، بِإِسْنَادِهِ، نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: "فَيَجْمعُونَ لِلْمَلْحَمَةِ فَيَأْتُونَ حِينَئِذٍ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا" (¬2). 4090 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن من أجل عيسى بن يونس -وهو ابن سحاق السبيعي- وهو متابع. وأخرجه أبو داود (2767) و (4292) من طريق عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (16825). وانظر ما بعده. وقوله: "مرج ذي تُلُول" تلول، بضم التاء: جمع تل، بفتحها، وهو مرتفع. (¬2) إسناده صحيح. وقد صرَّح الوليد بسماعه عند ابن حبان (6709) فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أبو داود (4293) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (6708) و (6709). وانظر ما قبله.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا وَقَعَتْ الْمَلَاحِمُ، بَعَثَ اللَّهُ بَعْثًا مِنْ الْمَوَالِي، هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا، يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهِمْ الدِّينَ" (¬1). 4091 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ" (¬2). قَالَ جَابِرٌ: فَمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ. 4092 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُطَيْبٍ السَّكُونِيِّ - وَقَالَ الْوَلِيدُ: يَزِيدُ بْنُ قُطْبَةَ -، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف عثمان بن أبي العاتكة. وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (1334) و (1403)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1607)، والحاكم 4/ 548، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 1/ 270 و270 - 271 و271 و271 - 272 و 272 من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2900) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به. وهو في "مسند أحمد" (1540) و (18972)، و"صحيح ابن حبان" (6672).

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ" (¬1). 4093 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِد بْنِ أَبِي بِلَالٍ (¬2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَيْنَ الْمَلْحَمَةِ وَفَتْحِ الْمَدِينَةِ سِتُّ سِنِينَ، وَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي السَّابِعَةِ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف هشام بن عمار وأبي بكر بن أبي مريم -وهو ابن عبد الله بن أبي مريم- والوليد بن سفيان بن أبي مريم، ولجهالة يزيد بن قطيب. أبو بحرية: هو عبد الله بن قيس السَّكوني. قال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/ 97: هذا مشكل مع حديث عبد الله بن بسر -يعني الآتي بعده. وأخرجه أبو داود (4295)، والترمذي (2388) من طريق أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وهو في "مسند أحمد" (22545). (¬2) كذا وقع في رواية ابن ماجه: بحير بن سعد عن خالد بن أبي بلال، قال المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 294: وهو وهم، والصواب الأول -يعني رواية أبي داود: بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، قلنا: ابن أبي بلال: اسمه عبد الله، وجاء تصويبه أيضًا في هامش نسخة (ذ). (¬3) إسناده ضعيف لضعف بقية -وهو ابن الوليد الحمصي- وسويد بن سيد. ولجهالة ابن أبي بلال- والصواب في اسمه عبد الله-. وقال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/ 97: هذا مشكل مع الذي قبله -يعني حديث معاذ السابق. وأخرجه أبو داود (4296) عن حيوة بن شريح الحمصي، عن بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر- فزاد في إسناده خالد بن معدان، ولم يسم ابنَ أبي بلال، وهو الصواب كما بينه المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 294. وهو في "مسند أحمد" (17691) عن حيوة بن شريح.

4094 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الْحُنَيْنِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ أَدْنَى مَسَالِحِ الْمُسْلِمِينَ بِبَوْلَاءَ". ثُمَّ قَالَ: "يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ، يَا عَلِيُّ" قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي! قَالَ: "إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الْأَصْفَرِ وَيُقَاتِلُهُمْ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ، حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ رُوقَةُ الْإِسْلَامِ، أَهْلُ الْحِجَازِ، الَّذِينَ لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ، فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهَا، حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالْأَتْرِسَةِ، وَيَأْتِي آتٍ فَيَقُولُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِي بِلَادِكُمْ، أَلَا وَهِيَ كِذْبَةٌ، فَالْآخِذُ نَادِمٌ، وَالتَّارِكُ نَادِمٌ" (¬1). 4095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، قال: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف. كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ضعفه الجمهور، إلا أن البخاري كان حسن الرأي فيه، وكذلك تلميذه الترمذي، واتهمه بعضهم. قال الحافظ في "التقريب": أفرط من نسبه إلى الكذب. وأبو يعقوب الحنيني -واسمه إسحاق بن إبراهيم- وإن كان ضعيف الحديث متابع. وأخرجه البزار في "مسنده" (3390)، وابن عدي في "الكامل" في ترجمة كثير ابن عبد الله، من طريق محمَّد بن خالد بن عثمة، والطبراني في "الكبير" 17/ (19)، وابن عدي، والحاكم 4/ 483 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، والطبراني 17/ (9)، والحاكم 4/ 483 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والطبراني 17/ (28) من طريق عبد الله بن نافع، أربعتهم عن كثير بن عبد الله، به. وزادوا جميعًا فتح رومية بالتسبيح والتكبير أيضًا، وعندهم زيادة أخرى في إرسال طليعة لاستطلاع الخبر. قوله: "روقة الإسلام" أي: خيار المسلمين وسراتهم، جمع رائق، من راق الشيء إذا صفا وخلص. قاله السندي.

36 - باب الترك

حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ هُدْنَةٌ، فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا" (¬1). 36 - بَابُ التُّرْكِ 4096 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف ضمن الحديث رقم (4042) فانظر تخريجه هناك. (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2929)، ومسلم (2912)، وأبو داود (4304)، والترمذي (2362) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. ولفظه عندهم: "تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا كأن وجوههم المجان المطرقة". وهو في "مسند أحمد" (7263)، و"صحيح ابن حبان" (6744). وأخرجه البخاري (3591)، ومسلم (2912) من طريق قيس بن أبي حازم، والبخاري (3590) من طريق همام بن منبه، ومسلم (2912)، وأبو داود (4303)، والنسائي 6/ 44 - 45 من طريق أبي صالح السمان، ثلاثتهم عن أبي هريرة. ولفظ قيس كاللفظ السابق لكنه زاد عند مسلم: "حمر الوجوه، صغار الأعين" وكذلك قال همام وزاد: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكَرمان من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف" ولفظ أبي صالح كاللفظ السابق أيضًا لكنه زاد: "يقاتل المسلمون الترك" فسماهم الترك. وسيأتي بعده من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة.

4097 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، ذُلْفَ الآنُفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ" (¬1). 4098 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ ابْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز، وأبو الزناد: هو عبد الله ابن ذكوان. وأخرجه البخاري (2928) و (2929) و (3587)، ومسلم (2912) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة. قال البخاري في روايتيه الأولى والثالثة: "وحتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين، حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كان وجوههم المجان المطرقة". وهو في "مسند أحمد" (9170). وانظر ما قبله. قوله: "ذُلف الآنُف" الذَّلَف بالتحريك، قِصَر الأنف وانبطاحه، وذُلف جمع أذْلَف. والآنُف: جمع أنف، ورواية البخاري وغيره: الأنوف. و"كان وجوههم المجان المطرقة" هي التراس التي أُلبست العَقَب شيئًا فوق شيء، قاله في "النهاية". (¬2) إسناده صحيح. =

4099 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ حَدَقُ الْجَرَادِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ وَيَتَّخِذُونَ الدَّرَقَ، يَرْبُطُونَ خيولَهُمْ بِالنَّخْلِ" (¬1). * * * ¬

_ = وأخرجه البخاري (2927) و (3592) من طريق جرير بن حازم، به. وهو في "مسند أحمد" (20674). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمار بن محمَّد -وهو ابن أخت سفيان الثوري- وهو متابع. أبو صالح: هو ذكوان السمان، والأعمش: هو سليمان بن مِهران. وأخرجه أحمد (11261) من طريق عمار بن محمَّد، وابن حبان (6747) من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن معن المسعودي، كلاهما عن الأعمش، به.

أبواب الزهد

أَبْوَابُ الزُّهْدِ 1 - بَابُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا 4100 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَلَا فِي إِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنْ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا تَكُونَ بِمَا فِي يَدَيْكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ، وَأَنْ تَكُونَ فِي ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ إِذَا أُصِبْتَ بِهَا، أَرْغَبَ مِنْكَ فِيهَا لَوْ أَنَّهَا أُبْقِيَتْ لَكَ" (¬1). قَالَ هِشَامٌ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ يَقُولُ: مِثْلُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْأَحَادِيثِ، كَمِثْلِ الْإِبْرِيزِ فِي الذَّهَبِ. 4101 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِي خَلَّادٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عمرو بن واقد متروك. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله. وأخرجه الترمذي (2494) من طريق عمرو بن واقد، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعمرو بن واقد منكر الحديث.

"إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي فروة -واسمه يزيد بن سنان الرهاوي-، وأبو خلاد لا يعرف بغير هذا الحديث، ومن أثبت له الصحبة، فعمدته هذا الحديث الضعيف، قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 115: قلت لأبي: يصح لأبي خلاد صحبة، فقال: ليس له إسناد. أي: إسناد يعتمدُ لإثبات الصحبة. يحيى بن سعيد: سُمي في أكثر الروايات: يحيى بن سعيد بن أبان الأموي، وفي إحدى روايات البخاري: يحيى بن سعيد الأنصاري، وفي إحدى روايات ابن أبي عاصم: يحيى بن سعيد العطار، وكلاهما وهم، والله أعلم. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/ 27 و 28، وابن أبي عاصم في "الزهد" (231)، وفي "الآحاد والمثاني" (2448) و (2690)، والطبراني 22/ (975)، وأبو نعيم في "الحلية"10/ 405، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10529) و (10534) من طرق عن الحكم بن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 65 قال: أُخبِرتُ عن يحيى بن سعيد، به. وقال البخاري في "التاريخ" 9/ 28، والبيهقي في "الشعب" (10530)، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 289: قال أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن يحيى ابن سعيد الأموي (في المطبوع من "التاريخ" زيادة: عن عنبسة، ولم ترد في غيره، ونظنها زيادة من الناسخ أو الطابع)، عن أبي فروة، عن أبي مريم، عن أبي خلاد. قال البخاري: هذا أولى. كذا نقله عن البخاري البيهقي والمزي وابن حجر في "الإصابة"، وفي المطبوع: الأول أصح!! قلنا: وأبو مريم لا يُعرف. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" 12/ 115 من طريق ابن الطباع، عن يحيى ابن سعيد، به. وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي نعيم في "الحلية" 7/ 317، والبيهقي في "الشعب" (4985)، وإسناده ضعيف جدًا لا يفرح به.

4102 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبّوكَ" (¬1). 4103 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ سَهْمٍ، رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ وَهُوَ طَعِينٌ، فَأَتَاهُ مُعَاوِيَةُ يَعُودُهُ، فَبَكَى أَبُو هَاشِمٍ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَيْ خَالِ، أَوَجَعٌ يُشْئِزُكَ، ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، خالد بن عمرو القرشي متروك اتهمه بعضهم بالكذب. وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "المواعظ " (131)، وابن حبان في "روضة العقلاء" ص 141، والطبراني (5972)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (643)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 252 - 253 و 7/ 136، وفي "تاريخ أصبهان" 2/ 244 - 245، وابن عدي في ترجمة خالد بن عمرو من "الكامل" 3/ 902، والعقيلي في ترجمته من "الضعفاء" 2/ 11، والحاكم 4/ 313 من طريق خالد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: خالد وضاع. وفي الباب عن ربعي بن حراش مرسلًا عند أبي سليمان بن زبر الدمشقي في "مسند إبراهيم بن أدهم" ص 29 - 30، ورجاله ثقات. ورواه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 41 من طريق إبراهيم بن أدهم، عن منصور، عن مجاهد، عن أنس. وقال: ذكر أنس في هذا الحديث وهم، ثم رواه من طريق ابن أدهم، عن منصور، عن مجاهد مرسلًا. وانظر "جامع العلوم والحكم" لابن رجب 2/ 174 - 177، وفيه تعليل طرقه عن سفيان الثوري.

أَمْ عَلَى الدُّنْيَا، فَقَدْ ذَهَبَ صَفْوُهَا؟ قَالَ: عَلَى كُلٍّ، لَا، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَبِعْتُهُ، قَالَ: "إِنَّكَ لَعَلَّكَ تُدْرِكُ أَمْوَالًا تُقْسَمُ بَيْنَ أَقْوَامٍ، وَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنْ ذَلِكَ خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، فَأَدْرَكْتُ فَجَمَعْتُ (¬1). 4104 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اشْتَكَى سَلْمَانُ، فَعَادَهُ سَعْدٌ، فَرَآهُ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي؟ أَلَيْسَ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ أَلَيْسَ، أَلَيْسَ؟ قَالَ سَلْمَانُ: مَا أَبْكِي وَاحِدَةً مِنْ اثْنَتَيْنِ، مَا أَبْكِي صبا لِلدُّنْيَا، وَلَا كَرَاهِيَةً لِلْآخِرَةِ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَهِدَ إِلَيّنا عَهْدًا، فَمَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ، قَالَ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّنا أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ تَعَدَّيْتُ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ، فَاتَّقِ اللَّهَ عِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ قَسْمِكَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة سمرة بن سهم. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه النسائي 8/ 218 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22496)، و"صحيح ابن حبان" (668). ولقوله: "إنما يكفيك من ذلك خادم ومركب في سبيل الله" شاهد من حديث بريدة الأسلمي عند أحمد (23043)، والنسائي في "الكبرى" (9726)، وإسناده حسن في الشواهد. قوله: "يُشئِزُكَ" من أشأزه، أي: أقلقه. قاله السندي.

2 - باب الهم بالدنيا

إِذَا قَسَمْتَ، وَعِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ. قَالَ ثَابِتٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ مَا تَرَكَ إِلَّا بِضْعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، مِنْ (¬1) نَفَيقَةٍ كَانَتْ عِنْدَهُ (¬2). 2 - بَابُ الْهَمِّ بِالدُّنْيَا 4105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ، قُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيْهِ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا لِشَيْءٍ يسَأَلَ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ" (¬3). ¬

_ (¬1) في (س) و (م): مع. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، الحسن بن أبي الربيع -وهو الحسن ابن يحيى العبدي- وجعفر بن سليمان الضبعي صدوقان، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني (6069)، وأبو نجم في "الحلية" 1/ 197 من طريق الحسن ابن أبي الربيع، بهذا الإسناد. وله طرق عن سلمان انظرها في تخريجنا على "مسند أحمد" (23711)، و"صحيح ابن حبان" (706). (¬3) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مطولًا أحمد (21590)، والدارمي (229)، وابن أبي عاصم في "الزهد" (163)، والطبراني (4891)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1736)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/ 38 - 39 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. =

4106 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ النَّصْرِيِّ، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنْ الضَّحَّاكِ، عَنْ الْأَسْوَدِ ابْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ الْمَعَادِ، كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهِ هَلَكَ" (¬1). 4107 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ -وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا وقَدْ رَفَعَهُ- قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه البيهقي (1737) من طريق جهضم، عن عمر بن سليمان، به. وأخرجه مطولًا أيضًا الطبراني في "الكبير" (4925) من طريق ليث بن أبي سليم، عن محمَّد بن وهب، عن أبيه، وفي "الأوسط" (7271) من طريق محمَّد بن عجلان، عن أبيه، كلاهما (وهب وعجلان) عن زيد بن ثابت. (¬1) إسناده تالف، نهشل -وهو ابن سعيد الورداني- متهم. وقد سلف برقم (257) بأطول مما هنا، وخرَّجناه هناك، وبيَّنا أن المرفوع من الحديث صحيح من حديث ابن عمر. (¬2) إسناده محتمل للتحسين من أجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو خالد الوالبي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وأخرجه الترمذي (2634) من طريق عمران بن زائدة، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (8696)، و"صحيح ابن حبان" (393).

3 - باب مثل الدنيا

3 - بَابُ مَثَلِ الدُّنْيَا 4108 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ أَخَا بَنِي فِهْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَا مَثَلُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا مَثَلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يَرْجِعُ" (¬1). 4109 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: اضْطَجَعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى حَصِيرٍ، فَأَثَّرَ فِي جِلْدِهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ كُنْتَ آذَنْتَنَا فَفَرَشْنَا لَكَ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَنَا وَالدُّنْيَا، إِنَّمَا أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2858)، والترمذي (2476) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (18008)، و"صحيح ابن حبان" (4330) و (6159). (¬2) حديث صحيح، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله، وإن كان قد اختلط- فسماع البصربين والكوفيين منه قديم، وأبو داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- بصري، وقد تابع أبا داود وكيع عند أحمد (4208)، وجعفر بن عون عند الحاكم 4/ 310، وهما ممن سمع من المسعودي قبل الاختلاط. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس. وهو في "مسند الطيالسي " (277). =

4110 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَمُحَمَّدٌ بن الصَّبَّاحُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا، فَقَالَ: "أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا، وَلَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَةً أَبَدًا" (¬1). 4111 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2534) من طريق زيد بن حباب، عن المسعودي، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح. وهو في "مسند أحمد" (3709). (¬1) حديث حسن بطريقيه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف زكريا بن منظور. أبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني. وأخرجه الترمذي (2473) من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، بهذا الإسناد. وعبد الحميد ضعيف أيضًا. وقال الترمذي: صحيح غريب من هذا الوجه. وله شاهد من حديث ابن عمر عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 92، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1439) من طريق أبي مصعب، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر ورجاله ثقات، قال الخطيب: غريب جدًا من حديث مالك .. وآخر من حديث أبي هريرة عند البزار (3693)، والقضاعي (1440) وفي سنده صالح مولى التوأمة وهو ضعيف. وثالث عن رجال من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند ابن المبارك في "الزهد" (509). وسنده ضعيف.

حَدَّثَنَا الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: إِنِّي لَفِي الرَّكْبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذْ أَتَى عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ، قَالَ: فَقَالَ: "أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟ " قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا، -أَوْ كَمَا قَالَ- قَالَ: "فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا" (¬1). 4112 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَقُولُ: "الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ، أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (2474) من طريق مجالد بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (18013). وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد (3047)، وإسناده حسن في الشواهد. وآخر من حديث جابر عند أحمد (14930)، إسناده صحيح. (¬2) حديث حسن. ابن ثوبان: اسمه عبد الرحمن بن ثابت. وأخرجه الترمذي (2475) من طريق ابن ثوبان، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/ 157 و 7/ 91، والبيهقي في "شعب الإيمان" 7/ 341، ورجح أبو حاتم في "العلل" 2/ 124 إرساله، وآخر عن أبي الدرداء عند الطبراني بإسناد قال المنذري: لا بأس به مع أن فيه من لا يعرف.

4113 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ" (¬1). 4114 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِبَعْضِ جَسَدِي، فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2956)، والترمذي (2477) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن العلاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8289)، و"صحيح ابن حبان" (687) و (688). (¬2) حديث صحيح دون قوله: "وعُدَّ نفسك من أهل القبور" فهو حسن لغيره، ليث -وهو ابن أبي سليم- وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وأخرجه الترمذي (2486) و (2487) من طريق ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4764). وأخرجه مطولًا دون قوله: "وعد نفسك من أهل القبور" البخاري (6416) من طريق الأعمش، حدثني مجاهد، عن ابن عمر. "وعد نفسك من أهل القبور" أخرجه الآجري في "الغرباء" (20) من طريق الأعمش، عن مجاهد، به. وفي إسناده مَن لم نعرفه. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (8522)، وفي إسناده علي بن زيد ابن جدعان، وهو ضعيف. =

4 - باب من لا يؤبه له

4 - بَابُ مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ 4115 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ" قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: رَجُلٌ ضَعِيفٌ مُسْتَضْعِفٌ، ذُو طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ" (¬1). 4116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: ¬

_ = وآخر من حديث معاذ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/ 218، وفي إسناده انقطاع. وثالث من حديث أبي الدرداء، ذكره الهيثمي أيضًا 2/ 40، وفي إسناده مجهول. ورابع من حديث زيد بن أرقم عند أبي نعيم في "الحلية" 8/ 202 - 203، وإسناده حسن. وانظر شرح الحديث في "جامع العلوم والحكم" 2/ 376 - 392. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سويد بن عبد العزيز، وباقي رجاله ثقات غير هشام بن عمار فكان يتلقن عندما كبر، وقد توبع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (159)، وفي "مسند الشاميين" (1192)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10488) من طريق سويد بن عبد العزيز، بهذا الإسناد. وذ"هـ ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 106. وقال: سألت أبي عنه فقال: هذا حديث خطأ، إنما يروى عن أبي إدريس كلامه فقط. وله شاهد من حديث حارثة بن وهب، سيأتي بعده. وله شواهد أخرى ذكرناها في "المسند" عند حديث عبد الله بن عمرو (6580). قوله: "ذو طمرين" قال ابن الأثير في "النهاية": الطمر: الثوب الخَلَق، وقال المناوي في "فيض القدير" 3/ 100: طمرين: إزار ورداء خَلَقين.

سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ" (¬1). 4117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي، مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، غَامِضٌ فِي النَّاسِ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه البخاري (4918)، ومسلم (2853)، والترمذي (2788) من طريقين عن معبد بن خالد، بهذا الإسناد. وعندهم زيادة: "لو أقسم على الله لأبره" في وصف أهل الجنة. وهو في "مسند أحمد" (18728). قوله: "متضعَّف" قال النووي في "شرح مسلم": بفتح العين وكسرها، والمشهور الفتح، ولم يذكر الأكثرون غيره، ومعناه: يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا، وأما رواية الكسر فمعناه: متواضع متذلل خامل واضع من نفسه. وقوله: "عتل" هو الجافي الشديد الخصومة بالباطل، و"الجوَّاظ" هو الجَموع المَنوع، و"المستكبر" هو صاحب الكبر، وهو بطر الحق وغمط الناس. قال المناوي في "فيض القدير" 3/ 100: هذا الحديث نص في تفضيل الضعيف على القوي، وقد وقع عكسه في خبر مسلم (2664): "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" فإنه نص في تفضيل القوي على الضعيف، وأجاب النووي بأن المراد بالقوة فيه عزيمة النفس والقريحة في شؤون الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على أعداء الله وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبمدح الضعيف فمن حيث رقة القلوب ولينها واستكانتها لربها وضراعتها إليه.

لَا يُؤْبَهُ لَهُ، كَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا وَصَبَرَ عَلَيْهِ، عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ" (¬1). 4118 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ الْحَارِثِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْبَذَاذَةُ مِنْ الْإِيمَانِ"، قَالَ: الْبَذَاذَةُ: الْقَشَافَةُ، يَعْنِي التَّقَشُّفَ (¬2). 4119 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، صدقة بن عبد الله ضعيف، وأيوب بن سليمان جهله أبو حاتم الرازي والذهبي. وأخرجه الترمذي (2502) من طريق عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة. وعبيد الله بن زحر ضعيف، وعلي بن يزيد -وهو الألهاني- واهي الحديث. وهو في "مسند أحمد" (22167). قوله: "خفيف الحاذ" أي: خفيف الحال قليل المال. (¬2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن سويد. وأخرجه أبو داود (4161) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة. وابن إسحاق مدلس ورواه بالعنعنة. وهو في "مسند أحمد" (24009/ 58)، و"شرح مشكل الآثار" (1531) و (3036)، وانظر تمام تخريجه والكلام عليه فيهما. ومعنى قوله: "البذاذة من الإيمان" أي: أنها من سيما أهل الإيمان، إذ معهم الزهد والتواضع، وترك التكبر، كما كان الأنبياء صلوات الله عليهم قبلهم في مثل ذلك. قاله الطحاوي.

5 - باب فضل الفقر

عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: خِيَارُكُمْ الَّذِينَ إِذَا رُؤوا، ذُكِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 5 - بَابُ فَضْلِ الْفُقَر 4120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيّ، ِ قَالَ: مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َرَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ " قَالُوا: رَأْيَكَ ¬

_ (¬1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد اختلف عليه فيه، فروي عنه عن أسماء كما هو هنا، وروي عنه عن عبد الرحمن بن غنم مرسلًا عند أحمد (17998)، وروي عن ابن غنم عن أبي مالك الأشعري عند الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (233). وأخرجه عبد بن حميد (1580)، وأحمد (27599) و (27601)، والبخاري في "الأدب" (323)، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (434)، والطبراني 24/ (423 - 425)، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (217)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 6، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11107) و (11108) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث ابن عباس عند البزار (3626 - كشف الأستار)، والطبري في "التفسير" 11/ 131، والطبراني (12325)، وابن صاعد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (218)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 231 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وروي عن سعيد مرسلًا بإسناد أصح من إسناد الموصول، أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (217)، والطبري في "التفسير" 11/ 131 و 132، والدولابي في "الكنى" 1/ 106، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 6. وآخر من حديث عمرو بن الجموح عند أحمد (15549)، وأبي نعيم في "الحلية" 1/ 6.

فِي هَذَا، نَقُولُ: هَذَا مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُخَطَّبَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَمَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟ " قَالُوا: نَقُولُ، وَاللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ لَمْ يُنْكَحْ، وَإِنْ شَفَعَ لَا يُشَفَّعْ، وَإِنْ قَالَ لَا يُسْمَعْ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَهَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا" (¬1). 4121 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الْفَقِيرَ الْمُتَعَفِّفَ أَبَا الْعِيَالِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البخاري (5091) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، بهذا الإسناد. وهذا الحديث يجدر بأن يعنون له: خداع الظواهر. (¬2) إسناده ضعيف جدًا، حماد بن عيسى وموسى بن عبيدة ضعيفان، والقاسم ابن مهران مجهول، ولا يثبت له سماع من عمران فيما قال العقيلي. وأخرجه العقيلي في ترجمة القاسم بن مهران من "الضعفاء" 3/ 474، والطبراني في "الكبير" 18/ (607) و (608)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10509)، والرافعي في "التدوين" 1/ 164، والمزي في ترجمة القاسم من "تهذيب الكمال" 23/ 454 من طريق موسى بن عبيدة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في ترجمة محمَّد بن الفضل بن عطية من "الكامل" 6/ 2173، والطبراني 18/ (441)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 282 من طريق محمَّد بن الفضل، عن زيد العمي، عن محمَّد بن سيرين، عن عمران. ومحمد بن الفضل كذاب، وزيد العمي ضعيف.

6 - باب منزلة الفقراء

6 - بَابُ مَنْزِلَةِ الْفُقَرَاء ِ 4122 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ" (¬1). 4123 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ فُقَرَاءَ المسلمين أو الْمُهَاجِرِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ، بِمِقْدَارِ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 246. وأخرجه الترمذي (2510) و (2512) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (7946)، و"صحيح ابن حبان" (676). وهو في "مسند أحمد" (10654) من طريق أبي صالح، و (10730) من طريق شُتَير بن نهار، كلاهما عن أبي هريرة. (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد- العوفي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. وأخرجه الترمذي (2508) من طريق الأعمش، عن عطية العوفي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. =

7 - باب مجالسة الفقراء

4124 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو غَسَّانَ بَهْلُولٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: اشْتَكَى فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ أَغْنِيَاءَهُمْ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، أَلَا أُبَشِّرُكُمْ، إنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِ مِئَةِ عَامٍ" ثُمَّ تَلَا مُوسَى هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] (¬1). 7 - بَابُ مُجَالَسَةِ الْفُقَرَاءِ 4125 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَبُو يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ أَبُو إِسْحَاقَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ ¬

_ = وأخرجه مطولًا أبو داود (3666) من طريق أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري. وهو في "مسند أحمد" (11604)، وفي إسناده مجهول. ويشهد له حديث أبي هريرة السالف قبله. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1477)، وابن أبي شيبة 13/ 244، وعبد ابن حميد مطولًا (797)، والمزي في ترجمة بهلول بن مورِّق من "تهذيب الكمال" 4/ 264 من طريق موسى بن عبيدة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7655) من طريق نافع، عن ابن عمر. وإسناده ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13223)، وفي "الأوسط" (3477)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10381) من طريق سالم، عن ابن عمر رفعه: "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا". وإسناده حسن.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يُحِبُّ الْمَسَاكِينَ وَيَجْلِسُ إِلَيْهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكْنِيهِ: أَبَا الْمَسَاكِينِ (¬1). 4126 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عن عطاء ¬

_ (¬1) صحيح من غير هذا الطريق من قول أبي هريرة، وهذا إسناد ضعيف جدًا، إسماعيل بن إبراهيم التيمي ضعيف، وإبراهيم -وهو ابن الفضل- المخزومي متروك الحديث. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد كيسان المدني. وأخرجه الترمذي (4099) من طريق إسماعيل بن إبراهيم التيمي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، وأبو إسحاق المخزومي قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قِبَلِ حفظه، وله غرائب. وأخرج البخاري (3708) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: ... وكان أخيرَ الناسِ للمسكين جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا، فيُطعمنا ما كان في بية، حتى إن كان ليُخرج لنا العُكَّة التي ليس فيها شيء، فيشقها فنلعق ما فيها. وأخرج الترمذي (4100) عن أبي أحمد حاتم بن سِياه المروزي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن عجلان، عن يزيد بن قسيط، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال: كنا ندعو جعفر بن أبي طالب أبا المساكين، فكنا إذا أتياه قرَّب إلينا ما حضر، فأتيناه يومًا فلم يجد عنده شيئًا، فأخرج جرة من عسل، فكسرها، فجعلنا نلعق منها. وحاتم بن سياه تفرد الترمذي بالرواية عنه، وتابعه على هذا الإسناد محمَّد بن إسحاق السِّجزي عند ابن عدي في "الكامل" 6/ 2284، لكنه ضعيف جدًا، وكان يسرقُ الأحاديثَ، فلا اعتبار بمتابعته. وخالفهما أحمد بن منصور الرمادي -وهو ثقة- فرواه البيهقي في "الشعب" (10882) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ" (¬1). 4127 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو ابْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (¬2) الْأَزْدِيِّ -وَكَانَ قَارِئَ الْأَزْدِ- عَنْ أَبِي الْكَنُودِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، يزيد بن سنان -وهو أبو فروة الرهاوي- ضعيف، وأبو المبارك مجهول، وقد اختلف على يزيد بن سنان في إسناده كما سيأتي. وأخرجه عبد بن حميد (1002) عن ابن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 111، والرافعي في "التدوين" 1/ 473، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 141 من طريق عبد الله بن سعيد الأشج، به. وعلقه البخاري في "التاريخ" 9/ 75 عن أبي خالد الأحمر، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1425) عن عبد الله بن سعد بن يحيى الرقي، عن يزيد بن محمَّد بن سنان! عن أبيه، عن جده، عن عطاء، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1426)، والحاكم 1/ 322 من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك الدمشقي، عن أبيه، عن عطاء، به. وخالد بن يزيد ضعيف. وفي الباب عن أنس عند الترمذي (2509)، وإسناده ضعيف. وعن عبادة عند الطبراني في "الدعاء" (1427) -ومن طريقه الضياء في "المختارة" 8/ (332) -، والبيهقي 7/ 12، وفي إسناده عبيد (أو عبيد الله) بن زياد، ولا يُعرف. تنبيه: ذكر الألباني هذا الحديث في "الصحيحة" (308) من طريق عبد بن حميد، وانتقل بصره إلى إسناد الحديث الذي قبله، فحسَّن الحديث بإسناد غيره، ثم ادعى أن هذه الطريق مع صلاح سندها عزيزة لم يتعرض لذكرها كل من تكلم على هذا الحديث كابن الجوزي وابن الملقن وابن حجر والسيوطي!! وقد علمت أن الوهم منه. (¬2) المثبت من (س) و (م)، وفي (ذ): أبو سعيد، وكللاهما قيل في كنيته.

عَنْ خَبَّابٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52] قَالَ: جَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ، فَوَجَدَوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعَ صُهَيْبٍ وَبِلَالٍ وَعَمَّارٍ وَخَبَّابٍ، قَاعِدًا فِي نَاسٍ مِنْ الضُّعَفَاءِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَقَرُوهُمْ، فَأَتَوْهُ فَخَلَوْا بِهِ وَقَالُوا: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَ لَنَا مِنْكَ مَجْلِسًا، تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا، فَإِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ تَأْتِيكَ فَنَسْتَحْيِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ مَعَ هَذِهِ الْأَعْبُدِ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ فَأَقِمْهُمْ عَنْكَ، فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا فَاقْعُدْ مَعَهُمْ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: "نَعَمْ"، قَالُوا: فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا، قَالَ: فَدَعَا بِصَحِيفَةٍ، وَدَعَا عَلِيًّا لِيَكْتُبَ، وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ، فَنَزَلَ جِبْريلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: {وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 52] ثُمَّ ذَكَرَ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، فَقَالَ: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53]، ثُمَّ قَالَ: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54]. قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} وَلَا تُجَالِسْ الْأَشْرَافَ {تُرِيدُ زِينَةَ

الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} يَعْنِي عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] قَالَ: هَلَاكًا. قَالَ: أَمْرُ عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعِ، ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ الرَّجُلَيْنِ وَمَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. قَالَ خَبَابٌ: فَكُنَّا نَقْعُدُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَإِذَا بَلَغْنَا السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ، قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ حَتَّى يَقُومَ (¬1). 4128 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِينَا سِتَّةٍ: فِيَّ وَفِي ابْنِ مَسْعُودٍ وَصُهَيْبٍ وَعَمَّارٍ وَالْمِقْدَادِ وَبِلَالٍ. قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إِنَّا لَا نَرْضَى أَنْ نَكُونَ أَتْبَاعًا لَهُمْ، فَاطْرُدْهُمْ عَنْكَ، قَالَ: فَدَخَلَ قَلْبَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْخُلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، أسباط بن نصر كثير الخطأ، ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: وثقه ابن معين، وتوقف فيه أحمد، وضعفه أبو نعيم وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال حرب بن إسماعيل، قلت لأحمد: كيف حديثه؟ قال: ما أدري وكأنه ضعفه، وقال ابن كثير في "تفسيره" 3/ 255: هذا حديث غريب، فإن الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهرٍ. وأخرجه الطبري في "التفسير" 7/ 201، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (367)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" (5/ 253 - ، والمزي في ترجمة أبي الكنود من "تهذيب الكمال" 34/ 230 من طريق أسباط بن نصر، بهذا الإسناد. إلا أن رواية الطحاوي عن السُّديِّ عن أبي الكنود مباشرة. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 352 - 353 من طريق حكيم بن زيد، عن السُّديِّ، به. وحكيم بن زيد إن كان المترجم في "الميزان" فقد قال الأزدي: فيه نظر، وإن كان غيره فلم نعرفه.

8 - باب في المكثرين

عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام: 52] الْآيَةَ (¬1). 8 - بَابٌ فِي الْمُكْثِرِينَ 4129 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّهُ قَالَ: "وَيْلٌ لِلْمُكْثِرِينَ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا" أَرْبَعٌ: عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ قُدَّامِهِ، وَمِنْ وَرَائِهِ (¬2). 4130 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ -هُوَ سِمَاكٌ- عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ الحنفي، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، قيس بن الربيع -وإن كان ضعيفًا لسوء حفظه في كبره- متابع. وأخرجه مسلم (2413)، والنسائي في "الكبرى" (8163) و (8180) و (8207) و (8209) من طريقين عن المقدام بن شريح، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (6573). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد- العوفي. محمَّد بن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإن كان سيىء الحفظ- متابع. وأخرجه عبد بن حميد (888)، وأحمد (11259)، وأبو يعلى (1083) من طريق الأعمش، عن عطية، بهذا الإسناد. وعندهم: "المثرون" بدل "المكثرون"، والمثرون: اسم فاعل من: أثرى، إذا كثر ماله. ويشهد له حديث أبي ذر وحديث أبي هريرة الإتيان بعده.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأَكْثَرُونَ هُمْ الْأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَكَسَبَهُ مِنْ طَيِّبٍ" (¬1). 4131 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْأَكْثَرُونَ هُمْ الْأَسْفَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا" ثَلَاثًا (¬2). 4132 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، مالك بن مرثد الحنفي روى عنه اثنان ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه مرثد لم يرو عنه غير ابنه مالك، ووثقه العجلي، وقال العقيلي: ليس بمعروف، وقال الذهبي: فيه جهالة. وقد توبعا. وهو في "صحيح ابن حبان" (3331) من طريق النضر بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا البخاري (2388)، ومسلم بإثر الحديث (991) / (32) و (33) من طريق زيد بن وهب، عن أبي ذر رفعه: "إن الأكثرين هم الأقلون، إلا من قال بالمال هكذا وهكذا -وأشار بين بديه وعن يمينه وعن شماله- وقليل ما هم". وهو في "مسند أحمد" (21347)، و "صحيح ابن حبان" (3326). (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل محمَّد بن عجلان، وقد توبع. وأخرجه أحمد (9526) عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (8085) و (10795) و (10918)، والبزار (3089 - كشف الأستار)، والحاكم 1/ 517 من طريق كميل بن زياد، وأحمد (9075) من طريق أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، كلاهما عن أبي هريرة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا عِنْدِي ذَهَبًا، فَتَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي قَضَاءِ دَيْنٍ" (¬1). 4133 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمِ بْنِ مِشْكَمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي، وَعَلِمَ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَقْلِلْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِ لِقَاءَكَ، وَعَجِّلْ لَهُ الْقَضَاءَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِي وَلَمْ يُصَدِّقْنِي، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ مَا جِئْتُ بِهِ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، يعقوب بن حميد بن كاسب متابع، وعبد العزيز بن محمَّد -وهو الدراوردي- فيه كلام يحطه عن رتبة الثقة قليلًا، وقد توبع أيضًا، وباقي رجاله ثقات. أبو سهل بن مالك: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي عم الإمام مالك. وهو في "مسند أحمد" (9427) عن قتيبة بن سعيد، عن الدراوردي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2389) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، و (7228) من طريق همام بن منبه، ومسلم (991) من طريق محمَّد بن زياد، ثلاثهم عن أبي هريرة. وانظر "مسند أحمد" (7484)، و"صحيح ابن حبان" (3214) و (6350). قوله: "فتأتي علي ثالثة" يعي ليلة ثالثة. (¬2) إسناده ضعيف، ومتنه منكر. عمرو بن غيلان فقد اختُلِفَ في صحبته، فذكره خليفة والمستغفري في الصحابة، وقال ابن السكن: يقال: له صحبة. وقال=

4134 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ بُرْزِينَ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنْ الْبَرَاءِ السَّلِيطِيِّ، عَنْ نُقَادَةَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى رَجُلٍ يَسْتَمْنِحُهُ نَاقَةً، فَرَدَّهُ، ثُمَّ بَعَثَنِي إِلَى رَجُلٍ آخَرَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِنَاقَةٍ، ¬

_ = ابن منده: مختلف في صحبته، وقال ابن أبي عاصم: أصحابنا وضعوه في المسند، فلم يثبت لي أن له صحبة. وذكره ابن سميع في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: أدرك الجاهلية، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين من "الثقات"، وقال ابن البرقي: لا تصح له صحبة، وكذا قال المزي. وقال الدارقطني في "السُّنن": مجهول؛ وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": حديثه عند أهل الشام ليس بالقوي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1607)، والطبراني في "الكبير" 17/ (56)، وفي "مسند الشاميين" (1406)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10445) من طرق عن صدقة بن خالد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن معاذ بن جبل عند ابن عدي في "الكامل" 5/ 1769، والبيهقي في "الشعب" (1476)، وفي إسناده عمرو بن واقد، وهو متروك. ولابن حبان في "صحيحه" (259)، والطبراني 18/ (808) بسند رجاله ثقات من حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك، فحبب إليه لقاءك، وسهل عليه قضاءَك، وأقلِلْ له من الدنيا، ومن لم يؤمن بك، ولم يشهد أني رسولُك، فلا تُحبب إليه لقاءَك، ولا تُسهل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا". قلنا: وفي حديث أنس ما يعارض قوله: "فأقلل ماله وولده" فقد أخرج البخاري (6334)، ومسلم (660) قال: قالت أم سليم للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنس خادمك، قال: "اللهم أكثِز ماله وولده، وبارك له فيما أعطية".

فَلَمَّا أَبْصَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهَا، وَفِيمَنْ بَعَثَ بِهَا". قَالَ نُقَادَةُ: فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا! قَالَ: "وَفِيمَنْ جَاءَ بِهَا" ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُلِبَتْ فَدَرَّتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَ فُلَانٍ - لِلْمَانِعِ الْأَوَّلِ - وَاجْعَلْ رِزْقَ فُلَانٍ يَوْمًا بِيَوْمٍ" لِلَّذِي بَعَثَ بِالنَّاقَةِ (¬1). 4135 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْقَطِيفَةِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَفِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة البراء السليطي. عفان: هو ابن مسلم. وأخرجه أحمد (20735)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 126 - 127، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1061)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 166، والمزي في ترجمة البراء السليطي من "تهذيب الكمال" 4/ 42 من طرق عن غسان بن برزين، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرًا ابن قانع 3/ 167 من طريق هرمز بن جُوزان، عن البراء، به. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/ 293 عن هشام بن محمَّد، عن أبي سفيان النخعي، عن رجل من بني أسد ثم من بني مالك بن مالك قال: قال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لنقادة ... فذكر نحو حديث نقادة. وإسناده ضعيف لإبهام الرجل الأسدي. (¬2) إسناده صحيح. وأبو بكر بن عياش قد توبع. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (2886) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (3218). وانظر ما بعده.

9 - باب القناعة

4136 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَفْوَانَ ابن سليم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ" (¬1). 9 - بَابُ الْقَنَاعَةِ 4137 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، يعقوب بن حميد وإسحاق بن سعيد -وهو إسحاق بن إبراهيم بن سعيد الصواف- ضعيفان، وقد توبعا. صفوان: هو ابن سُليم. وأخرجه البخاري (2887) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2532) من طريق الحسن، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "لُعِنَ عبد الدينار، لعِنَ عبد الدرهم". وانظر ما قبله. قوله: "تعس عبد الدينار" أي: انكب وعثر، ومعناه: الدعاء عليه، ومنه قوله تعالى: {فَتَعْسًا لَهُمْ} أي: عثارًا وسقوطا، وتعسا لفلان نقيض قولهم: لعًا له، فتعسًا دعاء عليه بالعثرة، ولعًا دعاء له بالانتعاش. وعبد الدينار: هو طالبه الحريص على جمعه، القائم على حفظه، فكأنه لذلك خادمه وعبده. والقطيفة: هي الثوب الذي له خمل، والخميصة: الكساء المربع. وإذا شيك: أي إذا دخلت فيه شوكة لم يجد من يخرجها بالمنقاش، وهو معنى قوله: فلا انتقش، ويحتمل أن يريد: لم يقدر الطبيب أن يخرجها، وفيه إشارة إلى الدعاء عليه بما يثبطه عن السعي والحركة، وسوغ الدعاء عليه كونه قصر عمله على جمع الدنيا، واشتغل بها عن الذي أمر به من التشاغل بالواجبات والمندويات. أفاده الحافظ في "الفتح" 11/ 254 - 255.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن ابن هرمز. وأخرجه مسلم (1051) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6446)، والترمذي (2530) من طريق أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7316)، و"شرح مشكل الآثار" (6052)، و "صحيح ابن حبان" (679). قال ابن بطال: معنى الحديث: ليس حقيقةُ الغنى كثرةَ المال، لأن كثيرًا ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي، فهو يجتهد في الازدياد، ولا يُبالي مِن أين يأتيه، فكأنه فقير لشدة حرصه، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس، وهو مَن استغنى بما أوتي وقنع به ورضي، ولم يحرص على الازدياد، ولا ألح في الطلب، فكأنه غني. وقال القرطبي المحدِّث: معنى الحديث أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه: أنه إذا استغنت نفسُه كفِّت عن المطامع، فعزَت وعَظُمَت، وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله مَن يكون فقيرَ النفس لحرصه، فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله. قلنا: وفي "صحيح مسلم" (2721) من حديث عبد الله بن مسعود قال: كان من دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعِفة والغنى"، وروى أحمد (1529)، ومسلم (2965) من حديث سعد بن أبي وقاص رفعه: "إن الله يحب العبد المتقي النقي الغني الحنفي ". قال شارح "المشكاة" 5/ 77: قال النوري رحمه الله: المراد بالغنى غنى النفس، وهذا هو الغنى المحبوب، لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الغنى غنى النفس" وأشار القاضي عياض رحمه الله إلى أن المراد به غنى المال. قال القاري: وهذا هو المناسب لعنوان الباب (يعني عنوان صاحب المشكاة: باب استحباب المال والعمر للطاعة) وهو لا ينافي غنى النفس، فإنه 1، صل في الغنى والفرد الأكمل في =

4138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَحُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يُخْبِرُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَرُزِقَ الْكَفَافَ، وَقَنَعَ بِهِ" (¬1). ¬

_ = المعنى، ويترتب عليه غنى اليد الموجب لتحصيل الخيرات والمسرات في الدنيا، ووصول الدرجات العاليات في العُقبى. وقال المناوي في "فيض القدير" 2/ 289: وأشار البيضاوي وعياض والطيبي إلى أن المراد غنى المال، والمال غير محذور لعينه، بل لكونه يعوق عن الله، فكم من غني لم يشغله غناه عن الله، وكم من فقير شغله فقره عن الله. قلنا: ومما يؤيد تفسير الغنى هنا بغنى اليد قوله ": "نِعِمَّا بالمال الصالح للرجل الصالح" أخرجه أحمد (17763) بإسناد صحيح. وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير مِن أن تذرهم عالةً يتكففون الناس" أخرجه البخاري (1295)، ومسلم (1628). وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"اليد العليا خير من اليد السفلى" أخرجه البخاري (1427)، ومسلم (1034). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وقد اختُلف عليه فيه: فرواه محمَّد بن رمح هنا، عنه، عن عبيد الله وحميد، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو. ورواه يحيى بن إسحاق السيلحيني عند أحمد (6609)، عنه، عن شرحبيل بن شريك، عن الحبلي، به. وقد توبع ابن لهيعة على الإسناد الثاني، ففد أخرجه مسلم (1054)، والترمذي (2505) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. وهو في "مسند أحمد" (6572)، و"صحيح ابن حبان" (670).

4139 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا" (¬1). 4140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَيَعْلَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ نُفَيْعٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ غَنِيٍّ وَلَا فَقِيرٍ إِلَّا وَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ أُتِيَ مِنْ الدُّنْيَا قُوتًا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو زرعة: هو ابن عمرو البجلي. وهو في "الزهد" لوكيع (119)، ومن طريقه أخرجه مسلم (1055) (126)، وبإثر الحديث (2969) / (19)، والترمذي (2518). وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2969) / (19)، والنسائي في "الكبرى" (11809) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقال: "كفافًا" بدل "قوتًا". وأخرجه البخاري (6460)، ومسلم (1055) (126)، وبإثر الحديث (2969) / (18) من طريق محمَّد بن فضيل بن غزوان، عن أبيه، عن عمارة بن القعقاع، به، بلفظ وكيع. وهو في "مسند أحمد" (9753)، و"صحيح ابن حبان" (6344). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، نفيع -وهو ابن الحارث أبو داود الأعمى- متروك. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وأخرجه عبد بن حميد (1235)، وهناد في "الزهد" (599)، وأحمد (12163) و (12710)، وأبو يعلى (3713) و (4339) و (4341)، وابن حبان في "المجروحين" 3/ 56، وابن عدي في ترجمة نفيع من "الكامل" 7/ 2524، وأبو نعيم في "الحلية" =

4141 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ابْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافى فِي جَسَدِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" (¬1). ¬

_ = 10/ 69، والبيهقي في "شعب الأيمان" (10378)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 3/ 131 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه وكيع في "الزهد" (117) من طريق إسماعيل، عن نفيع، عن أنس موقوفًا. (¬1) حسن بمجموع شواهده، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سلمة بن عبيد الله -أو ابن عبد الله- بن محصن الأنصاري. عبد الرحمن بن أبي شميلة روى عنه اثنان، وقال ابن معين: مشهور، وقال أبو حاتم: مشهور برواية حماد بن زيد عنه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه الترمذي (2500) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية. وفي الباب عن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (8875)، وفي إسناده أبو بكر الداهري، وهو ضعيف. وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (1828)، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء عند ابن حبان (671)، والطبراني في "مسند الشاميين" (22)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (539)، وأبي نعيم في "الحلية" 249/ 5، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10358)، وإسناده ضعيف جدًا. وعن محمَّد الباقر مرسلًا عند السهمي في "تاريخ جرجان" ص 364. قوله: "آمنا في سربه" قال المناوي في "فيض القدير" 6/ 68: بكسر السين على الأشهر، أي: في نفسه، وروي بفتحها، أي: في مسلكه، وقيل: بفتحتين، أي: في بيته. وقوله: "حِيزَت" أي: جُمِعَت.

،4142 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ". قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: "عَلَيْكُمْ" (¬1). 4143 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وأبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "الزهد" لوكيع (145). وأخرجه مسلم (2963) (9)، والترمذي (2682) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6490)، ومسلم (2963) (8) من طريق الأعرج، ومسلم (2963) (8) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة، بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (7449)، و"صحيح ابن حبان" (713). وقوله: "فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم" أي: هو حقيق بعدم الازدراء وهو افتعال من زريتُ عليه وأزريت به: إذا تنقصته. قال ابن بطال: هذا الحديث جامع لمعاني الخير، لأن المرء لا يكون بحال تتعلق بالدين من عبادة ربه مجتهدًا فيها إلا وجد من هو فوقه، فمتى طلبت نفسه اللحاق به استقصر حاله، فيكون أبدًا في زيادة تقربه من ربه، ولا يكون على حالة خسيسة من الدنيا إلا وجد من أهلها من هو أخسُّ حالًا منه، فإذا تفكر في ذلك، علم أن نعمة الله وصلت إليه دون كثير ممن فضل عليه بذلك من غير أمر أوجبه فيلزم نفسه الشكر فيعظم اغتباطه بذلك في معاده.

10 - باب معيشة آل محمد - صلى الله عليه وسلم -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ" (¬1). 10 - بَابُ مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4144 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنْ كُنَّا، آلَ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَنَمْكُثُ شَهْرًا مَا نُوقِدُ فِيهِ بِنَارٍ، مَا هُوَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ نُمَيْرٍ قَالَ: نَلْبَثُ شَهْرًا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2564) (34) من طريق كثير بن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (2564) (33) من طريق أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أبي هريرة ضمن حديث مطول. وهو في "مسند أحمد" (2827) و (10965)، وأدرجه ابن حبان في "صحيحه" (394) تحت باب ذكر الإخبار بأن على المرء تعهد قلبه وعمله دون تعهده نفسه وماله. (¬2) إسناده صحيح. عروة: هو ابن الزبير. وهو في "مصنف ابن أبي شية" 13/ 361، وعنه أخرجه مسلم (2972) (26). وأخرجه البخاري (6458)، ومسلم (2972) (26)، والترمذي (2638) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24232)، و"صحيح ابن حبان" (729). وأخرجه مطولًا البخاري (2567) و (6459)، ومسلم (2972) (28) من طريق يزيد بن رومان، عن عروة، به، إلا أن في روايته أنه كانت تمرُّ عليهم ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقِدَ في بيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نار. وذكرت فيه نحو الرواية الآتية بعده. وانظر ما بعده.

4145 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشَّهْرُ مَا يُرَى فِي البَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِ الدُّخَانُ. قُلْتُ: فَمَا كَانَ طَعَامُهُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ، التَّمْرُ وَالْمَاءُ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ جِيرَانُ صِدْقٍ، وَكَانَتْ لَهُمْ رَبَائِبُ، فَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلَيْهِ أَلْبَانَهَا. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَكَانُوا تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ (¬1). 4146 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْتَوِي، فِي الْيَوْمِ مِنْ الْجُوعِ، مَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ (¬2). 4147 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حدثنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي. وهو في "مسند أحمد" (25491) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الربائب: قال في "النهاية" الغنم التي تكون في البيت، وليست بسائمة، واحدتها ربيبة بمعنى مربوبة، لأن صاحبها يربُّها. (¬2) إسناده حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (2978) عن طرلق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (159) و (353)، و"صحيح ابن حبان" (6342). قوله: "الدقل" هو رديء التمر ويابسه.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ مِرَارًا: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ وَلَا صَاعُ تَمْرٍ". وَإِنَّ لَهُ يَوْمَئِذٍ لتِسْعَ نِسْوَةٍ (¬1). 4148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ" أَوْ: "مَا أَصْبَحَ فِي آلِ مُحَمَّدٍ مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ" (¬2). 4149 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَكْرَمِ -رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ لَا نَقْدِرُ - أَوْ لَا يَقْدِرُ- عَلَى طَعَامٍ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه ضمن حديث مطول البخاري (2069)، والترمذي (1258) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (12360) و (13497)، و "صحيح ابن حبان" (6349). (¬2) إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي ولانقطاعه، فإن أبا عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني. (¬3) إسناده ضعيف، عبد الأكرم -وهو ابن أبي حنيفة الكوفي- مقبول في المتابعات، وقد انفرد به، وأبوه مجهول. وأخرجه الطبراني (6490)، والمزي في ترجمة عبد الأكرم من "تهذيب الكمال" 16/ 383 من طريق نصر بن علي الجهضمي، بهذا الإسناد.

11 - باب ضجاع آل محمد - صلى الله عليه وسلم -

4150 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا بِطَعَامٍ سُخْنٍ، فَأَكَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، مَا دَخَلَ بَطْنِي طَعَامٌ سُخْنٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا" (¬1). 11 - بَابُ ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4151 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ ضِجَاعُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَدَمًا، حَشْوُهُ لِيفٌ (¬2). 4152 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، سويد بن سعيد عمي، فصار يتلقن ما ليس من حديثه. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأخرجه البيهقي 7/ 280 من طريق سويد بن سعيد، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده صحيح. أبو خالد: هو سليمان بن حيان الأزدي الأحمر. وأخرجه البخاري (6456)، ومسلم (2082)، وأبو داود (4146) و (4147)، والترمذي (1859) و (2636) من طرق عنْ هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24209)، و "صحيح ابن حبان" (6361). وضجاع: ما يضطجع عليه وهو الفراش، والليف: قشر النخل الذي يجاور السعف.

عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، وَهُمَا فِي خَمِيلٍ لَهُمَا -وَالْخَمِيلُ: الْقَطِيفَةُ الْبَيْضَاءُ مِنْ الصُّوفِ- قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَهَّزَهُمَا بِهَا، وَوِسَادَةٍ مَحْشُوَّةٍ إِذْخِرًا، وَقِرْبَةٍ (¬1). 4153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ، قَالَ: فَجَلَسْتُ، فَإِذَا عَلَيْهِ إِزَارٌ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، وَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ، وَقَرَظٍ فِي نَاحِيَةٍ فِي الْغُرْفَةِ، وَإِذَا إِهَابٌ مُعَلَّقٌ، فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَقَالَ: "مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ " فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَمَا لِي لَا أَبْكِي؟ وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى، وَذَلِكَ كِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، قَالَ: "يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، "أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا؟ " قُلْتُ: بَلَى (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده قوي، محمَّد بن فضيل -وإن لم يُذكر فيمن روى عن عطاء قبل الاختلاط- تابعه زائدة بن قدامة، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط. وأخرجه النسائي 5/ 136 من طريق زائدة بن قدامة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (643)، و"صحيح ابن حبان" (6947). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1479) (30) من طريق عمر بن يونس، بهذا الإسناد. =

12 - باب معيشة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -

4154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُهْدِيَتْ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيَّ، فَمَا كَانَ فِرَاشُنَا لَيْلَةَ أُهْدِيَتْ إِلَّا مَسْكَ كَبْشٍ (¬1). 12 - بَابُ مَعِيشَةِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ، فَيَنْطَلِقُ أَحَدُنَا يَتَحَامَلُ حَتَّى يَجِيءَ بِالْمُدِّ، وَإِنَّ لِأَحَدِهِمْ الْيَوْمَ مِئَةَ أَلْفٍ. قَالَ شَقِيقٌ: كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطول البخاري (2468) و (5191)، ومسلم (1479) (34) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور، والبخاري (4913)، ومسلم (1479) (31) من طريق عبيد بن حنين، كلاهما عن ابن عباس، به. وهو في "مسند أحمد" (222)، و"صحيح ابن حبان" (4188). (¬1) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمداني-، والحارث الأعور فيه كلام أيضًا. عامر: هو ابن شراحيل الثعبي. وأخرجه أبو يعلى (471)، والبزار (832) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد. قال الدارقطني في "العلل" 3/ 167: وخالفه -يعني ابن فضيل- يحيى بن اليمان، فرواه عن مجالد عق الشعبي عن علي، ولم يذكر الحارث، وقول يحيى بن يمان أشبه بالصواب، ويشبه أن يكون هذا من مجالد. قوله: "مَسك كبش" أي: جِلد كبش. (¬2) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو أسامة: هو حماد ابن أسامة، وزائدة: هو ابن قدامة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. =

4156 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، سَمِعَهُ مِنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا (¬1). 4157 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ جُوعٌ وَهُمْ سَبْعَةٌ، قَالَ: فَأَعْطَانِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَبْعَ تَمَرَاتٍ، لِكُلِّ إِنْسَانٍ تَمْرَةٌ (¬2). ¬

_ = وأخرجه البخاري (1416) من طريق الأعمش، والنسائي 5/ 59 من طريق منصور، كلاهما عن شقيق، به. وهو في "مسند أحمد" (22346). والتحامل: هو تكلف الحمل على مشقة. قال الحافظ في "الفتح": وأشار بذلك إلى ما كانوا عليه في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قلة الشيء، وإلى ما صاروا إليه بعده من التوسع لكثرة الفتوح، ومع ذلك، فكانوا في العهد الأول يتصدقون بما يجدون ولو جهدوا. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه بأطول مما هنا مسلم (2967) من طريق حميد بن هلال، عن خالد ابن عمير، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17574)، و"صحيح ابن حبان" (7121). وقوله: حتى قرحت أشداقنا، أي: صار فيها قروح وجراح من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته، والأشداق: جوانب الفم، واحدها شِدق. (¬2) إسناده صحيح، إلا أنه وقع في متنه وهم لشعبة كما سيأتي. غندر: هو محمَّد بن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعباس الجريري، هو ابن فروخ، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. =

4158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: {لَمَّا نَزَلَتْ: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] قَالَ الزُّبَيْرُ: وَأَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ وَإِنَّمَا هُوَ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2642)، والنسائي في "الكبرى" (6698) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7965). وأخرجه البخاري (5411) و (5441) من طريق حماد بن زيد، عن عباس الجريري، به، بلفظ: قسم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومًا بين أصحابه تمرًا، فأعطى كل إنسان سبع تمرات، فأعطاني سبع تمرات إحداهن حَشَفَةٌ ... وهو في "مسند أحمد" (8633). وأخرجه البخاري (5441 م) من طريق عاصم الأحول، عن أبي عثمان، به، بنحو رواية حماد بن زيد، إلا أنه قال: خمس تمرات. وهو في "صحيح ابن حبان" (4498). ويشهد لرواية السبع حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة عند أحمد (8301). (¬1) إسناده حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي. وأخرجه الترمذي (3650) عن ابن أبي عمر العدني، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (1405)، و"شرح مشكل الآثار" (467). والزبير بن العوام: هو حواري رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وأحدُ العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أهل الثورى وأول من سل سيفه في سبيل الله، أسلم وهو حدث، له ست عشرة سنة. شهِدَ بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة. استشهد بعد انصرافه =

4159 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ ابْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ ثَلَاثُ مِئَةٍ، نَحْمِلُ أَزْوَادَنَا عَلَى رِقَابِنَا، فَفَنِيَ أَزْوَادُنَا حَتَّى كَانَ يَكُونُ لِلرَّجُلِ مِنَّا تَمْرَةٌ. فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَأَيْنَ تَقَعُ التَّمْرَةُ مِنْ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَقَدْنَاهَا، وَأَتَيْنَا الْبَحْرَ فَإِذَا نَحْنُ بِحُوتٍ قَدْ قَذَفَهُ الْبَحْرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا (¬1). ¬

_ = من القتال من معركة الجمل فنزل بوادي السباع وقام يُصلي فأتاه عمرو بن جرموز فقتله سنة ست وثلاثين. وقالت زوجته عاتكة بنت زيد ترثيه: غَدَرَ ابنُ جُرموز بفارسِ بُهمَةٍ ... يومَ اللقاء وكان غيرَ مُعَرِّدِ يا عَمرو لو نَبهتَه لوجدتَه ... لا طائشًا رَعِشَ البَنانِ ولا اليدِ ثَكِلتكَ أُمُّك إن قتلتَ لمسلمًا ... حلَّتْ عليكَ عقوبةُ المُتعمِّدِ إن الزبيرَ لذو بلاء صادقِ ... سمحٌ سجيتُه كريمُ المَشهدِ كم غمرةٍ قد خاضَها لم يُثنِهِ ... عنها طِرادُك يا ابن فَقع القرددِ فاذهب فما ظَفِرَتْ يداكَ بمثلِه ... فيما مضى فيما تروح وتغتدي وقد جاء في أخباره أنه ترك من العروض ما يساوي خمسين ألف ألف درهم، ومن العَين خمسين ألف ألف درهم رضي الله عنه. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (2483) و (2983)، ومسلم (1935) (25) و (21)، والترمذي (2643)، والنسائي 7/ 207 من طرق عن وهب بن كيسان، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد على بعض. وأخرجه مطولًا ومختصرًا بنحوه البخاري (4362)، ومسلم (1935) (17 - 19) و (21)، وأبو داود (3840)، والنسائي 7/ 207 و 208 و 208 - 209. وهو في "مسند أحمد" (14286)، و"صحيح ابن حبان" (5259) و (5260).

13 - باب: في البناء والخراب

13 - بَابٌ: فِي الْبِنَاءِ وَالْخَرَابِ 4160 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصًّا لَنَا، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟ " فَقُلْتُ: خُصٌّ لَنَا وَهَى، ونَحْنُ نُصْلِحُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أُرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ" (¬1). 4161 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقُبَّةٍ عَلَى بَابِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: "مَا هَذِهِ؟ " قَالُوا: قُبَّةٌ بَنَاهَا فُلَانٌ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ مَالٍ يَكُونُ هَكَذَا، فَهُوَ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" فَبَلَغَ الْأَنْصَارِيَّ ذَلِكَ، فَوَضَعَهَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدُ، فَلَمْ يَرَهَا، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ وَضَعَهَا لِمَا بَلَغَهُ عَنْه، فَقَالَ: "يَرْحَمُهُ اللَّهُ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم الضرير، والأعمش: هو سيمان بن مهران، وأبو السفر: هو سعيد بن يحمد. وأخرجه أبو داود (5235) و (5236)، والترمذي (2489) من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (6502)، و"صحيح ابن حبان" (2996) و (2997). والخُصُّ: بيت يكون من قصب. وقوله: "وهي" من وهي الحائطُ يهي، إذا ضَعُفَ وهمَّ بالسقوط. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عيسى بن عبد الأعلى. =

4162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بِنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنَيْتُ بَيْتًا، يُكِنُّنِي مِنْ الْمَطَرِ وَيُكِنُّنِي مِنْ الشَّمْسِ، مَا أَعَانَنِي عَلَيْهِ خَلْقُ للَّهِ تَعَالَى (¬1). 4163 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: أَتَيْنَا خَبَّابًا نَعُودُهُ فَقَالَ: لَقَدْ طَالَ سَقْمِي، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا تَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ" لَتَمَنَّيْتُهُ، وَقَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا إِلَّا فِي التُّرَابِ، أَوْ قَالَ: فِي الْبِنَاءِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه بنحوه أبو داود (5237) من طريق إبراهيم بن محمَّد بن حاطب، عن أبي طلحة، عن أنس. وإبراهيم بن محمَّد وأبو طلحة لم يوثقهما غير ابن حبان. وانظر لزامًا "شرح مشكل الآثار" 2/ 414 - 420. وهو في "مسند أحمد" (13301) من طريق شريك النخعي، عن عبد الملك ابن عمير، عن أبي طلحة، عن أنس. وشريك سيئ الحفظ. (¬1) إسناده صحيح. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين. وأخرجه البخاري (6302) عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- متابع. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الترمذي (2650) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21054). وأخرجه بنحوه البخاري (5672)، ومسلم (2681) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن خباب. وهو في "مسند أحمد" (21059)، و"صحيح ابن حبان" (2999) و (3243). =

14 - باب التوكل واليقين

14 - بَابُ التَّوَكُّلِ وَالْيَقِينِ 4164 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا" (¬1). 4165 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَّامِ أَبِي شُرَحْبِيلَ، عَنْ حَبَّةَ، وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ، قَالَا: دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئًا، فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "لَا تَيْأَسَا مِنْ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُؤوسُكُمَا، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ، لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ، ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" (¬2). ¬

_ = وقوله: "إن العبد ليؤجر في نفقته ... " موقوف على خباب كما بيَّنته بعض الروايات، وقد روي نحوه مرفوعًا من حديث أنس عند الترمذي (2649)، وإسناده ضعيف. وقال الحافظ في "الفتح"10/ 129: هو محمول على ما زاد على الحاجة. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رواية ابن وهب عن عبد الله بن لهيعة قوية، وقد توبع. ابن هبيرة: هو عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (370) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2498) من طريق بكر بن عمرو المعافري، عن ابن هبيرة، به. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (205). (¬2) إسناده ضعيف لجهالة سلام أبي شرحبيل، فإنهم لم يذكروا في الرواة عنه غير الأعمش، وذكره ابن حبان في "الثقات". =

4166 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أخبرنَا أَبُو شُعَيْبٍ، صَالِحُ بْنُ رَزُيْقٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِنْ قَلْبِ ابْنِ آدَمَ بِكُلِّ وَادٍ شُعْبَةً، فَمَنْ أتبع قَلْبَهُ الشُّعَبَ كُلَّهَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ بِأَيِّ وَادٍ أَهْلَكَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ كَفَاهُ الشُّعَبَ (¬1) " (¬2). 4167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ" (¬3). ¬

_ = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 33، وأحمد (15855) و (15856)، والبخاري في "التاريخ" 3/ 92، وفي "الأدب المفرد" (453)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1466)، والطبراني في "الكبير" (3479) و (3480) و (6610 - 6612)، والبيهقي في "الشعب" (1349)، وفي "الآداب" (951)، والمزي في ترجمة حبة بن خالد من "تهذيب الكمال" 5/ 355 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. قوله: "ما تهزَّزت" أي: تحرَّكت، كناية عن الحياة. (¬1) في (م) والمطبوع: التشعب. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة صالح بن رزيق العطار. وقال الذهبي في "الميزان": حديث منكر. وقال المزي: ولا أعلم له غير هذا الحديث. وأخرجه المزي في ترجمة صالح من "تهذيب الكمال" 13/ 45 من طريق أبي الحسن القطان، عن ابن ماجه، بهذا الإسناد. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل أبي سفيان، وهو طلحة بن نافع. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران. =

4168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أخبرنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ: قَدَرُ اللَّهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوْ، فَإِنَّ اللَّوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2877) (81)، وأبو داود (3113) من طريق الأعمش؛ بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2877) (82) من طريق أبي الزبير، عن جابر. وهو في "مسند أحمد" (14125)، و"صحيح ابن حبان" (636 - 638). قال النووي: قال العلماء: هذا تحذير من القنوط وحثٌّ على الرجاء عند الخاتمة، وفي الحديث القدسي الصحيح: "أنا عند ظن عبدي بي" ومعنى حسن الظن باللهِ تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، وفي حالة الصحة يكون خائفًا راجيًا، ويكونان سواءً، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات الموت، غُلِّبَ الرجاءُ أو محضه، لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذه الحال، فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له. (¬1) حديث حسن، وقد اختلف في هذا الإسناد على سفيان وعلى ابن عجلان. فأخرجه النسائي في "الكبرى" (15382) عن قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور، والطحاوي في "شرح المشكل" (259) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن حبان (5721) من طريق حسن بن حريث، أربعتهم عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1114) عنه، عن محمَّد بن عجلان، عن رجل من آل ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد (8791)، والنسائي (10384) و (10385)، والطحاوي في "شرح المشكل" (260) و (261) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عجلان، =

15 - باب الحكمة

15 - بَابُ الْحِكْمَةِ 4169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْكَلِمَةُ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، حَيْثُمَا وَجَدَهَا، فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا" (¬1). ¬

_ = عن ربيعة بن عثمان المدني، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقال ابن المبارك عند الطحاوي والنسائي في الموضع الثاني: ثم سمعته من ربيعة وحفظي له من محمَّد. وأخرجه النسائي (10383) من طريق الفضيل بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقال: الفضيل بن سليمان ليس بالقوي. وهو في "مسند أحمد" (8791). وقد سلف برقم (79) من طريق عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمَّد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وهذه الطريق أصح طرق الحديث، ومنها أخرجه مسلم في "صحيحه" (2664) وقوله: "المؤمن القوي" قال الإمام النووي: المراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد وأسرع خروجًا إليه، وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبًا لها ومحافظة عليها ونحو ذلك. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، إبراهيم بن الفضل -وهو المخزومي- متروك. وأخرجه الترمذي (2882) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن الفضل المخزومي ضعيف. وفي الباب عن علي عند الديلمي في "مسند الفردوس" 2/ 101، وفي إسناده أبو الدنيا المعمر، وهو كذاب. وعن زيد بن أسلم مرسلًا عند القضاعي في "مسند الشهاب" (146). وفي إسناده هشام بن سعد المدني، وهو ضعيف.

4170 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" (¬1). 4171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: "إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ، فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ، وَأَجْمِعْ الْيَأْسَ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6412)، والترمذي (2456) و (2457) من طريق عبد الله ابن سعيد بن أبي هند، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2340). قال ابن بطال: معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغًا حتى يكون مكفيًا صحيح البدن، فمن حصل له ذلك، فليحرص على أن لا يُغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فمن فَرَّطَ في ذلك، فهو المغبون. وقال الطيبي: ضرب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للمكلف مثلًا بالتاجر الذي له رأس مال، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال، فطريقه في ذلك أن يتحرى فيمن يُعامله، ويلزم الصدق والحِذق لئلا يُغبن، فالصحة والفراغ رأس المال، وينبغي أن يعامل الله بالإيمان ومجاهدة النفس وعدو الدين، ليربح خيري الدنيا والآخرة، وقريب منه قوله تعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: 10] الآيات، وعليه أن يجتنب مطاوعة النفس ومعاملة الشيطان لئلا يضيع رأس ماله مع الربح. (¬2) إسناده ضعيف لجهالة عثمان بن جبير، وقد اضطرب في إسناده كما سيأتي في التخريج.=

4172 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ، ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلَّا بِشَرِّ مَا يسْمَعُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا، فَقَالَ: يَا رَاعِي، أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ. قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه أحمد (23498)، والطبراني (3987) و (3988)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (226)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 362، والبيهقي في "الزهد الكبير" (102)، والمزي في ترجمة عثمان بن جبير من "تهذيب الكمال" 19/ 347 من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وتحرف عثمان بن جبير في مطبوع "الأمثال" إلى: عثمان بن خثيم، وتحرف في مطبوع "الحلية" إلى: عمي بن جبير. وأورده البخاري في "التاريخ" 6/ 216 من طريق يزيد، عن ابن خثيم، عن عثمان بن جبير، عن أبيه، عن جده، عن أبي أيوب. وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأنس ذكرنا أحاديثهم في "مسند أحمد"، وكلها ضعيفة. وأحسن شيء في الباب حديث سعد بن عمارة موقوفًا عليه عند البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 44، والطبراني في "الكبير" (5459). (¬1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس ابن خالد. وأخرجه الطيالسي (2563)، وأحمد (8639)، وأبو يعلى (6388)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (291)، وابن عدي في ترجمة علي بن زيد من "الكامل" 5/ 1843، والبيهقي في "الشعب" (1788) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. =

16 - باب: البراءة من الكبر والتواضع

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنَاه إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: "بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً" (¬1). 16 - بَابٌ: الْبَرَاءَةُ مِنْ الْكِبْرِ وَالتَّوَاضُعُ 4173 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، جَمِيعًا عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ" (¬2). 4174 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ ينَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو الحسن بن سلمة: هو القطان. (¬2) حديث صحيح، سويد بن سعيد وسعيد بن مسلمة متابعان، وباقي رجاله ثقات. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وهو مكرر الحديث (59)، وسلف تخريجه هناك. (¬3) حديث صحيح، عطاء بن السائب- وإن كان قد اختلط- رواه عنه سفيان الثوري عند أحمد (7382)، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، ومع ذلك فقد توبع. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي. =

4175 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي النَّارِ" (¬1). ¬

_ = وهو في "الزهد" لهناد (825)، وعنه أخرجه أبو داود (4090). وأخرجه أبو داود أيضًا (4090) من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وحماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط. وهو في "مسند أحمد" (7382)، و"صحيح ابن حبان" (328) و (5671). وأخرجه مسلم (2620) من طريق أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رفعاه: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذَّبتُه". قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 16/ 173 - 174: معناه: يتخلَّق بذلك يصير في معنى المشارك، وهذا وعيد شديد في الكبر، مصرَّح بتحريمه، وأما تسميته إزارًا ورداء فمجاز واستعارة حسنة، كما تقول العرب: فلان شعاره الزهد، ودثاره التقوى، لا يريدون الثوب الذي هو شعار أو دثار، بل معناه: صفته. كذا قال المازري. ومعنى الاستعارة هنا: أن الإزار والرداء يلصقان بالإنسان ويلزمانه، وهما جمال له، قال: فضرب ذلك مثلًا لكون العز والكبرياء باللهِ تعالى أحق له وألزم، واقتضاهما جلاله. ومن مشهور كلام العرب: فلان واسع الرداء، وغمر الرداء، أي: واسع العطية. (¬1) رجاله ثقات، إلا أن عطاء بن السائب اختلط. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 264: ولم يعرف حال عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده. وهو في "صحيح ابن حبان" (5672). وقد صح من طريق عطاء من حديث أبي هريرة، وهو السالف قبله.

4176 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ يَتَوَاضَعُ لِلَّهِ دَرَجَةً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً، وَمَنْ يَتَكَبَّرُ عَلَى اللَّهِ دَرَجَةً يَضَعُهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ" (¬1). 4177 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف دراج -وهو ابن سمعان أبو السمح- لا سيما في روايته عن أبي الهيثم -واسمه سليمان بن عمرو-، عن أبي سعيد. ابن وهب: هو عبد الله. وأخرجه أحمد (11724)، وأبو يعلى (1109)، وابن حبان (5678) من طريق دراج، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عمر عند أحمد (309)، ولفظه: "من تواضع لي هكذا -وجعل باطن كفه إلى الأرض وأدناها إلى الأرض- رفعتُه هكذا -وجعل باطن كفه إلى السماء، ورفعها نحو السماء-". وعن أبي هريرة عند مسلم (2588)، ولفظه: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". (¬2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وقد صح بنحو هذا اللفظ كما سيأتي في التخريج. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وشعبة: هو ابن الحجاج. وهو في "مسند أحمد" (13256) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. =

4178 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيُشَيِّعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَيَركَبُ الْحِمَارَ، وَكَانَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ عَلَى حِمَارٍ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ، عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ بِرَسَنٍ مِنْ لِيفٍ، وَتَحْتَهُ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ (¬1). 4179 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ ¬

_ = وأخرج البخاري (6072) تعليقًا عن هشيم، أخبرنا حميد الطويل، حدثنا أنس ابن مالك قال: كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتاخذ بيد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فتنطلق به حيث شاءت. وأخرجه مسلم (2326)، وأبو داود (4819) من طريق ثابت، عن أنس: أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، فقال: "يا أم فلان، انظري أي السكَكِ شئتِ حتى أقضيَ لك حاجتك" فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها. وهو في "مسند أحمد" (14046). (¬1) إسناده ضعيف لضعف مسلم -وهو ابن كيسان- الأعور، وقد اختلف عليه فيه كما سلف بيانُه عند الحديث (2296). جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي. وأخرجه الترمذي (1038) من طريق علي بن مسهر، عن مسلم الأعور، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم عن أنس، ومسلم الأعور يُضعف، وهو مسلم بن كيسان الملائي تكلِّم فيه، وقد روى عنه شعبة وسفيان. وقد سلف مختصرًا بإجابة دعوة المملوك برقم (2296). قوله: "بِرَسَن" هو الحبل الذي يُقاد به البعير وغيره. والإكاف: بكسر الهمزة وضمها، شبه الرِّحال والأقتاب من المراكب.

17 - باب الحياء

عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ خَطَبَهُمْ فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ" (¬1). 17 - بَابُ الْحَيَاءِ 4180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ مَوْلًى لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ عَذْرَاءَ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ (¬2). 4181 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ الزُّهْرِيِّ ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل علي بن الحسين ابن واقد ومطر -وهو ابن طهمان الوراق-، وقد توبعا. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير. وأخرجه مسلم في المتابعات (2865) (64) من طريق الحسين بن واقد، بهذا الإسناد. وزاد: "ولا يبغي أحد على أحد". وأخرجه أبو داود (4895) من طريق حجاج، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله ابن الشخير، عن عياض بن حمار. وهذا إسناد صحيح، وحجاج: هو ابن حجاج الباهلي كما في "التحفة" (11016). وفي الباب عن أنس، وسيأتي عند المصنف برقم (4214). (¬2) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه البخاري (3562)، ومسلم (2320) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11683)، و"صحيح ابن حبان" (6306) و (6307) و (6308).

عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف معاوية بن يحيى -وهو الصدفي-، وقد توبع. عيسى بن يونس: هو السبيعي، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وأخرجه أبو يعلى (3573)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 49، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1518)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (861)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 239 و 8/ 4، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1181) من طرق عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1758)، وفي "الصغير" (13) من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، عن عيسى بن يونس، عن معاوية بن يحيى ومالك بن أنس، عن الزهري، به. وأخرجه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" (247)، والخطيب 8/ 4، والرافعي في "التدوين" 2/ 460 من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن سهم، عن عيسى، عن مالك وحده، به. وقال الدارقطني في "غرائب مالك": تفرد به ابن سهم عن عيسى بن يونس، ولم يتابع عليه، ولا يصح. وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (92)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 363، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 146 من طريق عباد بن كثير، عن عمر بن عبد العزيز، عن الزهري، به. وعباد بن كثير يغلب على ظننا أنه الرملي الفلسطيني، وهو ضعيف. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (98) من طريق الحسن بن علي ابن مسلم البراد الحمصي وكان من خيار المسلمين، عن معاوية بن يحيى، عن محمَّد بن عبد العزيز، عن الزهري، به. وفي الباب عن ابن عباس، وسيأتي بعده. وعن يزبد بن طلحة بن ركانة مرسلًا عند مالك في "الموطأ" 2/ 905. وهذا المرسل أصح ما في الباب.

4182 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَإِنَّ خُلُقَ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ" (¬1). 4183 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْي، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، سعيد بن محمَّد الوراق ضعيف، وصالح بن حسان متروك. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 49، والعقيلي في ترجمة صالح ابن حسان من "الضعفاء" 2/ 201، والطبراني (10780)، وابن عدي في ترجمة صالح من "الكامل" 1/ 1369، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 220 من طريقين عن صالح بن حسان، بهذا الإسناد. وقال أبو حاتم في "علل الحديث" 2/ 288: حديث منكر. (¬2) إسناده صحيح. جرير. هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه البخاري (3483) و (3484)، وأبو داود (4797). من طريقين عن منصور، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (17090)، و"شرح مشكل الآثار" (1533 - 1535)، و"صحيح ابن حبان" (607). قال الإمام الطحاوي: معنى الحديث الحضُّ على الحياء والأمر به، وإعلام الناس أنهم إذا لم يكونوا من أهله، صنعوا ما شاؤوا، لا أنهم أمروا في حال من الأحوال أن يصنعوا ما شاؤوا، وهذا كقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"من كذب على متعمدًا، فليتبوأ مقعده =

4184 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ" (¬1). ¬

_ = من النار" ليس أنه مأمور إذا كذب أن يتبوأ لنفسه مقعدًا من النار، ولكنه إذا كذب عليه أن يتبوأ مقعده من النار. وقال الخطابي في "معالم السُّنن" 4/ 109 معنى قوله: النبوة الأولى: أن الجاء لم يزل أمره ثابتًا واستعماله واجبًا منذ زمان النبوة الأولى، وأنه ما من نبي إلا وقد ندب إلى الحياء، وحث عليه، وأنه لم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد عُلِمَ صوابُه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذا صفته، لم يجز عليه النسخ والتبديل. (¬1) حديث صحيح، هشيم -وهو ابن بشير- وإن كان مدلسًا، ورواه بالعنعنة - قد صرَّح بالتحديث عند ابن أبي شيبة في "مسنده" والمحاملي والطبراني في "الأوسط" والبيهقي والخطيب. وقد اختلف على هشيم في تسمية الصحابي راوي الحديث كما سيأتي. منصور: هو ابن زاذان، والحسن: هو البصري. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 264 - ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1314)، والمحاملي في "الأمالي" (66)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (72)، والطحاوي في "شرح المشكل" (3206)، والقضاعي مختصرًا في "مسند الشهاب" (156)، والطبراني في "الأوسط" (5055)، والحاكم 1/ 52، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 60، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7708) و (7709)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 338 و 6/ 192 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6807)، وفي "الصغير" (1091)، والبيهقي (7710) من طريق هشيم، به، وقرن بأبي بكرة عمران بن حصين. وأخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (449)، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 139، والطبراني في "الكبير" 18/ (409)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 59 - 60، والبيهقي (7709 م) من طريق هشيم، به، عن عمران وحده. =

18 - باب الحلم

4185 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ" (¬1). 18 - بَابُ الْحِلْمِ 4186 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ فِي أَيِّ الْحُورِ شَاءَ" (¬2). ¬

_ = وعند أبي نعيم والبيهقي أن هشيمًا رواه بواسط عن عمران، وببغداد عن أبي بكرة. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 160: المحفوظ عن أبي بكرة. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الترمذي (2127) وإسناده حسن، وهو في "صحيح ابن حبان" (659) بإسناد صحيح. البذاء: هو الفحش في القول، والجفاء: هو التباعد من الناس والغلظة عليهم وترك صلتهم وبرهم. (¬1) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20145)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2089). وهو في "مسند أحمد" (12689)، و"صحيح ابن حبان" (551). (¬2) إسناده حسن من أجل أبي مرحوم -واسمه عبد الرحيم بن ميمون- وسهل ابن معاذ بن أنس، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (4777)، والترمذي (2140) و (2661) من طريق سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15637).

4187 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ الْعَبْدِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "أَتَتْكُمْ وُفُودُ عَبْدِ الْقَيْسِ" وَمَا يرَى أَحَدٌ، فِبينَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءوا، فَنَزَلُوا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبَقِيَ الْأَشَجُّ الْعَصَرِيُّ، فَجَاءَ بَعْدُ فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ وَوَضَعَ ثِيَابَهُ جَانِبًا، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَشَجُّ، إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ ورسوله: الْحِلْمَ، وَالتُّؤَدَةَ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَشَيْءٌ جُبِلْتُ عَلَيْهِ، أَمْ شَيْءٌ حَدَثَ لِي؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "بَلْ شَيْءٌ جُبِلْتَ عَلَيْهِ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، عمارة -وهو ابن جوين- العبدىِ متروك. وقد صح نحوه من طرق أخرى. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (201) من طريق يونس بن بكير، بهذا الإسناد. وأخرج قوله: "إن فيك خصلتين ... الحلم والتؤدة" مسلم (18) (26) و (27) من طريق قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، إلا أنه قال: "الحلم والأناة"، وهو في "مسند أحمد" (11175). وقول الأشج: "أشيء جُبِلتُ عليه ... " يشدُّه ما أخرجه أبو داود (5225) من حديث زارع وكان في وفد عبد القيس ... وفيه: قال: يا رسول الله، أنا أتخلَّق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: "بل الله جبلك عليهما". وإسناده حسن في الشواهد، ولها شواهد غير هذا يصح بها ذكرناها في "المسند" (11175)، وانظر "صحيح ابن حبان" (7203). وانظر ما بعده.

4188 - حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِلْأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ: "إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ: الْحِلْمَ وَالْحَيَاءَ" (¬1). 4189 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ، كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف جدًا، العباس بن الفضل الأنصاري متروك، لكن الحديث صحيح بلفظ: "الحلم والأناة" من طريق غيره عن قرة بن خالد. أبو إسحاق الهروي: هو إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، وأبو جمرة: هو نصر بن عمران الضعي. وأخرجه مسلم (17) (25)، والترمذي (2130) من طرق عن قرة بن خالد، بهذا الإسناد، بلفظ: "الحلم والأناة". وهو في "صحيح ابن حبان" (7204). وانظر ما قبله. (¬2) إسناده صحيح. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. وأخرجه أحمد (6114)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (51)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8305) و (8307)، وفي "الآداب" (165) من طريقين عن يونس ابن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/ 61، والبخاري في "الأدب المفرد" (1318) من طريقين عن يونس بن عبيد، به، موقوفًا. وأخرجه بنحوه مرسلًا البيهقي في "الشعب" (8359)، وفي "الآداب" (161) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عمن سمع الحسن، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكره.

19 - باب الحزن والبكاء

19 - بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ 4190 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخبرنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ" وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ (¬1). ¬

_ (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن مهاجر، ومورق العجلي لم يسمع من أبي ذر فيما قاله أبو زرعة الرازي والدارقطني. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الترمذي (2465) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21516). وقوله: "والله لوددت أني شجرة تعضد" مدرج من كلام أبي ذر كما بيَّنته رواية أحمد. وفي باب قوله: "أطت السماء ... " عن حكيم بن حزام عند الطحاوي في "شرح المشكل" (1134)، والطبراني (3122)، وإسناده قوي. وفي باب قوله: "لو تعلمون ما أعلم ... " عن أنس، وهو الآتي بعده، وعن أبي هريرة عند أحمد (7499)، وابن حبان (6706). قوله: "أطت" قال ابن الأثير: الأطيط: صوت الأقتاب (والقتب: صوت الرحل)، وأطيط الإبل: أصواتها وحنينها، أي: إن كثرة ما فيها من الملائكة أثقتها حتى أطت، وهذا مَثَلٌ وإيذان بكثرة الملائكة، وإن لم يكن ثمَّ أطيط، فإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى. =

4191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا" (¬1). 4192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ إِسْلَامِهِمْ وَبَيْنَ أَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يُعَاتِبُهُمْ اللَّهُ بِهَا إِلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ: {وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16] (¬2). ¬

_ = وقوله: "الصعدات" هي الطرق. و"تجأرون" الجؤار: رفع الصوت والاستغاثة. (¬1) إسناده صحيح. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وهو في "مسند أحمد" (13009)، و "صحيح ابن حبان" (5792) من طريق قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4621)، ومسلم (2359) (134)، والنسائي في "الكبرى" (11767) من طريق موسى بن أنس، ومسلم (426)، والنسائي 3/ 83 من طريق المختار بن فلفل، كلاهما عن أنس. (¬2) صحيح من حديث عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن مسعود، وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى بن يعقوب الزمعي. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه البز ار (1443)، والطبراني (9773)، والحاكم 2/ 479، والبيهقي في "شعب الإيمان" (750) من طريق موسى بن يعقوب الزمعي، عن أبي حازم، أن عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره، أن أباه أخبره، أن عبد الله بن مسعود أخبره ... فذكره من حديث ابن مسعود. =

4193 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ" (¬1). 4194 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اقْرَأْ عَلَيَّ" فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَة النِّسَاءِ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (3027) من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، أن ابن مسعود قال: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا اللهُ بهذه الآية {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ... } [الحديد: 16]. (¬1) إسناده صحيح. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (253) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2458) من طريق أبي طارق، عن الحسن، عن أبي هريرة. وأبو طارق مجهول، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8095). وسيأتي برقم (4217) من طريق واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة ضمن حديث مطول. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد وَهِمَ فيه أبو الأحوص -وهو سلام بن سُليم الحنفي الكوفي- فرواه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. ورواه غيره عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة بن عمرو السلماني، عن ابن مسعود.=

4195 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ الْبَرَاءِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى، ثُمَّ قَالَ: "يَا إِخْوَانِي، لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا" (¬1). ¬

_ = وقد وهَّم أبا الأحوص في هذه الرواية أبو حاتم في "العلل" 2/ 71، وكذا الدارقطني فيه 5/ 181، والترمذي في "جامعه". وأخرجه الترمذي (3272)، والنسائي في "الكبرى" (8022) من طريق أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هكذا روى أبو الأحوص ... ، وإنما هو إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. وأخرجه البخاري (4582)، ومسلم (800) (247)، وأبو داود (3668)، والترمذي (3273) و (3274)، والنسائي في "الكبرى" (8024) و (8025) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. وقال الأعمش في أكثر الروايات: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة عن عيدة. وأخرجه النسائي (8023) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (3550) و (3606). (¬1) إسناده ضعيف لضعف محمَّد بن مالك -وهو الجوزجاني- فقد قال فيه ابن حبان: كان يخطئ كثيرًا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال الذهبي: فيه لين. أبو رجاء الخراساني: هو عبد الله بن واقد الهروي. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 226 - 227 - ومن طريقه البيهقي في "السُّنن" 3/ 369، وفي "الشعب" (10547)، والمزي في ترجمة عبد الله بن واقد من "تهذيب الكمال" -، وأحمد (18601)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 229، والروياني في "مسنده" (422)، والطبراني في "الأوسط" (2588)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10548)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 340 - 341 من طرق عن أبي رجاء، بهذا الإسناد.

20 - باب التوقي على العمل

4196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ابْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا" (¬1). 4197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ" (¬2). 20 - بَابُ التَّوَقِّي عَلَى الْعَمَلِ 4198 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ (¬3) الْهَمْدَانِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي رافع، وهو إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وقد سلف مطولًا برقم (1337) وخرجناه هناك. (¬2) إسناده ضعيف لضعف حماد بن أبي حميد، واسمه محمَّد، وحماد لقب. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 267، والطبراني (9799)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 266، والبيهقي في "شعب الإيمان" (802) من طريق حماد بن أبي حميد، بهذا الإسناد. (¬3) تحرف في (س) و (م) إلى: سَعْد.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60]، أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ؟ قَالَ: "لَا، يَا بنية أَبِي بَكْرٍ - أَوْ: لا يَا ابنة الصِّدِّيقِ (¬1) - وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَيُصَلِّي، وَهُوَ يَخَافُ أَنْ لَا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ" (¬2). 4199 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عِمْرَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ رَبٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ كَالْوِعَاءِ، إِذَا طَابَ أَسْفَلُهُ طَابَ أَعْلَاهُ، وَإِذَا فَسَدَ أَسْفَلُهُ، فَسَدَ أَعْلَاهُ (¬3) " (¬4). ¬

_ (¬1) قوله: "أو لا يا ابنة الصديق" من (ذ) والمطبوع. (¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الرحمن بن سعيد الهمداني لم يلقَ عائشة فيما قال أبو حاتم ونقله عنه ابنه في "المراسيل" ص 127. وكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه الترمذي (3449) من طريق مالك بن مغول، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (25263). (¬3) في (س) و (م): وإذا فسد أعلاه فسد أسفله. (¬4) حديث حسن، عثمان بن إسماعيل الدمشقي روى عنه جمع ولا يُعرف بجرح ولا تعديل، وقد توبع، وأبو عبد رب -ويقال: أبو عبد ربه، ويقال: أبو عبد رب العزة، واسمه عبد الرحمن، وقيل غير ذلك- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجاله ثقات. وأخرجه عبد بن حميد (414)، وأبو يعلى (7362)، وابن حبان (339)، والطبراني في "مسند الشاميين" (608)، والرامهرمزي في "الأمثال" (59) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. =

4200 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى فِي الْعَلَانِيَةِ فَأَحْسَنَ، وَصَلَّى فِي السِّرِّ فَأَحْسَنَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا عَبْدِي حَقًّا" (¬1). 4201 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ¬

_ = وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (596)، ومن طريقه أحمد (16853)، والطبراني في "الكبير" 19/ (866)، وفي "مسند الشاميين" (608)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1175)، وأخرجه ابن حبان (392)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 162 من طريق صدقة بن خالد، كلاهما (ابن المبارك وصدقة) عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، به. (¬1) إسناده ضعيف، بقية -وهو ابن الوليد- ضعيف ومدلس وقد رواه بالعنعنة. وقال أبو حاتم كما في "علل" ابنه 1/ 189: هذا حديث منكر، يشبه أن يكون من حديث عباد بن كثير. وأخرجه الرافعي في "التدوين" 3/ 260 من طريق بقية بن الوليد، بهذا الإسناد. وأخرجه هناد في "الزهد" (530) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 205 - وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" ص 239 من طريق وكيع، عن أبي العلاء الضحاك بن يسار، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أخيه مطرف قال: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل: هذا عبدي حقًا. وأخرجه أحمد في "الزهد" ص 311، والبيهقي في "الشعب" (6950) من طريق ثابت، عن عقبة بن عبد الغافر -أحد التابعين- قال: إذا عمل العبدُ عملًا في السر عمل حسنًا، ثم عمل في العلانية مثله، قال الله عز وجل: هذا عبدي حقًا حقًا.

21 - باب الرياء والسمعة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ ينْجِيهِ عَمَلُهُ"، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ" (¬1). 21 - بَابُ الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ 4202 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله- وإن كان سيئ الحفظ- متابع. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأخرجه مسلم (2816) (76) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (10425). وأخرجه أيضًا (74) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وأخرجه بنحوه البخاري (5673) و (6463)، ومسلم (2816) (71 - 73) و (75) من طرق عن أبي هريرة. وأخرج قوله: "سَدِّدوا وقاربوا" البخاري (39) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7203)، و"صحيح ابن حبان" (348). (¬2) إسناده صحيح. أبو مروان العثماني: هو محمَّد بن عثمان. وأخرجه مسلم (2985) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7999)، و "صحيح ابن حبان" (395).

4203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قالوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أَخبرنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ- وَكَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ، نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كَانَ أَشْرَكَ فِي عَمَلٍ عَمِلَهُ لِلَّهِ، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ" (¬1). 4204 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى. فَقَالَ: "الشِّرْكُ الْخَفِيُّ، أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، زياد بن ميناء روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني في حديثه هذا -كما في "الإصابة" لابن حجر 7/ 1772 - : سنده صالح. وأخرجه الترمذي (3422) عن محمَّد بن بشار وغير واحد، عن محمَّد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن بكر. وهو في "مسند أحمد" (15838)، و"صحيح ابن حبان" (404) و (7345). ويشهد له حديث أبي هريرة السالف قبله. (¬2) إسناده ضعيف لضعف ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فقد قال فيه أحمد: إنه رجل ليس بالمعروف، وقال البخاري: كما في "علل الترمذي" 1/ 113: منكر الحديث. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. =

4205 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ: يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا وَثَنًا، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً" (¬1). 4206 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ¬

_ = وأخرجه أحمد (11252)، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 266، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1781)، وابن عدي في ترجمة ربيح من "الكامل" 3/ 1034، والحاكم 4/ 329، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6832) من طريق كثير بن زيد، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده ضعيف جدًا، روَّاد بن الجرَّاح اختلط فتُرك، وشيخه عامر بن عبد الله مجهول، والحسن بن ذكوان مختلف فيه. وقد روي موقوفًا وهو الصحيح. وأخرجه أحمد (17120)، والطبراني في "الكبير" (7144) و (7145)، وفي "مسند الشاميين" (2236)، والحاكم 4/ 330، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 268، والبيهقي في "الشعب" (6830) من طريق عبد الواحد بن زيد البصري، عن عبادة ابن نسي، بهذا الإسناد. وعبد الواحد هذا متروك. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 268 من طريق عطاء بن عجلان، عن خالد ابن محمود بن الربيع، عن شداد. وعطاء بن عجلان متروك الحديث. وأخرجه موقوفًا من قول شداد يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/ 356، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 268 و 269 - 270. وإسناد أبي نعيم الأول صحيح. قوله: "شهوة خفية" فسَّرتها رواية أحمد وغيره بأن يصبح الرجل صائمًا، فتعرض له شهوة من شهواته، فيترك صومه.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعْ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائي يُرَائي اللَّهُ بِهِ" (¬1). 4207 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ يُرَائي يُرَائي اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعْ اللَّهُ بِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية -وهو ابن سعد- العوفي، ومحمد بن أبي ليلى -وهو محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وأخرجه الترمذي (2539) من طريق نراس بن يحيى الهمداني، عن عطية العوفي، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11357). ويشهد له حديث جندب الآتي بعده. (¬2) إسناده صحيح. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (6499)، ومسلم (2987) من طريقين عن سلمة بن كهيل، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (456). وأخرجه البخاري (7152) من طريق طريف أبي تميمة، عن جندب رفعه: "من سمَّع سمَّع الله به يوم القيامة، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه يوم القيامة". قوله: "من يرائي يرائي الله به" قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 11/ 336: قد ثبتت الياء في آخر كل منهما، أما الأولى فللإشباع، وأما الثانية فكذلك، أو المدير: فإنه يرائي به الله. ومعنى قوله: "من يرائي يرائي الله به" أي: يطلعهم على أنه فعل ذلك لهم لا لوجهه. ومعنى قوله: "من يسمع" يعني من يعمل عملًا على غير إخلاص يقصد أن يراه الناس ويسمعوه، "يسمع الله به" يعني يجازيه على ذلك بأن يفضحه، فيبدو عليه ما كان يُسره من ذلك. =

22 - باب الحسد

22 - بَابُ الْحَسَدِ 4208 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا" (¬1). ¬

_ = وقيل: معنى "سمع الله به": شهره أو ملأ أسماع الناس بسوء الثناء عليه في ذلك في الدنيا أو في القيامة بما ينطوي من خبث السريرة، ورواية البخاري (7152) منبئة بوقوع ذلك في الآخرة، ولفظها "من سَمَّعَ سَمَّعَ الله به يوم القيامة" وهو المعممد كما قال الحافظ في "الفتح". (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (73)، ومسلم (816)، والنسائي في "الكبرى" (5809) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3651)، و"شرح مشكل الآثار" (458)، و "صحيح ابن حبان" (90). قال الإمام الخطابي في شرح البخاري 1/ 195 - 196: الحسد ها هنا معناه شدة الحرص والرغبة، كنى بالحسد عنهما، لأنهما سببه، والداعي إليه، ولهذا سماه البخاري اغتباطًا. وقال صاحب "الفتح": الحسد تمني زوال النعمة عن المُنعَم عليه، وصاحبه مذموم إذا عَمِلَ بمقتضى ذلك من تصميم أو قول أو فعل، وينبغي لمن خطر له ذلك أن يكرهه كما يكره ما وضع في طبعه من حب المنهيات، وأما الحسد المذكور في الحديث، فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازًا، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة، فإن كان في الطاعة، فهو محمود ومنه {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26] وإن كان في المعصية، فهو مذموم، ومنه "ولا تنافسوا" وإن كان في الجائزات فهو مباح.

4209 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ" (¬1). 4210 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ وَأَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْحَنَّاطِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْحَسَدُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ، وَالصَّلَاةُ نُورُ الْمُؤْمِنِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، والزهري: هو محمَّد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (5025) و (7529)، ومسلم (815)، والترمذي (2049)، والنسائي في "الكبرى" (8018) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (4550)، و"شرح مشكل الآثار" (459)، و"صحيح ابن حبان" (125) و (126). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، عيسى بن أبي عيسى الحفاظ متروك. لكن لمعظمه ما يشهد له مفرقًا. ابن أبي فديك: هو محمَّد بن إسماعيل. وأخرجه أبو يعلى (3655) و (3656)، وابن عدي في ترجمة عيسى من "الكامل" 5/ 1887، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1549)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 146 من طريقين عن عيسى الحفاظ، بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى الأولى مختصرة بقوله: "الصلاة نور المؤمن"، ورواية القضاعي مختصرة بقطعة الحسد. =

23 - باب البغي

23 - بَابُ الْبَغْيِ 4211 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أَخبَرنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنْ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه ابن عدي في "ترجمة واقد بن سلامة من "الكامل" 7/ 2554، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/ 123 - 124 من طريقين عن يزيد الرقاشي، عن أنس. ويزيد ضعيف. ورواية ابن عبد البر مختصرة بقطعة الحسد. وأخرج قطعة الحسد منه الخطيب في "التاريخ" 2/ 227 من طريق قتادة، عن أنس. وإسناده ضعيف. وأخرج قوله: "الحسد يطفئ نور الحسنات" أبو داود (4904) من طريق سهل ابن أبي أمامة، عن أنس. وإسناده حسن في المتابعات والشواهد. وفي باب قوله: "الحسد يأكل الحسنات" عن أبي هريرة عند أبي داود (4903)، وفي إسناده مَن لا يُعرف. وعن ابن عمر عند القضاعي في "مسند الشهاب" (1048)، وذكره الذهبي في "الميزان" 3/ 222، وقال: باطل بهذا الإسناد. ولقوله: "الصدقة تطفئ الخطيئة" شاهد من حديث معاذ، وقد سلف عند المصنف برقم (3973). وآخر من حديث جابر عند الترمذي (618)، وهو حديث صحيح. ولقوله: "الصلاة نور المؤمن" شاهد من حديث أبي مالك الأشعري عند مسلم (223). ولقوله: "الصيام جنة من النار" شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1894)، ومسلم (1151) (162). (¬1) إسناده صحيح. ابن علية: هو إسماعيل بن إبراهيم، وعبد الرحمن: هو ابن جوشن الغطفاني. =

4212 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَسْرَعُ الْخَيْرِ ثَوَابًا الْبِرُّ وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ" (¬1). 4213 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "حَسْبُ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ" (¬2). ¬

_ = وهو في "الزهد" لابن المبارك (724). وأخرجه أبو داود (4902)، والترمذي (2679) وصححه من طريق ابن عُلية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (20374)، و"شرح مشكل الآثار" (5998) و (5999)، و"صحيح ابن حبان" (455) و (456). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، صالح بن موسى الطلحي متروك. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1777) و (1812)، وأبو يعلى (4512)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5997)، وابن عدي في ترجمة صالح من "الكامل" 4/ 1387، والطبراني في "الأوسط" (9383)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (269)، والمزي في ترجمة صالح من "تهذيب الكمال" 13/ 98 - 99، والذهبي في ترجمته من "ميزان الاعتدال" 2/ 302 من طرق عن صالح بن موسى، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي هريرة عند البيهقي 10/ 35 وقال: الحديث مشهور بالإرسال. وعن مكحول مرسلًا عند ابن راهويه في "مسنده" 5/ 270 - 271. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". ويعقوب بن حميد -وإن كان ضعيفًا- قد توبع. =

24 - باب الورع والتقوى

4214 - حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخبَرنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَوْحَى إِلَيَّ: أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلَا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ" (¬1). 24 - بَابُ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى 4215 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قَالَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا لِمَا بِهِ الْبَأْسُ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2564) من طريقين عن أبي سعيد، بهذا الإسناد. وليس لأبي سعيد هذا في "صحيح مسلم" سوى هذا الحديث. وهو في "مسند أحمد" (7727). وأخرجه أبو داود (4882)، والترمذي (2040)، وحسَّنه من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن في المتابعات من أجل هشام بن سعد. (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سنان بن سعد، ويقال: سعد ابن سنان. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (426) من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث عياض بن حمار، وقد سلف عند المصنف برقم (4179). وهو حديث صحيح. وآخر من حديث أبي هريرة عند إسحاق بن راهويه في "مسنده" (405). وفي إسناده انقطاع. (¬2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن يزيد، وهو الدمشقي. أبو عقيل: هو عبد الله بن عقيل. =

4216 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ". قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ" (¬1). 4217 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2619) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. وذكره ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 127 ونقل عن أبيه قال: هذا حديث صحيح حسن، وزيد محله الصدق، وكان يرى رأي القدر. وأخرجه بأطول مما هنا يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 523 - 524 عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 59/ 451 من طريق أبي بكر الخرائطي، عن العباس بن عبد الله الترقفي، عن محمَّد بن المبارك الصوري، عن يحيى بن حمزة، به. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1218)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 1/ 183 من طريق القاسم بن موسى، عن زيد بن واقد، به. والقاسم بن موسى ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 16.

مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ" (¬1). 4218 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلَا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث حسن، والنهي عن الضحك منه صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا رجاء -واسمه محرز بن عبد الله- ومكحول موصوفان بالتدليس، وقد روياه بالعنعنة. وأخرجه هناد في "الزهد" (1031) و (1148)، والبخاري في "الأدب المفرد" (252)، وأبو يعلى (5865)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" 39، وأبو نعيم في "الحلية" 10/ 365، وفي "تاريخ أصبهان" 2/ 302، والبيهقي في "الزهد" (818)، والمزي في ترجمة محرز من "تهذيب الكمال" 27/ 279 من طريق أبي رجاء محرز ابن عبد الله، بهذا الإسناد. وسقط مكحول من إسناد هناد وأبي يعلى، واقتصر هناد في الموضع الثاني والبخاري على قطعة الضحك، ولم يذكرها أبو يعلى والخرائطي. وأخرجه بنحوه أحمد (8095)، والترمذي (2458)، وأبو يعلى (6240) من طريق الحسن، عن أبي هريرة. والحسن لم يسمع من أبي هريرة. وفي إسناده مجهول. وأخرجه كذلك الطبراني في "الصغير" (1057) من طريق هشام بن حسان، عن محمَّد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 296: فيه من لم أعرفهم. وقد سلف النهي عن كثرة الضحك بإسناد صحيح برقم (4193). (¬2) إسناده ضعيف، الماضي بن محمَّد ضعيف، وعلي بن سليمان والقاسم بن محمَّد مجهولان. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله بن عبد الله. =

4219 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْحَسَبُ الْمَالُ، وَالْكَرَمُ التَّقْوَى" (¬1). 4220 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ضُرَيْبِ بْنِ نُقيْرٍ ¬

_ = وأخرجه ضمن حديث مطول ابن حبان في "صحيحه" (361)، والطبراني (1651)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 166 - 168، والقضاعي في "مسند الشهاب" (837) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده، عن أبي إدريس الخولاني، به. وإبراهيم بن هشام متهم بالكذب. وأخرجه كذلك ابن عدي في "الكامل" 7/ 2699، والبيهقي في "سننه" 9/ 4، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 168 من طريق يحيى بن سعيد القرشي السعدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر. وقال ابن عدي: حديث منكر من هذا الطريق عن ابن جريج. وقال ابن حبان في يحيى بن سعيد إنه يروي عن ابن جريج المقلوبات لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد. (¬1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، في رواية سلام بن أبي مطيع عن قتادة ضعف، والحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يصرح بسماعه من سمرة. وأخرجه الترمذي (3555) من طريق يونس بن محمَّد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (20102). وفي الباب عن بريدة بن الحُصيب عند أحمد (22990)، والنسائي 6/ 64، ولفظه: "إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه المالُ "، وإسناده قوي. وعن أبي هريرة عند أحمد (8774)، ولفظه: "كرمُ الرجل دينُه، ومروءته عقله، وحَسَبُه خُلُقُه"، وإسناده ضعيف. قوله: "الحَسَب" هو الفضل الدنيوي المعتَبَر بين الناس، و "الكرم" هو الفضل المعتَبَر عند الله، لقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]. قاله السندي.

25 - باب الثناء الحسن

عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَعْرِفُ كَلِمَةً - وَقَالَ عُثْمَانُ: آيَةً - لَوْ أَخَذَ النَّاسُ كُلُّهُمْ بِهَا، لَكَفَتْهُمْ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] (¬1). 25 - بَابُ الثَّنَاءِ الْحَسَنِ 4221 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبرنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالنَّبَاوَةِ أَوْ الْبَنَاوَةِ - قَالَ: وَالنَّبَاوَةُ: مِنْ الطَّائِفِ - قَالَ: "يُوشِكُ أَنْ تَعْرِفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ" قَالُوا: بِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "بِالثَّنَاءِ الْحَسَنِ وَالثَّنَاءِ السَّيِّئِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن أبا السليل لم يدرك أبا ذر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11539) من طريق المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21551). (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، أبو بكر بن أبي زهير الثقفي روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 147/ 11: سنده حسن غريب. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/ 510، وعنه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1601). وأخرجه عبد بن حميد (442)، وأحمد (15439)، والفاكهي في "أخبار مكة" (2908)، وابن أبي عاصم (1602)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3306) و (3307)، وابن حبان (7384)، والطبراني في "الكبير" 20/ (382)، والحاكم 1/ 120 و 4/ 436، والبيهقي 1/ 1230 من طرق عن نافع بن عمر، بهذا الإسناد. =

4222 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ كُلْثُومٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ أَنِّي قَدْ أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ أَنِّي قَدْ أَسَأْتُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: إنك قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا قَالُوا: إِنَّكَ قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ" (¬1). 4223 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: أن قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ" (¬2). ¬

_ = وفي الباب عن أنس عند البخاري (1367)، ومسلم (949)، ولفظ البخاري: "هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرًا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض". (¬1) رجاله ثقات غير كلثوم الخزاعي -وهو ابن علقمة- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو تابعي لا صحبة له، فهو حسن الحديث، والحديث مرسل. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان ابن مهران. وأخرجه البيهقي 10/ 125 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ويشهد له ما بعده. (¬2) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. =

4224 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي ثُبَيْتٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ خَيْرًا، وَهُوَ يَسْمَعُ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنْ مَلَأَ أُذُنَيْهِ مِنْ ثَنَاءِ النَّاسِ شَرًّا، وَهُوَ يَسْمَعُ" (¬1). 4225 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ لِلَّهِ، فَيُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ! قَالَ: "ذَلِكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ" (¬2). ¬

_ = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19749)، ومن طريقه أخرجه أحمد (3808)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص42، والشاشي (483)، وابن حبان (525) و (526)، والطبراني في "الكبير" (15433)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 43، والبيهقي 10/ 125، والبغوي في "شرح السنة" (3490). وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 42 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. (¬1) إسناده ضعيف لضعف أبي هلال -وهو محمَّد بن سليم الراسبي- وباقي رجاله ثقات. أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الربعي. وأخرجه الطبراني (12787)، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 80، والبيهقي في "الزهد الكبير" (808)، والمزي في "تهذيب الكمال" 20/ 192 من طريق مسلم بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي الجوزاء، لم يرفعه ولم يسنده إلا مسلم عن أبي هلال. وفي الباب عن أنس عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 93، والبيهقي في "الزهد الكبير" (809 - 811)، وقد روي موصولًا ومرسلًا. (¬2) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو عمران الجوني: هو عبد الملك ابن حبيب البصري. =

26 - باب النية

4226 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَعْمَلُ الْعَمَلَ فَيُطَّلَعُ عَلَيْهِ، فَيُعْجِبُنِي؟ قَالَ: "لَكَ أَجْرَانِ: أَجْرُ السِّرِّ، وَأَجْرُ الْعَلَانِيَةِ" (¬1). 26 - بَابُ النِّيَّةِ 4227 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخبَرنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَا: أَخبَرنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى ¬

_ = وأخرجه مسلم (2642) من طريقين عن أبي عمران الجوني، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (21400)، و"صحيح ابن حبان" (366). (¬1) رجاله ثقات إلا أن سعيد بن سنان الشيباني له بعض الأوهام، وقد خالفه الأعمش والثوري، فروياه عن حبيب عن أبي صالح مرسلًا. وهو في "مسند أبي داود الطيالسي" (2435)، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2542)، وقال: حديث غريب، وقد روى الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. وهو في "صحيح ابن حبان" (375). ورواية الأعمش المرسلة أوردها البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 227 - 228، وتابعه عليه مرسلًا سفيان الثوري عند البخاري أيضًا 2/ 228، والمرسل هو المحفوظ عن سفيان فيما قال أبو نعيم في "الحلية" 8/ 250.

رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" (¬1). 4228 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ فِي مَالِهِ، يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يُؤْتِهِ مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ هَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ"، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَهُمَا فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يُؤْتِهِ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ، يُنْفِقُهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَرَجُلٌ لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ عِلْمًا وَلَا مَالًا، فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ ما لهَذَا عَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ الَّذِي يَعْمَلُ" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "فَهُمَا فِي الْوِزْرِ سَوَاءٌ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (1)، ومسلم (1907)، وأبو داود (2201)، والترمذي (1742)، والنسائي 1/ 58 و 6/ 158 و 7/ 13 من طرق عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (168)، و"شرح مشكل الآثار" (5107 - 5114)، و"صحيح ابن حبان" (388) و (389). (¬2) حديث حسن بطرقه، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن سالمًا لم يسمع من أبي كبشة فيما قال الحافظ في "النكت الظراف" (12146)، وقد وقع تصريحه بالسماع من أبي كبشة عند أحمد (18027)، لكنه غير محفوظ بما قال الحافظ. وسيأتي بعده بذكر واسطة بينهما. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وهو في "الزهد" لوكيع (240)، ومن طريقه أخرجه أحمد (18024). =

4228 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُفَضَّلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ، نَحْوَهُ (¬1). ¬

_ = وهو في "شرح مشكل الآثار" (263) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2478) من طريق يونس بن خباب، عن سعيد الطائي، عن أبي البختري، عن أبي كبشة الأنماري. ورجاله ثقات غير يونس بن خباب فمختلف فيه، ضعفه البخاري وأبو حاتم والنسائي وابن حبان وابن معين في أكثر الروايات عنه، ووثقه عثمان بن أبي شيبة والساجي وابن معين في رواية، وصحح له الترمذي هذا الحديث. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه في "المسند". وانظر ما بعده. (¬1) حديث حسن بطرقه، وهذان إسنادان رجالهما ثقات غير ابن أبي كبشة، فقد قال ابن المديني فيما رواه عنه البيهقي 4/ 189: ابن أبي كبشة هذا معروف، وهو محمَّد ابن أبي كبشة. قلنا: ومحمد هذا ذكره البخاري في "التاريخ" 1/ 176 باسم: محمَّد بن عمر بن سعد، وذكر له راويًا آخر غير سالم هو إسماعيل بن أوسط، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 372 - 373، وقال: قدم الكوفة فكتب عنه ختناه إسماعيل بن أوسط وسالم بن أبي الجعد. معمر: هو ابن راشد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، ومفضل: هو ابن مهلهل. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (865)، والبيهقي 4/ 189 من طريق معمر ابن راشد، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 79 - 80 من طريق مفضل بن مهلهل، كلاهما عن منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (18026)، والطبراني 22/ (861) و (862)، والخطيب 79/ 6 - 80 من طريق سفيان الثوري، والطبراني 22/ (863) من طريق مسعر بن كدام، و (864) من طريق مفضل بن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، عن سالم، عن أبي كبشة، بإسقاط ابن أبي كبشة. وانظر ما قبله.

4229 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّمَا يُبْعَثُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ" (¬1). 4230 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخبرنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخبرنَا شَرِيكٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وليث -وهو ابن أبي سُليم- ضعيف. وأخرجه أحمد (9090)، وأبو يعلى (6247) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن عمر عند البخاري (7108)، ومسلم (2879)، ولفظه: "إذا أراد الله بقوم عذابًا أصاب العذابُ مَن كان فيهم، ثم بُعِثوا على أعمالهم". وعن جابر عند مسلم (2878)، ولفظه: "يُبعَث كل عبد على ما مات عليه"، وسيأتي بنحوه بعده. وعن عائشة عند مسلم (2884)، وفيه: "يبعثهم الله على نياتهم". (¬2) صحيح بنحو هذا اللفظ من حديث جابر، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وقد توبع. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو سفيان: هو طلحة بن نافع. وأخرجه مسلم (2878) من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد، بلفظ: "يُبعَثُ كل عبد على ما مات عليه". وهو في "مسند أحمد" (14373)، و"صحيح ابن حبان" (7319). وللفظ شريك شاهد من حديث عائشة ذكرناه في تخريج الحديث السالف قبله.

27 - باب الأمل والأجل

27 - بَابُ الْأَمَلِ وَالْأَجَلِ 4231 - حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخَطًّا خَارِجًا مِنْ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا الْإِنْسَانُ الْخَطُّ الْأَوْسَطُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ - أَوْ تَنْهَسُهُ - مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا، أَصَابَهُ هَذَا، وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ الْأَجَلُ الْمُحِيطُ، وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ" (¬1). 4232 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَنْبَأَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ عِنْدَ قَفَاهُ". وَبَسَطَ يَدَهُ أَمَامَهُ، ثُمَّ قَالَ: "وَثَمَّ أَمَلُهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه البخاري (6417)، والترمذي (2622)، والنسائي في "الكبرى" (11764) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3652). (¬2) إسناده صحيح. =

4233 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي حُبِّ اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ" (¬1). 4234 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2488)، والنسائي في "الكبرى" (11763) من طريق حماد ابن سلمة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (12238)، و"صحيح ابن حبان" (2998). وأخرجه البخاري (6418)، والنسائي (11762) من طريق همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: خط النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطوطًا فقال: "هذا الأمل وهذا الأجل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقربُ". (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046) (114) من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (1046) (113) من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والترمذي (2492) من طريق أبي صالح السمان، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8699)، و"صحيح ابن حبان" (3219). (¬2) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري. وأخرجه مسلم (1047) (115)، والترمذي (2493) و (2623) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6421)، ومسلم (1047) (115) من طريق هشام الدستوائي، ومسلم (1047) (115) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به. وهو في "مسند أحمد" (12998)، و"صحيح ابن حبان" (2339).

4235 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمَا ثَالِثٌ، وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ" (¬1). 4236 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى (6573) و (6611) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله بن سعيد متروك. وفي الباب عن أنس عند البخاري (6439)، ومسلم (1048). وعن ابن عباس عند البخاري (6436) و (6437)، ومسلم (1049). وعن ابن الزبير عند البخاري (6438). (¬2) إسناده حسن، الحسن بن عرفة ومحمد بن عمرو صدوقان، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وحسَّنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/ 240. وأخرجه الترمذي (3864) عن الحسن بن عرفة، بهذا الإسناد وقال: حديث حسن غريب وهو في "صحيح ابن حبان" (2980). وأخرجه الترمذي أيضًا (2484) من طريق كامل بن العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين سنة". وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة.

28 - باب المداومة على العمل

28 - بَابُ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ 4237 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ أَكْثَرُ صَلَاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا (¬1). 4238 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ عِنْدِي امْرَأَةٌ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "مَنْ هَذِهِ؟ " قُلْتُ: فُلَانَةُ، لَا تَنَامُ -تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا (¬2) - فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا" قَالَتْ: وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف برقم (1225) وخرَّجناه هناك. (¬2) في (ذ) و (م): صلاحها. (¬3) إسناده صحيح. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة الكوفي. وأخرجه البخاري (43)، ومسلم (785) (221)، والنسائي 3/ 218 و 8/ 123 من طريق هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24189)، و"صحيح ابن حبان" (2586). وأخرجه بنحوه مسلم (785) (220) من طريق ابن شهاب الزهري، عن عروة، به. وأخرج قوله: "عليكم بما تطيقون ... " البخاري (5861)، ومسلم (782) (215)، وأبو داود (1368)، والنسائي 2/ 68 - 69 من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. =

4239 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ التَّمِيمِيِّ الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرْنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيَ الْعَيْنِ فَقُمْتُ إِلَى أَهْلِي وَوَلَدِي فَضَحِكْتُ وَلَعِبْتُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ الَّذِي كُنَّا فِيهِ فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: نَافَقْتُ نَافَقْتُ! فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّا لَنَفْعَلُهُ، فَذَهَبَ حَنْظَلَةُ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: "يَا حَنْظَلَةُ، لَوْ كُنْتُمْ كَمَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ -أَوْ عَلَى طُرُقِكُمْ- يَا حَنْظَلَةُ، سَاعَةً وَسَاعَةً" (¬1). ¬

_ = وأخرج قولها: "كان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه" مسلم (783) (217) من طريق علقمة، و (782) (216) من طريق أبي سلمة، و (783) (218) من طريق القاسم بن محمَّد، والترمذي (3073) من طريق أبي صالح، أربعتهم عن عائشة، بلفظ "العمل" بدل "الدين"، وزاد بعضهم: "وإن قل"، وألفاظهم متقاربة، وفي رواية أبي سلمة والقاسم رَفعُه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -من قوله. قال البغوي في "شرح السنة" 4/ 49 تعليقًا على قوله: "لا يمل حتى تملوا" معناه لا يملُّ الله وإن مللتم، لأن الملال (وهو استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته) عليه لا يجوز. وقيل: معناه: إن الله لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله. وقيل: معناه لا يترك الله الثواب والجزاء ما لم تملوا من العمل، ومعنى الملال: الترك، وأن من مل شيئًا تركه وأعرض عنه فكنى بالملال عن الترك، لأنه سبب الترك. وقال الإسماعيلي وجماعة من المحققين: إنما أطلق هذا على جهة المقابلة اللفظية مجازًا. قال القرطبي المحدث: ووجه مجازه أنه تعالى لما كان يقطع ثوابه عمن يقطع العمل ملالًا، عبر عن ذلك بالملال من باب تسمية الشيء باسم سببه. (¬1) إسناده صحيح، رواية سفيان -وهو ابن سعيد الثوري- عن الجريري -وهو سعيد بن إياس- قبل الاختلاط. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. =

4240 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اكْلَفُوا مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ" (¬1). 4241 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَجُلٍ يُصَلِّي عَلَى صَخْرَةٍ، فَأَتَى نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَمَكَثَ مَلِيًّا، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَجَدَ الرَّجُلَ يُصَلِّي عَلَى حَالِهِ، فَقَامَ فَجَمَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، عليكم بالقصد - ثَلَاثًا - فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2750)، والترمذي (2683) من طريقين عن الجريري، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2620) من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن حنظلة بنحوه. وهو في "مسند أحمد" (17609). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله. وهو في "مسند أحمد" (8600) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرج قوله: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، البخاري (1966) من طريق همام، ومسلم (1103) (58) من طريق أبي زرعة والأعرج، ثلاثتهم عن أبي هريرة. ولقوله: "إن خير العمل أدومه وإن قل" شاهد من حديث عائشة في الصحيحين، وقد سلف برقم (4238). (¬2) إسناده ضعيف لضعف عيسى بن جارية، والمرفوع منه صحيح بشواهده منها حديث عائشة السالف برقم (4238)، وحديث أبي هريرة السالف برقم (4240). =

29 - باب ذكر الذنوب

29 - بَابُ ذِكْرِ الذنوب 4242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبِي، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا كُنَّا نَعْمَلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ" (¬1). 4243 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ، قال: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَإِنَّ لَهَا مِنْ اللَّهِ طَالِبًا" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أبو يعلى (1796)، وابن حبان (357)، والمزي في ترجمة عيسى بن جارية من "تهذيب الكمال" 22/ 590 من طريق يعقوب بن عبد الله، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده صحيح. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه البخاري (6921)، ومسلم (120) من طريقين عن أبي وائل شقيق بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3596)، و"صحيح ابن حبان" (396). والمراد بالإساءة في هذا الحديث الكفر كما بيَّنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 12/ 266. (¬2) حديث قوي، خالد بن مخلد حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع هنا، وعوف بن الحارث -وهو ابن الطفيل بن سخبرة- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له البخاري في "صحيحه" حديثًا واحدًا في الأدب. =

4244 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ، كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ ¬

_ = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11811) من طريق أبي عامر العقدي، عن سعيد بن مسلم بن بانك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24415)، و "شرح مشكل الآثار" (4006) و (4007)، و"صحيح ابن حبان" (5568). وفي الباب عن سهل بن سعد عند أحمد (22808) بإسناد صحيح بلفظ: "إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإن مثل مُحَقَّرات الذنوب كقوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن مُحَقراتِ الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه". وعن ابن مسعود عنده أيضًا (3818) بسند حسن في الشواهد أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إياكم ومُحَقراتِ الذنوب، فإنهن يجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه" وإن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضرب لهن مثلًا: كمثل قوم نزلوا أرض فلاةِ، فحضر صنيع القوم (طعامهم)، فجعل الرجل ينطلق، فيجيءُ بالعود والرجل بجيء بالعود حتى جمعوا سوادًا، فاججوا نارًا، وأنضجوا ما قذفوا فيها. المحقَّرات: بفتح القاف المشددة الصغائر: ونقل المناوي عن العلائي: أن مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر ومحاسبة النفس عليها، وعدم الغفلة عنها، فإن في إهمالها إهلاكه، بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان، فيفرح بالصغيرة، ويتبجح بها، ويَعدُّ التمكنَ منها نعمةً غافلًا عن كونها وإن صغرت سببًا للشقاوة حتى إن من المذنبين من يتمدح بذنبه لشدة فرحه بمقارفته فيقول: أما رأيتني كيف مزقت عرضه، ويقول المناظر: أما رأيتني كيف فضحته وذكرت مساوئه حتى أخجلته، وكيف استخففت به وحقرته، ويقول التاجر: أما رأيت كيف روجت عليه الزائف، وكيف خدعته وغبنته، وذلك وأمثاله من المهلكات.

زَادَ زَادَتْ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " (¬1). 4245 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ حدِيجٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا" قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث قوي، هشام بن عمار متابع، ومحمد بن عجلان صدوق قوي الحديث. وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (3624)، والنسائي في "الكبرى" (10179) و (11954) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7952)، و"صحيح ابن حبان" (935). قال صاحب "النهاية": أصل الرين الطبع والتغطية والختم، ومنه قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] قال الفراء في "معاني القرآن" 3/ 246: كثرت المعاصي والذنوب منهم، فأحاطت بقلوبهم، فذلك الرين عليها. (¬2) إسناده حسن من أجل عقبة بن علقمة بن حديج. أبو عامر الألهاني: هو عبد الله بن غابر. وأخرجه الروياني في "مسنده" (651)، والطبراني في "الأوسط" (4632)، وفي "الصغير" (662)، وفي "مسند الشاميين" (680)، والمزي في ترجمة عبد الله بن غابر من "تهذيب الكمال" 15/ 488 من طريقين عن علقمة بن حديج، بهذا الإسناد.

30 - باب ذكر التوبة

4246 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "التَّقْوَى وَحُسْنُ الْخُلُقِ"، وَسُئِلَ: مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّارَ؟ قَالَ: "الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ، وَالْفَرْجُ" (¬1). 30 - بَابُ ذِكْرِ التَّوْبَةِ 4247 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْهُ بِضَالَّتِهِ، إِذَا وَجَدَهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده حسن، عم عبد الله بن إدريس -واسمه داود بن يزيد الأودي، وإن كان ضعيفًا- قد تابعه في الإسناد نفسه آخره إدريس بن يزيد، وجد عبد الله بن إدريس -واسمه يزيد بن عبد الرحمن الأودي- روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يُجرح. وأخرجه الترمذي (2122) من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبيه وحده، بهذا الإسناد. وقال: حديث صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (7957)، و"شرح مشكل الآثار" (4429)، و"صحيح ابن حبان" (476). وأخرج الترمذي (2573) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة رفعه: "من وقاه الله شر ما بَيْن لَحييه، وشر ما بين رجليه، دخل الجنة"، وصححه ابن حبان (5703). وقوله: لَحييه: هو بفتح اللام وسكون الحاء: العظمان في جانبي الفم، والمراد بما بينهما: اللسان وما يتأتى به النطق. (¬2) إسناده صحيح، شبابة: هو ابن سوار، وورقاء: هو ابن عمر اليشكري. =

4248 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ الْمَدِنِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمْ السَّمَاءَ، ثُمَّ تُبْتُمْ لَتَابَ الله عَلَيْكُمْ" (¬1). 4249 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ، فَالْتَمَسَهَا، حَتَّى إِذَا أَعْيَا ¬

_ = وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2743) / (2)، والترمذي (3849) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم بإثر الحديث (2743) / (1) من طريق أبي صالح، و (2) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8192)، و"صحيح ابن حبان" (621). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد من أجل يعقوب بن حميد ابن كاسب. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. وله شاهد من حديث أبي ذر، سلف عند المصنف برقم (3821)، ولفظه: "ومَن لقيني بقراب الأرض خطيئة، ثم لا يشرك بي شيئًا، لقيتُه بمثلها مغفرة"، وإسناده صحيح. وآخر من حديث أنس عند أحمد (13493)، والترمذي (3852)، ولفظ أحمد: "والذي نفسي بيده، لو خَطِئتم حتى تملا خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم"، ولفظ الترمذي: "يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة" وإسنادهما حسن في الشواهد.

تَسَجَّى بِثَوْبِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ وَجْبَةَ الرَّاحِلَةِ حَيْثُ فَقَدَهَا، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ" (¬1). 4250 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ" (¬2). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن وكيع وعطية -وهو ابن سعد العوفي- وسفيان قد توبع. وأخرجه أحمد (11791)، وأبو يعلى (1352)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/ 218 من طريقين عن عطية، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أبي هريرة، وهو السالف برقم (2447). وانظر بقية شواهده عند حديث ابن مسعود في "المسند" (3627). (¬2) حديث محتمل للتحسين بشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أن وهيب ابن خالد تغير بأخرة، وأبو عبيدة لم يسمع من أببه ابن مسعود. وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/ 471، قال السخاوي في "المقاصد" ص 152: يعني لشواهده. معمر: هو ابن راشد، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/ 297، والسهمي في "تاريخ جرجان" (674)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (108)، والبيهقي 10/ 154، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 258 من طريق محمَّد بن عبد الله الرقاشي، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: وغيره (يعني الرقاشي) لا يرفعه. وقال الخطب: تفرد بروايته محمَّد بن عبد الله الرقاشي عن وهيب بهذا الإسناد مرفوعًا، ولم يتابع عليه. قلنا: يل تابعه عليه معلى بن أسد -وهو ثقة- فرواه عن وهيب به مرفوعًا، =

4251 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ" (¬1). ¬

_ = أخرجه من طريقه الطبراني (10281)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 210، وقال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الكريم، لم يصله عن معمر إلا وهيب. وأخرجه البيهقي 10/ 154، والخطيب في "موضح الأوهام" 1/ 257 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن ابن مسعود موقوفًا. وهو منقطع بين زياد بن أبي مريم وبين ابن مسعود. وله شاهد من حديث ابن عباس عند البيهقي في "السُّنن" 10/ 154، وفي "الشعب" (7178). وقال البيهقي: هذا إسناد فيه ضعف. وقال السخاوي: سنده ضعيف، فيه مَن لا يُعرف، وروي موقوفًا، قال المنذري: ولعله أشبه، بل هو الراجح. وآخر من حديث أبي سعد الأنصاري عند الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" - كما في "الإصابة" لابن حجر 7/ 174 - ، وأبي نعيم في "الحلية" 10/ 398، وإسناده ضعيف. وثالث لا يفرح به من حديث أبي عتبة الخولاني عند البيهقي 10/ 154، وفي إسناده عثمان بن عبد الله الشامي، يروي الموضوعات عن الثقات كما في "الميزان" 3/ 41. وقد صح عن الشعبي من قوله عند ابن الجعد في "مسنده" (1756)، وأبي نعيم في "الحلية" 4/ 218، والبيهقي في "الشعب" (7196)، غير أن رواية أبي نعيم: "عن الشعبي: كان يقال: التائب ... ". (¬1) حسن إن شاء الله، رجاله ثقات غيرَ علي بن مسعدة، وهو مختلف فيه، وثقه أبو داود الطيالسي، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه البخاري وأبو داود والنسائي، وممن ضعف الحديث به الذهبي والزين العراقي، وصححه الحاكم 4/ 244، وابن القطان في "الوهم والإيهام" 5/ 414. =

4252 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ، ابْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ" فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَنْتَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ"؟ قَالَ: نَعَمْ (¬1) 4253 - حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّمْلِيُّ، أَخبَرنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2667) عن أحمد بن منيع، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (13049). (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، زياد بن أبي مريم روى عنه ثلاثة، ووثقه العجلي والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد اختلف على عبد الكريم الجزري فيه، وحاصل الخلاف أن جماعة رووا الحديثَ عن عبد الكريم، فقالوا: عن زياد بن أبي مريم كما في هذه الرواية، منهم سفيان الثوري وابن عيينة وخصيف ابن عبد الرحمن. وخالفهم جماعة رووه عن عبد الكريم فقالوا: زياد بن الجراح. وقد بسط هذه المسألة ابن أبي حاتم في "العلل" 2/ 101 - 102، والدارقطني في "العلل" 5/ 193، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/ 511 - 514، وابن حجر في "تهذيبه" 3/ 384 - 385، ورجح ابن أبي حاتم والحافظ أنه زياد بن الجراح. قلنا: وعلى قول أنه زياد بن الجراح فالإسناد صحيح لأنه ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، وابن معقل: هو عبد الله، وهام بن عمار متابع. وأخرجه الحميدي (105)، وابن أبي شيبة 9/ 361، وأحمد (3568)، وأبو يعلى (4969) و (5129)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1465)، والحاكم 4/ 243، والبيهقي 10/ 154 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر تمام تخريجه والكلام عليه "مسند أحمد" و"شرح مشكل الآثار" و"صحيح ابن حبان" (612) و (614).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو (¬1)، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ" (¬2). 4254 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَصَابَ مِنْ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلِي هَذِهِ؟ فَقَالَ: "هِيَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي" (¬3). ¬

_ (¬1) كذا وقع في الأصول الخطية والمطبوع، وهو وهم نبه عليه المزي في "تحفة الأشراف" (6674)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء"5/ 161، والصواب: عبد الله بن عمر، كما في مصادر التخريج. (¬2) إسناده حسن من أجل ابن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي- والوليد بن مسلم -وإن كان مدلسًا ورواه بالعنعنة- قد توبع. وأخرجه الترمذي (3847) و (3848) من طريقين عن ابن ثوبان، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (6160)، و"صحيح ابن حبان" (628). قوله: "ما لم يغرغر" قال ابن الأثير: أي: ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريضُ، والغرغرة: أن يجعلَ المشروبَ في الفم، ويُرَدَّدُ إلى أصل الحلق ولا يُبلع. (¬3) إسناده صحيح. المعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وقد سلف برقم (1398)، وخُرِّجَ هناك.

4255 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبَرنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ؟ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ، فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلْأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ - أَوْ مَخَافَتُكَ - يَا رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ بذَلِكَ" (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. معمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمَّد بن مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20548)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2756) (25). وأخرجه البخاري (3481)، ومسلم (2756) (26)، والنسائي 4/ 112 من طريق الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7506)، ومسلم (2756) (24)، والنسائي في "الكبرى" (11825) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7647)، و"شرح مشكل الآثار" (561) و (562). قوله: "ليِّن قدر الله علي" قال الحافظ في "الفتح" 6/ 523: قال الخطابي: قد يستشكل هذا فيقال: كيف يُغفَر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب: أنه لم ينكر البعث وإنما جهل، فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يُعاد فلا يُعذَّب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله. وقال السندي في حاشيته على "المسند": لا يلزم أنه نفى القدرة، فصار بذلك كافرًا، فكيف يُغفر له؟ وذلك لأنه ما نفى القدرة على ممكن، وإنما فرض غيرَ المستحيل -وهو إعادته بعد الحرق والسحق والذر في الريح في البحر- مستحيلًا فيما لم يثبت عنده أنه ممكن من الدين بالضرورة، والكفر هو الأول دون الثاني.

4256 - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: لِئَلَّا يَتَّكِلَ رَجُلٌ، وَلَا يَيْأسَ رَجُلٌ (¬1). 4257 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلَّا مَنْ عَافَيْتُ، فَسَلُونِي الْمَغْفِرَةَ فَأَغْفِرَ لَكُمْ، وَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ فَاسْتَغْفَرَنِي بِقُدْرَتِي غَفَرْتُ لَهُ، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلَّا مَنْ أَغْنَيْتُ فَسَلُونِي أَرْزُقْكُمْ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا فَكَانُوا عَلَى قَلْبِ أَتْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَزِدْ فِي مُلْكِي جَنَاح ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20549)، ومن طريقه أخرجه مسلم (2243) (152) و (2619) وبإثر الحديث (2756) (25). وهو في "مسند أحمد" (7648)، و"صحيح ابن حبان" (5621). وأخرجه البخاري (3318)، ومسلم بإثر الحديث (2618) (134) من طريق سعيد المقبري، ومسلم (2243) (152) من طريق عروة بن الزبير، و (2619) (135) من طريق همام، ثلاثتهم عن أبي هريرة.

31 - باب ذكر الموت والاستعداد له

بَعُوضَةٍ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا فَكَانُوا عَلَى قَلْبِ أَشْقَى عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي، لَمْ يَنْقُصْ مِنْ مُلْكِي جَنَاحُ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَأَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا، فَسَأَلَ كُلُّ سَائِلٍ مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ - مَا نَقَصَ مِنْ مُلْكِي إِلَّا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِشَفَةِ الْبَحْرِ، فَغَمَسَ فِيهَا إِبْرَةً ثُمَّ نَزَعَهَا، ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ، عَطَائِي كَلَامٌ، إِذَا أَرَدْتُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ: كُنْ، فَيَكُونُ" (¬1). 31 - بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَالِاسْتِعْدَادِ لَهُ 4258 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادمِ اللَّذَّاتِ" يَعْنِي الْمَوْتَ (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهدْا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع. وأخرجه الترمذي (2663) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2577) من طريق أبي إدريس الخولاني وأبي أسماء الرحبي، كلاهما عن أبي ذر بنحوه وزاد فيه بعد قوله: "فغمس فيها إبرة ثم نزعها": يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه". وهو في "مسند أحمد" (21540)، و، صحيح ابن حبان" (619). (¬2) إسناده حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الترمذي (2460)، والنسائي 4/ 4 من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7925)، و"صحيح ابن حبان" (2992 - 2995).

4259 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا" قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: "أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، نافع بن عبد الله وفروة بن قيس مجهولان. وفي سماع عطاء بن أبي رباح من ابن عمر خلاف، فقد قال أحمد وابن معين: إنه لم يسمع منه، وإنما رآه رؤية. إلا أنه صرَّح بسماعه منه في هذا الحديث عند الحاكم والطبراني بإسناد حسن، وصرح بسماعه منه أيضًا في غير هذا الحديث عند الطبراني (13578) و (13605) و (13615)، إلا أن أسانيد الطبراني ضعيفة. وقد توبع بإسناد حسن في الشواهد والمتابعات كما سيأتي. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4671)، وفي "مسند الشاميين" (1559)، والحاكم 4/ 540 من طريق حفص بن غيلان، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 313 من طريق العلاء بن عتبة، كلاهما عن عطاء، بهذا الإسناد. وكلا الإسنادين حسن. فقد صرَّح عطاء بسماعه من ابن عمر في رواية ابن غيلان. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 1247، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 67، والبيهقي في "الزهد الكبير" (453)، وفي "الشعب" (10550) من طريق عبيد الله ابن سعيد بن كثير بن عفير، عن أبيه، عن مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن عطاء، به. وعبيد الله بن سعيد قال ابن حبان: يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات، لا يشبه حديثه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7993) من طريق جعفر بن أحمد بن علي المعافري، عن سعيد بن كثير، به. وجعفر بن أحمد هذا متهم كما في "الميزان". =

4260 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ" (¬1). 4261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: "كَيْفَ تَجِدُكَ؟ " قَالَ: أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَخَافُ ذُنُوبِي. ¬

_ = وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/ 333 من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الدمشقي، عن أبيه، عن عطاء، به. وخالد بن يزيد ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13536)، وفي "الأوسط" (6488)، وفي "الصغير" (1008)، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (3) من طريق مالك بن مغول، عن المعلى الكندي، عن مجاهد، عن عطاء، به. وهذا إسناد حسن في المتابعات، المعلى الكندي ترجمه البخاري في "التاريخ" 7/ 394، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 330، وذكرا أن الأعمش يروي عنه، وأثنى عليه الأعمش خيرًا كما في "المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان 3/ 224، وروى عنه أيضًا مالك ابن مغول هنا، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 492. (¬1) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي مريم -وهو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم-. وأخرجه الترمذي (2627) من طريقين عن أبي بكر ابن أبي مريم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديثٌ حسن! وهو في: مسند أحمد" (17123).

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ" (¬1). 4262 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "الْمَيِّتُ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَالِحًا، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ قَالَ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، لضعف سيار -وهو ابنُ حاتم العنزي البصري-، وقد خالفه عبدُ السلام بن مطهر -وهو ثقة- فرواه مرسلًا، وهو الصواب. جعفر: هو ابن سليمان الضبعي، وثابت: هو ابن أسلم الباني. وأخرجه الترمذي (1004)، والنسائي في "الكبرى" (10834) من طريق سيار ابن حاتم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. قلنا: أخرج المرسل أبو حاتم في "العلل" 2/ 105، والبغوي في "شرح السنة" (1456) من طريق عبد السلام بن مطهر، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت قال: مرض رجل ... فذكره مرسلًا. قال أبو حاتم: وهو أشبه.

اخْرُجِي ذَمِيمَةً، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَلَا يُفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهَا لَا تُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيُرْسَلُ بِهَا مِنْ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ" (¬1). 4263 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الْجَحْدَرِيُّ وَعُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عَبِيدَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا كَانَ أَجَلُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضٍ أَوْثَبَتْهُ إِلَيْهَا الْحَاجَةُ، فَإِذَا بَلَغَ أَقْصَى أَثَرِهِ، قَبَضَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ، فَتَقُولُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَبِّ، هَذَا مَا اسْتَوْدَعْتَنِي" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار المدائني، وابن أبي ذئب: هو محمَّد ابن عبد الرحمن. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11378) و (11925) من طريق ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (8769). وأخرجه بنحوه مسلم (2872) من طريق عبد الله بن شقيق، والنسائي 4/ 8 - 9 من طريق قسامة بن زهير، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "صحيح ابن حبان" (3013) و (3014). (¬2) رجاله ثقات غير أحمد بن ثابت الجحدري فصدوق، إلا أنه اختلف على إسماعيل بن أبي خالد في رفعه ووقفه كما سيأتي. عمر بن علي: هو ابن عطاء المقدَّمي البصري. وأخرجه الحاكم 1/ 41، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9889) من طريق عمر ابن علي المقدَّمي، بهذا الإسناد. =

4264 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ" فَقِيلَ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ اللَّهِ فِي كَرَاهِيَةِ الْمَوْتِ، فَكُلُّنَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ: إِنَّمَا ذَاكَ عِنْدَ مَوْتِهِ، إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَمَغْفِرَتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، فكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ" (¬1). ¬

_ = وأخرجه الطبراني (10403) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن هشيم بن بشير، والحاكم 1/ 41 من طريق محمَّد بن خالد الوهبي، كلاهما عن إسماعيل، به. ورواية هشيم مختصرة. وقال أبو حاتم -كما في "علل الحديث" 1/ 362 لابنه-: الكوفيون لا يرفعونه. وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 239: وغيرُ ابن مهدي يرويه عن هشيم ولا يرفعه، وكذلك رواه ابنُ عيينة ويحيى القطان وغيرهما موقوفًا، وهو الصواب. ثم أخرجه الدارقطني من طريق يحيى القطان، عن إسماعيل، عن قيس، عن ابن مسعود موقوفًا. ولقوله: "إذا كان أجل أحدكم بأرضِ، أَوْثَبَتْهُ إليها الحاجةُ" شاهد من حديث أبي عزة عند الترمذي (2287)، وإسناده صحيح. وآخر عن مطر بن عكامس عند الترمذي (2285)، وهو في "مسند أحمد" (21983)، وذكرنا هناك بقية شواهده. (¬1) إسناده صحيح. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري (6507) تعليقًا، ومسلم (2684) (15)، والترمذي (1090)، والنسائي 4/ 10 من طرق عن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2684) (16) من طريق شريح بن هانئ، عن عائشة. =

4265 - حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الليثي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا الْمَوْتَ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي" (¬1). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (24172)، و"صحيح ابن حبان" (3010). وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند البخاري (6507). قال الحافظ في "الفتح" 11/ 358: قال العلماء: محبة الله لعبده إرادته الخير له، وهدايته إليه، وإنعامه عليه، وكراهته له على الضد من ذلك. وقال ابن الأثير في "النهاية": المراد بلقاء الله هنا المصير إلى الدار الآخرة، وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت، لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها، أحب لقاء الله، ومن آثرها وركن إليها، كرِهَ لقاء الله، لأنه إنما يَصِلُ إليه بالموت. وقد سبقه إلى تأويل لقاء الله بغير الموت الأمام أبو عبيد القاسم بن سلام، فقال: ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته، لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها، وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة، قال: ومما يُبين ذلك أن الله عاب قومًا بحب الحياة، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} [يونس: 7]. (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (6351)، ومسلم (2680) (10)، وأبو داود (3108)، والترمذي (993)، والنسائي 4/ 3 من طريقين عن عبد العزيز بن صهيب، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5671) و (7233)، ومسلم (2680) (10) و (11)، وأبو داود (3109)، والنسائي 4/ 3 من طرق عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (11979)، و"صحيح ابن حبان" (968) و (969) و (2966) و (3001). =

32 - باب ذكر القبر والبلى

32 - بَابُ ذِكْرِ الْقَبْرِ وَالْبِلَى 4266 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ الْإِنْسَانِ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْم وَاحِد، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 4267 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بكى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟! قَالَ: إِنَّ ¬

_ = وقوله: لا يتمنى. كذا بإثبات الألف، وهي رواية للنسائي، والجادة حذفها، ليكون دلك علامة جزمه، ويمكن تخريج ما هنا أن تكون إثبات الألف للإشباع، فهو على حد قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} [يوسف: 90] فمن قرأ بإثبات الياء، وهي قراءةُ ابن كثير كما في "حجة القراءات" ص 364 ورواية "الصحيحين" وغيرهما: "لا يتمنين" وهو الوجه. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري (4814)، ومسلم (2955) (141) من طريق الأعمثس، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2955) (142)، وأبو داود (4743)، والنسائي 4/ 111 - 112 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم (2955) (143) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8180) و (8283)، و "شرح مشكل الآثار" (2288 - 2294)، و"صحيح ابن حبان" (3138) و (3139).

رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ" قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ" (¬1). 4268 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلَا مَشْعُوفٍ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ فِي الْإِسْلَامِ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَصَدَّقْنَاهُ. فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ اللَّهَ؟ فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللَّهَ. فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قبل النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فرجة قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، وَيُقَالُ لَهُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيُقَالُ لَهُ: فِيمَ كُنْتَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيُقَالُ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ ¬

_ (¬1) إسناده حسن، هانئ مولى عثمان صدوق، وباقي رجاله ثقات. محمَّد بن إسحاق: هو الصغاني، وهام بن يوسف وعبد الله بن بحير: هما الصنعانيان. وأخرجه الترمذي (2461) عن هناد، عن ابن معين، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (454).

النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا فَقُلْتُهُ، فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ إلى النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ" (¬1). 4269 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}. قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، يُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شبابة: هو ابن سوار المدائني، وابن أبي ذئب: هو محمَّد ابن عبد الرحمن. وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (30) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد (25089)، وابنه عبد الله في "السنة" (1448) من طريق يزيد ابن هارون، وإسحاق بن راهويه (1170) من طريق روح بن عبادة، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (29)، وابن منده في "الإيمان" (1067) من طريق يحيى بن أبي بكير، والبيهقي (29) من طريق شبابة بن سوار، أربعتهم عن ابن أبي ذئب، عن محمَّد ابن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة. والظاهر أن لمحمد بن عمرو ابن عطاء إسنادين لهذا الحديث، فكان يرويه أحيانًا من حديث أبي هريرة، وأحيانًا أخرى من حديث عائشة. وأصل حديث أبي هريرة عند الترمذي (1094) من طريق محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقوله: "ولا مشعوف" قال في "النهاية": الشعف: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.

فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] (¬1). 4270 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (2871) (73)، والنسائي 4/ 101 - 102 عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (1369) و (4699)، وأبو داود (4750)، والترمذي (3385) من طريقين عن شعبة، به. وأخرجه كذلك مسلم (2871) (74)، والنسائي 4/ 101 من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، عن البراء. وهو في "مسند أحمد" (18482) و (18575)، و"صحيح ابن حبان" (206). (¬2) إسناده صحيح. وأخرجه الترمذي (1095)، والنسائي 4/ 107 من طريق عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1379) و (3240) و (6515)، ومسلم (2866) (65) والنساثى 4/ 106 - 107 و 107 - 108 من طرق عن نافع، به. وأخرجه مسلم (2866) (66) من طريق سالم، عن ابن عمر. وهو في "مسند أحمد" (4658)، و"صحيح ابن حبان" (3130).

4271 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخبَرنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يُبْعَثُ" (¬1). 4272 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ الْأُبُلِّيُّ، أخبرنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: "إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتْ له (¬2) الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: دَعُونِي أُصَلِّي" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، سويد بن سعيد متابع، وباقي رجاله ثقات. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وهو في "موطأ مالك" 1/ 240، ومن طريقه أخرجه النسائي 4/ 108. وهو في "مسند أحمد" (15778)، و "صحيح ابن حبان" (4657). وأخرجه الترمذي (1735) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: "أرواح الشهداء" وهي لفظة انفرد بها ابن عيينة، ورواه غيره بلفظ "المسلم" أو "المؤمن". وقد سلف مطولًا بقصة برقم (1449) وتكلمنا على هذه الرواية هناك. (¬2) سقطت "له" من المطبوع. (¬3) إسناده حسن كما قال البوصيري في "الزوائد"، إسماعيل بن حفص الأبلي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: أرجو أن لا يكون به بأس، ورواية الأعمش -وهو سليمان بن مهران- عن أبي سفيان- واسمه طلحة بن نافع- قوية. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (867)، وابن حبان (3116) من طريق إسماعيل بن حفص، بهذا الإسناد.

33 - باب ذكر البعث

33 - بَابُ ذِكْرِ الْبَعْثِ 4273 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ صَاحِبَيْ الصُّورِ بِأَيْدِيهِمَا - أَوْ فِي أَيْدِيهِمَا - قَرْنَانِ يُلَاحِظَانِ النَّظَرَ مَتَى يُؤْمَرَانِ" (¬1). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس ورواه بالعنعنة، على كلام فيه أيضًا، وقد اختلف عليه في لفظه، فرواه عنه عباد بن العوام كما هنا، ورواه حفص بن غياث عنه به بلفظ: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنا ظهره، وجحظ بعينيه" قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: "قولوا: حسبنا الله، توكلنا على الله" وهذا اللفظ هو المحفوظ عن عطية، وعطية -وهو ابن سعد العوفي- قد توبع. وأخرجه الترمذي (2600) و (3524) من طريقين عن عطية عن أبي سعيد بلفظ حفص المذكور آنفا. وهو في "مسند أحمد" (11539) و (11696)، و "شرح مشكل الآثار" (5345) و (5346). وقد تابع عطية عليه بهذا اللفظ المحفوظ أبو صالح -واسمه ذكوان السمَّان- عند الطحاوي في "شرح المشكل" (5342) و (5343)، وابن حبان (328). وإسناده صحيح. أما لفظ ابن ماجه فقد أخرجه البزار (3424 - كشف الأستار)، والحاكم 4/ 559 من طريق خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وقال الحاكم: تفرد به خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم. قلنا: وخارجة متروك. والمشهور أن صاحب الصور واحد وهو إسرافيل عليه السلام لا اثنان، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 11/ 368 الأحاديث في ذلك، ثم قال: وجاء أن الذي ينفخ غيره ... فإن ثبت حُمِلَ على أنهما جميعًا ينفخان. وذكر هناك تلك الأحاديث، وأسانيدها ضعاف، والصحيح منها موقوف، وما ذكره عن "مسند أحمد" من حديث =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

_ = أبي مرية (وتصحفت في المطبوع إلى: هريرة) أو عبد الله بن عمرو على الشك وقال فيه: رجاله ثقات، لا يصح كما هو مبين في "المسند" (6804). وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك بلفظ: "كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنا ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دُرِّيان لم يَطرِف قط مخافة أن يؤمر من قبل ذلك" أخرجه الخطيب في "تاريخه" 153/ 5 من طريق أحمد ابن محمَّد بن رزق، أخبرنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي، حدثنا أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المروزي الخصيب، حدثنا عفان، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ... فذكره. ورجاله ثقات غير أحمد بن منصور الخصيب، فلم يذكر فيه الخطيب جرحًا ولا تعديلًا، ومع ذلك فقد أدرجه الضياء المقدسي في "المختارة" برقم (2567). وآخر من حديث جابر عند أبي نعيم في "الحلية" 3/ 189، وسنده حسن في الشواهد، ولفظه: "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنا جبهته وأصغى بسمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ" قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل". تنبيه: جاء في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني 3/ 489 في الاستدراكات ما نصه: تنبيه: قال ابن جرير الطبري: تظاهرت الأخبار عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "إن إسرافيل قد التقم الصور وحنا جبهته ينتظر متى يُؤمَرُ فينفخ" نقله عنه الحافظُ ابنُ كثير في "تفسيره" 2/ 172، وأتبعه بقوله: رواه مسلم في "صحيحه"، وهذا وهم محض. ثم تكلم في حق مُختصِرِه كلامًا لا يليق بأهل العلم أن يتفوهوا بمثله. وكان ينبغي على الشيخ -وهو الذي يصفه المفتونون به بحافظ العصر! - أن يتأكد هل قال ابن كثير: رواه مسلم، أم هذا مما أقحمه النساخ، إنه لو كان يتعاطى صناعة التحقيق، لرجع إلى الطبعة المحققة المتقنة من "تفسير ابن كثير"، فإنه لن يجد هذا العزو، انظر الجزء الثالث ص 276 من طبعة الشعب، فقد ذكر المحققون الثلاثة أن عزو الحديث إلى مسلم قد ورد في الطبعات السابقة على حين خلت منه مخطوطة الأزهر التي اعتمدوا عليها، وهي نسخة نفيسة متقنة. ولو رجع أيضًا إلى نهاية ابن كثير =

4274 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَدَهُ فَلَطَمَهُ، قَالَ: تَقُولُ هَذَا وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، فَقَدْ كَذَبَ" (¬1). ¬

_ = 1/ 267 - 268 لرأى أن الحافظ ابن كثير قد سرد أحاديث الصور، ونسبها إلى أحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا، ولم يذكر في واحد منها أنه رواه مسلم، لو أنه فعل ذلك لجزم بأن هذه الزيادة مقحمة على نص ابن كثير. وربما يكون عذره أنه لا يتعاطى صناعةَ التحقيق، وقد أقر على نفسه بذلك في مقدمة "صحيح الترغيب والترهيب" 1/ 15 مسوغًا لنفسه التنصُّل من الأخطاء والتحريفات التي تقع له في منقولاته فقال: لست أتحمل مسؤولية ما قد يكون في بعض الأصول والمصادر التي أُقرِّبها وأُميز أحاديثها من الأخطاء، لأن العناية بها وتصويبها أمرٌ آخر له أهله. ونحن نقبل منه هذا العذر، لكن لا ينبغي له أن يرتب على هذه الأخطاء مذمَّة الآخرين والاساءة إليهم. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 11/ 455. وأخرجه الترمذي (3526) من طريق عبدة بن سليمان، عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. =

4275 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: "يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدِهِ -وَقَبَضَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا- ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ " قَالَ: وَيَتَمَايَلُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ (¬1) 4276 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَاتِمِ ابْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "عُرَاةً حُفَاةً". قُلْتُ: وَالنِّسَاءُ؟ قَالَ: "وَالنِّسَاءُ" قُلْتُ: ¬

_ = وأخرجه البخاري (3408)، ومسلم (2373) (161) من طريق الزهري، عن أبرب سلمة وسجد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (2411)، ومسلم (2373) (160)، وأبو داود (4671)، والنسائي في "الكبرى" (7710) و (11393) من طريق الزهري، عن أبي سلمة والأعرج، عن أبي هريرة. وليس فيه عند النسائي قصة اليهودي. وأخرجه مختصرًا البخاري (3414)، ومسلم (2373) (159)، والنسائي في "الكبرى" (11394) من طريق الأعرج وحده، والبخاري (4813) من طريق الشعبي، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (5786) و (9822)، و"شرح مشكل الآثار" (5350). (¬1) إسناده صحيح. وقد سلف بإسناده ومتنه برقم (198) وخرَّجناه هناك.

يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا يُسْتَحْيَا؟ قَالَ: "يَا عَائِشَةُ، الْأَمْرُ أَهَمُّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ" (¬1). 4277 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ، ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه البخاري (6527)، ومسلم (2859) (56)، والنسائي 4/ 114 - 115 من طريق حاتم بن أبي صغيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/ 114 من طريق عروة، عن عائشة. وهو في "مسند أحمد" (24265) و (24588). وقوله: "الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض" في رواية البخاري: قال: "الأمر أشد من أن يهمهم ذلك" قال الحافظ: هو بضم أوله وكسر الهاء من الرباعي، يقال: أهمه الأمر، وجوز ابن التين فتح أوله وضم ثانيه، من: همه الشيءُ: إذا آذاه والأول أولى. ووقع في رواية يحيى بن سعيد عن حاتم عند مسلم: قال: "يا عائش الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض" وللنسائي والحاكم من طريق الزهري عن عائشة قلت: يا رسول الله فكيف بالعورات قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37] " وللترمذي، والحاكم من طريق عمان بن عبد الرحمن القرظي قرأت عائشة {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 94] فقالت: واسوأتاه الرجال والنساء يحشرون جميعًا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، فقال: {لِكُلِّ امْرِئٍ ... } الآية وزاد: "لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال، مشغل بعضهم عن بعض".

وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الْأَيْدِي، فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ، وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ" (¬1). 4278 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: "يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي موسى فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعة كما في "المراسيل" ص 39 - 40، وعلي ابن الله وريني كما في "جامع التحصيل" ص 195. وقد اختلف على علي بن علي بن رفاعة في إسناده وفي رفعه ووقفه، كما هو مبين في "المسند" (19715). وهو في "الزهد" لوكيع (366). وأخرجه الترمذي (2594) عن أبي كريب، عن وكيع، عن علي بن علي، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال: ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، وقد رواه بعضهم عن علي بن علي، وهو الرفاعي، عن الحسن، عن أبي موسى، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى. وهو في "مسند أحمد" (19715)، وفيه تمام الكلام عليه. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الأحمر -وهو سليمان بن حيان-. ابن عون: هو عبد الله. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 233. وأخرجه البخاري (6531)، ومسلم (2862)، والترمذي (2590) و (3626)، والنسائي في "الكبرى" (11593) من طريق ابن عون، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4938)، ومسلم (2862)، والترمذي (2589) و (3625)، والنسائي (11592) من طرق عن نافع، به. =

4279 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] فَأَيْنَ يكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "عَلَى الصِّرَاطِ" (¬1). 4280 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيِّ أَحَدِ بَنِي لَيْثٍ- قَالَ: وَكَانَ فِي حَجْرِ أَبِي سَعِيدٍ- قَالَ: سَمِعْتُهُ - يَعْنِي أَبَا سَعِيدٍ - يَقُولُ: سمعت رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ عَلَى حَسَكٍ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوجٌ بِهِ، ثُمَّ نَاجٍ، وَمُحْتَبَسٌ بِهِ، وَمَنْكُوسٌ فِيهَا" (¬2). ¬

_ = وهو في "مسند أحمد" (4613) و (6075)، و "صحيح ابن حبان" (7331) و (7332). (¬1) إسناده صحيح. داود: هو ابن أبي هند، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمداني. وأخرجه مسلم (2791)، والترمذي (3386) و (3523) من طريق داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (24069)، و"صحيح ابن حبان" (331) و (7380). (¬2) إسناد حسن، محمَّد بن إسحاق صدوق وقد صرَّح بالتحديث، وعبيد الله ابن المغيرة روى عنه جمع، ووثقه العجلي ويعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وهو مطولًا في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 176 - 177. وأخرجه أحمد (11081) من طريق محمَّد بن إسحاق، بهذا الإسناد. =

4281 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلَ النَّارَ أَحَدٌ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى - مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ" قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} [مريم: 71]، قَالَ: "أَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 72] " (¬1). ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (7439)، ومسلم (183) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11127)، و"صحيح ابن حبان" (7377). وقوله: "مخدوج" هكذا في أصولنا الخطية بالخاء المعجمة وفي آخره جيم. ورواه الباقون "مخدوش" بالشين، والمخدوش: الممزق، وقوله: ومنكوس فيها، أي: في جهنم، ولغير ابن ماجه: ومكدوس وهو المصروع. فالأقسام ثلاثة: ناج بلا خدش، وهالك من أول وهلة، ومتوسط بينهما يصاب ثم ينجو. (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات غير أبي سفيان -واسمه طلحة ابن نافع- فإنه وإن أخرج له الشيخان فيه كلام يحطه عن رتبة الثقة، وقد اختلف على الأعمش في هذا الإسناد. فروي عنه من حديث حفصة هنا، وهو في "مسند أحمد" (26440). وروي عنه من حديث أم مبشر أنها سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في بيت حفصة ... ، وهو في "مسند أحمد" (27042) و (27045)، وفي "صحيح ابن حبان" (4800). وروي عنه من حديث جابر، وهو في "مسند أحمد" (15262). وأخرجه مسلم (2496) من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول عند حفصة ... وأخرج أبو داود (4653)، والترمذي (4197)، والنسائي في "الكبرى" (11444) من طريق أبي الزبير، عن جابر مرفوعًا: "لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة".

34 - باب صفة أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -

34 - بَابُ صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 4282 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ، سِيمَا أُمَّتِي، لَيْسَ لِأَحَدٍ غَيْرِهَا" (¬1). 4283 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: "أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: "أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 6. وأخرجه مسلم (247) (36) و (37) من طريق أبي مالك الأشعري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (136)، ومسلم (246) (34) و (35) من طريق نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (8413) و (8840)، و "صحيح ابن حبان" (1049) و (7243). وانظر ما سيأتي برقم (4306).

الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ" (¬1). 4284 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَجِيءُ النَّبِيُّ يوم القيامة ومعه الرجل، ويجيء النَّبِيُّ (¬2) وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَأَقَلُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، فَيُقَالُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتُدْعَى أُمَّةُ مُحَمَّدٍ فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا بِذَلِكَ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا، فَصَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَذَلِكُمْ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: عدلا ً {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً} [البقرة: 143] " (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه البخاري (6528) و (6642)، ومسلم (221)، والترمذي (2723) من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (3661) و (4166)، و "شرح مشكل الآثار" (360 - 364)، و"صحيح ابن حبان" (7245) و (7458). (¬2) قوله: "يوم القيامة ومعه الرجل ويجيء النبي - صلى الله عليه وسلم - سقط من النسخ المطبوعة. (¬3) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد ابن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. =

4285 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ عَبْدٍ يُؤْمِنُ ثُمَّ يُسَدِّدُ إِلَّا سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَبَوَّءوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ذَرَارِيِّكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ، وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابِ" (¬1). 4286 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "وَعَدَنِي رَبِّي سُبْحَانَهُ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، لَا حِسَابَ ¬

_ = وأخرجه بنحوه البخاري (3339)، والترمذي (3198) و (3199) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (11283) و (11558)، و"صحيح ابن حبان" (6477). (¬1) حديث صحيح، محمَّد بن مصعب -وإن كان ضعيفًا- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه أحمد (16216)، وابن حبان (212)، والطبراني (4556)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (404) من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1291)، وأحمد (16215)، والبزار (3545 - كشف الأستار)، والطبراني (4557) و (4558)، وأبو نعيم في "الحلية"6/ 286 من طرق عن يحيى، به.

عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ" (¬1). 4287 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نُكْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أُمَّةً، نَحْنُ آخِرُهَا وَخَيْرُهَا" (¬2). 4288 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّكُمْ وَفَّيْتُمْ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن عمار متابع، وإسماعيل بن عياش صدوق حسن الحديث في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. وأخرجه الترمذي (2606) عن الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22303). وهو في "مسند أحمد" (22156)، و "صحيح ابن حبان" (6457) و (7246) من طريق صفوان بن عمرو، عن سُليم بن عامر الخبائري وأبي اليمان الهوزني، عن أبي أمامة. وهذا إسناد قوي. (¬2) إسناده حسن، حكيم -وهو ابن معاوية بن حيدة القشيري- صدوق حسن الحديث. ابن شوذب: هو عبد الله. وأخرجه الترمذي (3246) من طريق معمر، عن بهز بن حكيم، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن. وهو في "مسند أحمد" (20011) و (20025). وانظر ما بعده. (¬3) إسناده حسن كسابقه. وانظر تخريجه فيما قبله.

4289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ" (¬1). 4290 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، يُقَالُ: أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله الجوهري وحسين بن حفص الأصبهاني، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه الترمذي (2722) من طريق محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه. وقال: هذا حديث حسن، وقد روي هذا الحديث عن علقمة بن مرثد، عن سليمان ابن بريدة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلًا. ومنهم مَن قال: عن سليمان بن بريدة، عن أبيه. وهو في "مسند أحمد" (22940)، و"شرح مشكل الآثار" (366)، و"صحيح ابن حبان" (7459) و (7460). (¬2) رجاله ثقات، إلا أنه اختلف فيه على حماد بن سلمة كما سيأتي في التخريج. أبو سلمة: هو موسى بن إسماعيل التبوذكي، وحماد بن سلمة روى عن الجريري قبل الاختلاط، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وأخرجه الطيالسي (2711)، وأخرجه أحمد (2546) من طريق عفان بن مسلم، و (2692) من طريق حسن بن موسى الأشيب، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (266) من طريق عمرو بن عاصم، وأبو يعلى (2328)، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/ 481 - 482 من طريق هدبة بن خالد، خمستهم عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن ابن عباس. وعلي بن زيد ضعيف. =

4291 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أُذِنَ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ فِي السُّجُودِ، فَيَسْجُدُونَ لَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعُوا رُؤوسَكُمْ، قَدْ جَعَلْنَا عِدَّتَكُمْ فِدَاءَكُمْ مِنْ النَّارِ" (¬1). 4292 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ، عَذَابُهَا بِأَيْدِيهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، فَيُقَالُ: هَذَا فِدَاؤُكَ مِنْ النَّارِ" (¬2). ¬

_ = وأخرجه أحمد (2693) عن حسن الأشيب، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (265) من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس. ولقوله: "نحن الآخرون الأولون" شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (238) و (876)، ومسلم (855) ولفظه عند مسلم "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له (قال يوم الجمعة) فاليوم لنا وغدًا لليهود، وبعد غدٍ للنصارى". وآخر من حديث حذيفة عند مسلم (856). (¬1) إسناده ضعيف جدًا، جبارة بن المغلس ضعيف، وعبد الأعلى بن أبي المساور متروك. أبو بردة: هو ابن أبي موسى الأشعري. وأخرج الشطر الثاني منه مسلم (2767) من طرق عن أبي بردة، عن أبيه رفعه: "إذا كان يوم القيامة، دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيًا، فيقول: هذا فكاكك من النار". وهو في "مسند أحمد" (19670). (¬2) إسناده ضعيف، جبارة بن المغلس وكثير بن سُليم ضعيفان.=

35 - باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة

35 - بَابُ مَا يُرْجَى مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ 4293 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخبَرنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، قَسَمَ مِنْهَا رَحْمَةً بَيْنَ جَمِيعِ الْخَلَائِقِ، فَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 4294 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ مِنْهَا رَحْمَةً، فَبِهَا تَعْطِفُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَالْبَهَائِمُ بَعْضُهَا عَلَى ¬

_ = وفي الباب عن أنس عند أحمد (19658)، وإسناده ضعيف. وقد ذكرنا لفظه الصحيح فيما قبله. (¬1) إسناده صحيح. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه مسلم (2752) (19) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2752) (18)، والترمذي (3853) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، والبخاري (6000)، ومسلم (2752) (17) من طريق سعيد ابن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (9609)، و"صحيح ابن حبان" (6147).

بَعْضٍ، وَالطَّيْرُ، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَكْمَلَهَا اللَّهُ بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ" (¬1). 4295 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي" (¬2). 4296 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا عَلَى حِمَارٍ، فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟ " قال: قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو كريب: هو محمَّد بن العلاء، وأبو معاوية: هو محمَّد اين خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه بنحوه أحمد (11530)، وأبو يعلى (1098) من طريق عبد الواحد ابن زياد، عن الأعمش، بهذا الإسناد. (¬2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. ولفظة "بيده" في هذا الحديث شاذة، وقد بينا ذلك في التعليق على "المسند" (9597). وقد سلف برقم (189)، وخرَّجناه هناك. (¬3) إسناده صحيح. أبو عوانة: هو الوضاح اليشكري. وهو في "مسند أحمد" (22006) من طريق شعبة، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. =

4297 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ، فَقَالَ: "مَنْ الْقَوْمُ" فَقَالُوا: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ، وَامْرَأَةٌ تَحْصِبُ تَنُّورَهَا، وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا، فَإِذَا ارْتَفَعَ وَهَجُ التَّنُّورِ، تَنَحَّتْ بِهِ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ" قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ؟ قَالَ: "بَلَى" قَالَتْ: أَوَلَيْسَ اللَّهُ أَرْحَم بِعِبَادِهِ مِنْ الْأُمِّ بِوَلَدِهَا؟ قَالَ: "بَلَى" قَالَتْ: فَإِنَّ الْأُمَّ لَا تُلْقِي وَلَدَهَا فِي النَّارِ. فَأَكَبَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْكِي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا الْمَارِدَ الْمُتَمَرِّدَ الَّذِي يَتَمَرَّدُ عَلَى اللَّهِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" (¬1). 4298 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ¬

_ = وأخرجه البخاري (2856)، ومسلم (30) (49)، وأبو داود (2559)، والترمذي (2834)، والنسائي في "الكبرى" (5846) من طريق عمرو بن ميمون، والبخاري (6267)، ومسلم (30) (48) من طريق أنس بن مالك، والبخاري (7373)، ومسلم (30) (55) من طريق الأسود بن هلال، ثلاثتهم عن معاذ بن. جبل. وهو في "صحيح ابن حبان" (210) و (362). (¬1) موضوع، إسماعيل بن يحيى الشيباني متهم بالكذب، وعبد الله بن عمر بن حفص ضعيف. وأخرجه العقيلي في ترجمة إسماعيل بن يحيى من "الضغفاء" 1/ 96 من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا شَقِيٌّ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ الشَّقِيُّ؟ قَالَ: "مَنْ لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ بِطَاعَةٍ، وَلَمْ يَتْرُكْ لَهُ مَعْصِيَةً" (¬1). 4299 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَرَأَ - أَوْ تَلَا - هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56] فَقَالَ: "قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلَا يُجْعَلْ مَعِي إِلَهٌ آخَرُ، فَمَنْ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ، فَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ" (¬2). قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، قال: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "قَالَ رَبُّكُمْ: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلَا يُشْرَكَ بِي غَيْرِي، وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنْ اتَّقَى أَنْ يُشْرِكَ بِي أَنْ أَغْفِرَ لَهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، واسمه عبد الله. وأخرجه أحمد (8594) من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. (¬2) إسناده ضعيف لضعف سهيل بن عبد الله القُطَعي. وأخرجه الترمذي (3617)، والنسائي في "الكبرى" (11566) من طريق سهيل ابن عبد الله القطعي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرد بهذا الحديث عن ثابت. وهو في "مسند أحمد" (12442). (¬3) إسناده ضعيف كسابقه.

4300 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ، فَيُنْشَرُ علَيه تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ [فيقول: لا، يا رب] (¬1)، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عذر، ألِكَ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ. فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ. فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ" (¬2). ¬

_ (¬1) ما بين الحاصرتين ليسى في أصولنا الخطية، واستدركناه من مصادر التخريج. (¬2) إسناده صحيح. محمَّد بن يحيى: هو الذهلي، وابن أبي مريم: هو سعيد ابن الحكم، والليث: هو ابن سعد، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه الترمذي (2829) و (2830) من طريقين عن عامر بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وهو في "مسند أحمد" (6994)، و"صحجح ابن حبان" (225). السجلات جمع سِجل: الكتاب الكبير، والبطاقة: الورقة، وطاشت، أي: خفت من الطيش وهو الخفة.

36 - باب ذكر الحوض

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: الْبِطَاقَةُ الرُّقْعَةُ، وَأَهْلُ مِصْرَ يَقُولُونَ لِلرُّقْعَةِ: بِطَاقَةً. 36 - بَابُ ذِكْرِ الْحَوْضِ 4301 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ، أَبْيَضَ مِثْلَ اللَّبَنِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، وَإِنِّي لَأَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (¬1). 4302 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ حَوْضِي لَأَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ من عَدَنَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، وَلَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالَ كَمَا يَذُودُ الرَّجُلُ الْإِبِلَ الْغَرِيبَةَ عَنْ حَوْضِهِ" قِيلَ: ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد العوفي. زكريا: هو ابن أبي زائدة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 11/ 453 و 13/ 146، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (904)، وابن أبي عاصم في "السنة" (723)، وأبو يعلى (1028). ويشهد للقطعة الأولى منه أحاديث الباب الآتية بعده. ويشهد لقوله: "إني لأكثرُ الأنبياء تبعًا يومَ القيامة" حديث أنس عند مسلم (196).

يَا رَسُولَ اللَّهِ، وتَعْرِفُنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، لَيْسَتْ لِأَحَدٍ غَيْرِكُمْ" (¬1). 4303 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ سَالِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَيْتُهُ عَلَى بَرِيدٍ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ قَالَ: لَقَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا سَلَّامٍ فِي مَرْكَبِكَ. قَالَ: أَجَلْ -وَاللَّهِ- يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ، وَلَكِنْ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَوْضِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى أَيْلَةَ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ، أَكَاوِيبُهُ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَأَوَّلُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الدُّنْسُ ثِيَابًا، وَالشُّعْثُ رُؤوسًا، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ، وَلَا يُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ". قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: لَكِنِّي قَدْ نَكَحْتُ الْمُنَعَّمَاتِ، وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ، لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يلي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ، وَلَا أَدْهُنُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ربعي: هو ابن حراش. وأخرجه مسلم (248) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (23317)، و"صحيح ابن حبان" (7241). (¬2) صحيح دون قوله: "أول مَن يرده علي فقراء المهاجرين" إلى آخر الحديث، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين العباس بن سالم الدمشقي وأبي سلام الحبشي، =

4304 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ، أَوْ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعُمَانَ" (¬1). 4305 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ" (¬2). ¬

_ = لكنه قد توبع. ورواية أبي سلام الحبشي -واسمه ممطور- عن ثوبان منقطعة فيما قال ابن معين وأحمد وابن المديني وأبو حاتم، وتصريحه منه بالسماع لا يصح. وأخرجه الترمذي (2612) من طريق محمَّد بن المهاجر، عن العباس، عن أبي سلام الحبشي، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وهو في "مسند أحمد" (22367). وأخرجه مسلم (2301) من طريق سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان بنحوه دون "أول مَن يرده ... ". وهو في "مسند أحمد" (22409)، و"صحيح ابن حبان" (6456). (¬1) إسناده صحيح. نصر بن علي: هو ابن نصر الجهضمي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه مسلم (2303) (41) و (42) من طرق عن قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6580)، ومسلم (2303) (39) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12362)، و"صحيح ابن حبان" (6451). وعثمان: مفتوحة العين، مشددة الميم: مدينة قديمة بالشام من أرض البلقاء قاله في "النهاية" وهي اليوم عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية أدام الله أمنها وحفظها من كل مكروه وسائرَ بلاد المسلمين. وانظر تعليفنا على "المسند". (¬2) إسناده صحيح. خالد بن الحارث روى عن سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. =

4306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَنَّهُ أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَسَلَّمَ عَلَى الْمَقْبَرَةِ، فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِكُمْ لَاحِقُونَ" ثُمَّ قَالَ: "وَدِدْنَا أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: "أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِ، وَأَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهَا؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: "فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ" قَالَ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ" ثُمَّ قَالَ: "لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، فَأُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمُّوا، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، وَلَمْ يَزَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ. فَأَقُولُ: أَلَا سُحْقًا سُحْقًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه مسلم (2303) (43) من طريقين عن قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2303) (39)، والترمذي (2610) من طريق الزهري، عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (13353)، و"صحيح ابن حبان" (6459). (¬1) إسناده صحيح. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحُرَقي مولاهم. وأخرجه مسلم (249) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7993)، و"صحيح ابن حبان" (1046). وأخرجه دون القطعة الأخيرة منه "ليذادن رجال ... " النسائي 1/ 93 - 95 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به. =

37 - باب ذكر الشفاعة

37 - بَابُ ذِكْرِ الشَّفَاعَةِ 4307 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، فَهِيَ نَائِلَةٌ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا" (¬1). ¬

_ = وأخرجه بنحوه مسلم (247) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وقد سلف من هذه الطريق مختصرًا بالإتيان محجلين من أثر الوضوء عند المصنف برقم (4282)، وخرَّجنا هذه القطعة هناك. وأخرجه مختصرًا بالسلام على الأموات أبو داود (3237) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه مختصرًا بذود رجال عن الحوض البخاري (2367)، ومسلم (2302) من طريق محمَّد بن زياد، والبخاري (6585) تعليقًا من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. الفرط: بفتح الفاء والراء: الذي يتقدم القوم ويسبقهم ليرتاد لهم الماء. وقوله: "خيل دُهم بُهم". الدُّهم جمع أدهم: وهو الأسود، والبُهم جمع بهيم: وهو الذي لا يخالط لونه لون سواه. وقوله: "غرًا محجلين" أي: بيض مواضع الوضوء من الأيدي والأوجه والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه. ليذادن: ليطردن. سحقًا سحقًا: بُعدًا بعدًا. (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه مسلم (199) (338)، والترمذي (3919) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. =

4308 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى وَأَبُو إِسْحَاقَ الْهَرَوِيُّ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخبَرنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ وَلَا فَخْرَ، وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ" (¬1). 4309 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ¬

_ = وأخرجه البخاري (6304) و (7474)، ومسلم (198) و (199) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7714) و (9504)، و"صحيح ابن حبان" (6461). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قِطْعة. وأخرجه الترمذي مطولًا بذكر قصة الشفاعة برقم (3415)، ومختصرًا (3942) من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد روي بهذا الإسناد عن أبي نضرة، عن ابن عباس، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قلنا: حديث ابن عباس أخرجه أحمد (2546). وحديث ابن ماجه في "مسند أحمد" (10987). وله دون القطعة الأخيرة منه شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2278)، وأخرج البخاري (4712) منه قوله: "أنا سيد ولد آدم". وآخر من حديث واثلة بن الأسقع عند ابن حبان (6242) و (6475)، وإسناده صحيح. ولقوله: "ولواء الحمد بيدي يوم القيامة" شاهد من حديث أنس عند أحمد (12469)، والترمذي (3937)، وإسناده جيد. وآخر من حديث عبد الله بن سلام عند ابن حبان (6478)، وإسناده ضعيف. وثالث من حديث عبادة بن الصامت عند الحاكم 1/ 30، وإسناده ضعيف ومنقطع.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَمَّا أَهْلُ النَّارِ، الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَلَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمْ نَارٌ بِذُنُوبِهِمْ أَوْ بِخَطَايَاهُمْ فَأَمَاتَتْهُمْ إِمَاتَةً، حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ لَهُمْ فِي الشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ. فَقِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ". قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ كَانَ فِي الْبَادِيَةِ (¬1). 4310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "إِنَّ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (185) من طريقين عن سعيد بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (22)، ومسلم (184) من طريق عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، ومسلم (183) من طريق عطاء بن يسار، كلاهما عن أبي سعيد. وهو في "مسند أحمد" (11077)، و"صحيح ابن حبان" (182) و (184). (¬2) حديث صحيح، زهير بن محمَّد -وهو التميمي العنبري، وإن كانت رواية أهل الشام عنه ضعيفة، والوليد بن مسلم شامي- قد توبع. محمَّد: هو ابن علي بن الحسين الباقر. وأخرجه الترمذي (2605) من طريق محمَّد بن ثابت البُناني، عن جعفر بن محمَّد، بهذا الإسناد. وزاد: قال محمَّد بن علي: قال لي جابر: يا محمَّد، مَن لم يكن من أهل الكبائر، فما له وللشفاعة. وهو في "صحيح ابن حبان" (6467). وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أبي داود (4739)، والترمذي (2604). وهو في "مسند أحمد" (13223)، و"صحيح ابن حبان" (6468).

4311 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتُرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ؟ (¬1) لَا، وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ" (¬2). ¬

_ (¬1) هكذا في (س) و (ذ)، وهو المشهور فيه فيما قال السندي في حاشيته على "المسند"، اسم فاعل من التقوى، وليس المعنى أن الشفاعة لا نصيب لهم فيها، وإنما المعنى أنها غير مخصوصة بهم. وفي (م) ونسخة على هامش (ص): "للمُنَقَّين"، وهي رواية أحمد" اسم مفعول من التنقية، أي: للمتطهرين من الذنوب. قال السندي: قيل: هو الأنسب في مقابلة قوله: "للمتلوثين"، فإن التلوث التلطخ بالأقذار، تشبيها للذنوب بها. (¬2) إسناده ضعيف لاضطرابه، فقد اختلف على زياد بن خيثمة في هذا الإسناد: فرواه عنه أبو بدر السكوني -واسمه شجاع بن الوليد- واختُلف عليه في وصله وارساله، فرواه عنه إسماعيل بن أسد بهذا الإسناد موصولًا من حديث أبي موسى. ورواه بعضهم عنه عن زياد، عن نعيم، عن ربعي، قال: أحسبه عن أبي موسى، ورواه غير واحد عنه عن زياد، عن نعيم، عن ربعي مرسلًا: ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 7/ 226. ورواه معمر بن سليمان الرقي عند أحمد (5452)، وابن أبي عاصم في "السنة" (791) عن زياد بن خيثمة، عن علي بن النعمان بن قُرَاد، عن رجل، عن ابن عمر. وعلي بن النعمان مجهول. ورواه عبد السلام بن حرب عند البيهقي في "الاعتقاد" ص 133 - 134 عن زياد، عن نعمان بن قراد، [عن نافع،] عن ابن عمر. وقال الدارقطني في "العلل" 4/ الورقة 54: ولا يصح فيه نافع. وما بين الحاصرتين سقط من مطبوع "الاعتقاد" واستدركناه من "علل الدارقطني" والنعمان مجهول أيضًا. =

4312 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلْهَمُونَ - أَوْ يَهُمُّونَ، شَكَّ سَعِيدٌ - فَيَقُولُونَ: لَوْ تَشَفَّعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ يُرِحْنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ -وَيَذْكُرُ وَيَشْكُو إِلَيْهِمْ ذَنْبَهُ الَّذِي أَصَابَ، فَيَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ- وَيَذْكُرُ سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، وَيَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ- وَلَكِنْ ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُوسَى، عَبْدًا كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ. فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ ¬

_ = وقال الدارقطني بعد إيراد هذه الاختلافات في "العلل" 7/ 226: ليس فيها شيء يصح. وقال فيه 4/ الورقة 54: الحديث مضطرب جدًا. ومع هذا صححه البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 273. وقد صحت القطعة الأولى منه التي فيها التخيير بين الشفاعة وبين دخول نصف الأمة الجنة من حديث أبي موسى نفسه في سياق آخر عند أحمد (19618)، وإسناده حسن. ومن حديث أبي موسى ومعاذ عند أحمد (22025)، وإسناده حسن أيضًا. ولها شاهد من حديث عوف بن مالك عند أحمد (24002)، والترمذي (2609)، وابن حبان (211)، وفيه ذكر أبي موسى ومعاذ في القصة عند أحمد. وإسناده صحيح. وسيأتي برقم (4317). وللقطعة الثانية منه انظر حديث جابر السالف قبله.

هُنَاكُمْ- وَيَذْكُرُ قَتْلَهُ النَّفْسَ بِغَيْرِ النَّفْسِ- وَلَكِنْ ائْتُوا عِيسَى، عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ. فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ. قَالَ: فَيَأْتُونِي فَأَنْطَلِقُ". قَالَ: فَذَكَرَ هَذَا الْحَرْفَ عَنْ الْحَسَنِ (¬1): قَالَ: "فَأَمْشِي بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ، قَالَ: "فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُأذَنُ لِي، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ يَا مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يُقَالُ لِي: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ". قَالَ: يَقُولُ قَتَادَةُ عَلَى إثرِ هَذَا الْحَدِيثِ: وَحَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ¬

_ (¬1) الحسن هذا: هو البصري، وقد روى الحسن هذا الحديث عن أنس كما ذكر معبد بن هلال في آخر حديثه في "الصحيحين"، وسيأتي ذكر روايته في التخريج.

وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ" (¬1). 4313 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلَّاقِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ: الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْعُلَمَاءُ، ثُمَّ الشُّهَدَاءُ" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. خالد بن الحارث روى عن سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط. وأخرجه البخاري (4476)، ومسلم (193) (323) و (325)، والنسائي في "الكبرى" (11179) من طرق عن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا ومختصرًا البخاري (44) و (4476) و (6565) و (7410) و (7440) و (7516)، ومسلم (193)، والترمذي (2776)، والنسائي في "الكبرى" (10917) و (11369) من طرق عن قتادة، به. وأخرجه البخاري (7510)، ومسلم (193) (326)، والنسائي في "الكبرى" (11066) من طريق معبد بن هلال العنزي، والبخاري (7509) مختصرًا من طريق حميد الطويل، كلاهما عن أنس. وهو في "مسند أحمد" (12153)، و"صحيح ابن حبان" (6464) و (7484). قوله: "لست هُناكم" أي: لست أهلًا لذلك. وقوله: "بين السماطين" أي: بين صفين من الناس. وقوله: "فيَحُدُّ لي حدًا" كأن يُقال: أَدخِل الجنة مَن عمل كذا وكذا. وقوله: "إلا مَن حبسه القرآن" أي: وجب عليه الخلود، وهم الكفار. (¬2) إسناده تالف بمرة، عنبسة بن عبد الرحمن متروك، واتهمه أبو حاتم بالوضع، وعلاق بن مسلم مجهول لم يرو عنه إلا عنبسة. =

4314 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، كُنْتُ إِمَامَ النَّبِيِّينَ وَخَطِيبَهُمْ وَصَاحِبَ شَفَاعَتِهِمْ، غَيْرَ فَخْرٍ" (¬1). 4315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ (¬2)، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ¬

_ = وأخرجه البزار (372)، والعقيلي في ترجمة عنبسة من "الضعفاء" 3/ 367، وابن عدي في ترجمته من "الكامل" 5/ 1901، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" -كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 273 - ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 177، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 551 من طريقين عن عنبسة، بهذا الإسناد. زاد البزار: "ثم المؤذنون". وفي حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (7439) ومسلم (183): "فيَشفَعُ النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي ... " ولفظ مسلم: "فيقول الله: شَفَعَتِ الملائكةُ وشَفَعَ النبيون، وشَفَعَ المؤمنون ولم يبقَ إلا أرحم الراحمين ... " وانظر "المسند" (11898). (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد من أجل عبد الله ابن محمَّد بن عقيل. وأخرجه الترمذي (3941) من طريق عبد الله بن محمَّد بن عقيل، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب. وهو في "مسند أحمد" (21245). وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري سلف عند المصنف برقم (4308) وذكرنا هناك بعض شواهده، وانظر تتمة شواهده في "مسند أحمد" عند حديث أبي هريرة (9623)، وعند حديث أبي بن كعب هذا (21245). (¬2) في (س) و (ذ) ومطبوعة محمَّد فؤاد عبد الباقي: الحسين بن ذكوان، والمثبت من (م)، وهو الموافق لي "تحفة الأشراف" ومصادر التخريج. =

عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "لَيَخْرُجَنَّ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَتِي يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ" (¬1). 4316 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ (¬2)، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سِوَاكَ؟ قَالَ: "سِوَايَ". قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: أَنَا سَمِعْتُهُ (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن ذكوان -وهو أبو سلمة البصري- فقد ضعفه جمهور النقاد، ولم يخرج له البخاري في "صحيحه" سوى هذا الحديث. أبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان. وأخرجه البخاري (6566)، وأبو داود (4745)، والترمذي (2783) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (19897) وفيه تمام تخريجه. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (6558)، ومسلم (191). وهو في "المسند" (14312)، وانظر تتمة شواهده فيه. (¬2) هكذا في الأصول الخطية بالدال المهملة، وهكذا جاء في "تهذيب الكمال" للمزي 14/ 359، و"الإصابة" لابن حجر 4/ 37، وكذا قيده صاحب "خلاصة التذهيب"، أما الحافظ ابن حجر فضبطه في "التقريب" بالذال المعجمة! (¬3) إسناده صحيح. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء. وأخرجه الترمذي (2607) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15857) و (15858)، و"صحيح ابن حبان" (7376).

38 - باب صفة النار

4317 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَتَدْرُونَ مَا خَيَّرَنِي رَبِّيَ اللَّيْلَةَ؟ " قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "فَإِنَّهُ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ" فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِهَا، قَالَ: "هِيَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" (¬1). 38 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ 4318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَيَعْلَى، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَوْلَا أَنَّهَا أُطْفِئَتْ بِالْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا انْتَفَعْتُمْ بِهَا، وَإِنَّهَا لَتَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُعِيدَهَا فِيهَا" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح، هشام بن عمار متابع، وباقي رجاله ثقات. صدقة بن خالد: هو الأموي الدمشقي، وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي. وأخرجه الترمذي (2609) من طريق أبي المليح، عن عوف بن مالك. وهو في "مسند أحمد" (24002)، و"صحيح ابن حبان" (211). وانظر حديث أبي موسى السالف برقم (4311). (¬2) إسناده ضعيف جدًا، نفيع أبو داود -وهو ابن الحارث الأعمى- متروك. ويغني عنه حديث أبي هريرة الآتي في التخريج. وأخرجه هناد في "الزهد" (234) عن عبدة بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد موقوفًا على أنس. وقال مُحقًقه نظرًا لرواية ابن ماجه المرفوعة: كذا في النسختين ... وأخشى أنه سقط منه: "قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ". قلنا: يؤيد أنه =

4319 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لَهَا نَفَسَيْنِ: نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ، فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا، وَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَا" (¬1). ¬

_ = موقوف عند هناد قول ابن رجب في "التخويف من النار" ص40 بعد تخريج المرفوع من "سنن ابن ماجه": وقد روي موقوفًا على أنس. وأخرجه مرفوعًا الحاكم 4/ 593 من طريق بكر بن بكر، عن حسين بن فرقد، عن الحسن، عن أنس. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. وتعقبه الذهبي فقال: حسنٌ: واهٍ، وبكر: قال النسائي: ليس بثقة. وأخرجه مرفوعًا أيضًا البزار (3489 - كشف الأستار) عن أحمد بن مالك القشيري، عن زائدة بن أبي الرقاد، عن زياد النميري، عن أنس. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 388: رجاله ضعفاء على توثيق لين فيهم. وفي الباب عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (7327)، والحميدي (1129)، وابن حبان (7463) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عنه مرفوعًا. وأصله عند البخاري (3265)، ومسلم (2843) من طريقين عن أبي الزناد، به دون إطفائها بالنار مرتين. وعن ابن مسعود موقوفًا عليه عند هناد في "الزهد" (235)، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/ 162 - 163. ورجاله ثقات. وعن ابن عباس عند ابن عبد البر 18/ 163 معلقًا، إلا أنه قال: "سبع مرات" بدل "مرتين". (¬1) إسناده صحيح. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 158. =

4320 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: أُوقِدَتْ النَّارُ أَلْفَ سَنَةٍ فَابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَتْ أَلْفَ سَنَةٍ فَاحْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَتْ أَلْفَ سَنَةٍ فَاسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ كَاللَّيْلِ الْمُظْلِمِ" (¬1). 4321 - حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ الْكُفَّارِ، فَيُقَالُ: اغْمِسُوهُ فِي النَّارِ غَمْسَةً، ¬

_ = وأخرجه الترمذي (2725) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (537)، ومسلم (617)، والنسائي في "الكبرى" (11576) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7247)، و"صحيح ابن حبان" (7466). (¬1) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وقد اختلف عليه في رفعه ووقفه. عاصم: هو ابن أبي النجود الكوفي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه الترمذي (2773) عن عباس بن محمَّد الدوري، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضًا (2774) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شريك، عن عاصم، عن أبي صالح أو رجل آخر، عن أبي هريرة موقوفًا. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح، ولا أعلم أحدًا رفعه غير يحيى بن أبي بكير عن شريك. وكذا صحيح وقفه الدارقطني كما في "التخويف من النار" لابن رجب ص 66. وفي الباب عن أنس بن مالك عند البيهقي في "الشعب" (799)، وفي إسناده الكديمي -وهو محمَّد بن يونس بن موسي البصري- متروك الحديث، اتهمه غير واحد من النقاد.

فَيُغْمَسُ فِيهَا، ثُمَّ يخرج، ثم يُقَالُ لَهُ: أَيْ فُلَانُ، هَلْ أَصَابَكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، مَا أَصَابَنِي نَعِيمٌ قَطُّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا وَبَلَاءً، فَيُقَالُ: اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُغْمَسُ فِيهَا غَمْسَةً، فَيُقَالُ لَهُ: أَيْ فُلَان، هَلْ أَصَابَكَ ضُرٌّ قَطُّ أَوْ بَلَاءٌ؟ فَيَقُولُ: مَا أَصَابَنِي قَطُّ ضُرٌّ وَلَا بَلَاءٌ" (¬1). 4322 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قَالَ: "إِنَّ الْكَافِرَ لَيَعْظُمُ حَتَّى إِنَّ ضِرْسَهُ لَأَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَفَضِيلَةُ جَسَدِهِ عَلَى ضِرْسِهِ، كَفَضِيلَةِ جَسَدِ أَحَدِكُمْ عَلَى ضِرْسِهِ" (¬2). ¬

_ (¬1) حديث صحيح. وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد، محمَّد بن إسحاق صدوق مدلس ورواه بالعنعنة، وقد توبع. وأخرجه مسلم (2807) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (13112). (¬2) صحيح لغيره إلى قوله: "لأعظم من أحد"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية، وهو ابن سعد العوفي. وأخرج أحمد (11232) من طريق ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: "كل ضرس مثل أُحُد". وفي رواية دراج عن أبي الهيثم ضعف. ولقوله: "إن الكافر ليعظم حتى إن ضرسه لأعظم من أحد" شاهد من حديث زيد بن أرقم عند أحمد (19266)، وابن أبي شيبة 13/ 164. وإسناده صحيح. ومن حديث أبي هريرة عند مسلم (2851)، والترمذي (2757) و (2758) و (2760)، ولفظ مسلم: "ضرس الكافر-أو ناب الكافر- مثل أحد".

4323 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي بُرْدَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا الْحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ، فَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ لَيْلَتَئِذٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ زَوَايَاهَا" (¬1). 4324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن قيس، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 3/ 352 - 353. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 261، وأحمد (17858)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1055) و (1056)، والطبراني (3359) و (3363 - 3366)، والحاكم 1/ 71 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وأخرجه بزيادة في أوله أحمد (17859)، وعبد بن حميد (443)، وأبو يعلى (1581)، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 313 و 313 - 314، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 184، والطبراني (3360 - 3362)، والحاكم 1/ 71 و 4/ 593 من طرق عن داود بن أبي هند، به. ولم يذكر أبو يعلى قوله: "وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها". ويشهد لقوله: "إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر" حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد (11148)، وفيه: "إن الرجل من أمتي ليشفع للفئام من الناس"، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. وحديث أبي أمامة عند أحمد (22215)، وإسناده حسن في الشواهد. وانظر تتمة شواهده في "المسند" (11148).

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُرْسَلُ الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ، فَيَبْكُونَ حَتَّى تنْقَطِعَ الدُّمُوعُ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدَّمَ حَتَّى يَصِيرَ فِي وُجُوهِهِمْ كَهَيْئَةِ الْأُخْدُودِ، لَوْ أُرْسِلَتْ فِيه السُّفُنُ لَجَرَتْ" (¬1). 4325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ ¬

_ (¬1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبان- الرقاشي، وقد توبع. الأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 156، والمحاملي في "الأمالي" (9)، وابن عدي في ترجمة عبد الله بن بشر من "الكامل" 4/ 1559 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري، أخرجه ابن أبي شيبة 13/ 156، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 261 من طريق يزيد بن هارون، عن سلام بن مسكين، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه الحاكم 4/ 605 من طريق أبي النعمان محمَّد بن الفضل، عن سلام ابن مسكين قال: حدَّث أبو بردة عن عبد الله بن قيس (يعني أبا موسى) ... فذكره. وقال الحاكم: صحيح الإسناد. واقتصر الشيخ الألباني في "الصحيحة" (1679) في تخريج حديث أبي موسى هذا على طريق الحاكم، وقال معقبًا على قول الحاكم: "صحيح الإسناد"، قال: وحقه أن يزيد قوله: "على شرط الشيخين"، فإن رجاله كلهم من رجالهما، لكن أبا النعمان هذا -ويلقب بعارم- كان اختلط، ولا أدري أحدَّث به قبل الاختلاط أم بعده. قلنا: أما اختلاط عارم فقد قال الدارقطني: تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة. وأقره الذهبي في "الميزان"، فإعلال الحديث به ليس بجيد، ثم فات الألباني التنبيه على الانقطاع بين سلام بن مسكين وبين أبي بردة، فإن بينهما قتادة كما في رواية ابن أبي شيبة وأبي نعيم، وليس لسلام بن مسكين رواية عن أبي بردة لا في الصحيحين ولا في كتب السُّنن، فالقول بأن الإسناد على شرط الشيخين فيه ما فيه.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] "وَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ الزَّقُّومِ قَطَرَتْ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعِيشَتَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَيْسَ لَهُ طَعَامٌ غَيْرُهُ؟ " (¬1). 4326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ" (¬2). 4327 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. ابن أبي عدي: هو محمَّد بن إبراهيم، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الترمذي (2767)، والنسائي في "الكبرى" (11054) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (2735)، و "صحيح ابن حبان" (7470). قوله: "قطرت" على بناء الفاعل أو المفعول، لأنه يجيء لازمًا ومتعديًا. قاله السندي. (¬2) حديث صحيح، يعقوب بن محمَّد الزهري -وإن كان ضعيفًا- قد توبع. وأخرجه البخاري (7437)، ومسلم (182) (299) من طريقين عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (806) و (6573)، ومسلم (182) (300)، والنسائي 2/ 229 من طرق عن الزهري، به. وهو في "مسند أحمد" (7717) و (7927)، و"صحيح ابن حبان" (7429).

39 - باب صفة الجنة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا: خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ، لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا" (¬1). 39 - بَابُ صِفَةِ الْجَنَّةِ 4328 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَمِنْ بَلْهَ مَا قَدْ أَطْلَعَكُمْ اللَّهُ عَلَيْهِ، اقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]. ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمَّد بت عمرو، وهو ابن علقمة الليثي. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مسند أحمد" (7546) و (8906)، و"صحيح ابن حبان" (7450) من طريق محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطول الترمذي (2734) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (6545) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ولفظه: "يُقال لأهلِ الجنة: خلودٌ لا موت، ولأهل النار: خلود لا موت".

قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْرَؤُهَا: مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ (¬1). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصف ابن أبي شيبة، 13/ 109، وعنه أخرجه مسلم (2824) (4). وأخرجه البخاري (4780) من طريق حماد بن أسامة، ومسلم (2824) (4) من طريق ابن نمير، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وجاء قوله: "من بله ما قد أطلعكم الله عليه" مرفوعًا عندهما مع الحديث، وكذا جاء في مطبوع "المصنف" مرفوعًا إلا أنه فيه مفصول عن الحديث هكذا: " ... قلب بشر. قال أبو هريرة: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ومن بله ... " وزيادة "قال رسول الله" هذه خطأ مطبعي فيما يظهر، فقد أخرجه ابن ماجه هنا، وهناد في "الزهد" (1) عن ابن أبي شيبة دونها. فهو المحفوظ عن أبي معاوية، على أنه قد صح رفعها من طريق غيره عن الأعمش، ومن طريق غير أبي صالح عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (3244) و (4779)، ومسلم (2824) (2) و (3)، والترمذي (3474) من طريق الأعرج، والبخاري (7498) من طريق همام، والترمذي (3576)، والنسائي في "الكبرى" (11019) من طريق أبي سلمة، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وقراءة أبي هريرة: "قُرَّات" ليست في مصادر التخريج سوى "مصنف ابن أبي شيبة"، وقد علقها البخاري في "صحيحه"، بإثر الحديث (4779) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. قوله: "من بَلْه" قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/ 516: قال الخطابي: كأنه يقول: دع ما أَطلعتُم، فإنه سهل في جنب ما ادخر لهم. قلت (القائل ابن حجر): وهذا لائق بشرح "بله" بغير تقدم "مِن" عليها، وأما إذا تقدمت "مِن" عليها، فقد قيل: هي بمعنى "كيف"، ويقال: بمعنى "أجل"، ويقال: بمعنى "غير" أو "سوى"، وقيل: بمعنى "فضل". وقال ابن مالك: المعروف "بله" اسم فعل بمعنى اترك ناصبًا لما يليها بمقتضى المفعولية، واستعماله مصدراَ بمعنى الترك مضافا إلى ما يليه، والفتحة في الأولى بنائية وفي الثانية إعرابية، وهو مصدر مهمل الفعل ممنوع من الصرف.

4329 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَشِبْرٌ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهَا (¬1) " (¬2). 4330 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" (¬3). 4331 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ¬

_ (¬1) أُقحم في المطبوع بعد هذا: الدنيا وما فيها!! (¬2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس ورواه بالعنعنة، وعطية -وهو ابن سعد العوفي- ضعيف. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير. ويشهد له حديث سهل بن سعد الآتي بعده. وحديث أبي هريرة عند البخاري (2793)، ولفظه: "لقابُ قوسٍ في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب". وحديث أنس بن مالك عند البخاري (6568)، ولفظه قريب من لفظ حديث أبي هريرة. (¬3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، هشام بن عمار كان يتلقن، وزكريا ابن منظور ضعيف. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه الترمذي (1744) من طريق عطاف بن خالد، عن أبي حازم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (15569)، وعطاف بن خالد صدوق حسن الحديث. وأخرجه أحمد (15563) من طريق عمر بن علي المقدَّمي، حدثنا أبو حازم، به. وإسناده صحيح.

أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "الْجَنَّةُ مِئةُ دَرَجَةٍ، كُلُّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَإِنَّ أَعْلَاهَا الْفِرْدَوْسُ، وَإِنَّ أَوْسَطَهَا الْفِرْدَوْسُ، وَإِنَّ الْعَرْشَ عَلَى الْفِرْدَوْسِ، مِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ" (¬1). 4332 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ ابْنِ مُوسَى، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ: "أَلَا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا، هِيَ- وَرَبِّ ¬

_ (¬1) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات -غير سويد بن سعيد فكان يتلقن، وقد توبع- إلا أنه منقطع، عطاء بن يسار لم يدرك معاذ بن جبل، وقد اختلف فيه على زيد بن أسلم وعلى عطاء بن يسار. فأخرجه الترمذي (2751) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (22087)، وقال الترمذي: هكذا روي هذا الحديث عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل. وهذا عندي أصح من حديث همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت. وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل. ثم أخرجه الترمذي (2702) و (2703) من طريق همام، عن زيد، عن عطاء، عن عبادة. وهو في "مسند أحمد" (22695). وروي أيضًا من حديث أبي هريرة، أخرجه الترمذي (2700) من طريق محمَّد ابن جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7923). ولقوله: "الجنة مئة درجة، كل درجة منها ما بين السماء والأرض" شاهد من حديث أبي الدرداء عند النسائي 6/ 20، وإسناده جيد. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (2704)، وإسناده ضعيف.

الْكَعْبَةِ- نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدٍ، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ، فِي دُارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ" قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللَّهُ" ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ (¬1). 4333 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف لجهالة الضحاك المعافري، فقد تفرد بالرواية عنه محمَّد بن مهاجر، وقال البخاري: يتكلمون فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وجهله الذهبي. وليس له في "سنن ابن ماجه" غير هذا الحديث، ولا يُعرف إلا به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 336، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 1/ 304، وابن حبان (7381)، والبيهقي في "البعث" (391)، وفي "الأسماء والصفات" ص170، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (24) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (388)، والرامهرمزي في "الأمثال" ص 145، وأبو الشيخ في "العظمة" (601)، وأبو نعيم (24) و (25) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن محمَّد بن مهاجر، عن سليمان بن موسى، به. بإسقاط الضحاك. وهذا من تدليس الوليد بن مسلم تدليسَ التسوية. وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" (72)، وأبو الشيخ (602)، وأبو نعيم (24)، والبغوي في "شرح السنة" (4386) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، عن محمَّد بن مهاجر، عن الضحاك، به. قوله: "لاخطر لها" أي: لا مثل لها. وقوله: "نهر مُطَّرد" أي: جارٍ، من اطَّرد الشيء: إذا تبع بعضُه بعضًا وجرى. وقوله: "في حَبْرة" هي النعمة وسعة العيش.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى ضَوْءِ أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ، أَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ عليه السلام سِتُّونَ ذِرَاعًا" (¬1). 4333م- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ فُضَيْلٍ عَنْ عُمَارَةَ (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي. وأخرجه البخاري (3327)، ومسلم (2834) (15) من طريقين عن عمارة بن القعقاع، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (7437). وانظر ما بعده. وقوله: "مجامرهم الألوة". المجامر جمع مجمرة وهي المبخرة، سميت مجمرة، لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور، والألوة -بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وتشديد الواو-: العود الذي يُبخر به. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 17/ 173: مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون يتنعمون بذلك وبغيره من ملاذ وأنواع نعيمها تنعما دائمًا لا آخر له ولا انقطاع أبدًا، وأن تنعمهم بذلك على هيئة تنعم أهل الدنيا إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة والنفاسة التي لا يشارك نعيم الدنيا إلا في التسمية وأصل الهيئة، وإلا فإنهم لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبصقون وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره أن نعيم الجنة دائم لا انقطاع له أبدًا. (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. =

4334 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، مَجْرَاهُ عَلَى الْيَاقُوتِ وَالدُّرِّ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ الثَّلْجِ" (¬1). 4335 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ¬

_ = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/ 109 - 110 و 14/ 130، وعنه أخرجه مسلم (2834) (16). وأخرجه مسلم (2834) (16) عن أبي كريب، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (7435). وانظر ما قبله. قوله: "على خُلُق رجل واحد" ذكر الإمام مسلم بإثر الحديث ما نصه: قال ابن أبي شيبة: "على خُلُق رجل"، وقال أبو كريب: "على خَلْق رجل". وقال النووي في "شرحه" 17/ 172: كلاهما صحيح، وقد اختلف فيه رواة "صحيح البخاري"، ويُرَجَّح الضم بقوله في الحديث الآخر: "لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد"، وقد يُرجح الفتح بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تمام الحديث: "على صورة أبيهم آدم أو على طوله". (¬1) حديث صحيح، عطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط- رواه عنه حماد ابن زيد كما سيأتي، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط. وأخرجه الترمذي (3655) من طريق محمَّد بن فضيل، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (5913) من طريق حماد بن زيد، عن عطاء، به.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ لَا يَقْطَعُهَا". وَاقْرَؤوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] (¬1). 4336 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي سُوقِ الْجَنَّةِ. قَالَ سَعِيدٌ: أَوَفِيهَا سُوقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا، نَزَلُوا فِيهَا بِفَضْلِ أَعْمَالِهِمْ، فَيُؤْذَنُ لَهُمْ فِي مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، ¬

_ (¬1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عثمان، وهو أبو بحر البكراوي، وقد توبع. أبو عمر الضرير: هو حفص بن عمر. وأخرجه ضمن حديث طويل الترمذي (3576)، والنسائي في "الكبرى" (11019) من طرق عن محمَّد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وهو في "مسند أحمد" (9650). وأخرجه البخاري (3252) و (4881)، ومسلم (2826)، والترمذي (2694) من طرق عن أبي هريرة. وهو في "مسند أحمد" (7498)، و"شرح مشكل الآثار" (5848)، و"صحيح ابن حبان" (7411) و (7412). وقوله: "واقرؤوا إن شئتم ... " مدرج من كلام أبي هريرة كما بينته بعضُ الروايات. وقال الطبري في "جامع البيان" 27/ 182 في تفسير {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30]: وهم في ظل دائم لا تنسخه الشمس فتذهبه، وكل ما لا انقطاع له، فإنه ممدود، قال لبيد: غَلبَ البقاءَ وكُنْتَ غيرَ مُغَلَّبِ ... دهرٌ طويل دائم ممدُودُ

فَيَزُورُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فيُبْرِزُ لَهُمْ عَرْشَهُ، وَيَتَبَدَّى لَهُمْ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَتُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ يَاقُوتٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ، وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ- وَمَا فِيهِمْ دَنِيءٌ- عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ، مَا يُرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَرَاسِيِّ أَفْضَل مِنْهُمْ مَجْلِسًا. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، هَلْ تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قُلْنَا: لَا. قَالَ: "كَذَلِكَ لَا تَتَمَارَوْنَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَبْقَى فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَحَدٌ إِلَّا حَاضَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُحَاضَرَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَقُولُ لِلرَّجُلِ مِنْكُمْ: أَلَا تَذْكُرُ يَا فُلَانُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ - يُذَكِّرُهُ بَعْضَ غَدَرَاتِهِ فِي الدُّنْيَا- فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي؟ فَيَقُولُ: بَلَى. فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتِي بَلَغْتَ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ طِيبًا لَمْ يَجِدُوا مِثْلَ رِيحِهِ شَيْئًا قَطُّ، ثُمَّ يَقُولُ: قُومُوا إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ مِنْ الْكَرَامَةِ، فَخُذُوا مَا اشْتَهَيْتُمْ. قَالَ: فَنَأْتِي سُوقًا قَدْ حُفَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ، فِيهِ مَا لَمْ تَنْظُرْ الْعُيُونُ إِلَى مِثْلِهِ، وَلَمْ تَسْمَعْ الْآذَانُ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ. قَالَ: فَيُحْمَلُ لَنَا مَا اشْتَهَيْنَا، لَيْسَ يُبَاعُ فِيهِ شَيْءٌ وَلَا يُشْتَرَى، وَفِي ذَلِكَ السُّوقِ يَلْقَى أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُقْبِلُ الرَّجُلُ ذُو الْمَنْزِلَةِ الْمُرْتَفِعَةِ فَيَلْقَى مَنْ هُوَ دُونَهُ -وَمَا فِيهِمْ دَنِيءٌ-، فَيَرُوعُهُ مَا يَرَى عَلَيْهِ مِنْ اللِّبَاسِ، فَمَا يَنْقَضِي آخِرُ حَدِيثِهِ حَتَّى يَتَمَثَّلَ عَلَيْهِ أَحْسَنُ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْزَنَ فِيهَا".

قَالَ: "ثُمَّ نَنْصَرِفُ إِلَى مَنَازِلِنَا، فَتتَلْقَانَا أَزْوَاجُنَا، فَيَقُلْنَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، لَقَدْ جِئْتَ وَإِنَّ بِكَ مِنْ الْجَمَالِ وَالطِّيبِ أَفْضَلَ مِمَّا فَارَقْتَنَا عَلَيْهِ، فَنَقُولُ: إِنَّا جَالَسْنَا الْيَوْمَ رَبَّنَا الْجَبَّارَ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَحِقُّنَا أَنْ نَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انْقَلَبْنَا" (¬1). 4337 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ أَبُو مَرْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، إِلَّا زَوَّجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً: ثِنْتَيْنِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ، وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثِهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، مَا مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ إِلَّا وَلَهَا قُبُلٌ شَهِيٌّ، وَلَهُ ذَكَرٌ لَا يَنْثَنِي" (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده ضعيف، هشام بن عمار كبر فصار يتلقن، وقد انفرد به، وعبد الحميد ابن حبيب بن أبي العشرين مختلف فيه، وثقه أحمد وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني، وقال البخاري: ربما يُخالف في حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: يعرف بغير حديث لا يرويه غيره، وهو ممن يكتب حديثه، وقال ابن حبان: ربما أخطأ، فمثله لا يحتمل مثل هذا الحديث. وأخرجه الترمذي (2725) عن البخاري، عن هشام بن عمار، بهذا الإسناد. وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وهو في "صحيح ابن حبان" (7438). وأخرج مسلم في "صحيحه" برقم (2833) من حديث أنس بن مالك أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن فيْ الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنًا وجمالًا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالًا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم حسنًا وجمالًا فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا". (¬2) إسناده ضعيف جدًا، خالد بن يزيد بن أبي مالك ضعيف واتهمه بعض النقاد. =

قَالَ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ: مِنْ مِيرَاثِهِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، يَعْنِي رِجَالًا دَخَلُوا النَّارَ، فَوَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ نِسَاءَهُمْ، كَمَا وُرِثَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. 4338 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وسنه فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ، كَمَا يَشْتَهِي" (¬1). 4339 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ ¬

_ = وأخرجه ابن عدي في ترجمة خالد من "الكامل" 3/ 884 من طريق هشام بن خالد الأزرق، بهذا الإسناد. (¬1) إسناده حسن، عامر الأحول -وإن أخرج له مسلم- مختلف فيه، وثقه ابن معين وأبو حاتم، وضعفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي. وباقي رجاله ثقات. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو. وأخرجه الترمذي (2742) عن محمَّد بن بشار، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وقال ابن القيم في "حادي الأرواح" ص 312: إسناد حديث أبي سعيد على شرط الصحيح، فرجاله محتج بهم فيه، ولكنه غريب جدًا. وهو في "مسند أحمد" (11563)، و"صحيح ابن حبان" (7404). وقال الترمذي بإثر الحديث: اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد، وهكذا روي عن طاووس ومجاهد وإبراهيم النخعي. وقال محمَّد -يعني البخاري-: قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة واحدة كما يشتهي، ولكن لا يشتهي. قال محمَّد: وقد روي عن أبي رزين العقيلي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد". قلنا: حديث أبي رزين أخرجه أحمد (16206)، وإسناده ضعيف.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا إلى الْجَنَّةَ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا، فَيُقَالُ لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُل الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وجدتهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ؛ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا - أَوْ: إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا - فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي - أَوْ: تَضْحَكُ بِي - وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ ". قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. فَكَانَ يُقَالُ: هَذَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا (¬1). 4340 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بريدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَنْ سَأَلَ الله ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه البخاري (6571) و (7511)، ومسلم (186) من طريق منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (187)، والترمذي (2778) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، به. وهو في "مسند أحمد" (3595) و (4391)، و"صحيح ابن حبان" (7427) و (7431) و (7475).

الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتْ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَتْ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ النَّارِ" (¬1). 4341 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا لَهُ مَنْزِلَانِ: مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ" فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل: {أُولَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 10] (¬2). ¬

_ (¬1) إسناده صحيح. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهو في "الزهد" لهناد (173)، وعنه أخرجه الترمذي (2745). وأخرجه النسائي 8/ 279 عن قتيبة بن سعيد، عن أبي الأحوص، به. وهو في "مسند أحمد" (12170) و (13173)، و"صحيح ابن حبان" (1514) و (1034). (¬2) إسناده صحيح. أبو معاوية: هو محمَّد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 18/ 5 - 6، والبيهقي في "شعب الإيمان" (378) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرج الطبري 18/ 6، والحاكم 2/ 393 من طريق عبد الرزاق، والطبري 18/ 6 من طريق ابن ثور، كلاهما عن معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 10] قال: يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم التي أعدت لهم إذا أطاعوا الله. قال شعيب كان الله له: لقد فرغنا من تحقيق سنن ابن ماجه ومقابلته بالأصول الخطية وضبطه وترقيمه وتخريج أحاديثه والحكم عليها في السابع والعشرين من ربيع الثاني سنة 1426هـ الموافق 5 حزيران سنة 2005م، فلله الحمد والمِنة.

§1/1